قدماي ثقيلتان

Page 1

‫قدماي ثقيلتان ‪ -‬قصة‬ ‫حتما هناك حل لتعلق لسان بوروف اسها السهلة اللينة‪ , ,‬هل ل زال قلب متعلقا با‪ ,‬فما‬ ‫كان للسان إل أن ينساق لورغبته؟ ل أظن ذلك فحب لا كان أحور ما ينبغي‪ , ,‬حت صورت‬ ‫من شدة الورارة كالسوراب‪.‬‬

‫ورقة صغية عليها كلمة باللون الزرق الذي انتشور على الورقة مع ما سال على صدري من‬ ‫سائل ل أعورفه لتظتها‪ , ,‬ملقاة على جانبها اليسور فوق سوريور صغي يسعن أنا الالس عند‬ ‫ركنه القابل للحائط ليس ملصقا له و القورب إل باب الغورفة الضيقة‪ ,‬كما يسعها على‬ ‫هيئتها تلك‪ . .‬أدخلت الورقة ف جيب قميصي ثانية بعد أن أثار ابتللا ضيقي وغضب‪,‬‬ ‫الادئ‪ .‬خلعت قميصي‪ ,‬والسماعة من أذن اليسورى‪ . .‬هواء الغورفة استحال عاديا بعد أن‬ ‫كان ثقيل خانقا‪ ,‬أردت أن أقوم ولكن ألا شديدا ف بطن منعن‪ ,‬أنا دائما ما أكتم ألي‪,‬‬ ‫فعلى الورجل أن يتحمل اللم وإل أصبح عارا على الورجولة‪ ,‬هكذا علمن أب‪ . .‬هه‪ ,‬أب !‬ ‫أب الذي يأب أن يضع لكلمات وميلت‪ ,‬فهو صلب ظاهوره وباطنه‪ ,‬ل أره يبكي أو‬ ‫يضحك من قلبه‪ ,‬مم صنع هذا الورجل؟ كان لبد ل من أن أقتدي به وأصبح مثله أو على‬ ‫القل ربعه‪ ,‬هكذا قال ل أحد أقاربه الذين تلقوا العلم والربة خارج بلد مصور‪ , ,‬أنا الن‬ ‫ف الارج أيضا‪ ,‬ولكن ل أدرس إدارة العمال كقوريب والدي‪, ,‬‬

‫‪-‬أنت مثي للشفقة‬


‫ل أسع ما قالته الورأة اللقاة على جانبها فوق السوريور فقد كنت ف خضم الذكوريات الت‬ ‫باتت كالسورطان الذي ل يكاد يهدأ حت يعود أشورس وأكثور إيلما‪ . .‬لحتظت حنقا على‬ ‫وجهها الذي ازداد قبحا كلما نتظورت إليه‪ ,‬فضلت الورحيل قليل‪ , ,‬أو ربا أبدا‪ . .‬تملت‬ ‫ألي وجهدت للخوروج من الغورفة التظلمة فإذا الوقت فجور بالارج‪ ,‬السماء جيلة‪ ,‬ما إن‬ ‫نتظورت إليها حت تذكورت سارة‪ ,‬فتذكورت ما مضى من أيامي التظلمة كغورفت‪ , ,‬تلك الغورفة‬ ‫الضيقة‪ ,‬غورفت ! وتلك الورأة الت بالداخل‪ ,‬راقصة ف اللهي الليلي الذي أعمل فيه‪ , ,‬طبال‬

‫ل أتنبه من قبل إل جال النتظور خارج غورفت‪ ,‬فأنا ل أعود من العمل إل الغورفة إل ليل‪ ,‬فل‬ ‫ألتفت إل هذي الورمال الذهبية اللقاة إزاء جدران غورفت الكائنة بفوردها ف تلك الناحية‬ ‫النائية ف جنوب بيوت حيث يقطن الفقوراء من اللبنانيي وغي اللبنانيي‪ ,‬تاما مثل الناطق‬ ‫العشوائية بالقاهورة واليزة ف مصور‪ ,‬أنا دوما أرى أن كل شئ يدث ف هذا العال‪ ,‬إنا ينبع‬ ‫من داخل كل واحد فينا‪ ,‬فل أكاد أذكور البحور ف خيال حت يذكوره غيي أمامي‪ ,‬أو ربا‬ ‫أشتم رائحته ف باطن‪ ,‬أو حت أذهب إليه‪ ,‬ول تكاد السماء تتلون با يوحي بورضا الالق‬ ‫عن حت رضيت‪ ,‬هكذا تسي الياة مع أمثال من البشور‪ .‬ها قد ألان التحسور على الال‬ ‫وذكور الاضي والاضور با ل يطيب به الاطور إل على مضض‪ ,‬فعل هذه أول مورة أرى فيها‬ ‫اللء خارج غورفت جيل‪ ,‬فتلك الورمال الت ل تكتسب بعد حورارة الشمس‪ ,‬أحسها تت‬ ‫قدمي العاريتي باردة‪ ,‬ونقية‪ ,‬ل أعهد بثل هذه الربودة الفوريدة من نوعها من قبل‪ ,‬فأنا‬ ‫بالنهار وبالليل ف الصالة إما أتدرب وإما أعزف ألانا جديدة لسكارى الصالة الغنياء وغي‬ ‫الغنياء‪ ,‬أنا أحب الوسيقى ولكن ل أسعها‪ ,‬أحب فقط أن أشعور با تورج كينونت الصغية‬ ‫حينا وتوربت على روحها أحيانا أخورى‪ ,‬هكذا أشعور بالمان ف غوربت‪ ,‬حت داخل غورفت‪,‬‬ ‫الت ل أعود إليها إل منهكا تعبا‪ ,‬ل أقوى على فعل شئ غي الستسلم للنوم‪ ,‬ف بعض‬ ‫اليام أعود مبكورا لخنفاض إقبال الزبائن على الصالة ف غي الواسم على سبيل الثال أو‬


