أوكسجين العدد 131 السنة الثالثة - 15-10-2014

Page 1

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫أوكسجين‬ ‫تصدر من الزبداني‬

‫مجلة الثورة السورية‬

‫مقتل اثنين من اللجان‬ ‫ّ‬ ‫الشعبية في منطقة الزبداني‬ ‫أمن اسرائيل أمانة سورية إيرانية‬

‫عين عرب‬ ‫تحت خط النار‬

‫أوكسجين ®‬

‫نحنا مو مجلة ‪ ..‬نحنا صوتكم الحر‬

‫السنة الثالثة العدد ( ‪2014\10\15 - ) 131‬‬

‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


‫‪2‬‬

‫تــــــركيـــــــــا‬ ‫والمنطقة العازلة‬ ‫رئيس التحرير‪ :‬فادي الصالح‬

‫هاجمــت الخارجيــة الســورية الحكومــة الرتكيــة‬ ‫معتربتــاً إن "المحــاوالت التركيــة إلقامــة منطقــة عازلــة‬ ‫علــى األراضــي الســورية تشــكل انتهــاكًا ســافرًا لمبــادئ‬ ‫وأهــداف ميثــاق األمــم المتحــدة ولقواعــد القانــون الدولــي‪ ،‬كما‬ ‫تشــكل انتهــاكًا لقــرارات مجلــس األمــن ذات الصلــة بمكافحــة‬ ‫اإلرهــاب وضــرورة تجفيــف منابعــه"‪.‬‬ ‫تركيــا التــي إســتقبلت عــى أراضيهــا مــا يقــارب مليونــن‬ ‫ســوري موفرتـاً لهــم الحاميــة عــى أراضيهــا والعيــش الكريــم‬ ‫كــا أعلنــت موقفهــا منــذ بدايــة الثــورة الســوريا بوقوفهــا‬ ‫إىل جانــب إرادة الشــعب الســوري يف التغيــر ولطاملــا‬ ‫طالبــت عــر رئيــس حكومتهــا ســابقا‪ ،‬ورئيســها اآلن "رجــب‬ ‫طيــب أردوغــان" بإنشــاء منطقــة عازلــة لحاميــة مــا أمكــن من‬ ‫املدنيــن‪.‬‬ ‫بينــا النظــام الســوري الــذي أعلنهــا مـرارا ً عــن عدائــه لرتكيا‬ ‫بســبب وقوفهــا عنــد طموحــات الشــعب الســوري الثائــر‪.‬‬ ‫كــا إنــه مل يقــدم لشــعبه ســوى القصــف والرباميــل املتفجرة‬ ‫عــى مــدى أربعــة ســنوات مــن الثــورة‪ ،‬كــا ســاهم يف نشــأة‬ ‫اإلرهــاب ورعايتــه وتســويق مــا يســتحوذ عليــه مــن ثــروات‬ ‫يف بعــض املناطــق ومــن هــذه الــروات النفــط الســوري الذي‬ ‫ســيطر عليــه تنظيــم الدولــة اإلســامية “داعــش” بحســب‬ ‫مــا نــرت صحيفــة الــرق األوســط يف ‪ ٢٠١٤-٠٧-٣٠‬حيــث‬ ‫كشــفت عــن عـرات الصفقــات التــي تجــري يف الخفــاء مــا‬ ‫بــن النظــام الســوري والدولــة اإلســامية “داعــش”‪.‬‬ ‫ففــي ترصيحــات النظــام يشء مــن الخــروج عــن النــص‬ ‫العمــي ايل ينتهجــه ملواجهــة الحــراك الســوري الطامــح‬ ‫للتغيــر حيــث أنــه طالــب بالحفــاظ عــى وحــدة أرايض‬ ‫الدولــة الســورية يف العلــن ويف الخفــاء س ـلّم ذمــام األمــور‬ ‫إليــران وروســيا‪ ..‬ولتنظيــم الدولــة اإلســامية “داعــش”‬ ‫لتنفــذ مــا عجــز عنــه مــن قمــع وقمــع للحريــات يف مناطــق‬ ‫نفوذهــا‪.‬‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫محتويات العدد‬

‫‪ -3‬عين عرب تحت خط النار‬

‫‪ -4‬رحلة في سراديب الذاكرة ‬"‪‭‬مجزرة تحت الشجر‬"‪‭‬‬ ‫ فايا وريحان يونان ونشيد ‬"‪‭‬لبالدي‬"‪‭‬‬‫‪ -5‬وعرنا تحترق حملة انسانية لحماية الحي و مدنييه‬ ‫‪ -6‬تركيا تدخل عسكري محبذ أم محتوم؟‬ ‫ّ‬ ‫الشعبية في منطقة الزبداني‬ ‫‪ -7‬مقتل اثنين من اللجان‬ ‫‪ -8‬التعايش كمدخل في سياق المواطنة‬ ‫‪ -9‬النقل والمحروقات على قائمة الغالء‬ ‫‪ -10‬أعاصير األحداث و واجب اإلنقاذ‬ ‫ عدسة ابن البلد تخسر ‪ 15‬شهيدًا حتى اليوم‬‫‪ -11‬عطر الورد الخفي ‬"‪‭‬ماء الورد‬"‪‭‬‬ ‫‪ -12‬التوحد مرض بصيب مجتمع بأكمله‬ ‫‪ -13‬في سراقب‬‪ ‭..‬نحيا من الموت‬ ‫‪ -14‬أوكسجينيات‬ ‫‪ -15‬أمن اسرائيل أمانة سورية إيرانية‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫عين عرب تحت خط النار‬

‫نيرمين عبد الرؤوف | أوكسجين‬

‫التــزال مدينــة عــن العــرب أو كوبــاين كــا‬

‫‪3‬‬

‫يســميها أهلهــا؛ تتصــدر عناويــن األخبــار‬ ‫مبعاركهــا التــي شــغلت العــامل طــوال ثالثــة‬ ‫أســابيع مضــت‪ ،‬حيــث تتواصــل االشــتباكات‬ ‫الرشســة يف أحيائهــا‪ ،‬بــن وحــدات حاميــة‬ ‫الشــعب الكــردي‪ ،‬وتنظيــم الدولــة الــذي‬ ‫أحــرز تقدم ـاً عــى الجهــة الرشقيــة الجنوبيــة‬ ‫منهــا‪ ،‬وبــات يســيطر عــى أكــر مــن نصــف‬ ‫املدينــة‪ ،‬البالــغ مســاحتها ســبعة كيلــو مـرات‬ ‫مربعــة‪ ،‬وتحيــط بهــا نحــو ثالمثئــة وســت‬ ‫وخمســن قريــة‪ ،‬يف وقــت قــام فيــه التنظيــم‬ ‫واملدفعيــة الثقيلــة إىل الخطــوط األوىل‪ .‬تنظيــم‬ ‫الدولــة الــذي يحــارص املدينــة منــذ أكــر مــن‬ ‫عــام؛ متكــن مــن الوصــول إىل املربــع األمنــي‬ ‫يف الشــال‪ ،‬والــذي يبعــد نحــو كيلــو مــر‬ ‫واحــد مــن الحــدود مــع تركيــا‪ ،‬ويضــم مبــان‬ ‫ومراكــز تابعــة لــإدارة الذاتيــة الكرديــة‪ ،‬فيــا‬ ‫أحكــم التنظيــم حصــاره عــى جهــات املدينــة‬ ‫الثــاث رشقـاً وجنوبـاً وغربـاً وباتــت جميعهــا‬ ‫تحــت مرمــى نريانــه‪ ،‬يف وقــت بقيــت فيــه‬

‫التحالــف الــدويل التــي دخلــت أســبوعها‬

‫مــن ‪ 12000‬مــدين عالقــن مــع مواشــيهم‬

‫الثالــث؛ مل تســتطع وقــف تقــدم التنظيــم‪،‬‬

‫وســياراتهم‪ ،‬ينتظــرون هنــاك بــا مــاء ومــن‬

‫وهــو الــذي وضــع كل ثقلــه يف معركــة يــرى‬

‫دون حليــب أطفــال أو غــذاء منــذ أكــر مــن‬

‫فيهــا نــرا ً عــى القــوة الجويــة األمريكيــة‪،‬‬

‫ثالثــة أســابيع‪ ،‬بعــد أن أغلقــت الســلطات‬

‫فقــام مبراوغــة الغــارات وتضليلهــا عــن طريــق‬ ‫إشــعال منــازل املدنيــن يف املدينــة‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي أدى إىل تشــكيل ســحابة دخانيــة أعاقت‬ ‫طائــرات التحالــف عــن رضب أهدافهــا‪.‬‬ ‫بعيــدا ً عــن ميــدان املعركــة؛ يبــدو املشــهد‬ ‫اإلنســاين كارثيــاً‪ ،‬حيــث اليــزال نحــو ‪5000‬‬ ‫مــدين محارصيــن داخــل املدينــة ويف القــرى‬ ‫املحيطــة بهــا‪ ،‬يهددهــم عنــارص تنظيــم الدولة‬

‫الرتكيــة حدودهــا أمامهــم‪ ،‬وأمــا مــن حالفهــم‬ ‫الحــظ بالوصــول إىل بلــدة رسوج الرتكيــة فــا‬ ‫يزالــون هنــاك يفرتشــون الشــوارع والحدائــق‬ ‫والجوامــع بانتظــار مــن يجــد ح ـاً ملأســاتهم‪.‬‬ ‫معركــة كوبــاين اليبــدو أنهــا عــى وشــك‬ ‫االنتهــاء‪ ،‬فهــي بالنســبة ألهلهــا الكــرد معركــة‬ ‫وجــود وإثبــات هويــة‪ ،‬فيــا تشــكل بالنســبة‬ ‫لتنظيــم الدولــة فرصــة لكســب مزيــد مــن‬

‫الجهــة الشــالية الحدوديــة تحــت رحمــة‬

‫الــذي بإعــدام ميــداين لنحــو ‪ 38‬شــخصاً‪ ،‬مــن‬

‫الجانــب الــريك الــذي حشــد قواتــه هنــاك‬

‫بينهــم طفلــن وامرأتــن ورجلــن مقعديــن‪،‬‬

‫تحســباً ألي طــارئ أمنــي‪ .‬يف مقابــل ذلــك نجح‬

‫كــا قامــوا بســلب ونهــب عــدد مــن منــازل‬

‫املقاتلــون األكــراد يف صــد أكــر مــن هجــوم‬

‫وســيارات املواطنــن الكــورد باإلضافــة إىل‬

‫عــى منطقــة جغرافيــة كبــرة‪ ،‬متتــد مــن‬

‫عــى عــدة جبهــات‪ ،‬بالرغــم مــن عــدم تكافــؤ‬

‫إعطــاب بعضهــا اآلخــر‪.‬‬

‫مدينــة منبــج عــى الحــدود الســورية الرتكيــة‬

‫املعركــة بــن الطرفــن‪ ،‬ومتكنــوا مــن قتــل نحــو‬

‫يف املقابــل؛ ميــوت كل يــوم طفــان عــى‬

‫شــاالً‪ ،‬إىل مشــارف بغــداد التــي يحلــم‬

‫ثالثــة وعرشيــن عن ـرا ً مــن التنظيــم خــال‬

‫األقــل بانفجــار ألغــام يف املنطقــة املحرمــة‬

‫التنظيــم ويســعى ألن تكــون عاصمــة لدولتــه‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫التأييــد واملريديــن‪ ،‬إىل جانــب تأمــن رشيــط‬ ‫حــدودي مــع تركيــا يضمــن للتنظيــم الســيطرة‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫بتعزيــز قواتــه بجلــب مزيــد مــن الدبابــات‬

‫محاولتهــم إدخــال آليــات إىل املدينــة‪ .‬رضبــات‬

‫بــن ســوريا وتركيــا‪ ،‬والتــي يتواجــد فيهــا أكــر‬


‫‪4‬‬

‫رحلة في سراديب الذاكرة "مجزرة تحت الشجر"‬ ‫بتول العبدالله | أوكسجين‬

‫تقارير‬

‫منــذ بــزوغ الفجــر ويف كل يــوم‬ ‫ال تــكل جــاريت أم حســن عــن‬ ‫العمــل‪ ،‬فمزروعاتهــا والخـراوات‬ ‫الشــهية ال تنتظــر عــى حــد‬ ‫قولهــا‪ ،‬ودجاجاتهــا وبعضــاً مــن‬ ‫األغنــام تــرح بهــا نحــو ســهل‬ ‫الزبــداين‪ ،‬رغــم كل القصــف‬ ‫مازالــت مثابــرة عــى عملهــا‪.‬‬ ‫تحدثنــا أم حســن عــن إحــدى‬ ‫املــرات التــي نزلــت وزوجهــا‬ ‫إىل ســهل الزبــداين‪ ،‬وبــدأ حينهــا‬ ‫القصــف عــى أط ـراف بســتانهم‪،‬‬ ‫مل تأبــه العائلــة الكادحــة للقصــف‬ ‫والنــران مــن حولهــم‪ ،‬يحمــل‬ ‫أبــو حســن يف جعبتــه بعض ـاً مــن‬ ‫الخبــز ليقتــات بهــم والبطاطــا‬ ‫املســلوقة وبينهــم جهــاز الالســليك‬ ‫‪ ..‬حيــث ال غنــى عنــه تحــت نريان‬ ‫املدفعيــة والقذائــف لتكمــل‬ ‫حياتــك أو ماكتــب عليك‪.‬تتســاقط‬ ‫الحمــم والقذائــف عــى محيــط‬ ‫املــكان ‪،‬وتهــرع أم حســن لتنجــو‬

