النشرة الإعلامية العدد ١٦

Page 1

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫العنوان‪:‬‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫مدخل مقر مؤسسة الفرقان للثراث الإسلامي ‪ -‬لندن‬ ‫‪22A Old Court Place‬‬ ‫‪London, W8 4PL‬‬ ‫‪England – UK‬‬

‫الهاتف‪:‬‬

‫البريد الإ�لكتروني‪:‬‬

‫‪+44 (0) 20 3130 1530‬‬

‫‪info@al-furqan.com‬‬

‫‪+44 (0) 20 7937 2540‬‬

‫‪www.al-furqan.com‬‬

‫الفاكس‪:‬‬

‫‪40‬‬

‫صفحة المؤسسة‪:‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫باحة مكتبة املسجد األقىص‬

‫• •يوجد تداخل يف جمموعات املكتبات‪ ،‬مما يدل‬ ‫على وجود اسلوب لتبادل املخطوطات ونسخها أو‬ ‫استعارهتا‪ ،‬فمثال جند يف املكتبة اخلالدية خمطوطات‬ ‫تعود لعلماء من القدس‪ ،‬ويبدو انه مت استعارهتا من‬ ‫مكتبة الشيخ حممد اخلليلي‪.‬‬ ‫• •اخلزن السيء هلذه املخطوطات يف أماكن‬ ‫تارخيية قدمية‪ ،‬تعاين من الرطوبة ومن قلة دخول‬ ‫الشمس والتهوية فيها‪ ،‬مما ادى إىل ان تعاين من‬ ‫انتشار األرضة‪.‬‬ ‫• •اقتصار االهتمام هبذه الثروة الثقافية على‬ ‫جمموعة قليلة من العلماء واملهتمني‪ ،‬ومل يترجم هذا‬ ‫االهتمام إىل توجه عام سواء من املؤسسات او من‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫• •فقدان جزء من هذا التراث‪ ،‬سواء عن طرق نقله‬ ‫إىل اخلارج او اندثاره نتيجة عوامل خمتلفة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫• •واملعلومات عن مكتبات وخمطوطات القدس‪،‬‬ ‫واليت تشكل جزءا من تاريخ املدينة الثقايف ال‬ ‫زالت متناثرة يف بطون الكتب‪ ،‬ومل تتم دراستها او‬ ‫مجعها‪ ،‬وتزخر الكتب مبعلومات متفرقة عن مكتبات‬ ‫وخمطوطات القدس‪ ،‬خاصة حني تتم الترمجة الحد‬ ‫من علمائها‪ ،‬كما ان سجالت املحكمة الشرعية ‪ 3‬يف‬ ‫القدس حتتوي على معلومات قيمة عن مكتبات املدارس‬ ‫واملساجد والعلماء‪.‬‬

‫االجازات رقم ‪653‬‬

‫وميكن وضع املالحظات املشتركة التالية جلميع‬ ‫املخطوطات يف فلسطني على االقل‪:‬‬ ‫• •رغم ما حتويه هذه املكتبات من تراث عريب‪-‬‬ ‫إسالمي‪ ،‬يعترب شاهدا على استمرارية الوجود العريب‬ ‫واإلسالمي يف هذه املدينة‪ ،‬فأنه مل يتم التعرض‬ ‫للتعريف مبجموعات هذه املكتبات وتارخيها وال‬ ‫ملؤسسيها إال بشكل حمدود‪ ،‬واالهتمام مبجموعات‬ ‫خمطوطات فلسطني سواء العائلية او الرمسية يرجع‬ ‫إىل النصف الثاين من القرن العشرين‪ ،‬اذا ما‬ ‫استثنينا بعضا من املعلومات عن هذه املجموعات او‬ ‫تلك‪ ،‬وردت يف مقال او كتاب هنا وهناك‪ ،‬واملحاولة‬ ‫الوحيدة املنقوصة واليت متت لتصوير املخطوطات‪،‬‬ ‫قام هبا القسم الثقايف يف اجلامعة العربية يف سنوات‬ ‫اخلمسينات من القرن العشرين‪ ،‬حيث قامت بعثة‬ ‫بزيارة الماكن املخطوطات يف القدس‪ ،‬وصورت عدة‬ ‫عشرات من النسخ املختارة من هذه املكتبات ‪.1‬‬ ‫• •اجلزء االكرب منها يتعلق بالعلوم االنسانية والدين‬ ‫اإلسالمي بفروعه املعرفية‪ ،‬يف حني ان املخطوطات‬ ‫العلمية حمدودة‪ ،‬كما ان اغلبها كتب باللغة العربية‪،‬‬ ‫ويف كل مكتبة عدد متفاوت من النسخ اليت كتبت باللغة‬ ‫العثمانية والفارسية‪.‬‬

‫‪ 2‬أعاد السيد صالح الدين المنجد نشر اربع مقاالت حول مخطوطات فلسطين‬ ‫في القدس ونابلس‪ ،‬كتبها اسعد طلس وعبد هللا مخلص ومحمد دروزة‪ ،‬وحرر‬ ‫المقاالت وعمل لها فهارس مختلفة ونشهرها تحت اسم‪ :‬المخطوطات العربية‬ ‫في فلسطين‪ ،‬تحرير صالح الدين المنجد‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتاب الجديد‪.1982 ،‬‬ ‫وهي سجالت مهمة جدا حول تاريخ القدس االجتماعي واالقتصادي‬ ‫‪3‬‬ ‫والثقافي‪ ،‬وتغطي الفترة العثمانية من سنة ‪ 1917 -1529‬وحتى االن ال يوجد‬ ‫فهارس لهذه السجالت‪ ،‬ولذلك فالتعامل معها صعب ويحتاج إلى الوقت من اجل‬ ‫الوصول إلى معلومات محددة‪ ،‬اضافة إلى الحاجة للتمرس على قراءة خطوط‬ ‫الوثائق المختلفة التي تحتويها‪.‬‬

‫‪ 1‬ما قامت به الجامعة العربية ممثلة في القسم الثقافي‪ ،‬كان من ضمن مشروع‬ ‫بتصوير مخطوطات مختارة من مكتبات العالم اإلسالمي‪ ،‬وقد نشرت في سنوات‬ ‫الستينات من القرن العشرين‪ ،‬فهارس لهذه المصورات حسب الموضوعات من‬ ‫قبل المرحوم فؤاد السيد‪ ،‬تحت اسم “فهارس المخطوطات المصورة” من قبل‬ ‫الجامعة العربية‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫الوضع املادي للمخطوطات‬ ‫من النادر ان جتد خمطوطة يف القدس ختلو من اثار‬ ‫االرضة‪ ،‬وطبيعي ان املوضوع يتفاوت ما بني خمطوطة‬ ‫واخرى او جمموعة واخرى‪ ،‬فنجد ما وصلنا من‬ ‫جمموعة الشيخ حممد اخلليلي (ت ‪ )1734‬ان اكثر‬ ‫من ثلثها يعاين من تأكل يصل إىل ما بني ‪100%-70‬‬ ‫من الدمار‪ ،‬وهذا القسم من الصعب ان مل يكن من‬ ‫املستحيل التعامل معه يف الترميم‪ ،‬فهو حيتاج إىل‬ ‫موازنات ليس يف الوارد توفرها‪ ،‬ونتج هذا الوضع‬ ‫بسبب تنقل املكتبة على مر العقود من مكان إىل اخر‪،‬‬ ‫وذلك تبعا ملا يقرره متويل الوقف‪ ،‬وادى ذلك إىل‬ ‫سقوط االف االوراق من خمطوطاهتا وهو ما اصبح‬ ‫يعرف بالدشت‪ ،‬وقد رافق املكتبة يف حلها وترحاهلا‬ ‫وبالتايل كان يزداد بارتفاع مرات تنقل املكتبة‪،‬‬ ‫وجتري حماوالت االن العادة بعض من تلك االوراق‬ ‫إىل االصل اذا وجد‪.‬‬

‫صورة الوجيز رقم ‪1052‬‬

‫وال يفوتين ان اذكر نقطة اظن ان مجيع مكتبات‬ ‫املخطوطات يف العامل العريب تتساوى فيها‪ ،‬وهي‬ ‫ان وضع املخطوطات يف مدن فلسطني بل ويف‬ ‫بالد الشام يتشابه يف اقطارها مجيعا‪ ،‬وان وجد‬ ‫بعض التفاوت الذي رمبا يتمثل يف بداية االهتمام‬ ‫باملحافظة على هذه املخطوطات بني قطر واخر‪،‬‬ ‫وبداية نشر الفهارس يف قطر قبل غريه‪ ،‬ميكن‬ ‫تقدير عدد املخططات يف فلسطني حبوايل عشرة‬ ‫أالف خمطوطة موزعة يف املكتبات املختلفة يف مدن‬ ‫السلطة الفلسطينية‪ ،‬لعل أمهها وأكثرها عددًا ما‬ ‫هو حمصور يف املدينة املقدسة‪ ،‬ففيها عدة مكتبات‬ ‫يتفاوت عدد املخطوطات فيها‪.‬‬

‫صورة الروضة رقم ‪ ،824‬اثار االرضة وهي من مكتبة الخلييل‬

‫احدى خزائن حفظ املخطوطات‬

‫‪38‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫صورة نور رقم ‪ :203‬مخطوطة النوادر السلطانية واملحاسن اليوسفية‬

‫صورة رقم ‪ ،78‬صفحة‪ : 1‬الفوائد املنتقاة الحسان من الصحاح والغرايب‬

‫املخطوطات‬ ‫اشتهرت مكتبات املدينة يف االساس لكوهنا حتوي‬ ‫جمموعات متفاوتة من املخطوطات‪ ،‬وبالتايل فهي‬ ‫مكتبات للبحث يف االساس ومبعىن اخر هي مكتبات‬ ‫مرجعية لقطاع حمدد من الباحثني‪ ،‬ومن ضمن هذه‬ ‫املكتبات مكتبة املسجد األقصى‪ ،‬ونتعرض بشكل عام‬ ‫ملخطوطاهتا‪.‬‬ ‫متتلك املكتبة اكثر من الفي عنوان من املخطوطات‬ ‫اليت ترجع إىل فترات إسالمية خمتلفة‪ ،‬من القرن‬ ‫احلادي عشر إىل هناية الفترة العثمانية سنة‬ ‫‪ ،1917‬واكثر موضوعاهتا تتعلق بالدين اإلسالمي‬ ‫واالدب واللغة العربية‪ ،‬وحوايل ‪ 20%‬منها يتعلق‬ ‫مبوضوعات تارخيية وعلمية‪ ،‬وقد مت حىت االن نشر‬ ‫اربعة اجزاء من فهارس املخطوطات‪ ،‬وطبع اجلزء‬ ‫االول يف القدس سنة ‪ 1980‬والثاين يف االردن سنة‬ ‫‪ ،1983‬ونشرت مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‬ ‫بلندن اجلزء الثالث والرابع‪.‬‬

‫تشتمل املجموعة على بعض املخطوطات اليت تعترب من‬ ‫النوادر‪ ،‬فمثال متتلك املكتبة نسخة ترجع إىل حياة‬ ‫املؤلف هباء الدين يوسف بن شداد (ت ‪)1234/632‬‬ ‫واليت كتبها عن حياة وفتوحات السلطان صالح‬ ‫الدين االيويب‪ ،‬ومت نسخه يف حياة املؤلف سنة‬ ‫(‪ ،)1228/626‬وعنواهنا “النوادر السلطانية‬ ‫واملحاسن اليوسفية”‪ ،‬واشري إىل نسخة اخرى يف‬ ‫احلديث‪ ،‬ومؤلفها ابو احلسن علي اخللعي (ت‬ ‫‪ ،)1099/492‬وعنواهنا “الفوائد املنتقاة احلسان‬ ‫من الصحاح والغرايب” وتاريخ نسخها ‪،1216/613‬‬ ‫وهي على مثانية اجزاء‪ ،‬وامهيتها تنبع من كثرة‬ ‫السماعات اليت دونت يف بداية وهناية كل جزء‪،‬‬ ‫وبعض السماعات ترجع إىل حياة املؤلف‪ ،‬واملثال‬ ‫االخر هو خمطوط حيمل ستة اجازات لعلماء حمليني‬ ‫من القدس‪ ،‬ويرجع إىل منتصف القرن السابع عشر‪،‬‬ ‫وهي جمموع االجازات اليت حازها حممد بن عقيلة‪،‬‬ ‫وعنواهنا “ الفوائد اجلليلة يف مسلسالت حممد بن‬ ‫عقيلة”‪ ،‬واخريا نذكر بعض مؤلفات الشيخ حممد‬ ‫اخلليلي املوجودة يف مكتبته‪ ،‬ومنها “القول املختار يف‬ ‫بعض ما يف اسم حممد من االسرار”‪“ ،‬تاريخ بناء‬ ‫البيت املقدس” وقد نشرته مؤسسة الفرقان‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫مؤسسة العدد‬ ‫ّ‬ ‫مكتبة املسجد األقصى‬ ‫من اآلثار الثقافية يف مدينة القدس‪ ،‬الىت ال زالت ماثلة يف‬ ‫املدينة‪ ،‬ما اصطلح على تسميتها بـ «املكتبات العائلية «‪ ،‬وهي‬ ‫مكتبات أسسها علماء يف فترات متفاوتة‪ ،‬نتيجة جهودهم‬ ‫واهتماماهتم العلمية والفردية‪ ،‬ونتيجة للظروف السياسية‬ ‫الىت مرت بفلسطني يف القرنني املاضيني‪ .‬مل يلتفت أحد إىل‬ ‫هذه املكتبات إال بشكل حمدود‪ ،‬كما مل يرد هلا ذكر إال يف عدة‬ ‫سطور ال تتعدى أصابع اليد‪ ،‬أو ذكرت أمساء هذه املكتبات‬ ‫يف بعض الدراسات اليت تعرضت للقدس‪ ،‬أوللحياة الثقافية‬ ‫يف املدينة املقدسة‪ ،‬واقتصرت هذه املعلومات على إشارات‬ ‫عامة‪ ،‬ومل يتحول االهتمام هبذه املكتبات إىل شكل عملي‪،‬‬ ‫وبقي يدور يف جمال اخلطاب السياسي‪ ،‬إذا ما استثنينا‬ ‫ما قامت به مؤسسة الفرقان من توجه حلصر ودراسة‬ ‫املخطوطات اإلسالمية يف العامل قاطبة منذ الربع االخري يف‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬ويف عصرنا احلايل بدأ توجه لتمويل إحياء‬ ‫هذه املكتبات من قبل األيدي اخلرية يف العامل‪.‬‬ ‫اشتهرت عدة مكتبة يف املدينة قبل أكثر من قرن من الزمن‬ ‫وال زالت‪ ،‬واملكتبات يف القدس القدمية تتمثل يف‪ :‬املكتبة‬ ‫اخلالدية‪ ،‬املكتبة البديرية‪ ،‬مكتبة الزاوية األزبكية ومكتبة‬ ‫املسجد األقصى‪.‬‬

‫املسجد األقىص‬

‫مصادر جمموعات املكتبة‪:‬‬ ‫جاءت مقتنيات املكتبة من أكثر من مصدر‪ ،‬وميكن تقسيمها‬ ‫إىل ما يلي‪:‬‬ ‫ بقايا مكتبات املدارس يف مدينة القدس‪ ،‬وغالبيتها من‬‫املخطوطات اإلسالمية واليت كتب أغلبها باخلط العريب وجزء‬ ‫منها باللغة التركية (العثمانية) وآخر بالفارسية‪.‬‬ ‫ جمموعات خمطوطات مكتبة احلرم الشريف‪ ،‬وخاصة‬‫مكتبة قبة الصخرة واملسجد األقصى‪ ،‬واغلب خمطوطاهتا‬ ‫هي مصاحف ترجع إىل فترات إسالمية خمتلفة‪ ،‬وجزء منها‬ ‫خمطوطات يف املوضوعات الدينية‪.‬‬ ‫ مكتبات بعض مشايخ القدس‪ ،‬مثل مكتبة القاضي الشيخ‬‫عبد القادر عابدين‪ ،‬مكتبة الشيخ خليل اخلالدي‪ ،‬مكتبة‬ ‫الشيخ حممد اخلليلي‪.‬‬

‫مدخل مكتبة املسجد األقىص‬

‫مكتبة املسجد األقصى‪:‬‬ ‫يرجع تاريخ تأسيس مكتبة األقصى إىل فترة االنتداب‬ ‫الربيطاين‪ ،‬حيث كان أول قرارات املجلس اإلسالمي األعلى‬ ‫يف فلسطني تأسيس املتحف اإلسالمي ومكتبة حتت اسم « دار‬ ‫كتب املسجد األقصى» وافتتحت يف الثاين من نوفمرب سنة‬ ‫‪ ،1922‬وأخريا يف سنة ‪ 2000‬استقرت يف البناء احلايل‬ ‫الذي يقع إىل اجلنوب من ساحات املسجد األقصى والذي‬ ‫يعرف مبسمى «مسجد النساء»‪.‬‬

‫مدخل مكتبة املسجد األقىص وتظهر يف الخلفية قبة املسجد األقىص‬

‫‪36‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫مـعــارض الـكـتـاب‬ ‫مشاركة مؤسسة الفرقان يف معارض الكتاب‬

‫معرض الجزائر للكتاب‬

‫معرض الدار البيضاء‬

‫مشاركة مؤسسة الفرقان يف معارض الكتب‬ ‫واصلت مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي تقليدها يف املشاركة‬ ‫مبعارض الكتب الدولية‪ .‬وقد شاركت خالل هذه السنة (‪)2017‬‬ ‫يف أربعة معارض‪:‬‬ ‫ معرض الدار البيضاء (من ‪ 9‬إىل ‪ 19‬فرباير ‪)2017‬؛ وكانت‬‫املشاركة السابعة للمؤسسة يف هذا املعرض‪.‬‬ ‫ معرض اجلزائر (من ‪ 25‬أكتوبر إىل ‪ 4‬نوفمرب ‪)2017‬؛‬‫وكانت املشاركة الرابعة للمؤسسة يف هذا املعرض‪.‬‬ ‫ معرض الشارقة (من ‪ 1‬إىل ‪ 11‬نوفمرب ‪)2017‬؛ وكانت‬‫الشاركة السابعة للمؤسسة يف هذا املعرض‪.‬‬ ‫ معرض الكويت (من ‪ 15‬نوفمرب إىل ‪ 25‬نوفمرب ‪)2017‬؛‬‫وكانت املشاركة الثانية للمؤسسة يف هذا املعرض‪.‬‬

‫عرضت املؤسسة يف هذه املعارض منشوراهتا املختلفة ضمن‬ ‫جماالت اهتمامها الثالث‪ :‬جمال املخطوطات‪ ،‬وجمال املقاصد‬ ‫وجمال الدراسات حول مكة املكرمة واملدينة املنورة‪.‬‬ ‫ناهزت منشورات الفرقان الـ‪ 180‬عنوانا يف أكثر من ‪320‬‬ ‫جملدا‪ ،‬تشمل فهارس جماميع املخطوطات اإلسالمية يف املكتبات‬ ‫الرائدة‪ ،‬ودراسات حول املخطوطات‪ ،‬ومنشورات ببليوغرافية‬ ‫(مثبتة باملراجع واملصادر)؛ ودراسات حول مقاصد الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬باإلضافة إىل أعمال مؤمترات الفرقان‪ ،‬وندواهتا‬ ‫األكادميية‪ ،‬ودوراهتا التدريبية وحماضراهتا العامة‪.‬‬

‫معرض الكويت للكتاب‬

‫معرض الشارقة للكتاب‬

‫‪35‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫مراجعة كتاب‬ ‫ومن الدراسات الالفتة «حدود حرم املدينة املنورة‪،‬‬ ‫أعالم»‪ ،‬وهو موضوع كبري‪ ،‬تناول بدقة ومشول وتوثيق كامل‬ ‫كل اإلسهامات واجلهود اليت انتهت إىل حتديد مواقع‬ ‫أعالم حرم املدينة املنورة‪ ،‬يف وقتنا احلاضر‪.‬‬

‫اجمللد الثامن ملوسوعة مكة املكرمة‬ ‫واملدينة النورة‬

‫أما احللقات العلمية‬ ‫اليت عقدت يف ساحات‬ ‫الشريفني‪،‬‬ ‫احلرمني‬ ‫منذ عهد الرسول ﷺ‬ ‫واستمرت حىت الوقت‬ ‫احلاضر‪ ،‬حتت رعاية‬ ‫عشرات اآلالف من كبار‬ ‫علماء اإلسالم‪ ،‬واليت‬ ‫تغطيها مبداخل منفردة‬ ‫حتت أمساء أصحاهبا‪،‬‬ ‫ضمن السياق اهلجائي‬ ‫ألصحاب تلك احللقات‪ ،‬فقد استأثرت مبقالة عامة‪،‬‬ ‫تناولت احللقات العلمية يف احلرمني الشريفني‪ ،‬منذ‬ ‫نشوئها وحىت الوقت احلاضر‪.‬‬ ‫املجلد الثامن ملوسوعة مكة املكرمة واملدينة املنورة‪.‬‬

‫كما حيفل هذا املجلد من املوسوعة مبئات من املوضوعات‪،‬‬ ‫اليت تقع ضمن األهداف اليت رمستها املوسوعة‪،‬‬ ‫والنطاقات املوضوعية الهتماماهتا التارخيية واحلضارية‬ ‫للمدينتني املقدستني‪ ،‬منها االهتمام بسرية املصطفى‬ ‫ﷺ‪ ،‬وغزواته‪ ،‬واملواضع اليت صلى فيها؛ وكذلك تدوين‬ ‫احلديث الشريف‪ ،‬بتركيز على رواته من املكيني واملدنيني‪.‬‬

‫صدر مؤخرا عن مركز املوسوعة مبؤسسة الفرقان للتراث‬ ‫اإلسالمي املجلد الثامن ملوسوعة مكة املكرمة واملدينة‬ ‫املنورة‪.‬‬ ‫اختصت مواد املجلد الثامن باملداخل املوضوعية اليت‬ ‫تندرج حتت حرف (احلاء)‪ ،‬وهو احلرف الذي بدأ من‬ ‫املجلد السابع‪ ،‬وغطى مداخل املجلد الثامن بأكملها‪،‬‬ ‫وسوف يستمر إىل قرابة نصف املجلد التاسع‪ ،‬بإذن‬ ‫اهلل‪ .‬ويضم هذا املجلد من املوسوعة سبعة ومثانني‬ ‫وثالمثائة مدخل‪ ،‬تبدأ بـ «احلجرة النبوية الشريفة‪،‬‬ ‫وتنتهي بـ «حلقات العلم يف احلرمني الشريفني»‪.‬‬

‫هذا غيض من فيض جلهد كبري‪ ،‬أبطاله باحثون‬ ‫جادون يعملون لترسيخ منهجية علمية ملدرسة «موسوعة‬ ‫مكة املكرمة واملدينة املنورة»‪ ،‬بقيادة املحرر الرئيس‬ ‫للموسوعة‪ ،‬األستاذ الدكتور عباس صاحل طاشكندي؛‬ ‫سائلني املوىل عز وجل أن يثيب اجلميع أجر ما عملوا‬ ‫ويعملون‪ .‬آمني‪.‬‬

‫إن مراجعة مواد هذا املجلد تستلزم اإلشارة إىل أبرز‬ ‫مساته؛ فقد برزت املدينة املنورة يف كثري من املقاالت‪،‬‬ ‫وكانت احلجرة الشريفة‪ ،‬على ساكنها أفضل الصالة‬ ‫وأمت التسليم‪ ،‬فاحتة خري وشرف يف هذا العمل اجلليل‪،‬‬ ‫فاشتملت التغطية على تارخيها‪ ،‬وعمارهتا‪ ،‬وكسوهتا‪،‬‬ ‫ونفائسها‪ ،‬وصفة قبورها‪ ،‬وخدمها‪ ،‬ووقفها‪ ،‬وشيوخها‪،‬‬ ‫إىل غري ذلك من العناصر املوضوعية اليت اختصت‬ ‫باحلجرة النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫أماكن توزيع مطبوعات‬ ‫مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي‬

‫‪33‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫«مقاصد اآليات بني عموم‬ ‫اللفظ وخصوص السبب»‬

‫«مقاصد األسرة يف القرآن‪:‬‬ ‫من اإلنسان إىل العمران»‬

‫إعداد أمحد الريسوني‬

‫إعداد مجيلة ِتلوت‬

‫عرفت األسرة اهتماما كبريا من خمتلف التشريعات‬ ‫السماوية والوضعية قدميا؛ فقد أولتها احلضارات القدمية‬ ‫عناية كربى‪ ،‬لدورها االجتماعي واالقتصادي والسياسي‪،‬‬ ‫مما يؤكد إمجاع العقالء على أمهية األسرة ومركزيتها يف‬ ‫االجتماع اإلنساين؛ لكن مستويات االهتمام ومعامل التصور‬ ‫ختتلف حبسب مجلة من املحددات‪.‬‬ ‫ويتم ّيز فقه األسرة يف القرآن الكرمي بتفصيل تشريعي‬ ‫ومقاصدي دقيق‪ ،‬يتناسب ومركزية األسرة يف هنوض‬ ‫احلضارات وارتقائها‪ .‬إال أن املتأمل يف واقع األسرة اليوم‪،‬‬ ‫يتحتم عليه إبصار روح العصر بفهم كلي‪ ،‬يقتضي اجلمع‬ ‫بني خمتـلف املنظورات واملقاربات اليت تعاجل االجتماع‬ ‫األسري‪ ،‬األمر الذي يستلزم إعادة ترتيب املقاصد‪،‬‬ ‫باعتبارها الغايات الكربى اليت ينشدها االجتماع األسري‪،‬‬ ‫وربطها مبقتضيات اإلنسان وأحوال العمران‪.‬‬ ‫ومن املقاصد األسرية املرتبطة بـ «حفظ اإلنسان»‪ ،‬ما‬ ‫تعلق بوجوده التكويين‪ ،‬حنو حفظ النوع وحفظ النسل‪ ،‬أو‬ ‫ما أسس لوجوده األخالقي كالتزكية‪ ،‬أو ما رسخ لوجوده‬ ‫االنتمائي حبفظ النسب؛ أما مقاصد األسرة باعتبارها‬ ‫اجتماعا‪ ،‬فمتعددة‪ ،‬منها‪ :‬اإلحصان والعفاف والسكن‬ ‫والتراحم‪.‬‬ ‫اإلنسان واالجتماع األسري‬ ‫مقاصد األسرة يف القرآن‬ ‫وتتع ّدى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫املحدود‪ ،‬إىل االجتماع اإلنساين املمدود؛ ومن املقاصد اليت‬ ‫حتققها األسرة يف سبيل حفظ أ ّمة «اإلنسان»‪ :‬حفظ الفطرة‪،‬‬ ‫«التوحش»‪ ،‬الذي‬ ‫باعتبارها مشتر ًكا إنسان ًيا حيول دون‬ ‫ّ‬ ‫بالتفسخ واالحنالل‪ ،‬ومقصد التعارف‬ ‫يعود على االجتماع‬ ‫ّ‬ ‫بشروطه األخالقية‪ ،‬لكونه شرط التواصل الف ّعال بني الناس‬ ‫لتحقيق «التراحم» ومنع التدابر واالنفصال‪.‬‬