‫بسبب التقلبات الناخية‪ ,‬فألأ بالطبلة إل ركن الغورفة القابل للباب والبعيد عن السوريور‪,‬‬ ‫لمههم بأغنية "زي الوى" أو "جانا الوى" للعندليب السور‪ ,‬لهيم ف عشقهما كثيا فل‬ ‫تلبث الطبلة تدأ حت ييين الغناء ول يلبث الغناء يهدأ حت تيين نبضات الطبلة‪ ,‬هكذا‬ ‫أظل حيا ف غوربت‪ ,‬هكذا أنو وأهورب من وحشت ف غورفت‪ . .‬نعم‪ ,‬الوسيقى تفعل ذلك‬ ‫وأكثور‪ ,‬والطبلة خاصة لقوربا من روحي الغورمة بفنون الشورق من موسيقى وشعور‪. .‬‬

‫خورجت الوراقصة من غورفت أخيا‪ ,‬فلتذهب نتظوراتا الغاضبة ولعناتا معها إل الحيم‪ ,‬ألقت‬ ‫بنفسها بعيدا ف بطن الفق حت ابتلعها‪ ,‬هه‪ ,‬ل كانت معي ليلة أمس؟ أنا ل آت بأحد‬ ‫إل غورفت منذ قدمت إل بيوت منذ أربع سنوات إل مديور الصالة الت أعمل با‪ ,‬فقد أبدى‬ ‫إعجابه بتفان ف العمل وحورصي على الهتمام بالتدريب ما قبل بدء العوروض؛ فأمور بزيادة‬ ‫غي كبية ولكنها مورضية ف راتب اليومي‪ ,‬فأردت أن أعرب عن امتنان له فدعوته إل غورفت‪,‬‬ ‫ليل أيضا‪ ,‬تناولنا العشاء التواضع سويا ولكنه رضي وأهدان لوحة عليها رسة رائعة للسيد‬ ‫السيح وعلقتها من فوري على الائط القابل للباب احتاما له وتعبيا عن امتنان وسعادة‬ ‫مصطنعة‪ ,‬فأخربن أن إذا دخلت كل ليلة إل الغورفة أراه‪ ,‬أبتسم‪ ,‬وأهنأ بقامي ف الغورفة‬ ‫صربا على ما أعانيه من الور‪ ,‬فعسل الوروح يذهب مور السد بدون شك‪ .‬دار بين وبي مديور‬ ‫الصالة حوار ليس بطويل ساعتها‪ ,‬عن سبب ميئي إل بيوت واشتغال بفن الطبلة ‪-‬كما‬ ‫أحب تسميته‪ -‬وعن تورشيحه إياي للزواج بابنة صديق مقورب له‪ ,‬مسلم مثلي وهو المور‬ ‫الذي رفضته‪ ,‬فقد عاهدت نفسي أل أقبل بأي امورأة زوجا ل بعد أن باء حب لسارة‬ ‫بالفشل‪ ,‬حبنا دام ثلث سنوات ويزيد‪ , ,‬قلت لا ذات مورة‪ ,‬هل تنتتظورينن يا سارة؟ أجابت‬ ‫بل توردد‪ ,‬طول العمور!‬


‫ها أنا ذا أجابه الوجه القبيح لنفسي‪ ,‬يتائي أمام عين كشيطان جبان‪ ,‬ليلة المس أعب من‬ ‫المور ما يكفي ليسكورن‪ ,‬أدخل وامورأة عاهورة تدعي إتقان فن الورقص –كما أحب تسميته‪-‬‬ ‫فأدفع الباب الغلق بغي عناية بباطن قدمي اليمن بقوة‪ ,‬وأدفع با إل الدار القابل للباب‪,‬‬ ‫ينكسور زجاج لوحة السيد السيح الذي أخربن الديور أنه مات من أجل أمثال من الضعفاء‪,‬‬ ‫إما أن بائس ل يستحق أن يوت من أجله أحد‪ ,‬ل سيما إذا كان إلا‪ ,‬وإما أن يسوعا‬ ‫مات لل شئ وأنه هو البائس‪ ,‬ارتى يسوع على أرض الغورفة ول أر لقيامته أي ملمح‪,‬‬ ‫فأعب ما بقي من خور ف الزجاجة الت كانت بيدي اليسورى‪ ,‬هه‪ ,‬لكي أنسى! ينساب‬ ‫كثي من المور على صدري‪ ,‬ألقي بالزجاجة على الرض وبالورأة على السوريور‪ ,‬يا لا من‬ ‫عاهورة‪ ,‬كان جو الغورفة خانقا كفاية ليتصبب كلنا عورقا‪ ,‬هكذا فسورت سبب لفتها ف‬ ‫التقاط شفت تقبيل بشفتيها كثيا وبأسنانا أحيانا‪ ,‬ل أنتبه إل أن السوريور مفوروش بالصوف‬ ‫الشن الذي حتما كان يؤل ظهورها العاري كمخالب الشيطان‪ ,‬فكانت هي حائورة ما بي‬ ‫مالب الشيطان تدب ف ظهورها العاري‪ ,‬ومالب شيطان تدب ف رحها الدب القاسي‪,‬‬ ‫أرتي على ظهوري من التعب‪ ,‬وتورتي هي على جانبها الين‪ , ,‬تنام نومة التظال‬

