النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
العنوان:
شتاء 2017
مدخل مقر مؤسسة الفرقان للثراث الإسلامي -لندن 22A Old Court Place London, W8 4PL England – UK
الهاتف:
البريد الإ�لكتروني:
+44 (0) 20 3130 1530
info@al-furqan.com
+44 (0) 20 7937 2540
www.al-furqan.com
الفاكس:
40
صفحة المؤسسة:
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
باحة مكتبة املسجد األقىص
• •يوجد تداخل يف جمموعات املكتبات ،مما يدل على وجود اسلوب لتبادل املخطوطات ونسخها أو استعارهتا ،فمثال جند يف املكتبة اخلالدية خمطوطات تعود لعلماء من القدس ،ويبدو انه مت استعارهتا من مكتبة الشيخ حممد اخلليلي. • •اخلزن السيء هلذه املخطوطات يف أماكن تارخيية قدمية ،تعاين من الرطوبة ومن قلة دخول الشمس والتهوية فيها ،مما ادى إىل ان تعاين من انتشار األرضة. • •اقتصار االهتمام هبذه الثروة الثقافية على جمموعة قليلة من العلماء واملهتمني ،ومل يترجم هذا االهتمام إىل توجه عام سواء من املؤسسات او من الشعب. • •فقدان جزء من هذا التراث ،سواء عن طرق نقله إىل اخلارج او اندثاره نتيجة عوامل خمتلفة. 2 • •واملعلومات عن مكتبات وخمطوطات القدس، واليت تشكل جزءا من تاريخ املدينة الثقايف ال زالت متناثرة يف بطون الكتب ،ومل تتم دراستها او مجعها ،وتزخر الكتب مبعلومات متفرقة عن مكتبات وخمطوطات القدس ،خاصة حني تتم الترمجة الحد من علمائها ،كما ان سجالت املحكمة الشرعية 3يف القدس حتتوي على معلومات قيمة عن مكتبات املدارس واملساجد والعلماء.
االجازات رقم 653
وميكن وضع املالحظات املشتركة التالية جلميع املخطوطات يف فلسطني على االقل: • •رغم ما حتويه هذه املكتبات من تراث عريب- إسالمي ،يعترب شاهدا على استمرارية الوجود العريب واإلسالمي يف هذه املدينة ،فأنه مل يتم التعرض للتعريف مبجموعات هذه املكتبات وتارخيها وال ملؤسسيها إال بشكل حمدود ،واالهتمام مبجموعات خمطوطات فلسطني سواء العائلية او الرمسية يرجع إىل النصف الثاين من القرن العشرين ،اذا ما استثنينا بعضا من املعلومات عن هذه املجموعات او تلك ،وردت يف مقال او كتاب هنا وهناك ،واملحاولة الوحيدة املنقوصة واليت متت لتصوير املخطوطات، قام هبا القسم الثقايف يف اجلامعة العربية يف سنوات اخلمسينات من القرن العشرين ،حيث قامت بعثة بزيارة الماكن املخطوطات يف القدس ،وصورت عدة عشرات من النسخ املختارة من هذه املكتبات .1 • •اجلزء االكرب منها يتعلق بالعلوم االنسانية والدين اإلسالمي بفروعه املعرفية ،يف حني ان املخطوطات العلمية حمدودة ،كما ان اغلبها كتب باللغة العربية، ويف كل مكتبة عدد متفاوت من النسخ اليت كتبت باللغة العثمانية والفارسية.
2أعاد السيد صالح الدين المنجد نشر اربع مقاالت حول مخطوطات فلسطين في القدس ونابلس ،كتبها اسعد طلس وعبد هللا مخلص ومحمد دروزة ،وحرر المقاالت وعمل لها فهارس مختلفة ونشهرها تحت اسم :المخطوطات العربية في فلسطين ،تحرير صالح الدين المنجد ،بيروت :دار الكتاب الجديد.1982 ، وهي سجالت مهمة جدا حول تاريخ القدس االجتماعي واالقتصادي 3 والثقافي ،وتغطي الفترة العثمانية من سنة 1917 -1529وحتى االن ال يوجد فهارس لهذه السجالت ،ولذلك فالتعامل معها صعب ويحتاج إلى الوقت من اجل الوصول إلى معلومات محددة ،اضافة إلى الحاجة للتمرس على قراءة خطوط الوثائق المختلفة التي تحتويها.
1ما قامت به الجامعة العربية ممثلة في القسم الثقافي ،كان من ضمن مشروع بتصوير مخطوطات مختارة من مكتبات العالم اإلسالمي ،وقد نشرت في سنوات الستينات من القرن العشرين ،فهارس لهذه المصورات حسب الموضوعات من قبل المرحوم فؤاد السيد ،تحت اسم “فهارس المخطوطات المصورة” من قبل الجامعة العربية.
39
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
الوضع املادي للمخطوطات من النادر ان جتد خمطوطة يف القدس ختلو من اثار االرضة ،وطبيعي ان املوضوع يتفاوت ما بني خمطوطة واخرى او جمموعة واخرى ،فنجد ما وصلنا من جمموعة الشيخ حممد اخلليلي (ت )1734ان اكثر من ثلثها يعاين من تأكل يصل إىل ما بني 100%-70 من الدمار ،وهذا القسم من الصعب ان مل يكن من املستحيل التعامل معه يف الترميم ،فهو حيتاج إىل موازنات ليس يف الوارد توفرها ،ونتج هذا الوضع بسبب تنقل املكتبة على مر العقود من مكان إىل اخر، وذلك تبعا ملا يقرره متويل الوقف ،وادى ذلك إىل سقوط االف االوراق من خمطوطاهتا وهو ما اصبح يعرف بالدشت ،وقد رافق املكتبة يف حلها وترحاهلا وبالتايل كان يزداد بارتفاع مرات تنقل املكتبة، وجتري حماوالت االن العادة بعض من تلك االوراق إىل االصل اذا وجد.
صورة الوجيز رقم 1052
وال يفوتين ان اذكر نقطة اظن ان مجيع مكتبات املخطوطات يف العامل العريب تتساوى فيها ،وهي ان وضع املخطوطات يف مدن فلسطني بل ويف بالد الشام يتشابه يف اقطارها مجيعا ،وان وجد بعض التفاوت الذي رمبا يتمثل يف بداية االهتمام باملحافظة على هذه املخطوطات بني قطر واخر، وبداية نشر الفهارس يف قطر قبل غريه ،ميكن تقدير عدد املخططات يف فلسطني حبوايل عشرة أالف خمطوطة موزعة يف املكتبات املختلفة يف مدن السلطة الفلسطينية ،لعل أمهها وأكثرها عددًا ما هو حمصور يف املدينة املقدسة ،ففيها عدة مكتبات يتفاوت عدد املخطوطات فيها.
صورة الروضة رقم ،824اثار االرضة وهي من مكتبة الخلييل
احدى خزائن حفظ املخطوطات
38
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
صورة نور رقم :203مخطوطة النوادر السلطانية واملحاسن اليوسفية
صورة رقم ،78صفحة : 1الفوائد املنتقاة الحسان من الصحاح والغرايب
املخطوطات اشتهرت مكتبات املدينة يف االساس لكوهنا حتوي جمموعات متفاوتة من املخطوطات ،وبالتايل فهي مكتبات للبحث يف االساس ومبعىن اخر هي مكتبات مرجعية لقطاع حمدد من الباحثني ،ومن ضمن هذه املكتبات مكتبة املسجد األقصى ،ونتعرض بشكل عام ملخطوطاهتا. متتلك املكتبة اكثر من الفي عنوان من املخطوطات اليت ترجع إىل فترات إسالمية خمتلفة ،من القرن احلادي عشر إىل هناية الفترة العثمانية سنة ،1917واكثر موضوعاهتا تتعلق بالدين اإلسالمي واالدب واللغة العربية ،وحوايل 20%منها يتعلق مبوضوعات تارخيية وعلمية ،وقد مت حىت االن نشر اربعة اجزاء من فهارس املخطوطات ،وطبع اجلزء االول يف القدس سنة 1980والثاين يف االردن سنة ،1983ونشرت مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بلندن اجلزء الثالث والرابع.
تشتمل املجموعة على بعض املخطوطات اليت تعترب من النوادر ،فمثال متتلك املكتبة نسخة ترجع إىل حياة املؤلف هباء الدين يوسف بن شداد (ت )1234/632 واليت كتبها عن حياة وفتوحات السلطان صالح الدين االيويب ،ومت نسخه يف حياة املؤلف سنة ( ،)1228/626وعنواهنا “النوادر السلطانية واملحاسن اليوسفية” ،واشري إىل نسخة اخرى يف احلديث ،ومؤلفها ابو احلسن علي اخللعي (ت ،)1099/492وعنواهنا “الفوائد املنتقاة احلسان من الصحاح والغرايب” وتاريخ نسخها ،1216/613 وهي على مثانية اجزاء ،وامهيتها تنبع من كثرة السماعات اليت دونت يف بداية وهناية كل جزء، وبعض السماعات ترجع إىل حياة املؤلف ،واملثال االخر هو خمطوط حيمل ستة اجازات لعلماء حمليني من القدس ،ويرجع إىل منتصف القرن السابع عشر، وهي جمموع االجازات اليت حازها حممد بن عقيلة، وعنواهنا “ الفوائد اجلليلة يف مسلسالت حممد بن عقيلة” ،واخريا نذكر بعض مؤلفات الشيخ حممد اخلليلي املوجودة يف مكتبته ،ومنها “القول املختار يف بعض ما يف اسم حممد من االسرار”“ ،تاريخ بناء البيت املقدس” وقد نشرته مؤسسة الفرقان. 37
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
مؤسسة العدد ّ مكتبة املسجد األقصى من اآلثار الثقافية يف مدينة القدس ،الىت ال زالت ماثلة يف املدينة ،ما اصطلح على تسميتها بـ «املكتبات العائلية « ،وهي مكتبات أسسها علماء يف فترات متفاوتة ،نتيجة جهودهم واهتماماهتم العلمية والفردية ،ونتيجة للظروف السياسية الىت مرت بفلسطني يف القرنني املاضيني .مل يلتفت أحد إىل هذه املكتبات إال بشكل حمدود ،كما مل يرد هلا ذكر إال يف عدة سطور ال تتعدى أصابع اليد ،أو ذكرت أمساء هذه املكتبات يف بعض الدراسات اليت تعرضت للقدس ،أوللحياة الثقافية يف املدينة املقدسة ،واقتصرت هذه املعلومات على إشارات عامة ،ومل يتحول االهتمام هبذه املكتبات إىل شكل عملي، وبقي يدور يف جمال اخلطاب السياسي ،إذا ما استثنينا ما قامت به مؤسسة الفرقان من توجه حلصر ودراسة املخطوطات اإلسالمية يف العامل قاطبة منذ الربع االخري يف القرن املاضي ،ويف عصرنا احلايل بدأ توجه لتمويل إحياء هذه املكتبات من قبل األيدي اخلرية يف العامل. اشتهرت عدة مكتبة يف املدينة قبل أكثر من قرن من الزمن وال زالت ،واملكتبات يف القدس القدمية تتمثل يف :املكتبة اخلالدية ،املكتبة البديرية ،مكتبة الزاوية األزبكية ومكتبة املسجد األقصى.
املسجد األقىص
مصادر جمموعات املكتبة: جاءت مقتنيات املكتبة من أكثر من مصدر ،وميكن تقسيمها إىل ما يلي: بقايا مكتبات املدارس يف مدينة القدس ،وغالبيتها مناملخطوطات اإلسالمية واليت كتب أغلبها باخلط العريب وجزء منها باللغة التركية (العثمانية) وآخر بالفارسية. جمموعات خمطوطات مكتبة احلرم الشريف ،وخاصةمكتبة قبة الصخرة واملسجد األقصى ،واغلب خمطوطاهتا هي مصاحف ترجع إىل فترات إسالمية خمتلفة ،وجزء منها خمطوطات يف املوضوعات الدينية. مكتبات بعض مشايخ القدس ،مثل مكتبة القاضي الشيخعبد القادر عابدين ،مكتبة الشيخ خليل اخلالدي ،مكتبة الشيخ حممد اخلليلي.
مدخل مكتبة املسجد األقىص
مكتبة املسجد األقصى: يرجع تاريخ تأسيس مكتبة األقصى إىل فترة االنتداب الربيطاين ،حيث كان أول قرارات املجلس اإلسالمي األعلى يف فلسطني تأسيس املتحف اإلسالمي ومكتبة حتت اسم « دار كتب املسجد األقصى» وافتتحت يف الثاين من نوفمرب سنة ،1922وأخريا يف سنة 2000استقرت يف البناء احلايل الذي يقع إىل اجلنوب من ساحات املسجد األقصى والذي يعرف مبسمى «مسجد النساء».
مدخل مكتبة املسجد األقىص وتظهر يف الخلفية قبة املسجد األقىص
36
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
مـعــارض الـكـتـاب مشاركة مؤسسة الفرقان يف معارض الكتاب
معرض الجزائر للكتاب
معرض الدار البيضاء
مشاركة مؤسسة الفرقان يف معارض الكتب واصلت مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي تقليدها يف املشاركة مبعارض الكتب الدولية .وقد شاركت خالل هذه السنة ()2017 يف أربعة معارض: معرض الدار البيضاء (من 9إىل 19فرباير )2017؛ وكانتاملشاركة السابعة للمؤسسة يف هذا املعرض. معرض اجلزائر (من 25أكتوبر إىل 4نوفمرب )2017؛وكانت املشاركة الرابعة للمؤسسة يف هذا املعرض. معرض الشارقة (من 1إىل 11نوفمرب )2017؛ وكانتالشاركة السابعة للمؤسسة يف هذا املعرض. معرض الكويت (من 15نوفمرب إىل 25نوفمرب )2017؛وكانت املشاركة الثانية للمؤسسة يف هذا املعرض.
عرضت املؤسسة يف هذه املعارض منشوراهتا املختلفة ضمن جماالت اهتمامها الثالث :جمال املخطوطات ،وجمال املقاصد وجمال الدراسات حول مكة املكرمة واملدينة املنورة. ناهزت منشورات الفرقان الـ 180عنوانا يف أكثر من 320 جملدا ،تشمل فهارس جماميع املخطوطات اإلسالمية يف املكتبات الرائدة ،ودراسات حول املخطوطات ،ومنشورات ببليوغرافية (مثبتة باملراجع واملصادر)؛ ودراسات حول مقاصد الشريعة اإلسالمية ،باإلضافة إىل أعمال مؤمترات الفرقان ،وندواهتا األكادميية ،ودوراهتا التدريبية وحماضراهتا العامة.
معرض الكويت للكتاب
معرض الشارقة للكتاب
35
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
مراجعة كتاب ومن الدراسات الالفتة «حدود حرم املدينة املنورة، أعالم» ،وهو موضوع كبري ،تناول بدقة ومشول وتوثيق كامل كل اإلسهامات واجلهود اليت انتهت إىل حتديد مواقع أعالم حرم املدينة املنورة ،يف وقتنا احلاضر.
اجمللد الثامن ملوسوعة مكة املكرمة واملدينة النورة
أما احللقات العلمية اليت عقدت يف ساحات الشريفني، احلرمني منذ عهد الرسول ﷺ واستمرت حىت الوقت احلاضر ،حتت رعاية عشرات اآلالف من كبار علماء اإلسالم ،واليت تغطيها مبداخل منفردة حتت أمساء أصحاهبا، ضمن السياق اهلجائي ألصحاب تلك احللقات ،فقد استأثرت مبقالة عامة، تناولت احللقات العلمية يف احلرمني الشريفني ،منذ نشوئها وحىت الوقت احلاضر. املجلد الثامن ملوسوعة مكة املكرمة واملدينة املنورة.
كما حيفل هذا املجلد من املوسوعة مبئات من املوضوعات، اليت تقع ضمن األهداف اليت رمستها املوسوعة، والنطاقات املوضوعية الهتماماهتا التارخيية واحلضارية للمدينتني املقدستني ،منها االهتمام بسرية املصطفى ﷺ ،وغزواته ،واملواضع اليت صلى فيها؛ وكذلك تدوين احلديث الشريف ،بتركيز على رواته من املكيني واملدنيني.
صدر مؤخرا عن مركز املوسوعة مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي املجلد الثامن ملوسوعة مكة املكرمة واملدينة املنورة. اختصت مواد املجلد الثامن باملداخل املوضوعية اليت تندرج حتت حرف (احلاء) ،وهو احلرف الذي بدأ من املجلد السابع ،وغطى مداخل املجلد الثامن بأكملها، وسوف يستمر إىل قرابة نصف املجلد التاسع ،بإذن اهلل .ويضم هذا املجلد من املوسوعة سبعة ومثانني وثالمثائة مدخل ،تبدأ بـ «احلجرة النبوية الشريفة، وتنتهي بـ «حلقات العلم يف احلرمني الشريفني».
هذا غيض من فيض جلهد كبري ،أبطاله باحثون جادون يعملون لترسيخ منهجية علمية ملدرسة «موسوعة مكة املكرمة واملدينة املنورة» ،بقيادة املحرر الرئيس للموسوعة ،األستاذ الدكتور عباس صاحل طاشكندي؛ سائلني املوىل عز وجل أن يثيب اجلميع أجر ما عملوا ويعملون .آمني.
إن مراجعة مواد هذا املجلد تستلزم اإلشارة إىل أبرز مساته؛ فقد برزت املدينة املنورة يف كثري من املقاالت، وكانت احلجرة الشريفة ،على ساكنها أفضل الصالة وأمت التسليم ،فاحتة خري وشرف يف هذا العمل اجلليل، فاشتملت التغطية على تارخيها ،وعمارهتا ،وكسوهتا، ونفائسها ،وصفة قبورها ،وخدمها ،ووقفها ،وشيوخها، إىل غري ذلك من العناصر املوضوعية اليت اختصت باحلجرة النبوية الشريفة. 34
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
أماكن توزيع مطبوعات مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي
33
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
«مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب»
«مقاصد األسرة يف القرآن: من اإلنسان إىل العمران»
إعداد أمحد الريسوني
إعداد مجيلة ِتلوت
عرفت األسرة اهتماما كبريا من خمتلف التشريعات السماوية والوضعية قدميا؛ فقد أولتها احلضارات القدمية عناية كربى ،لدورها االجتماعي واالقتصادي والسياسي، مما يؤكد إمجاع العقالء على أمهية األسرة ومركزيتها يف االجتماع اإلنساين؛ لكن مستويات االهتمام ومعامل التصور ختتلف حبسب مجلة من املحددات. ويتم ّيز فقه األسرة يف القرآن الكرمي بتفصيل تشريعي ومقاصدي دقيق ،يتناسب ومركزية األسرة يف هنوض احلضارات وارتقائها .إال أن املتأمل يف واقع األسرة اليوم، يتحتم عليه إبصار روح العصر بفهم كلي ،يقتضي اجلمع بني خمتـلف املنظورات واملقاربات اليت تعاجل االجتماع األسري ،األمر الذي يستلزم إعادة ترتيب املقاصد، باعتبارها الغايات الكربى اليت ينشدها االجتماع األسري، وربطها مبقتضيات اإلنسان وأحوال العمران. ومن املقاصد األسرية املرتبطة بـ «حفظ اإلنسان» ،ما تعلق بوجوده التكويين ،حنو حفظ النوع وحفظ النسل ،أو ما أسس لوجوده األخالقي كالتزكية ،أو ما رسخ لوجوده االنتمائي حبفظ النسب؛ أما مقاصد األسرة باعتبارها اجتماعا ،فمتعددة ،منها :اإلحصان والعفاف والسكن والتراحم. اإلنسان واالجتماع األسري مقاصد األسرة يف القرآن وتتع ّدى َ ُ املحدود ،إىل االجتماع اإلنساين املمدود؛ ومن املقاصد اليت حتققها األسرة يف سبيل حفظ أ ّمة «اإلنسان» :حفظ الفطرة، «التوحش» ،الذي باعتبارها مشتر ًكا إنسان ًيا حيول دون ّ بالتفسخ واالحنالل ،ومقصد التعارف يعود على االجتماع ّ بشروطه األخالقية ،لكونه شرط التواصل الف ّعال بني الناس لتحقيق «التراحم» ومنع التدابر واالنفصال.