‫يف هذا الكتاب تتداخل حقول علمية خمتلفة وتتفاعل‪،‬‬ ‫وهي‪ :‬علوم القرآن والتفسري‪ ،‬وعلم أصول الفقه‪ ،‬ومقاصد‬ ‫الشريعة‪ .‬هذا عدا ما لفقه اللغة فيه من نصيب‪.‬‬ ‫واملقاصد املعنية يف هذا البحث هي مقاصد اآليات‪ ،‬أي‬ ‫دالالهتا ومعانيها املقصودة‪ ،‬خاصة حني ُتربط بسبب نزوهلا‪.‬‬ ‫ومراعاة املقاصد يف االجتهاد‪ ،‬هلا وجوه ومراحلُ عديدة‪،‬‬ ‫منها عشرة أوجه‪ ،‬وأوهلا‪ :‬معرفة مقاصد اخلطاب‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫« َت َـح ـ ِّري املعىن املقصو ِد بالنص وبألفاظه‪ ،‬وهل هو نفسه‬ ‫ما يلوح ويتبادر من اخلطاب وظاهر دالالت األلفاظ‪ ،‬أو‬ ‫هو غ ُري ذلك مما يدل عليه السياق أو غريه من القرائن‬ ‫واألدلة‪ .‬ذلك‪ ،‬أن ما يعنينا من أي خطاب شرعي‪ ،‬إمنا‬ ‫هو املعىن الذي أراده الشارع‪ ،‬وليس فقط داللة األلفاظ‬ ‫والعبارات مبعانيها الوضعية واملعجمية‪ ،‬أو دالالهتا األولية‬ ‫الظاهرة»‪ ،‬كما شرحه الدكتور الريسوين يف كتابه مقاصد‬ ‫املقاصد‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫يف هذا الوجه من وجوه التقصيد‪ ،‬يندرج موضوع هذه الورقة‬ ‫«مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب»‪.‬‬ ‫ناقش الكاتب قضية «مقاصد اآليات بني عموم اللفظ‬ ‫بعمق‬ ‫وخصوص السبب» بتشعباهتا وأطرافها‪ ،‬كعادته‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وروي ٍة‪ ،‬وخاض عباهبا حبثًا ودرسًا‪ ،‬وأخذًا وردًا‪ ،‬ونقدًا‬ ‫واجتهادًا‪ ،‬سع ًيا إىل اجلمع بني التحقيق والتطبيق‪ .‬وأشبع‬ ‫األستاذ الدكتور يف كل مراحل حبثه العلمي الرصني بأمثلة‬ ‫شارحة‪ ،‬شافية ومقنعة‪.‬‬ ‫وأوىل الكاتب القاعدة األصولية «العربة بعموم اللفظ ال‬ ‫خبصوص السبب» اهتماما خاصا‪ ،‬مبحتواها أو أبعادها‬ ‫وحدودها‪ ،‬من أجل فهمها على حقيقتها‪ ،‬ألهنا معادلة دقيقة‪،‬‬ ‫يفضي امليل إىل أحد طرفيها ‪ -‬غفل ًة عن الطرف اآلخر أو‬ ‫ً‬ ‫إمهال له أو استهتا ًرا به‪ -‬إىل خطإ يف فهم احلكم الشرعي‪.‬‬ ‫ومل تتناول الدراسات األصولية العميقة هذه القاعدة‪ ،‬إال‬ ‫ناد ًرا‪ .‬كما أوىل مسأليت «بني عموم اللفظ وعموم القصد»‬ ‫و«أسباب الزنول» عناية خاصة يف حبثه املهم‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫ّة‪ٌ :‬‬ ‫ُ‬ ‫رؤية‬ ‫حل الكربى لألمِ‬ ‫«إشكالية ِ‬ ‫إدراك املصا ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ومقاصدية‬ ‫أصولية‬ ‫نقدية‬ ‫وسياسية»‪،‬‬

‫«معجم املصطلحات املقاصدية»‪،‬‬

‫حممد عبدو‪،‬‬ ‫إعداد عبد النور بزّا ‪ -‬مجيلة ت ِلوت ‪َ -‬‬ ‫إشراف وحترير أمحد الريسوين‬

‫إعداد إبراهيم البيومي غامن‬

‫يعترب معجم املصطلحات املقاصدية أحد مفاتيح العلوم‬ ‫املهمة‪ ،‬الذي جاء ليليب حاجة الدارسني للشريعة اإلسالمية‬ ‫إىل توضيح معاين األلفاظ والتعابري اخلاصة مبقاصد‬ ‫واس ِت ْجالء اخلصوصيات والفروق‬ ‫الشريعة اإلسالمية‪ْ ،‬‬ ‫ملا هو مشترك من تلك األلفاظ واملصطلحات الدائرة يف‬ ‫عدد من العلوم والفنون‪ .‬كما ميتد نفعه إىل تسريع اإلفهام‬ ‫واالستيعاب السليم والدقيق ملضامني العلم وخصوصياته‬ ‫واختصار الوقت‪ .‬وقد جاء هذا السفر الكبري ليس ّد ثغر ًة‬ ‫كبري ًة‪ ،‬كان ال ب ّد من س ّدها‪ ،‬ويضيف لبن ًة‪ ،‬يف البنيان‬ ‫املقاصدي‪ ،‬كان ال ب ّد من إضافتها‪َ .‬ت َّـم ترتيب مصطلحات‬ ‫املعجم ترتيبا ألفبائيا‪ ،‬حسب صيغها املستعملة أو األكثر‬ ‫استعماال‪ ،‬وكان الكثري منها مصطلحات أصولية‪ ،‬وبعضها‬ ‫مصطلحات فقهية‪ ،‬وبعضها مصطلحات كالمية‪ ،‬وبعضها‬ ‫نشأت ابتداء يف أحضان املقاصد وتعبريا عنها‪ ،‬وبعضها‬ ‫مصطلحات وتعبريات حديثة مستحدثة‪ .‬وسيجد القارئ يف‬ ‫طيات هذا املعجم ما يسهم يف رتق النسيج املعريف‪ ،‬مبادة‬ ‫دمسة مر ّكزة حول املصطلحات املقاصدية‪ ،‬هو مصدر ال‬ ‫غىن عنه يستفيد منه الدارسون يف جمال علوم الشريعة‬ ‫اإلسالمية ومقاصدها‪.‬‬

‫تتناول هذه املحاضرة املاتعة واملهمة مسألة «املصاحل‬ ‫الكربى لألمة» ومشكالت إدراكها‪ ،‬حيث أشبعها الكاتب‬ ‫وبعمق‬ ‫ األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن ‪ -‬حبثا‬‫ٍ‬ ‫وروي ٍة‪ ،‬وخاض عباهبا درسًا‪ ،‬أخذًا وردًا‪ ،‬ونقدًا واجتهادًا‪.‬‬ ‫كما تناول الباحث فيها أغلب جوانبها األصولية والفقهية‬ ‫واملقاصدية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬سواء ما تعلق منها‬ ‫حبقوهلا الداللي ِة وأنسا ِقها املعرفي ِة‪ ،‬أو ما خيص معايريها‪،‬‬ ‫لينتهي به املقام إىل نتيجة هامة‪ ،‬خطرية ومفيدة‪ ،‬وهي‬ ‫أن املصاحل العامة‪ ،‬الثابتة لألمة ولإلنسانية‪ ،‬تكمن يف‬ ‫قيم الكرامة‪ ،‬واحلرية‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والسلم العام؛ وهي‬ ‫قيم فطري ٌة وإنساني ٌة عام ٌة‪ ،‬تشكل أصول الرؤية اإلسالمية‬ ‫للعامل‪ ،‬وتدخلُ يف صميم الرسالة العاملية اليت ُكلفت‬ ‫األمة حبملها وأدائها‪ ،‬مبا حيقق مصاحلها ومصاحل بقية‬ ‫اك ِإ َّل َر ْح َم ًة‬ ‫األمم؛‬ ‫ليتحقق معىن قوله تعاىل‪َ ﴿:‬و َما َأ ْر َس ْل َن َ‬ ‫َ‬ ‫ِل ْل َعالَمِ ني﴾‪ .‬وهذه القيم الفطرية اخلادمة للمصاحل العامة‬ ‫ينبغي أن تكون هي األهداف اليت تؤمن هبا األمة‪ ،‬ضمن‬ ‫مشروع عام تسعى لتحقي ِقه فعليًا؛ داخليًا وخارجيًا‪ .‬وقد‬ ‫أشبع األستاذ الدكتور يف كل مراحل حبثه العلمي الرصني‬ ‫بأمثلة شارحة‪ ،‬شافية ومقنعة‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫«حتقيق املخطوطات اإلسالمية يف جمال‬ ‫العلوم اإلنسانية واالجتماعية»‪،‬‬

‫«الفنون يف ضوء مقاصد الشريعة‬ ‫اإلسالمية»‬

‫متحورت ‏املحاضرات اليت ألقاها العلماء األفاضل‬ ‫ومناقشا ُتها العميقة النوعية حول‪ :‬حتديد مفهوم‏ حتقيق‬ ‫املخطوطات وحتديد مناهجه يف العلوم اإلنسانية‪ ،‬وتقنيات‬ ‫‏بناء وترميم النصوص املفقودة‪.‬‏ وناقشت بعض الدراسات‬ ‫أمهية الكوديكولوجيا وتطبيقاهتا العمل ّية الدقيقة يف‬ ‫إسعافها للمح ّقق‪ ،‬‏مع إيراد أمنوذج عن خطوات املعاجلة‬ ‫الكوديكولوجية للمخطوطات العربية ‏الفلسفية والسريانية‪.‬‬ ‫كما جيد القارئ الكرمي يف طيات الكتاب الكشف عن حقائق‬ ‫جديدة يف املضمار‪ ،‬كتصحيح عدم الفصل بني نظر ‏ابن‬ ‫خلدون يف املقدمة ونظره يف العرب‪ ،‬وأنه ّ‬ ‫مطرد يف مجيع‬ ‫تضاعيف ‏الكتاب‪.‬‏ أما أغلب الدراسات فكانت حول التقو ُمي‬ ‫جماالت شىت من التراث‪ ،‬كعلم‬ ‫اجل ْم ّلي حلركة التحقيق يف‬ ‫ٍ‬ ‫الكالم‏والتص ّوف‪ ،‬وسرد املس ّوغات ال ّنقْدية إلعادة النهوض‬ ‫أصول مطبوعة من التراث ‏اجلغرايف والصويف‪،‬‬ ‫بتحقيق‬ ‫ٍ‬ ‫من قبيل «معجم ما استعجم» و «الفتوحات امل ّكية»‪،‬اخل‪.‬‬ ‫النقدي‬ ‫رصد حركة التحقيق‬ ‫ّ‬ ‫وتطرقت بعض الدراسات إىل ْ‬ ‫للمخطوطات يف بعض أصقاع العامل؛ كالبوسنة ‏واهلرسك‬ ‫وغريها‪.‬‏‬

‫حيتوي هذا الكتاب فعاليات الندوة املوسومة بـ «الفنون‬ ‫يف ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية»‪ ،‬اليت ّ‬ ‫نظمها مركز‬ ‫دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية مبؤسسة الفرقان‬ ‫للتراث اإلسالمي يومي السبت واألحد‪ 5 ،‬و‪ 6‬صفر‬ ‫‏‏‪1438‬هـ‪ ،‬املوافق لـ‏ ‪ 5‬و‪ 6‬نوفمرب ‪2016‬م‪ ،‬مبدينة‬ ‫استانبول‪ ،‬باجلمهورية التركية‪ .‬و تكمن أمهية الكتاب يف‬ ‫إيالء موضوع الفنون حظوة معتربة من املنظور املقاصدي‬ ‫الغائي‪ ،‬وبلور ُة رؤية تأسيسية مقاصدية ملسألة الفنون‪،‬‬ ‫واإلجابة على السؤال املحوري‪ ،‬وهو‪ :‬كيف ميكن أن تساهم‬ ‫الفنون يف خدمة مقاصد الشريعة؛ ومن ّمث تقدمي اقتراحات‬ ‫وأفكار جديدة وحلول عملية للنهوض هبذا املجال اهلام‬ ‫واخلطري‪ ،‬الذي مل ينل حظه من العناية الالئقة‪ ،‬وتفعيل‬ ‫الرؤية اإلسالمية‪ ،‬واالرتقاء بالفنون إىل البعد الوظيفي‪،‬‬ ‫لتتحرك يف أرض الواقع‪ ،‬ملا متثله يف العصر الراهن من‬ ‫تأثري عظيم‪ ،‬وما تلعبه من دور خطري يف توجيه الشعوب‪.‬‬ ‫جيد القارئ الكرمي يف طيات الكتاب حماوالت جادة يف‬ ‫تدارس موضوع الفنون من اجلانب النظري‪ ،‬وعالقته‬ ‫مبقاصد الشريعة‪ ،‬والتكييف الشرعي للفنون‪ ،‬وإبراز‬ ‫املسألة الفنية يف النظر املقاصدي تعريفا وتأصيال وتكييفا‬ ‫وتوظيفا‪ ،‬كما مت استعراض الرؤية الفلسفية واالجتماعية‬ ‫للجمال والفن؛ وحنت حبوث أخرى منحى تطبيقيا واقعيا‪،‬‬ ‫إذ تطرقت إىل بعض ‏التجارب املعاصرة ملمارسات الفن‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬ومنها‪ :‬جتربة الدكتور إمساعيل راجي الفاروقي‬ ‫رمحه اهلل‪ ،‬وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي‪ .‬واستعرض‬ ‫بعض البحوث الفن احلديث وعالقته باإلسالم‪ ،‬كما تطرق‬ ‫بعضها إىل اجلانب املعماري وفن اخلط العريب‪.‬‬

‫حترير إبراهيم البيومي غامن‬

‫(جمموعة حبوث ‪ -‬النسخة اإلجنليزية)‬

‫‪30‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫«الرقوق القرآنية يف جامعة برمنجهام‬ ‫وعلم تطوّر اخلط القرآني»‪،‬‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫«التحقيق النقدي للمخطوطات يف املاضي‬ ‫واحلاضر واملستقبل»‬ ‫(النسخة اإلجنليزية)‬

‫إعداد قاسم السامرائي‬

‫إعداد قاسم السامرائي‬

‫تركز هذه املحاضرة الق ّيمة ‪ -‬بصفة خمتصرة ‪ -‬على‬ ‫تاريخ التحقيق النقدي للمخطوطات اإلسالمية‪ ،‬وعلى‬ ‫اجلهود املبذولة يف املاضي واحلاضر واملستقبل‪ ،‬حاصة‬ ‫عند املستشرقني‪ .‬وسلط املؤلف يف هذا الكتاب الضوء‬ ‫على مهارات املح ّقق يف عملية التحقيق النقدي للنصوص‪،‬‬ ‫وأهم املواصفات اليت جيب أن تتوفر يف املح ّقق اجل ّيد‪.‬‬ ‫وشرح كيف تعامل املستشرقون يف نقدهم لنصوص‬ ‫املخطوطات العربية‪ ،‬وكيف تعامل علماء األزهر مع‬ ‫حتقيق النصوص‪ .‬كما يتط ّرق الكتاب إىل أهم املشكالت‬ ‫اليت يواجهها املحقق‪ ،‬وكيفية التعامل مع نسخة املؤلف‪،‬‬ ‫ومىت حتقق املسودة مع وجود نص مبيض منها؛ مؤكدا‬ ‫على أمهية اإلجازات والسماعات وتقييدات التملك والوقف‬ ‫واملصطلحات يف عملية التحقيق‪ .‬وبعد شرح عالقة الطباعة‬ ‫التارخيية بالتحقيق وأثر انتشار الكاغد وتطور الطباعة يف‬ ‫نشر الكتاب‪ ،‬يرجع املؤلف ليؤكد مرة ثانية على اجلهد‬ ‫الكبري الذي بذله املستشرقون يف حتقيق النصوص العربية‪.‬‬

‫ألقيت هذه املحاضرة بلندن يف ‪ ٢٣‬نوفمرب ‪٢٠١٥‬م‪ ،‬على‬ ‫خلفية األنباء اليت ترددت يف منتصف ذلك العام خبصوص‬ ‫اكتشاف بعض الرقوق القرآنية‪ ،‬حمفوظة ضمن جمموعة‬ ‫منغانا (‪ )Mingana‬مبكتبة جامعة برمنجهام‪ .‬اجلزم‬ ‫بأن هذه الرقوق – املحفوظة جبامعة برمنجهام – هى جزء‬ ‫من أقدم النسخ يف العامل للقرآن الكرمي واجه معارضة قوية‬ ‫من العديد من العلماء يف جماالت علم املخطوطات وعلم‬ ‫تطور اخلطوط‪ ،‬حيث أشاروا إىل أن علم حتديد التاريخ‬ ‫من خالل اختبار الكربون املشع تعارضه أدلة أخرى‪ .‬ومن‬ ‫بني هؤالء العلماء األستاذ الدكتور قاسم السامرائي‪،‬‬ ‫أستاذ فخري يف علم تطور اخلطوط وعلم الكتاب املخطوط‬ ‫(الكوديكولوجيا)‪ .‬وقد كانت ردة فعل األستاذ الدكتور‬ ‫السامرائي‪ ،‬بعد انتشار األنباء عن هذه الرقوق مباشرة‪ ،‬بأن‬ ‫قال‪« :‬إن الرقوق القرآنية‪ ،‬اليت عثر عليها يف برمنجهام‪،‬‬ ‫ليست كما يزعمون‪ .‬فهي يف احلقيقة تعود إىل هنايات القرن‬ ‫الثاين وبدايات القرن الثالث اهلجري‪ ،‬إن مل يكن أقرب‪.‬‬ ‫فجميع خصائصها من‪ :‬اخلط‪ ،‬والتنقيط‪ ،‬واحلرب األمحر‬ ‫والذهيب‪ ،‬وكذلك الفواصل بني اآليات وتقسيم السور‪،‬‬ ‫اخل‪ ...‬تشري إىل أهنا رمبا كتبت على رق أقدم من اخلط‬ ‫نفسه‪ .‬وبالتايل فليست بذاك القدم‪ ،‬كما يظنون‪ .‬واملثري‬ ‫لالستغراب أن برلني وتوبنغن يزعمون األمر نفسه عن‬ ‫األوراق اليت حبوزهتم»‪ .‬قدم األستاذ الدكتور السامرائي ‪-‬‬ ‫مفصلة عن أوراق برمنجهام‪،‬‬ ‫يف حماضرته هذه ‪ -‬نظرة ّ‬ ‫وعلى جوانب من علم تطور اخلطوط القرآنية بشكل عام‪،‬‬ ‫وكذلك عن مدى دقة حتديد التاريخ بواسطة اختبار الكربون‬ ‫ونواح أخرى متعلقة‬ ‫املشع‪ ،‬والنسخ العثمانية من املصحف‪ٍ ،‬‬ ‫هبذا املوضوع‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫صـدر حـديـثـًا‬ ‫«ديوان رسائل الصابي»‪،‬‬

‫«التمهيد ملا يف املوطأ من املعاني واألسانيد يف‬ ‫حديث رسول اهلل»‪،‬‬

‫ألبي إسحاق إبراهيم َّ‬ ‫ابي‬ ‫الص ّ‬

‫ألبي عمر بن عبد الرب النمري القرطيب (‪- 368‬‬ ‫‪463‬هـ ‪1071 - 978 /‬م)‬

‫مجع وحتقيق ودراسة الدكتور إحسان ذنون‬

‫حققه وعلق عليه بشار عواد معروف وآحرين‬

‫يشتمل هذا الكتاب على ‪ 419‬رسالة تعود لعهد سيطرة‬ ‫البويهيني على اخلالفة العباسية وحتكمهم بالدولة‪ .‬وتكمن‬ ‫أمهية هذه الرسائل يف كوهنا أوعي ٌة حافظ ٌة لكث ٍري من املا ّدة‬ ‫الد ْولة اإلسالمية‬ ‫األول ّية اليت ُتساعد على دراسة تاريخ َّ‬ ‫يف َع ْهد التس ّلط ال ُب َو ْيهي (‪334-447‬هـ‪946-1055/‬م)‪،‬‬ ‫مؤسسة اخلالفة وال ُقوى‬ ‫ّ‬ ‫والصـراع الناشب بينهم وبني ّ‬ ‫املحيطة‪ ،‬والتنافس الداخلي ال ُب َو ْيهي؛ ففيها ما ُيفصح‬ ‫وإجراءات‬ ‫وتنظيمات اقتصادية‪،‬‬ ‫راسالت سياسية‪،‬‬ ‫عن ُم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتقليد للوظائف‬ ‫تكليف‬ ‫وعهود و ُكتب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إدارية؛ وفيها وثائق ُ‬ ‫ً‬ ‫الكُربى‪ .‬كما سيجد القارئ فيها كزنا َوفري الفائدة‪ ،‬يو ّفر‬ ‫للباحثني ك ّمًا هائ ًال من املا ّدة التارخيية اجلديدة اليت تنشر‬ ‫ألول مرة؛ وفيها ما ّد ٌة أول ّية غن ّية‪َ ،‬ت ْرفد ال َب ْحث التّارخيي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الصايب – يف معظمها‬ ‫وتوطد بعض أ ْركانه‪ .‬و َرسائل ّ‬ ‫– َرسائل ديوانية ( َر ْسم ّية)‪ ،‬صادر ٌة إما عن اخللفاء‬ ‫العباسيني‪ ،‬وإما عن األمراء ال ُب َو ْيهيني‪ ،‬الذين مت ّكنوا من‬ ‫اجتزاء كث ٍري من ُبلدان املشـرق اإلسالمي‪ ،‬واقتطاعها من‬ ‫الصالحيات ال ُّدنيوية‬ ‫ُسلطة اخلالفة‪ ،‬واستطاعوا َس ْلب َّ‬ ‫الد ْولة؛ كما ُتظهر‬ ‫للخليفة الع ّباسي‪ ،‬والتح ّكم مبق ّدرات َّ‬ ‫الد ْولة‪ ،‬و َف ْلسفتهم اإلدارية‪،‬‬ ‫هذه ال َّرسائل نظرهتم لفكرة َّ‬ ‫وإجراءاهتم االقتصادية واإلدارية والسياسية والعسكرية‬ ‫والعمرانية‪ ،‬وعالقاهتم باخللفاء والناس وببعضهم‬ ‫البعض‪ ،‬وكثريًا من تارخيهم االجتماعي والثقايف‪ .‬كما‬ ‫تشمل املجموعة ال َّرسائل اإلخوانية‪ ،‬مبا فيها من أغراض‬ ‫التهنئة والتعزية والشكر والعتاب والشفاعات واالستعطاف‪،‬‬ ‫واليت تش ّكلُ انعكاسًا ملنظوم ٍة من العالقات االجتماعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر عن مدى ِص ْدق عواطفها ومشاعرها‪.‬‬

‫يعترب هذا الكتاب من أشهر شروح موطأ إمام دار اهلجرة‪،‬‬ ‫مالك بن أنس األصبحي املدين‪ ،‬وأوسعها‪ ،‬وأعالها قد ًرا‪،‬‬ ‫وأغزرها فائد ًة‪ ،‬وأشهرها ذك ًرا‪ ،‬حيث أبان فيه عن نكت‬ ‫أغفلها الفقهاء‪ ،‬ففتح أقفاهلا وقيودها وأغالهلا‪ ،‬مبا آتاه اهلل‬ ‫من فكر ن ّير وعقل َن ِصيح‪ .‬وليس التمهيد أعظم كتاب للفقه‬ ‫املقارن مبعظم مذاهبه فحسب‪ ،‬بل هو كتاب يف احلديث‪،‬‬ ‫واجلرح والتعديل‪ ،‬والتاريخ والسري‪ ،‬ومعرفة الرواة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل جوالت موفقة يف اللغة واألدب‪ ،‬وغريها من العلوم‪ .‬وال‬ ‫شك أن مطالع كتاب «التمهيد» سيجده موسوعة علمية ال غىن‬ ‫عنها‪ ،‬وسيشهد بعظيم مزنلته بني كتب اإلسالم‪ .‬ولقد صدق‬ ‫اإلمام احلافظ ّ‬ ‫العلمة أبو حممد ابن حزم الظاهري حني‬ ‫قال‪« :‬ال أعلم يف الكالم على فقه احلديث مثله‪ ،‬فكيف أحسن‬ ‫منه»‪ ،‬وقال القاضي عياض‪« :‬أ ّلف أبو عمر كتاب التمهيد‪...‬‬ ‫وهو كتاب مل يصنع أحد مثله يف طريقته»‪ .‬أما مؤلفه اإلمام‬ ‫احلافظ‪ ،‬ابن عبد الرب األندلسي‪ ،‬فهو غين عن التعريف‪.‬‬ ‫وقد أفىن عم ًرا طويال يف مجع مواد كتاب «التمهيد»‪ ،‬وحتضري‬ ‫فصوله ومباحثه‪ ،‬وعاد إىل مئات املصادر يف الفقه‪ ،‬واحلديث‪،‬‬ ‫واللغة‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والسري‪ .‬وقد حقق األستاذ الدكتور بشار‬ ‫ع ّواد معروف هذا الكتاب على وفق أحدث الطرق العلمية‪،‬‬ ‫بعد أن مجع له النسخ املنتشرة باملغرب‪ ،‬وتركيا‪ ،‬والعراق‪،‬‬ ‫والسعودية‪ ،‬ومصر‪ ،‬وإيرلندا‪ ،‬وغريها‪ ،‬وأخذ منه وقتا‬ ‫طويال يف حتقيقه‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫جانب من محارضة األستاذ الدكتور بدران مسعود بن لحسن‬

‫من اليمني‪ :‬األستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح‪ ،‬األستاذة الدكتورة هبة رؤوف عزت‬ ‫األستاذ الدكتور محمد مختار الشنقيطي واألستاذ الدكتور الطيب برغوث‬

‫املختار الشنقيطي حول «عالقة االستبداد باالحنطاط يف‬ ‫احلضارة اإلسالمية من خالل مفهوم «الفتور العام» يف فكر‬ ‫الكواكيب»‪ ،‬وحماضرة حول «حركـة املداولـة احلضاريـة وشبكة‬ ‫القوانني الكلية املؤثرة فيها‪ :‬منظور سنين‪ ،‬قرآين‪ ،‬مقاصدي»‪،‬‬ ‫للدكتور الطيب برغوث‪.‬‬ ‫كما ألقى الدكتور خري الدين يوجسوي حماضرة بعنوان «ما قبل‬ ‫احلضارة‪ :‬بعض املفاهيم القائمة حول اجلماعات البشرية يف‬ ‫الشرق األوسط املبكر»‪ ،‬وحماضرة للدكتور حسني يلماز بعنوان‬ ‫«من املدينة إىل املدنية‪ :‬أصول املفهوم العثماين للحضارة”‪.‬‬

