Bayt alshier 6

Page 72

‫جدل‬

‫تناسخاتها قدر املستطاع نفياً لإلحالة‪ٍ ،‬‬ ‫بجهد يعادل الجهد‬ ‫‪،‬يف أعامقها‪ ،‬ملرجعية أو أكرث متفاوتة املستوى والنمط‬ ‫كل كتابة شعرية يف لحظتها املبذول يف الكتابة أو يفوقه‪ ،‬رغم أن ال ّنص والتجربة‬ ‫والبعد التاريخي‪ ،‬حيث تغدو ّ‬ ‫عموماً يقوالن بخالف ذلك ويدالن عىل نقيضه‪ .‬يف هذا‬ ‫متثّالً لسابقاتها سواء بوعي ناقص أو كامل‪ .‬قصيدة‬ ‫اإلتجاه‪ ،‬تربز رشعية التساؤل ما إذا استطاع عموم الشعراء‬ ‫الجواهري مثالً كانت عرض ًة ألثر املتنبي وعصب ٍة من‬ ‫شعراء العرص العبايس الكبار الذين اكتسب إرثهم الشعري العرب تسخري الطيف الواسع للمرجعيات الكربى يف‬ ‫خدمة ال ّنص والخروج بكتابة مغايرة حقاً‪ ،‬تأخذ يف أوىل‬ ‫قيمة معيارية‪ ،‬وشكّل مرجعي ًة أحادي ًة نوعاً ما بالنسبة‬ ‫اعتباراتها رضورة التخلص من عقدة النقص املتمثلة يف‬ ‫لنص الجواهري يف مواضعاته األع ّم‪ ،‬بذات القدر الذي‬ ‫ّ‬ ‫مجاراة شعرية تلك املرجعيات الكربى‪ ،‬أم أنهم توقفوا‬ ‫متكّن من أن يصنع للجواهري وقصيدته قيمة معيارية‬ ‫أخرى وجديدة كذلك‪ .‬نفس الكالم‪ ‬ينسحب يف جزء كبري عند حدود املحاكاة العمياء برصف النظر عن قيمتها‬ ‫منه عىل تجربة متقدمة زمنياً ومفرتقة شكالً ومضموناً‬ ‫وموقعها؟ نتساءل عىل ذات الصعيد‪ ،‬إن كان للشعراء‬ ‫كتجربة أنيس الحاج‪ ،‬حيث انجذبت يف شكلها وانتامءاتها من مرجعيات سالبة أو موجبة‪ ،‬كيف ومن أي موقعٍ يقرأ‬ ‫وبأي مسطر ٍة‬ ‫املرجعية منذ البداية إىل الشعر الفرنيس وأخذت طابعه‪ ،‬الشاعر العريب‬ ‫ويتحسس قوس مرجعياته‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يحاكمها؟ هل يواصل اكتشافها بوعي وعمقٍ نقدي بغية‬ ‫األمر الذي ك ّرر أنيس تأكيده يف حواره األخري مع مجلة‬ ‫بيت الشعر‪ ،‬العدد (‪ )1‬حزيران ‪ ،2012‬ومل ِ‬ ‫خرقها‪ ،‬مثالً‪ ،‬ومامرسة انقطا ٍع وافرتاقٍ منظمٍ عنها؟‬ ‫يخف ميله‬ ‫الظاهري إليه «أنا متأثر بشعر القرن التاسع عرش الفرنيس‬ ‫وبالشعراء السورياليني وبعض أصدقائهم»‪ ،‬مضافاً إىل ذلك القصيدة‪...‬مرجعية ذاتها‬ ‫األثر‬ ‫املسيحي الذي اتكأت قصيدته النرثية عليه‪ ،‬وظلّت املفارقة أن الوقوع يف شباك اإلنجذاب إىل مرجعي ٍة ما‬ ‫ّ‬ ‫تغتذي منه ردحاً طويالً‪ .‬آثرنا التمثيل رسيعاً بهاتني‬ ‫قد يفتح الباب عىل مرصاعيه ويفسح املجال ملرجعيات‬ ‫واملضمون‬ ‫التجربتني املتباينتني شعرياً عىل مستوى الشكل‬ ‫أخرى ثاوية‪ ،‬مل تكن يف الحسبان‪ ،‬يك تتحفّز وتتنشّ ط‬ ‫والنكهة‪ ،‬أل ّن َّ‬ ‫كل واحدة أعادت ترتيب نصوصها بأث ٍر من شيئاً فشيئاً‪ ،‬استدالالً بوجود خيوط مشرتكة وناظمة يف‬ ‫مرجعيات كربى سابق ٍة عليها ال نكاد نلمس بينها روابط‬ ‫العملية اإلبداعية ككل‪ .‬يقول أدونيس والحال هذه‪،‬‬ ‫مشرتكة‪ ،‬وعملت من ث ّم عىل إدماج نصوصها الجديدة‬ ‫معبرّ ا ً عن تجربته يف هذا الصدد «أعرتف أنني مل أتعرف‬ ‫بقوة يف مسار الشعرية العربية‪.‬‬ ‫عىل الحداثة الشعرية العربية من داخل النظام الثقايف‬ ‫بالكتابة‬ ‫وتكثيفها‬ ‫املرجعيات‬ ‫يف سياق متّصل‪ ،‬يودي حشد‬ ‫السائد وأجهزته املعرفية‪ .‬فقراءة بودلري هي التي غريت‬ ‫الشعرية إىل أن تفيض عن‬ ‫معرفتي بأيب نواس وكشفت يل عن‬ ‫ما تعانيه‪ ‬بعض‬ ‫حمولة القصيدة وشعريتها‪،‬‬ ‫شعريته وحداثته‪ ،‬وقراءة ماالرميه‬ ‫الشعرية‬ ‫الكتابات‬ ‫بدليل ما تعانيه‪ ‬بعض الكتابات‬ ‫هي التي أوضحت يل أرسار اللغة‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫تش‬ ‫من‬ ‫الجديدة‬ ‫الشعرية الجديدة من تشتّت‬ ‫الشعرية وأبعادها الحديثة عند أيب‬ ‫تؤهلها‬ ‫وعشوائية يف املرجعية‪،‬‬ ‫متام‪ .‬وقراءة رامبو ونرفال وبريتون‬ ‫وعشوائية في‬ ‫ألن تصبح عرضة لشحنات‬ ‫المرجعية‪ ،‬تؤهلها ألن هي التي قادتني إىل اكتشاف التجربة‬ ‫الغموض والالتجانس وأحياناً‬ ‫الصوفية بفرادتها وبهائها»‪ .‬رمبا يبدو‬ ‫لشحنات‬ ‫عرضة‬ ‫تصبح‬ ‫اإلبهام‪ ،‬حيث يلجأ‪ ‬أصحابها إىل‬ ‫الكال ُم ساذجاً عىل وقوع الشاعر بني‬ ‫والالتجانس‬ ‫الغموض‬ ‫تقصد التشتت الداليل وتشظية‬ ‫ّ‬ ‫ح ّدي اإلرث الشعري العريب وشعر‬ ‫سوى‬ ‫ليشء‬ ‫ال‬ ‫القصيدة‪،‬‬ ‫لغة‬ ‫«اآلخر» القادم من مرجعية ثقافية‬ ‫وأحيان ًا اإلبهام‬ ‫تغييب أثر املرجعية وإخفاء‬ ‫وهوية مختلفة‪ ،‬لكن ما سبق التنويه‬

‫‪72‬‬

‫بيت الشعر‬

‫العدد (‪ - )6‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪2012/‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.