فقاعة أسبرجر

Page 1

‫فقاعة أسبرجر – قصة‬ ‫ل يعلم مت كانت البداية‪ ,‬ول يفتش عن إجابة ئشافية‪ .‬انصرف الفكر إل اللئشئ وانرسر‬ ‫الوعي فانكشف اللوعي‪.‬هكذا كانت البداية‪,‬أو بالرحرى‪ ,‬هكذا كانت ينبغي أن تكون‪.‬‬

‫لول وهلة‪ ,‬ل يد سبيل إل تديد معال الكان الذي تواجد فيه‪ ,‬رحت انتبه إل ما رحوله‬ ‫من زروع خضراء قصي ة يغلب عليها طابع غي ما اعتاهده ف بلهده الول‪,‬هو ل يفكر أنه ف‬ ‫القيقة ل ينتبه‪ ,‬بل سلم با رآه فلم تكن له ف أمره الي ة‪ ,‬كما ل يوقن أل بلهد أول وبلهدا‬ ‫ثانية لمثاله من الناس؛ فقد اعتاهد تكرار الال و وهدوام اللآل إل مال يفق يوما ما ل يب‬ ‫هدعوته "اليال"‪ ,‬وللسف ل يد لذا السم بديل‪,‬أرحيانا يرسميه الواقع النقي وأرحيانا أخرى‬ ‫يرسميه مرستنقع الرغبات أو طمح الضعفاء ‪ . .‬رحرسنا‪ ,‬ها هو جالس غي قاهدر على رؤية‬ ‫نفرسه؛ من هيبة الكان‪ ,‬هكذا ظن ‪ . .‬التفت بناظريه بي الضر ة الخزخرفة على ئشكل كروي‬ ‫بديع‪ ,‬فرائشات يكفر كل جناح ما فوقه وتته بلجل انعكس حر ة غي مهندمة على كل ذر ة‬ ‫من أجنحتها‪ ,‬كانت تلك المر ة على غي انتظامها مبهر ة‪ ,‬وفرائشات أخرى بشت اللوان‪,‬‬ ‫العروف أساؤها والغي معروف ‪,‬وكأن نظام الكون كله انصب رحول هذا المال الذي‬ ‫انرساب برقة وكبياء من جوانب هياكلها رحت الذيل الذي كشف وصرح بكل ما ل يوصف‬ ‫إل بالروعة والرقي‪ ,‬عن رغبة ف النح برقة وعذوبة ‪ . .‬تلك العذوبة الت انرسابت برية‬ ‫فصارت ررحيقا أوئشك أن يتمن لو كان فرائشة لينهل منه عائشقا‪ ,‬لكنه أرحلجم عن رغبته الت‬ ‫كاهدت أن تكون غايته الت ل يلم إل بنوالا‪ ,‬عندما لح فرائشتي تومان رحول ما كان‬ ‫يرسبه أثرا مقدسا أو ئشيئا أقرب ما يكون إل زجاج على هدرجة عالية من الشفافية إل رحد‬ ‫النقاء التام‪ ,‬هذا ما بدا له ما هيئت له ساعتها ‪-‬أو بالرحري لظتها‪ -‬أنما عيناه‪.‬‬