يف هذا الكتاب تتداخل حقول علمية خمتلفة وتتفاعل، وهي :علوم القرآن والتفسري ،وعلم أصول الفقه ،ومقاصد الشريعة .هذا عدا ما لفقه اللغة فيه من نصيب. واملقاصد املعنية يف هذا البحث هي مقاصد اآليات ،أي دالالهتا ومعانيها املقصودة ،خاصة حني ُتربط بسبب نزوهلا. ومراعاة املقاصد يف االجتهاد ،هلا وجوه ومراحلُ عديدة، منها عشرة أوجه ،وأوهلا :معرفة مقاصد اخلطاب ،أي: « َت َـح ـ ِّري املعىن املقصو ِد بالنص وبألفاظه ،وهل هو نفسه ما يلوح ويتبادر من اخلطاب وظاهر دالالت األلفاظ ،أو هو غ ُري ذلك مما يدل عليه السياق أو غريه من القرائن واألدلة .ذلك ،أن ما يعنينا من أي خطاب شرعي ،إمنا هو املعىن الذي أراده الشارع ،وليس فقط داللة األلفاظ والعبارات مبعانيها الوضعية واملعجمية ،أو دالالهتا األولية الظاهرة» ،كما شرحه الدكتور الريسوين يف كتابه مقاصد املقاصد ،ص .56 يف هذا الوجه من وجوه التقصيد ،يندرج موضوع هذه الورقة «مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب». ناقش الكاتب قضية «مقاصد اآليات بني عموم اللفظ بعمق وخصوص السبب» بتشعباهتا وأطرافها ،كعادته، ٍ وروي ٍة ،وخاض عباهبا حبثًا ودرسًا ،وأخذًا وردًا ،ونقدًا واجتهادًا ،سع ًيا إىل اجلمع بني التحقيق والتطبيق .وأشبع األستاذ الدكتور يف كل مراحل حبثه العلمي الرصني بأمثلة شارحة ،شافية ومقنعة. وأوىل الكاتب القاعدة األصولية «العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب» اهتماما خاصا ،مبحتواها أو أبعادها وحدودها ،من أجل فهمها على حقيقتها ،ألهنا معادلة دقيقة، يفضي امليل إىل أحد طرفيها -غفل ًة عن الطرف اآلخر أو ً إمهال له أو استهتا ًرا به -إىل خطإ يف فهم احلكم الشرعي. ومل تتناول الدراسات األصولية العميقة هذه القاعدة ،إال ناد ًرا .كما أوىل مسأليت «بني عموم اللفظ وعموم القصد» و«أسباب الزنول» عناية خاصة يف حبثه املهم. 32
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
ّةٌ : ُ رؤية حل الكربى لألمِ «إشكالية ِ إدراك املصا ِ ٌ ٌ ٌ ٌ ومقاصدية أصولية نقدية وسياسية»،
«معجم املصطلحات املقاصدية»،
حممد عبدو، إعداد عبد النور بزّا -مجيلة ت ِلوت َ - إشراف وحترير أمحد الريسوين
إعداد إبراهيم البيومي غامن
يعترب معجم املصطلحات املقاصدية أحد مفاتيح العلوم املهمة ،الذي جاء ليليب حاجة الدارسني للشريعة اإلسالمية إىل توضيح معاين األلفاظ والتعابري اخلاصة مبقاصد واس ِت ْجالء اخلصوصيات والفروق الشريعة اإلسالميةْ ، ملا هو مشترك من تلك األلفاظ واملصطلحات الدائرة يف عدد من العلوم والفنون .كما ميتد نفعه إىل تسريع اإلفهام واالستيعاب السليم والدقيق ملضامني العلم وخصوصياته واختصار الوقت .وقد جاء هذا السفر الكبري ليس ّد ثغر ًة كبري ًة ،كان ال ب ّد من س ّدها ،ويضيف لبن ًة ،يف البنيان املقاصدي ،كان ال ب ّد من إضافتهاَ .ت َّـم ترتيب مصطلحات املعجم ترتيبا ألفبائيا ،حسب صيغها املستعملة أو األكثر استعماال ،وكان الكثري منها مصطلحات أصولية ،وبعضها مصطلحات فقهية ،وبعضها مصطلحات كالمية ،وبعضها نشأت ابتداء يف أحضان املقاصد وتعبريا عنها ،وبعضها مصطلحات وتعبريات حديثة مستحدثة .وسيجد القارئ يف طيات هذا املعجم ما يسهم يف رتق النسيج املعريف ،مبادة دمسة مر ّكزة حول املصطلحات املقاصدية ،هو مصدر ال غىن عنه يستفيد منه الدارسون يف جمال علوم الشريعة اإلسالمية ومقاصدها.
تتناول هذه املحاضرة املاتعة واملهمة مسألة «املصاحل الكربى لألمة» ومشكالت إدراكها ،حيث أشبعها الكاتب وبعمق األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن -حبثاٍ وروي ٍة ،وخاض عباهبا درسًا ،أخذًا وردًا ،ونقدًا واجتهادًا. كما تناول الباحث فيها أغلب جوانبها األصولية والفقهية واملقاصدية واالجتماعية والسياسية ،سواء ما تعلق منها حبقوهلا الداللي ِة وأنسا ِقها املعرفي ِة ،أو ما خيص معايريها، لينتهي به املقام إىل نتيجة هامة ،خطرية ومفيدة ،وهي أن املصاحل العامة ،الثابتة لألمة ولإلنسانية ،تكمن يف قيم الكرامة ،واحلرية ،والعدالة ،والسلم العام؛ وهي قيم فطري ٌة وإنساني ٌة عام ٌة ،تشكل أصول الرؤية اإلسالمية للعامل ،وتدخلُ يف صميم الرسالة العاملية اليت ُكلفت األمة حبملها وأدائها ،مبا حيقق مصاحلها ومصاحل بقية اك ِإ َّل َر ْح َم ًة األمم؛ ليتحقق معىن قوله تعاىلَ ﴿:و َما َأ ْر َس ْل َن َ َ ِل ْل َعالَمِ ني﴾ .وهذه القيم الفطرية اخلادمة للمصاحل العامة ينبغي أن تكون هي األهداف اليت تؤمن هبا األمة ،ضمن مشروع عام تسعى لتحقي ِقه فعليًا؛ داخليًا وخارجيًا .وقد أشبع األستاذ الدكتور يف كل مراحل حبثه العلمي الرصني بأمثلة شارحة ،شافية ومقنعة.
31
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
«حتقيق املخطوطات اإلسالمية يف جمال العلوم اإلنسانية واالجتماعية»،
«الفنون يف ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية»
متحورت املحاضرات اليت ألقاها العلماء األفاضل ومناقشا ُتها العميقة النوعية حول :حتديد مفهوم حتقيق املخطوطات وحتديد مناهجه يف العلوم اإلنسانية ،وتقنيات بناء وترميم النصوص املفقودة. وناقشت بعض الدراسات أمهية الكوديكولوجيا وتطبيقاهتا العمل ّية الدقيقة يف إسعافها للمح ّقق ،مع إيراد أمنوذج عن خطوات املعاجلة الكوديكولوجية للمخطوطات العربية الفلسفية والسريانية. كما جيد القارئ الكرمي يف طيات الكتاب الكشف عن حقائق جديدة يف املضمار ،كتصحيح عدم الفصل بني نظر ابن خلدون يف املقدمة ونظره يف العرب ،وأنه ّ مطرد يف مجيع تضاعيف الكتاب. أما أغلب الدراسات فكانت حول التقو ُمي جماالت شىت من التراث ،كعلم اجل ْم ّلي حلركة التحقيق يف ٍ الكالموالتص ّوف ،وسرد املس ّوغات ال ّنقْدية إلعادة النهوض أصول مطبوعة من التراث اجلغرايف والصويف، بتحقيق ٍ من قبيل «معجم ما استعجم» و «الفتوحات امل ّكية»،اخل. النقدي رصد حركة التحقيق ّ وتطرقت بعض الدراسات إىل ْ للمخطوطات يف بعض أصقاع العامل؛ كالبوسنة واهلرسك وغريها.
حيتوي هذا الكتاب فعاليات الندوة املوسومة بـ «الفنون يف ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية» ،اليت ّ نظمها مركز دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي يومي السبت واألحد 5 ،و 6صفر 1438هـ ،املوافق لـ 5و 6نوفمرب 2016م ،مبدينة استانبول ،باجلمهورية التركية .و تكمن أمهية الكتاب يف إيالء موضوع الفنون حظوة معتربة من املنظور املقاصدي الغائي ،وبلور ُة رؤية تأسيسية مقاصدية ملسألة الفنون، واإلجابة على السؤال املحوري ،وهو :كيف ميكن أن تساهم الفنون يف خدمة مقاصد الشريعة؛ ومن ّمث تقدمي اقتراحات وأفكار جديدة وحلول عملية للنهوض هبذا املجال اهلام واخلطري ،الذي مل ينل حظه من العناية الالئقة ،وتفعيل الرؤية اإلسالمية ،واالرتقاء بالفنون إىل البعد الوظيفي، لتتحرك يف أرض الواقع ،ملا متثله يف العصر الراهن من تأثري عظيم ،وما تلعبه من دور خطري يف توجيه الشعوب. جيد القارئ الكرمي يف طيات الكتاب حماوالت جادة يف تدارس موضوع الفنون من اجلانب النظري ،وعالقته مبقاصد الشريعة ،والتكييف الشرعي للفنون ،وإبراز املسألة الفنية يف النظر املقاصدي تعريفا وتأصيال وتكييفا وتوظيفا ،كما مت استعراض الرؤية الفلسفية واالجتماعية للجمال والفن؛ وحنت حبوث أخرى منحى تطبيقيا واقعيا، إذ تطرقت إىل بعض التجارب املعاصرة ملمارسات الفن اإلسالمي ،ومنها :جتربة الدكتور إمساعيل راجي الفاروقي رمحه اهلل ،وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي .واستعرض بعض البحوث الفن احلديث وعالقته باإلسالم ،كما تطرق بعضها إىل اجلانب املعماري وفن اخلط العريب.
حترير إبراهيم البيومي غامن
(جمموعة حبوث -النسخة اإلجنليزية)
30
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
«الرقوق القرآنية يف جامعة برمنجهام وعلم تطوّر اخلط القرآني»،
شتاء 2017
«التحقيق النقدي للمخطوطات يف املاضي واحلاضر واملستقبل» (النسخة اإلجنليزية)
إعداد قاسم السامرائي
إعداد قاسم السامرائي
تركز هذه املحاضرة الق ّيمة -بصفة خمتصرة -على تاريخ التحقيق النقدي للمخطوطات اإلسالمية ،وعلى اجلهود املبذولة يف املاضي واحلاضر واملستقبل ،حاصة عند املستشرقني .وسلط املؤلف يف هذا الكتاب الضوء على مهارات املح ّقق يف عملية التحقيق النقدي للنصوص، وأهم املواصفات اليت جيب أن تتوفر يف املح ّقق اجل ّيد. وشرح كيف تعامل املستشرقون يف نقدهم لنصوص املخطوطات العربية ،وكيف تعامل علماء األزهر مع حتقيق النصوص .كما يتط ّرق الكتاب إىل أهم املشكالت اليت يواجهها املحقق ،وكيفية التعامل مع نسخة املؤلف، ومىت حتقق املسودة مع وجود نص مبيض منها؛ مؤكدا على أمهية اإلجازات والسماعات وتقييدات التملك والوقف واملصطلحات يف عملية التحقيق .وبعد شرح عالقة الطباعة التارخيية بالتحقيق وأثر انتشار الكاغد وتطور الطباعة يف نشر الكتاب ،يرجع املؤلف ليؤكد مرة ثانية على اجلهد الكبري الذي بذله املستشرقون يف حتقيق النصوص العربية.
ألقيت هذه املحاضرة بلندن يف ٢٣نوفمرب ٢٠١٥م ،على خلفية األنباء اليت ترددت يف منتصف ذلك العام خبصوص اكتشاف بعض الرقوق القرآنية ،حمفوظة ضمن جمموعة منغانا ( )Minganaمبكتبة جامعة برمنجهام .اجلزم بأن هذه الرقوق – املحفوظة جبامعة برمنجهام – هى جزء من أقدم النسخ يف العامل للقرآن الكرمي واجه معارضة قوية من العديد من العلماء يف جماالت علم املخطوطات وعلم تطور اخلطوط ،حيث أشاروا إىل أن علم حتديد التاريخ من خالل اختبار الكربون املشع تعارضه أدلة أخرى .ومن بني هؤالء العلماء األستاذ الدكتور قاسم السامرائي، أستاذ فخري يف علم تطور اخلطوط وعلم الكتاب املخطوط (الكوديكولوجيا) .وقد كانت ردة فعل األستاذ الدكتور السامرائي ،بعد انتشار األنباء عن هذه الرقوق مباشرة ،بأن قال« :إن الرقوق القرآنية ،اليت عثر عليها يف برمنجهام، ليست كما يزعمون .فهي يف احلقيقة تعود إىل هنايات القرن الثاين وبدايات القرن الثالث اهلجري ،إن مل يكن أقرب. فجميع خصائصها من :اخلط ،والتنقيط ،واحلرب األمحر والذهيب ،وكذلك الفواصل بني اآليات وتقسيم السور، اخل ...تشري إىل أهنا رمبا كتبت على رق أقدم من اخلط نفسه .وبالتايل فليست بذاك القدم ،كما يظنون .واملثري لالستغراب أن برلني وتوبنغن يزعمون األمر نفسه عن األوراق اليت حبوزهتم» .قدم األستاذ الدكتور السامرائي - مفصلة عن أوراق برمنجهام، يف حماضرته هذه -نظرة ّ وعلى جوانب من علم تطور اخلطوط القرآنية بشكل عام، وكذلك عن مدى دقة حتديد التاريخ بواسطة اختبار الكربون ونواح أخرى متعلقة املشع ،والنسخ العثمانية من املصحفٍ ، هبذا املوضوع. 29
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
صـدر حـديـثـًا «ديوان رسائل الصابي»،
«التمهيد ملا يف املوطأ من املعاني واألسانيد يف حديث رسول اهلل»،
ألبي إسحاق إبراهيم َّ ابي الص ّ
ألبي عمر بن عبد الرب النمري القرطيب (- 368 463هـ 1071 - 978 /م)
مجع وحتقيق ودراسة الدكتور إحسان ذنون
حققه وعلق عليه بشار عواد معروف وآحرين
يشتمل هذا الكتاب على 419رسالة تعود لعهد سيطرة البويهيني على اخلالفة العباسية وحتكمهم بالدولة .وتكمن أمهية هذه الرسائل يف كوهنا أوعي ٌة حافظ ٌة لكث ٍري من املا ّدة الد ْولة اإلسالمية األول ّية اليت ُتساعد على دراسة تاريخ َّ يف َع ْهد التس ّلط ال ُب َو ْيهي (334-447هـ946-1055/م)، مؤسسة اخلالفة وال ُقوى ّ والصـراع الناشب بينهم وبني ّ املحيطة ،والتنافس الداخلي ال ُب َو ْيهي؛ ففيها ما ُيفصح وإجراءات وتنظيمات اقتصادية، راسالت سياسية، عن ُم ٍ ٍ ٍ وتقليد للوظائف تكليف وعهود و ُكتب ٍ ٍ إدارية؛ وفيها وثائق ُ ً الكُربى .كما سيجد القارئ فيها كزنا َوفري الفائدة ،يو ّفر للباحثني ك ّمًا هائ ًال من املا ّدة التارخيية اجلديدة اليت تنشر ألول مرة؛ وفيها ما ّد ٌة أول ّية غن ّيةَ ،ت ْرفد ال َب ْحث التّارخيي، ّ الصايب – يف معظمها وتوطد بعض أ ْركانه .و َرسائل ّ – َرسائل ديوانية ( َر ْسم ّية) ،صادر ٌة إما عن اخللفاء العباسيني ،وإما عن األمراء ال ُب َو ْيهيني ،الذين مت ّكنوا من اجتزاء كث ٍري من ُبلدان املشـرق اإلسالمي ،واقتطاعها من الصالحيات ال ُّدنيوية ُسلطة اخلالفة ،واستطاعوا َس ْلب َّ الد ْولة؛ كما ُتظهر للخليفة الع ّباسي ،والتح ّكم مبق ّدرات َّ الد ْولة ،و َف ْلسفتهم اإلدارية، هذه ال َّرسائل نظرهتم لفكرة َّ وإجراءاهتم االقتصادية واإلدارية والسياسية والعسكرية والعمرانية ،وعالقاهتم باخللفاء والناس وببعضهم البعض ،وكثريًا من تارخيهم االجتماعي والثقايف .كما تشمل املجموعة ال َّرسائل اإلخوانية ،مبا فيها من أغراض التهنئة والتعزية والشكر والعتاب والشفاعات واالستعطاف، واليت تش ّكلُ انعكاسًا ملنظوم ٍة من العالقات االجتماعية، ّ بغض النظر عن مدى ِص ْدق عواطفها ومشاعرها.
يعترب هذا الكتاب من أشهر شروح موطأ إمام دار اهلجرة، مالك بن أنس األصبحي املدين ،وأوسعها ،وأعالها قد ًرا، وأغزرها فائد ًة ،وأشهرها ذك ًرا ،حيث أبان فيه عن نكت أغفلها الفقهاء ،ففتح أقفاهلا وقيودها وأغالهلا ،مبا آتاه اهلل من فكر ن ّير وعقل َن ِصيح .وليس التمهيد أعظم كتاب للفقه املقارن مبعظم مذاهبه فحسب ،بل هو كتاب يف احلديث، واجلرح والتعديل ،والتاريخ والسري ،ومعرفة الرواة ،باإلضافة إىل جوالت موفقة يف اللغة واألدب ،وغريها من العلوم .وال شك أن مطالع كتاب «التمهيد» سيجده موسوعة علمية ال غىن عنها ،وسيشهد بعظيم مزنلته بني كتب اإلسالم .ولقد صدق اإلمام احلافظ ّ العلمة أبو حممد ابن حزم الظاهري حني قال« :ال أعلم يف الكالم على فقه احلديث مثله ،فكيف أحسن منه» ،وقال القاضي عياض« :أ ّلف أبو عمر كتاب التمهيد... وهو كتاب مل يصنع أحد مثله يف طريقته» .أما مؤلفه اإلمام احلافظ ،ابن عبد الرب األندلسي ،فهو غين عن التعريف. وقد أفىن عم ًرا طويال يف مجع مواد كتاب «التمهيد» ،وحتضري فصوله ومباحثه ،وعاد إىل مئات املصادر يف الفقه ،واحلديث، واللغة ،والتاريخ ،والسري .وقد حقق األستاذ الدكتور بشار ع ّواد معروف هذا الكتاب على وفق أحدث الطرق العلمية، بعد أن مجع له النسخ املنتشرة باملغرب ،وتركيا ،والعراق، والسعودية ،ومصر ،وإيرلندا ،وغريها ،وأخذ منه وقتا طويال يف حتقيقه. 28
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
جانب من محارضة األستاذ الدكتور بدران مسعود بن لحسن
من اليمني :األستاذ الدكتور سيف الدين عبد الفتاح ،األستاذة الدكتورة هبة رؤوف عزت األستاذ الدكتور محمد مختار الشنقيطي واألستاذ الدكتور الطيب برغوث
املختار الشنقيطي حول «عالقة االستبداد باالحنطاط يف احلضارة اإلسالمية من خالل مفهوم «الفتور العام» يف فكر الكواكيب» ،وحماضرة حول «حركـة املداولـة احلضاريـة وشبكة القوانني الكلية املؤثرة فيها :منظور سنين ،قرآين ،مقاصدي»، للدكتور الطيب برغوث. كما ألقى الدكتور خري الدين يوجسوي حماضرة بعنوان «ما قبل احلضارة :بعض املفاهيم القائمة حول اجلماعات البشرية يف الشرق األوسط املبكر» ،وحماضرة للدكتور حسني يلماز بعنوان «من املدينة إىل املدنية :أصول املفهوم العثماين للحضارة”.
كما شهد ظهرية اليوم الثاين للمؤمتر حماضرة لضيف الشرف ،الدكتور طه عبد الرمحن بعنوان «مفهوم األمانة واملسؤولية احلضارية”. وعاجل املؤمتر موضوع العمران واحلضارة من خمتلف اجلوانب يف 62ورشة متوازية ،نظمت يف اليوم الثاين والثالث للمؤمتر. وكان من حماورها :الدين ،واحلضارة ،واألدب ،واالقتصاد، واملوسيقى ،والتعليم ،والطب ،والبيئة ،والتكنولوجيا. واختتم املؤمتر مبحاضرة للمعماري األستاذ عبد الواحد وكيل عن «اهلندسة املعمارية والدين واحلضارة» ،تلى على إثره بيان املنتدى ،وكلمة ختامية للدكتور برهان كوروغلو.
