بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافة الإنس والجانّ

Page 1

‫اإلمام ناصر محمد اليماني‬ ‫‪ 5341 - 05 – 80‬هـ‬ ‫‪ 4853 - 03 - 80‬مـ‬ ‫‪ 05:38‬صباحا‬ ‫_____________‬

‫‪..‬بيان الحسرتين في محكم القرآن إلى كافة اإلنس والجان‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم والصالة والسالم على كافة أنبياء هللا ورسله وآلهم‬ ‫الطيبين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول هللا‪ ،‬يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه‬ ‫وعلى رسل هللا من قبله ال نفرق بين أح ٍد من رسله ونحن له مسلمون‪ ،‬أما بعد‪..‬‬ ‫ويا حبيبي في هللا (مجتهد للحق)‪ ،‬إني أراك تجادل أنصار الحق وتجاهدهم بالباطل‬ ‫منطقي في ظاهره للسائلين‪ ،‬ووجب علينا‬ ‫جهاداً كبيراً وتجعل سؤالك أحيانا ً وكأنه‬ ‫ٌّ‬ ‫أن نقيم عليك الحجة من محكم حجة هللا عليك القرآن العظيم ونجاهدكم به جهاداً‬ ‫كبيراً‪.‬‬ ‫وأرى كثيراً من علماء المسلمين جعلوا الحسرة ً‬ ‫لغة واصطالحا ً تحمل مع ًنى واحداً‬ ‫فقط وهو الندم‪ ،‬ولذلك أنكروا فتوى هللا في محكم كتابه عن حسرة الحزن في نفسه‬ ‫على عباده في قول هللا تعالى‪:‬‬


‫ص ْي َح ًة َوا ِح َد ًة َفإِ َذا ُه ْم َخا ِمدُونَ ﴿‪َ ﴾40‬يا َح ْس َر ًة َعلَى ا ْل ِع َبا ِد ۚ َما َيأْتِي ِهم‬ ‫}إِن َكا َن ْت إِ اال َ‬ ‫ون أَ ان ُه ْم‬ ‫ِّمن ار ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ول إِ اال َكا ُنوا ِب ِه َي ْس َت ْه ِز ُئونَ ﴿‪ ﴾48‬أَلَ ْم َي َر ْوا َك ْم أَهْ لَ ْك َنا َق ْبلَ ُهم ِّمنَ ا ْلقُ ُر ِ‬ ‫ض ُرونَ ﴿‪{﴾44‬‬ ‫إِلَ ْي ِه ْم َال َي ْر ِج ُعونَ ﴿‪َ ﴾45‬وإِن ُكل ٌّ لا اما َجمِي ٌع لا َد ْي َنا ُم ْح َ‬ ‫صدق هللا العظيم [يس]‬ ‫ومن ثم ير ُّد على كافة السائلين اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول‪ :‬يا معشر‬ ‫المؤمنين برب العالمين أنه حقا ً أرح ُم الراحمين ومؤمنون بكتابه القرآن العظيم‬ ‫ٌ‬ ‫حقيق ال أقول على هللا إال الحق‪ ،‬ونقوم أوال ببيان الحسرة في‬ ‫إليكم البيان الحق‪،‬‬ ‫القرآن العظيم نستنبطها لكم من محكم القرآن العظيم أن الحسرة في النفس إما أن‬ ‫حزن‪ ،‬ونأتي بالبرهان المبين لبيان الحسرة في‬ ‫تكون حسر َة ندام ٍة أو حسر َة‬ ‫ٍ‬ ‫النفس‪ ،‬فإما أن تكون الحسرة في النفس ندما ً وإما أن تكون الحسرة في النفس‬ ‫حزنا ً ‪.‬‬