‫مع شوروق الشمس‪ ,‬عادت روحي السلوبة ثانية ل‪ ,‬وأصبحت أتذكور الاضي القوريب شيئا‬ ‫فشيئا‪ . .‬الورقة الت سال عليها المور كان مكتوبا عليها اسم "لي"‪ ,‬ولي هي فنانة‬ ‫مصورية تعزف على الكمان‪ ,‬ل أرها من قبل‪ ,‬بل رشحها ل الديور جورج عندما أخربته‬ ‫بورغبت ف الورحيل عن لبنان والعودة إل مصور لعمل معها ف فورقتها الوسيقية الت تعزف ف‬ ‫دار الوبورا الصورية‪ ,‬قد مكثت ف لبنان خس سنوات‪ ,‬ل أن فيها إل القليل‪ ,‬ل أنعم بوراحة‬ ‫إل قليل‪ ,‬ول أر فيها أب ول أخي وأخت قط‪ . .‬وقد حان وقت الورحيل‪ ,‬أما وإننا نورحل‬ ‫جيعا مبكورا‪ ,‬أما وإن ل أبال بالورحيل‪ . .‬كانت رحلة الورجوع عادية وقصية‪ ,‬ليست‬ ‫كالورحلة الت جئت فيها إل هنا‪ ,‬فطوريق الذهاب مشوق وطويل وأحيانا مل‪ ,‬أما طوريق‬


‫العودة فقصي وإن طال‪ .‬فورحت عند وصول وسعدت ذات سعادت الصطنعة عندما علمت‬ ‫أن أخت ستتزوج قوريبا‪ ,‬ولكن فورحت ما باتت حت زالت‪ ,‬فأب يبدو موريضا‪ ,‬أعياه كرب‬ ‫السن‪ ,‬وأل النتتظار‪ ,‬انتتظار النهاية‪ . .‬صورت مثلة مؤخورا بيد أن سن ل يبدو كبيا ف‬ ‫التظاهور‪ ,‬مع أن أشعور وكأن روحي عجوز‪ ,‬مت النهاية؟‬

‫استقبلن أخي الصغي بالتحاب الشديد‪ ,‬فهو يبن كثيا‪ ,‬وسلمت على أخت ولكن أشورت‬ ‫إليهم أل يلمحوا أمام أب إل أن فقدت الكثي من الوزن وأن جسدي يبدو هزيل‪ ,‬منذ‬ ‫شهورين تربعت بدمي من أجل إخوت من شعب سوريه الب بعد أحداث الورب عليهم من‬ ‫قبل رئيسهم التظلم البار‪ .‬لكن أب لحظ ذلك عندما ضمن إل صدره يضنن‪ ,‬فأحس‬ ‫بذلك‪ ,‬فأب كفيف‪ . .‬حاولت أن أشي لخي أن يرب أب أن أسورفت ف العمل مؤخورا وأن‬ ‫لن أسافور بعيدا مورة أخورى‪ ,‬فتتظاهور والدي بالورضا ولزمته الصلبة‪.‬‬

‫آن الوان لخت هند أن تتزوج‪ ,‬هنأتا ووصيتها أن تطيع زوجها وأن تفتظه ول تغضبه‪,‬‬ ‫وزوجها يبدو طيبا ويبها‪ ,‬هنيئا لما‪ . .‬جلست بوار أب أثناء الفورح البسيط التواضع‪,‬‬ ‫وأثناء الفورح‪ ,‬بدا وكأن الصوت عل كثيا والميع يورقصون والصخب عل أكثور وأكثور‬ ‫وشعورت بذبذبات الوسيقى الصاخبة تز جسدي بقسوة‪ ,‬رأيت أب يبكي من الفورحة‬ ‫ويبتسم‪ ,‬هنالك صورخت بأعلى صوت وقلت‪",‬بابا‪ ,‬أنا عندي اليدز‪ ". .‬ل يسمعن أحد‪,‬‬ ‫ول أسع نفسي‪ ,‬فأنا أصم‪ ,‬لكن شعورت بالكلمات تورج من أعماق روحي السجينة البعيدة‪,‬‬ ‫لكنه سعن‪ . .‬هو وحده الذي سعها على ما يبدو‪ ,‬وعلى ما يبدو أيضا أن موعد نايته‬ ‫كان قد حان‪ ,‬فنادى على أخي وأشار إل لنأخذه إل البيت‪ ,‬رجع أخي إل الفورح الذي‬ ‫غادر قلب وقلب أب إل البد‪ ,‬واستلقى أب على السوريور وبدا أنه استاح وكأنا أول مورة‬


‫يشعور فيها بوراحة حقيقية‪ ,‬ابتسم ل وعيناه مازالتا تبكيان‪ ,‬وربت بباطن يده اليمن على‬ ‫ذراعي اليسورى‪ ,‬وأنا مذهول ل أقدر على فعل شئ‪ ,‬هو ل يوران كي يعورف أن أبكي ويورى‬ ‫حزن‪ ,‬وأنا ل أسع فينطق هو با يورين‪ ,‬أما هو فذهب بأنامل يده اليسورى إل وجهي‬ ‫ومسح دموعي وكأنه يوران‪ ,‬وأنا ظللت ف حيت الت صارت بل حدود مع موت أب‬

