bayt_alshier_7

Page 65

‫االتحاد والشعر‬

‫التقليدي منها‪ ،‬والتفعييل‪ ،‬والنرثي‪ ،‬بل إن الحدود ا َّمحت‬ ‫الثقايف‪ ،‬أو ذاك‪ ،‬وهي محكومة بحدود الصحراء‪ ،‬التي‬ ‫ترضب حولها‪ ،‬ويكاد البحر الذي يجاوره‪ ،‬يشغله‪ ،‬بأسئلته بني نيص التفعيلة والنرث‪ ،‬عند كثريين منهم‪ ،‬حيث تبادال‬ ‫الخاصة‪ ،‬من دون أن يتحول إىل وسيلة‪ ،‬يتفاعل بوساطتها‪ ،‬التأثري‪ ،‬ليكون عقد الثامنينيات منطلق القصيدة‪ ،‬ليس‬ ‫خليجي‪ ،‬وعر ِّيب‪ ،‬يف‬ ‫يف هذا املكان وحده‪ ،‬بل عىل نحو‬ ‫مع متلقيه‪ ،‬ولعله كان لعلو نربة الشعر الشعبي‪ -‬يف‬ ‫ِّ‬ ‫وقت واحد‪ ،‬مستفيدة من تزايد وسائل النرش واإلعالم‪،‬‬ ‫الغالب ‪ -‬أثره يف مثل هذه االنكفاءة التي يتعرض لها‪،‬‬ ‫واالهتامم الذي تم بالحياة الثقافية‪.‬‬ ‫وهو ما كان يدفعه‪ ،‬يف حاالت كثرية‪ ،‬أن يلجأ إىل هذه‬ ‫وحقيقة‪ ،‬فإن حركة الشعر‪ ،‬قد استطاعت أن تقطع‬ ‫القصيدة نفسها‪ ،‬يحملها رؤيته‪ ،‬ولواعج ذاته املتأججة‪،‬‬ ‫أشواطاً كبرية‪ ،‬وتحقِّق إنجازات ملحوظة‪ ،‬عىل أيدي عدد‬ ‫وهي تستقرئ كل يشء من حولها‪ ،‬دون أن تستطيع‬ ‫من شعرائها الذين رسعان ما ملعت أسامؤهم‪ ،‬من خالل‬ ‫توسيع دائرتها‪ ،‬لألسباب التي كانت تكبح‪ -‬باستمرار ‪-‬‬ ‫منجزهم اإلبداعي‪ ،‬يك يستطيع الشاعر أن يكون لسان‬ ‫توقه إىل توسيع دائرته‪ ،‬والتفاعل مع فضائه الشعري‬ ‫أهله اإلبداعي‪ ،‬وإن كانت رسالة الجامل‪ ،‬التي يقدمها‬ ‫العريب األوسع‪!....‬‬ ‫أي شاعر يف وطنه‪ ،‬ال ّ‬ ‫تنفك عن الجانب املعريف‪ ،‬وهو ما‬ ‫وإن ما سمي ب»الطفرة النفطية» كان له تأثريه عىل‬ ‫يجعل الحاجة إىل الشاعر‪ ،‬كبرية‪ ،‬ويف تزايد دائم‪ ،‬وإنه ال‬ ‫الحياة العامة‪ ،‬للبالد‪ ،‬ألنها وضعته عىل مفرتق طرق‪،‬‬ ‫واضح‪ ،‬لكل من يريد استقراء التجربة‪ ،‬عىل امتداد العقود ميكن االستغناء عنه‪ ،‬مهام ظهرت هناك بدائل‪ ،‬وخيارات‬ ‫القريبة املاضية‪ ،‬هذه العقود التي جعلت من هذا املكان‪ ،‬إبداعية جاملية‪.‬‬ ‫يف قلب خريطة املنطقة‪ ،‬وكان حرياً بالحياة الثقافية‪ ،‬أن‬ ‫تؤسس نفسها‪ ،‬ومن جديد‪ ،‬مبا يتناسب هذه التحوالت‬ ‫الكربى التي شهدها املكان‪ ،‬وكان هذا عبارة عن تحد كبري عبدالله السبب‬ ‫أمام اإلبداع اإلمارايت‪ ،‬عامة‪ ،‬واإلبداع الشعري‪ ،‬خاصة‪،‬‬ ‫امتداد وانتشار الصوت‬ ‫وهوما انتبه إليه عدد من الشعراء‪ ،‬بروح عالية من‬ ‫الشعر اإلماراتي‬ ‫املسؤولية اإلبداعية‪.‬‬ ‫و هكذا‪ ،‬فقد استطاعت األسامء الشعرية التي ظهرت‪،‬‬ ‫مع بداية انطالقة االتحاد‪ ،‬أو تلك التي كانت موجودة‪-‬‬ ‫القصيدة العربية ممتدة منذ نشوء‬ ‫من قبل ‪ -‬أن تواكب األسئلة‪ ،‬والتحديات الجديدة‪ ،‬السيام‬ ‫اللغة وتكونها أبجدياً ومامرستها تطبيقاً لغويا يف حياة‬ ‫وأن املهامت املرتتبة عىل الشاعر‪ ،‬كانت جد كبرية‪ ،‬عىل‬ ‫التخاطب اليومي‪ ،‬وحتى ما بعد هذا اليوم الذي صارت‬ ‫اعتباره يحمل جزءا ً من املسؤولية الحضارية‪ ،‬والوطنية‪،‬‬ ‫للغة فيه ألسنة بصيغ عربية وغري عربية‪ .‬وقد طافت‬ ‫لذلك‪ ،‬فإنه كان يعمل يف االتجاهات كلها‪ ،‬يك يكون صوت‬ ‫هذه القصيدة بقوافيها أمامً وبلداناً‪ ،‬وتآخت مع قصائد‬ ‫مكانه‪ ،‬وصوت إنسانه‪ ،‬وصوت أمله‪ ،‬ووجعه‪ ،‬وصوت‬ ‫أخرى من كل بالد الكون‪.‬‬ ‫حلمه‪ ،‬عىل حد سواء‪.‬‬ ‫القصيدة يف إمارات الخليج العريب‪ ،‬منذ بداياتها وحتى‬ ‫وميكن اإلشارة‪ ،‬إىل أن نهاية سبعينيات القرن املايض‪،‬‬ ‫اتحادها يف دولة يشار إليها بالبنان‪ ،‬مرت بقنوات‬ ‫ومطلع مثانينياته‪ ،‬شهدا توجهاً الفتاً من قبل أصوات‬ ‫ومراحل تراوحت بني املحلية يف بيئتها الشعرية الداخلية‪،‬‬ ‫شعرية كثرية‪ ،‬إىل عامل الحداثة‪ ،‬حني شقت قصيدة‬ ‫وتغريدها يف بيئة الشعر الخارجة عن حدود الجغرافيا‪.‬‬ ‫التفعيلة التي ولدت يف هذه املرحلة‪ ،‬طريقها‪ ،‬إىل جانب‬ ‫ولعلنا هنا نشري إىل مسألة الصوت الشعري اإلمارايت‪،‬‬ ‫بواكري القصائد النرثية التي باتت تتأصل تدريجياً‪،‬‬ ‫مهام كانت أبجدية قصائده‪ ،‬ومهام كانت أغراض الشعر‬ ‫ليكون عقد الثامنينات ملتقى لألشكال الشعرية الثالثة‪:‬‬ ‫لديه‪ ،‬والتي ميكننا بكل يرس وسهولة تطبيقها واقعاً‬ ‫‪issue (7)- December - 2012‬‬

‫‪65‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.