األستاذ الدكتور طه عبد الرحمن
األستاذ الدكتور عبد الواحد وكيل
وقد تبعت كل حماضرة مناقشات وتعقيبات من قبل احلاضرين. وشهد اليوم الثاين حضور رئيس اجلمهورية التركية ،السيد رجب طيب أردوغان ،الذي شكر املنظمني هلذا املؤمتر اهلام، مضيفا بأن جامعة ابن خلدون ستبىن على الطراز اإلسالمي خالل ثالث سنوات .وأكد يف كلمته أن حضارة اإلسالم هي القوة الوحيدة اليت تستطيع احلفاظ على اإلنسانية للعامل. جامعة ابن خلدون باستانبول ،تركيا
27
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
وأضاف األستاذ صاحل شهسواري أن «العامل واإلنسانية يعيشان اليوم ظروفا سياسية واقتصادية واجتماعية وأخالقية ،تكاد تؤذن خبراب العمران ،يف ظل فشل املشروع احلداثي يف إقامة احلضارة املثلى ،وذلك بسبب إقصاء الدين من احلياة قاطبة؛ لذا ،كان لزاما التساؤل عن األسباب اليت أدت إىل هذه األزمة ،يف العامل عامة ،واألمة اإلسالمية خاصة؛ مشريا إىل أمهية هذا املؤمتر ودوره يف تشخيص الداء ،والتأكيد على أن الدين هو أساس احلضارة».
مؤمتر حتت عنوان:
«الدين واحلضارة: حفظ العمران مقصد شرعي»
األستاذ الدكتور رجب شنتورك ،رئيس جامعة ابن خلدون ومعهد تحالف الحضارات ،يف كلمته االفتتاحية ألعامل املؤمتر
مبدينة استانبول ،ومبشاركة العشرات من األساتذة الباحثني من 15دولة ،انطلقت فعاليات مؤمتر «الدين واحلضارة: حفظ العمران مقصد شرعي» ،الذي مت تنظيمه من قبل مركز مبؤسسة الفرقان للتراث دراسات مقاصد الشريعة اإلسالم ّية ّ اإلسالمي ،بالتعاون مع جامعة ابن خلدون ومعهد حتالف احلضارات ،وذلك خالل أيام اجلمعة والسبت واألحد 19و20 و 21أكتوبر 2017م ،جبامعة ابن خلدون باستانبول. وانطلقت فكرة هذا املؤمتر الدويل حول الفكر اخللدوين من جهة اعتباره للعمران مقصدا شرعيا ،حيث ال يزال اإلنتاج العلمي البن خلدون مصدر عطاء ينهل منه الباحثون ،ليس على مستوى الدرس والتقومي فحسب ،بل على مستوى بناء نظريات معرفية متج ّددة .وقد أراد املنظمون للمؤمتر تسليط الضوء على واحدة منها ،تتصل بالعمران مقصدا شرعيا، مما ميكننا من اإلفادة منها تطبيقات وإسقاطات على واقعنا املعاصر ومتغ ّيراته املتسارعة. وافتتح هذا املؤمتر الدكتور رجب شنتورك ،رئيس جامعة ابن خلدون ومعهد حتالف احلضارات ،بكلمة ألقاها صبيحة يوم اجلمعة 19أكتوبر ،شرح فيها فكرة إقامة هذا املؤمتر ،وقال إن معهد حتالف احلضارات وجامعة ابن خلدون ،بالتعاون مع مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،تنظمان هذا املنتدى للتفكري وملناقشة القضايا احلضارية اليت جتمع ممثلني عن حضارات خمتلفة .وأضاف بأنه سيشارك يف هذا املؤمتر عدد كبري من العلماء واملتحدثني البارزين بشأن إجياد أفضل السبل من أجل إعادة النظر يف تشكيل وتطوير املوضوعات املتعلقة مبوضوع «حفظ العمران مقصد شرعي»؛ كما قدم فكرة شاملة عن جامعة ابن خلدون ،اليت مت تأسيسها يف السنة املاضية. أما األستاذ صاحل شهسواري ،املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،فقد أكد يف كلمته االفتتاحية على أمهية هذا املؤمتر ،خاصة يف ظل األوضاع الراهنة ليت نعيشها.
األستاذ صالح شهسواري ،املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي
وانطلقت أشغال املؤمتر جبلسات اليوم األول ،اليت كانت مقاصدية بامتياز .فقد قدم الدكتور جاسم سلطان حماضرة حول «شروط اجلاهزية لصناعة العمران» ،تاله الدكتور مسفر القحطاين مبحاضرة بعنوان «مقصد العمران احلضاري :رؤية علمية نقدية» ،أعقبه عامل االجتماع الدكتور مازن هاشم مبحاضرة عن «مقاصد العمران :أسئلة يف املنهج” .
من اليمني :األستاذ الدكتور جاسم سلطان ،األستاذ الدكتور مسفر القحطاين ،األستاذ الدكتور مازن هاشم
وتوالت اجللسات ،فكانت حماضرة الدكتور بدران مسعود بن حلسن حول «دور الدين يف حتقيق العمران االجتماعي» ،مث من بعده الدكتور عبد املجيد النجار مبحاضرة حول «الدور العمراين للمجتمع :مقصدا شرعيا» ،تلتها حماضرة الدكتور سيف عبد الفتاح عن «مقصد حفظ العمران واحلكم الراشد»، لتنتهي اجللسات املقاصدية مبحاضرة للدكتور حممد بن 26
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
توصيات املؤمتر وقد خرج املؤمتر بالتوصيات التالية: .1أن تقوم مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بنشر حبوث هذا املؤمتر على نطاقٍ واسع ،خصوصًا يف األوساط العلمية املتخصصة ،والعمل على ترمجتها إىل اللغات األجنبية. .2أن تقوم املؤسسة بتبين مشروع العناية باملصاحف املخطوطة، ودعم وتشجيع مشاريع البحث العلمي يف هذا املجال ،مع إنشاء موقع إلكتروين خاص للتعريف هبذه الدراسات ،وإعداد بيبليوغرافيا شاملة للدراسات القرآنية ،سواء يف الشرق أو الغرب ،وإتاحتها على قاعدة بيانات. .3إنشاء مركز علمي خاص يف تاريخ املصاحف املخطوطة، موازٍ ملشروع «املدونة القرآنية» ،برعاية مؤسسة الفرقان، ويعقد صالت قوية مع املتاحف ودور الكتب يف العامل ،ملحاولة مجع املصاحف املخطوطة املبكرة بصورة رقمية ،على أن تتم فهرستها فهرسة علمية حتليلية ،وإتاحتها للباحثني والدارسني. .4تنظيم مؤمترات وندوات ودورات دولية علمية خاصة يف جمال املصاحف املخطوطة ،والتعريف بقيمتها العلمية والتارخيية واجلمالية ،وتتبع جهود املستشرقني حول النص القرآين، وذلك يف رحاب مؤسسات ومراكز علمية تضمن متابعة واسعة للباحثني والدراسني. .5تنسيق جهود مؤسسة الفرقان مع مؤسسات علمية أخرى تعمل يف نفس املجال (كمركز تفسري للدراسات القرآنية يف الرياض) ،للعمل على اإلرتقاء مبستوى هذه الدراسات، وتنظيم مؤمتر ثاين هلذا املوضوع ،مع تدارس حماور أخرى مل تناقش يف هذا املؤمتر. .6دراسة القواميس واملوسوعات والدراسات املتعلقة بالقرآن الكرمي واملكتوبة باللغات األجنبية ،والرد على ما فيها من شبهات ختالف ما اتفق عليه األمة ،ردًا علميًا رصينًا دون تعصب. .7أن تعمل املؤسسة على إصدار كتاب أو مرجع يف تاريخ القرآن الكرمي من وجهة نظر اإلسالمية ،وترمجته إىل اللغات األجنبية ،ليخاطب العقلية الغربية ،ويضع الصورة الصحيحة لذلك التاريخ بني أيديهم. .8إصدار موسوعة علمية خاصة لعلوم القرآن الكرمي وترمجتها إىل اللغات األجنبية ،لتعريف العامل بوجه النظر اإلسالمية يف القضايا املتعلقة بالقرآن الكرمي.
األستاذ الدكتور بشار عواد معروف واألستاذ محمد دريوش
والرسائل يف تغيري هذا املوقف التعسفي .أما اليوم ،وبسبب الثورة اليت يشهدها جمال رقمنة ونشر املخطوطات ،فقد صار هذا املصحف وغريه متاحًا للباحثني .ونبه الدكتور احلمد بأن «كل مصحف خمطوط له قيمة علمية ألنه ميثل مرحلة معينة من تاريخ رحلة املصحف الطويلة؛ قام عليه علماء وخطاطون، ومزخرفون ،وقراء حىت أجنزوا هذه النسخة ،فكل مصحف له قيمة علمية يف الدراسة» .وذكر احلمد أنه مجع حبوثًا جديدة عن املصاحف املخطوطة يف كتابني له ،األول أمساه (علم املصاحف) والثاين (علوم القرآن بني املصادر واملصاحف). وأكد على ضرورة أن تقوم اجلهات واملؤسسات يف العامل اإلسالمي جبمع املصاحف املخطوطة ،وفهرستها ،وإتاحتها للباحثني والدارسني ،وإقامة املعارض القرآنية ،وإصدار املجالت اليت تعىن هبذا اجلانب من األحباث .وختم األستاذ غامن احلمد كلمته بالتشديد على أمهية ترمجة آخر الدراسات الغربية يف جمال املصاحف املخطوطة إىل اللغة العربية .وشكر مؤسسة القرآن ،اليت وضعت أول لبنة يف هذا املشروع بتنظيم هذا املؤمتر ،مع رجاء أن يكون متل ًوا مبؤمترات أخرى لدراسة قضايا علمية غاية يف األمهية أثريت يف هذا املؤمتر. تال ذلك كلمة ختامية لألستاذ حممد ادريوش ،شكر فيها املشاركني يف املؤمتر؛ وتبعتها قراءة التَّوصيات وتالوة آيات من الذكر احلكيم.
صورة جامعية للمشاركني يف أعامل املؤمتر
أثنى األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد يف كلمته الختامية عىل البحوث املقدمة ،وأ ّكد عىل رضورة إعطاء املصاحف القدمية املخطوطة حقها من البحث والتمحيص
25
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
تلتها مناقشة علمية ،صبت معظمها حول ضعف الردود اإلسالمية العلمية على دراسات املستشرقني للقرآن الكرمي. أما اجللسة العلمية املسائية ،فقد ترأسها األستاذ حممد ادريوش ،ومتيزت بتقدمي حماضرة الدكتور إدهام حممد حنش اليت كانت بعنوان «املنهج اجلمايل لدراسة املصاحف املخطوطة» ،ودرس فيها اجلوانب اجلمالية والفنية املتعلقة باملصحف الشريف ،ويف مقدمتها اخلط والضبط.
أما اليوم الثاين فعرف عقد جلستني علميتني: اجللسة العلمية األوىل ،اليت توىل رئاستها األستاذ صاحل شهسواري ،ومتيزت مبشاركة ثالثة أساتذة باحثني هم: الدكتور عبد الرزاق بن إمساعيل هرماس ،والدكتور عبد اهلل اخلطيب ،والدكتور قاسم السامرائي. تناول الدكتور عبد الرزاق بن إمساعيل هرماس يف حبثه «احلواشي النقدية للقرآن الكرمي يف فجر مشروع الكوربيس كورانيكوم» ،وذكر فيه باملراحل التارخيية هلذا املشروع ،وأهم أقطابه ،والذي يهدف إلجياد نسخة القرآن الكرمي اليت كانت متداولة قبل مجعه وتدوينه.
األستاذ الدكتور إدهام محمد حنش أثناء تقديم ورقته
تلت هذه املحاضرة جلسة مفتوحة مع الدكتور بشار عواد معروف ،والدكتور غامن قدوري احلمد. شدد الدكتور بشار عواد معروف يف كلمته على أن القرآن الكرمي قد د ّون كام ًال يف عهد أيب بكر الصديق بعد معركة اليمامة اليت استشهد فيها كثري من محلة القرآن الكرمي، بإشراف الصحايب اجلليل زيد بن أيب ثابت ،وهو شاب حافظ ذكي ،جبمع القرآن؛ فجعل زيد يتتبع القرآن جيمعه من ال ُع ُسب واللخاف والعظام وصدور الرجال. الص ُحف اليت مجعها زمن أيب ويف خالفة عثمان ،نسخ زيد ُ بكر يف املصاحف ،مث عممت هذه املصاحف األمهات على األمصار اإلسالمية .ونبه الدكتور عواد إىل أمهية التعبري عن هذه املرحلة مبصطلح « َنسخْ » املصاحف ،ال مجعها ،ألن األخري يوهم بأن القرآن الكرمي كتب بعد ٢٠عامًا من وفاة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وهو غري صحيح .وأضاف أن صنيع عثمان قد تكلل بالنجاح ونسخت آالف النسخ من املصحف ،حىت ذكر احلافظ الذهيب (ت748هـ) وجود أزيد من مليوين نسخة من املصحف العثماين يف زمنه .وختم الدكتور عواد كلمته باإلشارة إىل أن احلمالت املناوئة للقرآن الكرمي ليست وليدة اليوم ،بل هي قدمية قدم اإلسالم نفسه؛ وأكد على ضرورة جتنب الردود اإلعالمية الشعبوية ،وأن تكون املجالت واملؤمترات العلمية هي الطريقة املثلى لعرض هذه الردود والنقاشات املعززة بالعلم واحلجة.أما الدكتور غامن قدوري احلمد ،فقد أثىن على البحوث املقدمة ،وأ ّكد على ضرورة إعطاء املصاحف القدمية املخطوطة حقها من البحث والتمحيص ،وبني أن الباحث يف علوم القرآن ُيفيد منها يف مخسة علوم أساسية مرتبطة باملصحف ،هي :علم الرسم، وعلم الضبط ،وعلم القراءات ،وعلم الوقف واإلبتداء، وعلم عدد اآلي .وذكر كيف أنه قبل أربعني عامًا ،ملا أراد اإلطالع على مصحف جامع احلسني املنسوب لعثمان بن عفان لرسالته عن رسم املصحف ،منع من ذلك ومل تفد اخلطابات
األستاذ الدكتور عبد الرزاق بن إسامعيل هرماس
أما البحث الثاين ،بعنوان «القراءات االستشراقية للقرآن الكرمي أمنوذج مشروع املدونة القرآنية كوربيس كورانيكوم»، فكان من إلقاء الدكتور عبد اهلل اخلطيب ،الذي تناول بعض افتراءات املستشرقني اليت أسقطوها على القرآن الكرمي قبل هذا املشروع وخالله ،وذكر نشأته ،واملراحل التارخيية اليت مر منها ،واألهداف اليت يسعى إىل حتقيقها ،واقترح وسائل الرد عليه ،وختم حبثه ببعض التَّوصيات اليت يقترحها.
األستاذ الدكتور عبد الله الخطيب (أقىص اليسار(
أما البحث الثالث ،للدكتور قاسم السامرائي ،فكان بعنوان «دقة االختبار الكربوين C14يف توريخ ال ُّرقوق القرآنية وعالقته ُّ بالطروس» ،وسعى فيه إلثبات دقة التأريخ اإلشعاعي لرقوق املصاحف القدمية ،وذلك باستعمال تقنية التحليل الكاربوين املشع ،C14مقارنة مع األساليب التقليدية اليت كانت تعتمد يف تأريخ هذه ال ُّرقوق. 24
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
وقد تلت هذه اجللسة جمموعة من املناقشات والردود العلمية، تركز أغلبها حول ضرورة إعادة قراءة اآلثار الصحيحة الواردة يف وصف هذه املرحلة.
أما اجللسة العلمية املسائية األوىل ،فقد ترأسها الدكتور غامن قدوري احلمد ،وقُدِّ مت فيها ثالثة حبوث: البحث األول للدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو ،وقد تتبع فيه مسرية «املصحف املنسوب إىل اخلليفة الراشد عثمان بن عفان ،املحفوظ بقصر طوب قايب ،من خالل مالحظات تارخيية وكوديكولوجية» ،استخلص فيها أن املصحف ليس من املصاحف األوىل اليت أرسلت إىل األمصار ،بسبب جودة ِّ خط ِه وإعجامه ،باإلضافة إىل الزخارف اليت حيتويها؛ كما تطرق إىل املجهودات اليت بذلت لنشره ،واليت متثل حلقة مهمة يف سلسة دراسة تاريخ القرآن الكرمي.
األستاذ الدكتور عبد الحكيم بن يوسف الخليفي و األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد
أما اجللسة العلمية املسائية الثانية ،فتوىل رئاستها الدكتور عبد اهلل ال ُغنيم ،ومتيزت بإلقاء ثالثة حبوث: البحث األول بعنوان «النقل الشفاهي للقرآن الكرمي ومنهج النقد التارخيي» ،للدكتور عبد احلكيم بن يوسف اخلليفي، الذي حاول فيه بيان أن النقل الشفوي مل يكن هو الوسيلة الوحيدة حلفظ القرآن الكرمي ،بل كان للكتابة دور رئيس يف ذلك ،وبني هتافت رأي من يرى ضرورة تطبيق مناهج النقد التَّارخيي على القرآن الكرمي ،كما طُ ِّب َق على الكتب املقدسة يف العهدين القدمي واجلديد.
جانب من محارضة األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو
أما البحث الثاين فكان بعنوان« :أثر رخصة األحرف السبعة يف تدوين النص القرآين» ،للدكتور سامل قدوري احلمد ،وتناول فيه السبعة يف كتابة القرآن الكرمي يف عهد مقدار أثر رخصة األحرف َّ الصدِّ يق بكر أيب بعد من وخليفته النيب ص َّلى اهلل عليه وس َّل َم، ِّ رضي اهلل عنه ،مث بعد ذلك بيان أثرها يف الرسم العثماين. أما املحاضرة الثالثة بعنوان «أنظار يف حديث «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف»» ،فقد ألقاها الدكتور بشار عواد معروف ،وتتبع فيها روايات هذا احلديث ، :واختالف العلماء حول معناه ،هل يتعلق األمر بسبع قراءات ،أم سبعة أحناء، أم سبع لغات ،أم سبعة أوجه من املعاين املتفقة املتقاربة ولكن ورج َح الرأي األخري منها .مث ب َّي َن أن املصحف بألفاظ خمتلفةَّ ، َّ الصديق ،ومتت إعادة نسخه يف الشريف ُد ِّو َن يف عهد أيب بكر ِّ خالفة اإلمام عثمان بن عفان رضي اهلل عنه على حرف واحد، وأن كل املصاحف اليت خالفت رمسه ُنسخت ،ودخل بعضها يف القراءات َّ الشاذة.
جانب من محارضة األستاذ الدكتور كريم إفراق أحمد
أما البحث الثاين فكان بعنوان «تاريخ املصحف الشريف من الشفاهية إىل الكتابية :دراسة نقدية ،كوديكولوجية للمدرسة االستشراقية» ،للدكتور كرمي إفراق أمحد ،وذ َّكر فيه باملحاوالت العديدة للمدرسة االستشراقية لترويج أباطيل مشوهة عن اإلسالم عامة ،وعن القرآن الكرمي خاصة ،وغياب الردود وأكد على ضرورة التَّصدي العلمية ال َّرصينة على هذه األباطيلَّ ، العلمي هلذه األباطيل ،كل من جمال ختصصه. أما البحث الثالث فكان بعنوان «القراءات من زمن النشأة حىت عصر ابن جماهد ،ورد شبهات الدكتور فرنسوا ديروش حوهلا»، للدكتور سامي حممد سعيد عبد الشكور ،وتتبع فيه املحاوالت اليت بذهلا ديروش للطعن يف تدوين القرآن الكرمي ،وضرورة الرجوع إىل القراءات اليت مت إلغاؤها بعد هذه املرحلة ،وحاول الر َّد على هذه الشبهات.
جانب من محارضة األستاذ الدكتور سامل قدوري الحمد
23
األستاذ الدكتور سامي محمد سعيد عبد الشكور WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
أما البحث الثاين ،بعنوان «عالمات الضبط يف املصاحف املخطوطة :من القرن األول إىل هناية القرن الرابع اهلجري»، للدكتور عادل إبراهيم أبو شعر ،فقدتطرق إىل علم الضبط القرآين ،واألسس العلمية املنهجية اليت قام عليها ،وذأهم عالمات َّ الضبط واإلعجام يف املصاحف املشرقية املخطوطة، واملراحل التارخيية اليت مرت منها ،ومنهجها وألواهنا ودالالهتا الصوتية ،ودورها يف معاجلة ظواهر ال َّرسم واإلعراب والتَّجويد والقراءات ،وجتنب التَّصحيف والتَّحريف.