‫ف غمر ة التأمل واليام‪ ,‬انقطع الوصال وهدامت الي ة ‪ . .‬ولكن اليا ة ل ترتضي له أن يرم‬ ‫من الفرائشات الميلة إل البد‪ ,‬بدت له المور هكذا لظتها ‪ . .‬ويا لا من لظة‪ ,‬تغي‬ ‫الال إل رحيث ذهب اليال‪ ,‬ربا أبعد قليل ؟ هو ل يعلم ذلك أيضا‪.‬‬ ‫ ‪Ich liebe dich‬‬‫ترى من هذه الفرائشة ؟ هي رحتما جيلة ولكنه ل يعرفها أو ل يتذكرها‪ ,‬ولكن هل لروم مثله‬ ‫أن ينرسى مثل ذلك المال ولو للحظة ؟هو عائشق لللجمال والرقة ككل بن البشر ولكن له‬ ‫ما ييخزه ف نظرته للنثى الميلة‪ ,‬فعلى الرغم من أنه ل يفهم كلمة ما قالته وهو المر الذي‬ ‫أربكه قليل‪ ,‬إل إنه ئشعر بارتعاهد ة خفيفة سارت بكل جرسمه رحت كاهدت تصل إل رورحه‪,‬‬ ‫فنطقها للحروف ف تناغم مذهل‪ ,‬مرورا بالتقاطها لنفاسها بي كل نيف من الروف الفعم‬ ‫بخزيج من التقان والشبق اللحمدوهد وزفي الواء العطر الثقيل كالندى والفيف علي الروح‬ ‫بكل ما يمله من معان القبال والقبول ‪ . .‬لاذا لكل عي من عينيها لون متلف ؟ ربا‬ ‫نرسيت تغيي عدسة إرحداها اللصقة‪ ,‬ل يهم؛ فقد أقبلت‪ ,‬وقبلت‪ ,‬فأرحلجمت‪ ,‬فلجلرست‬ ‫لظة صامتة وعلى وجهها وجوم طفيف‪,‬هل أتأسف لا على عدم رغبت ف النح ؟ أنا أئشعر‬ ‫بشئ فيها يناهدين ولكن تتنازعن رغبة أقوى أنن ل أنتمي لذا الكان وربا ‪. . .‬‬ ‫الواء صار أثقل‪ ,‬وئشعرت برجفات متتالية خفيفة‪ ,‬أصداء صوت ئشارلي سورايا وهي تتغن‬ ‫بصوتا الرائع‪ ,‬ل أستطيع تييخز الغنية فالصوت بعيد نرسبيا كأنه صاهدر من هداخلي ‪. . .‬‬ ‫وفلجأ ة انتفضت الفتا ة من مكانا وقد أئشرق وجهها من جديد‪ ,‬بل سبب‪ ,‬ترى هل سعت‬ ‫ما يدور بداخلي من ألان فانتبهت ورقت من جديد ؟ هاهي ذاهبة وبي يديها رحلقة متقنة‬ ‫الصنع متد ة من ركنها الدقيق الدبب على استقامته‪ ,‬ونفخت فيه من رورحها‪ ,‬فخرجت‬ ‫فقاعة مخزهدانة بألوان قوس قخزح تاه الفرائشات الليت ئشاركنها الفقاعة ورحلوتا وئشاركنن‬ ‫الدهشة‪ ,‬ومالبثت رحت انفلجرت الديقة من رحولنا بالئشراق والبهلجة والفررحة وضحكاتا‬


‫الصحوبة‪ ,‬فيما يبدو كعاهد ة ف رحديثها‪ ,‬بالتقاطة جذابة لنفاسها وكأنا تعطي للفقاعة من‬ ‫رورحها وترستبدلا بالتقاطها لنفاسها باذبية ملفتة‪ ,‬فتعوهد لا ولن رحولا اليا ة من جديد‬ ‫بعد أن سلبت منها طوعا ومن ‪ . .‬لكن يبدو أن أرحدا سلبت منه رورحه كرها ‪ . .‬وأن له‬ ‫أن يعلم ؟‬

‫أرحبك أب‬‫فتح عينيه على صوتا الذي لطالا عرفه وعشقه‪ ,‬ما قالته منع ترساؤلته الت أرهقته‪ ,‬وهاهو‬ ‫من جديد يتلئ رحضنه بابنته ‪ . .‬ها هو ملقى على سرير صغي يبدو من تشابه ما جاوره‬ ‫من السر ة‪ ,‬وسريره أنه ف مشفي أو مكان لغرض العلج ‪ . .‬هو ل يعلم ذلك أيضا‬ ‫ما اسك يا ابنت ؟‬‫تمدت أفكاره عندما لرحظ انناء ة رقيقة مفاجئة لرقبة ابنته تعلجبا من سؤاله‪ ,‬ل تر لظة‬ ‫أخرى رحت زاهدت رحالته سوءا عندما لح امتلء عين ابنته بالدموع الت تريد أن تنهمر‪ ,‬لاذا‬ ‫سألتها مثل هذا الرسؤال ؟ أل ترسطع الراوغة ؟ أل ‪ . . .‬قاطعت ابنته جلده لذاته الذنبة ف‬ ‫رحقها وقالت بنان البنة وبراء ة الطفال‬ ‫أل تبن يا أب ؟‬‫طبعا أرحبك يا ابنت‪ ,‬فقط أعذرين أنا ‪. . .‬‬‫قاطعته ثانية وقالت له‬ ‫‪-‬إذن ضمن إليك يا أب‬


