فتح اهلل كولن في بيته ببنسلفانيا األميركية
صحيفة «تركيش ديلي نيوز» العلمانية ،كما كان احلال من قبل. ويرجع احملللون ذلك التنامي السريع لنجاح احلركة في القبض على روح العصر ،وهي حتظى بالثقة لدى رجال األعمال اجلدد في أناطوليا .ففي املدن األناطولية احملافظة« ،عنتاب» ،و»قونية» ،و»قيصرية» و»دينيزلي» التي تطورت من مدن جتارية صغيرة إلى مدن صناعية كبرى في السنوات العشرين املاضية ،تعمل املؤسسات املالية التابعة لكولن على تطوير أقوى املشروعات. ففي كل مرة متر فيها بتلك املدن ،تلتقي برجال أعمال يرددون اآلراء التي أعرب عنها كولن في خطبه طوال سنوات: الكبرياء التركي، نسل اإلمبراطورية العثمانية العظيمة، الثقة في أن تركيا بعد سنوات من الضعف والعار ،في طريقها لالرتقاء مرة أخرى والثقة في أن القوة هي قوة اإلميان ،والتركيز على احملافظة األخالقية بدال من اإلسالم الراديكالي. ولكن منو احلركة أثار شكوكا حول أن نواياها لم تعد تقتصر
العدد ،1573يونيو /حزيران 2012
على العلمانيني الرجعيني .وفي إطار تلك الشكوك، يأتي التحقيق املوسع الذي تعرضت له جماعة أخرى يعرفها األتراك باسم «إرغينكون» وهو اسم ألسطورة تشبه أسطورة «رومولوس ورموس» ولكن من أصل تركي. بدأ التحقيق في عام ،2007عندما عثرت الشرطة على مخبأ سري للمتفجرات في منزل ضابط متقاعد بالبحرية بإسطنبول .وخالل شهر ،مت إلقاء القبض على عدد من األشخاص بتهمة التآمر خللع احلكومة ،التي تصف نفسها بـ»الدميقراطية اإلسالمية» واملوجودة في السلطة منذ عام :2002واستعانت الدولة بقتلة مأجورين لتصفية املعارضني األكراد في التسعينات ،واحملامني القوميني املتشددين، باإلضافة ،إلى عدد من كبار الضباط ،وهو ما كان ميثل صدمة كبيرة. وعلى الرغم من إدانة العديد من السياسيني العلمانيني منذ البداية لتلك األحداث ،فإن العديد من األتراك ،سواء
كانوا ليبراليني أو محافظني ،كانوا مرحبني بتلك التحقيقات .فقد كانت تهمة التآمر واضحة، باإلضافة إلى وجود تاريخ كذلك :فقد قام اجليش بالتدخل في السياسة أربع مرات منذ عام .1960 وأخيرا ،خضع «احلراس» غير املنتخبني للجمهورية التركية للمساءلة .فقد كان نصرا للدميقراطية. ولكن األمور بدأت تسير في االجتاه اخلاطئ .فلم يعد األمر يقتصر على الطبيعة السيئة للتهم الثالث املوجهة إلرغينكون أو طولها ( 5000صفحة) .كما لم يعد األمر يقتصر على حقيقة أن بعض املشتبه بهم مت اعتقالهم ملا يزيد على العامني :فاألتراك معتادون على ذلك .ولكن األمر كان يتعلق بالطريقة التي حتولت بها التحقيقات إلى وسيلة ملالحقة معارضي احلكومة واحلركة. وفي عام ،2009اقتحمت الشرطة منزل امرأة مريضة عمرها 73عاما ،ومعروفة بدفاعها عن تعليم الفتيات .وفي ،2010مت اعتقال ضابط شرطة كبير قضى حياته في محاربة إرهاب اليسار بتهمة عضوية جماعة إرهابية يسارية متطرفة .وفي عام ،2011مت اعتقال صحافيني كانا مهتمني بتسليط األضواء على إرغينكون بتهمة العضوية فيها. وقد ألقى كثيرون باللوم في حركة االعتقاالت على احلركة .فقد كانت املرأة التي كان احملافظون يتهمونها بأنها مبشرة (والدتها كانت سويسرية) قد أنشأت مدارس تعد منافسا شرسا ملدارس احلركة. ومن جهة أخرى ،كان ضابط الشرطة قد نشر كتابا يزعم أن مؤيدي احلركة يهيمنون على مواقع رئيسة في الشرطة .كما كان كال الصحافيني املعتقلني قد
23