Magazin 2013

Page 1

‫ ملتق��ى خمرجي �أخلليج ال�سينمائي بالقطيف ‪2013‬‬‫ ي��وم ال�شع��ر العامل��ي ‪ 21‬مار���س وحكاي �ا الأر�ض‪.‬‬‫ الدوخل��ة الثامن واخليمة الثقافي��ة واملر�سم احلر‪.‬‬‫‪ -‬القري��ة الرتاثي��ة و�سح��ور الأ�صدق �اء الثق �ايف‪.‬‬


‫بري�شة الفنان ح�سني امل�صوف ‪ -‬ال�سعودية‬



‫�ألغالف الأمامي‬

‫�أللوحة من �أعمال الفنان ح�سني امل�صوف‬

‫�ألغالف اخللفي‬

‫�أللوحة من �أعمال الفنانه �شوق احلبيب‬

‫ملف �إبداعي ثقايف �سنوي ي�صدر عن (�أتيليه فن) رم�ضان ‪1434‬هـجرية‬ ‫رئي�س التحرير‬

‫حميدة ال�سنان‬

‫الهيئة اال�ست�شارية‬

‫علي الدرورة‬ ‫حممد املرزوق‬ ‫الإخراج الفني‬

‫�أتيليه فن‬

‫فنان العدد‬

‫ح�سني امل�صوف‬ ‫حممد اجل�شي‬ ‫م�صور العدد‬

‫ح�سني الها�شم‬

‫املراجعه االمالئية والت�صحيح‬

‫الكاتبه زينب املزيدي‬

‫بري�شة جميله البحراين ‪ -‬ال�سعودية‬

‫املواد املن�شورة ال متثل بال�ضرورة �آراء جلنة (القطيف الثقافية)‬

‫للمرا�سلة‪:‬‬

‫‪ Mobile: 0551538662‬ص‪.‬ب‪13001 :‬‬ ‫جزيرة تاروت ‪31911‬‬

‫اململكة العربية ال�سعودية‬

‫‪P.O.Box: 13001 Tarot: 31911‬‬ ‫‪Kingdom of Saudi Arabia‬‬ ‫‪ali.darorah@aramco.com‬‬ ‫‪hameda-999@hotmail.com‬‬

‫بري�شة ن�سمة العلق‬


‫مقاالت‬

‫بري�شة �آمنه ال�شيوخ‬

‫املحتويات‬

‫ ابن �شهيد الالئذ بعامل الـجن‬‫ّ‬ ‫ الأدب نب�ض الوجدان وروحه املحلقة‬‫ حول ال�سرقات الأدبية‬‫اجل�صية يف القطيف‬ ‫ الزخارف ّ‬‫‪ -‬املنتديات الأدبية يف القطيف‪ ...‬ثراء‪ ..‬وعطاء‬

‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬

‫حممد الب�شري‬ ‫�أ�سماء الها�شم‬ ‫حممد اجللواح‬ ‫علي الدرورة‬ ‫قي�س �آل مهنا‬

‫ مَر ِثي ٌَة ُم�ؤَ َّجلة‬‫� َ‬‫إليك‪ ،،‬بطبا�ش ِري الأمل‬ ‫�شيء من احلب ‪..‬‬ ‫�شيء من االرتباك ‪ٌ ..‬‬ ‫ ٌ‬‫ال�ص َدى الأخر�س‬ ‫ َّ‬‫ حني يث�أر احلب‬‫‪ -‬ت�شظي ذات‬

‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪34‬‬

‫ح�سن الربيح‬ ‫�إميان احلمد‬ ‫حممد الفوز‬ ‫يا�سر �آل غريب‬ ‫مهدي ال�سنونة‬ ‫عبد اهلل الهميلي‬

‫ التحوالت والعيون يف فيلم حممد البا�شا «�آي�س كرمي»‬‫ «غيرِّ عتبة بابك‪ ..‬ث ِّبت عتبة بابك»‬‫ كيف نقر�أ اللوحة الت�شكيلية‬‫‪ -‬ب�صريات �أعمى اليمن الواقع‪ ..‬يف �أربع بُنى لغوية‬

‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪48‬‬

‫د‪ .‬مبارك اخلالدي‬ ‫د‪� .‬سمري ال�ضامر‬ ‫حممد امل�صلي‬ ‫حبيب حممود‬

‫ �صــعــــود‬‫ جـمـــرة !‬‫ الأجدع والغبي ‪ /‬هيهات ‪ /‬ال�صـــورة‬‫ و�سو�سة‬‫ اللحظة املفقودة‬‫ �سحابة‬‫ رع�شة املغيب‬‫‪ -‬ق‪ .‬ق‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪66‬‬

‫عادل جاد‬ ‫زينب املزيدي‬ ‫جا�سم علي اجلا�سم‬ ‫ح�سن �آل حمادة‬ ‫جناح كاظم‬ ‫عبد اهلل ن�صر‬ ‫�أحمد العليو‬ ‫زهراء املدن‬

‫ �أم�سيات و�أن�شطة النادي‬‫ يوم الكتاب العاملي‬‫‪ -‬يوم ال�شعر العاملي‬

‫‪68‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬

‫املر�سم احلر للدوخلة‬ ‫‪ -‬حما�ضرة وور�شة ومعر�ض الطبيعة ال�صامته للفنان امل�صلي‬

‫‪72‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪ -‬ور�شة الر�سم‬

‫‪80‬‬

‫�شعر‬

‫درا�سات‬

‫بري�شة �آالء امل�سريي‬

‫�رسد‬

‫نادي الكتاب‬

‫بري�شة حوراء املرهون‬

‫املر�سم احلر‬

‫ق�سم العناية بالطفولة‬ ‫تغطية‬

‫ مدينة ورد‬‫‪ -‬ال�سحور الثقايف الثاين‬

‫‪84‬‬ ‫‪86‬‬

‫ الثقافية تكرم فريق �سحورها بحفل �إبداعي‬‫ ثقافات فوق‪ ..‬مظلة‬‫‪ -‬ا�صدارات‬

‫‪88‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪96‬‬

‫اخبار‬

‫بري�شة فاطمة بزرون‬

‫زهراء الفرج‬


‫القطيف يف ٌء ثقايف‬ ‫لكل �أل��وان الثقافة املتجددة واملتعددة ذات‬ ‫الأ�صالة والثبات يف جذورا لتاريخ والآخذة‬ ‫يف عم��ق الوط��ن احلبيب ول��كل م�شتغل على‬ ‫الفكر والأدب والفن ب�صورالإبداع املختلفة‬ ‫موعد مع القطيف الثقافية يف فيئه وظالله‬ ‫الأخ��اذ حيث �أ�سرة الب��وح تنقلنا عرب متيز‬ ‫وتنوع عط��اء املو�ضوعات وعرب تبويب فني‬ ‫منظ��م ح�س��ن التوزي��ع وال�ش��كل وليتمت��ع‬ ‫الق��ارئ بغ�لاف فن��ي ج��ذاب وليتنق��ل م��ن‬ ‫رو�ضة لأخرى بكل تتابع فني �سل�س يتيح له‬ ‫التمتع بعي��دا عن ال�س�أم واملل��ل بكل �أ�شكاله‬ ‫وليحف��زه عل��ي املتابعة واالط�لاع والبحث‬ ‫بده�ش��ة يف �أقا�ص��ي التن��وع الثق��ايف ع��ن‬ ‫مكنونات ت�سا�ؤالت تثري داخله ف�ضول مميز‬ ‫وحمفز على تبادل املعارف الإبداعية‪.‬‬ ‫وق��د ح�ضي الع��دد الأول يف الع��ام ‪1433‬هـ‬ ‫بح�سن ا�ستقب��ال كثري من القراء يف خمتلف‬ ‫دول جمل���س التع��اون ملا متيز ب��ه من جدية‬ ‫وتن��وع را�ص��د ل�شت��ى �أ�ش��كال االب��داع يف‬ ‫املنطق��ة وق��د �أخ��ذت اللجنة عل��ى عاتقها‬ ‫تروي��ج ون�ش��ر �أك�بر كمي��ة ممكن��ة للقراء‬ ‫واملتابعني للحدث الثقايف كما مت ان�شاء ملف‬ ‫الك�تروين للت�صف��ح ال�سريع وجلع��ل القارئ‬ ‫عل��ي توا�ص��ل دائ��م واط�لاع ولع��ل حر���ص‬ ‫اللجن��ة يف ه��ذا الع��ام عل��ي ايج��اد ار�ضية‬ ‫متابع��ة خا�ص��ة يف ت�سجي��ل �أب��رز و�أه��م‬ ‫�أن�شطة اللجنة الثقافية يف امللف لهو حمفز‬ ‫�آخ��ر اكرث م��ن توثيقي يتيح للق��ارئ معرفة‬ ‫توجهات اللجنة وم�ساراتها‪.‬‬ ‫قارئنا العزيز نرجو ان ن�شبع نهمك للثقافة‬ ‫دائم��ا ونحن بانتظ��ار مقرتاحات��ك و�آرائك‬ ‫البن��اءة لت�سه��م معن��ا يف م�س�يرة القطي��ف‬ ‫الثقافي��ة وتطلعه��ا الدائ��م �إل��ى التجدي��د‬ ‫والتطوير‬ ‫�سنبق��ى علي عهدن��ا ماحيين��ا متوا�صلني مع‬ ‫الق��راء دعما للثقافة بكل ا�شكالها وتنوعها‬ ‫وتوا�ص�لا م��ع املنج��ز الثق��ايف امل�ستن�ير م��ع‬ ‫ثقافات العامل �أجمع‪.‬‬

‫بري�شة علي اجل�شي ‪ -‬ال�سعودية‬


‫بعد�سة ح�سني �آل ر�ضوان ‪ -‬ال�سعودية‬


‫مقاالت‬

‫ابن �شهيد الالئذ‬ ‫بعامل الـجن‬ ‫حممد الب�شري‬

‫كاتب وباحث �سعودي‬

‫‪6‬‬


‫لطامل ��ا �ضيق ��ت احلقيقة عل ��ى بنيها اخلن ��اق‪ ،‬فوجد‬ ‫قل ��ة منهم يف اخليال ف ��كاك ًا من نري احلقيق ��ة‪� ،‬أو و�سيلة‬ ‫للعنه ��ا دون التن�صي� ��ص خوف� � ًا وهرب ًا م ��ن �أر�ساف �أكرب‬ ‫و�أك�ث�ر‪ ،‬فوج ��دوا �ضالتهم يف اله ��روب �إلى ع ��وامل الغاب‬ ‫واملاورائي ��ات‪ ،‬فلهم يف ذل ��ك مالذ ومه ��رب‪ ،‬ومن ه�ؤالء‬ ‫�أبوعامر بن �شهيد الأندل�سي (‪ 426 – 382‬هـ) �سليل ذي‬ ‫الوزارت�ي�ن يف عهد اخلليفة الأم ��وي النا�صر عبدالرحمن‬ ‫الثال ��ث‪ ،‬فاب ��ن �شهي ��د مل يحق ��ق من�صب ًا كج ��د �أبيه‪ ،‬ومل‬ ‫ُيع�ت�رف بقدرته وبراعت ��ه ال�شعرية والنرثي ��ة‪ ،‬وعا�ش وهو‬ ‫ي ��رى �أنه جدي ��ر بالكث�ي�ر دون �أن ين�صف ��ه جمتمعه‪ ،‬ففر‬ ‫�إلى عامل اجلن يف ر�سالت ��ه التوابع والزوابع‪ ،‬وقد �سول له‬ ‫�صديق ��ه �أبو بكر بن حزم ذلك‪ ،‬فف ��ي مقدمته يتقول على‬ ‫ل�سان �صديق ��ه‪( :‬كيف �أوتي احلكم �صب ��ي (يعني نف�سه)‬ ‫فا�ساقط عليه رطب� � ًا جني ًا؛ �أما‬ ‫وه ��ز بجذع نخلة ال ��كالم ّ‬ ‫ً‬ ‫أق�س ��مُ � َّأن له‬ ‫�إن ب ��ه �شيطان� � ًا يهديه‪ ،‬و�شي�صبان� �ا ي�أتيه ! و� ِ‬ ‫تابعة تنجدُه‪ ،‬وزابعة ت�ؤي ��ده) ا�ستهوته تلك الفكرة‪� ،‬سري ًا‬ ‫يف درب �سابقي ��ه من ال�شعراء الذين اتخذ كل واحد منهم‬ ‫�شيطان ًا‪ ،‬ف�أبو النجم العجلي على �سبيل املثال يقول‪:‬‬ ‫ِ�إ يّن َو ُك � � ُّل � �ش� ِ�اع� ٍ�ر ِم ��نَ ال� َب���َ�ش� ْر‬ ‫َ�شيطا ُن� � ُه �أُن َث ��ى َو َ�شيط ��اين َذ َك� � ْر‬ ‫الذ ابن �شهيد بعامل اجلن ك�أ�سالفه؛ لعله يجد بغيته‪،‬‬ ‫وق ��د وجدها‪ ،‬ففي ر�سالته حتقي ��ق ذاته ف�ض ًال على حفظ‬ ‫�شع ��ره ومقطوعاته النرثية‪ ،‬فال ي ��كاد يذكر ابن �شهيد �إال‬ ‫وذكرت التوابع والزوابع‪ ،‬فما ظنك مب�صري �شعره لوالها؟‬ ‫فهل حتول ��ت رواية ال�شعر من حفظه ونقله راوية عن �آخر‬ ‫واحتمال حتريف ذلك ال�شعر وتبديله‪ ،‬فلج�أ من و�صل �إلى‬ ‫ع�ص ��ر التدوين وما بعده �إلى و�سيلة �أخرى مبتكرة حلفظ‬ ‫ال�شعر غري تلك التي ورثوها عن �أ�سالفهم ؟‬ ‫الن�ث�ر وع ��اء ال�شع ��ر احل�صني‪ ،‬فم ��ا تدون ��ه الأقالم‬ ‫�أثب ��ت و�أوثق مم ��ا تعيه القل ��وب‪ ،‬فيموت مبوته ��ا‪� ،‬أو ت�أتي‬ ‫عليه ع ��وادي الن�سي ��ان يف زمن مل يتخذ احلف ��ظ و�سيلته‬ ‫للرواي ��ة‪ ،‬و�إمنا �سلك طرق ًا �أخرى تنا�سب الزمان واملكان‪،‬‬ ‫وب�إيع ��از كبري منهما‪ ،‬فالقالق ��ل ال�سيا�سية �إ ّبان حياة ابن‬ ‫�شهي ��د كفيل ��ة بتح ��رزه ال�شديد م ��ن �سل ��ك درب التلميح‬ ‫دون الت�صري ��ح‪ ،‬فمن ��ذ زوال الدول ��ة العامري ��ة مب ��وت‬

‫بري�شة �سو�سن �أمري‪ -‬ال�سعودية‬

‫عبدالرحم ��ن النا�صر عام ‪399‬هـ وحت ��ى موت ابن �شهيد‬ ‫ع ��ام ‪426‬هـ‪ ،‬وتوايل دول وحكام م ��ن �ش�أنه عدم ا�ستقرار‬ ‫حال مبدع كابن �شهي ��د‪ ،‬وتقدمي والئه لأحدهم دون نقمة‬ ‫من بعده‪ ،‬ال �سيم ��ا و�أن الد�سائ�س لعبت لعبتها؛ ف�ألقت به‬ ‫يف غياه ��ب ال�سجون يف ع�صر اب ��ن ح َّمود‪ ،‬وقد �صرح ابن‬ ‫�شهي ��د ب�أمن ��وذج من تل ��ك الد�سائ�س يف ر�سالت ��ه معر�ض ًا‬ ‫بحادث ��ة لدى اخلليفة الأموي امل�ستعني �سليمان بن احلكم‬ ‫ود�سي�س ��ة �أبي حمم ��د بن حزم الأندل�س ��ي عندما قابل يف‬ ‫رحلته اخليالية �أبا عيينة عتبة بن �أرقم �صاحب اجلاحظ‪،‬‬ ‫ف�أخ�ب�ره بالطاعن�ي�ن عليه تلميح ��ا‪ ،‬و�أت ��ى الت�صريح على‬ ‫ل�سان �أب ��ي عيينة و�أبي هبرية �صاحب عبداحلميد الكاتب‬ ‫بقولهما‪�( :‬إلى �أبي حممد ت�شري‪ ،‬و�أبي القا�سم و�أبي بكر)‪،‬‬ ‫وتخ�صي�ص ابن �شهيد لأبي حممد بن حزم بقوله (�أما �أبو‬ ‫علي ل�سانه عند امل�ستعني‪ ،‬و�ساعدته زرافة‬ ‫حممد فانت�ضى َّ‬ ‫ا�ستهواها من احلا�سدين)‪.‬‬ ‫حظ ��ي ابن �شهي ��د بعداوات �أهل زمان ��ه‪ ،‬فكان هروبه‬ ‫ف�ض ًال ع ��ن ما �أماله عليه الزمان وامل ��كان بغية التعري�ض‬ ‫به� ��ؤالء �إم ��ا ت�صريح ًا كفعلت ��ه يف �أبي‬ ‫حمم ��د بن حزم و�أبي القا�سم الإفليلي‬ ‫ال ��ذي �سلح ابن �شهي ��د يف هجائه نرث ًا‬ ‫ابت ��داء بتعري�ضه بعظ ��م �أنفه وت�سمية‬

‫‪7‬‬


‫�صاحب ��ه ب�أن ��ف الناق ��ة بن معم ��ر وو�صفه (جن ��ي �أ�شمط‬ ‫ربع ��ة وارم الأنف يتظالع يف م�شيت ��ه‪ ،‬كا�س ًر لطرفه وزاوي ًا‬ ‫لأنف ��ه)‪ ،‬وتلميح ًا كفعله يف بغلة �أبي عي�سى والإوزة الأديبة‬ ‫�أم خفيف تابعة �شيخ يف اللغة‪ ،‬فتلك البغلة تعرفه ويعرفها‪،‬‬ ‫ول ��ذا ت�س�أله عن الأحب ��ة بعدها‪ ،‬فيجيب‪�(:‬ش ��ب الغلمان‪،‬‬ ‫و�ش ��اخ الفتيان‪ ،‬وتنك ��رت اخلالل‪ ،‬وم ��ن �إخوانك من بلغ‬ ‫الإم ��ارة‪ ،‬وانتهى �إلى الوزارة)‪ ،‬وح�سبك بتلك الإجابة من‬ ‫ت�صريح بتنكر �أهل زمانه له‪ ،‬وتقليله من �ش�أنهم بن�سبتهم‬ ‫�إخوان ًا لتلك البغلة مع ما و�صلوا �إليه من �إمارة ووزارة !‪.‬‬ ‫هذا ما فر�ضه الزمان و�أهله‪ ،‬فما دور املكان يف هروبه‬ ‫�إلى ذلك العامل ؟‬ ‫متي ��ز ابن �شهي ��د بتعلقه بقرطبة م�سق ��ط ر�أ�سه‪ ،‬فلم‬ ‫ي�ؤث ��ر فراقها رغم ما فعلته به‪ ،‬وم ��ع يقينه ب�أن فراقه لها‬ ‫�سب ��ب �سع ��ده مل يلحق بامل�ؤمت ��ن مث ًال حني غ ��ادر قرطبة‬ ‫�إل ��ى بلن�سية‪ ،‬فكاتبه ابن �شهيد يريد منه العودة ال�ستعادة‬ ‫ملكه‪ .‬دون �أن يرخ�ص هو بقرطبة ليلحق به فيلقى حظوته‬ ‫لدي ��ه‪ ،‬فابن �شهيد هام بقرطب ��ة العجوز على حد تعبريه‪،‬‬ ‫وهو يعرف �أنها مع�ضلته الكربى‪ ،‬فمن قوله فيها‪:‬‬ ‫ع� �ج ��و ٌز‪ ،‬ل �ع �م��ر ال �� �ص �ب��ا ف��ان�ي��ه‬ ‫ل�ه��ا يف احل���ش��ا � �ص��ور ُة الغانيه‬ ‫زن� ��ت ب ��ال ��رج � ِ�ال ع �ل��ى ��س� ِّن�ه��ا‬ ‫ف� �ي ��ا ح� �ب ��ذا ه� ��ي ِم� � ��نْ زان� �ي ��ه‬ ‫فه ��ذه العجوز التي قتلته ً‬ ‫�شابا يف الأربعة والأربعني من‬ ‫عمره مل ي�ستطع �أن يتفلت من �أيديها حقيقة‪ ،‬ففر مبخياله‬ ‫�إل ��ى �أر�ض اجلن لعله ي�سلى حني خ ��ارت قواه عن فراقها‪،‬‬ ‫فقاربه ��ا مبخي ��ال مل يبتعد ع ��ن واقعه �إال ا�سم � ً�ا ال ً‬ ‫ر�سما‪،‬‬ ‫فمتتب ��ع املكان يف ر�سالة اب ��ن �شهيد يجده جت�سيد ًا لأماكن‬ ‫�شخ�صيات ��ه بعيد ًا ع ��ن �شطح ��ات الفنتازي ��ة واملاورائية‪،‬‬ ‫ف�ص ��ور �أمكنة الر�سالة توافق مع خمزونه الثقايف عن تلك‬ ‫الأماكن التي عرفها ع ��ن �شخ�صياته يف �أ�شعارهم ك�سقط‬ ‫الل ��وى وحوم ��ل ودارة ُج ُلج ��ل الم ��رئ القي� ��س‪ ،‬وجبل دير‬ ‫حنة لأبي نوا�س‪ ،‬فر�سم �أماك ��ن �شخ�صياته كما ر�سم تلك‬ ‫ر�سما ً‬ ‫ال�شخ�صيات ً‬ ‫موافقا ملا يعرفه‪ ،‬والئم بني كل �شخ�صية‬ ‫وم ��ا يقال عل ��ى ل�سانها‪ ،‬فهو مطبق بفطرت ��ه الإبداعية ما‬ ‫يقول ��ه عبدالفتاح كليطو يف كتاب ��ه «الكتابة والتنا�سخ» من‬

‫‪8‬‬

‫اختيار الأ�سلوب وتوقف ��ه على �صورة ال�شخ�صية التي يريد‬ ‫�أن ي�سن ��د �إليه ��ا الكالم‪ ،‬وحتقي ��ق م�س�أل ��ة املالئمة‪ ،‬فابن‬ ‫�شهيد مبدع ناقد يف �آن كما �سنعرف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويف هروب ��ه �إلى ع ��امل اجلن و‪ -‬هو الناق ��د ف�ضال عن‬ ‫قدرت ��ه الإبداعي ��ة النرثي ��ة وال�شعرية ‪� -‬سبي ��ل �إلى قراءة‬ ‫ذاتية ل�شعره ون�ث�ره بعني الناقد‪ ،‬ومتريرها ك�أف�ضل منجز‬ ‫مق ��ارن ب�أعمدة ال�شعر من �أمثال‪( :‬امرئ القي�س – طرفة‬ ‫ب ��ن العبد – قي�س ب ��ن اخلطيم – �أبي مت ��ام – البحرتي‬ ‫– �أبي نوا�س – �أبي الطيب)‪ ،‬ومن �أرباب النرث و�سادته‬ ‫كاجلاح ��ظ وعبد احلميد الكات ��ب وبديع الزمان‪ ،‬ف�إن ظن‬ ‫عليه نق ��اد زمانه بنقد يليق مبقام ��ه‪ ،‬فح�سبه �إجازة عتبة‬ ‫ب ��ن نوفل �صاحب امرئ القي�س‪ ،‬و�إجازة عنرت بن العجالن‬ ‫�صاح ��ب طرفة م�سبوق ��ة بقوله‪( :‬هلل �أن ��ت!)‪ ،‬و�إجازة �أبي‬ ‫اخلط ��ار �صاحب قي�س ب ��ن اخلطيم‪ ،‬وتو�صي ��ف عتاب بن‬ ‫حبن ��اء �صاحب �أبي متام حلاله بقوله‪( :‬ما �أنت �إال حم�سن‬ ‫عل ��ى �إ�ساءة زمان ��ك)‪� ،‬أو ما �أخذه من �إج ��ازة ق�سر ًا كتلك‬ ‫التي �أخذها من �أبي الطبع �صاحب البحرتي حني �صاح به‬ ‫زه�ي�ر بن منري �صاحب ابن �شهي ��د‪�( :‬أ�أجزته ؟) فقال �أبو‬ ‫الطب ��ع‪�( :‬أجزته‪ ،‬ال بورك فيك م ��ن زائر‪ ،‬وال يف �صاحبك‬ ‫�أب ��ي عامر!)‪� ،‬أو �شه ��ادة تفوقه على ل�س ��ان ح�سني الدنان‬ ‫�صاح ��ب �أبي نوا�س قبل �إجازته بقوله‪( :‬هذا واهلل �شيء مل‬ ‫نلهم ��ه نحن)‪� ،‬أو تنب�ؤ حارثة ب ��ن املغل�س �صاحب �أبي متام‬ ‫بقول ��ه (�إن امتد به العمر‪ ،‬فال بد �أن ينفث بدرر‪ ،‬وما �أراه‬ ‫�إال �سيحت�ض ��ر بني قريح ��ة كاجلمر‪ ،‬وهم ��ة ت�ضع �أخم�صه‬ ‫عل ��ى مفرق الب ��در) وتلطف ابن �شهيد ب�إج ��ازة املتنبي له‬ ‫لدعابته وهو يعلم قدر املتنبي‪.‬‬ ‫ومل يكت ��ف بتل ��ك التنق�ل�ات ب�ي�ن ال�شع ��راء‪ ،‬فوا�ص ��ل‬ ‫م�سريت ��ه �إلى جمل�س من جمال�س نق ��اد اجلن‪ ،‬و�أظهر ابن‬ ‫�شهي ��د �آراءه النقدية يف �شعر غ�ي�ره مبناق�شة نقدية اختلق‬ ‫فيه ��ا �شم ��ردل ال�سحابي لإظه ��ار بع� ��ض الآراء من خالل‬ ‫ال ��رد علي ��ه‪ ،‬و�شاعر �آخر �أ�سم ��اه فاتك ب ��ن ال�صقعب يبز‬ ‫احلا�ضري ��ن‪ ،‬ويظه ��ر للباحث بعده ��ا �أن م ��ا ي�ست�شهد به‬ ‫فات ��ك وين�سبه لنف�سه ما ه ��و �إال �شعر ابن �شهيد‪ ،‬ويف ذلك‬ ‫مزي ��ة �سبق فيه ��ا ابن �شهيد من قبله‪ ،‬ف� ��إن كان كل �شاعر‬ ‫تابعا له من اجلن‪ ،‬فابن �شهيد يجعل له ً‬ ‫يدعي ً‬ ‫تابعا ي�سميه‬


‫زهري ب ��ن منري كما علمنا‪ ،‬و�آخر ال يجعل ��ه ً‬ ‫تابعا له‪ ،‬و�إمنا‬ ‫يتمثل ��ه �شاع ��ر ًا ناقد ًا من اجلن ال يقل ع ��ن زهري � ً‬ ‫إطالقا‪،‬‬ ‫ومن خالله ال يكتفي ب� ��أن يتفوق على �شعراء الإن�س‪ ،‬و�إمنا‬ ‫يتج ��اوز ذلك �إل ��ى الأخذ ب�إج ��ازة �شعراء اجل ��ن‪ ،‬وتثبيت‬ ‫مكانت ��ه الأدبي ��ة الت ��ي له ��ا جذوره ��ا ال�ضارب ��ة يف الزمن‬ ‫با�ست�شه ��اد جني ا�سمه فرعون بن اجلون ب�أبيات لوالد ابن‬ ‫�شهيد و�أخيه وعمه وج ��ده وجد �أبيه‪ ،‬واعرتاف فرعون بن‬ ‫اجل ��ون بتفوق ��ه حني ق ��ال‪( :‬والذي نف�س فرع ��ون بيده‪ ،‬ال‬ ‫عر�ضت لك �أبد ًا‪� ،‬إين �أراك ً‬ ‫عريقا يف الكالم)‪.‬‬ ‫و�إن كان �أجي ��ز يف ال�شعر ف�إجازته يف النرث تع ُّد ً‬ ‫�سبقا‪،‬‬ ‫فهو م ��ن طرق خل ��ق توابع للكت ��اب ً‬ ‫قيا�سا عل ��ى ال�شعراء‪،‬‬ ‫فاختل ��ق توابع لأ�شهر الكتاب ومنه ��م �أخذ �إجازته معتمدة‬ ‫با�ستح�س ��ان �أب ��ي عيينة تاب ��ع اجلاحظ و�أبي هب�ي�رة تابع‬ ‫عبداحلميد‪ ،‬واندحار زب ��دة احلقب �صاحب بديع الزمان‬ ‫�أم ��ام نرث اب ��ن �شهيد وج ��ودة و�صفه‪ ،‬فما كان من ��ه �إال �أن‬ ‫ف� � َّر م ��ن �أمام ��ه دون �أن يعل ��ق حني (�ضرب زب ��دة احلقب‬

‫بري�شة زهراء املدلوح ‪ -‬ال�سعودية‬

‫الأر� ��ض برجله‪ ،‬فانفرجت له مثل برهوت‪ ،‬وتدهدى �إليها‪،‬‬ ‫واجتمع ��ت عليه‪ ،‬وغابت عينه‪ ،‬وانقط ��ع �أثره)‪ ،‬ويريد ابن‬ ‫�شهي ��د تر�سيخ مفهوم اندحار معار�ضيه وحا�سديه‪ ،‬ف�إن مل‬ ‫ي�ص ��رح ب�إجازته بديع الزمان‪ ،‬فح�سب ��ه باندحاره �إجازة‪،‬‬ ‫ومث ��ل ذلك ما ا�ستله م ��ن ِّيف �أبي الطبع ق�سر ًا‪ ،‬وما عرفناه‬ ‫م ��ن اعرتاف فرعون بن اجلون قب�ل ً�ا‪ ،‬وي�ضيف ابن �شهيد‬ ‫يف حادثة فرعون مدل ًال على قلة �ش�أن من ينتقده �أو يباريه‬ ‫ومياري ��ه فيق ��ول بعد مقول ��ة فرعون بن اجل ��ون واعرتافه‬ ‫بعراقة كالم ابن �شهيد‪ ،‬في�صف ابن �شهيد اندحار فرعون‬ ‫قائ ًال‪( :‬ثم ق َّل وا�ضمحل‪ ،‬حتى �إن اخلنف�ساء لتدو�سه‪ ،‬فال‬ ‫ي�شغ ��ل رجليها) وهو من هو من مكانة حتى �إن زهري يقول‬ ‫عنه (تابعة رجل كبري منكم) وهنا نعود ثانية للتلميح دون‬ ‫الت�صريح الذي يخ�شاه ابن �شهيد ومن‬ ‫�أجله فر �إلى هذه العوامل ليقول قولته‪،‬‬ ‫وليفهمها من بعده من يفهمها‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫الأدب نب�ض الوجدان وروحه املح ّلقة‬ ‫�أ�سماء الها�شم‬

‫كاتبة و�إعالمية ‪ -‬اخلرب ال�سعودية‬ ‫عل ��ى �ضف ��اف �أنهار اللغة ُتزه ��ر ريا�ض الوجدان‪،‬‬ ‫فت�سعد الروح ب�ش ��ذى رياحينه‪ ،‬ويتحرر اخليال من قيد‬ ‫امل ��وروث الأ�ص � ّ�م فينطلق ك�ب�راق الأنبي ��اء يتجلى نقعه‬ ‫جحاف ��ل من وم�ضات �شفيفة تلب� ��س ال�صور حل ًال فتبدو‬ ‫للرائي كائنات �أ�سطورية ت�سكنها الده�شة‪.‬‬ ‫هك ��ذا ه ��و الأدب‪ ،‬توليف ��ة م ��ن �شذا عط ��ر‪ ،‬وجموح‬ ‫خي ��ال‪ ،‬و�ص ��ور من ع ��امل اجلن ّي ��ات تنف ��خ يف الوجدان‬ ‫�إن�سانيت ��ة فيغدو واحات تنبت احل � ّ�ب والغزل واالحرتام‬ ‫واملروءة والكرم ّ‬ ‫وال�شجاعة وغري ذلك من القيم النبيلة‬ ‫فكيف هو ال�سبيل �إلى تربية �أدب ّية لأبنائنا؟‬ ‫�إنّ الرتبي ��ة يف مفهومه ��ا العام تعني تن�شئ ��ة الإن�سان‬ ‫ورعايت ��ه منذ ال�صغر و�إك�سابه املهارات الالزمة ملواجهة‬ ‫ظروف احلياة املختلفة‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬ ‫{قال �أ ْمل ُن َر ِّب َك فينا‬ ‫وليد ًا و َل ِب ْثتَ فينا ِمن عُ ُم ِر َك ِ�س ِنني{ (ال�شعراء ‪.)18‬‬ ‫وق ��د �شاعت يف العقود الأخ�ي�رة م�صطلحات جديدة‬ ‫مت�صلة بالرتبية‪ ،‬تعتمد يف م�ضمونها على ر�ؤىً ومنهجية‬ ‫حم ��ددة ُتل � ِ�زم املُر ّبي بالأخ ��ذ بها واعتم ��اد �أدبياتها يف‬ ‫تن�شئ ��ة م ��ن كان حت ��ت يديه م ��ن نا�شئ ��ة‪ ،‬في�صطبغون‬ ‫يتم�سكون بها‪،‬‬ ‫ب�صبغتها‪ ،‬وت�صب ��ح لهم فيما بعد هوي� � ًة ّ‬ ‫وحينئذ تكون �ضمانة لهم من الذوبان‬ ‫ويدافعون عنه ��ا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يف الثقاف ��ات الأخ ��رى املغاي ��رة لثقافته ��م‪ .‬وم ��ن هذه‬ ‫امل�صطلح ��ات م�صطل ��ح الرتبي ��ة الإ�سالمي ��ة‪ ،‬والرتبية‬ ‫الوطني ��ة‪ ،‬والرتبية اجلن�سي ��ة‪ ،‬ونحو ذل ��ك‪ ..‬وقد �صيغ‬ ‫بع�ضها منهاج ًا اع ُت ِمد يف امل�ؤ�س�سات التعليمية الر�سمية‬ ‫يف بع� ��ض بالدن ��ا العربي ��ة‪ ،‬مث ��ل الرتبي ��ة الإ�سالمي ��ة‬ ‫والرتبي ��ة الوطني ��ة‪ ،‬ولأنه ��ا �أ�صبحت مق ��ررات درا�س ّية‬ ‫فق ��د عُ ِني ب�صياغة حمتواه ��ا �أ�ساتذة تربويون من ذوي‬ ‫اخل�ب�رة واالخت�صا�ص‪ ،‬ومن لهم ب ��اع يف جمال الرتبية‬ ‫والتعليم‪� ،‬إ ّال �أن خمرجاتها‪� -‬أعني الطالب‪ -‬مل يحققوا‬