‫كما شهد ظهرية اليوم الثاين للمؤمتر حماضرة لضيف‬ ‫الشرف‪ ،‬الدكتور طه عبد الرمحن بعنوان «مفهوم‬ ‫األمانة واملسؤولية احلضارية”‪.‬‬ ‫وعاجل املؤمتر موضوع العمران واحلضارة من خمتلف اجلوانب‬ ‫يف ‪ 62‬ورشة متوازية‪ ،‬نظمت يف اليوم الثاين والثالث للمؤمتر‪.‬‬ ‫وكان من حماورها‪ :‬الدين‪ ،‬واحلضارة‪ ،‬واألدب‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬ ‫واملوسيقى‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والطب‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫واختتم املؤمتر مبحاضرة للمعماري األستاذ عبد الواحد وكيل‬ ‫عن «اهلندسة املعمارية والدين واحلضارة»‪ ،‬تلى على إثره‬ ‫بيان املنتدى‪ ،‬وكلمة ختامية للدكتور برهان كوروغلو‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور طه عبد الرحمن‬

‫األستاذ الدكتور عبد الواحد وكيل‬

‫وقد تبعت كل حماضرة مناقشات وتعقيبات من قبل احلاضرين‪.‬‬ ‫وشهد اليوم الثاين حضور رئيس اجلمهورية التركية‪ ،‬السيد‬ ‫رجب طيب أردوغان‪ ،‬الذي شكر املنظمني هلذا املؤمتر اهلام‪،‬‬ ‫مضيفا بأن جامعة ابن خلدون ستبىن على الطراز اإلسالمي‬ ‫خالل ثالث سنوات‪ .‬وأكد يف كلمته أن حضارة اإلسالم هي‬ ‫القوة الوحيدة اليت تستطيع احلفاظ على اإلنسانية للعامل‪.‬‬ ‫جامعة ابن خلدون باستانبول‪ ،‬تركيا‬

‫‪27‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫وأضاف األستاذ صاحل شهسواري أن «العامل واإلنسانية يعيشان‬ ‫اليوم ظروفا سياسية واقتصادية واجتماعية وأخالقية‪ ،‬تكاد‬ ‫تؤذن خبراب العمران ‪ ،‬يف ظل فشل املشروع احلداثي يف‬ ‫إقامة احلضارة املثلى‪ ،‬وذلك بسبب إقصاء الدين من احلياة‬ ‫قاطبة؛ لذا‪ ،‬كان لزاما التساؤل عن األسباب اليت أدت إىل‬ ‫هذه األزمة‪ ،‬يف العامل عامة‪ ،‬واألمة اإلسالمية خاصة؛ مشريا‬ ‫إىل أمهية هذا املؤمتر ودوره يف تشخيص الداء‪ ،‬والتأكيد على‬ ‫أن الدين هو أساس احلضارة‪».‬‬

‫مؤمتر حتت عنوان‪:‬‬

‫«الدين واحلضارة‪:‬‬ ‫حفظ العمران مقصد شرعي»‬

‫األستاذ الدكتور رجب شنتورك‪ ،‬رئيس جامعة ابن خلدون ومعهد تحالف الحضارات‪ ،‬يف‬ ‫كلمته االفتتاحية ألعامل املؤمتر‬

‫مبدينة استانبول‪ ،‬ومبشاركة العشرات من األساتذة الباحثني‬ ‫من ‪ 15‬دولة‪ ،‬انطلقت فعاليات مؤمتر «الدين واحلضارة‪:‬‬ ‫حفظ العمران مقصد شرعي»‪ ،‬الذي مت تنظيمه من قبل مركز‬ ‫مبؤسسة الفرقان للتراث‬ ‫دراسات مقاصد الشريعة اإلسالم ّية ّ‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬بالتعاون مع جامعة ابن خلدون ومعهد حتالف‬ ‫احلضارات‪ ،‬وذلك خالل أيام اجلمعة والسبت واألحد ‪ 19‬و‪20‬‬ ‫و‪ 21‬أكتوبر ‪2017‬م‪ ،‬جبامعة ابن خلدون باستانبول‪.‬‬ ‫وانطلقت فكرة هذا املؤمتر الدويل حول الفكر اخللدوين من‬ ‫جهة اعتباره للعمران مقصدا شرعيا‪ ،‬حيث ال يزال اإلنتاج‬ ‫العلمي البن خلدون مصدر عطاء ينهل منه الباحثون‪ ،‬ليس‬ ‫على مستوى الدرس والتقومي فحسب‪ ،‬بل على مستوى بناء‬ ‫نظريات معرفية متج ّددة‪ .‬وقد أراد املنظمون للمؤمتر تسليط‬ ‫الضوء على واحدة منها‪ ،‬تتصل بالعمران مقصدا شرعيا‪،‬‬ ‫مما ميكننا من اإلفادة منها تطبيقات وإسقاطات على واقعنا‬ ‫املعاصر ومتغ ّيراته املتسارعة‪.‬‬ ‫وافتتح هذا املؤمتر الدكتور رجب شنتورك‪ ،‬رئيس جامعة ابن‬ ‫خلدون ومعهد حتالف احلضارات‪ ،‬بكلمة ألقاها صبيحة يوم‬ ‫اجلمعة ‪ 19‬أكتوبر‪ ،‬شرح فيها فكرة إقامة هذا املؤمتر‪ ،‬وقال‬ ‫إن معهد حتالف احلضارات وجامعة ابن خلدون‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬تنظمان هذا املنتدى‬ ‫للتفكري وملناقشة القضايا احلضارية اليت جتمع ممثلني عن‬ ‫حضارات خمتلفة‪ .‬وأضاف بأنه سيشارك يف هذا املؤمتر عدد‬ ‫كبري من العلماء واملتحدثني البارزين بشأن إجياد أفضل السبل‬ ‫من أجل إعادة النظر يف تشكيل وتطوير املوضوعات املتعلقة‬ ‫مبوضوع «حفظ العمران مقصد شرعي»؛ كما قدم فكرة شاملة‬ ‫عن جامعة ابن خلدون‪ ،‬اليت مت تأسيسها يف السنة املاضية‪.‬‬ ‫أما األستاذ صاحل شهسواري‪ ،‬املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان‬ ‫للتراث اإلسالمي‪ ،‬فقد أكد يف كلمته االفتتاحية على أمهية‬ ‫هذا املؤمتر‪ ،‬خاصة يف ظل األوضاع الراهنة ليت نعيشها‪.‬‬

‫األستاذ صالح شهسواري‪ ،‬املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي‬

‫وانطلقت أشغال املؤمتر جبلسات اليوم األول‪ ،‬اليت كانت‬ ‫مقاصدية بامتياز‪ .‬فقد قدم الدكتور جاسم سلطان حماضرة‬ ‫حول «شروط اجلاهزية لصناعة العمران»‪ ،‬تاله الدكتور مسفر‬ ‫القحطاين مبحاضرة بعنوان «مقصد العمران احلضاري‪ :‬رؤية‬ ‫علمية نقدية»‪ ،‬أعقبه عامل االجتماع الدكتور مازن هاشم‬ ‫مبحاضرة عن «مقاصد العمران‪ :‬أسئلة يف املنهج” ‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬األستاذ الدكتور جاسم سلطان ‪،‬األستاذ الدكتور مسفر القحطاين‪ ،‬األستاذ الدكتور‬ ‫مازن هاشم‬

‫وتوالت اجللسات‪ ،‬فكانت حماضرة الدكتور بدران مسعود بن‬ ‫حلسن حول «دور الدين يف حتقيق العمران االجتماعي»‪ ،‬مث‬ ‫من بعده الدكتور عبد املجيد النجار مبحاضرة حول «الدور‬ ‫العمراين للمجتمع‪ :‬مقصدا شرعيا»‪ ،‬تلتها حماضرة الدكتور‬ ‫سيف عبد الفتاح عن «مقصد حفظ العمران واحلكم الراشد»‪،‬‬ ‫لتنتهي اجللسات املقاصدية مبحاضرة للدكتور حممد بن‬ ‫‪26‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫توصيات املؤمتر‬ ‫وقد خرج املؤمتر بالتوصيات التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن تقوم مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بنشر حبوث‬ ‫هذا املؤمتر على نطاقٍ واسع‪ ،‬خصوصًا يف األوساط العلمية‬ ‫املتخصصة‪ ،‬والعمل على ترمجتها إىل اللغات األجنبية‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن تقوم املؤسسة بتبين مشروع العناية باملصاحف املخطوطة‪،‬‬ ‫ودعم وتشجيع مشاريع البحث العلمي يف هذا املجال‪ ،‬مع‬ ‫إنشاء موقع إلكتروين خاص للتعريف هبذه الدراسات‪ ،‬وإعداد‬ ‫بيبليوغرافيا شاملة للدراسات القرآنية‪ ،‬سواء يف الشرق أو‬ ‫الغرب‪ ،‬وإتاحتها على قاعدة بيانات‪.‬‬ ‫‪ .3‬إنشاء مركز علمي خاص يف تاريخ املصاحف املخطوطة‪،‬‬ ‫موازٍ ملشروع «املدونة القرآنية»‪ ،‬برعاية مؤسسة الفرقان‪،‬‬ ‫ويعقد صالت قوية مع املتاحف ودور الكتب يف العامل‪ ،‬ملحاولة‬ ‫مجع املصاحف املخطوطة املبكرة بصورة رقمية‪ ،‬على أن تتم‬ ‫فهرستها فهرسة علمية حتليلية‪ ،‬وإتاحتها للباحثني والدارسني‪.‬‬ ‫‪ .4‬تنظيم مؤمترات وندوات ودورات دولية علمية خاصة يف جمال‬ ‫املصاحف املخطوطة‪ ،‬والتعريف بقيمتها العلمية والتارخيية‬ ‫واجلمالية‪ ،‬وتتبع جهود املستشرقني حول النص القرآين‪،‬‬ ‫وذلك يف رحاب مؤسسات ومراكز علمية تضمن متابعة واسعة‬ ‫للباحثني والدراسني‪.‬‬ ‫‪ .5‬تنسيق جهود مؤسسة الفرقان مع مؤسسات علمية أخرى‬ ‫تعمل يف نفس املجال (كمركز تفسري للدراسات القرآنية يف‬ ‫الرياض)‪ ،‬للعمل على اإلرتقاء مبستوى هذه الدراسات‪،‬‬ ‫وتنظيم مؤمتر ثاين هلذا املوضوع‪ ،‬مع تدارس حماور أخرى مل‬ ‫تناقش يف هذا املؤمتر‪.‬‬ ‫‪ .6‬دراسة القواميس واملوسوعات والدراسات املتعلقة بالقرآن‬ ‫الكرمي واملكتوبة باللغات األجنبية‪ ،‬والرد على ما فيها من‬ ‫شبهات ختالف ما اتفق عليه األمة‪ ،‬ردًا علميًا رصينًا دون‬ ‫تعصب‪.‬‬ ‫‪ .7‬أن تعمل املؤسسة على إصدار كتاب أو مرجع يف تاريخ‬ ‫القرآن الكرمي من وجهة نظر اإلسالمية‪ ،‬وترمجته إىل اللغات‬ ‫األجنبية‪ ،‬ليخاطب العقلية الغربية‪ ،‬ويضع الصورة الصحيحة‬ ‫لذلك التاريخ بني أيديهم‪.‬‬ ‫‪ .8‬إصدار موسوعة علمية خاصة لعلوم القرآن الكرمي وترمجتها‬ ‫إىل اللغات األجنبية‪ ،‬لتعريف العامل بوجه النظر اإلسالمية يف‬ ‫القضايا املتعلقة بالقرآن الكرمي‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور بشار عواد معروف واألستاذ محمد دريوش‬

‫والرسائل يف تغيري هذا املوقف التعسفي‪ .‬أما اليوم‪ ،‬وبسبب‬ ‫الثورة اليت يشهدها جمال رقمنة ونشر املخطوطات‪ ،‬فقد صار‬ ‫هذا املصحف وغريه متاحًا للباحثني‪ .‬ونبه الدكتور احلمد بأن‬ ‫«كل مصحف خمطوط له قيمة علمية ألنه ميثل مرحلة معينة‬ ‫من تاريخ رحلة املصحف الطويلة؛ قام عليه علماء وخطاطون‪،‬‬ ‫ومزخرفون‪ ،‬وقراء حىت أجنزوا هذه النسخة‪ ،‬فكل مصحف له‬ ‫قيمة علمية يف الدراسة»‪ .‬وذكر احلمد أنه مجع حبوثًا جديدة‬ ‫عن املصاحف املخطوطة يف كتابني له‪ ،‬األول أمساه (علم‬ ‫املصاحف) والثاين (علوم القرآن بني املصادر واملصاحف)‪.‬‬ ‫وأكد على ضرورة أن تقوم اجلهات واملؤسسات يف العامل‬ ‫اإلسالمي جبمع املصاحف املخطوطة‪ ،‬وفهرستها‪ ،‬وإتاحتها‬ ‫للباحثني والدارسني‪ ،‬وإقامة املعارض القرآنية‪ ،‬وإصدار‬ ‫املجالت اليت تعىن هبذا اجلانب من األحباث‪ .‬وختم األستاذ‬ ‫غامن احلمد كلمته بالتشديد على أمهية ترمجة آخر الدراسات‬ ‫الغربية يف جمال املصاحف املخطوطة إىل اللغة العربية‪ .‬وشكر‬ ‫مؤسسة القرآن‪ ،‬اليت وضعت أول لبنة يف هذا املشروع بتنظيم‬ ‫هذا املؤمتر‪ ،‬مع رجاء أن يكون متل ًوا مبؤمترات أخرى لدراسة‬ ‫قضايا علمية غاية يف األمهية أثريت يف هذا املؤمتر‪.‬‬ ‫تال ذلك كلمة ختامية لألستاذ حممد ادريوش‪ ،‬شكر فيها‬ ‫املشاركني يف املؤمتر؛ وتبعتها قراءة التَّوصيات وتالوة آيات من‬ ‫الذكر احلكيم‪.‬‬

‫صورة جامعية للمشاركني يف أعامل املؤمتر‬

‫أثنى األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد يف كلمته الختامية عىل البحوث املقدمة‪ ،‬وأ ّكد عىل‬ ‫رضورة إعطاء املصاحف القدمية املخطوطة حقها من البحث والتمحيص‬

‫‪25‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫تلتها مناقشة علمية‪ ،‬صبت معظمها حول ضعف الردود‬ ‫اإلسالمية العلمية على دراسات املستشرقني للقرآن الكرمي‪.‬‬ ‫أما اجللسة العلمية املسائية‪ ،‬فقد ترأسها األستاذ حممد‬ ‫ادريوش‪ ،‬ومتيزت بتقدمي حماضرة الدكتور إدهام حممد‬ ‫حنش اليت كانت بعنوان «املنهج اجلمايل لدراسة املصاحف‬ ‫املخطوطة»‪ ،‬ودرس فيها اجلوانب اجلمالية والفنية املتعلقة‬ ‫باملصحف الشريف‪ ،‬ويف مقدمتها اخلط والضبط‪.‬‬

‫أما اليوم الثاين فعرف عقد جلستني علميتني‪:‬‬ ‫اجللسة العلمية األوىل‪ ،‬اليت توىل رئاستها األستاذ صاحل‬ ‫شهسواري ‪ ،‬ومتيزت مبشاركة ثالثة أساتذة باحثني هم‪:‬‬ ‫الدكتور عبد الرزاق بن إمساعيل هرماس‪ ،‬والدكتور عبد اهلل‬ ‫اخلطيب‪ ،‬والدكتور قاسم السامرائي‪.‬‬ ‫تناول الدكتور عبد الرزاق بن إمساعيل هرماس يف حبثه‬ ‫«احلواشي النقدية للقرآن الكرمي يف فجر مشروع الكوربيس‬ ‫كورانيكوم»‪ ،‬وذكر فيه باملراحل التارخيية هلذا املشروع‪ ،‬وأهم‬ ‫أقطابه‪ ،‬والذي يهدف إلجياد نسخة القرآن الكرمي اليت كانت‬ ‫متداولة قبل مجعه وتدوينه‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور إدهام محمد حنش أثناء تقديم ورقته‬

‫تلت هذه املحاضرة جلسة مفتوحة مع الدكتور بشار عواد‬ ‫معروف‪ ،‬والدكتور غامن قدوري احلمد‪.‬‬ ‫شدد الدكتور بشار عواد معروف يف كلمته على أن القرآن‬ ‫الكرمي قد د ّون كام ًال يف عهد أيب بكر الصديق بعد معركة‬ ‫اليمامة اليت استشهد فيها كثري من محلة القرآن الكرمي‪،‬‬ ‫بإشراف الصحايب اجلليل زيد بن أيب ثابت‪ ،‬وهو شاب حافظ‬ ‫ذكي‪ ،‬جبمع القرآن؛ فجعل زيد يتتبع القرآن جيمعه من ال ُع ُسب‬ ‫واللخاف والعظام وصدور الرجال‪.‬‬ ‫الص ُحف اليت مجعها زمن أيب‬ ‫ويف خالفة عثمان‪ ،‬نسخ زيد ُ‬ ‫بكر يف املصاحف‪ ،‬مث عممت هذه املصاحف األمهات على‬ ‫األمصار اإلسالمية‪ .‬ونبه الدكتور عواد إىل أمهية التعبري‬ ‫عن هذه املرحلة مبصطلح « َنسخْ » املصاحف‪ ،‬ال مجعها‪ ،‬ألن‬ ‫األخري يوهم بأن القرآن الكرمي كتب بعد ‪ ٢٠‬عامًا من وفاة‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهو غري صحيح‪ .‬وأضاف‬ ‫أن صنيع عثمان قد تكلل بالنجاح ونسخت آالف النسخ من‬ ‫املصحف‪ ،‬حىت ذكر احلافظ الذهيب (ت‪748‬هـ) وجود‬ ‫أزيد من مليوين نسخة من املصحف العثماين يف زمنه‪ .‬وختم‬ ‫الدكتور عواد كلمته باإلشارة إىل أن احلمالت املناوئة للقرآن‬ ‫الكرمي ليست وليدة اليوم‪ ،‬بل هي قدمية قدم اإلسالم نفسه؛‬ ‫وأكد على ضرورة جتنب الردود اإلعالمية الشعبوية‪ ،‬وأن تكون‬ ‫املجالت واملؤمترات العلمية هي الطريقة املثلى لعرض هذه‬ ‫الردود والنقاشات املعززة بالعلم واحلجة‪.‬أما الدكتور غامن‬ ‫قدوري احلمد‪ ،‬فقد أثىن على البحوث املقدمة‪ ،‬وأ ّكد على‬ ‫ضرورة إعطاء املصاحف القدمية املخطوطة حقها من البحث‬ ‫والتمحيص‪ ،‬وبني أن الباحث يف علوم القرآن ُيفيد منها يف‬ ‫مخسة علوم أساسية مرتبطة باملصحف‪ ،‬هي‪ :‬علم الرسم‪،‬‬ ‫وعلم الضبط‪ ،‬وعلم القراءات‪ ،‬وعلم الوقف واإلبتداء‪،‬‬ ‫وعلم عدد اآلي‪ .‬وذكر كيف أنه قبل أربعني عامًا‪ ،‬ملا أراد‬ ‫اإلطالع على مصحف جامع احلسني املنسوب لعثمان بن عفان‬ ‫لرسالته عن رسم املصحف‪ ،‬منع من ذلك ومل تفد اخلطابات‬

‫األستاذ الدكتور عبد الرزاق بن إسامعيل هرماس‬

‫أما البحث الثاين‪ ،‬بعنوان «القراءات االستشراقية للقرآن‬ ‫الكرمي أمنوذج مشروع املدونة القرآنية كوربيس كورانيكوم»‪،‬‬ ‫فكان من إلقاء الدكتور عبد اهلل اخلطيب‪ ،‬الذي تناول بعض‬ ‫افتراءات املستشرقني اليت أسقطوها على القرآن الكرمي قبل‬ ‫هذا املشروع وخالله‪ ،‬وذكر نشأته‪ ،‬واملراحل التارخيية اليت‬ ‫مر منها‪ ،‬واألهداف اليت يسعى إىل حتقيقها‪ ،‬واقترح وسائل‬ ‫الرد عليه‪ ،‬وختم حبثه ببعض التَّوصيات اليت يقترحها‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور عبد الله الخطيب (أقىص اليسار(‬

‫أما البحث الثالث‪ ،‬للدكتور قاسم السامرائي‪ ،‬فكان بعنوان‬ ‫«دقة االختبار الكربوين ‪ C14‬يف توريخ ال ُّرقوق القرآنية‬ ‫وعالقته ُّ‬ ‫بالطروس»‪ ،‬وسعى فيه إلثبات دقة التأريخ اإلشعاعي‬ ‫لرقوق املصاحف القدمية ‪ ،‬وذلك باستعمال تقنية التحليل‬ ‫الكاربوين املشع ‪ ،C14‬مقارنة مع األساليب التقليدية اليت‬ ‫كانت تعتمد يف تأريخ هذه ال ُّرقوق‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫وقد تلت هذه اجللسة جمموعة من املناقشات والردود العلمية‪،‬‬ ‫تركز أغلبها حول ضرورة إعادة قراءة اآلثار الصحيحة الواردة‬ ‫يف وصف هذه املرحلة‪.‬‬

‫أما اجللسة العلمية املسائية األوىل‪ ،‬فقد ترأسها الدكتور غامن‬ ‫قدوري احلمد‪ ،‬وقُدِّ مت فيها ثالثة حبوث‪:‬‬ ‫البحث األول للدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو‪ ،‬وقد تتبع‬ ‫فيه مسرية «املصحف املنسوب إىل اخلليفة الراشد عثمان‬ ‫بن عفان‪ ،‬املحفوظ بقصر طوب قايب‪ ،‬من خالل مالحظات‬ ‫تارخيية وكوديكولوجية»‪ ،‬استخلص فيها أن املصحف ليس من‬ ‫املصاحف األوىل اليت أرسلت إىل األمصار‪ ،‬بسبب جودة ِّ‬ ‫خط ِه‬ ‫وإعجامه‪ ،‬باإلضافة إىل الزخارف اليت حيتويها؛ كما تطرق‬ ‫إىل املجهودات اليت بذلت لنشره‪ ،‬واليت متثل حلقة مهمة يف‬ ‫سلسة دراسة تاريخ القرآن الكرمي‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور عبد الحكيم بن يوسف الخليفي و األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد‬

‫أما اجللسة العلمية املسائية الثانية‪ ،‬فتوىل رئاستها الدكتور‬ ‫عبد اهلل ال ُغنيم‪ ،‬ومتيزت بإلقاء ثالثة حبوث‪:‬‬ ‫البحث األول بعنوان «النقل الشفاهي للقرآن الكرمي ومنهج‬ ‫النقد التارخيي»‪ ،‬للدكتور عبد احلكيم بن يوسف اخلليفي‪،‬‬ ‫الذي حاول فيه بيان أن النقل الشفوي مل يكن هو الوسيلة‬ ‫الوحيدة حلفظ القرآن الكرمي‪ ،‬بل كان للكتابة دور رئيس يف‬ ‫ذلك‪ ،‬وبني هتافت رأي من يرى ضرورة تطبيق مناهج النقد‬ ‫التَّارخيي على القرآن الكرمي‪ ،‬كما طُ ِّب َق على الكتب املقدسة يف‬ ‫العهدين القدمي واجلديد‪.‬‬

‫جانب من محارضة األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو‬

‫أما البحث الثاين فكان بعنوان‪« :‬أثر رخصة األحرف السبعة يف‬ ‫تدوين النص القرآين»‪ ،‬للدكتور سامل قدوري احلمد‪ ،‬وتناول فيه‬ ‫السبعة يف كتابة القرآن الكرمي يف عهد‬ ‫مقدار أثر رخصة األحرف َّ‬ ‫الصدِّ يق‬ ‫بكر‬ ‫أيب‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫وخليفته‬ ‫النيب ص َّلى اهلل عليه وس َّل َم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫رضي اهلل عنه‪ ،‬مث بعد ذلك بيان أثرها يف الرسم العثماين‪.‬‬ ‫أما املحاضرة الثالثة بعنوان «أنظار يف حديث «إن هذا القرآن‬ ‫أنزل على سبعة أحرف»» ‪ ،‬فقد ألقاها الدكتور بشار عواد‬ ‫معروف‪ ،‬وتتبع فيها روايات هذا احلديث‪ ، :‬واختالف العلماء‬ ‫حول معناه‪ ،‬هل يتعلق األمر بسبع قراءات‪ ،‬أم سبعة أحناء‪،‬‬ ‫أم سبع لغات‪ ،‬أم سبعة أوجه من املعاين املتفقة املتقاربة ولكن‬ ‫ورج َح الرأي األخري منها‪ .‬مث ب َّي َن أن املصحف‬ ‫بألفاظ خمتلفة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫الصديق‪ ،‬ومتت إعادة نسخه يف‬ ‫الشريف ُد ِّو َن يف عهد أيب بكر ِّ‬ ‫خالفة اإلمام عثمان بن عفان رضي اهلل عنه على حرف واحد‪،‬‬ ‫وأن كل املصاحف اليت خالفت رمسه ُنسخت‪ ،‬ودخل بعضها يف‬ ‫القراءات َّ‬ ‫الشاذة‪.‬‬

‫جانب من محارضة األستاذ الدكتور كريم إفراق أحمد‬

‫أما البحث الثاين فكان بعنوان «تاريخ املصحف الشريف من‬ ‫الشفاهية إىل الكتابية‪ :‬دراسة نقدية‪ ،‬كوديكولوجية للمدرسة‬ ‫االستشراقية»‪ ،‬للدكتور كرمي إفراق أمحد‪ ،‬وذ َّكر فيه باملحاوالت‬ ‫العديدة للمدرسة االستشراقية لترويج أباطيل مشوهة عن‬ ‫اإلسالم عامة‪ ،‬وعن القرآن الكرمي خاصة‪ ،‬وغياب الردود‬ ‫وأكد على ضرورة التَّصدي‬ ‫العلمية ال َّرصينة على هذه األباطيل‪َّ ،‬‬ ‫العلمي هلذه األباطيل‪ ،‬كل من جمال ختصصه‪.‬‬ ‫أما البحث الثالث فكان بعنوان‬ ‫«القراءات من زمن النشأة حىت‬ ‫عصر ابن جماهد‪ ،‬ورد شبهات‬ ‫الدكتور فرنسوا ديروش حوهلا»‪،‬‬ ‫للدكتور سامي حممد سعيد عبد‬ ‫الشكور‪ ،‬وتتبع فيه املحاوالت اليت‬ ‫بذهلا ديروش للطعن يف تدوين‬ ‫القرآن الكرمي‪ ،‬وضرورة الرجوع‬ ‫إىل القراءات اليت مت إلغاؤها بعد‬ ‫هذه املرحلة‪ ،‬وحاول الر َّد على‬ ‫هذه الشبهات‪.‬‬

‫جانب من محارضة األستاذ الدكتور سامل قدوري الحمد‬

‫‪23‬‬

‫األستاذ الدكتور سامي محمد سعيد عبد الشكور‬ ‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫أما البحث الثاين‪ ،‬بعنوان «عالمات الضبط يف املصاحف‬ ‫املخطوطة‪ :‬من القرن األول إىل هناية القرن الرابع اهلجري»‪،‬‬ ‫للدكتور عادل إبراهيم أبو شعر‪ ،‬فقدتطرق إىل علم الضبط‬ ‫القرآين‪ ،‬واألسس العلمية املنهجية اليت قام عليها‪ ،‬وذأهم‬ ‫عالمات َّ‬ ‫الضبط واإلعجام يف املصاحف املشرقية املخطوطة‪،‬‬ ‫واملراحل التارخيية اليت مرت منها‪ ،‬ومنهجها وألواهنا‬ ‫ودالالهتا الصوتية‪ ،‬ودورها يف معاجلة ظواهر ال َّرسم واإلعراب‬ ‫والتَّجويد والقراءات‪ ،‬وجتنب التَّصحيف والتَّحريف‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور عمر بن عبد الغني حمدان‬