‫لطالا لزمن حلم وأنا صغي‪ ,‬وكأن ف سباق وعندما أقتب من خط النهاية‪ ,‬أشعور بأن‬ ‫قدمي ثقيلتان‪ ,‬فل أقوى على الوراك‪ ,‬كأن كل شئ يبذل كل جهده ليمنعن من الضي‬ ‫قدما‪ . .‬بعد موت أمي‪ ,‬ل أعد أران عاجزا هكذا ف أحلمي‪ ,‬بل ف القيقة‪ ,‬كون أصم‪,‬‬ ‫يعل من عجزي حقيقة أعيشها دوما‪ ,‬لكن أمي كانت تنع هذا الشعور من الورور إل‬ ‫ذهن‪ ,‬أما وقد مات أب‪ ,‬فالن ل شئ يدعو للستسلم لعجزي‪ ,‬بل للستسلم لقدري‬ ‫والضي قدما تت الرض‪ .‬ف خضم حزن تذكورت سارة! فكورت أن أبعث لا بورسالة لكي‬ ‫أراها وأبكي بي يديها‪ ,‬لكن بعدها عن كان كالشيطان الذي أقنعن أنا ل تبال وأنا‬ ‫نسيتن‪ . .‬فكتبت لا قصيدة‪ ,‬كتبت‪:‬‬ ‫سحابة المس مشبعة بالذكوريات‬ ‫متدمة كربكان بل فوهة‬ ‫الواء بأعلها كأنه منسي‬ ‫أزالته السماء بزرقتها الشوهة‬ ‫وباطنها مشتعل كعادته‬ ‫إل أن بانت شس‪ ,‬وما أجلها‬


‫ظننت أنه الل ص ولكنها‬ ‫غابت وظلت أحلم ف انتتظار شوروقها‬

‫أي شوروق أنتتظور؟ لقد ذهبت إل البد أيها الغب‪ ,‬كما ذهب أبوك ومن قبله ذهبت‬ ‫أمك‪ , ,‬أنت وحدك الن كما كنت وحدك من قبل‪ .‬أنا كالنياندرتال‪ ,‬كان وحيدا فدخل‬ ‫البشور ف حياته وتوركوه ليوقن أنه موجود ليكون وحيدا‪,‬‬

‫البشور أغورقوا النياندرتال جينيا وهي أغورقتن عاطفيا فباتت روحي ف ظلم من فقد تللته‬ ‫نسمات باردة ل تزال تذكورن أنن حي وميت‪ . .‬القتل سهل وموريح‪ ,‬من سع عن مقتول يئن‬ ‫من الوجع؟ من؟‬ ‫من هنالك ليحادثن؟ من؟‬ ‫يمع أشلء القلب البائس؟ من؟‬

‫فالوري الخضور قد زال‪ ,‬ري النسئ من بعد هجور قد وجب‪ ,‬أو ل يب‪ . .‬لكن قلب ما كان‬ ‫يب أن يضل! أين العدل ف إجباره على الغورق؟ وعليه فقط أن يتار ف أي بور يغورق‪. .‬‬ ‫فأين دموعك؟ أين؟‬ ‫بل أين عيناك؟ أين؟‬ ‫تلتقط ما بقي من ماء عين؟ أين؟‬


‫قبل أن أذهب تت الرض كما ذهب الميع‪ ,‬كل حق ل ل بد أن آخذه‪ . .‬وحدت لن‬ ‫تنعن من ذلك أبدا‬

‫النياندرتال عاد إل الرض ثانية‪ ,‬قل إنه بعث أو فورصة أتيحت له‪ ,‬لينتقم؟ ربا‪ ,‬ربا يغورق‬ ‫البشور جينيا وربا أكثور من ذلك وأقسى‪ ,‬فكلنا يهتم أكثور بتحصيل حقوقه أول وأخيا‪. .‬‬ ‫لكنه ليس كالبشور‪ ,‬فلم نفتض أنه سيفكور مثلهم؟ ل يكن يوما مثلهم ولن يكون‪ ,‬فهو‬ ‫أبسط وأهدأ وأنقى‪ . .‬أخطأ عندما استسلم للبشور والطبيعة الادعة كثيا‪ ,‬لكنه الن عاد!‬ ‫فماذا سيفعل بن أغورقوه؟ ماذا؟‬ ‫وكيف ستبدو عيناه؟ كيف؟‬ ‫هل سيتعورفون عليه؟ ربا‬

‫بكيت كثيا على الورغم من أنن ل أعورف أب جيدا‪ ,‬ولكنه عورفن تام العورفة‪ .‬كان يبن‬ ‫ولكن اللغات فيما بيننا كانت حائورة‪ ,‬فهو أعمى‪ ,‬وأنا أصم‪ . .‬ألقيت نتظوري على الاضورين‬ ‫لداء واجب العزاء‪ ,‬فإذا ب أرى شخصا ل أتيل إمكانية اللقاء به مددا‪ ,‬إنه الستاذ "أمي"‬ ‫‪ ,‬نعم‪ ,‬أمي وجيه مدرس اللغة العوربية و"التبية" الدينية‪ .‬أشورت إل أخي الصغي ليافقن إليه‬ ‫ويتجم إشارات إل كلمات يفهمها الستاذ‪ ,‬أشورت‪:‬‬

‫لكم أردت أن تتاح ل مثل هذه الفورصة‪ ,‬أستاذي كي أشكورك‬‫علم تشكورن يا بن؟‬‫‪-‬بن؟ لقد كربت‪ ,‬أستاذي‪ . .‬ويبدو أنك ل تتذكورن أيضا‪ ,‬أنا ابن الشيخ حسن التوف‬


