أكادميية التغيير ..التمويل األجنبي والفوضى اخلالقة
اخلليج ..الرقم الصعب
منذ بداية ما أصبح يعرف بـ"الربيع العربي" ،طفت على السطح قضية "التمويل اخلارجي" جلمعيات ومنظمات ما يعرف باجملتمع املدني في طول العالم العربي وعرضه .لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فعال كان لهذه اجلمعيات دور رئيس في "الثورات" أم أن دورها امللح كان "مصاحبا" إن لم نقل ثانويا؟ ومهما كان الدور الذي لعبته قبل "الزلزال" وتلعبه اآلن في فترة "االرتدادات" يبقى السؤال ّ وهو هل يجوز ألي جهة "وطنية" أن تقبل دعما من "األجنبي" وإن كان حتت غطاء دعم الدميقراطية وحماية حقوق االنسان .التمويل األجنبي لبعض املؤسسات في دول اخلليج العربي ال يخفى على الكثيرين ،لكن في السنوات األخيرة برزت أكادميية التغيير ،التي لها فرع في اخلليج ،كموضوع جدلي بخاصة في ظل ما تشهده املنطقة من "فوضى" خطط لها أن تكون "خالقة" لكن ومع ما يحدث في بقية بلدان "الربيع" أصبح موضوع "التمويل األجنبي" قضية "أمن قومي" ..بامتياز. احملرر الثقافي في مطلع فبراير (شباط) عام 2006استضافت إحدى العواصم اخلليجية «منتدى املستقبل» ،الذي أثيرت حوله الكثير من نقاط االستفهام ما اضطر البعض إلى االنسحاب معتبرا املنتدى اجتماعًا مؤامراتيا استخباراتيا فاضحا. املنسحبون رأوا أ ّن حلقات النقاش واالقتراحات كلها انقالبية - انتقالية -حينها كانت المست مفردات ّ ّ واضحة عن «الدميقراطية ،التغيير الواجب ،التحفيز، التدريب ،والعمل على دعم الراغبني في تغيير األنظمة» ،كان عرّاب املنتدى كلينتون وابنته ،وكانت شعلة احلماس كونداليزا رايس إحدى «املبشرات» بالفوضى اخلالقة التي ستفرز حتما شرق أوسط جديدا. تقوم اكادميية التغيير ،التي أشرفت على املنتدى، بتدريب الشباب في ال ّدوحة وفيينا وعبر االنترنت ومواقع اليوتيوب وحتت عناوين كثيرة منها أفكار الثورة ،وأفكار للثوار وكيفية التعامل مع القوى التقليدية ،وتكتيكات التفاوض وأسلوب «رفع سقف مطالب وتنفيذ خطوات
العصيان املدني وإبراز بعض املعاني الرمزية مثل حمل املصاحف وإضاءة الشموع ودق الطبول وحمل األعالم الوطنية. مؤسسة التغيير ..بلسانها مؤسسة بحسب تعريف األكادميية لنفسها ،فإنها ّ تأسست في لندن في مارس بحثية غير علمية ربحيةّ ، ّ ّ ّ (آذار) من العام .2006ثم تأسس لها فرع الدوحة في 6سبتمبر (أيلول) .2009ثم تأسس فرع فيينا في 1مايو (أيار) .2010وتقول في موقعها اإللكتروني إنها «مبادرة شبابية مستقلة ،ال تخضع في دعمها واضحا أ ّن التعريف ألي دولة أو طرف سياسي» ،ويبدو ً اخملتار ،مت تعديله بعد األحداث العربية في العام ،2011 للجمعية بأنها ذات صلة فقد كُثفت االتهامات ّ مباشرة بالتيارات اإلخوانية ،واتهامات بتلقي متويل من دول محددة.
حسب األكادميية فإن انتاجها األكادميي مبني على أدبيات الالعنف ،والنّضال السلمي واالحتجاج الشعبي، وترتكز على ما تسميه «ثورة العقول ،أدوات التغيير،
استشراف املستقبل» يُديرها ،هشام مرسي «يُصنف على أنه إسالمي عاش في لندن ،وهو صهر القرضاوي، اعتقل من قبل اخملابرات املصرية بعد الثورة وأفرج عنه بضغط بريطاني» ويعينه أحمد عبد احلكيم ،وائل عادل، ويشتركون في ترجمة الكتب وإعداد الدراسات والتدريب. وفي تعريفها تذكر املؤسسة أنها كانت حلم ثالثة حلما للماليني .وحتاول أن تنفي أشخاص ،وأصبحت ً املؤسسة شبهة تلقيها للتمويل من دول بعينها بالقول بأن متويلها ذاتي ونشاطاتها تطوعية. بحسب املؤسسة فإنها تركز على قضية بناء اجملتمعات القوية ،وترى أن أولى اخلطوات العملية هي حترير كل اجملتمعات األرضية من قوى االستبداد والظلم والدكتاتورية ،عبر النضال السلمي. تقول األكادميية في الرّد حول عالقتها بالثورات «ال يخطط للثورات من داخل األكادمييات العلمية ،قد تبشر بها املؤسسات العلمية باعتبارها نبوءة مؤكدة يدعمها العلم» .وتقول «وعندما تثور الشعوب جراء
حتول إلى يوسف الديني :اجلمعيات ذات الصبغة الفردية وهي في غالبها منح ّ نشاط سياسي عبر بوابة دعم اجملتمع املدني وحقوق اإلنسان وعادة ما تعمل بشكل غير قانوني يتدخل في سيادة الدول أو من خالل العمل من خارج تلك الدول مبا يخترق السيادة ورمبا كان دور مثل هذه اجلمعيات هو البديل اآلمن لدعم املعارضة مسلحة أو سلمية في حقبة احلرب الباردة
العدد ،1573يونيو /حزيران 2012
35