‫بدجاجاتهــا وأغنامهــم يــرخ‬ ‫زوجهــا "برسعــة لحقينــي عالغرفــة‬ ‫حــد البــر" يهــرع الجميــع‬ ‫لالختبــاء مــن القصــف مــع‬ ‫حيواناتهــم وصغارهــا فتســقط‬ ‫القذائــف عــى بســتان الجــران‬ ‫مــن آل عــاء الديــن ويستشــهد‬ ‫خاللهــا أم وأب وطفلهــا وآخــر‬ ‫أقبــل يســاعدهم‪.‬مجزرة بحــق‬ ‫عائلــة يف الســهل عــى مــرأى‬ ‫عيــون الج ـران ‪..‬يركضــون باتجــاه‬ ‫الضحايــا يحاولــون انقــاذ مــن‬

‫تببقــى ‪ ..‬لكــن ال فائــدة الــكل‬ ‫أصبــح يف عداد الشــهداء‪.‬تبحث أم‬ ‫حســن عــن أحــد تقلــب الجثــث‬ ‫وتتلفــت حواليهــا ‪ ..‬تخــاف أن‬ ‫تــرخ ‪ ..‬وكأنهــا ترفــض أن تســمع‬ ‫خــر أحدهــم ‪ !!..‬ميــر الوقــت‬ ‫كالســيف وهــي تجــوب البســاتني‬ ‫املجــاورة ‪ ..‬التــي اســتهدفها‬ ‫القصــف ‪ ..‬تجلــس بقــرب شــجرة‬ ‫الجــوز الكبــرة يف نهايــة البســتان‬ ‫الــذي وقعــت فيــه املجــزرة ‪..‬‬ ‫تنحنــي ركبتاهــا وتجلــس بوهــن‬

‫وضعــف عــى األرض ‪ ..‬تحــاول‬ ‫إخ ـراس صــوت بداخلهــا‪ ..‬تســمع‬ ‫صــوت يناديهــا "أمــي أنــت بخــر"‬ ‫‪..‬تبتســم وتعانقــه بشــدة "محمــد‬ ‫عايــش" وتطــوى قصــة خــوف‪..‬‬ ‫وقصــة مــوت مل يحصــل‪ ..‬وقصــة‬ ‫انتظــار مــرت فيــه الدقائــق‬ ‫والســاعات عــى قلــب أ ّم‬ ‫كالســنوات العجــاف‪.‬‬ ‫الزبداني‪2013/2/21.‬‬

‫فايا وريحان يونان ونشيد "لبالدي"‬ ‫وكاالت | أوكسجين‬

‫انتــر منــذ أيّــام قليلــة فيديــو عــى مواقــع التواصــل اإلجتامعــي يُظهــر‬ ‫صبيّتــن‪ :‬األوىل تقــرأ مــا يُشــبه نــرة أخبــار شــعرية‪ ،‬والثانيــة تــر ّد عليها‬ ‫بأغنيــة‪ .‬عنــوان الفيديــو كان‪“ :‬لبــادي” ومتّــت فيــه مناقشــة األوضــاع‬ ‫مــن ســورية إىل فلســطني فلبنــان والعـراق‪ .‬أمل الحــرب ولوعــة االغـراب‪،‬‬ ‫املــوت واملؤامـرات والحـ ّـق يف الحيــاة‪.‬‬ ‫شــارك املاليــن الفيديــو عــى مواقــع التواصــل االجتامعــي‪ :‬لبنانيــون‬ ‫وســوريون وتونســيون وفلســطينيون‪ .‬الفيديــو جمــع املؤيّــد واملعــارض‪،‬‬ ‫الكلــات العميقــة ج ّرحــت الضامئــر فخجلنــا لوهلــ ٍة عــن نســياننا والحق اللتني نُؤمن بهام‪.‬‬ ‫القضايــا املهمــة‪ .‬لكــن أحــدا ً مل يفكّــر يف رضورة تقفّــي آثــار الفيديــو اســتفاق الجميــع عــى خــر يتــ ّم تداولــه‪“ :‬الفتاتــان شــبيحتان للنظــام‬ ‫خصــت األغنيــة بتقريــر خــاص‪.‬‬ ‫ومعرفــة مــن يكمــن وراءه‪ ،‬ومــا إن كان امل ُعــ ّدون ميثلــون الحريــة الســوري”‪ ،‬قنــاة “اإلخباريــة” الســورية ّ‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫‪#‬‬


‫وعرنا تحترق حملة انسانية لحماية الحي و مدنييه‬

‫‪5‬‬

‫| أوكسجين‬

‫‪#‬‬ ‫و‬ ‫ع‬

‫وســقطت بيــد قــوات وعنــارص جيــش النظــام‪،‬‬ ‫ليبقــى وحــده حــي الوعــر مركــز االســتهداف‬ ‫بقذائــف “المــوت و النيــران” ويبقــى الوحيــد‬ ‫وهــو حــي الوعــر عرضــة ملــوت أطفالــه‪،‬‬ ‫ودفــن أشــاء أهاليــه‬ ‫ونــر ناشــطو حــي الوعــر أهــداف حملتهــم‬ ‫التــي تتلخــص بشــعارات منهــا “االزدواجيــة و‬ ‫المصالــح” بســبب مــا وصفــوه بتهافــت القيــم‬ ‫واملبــادئ و تعــري شــعارات اإلنســانية مــن‬ ‫قبــل املنظومــة الدوليــة ال ســيام دول الغــرب‬ ‫وأمريــكا‪ ،‬ومــن ســاندها مــن الــدول العربيــة‪،‬‬ ‫خوفـاً عــى مدينــة عــن العــرب “كوبانــي” مــن‬ ‫ســقوطها بيــد تنظيــم داعــش‪ ،‬بينــا يحــرق‬ ‫حــي الوعــر وال أذن صاغيــة لــه”‪.‬‬ ‫وجــاء يف منشــوراتهم أيضــاً‪“ :‬كلنــا مــع آمــان‬ ‫المدنييــن وحمايــة المــدن‪ ،‬بينمــا اآللــة الهمجيــة‬ ‫البربريــة تدمــر مدنــا بأكملهــا و تهجــر اآلالف فــي‬ ‫باقــي المحافظــات الســورية بــدون ســماع و ال حتــى‬ ‫تنديــد فقيــر أو يتيــم”‪.‬‬ ‫وأن هــذه االزدواجيــة ضحاياهــا أهــايل و‬ ‫نازحــي حــي الوعــر الحمــي املحــارص‪ ,‬هــذا‬ ‫الحــي الوحيــد املتبقــي كمركــز و معقــا أخـرا‬ ‫ملقاتــي املعارضــة يف مدينــة حمــص‪ ,‬وقــد‬ ‫صــار هدفــا يوميــا لصواريــخ ومدفعيــة النظــام‬ ‫وميليشــياته الطائفيــة و مــا تنتجــه الصناعــات‬ ‫اإليرانيــة مــن أســلحة االســطوانات املتفجــرة‬ ‫والتــي تحصــد الع ـرات مــن املدنيــن جلهــم‬ ‫مــن النســاء واألطفــال‪ ،‬كل ذلــك يف ظــل‬ ‫صمــت رهيــب مــن املجتمــع الــدويل و مــا‬ ‫يســمى بــدول أصدقــاء ســوريا‪.‬‬ ‫يف حــن أن أهــايل الحــي و ثــواره مل يتوانــوا‬ ‫يومــا يف تقديــم الحلــول الســلمية و التهدئــة و‬

‫ر‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ت_‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫ح‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ق‬

‫التــي تقــي الحــي و ســاكنيه الحــرب و الدمــار‪,‬‬ ‫و دامئــا مــا كان يعطّلهــا موالــون للنظــام و‬ ‫مســئوليه األمنيــن الذيــن اعتمــدوا مبــدأ‬ ‫املحرقــة لــكل مــن ينــادي بالحريــة و إســقاط‬ ‫النظــام يف كل أرجــاء ســورية‪.‬‬ ‫و عليــه فــإن هــذا الحــي قــد “رفــع الصــوت‬ ‫صارخــا ” ‫‪#‬‏وعرنا_تحــرق‬ ” ليســمع كل‬ ‫األطــراف أنــه عــى أعتــاب محرقــة كبــرة‬ ‫تنــذر بكارثــة اجتامعيــة و إنســانية خطــرة ‪,‬‬ ‫قــد يدفــع مثنهــا األول املدنيــون مــن أهــايل‬ ‫الحــي‪ ,‬و لكــن عاقــا يــدرك أن تبعــات هــذا‬ ‫الحريــق لــن تســلم منــه املناطــق املؤيــدة‬ ‫للنظــام و ال أحيــاؤه و ســاكنوها‪ ,‬و الذيــن‬ ‫يعتــروا مــن أهــم دعــاة إبــادة و تهجــر أهــايل‬ ‫الحــي و مــا تبقــى مــن أحيــاء حمــص القابعــة‬ ‫تحــت قبضــة النظــام األمنيــة‪ ,‬كــا فعلــوا‬ ‫ســابقا بأحيــاء حمــص املحــارصة عندمــا دمــروا‬ ‫البيــوت و األحيــاء عــى رؤوس ســاكنيها تحــت‬ ‫نظــر العــامل اجمــع دون أن يتحركــوا لذلــك‬ ‫و مــن الجديــر بالذكــر وكانــت قــوات النظــام‬ ‫بــدأت عــر األحــد ‪ 2014/10/12‬حملــة‬ ‫قصــف عنيــف عــى حــي الوعــر‪ ،‬واســتهدفته‬ ‫بعــرات الصواريــخ مــن نــوع جديــد –‬ ‫بحســب الناشــطني – تحــدث دمــارا ً كبـرا ً عنــد‬ ‫انفجارهــا‪ ،‬وتســببت مبقتــل مدنيــن اثنــن‬ ‫وع ـرات الجرحــى‪ .‬كــا قتــل عــرة مدنيــن‬ ‫بينهــم أربعــة أطفــال وامرأتــن وجــرح أكــر‬ ‫مــن ‪ 40‬آخريــن‪ ،‬يــوم األربعــاء املنــرم‪ ،‬يف‬ ‫قصــف مامثــل عــى بــرج ســكني مؤلــف مــن‬ ‫تســعة طوابــق‪ ،‬فض ـاً عــن اســتهداف قــوات‬ ‫النظــام للحــي بعــرات قذائــف الهــاون‬ ‫ورصــاص رشاشــات الشــيلكا‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫عــى ســبيل لفــت النظــر و إســتنهاض مــا‬ ‫تبقــى مــن انســانية‪ ،‬أطلــق ناشــطون عــى‬ ‫مواقــع التواصــل اإلجتامعــي مســاء يــوم‬ ‫اإلثنــن ‪ 2012/10/13‬حملــة “وعرنــا تحتــرق”‪،‬‬ ‫باســم أهــايل حــي الوعــر يف مدينــة حمــص‪،‬‬ ‫طالبــوا فيهــا املنظــات الدوليــة واألطــراف‬ ‫املؤثــرة بالضغــط عــى نظــام األســد إليقــاف‬ ‫االنتهــاكات املتكــررة وحملــة القصــف‬ ‫العشــوايئ عــى الحــي املحــارص الــذي يقطنــه‬ ‫أكــر مــن ‪ 200‬ألــف مــدين‪.‬‬ ‫و يف ترصيــح الحــد منظمــي الحملــة التــي‬ ‫تهــدف إىل التنبيــه عــى تجــاوزات النظــام‬ ‫املتكــررة يف حــي الوعــر‪ ،‬إننــا نطالــب‬ ‫املنظــات الدوليــة واألطــراف الفاعلــة ذات‬ ‫الصلــة‪ ،‬أن تتحــى باملســؤولية تجــاه الحــي‪ ،‬و‬ ‫تجــد آليــة فاعلــة‪ ،‬لحاميــة املدنيــن فيــه مــن‬ ‫اإلبــادة الجامعيــة التــي تنتهجهــا السياســة‬ ‫األمنيــة للنظــام و ميليشــياته‪ ،‬قبــل فــوات‬ ‫األوان‪.‬‬ ‫وطالــب بيــان الحملــة بالســعي الحثيــث‬ ‫إلنقــاذ الحــي الــذي يعتــر آخــر األحيــاء التــي‬ ‫تخضــع لســيطرة املعارضــة يف مدينــة حمــص‪،‬‬ ‫وحــذروا مــن كارثــة إنســانية خطــرة ســطال‬ ‫املدنيــن مــن قاطنــي الحــي يف املقــام األول‪.‬‬ ‫يف حــن حــذر البيــان مــن أن تبعــات هــذه‬ ‫التطــورات قــد متتــد إىل املناطــق واألحيــاء‬ ‫املواليــة للنظــام يف مدينــة حمــص‪ ،‬واتهــم‬ ‫البيــان ســاكني هــذه األحيــاء بأنهــم مــن أهــم‬ ‫دعــاة إبــادة وتهجــر أهــايل حــي الوعــر‪.‬‬ ‫ونــدد البيــان بتجاهــل املجتمــع الــدويل ملــا‬ ‫يحــدث يف ســوريا عمومــاً ويف حــي الوعــر‬ ‫الحمــي خصوصـاً‪ ،‬وطالــب بعــدم االزدواجيــة‬ ‫يف التعامــل مــع مناطــق ســوريا‪ ،‬االزدواجيــة‬ ‫التــي تخضــع ملصالــح األط ـراف الدوليــة‪ ،‬دون‬ ‫أي اعتبــارات إنســانية‪.‬‬ ‫ويريــد القامئــون عــى هــذه الحملــة لفــت‬ ‫األنظــار إىل آخــر معاقــل الثــوار يف مدينــة‬ ‫حمــص‪ ،‬بعــد أن هادنــت جميــع أحيــاء املدنية‬