‫ال يصربك‪ , ,‬لكن ل أفهم‪ ,‬علم تشكورن؟‬‫على أنك أفقدتن السمع‪ ,‬أل تذكور أنك ضوربتن على أذن حت أدمت؟ بعدها أصبت‬‫بالصمم‪ ,‬كنت تعاقبن كتلميذ عا ص على عدم الصلة‪ ,‬كأن إلك قد وكلك لتنفذ أواموره‬ ‫على غيك من البشور‪ ,‬فتنزع السمع من هذا وتضورب ذاك‪ .‬وتسيل الدماء باسم الله‬

‫لحتظت تغي النتظورة على وجهه فبادرته بوضع كفي على كتفيه وأجلسته وأشورت لخي كي‬ ‫يكمل التجة‪ ,‬يبدو أن نتظورات الادة والصادقة الالية ما اعتاد عليه من خداع وسيطورة‬ ‫زائفة‪ ,‬قد جورحته وآلت ضميه‬

‫أكملت كلمي وأشورت‪:‬‬

‫لكن ل أبال بفقدان سعي‪ ,‬أستاذي بل أشكورك لن الفضل يعود إليك ف أنن أصبحت‬‫أقدر الوسيقى أكثور ومنها آكل عيشي الن‪ ,‬أعذرن إذا كنت تورى أنا حورام ولكنها ما‬ ‫تبقين عاقل‪ ,‬وتنحي أفكاري الشيطانية جانبا‪ ,‬أقصد أفكاري عن قتلك‪ ,‬أستاذي‪ .‬أشكورك‬ ‫لنك حورمتن من صوت أب وأنا ف أشد الاجة إليه‪ ,‬فجعلتن مثله أعمى وجعلته مثلي‬ ‫أصم‪ ,‬فل أنا أراه ول هو يسمعن‪ .‬أشكورك لنك جعلتن أؤمن بأن الله الق علي أن أعبده‬ ‫من منطلق الوف منه وليس حبا له‪ ,‬فل صلة أشعور بعدها بوراحة‪ ,‬ول قورب منه يشعور‬ ‫بالمان‪ .‬أما وإنك قد أخذت من السمع‪ ,‬وإلك يأخذ السمع‪ ,‬أما وإن إلك يورجع‬ ‫السمع‪ ,‬وأنت وكيل إلك فارجع إل سعي‬ ‫‪-‬إخورس يا كافور‬


‫هم الستاذ أمي بالذهاب‪ ,‬ولكن أجلسته بقوة من ل أعهد مثيل لا من من قبل‪ ,‬ربا هي‬ ‫قوة ما قبل النهاية‪ ,‬ربا‬

‫أكملت كلمي وأشورت‪:‬‬

‫كل هذا لن أشكورك؟ اسع‪ ,‬أستاذي فأنا على وشك الوت‪ ,‬أمثالك سيتظنون أنه عقاب‬‫إلي ولكنه ل يبال فلم سأبال؟ كل ما أريده قبل أن أموت‪ ,‬أن يقدر أمثالك معن‬ ‫"البتسامة"‪ ,‬البتسامة الصادقة الت تورتسم على شفاه الطفال الباحثي عن المان‪ ,‬ل‬ ‫تنتتظوروهم حت يوتوا كي تفقهوا إل ما عاشوه من حيه وخوف وأل‪ ,‬وسعادة مصطنعة‬ ‫رسوها كثيا على الوجوه وهم ف أشد الاجة إل البكاء‪ ,‬كم شعورت بذه الالة وأنت‬ ‫تضوربن أمام التلميذ لن ل أصلي‪. .‬‬

‫دفعن الستاذ غاضبا ورحل‪ ,‬فأشورت إل أخي أن يناديه فقلت له‪,‬‬

‫لقد نسيت شيئا‪ ,‬أل تذكور قول نبيك "إذا كفور الورجل أخاه فقد باء با أحدمها" ؟ فلتجع‬‫بإلك ودع الكفور ل‪ ,‬فلوله لكنت قتلتك وفعلت بك كما فعل نبيك بالكافورين‪ ,‬رحة‬ ‫للعالي‪ . .‬أعذرن فهذا قول ممد الذي لطالا كنت تثنا بل تأمورنا ببه‪ ,‬ولكن كيف‬ ‫تأمورن بب من سفك الدماء؟‬


‫رحل بعيدا ول أبال بنتظورات الميع إل وإل أخي الذي بدا ممور الوجه وهو يتجم إشارات‬ ‫للستاذ أمي‪ ,‬تأسفت لخي ولكنه بادرن بأن أشار قائل‪:‬‬

‫‪-‬ما كل هذا الل بداخلك‪ ,‬أخي؟‬

‫كنت أود أن أحكي له عن مورارة ما عشت من أيام وأنا طفل صغي‪ ,‬فهذا يعاقبن على عدم‬ ‫الصلة‪ ,‬وذاك يضوربن لن ل أحفظ آيات من القورآن‪ ,‬وآخور يوبن لن ل أود أن أكون ف‬ ‫جيش الهدي الذي سيسفك الدماء باسم ال‪ ,‬الله الق‪ ,‬ل يؤدي اتباعه إل فعل أي شور‪,‬‬ ‫العون إلي‪.‬‬ ‫لكن فتاة جيلة أقدمت فانتبهت إل أنا آتية تاهي‪ ,‬وأشورت لخي أن يتظل بانب ليتجم‬ ‫ما تقول ولكن فوجئت عندما وجدتا تتحدث بلغة الشارة مثلي‪ ,‬فشكورت أخي الصغي‬ ‫وسحت له بالذهاب‪ .‬ف البداية ل ألظ ما تشي به الفتاة لن لسبب ما ارتت عندما‬ ‫رأيتها‪ ,‬جيلة هي وهادئة وملمها تدعو للمان‪ .‬نسيت سارة‪ ,‬كما بدا ل أنا نست‪.‬‬ ‫وانتبهت ثانية لكلم الفتاة‪ ,‬قالت‪:‬‬