‫ضمها إليه وهو الرحوج إليها‪ ,‬أراهد أن يعتذر ثانية ولكنه فعل ل يتذكر اسها‪ ,‬ئشكلها‬ ‫كغيها من الطفال ف سنها ما بي الرسبعة والثمانية أعوام‪ ,‬لرحظ ذلك من بخزوغ أسنانا‬ ‫المامية رحديثا على ما يبدو‪ ,‬ولكن عينيها ليرستا كغيها من الطفال‪ ,‬أين رآها من قبل ؟‬ ‫وما هذه الهدا ة الصغي ة الت ف أذنية ؟كاهد يد يده إليها ليتعرف عليها ولكن ابنته أيقظته من‬ ‫جديد من الغطيط ف أفكار ة التخزاحة وقالت‬ ‫حدا ل على سلمتك يا أب‪ ,‬لقد هدخلت إل هذه الرستشفي ليلة الباررحة إثر أل ئشديد ف‬‫بطنك‪ ,‬وما إن وصلت رحت خرج هدم من أنفك كما من فمك‪ ,‬وما زال الطباء هنا ل‬ ‫يعرفون مابك وسوف يصطحبونك بعد ساعة إل غرفة الرني الغناطيرسي لجراء مخزيد من‬ ‫الختبارات التشخيصية لالتك ‪ . .‬أمس أغمى عليك وبعد الفاقة قال الدكتور إنك‬ ‫ستعان من فقدان مؤقت للذاكر ة‬

‫ماذا رحل ب ؟المد ل الذي ل يمد على مكروه سواه‪ ,‬ترى هل يرستلجيب رب إل هدعائي‬ ‫"اللهم ألقن بأب كارم ف النة" ؟هو يب عمه جدا‪,‬يب أن يقول عنه "أب" ويدث‬ ‫نفرسه فقط بذا لنه ل يريد لبيه أن يعرف مدى رحبه لعمه‪ ,‬ف القابل هو ل يكره أباه‬ ‫ولكنه ل يعرفه جيدا ‪ . .‬أو ربا ل يعرفه مطلقا‪ ,‬فهو كاللغخز الذي عليه رحله‪ ,‬ول يفلح ف‬ ‫ذلك قط ‪ . .‬أين أبوه إذن الن ؟ عمه مات منذ سبع سنوات وفارقه ورحيدا يواجه الدنيا‬ ‫بقلب هرم ‪ . .‬لقد أهلت ابنت ثانية‪ ,‬مرت اللحظات الخي ة وكأنا ليرست معي‪ ,‬أنت كل‬ ‫ما ل يا رحبيبت‪ ,‬ها هي من جديد‪ ,‬ابترسمت رغما عنها يبدو أنا تريد أن تفي وراء تلك‬ ‫البترسامة رحخزنا وأسفا على أبيها الذي صار كأبيه لغخزا صعبا عليها رحله ‪ . .‬كيف أواسيها ؟‬