األستاذ الدكتور عمر بن عبد الغني حمدان
تناول البحث األول ،بعنوان «مشروع املصاحف العثمانية واإلختالف الواقع يف حتديد تارخيه وعدد نسخه» ،للدكتور عمر بن عبد الغين محدان ،قراءة جديدة تتغ َّيى حتديد تاريخ املصحف وعدد نسخه ،وقد خلص إىل أن املصاحف القرآنية أجنزت على ثالث مراحل: املرحلة األوىل :كتب فيها املصحف اخلاص باخلليفة األعظم السالم ،مث عدد من املصاحف اليت بعث سيدنا عثمان عليه َّ هبا إىل بعص األمصار اإلسالمية ،كالكوفة والبصرة ودمشق، اليت كانت هلا صلة مباشرة باخلالف يف القراءة ،مع حماولة حتديد عددها. املرحلة الثانية :كانت يف حدود سنة ثالثني من اهلجرة النبوية، َّمت فيها استنساخ مزيد من املصاحف العثمانية؛ وهي يف أرجح األقوال ستة مصاحف؛ ُب ِعث َْت إىل أمصار إسالمية أخرى ،كمكة املكرمة واملدينة املنورة ومصر واليمن ،مل يكن فيها خالف يف القراءة ،كما كان بني العراق والشام.
األستاذ الدكتور عادل إبراهيم أبو شعر
«القراءات أما الدكتور غامن قدوري احلمد ،فقد تناول يف حبثه ُ القرآني ُة يف املصاحف املنقوطة اليت ترجع إىل القرون الثالثة األوىل» ،وقد الحظ عدم تطابق طريقة ضبط تلك املصاحف السبع أو العشر اليت مت َّيزت على عهد ابن مع أي من القراءات َّ جماهد (ت324.هـ) وتالمذته ،ووضح بال ّدليل هتافت الرأي القائل بأن َّأي قراءة خمالفة هلذه القراءات تع ُّد شاذة. ومتيزت هذه اجللسة بنقاش علمي مثمر ،تركز خصوصا على ضرورة التفريق بني تدوين املصحف الشريف يف عهد أيب بكر الصديق ،وإعادة نسخه يف عهد عثمان بن عفان ،باإلضافة ِّ إىل ضرورة دراسة سند اآلثار اليت تصف هذه املرحلة، ومعرفة مدى صحتها ،لبناء أحكام سليمة على ضوئها.
من اليمني :أ.د .عبد الله الخطيب ،أ.د .عبد الله الغنيم واألستاذ صالح شهسواري
املرحلة الثالثة :كانت سنة ثالث وثالثني من اهلجرة النبوية، َّمت فيها استنساخ دفعة أخرى من املصاحف ،أرسلت إىل بعض الثغور اإلسالمية ،كحمص وطربية وطرسوس. ولعل عدم التَّفريق بني هذه املراحل هو السبب يف وقوع االختالف يف تاريخ كتابتها من ناحية ،وحتديد عدد املرسل منها إىل األمصار من ناحية أخرى.
األستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد
22
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
املؤمترات وشكرهم على حسن تعاوهنم مع اللجنة العلمية املنظمة هلذه املأدبة العلمية ،مع متمنياته الصادقة هلم مبقام طيب يف مدينة إستانبول ،ودوام النجاح والتَّألق العلمي .وذ َّكر بأن هذا املؤمتر يأيت تتميما ملؤمترات مؤسسة الفرقان السابقة ،اليت اهتمت بالكتاب املخطوط يف خمتلف العلوم واملعارف ،وتلبية لتوصيات أعضاء جملس اخلرباء ،الذي أوصى بأن يتجه اهتمام املؤسسة ،بعد هناية املؤمتر السابع حول خمطوطات األدب واللغة العربية ،إىل التركيز على املصحف الشريف من مرحلة الوحي إىل التدوين .مث ذكر باملجهودات العلمية اجلبارة اليت تبذهلا املؤسسة يف خمتلف العلوم اليت هتتم هبا، واليت تعودت ال ِّريادة والتَّميز األستاذ صالح شهسواري يف تنظيم املؤمترات والدورات العلمية يف خمتلف بقاع العامل؛ منوها بأن هذا املؤمتر الذي ينظم اليوم مبدينة إستانبول، يتناول قضية علمية دقيقة وشائكة ،وتتعلق بالقرآن الكرمي من مرحلة التَّزنيل إىل مرحلة التَّدوين ،ويهدف إىل ال َّرد على بعض ُّ الشبهات اليت أثريت يف هذه املرحلة بالذات يف جمموعة من الكتابات االستشراقية ،وغريها ممن حنا منحاها.
مؤمتر حتت عنوان:
«القرآن الكريم من التنزيل إىل َّ التدوين»
الجلسة االفتتاحية للمؤمتر
نظمت مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي مؤمترا دوليا حول القرآن الكرمي حتت عنوان :القرآن الكرمي من التزنيل إىل التَّدوين ،وذلك يومي السبت 8ربيع األول واألحد 9ربيع األول املوافق لـ 27-26نوفرب مبدينة إستانبول ،وحبضور علمي وازن ،حيث شارك فيه ثالثة عشر باحثا متخصصا من خمتلف بقاع العامل. ويأيت هذا املؤمتر – يف دورته الثامنة – على خلفية إعالن جامعة برمنجهام يف 22يوليو 2015عن نتيجة الفحص الكربوين املشع لواحدة من خمطوطاهتا القرآنية القدمية ( ُتعرف إعالمي ًا باسم «مصحف برمنجهام») ،حيث أرجعها الفحص إىل الفترة 645-568م بنسبة دقة ،95.4%أي إىل القرن األول اهلجري ،ال الثاين أو الثالث ،كما كان ُيعتقد سابقًا .وقد أثار هذا اخلرب موجة عارمة من ردود األفعال املتباينة إىل وقت قريب ،السيما وأن هناك من استخدم نتائج الفحص خطأ للقول بأن القرآن الكرمي سابق للنيب حممد صلى اهلل عليه وسلم ،فرأت مؤسسة الفرقان أن تعقد مؤمترًا يتناول موضوع املصاحف املخطوطة من حيث التعريف هبا وبيان أمهيتها ،وضرورة فهرستها ورقمنتها وإتاحتها للباحثني، ومتابعة املشاريع الغربية املهتمة بنشرها ،كمشروع املدونة القرآنية (كوربوس كورانيكوم ،)Corpus Coranicum / وغريها من القضايا املتقاطعة والدراسات القرآنية. ومتيز اليوم األول منه بتنظيم ثالث جلسات علمية ،بعد اجللسة االفتتاحية اليت بدأت بتالوة آيات من الذكر احلكيم ،اتبعها عرض فيلم تسجيلي يبني جهود مؤسسة الفرقان ومراكزها املتعددة يف خدمة التراث اإلسالمي ،كإعداد املؤمترات، وفهرسة املخطوطات ،واإلصدارات النقدية؛ ألقى بعدها األستاذ صاحل شهسواري ،املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان، كلمة رحب فيها بالسادة العلماء والباحثني املشاركني يف املؤمتر،
األستاذ الدكتور بشار عواد معروف ترأس الجلسة األوىل من أعامل املؤمتر
وقد تلت هذه اجللسة ،اجللسة العلمية األوىل ،اليت توىل تسيريها الدكتور بشار عواد معروف ،ومتيزت مبشاركة ثالثة أساتذة باحثني ،هم :الدكتور عمر بن عبد الغين محدان، والدكتور عادل إبراهيم أبو شعر ،والدكتور غامن قدوري احلمد. 21
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
قامت الدكتورة بيتاين هيوز، الكاتبة ،واملؤرخة ،ومقدمة التلفزيون املعروفة ،باإلشراف على تقدمي احلفل ،حيث قامت بتقدمي أعمال املؤسستني يف جمال التراث اإلسالمي. رحب بعدها كل من األستاذ وقد ّ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو ،عضو جملس إدارة الدكتورة بيتاين هيوز مؤسسة الفرقان ،واألستاذ الدكتور سليم احلسين ،رئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة ،بالسادة الضيوف، وقدما عرضًا خمتصرًا حول منشأ هذا التعاون ،وكذلك التعاضد بني املؤسستني يف كل املبادرات اهلادفة إىل التعريف بالتراث واحلضارة اإلسالمية.
اجللسة اخلتامية: النقاش والتوصيات يف اجللسة اخلتامية تفاعل املحاضرون واحلضور يف نقاش مفتوح ،انتهى إىل جمموعة من التوصيات ،أعقبته الكلمات اخلتامية ،حيث قام املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان ،السيد صاحل شهسواري ،بتذكري احلضور بعمل مؤسسة الفرقان من استخراج املطمور من كنوز التراث املخطوط للحضارة اإلسالمية ،وذلك من خالل رصد ،وفهرسة ،وحتقيق املخطوطات ،وكذلك بتشجيع البحث العلمي والدراسات يف خمتلف جماالت التراث ،خاصة جمال العلوم والتقنية .وقد أطلق دعوة لتقدمي مشروعات حتقيق للنصوص العلمية، كما س ّلط الضوء على جهد مؤسسة الفرقان يف بناء قاعدة بيانات على االنترنت ،هي مبثابة بوابة إىل التراث اإلسالمي املخطوط ،وهي متاحة للجميع .باإلضافة إىل ذلك ،فقد أشار إىل هدف هذه الندوة يف مناقشة سبل تقريب هذا التراث إىل الفضاء العام بشىت الطرق واملبادرات ،وكذلك التعاون مع املؤسسات العاملة يف ذات احلقل (مثل مؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة ومبادرهتا ألف اختراع واختراع) لرفع مستوى الوعي بثراء التراث اإلسالمي ،ودوره ،وأمهيته، باإلضافة إىل تعزيز التقدير واالحترام الثقايف املتبادل. العشاء اإلحتفايل: مت افتتاح الندوة يوم اجلمعة 17مارس حبفل استقبال وعشاء أقيم بقاعة تشوملي مبجلس اللوردات الربيطاين بلندن، برعاية فخامة اللورد نايت اوف وميوث وفخامة البارونة هوبر. يف هذه الفعالية ،اليت مت تنظيمها بشراكة بني مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ومؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة، مت إطالق الكتاب «منت املظ ّفر اإلسفزاري يف علمي األثقال واحليل »...يف نسختيه العربية واإلجنليزية.
الدكتور أحمد الدبيان
األستاذ الدكتور خوليو سامسو
وبعد هذه الكلمات ،قام األستاذ الدكتورخوليو سامسو، األستاذ الفخري يف الدراسات العربية واإلسالمية جبامعة برشلونة ،ومن بعده الدكتور أمحد الدبيان ،مدير املركز الثقايف اإلسالمي بلندن ،بتقدمي النسختني اإلجنليزية والعربية على التوايل ،والتعليق بشكل علمي على هذا العمل املميز.
فخامة البارونة هوبر
قاعة تشوميل مبجلس اللوردات الربيطاين بلندن
20
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
(القرن الرابع اهلجري /العاشر ميالدي)؛ وكان يعمل طبيبًا عند اخللفاء الفاطميني .وقد كتب هذه الرسالة عن ذات احللق ،مرافقة آللة حقيقية صنعت لـ حممد بن احلسني ،وهي نسخة فريدة حمفوظة بـآياصوفيا ،حتت رقم ،4861وتاريخ نسخها 613هـ1217/م .تصف الرسالة حاسوبا تناظريا ،مثل األصطرالب (ذات الصفائح) ،وليس أداة رصد .تنقسم الرسالة إىل جزئني )1( :مقدمة و( )2جمموعة من 43تطبيقا لذات احللق .وقد أضاف إىل هذه القائمة استطرادات طويلة حول موضوعات ليست ذات صلة باستخدامات ذات احللق ،أو حيث يكون استخدامها كمؤيد بصري ،للمساعدة يف فهم النظرية القائمة عليها .ويف كثري من األحيان ،كانت هذه االستطرادات مقاالت كالمية تتعلق بإثبات اخلالق.
شتاء 2017
األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو واألستاذ رشف مياين ،عضوا مجلس إدارة مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي
أصطرالب من الصفر ،مستخدمني قلم الرصاص ،والبوصلة، والورق املقوى ،والبالستيك الشفاف؛ ( )3تعلم استعمال األصطرالب لضبط الوقت وبعض احلسابات املتعلقة بالتنجيم. اجللسة اخلامسة: كانت اجللسة األخرية بعنوان «التراث العلمي يف حيز التطبيق»، وقد ترأسها األستاذ الدكتور ويليام شيا. األستاذة الدكتورة كارين بنتو ،واليت عملت بشكل مك ّثف على اخلرائط اإلسالمية يف مكتبات املخطوطات حول العامل ،كانت املتحدثة الرئيسية يف هذه اجللسة ،حيث ألقت حماضرة عنواهنا «تعليم التقنية اإلسالمية لطالب اجلامعة األمريكان :أمهية مشروع ألف اختراع واختراع كوسيلة لتبديد اإلسالموفوبيا» .وقد ب ّينت األستاذة الدكتورة بنتو أمهية إعطاء الطالب الفهم للثقافة العاملية وإسهامات املسلمني يف ذلك، يف وقت يتزايد فيه التوتر بني العاملني الغريب واملسلم ،حيث متكننا تدريس احلضارة اإلسالمية والتقنية من كسر القوالب السلبية عند الغربيني من حيث نظرهتم إىل اإلسالم والتاريخ اإلسالمي ،وذلك من خالل تعريف الطالب بالثراء والتنوع الراسخ يف التاريخ والثقافة اإلسالمية ،والتقدم العلمي والتقين يف العصور الوسطى.
األستاذ الدكتور غلني كوبر
ألقى األستاذ الدكتور غلني كوبر ،األستاذ املساعد الزائر بقسم التاريخ بكلية كالرميونت ماكينا ،املحاضرة األخرية يف اجللسة الرابعة ،وعنواهنا «األصطرالب والزيج كأدوات تعليمية ونقل املعرفة العلمية من احلضارة اإلسالمية» .وقام األستاذ الدكتور كوبر بتقدمي األصطرالبات والزيج أو اجلداول الفلكية اإلسالمية ،مب ّينًا أهنا كانت حتسينًا لسابقاهتا من اليونان؛ وقد استخدمت لتعليم غري املختصني بعض املفاهيم الفلكية األولية ،وللمساعدة يف تسريع حساب مواقع النجوم واألجرام وعوامل تنجيمية أخرى .وكل من األصطرالب والزيج ينطوي على تركيبات مثلثية معقدة ،فما على املستخدم إال إدارة قرص، ووضع بعض العالمات يف حماذاة بعضها مث يقرأ النتيجة من األصطرالب ،أو يقوم ببعض احلسابات البسيطة على اجلداول لتحديد مواقع النجوم .باإلضافة ،فقد كان األصطرالب أداة علمي احلساب والفلك إىل أوروبا .ويف اخلتام ،شرح مهمة لنقل ْ األستاذ الدكتور كوبر الدور املفيد لكل من األصطرالب والزيج يف تدريس مادة تاريخ العلم يف احلاضر ،كوهنا تساعد الطالب على فهم التطور التقين للحضارة اإلسالمية .وقد ناقش ثالث مناذج من الواجبات أو األنشطة املعلمية؛ حيث يقوم الطالب ( )1باستخدام اجلداول يف حساب ميزات خمتارة من جداول ميالدهم (موقع الشمس واملريخ ،والربج) ؛ ( )2صناعة
األستاذة الدكتورة كارين بنتو
19
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
األستاذ الدكتور سليم الحسني
شتاء 2017
من اليمني :األستاذ الدكتور عباس طاشكاندي ،األستاذ الدكتور جورج صليبا ،األستاذ الدكتور ديفيد كينغ واألستاذ الدكتور زيغفريد زيلينسيك
اجللسة الرابعة: ترأس السيد شرف مياين اجللسة الرابعة ،وعنواهنا «اهلندسة واآلالت يف التراث اإلسالمي”. وقد ابتدأت اجللسة مبحاضرة حتت عنوان «مقدمة عن املاكينات األوتوماتيكية يف احلضارة اإلسالمية» ،من إلقاء األستاذ الدكتور سليم احلسين ،أستاذ الشرف جبامعة مانشستر ،ورئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة .وقد رصدت هذه املحاضرة منو وتطور املاكينات األوتوماتيكية يف احلضارة اإلسالمية ،تطرقت إىل كيفية قيام املخترعني يف احلضارة اإلسالمية بإحداث تقدم مبين على إجنازات الثقافات السابقة (بالد ما بني النهرين، مصر ،اليونان ،فارس ،الصني ،واهلند) ،وذلك بشكل تدرجيي ،وكيف قاموا بتطوير آالت جديدة ومع ّقدة لقياس والري ،والترفيه .وقد عرض األستاذ الدكتور احلسين الوقت، ّ أمثلة من هذه املاكينات األوتوماتيكية ،مستخدمًا صورًا ثالثية األبعاد ،مت تركيبها بناء على أوصاف وجدت مبصادر أولية، باستخدام رسومات هندسية حديثة .وقد تضمنت هذه النماذج: ساعة اخلليفة هارون الرشيد اليت أهداها إىل شارملان ،وساعة ابن اهليثم املائية الفريدة ،وبعض آالت املرادي من األندلس، واجلزري وتقي الدين يف تركيا ،وساعات رضوان الساعايت يف دمشق ،وساعات بوعنانية والقرويني يف فاس .وقد خلص األستاذ الدكتور احلسين إىل أنه ،مع األسف ،توجد فجوة قدرها حوايل ألف سنة يف مناهج التعليم ،تتجاهل مسامهات الثقافات غري األوروبية ،كالصينية ،واهلندية ،والفارسية ،واملسلمة.
كان املتحدث التايل األستاذ الدكتور أندريا برناردوين ،الباحث والقائم على معهد تاريخ العلم بفلورنسا (إيطاليا) ،وكان عنوان حماضرته «آثار وصالت التراث اإلسالمي مبخطوطات ليوناردو دا فنشي» .وقد ناقش األستاذ الدكتور برناردوين أمثلة مباشرة وغري مباشرة لتأثري اإلسهامات العلمية العربية واإلسالمية على عمل ليوناردو دا فنشي يف جماالت اهلندسة ،والفنون، والعلوم .بالنسبة لآلالت اهلندسية ،فقد جاءت التأثريات من السياق اإلسالمي بشكل رئيسي ،من خالل الطرق التجارية، واملسافرين بني الشرق األوسط وأوروبا .ففي بواكري القرن السادس عشر امليالدي راودت ليوناردو دا فنشي فكرة االنتقال إىل بالط السلطان بايزيد الثاين والعمل يف مشروع جسر عرب مضيق البوسفور .ومن حيث املعارف العلمية والفنون ،فقد كانت املخطوطات والترمجات للمصادر العربية ذات التأثري الرئيسي على عمل ليوناردو دا فنشي؛ من مثال أعمال الكندي وابن اهليثم يف البصريات والطقس ،وابن سينا يف التشريح والطب.
األستاذ الدكتور خوليو سامسو
املتحدث الثالث يف هذه اجللسة ،األستاذ الدكتور خوليو سامسو ،أستاذ فخري يف الدراسات العربية واإلسالمية جبامعة برشلونة ،ألقى حماضرة بعنوان «دوناش ابن متيم وآلة ذات احللق ( .»)Sphere Armillaryح ّلل األستاذ الدكتور سامسو يف حماضرته ،حمتوى رسالة دوناش ،وب ّين أن علم دوناش بعلم الفلك الكروي كان حمدودًا بعض الشئ .وأبو سهل دوناش عامل تونسي ،ولد يف القريوان ،وكان من تالميذ الطبيب والفيلسوف املعروف إسحاق بن سليمان اإلسرائيلي
األستاذ الدكتور أندريا برناردوين
18
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
إىل الوهم الذي وقع مؤخرًا (من غيبسون ،ميوس ،وهوالند) للممارسات األوىل للمسلمني ،حيث ن ّوه إىل أن أفضل الوسائل ملواجهتها هو اكتساب املعرفة خبصوص ما كان املسلمون يعملونه فع ًال ،من خالل دراسة املصادر املخطوطة والتحف األثرية املتبقية من العامل اإلسالمي وغريه.