‫البقية ف حياتك‪ ,‬انا اول ما عورفت جيت‬‫حياتك الباقية‪ ,‬أشكورك يافندم‪ . .‬بس أنا آسف مش واخد بال حضورتك مي؟‬‫أنا لي‪ ,‬أستاذ جورج كلمن بصو ص حضورتك‬‫‪-‬أهل وسهل‪ ,‬أنا بعتذر إننا اتقابلنا ف ظوروف زي دي‬


‫ل ماتقولش كده‪ ,‬وعايزة أطمن حضورتك إننا أجلنا بوروفات الفورقة كمان أسبوع عشان‬‫ظوروف حضورتك‬ ‫لل‪ ,‬بلش تأجلوها‪ ,‬أنا عايز أنشغل باجة أنا ببها‪ ,‬أرجوكي لو ف فورصة نبدأ بوروفات‬‫من بكوره‬ ‫إنت متأكد؟‬‫‪-‬أيوة‪ ,‬كده أحسن بالنسبال‬

‫وهكذا‪ ,‬اتفقنا على موعدنا القادم‪ .‬ناديت أخت لتكورم ضيفتنا لي‪ ,‬تنعت ف البداية ث‬ ‫جلست قليل بعد أن رجوتا‪ ,‬يبدو أن سأقع ف حب لي‪ ,‬هه أطورش واقع ف حبك‪ ,‬وأبوه‬ ‫لسه ميت‪ ,‬وعنده اليدز ‪ . .‬مت النهاية؟‬

‫استيقتظت اليوم التال‪ ,‬ويبدو أنن ل أمت بعد‪ ,‬اتهت فورا إل دار الوبورا وهناك لت لي‬ ‫من بعيد تضحك وتتكلم مع عدد من الورجال‪ ,‬غضبت ول أعورف لاذا‪ ,‬وأخورجت سيجارة‬ ‫لدخنها‪ ,‬وظللت واقفا بعيدا‪ .‬لتن هي وأشارت ل بالئ‪ ,‬تورجت من الذهاب إليها وهي‬ ‫وسط رجال طبيعيي‪ ,‬يتكلمون ويسمعون‪ ,‬ولكنها ل تلبث تشور إل حت أشارت لم بتكها‬ ‫بفوردها‪ ,‬فورحت وألقيت بالسيجارة وذهبت إليها‪ ,‬ولكن ل أبد لا فورحا بورؤيت لا‪ ,‬لسبب ما‬ ‫ل أعورفه أيضا‪ ,‬تذكورت نايت الوشيكة‪ ,‬فابتسمت لا‪ ,‬نصف ابتسامة‪ ,‬أردت أن أحضنها‪,‬‬ ‫أبكي بي يديها وأخربها با أشعور به‪ ,‬بل ل أخربها بشئ‪ ,‬أموت بي يديها‪ , ,‬لحتظت‬ ‫لي أن أشعور بشئ من الضيق‪ ,‬أشارت ل سائلة عن حال اليوم‪ ,‬رائعة هي عندما تتحدث‬ ‫بلغة الشارة دون أن تغطي وجهها‪ ,‬بل تعل وجهها متاحا كجنة تلؤها النار عن اليسار‬


‫وعن اليمي‪ ,‬شكورتا عن سؤالا بإشارات صلبة مددة‪ ,‬فإذا با تشدن من يدي وتسورع ف‬ ‫خطواتا وتشي إل بيدها الخورى‪" ,‬النيل" وذهبت ب إل النيل‪ ,‬وقالت ل‪ ,‬ماذا تورى؟‬ ‫فقلت‪ ,‬سنتأخور على الربوفة‪ ,‬فقالت‪ ,‬أخربن ماذا تورى؟ فقلت لا‪ ,‬أرى النيل؟ فمسكت‬ ‫يدي من جديد وأسورعت ثانية ووقفت عند مكان ليس ببعيد عن الكان الذي توقفنا فيه‬ ‫أول مورة‪ ,‬وقالت‪ ,‬والن ماذا تورى؟ فاستغوربت سؤالا‪ ,‬فقلت لا‪ ,‬أرى النيل أيضا‪ ,‬قالت‪,‬‬ ‫ل‪ ..‬ماذا تورى؟ قلت لا‪ ,‬ماذا تقصدين يا لي؟ فقالت‪ ,‬الاء هنا متلف عن الاء ف الكان‬ ‫الذي توقفنا عنده أول مورة‪ ,‬أنا لست كأي فتاة عورفتها من قبل‪ ,‬فهمت؟ الماس على‬ ‫وجهها غاب وحل مله ليل الزن ورغبة كامنة ف البكاء‪ ,‬تأسفت لا‪ ,‬وأيقنت إل خطأي‬ ‫عندما غضبت لورؤيتها مع غيي من الورجال‪ ,‬وهي بعيدة كل البعد عن اليانة‪ ,‬وإن كان من‬ ‫حقها أن تفعل ما تشاء فهي ليست ملكي‪ ,‬ومن يسمح لشخص بامتلك غيه؟ طلبت منها‬ ‫أن تسامن‪ ,‬وتسمح بأن نذهب ثانية إل الوبورا لداء بوروفة اليوم‪ ,‬فسمحت‪.‬‬