‫‪6‬‬

‫تركيا تدخل عسكري محبذ أم محتوم؟‬ ‫| أوكسجين‬

‫تقرير‬

‫خيــوط اللعبــة يف أيــدي تركيــا اآلن‪ ،‬وهــي‬ ‫ســتحدد رشوطهــا وقــد تفرضهــا عــى الجميــع‪.‬‬ ‫نــرت صحيفــة "الديــي تليغــراف" مقــاالً‬ ‫للكاتــب مــارك أملونــد تحــت عنــوان “تركيــا لن‬ ‫تقــوم باألعــال القــذرة نيابــة عــن الغــرب”‪.‬‬ ‫ويقــول الكاتــب إن الــدول الغربيــة متفقــة‬ ‫عــى رضورة التخلــص مــن تنظيــم “الدولــة‬ ‫االســامية” بــا رجعــة‪ ،‬لكنهــا تــدرك جيــدا ً‬ ‫أن الرضبــات الجويــة التــي تقودهــا الواليــات‬ ‫املتحــدة يف األغلــب لــن تكفــي لتحقيــق ذلــك‪.‬‬ ‫ويؤكــد أملونــد أن األزمــة تكمــن يف أن‬ ‫ارســال قــوات عــى األرض‪ ،‬قــد يكــون قــرارا ً‬ ‫شــبه مســتحيل بســبب التجــارب األمريكيــة‬ ‫والربيطانيــة الســيئة يف كل مــن العــراق‬ ‫وأفغانســتان‪ .‬لذلــك فــإن كل األنظــار تتجــه‬ ‫اآلن إىل أنقــرة‪ ،‬التــي يضمــن تدخلهــا انجــاز‬ ‫املهمــة‪ .‬وحيــث أن مــن مصلحتهــا أن تحافــظ‬ ‫عــى اســتقرار أوضــاع األكــراد‪.‬‬ ‫وقــال الكاتــب إنــه رغــم الضغــوط مل يتحــرك‬ ‫الجيــش الــريك أقــوى ثــاين الجيــوش بحلــف‬ ‫الناتــو تجــاه الوضــع الســوري عامــة وتجــاه‬ ‫الوضــع يف عــن العــرب “كوبــاين” بشــكل‬ ‫خــاص‪ ،‬مؤكــدا ً أن ذكاء أردوغــان ســيجعله‬ ‫يســاوم العــامل للقيــام بهــذا الــدور فقــط‬ ‫إذا دفــع الغــرب مقابــاً باهظــاً‪ ،‬قــد يتمثــل‬ ‫يف أن يظــل األكــراد بــا دولــة‪ ،‬وبــا جيــش‪،‬‬ ‫أو التفــاوض عــى عضويــة بــاده لالتحــاد‬ ‫األورويب‪ .‬كــا وأنــه قــد ميتنــع عــن التدخــل إذا‬ ‫مل تقــدم لــه ضامنــات إحــال نظــام س ـ ّني يف‬ ‫حــال اإلطاحــة بالرئيــس الســوري بشــار األســد‪.‬‬ ‫وينهــي الكاتــب مقالــه بــأن خيــوط اللعبــة يف‬ ‫أيــدي تركيــا اآلن وأنهــا مــن ســتحدد رشوطهــا‬ ‫وقــد تفرضهــا عــى الجميــع‪.‬يف الوقــت الــذي‬ ‫يــرد فيــه البعــض عــى نفــس الكاتــب بــأن‬ ‫تركيــا بوضــع ال تحســد عليــه إن هــي مل‬ ‫تتدخــل؛ وهــذا عــى الغالــب ســوف تواجــه‬ ‫اضطرابــات مــن األكــراد‪ ،‬وإن هــي تدخلــت‬ ‫ســوف تطــرد مــن الناتــو‪ ،‬و يدعــم الناتــو‬ ‫داعــش والنظــام الســتنزافها كــا حصــل مــع‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫إيـران‪ .‬وال ننــى أن اقتصادهــا يف تصاعــد وقوة‬ ‫رهيبــة‪ ،‬وهــذا ال يســعد الغــرب أبــدا ً‪ ،‬وســيجد‬ ‫طريقـاً إليقــاف هــذا املــد الــريك‪ ،‬كــا أوقــف‬ ‫ســابقاً املــد األندونيــي مــع فــارق بســيط‬ ‫أن الــذي يدفــع فاتــورة الــدم هــو الشــعب‬ ‫الســوري املســكني‪.‬‬ ‫ويذكــر أن القــوات املســلحة الرتكيــة تتكــون‬ ‫مــن الجيــش والقــوات البحريــة والجويــة‪.‬‬ ‫وقــوات الــدرك وحــرس الســواحل تعمــل‬ ‫بوصفهــا أج ـزاء مــن وزارة الداخليــة يف وقــت‬ ‫الســلم‪ ،‬عــى الرغــم مــن أنهــا تابعــة للجيــش‬ ‫والبحريــة يف زمــن الحــرب‪ ،‬ومــن مهامهــم‬ ‫أيضــاً تنفيــذ القانــون الداخــي ومهــام‬

‫عســكرية أخــرى‪ .‬وكشــفت رئاســة األركان‬ ‫العامــة للمــرة األوىل يف تاريــخ تركيــا عــن عــدد‬ ‫ِ‬ ‫قــوات الجيــش الــريك‪ .‬وذكــر املوقــع‬ ‫أفــراد‬ ‫الرســمي لرئاســة أركان الجيــش يف الشــبكة‬ ‫العنكبوتيــة‪ ،‬أن عــدد املنتســبني إىل الجيــش‬ ‫‪ 720‬ألــف جنــدي‪ .‬ويحتــل الجيــش الــريك بهذا‬ ‫العــدد املرتبــة الســابعة بــن جيــوش العــامل من‬ ‫حيــث التعداد‪.‬كــا و يعتــر الجيــش الــريك ثاين‬ ‫أكــر قــوة مســلحة يف حلــف شــال األطلــي‪،‬‬ ‫بعــد القــوات املســلحة األمريكيــة‪ ،‬مــع قــوة‬ ‫مشــركة‪ ،‬أي مــا يزيــد قليــاً عــن املليــون‬ ‫مــن العســكريني الذيــن يخدمــون يف فروعهــا‬ ‫الخمســة‪.‬‬

‫منوع‬

‫رحيل بطل المالكمة محمد علي كالي‬

‫بعد رصاع مرير مع املرض تويف بطل املالكمة العاملي محمد عيل كالي ‪ ،‬ويذكر بأن‬ ‫البطل كالي قد أصيب مبرض داء باركنسون "الشلل االرتعايش" منذ ‪ 20‬عاماً ‪.‬‬ ‫وذكر شقيق البطل يف ترصيح لصحيفة بريطانية أن كالي صارع املرض ومل يستطع‬ ‫مؤخرا ً النطق أو حتى الخروج من املنزل أو القيام بأي عمل ‪ .‬وكان مدعوا ً لحضور فيلم‬ ‫عن حياته بعنوان "أنا عيل" الذي تم عرضه يف دور السينام الربيطانية‪ ،‬حرضته ابنته‬ ‫مريم واعتذرت عن حضور والدها بسبب حالته الصحية السيئة ‪.‬‬ ‫وعمل كالي يف مجال الحامية املدنية للسود ( الزنوج ) عندما حمل بيدة راية األوملبياد‬ ‫يف لندن يف عام ‪ 2014‬وللبطل كالي عدة مواقف أذهلت العامل عندما أوقع بطل العامل‬ ‫يف املالكمة سوين ليستون عىل حلبة املالكمة وهو يف عمر ‪ 22‬عام يف ذلك الوقت‬ ‫وبطوالت شهرية له ليجعل نفسة رمزا ً من رموز رياضة املالكمة يف العامل ويصبح اسمه‬ ‫معروفاً عىل كل لسان لقد رحل البطل املالكم محمد عيل كالي لكنه ترك ذكرى يف بال‬ ‫معجبية لن ترحل أبدا ً‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫الشعبية في منطقة الزبداني‬ ‫مقتل اثنين من اللجان‬ ‫ّ‬ ‫| أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫عبدالله قبه جي الملقب "عبودة" – قيادي في‬ ‫اللجان الشعبية – بلودان‬ ‫ذاهبــن إىل دمشــق‪ ،‬وتحديــدا ً بعــد قــوس‬ ‫مضايــا‪ ،‬وقــرب مدرســة األفــق ومبنــى دار‬ ‫األيتــام‪ ،‬حيــث انهــال عليهــم ســيل مــن‬ ‫الرصــاص أرداهــا قتــى‪ .‬ومــا أن أشــيع خــر‬ ‫مقتلهــا وانتــر‪ ،‬حتــى بــدأت العنــارص‬ ‫املســاة باللجــان الشــعب ّية وجيــش الدفــاع‬ ‫الوطنــي بــرب الشــباب والرجــال الزبدانيــن‬ ‫يف بلــودان‪ ،‬ومــن ثــم ســبهم وشــتمهم‬ ‫وتكســر عــددا ً مــن ســياراتهم‪ .‬األمــر الــذي‬ ‫حــذا باملواطنــن البقــاء واإللتــزام يف بيوتهــم‪،‬‬ ‫وخاصــة بعــد أن قطــع جيــش نظــام األســد‬ ‫الطريــق إىل دمشــق باإلتجاهــن‪ ،‬وفرضــت‬ ‫اللجــان الشــعبيّة منــع التجــ ّول يف بلــودان‪.‬‬ ‫األمــر الــذي أدى إىل الذعــر الشــديد والخــوف‬ ‫مــن قبــل األهــايل‪ ،‬والخيفــة والتوجــس مــن‬ ‫قيــام هــذه العنــارص باالعتقــاالت العشــوائية‬ ‫انتقامــاً ملقتــل الشــبيحني‪ .‬تقــول أم عصــام‬ ‫وهــي امــرأة زبدانيــة نازحــة إىل بلــودان " لقــد‬ ‫داهمنــا املدعــو عبداللــه قبــه جــي‪ ،‬ورسقــوا‬ ‫عنــارصه املنــزل وأخــذوا الالبتــوب واملوبايــات‬ ‫التــي بحوذتنــا وغــادروا بعــد أن أمطــروين‬ ‫بســيل مــن الشــتائم والســباب" أمــا أم محمــد‬ ‫وهــي نازحــة زبدانيــة وتســكن يف املعــارص‬ ‫فتقــول‪ ":‬لقــد فتشــوا البيــت عــدة مــرات‪،‬‬ ‫وعندمــا مل يجــدوا شــيئاً للرسقــة كــروا مــن‬ ‫األثــاث مــا اســتطاعوا قبــل أن يغــادروا"‪ .‬أمــا‬

‫إياد موسى الملقب "أبو عرب" – قيادي في اللجان‬ ‫الشعبية – بلودان‬ ‫عائــدة وهــي اليــوم يف منطقــة البقــاع اللبنــاين‬ ‫فتقــول " عمــل زوجــي مــع املدعــو عبداللــه‬ ‫قبــه جــي يف أوائــل التســعينيات‪ ،‬وقــد أعــد لــه‬ ‫الديكــور ملطعــم الـراري الــذي يديــره األخــر‪،‬‬ ‫وكان لــه مبلغـاً مــن املــال مــا يعــادل ‪400‬ألــف‬ ‫ل‪.‬س‪ .‬مثــن املــواد واألخشــاب وأجــرة عــال يف‬ ‫ذلــك الوقــت‪ ،‬وحتــى اليــوم مل يعطه حقــه‪ ،‬مع‬ ‫العلــم بأنــه قبــض املبلــغ ملنحــه مــن صاحــب‬ ‫املطعــم نبيــل طعمــة"‪ .‬وللشــبيح املقتــول أخ‬ ‫يدعــى زيــاد ميــارس التشــبيح واألفعال املشــينة‬ ‫أيضــاً‪ .‬يثــول محمــد وكان يقطــن بالقــرب‬ ‫مــن نقطــة التفتيــش التــي كان يقــوم عليهــا‬ ‫عبداللــه قبــه جــي وأخــوه زيــاد يف طريــق أبــو‬ ‫زاد" كانــو يقولــو للنســوان كلــات وســخة‪..‬‬ ‫ومل ّــن كان عبداللــه قبــه صاحــي إلنــو ع‬ ‫طــول ســكران كان يفتــش بنفســو الســيارات‬ ‫وأغ ـراض النســوان"‪ .‬بقــي يف بلــودان الشــبيح‬ ‫األكــر املدعــو (عبــد اللــه منــورة) وهــو مــن‬ ‫أهــايل بلــودان كســابقيه ويــرأس جيــش الدفــاع‬ ‫الوطنــي‪ .‬ويقــوم املدعــو منــورة بــكل األعــال‬ ‫القــذرة بــدءا ً مبغازلــة الفتيــات ويهــدد مــن‬ ‫تعجبــه بالخطــف‪ ،‬وانتهــا ًء باالعتقــاالت‪ .‬لكنــه‬ ‫يبقــى حــذرا ً وخائفــاً مــن أن تنالــه أيــدي‬ ‫الثــوار لقــاء مــا يفعلــه مــن تشــبيح وســفالة‬ ‫بالنــاس‪ .‬لكــن غــدا ً لناظــره قريــب‪ ..‬هــذا مــا‬ ‫يقولــه الشــباب الحــر الثائــر يف الزبــداين‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫تقرير‬

‫عــى غـرار مــا تــم إنشــاؤه يف ســوريا مــن قبــل‬ ‫نظــام األســد فيــا يســمى بـــ (جيــش الدفــاع‬ ‫الوطنــي) و (اللجــان الشــعب ّية)‪ .‬تــم تشــكيل‬ ‫ذلــك أيضــاً يف منطقــة بلــودان‪ .‬هــذ البلــدة‬ ‫التــي تبعــد عــن الزبــداين ‪ 5‬كلــم تقريبـاً‪ .‬ومــن‬ ‫املعــروف أن معظــم املنتســبني لهــذه الفــرق‬ ‫التابعــة لنظــام األســد والتــي أرادهــا يــدا ً أخرى‬ ‫تســاعده يف االعتقــال والرسقــة واملداهــات‪.‬‬ ‫إنهــم مــن الرعــاع وأصحــاب الســوابق‪ ،‬ولهــم‬ ‫جنايــات وجنــح يف املحاكــم الســورية مــن‬ ‫قبــل الثــورة‪ .‬وكانــوا يتهربــون مــن املحاكمــة‬ ‫لفســاد القضــاء والقضــاة‪ ،‬حيــث يدفعــون‬ ‫لهــم املبالــغ لقــاء حريتهــم‪ ،‬أو الرتباطهــم‬ ‫بصداقــة وعمــل وهــو التهريــب أوالً‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم التشــبيح وشــبكات الدعــارة والرسقــات‬ ‫والنصــب واالحتيــال‪ ،‬مــع عنــارص مــن ضبــاط‬ ‫جيــش األســد ورجــال أمنــه ومخابراتــه‪ .‬لعبــت‬ ‫هــذه الفئــة الوســخة والعميلــة للنظــام عملهــا‬ ‫قبــل الثــورة‪ ..‬فــكان هــؤالء يعملــون يف الــر‬ ‫ويكتبــون التقاريــر التــي مبوجبهــا يتــم اعتقــال‬ ‫النــاس واملعارضــن والتنكيــل بهــم‪ .‬هــؤالء‬ ‫األشــخاص وخاصــة يف منطقــة بلــودان‪ ،‬كانــوا‬ ‫باألســاس مخربيــن للنظــام األســدي‪ ،‬وبعــد أن‬ ‫تــم جمعهــم فيــا يســمى باللجــان الشــعبيّة‪،‬‬ ‫ازدادوا وحشــية وســفالة وخاصــة بعــد نــزوح‬ ‫أهــايل الزبــداين إىل بلــودان‪ ،‬وبــات عملهــم‬ ‫يقــوم عــى مداهمــة بيــوت الزبدانيــن وأماكن‬ ‫ســكنهم وتواجدهــم‪.‬‬ ‫تــرأَس املدعــو عبداللــه قبــه جــي املعــروف‬ ‫باســم (عبــوده) اللجــان الشــعبيّة وهــو‬ ‫شــخص يسء الســمعة والســرة والســلوك‪،‬‬ ‫يعاونــه يف التشــبيح إيــاد مــوىس امللقــب بأبــو‬ ‫عــرب‪ .‬وقــد قتــا يف كمــن محكــم ملجموعــة‬ ‫مــن ثــوار الزبــداين يــوم الســبت ‪ /11‬ترشيــن‬ ‫األول الفائــت‪ ،‬يف الســاعة العــارشة صباحــاً‬ ‫أثنــاء مرورهــم عــى خــط دمشــق‪ -‬الزبــداين‬

‫‪7‬‬


‫‪8‬‬

‫التعايش كمدخل في سياق المواطنة‬ ‫د سماح هدايا | أوكسجين‬

‫لتوضيــح مفهــوم املواطنــة‪ ،‬هنالــك مســائل‬ ‫ترتبــط بنيوي ـاً باملواطنــة‪ .‬ال بــد مــن فهمهــا‪.‬‬ ‫ومــن إحداهــا‪:‬‬ ‫مســألة التعايــش إنــه لتحـ ٍـد حقيقــي تحقيــق‬ ‫التعايــش الســلمي‪ .‬خصوصـاً بــن الذيــن بينهم‬ ‫تاريــخ ثــأر‪ ،‬وحقــد‪ ،‬وضغينــة واختالفات‪.‬يبــدأ‬ ‫التعايــش يف دولــة املواطنــة‪ ،‬بقبــول التنــ ّوع‬

‫وبقبــول اآلخــر‪ ،‬واالنفتــاح للتحــاور مــع‬ ‫املختلــف عقائدي ـاً وعرقي ـاً‪ ،‬انطالق ـاً مــن حــق‬ ‫حريــة الــرأي‪ ،‬و تحــت مظلّــة العــدل الســيايس‬

‫رأي‬

‫الــذي يشــمل املختلفــن واملتفقــن‪ ،‬ومــا يقابل‬ ‫ذلــك مــن االحــرام واملســؤوليّة وااللتــزام‬ ‫بالقانــون والســلم‪ .‬أ ّمــا العنــف؛ فيهــ ّدم منــو‬

‫دولــة املواطنــة ويوقــف تط ّورهــا‪.‬‬

‫إقامــة التّعايــش يكــون وفــق قواعــد يتفــق‬

‫عليهــا الجميــع ويجــري النظــر والــرأي فيهــا‬ ‫بــن الجميــع‪ ،‬بعــد تعزيــز أجــواء التحــاور‬ ‫املتبــادل القائــم عــى االنفتــاح واح ـرام فكــر‬ ‫اآلخــر ورأيــه‪ ،‬وحقــه‪ .‬يقــوم أيضــاً بالعزميــة‬ ‫عــى تشــارك الخــرات واالســتفادة منهــا‬ ‫وتثمينهــا‪ .‬ومــن ثــم متتــن املشــركات وتقصــر‬ ‫املســافات بــن املتباعديــن‪ ،‬وتج ّنــب التــرف‬ ‫الفوقــي املتعــايل عــى اآلخــر باعتبــاره أدىن‬ ‫منزلــة وشــأناً‪ ،‬وإال ســيكون التخطيــط يف‬

‫عىل فرد ملحسوب ّية سياس ّية أو غري سياس ّية‪.‬‬

‫ميــارس طقوســه وشــعائره ولغتــه يف محيطــه‪،‬‬

‫فالعقــل الجمعــي بتن ّوعاتــه هــو أســاس‬

‫وأن ينفتــح بهــا عــى مجتمعــه؛ لكــن؛ عليــه‬

‫التعايــش ال العقــل الجامعــايت‪ ..‬واإلنســان مــن‬

‫أن يبقــى مراعي ـاً لقوانــن الدولــة التــي اتفــق‬

‫حقــه أن يحظــى بكامــل حقوقــه الوطنيــة‪.‬‬

‫عليهــا املجتمــع وقــواه املختلفــة‪ ،‬وطوائفــه‬

‫حيــث الــا قبــول هــو منطلــق العصب ّيــة؛‬

‫وممثلــوه‪ ،‬وفــق أعرافهــا السياســية واألخالقية‪،‬‬

‫فرفــض اآلخــر وكرهــه وعــدم اتبــاع العــدل‬

‫ومامرســة التمييــز بحقّــه‪ ،‬حــاالت مرضيــة‬

‫والقانون ّيــة املنصــوص عليهــا مبوافقــة إرادة‬ ‫الشــعب‪ .‬وأن يتواصــل مــع مجتمعــه الواســع‬

‫كارثيــة‪ ،‬ستؤســس لفكــرة رفــض التعايــش‬

‫ويتشــارك يف العمــل واملنجــز‪ ،‬ويف املســؤوليات‬

‫الســليم مــع اآلخــر‪ .‬إذ ال ميكــن نســخ‬

‫وااللتزامــات‪.‬‬

‫أنفســنا يف اآلخريــن وتذويبهــم أو محوهــم‪.‬‬

‫أمــا مــن ال يتــواءم مــع متطلبــات مجتمعــه‬

‫الطبيعــة حــول اإلنســان تســر عــى قانــون‬ ‫التنــ ّوع والتطــور وتوازنــات التناغــم؛ فتألــف‬

‫العليــا‪ ،‬ويشــط يف مطالبــه الشــخص ّية عــى‬

‫حســاب الضبــط العــام‪ ،‬ال خيــار أمامــه ســوى‬

‫الطبيعــة هــذا وتألــف حتــى متناقضاتهــا‪،..‬‬

‫االنكفــاء أو الهجــرة إىل مجتمــع آخــر‪ .‬فالوطــن‬

‫لك ـ ّن اإلنســان يفقــد بــره ورؤيتــه بظالميــة‬

‫بتطلــب مواطنــاً يؤمــن بــه ويدافــع عنــه‪،‬‬

‫العصبيــة‪ ،‬عندمــا ال يعــرف بإنســانية اآلخــر‬

‫وعــن قيمــه‪ .‬عــن إنســان ّية أناســه‪ .‬النقــد‬

‫ويســاويها بإنســانيته ويــر عــى كرهيــة أو‬

‫وتن ـ ّوع النقــد جــزء مــن تفاعــل التعايــش مــا‬

‫إقصــاء املختلــف عنــه‪.‬‬

‫دام ينحــاز للحريــة مــع املســؤولية واحــرام‬

‫إ ّن يف الحــوارات الجــادة واملمنهجــة لتقريــب‬

‫إرادة الشــعب الواعــي‪ .‬املواطــن يريــد وطن ـاً‬

‫العقــول‪ ،‬ويف البحــث املتواصــل إليجــاد حلــول‬

‫يحميــه ويرعــاه‪ ،‬ومينحــه واقــع التعايــش‪..‬‬

‫وتســويات بالقســط‪ ،‬للتعايــش هــو املغــزى‬

‫والوطــن يريــد مواطنــاً يدعــم عمليــة بنــاء‬

‫املواطنــة ودولتهــا‪ .‬فــا يجــوز إعــاء حــق‬

‫حتــى يشــعر فيــه الجميــع برضــا ولــو كان‬

‫الدولــة واألمــة واملواطنــة‪ .‬إنّــه عقــد التعايــش‬

‫مجموعــة عــى حســاب مجموعــة‪ ،‬أو حــق‬

‫رضــا غــر كامــل‪ .‬ويرتبــط بالتعايــش فكــرة‬

‫هــو عقــد بــن األنــا واآلخــر‪ .‬بــن الــذات‬

‫مجموعــة عــى حســاب العمــوم‪ .‬أو حــق فــرد‬

‫املســؤولية‪ .‬حــن يســتطيع كل واحــد أن‬

‫والواقــع‪ .‬إنــه بنــاء التــوازن لتفكيــك النــزاع‪.‬‬

‫عمــل مؤسســات الدولــة مبني ـاً عــى التمييــز‬ ‫واإلقصــاء‪ ،‬والظلــم والتهمنيــش؛ مــا يقــ ّوي‬

‫لــدى امل ّميــز ضدهــم اإلحســاس باملنقوص ّيــة‬ ‫والغــن ويفتــح مجــاالً للحقــد‪ ،‬والــراع‬ ‫وزيــادة االحتجــاج‪ ،‬وهــذا يفــكك أركان‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫النقل والمحروقات على قائمة الغالء‬ ‫عمر محمد | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫علينا وعم نعبي من برا الشام أو حر"‪.‬‬ ‫يخــف هــذا الغــاء عــن الريــف أيضــاً‪.‬‬ ‫ومل‬ ‫َ‬ ‫حســام طالــب جامعــي مــن الزبــداين يســتقل‬ ‫ميكــرو بــاص (رسفيــس) مــن بلــودان باتجــاه‬ ‫دمشــق إىل جامعتــه‪ ،‬يدفــع ‪ 400‬لــرة ذهاب ـاً‬ ‫وإياب ـاً يف حــال كان املكــرو يقــل عــن العــدد‬ ‫الكامــل عــى مقاعــده‪ ،‬ويف حــال بقــي أحدهــا‬ ‫فارغـاً فيتقاســم الراكبــون أجــرة هــذا الراكــب‪،‬‬ ‫لتصبــح التســعرية أحيانــاً مــن ‪500-400‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬ويدفــع أكــر مــن ‪ 200‬ل‪.‬س أخــرى يف‬ ‫املواصــات الداخليــة‪ ،‬ليصــل إىل كليّتــه بعــد‬ ‫مــروره عــى ‪ 100‬حاجــز للتفتيــش‪ ،‬وإضاعــة ‪4‬‬ ‫ســاعات مــن وقتــه عــى الطريــق‪ .‬أمــا ســيارة‬ ‫التاكــي فتطلــب ‪ 4000‬ل‪.‬س مــن بلــودان‬ ‫إىل الشــام‪ .‬يف حــن أوضــح شــخص آخــر مــن‬ ‫دمشــق‪ ،‬أ َّن ارتفــاع أجــور النقــل باتــت ظاهــرة‬ ‫يتبعهــا كل ســائقي وســائل النقــل العامــة‪،‬‬ ‫ســواء تكــي أو رسفيــس‪ ،‬حيــث تراوحــت‬ ‫مؤخــرا ً تســعرية النقــل بواســطة الرسافيــس‬