‫‪10‬‬

‫م ��ا كان م�أم ��و ًال منهم‪� ،‬إذ ن�شهد الي ��وم افتقا َر كث ٍري من‬ ‫ال�شباب �إلى القي ��م الأخالقية النبيلة التي ّ‬ ‫يح�ض عليها‬ ‫وحب‬ ‫الإ�س�ل�ام كالإح�سان �إلى الوالدين‪ ،‬و�صلة القربى‪ّ ،‬‬ ‫آدمي دون متييز‪ ،‬وغري ذلك‬ ‫اخلري لل ّنا�س‪ ،‬واحرتام ك ّل � ّ‬ ‫م ��ن الطبائ ��ع الإن�ساني ��ة ال�سامية التي ُتدر� ��س يف مادة‬ ‫الرتبية الإ�سالمية‪.‬‬ ‫�أ ّم ��ا م ��ا حتتويه م ��ادة الرتبية الوطنية ف�ل�ا يعدو �أن‬ ‫يكون ن�صو�ص ًا �إن�شائية وعر�ض ًا حمنط ًا لبع�ض �صور من‬ ‫تاريخن ��ا ال نب�ض فيها وال حياة‪ ،‬ودليلي على ما �أقول هو‬ ‫�سافر على املراف ��ق العامة يف �شتى‬ ‫م ��ا ن�شهده من َتع� � ٍّد ٍ‬ ‫�أنحاء الوطن‪ ،‬والعبث مبحتوياتها من �شباب عابثني دون‬ ‫رادع �أخالق ��ي �أو وازع ديني‪ ،‬وليت الأمر تو ّقف عند فئة‬ ‫ال�صغار من ال�شباب بل �إن الأمر قد ا�ستفحل ف�أ�صبحنا‬ ‫ن ��رى ثروات الوط ��ن ُتهدَر‪ ،‬واملن�ش�آت العام ��ة تفتقر �إلى‬ ‫�أدن ��ى معايري العمارة احلديثة‪ ،‬ب ��ل �إن كثري ًا منها يخلو‬ ‫ال�سالمة‪� ،‬أ�ضف �إلى ذلك جتاهُ ل فئة‬ ‫من �أب�سط �شروط ّ‬ ‫ذوي القدرات اخلا�صة عند تنفيذ �أيِّ نوع من امل�شاريع‪،‬‬ ‫معماري ��ة كانت �أم تقنية‪ ،‬فهل ح ّققنا الرتبية الإ�سالمية‬ ‫والوطني ��ة يف �أبنائنا؟ عل ��ى الرغم م ��ن �أن اجلواب قد‬ ‫يج ��يء بالنفي �إلاّ �أنني �أقرتح ّ‬ ‫خط ًة للرتبية الأدبية‪ ،‬ف�أيّ‬ ‫نوع من الرتبية ق�صدت؟‬ ‫�إنّ م ��ا َع َني ُت ��ه لي� ��س م ��ا تع ��ارف علي ��ه ال ّنا� ��س م ��ن‬ ‫التحل ��ي باملحام ��د م ��ن ال�صف ��ات والأخ�ل�اق‪ ،‬و�إن كان‬ ‫ذل ��ك مطلب ًا �ضروري ًا لبناء جمتم ��ع فا�ضل‪ ،‬لكني عنيت‬ ‫جناح ��ي اللغة ورافديه العظيمني ّ‬ ‫ال�شعر والنرث‪،‬‬ ‫بالأدب َ‬ ‫ف ��الأدب يتم ّيز عن غريه من العل ��وم الأخرى ب�أ ّنه ُيدرك‬ ‫بالوج ��دان والعقل مع ًا‪ ،‬ولي� ��س بالعقل وحده‪ ،‬والوجدان‬ ‫ه ��و ال ّنف� ��س وقواها الباطن ّي ��ة‪ ،‬وهو ال�ضم�ي�ر احلا�ضن‬ ‫للعاطف ��ة واملت�صرف فيها‪ ،‬لذلك ف� ��إنّ ما ُيع َرف بغ�سيل‬


‫الدم ��اغ �إنمّ ا يعمل بتقنية تخلي�ص ال�شخ�ص من �ضمريه‬ ‫ليكون �أدا ًة ط ّيع ًة ُين ّفذ ما ُيط َلب منه دون �أن ي�شعر بوخز‬ ‫ال�ضمري‪.‬‬ ‫�إذ ًا‪� ،‬ألي� ��س م ��ن املفي ��د �أن ن�ستثم ��ر خ�صائ�ص لغتنا‬ ‫و�آدابها من �شعر ونرث‪ ،‬وما تو ّلد عنهما من ق�صة ورواية‬ ‫وم�سرحي ��ة وغريها من فن ��ون �أدبية �أخ ��رى يف �صياغة‬ ‫وجدان النا�شئة وت�شكيل هويتها؟‬ ‫�إنّ �أدبن ��ا العرب � ّ�ي ي�شب ��ه املحي ��ط ال ��ذي ال تنق�ض ��ي‬ ‫�أ�س ��راره‪ ،‬وال تحُ �صى كنوزه من �سطحه �إلى قعره‪ ،‬وكلما‬ ‫تع ّمقتَ يف لجُ ّ ته ازددت لياق ًة‪ ،‬وابتهجت نف�سك بزهاوته‪،‬‬ ‫واكت�سب ��ت روحك من �ضروب �إبداع ��ه‪ ،‬فاال�ستثمار فيه‬ ‫باحلب نف�س ًا‪،‬‬ ‫م�ضمون النتائج‪ ،‬فكم من ق�صيدة �أحيت ّ‬ ‫�أو رمب ��ا �سمع �أحدهم بيت ًا من ق�صيدة جعله يفني عمره‬ ‫يف ن�شر اخلري‪ ،‬وقد نقل ابن �سالم عن عمر بن اخلطاب‬ ‫ر�ض ��ي اهلل عنه قوله‪« :‬ال�شعر علم قوم مل يكن لهم علم‬ ‫�أ�ص ��ح من ��ه»‪ ،‬وانطالق ًا من هذا املب ��د�أ كاتب عمر والته‬ ‫يف الأم�ص ��ار وح�ضهم على �إ�شاع ��ة معرفة ال�شعر‪ ،‬فقد‬ ‫�أُ ِث� � َر عنه �أنه كتب �إلى �أبي مو�سى الأ�شعري يقول له‪« :‬مر‬ ‫م ��ن قبلك بتعلم ال�شعر ف�إنه ي ��دل على معايل الأخالق‪،‬‬ ‫و�ص ��واب الر�أي‪ ،‬ومعرفة الأن�س ��اب»‪ .‬نعم‪ ،‬لقد كان عمر‬ ‫ر�ض ��ي اهلل عن ��ه رجل دول ��ة‪ ،‬وكان ُيعنى ببن ��اء النا�شئة‬ ‫وتربيتهم تربي ًة ثقافي ًة �أدبي ًة �إلى جانب الرتبية البدنية‪،‬‬ ‫وي ��رى �أنّ ممِ ّ ��ا ُيث ِّقف النا�شئة تع ّلم ال�شع ��ر‪ ،‬لمِ َا يف تعلمه‬ ‫م ��ن ف�ضائل كث�ي�رة‪ ،‬فقد روى عنه امل�ب�رد قوله‪« :‬علموا‬ ‫�أوالدك ��م العوم والرماية‪ ،‬ومروه ��م �أن يثبوا على اخليل‬ ‫وثب ًا‪ ،‬ورووهم اجليد من ال�شعر»‪.‬‬ ‫�أ ّما ا ُ‬ ‫خل َطب فهي و�سيلة ال ّزعماء و�أئمة الوعظ وقادة‬ ‫ر�سخوا قناعات مع ّينة �أو‬ ‫الإ�صالح عندما يري ��دون �أن ُي ِّ‬ ‫ليجتث ��وا �أُخرى من نفو�س اجلماه�ي�ر‪ ،‬ول�سنا ببعيد من‬ ‫خط ��ب م�صطفى كامل و�سعد زغلول يف م�صر‪ ،‬وجيفارا‬ ‫وكا�س�ت�رو يف �أم�ي�ركا الالتينية‪ ،‬ومارت ��ن لوثر كينج يف‬ ‫�أم�ي�ركا‪ ،‬وم ��ا خطب ��ة بروتو� ��س يف م�سرحي ��ة «يوليو�س‬ ‫قي�ص ��ر» �إال ت�أكيد ًا على ما للغة م ��ن هيمنة على عاطفة‬

‫بعد�سة ح�سني الها�شم‪ -‬ال�سعودية‬

‫وال�سالم‪« :‬و�إنّ من‬ ‫الإن�سان ووجدانه‪ ،‬قال عليه ّ‬ ‫ال�صالة ّ‬ ‫البيان ل�سحر ًا»‪.‬‬ ‫�إنّ الأدب ميتلك مفاتي ��ح كثرية ينفذ بها �إلى ال ّنف�س‬ ‫الإن�ساني ��ة‪ ،‬وبع�ض هذه املفاتي ��ح ُق ّد من ذهب‪ ،‬وبع�ضها‬ ‫ُق� � ّد من ُخبث‪ ،‬واملُر ِّبي اللبي ��ب هو من يفح�ص مفاتيحه‬ ‫قبل �أن ي�شرع يف ا�ستعمالها‪ ،‬و�أعني باملربي ك ّل من لديه‬ ‫طفل يق ��وم على رعايت ��ه مبا�شر ًة كالوالدي ��ن واملعلمني‬ ‫�أو عل ��ى نح ٍو غ�ي�ر مبا�شر من البالغ�ي�ن الذين يحيطون‬ ‫بالطف ��ل‪ ،‬كم ��ا علين ��ا �أ ّال نغف ��ل تل ��ك الأدوات الفاتن ��ة‬ ‫ذات الر�سائ ��ل الت ��ي ت�سته ��دف بنية الإن�س ��ان الروحية‬ ‫وال ّنف�سية‪ ،‬وعلى ر�أ�س هذه الأدوات الإعالم الذي �أ�صبح‬ ‫يناف�س الآباء ب�شرا�سة يف تربية �أبنائهم‪.‬‬ ‫�إ ّننا �إنْ �صدقنا العزم على �أنْ نبني �إن�سان ًا ح ّر ًا كرمي ًا‬ ‫كما �شاء الإله فلنب ��د�أ ب�إعادة ت�شكيل‬ ‫وجدانه‪ ،‬ولنغرق نب�ضه ب�صنوف اللغة‬ ‫أهم و�سيلة الحرتام �إن�سان ّية‬ ‫و�آدابها ك� ّ‬ ‫الإن�سان �أينما وجد وكيفما كان‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫حول ال�رسقات الأدبية‬ ‫حممد اجللواح‬

‫�شاعر وكاتب‪ -‬الأح�ساء ال�سعودية‬ ‫يراودين ب�إحلاح ال�س�ؤال الثقايف التايل‪:‬‬ ‫ـ م ��ا الذي يجع ��ل كاتبا �أو �أديب ��ا م�شهورا(ي�سطو) على‬ ‫�إبداع كاتب مغمور‪� ،‬أو غري مغمور ؟‪.‬‬ ‫ـ �أدري �أن ه ��ذه حكاية قدمي ��ة‪ ،‬واملو�ضوع لي�س جديدا‪،‬‬ ‫ب ��ل قد �أُل َّـفـَت فيه كتب كثرية‪ ،‬لكنه يطل بوجهه اخلـَفـّـا�شي‬ ‫بني ح�ي�ن و�آخر‪ ..‬ويك ��ون �أطرافه ـ كالع ��ادة ـ جنوم المعة‪،‬‬ ‫وجنوم داكنة يف الوقت نف�سه‪.‬‬ ‫هناك الكثري من الأ�سباب التي جتعل الإقدام على هذه‬ ‫الفعلة م�ستمرا‪ ،‬من بينها الن ��وازع ال�شريرة غري املعلنة يف‬ ‫النف�س الب�شرية ب�شكل عام‪.‬‬ ‫وق ��د ال �أ�ضي ��ف جدي ��دا ح�ي�ن �أذك ��ر �أن من ب�ي�ن تلك‬ ‫الأ�سباب والدواف ��ع لتلك ال�سرقات (غري الأدبية �أخالقا)‪،‬‬ ‫�أو ال�سطو على نتاج �أدب �آخر هو (اال�ستغفال) الذي يربز ـ‬ ‫�أول م ��ا يربز ـ �أمام عيون (ال�ساطي) على (امل�سطو) عليه‪،‬‬ ‫و�س�أبني �شيئا من ذلك‪،‬‬ ‫فال�ساط ��ي ـ مهما كانت �شهرته �أو ملعان ��ه �أو ح�ضوره �أو‬ ‫�إبداعه الثقايف والأدبي ـ حني يقوم بذلك فهو ــ يف ر�أيي ـ قد‬ ‫ي�ستكرث على ذلك (الكويتب) امللطو�ش منه ذلك املو�ضوع‪،‬‬ ‫�أو تلك الفك ��رة‪ ،‬وي�ستكرثها منه كذلك �أنها ت�أتي من كاتب‬ ‫مغمور‪� ،‬أو ق�صري التجربة‪ ،‬فيقوم امل�شهور ب�سرقتها(باردة‬ ‫امـْب َـ ّردَة)كما نقول‪ ،‬وين�سبها لنف�سه‪..‬‬

‫‪12‬‬

‫�أو �أن ��ه يظن �أن الفكرة �أو املو�ضوع‪ ،‬مل يتم �إعطا�ؤه حقه‬ ‫م ��ن قبل ذلك الكاتب �أو ال�شاع ��ر او الر�سام �أو غريهم من‬ ‫املغمورين‪.‬‬ ‫وقد يظن �أنه جاء بفكرة جديدة �أو مو�ضوع جديد ف�إنه‬ ‫ـ �أي الكات ��ب املغمور ـ بح�سب ر�أي الالط�ش ـ مل يف املو�ضوع‬ ‫حق ��ه‪ ،‬ومل يُـغ َـطـِّ ��ه مب ��ا يكف ��ي‪ ،‬لقـِـ�صـَـر جتربت ��ه‪ ..‬في�أتي‬ ‫الآخ ��ر وي�أخذ املو�ضوع ‪ ،‬وي�ضع عليه م ��ن خربته‪ ،‬ودرايته‪،‬‬ ‫ويعي ��د �صياغته ب�أ�سلوبه‪ ،‬ويق ��دم‪ ،‬وي�ؤخر يف بع�ض عباراته‬ ‫ومقاطع ��ه‪� ،‬أو بالن�ص نف�سه‪ ،‬ظنا من ��ه �أن بتغيري �شيء من‬ ‫�صورت ��ه �سيكون جدي ��دا‪ ،‬وملكا له ولقلم ��ه‪ ،‬وحينئذ يتحول‬ ‫املو�ضوع للآخذ بدال من امل�أخوذ منه‪.‬‬ ‫�أو �أن الآخ ��ذ يظ ��ن ـ حني يقوم ب�سرقة مو�ض ��وع ما ـ �أن‬ ‫ه ��ذا املو�ضوع قدمي العهد‪ ،‬و�أن ال �أح ��دا ميكن �أن يتذكر �أو‬ ‫يعل ��م عنه‪ ..‬هل ه ��و من�شور �أو غري من�ش ��ور‪� ..‬أي �أن هناك‬ ‫(ا�ستغف ��ال) م ��ن طرف الآخ ��ذ للم�أخ ��وذ من ��ه‪ ،‬وبالتايل‬ ‫(ا�ستغف ��ال) للق ��راء‪ ،‬وللمتابعني‪ ،‬وللمطبوع ��ة نف�سها كما‬ ‫قلت �سابقا‪� ،‬إلى غري ذلك من الأ�ساليب املختلفة التي يلج�أ‬ ‫�إليها (الالط�شون ‪/‬اخلائبون‪ /‬الغافلون ‪/‬امل�ستغفـِـلون)‪!.‬‬ ‫وبالطب ��ع ف�إن ��ك ق ��د جتد اجل ��واب جاهزا ح�ي�ن يكون‬ ‫العك� ��س‪� ،‬أي �أن يقوم كاتب مغمور بال�سطو على نتاج كاتب‬ ‫م�شهور‪ ،‬فهو يريد �أن ي�شتهر ويُـع ْـ َرف عن طريق ا�ستخدامه‬


‫ا�سما المعا للمرور عليه‪� ،‬أو القفز على �أكتافه كما يقال ‪...‬‬ ‫يج ��وز �أن تتمن ��ى �أن يك ��ون ذل ��ك الن� ��ص ل ��ك‪� ،‬أو تلك‬ ‫الق�صيدة‪� ،‬أو املو�ضوع من عندك‪� ،‬أو من فكرتك �أنت‪ ،‬ولكن‬ ‫حتما ال يجوز ب�أي حال �أن يتجاوز ذلك التمني �إلى ال�سرقة‪،‬‬ ‫بحيث تق ��وم ب�إلغاء �صاح ��ب الفكرة الأ�صلي ��ة فتتحول �إلى‬ ‫وح�ش كا�سر وتلتهم مو�ضوعه كفري�سة �سهلة‪! ..‬‬ ‫ـ ونعل ��م �إن الأمنيات والأح�ل�ام غري حم�ضورة بالطبع‪،‬‬ ‫لكن حتقيقها‪ ..‬لي� ��س بال�ضرورة يكون ممكنا‪ ،‬وال يجوز �أن‬ ‫يكون حتقيقها بالقوة وال�سطو‪ ..‬البتة‪.‬‬ ‫و�س�أ�ضرب مثاال على ذلك‪ ،‬فهناك الكثري من ال�شعراء‬ ‫قد كانوا يتمنون �أن تكون لهم ق�صيدة احل�صري القريواين‬ ‫(الدالهائية) ** املعروفة‪:‬‬ ‫ي� � ��ا ل � �ي� ��ل ال � �� � �ص� ��ب م � �ت� ��ى غ� ��ده‬ ‫�أق�� � � � �ي� � � � ��ام ال � � �� � � �س� � ��اع� � ��ة م� � � ��وع� � � ��ده؟‬

‫بري�شة ق�صي العوامي ‪ -‬ال�سعودية‬

‫وكث�ي�ر �آخ ��ر متن ��ى �أن تك ��ون له ��م نوني ��ة اب ��ن زيدون‬ ‫ال�شهرية‪:‬‬ ‫�أ�ضحى التنائي بديال من تدانينا‬ ‫وناب عن طيب لقيانا جتافينا‬ ‫وكث�ي�ر ثالث ـ وانا منه ��م ـ متنوا �أن تك ��ون لهم الأبيات‬ ‫املعروف ��ة املن�سوبة لل�شاعر ح�سان بن ثابت (ر)‪ ،‬التي قالها‬ ‫يف مدح الر�سول (�ص)‪:‬‬ ‫و�أجم ��ل من ��ك مل ت ��ر ق ��ط عين ��ي‬ ‫و�أح� ��� �س ��ن م �ن��ك مل ت �ل��د ال �ن �� �س��ا ُء‬ ‫خ ُـ ِلـق ْـ ��ت َ م ُـب َـ� � ّر�أ ً م ��ن كل عي ��ب‬ ‫ك ��أن��ك ق��د خ ُـ ِلـقـْـت ك�م��ا ت���ش��ا ُء ‪..‬‬ ‫لكنه ��م مل يلط�ش ��وا ه ��ذه الروائ ��ع‬ ‫وغريه ��ا ـ ولي� ��س مبقدوه ��م بالطب ��ع‬ ‫لط�شه ��ا ـ ‪ ،‬فنجده ��م مل يتج ��اوزوا‬

‫‪13‬‬


‫�إعجابهم به ��ا �أن (عار�ضوها)‪� ،‬أي كتبوا على منوالها‪ ،‬مع‬ ‫بق ��اء الن�صو� ��ص الأ�صلية لأ�صحابها احلقيقي�ي�ن‪� ،‬أي �أنهم‬ ‫بقيامه ��م بذلك الفن م ��ن ال�شعر امل�سم ��ى بـ(املعار�ضات)‬ ‫مل (يلط�ش ��وا) نتاج غريهم‪ ،‬بل رمب ��ا زادوا عليه َوح�سـّنوه‪،‬‬ ‫وتفوقوا عليه �أي�ضا‪ ..‬كما هو احلال يف (دالهائية) ال�شاعر‬ ‫الكبري �أحمد �شوقي الت ��ي يعار�ض فيها دالهائية احل�صري‬ ‫القريواين‪ ،‬والتي ي ��رى عدد من نقاد ال�شعر املخت�صني �أنه‬

‫بقام ��ة املتنب ��ي ال ��ذي اتهمه (حا�س ��دوه) ب�سرق ��ة ق�صائد‬ ‫و�أف ��كار معلميه البدو الذين ق�ضى معهم فرتة من حياته يف‬ ‫ال�صحراء يتعلم منهم ال�شعر وعلوم العربية وفنونها‪..‬‬ ‫كم ��ا �أن ال�سرق ��ة الأدبي ��ة تك�ش ��ف بج�ل�اء ع ��ن عج ��ز‬ ‫الالط� ��ش مهما كانت �شهرته وانت�شاره عن �أن ي�أتي مبثل ما‬ ‫ورد يف �أ�صل املادة امل�سروقة‪ ،‬التي هي مبثابة الرزق والنعمة‬ ‫واملوهبة الربانية م ��ن اهلل ل�صاحبها الأ�سا�س‪ ،‬واهلل تعالى‬

‫تف ��وق يف ال�صور التي طرحه ��ا يف معار�ضته‪ ،‬على ق�صيدة‬ ‫احل�ص ��ري القريواين نف�س ��ه‪ ،‬ودونك الكت ��ب الكثرية التي‬ ‫�ص ��درت يف معار�ض ��ات ق�صي ��دة احل�ص ��ري‪ ،‬ونوني ��ة ابن‬ ‫زيدون وغريها‪.‬‬ ‫عل ��ى �أن ال�سرقة الأدبية مل ي�سلم منها �أحد حتى �شاعر‬

‫يق ��ول‪( :‬نحن ق�سمن ��ا بينهم معي�شتهم يف احلي ��اة الدنيا)‬ ‫�ص ��دق اهلل العظي ��م‪ ،‬كما تك�شف عن (�أناني ��ة) ال�سارق يف‬ ‫اال�ستح ��واذ على كل م ��ا يعجبه من �أفكار لغ�ي�ره‪ ،‬وين�سبها‬ ‫لنف�سه ‪..‬‬ ‫وال �أ�ستطيع �أن �أت�صور ـ جمرد ت�صور ـ �أن �أ�سحب حرفا‬

‫‪14‬‬ ‫بري�شة فريي ابريانتو‬


‫واحدا كتبه �سواي على الورق‪ ،‬و�أ�سطو عليه (فري�سة �سهلة)‬ ‫على �أنه يل ‪..‬‬ ‫وم ��ن امل�صادف ��ات الطريف ��ة �أن ت�أتي الكتاب ��ة عن هذا‬ ‫املو�ضوع يف هذه املجلة متزامنا مع (�سرقة) يف و�ضح النهار‬ ‫م ��ن �صديق م�صري �أعرفه عن طريق املرا�سلة الأدبية منذ‬ ‫�سنني‪ ،‬كان ق ��د قام بـ (لط�ش) (مقاط ��ع) من مو�ضوع يل‬ ‫كنت ق ��د ن�شرته يف جملة (القافلة) الت ��ي ت�صدرها �شركة‬ ‫�أرامكو ال�سعودية‪ ،‬قبل نحو خم�س �سنوات‪� ،‬إذ قام ـ �ساحمه‬ ‫اهلل ـ بنق ��ل �أج ��زاء ومقاطع م ��ن املقال و�أدخله ��ا يف �صلب‬ ‫وثنايا مو�ضوعه كج ��زء �أ�سا�س‪ ،‬ون�شرها يف عدد �سابق من‬ ‫ه ��ذه املجلة الغ ��راء العريقة‪ ،‬على �أن املو�ض ��وع له‪ ،‬دون �أن‬ ‫ي�شري �إلى امل�صدر ‪.‬‬ ‫نع ��م يجوز �أن تقتب�س ن�صو�ص ��ا �أ�صلية كاملة باحلرف‬ ‫الواح ��د‪� ،‬أق ��ول (تقتب� ��س)‪ ،‬ال (تلط� ��ش) عل ��ى �أن تذك ��ر‬ ‫امل�صدر‪ ،‬وجـِهَـة االقتبا�س‪ ،‬وبيانات ا َملـرجـِع‪ ،‬وغري ذلك‪..‬‬ ‫وعلي ��ه ف�إنن ��ي �أطالب كل م ��ن وقع عليه ظل ��م ال�سرقة‬ ‫الأدبي ��ة �أن يطال ��ب (بتعوي� ��ض م ��ادي) �أوال‪ ،‬ث ��م بتعوي�ض‬ ‫معن ��وي‪ ،‬وه ��و ـ اي �صاحب املو�ض ��وع الأ�صل ـ م َـ ��ن ْ ي ُـق َـدّر‬ ‫قيم ��ة‪ ،‬وكيفي ��ة ذل ��ك التعوي�ض‪ ،‬وعل ��ى (الالط� ��ش) �أن ال‬ ‫يكابر‪ ،‬وال يجادل‪ ،‬وال مياحك (ويلف ويدور)‪� ،‬أو يدافع عن‬ ‫(فعلته ال�سوء) بعد اكت�ش ��اف �سرقته‪ ،‬فال�سرقة كاجلرمية‬ ‫�سيت ��م التو�صل �إليها‪ ،‬ولو بعد حني‪ ،‬وهي من النادر جدا �أن‬ ‫تدخل يف نطاق (الت�سجيل �ضد جمهول)‪..‬‬ ‫و�أخت ��م ه ��ذا املو�ضوع ب�أمني ��ة �أهم�سها حروف ��ا للقراء‬ ‫الكرام‪ ،‬وهي �أن ال يتم (ال�سطو ) على هذا املو�ضوع �أي�ضا!‬ ‫�أقول قويل هذا وا�ستغفر اهلل يل ولكم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫* �شاع ��ر وكات ��ب �سع ��ودي‪ ،‬ع�ض ��و جمل� ��س �إدارة �أدبي‬

‫الأح�ساء ‪.‬‬ ‫** (الدالهائي ��ة)‪� ،‬أي‪ :‬ح ��رف ال ��دال‪ ،‬وح ��رف الهاء‬ ‫جمتمع ��ان‪ ،‬وه ��و م�صطل ��ح جدي ��د م ��ن عن ��دي‪ ،‬ال �أقط ��ع‬ ‫ب�صحت ��ه‪ ،‬و�صوابه‪ ..‬بل �أقرتح ��ه كا�سم م�ستح�سن‪ ،‬و�أمتنى‬ ‫ُـ�صـيـب ��ا‪ ،‬وق ��د �أطلقت ��ه عل ��ى ا�س ��م قافية‬ ‫�أن �أك ��ون في ��ه م ِ‬ ‫الق�صيدة التي ي�شرتك يف رويها حرفان متجاوران ي�سريان‬ ‫ب�شكل �شبه ملت�صق يف بنائها‪ ،‬كهذه الق�صيدة ‪:‬‬ ‫ي� � ��ا ل � �ي� ��ل ال � �� � �ص� ��ب م � �ت� ��ى غ� ��ده‬ ‫�أق� � � �ي � � ��ام ال � �� � �س� ��اع� ��ة م� � ��وع � � � ُد ُه‬ ‫ومعار�ضة ال�شاعر �أحمد �شوقي لها‪:‬‬ ‫م� � ��� � �ض� � �ن � ��اك ج�� � �ف� � ��اه م � ��رق � ��ده‬ ‫وب � � �ك� � ��اه و َرح � � �ـّ � � �ـ� � ��م ع � � �ـُ� � �ـ � � � ّود ُه‬ ‫فنجد �أن حريف (الدال والهاء) يـُ َكـ َّونان وحدة ع�ضوية‬ ‫ت�س�ي�ر عليها كل قافية الق�صي ��دة دون حتريك‪ ،‬وقل ال�شيء‬ ‫نف�سه يف (العينكا ِفـيـّة) البن زيدون‪:‬‬ ‫َو ّد َع ال� ��� �ص�ب�ر حم� ��ب َو ّدع� �ـَ� �ـ���ك‬ ‫ذائ � ��ع م ��ن �� �س ��ره م ��ا ا� �س �ت��ودع �ـَ��ك‬ ‫ومعار�ضة ال�شاعر �أحمد �شوقي لها‪:‬‬ ‫ُردّت ال ��روح على املـُ�ضـْـنـى َم َعـك‬ ‫أرجـ َع ْـك‬ ‫�أح�سـَ ُن الأيام يو ٌم � َ‬ ‫وغريه ��ا كثري مم ��ا مياثلها يف ال�شع ��ر العربي ـ بح�سب‬ ‫زعم ��ي ـ‪( ،‬وبالطبع لي� ��س كل حرفني متجاوري ��ن يف قافية‬ ‫ق�صي ��دة ما‪ ..‬ي�صلح ��ان لهذا اال�سم املق�ت�رح‪ ،‬فمثال نونية‬ ‫ابن زيدون ال�شهرية‪:‬‬ ‫�أ�ضحى التنائي بديال من تدانينا‬ ‫وناب عن طيب لقيانا جتافينا‬ ‫ال ت�صح �إال �أن نقول عليها (نونية)‪،‬‬ ‫هذا واهلل �أعلم ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫اجل�صية يف القطيف‬ ‫الزخارف‬ ‫ّ‬ ‫علي الدرورة‬

‫م�ؤرخ و�أديب ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬

‫متتاز مناطق القطيف‬ ‫ال�ساحلية ب��وج��ود مناطق‬ ‫ب �ي �ئ �ي��ة خ �� �ص �ب��ة ب��ال �ط�ين‬ ‫الطبيعي الذي ي�ستخرج من‬ ‫البحر ويقوم البنا�ؤن بنقعه‬ ‫يف برك ملئت باملء العذب‬ ‫لتخفيف الأم�لاح منه ومن‬ ‫ثم جتفيفه‪ ،‬وبعد ذلك حرقه‬ ‫بطرق بدائية وفعاله ومن ثم‬ ‫طحنه وحتويله �إل��ى ب��ودرة‬ ‫وبطريقة تقليدية وحينها تكون البودرة جاهزة لإ�ستعماله‬ ‫يف البناء وبالطريقة التي يراها املهند�س املعماري والذي‬ ‫كان يطلق عليه‪( :‬الأ�ستاد)‪ ،‬وقد �أب��دع القطيفيون يف‬ ‫الع�صور القدمية يف فنون الزخرفة اجل�صبة والتي كانت‬ ‫حتى وقت قريب متار�س بالطرق التقليدية والتي �إ�ستلهمها‬ ‫املعماري بالتوارث من �أ�سالفه القطيفيون القدماء‪.‬‬ ‫لقد �إه �ت � ّم ال�ف� ّن��ان امل�ع�م��اري يف مناطق القطيف‬ ‫اجل�صية وت�شكيالتها‬ ‫بالإ�شراف على �صناعة ال ّزخارف ّ‬ ‫وعلى تنفيدها يف العمارة املحلية مبا يتوافق مع التقانة‬ ‫أ�س�س واقعي ٍة للعمارة نابع ٍة من املُجتمع والبيئة والتقاليد‬ ‫و� ٍ‬ ‫والتي ت�أخذ حيزا يف هذا امل�ضمار‪ ،‬فهي خا�ضعة للو�ضه‬ ‫الإجتماعي مبا يتوافق مع حرمة البيوت املجاورة و�أي�ضا‬ ‫مبا يتوافق مه �إجتاء هبوب الهواء ودخول �ضوء ال�شم�س‬ ‫�إلى فناء املنزل �أو احلجرات‪ ،‬ونظرية التهوية والإ�ضاءة‬ ‫يعرفها املعماري �أك�ثر من البنا�ؤن الذين يعملون حتت‬ ‫�إمرته‪.‬‬ ‫وقد �إهت ّم املعماريون القطيفيون باختيار نوع الطني‬ ‫وجتهيزه لإع ��داد ال�ق��وال��ب‪ ،‬وب��درا��س��ة ه��ذه ال� ّزخ��ارف‬

‫‪16‬‬

‫بري�شة الفنان حممد اجل�شي ‪ -‬ال�سعودية‬

‫خا�صة الألوان الزاهية‪ ،‬و�إن‬ ‫وعالقتها بالألوان والتهوية‪ّ ،‬‬ ‫كان الغالبية يف�ضلون اللون الأبي�ض وهو مايعرف حمليا بـ‬ ‫(النورة) لتعطي �إنطباعا بالنور �أو الإ�ضاءة من الداخل‬ ‫وخا�صة للحجرات يف ال��دور الأر�ضي وهذا ينطبق على‬ ‫الغرف �أي�ضا ال�سيما يف بيئه �شديدة احل��رارة يف ف�صل‬ ‫ال�صيف‪.‬‬ ‫و�أ�صبحت العمارة الإ�سالمية من �أكرث العمائر حيا ًة‬ ‫و�أ��ش� ّده��ا بهج ًة و�أعظمها خ�ل��ودًا‪ ،‬فجذبت ال��زخ��ارف‪،‬‬ ‫َك َف ٍن من الفنون الإ�سالم ّية‪ ،‬الإهتمام بها حيث ازدهرت‬ ‫فنون تواكب الظروف الإجتماعية ال ّنابعة‬ ‫وتبلورت يف ٍ‬ ‫ّ‬ ‫من الدّين‪ ،‬فتعدّدت الأ�ساليب الفنية‪ ،‬حيث قام الفنان‬ ‫ب�صياغة ٍفن له �أ�سلوبه اخلا�ص وطرازه حيث ظهر ذلك‬ ‫يف املُعاجلات ال ّزخرفية املُختلفة للأ�سطح اجلدارية‬ ‫�رق مُتعدّد ٍة‬ ‫من �أعمد ٍة و�أق��وا�� ٍ�س ونوافذ‪ ،‬با�ستخدام ُط� ٍ‬ ‫لل ّت�شكيل‪ ،‬منها ‪( :‬البارز) و(املفرغ)‪.‬‬ ‫ومبراعاة ك ّل من اجلوانب الف ّنية واجلمالية‪ ،‬حيث‬ ‫ا�ستغ ّل معها الفنان حركة ّ‬ ‫ال�شم�س وما يتبعها من �ضو ٍء‬ ‫وظل‪ ،‬حتى يتكامل الإح�سا�س باحليز والفراغ وا�ستخدام‬ ‫ٍ‬