‫عازفة رائعة‪ ,‬بكيت أثناء عزفها لقطوعة‪" ,‬رومانسية حزينة" للمؤلف "ثاو نوين"‪ ,‬خطفتن‬ ‫من‬ ‫‪Sad Romance - Thao Nguyen Xanh‬‬ ‫‪ ,‬كنت سعت قصيدة"ل تأت" للشاعور "ممود درويش" من قبل على أنغام هذه الوسيقى‬ ‫وأحببتها‪ ,‬لكن هذه الورة كانت متلفة‪ ,‬لقد عشقتها‪ ,‬انتبهت واقفا وارتديت ساعت‬ ‫ولحتظت اهتمام جيع أعضاء الفورقة وحورصهم على الستماع إل مقطوعة لي‪ ,‬فعم‬ ‫الصمت‪ ,‬ولكن لتظتها كنت قد سأمت الصمت الذي صار الشئ الوحيد الذي أسعه‪,‬‬ ‫وارتديت ساعت الت ل تذلن هذه الورة‪ ,‬فصوت الكمان عل وعل بفعل إحساس لي‬ ‫وول صدري‪ ,‬فارتت وصار جسدي أخف وأغمضت عين واستمتعت‪ . .‬شاركت أنا ف‬


‫بوروفة أغنية أخورى مع الفورقة‪ ,‬ولكنها غادرت حينها‪ ,‬وتوركتن وحيدا‪ ,‬مددا‪ . .‬يومها رجعت‬ ‫إل البيت أحدث نفسي كعادت وكل ما استطعت فعله أن أكتب لا خاطورة‪ ,‬كتبت‪:‬‬ ‫ل أعلم ل احتت ف حب لك‬ ‫ول أعلم ل شعورت بالطور فيك‬ ‫أنا ل أبال بكلي البتل عشقا‬ ‫حبيبت ول أهتم؛ فالسد شقا‬ ‫السحاب بقوت الشوق والية‬ ‫فما كان لسمائنا ف أمورها من خية‬ ‫وأمطورت‪. . .‬‬ ‫هاهي قطورات الدمع الشفافة‬ ‫تعانق سيول بواطننا العازفة‬ ‫ف كرب‪ ,‬عن التصوريح والبوح‬ ‫فأضيع أنا من ومنك ف لح‬ ‫بصورك المتد إل ما بعد الفلك‬ ‫ول أعلم ل احتت ف حب لك‬

‫ازدادت شدة الورض‪ ,‬ووددت أن تسامن لي‪ ,‬فهي من بقي ل ويكنه أن يسامن‪, ,‬‬ ‫ذهبت إليها ف الربوفة الثانية وقد أعيان التعب لكنن تملت‪ ,‬لنا عادت ولنن أحببتها‬


‫وفعلت ذلك من أجلها‪ ,‬قلت لا‪ ,‬ل أشعور بوراحة منذ فتة وعندما رأيتك شعورت با‪,‬‬ ‫أصبحت أبكي بورارة وصدق يدعو للمان بعد أن ظننت أن بور دموعي كان قد جف وأن‬ ‫ما ف صدري من حب قد نضب‪ ,‬لكنك أحييتن‪ ,‬أحببتك فسامين‪ , ,‬واعتذرت عن عدم‬ ‫استطاعت الواظبة على الزيد من الربوفات مع الفورقة‪ ,‬وذهبت وأنا أتاشى النتظور إل قطورات‬ ‫الدمع تتسلل من عينيها‪ , ,‬لكنها نادتن‪ ,‬وضمتن إليها طويل‪ ,‬إل البد‪.‬‬

‫كان آخور ما كتبه لسارة‪ ,‬وابنتهما الت ل تأت‪ ,‬فوريدة‪ ,‬كتب‪:‬‬ ‫ل أغمض عين الائورتي وأنا أحلم با‬

‫فما أخوفن إن غابت عنهما‪ ,‬وانفك رؤياها‬ ‫والوف أعمق إن رأيت ف الحلم إلها‬ ‫فحد اشتياقي النون وحد النون لقياها‬

‫فمت اللقاء؟‬

‫أل ييا بباطن وعلى يديك شفائي‬ ‫قد تكثي معي‪ ,‬أرى بعينيك كوننا النائي‬ ‫وقد تذهبي خوفا من الطفل بداخلي البّك ااء‬


‫تذهبي؟‬

‫وكيف ل تذهبي والوف دوما يدبور مكيدة‬ ‫كيف ل ولبيات شطور واحد‪ ,‬سجي القصيدة‬ ‫كيف ل وأنا أنا‪ ,‬كيف ل وأحلمي ليست عنيدة‬

‫ل أغمض عين الائورتي وأنا أحلم با‬

‫فوحدي هاهنا‪ ,‬ووحدت بدون حلم موت‬ ‫آن الوان كي أبكي بي يديك بدون صوت‬ ‫وأبكي‪ ,‬وأبكي‪ ,‬لعل الدمع للحلم قوت‬

‫ل الوت؟‬

‫ل الوت أسهل من الياة ول العذاب‬ ‫وحقا من أنا؟ وهل قلب من الب ذاب‬ ‫أين ذروة أحلمنا فوريدة؟ وحسن مآب‬