‫بــن دمشــق وأي مــن أريافهــا مــن ‪ 50‬إىل‬ ‫‪75‬ل‪.‬س‪.‬‬ ‫أمــا مــن بلــودان إىل مضايــا ‪ -‬التــي ال تبعــد‬ ‫عنهــا ســوى ‪5‬كلــم ‪ -‬فتصبــح األجــرة ‪75‬‬ ‫لــرة بينــا كانــت يف الســابق ‪ 10‬ل ـرات قبــل‬ ‫الثــورة‪ .‬وارتفعــت بتســعرية مــن حكومــة نظام‬ ‫األســد إىل ‪ 25‬لــرة‪ ،‬يف غيــاب واضــح للرقابــة‬ ‫الحكوميــة عــى أجــور النقــل‪ .‬وحتــى اليــوم مل‬ ‫تنــر حكومــة نظــام األســد تعريفــة ركــوب‬ ‫موحــدة عــى الســائقني حســب خطوطهــم أو‬ ‫تجــر الســائقني عــى االلت ـزام بالعــداد‪.‬‬ ‫وذكــر مواطنــون أجــرت معهــم أوكســجني‬ ‫لقــاءات‪ ،‬أنهــم يتخوفــون مــن قــدوم شــتاء‬ ‫ٍ‬ ‫قــاس‪ ،‬مــع ارتفــاع أســعار املحروقــات‪ .‬أبــو‬ ‫عــي يف الزبــداين اســتعاض عــن املــازوت‬ ‫بالحطــب للتدفئــة‪ ،‬وكل يــوم يســتقل مركبتــه‬ ‫"الطريزينــه" إىل ســهل الزبــداين‪ ،‬ويجمــع بعــض‬ ‫الحطــب فيقطــع شــجر بســتانه الــذي مــات‬ ‫مــن العطــش ومــن قلــة الرعايــة‪.‬‬ ‫أمــا عمــر فاشــرى مؤونتــه مــن الحطب بســعر‬ ‫الطــون الواحــد ‪35‬ألــف لــرة‪ ،‬متناســياً مــادة‬ ‫املــازوت لعــدم توفرهــا وغــاء ســعرها‪ ،‬حيــث‬ ‫بيــع العــام املــايض ليــر املــازوت الحــر ‪275‬‬ ‫لــرة يف الزبــداين املحــارصة وكذلــك يف بلــودان‬ ‫ومضايا‪.‬وقــام آخــرون يف الزبــداين بجمــع‬ ‫بقايــا األبــواب والخزائــن الخشــبية وتنشــرها‬ ‫وتحويلهــا لقطــع صالحــة لإلشــتعال‪ ،‬وتخزينهــا‬ ‫لوقــت الحاجــة‪.‬يف حــن يتخــ ّوف كثــرون يف‬ ‫املناطــق املحــارصة مــن قــدوم الشــتاء‪ ،‬بينــا‬ ‫كانــوا يتمنــون قطــرة الغيــث‪ ،‬واليوم يناشــدون‬ ‫ربهــم بــأن يؤخــر شــتاءهم لعلــه يكــون أرحــم‬ ‫مــن قبلــه‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سياسة‬

‫عــاد الغــاء ليلقــي بظاللــه مــن جديــد عــى‬ ‫أســعار املحروقــات يف ســوريا‪ ،‬بالتزامــن مــع‬ ‫قــدوم الشــتاء‪ ،‬وذلــك مــن خــال ق ـرار ُصــدر‬ ‫وأُفهــم مــن قبــل رئاســة الــوزراء التــي أصــدرت‬ ‫قبــل عيــد األضحــى ق ـرارا ً يقتــي برفــع ســعر‬ ‫ليــر املــازوت إىل ‪ 130‬ل‪.‬س‪ ،‬كــا و ُرفــع ســعر‬ ‫ليــر البنزيــن إىل ‪ 140‬ل‪.‬س‪ ،‬وســط اســتهجان‬ ‫مــن قبــل املواطنــن‪ ،‬حيــث ســبق القــرار‬ ‫إغــاق العديــد مــن محطــات بيــع الوقــود يف‬ ‫العاصمــة دمشــق حتــى إشــعار آخــر لعــدم‬ ‫توافــر املــادة‪ ،‬وهــو مــا تزامــن مــع إرضاب عــن‬ ‫العمــل نفــذه ســائقو وســائط النقــل العامــة‪.‬‬ ‫تتــاش مــع أســعار‬ ‫َ‬ ‫لكــن هــذه األســعار مل‬ ‫الســوق الحــرة‪ ،‬حيــث بلــغ ســعر ليــر البنزيــن‬ ‫‪ 300‬ل‪.‬س‪ ،‬وســعر ليــر املــازوت ‪300-250‬‬ ‫ل‪.‬س‪ ،‬يف ظــل انقطــاع هــذه املــواد أو ندرتهــا‬ ‫يف الكثــر مــن املناطــق مثــل داريــا ودومــا‬ ‫والزبــداين‪ .‬وترافــق ذلــك مــع ارتفــاع أجــور‬ ‫النقــل الداخــي يف دمشــق‪ ،‬مــن قبــل الســائقني‬ ‫مــن دون ترصيــح رســمي مــن حكومــة األســد‬ ‫بزيــادة تعريفــة الركــوب فأصبــح النقــل مــن‬ ‫الربامكــة إىل املــزة ‪ 25-20‬لــرة يف امليكروبــاص‪،‬‬ ‫أمــا ســائقي األجــرة (التكــي) فاعتربوهــا‬ ‫تعريفــة مفتوحــة مــع إغالقهــم للعــداد بشــكل‬ ‫تــام‪ .‬حتــى وصلــت تعريفــة الركــوب ألحــد‬ ‫الســائقني من املزة إىل الســومرية ‪ 1000‬ل‪ .‬س‪،‬‬ ‫ورد الســائق "شــوفوا العجقــة‪ ..‬والبنزيــن غــايل‬

‫‪9‬‬


‫‪10‬‬

‫أعاصير األحداث و واجب اإلنقاذ‬

‫| أوكسجين‬

‫رأي‬

‫متكــن الثــوار مــن اســتعادة نقــاط إسـراتيجية‬ ‫عــى أطــراف حــي جوبــر رشقــي العاصمــة‬ ‫دمشــق‪ ،‬وقــال عبــد اللــه الشــامي الناشــط‬ ‫اإلعالمــي لــدى االتحــاد اإلســامي ألجنــاد‬ ‫الشــام يف ترصيــح لــه‪ :‬أن الثــوار متكنــوا مــن‬ ‫اســتعادة عــدة مبــاين كان قــد ســيطر عليهــا‬ ‫عنــارص مــن جيــش النظــام‪ ،‬وتــم تثبيــت نقــاط‬ ‫الجبهــة بعــد خســارة جيــش األســد لبعــض‬ ‫نقــاط متركــزه ومقتــل عــدد كبــر مــن جنــوده‬ ‫خــال اليومــن املاضيــن بعــد أن شــدد جيــش‬ ‫النظــام مــن الضغــط عــى حــي جوبــر‪.‬‬ ‫وفيــا كان النظــام يحــاول العمــل عــى جعــل‬ ‫مــن حــي جوبــر الدمشــقي و الغوطــة الرشقية‬ ‫مــن ريــف العاصمــة دمشــق فــي كامشــة‬ ‫محــاوال الفصــل بينهــا يف ســبيل إحــكام‬ ‫ســيطرته عــى املنطقتــن‪ ،‬ولكــن خــال ذلــك‬ ‫متكنــت الكتائــب العاملــة تحــت لــواء القيــادة‬ ‫املشــركة مــن صــد محــاوالت جيــش النظــام‬ ‫مــن التقــدم و اســرجاع عــدد مــن األبنيــة‬ ‫التــي تحــص بهــا جيــش بشــار األســد مــع‬ ‫امليليشــيات الشــيعية املقاتلــة ضمــن صفوفــه‪.‬‬ ‫وخــال ذلــك أكــد عــار الحســن الناشــط‬ ‫اإلعالمــي مــن داخــل ريــف دمشــق الرشقــي‬ ‫عــى صفحتــه الشــخصية يف موقــع التواصــل‬ ‫اإلجتامعــي فيــس بــوك‪ ،‬أكــد مقتــل ‪ 35‬عنــر‬ ‫تابعــن لجيــش األســد عــى أطــراف حــي‬ ‫جوبــر رشق الــذي أضحــى بأغلبيــة أجزائــه‬

‫تابعا للثوار ‪.‬‬ ‫وكان قــد أقــدم الطـران الحــريب التابــع لســاح‬ ‫جــو النظــام خــال أمــس عــى رضب موقــع‬ ‫عســكري تتحصــن بداخلــه عنــارص مقاتلــة إىل‬ ‫جانــب جيــش األســد يف حــي جوبــر الدمشــقي‬ ‫عــن طريــق الخطــأ‪ ،‬مــا أدى إىل وقــوع قتــى‬ ‫وجرحــى بــن صفــوف العنــارص‪ ،‬مل يتثنــى‬ ‫التأكــد مــن عددهــم بســبب رضاوة القصــف‬ ‫املســتمر‪.‬‬ ‫وقــد متكنــت الكتائــب املقاتلــة مــن ســد‬ ‫الثغـرات العســكرية التــي توغلــت مــن خاللهــا‬ ‫قــوات األســد واللجــان الشــعبية وامليلشــيات‬ ‫الشــيعية باإلضافــة اىل إيقــاف تقــدم قــوات‬ ‫األســد داخــل الحــي‪ ،‬ومحــارصة القــوات‬ ‫التــي تغلغلــت بداخلــه ملســافة ‪100‬مــر‪،‬‬ ‫مــن مشــارف حــي جوبــر الدمشــقي املتاخــم‬ ‫للمتحلــق الجنــويب‪ ،‬مــن جهــة االتســراد‬

‫عدسة ابن البلد‬ ‫ً‬ ‫شهيدا حتى اليوم‬ ‫تخسر ‪15‬‬

‫رغــم خســارة املكتــب اإلعالمــي "عدســة ابــن‬ ‫البلــد " حتــى يومينــا هــذا خمســة عــر‬ ‫شــهيدا ً‪ ،‬ومازالــت عدســته تجــوب القــرى‬ ‫الســورية وتصــور أدق التفاصيــل فيهــا‪.‬‬ ‫يذكــر محمــد ســليامن مؤســس العدســة‬ ‫"خرسنــا ‪ 15‬شــهيدا كانــو يرســمون ألوانــاً‬ ‫بكمرياتهــم املتواضعــة"‪ .‬بــدأ ســليامن التصويــر‬ ‫يف ‪ 2011‬بكمـرا موبايلــه البســيطة تركــز عــن‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫الفنــان عــى اقتنــاص‬ ‫لحظــات الهامــش مــن الثــورة التــي تح ّولــت‬ ‫اليــوم رصاعــا مســلحا معقــدا‪ ،‬إذ تركــز عــى‬ ‫آثــار الحــرب عــى البــر والحجــر والعم ـران‪،‬‬ ‫مؤكــدة صمــود العشــب أمــام الدبابــة‪،‬‬ ‫واملكتبــة أمــام الصــاروخ‪ ،‬وضحكــة األطفــال‬ ‫أمــام املــوت‪ ،‬فهاهــم يســبحون يف بحــرة‬ ‫"مزيريــب" لتبــدو الصــورة ملــن ال يعــرف‬