‫‪-‬هل أخبتك من قبل أن صوتك عذب وخلب جدا يابنت ؟‬


‫ضحكت ابنته مغالبة رحخزنا رحت نخزلت هدموعها الت سبق وملت عينيها منذ لظات ‪. .‬‬ ‫مرسح أبوها علي خدها التورهد ل يعلم من المال أم من البكاء الطويل ‪ . .‬ورهدت عليه‬ ‫بأهدب مداعبة إياه‬ ‫إذن لاذا تقول هدوما إن ئشارلي سورايا ل مثيل لصوتا ؟تعلم أنك ل تكف عن الستماع‬‫لغنيتها "‪ "Wherever You Will Go‬وهاهي تغن لك وأنت نائم طوال الليل‬ ‫رحت تدأ أرحلمك‪.‬‬

‫فعل إنا هي الت يصلن صوتا الخاذ هدوما‪ ,‬عن طريق ساعات الذن تلك ‪ . .‬عينا ابنت‬ ‫تشبهان كثيا عين الفتا ة الغربية الت رأيتها ف اللم ‪ . .‬كيف لبنت الصغي ة تلك أن تعرف‬ ‫كل هذا ؟كيف لا أن تتحدث بذه الطلقة ؟غلبت أباها ؟أين زوجت أم ابنت ؟ماذا رحل با ؟‬ ‫هو ل يعلم أي ئشئ‪ ,‬فقط يرستمع إل الغنية الت وصلت برورحه رحيث تقول‪" ,‬لو‬ ‫أستطيع‪,‬فرسوف أفعل‪ ,‬أذهب أينما تذهب" ‪ . .‬كم ائشتقت إل أرحبائي! كم ائشتقت إليكم‬ ‫‪ . .‬ل يعلم لاذا صرخت ابنته فيما قد يبدو تكملة لكلمات الغنية‬ ‫إل أين أنت ذاهب يا أب ؟‬‫وقتما سع اسم عمه كارم أو ذكره الذي ل يغب عن باله قط‪ ,‬انتابته رحالة عامة من الغياب‬ ‫عما‪ ,‬رحوله بطبيعة رحالته العروفة بتلزمة أسبجر‪ ,‬اعتاهد إخفاء مشاعره عمن رحوله‬ ‫وخصوصا من ل يعرفونه جيدا أو ل يعرفونه مطلقا‪ ,‬كان يواسي نفرسه هدوما بأنه ليس‬ ‫مضطرا إل التمثل بأقرانه "الطبيعيي" من ل يعانون من متلزمة أسبجر‪ ,‬وف القابل‪ ,‬ليقتد‬ ‫بعظماء العال كموزارت‪ ,‬وبيل جايتس‪ ,‬وهداروين‪ ,‬وتوماس إهديرسون‪ ,‬وأينشتاين وغيهم من‬ ‫عانوا أو يعانون ف رحياتم من تلك التلزمة الت تعل من الصعب عليه التعامل الجتماعي‬ ‫مع الناس وأرحيانا كثي ة الديث معهم‪ .‬هو ل يتذكر آخر مر ة ل يصب فيها بالذعر أو على‬


‫القل بالوف الشديد والتهدهد ‪,‬والتلعثم الفيف لكن الؤل‪ ,‬قبل التحدث إل ئشخص أيا‬ ‫كان زميل‪ ,‬أستاذا‪ ,‬أو رحت مريضا من مرضاه الذين فكر جديا ف ترك مهنة الطب برسبب‬ ‫فشله ف التواصل معهم برية وطلقة على الرغم من أنه على قدر من الب ة والعلم ف مال‬ ‫الطب‪ ,‬الزهار الرسابعة والعشرون الئي قطفن من عمره ئشاهدات على ذلك ‪,‬فقط عندما‬ ‫يدث نفرسه‪ ,‬ل يشعر بذه العواقب والنغصات ‪, ,‬من ‪ . .‬وعندما يدث من‬