‫بح�شوات‬ ‫اجل�صية يف ت�شكيل الفراغات وملأها‬ ‫ال ّزخارف ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سطح بزخارف‬ ‫مُ�ستخدمًا ال� ّ�ط��رق املُتعدّدة لتغطية ّ‬ ‫رائع ٍة حتى تكاد تخفي الأر�ضية متامًا‪ ،‬وقد كان �شائعا يف‬ ‫العمارة املحلية يف القطيف وتاروت والعوامية‪.‬‬ ‫وقد ا�ستفاد الف ّنان املعماري القطيفي بامللكة واخلربة‬ ‫اخلا�ص ��ة يف حتقيق ٍفن‬ ‫الت ��ي توارثه ��ا من ه ��ذه الفل�سفة ّ‬ ‫اجل�صية لتملأ الفراغات واملُ�سطحات‬ ‫ت�شكيلي بال ّزخارف ّ‬ ‫ٍ‬ ‫كزخارف جمالية ووظيف ّي ٍة روحية ت ّت�صف بال ّتطور وال ّنمو‬ ‫والإ�ضاف ��ة واحل ��ذف وال ّرق ��ي‪ ،‬ح ّت ��ى و�صلت �إل ��ى �شكلها‬ ‫احلايل م ��ن خالل ت�شكيل املادة بزخارف متعدد ٍة‪ .‬فظهر‬ ‫ال ّتن ��وع الوا�ضح م ��ع الإح�سا�س بعن�ص ��ر الوحدة يف العمل‬ ‫الف ّني من حيث املو�ضع ّ‬ ‫وال�شكل‪..‬‬ ‫اجل�صية فهي نوعان‪ :‬طريقة‬ ‫�أمّا ت�شكيل الزخارف ّ‬ ‫احلفر �أو النق�ش على اجل�ص‪ ،‬والطريقة الأخ��رى هي‬ ‫ال�ص‬ ‫وما يتوائم معها طريقة تفريغ القالب �أم��ا طريقة‬ ‫اخلا�صة‬ ‫تكوينه‪ ،‬فرتتبط هذه الطريقة مبلء الفتحات ّ‬ ‫بالنوافذ وف��وق الأب��واب على واجهات امل�ساكن لإدخ��ال‬ ‫�أ�شعة ّ‬ ‫ال�شم�س �أحيا ًنا وال� ّن��ور والتهوية الطبيعية التي‬ ‫تفتقدها م�ساكننا احلالية حيث اختلفت العمارة فلم تكن‬ ‫تقليدية كما كانت يف املا�ضي‪..‬‬ ‫�أما ت�شكيل ال ّزخارف اجل�ص ّية في�صبّ الف ّنان لوحً ا‬ ‫ب�سيط من اخل�شب‪ ،‬ي َ‬ ‫ُو�ضع على‬ ‫من اجل�ص يف �إط��ا ٍر ٍ‬ ‫الأر�ض‬

‫ويُثبت املهند�س املعماري ال ّلوح على احلائط بعد �أن‬ ‫ّ‬ ‫يجف متامًا‪ ،‬ثم يقوم بنقل ال ّت�صميم على اللوح لتحديد‬ ‫بنحت تفري ٍغ‬ ‫الفراغات والأ�شكال حيث يُ�ش ّكل الت�صميم ٍ‬ ‫عميق ليُحدث ال ّتكامل بني الفراغ ّ‬ ‫وال�شكل يتكامل الفراغ‬ ‫ٍ‬ ‫اجل�ص املفتوحة �أو ما يُ�س ّمى بالفراغ‬ ‫مع �أنواع ت�شكيالت ّ‬ ‫املفتوح الذي ين�ش�أ من جتميع الأ�شكال مع بع�ضها ليتخللهّ‬ ‫الهواء وال�ضوء ويكون ناف ًذا �إلى داخل امل�سكن التقليدي‪،‬‬ ‫لي�صبح عم ًال فنيًا جمي ًال‪.‬‬ ‫وجند يف هذا عالق ًة وا�ضح ًة ومتبادل ًة تحُ ّقق ال ّتميز‬ ‫والتفرد يف الأ�سلوب الفني حيث تكر�س اخلربة املعمارية‪،‬‬ ‫لت�صبح عالقات جمالية ممتدّة وكثرية �إلى ما ال نهاية‪.‬‬ ‫ّعات ب�صري ًة خمتلف ًة ل�شكل‬ ‫وبهذا يعطي املُ�شاهد تنو ٍ‬ ‫الفراغ ال ّنافذ الذي يجمع بني الأ�شكال تار ًة وبني الأجزاء‬ ‫ط��ورًا‪ ،‬على �أن ان كثري من البيوت يف مناطق القطيف‬ ‫�أعطت الدور الفني ملداخل املنازل والتي تعك�س وبو�ضوح‬ ‫ال�صورة الداخلية للمنزل‪.‬‬ ‫�أنواع الزخارف التي كانت �شائعة يف القطيف‪:‬‬ ‫ا�شتهر فن الزخرفة ً‬ ‫كثريا عرب التاريخ الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وحتديدا الزخرفة الهند�سية والنباتية‪ ،‬التي تعترب من‬ ‫الزخارف املهمة التي مت ّيز بها الفن الإ�سالمي‪ ،‬حيث‬ ‫ابتكر امل�ع�م��اري امل�سلم ع�بر ف�ترات‬ ‫التاريخ � ً‬ ‫أ�شكاال نباتية خمتلفة خرجت‬ ‫عن الأ�شكال الطبيعية‪ ،‬وق��د جاءت‬ ‫نتيجة للت�أمالت العميقة يف الطبيعة‪،‬‬

‫‪17‬‬


‫والتي ا�ستطاعت �أن تبعد الفنانني عن حماكاة‬ ‫الطبيعة م��ن خ�ل�ال ا��س�ت�خ��دام�ه��م للتجريد‬ ‫والتحوير للعنا�صر النباتية املختلفة يف املحيط‬ ‫البيئي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�إلى جانبها ا�شتهرت �أي�ضا هند�سة الزخرفة والتي‬ ‫تعترب ً‬ ‫نوعا �آخر للزخرفة الإ�سالمية‪ ،‬حيث برع املعماريون‬ ‫امل�سلمون يف ا�ستعمال اخلطوط الهند�سية‪ ،‬و�صياغتها يف‬ ‫�أ�شكال فنية رائعة‪ ،‬فظهرت امل�ضلعات املختلفة‪ ،‬والأ�شكال‬ ‫النجمية‪ ،‬والدوائر املتداخلة‪ ،‬وقد زينت هذه الزخرفة‬ ‫املباين‪ ،‬كما و�شحت التحف اخل�شبية والنحا�سية‪ ،‬ودخلت‬ ‫يف �صناعة الأبواب وزخرفة ال�سقوف‪ ،‬مما يعد دلي ًال على‬ ‫علـم متقدم بالهند�سة العملية‪..‬‬ ‫وهناك نوعان من الزخرفة وهما‪� :‬إما احلفر الكامل‬ ‫والذي ي�سمح بالر�ؤية من كال الطرفني �أو ن�صف احلفر‪،‬‬ ‫والر�سومات الزخرفية �إما �أن تكون زخرفة نباتية التي‬ ‫تظهر فيها �أ�شكال النباتات و�أوراق ال�شجر‪� ،‬أو زخرفة‬ ‫هند�سية معقدة‪..‬‬ ‫ك��ان ال�ب�ن��ا�ؤون ي�ستخدمون ال��رم��اد ال��ذي يحرق به‬ ‫اجل�ص فيكون لديهم عجينة ج�صية رمادية وهذه العجينة‬ ‫ع��ادة ت�ستخدم للم�سح �أو ماي�سمى قدميا‪( :‬التليي�س)‬ ‫وهو امل�لاط ال��ذي تغطى به اجل��دران‪ ،‬وي�ستخدم �أي�ضا‬ ‫يف لوحات الزخرفة‪ ،‬لإ�ضفاء لون �آخر �إلى جانب اللون‬ ‫الأبي�ض املعتاد‪ ،‬وحتى يحاكي الواقع الرتاثي‪ ،‬كي تكون‬ ‫اللوحة املطلوبة �صورة طبق الأ�صل عن القدمية‪ ،‬و�أحيانا‬ ‫يقوم املهند�س املعماري ب�إ�ضافة بع�ض الألوان �إيل اللوحة‬ ‫املطلوبة �إذا كانت اللوحة الأ�صلية حتتوي عليها وهناك‬ ‫طرق خلط اجلب�س والذي كان ي�سمى قدميا‪( :‬النورة)‪،‬‬ ‫والذي يجب �أن يتوافق مع معايري معينة بحيث ال يكون‬ ‫جامدا‪ ،‬وبالتايل يجب خلطه ً‬ ‫ً‬ ‫جيدا بطريقة‬ ‫�سائ ًال �أو‬ ‫ت�ساعد على �صبه يف القالب وتغلغله يف الفتحات املوجودة‬ ‫يف القالب‪.‬‬ ‫الطريقة التي يعمل فيها الزخارف الهند�سية‪:‬‬ ‫يقوم املعماري القطيفي من خالل خربته يف �صنع‬

‫‪18‬‬

‫القوالب �أو يوكل امل�س�أله �إلى النجار الذي ي�أخذ الطلب‬ ‫ح�سب املقا�سات املطلوبة وهذد القوالب يتكرر ا�ستعمالها‬ ‫كما راينا يف بيوت عديدة وهذا ي�شري �إلى �أن البنا�ؤون‬ ‫يعملون ح�سب الطلب م��ن خ�لال خربتهم يف مناطق‬ ‫خمتلفة يف املناطق احل�ضرية القدمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حمفورا ب�شكل‬ ‫القوالب اجلاهزة‪ ،‬والتي يبدو بع�ضها‬ ‫كامل والبع�ض الأخر يكون ن�صف حفر‪ ،‬ويقول‪ :‬عندما‬ ‫جتف القطعة يكون لونها الأ�سا�سي الأبي�ض‪ ،‬ولكن ميكن‬ ‫لأي �شخ�ص �أن يقوم ب�إ�ضافة الأل��وان عليها �سواء كانت‬ ‫زيتيه �أو مائية و�إن كان العادة �أنها تطلى باللون الأبي�ض‬ ‫حتى تعطي �إرتياحا �أكرب يف املنظور الفني‪ ،.‬وهي �سمة‬ ‫معمارية متعارف عليها يف مناطق القطيف منذ القدم‪.‬‬ ‫ومتثل الزخارف انعكا�سا يف البيوت املتميزة التي‬ ‫تتوفر فيها رفاهية العي�ش ومقومات التهوية وتر�سيخ الفن‬ ‫يف نفو�س القاطنني والزوار‪ ،‬وحتافظ الأجيال يف النظرة‬ ‫امل�ستقبلية يف حتقيق هذه الر�ؤيةالفنية تاريخيا يف مفهوم‬ ‫العمارة والفنون الإ�سالمية يف القطيف وماحولها‪ ،‬خا�صة‬ ‫بالن�سبة للأجيال وذلك برت�سيخ هذه النظرة التاريخية‪،‬‬ ‫وبرت�سيخ هذا الوعي الرتاثي يف العمارة املحلية‪.‬‬ ‫ويجد امل��رء ال��زخ��رف��ة اجل�صية يف معظم البيوت‬ ‫القطيفية القدمية‪ ،‬وكان اجل�ص امل�صنع حمليا والذي‬ ‫ي�ستخدم لك�ساء ج ��دران ال�ب�ي��وت وال �ق�لاع والق�صور‬ ‫والأب��راج وامل�ساجد من الداخل واخلارج بدال من الطني‬ ‫لقدرته على حتمل عوامل املناخ والطبيعة وت�سمى هذه‬ ‫العملية بـ (التليي�ص) �أو (التليي�س) كما ذكرناها‪.‬‬ ‫وكان القطفيونن ي�صنعون من اجل�ص � ً‬ ‫أي�ضا املباخر‬ ‫التي ما زالت ت�صنع وعلى نطاق �ضيق فقد كان النا�س يف‬ ‫املا�ضي يقبلون على اقتنائها لتزيني منازلهم وا�ستخدامها‬ ‫يف حرق البخور وخا�صة يوم اجلمعة و�إل��ى عهد قريب‬ ‫حتى حدود ال�سبعينيات امليالدية كانت ت�صنع وت�ستهلك‬ ‫حمليا‪.‬‬


‫بري�شة خلود امل�سريي ‪ -‬ال�سعودية‬


‫املنتديات الأدبية يف القطيف‪...‬‬ ‫وعطاء‬ ‫ثراء‪..‬‬ ‫قي�س �آل مهنا‬ ‫�شاعر وكاتب ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬

‫�أه ��و �سحر الكلم ��ة �أم روعة املعن ��ى �أم لعله اجلمال‬ ‫وات�س ��اع اخلي ��ال هو م ��ن حدا ب�أبن ��اء ه ��ذه املنطقة �أن‬ ‫يواكب ��وا بقية املناطق والبل ��دان حملية �أو عربية يف بناء‬ ‫تنظي ��م فك ��ري ثق ��ايف و�أدبي يك ��ون له ال ��دور البارز يف‬ ‫اظهار تاريخ املنطقة فكري ��ا وح�ضاريا واحتواء �أبناءها‬ ‫ال�شباب يف ن�سيج حيوي ميتد بهم ما امتد الفكر الأ�صيل‬ ‫و�سم ��ت الروح �إلى مدارج الكمال بغية �أن تبقى ب�صمتها‬ ‫ثابت ��ة ومميزة يف خ�ضم ما يكتب وين�شر ويقر�أ على جل‬ ‫الأ�صعدة ويف جميع امل�ستويات‪..‬‬ ‫ولهذا رمبا انبثقت فكرة املنتديات الأدبية وتو�سعت‬ ‫حت ��ى �أ�صبحت �شع ��ارا ممي ��زا ووا�ضحا له ��ذه املنطقة‬ ‫لكرثته ��ا ولكرثة ما �أنتجته وقدمت ��ه من فعاليات ثقافية‬ ‫و�أدبية على م�ستويات خمتلفة ويف �أطر متعددة مبا و�سع‬ ‫املجال وبلغ اجلهد‪..‬‬ ‫وال نبال ��غ �إن قلنا �أن تاريخ املنطقة احل�ضاري ممتد‬ ‫لآالف ال�سن�ي�ن فه ��ي ومنذ عهد الفينق�ي�ن كانت مركزا‬ ‫مهم ��ا للن�ش ��اط التج ��اري والثق ��ايف وح�سب ��ك بت ��اروت‬ ‫منوذجا لذلك‪..‬‬ ‫وعل ��ى امت ��داد الع�ص ��ور والأزمن ��ة فه ��ي مل تخل ��و‬ ‫يوم ��ا من ن�شاط فك ��را ف�ضال عن �أدب ��ي و�شعري حفلت‬ ‫ب ��ه حمافلها من ��ذ اجلاهلية م ��رورا باال�س�ل�ام وو�صوال‬ ‫بالع�صر احلديث ع�صر االت�صاالت وثورتها املتعددة‪..‬‬ ‫وعل ��ى اختالف �ساكنيها �أي�ضا وقاطينيها من فينيق‬ ‫ويون ��ان ورومان وع ��رب باختالف قبائله ��م ك�إياد وعبد‬ ‫القي� ��س وو�ص ��وال للعوائل املختلف ��ة يف ع�صرنا احلا�ضر‬

‫‪20‬‬

‫ف�إن لل�شعر والأدب مريديه وحمبيه الذين مل ي�ألوا جهدا‬ ‫ومل يذخ ��روا وقتا يف �سبي ��ل ابرازه وظه ��وره �سواء على‬ ‫م�ستوى جمال� ��س امل�سامرة اليومية �أو من خالل ما قدم‬ ‫من مطبوعات وكتابات �أثرت زمانها وا�ضاءت لنا حقبا‬ ‫كادت �أن ت�ضيع لوال ب�ساطة هذا التدوين‪.‬‬ ‫ول ��و توقفن ��ا يف ع�صرن ��ا احلدي ��ث حلظ ��ة ب�سيطة‬ ‫لوجدن ��ا �أن ما و�صلت �إليه من ثقافة كان بطرق متعددة‬ ‫وروافد خمتلفة فقد �أ�شار �إليها ال�سيف بقوله‪(:‬املكتبات‬ ‫اخلا�صة الكثرية التي حفلت بها بيوت العلماء واخلطباء‬ ‫وبع� ��ض ال�شخ�صي ��ات كان له ��ا �أبل ��غ الأث ��ر يف النه�ضة‬ ‫الثقافية الرائدة التي �شهدتها القطيف)‪.‬‬ ‫ولعله لي�س ه ��ذا الرافد الوحيد ال ��ذي عرفته فكان‬ ‫للمج�ل�ات والكتب التي تفد عليها م ��ن خمتلف الأمكنة‬ ‫والأ�صق ��اع ما له كبري الأث ��ر يف تغذية �أبنائها بكل ما هو‬ ‫جديد ومفيد‪.‬‬ ‫كم ��ا ي�ضي ��ف ال�سي ��ف قائ�ل�ا �أي�ضا‪(:‬ولق ��د عرفت‬ ‫القطيف ف�ت�رة خ�صيبة من حياته ��ا الثقافية متثلت يف‬ ‫املهرجانات الأدبية التي كانت تقام يف بع�ض املنا�سبات‬ ‫الديني ��ة واالجتماعية‪،‬ف ��كان لتلك ��م املهرجان ��ات الأثر‬ ‫الكبري يف تنمية املواهب الأدبية والنهو�ض بها)‪.‬‬ ‫ولعل هذا امل�ست ��وى الفكري والن�ضج الن�ضج الثقايف‬ ‫والرق ��ي الأدبي ه ��و ما حدا ببن ��ت ال�شاط ��ئ �أن ت�سجل‬ ‫انبهاره ��ا وده�شت ��ا ع ��ن ه ��ذه املدينة احلا�ض ��رة ذات‬ ‫الروائع الباهرة وتقول يف معر�ض زيارتها‪:‬‬ ‫(ه ��ي يف معزلها النائي املهجور على �ساحل اخلليج‬


‫العرب ��ي ت�ست ��ورد الب�ضاع ��ة الأدبية من �ضف ��اف النيل‪،‬‬ ‫وتع ��رف ع ��ن �سري الف ��ن واحلياة به ��ا‪ ،‬و�أع�ل�ام الأدب‬ ‫والفك ��ر فيها ما يجهله امل�صريون �أنف�سهم‪ ،‬غري قلة من‬ ‫الدار�سني) ‪.‬‬ ‫تلك هي �صورة معربة مما كان عليه الو�ضع الفكري‬ ‫والثق ��ايف يف ذلك الع�صر والذي بل ��غ �أوجه وعظمته يف‬ ‫و�ض ��ع لبن ��ة ودرب ت�سري عليه الأجي ��ال فيما بعد وتخط‬ ‫نهج ��ه وتو�س ��ع يف فكرته وتعمقه ��ا لت�صل بها �إل ��ى �أبلغ‬ ‫مدى‪..‬‬ ‫و�إذ مل يك ��ن حينها غري التدوي ��ن التقليدي وال�سماع‬ ‫ال�شف ��وي فبلغ ��ت م ��ا بلغت ��ه واجت ��ازت م ��ا اجتازته من‬ ‫نه�ض ��ة وح�ضارة فكيف بها وهي تواكب ثورة االت�صاالت‬ ‫واملعلوم ��ات‪ ،‬من منتدي ��ات الكرتونية وم ��رورا بالفي�س‬ ‫والتوي�ت�ر وو�صوال للوات�ساب وغريها من �أدوات التوا�صل‬ ‫االجتماع ��ي ف�أول ��ى به ��ا �أن تخ ��ط له ��ا ر�سم ��ا ال يبل ��ى‬ ‫وم�شهدا ال ين�سى وينبثق منها م�شهدا فكريا يتماهى مع‬ ‫لغة الع�صر‪.‬‬

‫�أحدى �أم�سيات القطيف الثقافية ب�صالة‬ ‫�آتيليه فن ‪ -‬الفنان �أمني عبد الوهاب‬

‫ولهذا ت�شكلت عدة منتديات �أدبية يف قرى وحوا�ضر‬ ‫املنطقة ب�سواعد و�أفكار �شبابية كان للجن�سني فيها دورا‬ ‫ب ��ارزا وحراكا بينا‪ ،‬امتدت م ��ن �شرقها �إلى غربها ومن‬ ‫�شماله ��ا �إلى جنوبها متع ��ددة الر�ؤى والأف ��كار خمتلفة‬ ‫التطلع ��ات والتوجهات متفق ��ة جميعها يف ابراز املنطقة‬ ‫كحا�ضرة �أدبية والنهو�ض بها �إلى �أ�سمى قمة‪.‬‬ ‫ومن �أبرز هذه املنتديات‪:‬‬ ‫** منتدى و�صالون‪� -‬أتيلي ��ه فن‪ -‬الذي ت�أ�س�س عام‬ ‫‪1995‬م وم�ض ��ى يف حركته عرب م�سميات خمتلفة ورواد‬ ‫خمتلفني كالإعالمية با�سمة الغريايف والت�شكيلية حميدة‬ ‫ال�سنان والقا�صة �أمرية املح�سن والأديبة �سارة اخلثالن‬ ‫حيث انبثق عنه �صالون الأربعاء‪،‬بالأ�ضافة الى املعار�ض‬ ‫وامل�سابقات وبالتعاون مع الق�سم الثقايف بنادي ال�سالم‪،‬‬ ‫ويف العام ‪ 2009‬برزت منه جلنة القطيف الثقافية التي‬ ‫حر�ص ��ت على الرق ��ي باحلركة الثقافي ��ة والنهو�ض بها‬ ‫عرب ا�ستقطاب املبدعني وكتاباتهم يف �شتى فنون الأدب‬ ‫واملو�سيقى وذلك خ�ل�ال الفعاليات ال�شهرية �أو ال�سنوية‬ ‫كي ��وم ال�شعر العامل ��ي حيث �أقيم ��ت �أم�سية عل ��ى ليلتني‬ ‫بهذه املنا�سبة ومت ا�صدار كت ��اب ب�إ�شراف اال�ستاذ علي‬ ‫ال ��درورة متزامنا وهذه الفعالي ��ة‪ ،‬ومنا�سبة يوم الكتاب‬ ‫حي ��ث �أقيم ��ت فعالي ��ة به ��ذه املنا�سبة ه ��ي الوحيدة يف‬ ‫املنطق ��ة‪ ،‬كما يتم �إ�صدار جمل ��ة القطيف الثقافية التي‬ ‫تعنى بهذا ال�ش�أن‪.‬‬ ‫** ملتقى ال��وع��د ال�ث�ق��ايف وينتمي ل��ه ك�ث�ير من‬ ‫الأدب� � ��اء وال �� �ش �ع��راء وامل �� �س��رح �ي�ين وك �ت��اب الق�صة‬ ‫واملو�سيقيني‪،‬ت�أ�س�س يف ال�ع��ام ‪2005‬م على ي��د كل‬ ‫من الكاتب ح�سني اجلفال والقا�ص فا�ضل العمران‬ ‫وال�شاعر حممد الفوز‪ ،‬وان�ضم لهم فيما بعد كل من‬ ‫ال�شاعر ح�سني دهيم وال�شاعر زكي ال�صدير ‪.‬‬ ‫ورمبا امتاز على �سائر امللتقيات بال�شمولية فهو يجمع‬ ‫ب�ي�ن فن ��ون الأدب كال�شع ��ر والق�صة‬ ‫وامل�س ��رح �إ�ضافة �إل ��ى املو�سيقى وقد‬ ‫�ساعده يف ذلك موقعيته بني �سيهات‬ ‫والدم ��ام وارتباط ��ه الوثي ��ق بجمعية‬

‫‪21‬‬


‫الثقاف ��ة والفن ��ون واتخ ��اذ م�سرحها مرك ��زا لكثري من‬ ‫�أن�شطت ��ه‪ ،‬كم ��ا احتواءه على خليط م ��ن مثقفي املنطقة‬ ‫ورمبا خارجها اي�ضا مما قوى دعائمه و�صالته‪.‬‬ ‫وب ��رز ب�أن�شط ��ة ممي ��زة وحافل ��ة الق ��ت ا�ستح�سان‬ ‫اجلمي ��ع �س ��واء عل ��ى �صعي ��د ال�شع ��ر ك�أم�سي ��ة قا�س ��م‬ ‫ح ��داد و�سي ��ف الرحب ��ي �أو ام�سيات الق�ص ��ة الق�صرية‬ ‫وامل�سرحيات املختلفة والفعالي ��ات املو�سيقية التي يبثها‬ ‫امللتقى بني فرتة و�أخرى ليتنف�سها اجلمهور املتعط�ش‪.‬‬ ‫كم ��ا مل يقت�صر ن�شاطه على املنطق ��ة بل وامتد �إلى‬ ‫مناط ��ق �أخ ��رى و�إل ��ى دول اخلليج‪،‬حيث �أق ��ام فعاليات‬ ‫و�أم�سي ��ات يف كل من البحرين وعمان على �شكل �أ�سابيع‬ ‫ثقافية �شملت ال�شعر وامل�سرح والفن الت�شكيلي وال�سرد‪.‬‬ ‫** الوكر الثقايف ومق ��ره بالعوامية ت�أ�س�س يف العام‬ ‫‪2011‬م تقريب ��ا وي�ضم نخبة م ��ن ال�شباب املتمرد �أدبيا‬ ‫كال�شاع ��ر من�ي�ر النمر وحم�س ��ن الزاهر وعل ��ي الغاوي‬ ‫وغريه ��م‪ ،‬وميت ��از بن�ش ��اط م�ستم ��ر و�إقام ��ة �أن�شط ��ة‬ ‫وفعالي ��ات �أدبية م�ستم ��رة يف �أمكنة متعددة لعدم وجود‬ ‫مق ��را خا�صا ب�أم�سيات ��ه و�أن�شطته الالفت ��ة‪ ،‬ومنها على‬ ‫�سبيل املثال �أم�سية ال�شاعرة البحرينية ليلى ال�سيد التي‬ ‫�أقيمت على قاعة اجلزيرة بالقطيف‪.‬‬ ‫�أق ��ام العديد م ��ن الأن�شطة والفعالي ��ات والأم�سيات‬ ‫اخلا�ص ��ة وامل�شرتك ��ة مع بع� ��ض امللتقي ��ات الأخرى‪.‬وله‬ ‫�أم�سي ��ة �سنوي ��ة تق ��ام يف حم ��رم با�سم احل�س�ي�ن وحي‬ ‫الأبجدية‪.‬‬ ‫** ملتقى ح ��رف الأدبي ومق ��ره �سناب�س ومل يت�سن‬ ‫يل معرف ��ة تاريخ ت�أ�سي�سه �إال �أن يعد املنتدى الأول الذي‬ ‫ن�ش ��ط من جديد بعد غياب منت ��دى الغدير عن ال�ساحة‬ ‫الأدبي ��ة‪ ،‬ويحوي نخب ��ة من ال�شباب م ��ن �أمثال ال�شاعر‬ ‫يو�سف �آل ابريه وعادل دهنيم وزهدي دهنيم وال�شاعرة‬ ‫�سحر العبن ��دي وغريهم من ال�شع ��راء‪ ،‬وميتاز بن�شاط‬ ‫متج ��دد �أقام ع ��دة �أم�سي ��ات وفعاليات ك�أم�سي ��ة توقيع‬ ‫ديوان ال�شاعرة �سحر العبندي على �صالة جمعية الثقافة‬ ‫والفنون بالدمام‪ ،‬و�أم�سي ��ة توقيع ديوان ال�شاعر يو�سف‬ ‫�آل �إبري ��ه‪ ،‬و�أم�سي ��ة ال�شاعري ��ن مالك فتي ��ل وح�سني �آل‬

‫‪22‬‬

‫بري�شة حليمة �آل طالق ‪ -‬ال�سعودية‬

‫عمار على م�س ��رح جمعية القطيف‪ ،‬كما قام با�ست�ضافة‬ ‫�شعراء من خ ��ارج اململكة كال�شاعرة البحرينية و�ضحى‬ ‫امل�سجن على م�سرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام‪.‬‬ ‫**رابط ��ة متائم �س وت�أ�س�س ��ت يف العام ‪2011‬م يف‬ ‫من ��زل الأدي ��ب ال�شاعر�سع ��ود الفرج وت�ض ��م نخبة من‬ ‫ال�شع ��راء كال�شاعر والأديب �سعود الفرج وال�شاعر فريد‬ ‫النم ��ر وال�شاعر رائد اجل�ش ��ي وغريهم‪،‬ي و�أقامت عدة‬ ‫�أم�سي ��ات لعل �أبرزها �أم�سية �شعر الوم�ضة والتي �أقيمت‬ ‫يف منتدى حوار احل�ض ��ارات مب�شاركة نخبة من �شعراء‬ ‫امللتقي ��ات الأخرى‪،‬بالإ�ضافة �إل ��ى �أم�سيات م�شرتكة مع‬ ‫ن ��ادي ال�سالم بالعوامية‪ ،‬وبعد �إعادة تنظيمه من جديد‬ ‫ب ��د�أ مو�سمه ب�أم�سي ��ة �أدبية بعن ��وان‪� -‬أ�صاب ��ع الرماد‪-‬‬ ‫م�شرتكة بني ال�شاعر فريد النمر عن ديوانه رع�شة حتت‬ ‫الرم ��اد وال�شاع ��ر علي عا�شور عن كتاب ��ه عني يف ا�صبع‬ ‫و�أقيمت الأم�سية يف منتدى حوار احل�ضارات‪,‬‬ ‫** منت ��دى عر�ش البيان ب�سيه ��ات وي�ضم نخبة من‬ ‫�شعرائه ��ا و�أدبائه ��ا من �أمث ��ال ال�شاعر عقي ��ل امل�سكني‬ ‫وجعف ��ر �آل �إبراهيم‪ ،‬وبالرغم من قدم ��ه �إال �أن�شطته ال‬ ‫تكاد تذكر �أو تظهر على ال�سطح ب�شكل وا�ضح‪.‬‬ ‫لع ��ل هذه �أبرز املنتديات الأدبية يف املنطقة الن�شطة‬ ‫ومنه ��ا ما خب ��ا جنمه وخف ��ت �ض ��وءه وقل ن�شاط ��ه �إما‬ ‫الن�شغال �أع�ضائ ��ه �أو تفرقهم �أو عدم موا�صلة اللقاءات‬ ‫والفعالي ��ات و�ضخ الأف ��كار والر�ؤى اجلدي ��دة مبا يتفق‬ ‫وعجلة الزمن‪.‬‬


‫بري�شة �أحالم امل�شهدي ‪ -‬ال�سعودية‬


‫�شعر‬

‫َمر ِث َي ٌة ُم�ؤَجلةَّ‬

‫ح�سن الربيح‬

‫�شاعر ‪ -‬الأح�ساء ال�سعودية‬

‫‪24‬‬


‫ال َتكِلني �إِلى َز َم ٍن‬ ‫َي نَّ ُ‬ ‫لبي‬ ‫تفن يف َن ِ‬ ‫ه�ش َق َ‬ ‫لي‪ ،‬املُت�ش ِّردَ‪،‬‬ ‫يا طِ ْف َ‬

‫�أُف ِّت ُ�ش فِي ِه ْم ع َِن ال َّلهوِ‪،‬‬ ‫َوال َقه َقهاتِ ‪،‬‬ ‫َف�أَرجِ ُع با ُ‬ ‫حل ْزنِ ‪،‬‬

‫يف ال ُّرو ِح‬ ‫قا ِو ْم َمعِي َ�ص ْخر َة ال ُع ْمرِ‪،‬‬ ‫حِ َ‬ ‫ني ُت َق ِّو ُ�س َظه َر املَطامِ ِح‪،‬‬ ‫َواط ُر ْد ُو ُح َ‬ ‫و�ش الك�آ َبةِ‪،‬‬ ‫ني حُت ُ‬ ‫ِيط َ‬ ‫حِ َ‬ ‫بي الكِتا َب ْة‬ ‫بظ ِ‬ ‫ُكنتَ ‪ُ -‬من ُذ َوعَينا َعلَى ال َّر ْملِ ‪َ -‬تبنِي‪،‬‬ ‫َو َته ُد ُم ُح ْل ًما َط ِر ًّيا‪،‬‬ ‫بال َهد ٍَف‬ ‫ني َتخِ ُّف‪،‬‬ ‫يف كال احلا َل َت ِ‬ ‫كال�سحا َب ْة‬ ‫مِ َن ال َف َر ِح املُ�شتهَى‪َّ ،‬‬ ‫يح‬ ‫ُكنتُ �أُطل ُِق ر ِْج َ‬ ‫لي لل ِّر ِ‬ ‫مِ ثلَ َك‪ ،‬حني ُيطا ِردُنا �صاحِ ُب ال َّن ْخلِ‬ ‫يف َط َر ِف ال َّثوبِ‬ ‫َنحمِ ُل َغ َّل َة جَتوالِنا يف ُّ‬ ‫ال�ض َحى‬ ‫َفرِحِ َ‬ ‫ني بال َن َد ٍم‪،‬‬ ‫�أَو َمتا َب ْة‬ ‫َو�أَنا َمنْ َن�سِ ي ُت َك‪،‬‬