‫الفاصــل بــن “زملــكا وجوبــر”‪ ،‬وذلــك بعــد‬ ‫تراجــع عنــارص الثــوار إىل بعــض الخطــوط‬ ‫الخلفيــة جـراء القصــف الهســتريي املنفــذ مــن‬ ‫قبــل جيــش بشــار األســد عــى الحــي‪.‬‬ ‫وقــد وثــق ناشــطون مــن داخــل حــي جوبــر‬ ‫فيديــو يظهــر قــوات األســد وهــي تحــاول‬ ‫اقتحــام حــي جوبــر الدمشــقي مســتخدم ًة‬ ‫كاســحات ألغــام روســية تدعــى " ‪" 77 ur‬‬ ‫وتتميــز هــذه الكاســحات بقــدرة تدمرييــة‬ ‫عاليــة‪ ،‬و قالــوا أن هــذا الفيديــو عــر عليــه يف‬ ‫موبايــل ألحــد عنــارص قــوات األســد‪.‬‬ ‫وقــد اســتخدمت قــوات األســد هــذه‬ ‫الكاســحات بعــد فشــل محاوالتهــا التــي‬ ‫اســتمرت منــذ أكــر مــن شــهرين يف اقتحــام‬ ‫الحــي بســبب تصــدي عنــارص الجيــش الحــر‬ ‫لتلــك القــوات وتكبيدهــا خســائر كبــرة يف‬ ‫األرواح والعتــاد‪.‬‬ ‫ســوريا وكأنــه يف بلــد ال رصاع وال حــرب فيــه‪،‬‬ ‫لنكــون أمــام صــورة تعكــس قــدرة الســوريني‬ ‫عــى كــر الحــرب حتــى يف لحظــة جنونهــا‬ ‫القصــوى‪.‬‬ ‫تتنقّــل كامــرا الفنــان بــن لحظــة الحــرب‬ ‫بجنونهــا امل ّدمــر ولحظــة الحيــاة املنبثقــة‬ ‫عنهــا‪ ،‬مــن ضحكــة األطفــال الربيئــة إىل‬ ‫مقاومــة النــاس لتأمــن ســبل العيــش يف زمــن‬ ‫الدمــار‪ ،‬لنكــون أمــام صــورة أمــل تقتنــص‬ ‫الفــرح الهــارب مــن أتــون املــوت‪ ،‬لتقــول أن‬ ‫مثّــة شــعب احــرف الحيــاة رغــم كل املــوت‪.‬‬ ‫هــذا املــوت الــذي قنــص عــدد مــن رفــاق‬ ‫الفنــان يف رحلــة البحــث عــن الصــورة‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫عطر الورد الخفي "ماء الورد"‬ ‫عناة آرام | أوكسجين‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫أشــعة الشــمس الضــارة‪ ،‬وكانــوا يســتعملونه‬ ‫لحــروق الشــمس عندمــا تلفــح وجنــات‬ ‫الصبايــا يف الحقــول‪ .‬حيــث كــن يأخــذن معهــن‬ ‫القليــل مــن مــاء الــورد والنشــاء‪ ،‬ويعملنمنــه‬ ‫خليط ـاً يلطــف الجلــد املحمــر‪ ،‬فريــح البــرة‬ ‫الحساســة مــن التهيــج واألمل‪ .‬وكــن يســتعملن‬ ‫مــاء الــورد كمنظــف للبــرة بعــد وضــع‬ ‫مســاحيق التجميــل‪ ،‬فيعقــم الجلــد وينعمــه‪،‬‬ ‫وينظفــه مــن الشــوائب‪ ،‬ويكســبه رائحــة‬ ‫عطــرة‪ .‬وكانــت الصبايــا تســتعملنه لتطويــل‬ ‫رموشــهن أيضـاً‪ .‬ولــه اســتعامالت عديــدة‪ ،‬منها‬ ‫مــردا ً للجلــد امللتهــب‪ ،‬مــا حــذا باألمهــات‬ ‫إىل اســتعامله ألطفالهــم فيفيــد كث ـرا ً يف منــع‬ ‫الحكــة والتهيــج‪ ،‬والتســلخات‪ .‬طبعــاً كلنــا‬ ‫نحــب رائحــة مــاء الــورد وكذلــك طعمــه يف‬ ‫بعــض أنــواع الحلويــات‪ ،‬ولكــن هــذه األشــياء‬ ‫تعتــر جــزءا ً صغــرا ً وضئيــاً مــن مزايــاه‪ .‬إذ‬ ‫ميتلــك فوائــد رائعــة جمــة‪ ،‬ويعــد مســتحرضا ً‬ ‫تجميليــاً هامــاً جــدا ً‪ ،‬ملــن تريــد الجــال‪،‬‬ ‫والنقــاء للبــرة املثاليــة‪ ،‬وللعيــون الرباقــة‬ ‫النــرة‪ .‬يبقــى مــاء الــورد يحظــى بأهميــة‬ ‫كبــرة يف املجتمــع الريفــي حتــى أيامنــا هــذه‪..‬‬ ‫ومــا زال يحــر يف البيوتــات الســورية‪.‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫سوريالي‬

‫مل تكــن العطــور يف املــايض متوفــرة كــا هــي‬ ‫عليــه اآلن‪ .‬باســتثناء مــا كان يُشــرى مــن عنــد‬ ‫العطاريــن يف أحيــاء دمشــق القدميــة‪ .‬وأغلــب‬ ‫مــا كان النــاس يشــرونه‪ ،‬هــي عطــور الياســمني‬ ‫والخزامــى واملســك‪ .‬هــذا يف املــدن وخاصــة‬ ‫مدينــة دمشــق‪ .‬أمــا يف األريــاف الســورية‬ ‫فكانــت املــرأة تقــوم بتحضــر العطــور بنفســها‬ ‫مــن البيئــة املتوفــرة واملحيطــة بهــا‪ ،‬وكانــت‬ ‫تســتعمله للتعطــر الخــاص أي تصنعــه عط ـرا ً‬ ‫لهــا وألرستهــا‪ ،‬أو لبعــض األشــخاص واألطفــال‬ ‫ممــن يهمونهــا‪ .،..‬أمــا الــورود التــي تســتعمل‬ ‫فهــي الــورود ذات الرائحــة القويــة والزكيــة‪..‬‬ ‫مثــل الزيزفــون والجــوري البلــدي والبنفســج‬ ‫والرنجــس‪ .‬فتعمــد الصبيــة أو املــرأة إىل‬ ‫قطــف الــورود بعــد حــوايل الســاعتني إىل‬ ‫الثــاث ســاعات مــن رشوق الشــمس‪ ،‬أي بعــد‬ ‫أن تكــون قطــرات النــدى قــد تبخــرت عنهــا‬ ‫بفعــل حــرارة الشــمس‪ .‬وكانــت تســتعمل‬ ‫أوراق األزهــار فقــط وترمــي بالســاق واألوراق‬ ‫الخـراء‪ .‬تبــدأ العملية بغســل األوراق بشــكل‬ ‫جيــد للتخلــص مــن بقايــا الحـرات واألوســاخ‬ ‫والغبــار‪ .‬تضــع أوراق األزهــار (البتــات) ضمــن‬ ‫وعــاء كبــر يحتــوي عــى كميــة مــن املــاء‬ ‫املقطــر أي املغــي واملــرد ســابقاً‪ ،‬والهــدف‬ ‫أن يتعقــم املــاء ويكــون خاليــاً مــن البكرتيــا‬ ‫والجراثيــم‪ .‬حيــث تجعــل املــاء البــارد يغطــي‬ ‫األوراق دون أن تزيــد كميتــه عــن ذلــك بهــدف‬ ‫الحصــول عــى مــاء ورد ذو تركيــز مناســب‪.‬‬ ‫ثــم تقــوم تغطيــة الوعــاء ووضعــه عــى نــار‬ ‫هادئــة إىل أن يبــدأ املــاء بالغليــان والتبخــر‪.‬‬ ‫تــرك املــاء يغــي ويتبخــر حتــى تفقــد األزهــار‬ ‫لونهــا وتعطيــه للــاء أي تصبــح بيضــاء‪ .‬ويف‬ ‫هــذه اللحظــة يطفــو الزيــت عــى صفحــة‬ ‫املــاء ويســمى زيــت الــورد‪ .‬يصفــى املــاء‬ ‫للتخلــص مــن بقايــا األزهــار‪ ،‬ومــن ثــم يوضــع‬ ‫يف عبــوة زجاجيــة جميلــة ويحفــظ يف مــكان‬

‫بــارد يف الغرفــة‪ .‬وميكــن لهــذا الزيــت أيضـاً أن‬ ‫تســتعمله املــرأة عط ـرا ً‪ ،‬أو مــاء منعش ـاً يقــدم‬ ‫للضيــوف‪ ،‬حيــث يصــب منــه عــى اليديــن‬ ‫والوجــه‪ .‬كــا وميكــن أن تســتخدم هــذا العطر‬ ‫منكهــاً لألطعمــة باســتخدام بضــع قطــرات‬ ‫منــه‪ .‬وكانــت النســوة تغــي أوراق الجــوري‬ ‫البلــدي ذو اللــون الزهــري املميــز‪ ،‬وتصنعــه‬ ‫رشابـاً بإضافــة الســكر إليــه وهــو رشاب الــورد‪.‬‬ ‫وترجــع فائــدة الــورد إىل الزمــن الغابــر حيــث‬ ‫اســتحرضه املســلمني بالتقطــر واســتخدموه‬ ‫كيميائيــاً‪ .‬وكانــت العــروس تســتحم قبــل‬ ‫الزفــاف مبــاء الــورد‪ .‬حيــث كانــت النســوة‬ ‫تأخــذ بعضــاً مــن هــذا املــاء إىل الحــام‪ ،‬يك‬ ‫تتعطــر العــروس‪ ،‬عــر وضــع القليــل منــه‬ ‫إىل جــرن املــاء الســاخن‪ .‬وكانــت العــروس‬ ‫تســتعمله كغســول ىف الصبــاح واملســا‪،‬ء هــذا‬ ‫ضمــن برنامجهــا اليومــي بالعنايــة ببرشتهــا‪.‬‬ ‫ومــن فوائــده أنــه يفتــح لــون الجلــد‪ ،‬ويشــد‬ ‫البــرة وينقيهــا‪ ،‬ويجعلهــا صافيــة نــرة‪،‬‬ ‫وخاليــة مــن الشــوائب‪ ،‬وناعمــة امللمــس‪ .‬كــا‬ ‫يضفــي مــاء الــورد النعومــة والنضــارة فيعطــي‬ ‫البيــاض عــى اليديــن واألظافــر ‪ .‬كــا أن مــاء‬ ‫الــورد يســاعد عــى حاميــة البــرة مــن آثــار‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫التوحد مرض بصيب مجتمع بأكمله‬