‫تناول البحث األول‪ ،‬بعنوان «مشروع املصاحف العثمانية‬ ‫واإلختالف الواقع يف حتديد تارخيه وعدد نسخه»‪ ،‬للدكتور‬ ‫عمر بن عبد الغين محدان‪ ،‬قراءة جديدة تتغ َّيى حتديد تاريخ‬ ‫املصحف وعدد نسخه‪ ،‬وقد خلص إىل أن املصاحف القرآنية‬ ‫أجنزت على ثالث مراحل‪:‬‬ ‫املرحلة األوىل‪ :‬كتب فيها املصحف اخلاص باخلليفة األعظم‬ ‫السالم‪ ،‬مث عدد من املصاحف اليت بعث‬ ‫سيدنا عثمان عليه َّ‬ ‫هبا إىل بعص األمصار اإلسالمية‪ ،‬كالكوفة والبصرة ودمشق‪،‬‬ ‫اليت كانت هلا صلة مباشرة باخلالف يف القراءة‪ ،‬مع حماولة‬ ‫حتديد عددها‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية‪ :‬كانت يف حدود سنة ثالثني من اهلجرة النبوية‪،‬‬ ‫َّمت فيها استنساخ مزيد من املصاحف العثمانية؛ وهي يف أرجح‬ ‫األقوال ستة مصاحف؛ ُب ِعث َْت إىل أمصار إسالمية أخرى‪ ،‬كمكة‬ ‫املكرمة واملدينة املنورة ومصر واليمن‪ ،‬مل يكن فيها خالف يف‬ ‫القراءة‪ ،‬كما كان بني العراق والشام‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور عادل إبراهيم أبو شعر‬

‫«القراءات‬ ‫أما الدكتور غامن قدوري احلمد‪ ،‬فقد تناول يف حبثه‬ ‫ُ‬ ‫القرآني ُة يف املصاحف املنقوطة اليت ترجع إىل القرون الثالثة‬ ‫األوىل»‪ ،‬وقد الحظ عدم تطابق طريقة ضبط تلك املصاحف‬ ‫السبع أو العشر اليت مت َّيزت على عهد ابن‬ ‫مع أي من القراءات َّ‬ ‫جماهد (ت‪324.‬هـ) وتالمذته‪ ،‬ووضح بال ّدليل هتافت الرأي‬ ‫القائل بأن َّأي قراءة خمالفة هلذه القراءات تع ُّد شاذة‪.‬‬ ‫ومتيزت هذه اجللسة بنقاش علمي مثمر‪ ،‬تركز خصوصا على‬ ‫ضرورة التفريق بني تدوين املصحف الشريف يف عهد أيب بكر‬ ‫الصديق‪ ،‬وإعادة نسخه يف عهد عثمان بن عفان‪ ،‬باإلضافة‬ ‫ِّ‬ ‫إىل ضرورة دراسة سند اآلثار اليت تصف هذه املرحلة‪،‬‬ ‫ومعرفة مدى صحتها‪ ،‬لبناء أحكام سليمة على ضوئها‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عبد الله الخطيب‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬عبد الله الغنيم واألستاذ صالح شهسواري‬

‫املرحلة الثالثة‪ :‬كانت سنة ثالث وثالثني من اهلجرة النبوية‪،‬‬ ‫َّمت فيها استنساخ دفعة أخرى من املصاحف‪ ،‬أرسلت إىل بعض‬ ‫الثغور اإلسالمية‪ ،‬كحمص وطربية وطرسوس‪.‬‬ ‫ولعل عدم التَّفريق بني هذه املراحل هو السبب يف وقوع‬ ‫االختالف يف تاريخ كتابتها من ناحية‪ ،‬وحتديد عدد املرسل‬ ‫منها إىل األمصار من ناحية أخرى‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد‬

‫‪22‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫املؤمترات‬ ‫وشكرهم على حسن تعاوهنم مع اللجنة العلمية املنظمة هلذه‬ ‫املأدبة العلمية‪ ،‬مع متمنياته الصادقة هلم مبقام طيب يف‬ ‫مدينة إستانبول‪ ،‬ودوام النجاح والتَّألق العلمي‪ .‬وذ َّكر بأن هذا‬ ‫املؤمتر يأيت تتميما ملؤمترات مؤسسة الفرقان السابقة‪ ،‬اليت‬ ‫اهتمت بالكتاب املخطوط يف خمتلف العلوم واملعارف‪ ،‬وتلبية‬ ‫لتوصيات أعضاء جملس‬ ‫اخلرباء‪ ،‬الذي أوصى بأن‬ ‫يتجه اهتمام املؤسسة‪ ،‬بعد‬ ‫هناية املؤمتر السابع حول‬ ‫خمطوطات األدب واللغة‬ ‫العربية‪ ،‬إىل التركيز على‬ ‫املصحف الشريف من مرحلة‬ ‫الوحي إىل التدوين‪ .‬مث ذكر‬ ‫باملجهودات العلمية اجلبارة‬ ‫اليت تبذهلا املؤسسة يف‬ ‫خمتلف العلوم اليت هتتم هبا‪،‬‬ ‫واليت تعودت ال ِّريادة والتَّميز‬ ‫األستاذ صالح شهسواري‬ ‫يف تنظيم املؤمترات والدورات‬ ‫العلمية يف خمتلف بقاع العامل؛‬ ‫منوها بأن هذا املؤمتر الذي ينظم اليوم مبدينة إستانبول‪،‬‬ ‫يتناول قضية علمية دقيقة وشائكة‪ ،‬وتتعلق بالقرآن الكرمي‬ ‫من مرحلة التَّزنيل إىل مرحلة التَّدوين‪ ،‬ويهدف إىل ال َّرد على‬ ‫بعض ُّ‬ ‫الشبهات اليت أثريت يف هذه املرحلة بالذات يف جمموعة‬ ‫من الكتابات االستشراقية‪ ،‬وغريها ممن حنا منحاها‪.‬‬

‫مؤمتر حتت عنوان‪:‬‬

‫«القرآن الكريم من التنزيل إىل َّ‬ ‫التدوين»‬

‫الجلسة االفتتاحية للمؤمتر‬

‫نظمت مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي مؤمترا دوليا حول‬ ‫القرآن الكرمي حتت عنوان‪ :‬القرآن الكرمي من التزنيل إىل‬ ‫التَّدوين‪ ،‬وذلك يومي السبت ‪ 8‬ربيع األول واألحد ‪ 9‬ربيع األول‬ ‫املوافق لـ ‪ 27-26‬نوفرب مبدينة إستانبول‪ ،‬وحبضور علمي‬ ‫وازن‪ ،‬حيث شارك فيه ثالثة عشر باحثا متخصصا من خمتلف‬ ‫بقاع العامل‪.‬‬ ‫ويأيت هذا املؤمتر – يف دورته الثامنة – على خلفية إعالن‬ ‫جامعة برمنجهام يف ‪ 22‬يوليو ‪ 2015‬عن نتيجة الفحص‬ ‫الكربوين املشع لواحدة من خمطوطاهتا القرآنية القدمية‬ ‫( ُتعرف إعالمي ًا باسم «مصحف برمنجهام»)‪ ،‬حيث أرجعها‬ ‫الفحص إىل الفترة ‪645-568‬م بنسبة دقة ‪ ،95.4%‬أي إىل‬ ‫القرن األول اهلجري‪ ،‬ال الثاين أو الثالث‪ ،‬كما كان ُيعتقد‬ ‫سابقًا‪ .‬وقد أثار هذا اخلرب موجة عارمة من ردود األفعال‬ ‫املتباينة إىل وقت قريب‪ ،‬السيما وأن هناك من استخدم نتائج‬ ‫الفحص خطأ للقول بأن القرآن الكرمي سابق للنيب حممد صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فرأت مؤسسة الفرقان أن تعقد مؤمترًا يتناول‬ ‫موضوع املصاحف املخطوطة من حيث التعريف هبا وبيان‬ ‫أمهيتها‪ ،‬وضرورة فهرستها ورقمنتها وإتاحتها للباحثني‪،‬‬ ‫ومتابعة املشاريع الغربية املهتمة بنشرها‪ ،‬كمشروع املدونة‬ ‫القرآنية (كوربوس كورانيكوم ‪،)Corpus Coranicum /‬‬ ‫وغريها من القضايا املتقاطعة والدراسات القرآنية‪.‬‬ ‫ومتيز اليوم األول منه بتنظيم ثالث جلسات علمية‪ ،‬بعد اجللسة‬ ‫االفتتاحية اليت بدأت بتالوة آيات من الذكر احلكيم‪ ،‬اتبعها‬ ‫عرض فيلم تسجيلي يبني جهود مؤسسة الفرقان ومراكزها‬ ‫املتعددة يف خدمة التراث اإلسالمي‪ ،‬كإعداد املؤمترات‪،‬‬ ‫وفهرسة املخطوطات‪ ،‬واإلصدارات النقدية؛ ألقى بعدها‬ ‫األستاذ صاحل شهسواري‪ ،‬املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان‪،‬‬ ‫كلمة رحب فيها بالسادة العلماء والباحثني املشاركني يف املؤمتر‪،‬‬

‫األستاذ الدكتور بشار عواد معروف ترأس الجلسة األوىل من أعامل املؤمتر‬

‫وقد تلت هذه اجللسة‪ ،‬اجللسة العلمية األوىل‪ ،‬اليت توىل‬ ‫تسيريها الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬ومتيزت مبشاركة ثالثة‬ ‫أساتذة باحثني‪ ،‬هم‪ :‬الدكتور عمر بن عبد الغين محدان‪،‬‬ ‫والدكتور عادل إبراهيم أبو شعر‪ ،‬والدكتور غامن قدوري احلمد‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫قامت الدكتورة بيتاين هيوز‪،‬‬ ‫الكاتبة‪ ،‬واملؤرخة‪ ،‬ومقدمة‬ ‫التلفزيون املعروفة‪ ،‬باإلشراف‬ ‫على تقدمي احلفل‪ ،‬حيث قامت‬ ‫بتقدمي أعمال املؤسستني يف‬ ‫جمال التراث اإلسالمي‪.‬‬ ‫رحب بعدها كل من األستاذ‬ ‫وقد ّ‬ ‫الدكتور أكمل الدين إحسان‬ ‫أوغلو‪ ،‬عضو جملس إدارة‬ ‫الدكتورة بيتاين هيوز‬ ‫مؤسسة الفرقان‪ ،‬واألستاذ‬ ‫الدكتور سليم احلسين‪ ،‬رئيس‬ ‫مؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة‪ ،‬بالسادة الضيوف‪،‬‬ ‫وقدما عرضًا خمتصرًا حول منشأ هذا التعاون‪ ،‬وكذلك‬ ‫التعاضد بني املؤسستني يف كل املبادرات اهلادفة إىل التعريف‬ ‫بالتراث واحلضارة اإلسالمية‪.‬‬

‫اجللسة اخلتامية‪:‬‬ ‫النقاش والتوصيات‬ ‫يف اجللسة اخلتامية تفاعل املحاضرون واحلضور يف نقاش‬ ‫مفتوح‪ ،‬انتهى إىل جمموعة من التوصيات‪ ،‬أعقبته الكلمات‬ ‫اخلتامية‪ ،‬حيث قام املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان‪ ،‬السيد‬ ‫صاحل شهسواري‪ ،‬بتذكري احلضور بعمل مؤسسة الفرقان‬ ‫من استخراج املطمور من كنوز التراث املخطوط للحضارة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬وذلك من خالل رصد‪ ،‬وفهرسة‪ ،‬وحتقيق‬ ‫املخطوطات‪ ،‬وكذلك بتشجيع البحث العلمي والدراسات يف‬ ‫خمتلف جماالت التراث‪ ،‬خاصة جمال العلوم والتقنية‪ .‬وقد‬ ‫أطلق دعوة لتقدمي مشروعات حتقيق للنصوص العلمية‪،‬‬ ‫كما س ّلط الضوء على جهد مؤسسة الفرقان يف بناء قاعدة‬ ‫بيانات على االنترنت‪ ،‬هي مبثابة بوابة إىل التراث اإلسالمي‬ ‫املخطوط‪ ،‬وهي متاحة للجميع‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد أشار‬ ‫إىل هدف هذه الندوة يف مناقشة سبل تقريب هذا التراث‬ ‫إىل الفضاء العام بشىت الطرق واملبادرات‪ ،‬وكذلك التعاون‬ ‫مع املؤسسات العاملة يف ذات احلقل (مثل مؤسسة العلوم‬ ‫والتكنولوجيا واحلضارة ومبادرهتا ألف اختراع واختراع) لرفع‬ ‫مستوى الوعي بثراء التراث اإلسالمي‪ ،‬ودوره‪ ،‬وأمهيته‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل تعزيز التقدير واالحترام الثقايف املتبادل‪.‬‬ ‫العشاء اإلحتفايل‪:‬‬ ‫مت افتتاح الندوة يوم اجلمعة ‪ 17‬مارس حبفل استقبال وعشاء‬ ‫أقيم بقاعة تشوملي مبجلس اللوردات الربيطاين بلندن‪،‬‬ ‫برعاية فخامة اللورد نايت اوف وميوث وفخامة البارونة هوبر‪.‬‬ ‫يف هذه الفعالية‪ ،‬اليت مت تنظيمها بشراكة بني مؤسسة الفرقان‬ ‫للتراث اإلسالمي ومؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة‪،‬‬ ‫مت إطالق الكتاب «منت املظ ّفر اإلسفزاري يف علمي األثقال‬ ‫واحليل‪ »...‬يف نسختيه العربية واإلجنليزية‪.‬‬

‫الدكتور أحمد الدبيان‬

‫األستاذ الدكتور خوليو سامسو‬

‫وبعد هذه الكلمات‪ ،‬قام األستاذ الدكتورخوليو سامسو‪،‬‬ ‫األستاذ الفخري يف الدراسات العربية واإلسالمية جبامعة‬ ‫برشلونة‪ ،‬ومن بعده الدكتور أمحد الدبيان‪ ،‬مدير املركز‬ ‫الثقايف اإلسالمي بلندن‪ ،‬بتقدمي النسختني اإلجنليزية‬ ‫والعربية على التوايل‪ ،‬والتعليق بشكل علمي على هذا‬ ‫العمل املميز‪.‬‬

‫فخامة البارونة هوبر‬

‫قاعة تشوميل مبجلس اللوردات الربيطاين بلندن‬

‫‪20‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫(القرن الرابع اهلجري‪ /‬العاشر ميالدي)؛ وكان يعمل طبيبًا‬ ‫عند اخللفاء الفاطميني‪ .‬وقد كتب هذه الرسالة عن ذات‬ ‫احللق‪ ،‬مرافقة آللة حقيقية صنعت لـ حممد بن احلسني‪ ،‬وهي‬ ‫نسخة فريدة حمفوظة بـآياصوفيا‪ ،‬حتت رقم ‪ ،4861‬وتاريخ‬ ‫نسخها ‪613‬هـ‪1217/‬م‪ .‬تصف الرسالة حاسوبا تناظريا‪ ،‬مثل‬ ‫األصطرالب (ذات الصفائح)‪ ،‬وليس أداة رصد‪ .‬تنقسم الرسالة‬ ‫إىل جزئني‪ )1( :‬مقدمة و(‪ )2‬جمموعة من ‪ 43‬تطبيقا لذات‬ ‫احللق‪ .‬وقد أضاف إىل هذه القائمة استطرادات طويلة حول‬ ‫موضوعات ليست ذات صلة باستخدامات ذات احللق‪ ،‬أو حيث‬ ‫يكون استخدامها كمؤيد بصري‪ ،‬للمساعدة يف فهم النظرية‬ ‫القائمة عليها‪ .‬ويف كثري من األحيان‪ ،‬كانت هذه االستطرادات‬ ‫مقاالت كالمية تتعلق بإثبات اخلالق‪.‬‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو واألستاذ رشف مياين‪ ،‬عضوا مجلس إدارة‬ ‫مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي‬

‫أصطرالب من الصفر‪ ،‬مستخدمني قلم الرصاص‪ ،‬والبوصلة‪،‬‬ ‫والورق املقوى‪ ،‬والبالستيك الشفاف؛ (‪ )3‬تعلم استعمال‬ ‫األصطرالب لضبط الوقت وبعض احلسابات املتعلقة بالتنجيم‪.‬‬ ‫اجللسة اخلامسة‪:‬‬ ‫كانت اجللسة األخرية بعنوان «التراث العلمي يف حيز التطبيق»‪،‬‬ ‫وقد ترأسها األستاذ الدكتور ويليام شيا‪.‬‬ ‫األستاذة الدكتورة كارين بنتو‪ ،‬واليت عملت بشكل مك ّثف‬ ‫على اخلرائط اإلسالمية يف مكتبات املخطوطات حول‬ ‫العامل‪ ،‬كانت املتحدثة الرئيسية يف هذه اجللسة‪ ،‬حيث ألقت‬ ‫حماضرة عنواهنا «تعليم التقنية اإلسالمية لطالب اجلامعة‬ ‫األمريكان‪ :‬أمهية مشروع ألف اختراع واختراع كوسيلة لتبديد‬ ‫اإلسالموفوبيا»‪ .‬وقد ب ّينت األستاذة الدكتورة بنتو أمهية إعطاء‬ ‫الطالب الفهم للثقافة العاملية وإسهامات املسلمني يف ذلك‪،‬‬ ‫يف وقت يتزايد فيه التوتر بني العاملني الغريب واملسلم‪ ،‬حيث‬ ‫متكننا تدريس احلضارة اإلسالمية والتقنية من كسر القوالب‬ ‫السلبية عند الغربيني من حيث نظرهتم إىل اإلسالم والتاريخ‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وذلك من خالل تعريف الطالب بالثراء والتنوع‬ ‫الراسخ يف التاريخ والثقافة اإلسالمية‪ ،‬والتقدم العلمي والتقين‬ ‫يف العصور الوسطى‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور غلني كوبر‬

‫ألقى األستاذ الدكتور غلني كوبر‪ ،‬األستاذ املساعد الزائر‬ ‫بقسم التاريخ بكلية كالرميونت ماكينا‪ ،‬املحاضرة األخرية يف‬ ‫اجللسة الرابعة‪ ،‬وعنواهنا «األصطرالب والزيج كأدوات تعليمية‬ ‫ونقل املعرفة العلمية من احلضارة اإلسالمية»‪ .‬وقام األستاذ‬ ‫الدكتور كوبر بتقدمي األصطرالبات والزيج أو اجلداول الفلكية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬مب ّينًا أهنا كانت حتسينًا لسابقاهتا من اليونان؛‬ ‫وقد استخدمت لتعليم غري املختصني بعض املفاهيم الفلكية‬ ‫األولية‪ ،‬وللمساعدة يف تسريع حساب مواقع النجوم واألجرام‬ ‫وعوامل تنجيمية أخرى‪ .‬وكل من األصطرالب والزيج ينطوي على‬ ‫تركيبات مثلثية معقدة‪ ،‬فما على املستخدم إال إدارة قرص‪،‬‬ ‫ووضع بعض العالمات يف حماذاة بعضها مث يقرأ النتيجة من‬ ‫األصطرالب‪ ،‬أو يقوم ببعض احلسابات البسيطة على اجلداول‬ ‫لتحديد مواقع النجوم‪ .‬باإلضافة‪ ،‬فقد كان األصطرالب أداة‬ ‫علمي احلساب والفلك إىل أوروبا‪ .‬ويف اخلتام‪ ،‬شرح‬ ‫مهمة لنقل ْ‬ ‫األستاذ الدكتور كوبر الدور املفيد لكل من األصطرالب والزيج‬ ‫يف تدريس مادة تاريخ العلم يف احلاضر‪ ،‬كوهنا تساعد الطالب‬ ‫على فهم التطور التقين للحضارة اإلسالمية‪ .‬وقد ناقش ثالث‬ ‫مناذج من الواجبات أو األنشطة املعلمية؛ حيث يقوم الطالب‬ ‫(‪ )1‬باستخدام اجلداول يف حساب ميزات خمتارة من جداول‬ ‫ميالدهم (موقع الشمس واملريخ‪ ،‬والربج) ؛ (‪ )2‬صناعة‬

‫األستاذة الدكتورة كارين بنتو‬

‫‪19‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫األستاذ الدكتور سليم الحسني‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫من اليمني‪ :‬األستاذ الدكتور عباس طاشكاندي‪ ،‬األستاذ الدكتور جورج صليبا‪ ،‬األستاذ‬ ‫الدكتور ديفيد كينغ واألستاذ الدكتور زيغفريد زيلينسيك‬

‫اجللسة الرابعة‪:‬‬ ‫ترأس السيد شرف مياين اجللسة الرابعة‪ ،‬وعنواهنا «اهلندسة‬ ‫واآلالت يف التراث اإلسالمي”‪.‬‬ ‫وقد ابتدأت اجللسة مبحاضرة حتت عنوان «مقدمة عن املاكينات‬ ‫األوتوماتيكية يف احلضارة اإلسالمية»‪ ،‬من إلقاء األستاذ الدكتور‬ ‫سليم احلسين‪ ،‬أستاذ الشرف جبامعة مانشستر‪ ،‬ورئيس مؤسسة‬ ‫العلوم والتكنولوجيا واحلضارة ‪ .‬وقد رصدت هذه املحاضرة منو‬ ‫وتطور املاكينات األوتوماتيكية يف احلضارة اإلسالمية‪ ،‬تطرقت‬ ‫إىل كيفية قيام املخترعني يف احلضارة اإلسالمية بإحداث تقدم‬ ‫مبين على إجنازات الثقافات السابقة (بالد ما بني النهرين‪،‬‬ ‫مصر‪ ،‬اليونان‪ ،‬فارس‪ ،‬الصني‪ ،‬واهلند)‪ ،‬وذلك بشكل‬ ‫تدرجيي‪ ،‬وكيف قاموا بتطوير آالت جديدة ومع ّقدة لقياس‬ ‫والري‪ ،‬والترفيه‪ .‬وقد عرض األستاذ الدكتور احلسين‬ ‫الوقت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أمثلة من هذه املاكينات األوتوماتيكية‪ ،‬مستخدمًا صورًا ثالثية‬ ‫األبعاد‪ ،‬مت تركيبها بناء على أوصاف وجدت مبصادر أولية‪،‬‬ ‫باستخدام رسومات هندسية حديثة‪ .‬وقد تضمنت هذه النماذج‪:‬‬ ‫ساعة اخلليفة هارون الرشيد اليت أهداها إىل شارملان‪ ،‬وساعة‬ ‫ابن اهليثم املائية الفريدة‪ ،‬وبعض آالت املرادي من األندلس‪،‬‬ ‫واجلزري وتقي الدين يف تركيا‪ ،‬وساعات رضوان الساعايت يف‬ ‫دمشق‪ ،‬وساعات بوعنانية والقرويني يف فاس‪ .‬وقد خلص األستاذ‬ ‫الدكتور احلسين إىل أنه‪ ،‬مع األسف‪ ،‬توجد فجوة قدرها حوايل‬ ‫ألف سنة يف مناهج التعليم‪ ،‬تتجاهل مسامهات الثقافات غري‬ ‫األوروبية‪ ،‬كالصينية‪ ،‬واهلندية‪ ،‬والفارسية ‪ ،‬واملسلمة‪.‬‬

‫كان املتحدث التايل األستاذ الدكتور أندريا برناردوين‪ ،‬الباحث‬ ‫والقائم على معهد تاريخ العلم بفلورنسا (إيطاليا)‪ ،‬وكان عنوان‬ ‫حماضرته «آثار وصالت التراث اإلسالمي مبخطوطات ليوناردو‬ ‫دا فنشي»‪ .‬وقد ناقش األستاذ الدكتور برناردوين أمثلة مباشرة‬ ‫وغري مباشرة لتأثري اإلسهامات العلمية العربية واإلسالمية‬ ‫على عمل ليوناردو دا فنشي يف جماالت اهلندسة‪ ،‬والفنون‪،‬‬ ‫والعلوم‪ .‬بالنسبة لآلالت اهلندسية‪ ،‬فقد جاءت التأثريات من‬ ‫السياق اإلسالمي بشكل رئيسي‪ ،‬من خالل الطرق التجارية‪،‬‬ ‫واملسافرين بني الشرق األوسط وأوروبا‪ .‬ففي بواكري القرن‬ ‫السادس عشر امليالدي راودت ليوناردو دا فنشي فكرة االنتقال‬ ‫إىل بالط السلطان بايزيد الثاين والعمل يف مشروع جسر عرب‬ ‫مضيق البوسفور‪ .‬ومن حيث املعارف العلمية والفنون‪ ،‬فقد كانت‬ ‫املخطوطات والترمجات للمصادر العربية ذات التأثري الرئيسي‬ ‫على عمل ليوناردو دا فنشي؛ من مثال أعمال الكندي وابن اهليثم‬ ‫يف البصريات والطقس‪ ،‬وابن سينا يف التشريح والطب‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور خوليو سامسو‬

‫املتحدث الثالث يف هذه اجللسة‪ ،‬األستاذ الدكتور خوليو‬ ‫سامسو‪ ،‬أستاذ فخري يف الدراسات العربية واإلسالمية‬ ‫جبامعة برشلونة‪ ،‬ألقى حماضرة بعنوان «دوناش ابن متيم وآلة‬ ‫ذات احللق (‪ .»)Sphere Armillary‬ح ّلل األستاذ الدكتور‬ ‫سامسو يف حماضرته‪ ،‬حمتوى رسالة دوناش‪ ،‬وب ّين أن علم‬ ‫دوناش بعلم الفلك الكروي كان حمدودًا بعض الشئ‪ .‬وأبو‬ ‫سهل دوناش عامل تونسي‪ ،‬ولد يف القريوان‪ ،‬وكان من تالميذ‬ ‫الطبيب والفيلسوف املعروف إسحاق بن سليمان اإلسرائيلي‬

‫األستاذ الدكتور أندريا برناردوين‬

‫‪18‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫إىل الوهم الذي وقع مؤخرًا (من غيبسون‪ ،‬ميوس‪ ،‬وهوالند)‬ ‫للممارسات األوىل للمسلمني‪ ،‬حيث ن ّوه إىل أن أفضل الوسائل‬ ‫ملواجهتها هو اكتساب املعرفة خبصوص ما كان املسلمون يعملونه‬ ‫فع ًال‪ ،‬من خالل دراسة املصادر املخطوطة والتحف األثرية املتبقية‬ ‫من العامل اإلسالمي وغريه‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور زيغفريد زيلينسيك‬