‫ونأتي لبرهان حسرة الندم‪ ،‬وتجدونها في محكم كتاب هللا في قول هللا تعالى‪:‬‬ ‫ب اللاـ ِه َوإِن ُك ُ‬ ‫س َيا َح ْس َر َت ٰى َعلَ ٰى َما َف ار ُ‬ ‫طت فِي َجن ِ‬ ‫ساخ ِ​ِرينَ‬ ‫نت لَمِنَ ال ا‬ ‫}أَن َتقُول َ َن ْف ٌ‬ ‫﴿‪{﴾٦٥‬‬ ‫صدق هللا العظيم [الزمر]‬ ‫وهذه حسرة ندام ٍة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربهم‪ ،‬وجاءت حسرة‬ ‫الندامة في أنفسهم من بعد أن أهلكهم هللا بعذابه وعلموا أنهم كذبوا برسول ربهم‬ ‫الحق‪ ،‬ولذلك جاءت حسرة الندامة في أنفسهم على كفرهم باهلل ورسله‪.‬‬ ‫تصديقا ً لقول هللا تعالى ‪:‬‬ ‫ص ْي َح ُة ِبالحق َف َج َع ْل َنا ُه ْم ُغ َثاء َف ُب ْعداً‬ ‫ص ِب ُحنا َنا ِدمِينَ )‪َ (40‬فأ َ َخ َذ ْت ُه ُم ال ا‬ ‫ِيل لَ ُي ْ‬ ‫} َقال َ َع اما َقل ٍ‬ ‫لِّ ْل َق ْو ِم ال اظالِ ِمينَ (‪{)35‬‬ ‫صدق هللا العظيم [المؤمنون]‬


‫ونأتي لبيان حسرة الحزن واألسف في النفس على اآلخرين‪ ،‬ونجدها في قول هللا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫س َرا ٍ‬ ‫ص َن ُعونَ {‬ ‫هللا َعلِي ٌم ِب َما َي ْ‬ ‫س َك َعلَ ْي ِه ْم َح َ‬ ‫َب َن ْف ُ‬ ‫} َفال َت ْذه ْ‬ ‫ت إِنا ا َ‬ ‫صدق هللا العظيم [فاطر‪]0:‬‬ ‫أال وإن الحسرة في النفس على اآلخرين تعني األسف والحزن‪ .‬تصديقا ً لقول هللا‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫ار ِه ْم إِنْ لَ ْم ُي ْؤ ِم ُنوا ِب َه َذا ا ْل َحدِي ِ‬ ‫س ًفا{‬ ‫ث أَ َ‬ ‫} َفلَ َعلا َك َبا ِخ ٌع َن ْف َ‬ ‫س َك َعلَى آ َث ِ‬ ‫صدق هللا العظيم [الكهف‪]6:‬‬ ‫حزن‬ ‫ومثال حسرة نبي هللا يعقوب على ابنه يوسف عليهم الصالة والسالم حسرة‬ ‫ٍ‬ ‫وأس ٍ‬ ‫ف على ولده المفقود‪.‬‬


‫وقال هللا تعالى‪:‬‬ ‫ض ْت َع ْي َناهُ مِنَ ا ْل ُح ْز ِن َف ُه َو َكظِ ي ٌم{‬ ‫ف َوا ْب َي ا‬ ‫س َ‬ ‫س َفى َعلَى ُيو ُ‬ ‫} َو َت َولاى َع ْن ُه ْم َو َقال َ َيا أَ َ‬ ‫صدق هللا العظيم [يوسف‪]03:‬‬ ‫وكذلك حسرة هللا على عباده إنما حسرة حزن في نفس هللا على عباده من بعد أن‬ ‫أخذتهم الصيحة ‪.‬وقال هللا تعالى‪:‬‬ ‫ص ْي َح ًة َوا ِح َد ًة َفإِ َذا ُه ْم َخا ِمدُونَ ﴿‪َ ﴾40‬يا َح ْس َر ًة َعلَى ا ْل ِع َبا ِد َما َيأْتِي ِهم‬ ‫}إِن َكا َن ْت إِ اال َ‬ ‫ون أَ ان ُه ْم‬ ‫ِّمن ار ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ول إِ اال َكا ُنوا ِب ِه َي ْس َت ْه ِز ُئونَ ﴿‪ ﴾48‬أَلَ ْم َي َر ْوا َك ْم أَهْ لَ ْك َنا َق ْبلَ ُهم ِّمنَ ا ْلقُ ُر ِ‬ ‫ض ُرونَ ﴿‪{﴾44‬‬ ‫إِلَ ْي ِه ْم َال َي ْر ِج ُعونَ ﴿‪َ ﴾45‬وإِن ُكل ٌّ لا اما َجمِي ٌع لا َد ْي َنا ُم ْح َ‬ ‫صدق هللا العظيم [يس]‬ ‫وتبين للسائلين أن الحسرة في محكم القرآن العظيم تحتوي على بيانين اثنين‪ ،‬فإما‬ ‫أن تكون الحسرة في النفس ندما ً وإما أن تكون الحسرة في النفس حزنا ً على الغير‪.‬‬