‫هو يعرف جيدا أنه من مواليد برج الدلو‪ ,‬ذاك البج الوائي‪ ,‬نعم ليس برجا مائيا كما كان‬ ‫يظن ف البداية‪ ,‬لكنه ل يعلم لاذا هو برج هوائي وليس مائيا‪ ,‬كعدم علمه بتلك ال"بداية" ‪.‬‬ ‫‪ .‬ل يعلم أيضا لبعض تصرفاته سببا واضحا‪ ,‬كان هدوما يتار ظنا منه أنه يواسي نفرسه‪,‬‬ ‫"أفعل هذا لن كغيي من مواليد برج الدلو‪,‬أو ربا لن كغيي من يعانون من متلزمة‬ ‫أسبجر"‪ ,‬مثل عندما يفكر ف رحبه للمكوث طويل بفرهده وكرهه للخروج مع أقرانه إل‬ ‫قليل‪ ,‬من يعانون من التلزمة أو "السب" ل يكذبون أبدا ومواليد برج الدلو ل ينكثون‬ ‫وعوهدهم‪,‬جدير بالذكر أن توماس إهديرسون‪ ,‬وموزارت‪ ,‬وهداروين من مواليد برج الدلو‪ ,‬هانس‬ ‫أسبجر نفرسه من مواليد برج الدلو‪ ,‬لكن صارحبكم رحتما ليس كأي أرحد غيه‪ ,‬ول يعلم‬ ‫ذلك أيضا‪.‬‬ ‫سيذهب إليها ‪ . .‬كما يرسب نفرسه "فاعل" ؟‬

‫هنا كان اللقاء الول‪ .‬ل ليس مكانا مناسبا‪ ,‬منخزل ؟ ل‪ ,‬وكيف لب ل حمدوهد أن توطه‬ ‫أسوار النع ورحوائط "لا آذان"‪ ,‬تذكرها وهو الذي ل يكن لينرساها‪ ,‬عندما كانت تقول له‬ ‫ذلك كلما هس لا قائل‪" ,‬علي فكر ة إنت جيلة أوي"‪ ,‬أغلب الرات كانت تكتفي بتعليق‬


‫عينيها البدعتي بعبقرية ليرست لغي البارئ‪ ,‬ف الرسماء ‪ . .‬وف الرض‪ ,‬يكرسو وجهها حر ة‬ ‫فرائشة حملقة بالبهلجة والبشر‬ ‫رحتما السكندرية‪ ,‬هو عائشق للسكندرية وقد ائشتاق لواءها وسعي با وهو مغمض عينيه‬ ‫مشرقة رورحه‪ ,‬عرسى أن يدهد ف نرسيم هواءها هواها‬ ‫هي فرصته الخي ة ليرستنشق عطر اليا ة من فيها‪ .‬جفونه تثاقلت وبدا أنا أراهدت اللجب‪,‬‬ ‫لكن هيهات‪ .‬لقد انتظر تلك الرساعة تديدا منذ زمن‪ ,‬زمن زاهدت معه الي ة وسا الشوق‪,‬‬ ‫والني‪ ,‬والرغبة ف النح ‪. .‬‬

‫طفلي الصغي ؟‬‫أرحببت من رحبا جا ‪ . .‬وكانت عندما تدعون بذاك اللقب‪ ,‬تشعل نارا هداخل قلب أظنها‬ ‫كنار عدن تدي أركان جيعها إل رحرمها القدس وقرار مكي‪ ,‬رحدث نفرسه بذلك‪ ,‬هو ل‬ ‫يشعر بنفرسه ف هيمانه التام واغروراق رورحه برسيل جالا العارم‪ ,‬وظل لظات كثي ة مرت‬ ‫كوارحد ة‪ ,‬ير بعينيه الرسبلتي اللتي يبدو أنما ل يريا من قبل‪,‬كانتا تنظران ول تريان‪ ,‬مر‬ ‫بشعرها الت أطلقته برأ ة ورحرية ل تشوبا ئشائبة‪ ,‬هو أسوهد كلون قلب عينيها الواسعتي‬ ‫اللتي ترفرف عليهما برفق رموئشها الرسوهداء اللمعة بغي إثد‪ ,‬كشفت ابترسامة راقية وقور عن‬ ‫لعان ابيضاض أسنانا الصفوفة علي صراط مرستقيم ‪ . .‬هي لظة قصي ة خاطفة ‪ . .‬موج‬ ‫البحر كاهد يلهيه عن تأمل موجات ئشعرها التقنة تفاصيله‪ ,,‬هل ‪ ,‬رحضنته ؟ أم هو الذي‬ ‫رحضنها ؟ ل يهم الن‪ ,‬فقد ئشعر لول مر ة بقو ة أركانا وروعة سكن صدرها النون الذي‬ ‫سيطعمه من جوع ويؤمنه من خوف‪.‬‬ ‫‪-‬رحبيبت‪ ,‬أنا مشتاقلك أوي‬


