أعمال
رب العمل
دائما على حق!
بقلم :مهاك عالم
أسدت لنا أستاذة اإلدارة يف الجامعة بعض النصائح فقالت " :قاعدتان ذهبيتان يجب اعتناقهام يف مكان العمل ".ولطاملا ذكرتنا بهاتني القاعدتني .بالنسبة يل تصو ُر هاتان القاعدتان عامل األعامل مكانا تجد فيه املوظف مدينا بالفضل لرب عمله .وآمنت يف تلك مسية ،واجبنا الوحيد خدمة أسيادنا. اللحظة أن أستاذتنا تعدّنا لنصبح آالت ّ
لحسن الحظ ،عرثت بأحد املوظفني املخرضمني ،ورأى ما صار إليه أمري ،فقرر إنقاذي بشل فريص يف النجاح يف مهنتي بسبب الخوف من خسارة من نفيس .أفهمني أنني أقوم ّ عميل .بل ساعدين يف تحرير نفيس من مفهوم "رب العمل" الخاطئ الذي كنت أعتقد أنه صحيح .
القاعدتان الذهبيتان كام رأتهام ،واللتان ستسهالن حياتنا كموظفني هام: .1رب العمل دامئا عىل حق. .2إن كنت متأكدا من أن املدير مخطئ ،عد إىل القاعدة رقم واحد.
غالبا ما ندخل أماكن عملنا ،واضعني يف الحسبان أن رب العمل عد ّو مبني ،بينام الحقيقة غري ذلك ،قد يكون البعض حازما ومتعنتا ،ومنهم من يعامل موظفيه بتعال .وننىس أن املدراء قد عينوا ليكونوا قادة .وأن دورهم تنظيم وإدارة العمل وإنجازه بتعيني مجموعة من األشخاص املؤهلني باملعرفة واملهارة .ومن الواجبات امللقاة عىل عاتقهم التأكد من أن كافة املوظفني يعودون بالنفع عىل املؤسسة .والعالقة الناجحة بني رب العمل واملوظف تنتج عن عمل االثنني معا مبا يصب يف مصلحتهام املشرتكة ،أال وهي مصلحة الرشكة.
يف ذلك الحني مل أفهم مغزاها ،ومل أتكبد عناء تأمل املعنى العميق لكلامتها التي ستساعدين فيام بعد عند دخويل عامل األعامل. كام نعلم ،بعيدا عمن نحب – أرسنا وأصدقائنا – ميكن ملديرنا يف العمل أن يرتك بصمة يف حياتنا .فإذا نجحت يف كسب رضاه؛ ستشعر وكأن الدنيا رضيت عنك ،وإن أثرت غضبه ستشعر بأنك تعيش أسري تعويذة ألقيت عليك .فالعالقة بينك وبني مديرك غالبا ما تشبه عالقتك مبن تحب .حيث تدور فرصك يف الرتقيات والزيادات والتطور املهني حول سؤال غامض أوحد" :ما رأي مديرك بك"؟ يف بداية عميل ،مل أدرك معنى القاعدتني السالفتني .ولطاملا واجهت معضلة يف التعامل مع يل أن أتصنع حتى أنال إعجابه؟ هل عيل أن أتفق مع كل ما يقول؟ هل يل املدير .هل ع ّ أن أعرب عن رأيي ،وأقوم مبا أظن أنه يصب يف مصلحة العمل ،وأخاطر بالتميز عن زماليئ؟ هل سأخاطر بعميل؟ هل سأفصل من العمل؟ كان لدي الكثري من الشكوك التي حرفتني عن الطريق الصحيح. أخريا قررت اختيار طريق االستسالم ،وأال أفصح عن آرايئ قط .واتفقت معه عىل كل يشء. فصارت كُنيتي السيدة "نعم" ،وعزوت ذلك لفشيل يف فهم ما علمتني إياه معلمتي .فقد فهمت املعنى الظاهري لكلامتها.
عندما تخالف رب العمل الرأي ،احرص عىل أن تكون مهنيا يف أسلوبك ،قدم له الدالئل والبدائل ،وأره أنك بذلت الجهود يف دراستها .فإجراء األبحاث ،واالستعداد ،واختيار الوقت واألسلوب املناسب ملخالفة آرائهم ما هي إال مهارات يقيّمك مديرك بها ،وإن قمت بتطبيقها بشكل صحيح ،فلن تجعله يندم عىل تعيينك. يف الوقت الذي تخطئ به آراء مديرك ستكون حدة التوتر يف أوجها .لذا عليك مساعدته يف التخفيف من وطأتها .قيّم الخطأ وفكّر يف الحلول .وال تنتهز الفرصة للتقليل من شأنه والتحامل عليه ،ظنا منك أن ذلك سيخدم مصلحة عملك .هذه فرصتك لتصبح الشخص الذي يعتربه مديرك املستشار املؤمتن .وسيثبت له ذلك أنه ولو كان عىل خطأ ،يف هذه املرة كان عىل صواب يف تعيينك. عندما أدركت بيت القصيد من نصيحة أستاذيت ،عجبت ملدى قرص نظري يف فهم القاعدتني الذهبيتني .فهذا املفهوم السهل املمتنع أمر يجب علينا جميعا أن نسعى الستيعابه. بالطبع لن يقوم مديرك باتخاذ القرارات الصائبة عىل الدوام ،ولكن إن قدمت له الدعم واملؤازرة يف صنع القرارات الجيدة قد يكون دامئا عىل حق!
The Source
21