األستاذ الدكتور زيغفريد زيلينسيك
وهذا التصور مع ّبر بشكل كبري عن النظريات اإلعالمية التقنية احلالية ،اليت حتلل احلوار والصالت ما بني األجسام .ور ّكز نواح من عمل ابن اهليثم، األستاذ الدكتور زيلينسكي على ثالث ٍ واليت جتعل منه عامل حديث ،أال وهي :املنهجية التجريبية لتصوره للنظر ،واآلثار العصبية املترتبة ،وحداثتها كتصور لتوليد وتعكيس الصور. جاءت املحاضرة بعنوان «ابن اهليثم وتأثريه على الثقافة الغربية ما بعد العصور الوسطى» كثالث املسامهات يف هذه اجللسة .وقد ألقاها األستاذ الدكتور شارلس م. فالكو ،الذي يعمل يف كل من قسم العلوم البصرية وقسم الفيزياء جبامعة أريزونا ،وكذلك يشغل كرسي يو آي لفيزياء املادة املك ّثفة. األستاذ الدكتور شارلس م .فالكو وقد استعرض األستاذ الدكتور فالكو مشروعا حبثيا قائم بالتعاون مع دافيد غريفز ودافيد هوكين .وقد ر ّكز على كتاب املناظر البن اهليثم وإسهاماته الفكرية اليت مت دجمها يف صلب الثقافة الغربية ما بعد العصور الوسطىى .وقد شرح األستاذ الدكتور فالكو كيف أن عمل ابن اهليثم على نظام البصر اإلنساين قد أطلق سلسلة متصلة من التطورات تربط علماء القرن الواحد والعشرين بابن اهليثم يف القرن احلادي عشر امليالدي .ولكن يبقى أثر ابن اهليثم على جماالت واسعة ،مثل الدراسات الالهوتية ،األدب، الفن ،والعلوم يف أوروبا غري مطروق بشكل يتناسب وهذا األثر. كانت الدكتورة سايرة مالك ،أستاذة الدراسات الدينية جبامعة كاردف (اململكة املتحدة) هي املتحدثة األخرية يف هذه اجللسة الثالثة مبحاضرهتا «كمال الدين الفارسي يف البصريات :على خطى احلسن ابن اهليثم؟» .وقد شرحت الدكتورة مالك يف هذه املحاضرة بأن عمل كمال الدين الفارسي قد انطلق من كتابات ابن اهليثم يف عمله «املناظر» ،إال أنه أخذ منحى خمتلف متامًا من تأليف ابن اهليثم من حيث اهليكل ،واملحتوى ،والتصور .فـكمال الدين الفارسي (ت .حواىل 1320هـ) من الشراح املعروفني لعمل ابن اهليثم الشهري ،املناظر ،والذي يعد عم ًال جلي ًال يف تاريخ العلوم ،خاصة العلوم الفيزيائية.
األستاذ الدكتور محمد القامطي
اجللسة الثالثة: ترأست الدكتورة آن-ماري برينان اجللسة الثالثة ،وعنواهنا «البصريات والنظر يف التراث اإلسالمي”. كانت أوىل حماضرات هذه اجللسة من إلقاء األستاذ الدكتور حممد القماطي ،أستاذ اإللكترونيات جبامعة يورك يف اململكة املتحدة .قام األستاذ الدكتور القماطي يف حماضرته بعنوان «من ابن اهليثم إىل أمحد زويل :ألف عام من العطاء يف أجهزة التصوير» بالتركيز على مسار تط ّور أجهزة التصوير البصرية عرب التاريخ وحىت اليوم .فالتسلسل التارخيي والشخصيات الرئيسية اليت كانت من وراء هذه االختراعات تظهر -وبشكل قاطع -التالزم العضوي بني التطور يف املجالني العلمي والتقين. كما سلطت هذه املحاضرة الضوء على استمرار استخدام بعض املخترعات القدمية يف الكثري من التطورات اليت يشهدها عامل اليوم ،خاصة تلك اليت تعود إىل التراث اإلسالمي (مع التركيز على أعمال ابن اهليثم). قام األستاذ الدكتور زيغفريد زيلينسكي ،أستاذ النظرية اإلعالمية جبامعة الفنون يف برلني ،بإلقاء املحاضرة الثانية من هذه اجللسة بعنوان «تصور ابن اهليثم للنظر – منهجية إعالمية أثرية» .وقد أشار األستاذ الدكتور زيلينسكي إىل قيام العلماء املسلمني بتوفري منهجية لتناول العلوم ،تقع يف إطار «ما بعد احلداثة” ،حىت قبل أن ينشأ هذا املصطلح ،على خالف أطروحات كبار الفالسفة األوروبيني (مثل هيغيل وكانت) .وأبرز األستاذ الدكتور زيلينسكي بشكل خاص كتاب املناظر البن اهليثم كمثال ،وهو عمل معترب ومن أهم اإلسهامات يف تاريخ اإلدراك البصري وتفسري بناء الصور .حسب رأي األستاذ الدكتور زيلينسكي ،فإن هذا العمل إسهام مهم من وجهة النظر اإلعالمية األثرية ،بسبب تنويه ابن اهليثم إىل «ما بني اجلسمية” ،أي أن اجلسم الذي يعكس الضوء ليس كامن أو غري فاعل ( ،)passiveبل يشكل احتمالية . 17
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
اجللسة الثانية: ترأس األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو هذه اجللسة، وعنواهنا «الفلك واحلساب يف التراث اإلسالمي”. كان املتحدث األول يف هذه اجللسة األستاذ الدكتور جورج صليبا، أستاذ اللغة العربية والعلوم اإلسالمية جبامعة كولومبيا ،وكان عنوان ورقته «االستخدام الواسع للمصادر العربية/اإلسالمية يف أوروبا النهضة وما بعدها» ،حيث ر ّكز على أعمال العلماء األوروبيني الذين استخدموا مصادر عربية/إسالمية لدعم وتوسيع علمهم .قامت املحاضرة بدراسة أعمال العلماء األوروبيني من عصر النهضة إىل القرن السابع عشر امليالدي وما بعد ذلك؛ أي هؤالء الذين استخدموا مصادر عربية يف املجاالت املختلفة، وع ّلقوا عليها ّ خبطهم .كل ذلك يف عملية إنتاجهم للعلم األورويب ما قبل احلداثة ،منهم :أندرياس فيساليوس ،الزاروس هربايوس دي فريغايس ،جيامباتستا ديال بورتا ،وجون غريفس ،باإلضافة إىل عدد من صانعي خرائط الكرة األرضية من اهلولنديني، انصب اهتمامهم على األدوات العلمية والفنيني اآلخرين الذين ّ العملية اليت مت تطويرها يف العامل اإلسالمي.
األستاذ الدكتور ويليام ر .شيا أثناء محارضته
قام املتحدث الثاين ،األستاذ الدكتور ويليام ر .شيا ،أستاذ التاريخ وفلسفة العلوم جبامعة مكغيل يف مونتريال بعرض ورقته املعنونة «توسيع تأرخينا» ،حيث ن ّوه إىل أمهية دراسة التاريخ من منظور شامل لتاريخ العامل ،ال سيما وأنه قد أشار إىل أن أي فشل يف فهم التراث اإلسالمي سيحرمنا من فهم أوروبا أو بقية العامل .كما أشار األستاذ الدكتور شيا إىل أن النشاط العلمي الغزير يف أوائل القرون الوسطي كان يف بالد النيب صلى اهلل عليه وسلم ،سواء كان ذلك يف الطب ،أو احلساب ،أو الفلك .وقد كانت إسهامات العرب يف امليكانيكا واهلندسة ذات أمهية قصوى؛ منوها بأن حتقيق وترمجة كتاب «منت املظ ّفر اإلسفزاري» قد عزّز من جهد تأريخ العلوم .أهنى األستاذ الدكتور شيا حماضرته بذكر التراجع الذي أصاب التاريخ كمادة دراسية ،واحلاجة إىل التوجه إىل املعارض وعرض التحف لنيل تفاعل اجلمهور يف التبادل احلضاري للمعرفة. كان املتحدث الثالث يف اجللسة األوىل األستاذ الدكتور تشارلز برينيت ،أستاذ تاريخ التأثري العريب/اإلسالمي على أوروبا، مبعهد واربورغ -جامعة لندن، حيث ق ّدم حماضرة بعنوان «احلقيقة العربية :حبث األوروبيني عن «احلقيقة» يف الثقافة اإلسالمية يف العصور الوسطى» .شرح األستاذ الدكتور برينيت يف مسامهته األستاذ الدكتور تشارلز برينيت معىن فكرة «احلقيقة العربية» بني األوروبيني الغربيني يف العصور الوسطى ،حيث قام باستكشاف التناقض الظاهر بني إدانة املسيحيني الشاملة لإلسالم ،وقبوهلم بال نقاش ملنتوج احلضارة اإلسالمية .ففي احلقيقة ،فإن العلماء العرب ،خاصة املشتغلني بالنصوص العلمية ،مل يكن ينظر إليهم فقط بأهنم أمناء مع النص الذي نقلوه من اليونان أو أي مصادر أخرى ،بل بصفتهم دعاة إىل استخدام العقل والتفكري العقالين يف حتليل وإجابة تلك املسائل اليت مل يستطع علماء اليونان اإلجابة عليها فيما سبق؛ وبالتايل ،فقد اعتربهم العلماء األوروبيون مصادر ذات قيمة ومصداقية.
شتاء 2017
األستاذ الدكتور جورج صليبا
16
أما املتحدث الثاين يف هذه اجللسة ،األستاذ الدكتور ديفيد كينغ ،أستاذ تاريخ العلوم جبامعة جوتة بفرانكفورت ،فقد قدم ورقة بعنوان «العلم يف خدمة اإلسالم» .وقد ب ّين األستاذ الدكتور كينغ كيف أن تطبيقات العلم يف خدمة اإلسالم ليس هلا مثيل يف تاريخ احلضارة اإلنسانية ،حيث أدى ذلك إىل ظهور العديد من االختراعات اجلديدة .ففي جمال احلساب مث ًال ،كان ضبط مواقيت الصالة يقع ضمن اإلطار األوسع الشامل لتحديد الوقت ،من خالل القياسات الفلكية للشمس والنجوم، وذلك باستخدام جداول موسعة وآالت مع ّقدة. فلكية ّ كذلك ،فإن ضبط القبلة يقع يف إطار اجلغرافيا احلسابية، من خطوط الطول والعرض، والرياضيات التطبيقية .وقد األستاذ الدكتور ديفيد كينغ تع ّرض األستاذ الدكتور كينغ WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
الـندوات افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها السيد شرف مياين ،عضو جملس إدارة مؤسسة الفرقانّ ، وضح فيها عمل املؤسسة يف جمال دراسة التراث اإلسالمي املخطوط بصفة عامة ،وبشكل خاص جهود مؤسسة الفرقان يف جماالت العلوم التطبيقية واهلندسية يف التراث اإلسالمي؛ وقد ن ّوه إىل نظرة املؤسسة إىل التراث باعتباره جزءا من املشترك اإلنساين.
ندوة حتت عنوان:
«العلوم واهلندسة يف الرتاث اإلسالمي»
األستاذ رشف مياين خالل كلمته االفتتاحية
قام مركز دراسات املخطوطات اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،بالتعاون مع مؤسسة العلوم والتكنولوجيا واحلضارة (اململكة املتحدة) بتنظيم ندوة بعنوان «العلوم واهلندسة يف التراث اإلسالمي» ،وذلك يوم السبت 18مارس 2017م ،باملقر الرئيسي ملؤسسة الفرقان بلندن. سلطت الندوة األضواء على قسم من إسهامات العلماء املسلمني يف شىت حقول املعرفة ،وبوجه خاص علوم الفلك ،احلساب، الفيزياء ،البصريات ،اهلندسة واألدوات العلمية ،مع التركيز على األعمال الكربى وتراث العلماء الرواد يف تلك املجاالت. كذلك ،تناولت الندوة سبل نقل هذه اإلسهامات إىل الفضاء العام ،هبدف ترسيخ االحترام املتبادل بني الثقافات. قامت الندوة على مخسة جلسات ،مبشاركة 14متحدث ،وحضور 50من العلماء واألكادمييني املتخصصيني يف حقول العلم والتراث اإلسالمي؛ وقد تضمنت كل جلسة فقرة من النقاش املفتوح حول املوضوع وردود على أسئلة احلضور.
األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو
اجللسة األوىل: ترأس السيد بيتر فيل اجللسة األوىل وعنواهنا «مقدمة يف تأريخ العلوم”. كان املتحدث األول يف هذه اجللسة األستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو ،األكادميي والدبلوماسي التركي ،وعضو جملس إدارة مؤسسة الفرقان .واألستاذ الدكتور إحسان أوغلو ،الذي كان قد ساهم يف تأليف كتاب «تاريخ املؤلفات العثمانية العلمية» املك ّون من 18جملدًا ،قدم حماضرة بعنوان «نظرة عامة على املؤلفات العثمانية العلمية» .أشار األستاذ الدكتور إحسان أوغلو إىل أمهية كتاب «تاريخ املؤلفات العثمانية العلمية» من جهة أنه جهد علمي استغرق إصداره ثالثة عقود من الزمن .ويكشف هذا العمل عن كم هائل من املعلومات حول األنشطة العلمية يف القرون الستة من العهد العثماين .وقام األستاذ الدكتور إحسان أوغلو يف حماضرته بتقدمي نتائج إحصائية بشكل حتليلي على هيئة جداول من عملية مسح لـ 4897كاتب ،و 4681كتاب ،وعدد كبري من املخطوطات .وقد ب ّين أوجه التأليف املختلفة يف املجاالت العلمية املتنوعة (الفلك ،احلساب ،اجلغرافيا ،الطب ،اخل)... والتفاعل بني العلماء من األحناء املختلفة من اإلمرباطورية العثمانية يف أقاليمها األوروبية ،واألناضولية ،والعربية .وقد س ّلطت الورقة الضوء على بدايات االتصال بالعلم احلديث الصادر عن غرب أوروبا.
األستاذ الدكتور شارلس فالكو واألستاذ الدكتور سليم الحسني
15
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
األستاذ الدكتور محمد سليم العوا
وزعت شهادات تقديرية عىل املشاركني يف أعامل الدورة العلمية
وبعد املناقشة ،انطلقت اجللسة السابعة ،برئاسة األستاذ الدكتور أمحد الريسوين ،وأفردت ملداخلة األستاذ الدكتور حممد سليم العوا يف موضوع« :خواتيم اآليات ومقاصد القرآن الكرمي :سورة الرعد أمنوذجا» ،وقصد خبواتيم اآليات اجلمل أو العبارات الكلية اجلامعة اليت ختتم هبا معظم آيات القرآن الكرمي ،وقد تكون بنفسها آية مستقلة ،وذكر أنه اختار سورة الرعد ألهنا مكية ،وتعد خواتيمها من الكليات ،ليؤكد أن االهتمام باملقاصد كان يف القرآن املكي مبكرا؛ وتوقف عند جمموعة من خواتيم اآليات ليبني مقاصدها. وترأس األستاذ الدكتور أمحد الريسوين جلسة اخلتام ،اليت ضمت جمموعة من الكلمات ،منها كلمة األستاذ الدكتور احلسني املوس باسم مركز املقاصد للدراسات والبحوث ،وكلمة رئيس شعبة الدراسات اإلسالمية بكلية ابن مسيك ،األستاذ الدكتور حممد عز الدين توفيق ،وكلمة األستاذ حممد دريوش باسم مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،كما ألقى األستاذ الدكتور نور الدين اخلادمي كلمة باسم األساتذة املحاضرين،
مث كلمة اللجنة التنظيمية تالها الدكتور حسن السرات ،وقرأت الدكتورة مجيلة تلوت التوصيات ،ومنها: ختصيص الدورة القادمة ملقاصد السنة النبوية الشريفة. العمل على صياغة مقترحات عملية لتزنيل مقاصد القرآن. حتكيم التعقيب ،حىت يكون يف املستوى املنشود. مجع أعمال الدورات الثالثة يف موسوعة واحدة ،مرتبةموضوعيا ،مع تتميم ما ينقصها من املجاالت بأحباث مستقلة. احلرص على تنظيم ورشات ،من أجل وضع خطط تزنيليةللمقاصد القرآنية. اقتراح مشاريع علمية إلشراك املستفيدين من الدورات يفالبحث املقاصدي. تنظيم دورات وندوات يف جماالت متخصصة ،كمقاصدالعقيدة ومقاصد األسرة ومقاصد املعامالت ومقاصد التربية ومقاصد السياسة الشرعية وغريها. االنفتاح على اجلامعة وعقد ندوات مفتوحة ،لتوسيع نطاقاملستفيدين. تقدمي مقترحات حبثية لطلبة املاجستري والدكتوراه ،من أجلتوسيع دائرة البحث والتفاعل. ختصيص أحد أيام الدورة للجامعة ،من أجل االنفتاحعلى الطلبة وفسح الفرصة ألكرب عدد لالستفادة من خربة العلماء والباحثني. وضع مقرر منوذجي يف مقاصد القرآن ومقاصد الشريعة. تفعيل املقاصد يف إعادة صياغة املباحث األصولية. العمل على التفعيل العلمي والعملي للمقاصد ،وتقدميمقترحات علمية ،لتقصيد العلوم اإلنسانية واالجتماعية. واختتمت أشغال الدورة مساء يوم اخلميس 11مايو بتوزيع الشهادات للمشاركني.
الدكتور أحمد العزيوي يتسلم شهادته من األستاذ الدكتور أحمد الريسوين
14
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
التفسري املوضوعي يف دراسات السابقني واملعاصرين ،وبني أثر التفسري املوضوعي يف بيان مقاصد القرآن ،ومن ذلك :مجع اآليات املتفرقة يف القرآن ذات املوضوع الواحد لينظر إليها يف وحدهتا اجلامعة ،وفهم أبعاد اهلداية القرآنية وعناصرها الفاعلة ،وتسهيل سبيل املعرفة ،والكشف عن املناسبة احلقيقية الرابطة بني اآليات، والكشف عن بعض جوانب إعجاز القرآن الكرمي،؛ وم ّثل األستاذ لبعض النماذج لتوضيح التفسري املوضوعي. وعقب األستاذ الدكتور عمر جدية على هذه املداخلة ببيان فوائدها ودررها ،وإبرازه مميزات وجواهر نفيسة من كتب القدماء ،لكنه قدم جمموعة من االستدراكات على الورقة ،منها :ضرورة الربط بني التفسري املوضوعي وتفسري القرآن بالقرآن. وانتقلت الكلمة بعد ذلك للحضور للمشاركة يف النقاش والتعقيب والتعليق والتساؤل.
محارضة األستاذ الدكتور عبد الرحمن الكيالين
وترأس األستاذ الدكتور حممد سليم العوا سادس جلسات الدورة، اليت افتتحت مبداخلة األستاذ الدكتور عبد املجيد النجار بعنوان: «مقاصد القرآن الكرمي يف حتقيق ممارسة الشورى» ،وأكد أن القرآن الكرمي مل يشرع لنا الشورى كحقيقة تشريعية وسكت ،بل بينها كحقيقية عملية ومنهجية ،ليساعدنا على تطبيق الشورى يف احلياة ،فمدنا باملنهج التطبيقي ملمارستها .مث فصل يف اخلارطة القرآنية لدوائر تطبيق الشورى ،منها :الدائرة األسرية ،والدائرة املجتمعية ،والدائرة السياسية ،لينتقل إىل بيان بعض املسالك القرآنية لتحقيق الشورى حنو االلتزام الفطري ،وااللتزام اإلمياين، وااللتزام التشريعي ،واإللزام التربوي والدعوي وغريها من املسالك ،ودعا يف خامتة مداخلته إىل ضرورة قيام تربية اجتماعية على الشورى ،وتصحيح التعليم ،ليصري مبنيا على احلوار والشورى. وعقب األستاذ الدكتور موالي املصطفى اهلند على املداخلة ،وأثىن على البحث معرفيا وتركيبيا ،مث توقف عند ممارسة الشورى ،مبينا أهنا خرجت عن املعىن القرآين يف الثقافة اإلسالمية ،لتقتصر على اجلانب السياسي ،وربط الشورى باالستخالف يف التصور القرآين، كما اعتربها مقصدا شامال وعاما ،فهي نظام حلياة اإلنسان االجتماعي. وبعد ذلك كانت مداخلة «التفسري املوضوعي ومقاصد القرآن الكرمي» ،لألستاذ الدكتور حسن فرحات ،ألقاها نيابة عنه األستاذ الدكتور عمر جدية ،ذكر فيها عالقة التفسري املوضوعي مبقاصد القرآن ،وأملع إىل أن التفسري املوضوعي علم حديث ،وهو نوعان: علم يتوجه للمعاين وعلم يتوجه للمصطلحات .كما توقف عند جذور
جانب من الحضور
ومتحورت سادس جلسات الدورة ،اليت ترأسها الدكتور عبد الرمحن الكيالين ،حول مداخلة األستاذ الدكتور أمحد الريسوين، املوسومة بـ« :مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب»، ووضح مرامه بـ»مقاصد اآليات» وعالقتها بالسبب ،وذكر اختالف العلماء بني قوهلم إن العلم بالسبب يورث العلم باملسبب ،وقوهلم العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب ،وتساءل :مىت تكون أسباب الزنول خادمة للقرآن؟ ومىت تكون خطرا عليه؟ وقد ناقش األستاذ الدكتور أمحد الريسوين جمموعة من املسائل ،منها قول العلماء :العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب ،وتطبيقاهتا، وتطرق إىل العالقة بني عموم اللفظ وعموم املقصد ،ليتوقف عند فوائد أسباب الزنول ،كما ربط املقاصد مبباحث الدالالت عند األصوليني ،مشددا على ضرورة تناول هذه املباحث وغريها من املباحث األصولية بروح املقاصد ،كي نتجاوز املنهج الصوري. وعقب على املداخلة األستاذ الدكتور عبد املجيد النجار ،إذ شدد على ضرورة التحقيق يف معىن عموم اللفظ الذي يقف عند املعىن اللغوي ،وتساءل عن املساحة اليت يقتصر عليها األخذ بقاعدة «العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب» ،كما اقترح جمموعة من مشاريع البحوث املتعلقة هبذا املوضوع.
