جريدة زيتون | العدد الثاني | 10 كانون الثاني 2013

Page 11

‫أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار‬ ‫الس��نة األول��ى | الع��دد (‪2013 / 1 / 10 | )2‬‬

‫اللحم رائحة الرغيف‬ ‫يا خوفكم من خوفكم‬ ‫من كف طفل لخبط التربيت في ميراثكم‬ ‫وعند رقة جانح صحت البالد‬ ‫يا ويلكم‬ ‫من زحف اطفال لنا ولكم في وقتكم في وقفكم‬ ‫فاستبسلوا واستفحلوا‬ ‫في قتل اسراب الحمام‬ ‫في منع حلم ان ينام‬ ‫اال كما يحلو لكم‬ ‫وباسم هذا الطفل باسم بداهته‬ ‫باسم هذي االف‬ ‫هذي االيريد‬ ‫يا سادتي يا سادني هيكلكم والوهم ما عاد يخيف‬ ‫ويل لكم من اغنيات بحرها من ياسمين‬ ‫واللحم رائحة الرغيف‬ ‫ولعنة االطفال اتية بهم من رحم التلوين من انشادهم‬ ‫فدماؤهم خضر تكون‬ ‫ودماؤهم اقمار صيف‬ ‫ينهي صقيع شقائنا‬ ‫وغد جميل للبالد النازفة‬ ‫وسوف يبكي ثم يهدي‬ ‫ثم كالعرس الملون بالضياع‬ ‫سوف يمضي ولهم اعراسهم سوف تزف‬ ‫سوف تزف‬ ‫كان المكان بارداً‪ ،‬لكنّ حرارة يديه منحتني دفئاً عذباً‪،‬‬ ‫ه��و اللقاء الوحيد الذي جمعني فيه عن قرب‪ ،‬نعم كنا مختلفي‬ ‫الرأي لكننا قريبين في القلب‪ ،‬والحب‪ ،‬والبحث عن غد أفضل‪.‬‬ ‫ألن وجهه يطفح‬ ‫لم ينظر إلى وجهي حين كان يحاججني‪ّ ،‬‬ ‫بالحياء‪ ،‬قال لي‪ :‬أريد أن أقترب منك‪ ،‬وأن تقترب مني أكثر‬ ‫قلت‪ :‬وأنا كذلك‬ ‫قال‪ :‬إذن لماذا نحن مختلفين؟‬ ‫قلت‪ :‬يا فراس‪ ،‬اهلل خلق الحياة متنوعة‪ ،‬لذلك هي جميلة‪،‬‬ ‫ولو أراد لجعلها متشابهة‪ ،‬وحينها تفقد حركتها وحيويتها‪.‬‬ ‫ال أس��تطيع نس��يان ابتسامته‪ ،‬أو تلكؤ لس��انه‪ ،‬أو بصمات‬ ‫يديه على فنجان قهوته‪.‬‬ ‫الي��وم غاب‪ ،‬نعم‪ ،‬غاب هكذا ببس��اطة‪ ،‬لكن��ي أعترف أنه‬ ‫ترك بصمة في نفس��ي‪ ،‬وعب��أ المكان الذي جلس��نا فيه للمرة‬ ‫األولى واألخيرة برائحة أنفاسه‪.‬‬

‫| مواسم زيتون |‬

‫‪11‬‬

‫بني �أماين وعيون‬ ‫�أمها �شظية‬ ‫كان��ت ترك��ض خل��ف الفراش��ات الملونة تجم��ع أحالمًا‬ ‫وأق��واس قزح‪ ،‬كانت تالحق الغيم تس��عد ببخ��ار يخرج من فمها‬ ‫الصغير في هذا البرد القارس‪.‬‬ ‫ل��م تكن تخ��اف من ه��ذه األصوات القاس��ية الص��ادرة عن‬ ‫القذائف والطائرات العابرة لسماء بلدها‪ ،‬كانت تعتبر هذه الحرب‬ ‫كحروب سبيستون لن تنتهي إال بموت األشرار‬ ‫ذهب��ت لتش��تري حلوى وش��وكوال ع��ادت إلى أمها بش��ظية‬ ‫استقرت في جس��دها الرقيق لتغمض عينيها على أحالم سعيدة‬ ‫كانت لها يوم ما‪.‬‬ ‫عبدو! أما كلتّ يداك من دفن الشهداء؟‬ ‫أما تعبت روحك من االحتفاظ بآخر صورهم؟‬ ‫كيف ليديك أن تحمل جسدها الغض؟‬ ‫كيف لك أن توْدعها في حفرتها الصغيرة؟‬ ‫ألم تس��مع صرخ��ات روحه��ا؟ وهي تنادي��ك خالي‪ ،‬ق��ل ألمي أن‬ ‫تدثرني‪ ،‬فهذا القبر بارد‪ .‬باردٌ مثل قلب الجالد‪ ،‬دثريني يا أماه دثريني‪.‬‬ ‫ذهب��ت أمان��ي ب��كل أمنياته��ا الصغي��رة‪ ،‬ذهبت إل��ى عالم‬ ‫المجهول بكل أوج��اع أطفالنا وهمومهم التي فاقت أجس��ادهم‪،‬‬ ‫وفي فمها سؤال وحيد إلى متى؟؟‬ ‫استشهدت الطفلة أماني عبدو قصاص جراء قصف‬ ‫عشوائي على مدينة سراقب بريف إدلب‪.‬‬ ‫رنــد‬ ‫أحترمه ألنه إنساناً محاوراً‪،‬‬ ‫دؤوب��ًا في البحث ع��ن الحقيقة‪،‬‬ ‫أحبه ألنه إنس��اناً لطيفاً يس��عى‬ ‫جاهداً بأال يسيء إلى أحد‪.‬‬ ‫أق��دره ألن��ه كان مؤمن��ًا‬ ‫بقناعت��ه‪ ،‬ومنس��جماً م��ع ذاته‪،‬‬ ‫وفيًا لوطنه‪.‬‬ ‫لق��د آمن ف��راس ب��أن الحياة‬ ‫تغدو رخيصة أمام تمسك اإلنسان‬ ‫بقيم��ه‪ ،‬وأهدافه‪ ،‬لذل��ك أؤمن أنه‬ ‫غاب فع ًال‪ ،‬لكنه لن ينسى أبداً‪.‬‬ ‫استشهد فراس صطوف أبو إبراهيم في سراقب‬ ‫بليلة رأس السنة ‪2012‬‬ ‫آرام الدمشقي‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.