‫أوكسجين | سعيد البطل | بدايات‬

‫قصة خربية‬

‫“نحــن ال نــرى العالــم الخارجــي كمــا يــراه األنــاس‬ ‫العاديــون الذيــن يعيشــون فــي العالــم المعاصــر ‪.‬‬ ‫لقــد أمســى عالمنــا صغيــرا وضيقــا وممــزق”‪.‬‬ ‫"الكــون يبــدأ بالمليحــة وينتهــي بدومــا" هكــذا‬ ‫قــال يل أبــو محمــود يف احــدى الليــايل‪ ،‬قاصــدا ً‬ ‫املدينتــن اللتــن تحــددان عاملنــا املحــارص‪:‬‬ ‫الغوطــة الرشقيــة مــن أقصاهــا ألقصاهــا‪ .‬كان‬ ‫الوقــت ينســاب بهــدوء ونحــن جالســن يف‬ ‫غرفــة أبــو محمــود الباهتــة واملنــارة بضــوء‬ ‫“اللمبــة” الصغــرة املشــحونة عــى البطاريــة‪.‬‬ ‫أبــو محمــود يف األربعــن مــن عمــره‪ ،‬لكــن‬ ‫مالمحــه توحــي بعمــ ٍر يتجــاوز ذلــك بكثــر‪.‬‬ ‫أذكــره جيــدا يف الـــعام ‪ ،2011‬عنــد بدايــة‬ ‫املظاهــرات‪ ،‬كان شــاباً بروحــه وقــوي‬ ‫الشــكيمة مبــا يكفــي ليحملنــي عــى أكتافــه‬ ‫لســاعة أو ســاعتني كأين ريشة‪.‬ســألني كارسا‬ ‫الصمــت‪" :‬أتذكــر كيــف اعتدنــا أن نحلــم – أنــا‬ ‫وأنــت – أن نجــوب األرض علــى الدراجــات فــي عالــم‬ ‫بــا حــدود؟"‪ .‬وبــدا يل أننــي ملحــت عــى وجهــه‬ ‫الــذي بالــكاد أراه‪ ،‬التــاع دمعــة‪" .‬أتبكــي يــا أبــو‬ ‫محمــود؟" ســألته بتوجــس‪ .‬أخــذ رشــفة كبــرة‬ ‫مــن كــوب الشــاي البــارد املســتقر بقربــه عــى‬ ‫األرض ‪ -‬حيــث يتطلــب إعــادة تســخينه الكثــر‬ ‫مــن الوقــت مــن جمــع للحطــب وإشــعال‬ ‫النــار يف املوقــد الصغــر املصنــوع مــن التنــك‪،‬‬ ‫األمــر الــذي ال يســتحق كل ذلــك العنــاء كوننــا‬ ‫اعتدنــاه بــاردا عــى أيــة حــال ‪ -‬وضــع كأســه‬ ‫بجانبــه عــى االرض وأرخــى عنقــه املتعبــة‬ ‫للخلــف عــى الحائــط متأمــا الســاء مــن‬ ‫خــال كــوة يف الســقف فتحتهــا قذيفــة مــن‬ ‫العيــار الثقيــل ســقطت قبــل عــام تقريبــا‪،‬‬ ‫وبقيــت الفتحــة هكــذا عــى حالهــا حيــث مل‬ ‫يكــن مــن املجــدي املــرور بعنــاء إصالحهــا‪،‬‬ ‫كــون االمــر ســيكلف كثــرا ً ‪ -‬نظــرا لالرتفــاع‬ ‫الجنــوين يف األســعار بســبب نــدرة املــواد‪-‬‬ ‫ومــا مــن ضامــن أن ال تفتــح مــن جديــد مــع‬ ‫القصــف اليومــي عــى املدينــة‪" .‬أتعــرف! رؤيــة‬ ‫النجــوم فــي الليــل هــو الشــيء الوحيــد الــذي يدفعنــي‬ ‫للتســاؤل أحقــا التــزال هنــاك حيــاة مــا خــارج حفــرة‬ ‫القــاذورات هــذه التــي نعيــش فيهــا فــي هــذا الوطــن‬ ‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫تصوير‪ :‬سعيد البطل‬ ‫التعــس؟ تــرى أيــدرك مــن يعيــش خــارج هــذه‬ ‫المنطقــة‪ ،‬أننــا نتشــارك الســماء ذاتهــا؟" وتابــع ابــو‬ ‫محمــود‪“ ،‬كيــف وصلنــا إلــى هــذه الحــال؟ كيــف‬ ‫تملكنــا هــذا الشــعور القاســي بالوحــدة؟" وأضــاف‬ ‫قائــا " أذكــر أنــي كنــت أشــعر بأنــي أملــك قــوة‬ ‫وعزيمــة ألــف رجــل وأكثــر‪ ...‬أهــو خطأنــا أننــا حلمنــا؟‬ ‫أم أننــي طالبــت بالكثيــر حيــن طالبــت بصوتــي؟"‬ ‫تعيــش الغوطــة الرشقيــة تحــت حصــار‬ ‫عســكري مطبــق منــذ مــا يقــارب الســنة‬ ‫والنصــف‪ .‬ال هاتــف وال كهربــاء‪ .‬ال طعــام‬ ‫وال دواء‪ .‬ال غــاز وال محروقــات تدخــل اليهــا‪.‬‬ ‫الغوطــة اليــوم هــي مبثابــة ســجن كبــر يقيــم‬ ‫فيــه مليــون ونصــف إنســان‪ .‬ال أحــد يخــرج‬ ‫منــه أو يدخــل‪ ،‬مــع خطــر مضاعــف للمــوت‬ ‫إذا حاولــت االقــراب مــن خطــوط التــاس‬ ‫والحصــار‪ .‬يف الشــتاء املــايض لجأ النــاس اىل أكل‬ ‫العلــف املخصــص لألبقــار بعــد نفــاذ القمــح‪،‬‬ ‫مــن ثــم نفــاذ الشــعري والــذرة‪ .‬بــن الحــن‬ ‫واألخــر يخاطــر البعــض ويحــاول الهــروب‪،‬‬ ‫لكنهــا رحلــة خطــرة صعبــة ونــادرا مــا تنجــح‪.‬‬ ‫لقــد تعلمــت بالطريقــة الصعبــة كيــف‬ ‫يخــرج الجــوع أقبــح مــا يف النفــس البرشيــة‪.‬‬ ‫أنــاس تــأكل مــن القاممــة‪ ،‬وآخــرون يرشعــون‬ ‫األســلحة يف ع ـراك عــى بضــع ســجائر باليــة‪.‬‬ ‫قبــل الحصــار كانــت ربطــة الخبــز ب ‪ 15‬ل‪.‬س‬ ‫– اآلن وصــل ســعرها اىل األلــف لــرة‪ .‬كل هــذه‬ ‫العوامــل دفعتنــا اىل نقطــة بــدى لنــا فيهــا‪ ،‬أن‬

‫الحيوانــات لديهــا كرامــة أكــر منــا‪" .‬لــوال صــوت‬ ‫القصــف الجــوي والمدفعــي‪ ،‬لظننــت أنــي أعيــش فــي‬ ‫القــرن الســادس عشــر يــا رجــل"‪ ،‬قــال يل صديقــي‬ ‫رامــي مازحــا يف ذات الجلســة‪ ،‬لكــن مزاحــه‬ ‫المــس وتــرا يف نفيس‪".‬أنــا أحســدك" قــال يل‬ ‫وأضــاف "مــازال لديــك طــرق للتواصــل مــع العالــم‬ ‫الخارجــي الــذي نسـ َـينا ‪ .‬مازلــت تكتــب المقــاالت‬ ‫أليــس كذلــك ؟" "نعــم‪ ،‬مــن وقــت ألخــر" أجبتــه‪.‬‬ ‫"ممتــاز‪ ،‬إذن انقــل عــن لســاني لآلخــر‪ :‬يمكنــك إنــكار‬ ‫وجودنــا وتجاهلنـا‪ ،‬لكــن ال يوجــد شــيء بــدون مقابــل‪.‬‬ ‫يومــا م ـا‪ ،‬عندمــا تصــرخ طالبــا العــون فــي مآســاتك‬ ‫القادمــة‪ ،‬ال تتســاءل لمــاذا ليــس هنالــك مــن مجيــب"‪،‬‬ ‫قــال رامــي مــع ابتســامة لئيمــة‪.‬‬ ‫الجزيــرة التــي نعيــش فيهــا أمســت حميميــة‪،‬‬ ‫حيــث يتــرف كل حــي وكل شــارع ككائــن‬ ‫متكامــل‪ ،‬يعتمــد عــى ســكانه وعــى ســكانه‬ ‫فقــط‪ .‬الدولــة غــر موجــودة وال أثر ملؤسســاتها‬ ‫– مــن مصلحــة امليــاه إىل مؤسســة الكهربــاء‬ ‫وعــال النظافــة – وكل األشــياء األساســية‬ ‫يف الحيــاة اليوميــة والتــي تتعامــل معهــا يف‬ ‫العــادة كبديهيــات مفــروغ منهــا‪ ،‬أمســت‬ ‫مفتقــدة وبحاجــة لبديــل‪ .‬يف املقابــل‪ ،‬يتضامــن‬ ‫الســكان فيــا بينهــم‪ ،‬فالبعــض يتكفــل‬ ‫بالعنايــة ببــر املــاء ويتأكــد مــن وصــول امليــاه‬ ‫اىل كل بنــاء‪ .‬يف الوقــت الــذي يعمــل فيــه‬ ‫آخــرون عــى املولــدات وميــدون األســاك‪ .‬أمــا‬ ‫أولئــك الذيــن لديهــم خــرة بســيطة يف الطــب‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫في سراقب‪ ..‬نحيا من الموت‬

‫كــا عهدناهــا مدينــة ثائــرة صامــدة مشــهود لهــا بحراكهــا الســلمي‪ ،‬أهلهــا الطيبــون يطلبــون‬ ‫الحيــاة مــن قلــب املــوت رغــم القصــف والقذائــف مازالــوا ينشــدون الحريــة ويتظاهــرون‬ ‫بســلميتهم وحيطانهــم تشــهد لهــم‪.‬‬ ‫يحــي لنــا صديــق ناشــط مــن رساقــب بعــد ســقوط برميــل عــى محــل السـ ّـان وتخريــب‬ ‫كل مافيــه عــاد أبــو محمــد صاحــب الــدكان يتفقــد ماحـ ّـل بــه مــن مصــاب ‪ ..‬وهــو يتمتــم‬ ‫الحمدللــه بســيطة وجمــع أوالد الحــي ورشع ينظــف ويعيــد ترتيــب الرفــوف وتنظيــف املــكان‬ ‫وكأن شــيئاً مل يكــن ‪ ..‬ويف غضــون عــدة ســاعات عــاد املــكان كــا كان بــل أفضــل مــن ذلــك ‪..‬‬ ‫وطلــب مــن صديقــه مــوزع البضائــع مــن تنزيــل بضاعــة للــدكان ورتبهــا ىل الرفــوف وبعــد أن‬ ‫انتهــوا مــن التطبيــق بــدأ النــاس يتهافتــون ل ـراء أغراضهــم يســتقبلهم أبــو محمــد بضحكــة‬ ‫املشــهودة وكأنــه مل يصبــه يشء ‪.‬‬ ‫هذا هو شعب رساقب الجبار وشعب سوريا ‪ ..‬يعشقون الحرية ويعشقون الحياة‪.‬‬

‫حمام السوق األثري في جوبر‬ ‫الحمام القديم ويعود تاريخ بنائه إلى العهد التركي قبل نحو‬ ‫‪ 650‬سنة‬ ‫المصدر‪ :‬عدسة سام‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫قصة خربية‬

‫أو يف الكهربــاء‪ ،‬فلقــد أصبحــوا اآلن خــراء‪،‬‬ ‫ومبثابــة أطبــاء ومهندســن‪ .‬لقــد تعلمــوا إثنــاء‬ ‫العمــل وباصعــب الطــرق‪ .‬تعلمــوا يف جامعــة‬ ‫الحصــار املكثفــة‪ ،‬ملــا يقــارب الســنتني‪ .‬أصبحنــا‬ ‫واســعي الحيلــة ‪.‬‬ ‫"هــل تعلــم أنــك إذا مزجــت املقاديــر‬ ‫الصحيحــة مــن الفيــول والزيــت وقليــل مــن‬ ‫املــازوت فبإمكانــك تشــغيل املولــدة لضعــف‬ ‫الوقــت وبأقــل مــن ربــع الســعر؟"‬ ‫"هــل تعلــم أنــك إذا أذبــت نــوع محــدد مــن‬ ‫البالســتيك وبطرقــة محــددة جــدا تســتخرج‬ ‫منــه مــا ســميناه – مــازوت بالســتيك و بنزيــن‬ ‫بالســتيك‪ ،‬وميكنــك تشــغيل املولــدات واآلليــات‬ ‫عليهــا؟"‬ ‫املضحــك املبــي يف كل هــذا‪ ،‬هــو غالء األســعار‪،‬‬ ‫مقابــل أســوء أنــواع الخدمــة‪ .‬كوميديــا ســوداء‪،‬‬ ‫تزيــد فيهــا تكلفــة املعيشــة هنــا‪ ،‬عــن معيشــة‬ ‫الدرجــة األوىل يف مدينــة جنيــف‪"ّ .‬دهــان عــادي‬ ‫مثلــي يصــرف فــي أســبوع أكثــر مــن مهنــدس‬ ‫وأحيانــا أكثــر مــن طبيــب أســنان فــي نيويــورك!"‬ ‫قــال رامــي‪ .‬يف املحصلــة انهــم يتعلمــون دون‬ ‫إن يدركــوا –أو هكــذا بــدا يل – كيف يعتمدون‬ ‫عــى أنفســهم‪ ،‬ويف ذات الوقــت هنــاك ثقــة‬ ‫متبادلــة بــن الجميــع‪ ،‬هــذا مــا يجلــب األمــل‪.‬‬ ‫ففــي مجتمــع فصــل عــن العــامل الخارجــي‬ ‫ويناضــل مــن أجــل ذاتــه وبقائــه‪ ،‬ليــس هنالــك‬ ‫مــن مجــال للعــودة اىل الــوراء‪" .‬نستســلم؟ مــاذا‬ ‫بقــي لنــا لنتنــازل عنــه علــى أي حــال؟" يتســأل رامي‬ ‫يف إجابــة عــى ســؤال طرحتــه عليــه مــن حــول‬ ‫إمكانيــة املســاومة مــع النظــام‪ .‬رامــي الــذي‬ ‫فقــد أمــه وأختــه الصغــرى ورأى بيتــه يتهــاوى‬ ‫يف ذات الغــارة الجويــة‪ .‬رامــي‪ ،‬الــذي ســقط‬ ‫أخــوه األكــر رصيعــا بطلقــة قنــاص عندمــا‬ ‫كانــت املدينــة ال تــزال محتلــة مــن القــوات‬ ‫الحكوميــة‪ .‬رامــي الــذي غــادرت حبيبتــه مــع‬ ‫عائلتهــا اىل تركيــا وتركتــه وحيــدا‪" .‬اآلن تســألني‬ ‫إن كان ممكــن إن أتنــازل أو أســلم؟ أعطنــي شــيئا‬ ‫واحــدا أســلم ألجلــه أو بســببه ‪ ..‬اكتشــفت اآلن إننــي‬ ‫اآلن حــر بالكامــل‪ ،‬مــع هــدف واحــد ووحيــد‪ :‬أن أرى‬ ‫مــن ســبب لــي كل هــذا األلــم يعاقــب بيــدي هاتيــن‬ ‫‪ ..‬وأن أرى األطفــال الصغــار يكبــرون بكرامــة فــي‬ ‫بيــوت آمنــة"‪ ،‬قــال هــذا‪ ،‬وارتســمت عــى وجهــه‬ ‫ابتســامة واثقــة ولئيمــة ال تخلــو مــن الحــزن ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪14‬‬