‫ِ�س يف ال َق ْلبِ نا َب ْه‬ ‫َيغر ُ‬ ‫َت َتج َّر ُع ُغرب َت َك املُ�ستطِ يل َة‬ ‫ثلي‪،‬‬ ‫مِ َ‬ ‫َح ُ‬ ‫يث ُيواجِ هُنا ال َّز ُ‬ ‫عب‬ ‫من ال�صَّ ُ‬ ‫َيحم ُل َغ َّل َة �أَعمارِنا يف َيدَي ِه‬ ‫ك�أَ َّن ال َّزما َن ُتغ ِّذي ِه �أَعما ُرنا‪،‬‬ ‫ف َي ُ‬ ‫طول بها عِ َّز ًة‪َ ،‬و َمها َب ْة‬ ‫َ�س َ‬ ‫وف �أَحتا ُج َله َو َك‪،‬‬ ‫يف ُك ِّل وقتٍ ‪،‬‬ ‫َو�أَحتا ُج َف َ‬ ‫و�ضاك َ�أك َ‬ ‫رث؛‬ ‫كي َي َت�ص َّد َع َطو ُد ال َّرتا َب ْة‬ ‫ال َي ُغ ُّر َك هذا ال َوقا ُر املُز َّي ُف‬ ‫ب�ضي‪،‬‬ ‫وا�س َر ْح ب َن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َكما ال َّنغم ِة املُ�س َتطا َب ْة‬ ‫َو َتد َّف ْق ب َنع�شي‪،‬‬ ‫َكما ال�ضَّ حِ ِك امل ُ َتتا َب ِع؛‬ ‫كي يتذ َّك َر �أَترا ُب َك الأَقدمو َن‪،‬‬ ‫ال�صغ َرياتِ‬ ‫( َمقا ِل َب َك) ُّ‬

‫ني ال ُّزقاقِ هُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ناك‪،‬‬ ‫و�أَوغلتُ يف البعدِ َ‬ ‫عنك‪،‬‬ ‫ثالث َ‬ ‫ني ُم ْغ رَت ًبا‬ ‫ف�إِذا ما َم َر ْر ُت ب�أَترا ِب َك الأَقدَمِ َ‬ ‫ني‪،‬‬

‫بري�شة مريزا ال�صالح ‪ -‬ال�سعودية‬

‫َو َين َفجِ روا بدُعا ٍء َ�ض ُحوكٍ ‪،‬‬ ‫َودَعو ُته ْم ُم�س َتجا َب ْة‬


‫� َ‬ ‫إليك‪ ،،‬بطبا�ش ِري الأمل‬ ‫�إميان احلمد‬

‫�شاعرة ‪ -‬الدمام ال�سعودية‬ ‫ال�سكين ْه‬ ‫كالطري ه ّز �أني ُنه‬ ‫ُ‬ ‫املبحوح �أغ�صانَ َّ‬ ‫ال�صباح جرى و ْمل ي�سم ْع �أني َنهْ!‬ ‫لكنَّ �شلاَّ َل‬ ‫ِ‬ ‫واترك ِف ً‬ ‫جناحا من ندى ْ‬ ‫الغيوم‬ ‫را�شا باردًا مثل‬ ‫ُق ْم يا ً‬ ‫ْ‬ ‫حب على ِّ‬ ‫كف احل�صري ْه‬ ‫ط ْر بي �إلى دف ِء ال�ضحى يف َل ْث ِم فنجان ِني من ٍ‬ ‫ا�شتعلت على َ�ش َف ِة َّ‬ ‫َ‬ ‫الظهري ْه‬ ‫ابت�سامتك التي‬ ‫و�إلى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِط ْر بي � َ‬ ‫وجنتيك‬ ‫إليك �إلى روابي‬ ‫عات على ف� َ‬ ‫ؤادك‬ ‫�إلى‬ ‫البيوت املُ ْ�ش َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مبقلتيك‬ ‫للبحا ِر‬ ‫ِّ‬ ‫احلكايات املطري ْه‬ ‫لكل �أر�صف ِة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫آالم يغ�شى َ‬ ‫مهجتك املدين ْه !‬ ‫�سقف‬ ‫فهناك ال ِ�س ْر ٌب من ال ِ‬ ‫وحدي �أب ِّل ُل خرق ًة بالدم ِع ُث ّم بها �أك ِّم ُد َ‬ ‫املحموم‬ ‫قلبك‬ ‫َ‬ ‫يا قلقَ‬ ‫الكروم‬ ‫ْ‬ ‫يا خ ْم َر روحي‬ ‫هموم‬ ‫يا �أم ًريا من ْ‬ ‫بخطوط جبه ِت َك احلزينهْ!‬ ‫� ْأ�س َك ْر َت ِني‬ ‫ِ‬ ‫كم �ضاقت الأوجا ُع بي‬ ‫وتقاذفت روحي املنايف‬ ‫ْ‬ ‫�صاحت‪ :‬كفى! ب�أ�صابعي‬ ‫ْ‬ ‫ال ت�سريف غزْ َل القوايف‬ ‫تدب‬ ‫لكنّ �أغني ًة ُّ‬ ‫من الف�ؤا ِد �إلى اخلوايف‬ ‫وتط ُري بي يف كل ناحي ٍة‬ ‫وتوغ ُل يف اختطايف‬

‫‪26‬‬


‫من �أنب�أ الأوجا َع �أنّ‬ ‫قاف!‬ ‫بجعبتي مليون ِ‬ ‫�أن احلروف �إ ّ‬ ‫يل ت�سعى‬ ‫ا�صطفاف‬ ‫واملعاين يف‬ ‫ِ‬ ‫�أين �أُ ِع ُّد لها احلدائقَ‬ ‫واحلرائقَ واملرايف‬ ‫و�أبثّ يف �أ�شكالها‬ ‫بالطواف‬ ‫حز ًنا لتبد�أ‬ ‫ِ‬ ‫احلب من‬ ‫حول انت�صاب ِّ‬ ‫لل�ضفاف‬ ‫قا ِع الق�صيد ِة‬ ‫ِ‬ ‫حتى �إذا �سقط امل�سا‬ ‫وتك�س َر القم ُر اخلرايف‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مالحمك التي‬ ‫بانت‬ ‫ْ‬ ‫انعك�ست على كل الفيايف‬ ‫ْ‬ ‫من �أنب�أ الكلماتَ �أن‬ ‫ر�ؤاك قد ملأت �شغايف!‬ ‫البعيد ب�أنّ حمربتي �سفينهْ!‬ ‫من �أنب�أ البح َر‬ ‫َ‬ ‫قت ب�أمني ٍة دفين ْه‬ ‫�أين �أح ِّم ُلها‬ ‫�شر ْ‬ ‫ِ‬ ‫اجلراحات التي ِ‬

‫بري�شة ليلى ن�صر اهلل ‪ -‬ال�سعودية‬

‫�أين � ُ‬ ‫وبالنحيب‬ ‫أخرب�ش بالدمو ِع‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫الكئيب‬ ‫وبكل طب�شو ٍر على َل ْوحي‬ ‫ْ‬ ‫أكتب دمعت ْ‬ ‫َيك‬ ‫اليوم � ُ‬ ‫وغدً ا ر�سائ ُل يل و�أن�س ُبها � ْ‬ ‫إليك!‬ ‫أكتب فيه عن قلبي وقد ع�ص َر ْت ُه‬ ‫ويليه يو ٌم �سوف � ُ‬ ‫ِك ْلتا راحت ْ‬ ‫َيك‬ ‫ر�س ُل‬ ‫ويليه يو ٌم �سوف �أن�سى ذلك الأ َمل‬ ‫الع�صي و�أُ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫وجنتيك‬ ‫فيت كتبتُها يف‬ ‫ال ُق َب َل التي ملّا ُ�ش َ‬ ‫وتليه �أيا ٌم �س�أبحثُ عن �شجا ٍر بيننا كي �أكت َُب‬ ‫الـْ‪...‬‬ ‫�ذب ِّ‬ ‫ال�شع َر ال��ذي �أ�ضرمتُ �أح� ُر َف� ُه ب َك ْي ٍد ال‬ ‫�أو �أك� َ‬ ‫ت�صدِّ ُق ُه �سوى‬ ‫ْ‬ ‫مبقلتيك‪..‬‬ ‫تلك‬ ‫النجوم الغافياتُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الغروب‬ ‫ال�شم�س حني يجيئها َك ِذ ُب‬ ‫ا�ضحك كتلك‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫القلوب‪.‬‬ ‫ا�ضحك فهذا الكونُ ال ي�س ُع الذي بني‬ ‫ْ‬

‫‪27‬‬


‫حممد الفوز‬

‫�شاعر ‪ -‬اخلرب ال�سعودية‬

‫�شي ٌء من االرتباك ‪..‬‬ ‫�شي ٌء من احلب ‪..‬‬ ‫ك� ��ل ال� � � � ��دروب ال � �ت� ��ي ط� ��ال� � ْ�ت ب �غ��رب �ت �ن��ا‬ ‫خ� �ط ��اك� �ـ ل��ي�����س� ْ�ت �� �س ��وى حل � � ٍ�ن ي �غ��اف �ل �ن��ي‬ ‫وال � � ��وق � � � ُ�ت �آخ � � � � � ُر م��ن�����س� ِّ�ي‪/‬ي��ب��ه��دل��ن��ي‬ ‫م � ��اذا ت��ري��دي��ن؟ ط �ف�لا ي �ن �ث �ن��ي‪ ...‬ف��رح � ًا‬ ‫ال تطلبي ال���ش�ي��خ‪/‬ل��ن ت �ن �ف �ع� ِ�ك‪ ...‬حكمتَه‬ ‫ق� �ي ��ام� �ت ��ي ع� �ب� �ث���ي‪/‬وال� �ع� �م���ر ي �خ �ط �ف �ن��ي‬ ‫ن� �ف� �خ � ُ�ت �� ُ��ص� ��و َرال � �ه� ��وى يف ك� � � ِّ�ل ���س��ي��د ٍة‬ ‫و�إخ � � ��وت � � ��ي‪/‬ال � � � ُ‬ ‫�ورق امل � � �ن� � ��ذو ُر يف ط��ل� ِ�ل‬ ‫ت� ��رك� � ُ�ت �أ�� �س� �ئ� �ل� �ت ��ي ل � �ل� ��ري� ��ح‪ ،‬ت �ع �� �ص �ف �ه��ا‬ ‫� � �ص � �ه � �ي � � ُل ذاك � � ��رت � � ��ي ال خ � �ي� ��ل ي �ت �ب �ع��ه‬ ‫م��ازل� ُ�ت يف ال �ن �ظ��رة الأول� � ��ى‪ ...‬ت��ؤرج�ح�ن��ي‬ ‫يف ���ص��ح��ة ال� �ل� �ي���ل‪/‬ي���اع� �ن���وان ط��اول��ت��ي‬ ‫يف � �ص �ح��ة ال � �ع� ��ري‪/‬ي� ��ا ث� ��وب � � ًا ُي �ه �ن��دم �ن��ي‬ ‫يف ���ص��ح��ة ال � �ط � �ه� ��ر‪/‬ي� ��ام� ��ا ًء ُي �ق��د� �س �ن��ي‬ ‫ن� ��أت ��ي‪ ...‬م��ن ال �ل �ي��ل‪/‬م��ن �أق �� �ص��ى م��واج�ع��ه‬ ‫ه �ي��ا‪ ،‬ارف �ع��ي ال��ب� َ‬ ‫�ال م��ن � �س �ق� ٍ�ف‪ ...‬ي��ك��دِّ ُر ُه‬ ‫ت� �ق� � َّل� �ب ��ي يف ف�� ��را��� ِ��ش ال � � �ف � � �ق� � � ِ�د‪�/‬إنَّ ب��ه‬ ‫درب ال� �ه ��وى ح �ي� ً‬ ‫لا‬ ‫م �ن��ذ اب� �ت� �ك ��رتُ ع �ل��ى ِ‬ ‫�اب ع � � ��دوي ك � � ��انَ ي���ش�ت�م�ن��ي‬ ‫ك�� ��ان ال � �غ � �ي� � ُ‬ ‫و�� � �ص � ��ا َر ي � �ه� ��ذي ب�� �ن� ��ا‪/‬يف ك� ��ل ه��اج �� �س � ٍة‬ ‫ل� �ق ��د ت � �ه � � ّدم رك� � ��نُ ال� �ه� �م� �� � ِ�س يف ��ش�ف�ت��ي‬ ‫ح �ت��ى ال��ر���ص��ي� َ�ف ال�� ��ذي مي �� �ش��ي مب� �ف ��رد ِه‬ ‫ف� ��ال � �ك� ��ل ي� � �خ � ��رج م � � � �ن� � � ��ي‪/‬دون ح�ي�رت ��ه‬

‫‪28‬‬

‫بري�شة يرثب ال�صدير ‪ -‬ال�سعودية‬

‫ق� ��� �ص�ي�رة ال�� �ظ� � ِّ�ل يف م � �� � �ش� ��وا ِر ع��ودت��ن��ا‬ ‫ع� �ل ��ى امل � �م� ��ر ال� � � ��ذي ي� �ه� �ف ��و ل��رق �� �ص �ت �ن��ا‬ ‫�زع� ُ�ج �ن��ا‬ ‫يف ك ��ل ح�ي ٍ�ن‪ُ /‬ي� ��� �ض ��يء ال� �ل� �ي � َ�ل‪ُ ،‬ي� ِ‬ ‫ح � �ت� ��ى �أه� � �ي�� ��ئ ن� �ف� ��� �س ��ي يف �� �ش� �ق ��اوت� �ن ��ا‬ ‫ف� ��ال� ��وه� � ُ�م �أك� �ب� � ُ�ر «ع� ��رب � �ي� � ٍ�د» ب �ح �ك �م �ت �ن��ا‬ ‫م � ��ن ال�� ��وج�� ��وه ال � �ت� ��ي ع� � � � � ّر ْت م�لاحم �ن��ا‬ ‫�اءت ب �ل��ا ح� � � ��ذ ٍر يف ع� � � ِّ�ز � �س �ه��رت �ن��ا‬ ‫ج�� � � � ْ‬ ‫� � �ش� ��دوا وث � � ��اق م� ��� �س ��اءات ��ي ب � � ��دون ��َ�س�� َن��ا‬ ‫ب��ل��ا ن � ��واف � ��ذ‪/‬ت� � �ل � ��وي خ � � � � َ‬ ‫�وف رغ��ب��ت��ن��ا‬ ‫وق� ��د ت �� �س��اب �ق �ن��ي يف ال� � �ب � ��وح‪ ...‬ده���ش�ت�ن��ا‬ ‫ح �ق �ي �ق��ة ال � �ك � ��أ�� ��س يف م� �ع� �ي ��ا ِر خ �م��رت �ن��ا‬ ‫�ات ��س�ك��رت�ن��ا‬ ‫‪ ...‬ه �ي �ـ �ـ �ـ��ا ن�ث�رث ��ر يف ح� ��ان� � ِ‬ ‫ب � ��الأم� � �ن� � �ي � ��ات ال� � �ت � ��ي ت� �ك� ��� �س ��و حم �ب �ت �ن��ا‬ ‫ب�ل�ا و� � �ض� ��وء‪ ،‬ن �� �ص �ل��ي ط� � ��و َع (ق �ـُ �ب �ل � ِت �ن��ا)‬ ‫ل��ن�����س��ك� َ�ب «الآه» يف ف� �ج� �ن ��ان ح�يرت �ن��ا‬ ‫ح� � �ي�� ��ا�ؤك امل� ��� �ش� �ت� �ه ��ى يف غ �ي��ر غ��رف �ت �ن��ا‬ ‫روح�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ��ا‪ ...‬ت �ب��ادل��ك الأ�� �ص���دا َء وال��وه�ن��ا‬ ‫و ِب� � � � � � ُّ�ت‪� ،‬أدرك �أال � � �ش� ��يء ُي� �ب� �ع � ِ�دن ��ا‬ ‫‪ ...‬ح� �ت ��ى ت� ��رب� ��ع يف م � �ي ��راث رف �ق �ت �ن��ا‬ ‫ي� �ح ��دو ال �� �س �ن�ي�ن ع��ل��ى �إي � �ق� ��اع � �ص��دف �ت �ن��ا‬ ‫وال �� �ص �ب� ُ�ح ‪ ...‬خ�� َّل��قَ ع �� �ص �ف��ور ًا ُي��زغ��ردن��ا‬ ‫كان � ْ�ت ‪ ...‬ل ��ه ق�ص ��ة ٌ م ��ن بع� ��ض ق�صتن ��ا‬ ‫روح ب��غ�ي�ر(�أن��ا)‬ ‫‪ ...‬ت �� �ش��اب �ه��وا الآن يف ٍ‬


‫بعد�سة ح�سني الها�شم ‪ -‬ال�سعودية‬


‫ال�ص َدى الأخر�س‬ ‫َّ‬ ‫يا�سر �آل غريب‬

‫�شاعر ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬

‫ها �أنا الآنَ وحدي‬ ‫لي�س يف الكون ِ�إال �أنا !!‬ ‫كما َ‬ ‫امل�صابيح عميا ُء‬ ‫ُ‬ ‫والوقت مي�شي بعكازتي ِه‬ ‫ُ‬ ‫علي مرو َر ال َو َنى‬ ‫مي ُّر َّ‬ ‫كنت �أعرف َها‬ ‫واجلهاتُ التي ُ‬ ‫ُط ِح َن ْت داخلي !!‬ ‫لت عن موقعي ‪:‬‬ ‫فت�سا َء ُ‬ ‫َ‬ ‫هل � ُ‬ ‫هنالك �أم هاهنا؟!‬ ‫أعي�ش‬ ‫واملكانُ ُ‬ ‫يهيئ يل وح�شة‬

‫‪30‬‬

‫بري�شة �أمني عبد الوهاب ‪ -‬ال�سعودية‬


‫َ‬ ‫الرياح بها‬ ‫منت�صف الليل ِتعوي‬ ‫بعد‬ ‫مثل مقرب ٍة َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫العذاب الذي َي ْ�س ِتح ُّم بنار ال�ضنى‬ ‫يا لهذا‬ ‫ِ‬ ‫�صحت ‪ :‬حريتي ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أخر�س !!‬ ‫و�إذا بال�صدى � ٌ‬ ‫ال�صدى قد تواط�أ �ضدِّ ي‬ ‫�آ ِه يا ِّ‬ ‫رب حتى َّ‬ ‫ملحو ال�سنا‬ ‫يزعجنـى َ‬ ‫بع�ض ح ٍني ‪-‬‬ ‫ل�صا غ َري ظلي ‪ -‬و�إنْ كانَ‬ ‫مل � ْ‬ ‫ُ‬ ‫أجد مخُ ً‬ ‫احل�ضارات) حتى اجلنون‬ ‫�أحاو ُر ُه كـ (حوا ِر‬ ‫ِ‬ ‫ونبقى م ًعا بارتطام ِاحلديث‬ ‫ويفح ُمني ُك ّل َما َب ْر َهنا ‪..‬‬ ‫كلما قال يل ‪� :‬إي ِه يا �صاحبي‬ ‫ال َ‬ ‫املكان‬ ‫عليك ف� َ‬ ‫عك�س الزَّمان‪ِ /‬‬ ‫أنت الذي �سرتَ َ‬ ‫َّ‬ ‫نحنى‬ ‫وف�ض ْل َت �أن تع َرب املُ َ‬ ‫بامل�ستحيل‬ ‫الفتك‬ ‫كم‬ ‫ُ‬ ‫ذكت يف َد ِمي رغبـة ِ‬ ‫متنيت حتى ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫خريف الكالم‬ ‫أعلم �أنَّ التم ِّني‬ ‫و� ُ‬ ‫طقات املُنى‬ ‫أكذب من َه ْر ِ‬ ‫وال �شي َء � ُ‬ ‫لنْ �أف ّك َر فيما يف ّك ُر في ِه العد ُّو ‪� /‬إل ُه الظالم ‪..‬‬ ‫�س�أزر ُع ذاتي بذاتي‬ ‫و� ُ‬ ‫ال�س ْو َ�سنا‬ ‫أقطف يف عزلتي َّ‬ ‫اخل�سوف الأخ ِري‬ ‫ُغ ْربتي ُغ ْربة البد ِر ح َني‬ ‫ِ‬ ‫الغيوب‬ ‫�أ�س ُري ورا َء‬ ‫ِ‬ ‫و� ُ‬ ‫أترك للآخرينَ الــ ُّدنا‬

‫بري�شة �إنت�صار النمر ‪ -‬ال�سعودية‬


‫بري�شة ح�صة البا�شا ‪ -‬ال�سعودية‬

‫‪32‬‬

‫حني يث�أر احلب‬

‫مهدي ال�سنونة‬

‫�شاعر ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬


‫�ساحميني يا �شغاف الأمنيات‬ ‫وا�سحقيني قرب جثمان احلياة‬ ‫واب�ع�ث��ي ن�ح��ري ي�صليك ه��وى‬ ‫خافقا يف موطني كالب�سمات‬ ‫وازرع� ��ي روح ��ي رم���ادا هائما‬ ‫يحتوي الأرجاء يف ف�صل الفوات‬ ‫وا� �س �ك �ب �ي �ه��ا ك�ب�ري ��اء مفعما‬ ‫يعرتي ال��وج��د امل�ع��رى يف رف��اة‬ ‫وان��زع��ي بوحي �شراعا �صاديا‬ ‫يقرع الأح�ل�ام يف ملح ال�سمات‬ ‫واقبلي الن�سمات نفحا طاهرا‬ ‫�ضاق ذرعا فا�ستباح الت�ضحيات‬ ‫وا��ص�ن�ع��ي وردا يغني موطني‬ ‫خ��ال��ط ال��ود امل�سجى يف نبات‬ ‫يف حل��اظ اللطف اهرقت �سنا‬ ‫حاكر�شفال�شم�سمهتوكاللهاة‬ ‫ف��اح�ت��وي�ن��ي ال ت��ري �ق��ي رون �ق��ي‬ ‫�إن حلن ال�صبح يحتاج ال�شتات‬ ‫ت��اه نب�ضي فا�شتهاك حكاية‬ ‫متتطي �سحب املنايا التائهات‬ ‫ه ��ارب ن�ح��و ا�شتياقي �أنت�شي‬ ‫ر�شف ذك ��راك يثري ال�شهوات‬

‫�أن� ��ت ح��ب خ��ال �ط �ت��ه دم��ائ�ن��ا‬ ‫فانتحى روى الظالل الفارهات‬ ‫ي�ستفيق احل��ب عن وم�ضاتنا‬ ‫وال�سما ترفل يف م��وج الرفاة‬ ‫يف ثنايا الع�شق �أن��ت رق�صة‬ ‫تزجر الأ�شواك عن مد الفتات‬ ‫�أي�ق�ظ�ي�ن��ي �إن ب ��دت ��س��ؤات�ن��ا‬ ‫ت�ستثري ال��ود يف جفن العتاة‬ ‫�إن رم�ش امل��وط��ن الأغ�ل��ى فم‬ ‫يخد�ش الذل امل�ضاهى وال�سبات‬ ‫ع��اه��دي �ن��ي ي ��ا ث� �م ��اال ق��ان�ي��ا‬ ‫عاهديني يف �سكون الدمعات‬ ‫�أع �ت �ق��ي ح��ري �ت��ي ي ��ا �سنبال‬ ‫داع��ب الوحي املعرى بالوفاة‬ ‫�أ��س�ك�ن�ي�ه��ا ق��ري�ت��ي ح�ت��ى تعي‬ ‫راهبات النوح فعل الت�ضحيات‬ ‫عانقي ق�ضبان ب��وح��ي علني‬ ‫ارتوي عذب الليايل البائ�سات‬ ‫يف وداع ��ي �أن�ت�ق��ي �أح�ضاننا‬ ‫للبقاع ال�ساحرات الباكيات‬ ‫يف �سالم احل��ب �أدع��وك لقى‬ ‫حتت ظل البدر �أ�سميها حياة‬

‫‪33‬‬


‫ت�شظي ذات‬ ‫عبداهلل الهميلي‬

‫�شاعر ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬ ‫�أحنُّ �إلى ذاتي‬ ‫وذاتي حتنُّ يل‬ ‫وما بيننا‬ ‫وه ٌم جت َّلى‬ ‫على �شكلي‬ ‫الدرب طف ُل مواجعي‬ ‫و�أب�صرين يف ِ‬ ‫و�أب�صرتُ‬ ‫ما �أب�صرتُ‬ ‫يف َ‬ ‫الطفل‬ ‫ذلك ِ‬ ‫أملح �آخري‬ ‫و�أم�ضي �إلى �ش�أين ‪ ،‬ف� ُ‬ ‫مهل‬ ‫�أ�س ُري على ٍ‬ ‫ي�س ُري‬

‫مهل‬ ‫على ِ‬ ‫وك َّنا جميع ًا ‪�:‬آخري ال �أنا �أنا‪!.....‬‬ ‫ُ‬ ‫نهرول‬ ‫ذات‬ ‫يف ِ‬ ‫املتاه ِة‬ ‫قبل‬ ‫من ِ‬ ‫�أو ِّزعني ب َني الوجو ِد حقيقة ً‬ ‫و�أجمعني‬ ‫جزء ًا‬ ‫فجزء ًا‬ ‫منَ ِّ‬ ‫الكل‬ ‫� ُ‬ ‫أالحق �أ�سمائي وماخلتُ �أنني؟‪:‬‬

‫‪ 34‬بعد�سة ح�سني الها�شم ‪ -‬ال�سعودية‬

‫أ�صل‬ ‫�أالقي �س�ؤا ًال يف‬ ‫الطريق بال � ِ‬ ‫ِ‬ ‫� ُ‬ ‫أالحق غريي‬ ‫تهمة ً‬ ‫�إث َر‬ ‫تهم ٍة‬ ‫ال�سماوات التي ترتدي‬ ‫�أع ِّري‬ ‫ِ‬ ‫�سهلي!‬ ‫لي�س ث َّم َة فار ٌق‬ ‫جحيم ًا ‪/‬نعيم ًا َ‬ ‫جما ٌز �أر ِّبي ِه على ال�ش� ِؤم‬ ‫والف�أل‬ ‫الرحب‬ ‫�أحاكي الوجو َد‬ ‫َ‬ ‫�شكل ِ ب�ؤ�سنا‬ ‫يف ِ‬


‫وميت ُّد كالأ�شيا ِء يف طولها‬ ‫ظ ِّلي‬ ‫ُ‬ ‫أ�ستنطق الأ�شيا َء من م ِنت ِ �صمتها‬ ‫و�‬ ‫ٍّ‬ ‫جمايل‬ ‫كن�ص‬ ‫ٍّ‬ ‫ي�شاغب ُه‬ ‫عقلي‬ ‫�إذا غادة ٌ م َّرت بقربي‬ ‫قر�أتها‬ ‫كتاب ًا �سماوي ًا‬ ‫املثل‬ ‫به � َ‬ ‫أعذب ِ‬ ‫ففي �صدرها لغ ُز‬ ‫احليا ِة‬ ‫مع َّل ٌق‬ ‫حول خ�صريها‬ ‫ومن ِ‬ ‫احل�ضاراتُ ت�ستجلي‬ ‫أحالم‬ ‫ب�سات ُني � ٍ‬ ‫تر ُّن طيوفها‬ ‫أويل‬ ‫ونه ٌر من الت� ِ‬ ‫يك ُرب‬ ‫من حويل‬ ‫دروبي‬ ‫َ‬ ‫�ألغا ٌم‬ ‫ُ‬ ‫وجدران‬ ‫عتمتي‬ ‫ٌ‬ ‫رمو�ش‬ ‫توارت َ‬ ‫خلف �أحداقها‬ ‫مثلي‬ ‫و�أحملني‬ ‫لكن ُ‬ ‫ت�ضيق بثقلها‬ ‫وثقلي هذي ال ُ‬ ‫أر�ض‬ ‫َ‬ ‫�أهوي‬

‫و�أ�ستعلي‬ ‫و� ُ‬ ‫كاملجنون‬ ‫أرك�ض‬ ‫ِ‬ ‫نحوي‬ ‫بلهف ٍة‬ ‫ورجلي‬ ‫الليل ِ ُ‬ ‫تبحث عن‬ ‫بحجم ِ‬ ‫ِ‬ ‫رجلي‬ ‫ٌ‬ ‫دروي�ش‬ ‫نهاريَ‬ ‫ُ‬ ‫يطوف‬ ‫بذات ِه‬ ‫وليلي عربي ٌد ته َّت َك يف‬ ‫َ‬ ‫الليل‬ ‫ٌ‬ ‫أيام‬ ‫خراف منَ ال ِ‬ ‫�أبقى �أعدُّها‬ ‫احللم ُ‬ ‫ي�شرق‬ ‫لع َّل �سد َمي ِ‬ ‫من �أجلي‬ ‫ذباب رتابتي‬ ‫و�أبع ُد عن وجهي َ‬ ‫و�أغ�س ُل مر�آتي برائح ِة ِّ‬ ‫الفل‬ ‫وكينونة ٌ ت�أتي‬ ‫و�أخرى تزيحها‬ ‫وج�س ٌر تهاوى بني‬ ‫بعدي‬ ‫وماقبلي‬ ‫بال عود ٍة‬ ‫�أ�شرعتُ �أبواب ده�شتي‬ ‫وحررتُ َ‬ ‫ذاك القف َل‬ ‫من عقد ِة‬ ‫القفل‬ ‫ِ‬ ‫�أتيتُ �إلى الدنيا‬ ‫�شاعر‬ ‫على ِ‬ ‫�شكل ٍ‬ ‫�أغ ِّني و�أ�صغي للطبيع ِة مامتلي‬

‫أملح روحي ترتدي‬ ‫و� ُ‬ ‫كل �صور ٍة‬ ‫�أط ُري‬ ‫كع�صفو ٍر‬ ‫كالنخل‬ ‫و�أرف ُل‬ ‫ِ‬ ‫البوح‬ ‫�أنا �آخري يف ِ‬ ‫بل �آخري‬ ‫�أنا‬ ‫الكائنات على �شملي‬ ‫تالقت جمي ُع‬ ‫ِ‬ ‫�أنا وح�ش ُة ال ِ‬ ‫إن�سان منذ ُ‬ ‫وجود ِه‬ ‫أجوب‬ ‫� ُ‬ ‫جراحاتي‬ ‫بتاريخ ِه‬ ‫الكهل‬ ‫ِ‬ ‫تراب‬ ‫ٌ‬ ‫ونا ٌر‬ ‫َّ‬ ‫ق�صة ٌ‬ ‫ونقي�ضها؟!‬ ‫هوا ٌء‬ ‫وما ٌء‬ ‫وال�س� ُؤال‬ ‫بال‬ ‫ِّ‬ ‫حل‬ ‫� ُ‬ ‫أحاول تف�سريي ولكنَّ فكر ًة‬ ‫تراودين عنها ‪ُّ ،‬‬ ‫تغ�ض عن القول‪...‬‬

‫‪35‬‬


‫درا�سات‬

‫التحوالت والعيون‬

‫يف فيلم حممد البا�شا‬ ‫«�آي�س كرمي»‬

‫د‪ .‬مبارك اخلالدي‬ ‫ناقد ‪ -‬الدمام ال�سعودية‬

‫‪36‬‬

‫ينتهي الفيلم الروائي الق�صري(�آي�س كرمي) ملحمد البا�شا وبائع الآي�سكرمي‬ ‫«الفنان ح�سني اليو�سف» يف حالة نف�سية وذهنية تختلف اختالفا تاما عن احلالة‬ ‫التي يظهر بها من حلظة و�صول ال�صبي «علي اخلمي�س»‪ ،‬ت�سبقه الكامريا‪� ،‬إلى‬ ‫دكان الآي�سكرمي حتى حلظة خروجه‪ .‬البائع يف النهاية لي�س هو البائع نف�سه يف‬ ‫البداية‪ ،‬بيد �أن ال�صمت ال�صلد الذي يتنزل عليه يحول دون �إدراك نوع وعمق‬ ‫التغري الذي �أمل به‪ ،‬ودون تبني امل�شاعر التي متور يف �أعماقه والأفكار التي تدور‬ ‫يف ذهنه‪� .‬إن ت�صرف ال�صبي املباغت واملفاجئ للبائع كما يبدو‪� ،‬أدخل الأخري يف‬ ‫حالة من اخلر�س ليتحول جراءها �إلى �شخ�ص �آخر‪ ،‬لي�س ذلك ال�شخ�ص امليال الى‬ ‫الرثثرة وامل�شاك�سة والذي ال يكبت م�شاعره جتاه الآخرين‪ ،‬وال يرتدد عن التعبري‬ ‫عنها رغم ما قد حتمله من �إيذاء و�إ�ساءة �إليهم‪ ،‬كما ي�ست�شف من موقفه جتاه‬ ‫ال�صبي وطريقة تعامله معه‪ .‬فعندما يتفاج�أ‪ ،‬على �سبيل املثال‪ ،‬بوجود ال�صبي‬ ‫وهو يرفع ال�ستارة �إعالنا بفتح دكانه‪ ،‬يتلفظ البائع بكلمة‪« :‬عودنا»‪ ،‬ثم يدير‬ ‫ظهره �إلى ال�صبي‪ ،‬يلتقط مكن�سة‪ ،‬ويغيب للحظه يف اجلزء اخللفي من الدكان‪.‬‬