‫ملكة الفرائشات‪ ,‬ساجد أنا بي يديكي‪ ,‬هل مرسحت على رورحي بيدي رحتك ؟ هل أنعمت‬ ‫على البهد بباطن بدفء رموئشك اللقا ة كأغلل أسي على أعال خديك ؟ لاذا هذا الخزن‬ ‫العميق‪ ,‬سيديت ؟ أنت ربة المال ف كل رحي‪ ,‬باتشارحك الرسواهد تأسرين كعاهدتك؛ فأنا أنا‬ ‫رحبيبت ل أتغي بتغيك بل أزهداهد تعلقا بأطراف ثيابك أمل ف النلجا ة ‪ . .‬هاهي تأخذ يداي‬ ‫الناعم باطنهما وتقبلهما ببطء لفت للنتباه من "الغيبوبة"‪ ,‬قالا على سبيل التشبيه ‪. .‬‬ ‫ائشتاق إل مدينة اللب والعرسل الراسية ف صفاء وهدوء على موانئ بور صدرها الواسع‬ ‫القابعة منذ الزل هناك ف انتظار روح جديد ة تنحها القدر ة على البقاء والرسعاهد ة‪ ,‬هكذا‬ ‫كان يراها‪ ,‬أنا العطشان رحبيبت‪ ,‬ضمها إل صدره بقو ة رحانية أو بالرحري‪ ,‬ارتي وسط‬ ‫مدائن صدرها بكل رحيته الضطربة وهومة التثاقلة‪ ,‬فما طفق أن يتنفس عبي صدرها فما‬ ‫كان ها زال‪ ,‬وما كان أمل طال ‪ . .‬ناهدته من بأناملها التشبثة بارتعاش عند أسفل ظهره‪,‬‬ ‫فقبلهم رحت سع ئشهيقها التتابع اليت بصوت خافت يداعب أذنيه؛ فأراهد أن يلتقط معها‬ ‫اليا ة وتشاركا النفاس‪ ,‬فالشفاه‪ ,‬فررحيقها الذي نضج فصار عرسل خفيفا؛ فتشاركا رورحا‬ ‫وارحد ة‪ ,‬يا لا من روح فرائشة‬

‫أئشهد ‪ . . .‬إل ال ‪ . . .‬حممد ‪ . . .‬رسوله ‪ . . .‬أب ‪ . . .‬من ‪ . . .‬رب‬

‫كانت الفرائشات توم رحول هواء‪ ,‬نعم هواء ولكن غي أي هواء‪ ,‬إنه من رورحنا‪ ,‬فالفقاعة‬ ‫بثابة رحيا ة جديد ة‪ ,‬قد تبدو لمعة من الارج لكنها حمتدمة بالصابون وضغط الواء من‬ ‫الداخل‪ ,‬قد تبدو كبي ة وهي أقرب إل النفلجار‪ ,‬صغي ة وهي سر يرستعصي علي الفهام‪,‬‬ ‫هي من الاء الذي جعل منه كل ئشئ رحي‪ ,‬والنفاس الطيبة‪ ,‬الفرائشات ابتهلجت بالفقاعة‬ ‫ف باهدئ المر إل أن انفلجرت وانتهت رحياتا بالنرسبة إل الفرائشات‪ ,‬ففعلت مثلما فعل‬