‫فتبين لكم بيان حسرة العباد في أنفسهم ندما ً على ما فرطوا في جنب ربهم كونهم‬ ‫أصبحوا خاسرين وفي جهنم خالدين إال ما شاء هللا‪ ،‬وكذلك تبين للسائلين حسرة‬ ‫وأسف عليهم‪ ،‬تصديقا ً لفتوى هللا في‬ ‫حزن في نفسه‬ ‫هللا على عباده أنها حسرة‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫محكم كتابه القرآن العظيم في قوله تعالى‪:‬‬ ‫ص ْي َح ًة َوا ِح َد ًة َفإِ َذا ُه ْم َخا ِمدُونَ ﴿‪َ ﴾40‬يا َح ْس َر ًة َعلَى ا ْل ِع َبا ِد َما َيأْتِي ِهم‬ ‫}إِن َكا َن ْت إِ اال َ‬ ‫ون أَ ان ُه ْم‬ ‫ِّمن ار ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ول إِ اال َكا ُنوا ِب ِه َي ْس َت ْه ِز ُئونَ ﴿‪ ﴾48‬أَلَ ْم َي َر ْوا َك ْم أَهْ لَ ْك َنا َق ْبلَ ُهم ِّمنَ ا ْلقُ ُر ِ‬ ‫ض ُرونَ ﴿‪{ ﴾44‬‬ ‫إِلَ ْي ِه ْم َال َي ْر ِج ُعونَ ﴿‪َ ﴾45‬وإِن ُكل ٌّ لا اما َجمِي ٌع لا َد ْي َنا ُم ْح َ‬ ‫صدق هللا العظيم [يس]‬ ‫فهل تبين لك الحق من الباطل حبيبي في هللا مجتهد للحق؟ وصب ٌر عليك جميل ٌ‬ ‫ونحن أهدى منك سبيالً وأقوم قيالً‪ ،‬ونأمر بإطالق عضوية مجتهد للحق إلى حين‬ ‫ليرد علينا على بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم‪ .‬وسال ٌم على المرسلين‬ ‫والحمد هلل رب العالمين‪..‬‬


‫وربما يود مجتهد للحق أن يقول‪" :‬يا ناصر محمد اليماني‪ ،‬فلنفرض أنك أقمت على‬ ‫مجتهد للحق الحجة بالحق في بيان الحسرتين في محكم القرآن العظيم أنهما حسرةُ‬ ‫الندم في نفس اإلنسان على ما فعل أو تكون حسرة حزن في النفس على ما أصاب‬ ‫قوما ً آخرين‪ ،‬والسؤال يا ناصر محمد‪ :‬أليس يعني هذا أن هللا سوف يستمر حزنه‬ ‫على عباده المعذبين في نار الجحيم؟"‪ .‬ومن ثم ير ُّد على كافة السائلين اإلمام‬ ‫المهدي ناصر محمد اليماني وأقول‪ :‬بلى وربي هللا‪ ،‬إن ربي حزينٌ في نفسه على‬ ‫عباده النادمين على ما فرطوا في جنب ربهم؛ بل حزينٌ عليهم منذ آالف السنين‬ ‫منذ لحظة حسرتهم على ما فرطوا في جنب ربهم؛ بل حزن هللا عليهم أعظم من‬ ‫عام‬ ‫حزن األم على ولدها حين تراه يصطرخ في نار الجحيم حتى ولو عصاها ألف ٍ‬ ‫فكذلك حزنها على ولدها حزن عظيم نظراً لوجود الرحمة في قلبها بولدها؛ بل حزن‬ ‫هللا أعظم على عبده وهو أرحم الراحمين! ولكنهم كذلك ظلموا أنفسهم باليأس من‬ ‫رحمة ربهم‪.‬‬


‫ً‬ ‫ومنطق‪ ،‬ومن ثم يقول‬ ‫بعقل‬ ‫برهة من الوقت للتفكير العميق‬ ‫وهنا يقف أولو األلباب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أحدهم‪" :‬يا ناصر محمد‪ ،‬ما دام تبين لنا عظيم حزن هللا على عباده الظالمين‬ ‫ألنفسهم فلماذا خلقنا هللا؟"‪ .‬ومن ثم ير ُّد عليه اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني‬ ‫وأقول‪ :‬تجد الجواب في محكم الكتاب في قول هللا تعالى‪:‬‬ ‫ُون {‬ ‫} َو َما َخلَ ْقت الجن َو ْاإلِ ْنس إِ اال لِ َي ْع ُبد ِ‬ ‫صدق هللا العظيم [الذاريات‪]16:‬‬ ‫ومن ثم يشمرون لتحقيق هدى األمة ليكونوا شاكرين فيسعون لبدْ ء تحقيق هدف‬ ‫رضوان نفس ربهم‪ .‬ومن ثم ير ُّد على أولي األلباب صاحب علم الكتاب وأقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫غاية وتسعون لتحقيق الهدف المعاكس لهدف‬ ‫إذاً فقد اتخذتم رضوان الرحمن‬ ‫المغضوب عليهم من شياطين الجن واإلنس فلهم غاية في نفس الرحمن كما لكم‬ ‫غاية في نفس الرحمن‪ ،‬فأما هدف الشياطين المحصور في نفس هللا هو تحقيق‬ ‫غضب هللا على عباده أجمعين وكرهوا رضوانه‪ ،‬ولذلك لم يكت ِ‬ ‫ف شياطين الجن‬