‫تعري «عودن ��ا» �ضيق البائع وتربمه م ��ن ال�صبي‪ ،‬وتك�شف‬ ‫عل ��ى م�ستوى داليل �آخ ��ر‪� ،‬أن ال�صبي كثري الرتدد على املحل‪،‬‬ ‫و�أن ت ��ردده غ�ي�ر مرغوب فيه ل�سب ��ب يت�ضح يف �سي ��اق الفيلم‬ ‫الحق ��ا‪ ،‬كم ��ا ت�ؤك ��د ال�سرعة التي يدي ��ر بها البائ ��ع ظهره �إلى‬ ‫ال�صبي ما تعرب عنه «عودنا»‪ .‬كلمة واحدة وحركة واحدة فقط‬ ‫تعريان م�شاعر البائ ��ع‪ ،‬ليفهم ال�صبي وامل�شاهد معا ان الأول‬ ‫�شخ�ص غري مرحب فيه‪.‬‬ ‫ميكن القول �إن التناق�ض اجللي بني �صراحة البائع ونزوعه‬ ‫�إلى الرثثرة وب�ي�ن خر�سه يف النهاية قد ي�ؤدي �إلى تولد مقدار‬ ‫م ��ن التوتر يف امل�شاه ��د من�ش�ؤه الف�ض ��ول �أو الرغبة يف النفاذ‬ ‫�إل ��ى داخل ��ه ملعرفة ما ي�شعر به بال�ضبط‪ ،‬وم ��ا يجول يف ر�أ�سه‬ ‫من �أفكار‪ ،‬فنظراته الغام�ضة التي ي�شيع بها ال�صبي ال تف�صح‬ ‫مبا يف �أعماقه‪ ،‬ف�ضال عن قابليتها للت�أويل على غري م�ستوى‪.‬‬ ‫البائ ��ع يتغ�ي�ر‪� ،‬أو بكالم‬ ‫�أدق‪ ،‬ينته ��ى الفيل ��م وه ��و‬ ‫عل ��ى عتب ��ة مرحل ��ة جديدة‬ ‫يف حيات ��ه �أو عل ��ى الأق ��ل‪،‬‬ ‫مرحلة جدي ��دة من عالقته‬ ‫بال�صب ��ي‪ ،‬وقد ع�ب�ر الفيلم‬ ‫عن هذا التغري‪ ،‬بتحوله من‬ ‫ال ��كالم �إلى حال ��ة اخلر�س‪.‬‬ ‫تغري البائع‪ ،‬وكذلك انتقاله‬ ‫م ��ن ح ��ال ال ��ى �أخ ��رى ه ��و‬ ‫الثيم ��ة الرئي�س ��ة يف الفيلم‪،‬‬ ‫لكنه لي�س التح ��ول الوحيد‪،‬‬ ‫فالفيلم (�آي�س ك ��رمي) كب�سولة ممتلئة بالتحوالت امل�ضغوطة؛‬ ‫التح ��والت ب�صفته ��ا �س�ي�رورات وعملي ��ات انتق ��ال وتبدل من‬ ‫حاالت معينة الى ح ��االت �أخرى خمتلفة عنها �أو مناق�ضة لها‬ ‫متام ��ا‪� .‬إن فيل ��م (�آي�س كرمي) هو عن ال �ش ��يء‪ ،‬وتدور ق�صته‬ ‫ح ��ول ال �شيء‪� ،‬إن مل يكن عن التغري �أو التحول؛ فكل العنا�صر‬ ‫فيه يطالها نوع ما �أو �آخر من التغري‪ :‬ال�شخ�صيتان الرئي�ستان‬ ‫(ال�صبي والبائ ��ع)‪ ،‬الكامريا يف ت�صرفها وموقفها وحركتها‪،‬‬ ‫وحتى املخرج‪ .‬وبالت�أكيد لن ي�سلم امل�شاهد من التغري‪.‬‬ ‫يب ��د�أ (�آي� ��س كرمي) بلقط ��ة ا�ستهاللية طويل ��ة جدا يظهر‬ ‫فيه ��ا ال�صبي وهو يرك� ��ض يف اجتاه م ��كان �أو �شخ�ص ما‪ .‬قد‬ ‫يتوق ��ع امل�شاهد لثاني ��ة �أن اللقطة ذاتية (لقط ��ة زاوية ر�ؤية‪/‬‬

‫ال�صبي �أمام بو�سرت الوجبة ال�سريعة‬

‫(‪ )POV‬ل�شخ� ��ص م ��ا ينتظ ��ر ال�صبي يف م ��كان معني‪� ،‬أو‬ ‫ينظر �إليه ف�ضوال لأنه جذب انتباهه برك�ضه‪ .‬لكن �سرعان ما‬ ‫يتال�شى هذا الظن عندما ت�ستدير الكامريا �إلى الوراء‪ ،‬لتتابع‬ ‫تقدم ال�صبي يف اجت ��اه غايته �أو طيته‪ ،‬ثم تتوقف معه ليظهر‬ ‫يف لقط ��ة متو�سطة �أمام بو�سرت مل�صق من الداخل على زجاج‬ ‫حمل «دونت»‪.‬‬ ‫ث ��م ي�ست�أنف رك�ضه �إلى بو�س�ت�ر �آخر لوجبة �سريعة يف �أحد‬ ‫املطاعم‪.‬‬ ‫يتوق ��ف ال�صب ��ي �أم ��ام ال�ص ��ورة وقف ��ة ق�ص�ي�رة كوقفته‬ ‫ال�سابق ��ة ثم مي�ضي راك�ضا‪ ،‬والكامريا ال تزال تتابعه‪ ،‬وت�سجل‬ ‫تقدمه ب�سل�سلة من اللقطات الطويلة من الأمام واخللف �أثناء‬ ‫ت�سلق ��ه الدرج‪ ،‬لت�سبقه وتكون يف انتظاره للمرة الثانية عندما‬ ‫ي�صل‪ ،‬متباطئا يف خطواته‪� ،‬إلى دكان الآي�سكرمي‪.‬‬ ‫يك�ش ��ف تباط� ��ؤ خطوات‬ ‫ال�صب ��ي عن ��د اقرتاب ��ه من‬ ‫ال ��دكان‪ ،‬بع ��د اجتي ��ازه كل‬ ‫امل�ساف ��ة �إلي ��ه رك�ض ��ا‪ ،‬ع ��ن‬ ‫وعي ��ه ب�أنه غ�ي�ر مرحب به‪،‬‬ ‫�أو ع ��ن تخوف ��ه م ��ن �سم ��اع‬ ‫كلم ��ة «عودن ��ا» م ��رة �أخرى‬ ‫خارجة من فم البائع‪ ،‬فثمة‬ ‫احتمال كبري �أنه �سمعها من‬ ‫قبل م ��رات عدة‪ .‬يف�سر هذا‬ ‫ت ��ردده يف الدخ ��ول �إل ��ى �أن‬ ‫ي�سبقه رجل ب�صحبة طفليه‪،‬‬ ‫فيدخ ��ل بعده ��م‪ ،‬ليتفادى مواجه ��ة البائع مبا�ش ��رة ومبفرده‬ ‫وتدخل الكامريا وراءه‪.‬‬ ‫يب ��دو م ��ن ت�ص ��رف وتنق�ل�ات الكامريا م ��ن البداي ��ة الى‬ ‫و�صولها ال ��دكان وانتظارها ال�صب ��ي ارتباطها بعالقة معرفة‬ ‫و�ألف ��ة ومتاه مع ال�صبي‪ ،‬فهي تع ��رف �أوقات جميئه فتنتظره‪،‬‬ ‫ت�سبق ��ه �إلى حم ��ل الآي�سكرمي وتنتظ ��ره �أمام ��ه‪ ،‬وال تدخل ّاال‬ ‫برفقت ��ه‪ ،‬فك�أنه ��ا ت�شارك ��ه الرهب ��ة م ��ن‬ ‫البائ ��ع‪ ،‬حت ��ى دخولها الوم�ض ��ة‪ ،‬الن�شاز‬ ‫وغ�ي�ر املت�س ��ق فني ��ا وداللي ��ا م ��ع من ��ط‬ ‫حركته ��ا من البداية حتى حلظة حدوثه‪،‬‬ ‫هو به ��دف التق ��اط �ص ��ورة لل�صبي وهو‬

‫‪37‬‬


‫يحدق �إل ��ى البائع ولي�س لت�صوير ظه ��ر وم�ؤخرة الأخري �أثناء‬ ‫رفع ��ه لل�ستارة‪ .‬تدخ ��ل الكامريا امل ��كان وتخرج من ��ه ب�سرعة‬ ‫خاطف ��ة فك�أنها يف حال ��ة هروب �أو نفور م ��ن البائع‪ .‬يتناق�ض‬ ‫ت�صرفه ��ا عل ��ى هذا النح ��و تناق�ضا تاما مع مكثه ��ا مع البائع‬ ‫يف امل�شه ��د الأخري من الفيلم‪ ،‬وال ��ذي �س�أ�سقط الحقا مقدارا‬ ‫م ��ن ال�ضوء على وظيفته و�أهميته الداللية كونه �أحد التحوالت‬ ‫الهامة يف الفيلم‬ ‫يف احل ��وار الذي يدور ب�ي�ن ال�صبي والبائع بع ��د �أن يغادر‬ ‫الرج ��ل وطفاله‪ ،‬يح ��ول البائع انف ��راده بال�صب ��ي �إلى فر�صة‬ ‫للت�سلي ��ة باللعب على �أع�صابه بت�شويق ��ه ومنحه �أمال زائفا يف‬ ‫�شراء الآي�سكرمي املعلن عنه بالبو�سرت‪ .‬ويروح يجاري ال�صبي‬ ‫بالتلبي ��ة الكالمية الوهمية لطلبات ��ه �إزالة املواد الإ�ضافية من‬ ‫الآي�سك ��رمي مادة تلو الأخرى‪� ،‬إلى حني اللحظة احلا�سمة التي‬ ‫يفاج ��ئ فيها ال�صب ��ي بقول ��ه �إن ال�سعر ال يتغ�ي�ر (‪ 20‬رياال)‬ ‫حتى بعد �إزال ��ة الفراولة واملك�سرات‪ .‬عنده ��ا ير�ضخ ال�صبي‬ ‫للأمر الواقع ويكتفي ب�شراء كرتني من الآي�سكرمي خاليتني من‬ ‫امل�شهي ��ات الإ�ضافية‪ ،‬وعاريتني من غط ��اء �صل�صلة الفراولة‪.‬‬ ‫يدي ��ر ال�صبي ظهره �إلى البائع ويخرج م ��ن جيبه ورقة نقدية‬ ‫فئ ��ة ع�شرة رياالت‪ ،‬ويكون �إخراجها �إ�ش ��ارة لالنتقال بفال�ش‬ ‫ب ��اك م ��ن احلا�ض ��ر الى املا� ��ض القري ��ب‪ ،‬وم ��ن الداخل الى‬ ‫اخلارج‪.‬‬ ‫يق ��ول برو� ��س �إف‪ .‬كاوين «ل ��كل �أو لأي م�شهد وظيفة يقوم‬ ‫به ��ا»‪ ،‬وميكن �أن �أ�ضيف رمبا يك ��ون للم�شهد �أكرث من وظيفة‪،‬‬ ‫وم ��ن الوظائ ��ف التي يق ��وم بها م�شه ��د الفال�ش ب ��اك‪ ،‬ت�أكيد‬ ‫اقرتاح ��ي �أن التغ�ي�ر �أو التح ��ول‪ ،‬ه ��و الفكرة املحوري ��ة التي‬ ‫يعاجله ��ا البا�شا درامي ��ا يف فيلمه (�آي�س ك ��رمي)‪ .‬و�أعود �إلى‬ ‫برو�س لأ�ضيف بع� ��ض ما يقول عن وظيفة امل�شهد ال�سينمائي‪،‬‬ ‫حي ��ث ي�ش�ي�ر �إل ��ى �أن امل�شهد‪« :‬ينق ��ل ال�شخ�صي ��ات من حالة‬ ‫لأخ ��رى‪ ،‬من النقطة الدرامية (�أ) �إلى (ب)‪ .‬قد تكون م�س�ألة‬ ‫فه ��م‪ ،‬ل ��ذا فعند نهاي ��ة امل�شه ��د تك ��ون ال�شخ�صي ��ات عرفت‬ ‫بع�ضها �أكرث‪� ،‬أو رمب ��ا مواجهة‪ ،‬كما يف مكا�شفة» (‪� .)244‬أود‬ ‫الق ��ول �إنه يف م�شهد ال�ش ��ارع‪ ،‬لي�س ال�صب ��ي وحده من يتغري‬ ‫�أو يع ��رف �أك�ث�ر‪ ،‬فامل�شاه ��د يتغري �أي�ض ��ا‪ ،‬ب�أن ي�صب ��ح �أعمق‬ ‫معرفة بال�صبي وبظروف حياته املعي�شية و�أكرث فهما ل�سلوكه‪.‬‬ ‫�إن م�شه ��د ال�ش ��ارع يف حقيقت ��ه ووظيفت ��ه تق ��دمي �أوعر� ��ض‬ ‫م�ؤج ��ل(‪ ،)delayed exposition‬يقدم فيه املخرج‬

‫‪38‬‬

‫ال�صب ��ي ويك�شف معتمدا عل ��ى ال�صورة خلفيت ��ه الطبقية‪� ،‬أو‬ ‫بكلم ��ات �أخ ��رى‪ ،‬يقدمه معتم ��دا على امليزن�س�ي�ن «‪mise-‬‬ ‫‪( »en-scene‬ترتي ��ب العنا�ص ��ر الب�صري ��ة يف امل�شهد)‪،‬‬ ‫وعلى عر�ض احلدث‪/‬ال�سب ��ب املحرك لذهاب ال�صبي ل�شراء‬ ‫الآي�سك ��رمي‪ ،‬ومن ث ��م ت�صرفه الذي يفاجئ ب ��ه البائع ويرتك‬ ‫ت�أثريا عميقا عليه‪.‬‬ ‫وتتع ��زز �أهمية هذا امل�شه ��د بت�ضمنه �أح ��د التحوالت التي‬ ‫متث ��ل الثيمة الرئي�س ��ة يف الفيلم كما ذك ��رت �سابقا‪ ،‬والتحول‬ ‫املق�ص ��ود هنا هو حتول حممد البا�شا من خمرج الى م�شارك‬ ‫يف فيلم ��ه‪ ،‬ي� ��ؤدي دور امل�شرتي الذي يعط ��ي ال�صبي ‪ 6‬رياالت‬ ‫«بق�شي�شا» بع ��د �أن ي�شرتي �صحن (بليلة)‪.‬دور ق�صري وب�سيط‬ ‫ولك ��ن له ت�أثري قوي وه ��ام على ال�صبي‪ ،‬وبالت ��ايل على م�سار‬ ‫احل ��دث يف الفيلم‪ ،‬فبعد �أن يقود امل�ش�ت�رى (البا�شا) �سيارته‬ ‫مبتع ��دا يظه ��ر ال�صبي �ساهما �ش ��اردا يف نظرات ��ه وابت�سامة‬ ‫خفيفة تنب�سط على وجهه‪.‬‬ ‫رمب ��ا تك�ش ��ف م�شارك ��ة البا�ش ��ا يف امل�شهد رغب ��ة مكبوتة‬ ‫لديه يف ممار�سة التمثي ��ل �أو للتلميح مبعرفته بتاريخ ال�سينما‬ ‫العاملي ��ة‪ ،‬وبالتايل ت�أثره واقتدائه مبن خا�ضوا جتربة الظهور‬ ‫يف �أفالمه ��م من �آبائه املخرجني ال�سينمائيني العامليني‪� .‬أ�شري‬ ‫هن ��ا‪ ،‬على �سبيل املثال‪� ،‬إل ��ى املخرج �ألفري ��د هيت�شكوك �أبرز‬ ‫وا�شه ��ر من عرف بظهورات ��ه الق�صرية (‪ )cameos‬حيث‬ ‫ظهر فيما يزيد على �أربعني من �أفالمه‪� ،‬أو الى املخرج مارتن‬ ‫�سكور�سيزي الذي ال �أ�ستبعد ت�أثره بهيت�شكوك‪.‬‬ ‫يف احلقيق ��ة �إن من �أ�ش ��د الأ�شياء لفتا لالنتب ��اه يف م�شهد‬ ‫الفال�ش باك‪ ،‬هو قيام امل�شهد ذاته على فكرة االختالف الكامل‬ ‫عن امل�شهد يف دكان الآي�سكرمي فكل ما يف م�شهد ال�شارع «غري»‬ ‫وخمتلف عم ��ا يف نظريه‪ :‬املكان‪ :‬الع ��راء‪ ،‬ال�شارع؛ وامليزن�سني‬ ‫ال يلتق ��ي مع نظريه يف م�شه ��د الدكان حتى عن ��د نقطة ت�شابه‬ ‫واح ��دة‪ .‬وال�صبي لي�س هو نف�سه متاما الذي يلتقي به امل�شاهد‬ ‫م ��ن اللقط ��ة اال�ستهاللية ويدخل معه ويبق ��ى يف الدكان‪ ،‬لي�س‬ ‫لأن ��ه حتول من كونه بائ ��ع‪ ،‬يف العراء‪ ،‬يبيع احلار بفعل النار �أو‬ ‫الفلفل(البليل ��ة) �إلى م�شرت للبارد(الآي�سكرمي) يف مكان مغلق‬ ‫وب ��ارد‪ ،‬ولكن لأنه تعلم من جتربته الب�سيطة ما �سيكون له‪ ،‬من‬ ‫املحتمل‪ ،‬ت�أثري كبري على عالقة البائع به وتعامله معه‪.‬‬ ‫عندم ��ا تع ��ود الكام�ي�را من اخل ��ارج ال ��ى الداخ ��ل‪ ،‬يكون‬ ‫امل�شاه ��د قد دخل يف عالقة متكئ ��ة على معرفة �أعمق بال�صبي‬


‫و�أك�ث�ر فهما لت�صرف ��ه‪ ،‬وبالتايل �أكرث حتري�ض ��ا على االنحياز‬ ‫عاطفي ��ا �إليه والتماهي معه‪ .‬بالإ�ضاف ��ة‪ ،‬يتولد عن امل�شهد يف‬ ‫ال�شارع مفارقة درامي ��ة (‪ )dramatic irony‬من�ش�ؤها‬ ‫تف ��وق امل�شاهد معرفيا عل ��ى بائع الآي�سك ��رمي‪ ،‬فامل�شاهد يعود‬ ‫ال ��ى متابعة م ��ا يجري يف الدكان وهو يع ��رف عن ال�صبي ماال‬ ‫ق ��د يعرفه البائع‪ :‬ب�ؤ�س و�ضعه املادي‪ ،‬و�أنه يحول الر�صيف الى‬ ‫مكان لطلب الرزق واملذاكرة‪ ،‬و�أن لديه رغبات ب�سيطة لي�س يف‬ ‫مقدوره �إ�شباعها مثل �شراء «دونت» �أو وجبة �سريعة‪ ،‬لذا يكتفي‬ ‫جمربا ب�إ�شباع رغباته بالنظر �إلى �صورها يف البو�سرتات‪ ،‬وقد‬ ‫يه ��م‪ ،‬حتت �ضغ ��ط الرغبة الوخ ��ازة �أن ي�ضع ي ��ده بلهفة على‬ ‫الزجاج ليم�سك بكعكة «دونت»‪� ،‬أو رمبا يتمنى �أن ت�صبح حقيقة‬ ‫وتخ�ت�رق الزج ��اج لتلت ��ف‬ ‫�أ�صابعه حوله ��ا‪ .‬لكن لي�س‬ ‫ل�صب ��ي مع ��وز مثل ��ه �سوى‬ ‫النظ ��ر الى م ��ا ي�شتهيه من‬ ‫�أطعم ��ة م ��ن وراء الزجاج‪.‬‬ ‫�أو ه ��ذا م ��ا ي�ست�ش ��ف م ��ن‬ ‫بو�س�ت�ر العي ��ون يف حم ��ل‬ ‫النظارات املجاور للمطعم‪.‬‬ ‫ال يظه ��ر يف البو�سرت �سوى‬ ‫عينني والكلم ��ة الإجنليزية‬ ‫(‪ ،)LOOK‬فك�أن ��ه‬ ‫يوح ��ي ب�أن ��ه ال ي�شتغ ��ل من‬ ‫حوا� ��س ال�صب ��ي غ�ي�ر حا�س ��ة الب�صر‪� ،‬أم ��ا احلوا� ��س الباقية‬ ‫فمعطل ��ة �أو متوقف ��ة عن العمل لأن ��ه بب�ساطة لي� ��س هنالك ما‬ ‫ت�شتغل عليه مل�سا �أو �شما او تذوقا على الأقل حلظة وقوفه �أمام‬ ‫بو�سرت الوجبة ال�سريعة �أو الدونت‪.‬‬ ‫لكن رغم ب�ؤ�س و�ضعه املادي‪ ،‬يغادر ال�صبي الدكان وبائع‬ ‫الآي�سكرمي يلوح له بالريال ليعود وي�أخذه‪ ،‬فريد عليه‪( :‬هذا‬ ‫�إلك عمو!!)‪ .‬وي�سقط «عمو» يف ال�صمت‪ ،‬ينعقد ل�سانه وي�صبح‬ ‫عاجزا حتى عن توديع ال�صبي بكلمة «�شكرا» ليمحو بها كلمة‬ ‫«عودنا» التي ا�ستقبله بها‪ .‬يكتفي البائع بالتعبري عما يف داخله‬ ‫بعينيه �إذ تروحان تتابعان ال�صبي وه��و مي�شى مبتعدا عن‬ ‫املكان‪� .‬أخر�سه �صنيع ال�صبي متاما؛ حما فمه وبقيت عيناه‬ ‫تنظران خالل الزجاج الى اخلارج مثل العينني يف بو�سرت حمل‬ ‫النظارات‪ ،‬ليت�ساوى بذلك مع ال�صبي حني وقوفه �أمام �صور‬

‫بائع الآي�سكرمي بعد مغادرة ال�صبي‬

‫الدونت والوجبة ال�سريعة‪.‬‬ ‫الالف ��ت يف امل�شهد الأخري‪ ،‬هو هيمنة العيون �إن للتعبري من‬ ‫قب ��ل البائع‪� ،‬أو التلق ��ي والإدراك من قب ��ل امل�شاهد‪ ،‬ثمة �صمت‬ ‫يري ��ن على امل ��كان ال يقطعه �سوى ثرث ��رة التلفزيون يف اخللف‪،‬‬ ‫ثرثرة غري مرتبطة باحلدث‪ .‬يتابع امل�شاهد البائع وهو يتحرك‬ ‫يف امل ��كان ينظر الى ال�ش ��ارع تارة‪ ،‬وينظر الى ق ��ارورة �صل�صة‬ ‫الفراول ��ة ت ��ارة �أخرى‪ ،‬يف لقط ��ة ذاتية‪ ،‬تتحول فيه ��ا الكامريا‬ ‫�إل ��ى عينني للبائع وهو ينظر �إلى الق ��ارورة نظرة رمبا تعرب عن‬ ‫�شع ��وره بالن ��دم �أو باخلجل م ��ن تعامله ال�سيء م ��ع ال�صبي‪� ،‬أو‬ ‫االحتقار لنف�سه على �شحه وبخله مقابل طيبة وكرم ال�صبي‪.‬‬ ‫�إن بق ��اء الكامريا مع البائع يف الدكان‪ ،‬وحتولها �إلى عينني‬ ‫له ينظر بهم ��ا �إلى القارورة‬ ‫الت ��ي �ض ��ن مبحتواه ��ا على‬ ‫ال�صب ��ي‪ ،‬يف�صح ��ان ع ��ن‬ ‫حتول دراماتيكي يف موقفها‬ ‫من ��ه‪ .‬فبع ��د �أن كانت رفيقة‬ ‫ومرافقة لل�صب ��ي‪ ،‬ومتهيبة‬ ‫وناف ��رة م ��ن دخ ��ول املكان‬ ‫مثل ��ه‪ ،‬يراها امل�شاهد متكث‬ ‫لوحدها مع البائع‪ ،‬بطريقة‬ ‫تنبئ بر�ضاه ��ا عنه وببداية‬ ‫متاهيه ��ا معه ��ا‪ ،‬او للإيحاء‬ ‫ب�أن ��ه مير يف حلظ ��ات تغري‬ ‫تريثت لر�صدها وت�سجيلها‪.‬‬ ‫قل ��ت يف البداي ��ة �إن فيل ��م (�آي�س كرمي) كب�سول ��ة‪ ،‬كب�سولة‬ ‫�سردي ��ة من التحوالت امل�ضغوطة‪ ،‬وهو بالفعل كذلك‪ ،‬للكامريا‬ ‫التحول الأخري يف عالقتها بالبائع‪ ،‬بعد �أن ت�سجل حتول ال�صبي‬ ‫من بائع يف العراء الى م�شرت يف الداخل‪ ،‬من ممنوح الى مانح‪،‬‬ ‫وحتويله الر�صيف الى م ��كان للمذاكرة والبيع يف نف�س الوقت‪،‬‬ ‫وحت ��ول البا�شا من خمرج الى ممثل‪� ،‬أح ��دث �صنيعه ال�صغري‬ ‫ت�أث�ي�را كبريا يف ال�صب ��ي‪� ،‬سي�ؤدي الى ح ��دوث تغري‪/‬حتول يف‬ ‫العالق ��ة بين ��ه والبائ ��ع‪ ،‬وحت ��ول الأخ�ي�ر‬ ‫(البائع) من الت�أفف والتربم من ال�صبي‬ ‫والتالع ��ب ب�أع�صابه الى م ��ا يبدو �شعورا‬ ‫بالندم واخلجل‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫رمزية العتبة واملر�أة يف ق�صة‪:‬‬

‫ثبت عتبة بابك»‬ ‫رِّ‬ ‫«غي عتبة بابك‪ِّ ..‬‬

‫د‪� .‬سمري ال�ضامر‬

‫باحث يف الدرا�سات الثقافية‪-‬الأح�ساء ال�سعودية‬ ‫رمبا ال ن�ستطيع فهم ق�صة النبي �إبراهيم عليه ال�سالم مع زوجتي ولده �إ�سماعيل فهماً‬ ‫ثقافياً �إال �إذا اعتربناه رمزاً جمازياً ولي�س رمزاً حقيقياً‪ .‬مبعنى �أن‪ :‬الرمز احلقيقي هو ما‬ ‫ي�شري �إلى ال�شيء ذاته‪ ..‬والرمز املجازي هو الذي ي�ستخدم حقيقية الرمز وي�ضفي عليها‬ ‫البعد ال�سلوكي والإن�ساين ويربر من خاللها الأمناط الثقافية للحالة الب�شرية‪.‬‬ ‫وباعتبار ق�صة النبي �إبراهيم ق�صة ذات رموز حقيقية‬ ‫ف� ��إن ذل ��ك ي�ستدع ��ي جمموع ��ة م ��ن الأ�سئل ��ة يف الذهنية‬ ‫الثقافي ��ة منها‪ :‬هل يليق ب�شخ�صية النب ��ي �أن تهبط باملر�أة‬ ‫ومكانته ��ا لدرج ��ة دنيا وهي العتب ��ة ؟ هل يف ه ��ذه الكناية‬ ‫متييز عن�صري جلن�س الرجل عن جن�س املر�أة ؟ وبافرتا�ض‬ ‫�إجاب ��ة نع ��م �أو رمبا ! ف� ��إن ذلك مما يخل بر�سال ��ة الأديان‬ ‫والأنبي ��اء الت ��ي ج ��اءت لتقي ��م �أن�ساق� � ًا و�أنظم ��ة يف العدل‬ ‫وامل�س ��اواة والتوحيد‪ ,‬ولي�س ��ت ر�سالة التفري ��ق والعن�صرية‬ ‫الت ��ي حتملها ه ��ذه الق�صة‪/‬الأ�سط ��ورة‪ ,‬وباعتب ��ار الرموز‬ ‫حقيقية تدل على ذات ال�شيء ف�إن ذلك مما ينق�صه الدليل‬ ‫ال�صحيح وخا�صة يف الن�صو�ص املقد�سة‪.‬‬ ‫ولذل ��ك فاعتب ��ار الق�ص ��ة من قبي ��ل الرم ��وز املجازية‬ ‫ي�ساه ��م يف رفع احلرج عن تدني�س �شخ�صية النبي بالعديد‬ ‫الت�ص ��ورات البعي ��دة عنه لأنها قامت عل ��ى �صناعة متخيلة‬

‫‪40‬‬

‫ا�ستح�ض ��رت �شخ�صي ��ة (النبي �إبراهي ��م) بو�صفه ال يقوم‬ ‫�إال مبقد� ��س و�أ�سبغ ��ت كل تل ��ك الأبعاد الظاه ��رة والباطنة‬ ‫الت ��ي �أ�س�ست يف الثقافة واملخيال ت�صور ًا �سيئ ًا جلن�س املر�أة‬ ‫عموم ًا ولي�س المر�أة واحدة هي التي جاءت يف �سياق الق�صة‬ ‫املذك ��ور‪ ,‬وه ��ذا الذي تبنت ��ه الثقافة والت�ص ��ورات ال�شعبية‬ ‫وكون ��ت من خالله �أنظمتها االجتماعي ��ة والدينية بناء على‬ ‫ق�صدي ��ة االنزي ��اح باللفظة والفك ��رة من ق�ص ��ة �إلى ق�صة‬ ‫ويكون املقد�س �أو النبي هو حمور الق�صة وحار�س �سلطتها‪.‬‬ ‫رمزية العتبة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫والعتب ��ة بو�صفه ��ا �شيئا من الأ�شي ��اء ال�صلبة اجلامدة‬ ‫ف�إنه ��ا متثل مركز ًا وحجر زاوية يف ق�ص ��ة النبي �إبراهيم‪,‬‬ ‫وذل ��ك لأنه ��ا ترم ��ز للم ��ر�أة �أو الزوجة‪ ,‬وهي به ��ذا الرمز‬ ‫الظاهري تدل على مرم ��وزات خمتلفة منها رمز اجلن�س‪,‬‬ ‫ورم ��ز التثبيت و�إقامة البن ��اء مادي ًا واجتماعي� � ًا‪ ,‬وهذا ما‬


‫كان م ��ن حال النب ��ي �إبراهيم ال ��ذي كان يف حالة ت�أ�سي�س‬ ‫لبناء مقد� ��س وهو البيت فقد �أراد �أن يثب ��ت العتبة‪/‬املر�أة‬ ‫ولي� ��س العتبة‪/‬احلجر بو�صفها �أح ��د الدعائم االجتماعية‬ ‫املعينة يف �إنتاج الذرية ال�صاحلة التي �ستكون خادمة لهذا‬ ‫البيت فيما بعد‪ ,‬وامر�أة �إ�سماعيل الأولى مل تكن لديها تلك‬ ‫املقومات حيث �إنها مل تنجب له ذرية ومل تكن ذات �أخالق‬ ‫ح�سنة مع ما متيزت به من التذمر وعدم حمد النعمة‪ ,‬وبه‬ ‫ف�إنه ��ا �ستكون رمز ًا للم ��ر�أة ال�شريرة العاقر التي مل تنجب‬ ‫وال يوجد يف بيتها طعام وهذا على عك�س ما كان من املر�أة‬ ‫الثاني ��ة التي كانت رم ��ز ًا للمر�أة الطيبة املنج ��ب (فاملر�أة‬ ‫ال�شري ��رة الت ��ي طلقها �إ�سماعيل هي (ابن ��ة ال�صدي) وقد‬ ‫ظه ��رت يف الأ�سطورة كام ��ر�أة عاقر مل تنج ��ب لإ�سماعيل‬ ‫ن�س ًال‪ ,‬وهذه �صورة منوذجية للقحط‪.‬‬ ‫�إن وجود (املر�أة العاقر) ال�شريرة التي ال متلك طعام ًا‬ ‫يف منزلها هو عن�صر �ض ��روري والزم للخطاب الأ�سطوري‬ ‫لإن�ش ��اء �ص ��ورة منطي ��ة ع ��ن اجل ��دب والقح ��ط يف حي ��اة‬ ‫كعمل بناء‬ ‫اجلماع ��ة‪ .‬ولذا ميك ��ن ت�أويل الطالق الرم ��زي ٍ‬ ‫لالف�ت�راق عن �شرط �إن�ساين �شدي ��د الق�سوة‪ .‬على الطرف‬ ‫الآخ ��ر م ��ن ه ��ذه ال�ص ��ورة الكاحل ��ة ين�شئ �س ��ارد الن�ص‬ ‫الأ�سطوري �ص ��ورة �شيقة المر�أة طيبة تلد اثني ع�شر رج ًال‬ ‫(زعيم ًا) وميتل ��ئ منزلها ب�شرائح اللح ��م واللنب‪ ,‬ب�شو�ش ًة‬ ‫وراجح ��ة العقل)‪ ,‬ولعله من الطبيعي ج ��د ًا من خالل هذا‬ ‫ال�سي ��اق الرمزي وه ��و رمزية البناء و�إقام ��ة دعائم البيت‬ ‫�أن يرم ��ز النبي للمر�أة بالعتبة ب�سب ��ب ح�ضور فكرة البناء‬ ‫ مب ��ا حتمله من رف ��ع القواعد وت�أ�سي� ��س العتبات– و�أنها‬‫ه ��ي احلالة الت ��ي ت�شغله فلم يجد رمزي ��ة ت�شري وتدل على‬ ‫املر�أة �إال العتبة‪ ,‬ولي�س هذا فقط بل �إن الرتميز بالعتبة فيه‬ ‫�شفرة مغلقة حتمل ر�سالة رمزية حتملها املت�ضررة‪/‬املر�أة‪,‬‬ ‫وال تعلمه ��ا ل�ضمان تو�صيل الر�سال ��ة �إلى االبن‪/‬الزوج بعد‬ ‫عودته‪ ,‬وقد اتفق الأمران مع �سياق الن�ص الأ�سطوري هذا‪.‬‬ ‫وب�إع ��ادة ال�س� ��ؤال من جدي ��د ملعرفة ال�سب ��ب يف تكنية‬ ‫امل ��ر�أة بالعتب ��ة دون غريه ��ا م ��ن الأ�شياء ف�س ��وف جند–‬ ‫�أي�ض� � ًا‪� -‬أن الت�صورات القدمي ��ة �أ�شارت �إلى �أهمية احلجر‬ ‫يف التفك�ي�ر البدائ ��ي‪ ,‬و�أولت ��ه عناي ��ة خا�ص ��ة‪ ,‬والعتبة من‬ ‫احلجر‪ ,‬واحلجر له رمزية عند البدائيني والقدماء‪ ,‬وكان‬ ‫بع�ضه ��م (مييل العتبار كل حجر كع ��امل‪ .‬احلجارة هرمة‪,‬‬ ‫�سابقة للحياة‪ ,‬وللإن�س ��ان ‪ ...‬وغالب ًا ما تكون احلجارة يف‬ ‫نظر البدائي�ي�ن مثقلة باملقد�س)‪ ,‬وعلي ��ه فالعتبة واحلجر‬ ‫رمز للجدب والقح ��ط كما هو �ش�أن عتبة �إ�سماعيل الأولى‪,‬‬ ‫ورمز للخ�صب والطاقة الكامنة كما هو �ش�أن عتبته‪/‬زوجته‬