‫وهذا التصور مع ّبر بشكل كبري عن النظريات اإلعالمية التقنية‬ ‫احلالية‪ ،‬اليت حتلل احلوار والصالت ما بني األجسام‪ .‬ور ّكز‬ ‫نواح من عمل ابن اهليثم‪،‬‬ ‫األستاذ الدكتور زيلينسكي على ثالث ٍ‬ ‫واليت جتعل منه عامل حديث‪ ،‬أال وهي‪ :‬املنهجية التجريبية‬ ‫لتصوره للنظر‪ ،‬واآلثار العصبية املترتبة‪ ،‬وحداثتها كتصور‬ ‫لتوليد وتعكيس الصور‪.‬‬ ‫جاءت املحاضرة بعنوان «ابن‬ ‫اهليثم وتأثريه على الثقافة الغربية‬ ‫ما بعد العصور الوسطى» كثالث‬ ‫املسامهات يف هذه اجللسة‪ .‬وقد‬ ‫ألقاها األستاذ الدكتور شارلس م‪.‬‬ ‫فالكو‪ ،‬الذي يعمل يف كل من قسم‬ ‫العلوم البصرية وقسم الفيزياء‬ ‫جبامعة أريزونا‪ ،‬وكذلك يشغل‬ ‫كرسي يو آي لفيزياء املادة املك ّثفة‪.‬‬ ‫األستاذ الدكتور شارلس م‪ .‬فالكو‬ ‫وقد استعرض األستاذ الدكتور‬ ‫فالكو مشروعا حبثيا قائم بالتعاون‬ ‫مع دافيد غريفز ودافيد هوكين‪ .‬وقد ر ّكز على كتاب املناظر البن‬ ‫اهليثم وإسهاماته الفكرية اليت مت دجمها يف صلب الثقافة الغربية‬ ‫ما بعد العصور الوسطىى‪ .‬وقد شرح األستاذ الدكتور فالكو كيف‬ ‫أن عمل ابن اهليثم على نظام البصر اإلنساين قد أطلق سلسلة‬ ‫متصلة من التطورات تربط علماء القرن الواحد والعشرين بابن‬ ‫اهليثم يف القرن احلادي عشر امليالدي‪ .‬ولكن يبقى أثر ابن‬ ‫اهليثم على جماالت واسعة‪ ،‬مثل الدراسات الالهوتية‪ ،‬األدب‪،‬‬ ‫الفن‪ ،‬والعلوم يف أوروبا غري مطروق بشكل يتناسب وهذا األثر‪.‬‬ ‫كانت الدكتورة سايرة مالك‪ ،‬أستاذة الدراسات الدينية جبامعة‬ ‫كاردف (اململكة املتحدة) هي املتحدثة األخرية يف هذه اجللسة‬ ‫الثالثة مبحاضرهتا «كمال الدين الفارسي يف البصريات‪ :‬على‬ ‫خطى احلسن ابن اهليثم؟»‪ .‬وقد شرحت الدكتورة مالك يف هذه‬ ‫املحاضرة بأن عمل كمال الدين الفارسي قد انطلق من كتابات ابن‬ ‫اهليثم يف عمله «املناظر»‪ ،‬إال أنه أخذ منحى خمتلف متامًا من‬ ‫تأليف ابن اهليثم من حيث اهليكل‪ ،‬واملحتوى‪ ،‬والتصور‪ .‬فـكمال‬ ‫الدين الفارسي (ت‪ .‬حواىل ‪1320‬هـ) من الشراح املعروفني لعمل‬ ‫ابن اهليثم الشهري‪ ،‬املناظر‪ ،‬والذي يعد عم ًال جلي ًال يف تاريخ‬ ‫العلوم‪ ،‬خاصة العلوم الفيزيائية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور محمد القامطي‬

‫اجللسة الثالثة‪:‬‬ ‫ترأست الدكتورة آن‪-‬ماري برينان اجللسة الثالثة‪ ،‬وعنواهنا‬ ‫«البصريات والنظر يف التراث اإلسالمي”‪.‬‬ ‫كانت أوىل حماضرات هذه اجللسة من إلقاء األستاذ الدكتور‬ ‫حممد القماطي‪ ،‬أستاذ اإللكترونيات جبامعة يورك يف اململكة‬ ‫املتحدة‪ .‬قام األستاذ الدكتور القماطي يف حماضرته بعنوان‬ ‫«من ابن اهليثم إىل أمحد زويل‪ :‬ألف عام من العطاء يف أجهزة‬ ‫التصوير» بالتركيز على مسار تط ّور أجهزة التصوير البصرية‬ ‫عرب التاريخ وحىت اليوم‪ .‬فالتسلسل التارخيي والشخصيات‬ ‫الرئيسية اليت كانت من وراء هذه االختراعات تظهر ‪ -‬وبشكل‬ ‫قاطع ‪ -‬التالزم العضوي بني التطور يف املجالني العلمي والتقين‪.‬‬ ‫كما سلطت هذه املحاضرة الضوء على استمرار استخدام بعض‬ ‫املخترعات القدمية يف الكثري من التطورات اليت يشهدها عامل‬ ‫اليوم‪ ،‬خاصة تلك اليت تعود إىل التراث اإلسالمي (مع التركيز‬ ‫على أعمال ابن اهليثم)‪.‬‬ ‫قام األستاذ الدكتور زيغفريد زيلينسكي‪ ،‬أستاذ النظرية اإلعالمية‬ ‫جبامعة الفنون يف برلني‪ ،‬بإلقاء املحاضرة الثانية من هذه اجللسة‬ ‫بعنوان «تصور ابن اهليثم للنظر – منهجية إعالمية أثرية»‪ .‬وقد‬ ‫أشار األستاذ الدكتور زيلينسكي إىل قيام العلماء املسلمني بتوفري‬ ‫منهجية لتناول العلوم‪ ،‬تقع يف إطار «ما بعد احلداثة”‪ ،‬حىت قبل‬ ‫أن ينشأ هذا املصطلح‪ ،‬على خالف أطروحات كبار الفالسفة‬ ‫األوروبيني (مثل هيغيل وكانت)‪ .‬وأبرز األستاذ الدكتور زيلينسكي‬ ‫بشكل خاص كتاب املناظر البن اهليثم كمثال‪ ،‬وهو عمل معترب‬ ‫ومن أهم اإلسهامات يف تاريخ اإلدراك البصري وتفسري بناء‬ ‫الصور‪ .‬حسب رأي األستاذ الدكتور زيلينسكي‪ ،‬فإن هذا العمل‬ ‫إسهام مهم من وجهة النظر اإلعالمية األثرية‪ ،‬بسبب تنويه ابن‬ ‫اهليثم إىل «ما بني اجلسمية” ‪ ،‬أي أن اجلسم الذي يعكس الضوء‬ ‫ليس كامن أو غري فاعل (‪ ،)passive‬بل يشكل احتمالية ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫اجللسة الثانية‪:‬‬ ‫ترأس األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو هذه اجللسة‪،‬‬ ‫وعنواهنا «الفلك واحلساب يف التراث اإلسالمي”‪.‬‬ ‫كان املتحدث األول يف هذه اجللسة األستاذ الدكتور جورج صليبا‪،‬‬ ‫أستاذ اللغة العربية والعلوم اإلسالمية جبامعة كولومبيا‪ ،‬وكان‬ ‫عنوان ورقته «االستخدام الواسع للمصادر العربية‪/‬اإلسالمية‬ ‫يف أوروبا النهضة وما بعدها»‪ ،‬حيث ر ّكز على أعمال العلماء‬ ‫األوروبيني الذين استخدموا مصادر عربية‪/‬إسالمية لدعم‬ ‫وتوسيع علمهم‪ .‬قامت املحاضرة بدراسة أعمال العلماء األوروبيني‬ ‫من عصر النهضة إىل القرن السابع عشر امليالدي وما بعد ذلك؛‬ ‫أي هؤالء الذين استخدموا مصادر عربية يف املجاالت املختلفة‪،‬‬ ‫وع ّلقوا عليها ّ‬ ‫خبطهم‪ .‬كل ذلك يف عملية إنتاجهم للعلم األورويب‬ ‫ما قبل احلداثة‪ ،‬منهم‪ :‬أندرياس فيساليوس‪ ،‬الزاروس هربايوس‬ ‫دي فريغايس‪ ،‬جيامباتستا ديال بورتا‪ ،‬وجون غريفس‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل عدد من صانعي خرائط الكرة األرضية من اهلولنديني‪،‬‬ ‫انصب اهتمامهم على األدوات العلمية‬ ‫والفنيني اآلخرين الذين‬ ‫ّ‬ ‫العملية اليت مت تطويرها يف العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور ويليام ر‪ .‬شيا أثناء محارضته‬

‫قام املتحدث الثاين‪ ،‬األستاذ الدكتور ويليام ر‪ .‬شيا‪ ،‬أستاذ‬ ‫التاريخ وفلسفة العلوم جبامعة مكغيل يف مونتريال بعرض ورقته‬ ‫املعنونة «توسيع تأرخينا»‪ ،‬حيث ن ّوه إىل أمهية دراسة التاريخ من‬ ‫منظور شامل لتاريخ العامل‪ ،‬ال سيما وأنه قد أشار إىل أن أي‬ ‫فشل يف فهم التراث اإلسالمي سيحرمنا من فهم أوروبا أو بقية‬ ‫العامل‪ .‬كما أشار األستاذ الدكتور شيا إىل أن النشاط العلمي‬ ‫الغزير يف أوائل القرون الوسطي كان يف بالد النيب صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬سواء كان ذلك يف الطب‪ ،‬أو احلساب‪ ،‬أو الفلك‪ .‬وقد‬ ‫كانت إسهامات العرب يف امليكانيكا واهلندسة ذات أمهية قصوى؛‬ ‫منوها بأن حتقيق وترمجة كتاب «منت املظ ّفر اإلسفزاري» قد عزّز‬ ‫من جهد تأريخ العلوم‪ .‬أهنى األستاذ الدكتور شيا حماضرته بذكر‬ ‫التراجع الذي أصاب التاريخ كمادة دراسية‪ ،‬واحلاجة إىل التوجه‬ ‫إىل املعارض وعرض التحف لنيل تفاعل اجلمهور يف التبادل‬ ‫احلضاري للمعرفة‪.‬‬ ‫كان املتحدث الثالث يف اجللسة‬ ‫األوىل األستاذ الدكتور تشارلز‬ ‫برينيت‪ ،‬أستاذ تاريخ التأثري‬ ‫العريب‪/‬اإلسالمي على أوروبا‪،‬‬ ‫مبعهد واربورغ ‪ -‬جامعة لندن‪،‬‬ ‫حيث ق ّدم حماضرة بعنوان‬ ‫«احلقيقة العربية‪ :‬حبث‬ ‫األوروبيني عن «احلقيقة» يف‬ ‫الثقافة اإلسالمية يف العصور‬ ‫الوسطى»‪ .‬شرح األستاذ‬ ‫الدكتور برينيت يف مسامهته‬ ‫األستاذ الدكتور تشارلز برينيت‬ ‫معىن فكرة «احلقيقة العربية»‬ ‫بني األوروبيني الغربيني يف‬ ‫العصور الوسطى‪ ،‬حيث قام باستكشاف التناقض الظاهر بني‬ ‫إدانة املسيحيني الشاملة لإلسالم‪ ،‬وقبوهلم بال نقاش ملنتوج‬ ‫احلضارة اإلسالمية‪ .‬ففي احلقيقة‪ ،‬فإن العلماء العرب‪ ،‬خاصة‬ ‫املشتغلني بالنصوص العلمية‪ ،‬مل يكن ينظر إليهم فقط بأهنم‬ ‫أمناء مع النص الذي نقلوه من اليونان أو أي مصادر أخرى‪ ،‬بل‬ ‫بصفتهم دعاة إىل استخدام العقل والتفكري العقالين يف حتليل‬ ‫وإجابة تلك املسائل اليت مل يستطع علماء اليونان اإلجابة عليها‬ ‫فيما سبق؛ وبالتايل‪ ،‬فقد اعتربهم العلماء األوروبيون مصادر‬ ‫ذات قيمة ومصداقية‪.‬‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫األستاذ الدكتور جورج صليبا‬

‫‪16‬‬

‫أما املتحدث الثاين يف هذه اجللسة‪ ،‬األستاذ الدكتور ديفيد‬ ‫كينغ‪ ،‬أستاذ تاريخ العلوم جبامعة جوتة بفرانكفورت‪ ،‬فقد قدم‬ ‫ورقة بعنوان «العلم يف خدمة اإلسالم»‪ .‬وقد ب ّين األستاذ الدكتور‬ ‫كينغ كيف أن تطبيقات العلم يف خدمة اإلسالم ليس هلا مثيل‬ ‫يف تاريخ احلضارة اإلنسانية‪ ،‬حيث أدى ذلك إىل ظهور العديد‬ ‫من االختراعات اجلديدة‪ .‬ففي جمال احلساب مث ًال‪ ،‬كان ضبط‬ ‫مواقيت الصالة يقع ضمن‬ ‫اإلطار األوسع الشامل لتحديد‬ ‫الوقت‪ ،‬من خالل القياسات‬ ‫الفلكية للشمس والنجوم‪،‬‬ ‫وذلك باستخدام جداول‬ ‫موسعة وآالت مع ّقدة‪.‬‬ ‫فلكية ّ‬ ‫كذلك‪ ،‬فإن ضبط القبلة يقع‬ ‫يف إطار اجلغرافيا احلسابية‪،‬‬ ‫من خطوط الطول والعرض‪،‬‬ ‫والرياضيات التطبيقية‪ .‬وقد‬ ‫األستاذ الدكتور ديفيد كينغ‬ ‫تع ّرض األستاذ الدكتور كينغ‬ ‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫الـندوات‬ ‫افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها السيد شرف مياين‪ ،‬عضو‬ ‫جملس إدارة مؤسسة الفرقان‪ّ ،‬‬ ‫وضح فيها عمل املؤسسة يف جمال‬ ‫دراسة التراث اإلسالمي املخطوط بصفة عامة‪ ،‬وبشكل خاص‬ ‫جهود مؤسسة الفرقان يف جماالت العلوم التطبيقية واهلندسية يف‬ ‫التراث اإلسالمي؛ وقد ن ّوه إىل نظرة املؤسسة إىل التراث باعتباره‬ ‫جزءا من املشترك اإلنساين‪.‬‬

‫ندوة حتت عنوان‪:‬‬

‫«العلوم واهلندسة يف الرتاث اإلسالمي»‬

‫األستاذ رشف مياين خالل كلمته االفتتاحية‬

‫قام مركز دراسات املخطوطات اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬بالتعاون مع مؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة‬ ‫(اململكة املتحدة) بتنظيم ندوة بعنوان «العلوم واهلندسة يف‬ ‫التراث اإلسالمي»‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 18‬مارس ‪2017‬م‪ ،‬باملقر‬ ‫الرئيسي ملؤسسة الفرقان بلندن‪.‬‬ ‫سلطت الندوة األضواء على قسم من إسهامات العلماء املسلمني‬ ‫يف شىت حقول املعرفة‪ ،‬وبوجه خاص علوم الفلك‪ ،‬احلساب‪،‬‬ ‫الفيزياء‪ ،‬البصريات‪ ،‬اهلندسة واألدوات العلمية‪ ،‬مع التركيز‬ ‫على األعمال الكربى وتراث العلماء الرواد يف تلك املجاالت‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬تناولت الندوة سبل نقل هذه اإلسهامات إىل الفضاء‬ ‫العام‪ ،‬هبدف ترسيخ االحترام املتبادل بني الثقافات‪.‬‬ ‫قامت الندوة على مخسة جلسات‪ ،‬مبشاركة ‪ 14‬متحدث‪ ،‬وحضور‬ ‫‪ 50‬من العلماء واألكادمييني املتخصصيني يف حقول العلم والتراث‬ ‫اإلسالمي؛ وقد تضمنت كل جلسة فقرة من النقاش املفتوح حول‬ ‫املوضوع وردود على أسئلة احلضور‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو‬

‫اجللسة األوىل‪:‬‬ ‫ترأس السيد بيتر فيل اجللسة األوىل وعنواهنا «مقدمة يف‬ ‫تأريخ العلوم”‪.‬‬ ‫كان املتحدث األول يف هذه اجللسة األستاذ الدكتور أكمل الدين‬ ‫إحسان أوغلو‪ ،‬األكادميي والدبلوماسي التركي‪ ،‬وعضو جملس‬ ‫إدارة مؤسسة الفرقان‪ .‬واألستاذ الدكتور إحسان أوغلو‪ ،‬الذي‬ ‫كان قد ساهم يف تأليف كتاب «تاريخ املؤلفات العثمانية العلمية»‬ ‫املك ّون من ‪ 18‬جملدًا‪ ،‬قدم حماضرة بعنوان «نظرة عامة على‬ ‫املؤلفات العثمانية العلمية»‪ .‬أشار األستاذ الدكتور إحسان أوغلو‬ ‫إىل أمهية كتاب «تاريخ املؤلفات العثمانية العلمية» من جهة أنه‬ ‫جهد علمي استغرق إصداره ثالثة عقود من الزمن‪ .‬ويكشف هذا‬ ‫العمل عن كم هائل من املعلومات حول األنشطة العلمية يف القرون‬ ‫الستة من العهد العثماين‪ .‬وقام األستاذ الدكتور إحسان أوغلو‬ ‫يف حماضرته بتقدمي نتائج إحصائية بشكل حتليلي على هيئة‬ ‫جداول من عملية مسح لـ‪ 4897‬كاتب‪ ،‬و‪ 4681‬كتاب‪ ،‬وعدد‬ ‫كبري من املخطوطات‪ .‬وقد ب ّين أوجه التأليف املختلفة يف املجاالت‬ ‫العلمية املتنوعة (الفلك‪ ،‬احلساب‪ ،‬اجلغرافيا‪ ،‬الطب‪ ،‬اخل‪)...‬‬ ‫والتفاعل بني العلماء من األحناء املختلفة من اإلمرباطورية‬ ‫العثمانية يف أقاليمها األوروبية‪ ،‬واألناضولية‪ ،‬والعربية‪ .‬وقد‬ ‫س ّلطت الورقة الضوء على بدايات االتصال بالعلم احلديث‬ ‫الصادر عن غرب أوروبا‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور شارلس فالكو واألستاذ الدكتور سليم الحسني‬

‫‪15‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫األستاذ الدكتور محمد سليم العوا‬

‫وزعت شهادات تقديرية عىل املشاركني يف أعامل الدورة العلمية‬

‫وبعد املناقشة‪ ،‬انطلقت اجللسة السابعة‪ ،‬برئاسة األستاذ‬ ‫الدكتور أمحد الريسوين‪ ،‬وأفردت ملداخلة األستاذ الدكتور‬ ‫حممد سليم العوا يف موضوع‪« :‬خواتيم اآليات ومقاصد القرآن‬ ‫الكرمي‪ :‬سورة الرعد أمنوذجا»‪ ،‬وقصد خبواتيم اآليات اجلمل‬ ‫أو العبارات الكلية اجلامعة اليت ختتم هبا معظم آيات القرآن‬ ‫الكرمي‪ ،‬وقد تكون بنفسها آية مستقلة‪ ،‬وذكر أنه اختار سورة‬ ‫الرعد ألهنا مكية‪ ،‬وتعد خواتيمها من الكليات‪ ،‬ليؤكد أن‬ ‫االهتمام باملقاصد كان يف القرآن املكي مبكرا؛ وتوقف عند‬ ‫جمموعة من خواتيم اآليات ليبني مقاصدها‪.‬‬ ‫وترأس األستاذ الدكتور أمحد الريسوين جلسة اخلتام‪ ،‬اليت‬ ‫ضمت جمموعة من الكلمات‪ ،‬منها كلمة األستاذ الدكتور‬ ‫احلسني املوس باسم مركز املقاصد للدراسات والبحوث‪ ،‬وكلمة‬ ‫رئيس شعبة الدراسات اإلسالمية بكلية ابن مسيك‪ ،‬األستاذ‬ ‫الدكتور حممد عز الدين توفيق‪ ،‬وكلمة األستاذ حممد دريوش‬ ‫باسم مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬كما ألقى األستاذ‬ ‫الدكتور نور الدين اخلادمي كلمة باسم األساتذة املحاضرين‪،‬‬

‫مث كلمة اللجنة التنظيمية تالها الدكتور حسن السرات‪ ،‬وقرأت‬ ‫الدكتورة مجيلة تلوت التوصيات‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ ختصيص الدورة القادمة ملقاصد السنة النبوية الشريفة‪.‬‬‫ العمل على صياغة مقترحات عملية لتزنيل مقاصد القرآن‪.‬‬‫ حتكيم التعقيب‪ ،‬حىت يكون يف املستوى املنشود‪.‬‬‫ مجع أعمال الدورات الثالثة يف موسوعة واحدة‪ ،‬مرتبة‬‫موضوعيا‪ ،‬مع تتميم ما ينقصها من املجاالت بأحباث مستقلة‪.‬‬ ‫ احلرص على تنظيم ورشات‪ ،‬من أجل وضع خطط تزنيلية‬‫للمقاصد القرآنية‪.‬‬ ‫ اقتراح مشاريع علمية إلشراك املستفيدين من الدورات يف‬‫البحث املقاصدي‪.‬‬ ‫ تنظيم دورات وندوات يف جماالت متخصصة‪ ،‬كمقاصد‬‫العقيدة ومقاصد األسرة ومقاصد املعامالت ومقاصد التربية‬ ‫ومقاصد السياسة الشرعية وغريها‪.‬‬ ‫ االنفتاح على اجلامعة وعقد ندوات مفتوحة‪ ،‬لتوسيع نطاق‬‫املستفيدين‪.‬‬ ‫ تقدمي مقترحات حبثية لطلبة املاجستري والدكتوراه‪ ،‬من أجل‬‫توسيع دائرة البحث والتفاعل‪.‬‬ ‫ ختصيص أحد أيام الدورة للجامعة‪ ،‬من أجل االنفتاح‬‫على الطلبة وفسح الفرصة ألكرب عدد لالستفادة من خربة‬ ‫العلماء والباحثني‪.‬‬ ‫ وضع مقرر منوذجي يف مقاصد القرآن ومقاصد الشريعة‪.‬‬‫ تفعيل املقاصد يف إعادة صياغة املباحث األصولية‪.‬‬‫ العمل على التفعيل العلمي والعملي للمقاصد‪ ،‬وتقدمي‬‫مقترحات علمية‪ ،‬لتقصيد العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬ ‫واختتمت أشغال الدورة مساء يوم اخلميس ‪ 11‬مايو بتوزيع‬ ‫الشهادات للمشاركني‪.‬‬

‫الدكتور أحمد العزيوي يتسلم شهادته من األستاذ الدكتور أحمد الريسوين‬

‫‪14‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫التفسري املوضوعي يف دراسات السابقني واملعاصرين‪ ،‬وبني أثر‬ ‫التفسري املوضوعي يف بيان مقاصد القرآن‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬مجع اآليات‬ ‫املتفرقة يف القرآن ذات املوضوع الواحد لينظر إليها يف وحدهتا‬ ‫اجلامعة‪ ،‬وفهم أبعاد اهلداية القرآنية وعناصرها الفاعلة‪ ،‬وتسهيل‬ ‫سبيل املعرفة‪ ،‬والكشف عن املناسبة احلقيقية الرابطة بني اآليات‪،‬‬ ‫والكشف عن بعض جوانب إعجاز القرآن الكرمي‪،‬؛ وم ّثل األستاذ‬ ‫لبعض النماذج لتوضيح التفسري املوضوعي‪.‬‬ ‫وعقب األستاذ الدكتور عمر جدية على هذه املداخلة ببيان فوائدها‬ ‫ودررها‪ ،‬وإبرازه مميزات وجواهر نفيسة من كتب القدماء‪ ،‬لكنه‬ ‫قدم جمموعة من االستدراكات على الورقة‪ ،‬منها‪ :‬ضرورة الربط‬ ‫بني التفسري املوضوعي وتفسري القرآن بالقرآن‪.‬‬ ‫وانتقلت الكلمة بعد ذلك للحضور للمشاركة يف النقاش والتعقيب‬ ‫والتعليق والتساؤل‪.‬‬

‫محارضة األستاذ الدكتور عبد الرحمن الكيالين‬

‫وترأس األستاذ الدكتور حممد سليم العوا سادس جلسات الدورة‪،‬‬ ‫اليت افتتحت مبداخلة األستاذ الدكتور عبد املجيد النجار بعنوان‪:‬‬ ‫«مقاصد القرآن الكرمي يف حتقيق ممارسة الشورى»‪ ،‬وأكد أن‬ ‫القرآن الكرمي مل يشرع لنا الشورى كحقيقة تشريعية وسكت‪ ،‬بل‬ ‫بينها كحقيقية عملية ومنهجية‪ ،‬ليساعدنا على تطبيق الشورى يف‬ ‫احلياة‪ ،‬فمدنا باملنهج التطبيقي ملمارستها‪ .‬مث فصل يف اخلارطة‬ ‫القرآنية لدوائر تطبيق الشورى‪ ،‬منها‪ :‬الدائرة األسرية‪ ،‬والدائرة‬ ‫املجتمعية‪ ،‬والدائرة السياسية‪ ،‬لينتقل إىل بيان بعض املسالك‬ ‫القرآنية لتحقيق الشورى حنو االلتزام الفطري‪ ،‬وااللتزام اإلمياين‪،‬‬ ‫وااللتزام التشريعي‪ ،‬واإللزام التربوي والدعوي وغريها من‬ ‫املسالك‪ ،‬ودعا يف خامتة مداخلته إىل ضرورة قيام تربية اجتماعية‬ ‫على الشورى‪ ،‬وتصحيح التعليم‪ ،‬ليصري مبنيا على احلوار والشورى‪.‬‬ ‫وعقب األستاذ الدكتور موالي املصطفى اهلند على املداخلة‪ ،‬وأثىن‬ ‫على البحث معرفيا وتركيبيا‪ ،‬مث توقف عند ممارسة الشورى‪ ،‬مبينا‬ ‫أهنا خرجت عن املعىن القرآين يف الثقافة اإلسالمية‪ ،‬لتقتصر على‬ ‫اجلانب السياسي‪ ،‬وربط الشورى باالستخالف يف التصور القرآين‪،‬‬ ‫كما اعتربها مقصدا شامال وعاما‪ ،‬فهي نظام حلياة اإلنسان‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وبعد ذلك كانت مداخلة «التفسري املوضوعي ومقاصد القرآن‬ ‫الكرمي»‪ ،‬لألستاذ الدكتور حسن فرحات‪ ،‬ألقاها نيابة عنه األستاذ‬ ‫الدكتور عمر جدية‪ ،‬ذكر فيها عالقة التفسري املوضوعي مبقاصد‬ ‫القرآن‪ ،‬وأملع إىل أن التفسري املوضوعي علم حديث‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬ ‫علم يتوجه للمعاين وعلم يتوجه للمصطلحات‪ .‬كما توقف عند جذور‬