‫واإلنس بغضب هللا عليهم وحسبهم ذلك؛ بل يسعون إلى تحقيق غضب هللا على‬ ‫عباده أجمعين‪ .‬وبما أن شياطين الجن واإلنس علموا بقول هللا تعالى ‪} :‬إِن َت ْكفُ ُروا‬ ‫ض ٰى لِ ِع َبا ِد ِه ا ْل ُك ْف َر ۖ َوإِن َت ْ‬ ‫ض ُه لَ ُك ْم { [الزمر‪]7:‬‬ ‫ش ُك ُروا َي ْر َ‬ ‫هللا َغن ٌِّي َعن ُك ْم ۖ َو َال َي ْر َ‬ ‫َفإِنا ا َ‬ ‫ولذلك يسعى الشيطان وحزبه بكل حيل ٍة ووسيل ٍة إلى تحقيق الهدف في نفس ربهم‬ ‫وهو عدم رضوان هللا على عباده‪ .‬وطريق الشيطان وحزبه إلى تحقيق ذلك الهدف‬ ‫هو أن ال يكون عبيد هللا شاكرين‪ ،‬ولذلك بين هللا لكم هدف الشيطان في نفس‬ ‫الرحمن في قصص القرآن‪:‬‬ ‫} ُث ام َآلتِ َي ان ُهم ِّمن َب ْي ِن أَ ْيدِي ِه ْم َومِنْ َخ ْلفِ ِه ْم َو َعنْ أَ ْي َمانِ ِه ْم َو َعن َ‬ ‫ش َمائِلِ ِه ْم ۖ َو َال َت ِج ُد‬ ‫أَ ْك َث َر ُه ْم َ‬ ‫شاك ِ​ِرينَ )‪{ (17‬‬ ‫صدق هللا العظيم [األعراف]‬ ‫ولذلك يسعى الشيطان إلى إضالل العباد حتى ال يكونوا شاكرين؛ حتى ال يرضى هللا‬ ‫عليهم‪ ،‬فيدعوهم الشيطان للكفر كون هللا ال يرضى لعباده الكفر‪.‬‬


‫تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬ ‫ض ٰى لِ ِع َبا ِد ِه ا ْل ُك ْف َر ۖ َوإِن َت ْ‬ ‫ض ُه لَ ُك ْم{‬ ‫ش ُك ُروا َي ْر َ‬ ‫هللا َغن ٌِّي َعن ُك ْم ۖ َو َال َي ْر َ‬ ‫}إِن َت ْكفُ ُروا َفإِنا ا َ‬ ‫صدق هللا العظيم [الزمر‪]7:‬‬ ‫ويا معشر علماء األمة‪ ،‬سألتكم باهلل العظيم من يحيي العظام وهي رميم السماوات‬ ‫واألرض وما بينهما ورب العرش العظيم‪ ،‬فهل ترون اإلمام ناصر محمد اليماني‬ ‫باطل بسبب أنه يسعى إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫تر‬ ‫ربهم؟ والحمد هلل الذي أيدني‬ ‫بقوم يحبهم هللا ويحبونه وأنا لم أعرفهم ولم َ‬ ‫ٍ‬ ‫أعيني كثيراً منهم‪ .‬فاسمعوا لفتواي المتكررة في شأنهم‪:‬‬ ‫أقسم باهلل الذي ال إله غيره وال معبوداً سواه‪ ،‬ال يرضيهم ربهم بملكوت الجنة التي‬ ‫عرضها السموات واألرض حتى يرضى‪.‬‬


