جدل
تناسخاتها قدر املستطاع نفياً لإلحالةٍ ، بجهد يعادل الجهد ،يف أعامقها ،ملرجعية أو أكرث متفاوتة املستوى والنمط كل كتابة شعرية يف لحظتها املبذول يف الكتابة أو يفوقه ،رغم أن ال ّنص والتجربة والبعد التاريخي ،حيث تغدو ّ عموماً يقوالن بخالف ذلك ويدالن عىل نقيضه .يف هذا متثّالً لسابقاتها سواء بوعي ناقص أو كامل .قصيدة اإلتجاه ،تربز رشعية التساؤل ما إذا استطاع عموم الشعراء الجواهري مثالً كانت عرض ًة ألثر املتنبي وعصب ٍة من شعراء العرص العبايس الكبار الذين اكتسب إرثهم الشعري العرب تسخري الطيف الواسع للمرجعيات الكربى يف خدمة ال ّنص والخروج بكتابة مغايرة حقاً ،تأخذ يف أوىل قيمة معيارية ،وشكّل مرجعي ًة أحادي ًة نوعاً ما بالنسبة اعتباراتها رضورة التخلص من عقدة النقص املتمثلة يف لنص الجواهري يف مواضعاته األع ّم ،بذات القدر الذي ّ مجاراة شعرية تلك املرجعيات الكربى ،أم أنهم توقفوا متكّن من أن يصنع للجواهري وقصيدته قيمة معيارية أخرى وجديدة كذلك .نفس الكالم ينسحب يف جزء كبري عند حدود املحاكاة العمياء برصف النظر عن قيمتها منه عىل تجربة متقدمة زمنياً ومفرتقة شكالً ومضموناً وموقعها؟ نتساءل عىل ذات الصعيد ،إن كان للشعراء كتجربة أنيس الحاج ،حيث انجذبت يف شكلها وانتامءاتها من مرجعيات سالبة أو موجبة ،كيف ومن أي موقعٍ يقرأ وبأي مسطر ٍة املرجعية منذ البداية إىل الشعر الفرنيس وأخذت طابعه ،الشاعر العريب ويتحسس قوس مرجعياتهّ ، ّ يحاكمها؟ هل يواصل اكتشافها بوعي وعمقٍ نقدي بغية األمر الذي ك ّرر أنيس تأكيده يف حواره األخري مع مجلة بيت الشعر ،العدد ( )1حزيران ،2012ومل ِ خرقها ،مثالً ،ومامرسة انقطا ٍع وافرتاقٍ منظمٍ عنها؟ يخف ميله الظاهري إليه «أنا متأثر بشعر القرن التاسع عرش الفرنيس وبالشعراء السورياليني وبعض أصدقائهم» ،مضافاً إىل ذلك القصيدة...مرجعية ذاتها األثر املسيحي الذي اتكأت قصيدته النرثية عليه ،وظلّت املفارقة أن الوقوع يف شباك اإلنجذاب إىل مرجعي ٍة ما ّ تغتذي منه ردحاً طويالً .آثرنا التمثيل رسيعاً بهاتني قد يفتح الباب عىل مرصاعيه ويفسح املجال ملرجعيات واملضمون التجربتني املتباينتني شعرياً عىل مستوى الشكل أخرى ثاوية ،مل تكن يف الحسبان ،يك تتحفّز وتتنشّ ط والنكهة ،أل ّن َّ كل واحدة أعادت ترتيب نصوصها بأث ٍر من شيئاً فشيئاً ،استدالالً بوجود خيوط مشرتكة وناظمة يف مرجعيات كربى سابق ٍة عليها ال نكاد نلمس بينها روابط العملية اإلبداعية ككل .يقول أدونيس والحال هذه، مشرتكة ،وعملت من ث ّم عىل إدماج نصوصها الجديدة معبرّ ا ً عن تجربته يف هذا الصدد «أعرتف أنني مل أتعرف بقوة يف مسار الشعرية العربية. عىل الحداثة الشعرية العربية من داخل النظام الثقايف بالكتابة وتكثيفها املرجعيات يف سياق متّصل ،يودي حشد السائد وأجهزته املعرفية .فقراءة بودلري هي التي غريت الشعرية إىل أن تفيض عن معرفتي بأيب نواس وكشفت يل عن ما تعانيه بعض حمولة القصيدة وشعريتها، شعريته وحداثته ،وقراءة ماالرميه الشعرية الكتابات بدليل ما تعانيه بعض الكتابات هي التي أوضحت يل أرسار اللغة ّ ت ت تش من الجديدة الشعرية الجديدة من تشتّت الشعرية وأبعادها الحديثة عند أيب تؤهلها وعشوائية يف املرجعية، متام .وقراءة رامبو ونرفال وبريتون وعشوائية في ألن تصبح عرضة لشحنات المرجعية ،تؤهلها ألن هي التي قادتني إىل اكتشاف التجربة الغموض والالتجانس وأحياناً الصوفية بفرادتها وبهائها» .رمبا يبدو لشحنات عرضة تصبح اإلبهام ،حيث يلجأ أصحابها إىل الكال ُم ساذجاً عىل وقوع الشاعر بني والالتجانس الغموض تقصد التشتت الداليل وتشظية ّ ح ّدي اإلرث الشعري العريب وشعر سوى ليشء ال القصيدة، لغة «اآلخر» القادم من مرجعية ثقافية وأحيان ًا اإلبهام تغييب أثر املرجعية وإخفاء وهوية مختلفة ،لكن ما سبق التنويه
72
بيت الشعر
العدد ( - )6تشرين الثاني/نوفمبر2012/