‫بري�شة زهراء الها�شم ‪ -‬ال�سعودية‬

‫الثانية‪.‬‬ ‫وه ��ذه الرمزية تف�سر وجه ًا للعالق ��ة بني العتبة‪/‬املادة‬ ‫ال�صلبة وبني املر�أة ذات اللحم والدم! فهناك اعتقاد قدمي‬ ‫بوج ��ود نوع من (احلجارة املخ�صب ��ة يف �أ�صل الأعراف‪...‬‬ ‫من قب ��ل الن�ساء اللوات ��ي يرغنب يف الإجن ��اب) وذلك من‬ ‫خالل طرق خمتلف ��ة كاقتناء نوع خا�ص م ��ن احلجارة‪� ,‬أو‬ ‫تعلي ��ق بع�ض مالب�س املر�أة الداخلية عل ��ى حجر مقد�س �أو‬ ‫�صنم طلب ًا للخ�صب وح�صول الربكة‪ ,‬ولعل هذه الت�صورات‬ ‫ال ت ��زال قائمة له ��ذا اليوم وهي مت�أ�س�س ��ة منذ تاريخ قدمي‬ ‫جد ًا مفعم بالأ�سطوري الغريب‪.‬‬ ‫كما �أنه يج ��در بنا يف هذا ال�سي ��اق �أن نت�ساءل فنقول‪:‬‬ ‫ه ��ل تقت�صر تكنية املر�أة بالعتب ��ة على داللتها اللغوية فقط‬ ‫�أم �أن لها دالالت �أخرى غري بريئة؟‬ ‫عند الرجوع �إلى كتب املعاجم اللغوية والبالغية وكتب‬ ‫تفا�س�ي�ر الق ��ر�آن ف�سوف جند �أن الكني ��ة يف الأ�صل عندما‬ ‫تطل ��ق ف�إنه ال يراد بها �سوى الداللة اللغوية‪ ,‬والعالقة فيها‬ ‫ب�ي�ن الدال واملدلول منغلقة ومعلل ��ة يف الوقت ذاته‪ ,‬ولذلك‬ ‫فق ��د علل اب ��ن ال َّنحا�س التكني ��ة للمر�أة بالنعج ��ة يف قوله‬ ‫تعالى‪�( :‬إن هذا �أخ ��ي له ت�سع وت�سعون‬ ‫نعجة ويل نعجة واح ��دة فقال �أكفلنيها‬ ‫وع ��زين يف اخلطاب) بقوله‪( :‬والعرب‬ ‫تكنى عن املر�أة بالنعجة وال�شاة ملا هي‬ ‫عليه م ��ن ال�سك ��ون واملعج ��زة و�ضعف‬

‫‪41‬‬


‫اجلانب وقد يكنى عنها بالبقرة واحلجرة والناقة لأن الكل‬ ‫مرك ��وب)‪ ,‬وهو من باب التنبي ��ه والتفهيم عند احل�سن بن‬ ‫ف�ضل ‪ .‬يقول‪( :‬ه ��ذا تعري�ض التنبيه والتفهيم لأنه مل يكن‬ ‫هناك نعاج وال بغي و�إمنا هو كقول النا�س �ضرب زي ٌد عمر ًا‬ ‫وظلم عمرو زيد ًا وا�ش�ت�رى بكر دار ًا وما كان هناك �ضرب‬ ‫وال ظلم وال �شراء)‪.‬‬ ‫وهك ��ذا يف اخلط ��اب اللغ ��وي‪ ,‬لك ��ن لي� ��س الأم ��ر على‬ ‫�إطالق ��ه خا�صة �إذا تدخ ��ل ال�سياق يف حتوير وحتويل داللة‬ ‫اللفظ ��ة �إلى غريه ��ا ك�أن يراد التحق�ي�ر ل�ش�أن امل ��ر�أة ب�أي‬ ‫ال ُكن ��ى التي تكنى بها‪ ,‬و�أكرث ه ��ذا النوع من االنزياح يكون‬ ‫يف الت�ص ��ورات الثقافي ��ة لل�شعوب التي تلتق ��ط بذكاء بعد ًا‬ ‫خفي ًا من الن�ص وتزيحه عن �سياقه اللغوي الربيء‪ ,‬ومثاله‬ ‫جعل املر�أة كالنعل! وهذا االلتقاط جاء من معرفة العالقة‬ ‫ب�ي�ن العتبة واملر�أة فالعتبة توطئ واملر�أة كذلك‪ ,‬ويف الوطء‬ ‫امتهان من ِقبل الواطئ الذي يكون يف الأعلى على املوطوء‬ ‫ال ��ذي يف الأ�سفل �س ��وا ًء العتبة �أو املر�أة‪ ,‬وم ��ا دامت العتبة‬ ‫توط ��ئ بالنعل الت ��ي يف ال َقدَم فقد �أل�صقوه ��ا باملر�أة �صف ًة‬ ‫وكني ًة‪ ,‬ووطئ املر�أة هو الدخول يف فعل اجلماع‪ ,‬و�أ�صبحت‬ ‫مالزم ��ة �صفة النعل للم ��ر�أة كدخول الق ��دم فيها بد ًال من‬ ‫دخ ��ول �آلة الذكورة! وبهذا ابتعد البع ��د اللغوي الأول الذي‬ ‫كان عل ��ى �سبيل الإي�ضاح والإفهام؛ املر�أة كالعتبة يف تثبيت‬ ‫دعائم البيت اجتماعي ًا ورعاية للزوج والأوالد‪� ,‬إلى التحقري‬ ‫له ��ا بهذه ال�صفة الت ��ي اعتادها العرب كث�ي�ر ًا عندما ك َّنوا‬ ‫(امل ��ر�أة بالعتبة والنعل والق ��ارورة والبي ��ت والدمية والغل‬ ‫والقي ��د)‪ ,‬والثقاف ��ة التي �أخ ��ذت �أقرب الم� � ٍ�س للعتبة وهو‬ ‫النع ��ل و�ألزمته للمر�أة (املر�أة كالنعل ��ة) هي ثقافة مت�أزمة‬ ‫تعي�ش حتت وط�أة ال�صراع واال�ستبداد من �سلطات املجتمع‬ ‫املختلفة‪ ,‬وا�ستغلت تفكريها اللغوي واملجازي ووظفتهما يف‬ ‫النيل من جن�س امل ��ر�أة على �سبيل التنفي�س وتفريغ الكبت‪,‬‬ ‫مع عدم �إغف ��ال تلك الثقافة حلاجته ��ا املا�سة وال�ضرورية‬ ‫للم ��ر�أة يف بناء البيت واحلي ��اة والأ�سرة‪ ,‬مثل ��ه مثل النعل‬ ‫ال ��ذي يطئه الرج ��ل لكنه ال ي�ستغني عنه لك ��ي يقيه حرارة‬ ‫الأر� ��ض و�أ�شواك الطريق‪ ,‬وه ��ذا الإدراك من قبل الثقافة‬ ‫الت ��ي تقيم النظائر والعالقات بني �شبيه�ي�ن ر�أت �أن النعل‬ ‫يحم ��ل ال َّر ُج� � َل‪ ,‬وامل ��ر�أة حتمل ال َّر ُج� � َل‪ ,‬وك ��ون الرجل هو‬ ‫املحمول يف كلتا احلالت�ي�ن فالنعلة واملر�أة �سواء‪ ,‬وله – �أي‬ ‫الرج ��ل ‪ -‬مطل ��ق احلرية يف الوقت ال ��ذي ي�شاء من خالله‬ ‫التعام ��ل م ��ع امل ��ر�أة �أو النعلة يف لب�سه ��ا �أو خلعه ��ا‪ ,‬ولي�س‬ ‫هناك (�أذل من النعل) كما تقول الأمثال العربية‪.‬‬ ‫وم ��ن خالل البح ��ث يف امل�صادر العربي ��ة املبكرة جند‬

‫‪42‬‬

‫�أن مالزم ��ة املر�أة للعتبة فكرة متجذرة ومت�أ�س�سة لي�ست يف‬ ‫ق�ص ��ة النبي �إبراهيم الأ�سطوري ��ة‪ ,‬بل �شملت كتب املعاجم‬ ‫اللغوي ��ة كل�س ��ان العرب الب ��ن منظور ال ��ذي كان ميزج بني‬ ‫الت�صورين اللغ ��وي والثقايف من خالل �سياق تعريفة جلذر‬ ‫(ع َتب ‪ :‬العتبة �أ�سكفة الباب التي توط�أ وقيل‬ ‫عتب‪ ,‬فيقول‪َ :‬‬ ‫العتبة العليا واخل�شبة التي فوق الأعلى احلاجب والأ�سكفة‬ ‫ال�سفل ��ى والعار�ضت ��ان الع�ضادت ��ان واجلمع عت ��ب وعتبات‬ ‫والعتب ال ��درج وعتب عتبة اتخذها وعت ��ب الدرج مراقيها‬ ‫�إذا كانت من خ�شب وكل مرقاة منها عتبة‪ .‬ويف حديث ابن‬ ‫النح ��ام ق ��ال لكعب بن مرة وهو يح ��دث بدرجات املجاهد‬ ‫م ��ا الدرجة فقال �أما �إنها لي�ست كعتبة �أمك �أي �إنها لي�ست‬ ‫بالدرجة التي تعرفها يف بيت �أمك)‪ ,‬فابن منظور خرج من‬ ‫التعري ��ف اللغوي �إلى الت�صور الثقايف من خالل مقولة ابن‬ ‫النح ��ام الذي �أل�ص ��ق العتبة بالأم (كعتب ��ة �أمك)‪ ,‬وهناك‬ ‫ماه ��و �أ�شد و�ضوح ًا م ��ن ذلك وخا�صة يف ت�أوي ��ل العتبة يف‬ ‫املنام ��ات ‪ ,‬فـ(العتبة‪ :‬هي يف املنام ام ��ر�أة الرجل‪ ...‬وقيل‬ ‫�إن العتب ��ة هي الدولة �أو قيم الدار‪ ...‬وم ��ن بنى عتبة ف�إنه‬ ‫يتزوج‪ ,‬ومهما حدث يف العتبة فان�سبه �إلى املر�أة)‪.‬‬ ‫كما �أن الت�صور ال�صويف له دوره يف التقاط هذه الثيمة‬ ‫الثقافي ��ة الت ��ي جعل منها و�سيل ��ة ت�أويل لن�صو� ��ص القر�آن‬ ‫الكرمي بناء على ت�صورات ال�صوفية امل�شهورة‪ ,‬ولذلك فقد‬ ‫�أ َّول ��ت ال�صوفية الآي ��ة الكرمية (فاخلع نعلي ��ك) �أي �أهلك‬ ‫(وقيل يف معنى قول ��ه تعالى‪( :‬فاخلع نعليك) �أي اخلع عن‬ ‫قلبك �أهلك وولدك وكل ما �سوى اهلل)‪.‬‬ ‫�إن رمزي ��ة العتبة واقرتانه ��ا بجن�س املر�أة مل يقف عند‬ ‫الع�صور املبكرة يف الثقافة‪ ,‬ب ��ل امتد ذلك لي�شمل �أزمنتنا‬ ‫املعا�ص ��رة‪ ,‬وهذا دليل على �أن هذا النوع من الرتميز �صار‬ ‫عالم ��ة ثقافي ��ة ون�سق� � ًا م� َؤ�س َ�س� � ًا‪ ,‬ومن ذلك م ��ا كتبه �أحد‬ ‫�شعراء القرن الرابع ع�شر الهجري وعامل ًا من علماء الدين‬ ‫املنت�سبني لأحد املذاهب الفقهية املعروفة‪ ,‬وهو ال�شيخ عبد‬ ‫اهلل ب ��ن علي العبدالقادر‪ ,‬حي ��ث (اكت�شف ال�شيخ عبداهلل‬ ‫بن عل ��ي بعد بنائه بزوج ��ه �أنها �أخته م ��ن الر�ضاع‪ ,‬وفرق‬ ‫بينهما‪ ,‬وقد �أر�س ��ل �إليه كثري من ال�شعراء يوا�سونه) فكان‬ ‫رده ق�صيدة منها هذا البيت‪:‬‬ ‫وما �آ�سى على �شيء تولى وهل �آ�سى على خلعي نعايل‬ ‫والح ��ظ �أن ال�شاعر هنا �سيط ��رت عليه ن�سقية املجتمع‬ ‫وثقافت ��ه فرمز للمر�أة بالنع ��ال يف بيته ال�ساب ��ق‪ ,‬وحتى لو‬ ‫افرت�ضنا �أن ال�شيخ‪/‬ال�شاع ��ر �أراد العالمة اللغوية الربيئة‬ ‫من احلط من �ش�أن املر�أة‪� ,‬إال �أن وعيه قاده لأن يكون �صوت ًا‬ ‫للثقافة التي تغلبت على �شاعريته وتدينه‪.‬‬


‫بري�شة كرمية امل�سريي ‪ -‬ال�سعودية‬

‫‪43‬‬


‫كيف نقر�أ اللوحة الت�شكيلية‬

‫حممد امل�صلي‬

‫كاتب وفنان ت�شكيلي‪-‬القطيف ال�سعودية‬ ‫التوا�صل‪ :‬مفهوم عميق له �أبعاد ظاهرية ومعنوية‪ ،‬وظل هذا املعنى متالزم مع‬ ‫الب�شر منذ ن�ش�أت الإن�سان وظهوره‪ ،‬وق�صة �سوء الفهم التي ح�صلت مع ابني‬ ‫�آدم‪ ،‬و�إلى يومنا هذا حيث ابتكر الإن�سان عدة طرق و�أ�ساليب للتوا�صل فيما بني‬ ‫ال�شعوب التي بد�أت بالإ�شارة والهمهمة ثم اللغة والكتابة والر�سالة وباقي و�سائل‬ ‫االت�صال الثقافية كاملعار�ض واملتاحف وامل�سرح والق�صة وال�شعر واملو�سيقى‪ .‬و�صار‬ ‫لكل �شعب لغة ولكل لغة رموزها الكتابية والتي كانت �سابقا تقوم بالأ�سا�س على‬ ‫الر�سم‪ ،‬ثم اختزلت الر�سوم التي ت�أخذ م�ساحة ووقتا �إلى رموز خمت�صرة ب�سبب‬ ‫التقدم وال�سرعة واحلاجة لهذا ال�سباق مع الوقت واملكان‪.‬‬

‫بري�شة فاطمة مطر ‪ -‬ال�سعودية‬


‫ف�إذا عرفنا �أن الأعمال الإبداعية بكل فنونها‪ :‬كاللوحات‬ ‫واملج�سمات‪ ...‬عامل مهم يف عملية التوا�صل بني ال�شعوب منذ‬ ‫�آالف ال�سنني فنحن نقر�أ �أعمال الفراعنة والفينيقيني وباقي‬ ‫الأمم التي تركت ب�صماتها على هذا الكوكب‪.‬‬ ‫ومعظ ��م جمتمعن ��ا يتذك ��ر اللوح ��ات الت ��ي ي�ستطي ��ع الكل‬ ‫بب�ساطة �أن يفهمها ويتفاعل معها ويتو�صل �أحيانا �إلى الإعجاب‬ ‫واال�ستمت ��اع بها‪ ،‬وهذه الأنواع تعرف فنيا باملذهب الكال�سيكي‪،‬‬ ‫�أو املدر�س ��ة التقليدية وهي الطريق ��ة القدمية التي يعرفها �أكرث‬ ‫العامة من النا�س يف الر�سوم العادية مثل �آلة الت�صوير التي تنقل‬ ‫الواق ��ع �أو ت�سجله‪ ،‬يهت ��م �صانعوها باحلرفنة املهني ��ة ‪ -‬ولي�سوا‬ ‫كله ��م ‪ -‬ك�ص ��ور الأ�شخا� ��ص والأ�ش ��كال واحليوان ��ات والطبيعة‬ ‫ال�صامتة واملناظ ��ر الطبيعية احلية وغريها‪ ،‬من ت�سجيل حريف‬ ‫للأح ��داث والوقائع التاريخية مع مراع ��اة الن�سب والأبعاد التي‬ ‫تبه ��ر اجلمهور بالتفا�صيل الدقيقة‪ ،‬ولي� ��س ذلك يقلل من �ش�أن‬ ‫تل ��ك املدر�سة فلها روادها ومبدعيها‪ ،‬فل�ست ب�صدد تف�ضيل بني‬ ‫املدار�س بل �إي�ضاح بع�ض الغمو�ض واملالب�سات‪.‬‬ ‫�إذا بقي علينا اجلانب الآخر الذي ال ن�ستطيع التفاهم معه‬ ‫وهو �صلب مو�ضوعنا‪:‬‬ ‫وال�س�ؤال الذي يفر�ض نف�سه دائما عندما يقف �أحد عند‬ ‫لوحة ال ي�ستطيع �أن يتفاعل معها‪ ،‬وبلغة �أخ��رى ال يفهم منها‬ ‫�شيء‪� ،‬أو ال يعرف ما تعنيه تلك الألوان واخلطوط والرموز‪.‬‬ ‫�س‪ :‬ملاذا لوحات الر�سوم التي نعرفها تبدلت وتغريت؟‬ ‫�س‪ :‬هل حتولت اللوحات �إلى كتابة هريوغليفية �أو م�سمارية؟‬ ‫� ��س‪ :‬ه��ل ال �ف��ن مل ��رت ��ادي امل �ع��ار���ض‬ ‫واخلوا�ص؟‬ ‫�سوف �أح��اول‬

‫بري�شة ابتهال ال�سادة ‪ -‬ال�سعودية‬

‫الإجابة على تلك الأ�سئلة بطريقة مب�سطة ولكن بالتدرج كي‬ ‫نتو�صل �إلى معاين منطقية‪.‬‬ ‫ملحة عامة‪:‬‬ ‫مل يع ��د الف ��ن مدر�س ��ة واحدة ومل تع ��د فك ��رة التعبري عن‬ ‫امل�شاعر والأحا�سي�س تنبع من جمال فريد‪ ،‬فمع التقدم واالزدهار‬ ‫الفكري والعلم والتكنولوجيا‪ ،‬تعددت املدار�س واملذاهب والر�ؤى‬ ‫والأ�سالي ��ب والفل�سف ��ات الفكري ��ة والفنية‪� ،‬أما التع ��رف عليها‬ ‫يب�ي�ن للمتتبع مفه ��وم الفن وطرقه اجلدي ��دة‪ ،‬كاملدار�س الفنية‬ ‫الغربية‪ :‬الكال�سيكي ��ة ‪ -‬والرومان�سية ‪ -‬والواقعية ‪ -‬والتكعيبية‬ ‫ والتجريدية ‪ -‬وال�سريالية ‪ -‬واالنطباعية ‪ -‬والت�أثريية ‪....‬‬‫وكم ��ا ذكرنا ع ��ن ات�ساع م ��دارك الإن�س ��ان وتو�سي ��ع �آفاقه‬ ‫من ��ذ بداي ��ة خل ��ق الب�شري ��ة للتوا�ص ��ل والتط ��ور �إذ جعلها اهلل‬ ‫�شعوب وقبائ ��ل للتعارف والتناف�س عل ��ى العمل ال�صالح خلدمة‬ ‫الأخوة الإن�سانية‪ ،‬وحاجت ��ه للتقدم والتطور واكت�شاف كل ماهو‬ ‫مفي ��د وجدي ��د وغريب‪ ،‬تو�ص ��ل �إل ��ى اخت ��زال كل االخرتاعات‬ ‫والتكنولوجيا �إلى م�ساحات موجزة ت�ؤدي كل الأغرا�ض الفكرية‬ ‫والفل�سفية وغريه ��ا ب�صيغة مب�سط ��ة وذات �إمكانيات �أكرث‪ ،‬وال‬ ‫�أدل عل ��ى ذلك كالقر�ص ال�صلب الذي يحتوي مائة كتاب ت�ضعه‬ ‫يف جيب ��ك‪ ،‬ه ��ذا االختزال هو �أح ��د �أفكار املدر�س ��ة التجريدية‬ ‫والت ��ي تنحو �إل ��ى التب�سيط واالبتع ��اد عن التعقي ��د والتفا�صيل‪،‬‬ ‫من هنا �صار د�أب بع� ��ض الفنانني الت�شكيليني يتجه للإيجاز يف‬ ‫�أعمال ��ه و�إهمال التفا�صيل‪ ،‬و�صار ل ��كل فئة �أو جماعة طريقة �أو‬ ‫منه ��ج كالتجريدية الهند�سية التي ا�ستعمل ��ت الأ�شكال الهندية‬ ‫ووظفته ��ا يف �أعمال كثرية وهكذا‪ ،‬والتكعيبية التي ا�ستوحت من‬ ‫�شكل املكعب معظم �أعمالها‪� ،‬أو كالتنقيطية يف لوحات فان جوخ‬ ‫م ��ن املدر�سة الت�أثريية كما انتهجت ا�ستخدام ت�أثري الألوان على‬ ‫العني بعد اكت�شافات علمية عن �أ�صل الألوان من ال�ضوء‪.‬‬ ‫بع�ض احللول‪:‬‬ ‫�أما عدم املعرفة لقراءة اللوحة يرجع للق�صور لهذه‬ ‫الثقافة واحتياجنا �إلى معرفة تلك التكنولوجيا التي‬ ‫مل نتطلع �إلى مفاتيحها‪ ،‬والتي مل نتو�صل �إلى‬ ‫مفاهيمها‪.‬‬ ‫فالأم ��ي ال ��ذي مل يتعلم‬ ‫القراءة ق ��د مي�سك الكتاب �أو‬ ‫الر�سالة مقلوبا م ��ع �أنه يثمن‬

‫‪45‬‬


‫قيم ��ة الورقة و�أهميتها‪ ،‬فكثري من املن�صفني اللذين ال يعرف ما‬ ‫يف تل ��ك الورقة يقر بقيمتها ويعتربها ثمينة حتى يثبت له عك�س‬ ‫ذل ��ك‪ ،‬وي�أتي بر�سالته �إل ��ى قارئ يخربه مب ��ا ر�آه فيها ويطمئنه‬ ‫على �أهلة‪.‬‬ ‫وال ��ذي يعرف العربية يرى الكتاب ��ة ال�صينية غري مفهومة‬ ‫لديه ولكن من الإجحاف �أن ي�سميها �شخبطة �أو ال قيمة ت�سوى‪،‬‬ ‫فالبع� ��ض يقف �أمام اللوحة الت�شكيلية مهما كانت رموزها‪ ،‬و�إن‬ ‫مل يعرف ما حتوي ��ه ولكنه يجد الراحة منها �أي تعجبه ويتمنى‬ ‫اقتنائه ��ا‪ ،‬مما ي ��دل على �أن هناك �أم ��ور بالت�أكيد ت�ساعد على‬ ‫التوا�صل مع اللوحة وفهمها‪.‬‬ ‫التفاعل مع اللوحة‪:‬‬ ‫* ح�ضور املعار�ض ملتابعة كل جديد وما و�صل �إليه الفن‬ ‫من تطورات‪.‬‬ ‫* الإطالع على بع�ض الكتب وامل�صادر‪ ،‬والت�سلح باملعرفة‬ ‫والثقافة العامة‪.‬‬ ‫* زيارة املتاحف والعرو�ض اخلارجية والداخلية‪.‬‬ ‫* م�ع��رف��ة ف�ن��اين املنطقة �أو غ�يره��م وت�ت�ب��ع �أعمالهم‬ ‫وجتاربهم‪.‬‬ ‫* معرفة املدار�س الفنية والأ�ساليب اجلديدة‪ ،‬والإطالع‬ ‫على ثقافات ال�شعوب‪.‬‬ ‫ح�ض ��ور الن ��دوات واملحا�ض ��رات والأم�سي ��ات الت�شكيلي ��ة‬ ‫والرتبوي ��ة وامل�ساهمة فيه ��ا بفعالية و�إيجابي ��ة‪ ،‬والتي تدار بني‬ ‫الت�شكيليني �أو معلمي الرتبية الفنية وغريهم من الأدباء‬ ‫واملثقف�ي�ن والرتبويني‪ ،‬وذلك لإث ��راء احلركة الت�شكيلية يف‬ ‫املنطق ��ة وجتديدها و�إحداث تطور جم ��ايل على جميع ال�صعد‬ ‫بري�شة �سلمى ال�شيخ ‪ -‬ال�سعودية‬

‫‪44‬‬

‫الرتبوية واالقت�صادية واالجتماعية‪...‬‬ ‫وكذلك تقدم جماالت الفنون اجلمالية وتو�سيع نطاقها‪،‬‬ ‫لت�صل �إلى رقي ومتيز على �أقرانها من الفنون التي �شملت كل‬ ‫املجاالت تقريبا‪.‬‬ ‫فهم اللوحة بالإح�سا�س‪:‬‬ ‫لي� ��س يف الف ��ن ح ��روف للعربي ��ة و�أخ ��رى للإجنليزي ��ة �أو‬ ‫الهندي ��ة ب ��ل للت�شكيل لغ ��ة عاملي ��ة تفهمها الب�شري ��ة كل ح�سب‬ ‫�إح�سا�سه وم�شاعره املدربة كما يقال‪( :‬ال�صورة �أكرث بالغة من‬ ‫الكلمة) وهناك عدة طرق ال�ستيع ��اب تلك املفاهيم والتوا�صل‬ ‫معها‪.‬‬ ‫هل ر�أيت بع�ض العرب ي�ستمع �إلى �أغاين �أجنبية؟ بالت�أكيد‬ ‫ي�ستمت ��ع البع�ض بال�سم ��اع للمو�سيق ��ى الأجنبي ��ة كالإجنليزية‬ ‫والهندية‪ ...‬وقد ال يعرف من تلك اللغة كلمة واحدة فهل يفهم‬ ‫املعنى ؟ �أو يتذوق �شيء كمن يقول ال �أدري ما �أكلت ولكنه لذيذ‪.‬‬ ‫لقد �سمعنا الأجانب ممن در�س الإ�سالم لإعجابه ب�صوت‬ ‫ال�شيخ عبد البا�سط عبد ال�صمد ق��ارئ ال �ق��ر�آن الكرمي‪،‬‬ ‫لأن الأذن عندما ت�سمع الأ� �ص��وات يرتجم العقل ما و�صله‬ ‫�إل��ى امل�شاعر وكذلك من النظر امل��درب‪ ،‬فاحلوا�س اخلم�س‬ ‫وغريها قنوات لإي�صال املعلومات للعقل‪ ,‬فهو ي�سمع بب�صريته‬ ‫و�أحا�سي�سه وم�شاعره‪ ،‬وكذلك اللوحة عند التفاعل معها‬ ‫ت�ستطيع ترجمة عنا�صرها �إل��ى قيم جمالية تلهب امل�شاعر‬ ‫فت�سر �أو تبكي �أو تفرح وهكذا‪.‬‬ ‫ر�سم بيكا�سو �صورة ل�شخ�ص وبعد انتهائه منها مل تكن‬ ‫ال�صورة ت�شبه �صاحبها فلما ا�ستنكر عليه �أجابه الفنان �أنا �أراك‬ ‫هكذا‪ ،‬ال ن�ستغرب من هذا الت�صرف �إذا عرفنا �أن الإن�سان ال‬


‫يُرى على �شكل واحد فقط‪ ،‬فالولد‬ ‫يرى �أبوه بر�ؤية خمتلفة عنا‪ ،‬وهنا‬ ‫ما نعنيه لي�س ال�صورة اخلارجية‬ ‫بل كل ال�صورة �أو ال�صورة التي‬ ‫ال ن��راه��ا �أو ال���ص��ورة الداخلية‬ ‫لل�شيء‪ ،‬ه��ذا م��ا ت��ري��د املدر�سة‬ ‫االنطباعية �أن تقوله‪� ،‬أو كما يعرب‬ ‫عنه يف املثل (القرد يف عني �أمه‬ ‫غزال) فالآخر ال يراه كذلك‪.‬‬ ‫فالبد من التفاعل مع اللوحة �إيجابيا وذلك مب�شاهدتها‬ ‫بالب�صرية عن طريق الب�صر وعر�ضها على قدراتنا الوجدانية‬ ‫والفكرية‪ ،‬ف�إن تقبلها املزاج وربطها مبا يحويه العقل الباطن‬ ‫وخرج با�ستنتاجات ومقارنات و�صل �إلى درجة اال�ستمتاع اجلاد‬ ‫بالعمل والتجاذب معه‪ ،‬ولي�س مطلوب من الكل �أن يكون ناقدا‬ ‫�أو حملال‪ ،‬بل متذوقا مرهف احل�س بل يكفي �أن تكون جم�ساته‬ ‫نا�ضجة �أي �صحيحة التوا�صل‪.‬‬ ‫�آليات اللوحة‪:‬‬ ‫من �آليات اللوحة القيم الفنية اجلمالية التي حتتويها‬ ‫ومنها‪ :‬اللون‪ ،‬اخلط‪ ،‬امللم�س‪ ،‬امل�ساحة‪ ،‬والكتلة‪ ..‬ومما ي�شمل‬ ‫كل ذلك التكوين الذي يعتمد عليه بناء العمل الفني بالكامل‬ ‫�سواء كان جم�سم �أو م�سطح �أو ب��ارز‪ ...‬بل ال بد من الإمل��ام‬ ‫بالأ�س�س الفنية ومراعاتها عند �إن�شاء ذلك ال�صرح يف اللوحة‬ ‫وهي‪ :‬الوحدة‪ ،‬واالتزان‪ ،‬والرتابط‪ ،‬والإيقاع‪ ،‬والعالقات بني‬ ‫الأل��وان وب�ين اخلطوط وه�ك��ذا‪ ....‬وحتى امل�صادر ال�شعبية‬ ‫تتعرف على معاين الأل��وان وبع�ض مدلوالتها فالأ�سود يرمز‬ ‫للحزن والأحمر للخطر والأبي�ض لل�سالم والأخ�ضر للنماء‪..‬‬ ‫ومن خالل مدلوالت اخلطوط ‪ :‬فامل�ستقيم �إذا كان عموديا‬ ‫يدل على القوة والثبات والأفقي على ال�سكون واملنحني يرمز‬ ‫لليونة واملنك�سر للخ�شونة‪ ...‬كل تلك العنا�صر �سمحت للفنان‬ ‫�أن يعرب مبا يجول يف خاطره وال بد �أن يبتكر وي�ضيف ويجدد‬ ‫وهنا ال�صعوبة يف ذلك‪ ،‬لأنه �إذا ظل واقفا ومل يعط اجلديد‬ ‫ال��ذي ينتظره اجلمهور �صار ر�ساما ذا حرفة جامدا بدون‬ ‫حراك وفاته ركب التقدم والرقي‪.‬‬ ‫�إذا البد للمتلقي �أن يرتوى وال يتعجل يف احلكم امل�سبق بل‬ ‫يت�أمل يف العمل الفني‪ ،‬وبعد املحاوالت اجل��ادة‪ ،‬ي�ستطيع �أن‬ ‫ح�سني امل�صوف ‪ -‬ال�سعودية‬

‫يفك ولو بع�ض الرموز التي كانت م�ستع�صية عليه �أو ر�ؤى تو�صل‬ ‫�إليها ويجد متعة يف الغو�ص يف �أركان اللوحة وم�سارات ذلك‬ ‫العمل ثم يرى نف�سه �أخذ ي�سبح يف ف�ضاءات مل ي�سرب �أغوارها‬ ‫�سابقا وتنفتح له �آفاق جديدة‪.‬‬ ‫فمثال‪ :‬الفن الإ�سالمي له خ�صائ�ص وميزات ولكل فنان‬ ‫ختم مييزه ويعرف به‪ ،‬ف�إذا ر�أيت القباب الب�صلية تتعرف على‬ ‫الفن الإ�سالمي لل�سند و�شرق فار�س‪ ،‬والأقوا�س ذات حدوة‬ ‫الفر�س للفن الإ�سالمي املغربي‪ ،‬مما يعطيك مفاتيح لفنون‬ ‫ت�ستطيع الولوج ملحاورتها‪ ،‬وقد �أدخل يف بع�ض واجهات منازل‬ ‫منطقتنا على الأبواب والنوافذ املثلث املت�ساوي الأ�ضالع الذي‬ ‫يرتكز على عمودين امل�أخوذ من الفن الروماين‪ ،‬وقيل يخ�ص‬ ‫الكنائ�س‪.‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى ذلك نتعرف على الفنان وانفعاالته ونف�سيته‬ ‫من خ�لال �أل��وان��ه وب�صمته اخلا�صة ونف�سه يف �أعماله‪ ،‬كما‬ ‫يقال �أي�ضا يف ال�شعر وغريه من الفنون الإبداعية‪ ،‬وال نريد �أن‬ ‫ن�صعب على القارئ فنبني كل جماالت و�أبعاد اللوحة‪ ،‬بل ال‬ ‫بد من الإملام ال�سريع ببع�ضها كثقافة عامة من خاللها يبني‬ ‫امل�شاهد �أفكاره و ُر�آه‪.‬‬ ‫�إن هذه الن�شرة الب�سيطة كتبت لت�سهيل معرفة ما حتتويه‬ ‫بع�ض الأعمال الفنية وهي للم�شاهدين العاديني وقليلي رواد‬ ‫املعار�ض‪ ،‬ولي�ست للمحرتفني واملتتبعني من ق��راء اللوحات‬ ‫والأعمال والذين ال يحتاجون �إلى مثل ذلك التب�سيط‪ ،‬ولي�ست‬ ‫لتحويل امل�شاهدين �إلى نقاد �أو حمللني فنيني بل لتذوق الأعمال‬ ‫اجلمالية ورفع احل�س املرهف واملقارنة‪،‬‬ ‫والت�شبع بالثقافة والذوق الرفيع وحت�صيل‬ ‫املعلومات الفنية العامة‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫ب�صريات �أعمى اليمن‬ ‫الواقع‪ ..‬يف �أربع ُبنى لغوية‬