‫صارحبكم وهو إنه ل يرسطع قبول الواقع الر بأنه فقد عمه الذي أرحبه كثيا‪ ,‬ولنه انشغل‬ ‫بإقناع نفرسه أنه ل يفقد من هي الخرى إل البد‪ ,‬ل ينتبه إل أنه موئشك على فقدان‬ ‫نفرسه بفعل نفس الفاعل الول الذي أخذ عمه منه‪ ,‬إنه الرسرطان ‪ . .‬ل يعلم كل ذلك‪ ,‬ول‬ ‫رحقيقة أن من انتابا الشعور بالذنب عندما علمت برضه‪ ,‬وكانت هي من بانب جرسده‬ ‫وهو ف غيبوبته‪ ,‬وهي الفتا ة الغربية وابنته ومن‪ ,‬هي الت ذهبت أينما ذهب برسده أو‬ ‫رورحه ‪ . .‬هي الفرائشة‬

‫لول مر ة منذ زمان بعيد يرستيقظ ول يشعر بأي تعب‪ ,‬يشعر برارحة ل ناية لا‪ ,‬الكان ليس‬ ‫به أضواء ول أثر لنور الشمس لكن ئشعوره بالرضى وإئشراق رورحه ئشيئا فشيئا أنار ما رحوله‬ ‫قبل أن يني ما بداخله ‪ . .‬إنه ف النة ‪ . .‬رأي مشهدا كذلك من قبل ف أرحد أرحلمه‬ ‫عندما رأى سيدنا إبراهيم ‪-‬عليه الصل ة والرسلم‪ -‬ل يدثه رحينها ولكنه رآه‪ ,‬ف رهداء أبيض‬ ‫وئشال أبيض‪ ,‬مرسك بعصا خشبية بل اتكاء عليها‪ ,‬ليته بيضاء وما برز من ئشعره من تت‬ ‫الشال أبيض وأسوهد والبيض غالب‪ ,‬أنفه أقن وعيناه لونما أزرق فاتح كلون جدران‬ ‫الفقاعات و أفتح ‪ . .‬سأذهب الن لسأل عن كيفية الوصول لرسيدنا إبراهيم ‪-‬عليه الصل ة‬ ‫والرسلم‪ -‬فأنا أريد أن أراه ‪ . .‬ف الطريق الصفوفة على جانبيه ئشلجيات صغي ة تتمايل مع‬ ‫نرسائم النة‪ ,‬والرصوف بأرحلجار اللؤلؤ‪ ,‬رأى عمه مع نفر كثي من أنارت وجوههم من‬ ‫عملهم ف الدنيا ورضا ال عنهم ورحته وبركاته‪ ,‬ناهداه‬ ‫بابا ؟‬‫التفت عمه إل مصدر الصوت‪ ,‬وابترسم ابترسامته الميلة كعاهدته‪ ,‬لكنها أكثر ئشبابا‪ ,‬يبدوان‬ ‫كأنما ف نفس العمر‪ ,‬جرى على عمه وقبل رأسه وقال له"ائشتقت إليك كثيا يا أب"‪ ,‬كاهد‬


‫يكي لعمه ما عاناه آخر أيامه‪ ,‬وكيف وصل إل هنا‪ ,‬أو يصرح له برغبته ف رؤية سيدنا‬ ‫إبراهيم ‪ . .‬نعم هذا أول ‪ . .‬لكنه رهد عليه قائل‬ ‫سنراه قريبا يا بن‪ ,‬وسأجلس معك طويل فقد ائشتقت إليك أيضا‪ ,‬لكننا الن ذاهبون إل‬‫أمر أهم‬ ‫"سنرى ال"‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي َلُم أَنّهُ اْلّق أَوَلْ يْك ِ‬ ‫ك أَنّهُ َعَلى‬ ‫ف ف بَِربّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َس نُفِريِه ْمف آَياتَنا ِف الَفاق َوِف َأنفُْف رسف ِه فْمف َرح ّتف يفَتبفَّ َ ْ‬ ‫ُك ّلف َئش ْيف ش ٍء ف َئش ِهفيفٌد‬ ‫محمد مجدي بشر‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.