‫فوريدة‬

‫هي‪ ,‬رسالت إل ابنتنا أن قد اشتقنا إليك‬ ‫كفانا أمل أن غيابنا ليس غيابا فهون عليك‬ ‫وكفانا يقينا أن أرواحنا مانفكت تتنادى‪ ,‬أحبك‬

‫وخواطور أخورى مبعثورة وجدت معه‪ ,‬ذكور فيها‪:‬‬ ‫تشاجور عقلي معي فقلت له‪,,,‬سأظل أحبها رغما عنك‬

‫إبنت الت لن تأت يوما إل هذه الياة الانقة‪ , ,‬ل تقعي ف حب من يكوره نفسه فإنه إذا‬ ‫أحبك ف القابل‪ ,‬سيحبك من كل قلبه فإذا كان البعد نتيجة ل مفور منها واختيارك‬ ‫الوحيد‪ ,‬ستتكينه بل روح‬

‫لتظة واحدة فقط‪...‬فيها أفقد روحي‬

‫أغو ص مددا ف بور الية‪...‬يتلط علي أل داخلي عميق‪,‬وأل جسدي قوي أستطيع تمله‬ ‫على غي العادة‪ . . .‬مابي النح والنع تعذبن‪ . . .‬يبدو أن دموعا جفت من زمان ليس‬ ‫ببعيد‪ ,‬ستوي من جديد أرض أوهامي‪ . . .‬ل أملك أدن فكورة عما تبئه هذي الرض من‬ ‫بذور‪ . . .‬أظنها بذور يأس والت تصي هلكا بفعل الدموع‪ , , ,‬أو بذور أمل والت تصي‬


‫يأسا بفعل الدموع‪ . . .‬ف منحك ومنعك أحبك‪ ,‬أشكورك على إحياء دولة باطن‪. . .‬‬ ‫الدولة الت ستنهار غدا‪ ,‬والباطن الذي يتمزق ألا‪ . . .‬رغم كل ذلك أعشقك‪ . . .‬من‬ ‫يوت جسده‪ ,‬تتحورر روحه‪ ,‬تصعد إل دفء الرواح الطائفة ف السماء‪ , , ,‬بل فوق‬ ‫السماء‪ . . .‬فوق الفوق‪ . . .‬تورى هل سأرى هيباتيا فتذكورن بكمتك؟ هل سأري أرواحا‬ ‫خيالية كوروح مورتا العاشقة الفنانة الوراقية‪ , ,‬مثلك؟ أم سأذهب إل اللمكان؟ لقد اعتدت‬ ‫اللمكان ف الدنيا ول أعورف غيه إل معك‪. . .‬‬

‫قصيدة "ل تأت" للشاعور "ممود درويش" ‪. .‬‬ ‫ل تأِت‪.‬‬ ‫ت ‪ :‬ا ولن ‪ ..‬إذاً‬ ‫قل ُ‬ ‫سأعيد تورتيب الساء با يليق بيبت‬ ‫وغيابا‪:‬‬ ‫أطفأت نور شوعها‪،‬‬ ‫ت نور الكهورباء‪،‬‬ ‫أشعل ُ‬ ‫ت كأس نبيذها وكسورته‬ ‫شورب ُ‬ ‫ت موسيقى الكمنجات السوريعة‬ ‫أبدل ُ‬ ‫بالغان الفارسية‪.‬‬


‫ت ‪ :‬ا لن تأت‪ .‬سأنضو ربطة العنق النيقة‬ ‫قل ُ‬ ‫)هكذا أرتاح أكثور(‬ ‫ت‪.‬‬ ‫أرتدي بيجامة زرقاء‪ .‬أمشي حافيا لو شئ ُ‬ ‫س بارتاء القورفصاء على أريكتها‬ ‫أجل ُ‬ ‫فأنساها‬ ‫وأنسى كّل أشياء الغياب‪.‬‬ ‫ت من أدوات حفلتنا‬ ‫ت ما أعدد ُ‬ ‫أعد ُ‬ ‫ت كّل نوافذي وستائوري‬ ‫إل أدراجها‪ .‬وفتح ُ‬ ‫ل سّور ف جسدي أمام الليل إلّ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ت وما خسور ُ‬ ‫ما انتتظور ُ‬ ‫ت من هوسي بتنتظيف الواء لجلها‬ ‫سخور ُ‬ ‫)عطورته بورذاذ ماء الورد والليمون(‬ ‫لن تأت‪..‬‬ ‫سأنقل نبتة الوركيد من جهة اليمي إل اليسار‬ ‫لكي أعاقبها على نسيانا‪..‬‬


‫ت مورآة الدار بعط ٍ‬ ‫ف كي ل أرى إشعاع صورتا‬ ‫غّطي ُ‬ ‫فأندم‬

‫ت لا‬ ‫ت ‪ :‬ا أنسى ما اقتبس ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫من الغزل القدي‪ ،‬لنا ل تستحّق قصيدة‬ ‫حت ولو مسوروقة‪..‬‬

‫ت وجبت السورعة واقفاً‬ ‫ونسيتها‪ ،‬وأكل ُ‬ ‫ت فصلً من كتاب مدرسّي‬ ‫وقورأ ُ‬ ‫عن كواكبنا البعيدة‬ ‫ت كي أنسى إساءتا‪ ،‬قصيدة‬ ‫وكتب ُ‬ ‫ت هذي القصيدة!‬ ‫كتب ُ‬ ‫محمد مجدي بشر‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.