الدكتور عبد املجيد النجار يف احدى مداخالته عىل أعامل الدورة العلمية
13
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
األسئلة عن التفكري املالبس للواقع ،متسائال :كيف نفكر اليوم يف العقيدة؟ وكيف نفكر يف صياغة اإلنسان اجلديد؟ وكيف نفكر اليوم يف املعامالت املالية؟ وبعد املناقشة ّمت االنتقال للجلسة اخلامسة ،اليت ترأسها األستاذ الدكتور حسن جابر ،وافتتحها األستاذ الدكتور عبد النور بزا مبداخلته املوسومة بـ« :من املقاصد التربوية للقرآن الكرمي» ،شرح فيها مفهوم التربية يف اللغة واالصطالح والقرآن ،مؤكدا أن جوهر القرآن هو تربية اإلنسان ،لينتقل بعد ذلك إىل بيان بعض املقاصد التربوية ،مؤكدا أهنا كثرية ،منها :مقصد التعليم ،وتوقف عند حكمه هل هو عيين أم كفائي؟ مث مقصد األخالق ،وتوقف عند ماهية األخالق ،ومقصد التعبد ،مفرقا بني التعبد اخلاص والتعبد العام. وعقب على هذه املداخلة األستاذ الدكتور عبد الفتاح الزنيفي، الذي تساءل عن واقع التعليم اليوم ومدى حتقيقه ملقاصد التعبد واألخالق والعلم ،كما ذكر أن القرآن كله كتاب تربية. وثاين مداخالت اجللسة كانت بعنوان« :دعوة القرآن الكرمي اإلنسان إىل النظر يف نفسه :املقاصد العلمية والعملية» ،لألستاذ الدكتور عز الدين توفيق ،الذي افتتح مداخلته بالتأكيد أن اهلل عز وجل أمر كل إنسان أن ينظر يف نفسه ويتفكر فيها وفيما حوله ،مث توقف عند النظر يف القرآن ،وانتقل لبيان بعض املقاصد املتعلقة بدعوة القرآن اإلنسان إىل النظر إىل نفسه ،منها املقاصد العملية للتفكر يف النفس ،وف ّرق بني التفكري والتفكر ،معتربا التفكري مقدمة للتفكر ،كما أن التفكري مشترك بني الناس والتفكر خاص بطائفة منهم .كما توقف عند مقاصد اإلميان بالغيب واليوم اآلخر واإلميان احلق .لينتقل إىل املقاصد العملية للنظر يف النفس ،منها :مقصد وظيفة اإلنسان يف الكون ،ومقصد إدخال العبادة يف احلياة والتوبة وغريها ،مؤكدا أن اإلنسان ذو أبعاد :البعد البيولوجي والبعد النفسي؛ ولكل بعد مقاصده. وعقب على املوضوع الدكتور عبد الصمد بوذياب ،مؤكدا على أمهية املوضوع وفائدته وصلته مبوضوع الدورة ،كما قدم جمموعة من املقترحات املنهجية من أجل تعميق النظر يف املوضوع. وختمت أشغال ثاين أيام الدورة بكلمة املناقشني من احلضور، الذين تفاعلوا مع املداخالت والتعقيبات.
جانب من الحضور
واإلحصان والعفاف والتكافل وغريها ،لتختم باملقاصد احلافظة لالجتماع اإلنساين حنو حفظ الفطرة والتراحم الذي حيفظ األسرة واإلنسان واالجتماع. وعقبت على املداخلة الدكتورة وفاء توفيق ،اليت أبرزت اجلديد يف الدراسة ،وأضافت جمموعة من األفكار للمداخلة ،كما قدمت جمموعة من املالحظات ،بدءا بالتصميم املتبع ،وانتقدت اندراج التبين يف حفظ اإلنسان ،مبينة املقاصد املتغياة من ورائه ،كما أوصت بضرورة تعميق الفصل الثالث وإضافة مقاصد جديدة. وثاين مداخالت اجللسة كانت لألستاذ الدكتور حممد النوري، بعنوان« :املقاصد االقتصادية يف القرآن الكرمي» ،أشار فيها إىل العالقة بني املقاصد واالقتصاد ،وخلص مقاصد علم االقتصاد الوضعي يف تشخيص ومعاجلة املشكلة االقتصادية ،وحتقيق النمو والتوازن واالستقرار والعدالة االقتصادية ،كما ذكر بعض املقاصد االقتصادية للقرآن الكرمي ،وهي :اإلعمار والتمكني واألمن والتوازن والعدل. وعقب الدكتور عبد السالم بالجي على هذه املداخلة بالتساؤل :هل اخلريات نادرة أم متوفرة؟ كما أكد أن املجال املايل واالقتصادي هو تعبدي ،انطالقا من حتقيق مبدأ االستخالف هلل .وذكر جمموعة من املقاصد االقتصادية ،منها :العدل والكسب والعمل والتخليف واحلفظ وتزكية الثروة وترشيد اإلنفاق واالستهالك والتنمية والتداول والتطهري وغريها. وبعد املناقشة كانت اجللسة الرابعة ،برئاسة األستاذ الدكتور نور الدين اخلادمي ،استهلها األستاذ الدكتور أمحد كايف مبداخلته يف موضوع« :املقاصد الفكرية للقرآن الكرمي» ،حيث افتتح مداخلته بالتأكيد أن مجيع القيم اإلنسانية والدينية مصنعها الفكر ،فهو مبدأ اإلرادات والتصرفات ،كما أن التفكري مقصد من مقاصد القرآن ،ودرس مفهوم التفكري يف القرآن الكرمي ودالالته .وانتقل بعد ذلك لبيان بعض مقاصد التفكري يف القرآن ،منها :مقصد البيان الذي يقتضي اإليضاح والقضاء على االحنرافات يف الدنيا والتعبدات املرفوضة يف الشرع ،ومقصد التخلص من فكر اجلماعة وسلطاهنا وسطوهتا أو حترير قرار اإلنسان من ضغط احلشد. وكانت كلمة التعقيب لألستاذ الدكتور إبراهيم بورشاشن ،الذي تساءل :بأي منهج جيب أن يكون هذا التفكر؟ كما توقف عند إشكالية مفهوم اجلماعة واجلمهور واألمة .كما أثار جمموعة من
جانب من الحضور
12
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
وكانت املداخلة الثانية يف هذه اجللسة لألستاذ الدكتور نور الدين اخلادمي ،بعنوان« :مقاصد اإلكمال والتتميم يف القرآن الكرمي :من املُزنل الديين إىل املُنجر اإلنساين» ،ذكر فيها أن اإلكمال والتتميم مفردتان قرآنيتان ،وأشار إىل بعض إشكاالت مقاصد التكميل والتتميم ،منها :تبعيض التناول القرآين ،وانفصام العمل عن النظر ،والفعل عن الوعي ،وغياب العمل بالقرآن أو ضعفه ،والعمل املبتور بعدم إمتام أو قلة إتقانه أو غياب إحسانه ،مث إشكال االنبهار باإلعجاز اإلنزايل البياين القرآين والنبوي .كما توقف عند مفهوم اإلجناز واإلمتام ،مؤكدا أن اهلل سبحانه أمرنا بإمتام األعمال لضمان استمرارها ،كما أمرنا باإلتقان واإلحسان .وانتقل بعد ذلك لبيان مفهوم اإلعجاز وعالقته باإلجناز ،معتربا أن اإلعجاز ضرب من ضروب فهم اإلنزال ،كما أن العمل باإلعجاز ضرب من ضروب العمل باإلنزال .وبني أن التكليف يف القرآن هو تكليف باإلفهام وتكليف باملقاصد وتكليف باإلعجاز وتكليف باألحكام ،ودعا إىل ضرورة إتقان وإمتام املنجزين يف العمل اإلسالمي لعملهم. وانتقلت الكلمة لألستاذ الدكتور حسن إزرال ليعقب على هذه املداخلة ،متسائال :هل اكتمال ومتام الدين مرتبط بنا أم خارج عن إرادتنا؟؛ وتوقف عند بعض األفكار اليت ذكرت يف املداخلة حنو: إشكالية انفصال الدين عن العمل ،وإشكالية االنبهار باإلعجاز، مث إشكالية نقصان وعدم اكتمال العمل ،وذكر أن الصحابة قرأوا القرآن قراءة جهادية قياما هلل ،هلذا كانت قراءهتم قراءة صحيحة. وختمت هذه اجللسة مبجموعة من املداخالت واملناقشات والتعقيبات. وافتتح ثاين أيام الدورة يوم األربعاء 10مايو باجللسة العلمية الثالثة ،ترأسها الدكتور مصطفى املرابط ،وكانت املداخلة األوىل بعنوان« :األسرة يف القرآن :من اإلنسان إىل العمران» ،للدكتورة مجيلة تلوت ،اليت استهلت مداخلتها ببيان املفاهيم التأسيسية حنو مفهوم األسرة يف اللغة واالصطالح ،لتقف عند حمددات األسرة يف القرآن ،مؤكدة أهنا ترتكز على االمتداد األخالقي من الزوجني إىل األمة القطب .وانتقلت بعد ذلك لبيان مفهوم العمران يف القرآن الكرمي وربطته باألسرة ودورها يف حتقيق العمران احلضاري املنشود ،مؤكدة أن فقه العمران جيمع بني فقه النص وفقه الواقع. مث تطرقت إىل عالقة األسرة حبفظ اإلنسان ،بدءا حبفظه التكويين والبيولوجي عن طريق حفظ النسل وحفظ النوع ،وحفظه األخالقي بالتزكية ،وحفظه االنتمائي حبفظ النسب .مث أشارت إىل بعض املقاصد املرتبطة باالجتماع األسري من قبيل السكن
األستاذ الدكتور الحسني املوس
وبعد ذلك كانت اجللسة الثانية برئاسة األستاذ الدكتور احلسني املوس ،وكانت أوىل مداخالهتا يف موضوع« :مقاصد القرآن الكرمي وأثرها يف بناء املشترك اإلنساين» ،للدكتور عبد الرمحن الكيالين ،الذي افتتح مداخلته بالتأكيد على البعد اإلنساين ملقاصد الشريعة اإلسالمية ،وب ّين أن املقاصد القرآنية اليت ميكن أن تكون منطلقا للمشترك اإلنساين هي مقصد إعمار األرض ،ومقصد القيم األخالقية ،ومقصد التعارف اإلنساين ،واملقاصد الضرورية واحلاجية والتحسينية .فمقصد عمارة األرض يعين إصالح األرض ومنع ختريبها وإفسادها ،واحلض على فعل اخلري فيها ،واعترب مقصد إعمار األرض منطلقا لتبادل اخلربات اإلنسانية ،اليت تتفاوت يف إمكاناهتا وعلومها وقدراهتا ومواهبها ،وسد الثغرات اليت تعتري اخلربات اإلنسانية يف بعض املجاالت احليوية .أما مقصد القيم األخالقية وبناء املشترك اإلنساين ،فدلل عليه من اعتبار اإلصالح األخالقي من مقاصد بعثة النيب صلى اهلل عليه وسلم ،ودعوة القرآن الكرمي إىل الفضائل األخالقية ،مؤكدا أن القيم األخالقية تسهم يف تشكيل املشتركات اإلنسانية الكربى، وصالحيتها يف البناء وتأسيس التكتالت ،مع من يؤمن هبا بناء، بقطع النظر عن دينه ومعتقده ومذهبه .مث حتدث عن املقاصد الضرورية واحلاجية والتحسينية ،معتربا إياها من أعظم القيم اليت تؤسس للمشترك اإلنساين اجلامع ،وختم كالمه باحلديث عن مقصد التعارف والتعاون اإلنساين. وع ّقب على هذه املداخلة الدكتور وائل احلارثي ،الذي أشار إىل انتشار مفهوم املشترك اإلنساين بني الباحثني واملفكرين ،وتوقف عند أصول املشترك اإلنساين ،منها :االشتراك يف أصل الوجود واخللق ،واالشتراك يف التكرمي والتفضيل ،واالشتراك يف التعارف، واالشتراك يف التدافع اإلنساين ،واالشتراك يف االستخالف، واالشتراك يف الدخول يف السلم ،واالشتراك يف الرمحة ،واالشتراك يف تتميم مكارم األخالق؛ مث حتدث عن مصادر هذا االشتراك، وخلصها يف :الفطرة وبقايا الشرائع السابقة أو شرع من قبلنا. كما بني خصائص املشترك اإلنساين ومميزاته مقاصديا ،مؤكدا أن الكليات الكربى هي أساس املشتركات ،باإلضافة إىل املشترك األخالقي ،ودعا إىل استعمال املشترك اإلنساين كمفهوم مشويل لتفعيل مقاصد الشريعة.
تعقيب الدكتورة وفاء توفيق عىل محارضة الدكتورة جميلة تلوت
11
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
وقد قارب مداخلته من خالل االرتكاز على «أول ما نزل» و»آخر ما نزل» ،الستنباط مقاصد القرآن ،وب ّين أن مطلع سورة العلق «اقرأ» فيه حثّ على التعلم والسعي للعلم ،ويف مطلع سورة املزمل دعوة إىل تزكية النفس ،واهتم مطلع سورة املدثر بالبناء الدعوي ،أما مطلع سورة القلم ففيه دعوة إىل التمسك باألخالق والفضائل، ومن مث استخلص من خالل أول ما نزل من اآليات املقاصد اآلتية :البناء العلمي ،والبناء الروحي ،والبناء الدعوي ،والبناء األخالقي ،كما استخلص من آيات آخر ما نزل مقاصد :االهتمام بالبعد االقتصادي واالبتعاد عن االحتكار واالستهالك وما يرتبط باالقتصاد الربوي ،واالرتباط باهلل والتمسك حببله املتني يف كل األحوال ،والكتابة والتوثيق وحرمة الدم ،وحترمي القتل وغريها. وانتقل بعد ذلك لبيان خصائص اخلطاب اإلسالمي ،وخلصها يف: إنسانية اخلطاب ،بالتركيز على النظرة الكلية الشاملة املهيمنة على الرساالت واإلنسانية ،ومراعاة املآل ،بتحديد فقه األولويات، واالرتكاز على البعد اإلنساين ،وأكد أن التركيز على هذه السمات من شأنه أن يسهم يف إنقاذ اإلنسان اليوم والنجاة به إىل بر األمان، خصوصا مع ما فعلته احلداثة يف اإلنسان والكون والبيئة. وعقب على هذه املداخلة الدكتور مصطفى الصمدي ،الذي قام بتفكيك مفردات العنوان ،بد ًءا بالقرآن الكرمي الذي يدل على ثبات يف األلفاظ وحترك يف الزمان ،كما تدل املقاصد على االجتهاد املستمر الستخراج املعاين املختبئة وراء األلفاظ ،مث توقف عند األمة الشاهدة ،متسائال :كيف ميكن للمسلمني أن يكونوا شهداء على الناس؟ وكيف ميكن أن يقدموا الشهود احلضاري على العامل؟ وذكر أنه لتحقيق الشهود احلضاري ال بد من معرفة الذات من خالل النص القرآين ،ومعرفة مشكالت الذات وقضاياها ،وأكد أن أزمة العالقة بني املعرفة والقيم هي األزمة اليت يعيشها العامل اآلن .كما أشار إىل ضرورة مراعاة السياق واألنساق يف اخلطاب القرآين إلجياد احللول لألزمات املعاصرة ،مع ضرورة االشتغال على املشترك القيمي مع اآلخر. وانتقلت الكلمة بعد ذلك للحضور الكرمي الذي تفاعل مع املداخالت باألسئلة واملناقشة والتعقيب والتوصيات.
تعقيب الدكتور محمد سليم العوا عىل ورقة الدكتور إبراهيم البيومي غانم
املشاركني؛ مث األستاذ الدكتور احلسني املوس ،الذي ألقى كلمة باسم مركز املقاصد للدراسات والبحوث؛ وختمت اجللسة االفتتاحية بكلمة لكاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين املهين والتعليم العايل،األستاذ الدكتور خالد الصمدي ،الذي أكد على ضرورة جتديد مناهج الدراسات لتحقيق التكامل مع اجلامعات ،وضرورة اإلصالح اجلامعي وحتقيق التكامل املعريف. وبعد هذه الكلمات االفتتاحية انطلقت اجللسات العلمية للدورة، ترأس أوالها األستاذ الدكتور نور الدين اخلادمي ،وافتتحت مبداخلة األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن بعنوان« :الدين الواحد ومقصد تعدد الرساالت وعاملية اإلسالم» ،أكد فيها على وحدة البشرية يف األصل والنسب ،وتوقف عند مفهوم عاملية اإلسالمية، كما أكد على وحدة الدين ومقصد تعدد الرساالت ،مبينا مفهوم الدين بسرد أقوال العلماء يف بيانه وحتديده ،ومشريا إىل مقاصد تعدد الرساالت ،منها التدرج يف الوصول إىل كمال وحدة الدين، ومتام وحدة اإلنسانية ال وحدة الشرائع ،لينتقل بعد ذلك للحديث عن عاملية اإلسالم والتأكيد أن األخوة اإلنسانية هي طريق السالم، مشددا أن عاملية اإلسالم ال تعين إكراه الناس على الدخول يف الدين. ودعا يف هناية مداخلته إىل أننا حباجة إىل خطاب جديد يعتمد االجتهاد اجلماعي يف مثل هذه القضايا ،واالرتكاز على املقاصد املؤسسة على كليات القرآن. وانتقلت الكلمة بعد ذلك لألستاذ الدكتور حممد سليم العوا ،ليع ّقب على هذه املداخلة ،مبينا أن تعدد الرساالت مقصد عظيم من مقاصد القرآن الكرمي ،كما أن عاملية اإلسالم مقصد من مقاصد بعثة حممد صلى اهلل عليه وسلم .وفرق الدكتور العوا بني عاملية الدين وعاملية اإلسالم ،إذ إن عاملية الدين ختاطب اجلميع بال استثناء ،وعاملية اإلسالم ختاطب اخللق بعد بعث الرسول صلى اهلل عليه وسلم .كما حتدث األستاذ الدكتور حممد سليم العوا على الظرف التارخيي الذي وضع فيه حممد عبد اهلل دراز ومصطفى عبد الرازق آراءهم حول الدين وعاملية اإلسالم ،ليختم أنه ال ينكر تغري االجتهاد الفكري بتغري الزمان واملكان. وثاين مداخالت هذه اجللسة كانت يف موضوع« :من مقاصد القرآن الكرمي يف بناء األمة الشاهدة على البشرية» ،للدكتور حممد شهيد، الذي أكد أنه سيجمع بني البعد األصويل والفكري يف مداخلته،
األستاذ الدكتور نور الدين الخادمي
10
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
ألقت املحاضرة األوىل األستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز -دي -كاستيا مونيوث ،حيث استعرضت تاريخ جمموعة املخطوطات العربية باملكتبة امللكية يف دير سان لورنزو باإلسكوريال .مث تالها مدير املكتبة امللكية، السيد خوسيه لويس ديل بايي مريينو ،بتعليقات عامة على جمموعة املخطوطات الكاملة باملكتبة امللكية .مث واصل األستاذ الدكتور فرانسوا ديروش مبحاضرة حول حوامل الكتابة (الرق والورق) .وقد انتهى اليوم األول بعرض عنوانه «بوابة مكتبة الفرقان الرقمية :جمموعات املخطوطات اإلسالمية ،الفهارس ،وموارد التراث املكتوب حول العامل» ،قدمته األستاذة كرمية ابن عائشة.