‫جانب من الحضور‬

‫ومتحورت سادس جلسات الدورة‪ ،‬اليت ترأسها الدكتور عبد‬ ‫الرمحن الكيالين‪ ،‬حول مداخلة األستاذ الدكتور أمحد الريسوين‪،‬‬ ‫املوسومة بـ‪« :‬مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب»‪،‬‬ ‫ووضح مرامه بـ»مقاصد اآليات» وعالقتها بالسبب‪ ،‬وذكر اختالف‬ ‫العلماء بني قوهلم إن العلم بالسبب يورث العلم باملسبب‪ ،‬وقوهلم‬ ‫العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب‪ ،‬وتساءل‪ :‬مىت تكون‬ ‫أسباب الزنول خادمة للقرآن؟ ومىت تكون خطرا عليه؟ وقد ناقش‬ ‫األستاذ الدكتور أمحد الريسوين جمموعة من املسائل‪ ،‬منها قول‬ ‫العلماء‪ :‬العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب‪ ،‬وتطبيقاهتا‪،‬‬ ‫وتطرق إىل العالقة بني عموم اللفظ وعموم املقصد‪ ،‬ليتوقف عند‬ ‫فوائد أسباب الزنول‪ ،‬كما ربط املقاصد مبباحث الدالالت عند‬ ‫األصوليني‪ ،‬مشددا على ضرورة تناول هذه املباحث وغريها من‬ ‫املباحث األصولية بروح املقاصد‪ ،‬كي نتجاوز املنهج الصوري‪.‬‬ ‫وعقب على املداخلة األستاذ الدكتور عبد املجيد النجار‪ ،‬إذ شدد‬ ‫على ضرورة التحقيق يف معىن عموم اللفظ الذي يقف عند املعىن‬ ‫اللغوي‪ ،‬وتساءل عن املساحة اليت يقتصر عليها األخذ بقاعدة‬ ‫«العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب»‪ ،‬كما اقترح جمموعة من‬ ‫مشاريع البحوث املتعلقة هبذا املوضوع‪.‬‬

‫الدكتور عبد املجيد النجار يف احدى مداخالته عىل أعامل الدورة العلمية‬

‫‪13‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫األسئلة عن التفكري املالبس للواقع‪ ،‬متسائال‪ :‬كيف نفكر اليوم يف‬ ‫العقيدة؟ وكيف نفكر يف صياغة اإلنسان اجلديد؟ وكيف نفكر اليوم‬ ‫يف املعامالت املالية؟‬ ‫وبعد املناقشة ّمت االنتقال للجلسة اخلامسة‪ ،‬اليت ترأسها األستاذ‬ ‫الدكتور حسن جابر‪ ،‬وافتتحها األستاذ الدكتور عبد النور بزا‬ ‫مبداخلته املوسومة بـ‪« :‬من املقاصد التربوية للقرآن الكرمي»‪ ،‬شرح‬ ‫فيها مفهوم التربية يف اللغة واالصطالح والقرآن‪ ،‬مؤكدا أن جوهر‬ ‫القرآن هو تربية اإلنسان‪ ،‬لينتقل بعد ذلك إىل بيان بعض املقاصد‬ ‫التربوية‪ ،‬مؤكدا أهنا كثرية‪ ،‬منها‪ :‬مقصد التعليم‪ ،‬وتوقف عند‬ ‫حكمه هل هو عيين أم كفائي؟ مث مقصد األخالق‪ ،‬وتوقف عند‬ ‫ماهية األخالق‪ ،‬ومقصد التعبد‪ ،‬مفرقا بني التعبد اخلاص والتعبد‬ ‫العام‪.‬‬ ‫وعقب على هذه املداخلة األستاذ الدكتور عبد الفتاح الزنيفي‪،‬‬ ‫الذي تساءل عن واقع التعليم اليوم ومدى حتقيقه ملقاصد التعبد‬ ‫واألخالق والعلم‪ ،‬كما ذكر أن القرآن كله كتاب تربية‪.‬‬ ‫وثاين مداخالت اجللسة كانت بعنوان‪« :‬دعوة القرآن الكرمي اإلنسان‬ ‫إىل النظر يف نفسه‪ :‬املقاصد العلمية والعملية»‪ ،‬لألستاذ الدكتور‬ ‫عز الدين توفيق‪ ،‬الذي افتتح مداخلته بالتأكيد أن اهلل عز وجل‬ ‫أمر كل إنسان أن ينظر يف نفسه ويتفكر فيها وفيما حوله‪ ،‬مث توقف‬ ‫عند النظر يف القرآن‪ ،‬وانتقل لبيان بعض املقاصد املتعلقة بدعوة‬ ‫القرآن اإلنسان إىل النظر إىل نفسه‪ ،‬منها املقاصد العملية للتفكر‬ ‫يف النفس‪ ،‬وف ّرق بني التفكري والتفكر‪ ،‬معتربا التفكري مقدمة‬ ‫للتفكر‪ ،‬كما أن التفكري مشترك بني الناس والتفكر خاص بطائفة‬ ‫منهم‪ .‬كما توقف عند مقاصد اإلميان بالغيب واليوم اآلخر واإلميان‬ ‫احلق‪ .‬لينتقل إىل املقاصد العملية للنظر يف النفس‪ ،‬منها‪ :‬مقصد‬ ‫وظيفة اإلنسان يف الكون‪ ،‬ومقصد إدخال العبادة يف احلياة والتوبة‬ ‫وغريها‪ ،‬مؤكدا أن اإلنسان ذو أبعاد‪ :‬البعد البيولوجي والبعد‬ ‫النفسي؛ ولكل بعد مقاصده‪.‬‬ ‫وعقب على املوضوع الدكتور عبد الصمد بوذياب‪ ،‬مؤكدا على‬ ‫أمهية املوضوع وفائدته وصلته مبوضوع الدورة‪ ،‬كما قدم جمموعة‬ ‫من املقترحات املنهجية من أجل تعميق النظر يف املوضوع‪.‬‬ ‫وختمت أشغال ثاين أيام الدورة بكلمة املناقشني من احلضور‪،‬‬ ‫الذين تفاعلوا مع املداخالت والتعقيبات‪.‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫واإلحصان والعفاف والتكافل وغريها‪ ،‬لتختم باملقاصد احلافظة‬ ‫لالجتماع اإلنساين حنو حفظ الفطرة والتراحم الذي حيفظ األسرة‬ ‫واإلنسان واالجتماع‪.‬‬ ‫وعقبت على املداخلة الدكتورة وفاء توفيق‪ ،‬اليت أبرزت اجلديد‬ ‫يف الدراسة‪ ،‬وأضافت جمموعة من األفكار للمداخلة‪ ،‬كما قدمت‬ ‫جمموعة من املالحظات‪ ،‬بدءا بالتصميم املتبع‪ ،‬وانتقدت اندراج‬ ‫التبين يف حفظ اإلنسان‪ ،‬مبينة املقاصد املتغياة من ورائه‪ ،‬كما‬ ‫أوصت بضرورة تعميق الفصل الثالث وإضافة مقاصد جديدة‪.‬‬ ‫وثاين مداخالت اجللسة كانت لألستاذ الدكتور حممد النوري‪،‬‬ ‫بعنوان‪« :‬املقاصد االقتصادية يف القرآن الكرمي»‪ ،‬أشار فيها إىل‬ ‫العالقة بني املقاصد واالقتصاد‪ ،‬وخلص مقاصد علم االقتصاد‬ ‫الوضعي يف تشخيص ومعاجلة املشكلة االقتصادية‪ ،‬وحتقيق النمو‬ ‫والتوازن واالستقرار والعدالة االقتصادية‪ ،‬كما ذكر بعض املقاصد‬ ‫االقتصادية للقرآن الكرمي‪ ،‬وهي‪ :‬اإلعمار والتمكني واألمن‬ ‫والتوازن والعدل‪.‬‬ ‫وعقب الدكتور عبد السالم بالجي على هذه املداخلة بالتساؤل‪ :‬هل‬ ‫اخلريات نادرة أم متوفرة؟ كما أكد أن املجال املايل واالقتصادي هو‬ ‫تعبدي‪ ،‬انطالقا من حتقيق مبدأ االستخالف هلل‪ .‬وذكر جمموعة‬ ‫من املقاصد االقتصادية‪ ،‬منها‪ :‬العدل والكسب والعمل والتخليف‬ ‫واحلفظ وتزكية الثروة وترشيد اإلنفاق واالستهالك والتنمية‬ ‫والتداول والتطهري وغريها‪.‬‬ ‫وبعد املناقشة كانت اجللسة الرابعة‪ ،‬برئاسة األستاذ الدكتور نور‬ ‫الدين اخلادمي‪ ،‬استهلها األستاذ الدكتور أمحد كايف مبداخلته يف‬ ‫موضوع‪« :‬املقاصد الفكرية للقرآن الكرمي»‪ ،‬حيث افتتح مداخلته‬ ‫بالتأكيد أن مجيع القيم اإلنسانية والدينية مصنعها الفكر‪ ،‬فهو‬ ‫مبدأ اإلرادات والتصرفات‪ ،‬كما أن التفكري مقصد من مقاصد‬ ‫القرآن‪ ،‬ودرس مفهوم التفكري يف القرآن الكرمي ودالالته‪ .‬وانتقل‬ ‫بعد ذلك لبيان بعض مقاصد التفكري يف القرآن‪ ،‬منها‪ :‬مقصد‬ ‫البيان الذي يقتضي اإليضاح والقضاء على االحنرافات يف الدنيا‬ ‫والتعبدات املرفوضة يف الشرع‪ ،‬ومقصد التخلص من فكر اجلماعة‬ ‫وسلطاهنا وسطوهتا أو حترير قرار اإلنسان من ضغط احلشد‪.‬‬ ‫وكانت كلمة التعقيب لألستاذ الدكتور إبراهيم بورشاشن‪ ،‬الذي‬ ‫تساءل‪ :‬بأي منهج جيب أن يكون هذا التفكر؟ كما توقف عند‬ ‫إشكالية مفهوم اجلماعة واجلمهور واألمة‪ .‬كما أثار جمموعة من‬

‫جانب من الحضور‬

‫‪12‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫وكانت املداخلة الثانية يف هذه اجللسة لألستاذ الدكتور نور الدين‬ ‫اخلادمي‪ ،‬بعنوان‪« :‬مقاصد اإلكمال والتتميم يف القرآن الكرمي‪ :‬من‬ ‫املُزنل الديين إىل املُنجر اإلنساين»‪ ،‬ذكر فيها أن اإلكمال والتتميم‬ ‫مفردتان قرآنيتان‪ ،‬وأشار إىل بعض إشكاالت مقاصد التكميل‬ ‫والتتميم‪ ،‬منها‪ :‬تبعيض التناول القرآين‪ ،‬وانفصام العمل عن‬ ‫النظر‪ ،‬والفعل عن الوعي‪ ،‬وغياب العمل بالقرآن أو ضعفه‪ ،‬والعمل‬ ‫املبتور بعدم إمتام أو قلة إتقانه أو غياب إحسانه‪ ،‬مث إشكال االنبهار‬ ‫باإلعجاز اإلنزايل البياين القرآين والنبوي‪ .‬كما توقف عند مفهوم‬ ‫اإلجناز واإلمتام‪ ،‬مؤكدا أن اهلل سبحانه أمرنا بإمتام األعمال‬ ‫لضمان استمرارها‪ ،‬كما أمرنا باإلتقان واإلحسان‪ .‬وانتقل بعد ذلك‬ ‫لبيان مفهوم اإلعجاز وعالقته باإلجناز‪ ،‬معتربا أن اإلعجاز ضرب‬ ‫من ضروب فهم اإلنزال‪ ،‬كما أن العمل باإلعجاز ضرب من ضروب‬ ‫العمل باإلنزال‪ .‬وبني أن التكليف يف القرآن هو تكليف باإلفهام‬ ‫وتكليف باملقاصد وتكليف باإلعجاز وتكليف باألحكام‪ ،‬ودعا إىل‬ ‫ضرورة إتقان وإمتام املنجزين يف العمل اإلسالمي لعملهم‪.‬‬ ‫وانتقلت الكلمة لألستاذ الدكتور حسن إزرال ليعقب على هذه‬ ‫املداخلة‪ ،‬متسائال‪ :‬هل اكتمال ومتام الدين مرتبط بنا أم خارج عن‬ ‫إرادتنا؟؛ وتوقف عند بعض األفكار اليت ذكرت يف املداخلة حنو‪:‬‬ ‫إشكالية انفصال الدين عن العمل‪ ،‬وإشكالية االنبهار باإلعجاز‪،‬‬ ‫مث إشكالية نقصان وعدم اكتمال العمل‪ ،‬وذكر أن الصحابة قرأوا‬ ‫القرآن قراءة جهادية قياما هلل‪ ،‬هلذا كانت قراءهتم قراءة صحيحة‪.‬‬ ‫وختمت هذه اجللسة مبجموعة من املداخالت واملناقشات والتعقيبات‪.‬‬ ‫وافتتح ثاين أيام الدورة يوم األربعاء ‪ 10‬مايو باجللسة العلمية‬ ‫الثالثة‪ ،‬ترأسها الدكتور مصطفى املرابط‪ ،‬وكانت املداخلة األوىل‬ ‫بعنوان‪« :‬األسرة يف القرآن‪ :‬من اإلنسان إىل العمران»‪ ،‬للدكتورة‬ ‫مجيلة تلوت‪ ،‬اليت استهلت مداخلتها ببيان املفاهيم التأسيسية حنو‬ ‫مفهوم األسرة يف اللغة واالصطالح‪ ،‬لتقف عند حمددات األسرة‬ ‫يف القرآن‪ ،‬مؤكدة أهنا ترتكز على االمتداد األخالقي من الزوجني‬ ‫إىل األمة القطب‪ .‬وانتقلت بعد ذلك لبيان مفهوم العمران يف‬ ‫القرآن الكرمي وربطته باألسرة ودورها يف حتقيق العمران احلضاري‬ ‫املنشود‪ ،‬مؤكدة أن فقه العمران جيمع بني فقه النص وفقه الواقع‪.‬‬ ‫مث تطرقت إىل عالقة األسرة حبفظ اإلنسان‪ ،‬بدءا حبفظه‬ ‫التكويين والبيولوجي عن طريق حفظ النسل وحفظ النوع‪ ،‬وحفظه‬ ‫األخالقي بالتزكية‪ ،‬وحفظه االنتمائي حبفظ النسب‪ .‬مث أشارت‬ ‫إىل بعض املقاصد املرتبطة باالجتماع األسري من قبيل السكن‬

‫األستاذ الدكتور الحسني املوس‬

‫وبعد ذلك كانت اجللسة الثانية برئاسة األستاذ الدكتور احلسني‬ ‫املوس‪ ،‬وكانت أوىل مداخالهتا يف موضوع‪« :‬مقاصد القرآن‬ ‫الكرمي وأثرها يف بناء املشترك اإلنساين»‪ ،‬للدكتور عبد الرمحن‬ ‫الكيالين‪ ،‬الذي افتتح مداخلته بالتأكيد على البعد اإلنساين ملقاصد‬ ‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وب ّين أن املقاصد القرآنية اليت ميكن أن تكون‬ ‫منطلقا للمشترك اإلنساين هي مقصد إعمار األرض‪ ،‬ومقصد‬ ‫القيم األخالقية‪ ،‬ومقصد التعارف اإلنساين‪ ،‬واملقاصد الضرورية‬ ‫واحلاجية والتحسينية‪ .‬فمقصد عمارة األرض يعين إصالح األرض‬ ‫ومنع ختريبها وإفسادها‪ ،‬واحلض على فعل اخلري فيها‪ ،‬واعترب‬ ‫مقصد إعمار األرض منطلقا لتبادل اخلربات اإلنسانية‪ ،‬اليت‬ ‫تتفاوت يف إمكاناهتا وعلومها وقدراهتا ومواهبها‪ ،‬وسد الثغرات‬ ‫اليت تعتري اخلربات اإلنسانية يف بعض املجاالت احليوية‪ .‬أما‬ ‫مقصد القيم األخالقية وبناء املشترك اإلنساين‪ ،‬فدلل عليه من‬ ‫اعتبار اإلصالح األخالقي من مقاصد بعثة النيب صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬ودعوة القرآن الكرمي إىل الفضائل األخالقية‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫القيم األخالقية تسهم يف تشكيل املشتركات اإلنسانية الكربى‪،‬‬ ‫وصالحيتها يف البناء وتأسيس التكتالت‪ ،‬مع من يؤمن هبا بناء‪،‬‬ ‫بقطع النظر عن دينه ومعتقده ومذهبه‪ .‬مث حتدث عن املقاصد‬ ‫الضرورية واحلاجية والتحسينية‪ ،‬معتربا إياها من أعظم القيم‬ ‫اليت تؤسس للمشترك اإلنساين اجلامع‪ ،‬وختم كالمه باحلديث عن‬ ‫مقصد التعارف والتعاون اإلنساين‪.‬‬ ‫وع ّقب على هذه املداخلة الدكتور وائل احلارثي‪ ،‬الذي أشار إىل‬ ‫انتشار مفهوم املشترك اإلنساين بني الباحثني واملفكرين‪ ،‬وتوقف‬ ‫عند أصول املشترك اإلنساين‪ ،‬منها‪ :‬االشتراك يف أصل الوجود‬ ‫واخللق‪ ،‬واالشتراك يف التكرمي والتفضيل‪ ،‬واالشتراك يف التعارف‪،‬‬ ‫واالشتراك يف التدافع اإلنساين‪ ،‬واالشتراك يف االستخالف‪،‬‬ ‫واالشتراك يف الدخول يف السلم‪ ،‬واالشتراك يف الرمحة‪ ،‬واالشتراك‬ ‫يف تتميم مكارم األخالق؛ مث حتدث عن مصادر هذا االشتراك‪،‬‬ ‫وخلصها يف‪ :‬الفطرة وبقايا الشرائع السابقة أو شرع من قبلنا‪.‬‬ ‫كما بني خصائص املشترك اإلنساين ومميزاته مقاصديا‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أن الكليات الكربى هي أساس املشتركات‪ ،‬باإلضافة إىل املشترك‬ ‫األخالقي‪ ،‬ودعا إىل استعمال املشترك اإلنساين كمفهوم مشويل‬ ‫لتفعيل مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫تعقيب الدكتورة وفاء توفيق عىل محارضة الدكتورة جميلة تلوت‬

‫‪11‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫وقد قارب مداخلته من خالل االرتكاز على «أول ما نزل» و»آخر ما‬ ‫نزل»‪ ،‬الستنباط مقاصد القرآن‪ ،‬وب ّين أن مطلع سورة العلق «اقرأ»‬ ‫فيه حثّ على التعلم والسعي للعلم‪ ،‬ويف مطلع سورة املزمل دعوة‬ ‫إىل تزكية النفس‪ ،‬واهتم مطلع سورة املدثر بالبناء الدعوي‪ ،‬أما‬ ‫مطلع سورة القلم ففيه دعوة إىل التمسك باألخالق والفضائل‪،‬‬ ‫ومن مث استخلص من خالل أول ما نزل من اآليات املقاصد‬ ‫اآلتية‪ :‬البناء العلمي‪ ،‬والبناء الروحي‪ ،‬والبناء الدعوي‪ ،‬والبناء‬ ‫األخالقي‪ ،‬كما استخلص من آيات آخر ما نزل مقاصد‪ :‬االهتمام‬ ‫بالبعد االقتصادي واالبتعاد عن االحتكار واالستهالك وما يرتبط‬ ‫باالقتصاد الربوي‪ ،‬واالرتباط باهلل والتمسك حببله املتني يف كل‬ ‫األحوال‪ ،‬والكتابة والتوثيق وحرمة الدم‪ ،‬وحترمي القتل وغريها‪.‬‬ ‫وانتقل بعد ذلك لبيان خصائص اخلطاب اإلسالمي‪ ،‬وخلصها يف‪:‬‬ ‫إنسانية اخلطاب‪ ،‬بالتركيز على النظرة الكلية الشاملة املهيمنة‬ ‫على الرساالت واإلنسانية‪ ،‬ومراعاة املآل‪ ،‬بتحديد فقه األولويات‪،‬‬ ‫واالرتكاز على البعد اإلنساين‪ ،‬وأكد أن التركيز على هذه السمات‬ ‫من شأنه أن يسهم يف إنقاذ اإلنسان اليوم والنجاة به إىل بر األمان‪،‬‬ ‫خصوصا مع ما فعلته احلداثة يف اإلنسان والكون والبيئة‪.‬‬ ‫وعقب على هذه املداخلة الدكتور مصطفى الصمدي‪ ،‬الذي قام‬ ‫بتفكيك مفردات العنوان‪ ،‬بد ًءا بالقرآن الكرمي الذي يدل على ثبات‬ ‫يف األلفاظ وحترك يف الزمان‪ ،‬كما تدل املقاصد على االجتهاد‬ ‫املستمر الستخراج املعاين املختبئة وراء األلفاظ‪ ،‬مث توقف عند‬ ‫األمة الشاهدة‪ ،‬متسائال‪ :‬كيف ميكن للمسلمني أن يكونوا شهداء‬ ‫على الناس؟ وكيف ميكن أن يقدموا الشهود احلضاري على العامل؟‬ ‫وذكر أنه لتحقيق الشهود احلضاري ال بد من معرفة الذات من‬ ‫خالل النص القرآين‪ ،‬ومعرفة مشكالت الذات وقضاياها‪ ،‬وأكد‬ ‫أن أزمة العالقة بني املعرفة والقيم هي األزمة اليت يعيشها العامل‬ ‫اآلن‪ .‬كما أشار إىل ضرورة مراعاة السياق واألنساق يف اخلطاب‬ ‫القرآين إلجياد احللول لألزمات املعاصرة‪ ،‬مع ضرورة االشتغال‬ ‫على املشترك القيمي مع اآلخر‪.‬‬ ‫وانتقلت الكلمة بعد ذلك للحضور الكرمي الذي تفاعل مع املداخالت‬ ‫باألسئلة واملناقشة والتعقيب والتوصيات‪.‬‬

‫تعقيب الدكتور محمد سليم العوا عىل ورقة الدكتور إبراهيم البيومي غانم‬

‫املشاركني؛ مث األستاذ الدكتور احلسني املوس‪ ،‬الذي ألقى كلمة باسم‬ ‫مركز املقاصد للدراسات والبحوث؛ وختمت اجللسة االفتتاحية بكلمة‬ ‫لكاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين املهين والتعليم‬ ‫العايل‪،‬األستاذ الدكتور خالد الصمدي‪ ،‬الذي أكد على ضرورة‬ ‫جتديد مناهج الدراسات لتحقيق التكامل مع اجلامعات‪ ،‬وضرورة‬ ‫اإلصالح اجلامعي وحتقيق التكامل املعريف‪.‬‬ ‫وبعد هذه الكلمات االفتتاحية انطلقت اجللسات العلمية للدورة‪،‬‬ ‫ترأس أوالها األستاذ الدكتور نور الدين اخلادمي‪ ،‬وافتتحت مبداخلة‬ ‫األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن بعنوان‪« :‬الدين الواحد‬ ‫ومقصد تعدد الرساالت وعاملية اإلسالم»‪ ،‬أكد فيها على وحدة‬ ‫البشرية يف األصل والنسب‪ ،‬وتوقف عند مفهوم عاملية اإلسالمية‪،‬‬ ‫كما أكد على وحدة الدين ومقصد تعدد الرساالت‪ ،‬مبينا مفهوم‬ ‫الدين بسرد أقوال العلماء يف بيانه وحتديده‪ ،‬ومشريا إىل مقاصد‬ ‫تعدد الرساالت‪ ،‬منها التدرج يف الوصول إىل كمال وحدة الدين‪،‬‬ ‫ومتام وحدة اإلنسانية ال وحدة الشرائع‪ ،‬لينتقل بعد ذلك للحديث‬ ‫عن عاملية اإلسالم والتأكيد أن األخوة اإلنسانية هي طريق السالم‪،‬‬ ‫مشددا أن عاملية اإلسالم ال تعين إكراه الناس على الدخول يف الدين‪.‬‬ ‫ودعا يف هناية مداخلته إىل أننا حباجة إىل خطاب جديد يعتمد‬ ‫االجتهاد اجلماعي يف مثل هذه القضايا‪ ،‬واالرتكاز على املقاصد‬ ‫املؤسسة على كليات القرآن‪.‬‬ ‫وانتقلت الكلمة بعد ذلك لألستاذ الدكتور حممد سليم العوا‪ ،‬ليع ّقب‬ ‫على هذه املداخلة‪ ،‬مبينا أن تعدد الرساالت مقصد عظيم من‬ ‫مقاصد القرآن الكرمي‪ ،‬كما أن عاملية اإلسالم مقصد من مقاصد‬ ‫بعثة حممد صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬وفرق الدكتور العوا بني عاملية‬ ‫الدين وعاملية اإلسالم‪ ،‬إذ إن عاملية الدين ختاطب اجلميع بال‬ ‫استثناء‪ ،‬وعاملية اإلسالم ختاطب اخللق بعد بعث الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ .‬كما حتدث األستاذ الدكتور حممد سليم العوا على‬ ‫الظرف التارخيي الذي وضع فيه حممد عبد اهلل دراز ومصطفى‬ ‫عبد الرازق آراءهم حول الدين وعاملية اإلسالم‪ ،‬ليختم أنه ال ينكر‬ ‫تغري االجتهاد الفكري بتغري الزمان واملكان‪.‬‬ ‫وثاين مداخالت هذه اجللسة كانت يف موضوع‪« :‬من مقاصد القرآن‬ ‫الكرمي يف بناء األمة الشاهدة على البشرية»‪ ،‬للدكتور حممد شهيد‪،‬‬ ‫الذي أكد أنه سيجمع بني البعد األصويل والفكري يف مداخلته‪،‬‬

‫األستاذ الدكتور نور الدين الخادمي‬

‫‪10‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫ألقت املحاضرة األوىل األستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز‪ -‬دي‪ -‬كاستيا‬ ‫مونيوث‪ ،‬حيث استعرضت تاريخ جمموعة املخطوطات العربية باملكتبة‬ ‫امللكية يف دير سان لورنزو باإلسكوريال‪ .‬مث تالها مدير املكتبة امللكية‪،‬‬ ‫السيد خوسيه لويس ديل بايي مريينو‪ ،‬بتعليقات عامة على جمموعة‬ ‫املخطوطات الكاملة باملكتبة امللكية‪ .‬مث واصل األستاذ الدكتور فرانسوا‬ ‫ديروش مبحاضرة حول حوامل الكتابة (الرق والورق)‪ .‬وقد انتهى‬ ‫اليوم األول بعرض عنوانه «بوابة مكتبة الفرقان الرقمية‪ :‬جمموعات‬ ‫املخطوطات اإلسالمية‪ ،‬الفهارس‪ ،‬وموارد التراث املكتوب حول‬ ‫العامل»‪ ،‬قدمته األستاذة كرمية ابن عائشة‪.‬‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫الدورة العلمية الثالثة عشرة يف مقاصد الشريعة‪:‬‬

