ديوان العرب
ميكن القول كام جاء بذلك «غاستون باشالر» يف مؤلفه « املاء واألحالم» بأن املاء مبجرد سيالنه ميوت بفعل هذا السقوط مانحا الحياة لغريه .ففي موته يستعيد حياته من ثم فهو يف سيل وسقوط دائم .أي يف موت هو الحياة فاملاء عنرص حياة وعنرص موت .عىل أن ماء امرئ القيس كام جسدته معلقته هو ماء ذكوري .ماء يتسم بسلطته املتجلية يف رغبة إلحاق األذى مبا هو جوهر البعث والنامء .يف املقابل يبقى ماء لبيد أموميا ،ألنه يهدف إىل اإلخصاب والتناسل ،وهو ما يتأىت عن األم كمصدر للحياة. املاء واألم ينبوعا االستمرار. إن ما أرق الشاعر الجاهيل ثنائية الحياة واملوت .إذ ،وليك يستمر ،بحث عام ميكنه من تجاوز املوت .يف هذا املنحى انساق «كلكامش» متلهفا لزهرة الخلود .كام عبدت الشعوب القدمية «متوز» كاله للخصب والنامء ،فاعترب موت الطبيعة يف الخريف نهاية ل «متوز» ،يف حني أن الربيع بعث وإحياء له .بل إن نساء «بابل» كن ميارسن
الجنس مع األغراب بهدف عودة الحياة إىل «متوز» امليت. هذه املالمح تقودنا إىل البعد امليثي الكامن خلف النص الجاهيل ،إميانا منا بأن النصوص تنضام وتتعانق وال يلغي سابقها الحقها ،وإمنا لتتكامل ومتتد يف إطار من االختالف والتفاوت. إن باإلمكان رصد التفاوت بخصوص داللة رمز املاء ،بني نصوص أخرى متثل ذات الحقبة
- 1كتاب « مدخل إىل األدب الجاهيل» «إحسان رسكيس» دار الطليعة بريوت ص20 : - 2مجلة « املعرفة» السورية .الدكتور «كامل أبو ديب» يف بحثه « نحو منهج بنيوي يف دراسة الشعر الجاهيل» العدد .195 :أيار (مايو) 1978ص.44: - 3كتاب « مدخل إىل األدب الجاهيل» «إحسان رسكيس» دار الطليعة بريوت ص.20 : -4بخصوص « عبدة بن الطبيب» يرجع إىل «تاريخ الشعر حتى القرن الثالث الهجري» د .نجيب محمد البهبيتي .دار الفكر ص: .419 -5كتاب «مقاالت يف الشعر الجاهيل» ل « يوسف اليوسف» دار الحقائق بريوت ص 121 ،120 :و.122 - 6نفسه .ص.143 : - 7مجلة «فصول» العدد الخاص ب» تراثنا الشعري» بحث نحو منهج بنيوي يف تحليل الشعر الجاهيل .معلقة امرؤ القيس ،الرؤية الشبقية .كامل أبو ديب املجلد الرابع العدد الثاين يناير ،فرباير، مارس 1984من ص 92 :إىل ص.130 : - 8كتاب «قراءة ثانية لشعرنا القديم» «مصطفى ناصف» دار
األندلس بريوت ص 127 :و.128 - 9مجلة « املعرفة» العدد 195 :املشار إليه كامل أبو ديب ص: .39 - 10نفسه .ص.41 : - 11مجلة «فصول» العدد الخاص ب» تراثنا الشعري» مبحث «التحليل الدرامي لألطالل» معلقة لبيد .محمد صديق غيث ص: .170 Gaston Bachelard « L’eau et les rêves » CORTI. - 12 .PARIS. P : 9 et 99 .Bachelard. P : 21 - - 13 .Bachelard. P : 99 14* وتحسن العودة بخصوص «با شالر» كذلك إىل : Margaret R. Higonnet. Métaphores mortelles : l’eau et les rêves » cahiers internationaux de symbolisme. N° Bachelrad et la métaphore. 1986 P : 42, 43 et .55/54/53 .44 15كتاب «أسطورة املوت واالنبعاث يف الشعر العريب الحديث»ريتا عوض .املؤسسة العربية للدراسات والنرش ص 42 :و.43 - 16كتاب « مقاالت يف الشعر الجاهيل» يوسف اليوسف .ص.138 :
املراجع:
136
بيت الشعر
العدد ( - )7كانون األول/ديسمبر2012/