‫صحة عامة‬

‫مرض اإليبوال‬

‫أوكسجينيات‬

‫النزفيــة الفريوســية ويوقــع يف‬ ‫التعريف باملرض‪:‬‬ ‫مــرض فــرويس إيبــوال هــو مــرض صفوفهــم وفيــات يصــل معدلهــا‬ ‫وخيــم يصيــب اإلنســان وغالبـاً مــا إىل ‪%90‬‬ ‫يكــون قاتــا‪.‬‬ ‫ويصــل معــدل الوفيــات التــي رساية املرض‬ ‫تنتقــل عــدوى اإليبوال إىل اإلنســان‬ ‫تســببها الفاشــية إىل ‪.%90‬‬ ‫وينتقــل فــروس الحمــى إىل مبالمســة دم الحيوانــات املصابــة‬ ‫اإلنســان مــن الحيوانــات الربيــة باملــرض أو إفرازاتهــا أو أعضائهــا أو‬ ‫وينتــر بــن صفــوف التجمعــات ســوائل جســمها األخــرى‪ .‬وتنتقــل‬ ‫البرشيــة عــن طريــق رسايتــه مــن مــن شــخص إىل آخــر مــن الدمــاء‬ ‫واالفـرازات‬ ‫إنســان إىل آخــر‪.‬‬ ‫يتطلــب املصابــون باملــرض بوادر املرض وأعراضه‬ ‫الوخيــم رعايــة داعمــة مركــزة‪ .‬حمــى اإليبــوال النزفيــة مــرض‬ ‫وليــس هنــاك مــن عــاج أو لقــاح فــرويس حــاد ووخيــم يتميــز غالبا‬ ‫نوعيــن مرخــص بهــا ومتاحــن بإصابــة الفــرد بالحمــى والوهــن‬ ‫لالســتخدام ال لإلنســان وال الشــديد واآلالم يف العضــات‬ ‫والصــداع والتهــاب الحلــق‪ ،‬ومــن‬ ‫للحيــوان‪.‬‬ ‫ميكــن أن يتســبب فــروس اإليبــوال ثــم التقيــؤ واإلســهال وظهــور‬ ‫يف إصابــة البــر بفاشــيات الحمى طفــح جلــدي واختــال يف‬

‫وظائــف الــكىل والكبــد‪ ،‬واإلصابــة مكثفــة للمــرىض الذيــن يصابــون‬ ‫يف بعــض الحــاالت بنزيــف داخــي‬ ‫مــن جرائهــا يف كثــر مــن األحيــان‬ ‫وخارجــي عــى حــد ســواء‪ .‬وتظهر‬ ‫النتائــج املختربيــة انخفاضــا يف بالجفــاف ويلــزم تزويدهــم‬ ‫عــدد الكريــات البيضــاء والصفائــح‬ ‫بســوائل اإلماهــة بالحقــن‬ ‫الدمويــة وارتفاعــا يف معــدالت‬ ‫الوريــدي أو عــن طريــق الفــم‬ ‫إف ـراز الكبــد لألنزميــات‪.‬‬ ‫العالج واللقاحات‬ ‫باســتخدام محاليــل تحتــوي عــى‬ ‫تســتدعي الحــاالت املرضيــة‬ ‫الشــديدة توفــر رعايــة داعمــة الكهــارل‪.‬‬

‫قاموس أوكسجين‬

‫ما هي المنطقة العازلة؟‬ ‫انهــا منطقــة "تفصــل بــن طــريف‬ ‫نــزاع وتقيــم مســاحة تحظــر‬ ‫فيهــا االســلحة"‪ ،‬بحســب تلخيــص‬ ‫دومينيــك ترينــكان الخبــر‬ ‫العســكري الســابق لــدى االمــم‬ ‫املتحــدة‪ .‬واملنطقــة العازلــة تكــون‬ ‫بريــة‪ ،‬كــا ميكــن ان تقــرن‬ ‫مبنطقــة حظــر جــوي‪ .‬والهــدف‬ ‫يكــون حاميــة الســكان املحليــن‬ ‫وكذلــك تخفيــف الضغــط عــن‬ ‫تركيــا التــي تســتقبل اكــر مــن‬ ‫مليــون شــخص‪ .‬وســبق ان‬ ‫اقيمــت مناطــق عازلــة يف املــايض‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫بــن الكوريتــن (منطقــة منزوعــة‬ ‫الســاح منــذ العــام ‪ 1953‬متتــد‬ ‫عــى عــرض ‪ 4‬كلــم وطــول ‪241‬‬ ‫كلــم تجوبهــا دوريــات مــن‬ ‫الطرفــن) ويف قــرص ("الخــط‬ ‫االخــر" منــذ ‪ )1974‬ويف‬ ‫الجــوالن بــن ســوريا وارسائيــل املنظمــة الدوليــة الــذي يجيــز ســيعني منــع دخــول املنطقــة‬ ‫تحــت ارشاف قــوة دوليــة‪ ..).‬اللجــوء اىل القــوة‪..‬‬ ‫بــرا ً والتحليــق فوقهــا جــوا ً‪.‬‬ ‫ومنطقــة الحظــر الجــوي تتطلــب‬ ‫شرعية المنطقة العازلة‬ ‫الشــروط العمليــة القامــة المنطقــة تنظيــم دوريــات لطائــرات رادار‬ ‫اقامــة منطقــة عازلــة تكــون العازلــة‬ ‫ومقاتــات‪ .‬كــا تتطلــب التثبــت‬ ‫بقـرار مــن مجلــس االمــن الــدويل ميكــن ان تقــرن املنطقــة مــن ان البلــد لــن تلجــأ اىل‬ ‫تحــت الفصــل الســابع مــن ميثــاق العازلــة مبنطقــة حظــر جــوي مــا اســتخدام دفاعاتهــا الجويــة‪.‬‬ ‫‪syriaoxygen.com‬‬


‫‪15‬‬

‫أمن اسرائيل أمانة سورية إيرانية‬ ‫جميل عمار | أوكسجين‬

‫ارسائيــل بأفضــل شــيطنة مــن النظامــن‬ ‫الســوري واإليــراين ولكنهــا اكــر وقاحــة و‬ ‫رصاحــة فعــى الرغــم مــن أن تاريــخ ارسائيــل‬ ‫حافــل باغتيــال العلــاء واملفكريــن العــرب إال‬ ‫أنهــا مل تقــرب مــن عــامل إيــراين أو مفكــر أو‬ ‫صاحــب عاممــة ســوداء أو بيضــاء وعــى مــدى‬ ‫‪ 35‬عامــاً مــن عمــر الثــورة اإليرانيــة التــي‬ ‫ال تفتــأ تدعــي عدائهــا املطلــق إلرسائيــل و‬ ‫إرصارهــا إعالميــا عــى إزالــة الكيــان اإلرسائيــي‬ ‫وتســميتها ألكــر فيالقهــا العســكرية باســم‬ ‫فيلــق القــدس إال إننــا مل نشــهد إيرانيـاً يقاتــل‬ ‫جندي ـاً ارسائيلي ـاً و مل نســمع بعمليــة إيرانيــة‬ ‫اســتهدفت مصالــح ارسائيليــة كــا أن ا ّدعــاء أن‬ ‫حــزب اللــه يف لبنــان هــو عــدو إلرسائيــل و هــو‬ ‫املقــاوم واملامنــع‪ .‬ا ّدعــاء كاذب كان الهــدف‬ ‫منــه متكــن حــزب اللــه مــن الســيطرة التامــة‬ ‫عــى مفاصــل القــرار الســيايس بلبنــان ومــن‬ ‫ثــم إبــرام اتفاقيــة هدنــة بوجــود اليونيفيــل‬ ‫لتربيــد الجبهــة الشــالية لفلســطني املحتلــه‬

‫وإبعــاد الفصائــل الفلســطينية الراديكاليــة عــن‬ ‫خطــوط التــاس مــع العــدو الصهيــوين االمــر‬ ‫الــذي جعــل الكيــان يعيــش بحالــة اســرخاء‪،‬‬ ‫بعــد مــا يســمى حــرب عــام ‪ 2006‬ارسائيــل‬ ‫قصفــت املفاعــل النــووي الــذي كان قيــد‬ ‫االنشــاء يف العــراق و كان النظــام العراقــي‬ ‫حينهــا عــى رسوج خيلــه ومل تأبــه بينــا تكتفي‬ ‫بالتهديــدات حيــال الربنامــج النــووي اإلي ـراين‬ ‫وتحفــز الغــرب عــى تشــديد العقوبــات‬ ‫ارسائيــل لــو ارادت قصــف املفاعــات النوويــة‬ ‫االيرانيــة لفعلــت ومبقدورهــا ان تقلــع مــن‬ ‫قواعــد يف الخليــج تديرهــا امريــكا ولكــن‬ ‫الســاح النــووي اإليــراين ال يشــكل خطــرا ً‬ ‫عــى ارسائيــل إمنــا هــو خطــر عــى العــرب و‬ ‫مي ـزان رعــب مــع الســاح النــووي الباكســتاين‬ ‫رمبــا يكــون الســاح النــووي الباكســتاين مقلقـاً‬ ‫إلرسائيــل أكــر مــن النــووي اإلي ـراين مشــكلتنا‬ ‫أننــا نعيــش يف عــر النفــاق الســيايس بــن‬ ‫خصــوم بالظاهــر و حلفــاء بالباطــن‪.‬‬

‫بطاقة ثورية‬

‫االسـم ‪ :‬الزبـدانـي‬ ‫الوصـف‪ :‬سهـل خصب يبعد عن دمشق ‪ 45‬كلم يف الجهة الجنوبية الغربية‬ ‫الوضـــع ‪:‬مدينــة منكوبــة ‪ ،‬مئــات القذائــف يوميـاً وغــارات للطـران ألقــت أكــر‬ ‫مــن ‪ 600‬برميــل عــى املدينــة‪.‬‬ ‫السـبب‪ :‬ثائرة عىل النظام‪.‬‬ ‫عدد السكان‪ 35:‬ألف نسمة نزح ‪ %90‬من أهلها‪.‬‬ ‫الشـهداء ‪ 490:‬شهيدا ً‬ ‫املعـتقلني ‪ 700:‬معتقل‬ ‫الحـواجـز‪ :‬يحيط بها أكرث من ‪ 200‬نقطة عسكرية تفصلها عن جاراتها‪.‬‬

‫السنة الثالثة ‪ -‬العدد (‪2014\10\15 - )131‬‬

‫‪syriaoxygen.com‬‬

‫رأي‬

‫مــن ترصيــح رامــي مخلــوف الوقــح بــأن"‬ ‫أمــن ارسائيــل مــن أمــن ســوريا وأمــن ســوريا‬ ‫مــن أمــن ارسائيــل" إىل ترصيــح نائــب وزيــر‬ ‫خارجيــة إيــران حســن أمــر عبــد اللهيــان‬ ‫محــذرا ً مــن أن ســقوط نظــام الرئيــس الســوري‬ ‫بشــار األســد عــى يــد تنظيــم الدولة اإلســامية‬ ‫مــن شــأنه أن يقــي عــى أمــن إرسائيــل‪.‬‬ ‫ولنأخــذ األمــور بحســن نيــة فهــل بقــاء األســد‬ ‫يف الحكــم عنــد اإليرانيــن أهــم مــن زوال امــن‬ ‫ارسائيــل ؟ األمــر ال يعتــر غريبــا أو مفاجئــا لنــا‬ ‫فلقــد ســبقه رامــي مخلــوف و مــن اســتكانه‬ ‫النظــام و عــدم رده عــن اي رضبــة ارسائيليــة‬ ‫إال دليــل واضــح عــى أن النظــام يلعــب دور‬ ‫الحــارس الشــخيص للحــدود الشــالية مــع‬ ‫الكيــان الصهيــوين‪ ،‬و عــادة الحــارس الشــخيص‬ ‫لزعــاء املافيــا يتلقــى صفعــات مــن قبــل‬ ‫أســياده و مشــغليه دون أن ينطــق ببنــت شــفة‬ ‫يضــاف إىل أن مغازلــة النظــام واســتجدائه‬ ‫ألمريــكا لتلحقــه بالتحالــف أو تنســق معه عىل‬ ‫األقــل دليــل واضــح عــى وهــن دول املقاومــة‬ ‫واملامنعــة يف وجــه مــا تنعتــه دومـاً باإلمربيالية‬ ‫و دول املؤامــرة الكونيــة عــى ســوريا النظــام‬ ‫الســوري وإيــران ميلــكان نفــس النهــج‬ ‫الســيايس و النظامــان مع ـاً يتبعــان التقيــة يف‬ ‫السياســة فكــا أن التقيــة عــن الشــيعة مــن‬ ‫أصــول الديــن فهــي أيضــا مــن مرتكــزات‬ ‫السياســة لــكل النظامــن وهــي أن تعمــل‬ ‫عكــس مــا تــرح بــه وأن تخفــي الصداقــات‬ ‫املريبــة بعــداء ظاهــره حــاد و باطنــه هــش‬ ‫يســقط عنــد اي اختبــار حقيقــي وليســت‬


‫تعليم‪..‬‬ ‫اليوم األول في المدرسة‪..‬‬ ‫الخطوى األولى بإتجاه‬ ‫المستقبل والحلم‪..‬‬ ‫حلب‬

‫‪www.fb.com/oxygen.zabadani.syria‬‬ ‫‪www.syriaoxygen.com‬‬ ‫‪www.oxygen-sy.com‬‬

‫إلقرتاحاتكم ومشاركاتكم ميكنكم مراسلتنا عرب‬ ‫‪info@syriaoxygen.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.