‫«مقاصد القرآن الكريم» (‪)3‬‬

‫جانب من الجلسة االفتتاحية للدورة العلمية‬

‫جرت أعمال الدورة يف املكتبة العامة بسان لورنزو‪ ،‬بينما متت‬ ‫اجللسات العملية التطبيقية مبكتبة اإلسكوريال‪ .‬وقد دعي املشاركون‬ ‫إىل زيارة الدير امللكي بسان لورنزو باإلسكوريال‪ ،‬والذي بدأت أعمال‬ ‫بنائه يف ‪1563‬م‪ ،‬وانتهت يف ‪1584‬م‪ .‬وقد بدأ إنشاء الدير بأمر‬ ‫امللك فيليب الثاين‪ ،‬الذي رغب يف أن يكون البناء متعدد األغراض‪،‬‬ ‫وكضريح ألبيه‪ ،‬إمرباطور روما املقدس شارلس اخلامس‪ .‬وقد متت‬ ‫زيارة أخرى لقاعة مكتبة اإلسكوريال‪ ،‬اليت بنيت يف ‪1592‬م‪،‬‬ ‫املعروفة بزخرفتها الداخلية من أعمال مشاهري فناين القرنني‬ ‫السادس عشر والسابع عشر امليالديني من األسبان واإليطاليني‪.‬‬ ‫اختتمت أعمال الدورة يوم اجلمعة ‪ 7‬يوليو‪ ،‬بتوزيع الشهادات على‬ ‫املشاركني‪ ،‬وكلمات لكل من األستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز دي‬ ‫كاستيا‪ ،‬واألستاذة كرمية ابن عائشة‪ ،‬اللتني شكرتا احلضور‬ ‫ملشاركتهم الف ّعالة يف الدورة وتبادهلم للخربات‪ ،‬بوصفهم باحثني‬ ‫يف جمال التراث اإلسالمي املكتوب‪.‬‬

‫نظم مركز دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية مبؤسسة الفرقان‬ ‫للتراث اإلسالمي بلندن‪ ،‬بالتعاون مع مركز املقاصد للدراسات‬ ‫والبحوث بالرباط‪ ،‬وشعبة الدراسات اإلسالمية بكلية اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء‪ ،‬الدورة العلمية الثالثة‬ ‫يف موضوع «مقاصد القرآن الكرمي»‪ ،‬وذلك أيام ‪14 -13 -12‬‬ ‫شعبان ‪1438‬هـ املوافق لـ ‪ 11-10 - 9‬مايو ‪ ،2017‬بفندق كزني‬ ‫بالدار البيضاء باململكة املغربية‪.‬‬ ‫استهلت أشغال الدورة جبلسة افتتاحية ترأسها األستاذ الدكتور عبد‬ ‫املجيد النجار‪ ،‬افتتحت بتالوة آيات بينات من الذكر احلكيم؛ تلتها‬ ‫كلمة لألستاذ صاحل شهسواري‪ ،‬املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان‪،‬‬ ‫الذي شكر السادة املشاركني واملنظمني‪ ،‬وأكد أن هذه الدورة تفتح‬ ‫آفاقا جديدة للبحث يف مقاصد القرآن‪ ،‬كما أهنا تسعى إىل التطرق‬ ‫إىل حماور مل يتم مدارستها يف الدورتني السابقتني‪ ،‬بغية رسم‬ ‫خارطة واضحة ملقاصد القرآن‪ .‬وبعد ذلك كانت الكلمة لنائب‬ ‫عمدة مدينة الدار البيضاء‪ ،‬األستاذ عبد املالك كحيلي‪ ،‬الذي ن ّوه‬ ‫مبوضوع الدورة‪ ،‬مؤكدا أن جملس مجاعة الدار البيضاء يسري على‬ ‫هنج بناء اإلنسان قبل العمران؛ مث تلتها كلمة رئيس جامعة احلسن‬ ‫الثاين بالدار البيضاء‪ ،‬األستاذ الدكتور إدريس املنصوري‪ ،‬الذي‬ ‫توقف عند موضوع الدورة‪ ،‬وبني أن معرفة مقاصد اآليات مقدمة‬ ‫للتدبر والتفكر يف آيات اهلل؛ عقبته كلمة لعميد كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية ابن مسيك‪ ،‬األستاذ الدكتور عبد القادر كنكاي‪ ،‬الذي‬ ‫رحب باملشاركني واملحاضرين وأشاد مبحاور املداخالت؛ لتنتقل‬ ‫الكلمة لألستاذ الدكتور حممد سليم العوا‪ ،‬الذي حتدث باسم‬

‫صورة جامعية للحضور يف اليوم الختامي للدورة التدريبية‬

‫جانب من الحضور‬

‫األستاذ الدكتور فرانسوا ديروش‬

‫‪9‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫الـدورات‬ ‫الدورة التدريبية الرابعة يف علم الكتاب املخطوط‬ ‫(الكوديكولوجيا)‪:‬‬

‫«الكوديكولوجيا العربية‪ :‬الرتاث اإلسالمي‬ ‫املخطوط يف جمموعة اإلسكوريال»‬ ‫ّ‬ ‫نظم مركز دراسات املخطوطات اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬بالتعاون مع فنداثيون خينريال جلامعة كومبلوتنسي يف‬ ‫مدريد‪ ،‬الدورة التدريبية الرابعة بعنوان «علم املخطوط العريب‪:‬‬ ‫التراث اإلسالمي املخطوط يف جمموعة اإلسكوريال»‪ .‬وقد انعقدت‬ ‫الدورة التدريبية يف الفترة املمتدة من ‪ 3‬إىل ‪ 7‬يوليو ‪2017‬م‪ ،‬بسان‬ ‫لورنزو دي اإلسكوريال (الواقعة ‪ 45‬كيلومتر مشال غرب العاصمة‬ ‫مدريد)‪ ،‬يف إطار الدورات الصيفية جلامعة كومبلوتنسي‪.‬‬

‫جانب من ورش العمل التطبيقية حول الكوديكولوجيا‬

‫وقد تضمنت اجللسات العملية حتليل وتوصيف خمطوطات عربية‬ ‫خمتارة من ضمن جمموعة خمطوطات املكتبة امللكية يف دير سان‬ ‫لورنزو باإلسكوريال‪ ،‬وهي من أهم جمموعات املخطوطات العربية‬ ‫يف أوروبا‪ ،‬وأكربها على التراب اإلسباين‪ .‬وقد أعطي املشاركون‬ ‫حرية العمل ضمن جمموعات يف اجللسات النظرية والعملية‪.‬‬ ‫ففي اجللسات العملية مت متكني املشاركني من التعامل املباشر‬ ‫مع املخطوطات‪ ،‬حيث قاموا بتحليلها‪ ،‬ومن مث تطبيق ما متت‬ ‫دراسته يف اجللسات النظرية‪ .‬وقد تضمنت‪ :‬فهم مكونات الكراس‬ ‫املخطوط‪ ،‬والنظر يف حوامل الكتابة من الرق والورق‪ ،‬والفروق‬ ‫بني الورق الغريب وغريه‪ ،‬اخل‪ .‬وقد تطرقت اجللسات إىل األمدة‬ ‫وتنظيم املخطوطات‪ ،‬وتقدمي األمثلة يف كل من اجللسات النظرية‬ ‫والعملية‪ .‬وقد مت تناول علم تطور اخلطوط بإسهاب‪ ،‬والتعريف‬ ‫بالتجليد العريب‪ ،‬وتتبع املجلدين‪ ،‬وهم يباشرون عملهم‪ .‬وقد‬ ‫اختتمت فعاليات الدورة جبلسة حول تاريخ املخطوطات‪.‬‬ ‫انطلقت أعمال الدورة صبيحة يوم اإلثنني ‪ 3‬يوليو ‪ ،2017‬بكلمات‬ ‫ترحيب من مديرة الدورة‪ ،‬األستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز‪ -‬دي‪-‬‬ ‫منسق الدورة‪،‬‬ ‫كاستيا مونيوث‪ ،‬تالها السيد كارلوس ليو روكا‪ّ ،‬‬ ‫مث ممثلة مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬األستاذة كرمية ابن‬ ‫عائشة‪ ،‬رئيسة قسم املكتبة وقاعدة البيانات‪ ،‬اليت استهلت كلمتها‬ ‫بشكر املشاركني‪ ،‬مث قدمت عرضًا خمتصرًا ملشاريع وألنشطة‬ ‫املؤسسة الرئيسية‪.‬‬

‫جانب من الجلسة االفتتاحية للدورة التدريبية‬

‫وقد اختري حلضور الدورة مثانية عشر مشاركًا من بلدان خمتلفة‬ ‫(منها اجلزائر وبلجيكا وفرنسا وأملانيا وإيطاليا واألردن وماليزيا‬ ‫وهولندا وإستونيا وسوريا واململكة املتحدة والواليات املتحدة‬ ‫وكولومبيا)‪ ،‬من ذوي التخصصات العلمية املتنوعة املتعلقة‬ ‫باملخطوطات اإلسالمية‪ .‬وكان املشاركون من طالب الدكتوراة يف‬ ‫إطار موضوع الدورة‪ ،‬ومن بينهم باحثون وحماضرون يف اللغة‬ ‫العربية والفارسية وأساتذة مساعدون‪ ،‬باإلضافة إىل طالب ْين من‬ ‫مرحلة املاجستري‪.‬‬ ‫أشرف على التدريس هذا العام األستاذ الدكتور فرانسوا ديروش‪،‬‬ ‫واألستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز‪ -‬دي‪ -‬كاستيا مونيوث (مديرة‬ ‫الدورة كذلك)‪ .‬وقد مت تقسيم فعاليات الدورة إىل شق نظري وشق‬ ‫عملي؛ يف شقها النظري مت استعراض مدخل عام إىل علم املخطوطات‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬مع التركيز على العناصر األولية للمخطوط‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك مادة املخطوط (إن كان من الورق‪ ،‬أو الرق‪ ،‬أو الربدي)‪ ،‬نوع‬ ‫التجليد‪ ،‬تنظيم الكراسات والصفحات يف املخطوط‪ ،‬وكذلك أنواع‬ ‫اخلطوط والعناصر الرئيسية خارج النص‪ ،‬ومن ضمنها صفحة‬ ‫العنوان‪ ،‬وحرد املنت‪ ،‬والتقاييد التوثيقية‪.‬‬

‫جانب من ورش العمل التطبيقية حول الكوديكولوجيا داخل مكتبة األسكوريال‬

‫‪8‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫حماضرة بعنوان‪:‬‬

‫ُ‬ ‫ّة‬ ‫إدراك املصا‬ ‫حل الكربى لألمِ‬ ‫«إشكالية ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وسياسية»‬ ‫ومقاصدية‬ ‫أصولية‬ ‫نقدية‪:‬‬ ‫رؤية‬ ‫من إلقاء األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن‬

‫جانب من الحضور‬

‫وأملع األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن إىل أن مفهوم املصاحل الكلية‬ ‫يدخل يف تكوين وبناء املرجعية النهائية للرؤية اإلسالمية‪ ،‬فهو ليس‬ ‫باملفهوم اهلني‪ ،‬كما قال‪ ،‬إذ إنه يتمحور حول املبادئ والقيم العليا اليت‬ ‫يؤمن هبا أبناء األمة‪ ،‬كما يشكل األهداف اليت تصفها لنفسها هذه األمة‬ ‫وتسعى لتحقيقها‪ ،‬مج ًعا بني اجلوانب املعنوية القيمية واجلوانب املادية‪.‬‬ ‫كما دعا الدكتور غامن إىل اجتراح مقاييس لتزنيل املقاصد العامة‬ ‫للشريعة‪ ،‬لقياس أداء الربملان واحلكومة وغريها مما له عالقة‬ ‫بتدبري املجال العام‪ ،‬وجعل املصلحة حمال للمساءلة واملحاسبة للنظر‬ ‫يف مدى حتققها‪.‬‬ ‫وانتقل املحاضر ليبني أن األصوليني يقاربون مفهوم املصلحة من‬ ‫خالل ثالثية الضروريات واحلاجيات والتحسينيات‪ ،‬أو املصاحل‬ ‫الراجحة واملرجوحة وغريها من التقسيمات النظرية‪ ،‬وق ّل احلديث‬ ‫عن تزنيلها وخدمتها لقضايا األمة‪ .‬كما ب ّين أن هناك تقسيمات كثرية‬ ‫يكثر‬ ‫للمصلحة يف السياق املعاصر؛ وألمهية مفهوم «املصلحة»‪ ،‬فإ َّنه ُ‬ ‫استعمالُه يف اخلطابات املختلفة‪ :‬األصويل‪ ،‬والسياسي‪ ،‬والقانوين‪،‬‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬والفلسفي‪ .‬إال أنَّ كثر َة استعماله هذه ال تؤشر على‬ ‫وضوح معناه‪ ،‬كما ال تعين وجود اتفاقٍ بني منتجي تلك اخلطابات؛‬ ‫ِ‬ ‫فاحلكام يشريون إىل املصلحة القومية‪ ،‬وعلماء االجتماع يناقشون‬ ‫املصاحل املتعلقة بقوانني االجتماع‪ ،‬ويتحدث الفالسفة عن اخلري‬ ‫العام والسلم؛ وذكر املحاضر أنه ال توجد قنوات اتصال بني هذه‬ ‫املجاالت لصوغ املصاحل الكربى وتنفيذها‪.‬‬ ‫مث خاض الدكتور غامن يف إشكال املصلحة الثابتة واملتغرية‪ ،‬والقطعية‬ ‫والظنية‪ ،‬وسرد أقوال العلماء يف املسألة وح ّدد حم ّل الزناع‪ ،‬ليعرج بعد‬ ‫ذلك على السياق التارخيي لتطور فكرة املصلحة العامة‪ .‬كما حتدث عن‬ ‫عالقة املصلحة العامة بالسياسة الشرعية‪ ،‬وكيف استولت السلطات‬ ‫على مفهوم الطاعة‪ ،‬مشددًا أن الطاعة يف املجال العام مشروطة‬ ‫ملزما‪ .‬وأ ّكد املحاضر أنه‪ ،‬يف‬ ‫بالشورى‪ ،‬فتكون بذلك قرا ًرا مجاع ًيا ً‬ ‫السياق التارخيي‪ ،‬أزيل اعتبار السواد األعظم يف مشروعية الطاعة‪،‬‬ ‫ومن ّمث‪ ،‬ألغي مفهوم الشورى يف تقدير املصاحل العامة‪.‬‬ ‫ويف ختام حماضرته‪ ،‬أكد الدكتور إبراهيم البيومي غامن أن املصاحل‬ ‫الكلية الثابتة‪ ،‬اليت ال تتغري‪ ،‬هي‪ :‬الكرامة اإلنسانية‪ ،‬والعدالة‪،‬‬ ‫واحلرية‪ ،‬والسلم العام‪ ،‬ودعا إىل ضرورة تعميق النظر يف هذه‬ ‫املصاحل‪ ،‬بتحديد مفاهيمها وتأسيسها علميا‪ ،‬حبيث تتراكم فيها‬ ‫البحوث‪ ،‬إضاف ًة إىل ضرورة تربية األجيال اجلديدة عليها‪ ،‬بد ًءا‬ ‫باألسرة واملسجد واإلعالم‪ ،‬حىت تغرس هذه الثوابت يف الوعي اجلمعي‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم أثناء القائه للمحارضة‬

‫نظم مركز دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية مبؤسسة الفرقان‬ ‫للتراث اإلسالمي بلندن‪ ،‬بالتعاون مع مجعية فضاء األطر‪ ،‬حماضرة‬ ‫حتت عنوان‪« :‬إشكالية إدراك املصاحل الكربى لألمة‪ :‬رؤية نقدية‬ ‫أصولية ومقاصدية وسياسية»‪ ،‬وذلك مساء اإلثنني ‪ 11‬شعبان ‪1438‬هـ‬ ‫املوافق لـ ‪ 8‬مايو ‪ ،2017‬برحاب املدرسة الفندقية يف املحمدية‪،‬‬ ‫باململكة املغربية‪.‬‬ ‫ترأس جلسة املحاضرة األستاذ الدكتور حممد سليم العوا‪ ،‬الذي‬ ‫ع ّرف باملحاضر علم ًيا‪ ،‬ليتساءل كيف ميكن للمصاحل الكربى أن تكون‬ ‫موضوعا إشكال ًيا؟‬ ‫ً‬ ‫لتنتقل الكلمة بعد ذلك إىل املحاضر‪،‬‬ ‫األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن‪،‬‬ ‫الذي حاول تبيني مفردات العنوان بد ًءا‬ ‫من مفهوم اإلدراك‪ ،‬مبينا أنه له داللتني‬ ‫رئيستني‪ :‬أوالها داللة الوعي‪ ،‬وثانيها داللة‬ ‫اإلجناز‪ .‬مث حتدث عن أسباب اختيار‬ ‫املوضوع‪ ،‬ومرد ذلك إىل النقص الكبري‬ ‫يف معاجلة مفهوم املصلحة العامة‪ ،‬أو ما‬ ‫يع َبر عنه قدميا باملصلحة املشتركة‪ .‬وأكد‬ ‫الدكتور غامن أن هذا املوضوع إشكايل‪،‬‬ ‫ألنه متعدد األبعاد ومتشعب األطراف‪ ،‬كما‬ ‫أن هذه اإلشكالية دخلت يف مركز األزمة ترأس جلسة املحارضة األستاذ الدكتور‬ ‫محمد سليم العوا‬ ‫احلضارية ألمتنا منذ أزيد من ثالثة قرون‪،‬‬ ‫ومن ّمث‪ ،‬فإن التعامل معها هو أحد املداخل‬ ‫املهمة اليت ميكن أن خترجنا من هذه األزمة‪.‬‬ ‫وأكد الدكتور غامن غياب التراكم النوعي يف مقاربة مثل هذه املواضيع‪،‬‬ ‫كما أشار إىل النقص يف جمموعة من احليثيات املرتبطة باملصلحة‬ ‫العامة‪ ،‬متسائال‪ :‬من يكفل املصلحة العامة؟ وما هي األساليب اليت‬ ‫تكفل حتقيقها؟ وما وسائل املحاسبة للمنوطني بتحقيقها؟‬ ‫وبعد ذلك انتقل الدكتور غامن إىل بيان مقصوده باملصلحة الكربى‪،‬‬ ‫جمليا اشتقاقاهتا اللغوية‪ ،‬وكذا مواردها يف القرآن‪ ،‬لينتقل إىل بيان‬ ‫مدلوهلا يف االصطالح‪ ،‬كما توقف عند تقسيماهتا‪ ،‬مبينا أهنا قد تكون‬ ‫خاصة ببلد أو بإنسان‪ ،‬لكنها تؤسس على املعايري اإلسالمية‪ ،‬مش ًريا‬ ‫إىل أن املصلحة قد تكون عامة يف وقت‪ ،‬وغري عامة يف وقت آخر‪ ،‬كما‬ ‫هناك مصاحل متغرية وأخرى ثابتة‪ ،‬وأخرى مشولية وأبدية‪.‬‬

‫جانب من الحضور‬

‫‪7‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫كما تقدم األستاذ شرف مياين بالشكر اجلزيل ملحقق الكتاب‪ ،‬على‬ ‫اجلهد املعترب يف حتقيق الكتاب « ُبغية َّ‬ ‫الطلَب يف تاريخ حلب» حتقيقًا‬ ‫علميًا جادًّا‪ ،‬إذ أخرج الكتاب كما أراده مؤلفه‪ ،‬كما شكره أيضا على‬ ‫اإلضافة النوعية‪ ،‬يف املجلد احلادي عشر‪ ،‬الذي مساه امللتقط من‬ ‫بعض أجزاء‬ ‫الضائع‪ ،‬والذي س ّد فيه الكثري من النقص‪ ،‬بسبب ضيا ِع ِ‬ ‫الكتاب‪ ،‬وه ّنأه مبناسبة حصوله على‬ ‫جائزة معهد املخطوطات لسنة ‪.2017‬‬ ‫وبعد أن ع ّرف األستاذ حممد دريوش‬ ‫باملحقق‪ ،‬األستاذ الدكتور املهدي عيد‬ ‫الرواضية‪ ،‬أحال له الكلمة‪ ،‬لينوه‬ ‫بدور املؤسسة يف احلفاظ على التراث‬ ‫متأسفا‬ ‫وشكرها على هذه الدعوة‪ّ ،‬‬ ‫عما تعانيه حلب من ج ّراء ما طاهلا‬ ‫مس كل معاملها‬ ‫من تدمري وخراب‪ّ ،‬‬ ‫األستاذ محمد دريوش‬ ‫التراثية والثقافية‪.‬‬

‫حماضرة بعنوان‪:‬‬ ‫«مؤرِّ ُخ حلب ُ‬ ‫ابن العديم العقيلي‬ ‫ُ‬ ‫وتارخيه الكبري»‬

‫من إلقاء األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية‬

‫بعد ذلك استه ّل الدكتور الرواضية حماضرته بالتعريف مبؤ ّرخ حلب‬ ‫ّ‬ ‫العلمة املرموق‪ ،‬ابن العدمي‪ ،‬متتب ًعا سريته العلمية‪ ،‬حىت وفاته‪ ،‬ذاكرا‬ ‫أهم كتبه ومؤلفاته‪ ،‬ومصادره اليت اعتمد عليها يف وضع كتابه؛ منب ًها‬ ‫احلضور على أمهية هذا ّ‬ ‫العلمة العظيم وغزارة علمه ورسوخه وسعة‬ ‫ّ‬ ‫مدرسا‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ‫فحسب‪،‬‬ ‫الرفيع‬ ‫الطراز‬ ‫من‬ ‫اطالعه‪ ،‬بأنه مل يكن مؤ ّر ًخا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وواعظا ووزي ًرا وأدي ًبا وكاتب سري‪.‬‬ ‫وحمد ًثا وفقي ًها‬ ‫وأما كتابه «بغية الطلب يف تاريخ حلب»‪ ،‬ف ُيع ّد من األصول الكربى لتاريخ‬ ‫يب‪ ،‬ويتضمن مادة تارخيية وجغرافية ثرية عن بالد‬ ‫الثقافة واألدب العر ّ‬ ‫الشام عا ّمة واملنطقة الشمالية منه على وجه التحديد‪ ،‬وهي مادة تف ّرد‬ ‫هبا املؤلف عن أقرانه‪ ،‬ولقيمة التراجم اليت ذكرها‪.‬‬ ‫وتربز قيمة الكتاب أيضًا‪ ،‬فض ًال عن تأرخيه لشمال بالد الشام حىت‬ ‫بنصوص طويلة من كُتب مفقودة‬ ‫اهلجري‪ ،‬يف احتفاظه‬ ‫القرن السابع‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫وحد ُه ـ ونقلها يف كتابه‪.‬‬ ‫كثرية مل تصلنا‪ ،‬حفظها ابن العدمي ـ َ‬ ‫فالكتاب جامع جلملة من العلوم واملعارف والفنون؛ وهو وإن كان موضوعه‬ ‫ٌ‬ ‫األساسي الترمجة لألعالم والناهبني يف شىت حقول املعرفة واآلداب‬ ‫وأرباب احلكم والسياسة ومن جيري جمراهم ممن اتصلت عالقتهم‬ ‫بإقليم حلب إما بالسكىن أو العبور منها‪ ،‬فيشتمل على معارف متن ّوعة‬ ‫تتوزع بني علوم الدين ورواية األحاديث وعلوم األدب‪ :‬منثوره ومنظومه‪،‬‬ ‫ومسالك البلدان‪ ،‬خاصة ما يقع يف مشال بالد الشام‪ ،‬والتأريخ حلقبة‬ ‫ممتدة من تارخينا اإلسالمي‪ .‬وفائدة الكتاب وأمهيته بني أقرانه جل ّية‬ ‫واضحة‪ُ ،‬يدركها املشتغلون بالتاريخ مجلة‪ ،‬ألصالة مادته وتفرده بكثري‬ ‫من املعلومات واألخبار اليت مل ترد عند غريه‪ ،‬ومنهجه يف نقد الروايات‬ ‫والنصوص وترجيح الصواب‪.‬‬ ‫وتطرق املحاضر يف ثنايا حماضرته‬ ‫إىل طريقته يف حتقيق الكتاب‬ ‫ومنهجه يف وإخراجه‪ ،‬وخدمته‬ ‫بالتحشية والتعليق‪ ،‬وتضمينه‬ ‫لل َّن ِّص ْ‬ ‫لبعض اإلضاءات اخلادمة للنص‬ ‫والكاشفة ملا استغلق فهمه وبيانه‬ ‫من نصوص الكتاب‪ ،‬وما َع َرض له‬ ‫من مشاكل وعوائق يف أثناء العمل‬ ‫والتحقيق‪.‬‬ ‫وأعقبت املحاضرة عدة أسئلة من‬ ‫اجلمهور املتخصص واملتميز حول‬ ‫األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية‬ ‫اجلوانب املتنوعة اليت غطاها‬ ‫الدكتور املهدي عيد الرواضية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية أثناء إلقائه للمحارضة‬

‫ضمن سلسلة املحاضرات املومسية اليت ّ‬ ‫ينظمها مركز دراسات‬ ‫مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬شهدت‬ ‫املخطوطات اإلسالمية‬ ‫ّ‬ ‫قاعة املحاضرات مبق ّر املؤسسة بلندن‪ ،‬يوم األربعاء ‪ 4‬أكتوبر ‪،2017‬‬ ‫وتارخيه الكبري»‪،‬‬ ‫ابن العدمي العقيلي‬ ‫ُ‬ ‫حماضرة عا ّمة بعنوان «مؤ ِّر ُخ حلب ُ‬ ‫من إلقاء األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية‪ ،‬مساعد املدير العام‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬ع َّمان‪ /‬األردن‪.‬‬ ‫ملؤسسة آل البيت امللكية للفكر‬ ‫ّ‬ ‫افتتح األستاذ حممد دريوش‪ ،‬رئيس قسم املشاريع واملنشورات مبؤسسة‬ ‫الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬اللقاء بكلمة ترحيب بالضيوف الكرام‪،‬‬ ‫وبتقدمي املحاضرة‪ ،‬مذ ّك ًرا احلضور بأن مركز دراسات املخطوطات قد‬ ‫نشر ‪ -‬يف الفترة األخرية ‪ -‬كتابا يف ‏التاريخ اإلسالمي‪ ،‬يف اثين عشر‬ ‫جملدً ا‪ ،‬بعنوان «بغية الطلب يف تاريخ حلب»‪ ،‬البن ‏العدمي‪ ،‬ويف هذا‬ ‫املؤسسة حم ّقق الكتاب‪‎ ‎‬ليضيء بعض اجلوانب ‏اهلامة‬ ‫اإلطار‪ ،‬دعت ّ‬ ‫‪‎‬للكتاب ومؤلفْه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تاله األستاذ شرف مياين‪ ،‬عضو جملس‬ ‫املؤسسة‪ ،‬الذي أدىل بكلمة باسم‬ ‫إدارة‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسة الفرقان ورئيسها ومؤسسها الشيخ‬ ‫ًّ‬ ‫مستهل حديثه بالترحيب‬ ‫أمحد زكي مياين‪،‬‬ ‫بالضيوف الكرام وباملحاضر األستاذ الدكتور‬ ‫املهدي عيد الرواضية‪ ،‬مضي ًفا بأن هذه‬ ‫املحاضرة هتدف إىل التعريف مبؤ ّرخ حلب‪،‬‬ ‫ابن العدمي احلليب‪ ،‬وتتبع سريته العلم ّية‬ ‫والعمل ّية‪ ،‬وبيان مدى مسامهته يف الكتابة‬ ‫التارخيية عن حلب‪ ،‬ومنهجه يف التأليف‪،‬‬ ‫ومصادره اليت اعتمد عليها يف وضع كتابه‪:‬‬ ‫األستاذ رشف مياين‬ ‫« ُبغية َّ‬ ‫الطلَب يف تاريخ حلب«‪.‬‬ ‫وقد ن ّبه األستاذ شرف بأن هذه املحاضرة تتزامن مع صدور هذا الكتاب‪،‬‬ ‫كما تتزامن مع ما القته ‪ -‬وال تزال‪ -‬مدينة حلب املنكوبة والقرى والبلدات‬ ‫املجاورة هلا من تدمري وقتل وهتجري بفعل األحداث املؤملة اجلارية يف‬ ‫طال معاملها التراثية واألثرية ومبانيها القدمية من العيث‬ ‫سوريا‪ ،‬وما َ‬ ‫ممتدة ضاربة يف القدم‪،‬‬ ‫واخلراب‪ ،‬وهي اليت كانت شاهدة على حضارة َّ‬ ‫وتاريخ حافل باألحداث والوقائع‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫حمـاضـرات الفـرقـان‬ ‫حماضرة بعنوان‪:‬‬ ‫«بقايا املكتبات املندثرة‪:‬‬ ‫تتبّع املخطوطات الدمشقية»‬