شتاء 2017
الدورة العلمية الثالثة عشرة يف مقاصد الشريعة:
«مقاصد القرآن الكريم» ()3
جانب من الجلسة االفتتاحية للدورة العلمية
جرت أعمال الدورة يف املكتبة العامة بسان لورنزو ،بينما متت اجللسات العملية التطبيقية مبكتبة اإلسكوريال .وقد دعي املشاركون إىل زيارة الدير امللكي بسان لورنزو باإلسكوريال ،والذي بدأت أعمال بنائه يف 1563م ،وانتهت يف 1584م .وقد بدأ إنشاء الدير بأمر امللك فيليب الثاين ،الذي رغب يف أن يكون البناء متعدد األغراض، وكضريح ألبيه ،إمرباطور روما املقدس شارلس اخلامس .وقد متت زيارة أخرى لقاعة مكتبة اإلسكوريال ،اليت بنيت يف 1592م، املعروفة بزخرفتها الداخلية من أعمال مشاهري فناين القرنني السادس عشر والسابع عشر امليالديني من األسبان واإليطاليني. اختتمت أعمال الدورة يوم اجلمعة 7يوليو ،بتوزيع الشهادات على املشاركني ،وكلمات لكل من األستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز دي كاستيا ،واألستاذة كرمية ابن عائشة ،اللتني شكرتا احلضور ملشاركتهم الف ّعالة يف الدورة وتبادهلم للخربات ،بوصفهم باحثني يف جمال التراث اإلسالمي املكتوب.
نظم مركز دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بلندن ،بالتعاون مع مركز املقاصد للدراسات والبحوث بالرباط ،وشعبة الدراسات اإلسالمية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء ،الدورة العلمية الثالثة يف موضوع «مقاصد القرآن الكرمي» ،وذلك أيام 14 -13 -12 شعبان 1438هـ املوافق لـ 11-10 - 9مايو ،2017بفندق كزني بالدار البيضاء باململكة املغربية. استهلت أشغال الدورة جبلسة افتتاحية ترأسها األستاذ الدكتور عبد املجيد النجار ،افتتحت بتالوة آيات بينات من الذكر احلكيم؛ تلتها كلمة لألستاذ صاحل شهسواري ،املدير التنفيذي ملؤسسة الفرقان، الذي شكر السادة املشاركني واملنظمني ،وأكد أن هذه الدورة تفتح آفاقا جديدة للبحث يف مقاصد القرآن ،كما أهنا تسعى إىل التطرق إىل حماور مل يتم مدارستها يف الدورتني السابقتني ،بغية رسم خارطة واضحة ملقاصد القرآن .وبعد ذلك كانت الكلمة لنائب عمدة مدينة الدار البيضاء ،األستاذ عبد املالك كحيلي ،الذي ن ّوه مبوضوع الدورة ،مؤكدا أن جملس مجاعة الدار البيضاء يسري على هنج بناء اإلنسان قبل العمران؛ مث تلتها كلمة رئيس جامعة احلسن الثاين بالدار البيضاء ،األستاذ الدكتور إدريس املنصوري ،الذي توقف عند موضوع الدورة ،وبني أن معرفة مقاصد اآليات مقدمة للتدبر والتفكر يف آيات اهلل؛ عقبته كلمة لعميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ابن مسيك ،األستاذ الدكتور عبد القادر كنكاي ،الذي رحب باملشاركني واملحاضرين وأشاد مبحاور املداخالت؛ لتنتقل الكلمة لألستاذ الدكتور حممد سليم العوا ،الذي حتدث باسم
صورة جامعية للحضور يف اليوم الختامي للدورة التدريبية
جانب من الحضور
األستاذ الدكتور فرانسوا ديروش
9
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
الـدورات الدورة التدريبية الرابعة يف علم الكتاب املخطوط (الكوديكولوجيا):
«الكوديكولوجيا العربية :الرتاث اإلسالمي املخطوط يف جمموعة اإلسكوريال» ّ نظم مركز دراسات املخطوطات اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،بالتعاون مع فنداثيون خينريال جلامعة كومبلوتنسي يف مدريد ،الدورة التدريبية الرابعة بعنوان «علم املخطوط العريب: التراث اإلسالمي املخطوط يف جمموعة اإلسكوريال» .وقد انعقدت الدورة التدريبية يف الفترة املمتدة من 3إىل 7يوليو 2017م ،بسان لورنزو دي اإلسكوريال (الواقعة 45كيلومتر مشال غرب العاصمة مدريد) ،يف إطار الدورات الصيفية جلامعة كومبلوتنسي.
جانب من ورش العمل التطبيقية حول الكوديكولوجيا
وقد تضمنت اجللسات العملية حتليل وتوصيف خمطوطات عربية خمتارة من ضمن جمموعة خمطوطات املكتبة امللكية يف دير سان لورنزو باإلسكوريال ،وهي من أهم جمموعات املخطوطات العربية يف أوروبا ،وأكربها على التراب اإلسباين .وقد أعطي املشاركون حرية العمل ضمن جمموعات يف اجللسات النظرية والعملية. ففي اجللسات العملية مت متكني املشاركني من التعامل املباشر مع املخطوطات ،حيث قاموا بتحليلها ،ومن مث تطبيق ما متت دراسته يف اجللسات النظرية .وقد تضمنت :فهم مكونات الكراس املخطوط ،والنظر يف حوامل الكتابة من الرق والورق ،والفروق بني الورق الغريب وغريه ،اخل .وقد تطرقت اجللسات إىل األمدة وتنظيم املخطوطات ،وتقدمي األمثلة يف كل من اجللسات النظرية والعملية .وقد مت تناول علم تطور اخلطوط بإسهاب ،والتعريف بالتجليد العريب ،وتتبع املجلدين ،وهم يباشرون عملهم .وقد اختتمت فعاليات الدورة جبلسة حول تاريخ املخطوطات. انطلقت أعمال الدورة صبيحة يوم اإلثنني 3يوليو ،2017بكلمات ترحيب من مديرة الدورة ،األستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز -دي- منسق الدورة، كاستيا مونيوث ،تالها السيد كارلوس ليو روكاّ ، مث ممثلة مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،األستاذة كرمية ابن عائشة ،رئيسة قسم املكتبة وقاعدة البيانات ،اليت استهلت كلمتها بشكر املشاركني ،مث قدمت عرضًا خمتصرًا ملشاريع وألنشطة املؤسسة الرئيسية.
جانب من الجلسة االفتتاحية للدورة التدريبية
وقد اختري حلضور الدورة مثانية عشر مشاركًا من بلدان خمتلفة (منها اجلزائر وبلجيكا وفرنسا وأملانيا وإيطاليا واألردن وماليزيا وهولندا وإستونيا وسوريا واململكة املتحدة والواليات املتحدة وكولومبيا) ،من ذوي التخصصات العلمية املتنوعة املتعلقة باملخطوطات اإلسالمية .وكان املشاركون من طالب الدكتوراة يف إطار موضوع الدورة ،ومن بينهم باحثون وحماضرون يف اللغة العربية والفارسية وأساتذة مساعدون ،باإلضافة إىل طالب ْين من مرحلة املاجستري. أشرف على التدريس هذا العام األستاذ الدكتور فرانسوا ديروش، واألستاذة الدكتورة نوريا مارتينيز -دي -كاستيا مونيوث (مديرة الدورة كذلك) .وقد مت تقسيم فعاليات الدورة إىل شق نظري وشق عملي؛ يف شقها النظري مت استعراض مدخل عام إىل علم املخطوطات اإلسالمية ،مع التركيز على العناصر األولية للمخطوط ،مبا يف ذلك مادة املخطوط (إن كان من الورق ،أو الرق ،أو الربدي) ،نوع التجليد ،تنظيم الكراسات والصفحات يف املخطوط ،وكذلك أنواع اخلطوط والعناصر الرئيسية خارج النص ،ومن ضمنها صفحة العنوان ،وحرد املنت ،والتقاييد التوثيقية.
جانب من ورش العمل التطبيقية حول الكوديكولوجيا داخل مكتبة األسكوريال
8
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
حماضرة بعنوان:
ُ ّة إدراك املصا حل الكربى لألمِ «إشكالية ِ ِ ٌ ٌ ٌ ٌ ٌ وسياسية» ومقاصدية أصولية نقدية: رؤية من إلقاء األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن
جانب من الحضور
وأملع األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن إىل أن مفهوم املصاحل الكلية يدخل يف تكوين وبناء املرجعية النهائية للرؤية اإلسالمية ،فهو ليس باملفهوم اهلني ،كما قال ،إذ إنه يتمحور حول املبادئ والقيم العليا اليت يؤمن هبا أبناء األمة ،كما يشكل األهداف اليت تصفها لنفسها هذه األمة وتسعى لتحقيقها ،مج ًعا بني اجلوانب املعنوية القيمية واجلوانب املادية. كما دعا الدكتور غامن إىل اجتراح مقاييس لتزنيل املقاصد العامة للشريعة ،لقياس أداء الربملان واحلكومة وغريها مما له عالقة بتدبري املجال العام ،وجعل املصلحة حمال للمساءلة واملحاسبة للنظر يف مدى حتققها. وانتقل املحاضر ليبني أن األصوليني يقاربون مفهوم املصلحة من خالل ثالثية الضروريات واحلاجيات والتحسينيات ،أو املصاحل الراجحة واملرجوحة وغريها من التقسيمات النظرية ،وق ّل احلديث عن تزنيلها وخدمتها لقضايا األمة .كما ب ّين أن هناك تقسيمات كثرية يكثر للمصلحة يف السياق املعاصر؛ وألمهية مفهوم «املصلحة» ،فإ َّنه ُ استعمالُه يف اخلطابات املختلفة :األصويل ،والسياسي ،والقانوين، واالجتماعي ،والفلسفي .إال أنَّ كثر َة استعماله هذه ال تؤشر على وضوح معناه ،كما ال تعين وجود اتفاقٍ بني منتجي تلك اخلطابات؛ ِ فاحلكام يشريون إىل املصلحة القومية ،وعلماء االجتماع يناقشون املصاحل املتعلقة بقوانني االجتماع ،ويتحدث الفالسفة عن اخلري العام والسلم؛ وذكر املحاضر أنه ال توجد قنوات اتصال بني هذه املجاالت لصوغ املصاحل الكربى وتنفيذها. مث خاض الدكتور غامن يف إشكال املصلحة الثابتة واملتغرية ،والقطعية والظنية ،وسرد أقوال العلماء يف املسألة وح ّدد حم ّل الزناع ،ليعرج بعد ذلك على السياق التارخيي لتطور فكرة املصلحة العامة .كما حتدث عن عالقة املصلحة العامة بالسياسة الشرعية ،وكيف استولت السلطات على مفهوم الطاعة ،مشددًا أن الطاعة يف املجال العام مشروطة ملزما .وأ ّكد املحاضر أنه ،يف بالشورى ،فتكون بذلك قرا ًرا مجاع ًيا ً السياق التارخيي ،أزيل اعتبار السواد األعظم يف مشروعية الطاعة، ومن ّمث ،ألغي مفهوم الشورى يف تقدير املصاحل العامة. ويف ختام حماضرته ،أكد الدكتور إبراهيم البيومي غامن أن املصاحل الكلية الثابتة ،اليت ال تتغري ،هي :الكرامة اإلنسانية ،والعدالة، واحلرية ،والسلم العام ،ودعا إىل ضرورة تعميق النظر يف هذه املصاحل ،بتحديد مفاهيمها وتأسيسها علميا ،حبيث تتراكم فيها البحوث ،إضاف ًة إىل ضرورة تربية األجيال اجلديدة عليها ،بد ًءا باألسرة واملسجد واإلعالم ،حىت تغرس هذه الثوابت يف الوعي اجلمعي.
األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم أثناء القائه للمحارضة
نظم مركز دراسات مقاصد الشريعة اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بلندن ،بالتعاون مع مجعية فضاء األطر ،حماضرة حتت عنوان« :إشكالية إدراك املصاحل الكربى لألمة :رؤية نقدية أصولية ومقاصدية وسياسية» ،وذلك مساء اإلثنني 11شعبان 1438هـ املوافق لـ 8مايو ،2017برحاب املدرسة الفندقية يف املحمدية، باململكة املغربية. ترأس جلسة املحاضرة األستاذ الدكتور حممد سليم العوا ،الذي ع ّرف باملحاضر علم ًيا ،ليتساءل كيف ميكن للمصاحل الكربى أن تكون موضوعا إشكال ًيا؟ ً لتنتقل الكلمة بعد ذلك إىل املحاضر، األستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن، الذي حاول تبيني مفردات العنوان بد ًءا من مفهوم اإلدراك ،مبينا أنه له داللتني رئيستني :أوالها داللة الوعي ،وثانيها داللة اإلجناز .مث حتدث عن أسباب اختيار املوضوع ،ومرد ذلك إىل النقص الكبري يف معاجلة مفهوم املصلحة العامة ،أو ما يع َبر عنه قدميا باملصلحة املشتركة .وأكد الدكتور غامن أن هذا املوضوع إشكايل، ألنه متعدد األبعاد ومتشعب األطراف ،كما أن هذه اإلشكالية دخلت يف مركز األزمة ترأس جلسة املحارضة األستاذ الدكتور محمد سليم العوا احلضارية ألمتنا منذ أزيد من ثالثة قرون، ومن ّمث ،فإن التعامل معها هو أحد املداخل املهمة اليت ميكن أن خترجنا من هذه األزمة. وأكد الدكتور غامن غياب التراكم النوعي يف مقاربة مثل هذه املواضيع، كما أشار إىل النقص يف جمموعة من احليثيات املرتبطة باملصلحة العامة ،متسائال :من يكفل املصلحة العامة؟ وما هي األساليب اليت تكفل حتقيقها؟ وما وسائل املحاسبة للمنوطني بتحقيقها؟ وبعد ذلك انتقل الدكتور غامن إىل بيان مقصوده باملصلحة الكربى، جمليا اشتقاقاهتا اللغوية ،وكذا مواردها يف القرآن ،لينتقل إىل بيان مدلوهلا يف االصطالح ،كما توقف عند تقسيماهتا ،مبينا أهنا قد تكون خاصة ببلد أو بإنسان ،لكنها تؤسس على املعايري اإلسالمية ،مش ًريا إىل أن املصلحة قد تكون عامة يف وقت ،وغري عامة يف وقت آخر ،كما هناك مصاحل متغرية وأخرى ثابتة ،وأخرى مشولية وأبدية.
جانب من الحضور
7
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
كما تقدم األستاذ شرف مياين بالشكر اجلزيل ملحقق الكتاب ،على اجلهد املعترب يف حتقيق الكتاب « ُبغية َّ الطلَب يف تاريخ حلب» حتقيقًا علميًا جادًّا ،إذ أخرج الكتاب كما أراده مؤلفه ،كما شكره أيضا على اإلضافة النوعية ،يف املجلد احلادي عشر ،الذي مساه امللتقط من بعض أجزاء الضائع ،والذي س ّد فيه الكثري من النقص ،بسبب ضيا ِع ِ الكتاب ،وه ّنأه مبناسبة حصوله على جائزة معهد املخطوطات لسنة .2017 وبعد أن ع ّرف األستاذ حممد دريوش باملحقق ،األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية ،أحال له الكلمة ،لينوه بدور املؤسسة يف احلفاظ على التراث متأسفا وشكرها على هذه الدعوةّ ، عما تعانيه حلب من ج ّراء ما طاهلا مس كل معاملها من تدمري وخرابّ ، األستاذ محمد دريوش التراثية والثقافية.
حماضرة بعنوان: «مؤرِّ ُخ حلب ُ ابن العديم العقيلي ُ وتارخيه الكبري»
من إلقاء األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية
بعد ذلك استه ّل الدكتور الرواضية حماضرته بالتعريف مبؤ ّرخ حلب ّ العلمة املرموق ،ابن العدمي ،متتب ًعا سريته العلمية ،حىت وفاته ،ذاكرا أهم كتبه ومؤلفاته ،ومصادره اليت اعتمد عليها يف وضع كتابه؛ منب ًها احلضور على أمهية هذا ّ العلمة العظيم وغزارة علمه ورسوخه وسعة ّ مدرسا كان بل فحسب، الرفيع الطراز من اطالعه ،بأنه مل يكن مؤ ّر ًخا ً ً وواعظا ووزي ًرا وأدي ًبا وكاتب سري. وحمد ًثا وفقي ًها وأما كتابه «بغية الطلب يف تاريخ حلب» ،ف ُيع ّد من األصول الكربى لتاريخ يب ،ويتضمن مادة تارخيية وجغرافية ثرية عن بالد الثقافة واألدب العر ّ الشام عا ّمة واملنطقة الشمالية منه على وجه التحديد ،وهي مادة تف ّرد هبا املؤلف عن أقرانه ،ولقيمة التراجم اليت ذكرها. وتربز قيمة الكتاب أيضًا ،فض ًال عن تأرخيه لشمال بالد الشام حىت بنصوص طويلة من كُتب مفقودة اهلجري ،يف احتفاظه القرن السابع ّ ٍ وحد ُه ـ ونقلها يف كتابه. كثرية مل تصلنا ،حفظها ابن العدمي ـ َ فالكتاب جامع جلملة من العلوم واملعارف والفنون؛ وهو وإن كان موضوعه ٌ األساسي الترمجة لألعالم والناهبني يف شىت حقول املعرفة واآلداب وأرباب احلكم والسياسة ومن جيري جمراهم ممن اتصلت عالقتهم بإقليم حلب إما بالسكىن أو العبور منها ،فيشتمل على معارف متن ّوعة تتوزع بني علوم الدين ورواية األحاديث وعلوم األدب :منثوره ومنظومه، ومسالك البلدان ،خاصة ما يقع يف مشال بالد الشام ،والتأريخ حلقبة ممتدة من تارخينا اإلسالمي .وفائدة الكتاب وأمهيته بني أقرانه جل ّية واضحةُ ،يدركها املشتغلون بالتاريخ مجلة ،ألصالة مادته وتفرده بكثري من املعلومات واألخبار اليت مل ترد عند غريه ،ومنهجه يف نقد الروايات والنصوص وترجيح الصواب. وتطرق املحاضر يف ثنايا حماضرته إىل طريقته يف حتقيق الكتاب ومنهجه يف وإخراجه ،وخدمته بالتحشية والتعليق ،وتضمينه لل َّن ِّص ْ لبعض اإلضاءات اخلادمة للنص والكاشفة ملا استغلق فهمه وبيانه من نصوص الكتاب ،وما َع َرض له من مشاكل وعوائق يف أثناء العمل والتحقيق. وأعقبت املحاضرة عدة أسئلة من اجلمهور املتخصص واملتميز حول األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية اجلوانب املتنوعة اليت غطاها الدكتور املهدي عيد الرواضية.
األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية أثناء إلقائه للمحارضة
ضمن سلسلة املحاضرات املومسية اليت ّ ينظمها مركز دراسات مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،شهدت املخطوطات اإلسالمية ّ قاعة املحاضرات مبق ّر املؤسسة بلندن ،يوم األربعاء 4أكتوبر ،2017 وتارخيه الكبري»، ابن العدمي العقيلي ُ حماضرة عا ّمة بعنوان «مؤ ِّر ُخ حلب ُ من إلقاء األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية ،مساعد املدير العام اإلسالمي ،ع َّمان /األردن. ملؤسسة آل البيت امللكية للفكر ّ افتتح األستاذ حممد دريوش ،رئيس قسم املشاريع واملنشورات مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،اللقاء بكلمة ترحيب بالضيوف الكرام، وبتقدمي املحاضرة ،مذ ّك ًرا احلضور بأن مركز دراسات املخطوطات قد نشر -يف الفترة األخرية -كتابا يف التاريخ اإلسالمي ،يف اثين عشر جملدً ا ،بعنوان «بغية الطلب يف تاريخ حلب» ،البن العدمي ،ويف هذا املؤسسة حم ّقق الكتاب ليضيء بعض اجلوانب اهلامة اإلطار ،دعت ّ للكتاب ومؤلفْه. ِ تاله األستاذ شرف مياين ،عضو جملس املؤسسة ،الذي أدىل بكلمة باسم إدارة ّ مؤسسة الفرقان ورئيسها ومؤسسها الشيخ ًّ مستهل حديثه بالترحيب أمحد زكي مياين، بالضيوف الكرام وباملحاضر األستاذ الدكتور املهدي عيد الرواضية ،مضي ًفا بأن هذه املحاضرة هتدف إىل التعريف مبؤ ّرخ حلب، ابن العدمي احلليب ،وتتبع سريته العلم ّية والعمل ّية ،وبيان مدى مسامهته يف الكتابة التارخيية عن حلب ،ومنهجه يف التأليف، ومصادره اليت اعتمد عليها يف وضع كتابه: األستاذ رشف مياين « ُبغية َّ الطلَب يف تاريخ حلب«. وقد ن ّبه األستاذ شرف بأن هذه املحاضرة تتزامن مع صدور هذا الكتاب، كما تتزامن مع ما القته -وال تزال -مدينة حلب املنكوبة والقرى والبلدات املجاورة هلا من تدمري وقتل وهتجري بفعل األحداث املؤملة اجلارية يف طال معاملها التراثية واألثرية ومبانيها القدمية من العيث سوريا ،وما َ ممتدة ضاربة يف القدم، واخلراب ،وهي اليت كانت شاهدة على حضارة َّ وتاريخ حافل باألحداث والوقائع. 6
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
حمـاضـرات الفـرقـان حماضرة بعنوان: «بقايا املكتبات املندثرة: تتبّع املخطوطات الدمشقية»
من إلقاء األستاذ الدكتور كونراد هريشلر
األستاذ رشف مياين عضو مجلس إدارة املؤسسة مرحباً بالحضور
وقد اقترح األستاذ الدكتور هريشلر منهجية لتتبع رحلة املخطوطات، حيث قام بتقدمي مثال منوذجي من مكتبة املدرسة العمرية ،اليت تقع على سفح جبل قاسيون يف الغرب من مدينة دمشق القدمية .وقد كانت هذه املكتبة مبثابة مؤسسة كربى يف الفضاء العلمي لدمشق ،مبا حوته من آالف املخطوطات .ولكن هذه املكتبة اندثرت يف أواخر القرن التاسع عشر امليالدي ،ومل يصل إلينا كشاف مبحتوياهتا .وحىت قبل أن تندثر، فقد أخرجت العديد من خمطوطات املكتبة وبيعت يف أسواق الكتب باملدينة. وقد ناقش األستاذ الدكتور هريشلر السبل املتاحة لتتبع رحلة خمطوطات املكتبة العمرية ،حيث توجد اليوم مبكتبات دمشق ،والقاهرة، وإستانبول ،وباريس ،وبرنستون ،وبرلني ،وذلك بفحص التقاييد املوجودة على املخطوط ،مثل التملكات ،والوقفيات ،واإلجازات، واألختام ،والتعليقات األخرى .وقد أشار إىل إمكانية تطبيق هذه املنهجية على مكتبات أخرى ،من أجل تتبع رحلة خمطوطاهتا. باإلضافة إىل ذلك ،فقد قام األستاذ الدكتور هريشلر بلفت االهتمام نواح أخرى للبحث حول موضوع :من أين جاءت املخطوطات؟ ،وأشار إىل ٍ ً إىل أن هذا األمر سيتطلب عمال كبريًا يف األعوام املقبلة ،وذلك ملنع تفرقها؛ أخذًا بعني االعتبار احلرب اليت تدور رحاها حاليًا يف سوريا، حيث أن اآلثار الثقافية ،ومنها املخطوطات ،قد تضررت بالفعل أو تواجه خطر نقلها بعيدًا عن أماكن حفظها ما قبل احلرب. وقد أعقبت املحاضرة العديد من األسئلة من قبل احلضور حول جوانب متنوعة متعلقة مبحاضرة األستاذ الدكتور هريشلر.
األستاذ الدكتور كونراد هريشلر
ضمن سلسلة املحاضرات املقامة يف لندن ،قام مركز دراسات املخطوطات اإلسالمية مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بتنظيم حماضرة عامة حتت عنوان «بقايا املكتبات املندثرة :تتبع املخطوطات الدمشقية» ،من إلقاء األستاذ الدكتور كونراد هريشلر؛ وذلك يوم األربعاء 5أبريل 2017م ،مبقر املؤسسة بلندن. وقد افتتح هذه الفعالية السيد شرف مياين ،عضو جملس إدارة مؤسسة رحب بالضيوف الكرام ،وأبان عن نية املؤسسة توجيه الفرقان ،حيث ّ جزء من أنشطتها -خالل هذا العام -لتسليط الضوء على مصري التراث اإلنساين يف سوريا .فبسبب احلرب املستمرة هناك ،فإن جزءًا من هذا التراث قد مت تدمريه ،بينما ال يزال القسم الباقي يف خطر. كما ن ّوه إىل أن هذه املحاضرة تأيت ضمن سياق عمل مؤسسة الفرقان اهلادف إىل رفع مستوى الوعي بالتراث املشترك ،والتعريف بالتحديات، ومطالبة اهليئات املعن ّية بالتدخل حلماية وللحفاظ على هذه الكنوز، سواءًا كانت خمطوطات أو آثار ،ومن مث ،معرفة مصدر هذه املخطوطات يف األعوام القادمة -واحليلولة دون تف ّرقها .وقد أشار إىل مجلة مناألنشطة القادمة يف هذا العام ،ختتص جبوانب خمتلفة من هذا التراث. وقد قامت السيدة سيليست جياين ،مساعدة قسم املكتبة مبؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،بتقدمي املحاضرة واملحاضر. وقد افتتح األستاذ الدكتور كونراد هريشلر حماضرته بتوجيه كلمة شكر لتلكم املؤسسات ،خاصة مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،اليت تعمل على حفظ التراث اإلسالمي املخطوط والتعريف به ،وإتاحة أمهات الكتب واملصادر للباحثني لالستفادة منها يف عملهم. بعدها ر ّكز األستاذ الدكتور هريشلر على ثقافة دمشق املكتبية وخمطوطاهتا الغنية حىت القرن العشرين امليالدي .وقد ذكر أن املكتبات الوقفية ظهرت بشكل كبري يف الشرق األوسط منذ بدايات القرن الثالث عشر امليالدي ،مبا فيها مدينة دمشق .أما اليوم ،فال وجود ألي من تلك املكتبات .وبالتايل فإن األدلة الرئيسية على تارخيها هي ما وصل إلينا من املخطوطات .فأحيانًا تكون التقاييد على املخطوط هي الرابط الواضح بينه وواحدة أو أكثر من املكتبات اليت كان حمفوظًا فيها يف القرون األخرية .ولكن يف مجلة احلاالت ،فهذه األدلة إما غري مكتملة أو مفقودة متامًا ،وحتتاج اىل تدعيم من مصادر إضافية.
األستاذ الدكتور كونراد هريشلر ،األستاذ صالح شهسواري ،األستاذ رشف مياين
5
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
آخـر الزيـارات 2017/3/15 زيارة األستاذ فرانك مسيث ،مدير الكتب مبوقع .JSTOR
2017/4/11
2017/3/17 زيارة األستاذ الدكتور ديفيد كينغ ،أستاذ تاريخ العلوم جبامعة جوتة بفرانكفورت.
2017/4/20 استضافة طالب املعهد األوروبي للعلوم اإلنسانية برمنغهام، اململكة املتحدة.
زيارة األستاذ إبراهيم العتييب ،مدير إدارة املخطوطات واملكتبات اإلسالمية بوزارة األوقاف والشئون اإلسالمية -الكويت.
2017/4/10 زيارة فضيلة الشيخ الدكتور الشريف حامت العوني ،أستاذ العلوم اإلسالمية جبامعة أم القرى باململكة العربية السعودية.
4
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
شتاء 2017
كلمة رئيـس املؤسسـة ولا يزال مركز دراسات مقاصد الشر يعة الإسلامية مستمرّا في مسيرته مؤد يا رسالته الرّامية إلى نشر الفكر المقاصدي والبحث فيه، بخطى ثابتة، ّ ل رائد ة ٍ والارتقاء بالدراسات المقاصدية بإقامة فعاليات مكثفة وأعما ٍ ٍ جازات كبير ة ٍ .وفي هذا الإطار ،نظم المركز ،بالتعاون مع جامعة ابن وإ ن خلدون ومعهد تحالف ا لحضارات ،مؤتمرا تحت عنوان «الدين والحضارة: حفظ العمران مقصد شرعي» ،وذلك خلال أيام الجمعة والسبت والأحد 19و 20و 21أكتو بر 2017م ،بجامعة ابن خلدون باستانبول .كما نظم، بالتعاون مع مركز المقاصد للدراسات والبحوث بالر باط ،وشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك ،بالدار البيضاء، الدورة العلمية الثالثة في موضوع «مقاصد القرآن ا�لكر يم» ،من 9إلى 11مايو ،2017بالدار البيضاء بالمم�لكة المغر بية .ونظم المركز ،بالتعاون مع جمعية فضاء الأطر ،مساء الاثنين 8مايو ،2017محاضرة تحت عنوان« :إشكالية إدراك المصالح ا�لكبرى للأمة :رؤ ية نقدية أصولية ومقاصدية وسياسية» ،برحاب المدرسة الفندقية في المحمدية، بالمم�لكة المغر بية .وفي مجال المنشورات أصدر المركز «معجم المصطلحات المقاصدية» ،الذي أعده الدكتور عبد النور بزّا والدكتورة جميلة تل ِوت والدكتور محَمد عبدو ،وأشرف عليه وحرره الدكتور أحمد الر يسوني .كما نشر فعاليات الندوة الأولى في «الفنون في ضوء مقاصد الشر يعة الإسلامية» ،التي ن ّظمها المركز يومي السبت والأحد 5 ،و 6نوفمبر 2016م ،بمدينة استانبول ،بتركيا. كذلك ،قام بإصدار ثلاث محاضرات ،كانت الأولى للدكتور إ براهيم البيومي غانم تحت عنوان «إشكالية ُ إدرا ِ ك المصالح ِ ا�لكبرى للأمّة ِ :رؤ ية ٌ نقدية ٌ أصولية ٌ ومقاصدية ٌ وسياسية ٌ»، وكانت الثانية للدكتور أحمد الر يسوني تحت عنوان «مق َاصد الآيات بين عموم اللفظ وخصوص السبب» ،أما الثالثة فكانت للدكتورة جميلة تلوت تحت عنوان« :مقاصد الأسرة في القرآن :من الإنسان إلى العمران».
إنه لمن دواعي سروري ،أصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء مجلس إدارة مؤسسة الفرقان وأعضاء مجلس خبرائها ومستشار يها وموظفيها ،أن أضع بين أيدي قراءنا الأعزاء العدد السادس عشر من النشرة الإخبار ية، وقد تزامن مع بلوغ مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ثلاثين سنة من تأسيسها ،حيث بلغت مرحلة من الرشد والنضج تبعث على الفخر ،لنلتقي من خلال هذه النافذة ،و نحيطهم علمًا بأنشطة المؤسسة وجهودها الدؤو بة، وإ نجازاتها التراثية الحضار ية خلال السنة الماضية ،التي كانت بحق سنة عمل دؤوب ،وفعاليات متنوعة ،كما كانت سنة توثب وقفزة نوعية في سعيًا منها لتحقيق ما تستطيع نحو أداء رسالتها مجال الفعاليات والأنشطةَ ، في مجال المحافظة على تراث أمّتنا الحضاري الزاخر ،راجين من ال ل��ه تعالى التوفيق والسداد ،وأن يحوز على الرضى والقبول ،وأن يجد فيه -قراءنا الأعزاء -ما يفيدهم و يمتعهم و ينفعهم.
وضمن استراتيجية مدروسة وا ضحة ومرونة في الأداء ،ن ّظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية بمؤسسة الفرقان فعاليات شتى ،كان أهمها المؤتمر الثامن عن المخطوطات، الذي انعقد يومي السبت والأحد 27-26نوفمبر بمدينة استانبول ،تحت عنوان« :القرآن ا�لكر يم من التنز يل إلى ال َت ّدو ين» ،كما نظم المركز بمكتبة الإسكور يال بمدر يد، من 3إلى 7يوليو 2017م ،دورة تدر يبية رابعة في علم ا�لكوديكولوجيا ،تحت عنوان« :ا�لكوديكولوجيا العر بية: التراث الإسلامي المخطوط في مجموعة الإسكور يال». و بالتعاون مع مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة (بالمم�لكة المتحدة) ،قام المركز بتنظيم ندوة بعنوان «العلوم والهندسة في التراث الإسلامي» ،وذلك يوم السبت 18مارس 2017م ،بالمقر الرئيسي للمؤسسة .وضمن سلسلة المحاضرات ،ر تّب المركز لمحاضرة عامة تحت عنوان «بقايا المكتبات المندثرة :تتبع المخطوطات الدمشقية» ،من إلقاء الأستاذ الدكتور كونراد هيرشلر ،وذلك يوم الأر بعاء 5أبر يل 2017م ،بمقر المؤسسة بلندن؛ كما شهدت قاعة المحاضرات بمقر ّ المؤسسة بلندن ،يوم الأر بعاء 4أكتو بر ،2017محاضرة عامّة بعنوان ن العديم العقيلي وتار يخُه ا�لكبير» ،من إلقاء الأستاذ خ حلب اب ُ «مؤرّ ِ ُ الدكتور المهدي عيد الرواضية ،مساعد المدير العام لمؤسسة آل البيت الإسلامي ،بالأردن .وفي مجال المطبوعات ،شملت إ نجازات الم�لكية للفكر ّ المركز إصدار كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد في حديث رسول ال ل��ه صلى ال ل��ه عليه وسلم ،لابن عبد البر ،من إشراف و تحقيق الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف ،وفر يقه؛ كما نشر كتاب ديوان رسائل ابي ،من تحقيق الدكتور إحسان ذنون الصابي لأبي إ سحاق إ براهيم َ ّ الص ّ الثامري .وأصدر المركز النسخة الإنجليز ية من فعاليات المؤتمر السادس في مجال المخطوطات ،تحت عنوان تحقيق المخطوطات الإسلامية في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية ،الذي ن ّظمته المؤسسة في 26و 27نوفمبر ،2013و النسخة العر بية من المؤتمر السابع عن المخطوطات ،تحت عنوان تحقيق المخطوطات الأدبيّة واللغو يّة ،الذي ن ّظمته المؤسسة في 25و26 نوفمبر .2015كما نشرت المؤسسة النسخة الإنجليز ية لمحاضرتين للدكتور قاسم السامرائي ،كانت الأولى تحت عنوان التحقيق النقدي للمخطوطات في الماضي والحاضر والمستقبل ،أما الثانية فبعنوان الرقوق القرآنية في جامعة برمنجهام وعلم تطوّر الخط القرآني.
ومن جانبه أصدر مركز موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة ،في الفترة الماضية ،المجلد الثامن من الموسوعة ،والذي يضم سبعة وثمانين وثلاثمائة مدخل ،تبدأ بـ «الحجرة النبو ية الشر يفة ،وتنتهي بـ «حلقات العلم في الحرمين الشر يفين». وإلى جانب كل هذه الفعاليات والأنشطة والمنشورات ،شهدت المؤسسة ز يارات كثيرة من قبل المؤسسات والأفراد ،كما شاركت في عدة معارض دولية.
وفي الختام ،يطيب لي أن أقدم خالص الشكر والثناء والتقدير لجميع الذين ٍ أسهموا في هذه الأعما ٍ جازات العظيمة ٍ والمكتسبات ل الرائد ة ٍ والإ ن ا�لكثيرة والنجاحات ا�لكبيرة ،و بذلوا الجهود العلمية الضخمة والجلَِيلة، مهمتها ،بخطى وئيدة لتواصل المؤسسة ،بمراكزها الثلاث ،مسيرتها في إ نجاز ّ المهمة حيَدٍ أو عدول عن الطر يق ،واضعة ً في الحسبان أ ّن ثابتة ،من غير َ ّ شا ق ّة ،تت ّطلب ضميرّا حيّا ،وصبرا وجل َدا ،وأمانة متناهية. وأسال ال ل��ه –تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدينا إلى مواقع ا لحق والصواب، وأن يرزقنا جميعا ً صادق القول وصالح العمل،
وال ل��ه من وراء القصد ،وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
3
أحمد زكي يماني
WWW.AL-FURQAN.COM
شتاء 2017
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
حمتويات العدد كلمة رئيس املؤسسة 3 ............................................................................................................................ آخر الزيارات 4 ............................................................................................................................................. حمـاضـرات الفـرقـان 5 ........................................................................................................................... «بقايا املكتبات املندثرة :تت ّبع املخطوطات الدمشقية» ،حماضرة لألستاذ الدكتور كونراد هريشلر 5 ............................................................................................................................................. خيه الكبري» ،حماضرة لألستاذ الدكتور املهدي ابن العدمي العقيلي وتار ُ «مؤ ِّر ُخ حلب ُ عيد الرواضية 6 ................................................................................................................................................ إدراك املصا ِحل الكربى لأل ّم ِة رؤي ٌة نقدي ٌة :أصولي ٌة ومقاصدي ٌة وسياسي ٌة»، «إشكالي ُة ِ حماضرة لألستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غامن 7 ................................................................ الدورات 8 ......................................................................................................................................................... الدورة التدريبية الرابعة يف علم الكتاب املخطوط (الكوديكولوجيا)« :الكوديكولوجيا العربية :التراث اإلسالمي املخطوط يف جمموعة اإلسكوريال» 8 ........................................ الدورة العلمية الثالثة عشر يف مقاصد الشريعة اإلسالم ّية« :مقاصد القرآن الكرمي» (9....................................................................................................................................................)3 الندوات 15....................................................................................................................................................... ندوة علمية « :العلوم واهلندسة يف التراث اإلسالمي» 15....................................................... املؤمترات 21..................................................................................................................................................... مؤمتر« :القرآن الكرمي من التزنيل إىل التَّدوين» 21 ............................................................... مؤمتر« :الدين واحلضارة :حفظ العمران مقصد شرعي» 26 ......................................... صدر حديثا 28 ........................................................................................................................................... «التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد يف حديث رسول اهلل» حققه وعلق عليه بشار عواد معروف وآحرين 28.................................................................................................... «ديوان رسائل الصايب» ،مجع وحتقيق ودراسة الدكتور إحسان ذنون الثامري28 .... «التحقيق النقدي للمخطوطات يف املاضي واحلاضر واملستقبل» ،إعداد قاسم السامرائي 29.................................................................................................................................................... «الرقوق القرآنية يف جامعة برمنجهام وعلم تط ّور اخلط القرآين» ،إعداد قاسم السامرائي 29..................................................................................................................................... «حتقيق املخطوطات اإلسالمية يف جمال العلوم اإلنسانية واالجتماعية»، (جمموعة حبوث -النسخة اإلجنليزية) 30.............................................................................. «الفنون يف ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية» ،حترير إبراهيم البيومي غامن 30........... حممد «معجم املصطلحات املقاصدية» إعداد عبد النور بزّا -مجيلة ت ِلوت َ - عبدو ،إشراف وحترير أمحد الريسوين 31 ................................................................................ إدراك املصا ِحل الكربى لأل ّم ِة :رؤي ٌة نقدي ٌة أصولي ٌة ومقاصدي ٌة وسياسي ٌة» «إشكالي ُة ِ إعداد إبراهيم البيومي غامن 31................................................................................................................ «مقاصد األسرة يف القرآن :من اإلنسان إىل العمران» ،إعداد مجيلة ِتلوت 32.................. «مقاصد اآليات بني عموم اللفظ وخصوص السبب» إعداد أمحد الريسوين32....... أماكن توزيع مطبوعات مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي 33.......................... مراجعة كتاب 34......................................................................................................................................... مـعــارض الـكـتاب 35 .................................................................................................................................. مؤسسة العدد 36...................................................................................................................................... ّ مكتبة املسجد األقصى 36............................................................................................................................
النشرة اإلعالمية :العدد السادس عشر ،شتاء 2017
الناشر مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي :
مجلس الإدارة
رئيس المؤسسة:
معالي الشيخ أحمد زكي يماني
أعضاء مجلس الإدارة:
الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأستاذ الدكتور محمد سليم العو ّا
الأستاذ شرف يماني
المدير التنفيذي:
الأستاذ صالح شهسواري
العنوان: 22A Old Court Place
London, W8 4PL England – UK
الهاتف:
+44 (0) 20 3130 1530
الفاكس:
+44 (0) 20 7937 2540
البريد الإ�لكتروني:
info@al-furqan.com www.al-furqan.com
2
WWW.AL-FURQAN.COM
النشرة الإعلامية :العدد السادس عشر
النشرة اإلعالمية
شتاء 2017
العدد السادس عشر
يف هذا العدد:
الزيارات حماضرات الفرقان الدورات التدريب ّية الندوات املؤمترات إصدارات املؤسسة مراجعة كتاب معارض الكتاب مؤسسة العدد
شتاء 2017 1
WWW.AL-FURQAN.COM