‫وربما يود أحد السائلين أن يقول‪" :‬يا ناصر محمد‪ ،‬ما دام تبين لنا الحسرة في‬ ‫نفس هللا على عباده المعذبين غير الشياطين فحتما ً سوف تستمر الحسرة والحزن‬ ‫في نفس هللا عليهم ما داموا يصطرخون في نار الجحيم ولن يذهب الحزن من نفس‬ ‫هللا حتى يخرجهم هللا من ناره فيدخلهم جنته‪ ،‬والسؤال يا ناصر محمد‪ :‬فهل سوف‬ ‫ظلم وهو محكوم‬ ‫يتحقق ذلك بعد أن يذوق الظالمون ألنفسهم وبال أمرهم من غير ٍ‬ ‫عليهم بالخلود في سجن الجحيم؟"‪ .‬ومن ثم نكتفي برد الجواب في محكم الكتاب من‬ ‫الرب مباشرة قال هللا تعالى‪:‬‬ ‫ار لَ ُه ْم فِي َها َزفِي ٌر َو َ‬ ‫سعِي ٌد ﴿‪َ ﴾٥٠٦‬فأ َ اما الاذِينَ َ‬ ‫} َف ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫ش ِه ٌ‬ ‫يق‬ ‫شق ٌِّي َو َ‬ ‫شقُوا َففِي ال ان ِ‬ ‫ض إِ اال َما َ‬ ‫س َم َاو ُ‬ ‫﴿‪َ ﴾٥٠٥‬خالِدِينَ فِي َها َما َدا َم ِ‬ ‫شا َء َر ُّب َك إِنا َر اب َك َف اعال ٌ لِّ َما‬ ‫ات َو ْاألَ ْر ُ‬ ‫ت ال ا‬ ‫ُي ِري ُد ﴿‪{﴾٥٠١‬‬ ‫صدق هللا العظيم [هود]‬


‫وربما يود كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يقولوا‪" :‬يا ناصر محمد‬ ‫فهل يوجد في هذه األمة عبا ٌد هلل لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات‬ ‫واألرض كونهم لن يرضوا حتى يتحقق رضوان نفس ربهم!" ومن ثم يفتي اإلمام‬ ‫المهدي على السائلين وأقول‪ :‬أقسم بمن أنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم‬ ‫األحزاب إن في هذه األمة قو ٌم يحبهم هللا ويحبونه لن يرضوا بجنات النعيم والحور‬ ‫قوم‬ ‫العين حتى يتحقق رضوان نفس حبيبهم هللا أرحم الراحمين‪ ،‬وكل من كان من ٍ‬ ‫يحبهم هللا ويحبونه سيعلم بهذه الحقيقة في نفسه‪ ،‬أولئك الذين أيقنوا أن ناصر‬ ‫محمد اليماني هو حقا ً المهدي المنت َظر ال شك وال ريب‪ ،‬بسبب أنه علمهم بحقيقة‬ ‫اسم هللا األعظم‪ ،‬فوجدوه حقا ً صفة رضوان هللا على عباده‪ ،‬فهم يرون أن تحقيق‬ ‫رضوان هللا على عباده لهو النعيم األعظم من جنته ال شك وال ريب‪.‬‬


‫تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬ ‫} َو َع َد ا‬ ‫ت َج انا ٍ‬ ‫هللا ُ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َوا ْل ُم ْؤ ِم َنا ِ‬ ‫ساكِنَ‬ ‫ت َت ْج ِري مِن َت ْح ِت َها ْاألَ ْن َها ُر َخالِدِينَ فِي َها َو َم َ‬ ‫َط ِّي َب ًة فِي َج انا ِ‬ ‫هللا أَ ْك َب ُر ٰ َذلِ َك ه َُو ا ْل َف ْو ُز ا ْل َعظِ ي ُم (‪{)74‬‬ ‫ض َوانٌ ِّمنَ ا ِ‬ ‫ت َعدْ ٍن َو ِر ْ‬ ‫صدق هللا العظيم [التوبة]‬ ‫وربما يود أحد السائلين أن يقول‪" :‬وهل هؤالء القوم معصومون من الخطيئة؟"‬ ‫ومن ثم ير ُّد على السائلين عنهم اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول‪ :‬بل هم‬ ‫كمثل إمامهم لربما كلا ْت ي ُد عتي ٍد لكثرة ما كتب من ذنوبهم‪ ،‬ولكن هللا يحب التوابين‬ ‫ويحب المتطهرين!‬ ‫وسال ٌم على المرسلين‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪..‬‬ ‫أخوكم اإلمام المهدي ناصر محمد اليماني‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.