‫من إلقاء األستاذ الدكتور كونراد هريشلر‬

‫األستاذ رشف مياين عضو مجلس إدارة املؤسسة مرحباً بالحضور‬

‫وقد اقترح األستاذ الدكتور هريشلر منهجية لتتبع رحلة املخطوطات‪،‬‬ ‫حيث قام بتقدمي مثال منوذجي من مكتبة املدرسة العمرية‪ ،‬اليت تقع‬ ‫على سفح جبل قاسيون يف الغرب من مدينة دمشق القدمية‪ .‬وقد كانت‬ ‫هذه املكتبة مبثابة مؤسسة كربى يف الفضاء العلمي لدمشق‪ ،‬مبا حوته‬ ‫من آالف املخطوطات‪ .‬ولكن هذه املكتبة اندثرت يف أواخر القرن التاسع‬ ‫عشر امليالدي‪ ،‬ومل يصل إلينا كشاف مبحتوياهتا‪ .‬وحىت قبل أن تندثر‪،‬‬ ‫فقد أخرجت العديد من خمطوطات املكتبة وبيعت يف أسواق الكتب‬ ‫باملدينة‪.‬‬ ‫وقد ناقش األستاذ الدكتور هريشلر السبل املتاحة لتتبع رحلة خمطوطات‬ ‫املكتبة العمرية‪ ،‬حيث توجد اليوم مبكتبات دمشق‪ ،‬والقاهرة‪،‬‬ ‫وإستانبول‪ ،‬وباريس‪ ،‬وبرنستون‪ ،‬وبرلني‪ ،‬وذلك بفحص التقاييد‬ ‫املوجودة على املخطوط‪ ،‬مثل التملكات‪ ،‬والوقفيات‪ ،‬واإلجازات‪،‬‬ ‫واألختام‪ ،‬والتعليقات األخرى‪ .‬وقد أشار إىل إمكانية تطبيق هذه املنهجية‬ ‫على مكتبات أخرى‪ ،‬من أجل تتبع رحلة خمطوطاهتا‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فقد قام األستاذ الدكتور هريشلر بلفت االهتمام‬ ‫نواح أخرى للبحث حول موضوع‪ :‬من أين جاءت املخطوطات؟‪ ،‬وأشار‬ ‫إىل ٍ‬ ‫ً‬ ‫إىل أن هذا األمر سيتطلب عمال كبريًا يف األعوام املقبلة‪ ،‬وذلك ملنع‬ ‫تفرقها؛ أخذًا بعني االعتبار احلرب اليت تدور رحاها حاليًا يف سوريا‪،‬‬ ‫حيث أن اآلثار الثقافية‪ ،‬ومنها املخطوطات‪ ،‬قد تضررت بالفعل أو تواجه‬ ‫خطر نقلها بعيدًا عن أماكن حفظها ما قبل احلرب‪.‬‬ ‫وقد أعقبت املحاضرة العديد من األسئلة من قبل احلضور حول جوانب‬ ‫متنوعة متعلقة مبحاضرة األستاذ الدكتور هريشلر‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور كونراد هريشلر‬

‫ضمن سلسلة املحاضرات املقامة يف لندن‪ ،‬قام مركز دراسات املخطوطات‬ ‫اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بتنظيم حماضرة عامة‬ ‫حتت عنوان «بقايا املكتبات املندثرة‪ :‬تتبع املخطوطات الدمشقية»‪ ،‬من‬ ‫إلقاء األستاذ الدكتور كونراد هريشلر؛ وذلك يوم األربعاء ‪ 5‬أبريل‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬مبقر املؤسسة بلندن‪.‬‬ ‫وقد افتتح هذه الفعالية السيد شرف مياين‪ ،‬عضو جملس إدارة مؤسسة‬ ‫رحب بالضيوف الكرام‪ ،‬وأبان عن نية املؤسسة توجيه‬ ‫الفرقان‪ ،‬حيث ّ‬ ‫جزء من أنشطتها ‪ -‬خالل هذا العام ‪ -‬لتسليط الضوء على مصري‬ ‫التراث اإلنساين يف سوريا‪ .‬فبسبب احلرب املستمرة هناك‪ ،‬فإن جزءًا‬ ‫من هذا التراث قد مت تدمريه‪ ،‬بينما ال يزال القسم الباقي يف خطر‪.‬‬ ‫كما ن ّوه إىل أن هذه املحاضرة تأيت ضمن سياق عمل مؤسسة الفرقان‬ ‫اهلادف إىل رفع مستوى الوعي بالتراث املشترك‪ ،‬والتعريف بالتحديات‪،‬‬ ‫ومطالبة اهليئات املعن ّية بالتدخل حلماية وللحفاظ على هذه الكنوز‪،‬‬ ‫سواءًا كانت خمطوطات أو آثار‪ ،‬ومن مث‪ ،‬معرفة مصدر هذه املخطوطات‬ ‫ يف األعوام القادمة ‪ -‬واحليلولة دون تف ّرقها‪ .‬وقد أشار إىل مجلة من‬‫األنشطة القادمة يف هذا العام‪ ،‬ختتص جبوانب خمتلفة من هذا التراث‪.‬‬ ‫وقد قامت السيدة سيليست جياين‪ ،‬مساعدة قسم املكتبة مبؤسسة‬ ‫الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬بتقدمي املحاضرة واملحاضر‪.‬‬ ‫وقد افتتح األستاذ الدكتور كونراد هريشلر حماضرته بتوجيه كلمة شكر‬ ‫لتلكم املؤسسات‪ ،‬خاصة مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬اليت تعمل‬ ‫على حفظ التراث اإلسالمي املخطوط والتعريف به‪ ،‬وإتاحة أمهات الكتب‬ ‫واملصادر للباحثني لالستفادة منها يف عملهم‪.‬‬ ‫بعدها ر ّكز األستاذ الدكتور هريشلر على ثقافة دمشق املكتبية‬ ‫وخمطوطاهتا الغنية حىت القرن العشرين امليالدي‪ .‬وقد ذكر أن املكتبات‬ ‫الوقفية ظهرت بشكل كبري يف الشرق األوسط منذ بدايات القرن الثالث‬ ‫عشر امليالدي‪ ،‬مبا فيها مدينة دمشق‪ .‬أما اليوم‪ ،‬فال وجود ألي من تلك‬ ‫املكتبات‪ .‬وبالتايل فإن األدلة الرئيسية على تارخيها هي ما وصل إلينا من‬ ‫املخطوطات‪ .‬فأحيانًا تكون التقاييد على املخطوط هي الرابط الواضح‬ ‫بينه وواحدة أو أكثر من املكتبات اليت كان حمفوظًا فيها يف القرون‬ ‫األخرية‪ .‬ولكن يف مجلة احلاالت‪ ،‬فهذه األدلة إما غري مكتملة أو مفقودة‬ ‫متامًا‪ ،‬وحتتاج اىل تدعيم من مصادر إضافية‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور كونراد هريشلر‪ ،‬األستاذ صالح شهسواري‪ ،‬األستاذ رشف مياين‬

‫‪5‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫آخـر الزيـارات‬ ‫‪2017/3/15‬‬ ‫زيارة األستاذ فرانك مسيث‪ ،‬مدير الكتب مبوقع ‪.JSTOR‬‬

‫‪2017/4/11‬‬

‫‪2017/3/17‬‬ ‫زيارة األستاذ الدكتور ديفيد كينغ‪ ،‬أستاذ تاريخ العلوم‬ ‫جبامعة جوتة بفرانكفورت‪.‬‬

‫‪2017/4/20‬‬ ‫استضافة طالب املعهد األوروبي للعلوم اإلنسانية برمنغهام‪،‬‬ ‫اململكة املتحدة‪.‬‬

‫زيارة األستاذ إبراهيم العتييب‪ ،‬مدير إدارة املخطوطات واملكتبات‬ ‫اإلسالمية بوزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ‪ -‬الكويت‪.‬‬

‫‪2017/4/10‬‬ ‫زيارة فضيلة الشيخ الدكتور الشريف حامت العوني‪ ،‬أستاذ‬ ‫العلوم اإلسالمية جبامعة أم القرى باململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫كلمة رئيـس املؤسسـة‬ ‫ولا يزال مركز دراسات مقاصد الشر يعة الإسلامية مستمرّا في مسيرته‬ ‫مؤد يا رسالته الرّامية إلى نشر الفكر المقاصدي والبحث فيه‪،‬‬ ‫بخطى ثابتة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ل رائد ة ٍ‬ ‫والارتقاء بالدراسات المقاصدية بإقامة فعاليات مكثفة وأعما ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جازات كبير ة ٍ‪ .‬وفي هذا الإطار‪ ،‬نظم المركز‪ ،‬بالتعاون مع جامعة ابن‬ ‫وإ ن‬ ‫خلدون ومعهد تحالف ا لحضارات‪ ،‬مؤتمرا تحت عنوان «الدين والحضارة‪:‬‬ ‫حفظ العمران مقصد شرعي»‪ ،‬وذلك خلال أيام الجمعة والسبت والأحد‬ ‫‪ 19‬و‪ 20‬و‪ 21‬أكتو بر ‪2017‬م‪ ،‬بجامعة ابن خلدون باستانبول‪ .‬كما نظم‪،‬‬ ‫بالتعاون مع مركز المقاصد للدراسات والبحوث بالر باط‪ ،‬وشعبة الدراسات‬ ‫الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك‪ ،‬بالدار البيضاء‪،‬‬ ‫الدورة العلمية الثالثة في موضوع «مقاصد القرآن ا�لكر يم»‪ ،‬من ‪ 9‬إلى‬ ‫‪ 11‬مايو ‪ ،2017‬بالدار البيضاء بالمم�لكة المغر بية‪ .‬ونظم‬ ‫المركز ‪ ،‬بالتعاون مع جمعية فضاء الأطر‪ ،‬مساء الاثنين‬ ‫‪ 8‬مايو ‪ ،2017‬محاضرة تحت عنوان‪« :‬إشكالية إدراك‬ ‫المصالح ا�لكبرى للأمة‪ :‬رؤ ية نقدية أصولية ومقاصدية‬ ‫وسياسية»‪ ،‬برحاب المدرسة الفندقية في المحمدية‪،‬‬ ‫بالمم�لكة المغر بية‪ .‬وفي مجال المنشورات أصدر المركز‬ ‫«معجم المصطلحات المقاصدية»‪ ،‬الذي أعده الدكتور‬ ‫عبد النور بزّا والدكتورة جميلة تل ِوت والدكتور محَمد‬ ‫عبدو‪ ،‬وأشرف عليه وحرره الدكتور أحمد الر يسوني‪ .‬كما‬ ‫نشر فعاليات الندوة الأولى في «الفنون في ضوء مقاصد‬ ‫الشر يعة الإسلامية»‪ ،‬التي ن ّظمها المركز يومي السبت‬ ‫والأحد‪ 5 ،‬و‪ 6‬نوفمبر ‪2016‬م‪ ،‬بمدينة استانبول‪ ،‬بتركيا‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬قام بإصدار ثلاث محاضرات‪ ،‬كانت الأولى‬ ‫للدكتور إ براهيم البيومي غانم تحت عنوان «إشكالية ُ‬ ‫إدرا ِ‬ ‫ك المصالح ِ ا�لكبرى للأمّة ِ‪ :‬رؤ ية ٌ نقدية ٌ أصولية ٌ ومقاصدية ٌ وسياسية ٌ»‪،‬‬ ‫وكانت الثانية للدكتور أحمد الر يسوني تحت عنوان «مق َاصد الآيات بين‬ ‫عموم اللفظ وخصوص السبب»‪ ،‬أما الثالثة فكانت للدكتورة جميلة تلوت‬ ‫تحت عنوان‪« :‬مقاصد الأسرة في القرآن‪ :‬من الإنسان إلى العمران»‪.‬‬

‫إنه لمن دواعي سروري‪ ،‬أصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء مجلس إدارة‬ ‫مؤسسة الفرقان وأعضاء مجلس خبرائها ومستشار يها وموظفيها‪ ،‬أن أضع‬ ‫بين أيدي قراءنا الأعزاء العدد السادس عشر من النشرة الإخبار ية‪،‬‬ ‫وقد تزامن مع بلوغ مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ثلاثين سنة من‬ ‫تأسيسها‪ ،‬حيث بلغت مرحلة من الرشد والنضج تبعث على الفخر‪ ،‬لنلتقي‬ ‫من خلال هذه النافذة‪ ،‬و نحيطهم علمًا بأنشطة المؤسسة وجهودها الدؤو بة‪،‬‬ ‫وإ نجازاتها التراثية الحضار ية خلال السنة الماضية‪ ،‬التي كانت بحق سنة‬ ‫عمل دؤوب‪ ،‬وفعاليات متنوعة‪ ،‬كما كانت سنة توثب وقفزة نوعية في‬ ‫سعيًا منها لتحقيق ما تستطيع نحو أداء رسالتها‬ ‫مجال الفعاليات والأنشطة‪َ ،‬‬ ‫في مجال المحافظة على تراث أمّتنا الحضاري الزاخر‪ ،‬راجين من ال ل��ه تعالى‬ ‫التوفيق والسداد‪ ،‬وأن يحوز على الرضى والقبول‪ ،‬وأن‬ ‫يجد فيه‪ -‬قراءنا الأعزاء‪ -‬ما يفيدهم و يمتعهم و ينفعهم‪.‬‬

‫وضمن استراتيجية مدروسة وا ضحة ومرونة في الأداء‪ ،‬ن ّظم‬ ‫مركز دراسات المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان‬ ‫فعاليات شتى‪ ،‬كان أهمها المؤتمر الثامن عن المخطوطات‪،‬‬ ‫الذي انعقد يومي السبت والأحد ‪ 27-26‬نوفمبر بمدينة‬ ‫استانبول‪ ،‬تحت عنوان‪« :‬القرآن ا�لكر يم من التنز يل إلى‬ ‫ال َت ّدو ين»‪ ،‬كما نظم المركز بمكتبة الإسكور يال بمدر يد‪،‬‬ ‫من ‪ 3‬إلى ‪ 7‬يوليو ‪2017‬م‪ ،‬دورة تدر يبية رابعة في علم‬ ‫ا�لكوديكولوجيا‪ ،‬تحت عنوان‪« :‬ا�لكوديكولوجيا العر بية‪:‬‬ ‫التراث الإسلامي المخطوط في مجموعة الإسكور يال»‪.‬‬ ‫و بالتعاون مع مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة‬ ‫(بالمم�لكة المتحدة)‪ ،‬قام المركز بتنظيم ندوة بعنوان‬ ‫«العلوم والهندسة في التراث الإسلامي»‪ ،‬وذلك يوم السبت ‪ 18‬مارس‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬بالمقر الرئيسي للمؤسسة‪ .‬وضمن سلسلة المحاضرات‪ ،‬ر تّب المركز‬ ‫لمحاضرة عامة تحت عنوان «بقايا المكتبات المندثرة‪ :‬تتبع المخطوطات‬ ‫الدمشقية»‪ ،‬من إلقاء الأستاذ الدكتور كونراد هيرشلر‪ ،‬وذلك يوم الأر بعاء‬ ‫‪ 5‬أبر يل ‪2017‬م‪ ،‬بمقر المؤسسة بلندن؛ كما شهدت قاعة المحاضرات بمقر ّ‬ ‫المؤسسة بلندن‪ ،‬يوم الأر بعاء ‪ 4‬أكتو بر ‪ ،2017‬محاضرة عامّة بعنوان‬ ‫ن العديم العقيلي وتار يخُه ا�لكبير»‪ ،‬من إلقاء الأستاذ‬ ‫خ حلب اب ُ‬ ‫«مؤرّ ِ ُ‬ ‫الدكتور المهدي عيد الرواضية‪ ،‬مساعد المدير العام لمؤسسة آل البيت‬ ‫الإسلامي ‪ ،‬بالأردن‪ .‬وفي مجال المطبوعات‪ ،‬شملت إ نجازات‬ ‫الم�لكية للفكر‬ ‫ّ‬ ‫المركز إصدار كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد في حديث‬ ‫رسول ال ل��ه صلى ال ل��ه عليه وسلم‪ ،‬لابن عبد البر‪ ،‬من إشراف و تحقيق‬ ‫الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬وفر يقه؛ كما نشر كتاب ديوان رسائل‬ ‫ابي ‪ ،‬من تحقيق الدكتور إحسان ذنون‬ ‫الصابي لأبي إ سحاق إ براهيم َ ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫الثامري‪ .‬وأصدر المركز النسخة الإنجليز ية من فعاليات المؤتمر السادس‬ ‫في مجال المخطوطات‪ ،‬تحت عنوان تحقيق المخطوطات الإسلامية في مجال‬ ‫العلوم الانسانية والاجتماعية‪ ،‬الذي ن ّظمته المؤسسة في ‪ 26‬و‪ 27‬نوفمبر‬ ‫‪ ،2013‬و النسخة العر بية من المؤتمر السابع عن المخطوطات‪ ،‬تحت عنوان‬ ‫تحقيق المخطوطات الأدبيّة واللغو يّة‪ ،‬الذي ن ّظمته المؤسسة في ‪ 25‬و‪26‬‬ ‫نوفمبر ‪ .2015‬كما نشرت المؤسسة النسخة الإنجليز ية لمحاضرتين للدكتور‬ ‫قاسم السامرائي‪ ،‬كانت الأولى تحت عنوان التحقيق النقدي للمخطوطات‬ ‫في الماضي والحاضر والمستقبل‪ ،‬أما الثانية فبعنوان الرقوق القرآنية في‬ ‫جامعة برمنجهام وعلم تطوّر الخط القرآني‪.‬‬

‫ومن جانبه أصدر مركز موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة‪ ،‬في الفترة‬ ‫الماضية‪ ،‬المجلد الثامن من الموسوعة‪ ،‬والذي يضم سبعة وثمانين وثلاثمائة‬ ‫مدخل‪ ،‬تبدأ بـ «الحجرة النبو ية الشر يفة‪ ،‬وتنتهي بـ «حلقات العلم في‬ ‫الحرمين الشر يفين»‪.‬‬ ‫وإلى جانب كل هذه الفعاليات والأنشطة والمنشورات‪ ،‬شهدت المؤسسة‬ ‫ز يارات كثيرة من قبل المؤسسات والأفراد‪ ،‬كما شاركت في عدة‬ ‫معارض دولية‪.‬‬

‫وفي الختام‪ ،‬يطيب لي أن أقدم خالص الشكر والثناء والتقدير لجميع الذين‬ ‫ٍ‬ ‫أسهموا في هذه الأعما ٍ‬ ‫جازات العظيمة ٍ والمكتسبات‬ ‫ل الرائد ة ٍ والإ ن‬ ‫ا�لكثيرة والنجاحات ا�لكبيرة‪ ،‬و بذلوا الجهود العلمية الضخمة والجلَِيلة‪،‬‬ ‫مهمتها‪ ،‬بخطى وئيدة‬ ‫لتواصل المؤسسة‪ ،‬بمراكزها الثلاث‪ ،‬مسيرتها في إ نجاز ّ‬ ‫المهمة‬ ‫حيَدٍ أو عدول عن الطر يق‪ ،‬واضعة ً في الحسبان أ ّن‬ ‫ثابتة‪ ،‬من غير َ‬ ‫ّ‬ ‫شا ق ّة‪ ،‬تت ّطلب ضميرّا حيّا‪ ،‬وصبرا وجل َدا‪ ،‬وأمانة متناهية‪.‬‬ ‫وأسال ال ل��ه –تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدينا إلى مواقع ا لحق والصواب‪،‬‬ ‫وأن يرزقنا جميعا ً صادق القول وصالح العمل‪،‬‬

‫وال ل��ه من وراء القصد‪ ،‬وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫أحمد زكي يماني‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫شتاء ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫حمتويات العدد‬ ‫كلمة رئيس املؤسسة ‪3 ............................................................................................................................‬‬ ‫آخر الزيارات ‪4 .............................................................................................................................................‬‬ ‫حمـاضـرات الفـرقـان ‪5 ...........................................................................................................................‬‬ ‫«بقايا املكتبات املندثرة‪ :‬تت ّبع املخطوطات الدمشقية»‪ ،‬حماضرة لألستاذ الدكتور‬ ‫كونراد هريشلر ‪5 .............................................................................................................................................‬‬ ‫خيه الكبري»‪ ،‬حماضرة لألستاذ الدكتور املهدي‬ ‫ابن العدمي العقيلي وتار ُ‬ ‫«مؤ ِّر ُخ حلب ُ‬ ‫عيد الرواضية ‪6 ................................................................................................................................................‬‬ ‫إدراك املصا ِحل الكربى لأل ّم ِة رؤي ٌة نقدي ٌة‪ :‬أصولي ٌة ومقاصدي ٌة وسياسي ٌة»‪،‬‬ ‫«إشكالي ُة ِ‬ ‫حماضرة لألستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن ‪7 ................................................................‬‬ ‫الدورات ‪8 .........................................................................................................................................................‬‬ ‫الدورة التدريبية الرابعة يف علم الكتاب املخطوط (الكوديكولوجيا)‪« :‬الكوديكولوجيا‬ ‫العربية‪ :‬التراث اإلسالمي املخطوط يف جمموعة اإلسكوريال» ‪8 ........................................‬‬ ‫الدورة العلمية الثالثة عشر يف مقاصد الشريعة اإلسالم ّية‪« :‬مقاصد القرآن‬ ‫الكرمي» (‪9....................................................................................................................................................)3‬‬ ‫الندوات ‪15.......................................................................................................................................................‬‬ ‫ندوة علمية ‪« :‬العلوم واهلندسة يف التراث اإلسالمي» ‪15.......................................................‬‬ ‫املؤمترات ‪21.....................................................................................................................................................‬‬ ‫مؤمتر‪« :‬القرآن الكرمي من التزنيل إىل التَّدوين» ‪21 ...............................................................‬‬ ‫مؤمتر‪« :‬الدين واحلضارة‪ :‬حفظ العمران مقصد شرعي» ‪26 .........................................‬‬ ‫صدر حديثا ‪28 ...........................................................................................................................................‬‬ ‫«التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد يف حديث رسول اهلل» حققه وعلق‬ ‫عليه بشار عواد معروف وآحرين ‪28....................................................................................................‬‬ ‫«ديوان رسائل الصايب»‪ ،‬مجع وحتقيق ودراسة الدكتور إحسان ذنون الثامري‪28 ....‬‬ ‫«التحقيق النقدي للمخطوطات يف املاضي واحلاضر واملستقبل»‪ ،‬إعداد قاسم‬ ‫السامرائي ‪29....................................................................................................................................................‬‬ ‫«الرقوق القرآنية يف جامعة برمنجهام وعلم تط ّور اخلط القرآين»‪ ،‬إعداد‬ ‫قاسم السامرائي ‪29.....................................................................................................................................‬‬ ‫«حتقيق املخطوطات اإلسالمية يف جمال العلوم اإلنسانية واالجتماعية»‪،‬‬ ‫(جمموعة حبوث ‪ -‬النسخة اإلجنليزية) ‪30..............................................................................‬‬ ‫«الفنون يف ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية»‪ ،‬حترير إبراهيم البيومي غامن ‪30...........‬‬ ‫حممد‬ ‫«معجم املصطلحات املقاصدية» إعداد عبد النور بزّا ‪ -‬مجيلة ت ِلوت ‪َ -‬‬ ‫عبدو‪ ،‬إشراف وحترير أمحد الريسوين ‪31 ................................................................................‬‬ ‫إدراك املصا ِحل الكربى لأل ّم ِة‪ :‬رؤي ٌة نقدي ٌة أصولي ٌة ومقاصدي ٌة وسياسي ٌة»‬ ‫«إشكالي ُة ِ‬ ‫إعداد إبراهيم البيومي غامن ‪31................................................................................................................‬‬ ‫«مقاصد األسرة يف القرآن‪ :‬من اإلنسان إىل العمران»‪ ،‬إعداد مجيلة ِتلوت ‪32..................‬‬ ‫«مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب» إعداد أمحد الريسوين‪32.......‬‬ ‫أماكن توزيع مطبوعات مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ‪33..........................‬‬ ‫مراجعة كتاب ‪34.........................................................................................................................................‬‬ ‫مـعــارض الـكـتاب ‪35 ..................................................................................................................................‬‬ ‫مؤسسة العدد ‪36......................................................................................................................................‬‬ ‫ّ‬ ‫مكتبة املسجد األقصى ‪36............................................................................................................................‬‬

‫النشرة اإلعالمية‪ :‬العدد السادس عشر‪ ،‬شتاء ‪2017‬‬

‫الناشر مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي‬ ‫‪:‬‬

‫مجلس الإدارة‬

‫رئيس المؤسسة‪:‬‬

‫معالي الشيخ أحمد زكي يماني‬

‫أعضاء مجلس الإدارة‪:‬‬

‫الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو‬ ‫الأستاذ الدكتور محمد سليم العو ّا‬

‫الأستاذ شرف يماني‬

‫المدير التنفيذي‪:‬‬

‫الأستاذ صالح شهسواري‬

‫العنوان‪:‬‬ ‫‪22A Old Court Place‬‬

‫‪London, W8 4PL‬‬ ‫‪England – UK‬‬

‫الهاتف‪:‬‬

‫‪+44 (0) 20 3130 1530‬‬

‫الفاكس‪:‬‬

‫‪+44 (0) 20 7937 2540‬‬

‫البريد الإ�لكتروني‪:‬‬

‫‪info@al-furqan.com‬‬ ‫‪www.al-furqan.com‬‬

‫‪2‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


‫ ‬ ‫النشرة الإعلامية‪ :‬العدد السادس عشر‬

‫النشرة اإلعالمية‬

‫شتاء ‪2017‬‬

‫العدد السادس عشر‬

‫يف هذا العدد‪:‬‬

‫الزيارات‬ ‫حماضرات الفرقان‬ ‫الدورات التدريب ّية‬ ‫الندوات‬ ‫املؤمترات‬ ‫إصدارات املؤسسة‬ ‫مراجعة كتاب‬ ‫معارض الكتاب‬ ‫مؤسسة العدد‬

‫شتاء ‪2017‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪WWW.AL-FURQAN.COM‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.