‫حبيب حممود‬

‫�شاعر وكاتب ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬

‫تت�شكل ال�صورة ال�شعرية لدى عبداهلل الربدوين من بنية لغوية‬ ‫تت�شابك فيها العديد من االعتبارات امل�ضمونية وال�شكلية التي‬ ‫ت�ستمد مفردتها ‪ -‬وجملتها ‪ -‬من ال�سحنة اليمنية مبا تنطوي‬ ‫عليه من �إ�شارات بيئية ميكن التقاطها‪ ،‬كخ�صائ�ص‪ ،‬يف ال�شعر‬ ‫اليمني احلديث على نحو عام‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫ما يك�شف عنه من مواقف وما ُيعبرّ من ر�ؤى حيال‬ ‫ثمة م ��ا ي�شي بيمنية املف ��ردة‪ ،‬وبيئية اجلملة‪،‬‬ ‫م ��ا يجري وما ه ��و متوقع‪ ،‬ف�إن ال�ب�ردوين تخطى‬ ‫و�صرام ��ة الإ�شارية الواقعية املت�صلة جذورها مبا‬ ‫القالب اخلطابي الذي ي�ضع‪« ..‬الآخر» يف حميط‬ ‫هو عابر يف اليومي الوطن ��ي �سيا�سي ًا واجتماعي ًا‪،‬‬ ‫الر�ؤي ��ة ال�شعرية‪ ،‬مرتد ًا عل ��ى «الذات»‪ ،‬ومتوحد ًا‬ ‫وما ه ��و متج ��ذر يف الهاج� ��س ال�صع ��د احلياتية‬ ‫مع ذل ��ك «الآخر» ال ��ذي حت� � ّول‪ ،‬يف �أ�ضاميم لغة‬ ‫ذاته ��ا‪ ..‬وال�ب�ردوين‪ ،‬القادم م ��ن تفا�صيل ثالث‬ ‫عل ��ى درج ��ة عالي ��ة م ��ن ال�شفافي ��ة‪� ،‬إل ��ى «ذات»‬ ‫مراح ��ل �سيا�سي ��ة تعاقب ��ت عل ��ى تاري ��خ اليم ��ن‬ ‫تتعر� ��ض لوابل م ��ن ال�سياط‬ ‫احلدي ��ث‪� ،‬شاع ��ر تكاثف ��ت‬ ‫وتفجر‬ ‫يف لغت ��ه ال�شعري ��ة ال�سم ��ات‬ ‫التي تخرتق الداخل‪ّ ،‬‬ ‫ر�ؤيتها الفا�ضحة لكل �شيء‪.‬‬ ‫اليمني ��ة ذاتها‪ ،‬التي ا�صطبغ‬ ‫ويف ه ��ذه امل�ستوي ��ات من‬ ‫بها الواقع مبفرداته امللهمة‪..‬‬ ‫الره ��ان التعب�ي�ري يتوح ��د‬ ‫ولذلك ُبنيت �صوره ال�شعرية‬ ‫ال�ب�ردوين م ��ع «ل� ��ص حتت‬ ‫على امل�ضامني الواقعية التي‬ ‫الأمط ��ار»‪ ..‬ويبح ��ث مع ��ه‬ ‫تتخ ��ذ لت�شكيله ��ا تعب�ي�رات‬ ‫ع ��ن ُنه ��زة ممكن ��ة لل�سط ��و‬ ‫بيئي ��ة �صميمة‪ ،‬وت�سجل �صيغ‬ ‫واال�ستي�ل�اء عل ��ى م ��ا ي�س� � ّد‬ ‫االت�صال الهرموين باخللفية‬ ‫الرم ��ق‪ ،‬وي�ستطل� � ُع‪ ،‬بر�ؤي ��ة‬ ‫االجتماعي ��ة والثقافي ��ة و ‪-‬‬ ‫الل� ��ص وحرم ��ان اجلائ ��ع‬ ‫بال�ضرورة ‪ -‬ال�سيا�سية‪:‬‬ ‫و�ضع ��ف املحت ��ال‪� ،‬ش ��وارع‬ ‫�إن ه َم � ْ�ت �أح ��ريف دم� � ًا‬ ‫ال�شاعر عبد اهلل الربدوين‬ ‫املدين ��ة‪ ،‬وبيوته ��ا وح ��االت‬ ‫فلأين‬ ‫فرحه ��ا‪ ،‬و�إحباطاتها اجلاثمة‬ ‫ميني املداد‪ ..‬قلبي دواتي‬ ‫ُّ‬ ‫على «الل�ص» وواقع املدينة مع ًا‪!..‬‬ ‫�أم�ضغ القاتَ كي �أظل حزين ًا‬ ‫من �أين �أم ّر‪..‬؟ هنا وك ٌر‬ ‫والقوايف تهمي �أ�سى غري قاتي‬ ‫و�إذا كان ذلك مفهوم ًا يف �إطار فهم الت�أثريات‬ ‫ملعو ٌن رادته �ألعنْ‬ ‫وخ�صو�صياتٌ واقف ٌة‬ ‫البيئي ��ة يف �أي نتاج �إبداعي‪ ،‬وطبيعي ًا تبع ًا لطبيعة‬ ‫عالقة �شخ�صية �أي مبدع مبحيطه وبيئته‪ ،‬ف�إن لدى‬ ‫تهذي كاملذياع الألكنْ‬ ‫وتقل برامي ًال ت�سطو‬ ‫الربدوين حالة �إبداعية خا�صة ترا�صت مفرداتها‬ ‫و�سط الأ�ضواء وال ُت�سجن‬ ‫ح ��د التطاول واجرتاح ما هو منه � ُّ�ي عنه ‪ -‬ولي�س‬ ‫�أي�سار ًا يا «�صنعا» �أم�ضى‬ ‫م�سكوت ًا عنه فح�سب ‪ -‬يف املوا�ضعات االجتماعية‬ ‫الدرب الأمين‬ ‫وال�صي ��غ املت�آلفة‪ ..‬و�إذا كان متوقع� � ًا من ال�شاعر‬ ‫أنتهج َ‬ ‫�أم � ُ‬ ‫هل هذا الأح�سنُ ؟ �أم هذا‬ ‫ال�سيا�سي �أن يتو�سل ال�صي ��غ ال�ساخطة‪ ،‬يف بع�ض‬

‫‪49‬‬


‫يبدو ال �شي َء هنا �أح�سن‪!..‬‬ ‫�شهادات جمنونة‬ ‫اهت ��م ال�ب�ردوين بح ��االت التقم�ص كث�ي�ر ًا‪..‬‬ ‫ويف ال�شع ��ر العرب ��ي احلدي ��ث وج ��د التقم� ��ص‬ ‫لنف�س ��ه موقع ًا عند عدد م ��ن ال�شعراء‪ ..‬فال�س ّياب‬ ‫كان يتقم� ��ص �شخ�صي ��ات حبيبات ��ه وي�ستنطقهن‬ ‫ا�ستنطاق� � ًا‪ ..‬ونزار قب ��اين مل يتحرج من تقم�ص‬ ‫ح ��االت ن�سائي ��ة ح�سا�س ��ة‪ ،‬يف «يومي ��ات امر�أة ال‬ ‫و«حبل ��ى»‪ ..‬وغريه ��ا‪� ..‬إال �أن‬ ‫مبالي ��ة» و«لوليت ��ا» ُ‬ ‫لدى الربدوين �شطح ًا بعيد ًا يف م�شاريع التقم�ص‬ ‫احلرجة �إذا �صح الو�صف‪..‬‬ ‫ال�س ّي ��اب تقم� ��ص حبيبات ��ه يف �سعي ��ه �إل ��ى‬ ‫تعبريات مل تخرج غالب� � ًا عن امل�ضامني الذاتية‪..‬‬ ‫ونزار فقد كان على م�ست ��وى من ال�شغب واجه به‬ ‫ثقافة املجتمع وقوانينه‪� ..‬أما الربدوين فقد كانت‬ ‫واقعيته �شه ��ادات جمنونة �ضد �صن ��وف �سيا�سية‬ ‫واجتماعية‪ ..‬ويف تقنيات التقم�ص قدم �شخو�ص ًا‬ ‫منكوب ��ة ومك�س ��ورة وجائع ��ة‪ ،‬لينفذ عربه ��ا �إلى‬ ‫حقائق خا�ص ��ة على امل�ستوى الواقع ��ي والإبداعي‬ ‫يف �آن واحد‪.‬‬ ‫وكما كان «ل�ص حتت الأمطار» م�شرد ًا وحائر ًا‪،‬‬ ‫ومنتهي� � ًا �إلى ي�أ�س م�شوب بطموحات ال طائل لها‪،‬‬ ‫كان ��ت «ام ��ر�أة الفقيد»‪ ،‬و«ابن فالن ��ة» و«�شاعر‪..‬‬ ‫ووطن ��ه يف الغربة» و«ثرث ��رات حمموم»‪ ..‬وغريها‬ ‫�شهادات من داخل ال�شخ�صية املنك�سرة يف ذاتية‬ ‫املهزوم �أمام جنزير الواقع‪� ..‬إال �أن ات�ساع الر�ؤية‬ ‫الواقعي ��ة يذهب قا�صي� � ًا يف اختي ��ار ال�شخ�صية‪،‬‬ ‫وا�ستكن ��اه �صريورته ��ا وم�صريه ��ا‪ ،‬وا�ستنط ��اق‬ ‫الإ�ش ��ارات ال�سيا�سية بالتبا�ساته ��ا املت�شابكة‪ ..‬فـ‬ ‫«ابن فالنة»‪ ،‬ذلك ال�شاب الذي �أجنبته �أم «�سيئة»‬

‫‪50‬‬

‫يج ��د ذاته يف ت�صارع يومي م ��ع واقعه الذي ال يد‬ ‫له فيه‪:‬‬ ‫كيف �أحكي‪ ..‬فالن ًا ابن فالن‬ ‫ورفاقي يدعونني ابن فالنه‬ ‫�إن ر�أوين �أبدو ر�صين ًا �أ�شاروا‬ ‫ع ّلمت ُه تلك البتول الر�صانه‪!..‬‬ ‫ال تلح يل يا ا�سمي ف�إن جبا ٌن‬ ‫حني تبدو بف�ضل تلك اجلبانه‬ ‫وم ��ن حال ��ة الت�ص ��ارع ه ��ذه تل ��وح �إيح ��اءات‬ ‫الإ�سق ��اط املتجا�سرة على تق ��دمي ر�ؤية ت�شريحية‬ ‫للواق ��ع الأكرث ات�ساع ًا وتخ ��اذ ًال‪ ،‬و�أ�ش ّد تعالق ًا بني‬ ‫ما هو ذاتي وما هو مو�ضوعي‪ ،‬يف م�ساحة تعبريية‬ ‫ميك ��ن و�ضعه ��ا ون�صو�ص� � ًا �أخ ��رى يف الإ�ش ��ارات‬ ‫الت�شريحي ��ة ذاته ��ا التي مل ترتك جم ��ا ًال �إال لهذا‬ ‫النح ��و م ��ن اال�ستنط ��اق‪� ..‬أمل يق� � ّدم ال�ب�ردوين‬ ‫جمموعته «ال�سفر �إلى الأيام اخل�ضر» لها‪..‬‬ ‫اذ ّكرها مر�آتها عرق م�أرب‬ ‫اجليوب جباها‬ ‫و�أنّ لها فوق‬ ‫َ‬ ‫وان ا�سمها بنت امللوك و�أنها‬ ‫تبيع ب�أ�سواق الرقيق �أباها‬ ‫وهي‪ ،‬نف�سها‪ ،‬امللتب�سة بـ «غرام الذئاب»‪:‬‬ ‫وهي لي�ست �شاة ولكن ملاذا‬ ‫تتوالى هذي الهدايا �إليها‪..‬؟‬ ‫مقلتاها �أظم ْا من الرمل‪ ،‬ماذا‬ ‫ير�شف املرتوون من مقلتيها؟‬ ‫وعل ��ى امل�ست ��وى الف ��ردي كان ��ت الق�صي ��دة‬ ‫املتقم�صة ت�شريح ًا للحالة ال�سائدة‪:‬‬ ‫كيف �أق�ضي ديني ولي�س ببيتي‬ ‫غري بيتي ومعزف غري �شادي؟‬ ‫والذي كان والدي �صار طفلي‬


‫من �أداري‪ ..‬عناده؟ �أم عنادي؟‬ ‫ولأين جم ّوف مثل غريي‬ ‫بعت وجهي لوجه مائي وزادي‬ ‫الي�ساري رزق اليميني وقالوا‬ ‫�أجو ُد اخلبز من طحني التعادي‪!..‬‬ ‫تقنيات التقم�ص‬ ‫وامل� ��ؤ ّدى‪ ،‬ه ��و �أن ال�ب�ردوين اعتن ��ى بتقنيات‬ ‫التقم�ص يف م�شروعه ال�شعري‪ ،‬توا�ص ًال مع ق�ضيته‬ ‫الت ��ي لها ّ‬ ‫�سخر امكانيات ��ه اجلمالية م�ستفيد ًا من‬ ‫ال�ش ��كل التناظ ��ري يف الق�صي ��دة العربي ��ة‪ ..‬وهو‬ ‫�ش� � ّكل عب�أه �شاعر اليمن ب�أمناط �أ�سلوبية متغايرة‬ ‫ج�س ��دت املواقف تبنتها ج�سدتها ر�ؤيته للواقع مبا‬ ‫فيه من ت�شابك وتناحر‪ ..‬وتعاقب �أي�ض ًا‪!..‬‬ ‫امل�ؤدى الأهم‪ ،‬على م�ستوى التجربة الإبداعية‪،‬‬

‫ه ��و تلك اخلا�صية الأ�سلوبية الت ��ي كانت ال�صورة‬ ‫مهاده ��ا ومفادها‪ ..‬فال�صورة الربدونية تفيد من‬ ‫م�ستويات التعب�ي�ر التقليدية واحلديثة يف �صياغة‬ ‫البني ��ة اللغوي ��ة‪ ..‬و�إل ��ى جان ��ب م�ست ��وى الت�شبيه‬ ‫البالغي هن ��اك ال�ص ��ورة الرومان�سي ��ة‪ ،‬والر�ؤية‬ ‫الرمزية‪ ،‬و�أي�ض ًا امل�شهد ال�سرييايل‪!..‬‬ ‫وم ��ا يربط ب�ي�ن ه ��ذه امل�ستوي ��ات الأربعة‪ ،‬يف‬ ‫ال�ص ��ورة الربدوني ��ة‪ ،‬ه ��و ذلك احل� ��س الب�صري‬ ‫ال ��ذي �أفا�ض على امل�ضم ��ون �شك ًال لغوي� � ًا خالق ًا‬ ‫ومفاجئ� � ًا من �إن�سان فقد ب�صره وهو يف ال�ساد�سة‬ ‫م ��ن عمره‪ ،‬ومل يت�س ��ن له ت�سجيل خ�ب�رة ب�صرية‬ ‫كافية لإنتاج ت�صويراته ال�شعرية‬ ‫على هذا النحو اخلارق‪!..‬‬

‫‪51‬‬ ‫بري�شة اميان املطرود ‪ -‬ال�سعودية‬


‫�رسد‬

‫�صــعــــود‬ ‫عادل جاد‬

‫قا�ص ‪ -‬م�صر‬ ‫مل يعرف القلب �سواها ‪...‬‬ ‫وجودها يلغي �أي وجود �آخر‪ ،‬ح�ضورها كثيف ‪ ...‬طاغ ‪ ...‬م�سيطر‪.‬‬ ‫عيناها عوامل من الغمو�ض والبنف�سج‪ ،‬غابة من البهجة‪ ،‬كل �شيء يتخلى عن ذاته‬ ‫ويكت�سب ذات ًا �أخرى رحبة‪ ،‬حفيف ثوبها يزيد ا�ضطراب القلب‪ ،‬ال �شيء ُيوقف جي�شان‬ ‫العواطف‪.‬‬ ‫�أبذل جهود ًا م�ضنية لل�سيطرة على نف�سي ‪ ...‬وال جدوى‪.‬‬ ‫هي تعرف بالت�أكيد حقيقة م�شاعري‪ ،‬لكنها متار�س اللعبة بتلذذ‪.‬‬ ‫‪« -‬تف�ضل قهوتك !» قالتها با�سمة و�أ�شعلت �سيجارتها‪ .‬ر�شفت ر�شفتني من فنجانها‬

‫‪52‬‬


‫وت�أملت �سحابات الدخان املت�صاعدة!‬ ‫ما الذي يجعل القلب ري�شة بي�ضاء ؟‬ ‫�أرمي حجر ًا يف البحر ‪� ...‬أرقب الزبد القادم مع املوج‪.‬‬ ‫تغو�ص قدماي يف الرمل الناعم‪� ،‬أح�س بروحي معلقة برباط طويل ‪...‬‬ ‫وهناك من يلهو به !‬ ‫هل كان الأمر مقرر ًا �سلف ًا ؟ وما هي �إال خطوات م�شيناها ؟!‬ ‫�أوقات كثرية ‪ ...‬رمبا دقائق ‪� ...‬ساعات ‪� ...‬أيام ‪ ...‬ال �أدري بالدقة‪،‬‬ ‫�أ�سرتجع كل التفا�صيل الدقيقة‪� ،‬إلتفاتاتها ‪� ...‬إطراقتها ‪� ...‬صمتها املهيب ‪ ...‬نظراتها ‪...‬‬ ‫الغمازتني‪ ،‬تلك الب�سمة الفريدة والوجه الذي ي�شع بها ًء !‬ ‫يف امل�ساء ‪...‬‬ ‫�أنزوي وحيد ًا يف الغرفة و�سط ظالم دام�س‪،‬‬ ‫�أت�أمل بقعة ال�ضوء الهابطة من القمر املنري‪.‬‬ ‫رائحة الريحان القوية تعبق باملكان‪،‬‬ ‫ريح خفيفة تهز ال�ستارة القدمية البالية‪،‬‬ ‫�أح�س بها حتيط بي وحتملني برفق ‪...‬‬ ‫تتحرر الروح وتن�ساب خفيفة �صاعدة من ال�شباك‪،‬‬ ‫المبالية بالربودة املتزايدة‪.‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫تت�شابك �أيدينا ‪ ...‬نتعانق با‬ ‫لأ‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ى !!!‬ ‫يونيو ‪2011‬‬

‫بري�شة الفنانه زهراء العطل ‪ -‬ال�سعودية‬

‫‪53‬‬


‫جـمـــرة !‬ ‫زينب املزيدي‬

‫قا�صة ‪ -‬الدمام ال�سعودية‬

‫منذ نعومة �أظفارها وهي تقر�أ لل�شاعر(جمرة)‬ ‫هذا اال�سم الذي يلهب م�شاعرها كلما نطقته‪،‬‬ ‫و�صورت ��ه الت ��ي ت�ستف ��ز نواظره ��ا كلما(ت�أملته ��ا‪ )،‬فق ��د‬ ‫كانت تلك ال�ص ��ور هي عزاها الوحيد ومنفذ �صربها‪ ،‬ت�شرتي‬ ‫منقو�شاته ودواوينه؛ لتلتهمها ب�شراهة ودون �شبع‪.‬‬ ‫تعلمت �أهازيج احلب من كلماته‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ولعبت �أدوار املع�شوقة‬ ‫تارة واخلائنة تارة �أخرى من جراء �أغنياته ال�شعرية‪..‬‬ ‫ً‬ ‫تاقت روحها للقائه بل متنته ً‬ ‫ْ‬ ‫وحمبوبا‪ ..‬تتابع �أخباره‬ ‫زوجا‬ ‫رقما‪ ،‬وال ً‬ ‫ولكن ال جتد له ً‬ ‫�سكنا ‪..‬‬ ‫وكلما �أ�ضناها الوله اتك� ْأت على كتبه وجملداته علها ت�شتم‬ ‫�أنفا�سه وت�ست�شعر �أح�ضانه‪..‬‬ ‫وتكرارا‪ ،،‬فقد كان هناك ً‬ ‫ً‬ ‫رف�ضت ال��زواج م� ً‬ ‫ْ‬ ‫فار�سا‬ ‫�رارا‬ ‫تنتظره واليهمها �إن كان هو يعلم عنها ً‬ ‫�شيئا‪،‬‬ ‫جنحت يف تلوين نف�سها بالأدب وال�شعر‪ ،‬وخا�ضت الغمار‬ ‫لعلها تلتقيه بهذا الزي املختلف‪..‬‬ ‫وتغنجت برموز احلب و� ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أ�صدرت‬ ‫غا�صت درر الكلمات‬ ‫جمموعات لي�ست بالقليلة‪،،‬‬ ‫والأهداء اليتغري (�إليك يا عاملي ‪..‬‬ ‫�إليك يا (جمرة) ‪)..‬‬ ‫حا�صرها املعجبون من كل مكان‪ ،‬وحاولوا التقرب منها‬ ‫والتملق لها‪ ،‬لكنها تزدريهم بنظراتها الالهثة وراء (جمرة)‪،‬‬ ‫يتقربون منها خطوة فتبتعد عنهم خطوات؛ لأنها تبحث عن‬ ‫�شخ�صية مثالية مل جتدها �إال يف بحور �شعره ودواوينه‪،‬‬

‫‪54‬‬

‫ْ‬ ‫ا�ست�سلمت لرغبة‬ ‫ورغم �أنها مل تي�أ�س من لقياه �إال �أنها‬ ‫ْ‬ ‫وتزوجت من �إن�سان مرموق له مكانته الإجتماعية‬ ‫والديها‬ ‫ولكنه لي�س (كجمرة)‬ ‫ال يكتب ً‬ ‫�شعرا‪ ،‬وجهه خمتلف عيناه لي�ستا كعيني جمرة‪،‬‬ ‫�شفتاه ال تتغزل �شعرا‪ ،‬يداه متخ�شبتان ال مت�سكان قلما‪ ،‬وجهه‬

‫بري�شة الفنان ح�سني امل�صوف ‪ -‬ال�سعودية‬


‫اليتورد حمرة كحمرة وجه (جمرة) حني يقتحم الق�صيدة‬ ‫ويرفع راية الإنت�صار بها‪.‬‬ ‫حاولت �أن تتقبل هذا الزوج الطيب‪� ،‬إال �أن قلبها يعت�صر‬ ‫�أملا وحرقة كلما �سمعت ا�سم مع�شوقها‪.‬‬ ‫وج� ّ�ل مايحريها ً‬ ‫دائما‪ :‬مل��اذا (جمرة) لي�س له عنوان‪،‬‬ ‫ملاذا يختبئ وال يح�ضر املحافل‪ ،‬ويقت�صر ح�ضوره فقط على‬ ‫الإذاعة وال�صحافة وبرامج التلفزيون ال�شعرية‪! ،‬‬ ‫�شغفها به جعل منها �شاعرة ذات مركز ووجاهة‪� ،‬أ�صدرت‬ ‫العديد من الدواوين‪ ،‬ولكنها مل ت�ست�شعر ال�سعادة �إال حني‬ ‫� ْ‬ ‫أنهت جمموعتها ال�شعرية الأخ�يرة (وم��ا احل��ب‪� ...‬إال‬ ‫(ج�م��رة)‪ ،‬ك��ان ه��ذا ال��دي��وان الأخ�ي�ر مبثابة قنبلة ْ‬ ‫فجرت‬ ‫فيه قلوب التواقني لل�شعر وللحب‪ ،‬والذين ع��ادوا من جديد‬ ‫يتقربون منها ويطمعون يف نيل �شيء من �شفافيتها‪ ،‬لكنهم‬ ‫ً‬ ‫دائما ي�صدمون بالرف�ض والالمباالة منها‪،‬‬ ‫حني �أ�صدرت ديوانها الأخري‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫و�صرحت ب�أن (ديوانها هذا‬ ‫تنف�ست بعمق وبعمق وبعمق‬ ‫�سيكون الأخ�ير �إل��ى �أن تلتقي (بحبيبها)‪ ،،‬املختبئ خلف‬ ‫حروف الديوان وبني �سطوره‪،‬‬ ‫كان زوجها يرقب هذا احلب الغريب‪ ،‬جمهول الهوية‪،‬‬ ‫ويتعجب من ا�سم (جمرة) الذي يتكرر ً‬ ‫دائما يف �إ�صدارات‬ ‫زوجته‪ ،‬وكانت ت�سا�ؤالته التلقى �إجابات‪ ،‬تغزوه الغرية من‬ ‫ذاك املغيب �أك�ثر من احلا�ضرين ال�ب��ارزي��ن‪ ،‬وم��ن حكمته‬ ‫ورجاحة عقله‪ ،‬جتاهل الأم��ر ليحافظ على حياته الزوجية‬ ‫وتنا�سى هذا امل�سمى بجمرة وحكايات زوجته معه‪..‬‬ ‫وحاول �أن اليبقي لها �أثر يف نف�سه حتى اليخ�سر زوجته‪.‬‬ ‫فهو يعلم ب�أن عامل ال�شعراء كعامل البحار‪،‬‬ ‫ق��رر �أن ي�سافر معها �إل��ى �سوي�سرا (دول ��ة اجل�م��ال)‬ ‫لي�ستمتعا ولعل قلبها يلتئم هناك وتلملم بقايا (جمرة) هذا‬ ‫ال�شاعر املجهول ‪..‬‬

‫واف�ق� ْ�ت بكل �أري�ح�ي��ة‪ ،‬فقد ْ‬ ‫تعبت م��ن البحث العقيم‪،‬‬ ‫و� ْ‬ ‫أ�سلمت ب�أن (جمرة) عامل مغيب ال طريق له‪،‬‬ ‫ومتت الرحلة‪ ،،‬كانت �سعادتها ال تو�صف‪ ،‬فقد ْ‬ ‫ك�شفت‬ ‫الغطاء عن عينيها‪ ،‬ور� ْأت يف زوجها ال�صفاء واحلب والثقة‪،‬‬ ‫و�أدرك� � ْ�ت لوقت ق�صري �أن�ه��ا �أ��ض��اع� ْ�ت ع�م� ً�را يف الالتفكري‬ ‫والالوعي‪،‬‬ ‫ملحت ً‬ ‫اكتملت رحلتهما ال�سعيدة وعند النهر ْ‬ ‫ْ‬ ‫وجها لطاملا‬ ‫ر�أته عرب مق�صو�صات ورقية‪ ،،‬نعم �إنه هو ‪ْ ..‬‬ ‫�صرخت هو ‪ ..‬هو‬ ‫رك�ضت بال�شعور وبال خجل ْ‬ ‫‪( ..‬جمرة) ْ‬ ‫ووقفت عند ر�أ�سه‪:‬‬ ‫ �أ�ستاذ (جمرة)‬‫ نعم �سيدتي‪ ،‬هل لك حاجة ؟‬‫ �أنا (‪)...‬‬‫ ال �أعرفك !!‬‫ لكنني �أعرفك ومعجبة ً‬‫جدا بك‪ ،‬ويل دواويني كثرية قد‬ ‫� ْ‬ ‫أهديت حروفها لك‪ ..‬كنت �أبحث عنك و�صورك حمفورة يف‬ ‫قلبي قبل عيني‪..‬‬ ‫ �شكرًا ً‬‫جزيال‪ ،‬اعذريني يا�صغريتي‪ ،‬ف�أنا على عجالة‬ ‫من �أمري ‪..‬‬ ‫ هل ميكنك �إعطائي رقمك للتوا�صل ؟‬‫رمقها بنظرة ا�ست�صغار‪ ،‬وكانت هي النظرة الأولى منذ‬ ‫بداية احلديث ‪..‬‬ ‫مل يكن بعد ه��ذه النظرة (ل�سان) ينطق وال (دم��وع)‬ ‫تذرف ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫رجعت ل�ل��وراء فا�صطدمت ب�أح�ضان زوجها وبخيبات‬ ‫موجعة‪ ..‬قبّلها بكل حنان و�أدرك وقتها �أن (جمرة) كان‬ ‫حرف‪.‬‬ ‫كتاب �أو ٍ‬ ‫�إن�سانا حقيقيا ولي�س جمرد ٍ‬ ‫و�أدرك � ْ�ت هي �أن (ج�م��رة) املختبئ‬ ‫كان �أنقى و�أجمل من (احلقيقي)‪!!!..‬‬

‫‪55‬‬


‫جا�سم علي اجلا�سم‬

‫اديب واعالمي ‪ -‬الدمام ال�سعودية‬

‫الأجدع والغبي‬

‫جل� ��س يت�أم ��ل الوج ��وه الت ��ي �أمام ��ه باحلفل‬ ‫الكبري‪ ،‬املقام على �شرف �صاحب الأنف الأجدع‪،‬‬ ‫رك ��ز عليه جيد ًا وهو يردد‪ :‬ه ��و‪ ،‬ال‪ ..‬لي�س هو‪ ،‬ال‬ ‫ال؛ بل هو‪ ،‬كما و�صفته ابنتي‪ ،‬له �أنف كبري �أجدع‪،‬‬ ‫ووج ��ه مليء باجلدري‪ ،‬يا �إله ��ي نف�س الأو�صاف‪،‬‬ ‫لكنها مل تقل لي�س له �أ�صابع باليد اليمني‪.‬‬ ‫ذه ��ب يبارك له على ح�صول ��ه اجلائزة‪ ،‬فرد‬ ‫عليه‪:‬‬ ‫ــ �شكر ًا عل ��ى التهنئة‪ ،‬وقل البنت ��ك تت�أكد من‬ ‫الأو�صاف يا غبي‪.‬‬ ‫الأح�ساء ‪ 2012/6/12‬م‬

‫هيهات‬

‫كان م�س ًا ًء ربيعي ًا‪ ،‬قر�ص ال�شم�س يقرتب من‬ ‫الغروب‪ ..‬اعتدل يف جل�سته على دكة البيت‪� ..‬أ�شعل‬ ‫�سيجارته‪ ،‬جل�س يت�أمل ع�ش احلبيبة التي �سيطرت‬ ‫على كيانه‪،‬‬ ‫كان يل ��ف ذراعه حولها مت�أبط� � ًا بها ك�أنه يخاف‬ ‫�أن ترتك فا�ص�ل ً�ا بينه وبينها‪ ،‬ث ّمة �أ�صوات ت�أتي بني‬ ‫الفين ��ة والأخ ��رى تذكرهما ب� ��أن امل�ساء ن�ث�ر �شعره‬ ‫الأ�س ��ود والطي ��ور هاج ��رت ترانيمه ��ا ال�صباحي ��ة؛‬

‫‪56‬‬

‫فج� ��أة‪ ..‬يفيق من حلمه الوردي وه ��ي تقول‪ :‬حبيبي‬ ‫مل تقل يل متى �ستعود؟‬ ‫انح ��درت دمعة ممزوجة بابت�سامة رقيقة هادئة‬ ‫تعبرّ عن ر�ضى يف نف�سه‪ .‬قائ ًال‪ :‬تريدين �أن �أعود؟‬ ‫هيهات �أعود بعد جرح قلبي‪ ..‬يا ظلمة‪.‬‬ ‫‪2012/2/15‬م‬

‫ال�صـــورة‬

‫كعادت ��ه ي�أت ��ي من عمل ��ه يومي ًا للبي ��ت متعب ًا‪،‬‬ ‫يدخ ��ل ال�صالة يراها �أر� ��ض قاحلة ال حياة فيها‪،‬‬ ‫يرفع ر�أ�سه باجتاه ال�ساعة التي حتتل �صدر �صالة‬ ‫اجللو� ��س‪ ،‬عقاربها ت�شري �إلى العا�شرة لي ًال‪ ،‬يلف‬ ‫ر�أ�س ��ه �إل ��ى �ص ��ورة ج ��ده الت�سعين ��ي املعلقة على‬ ‫اجل ��دار‪ ،‬مائلة �صوب دورة املياه‪ ،‬يرتدي مالب�س‬ ‫�شب ��ه مه�ت�ر�أة‪ ،‬فانيل ��ة و�إي ��زار و�شم ��اغ‪ ،‬احلزن‬ ‫والي�أ�س يثري من يناظرها‪.‬‬ ‫وق ��ف �أمام ال�صورة‪� ،‬أخ ��ذه التفكري �إلى زمن‬ ‫�شبابه ف�أطلق عدة تنهدات غ�سلت �شيبات خدوده‬ ‫بدم ��وع القهر‪ ،‬نظراتها تقول ل ��ه ا�صرب ف�أنت يف‬ ‫�إمارة الن�ساء يا ابن �صابر!!‪.‬‬ ‫‪1433/6/20‬هـ‬


‫ال�سعودية‬ ‫ال�سعودية‬ ‫ح�سني ‪-‬‬ ‫احلبيب ‪-‬‬ ‫ح�سن ابو‬ ‫بري�شة نداء‬


‫و�سو�سة‬

‫ ال �شيء‪ ..‬ال �شيء‪.‬‬‫كنت �شا ًبا يف الثالثة والع�شرين‬ ‫ هذا كالم ال يعقل!‬‫م ��ن ع� �م ��ري‪ ،‬ت �ق��دم��ت الم � ��ر�أة‬ ‫ ح�س ًنا تود �أن تعرف ال�سبب!‬‫تقاربني يف العمر‪ ،‬وبعد �إج��راء‬ ‫أرجوك‪..‬‬ ‫العقد ع�شت معها �أي��ا ًم��ا جميلة‬ ‫ نعم‪ ،‬وب�سرعة � ِ‬‫ لقد ر�أي�ت��ك يف احللم و�أن��ت‬‫و�سعيدة؛ لطاملا ر�أتني يف �أحالمها‬ ‫جبل �شاهق‪..‬‬ ‫وك��أين مالك يت َّنزل من ال�سماء‪،‬‬ ‫تهوي من فوق ٍ‬ ‫ �إنه جمرد حلم يا حبيبتي!‬‫وبعد ثالثة �أ�شهر ‪-‬ال �أكرث‪ -‬تغري‬ ‫كال‪ ..‬م ��ا ر�أيته لي� ��س حل ًما يا‬‫حالها جت��اه��ي‪ ،‬و�أ�صبحت تنفر‬ ‫عمري؛ فقد اندفعت نحوي حماو ًال‬ ‫مني‪.‬‬ ‫ق ��ذيف؛ ل ��وال �أن تداركتن ��ي رحم ��ة‬ ‫غ ��ادرت منزله ��ا و�أن ��ا �أ�س� ��أل ح�سن �آل حمادة‬ ‫رب ��ي يف اللحظة الأخ�ي�رة‪ ،‬وقد كان‬ ‫اهلل �أن يبع ��د عنه ��ا و�ساو� ��س �إبلي�س‬ ‫قا�ص وكاتب‬ ‫مت�ض �س ��وى �أيام قالئل القطيف ال�سعودية ال�سق ��وط حلي ًف ��ا لك �أنت �أيه ��ا الـ‪...‬‬ ‫اللع�ي�ن‪ ،‬ومل ِ‬ ‫وقد تكرر ه ��ذا احللم لأكرث من مرة‬ ‫و�إذا ب ��ي �أُفاج�أ ب�ص ��وت الهاتف يرن‬ ‫وهذا نذي ��ر �ش�ؤم؛ لذا م ��ن الأف�ض ��ل �أن يبتعد كل‬ ‫عند منت�ص ��ف الليل‪ ،‬اجتهت نحوه و�أن ��ا �أت�ساءل‪:‬‬ ‫م َّن ��ا ع ��ن الآخر‪ ،‬ع� � َّل اهلل يكتب لن ��ا بذلك اخلري‬ ‫من يكون هذا املت�صل؟ وماذا يريد يف هذا الوقت‬ ‫وال�صالح‪.‬‬ ‫املت�أخ ��ر؟ رفعت ال�سماعة و�إذا ب ��ي �أ�ستمع ل�صوت‬ ‫ عزيزتي‪ ..‬يا �أملي وبغيتي‪ ..‬لعل هذه الر�ؤية‬‫نحي ��ب وب ��كاء! ارتعدت فرائ�ص ��ي‪ ..‬ت�ساءلت‪ :‬هل‬ ‫أنت منذ‬ ‫�أ�صيب �أحد �أقاربي ب�سوء؟ هل ودع �أحدهم احلياة‬ ‫التي ترينها نتيجة للتعب والإره��اق؛ ف� ِ‬ ‫اليوم الأول لالمتحانات اجلامعية مل تخلدي للنوم‬ ‫الدني ��ا‪ ،‬وهذه ر�سال ��ة منهم لإخب ��اري؟ ازدحمت‬ ‫ظمت �أوق��ات نومك؛ فلرمبا تغري‬ ‫الأ�سئل ��ة وك�ث�رت عالمات اال�ستفه ��ام‪ .‬رفعت من‬ ‫�إ َّال قليال؛ فلو َّن ِ‬ ‫كنت‪ ..‬يا �أجمل امر�أ ٍة عرفت‪..‬‬ ‫ن�ب�رة �صوتي‪َ :‬منْ ؟ َمنْ على الهاتف؟ َمنْ ؟ �أرجوك‬ ‫وعدت كما ِ‬ ‫احلال ِ‬ ‫ وهل للإرهاق وقلة النوم �ش�أن يف ذلك؟‬‫تكلم‪..‬‬ ‫ نعم‪ ،‬هذا �شيء م�ؤكد‪.‬‬‫بعد حلظات بد�أت �أتعرف ال�صوت القادم من‬ ‫ �س�أجرب ن�صيحتك هذه‪...‬‬‫خالل حنجرتها املتح�شرجة‪� ،‬أرج��وك فلنن ِه ما‬ ‫بعد م�ضي �أ�سبوع‪� ..‬أرجوك ابتعد عني؛ فلقد‬ ‫لك؟‬ ‫كان بيننا وللأبد! ماذا تقولني؟ ماذا جرى ِ‬ ‫ر�أت �صديقتي احللم نف�سه‪.‬‬ ‫نا�شدتك باهلل ا�صدقيني القول‪ ..‬ماذا‬ ‫�أخربيني‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫يجري؟‬

‫‪58‬‬


‫بري�شة ح�سن �سامل ‪ -‬ال�سعودية‬


‫املفقودة‬ ‫اللحظة‬ ‫بقلم‪ :‬جناح كاظم‬ ‫قا�صة وفنانة ت�شكيلية ‪ -‬القطيف ال�سعودية‬

‫كل م ��ا �أرادت ��ه حلظة‬ ‫ق�ص�ي�رة م ��ن اله ��دوء‪,‬‬ ‫لكن حتى ه ��ذه مل تتوفر‪,‬‬ ‫ال�ص ��وت يزعجه ��ا ب�شدة‬ ‫بالرغ ��م من �أنه ��ا حتاول‬ ‫جتاهل ��ه لتنع ��م به ��ذه‬ ‫اللحظ ��ة الثمين ��ة الت ��ي‬ ‫حت ��اول اقتنا�صه ��ا لكنها‬ ‫مل ت�ستطع وب ��دا �أن �أذنها‬ ‫تق ��ف له ��ا باملر�ص ��اد‬ ‫وراح ��ت تن�ص ��ت لذل ��ك‬ ‫ال�ص ��وت رغ ��م �ضعف ��ه‬ ‫وتثري عالمات اال�ستفهام‬ ‫حول ��ه‪ ,‬وتت�س ��اءل ما هذا‬ ‫ال�ص ��وت؟ وب ��دا له ��ا �أن‬ ‫مات�سمعه حفيف �أوراق ال�شجر وي�ستدرك عقلها‬ ‫وي�س�أل من �أين ي�أتي حفيف ال�شجر؟‪ ,‬هذا املكان‬ ‫كتل ��ة خر�سانية معزولة متام ��ا وال وجود لل�شجر‬ ‫في ��ه وال حتى للح�شائ� ��ش والأع�شاب‪ ,‬و�أرادت �أن‬ ‫تتجاه ��ل ال�صوت وتعود �إل ��ى حلظتها تلك‪ ,‬لكن‬ ‫�أذنه ��ا ترغمه ��ا عل ��ى الإن�ص ��ات ملعرف ��ة ماهية‬ ‫ال�صوت‪ ,‬متلملت قليال وحركت ج�سدها املنهك‬ ‫امللق ��ى عل ��ى �أريك ��ة غرف ��ة اجللو� ��س ومل تفتح‬ ‫عينيه ��ا ف�ل�ا تري ��د �أن تعرف �شيئ ��ا‪ ,‬فقط تريد‬

‫‪60‬‬

‫بري�شة جناح كاظم ‪ -‬ال�سعودية‬

‫حلظة ه ��دوء وحاولت �أن‬ ‫ت�سرتخ ��ي‪ ,‬لك ��ن ال�صوت‬ ‫عاد يطرق �سمعها وك�أمنا‬ ‫�أحده ��م ينظ ��ف الأر�ض‬ ‫مبق�ش ��ة م ��ن اخلو� ��ص!‬ ‫تب�سمت ب�سخرية وب�صمت‬ ‫وقال ��ت لنف�سه ��ا‪ :‬مق�ش ��ة‬ ‫م ��ن اخلو� ��ص!‪ ..‬ي ��ا له ��ا‬ ‫م ��ن �أذن �أ�صابها ال�صمم‬ ‫فلم تعد ت�سم ��ع جيدا �إلى‬ ‫حد �أنها مل تع ��د ت�ستطيع‬ ‫متيي ��ز الأ�ص ��وات ف�شطح‬ ‫به ��ا اخلي ��ال �إل ��ى �أم ��ور‬ ‫م�ضحك ��ة‪ .....‬وت�أفف ��ت‬ ‫بقوة وقال ��ت‪ :‬ال يهم �أريد‬ ‫حلظة هدوء‪ .......‬وتنف�س ��ت بعمق وعادت �إلى‬ ‫نف�سه ��ا قائلة‪ :‬ال �أريد �أن �أفكر يف �شيء‪ ,‬وال �أريد‬ ‫�أن �أحت ��رك‪� ,‬أري ��د �أن �أ�سرتخ ��ي وي�صفو ذهني‬ ‫فق ��ط للحظة‪ .....‬لكن ال�ص ��وت مازال م�ستمرا‬ ‫جمربا �أذنيها على الإ�صغاء وهذه املرة مل حتاول‬ ‫�أن تخمن ومل ت�سمح لأذنها باملزيد من الإن�صات‬ ‫وال لعقله ��ا بالت�أمل‪ ,‬فتحت عينيه ��ا ور�أت ابنتها‬ ‫جتل� ��س �إلى جانبها رفع ��ت ر�أ�سها ومالت به نحو‬ ‫�أذن ابنته ��ا قائلة‪ :‬كفي ع ��ن ال�ضو�ضاء‪ ,‬توقفي‬


‫�أرج ��وك عن الإزع ��اج‪ ,‬ومل تنتظ ��ر ابنتها لرتد‪,‬‬ ‫�أع ��ادت ر�أ�سه ��ا �إل ��ى مكان ��ه و�أغم�ض ��ت عينيها‬ ‫لعلها تنعم بتلك اللحظ ��ة الغالية وكادت لوال �أن‬ ‫�أذنه ��ا عادت لت�صغي من جديد م�صرة �أن متيز‬ ‫ال�صوت!‪ ...‬رمبا كان ال�صوت قادما من التلفاز‬ ‫ومل ال!‪ ...‬فالطفلة ت�شاهد الر�سوم املتحركة‪.‬‬ ‫ه ��ذه املرة مل تفتح عينيه ��ا ومل ترفع ر�أ�سها‪,‬‬ ‫فقط قالت لطفلتها ب�صوت حاد‪ :‬اخف�ضي �صوت‬ ‫التلف ��از‪ ،‬قال ��ت الطفلة‪ :‬لكن (مام ��ا) �إن �صوت‬ ‫التلف ��از مغلق �أن ��ا فقط �أ�شاهد ال�ص ��ورة اها‪...‬‬ ‫اه ��ا ال عليك حبيبت ��ي ظننته مفتوح ��ا‪ ....‬ردت‬ ‫الأم‪ ,‬ثم عادت جمددا حتاول �أن تنعم بلحظتها‬ ‫املفق ��ودة لك ��ن ال�ص ��وت الزال م�ستم ��را و�أذنها‬ ‫ت�صغي وراحت تتحداها وتن�صت بتمعن لتتعرف‬ ‫بري�شة جناح كاظم ‪ -‬ال�سعودية‬

‫�إل ��ى ال�صوت وت�س�أل عقلها ما هذا ال�صوت؟ �إنه‬ ‫�صوت غريب‪ ...‬ك�أنه نار ت�أكل �أوراقا‪ ,‬هنا تراءت‬ ‫ال�صورة يف عينيها املغم�ضتني وخيالها املجنون‪!,‬‬ ‫ن ��ا ٌر ت� ��أكل �أوراق ��ا وطفلتها تعبث بالن ��ار وت�شعل‬ ‫الأوراق‪ .‬قفزت من على الأريكة كاملجنونة وحتى‬ ‫قب ��ل �أن تفتح عينيها و�صرخ ��ت‪ :‬ال تعبثي بالنار‬ ‫ياحبيبت ��ي ابتع ��دي عنها ال حترتق ��ي ف�صرخت‬ ‫الطفل ��ة امل�سكينة مذعورة‪ :‬النار‪ ..‬النار �أين هي‬ ‫(يا ماما)؟ وراحت ت�صرخ‪.‬‬ ‫عنده ��ا فقط ا�ستفاق عقله ��ا وفتحت عينيها‬ ‫وتنبه ��ت للمكان وراح ��ت تنظ ��ر يف كل الأرجاء‬ ‫فلم ت َر نارا‪ ,‬كل م ��ا ر�أته �أوراقا‬ ‫مو�ضوعة على الطاولة يحركها‬ ‫هواء املكيف املقابل لها‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫�سحابة‬ ‫مل ْ‬ ‫وال���ض�ي��قُ ح�ي��ثُ‬ ‫ت�صادمت‬ ‫يزل يف قلب ِه حنينا فارها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫فيه امل�ت��ونُ والأك �ت� ُ‬ ‫�اف والوجوه‬ ‫فت‬ ‫�أوجل ُه يف غيبوب ٍة عظمى‪َ ..‬ك ْ‬ ‫َ‬ ‫وتركت �أث� ًرا‬ ‫ُوالعيونُ والأك��ف‪،‬‬ ‫يرتجل به من �سيارت ِه‬ ‫�شوق ُه لأنْ‬ ‫ْ‬ ‫يفهم من ُه يف هذ ِه ال�سن وهذا‬ ‫الفخم ِة متوا�ضع ًا‪ ،‬فيعرج به‬ ‫ال�ع���ص� ِ�ر �أم� ��و ًرا خمتلف ًة عما‬ ‫�اق ط��اع� ٍ�ن يف ال�ق��دم‪..‬‬ ‫�إل��ى زق � ٍ‬ ‫يفهمها ذووه� ��ا الأق ��دم ��ون‪..‬‬ ‫ذكريا ُته َخ َط ْت به على �أعتابه‪،‬‬ ‫تلت �آياتها الربيئة َ‬ ‫ان�سجام وحن ُو‬ ‫والم��� َ�س ف� ��ؤاده‬ ‫فوق روح ِه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫و�أل �ف � ُة الأه ��ايل املتداولة فيما‬ ‫فتج�سدت �أم��ام � ُه م�شاهدها‬ ‫ْ‬ ‫ن�صر‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫بينهم‪..‬‬ ‫الم�ست �شغافه‪:‬‬ ‫و�صورها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫وروائي‬ ‫قا�ص‬ ‫معظم تل � َ�ك امل�شاه ��د املا�ضية‬ ‫ال��رم� ُ�ل ال��رم��ادي ال ��ذي كان‬ ‫ال�سعودية‬ ‫أح�ساء‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�رت يف ذهن ِه تر�س � ُ�م البهج َة‬ ‫هو وال�صبايا وال�صبية ميار�سون‬ ‫ح�ض � ْ‬ ‫حي ًن ��ا وحين ��ا حتف ��ر �أخادي ��د يف‬ ‫عليه �ألعابهم ال�شعبية‪..‬‬ ‫أعماق قلبه‪.‬‬ ‫اجلدرانُ الإ�سمنتي ُة �أو املطلية بالإ�سمنت‪ِ � ،‬‬ ‫َ‬ ‫الطويل‬ ‫الزقاق‬ ‫أح�ضان‬ ‫توغل ب ِه �شوق ُه يف �‬ ‫قر�أ فوقها حرو َف ُه وحروفهم العفوية املتناثرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بيت‪ ،‬كان بيتهم الدافئ‪..‬‬ ‫والع�شق الربيء‪..‬‬ ‫بالبهج ِة‬ ‫املتعرج‪ ..‬جتلى ل ُه ٌ‬ ‫ِ‬ ‫مبني بالإ�سمنت‪،‬‬ ‫كانت ر�آه على ٍ‬ ‫الأروق���ة امل�سقوف ُة ب��اجل��ذوع ال�ت��ي ْ‬ ‫حال خمتلفة‪ ..‬ثلث ُه ٌ‬ ‫�ان بالطني‬ ‫املطر‬ ‫الغزير ومن �أ�شع ِة والثلثان الأخ�ي�ران م ��ازاال ق��ائ�م� ِ‬ ‫ِ‬ ‫نها ًرا حماية لهم من ِ‬ ‫اندلقت‬ ‫كانت الأل�سن املطلي بع�ض ُه باجل�ص الأب�ي����ض‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫الليل ْ‬ ‫ال�شم�س احل��ارق��ة‪ ،‬ويف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ُ‬ ‫لفانو�س غ��ازي ق��دمي‪..‬‬ ‫فتيل‬ ‫َغزل لهم اخلوف على عتمتها بن�سج حكاياتُ‬ ‫دم��وع � ُه ك�ن��ا ِر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ير املخيفة ت�سم َر يبتهل عنده‪ ..‬ي�ست�شع ُر �شالل ُه املتدفقَ‬ ‫�اح واخل��راف� ِ‬ ‫�ات والأ� �س��اط� ِ‬ ‫الأ� �ش �ب� ِ‬ ‫ل�صوت‬ ‫ين�صت‬ ‫يف ف�ؤاده‪ ..‬ف�إذا بوجد ِه ك�أمنا‬ ‫حولها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�شفافي�أتي ِه من الداخل‪ ،‬يدغدغ ُه يف �أذني ِه‬ ‫املنعطفاتُ الأ�ش ُد انحنا ًء والزوايا الأق�صى‬ ‫ٍ‬ ‫�صوت‬ ‫انك�س ��ا ًرا الت ��ي كان � ْ�ت حم�ل ً�ا الختبائهم فيها بحن ٍو وا�شتياق‪( :‬مرح ًبا حبيبي) ي�شب ُه َ‬ ‫احرتاما‬ ‫كانت �أمه و�أبيه الفقيدين‪ ،‬فينك�س راياته‬ ‫�أثناء ممار�س ��ة لعبتهم (الغميم ��ة)‪� ،‬أو ْ‬ ‫ً‬ ‫لهم ً‬ ‫و�إجاللاً ‪( ..‬مرحب ًا �أخونا) ك�أن ُه �صوتُ �أخوت ِه‬ ‫مالذا �آمنا من �سطو ِة � ِّأي �أحد‪..‬‬

‫‪62‬‬


‫الذين ت�شتتوا يف �أنحا ِء املدن اللتقاط �أرزاقهم‪،‬‬ ‫بعيدا برفق ِة �أزواجهن‪،‬‬ ‫و�أخوات ِه الالتي تفرقنَ ً‬ ‫لل�صوت‬ ‫ين�صت‬ ‫احل�سرات‪..‬‬ ‫فرتفرف �أعالم‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عمق �صال ِة الذكريات‪ ،‬وك�أن ُه للت ِو‬ ‫الهاد ِر من ِ‬ ‫يطفو على �سطح ف ��ؤاده‪ ،‬ف�أعا َد ما تبقى من‬ ‫ودموع كانت تدا ُر على‬ ‫وفرح‬ ‫وجو ٍه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وب�صمات ٍ‬ ‫البيت العتيق‬ ‫الطاول ِة الف�سيح ِة من م�ساح ِة ِ‬ ‫أ�صيب ج�سد ُه بق�شعرير ٍة �أخ��رى‪،‬‬ ‫ذات��ه‪ ..‬ف� َ‬ ‫و�صهلت يف ردهات ِه �شهق ٌة كتمها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫البيت كقدي�س‪ ..‬يت� ُ‬ ‫أمل َّ‬ ‫َ‬ ‫كل‬ ‫طال وقوفه َ‬ ‫عند ِ‬ ‫تفا�صيل ِه ت�أمال لثكلى يف �صور ِة ابنها املفجوع ِة‬ ‫مي�سح براحت ِه على جدران ِه‪،‬‬ ‫فيه‪ ..‬ومن ُب ٍعد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫�ات‬ ‫فيحكي ق�ل�ب� ُه ل �ك� ِّ�ل م�ف���ص� ٍ�ل م �ن � ُه ح�ك��اي� ِ‬ ‫املواقف احلميمة‬ ‫مبعظم‬ ‫الطفولة‪ ..‬يذكر ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املعلق ِة على �أهدابه متجاهال �أو رمبا ن�سي �أن ُه‬ ‫مل يكنْ الآن من �أهايل هذه القرية وجمي ُع من‬ ‫ُ‬ ‫ي�ستغرب وجوده �إال �أ�شي ًبا رمبا‬ ‫�سيمرق به قد‬ ‫ُ‬ ‫يتذك ُر مالحم ُه فيعرفهُ‪� ،‬أو لن يعرفهُ‪.‬‬ ‫بري�شة �سيليفيا بيلي�سروت‬

‫فبقي يف‬ ‫تلظى �شوقهُ‪ ،‬فجعل ُه ْمل ي�أب ُه لأحد‪َ ،‬‬ ‫البيت يتعمقُ‬ ‫ن�سجت‬ ‫جمنون‬ ‫كمريد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫حمراب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫واختلطت برائحت ِه‬ ‫وانعقد عليه ف�ؤاد ُه‬ ‫ب ِه روحه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بدفق حنيني � َ‬ ‫إليك؟‪..‬‬ ‫�أنفا�سه‪ ..‬حدثه‪�( :‬أت�شع ُر ِ‬ ‫�أحت��نُّ �إ َّ‬ ‫حينئذ ت�صور �أن من ورا ِء‬ ‫يل؟‪)....‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال�صمت جمي ًبا له‪( :‬بلى)‪ ..‬ف� َ‬ ‫أردف‪�( :‬إذن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لمِ َ مل ت� ِأت �إ َّ‬ ‫البيت‬ ‫يل كما �آتي �إليك؟)‪ ..‬وك�أمنا ُ‬ ‫للحقت‬ ‫احلراك‬ ‫كنت قاد ًرا على‬ ‫ُ‬ ‫�أجابه‪( :‬لو ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال�شوق‬ ‫حللت‪� ..‬أيها الويف)‪ ،‬فجر ُه‬ ‫بك �أينما ْ‬ ‫وي�شم طوب ُه‬ ‫لأن يحت�ضنَ جدرانه‪ ،‬بل لأن َ‬ ‫يلثم َّ‬ ‫يقرتب من ُه بقلب ُي ُ‬ ‫�شعل‬ ‫طوب ًة طوبة‪ ..‬وما كا َد‬ ‫ُ‬ ‫�شج ر�أ�س ُهحج ٌر �صلد جاء ُه‬ ‫�شمو َع الفرح حتى َّ‬ ‫ُ‬ ‫ي�صرخ فيه‪�( :‬أيها‬ ‫طفل �صغري‪ ..‬بينا‬ ‫من ِيد ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أنت ٌ‬ ‫واقف �أمام بيتنا‪....‬‬ ‫الرجل الغريب‪ ،‬مل � َ‬ ‫تغازل‪ ..‬ها؟!!)‪.‬‬ ‫مللم جرح ُه الدامي فقط‪،‬‬ ‫َ‬ ‫للكالم ذو ٌق‪.‬‬ ‫يعد‬ ‫فلم ْ‬ ‫وغادر‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪1424/1/28‬هـ‬

‫‪63‬‬


‫رع�شة املغيب‬ ‫بقلم �أحمد العليو‬

‫قا�ص وكاتب ‪ -‬الأح�ساء ال�سعودية‬ ‫رج��ع كالعب م�ه��زوم يت�ساقط الأ��س��ى من‬ ‫�أط ��راف �أ�صابعه املتدلية م��ن ��س��وق احل��راج‬ ‫اخل��اوي م��ن البائعني خمرتقا ع��ادت��ه يف يوم‬ ‫اجلمعة‪ ،‬ال�ع��روق اخل���ض��راء ك��أ��ش��واك ناتئة‪،‬‬ ‫�أعناق النخيل تتمايل بانك�سار‪ ،‬وقلبه كعا�شق فقد‬ ‫حمبوبته‪ ،‬كيف يقابلها؟ فرغم تهديدات والديه‬ ‫وت�شديدهما و�أخذ العهد منه بعدم مالم�سة باب‬ ‫البيت‪ ،‬لكنه جرح امليثاق خمتل�سا فر�صة ان�شغال‬ ‫والديه‪ .‬اقرتب من الإ�شارة اخلالية من وقوف‬ ‫ال�سيارات حولها �إال بعدد عيون الإ�شارة‪ ،‬ال�شارع‬ ‫ال�صاخب �أ�صبح كعمق ال�صحراء‪ ،‬مل يكن ي�شغله‬ ‫�إال الرجوع بيد ممتلئة‪ ،‬الهواء خانق‪ ،‬وال�شم�س‬ ‫احلادة �أ�صبحت مرتع�شة‪ ،‬ازداد دفق دمه‪ ،‬جد‬ ‫يف ال�سري‪ ،‬لكن كيف يعود مبالمح اخليبة �إلى‬ ‫حبيبته؟!‬ ‫فج�أة برز �أمامه حمل لبيع احليوانات الأليفة‬ ‫والطيور والأ��س�م��اك‪ ،‬مت��ددت خطواته فرحا‪،‬‬ ‫ارتقى الدرجات و�صوت الهليوكبرت فوقه ب�أمتار‪،‬‬ ‫خرج ويده تتح�س�س ج�سم الكي�س بفرح‪ ،‬لكنه‬ ‫�شعر ب�ضيق �شديد من �ضجيج الطائرة التي‬ ‫تروح وجتيء‪ ،‬تلوى عنقه للخلف‪ ،‬تكاد تالم�س‬ ‫�سطوح املنازل‪ ،‬وتبتعد‪ ،‬هكذا هي حالها منذ‬ ‫�صالة الظهر‪ ،‬وجدران املنازل الإ�سمنتية ري�شة‬

‫‪64‬‬

‫ترتع�ش خوفا من اقرتاب منقارها املفرت�س‪.‬‬ ‫ب�ع��د قليل حتما �سي�ضع َ‬ ‫احل ��ب يف �أج�م��ل‬ ‫�صحن‪� ،‬سيجل�س بجوارها لتمده مب�شاعرها كي‬ ‫ير�سم لوحات ويقدمها ملعلم الرتبية الفنية‪،‬‬ ‫احلمامة البي�ضاء �صديقته فمنذ �أي��ام جل�ست‬ ‫ع�ل��ى ن��اف��ذت��ه‪ ،‬وم�ن��ذ ر�آه���ا بري�شها الأب�ي����ض‬ ‫الناعم‪ ،‬وبعينيها احلاملتني �أحبها‪ ،‬وحني اقرتب‬ ‫منها يف �أول مرة بتكور خديه الالمعني‪� ،‬صفقت‬ ‫راحتا كفه بانت�شاء قابلته باهتزاز عنقها دالال‪،‬‬ ‫ف�شحنت م�شاعره بحبها‪.‬‬ ‫تهدل كل �صباح بهديلها كل �صباح في�ستيقظ‬ ‫معانقا ال�شم�س امل�ضيئة‪ ،‬ي�صب لها املاء لتتناغم‬ ‫روح��ه م��ع هديلها‪ ،‬ت��داع��ب بجناحيها ذقنه‬ ‫ال�صغري‪ ،‬هو طفل وحيد‪ ،‬وله �أختان كبريتان‬ ‫من�شغلتان بعامليهما اخلا�صني بهما‪� ،‬صارت له‬ ‫احلمامة �أني�سا‪� ،‬أحيانا يهذي لها ب�أمله ووحدته‪.‬‬ ‫ف�ح�م��ل ط��اول��ة امل ��ذاك ��رة �أ� �س �ف��ل ال �ن��اف��ذة يف‬ ‫«التهوية»‪ ،‬تغني له وهو يحل واجباته‪ ،‬ثم ير�سم‬ ‫ب�ألوانه اخل�شبية لوحات مرق�شة باجلمال جعلت‬ ‫معلمه فوق فوهة الذهول من ر�سوماته اخلارقة!‬ ‫ال���س��درة اه�ت��زت ب� ��أمل‪ ،‬وال�ط��ائ��رة ال ت��زال‬ ‫جت��وب ف��وق �سطوح احل��ي ب�أجنحتها املروحية‬ ‫التي تقذف املنطقة مب�سامري اخلوف‪ .‬عجالت‬


‫ال�سيارات املرتا�صة مل تط ِو م�ترا من الأر���ض‬ ‫منذ البارحة‪ ،‬بينما القطط تلبدت حتت هياكل‬ ‫ال�سيارات‪ ،‬وال�شم�س املرتع�شة تتجه �إلى املغيب‪،‬‬ ‫وال�شارع الأ�سود ما زالت ح�صى الهدفني التي‬ ‫و�ضعها ال�صبيان على وجهه‪ ،‬ظ�لال ال�سدرة‬ ‫وبع�ض النخيل متوارية منذ قبل و�صول ال�شم�س‬ ‫�إلى قلب ال�سماء‪ ،‬مل يقطع هذا ال�صمت الهادر‬ ‫�سوى عباءات �سود تلج امل�أمت احل�سيني‪.‬‬ ‫�أ��ص��اب�ع��ه تتدلى م��ن الكي�س البال�ستيكي‬ ‫كم�شنقة الإع��دام‪ ،‬مر �أمام البقالة ال�صغرية‪،‬‬ ‫مل يرفع كفه كعادته مناديا بال�سالم‪ ،‬فالعجزة‬ ‫الذين يت�سامرون بجوار بابها و�أمامهم «دلة»‬ ‫ال�شاي ف�ضلوا االختباء يف بيوتهم‪ ،‬اقرتب من‬ ‫بري�شة �سعاد وخيك ‪ -‬ال�سعودية‬

‫الباب‪ ،‬قرر اليوم �أن ير�سمها بعينيها الوا�سعتني‬ ‫وبالري�ش الأبي�ض احل��امل باالنعتاق‪ ،‬وهو يبث‬ ‫لها �أح�لام��ه و�أم��ان �ي��ه‪ .‬دف��ع ال�ب��اب احل��دي��دي‬ ‫امل�شرع قليال بباطن كفه اليمنى بخفة‪ ،‬مد عنقه‬ ‫الق�صري لالطمئنان بخلو املكان‪ ،‬ازداد عواء‬ ‫الطائرة ب�شماتة‪ ،‬تقدمت �أ�صابع قدمه اليمنى‬ ‫البارزة املرتع�شة خطوة‪ ،‬حمرة املغيب املختلطة‬ ‫ب��ال �� �س��واد ت���س��دل ��س�ت��ائ��ره��ا ع�ل��ى اجل� ��دران‪،‬‬ ‫وخ�شخ�شة الكي�س ازدادت ح��دة‪� ،‬شم رائحة‬ ‫غ��ري �ب��ة‪ ،‬مل ي���ش��اه��د حبيبته‬ ‫و�سلب‬ ‫احلمامة فوق النافذة‪ُ ،‬‬ ‫عقله حني وجد الري�ش الأبي�ض‬ ‫املتناثر خمتلطا بالدم!‬

‫‪65‬‬


‫ق‪ .‬ق‪ .‬ج‪.‬‬ ‫بقلم‪ :‬زهراء املدن‬ ‫قا�صة ‪ -‬ال�سعودية‬

‫اعتذار‬

‫ُمراوغة‬

‫اعت ��ذرت ع ��ن كل الأوق ��ات اجلميل ��ة بينهما؛‬ ‫لأنها �صارت ال تعني له �شيء بعد �أن قرر الهجرة‪.‬‬

‫يف كل حلظ� � ٍة‪ ،‬تُط ِل ��قُ �شتائمه ��ا املقذع ��ة‪،‬‬ ‫عل ��ى كل رج ��ل متزوج م ��ن امر�أ ٍة ثاني ��ة‪ ..‬ذات‬ ‫ي ��وم‪ ،‬هاتفته ��ا �صديقة لها‪ ،‬قائل� � ًة‪( :‬لقد تقدم‬ ‫خلطبت � ِ�ك �أخ ��ي املت ��زوج)‪ ..‬فتهل ��ل وجهه ��ا‬ ‫بابت�سامة كبرية!!‪.‬‬

‫ِبطاقة الهاتف‬ ‫كان اخلي ��ط الأول لعالقتن ��ا ه ��و اح ِتفاظ ��ي‬ ‫ببطاق ��ة هواتف ��ه عندما زرت ��ه يف مكت ِب ��ه لطلب‬ ‫الطالق من زوجي‪.‬‬

‫عتاب‬ ‫كلما م�ل��أت يديه ب�أكيا�س م�شرتياتها‪� ،‬س�ألته‪:‬‬ ‫لمِ َ دائم ًا ال تمُ �سك بيدي �أ�سوة بالرجال الآخرين‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫بعد�سة ح�سني الها�شم ‪ -‬ال�سعودية‬

‫وظيفة‬ ‫ُكل �صب ��اح توقظه ��ا �أب ��واق ال�سي ��ارات (نداء‬ ‫للموظف�ي�ن واملوظفات)‪ ،‬فرتم ��ق �شهادتها العليا‬ ‫على احلائط ‪ ..‬تتنف�س بقوة‪ ،‬ثم حتت�ضن الأمنية‬ ‫وتغطي وجهها وتنام‪.‬‬


‫بري�شة ندى العوامي ‪ -‬ال�سعودية‬


‫ملحق خا�ص بفعاليات‬ ‫جلنة القطيف الثقافية‬

‫نادي الكتاب‬

‫�أم�سيات و�أن�شطة النادي‬

‫‪68‬‬

‫يعنى نادي الكتاب باملحا�ضرات والأم�سيات الأدبية والفكرية‬ ‫املتنوعة وي�سلط ال�ضوء على �أهمية القراءة عرب توزيع الإ�صدارات‬ ‫اخلا�صة باللجنة يف املحافل الثقافية والأن�شطة ومعار�ض الكتاب‪.‬‬ ‫يف هذا العام ‪2013‬م بد�أ نادي الكتاب ن�شاطه بتاريخ ‪22‬يناير‬ ‫امل�ص ��ادف ‪10‬ربي ��ع الأول ‪1434‬هـ ‪ ،‬ب�أم�سية خا�ص ��ة �شارك فيها‬ ‫الأ�ست ��اذان الفا�ضالن ح�سني �آل �سله ��ام وح�سن �آل حمادة‪ ،‬حيث‬ ‫حتدث و قر�أ �آل �سلهام عن كتابه‪( :‬املنذر بن �ساوى)‪ ،‬كما حتدث‬ ‫وقر�أ �آل حمادة عن كتابه‪(:‬من و�صايا جدتي الها�شمية)‪.‬‬ ‫كم ��ا ا�ستعر� ��ض امل�ؤرخ عل ��ي ال ��درورة جتربت ��ه الثقافية لعام‬ ‫‪2013‬م‪ ،‬حيث �أ�ص ��در ‪ 52‬كتابا يف �سابقة تاريخية‪ ،‬وذلك يف يوم‬ ‫الثالث ��اء ‪ 12‬فرباي ��ر امل�صادف الث ��اين من ربي ��ع الثاين‪1434‬هــ‬ ‫وقدمت الأم�سية الدكتورة ر�سمية الربابي‪ ،‬وقد ا�ستعر�ض الدرورة‬ ‫جميع ا�صداراته لعام ‪2012‬م‪.‬‬


‫‪67‬‬ ‫بري�شة �إرم احلمود ‪ -‬ال�سعودية‬


‫يوم الكتاب العاملي‬ ‫ب ��د�أت الفعالية ي ��وم ‪2013/3/21‬م ويعترب ‪22‬‬ ‫ابري ��ل اليوم الذي حددت ��ه اليون�سكو للإحتفال به‬ ‫بي ��وم الكتاب وق ��د �أحيته جلنة القطي ��ف الثقافية‬ ‫بقاع ��ة الفن ��ان عب ��د اهلل ال�شيخ بجمعي ��ة الثقافة‬ ‫والفن ��ون ‪ -‬الدم ��ام‪ ،‬ومب�صاحبة جماع ��ة املر�سم‬ ‫احل ��ر املعر� ��ض الت�شكيل ��ي اجلماع ��ي والذي �ضم‬ ‫ثالث�ي�ن م�شارك ًا م ��ن الفنانني والفنان ��ات‪ ،‬بقيادة‬ ‫الفنان حممد امل�صلي وقد افتتح الن�شاط واملعر�ض‬ ‫مدير اجلميعة الكاتب عيد النا�صر‪.‬‬ ‫الفنانة �سناء بكر يون�س وهي ت�أخذ جولتها‬ ‫واجلدي ��ر بالذك ��ر �أن ال�صال ��ة �ضم ��ت زواي ��ا يف املعر�ض بعد ان ت�صفحت جملة القطيف‬ ‫عرو� ��ض خا�صة بالكت ��اب وقد كان لتل ��ك الليلتني‬ ‫�أم�سي ��ات متنوع ��ه �أحياه ��ا كل م ��ن الكات ��ب علي‬ ‫الدرورة وجا�سم اجلا�سم وحممد اجللواح وحميدة‬ ‫ال�سنان والكثريون من املهتمني ب�ش�أن الكتاب‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫يوم ال�شعر العاملي ‪ 21‬مار�س‬ ‫جلنة القطيف الثقافية تنظم‬ ‫ملتقى ال�شعر الثاين‬

‫عل ��ى قاع ��ة االحتف ��االت بق�ص ��ر ال�ضياف ��ة‬ ‫م ��ن ي ��وم الأربعاء �ص ��دح ثالثون �صوت� � ًا �شعري ًا‬ ‫يف �سم ��اء احل�س واجلم ��ال تاله ي ��وم اخلمي�س‬ ‫‪2013 / 3 / 21‬م وال ��ذي يع ��د اليوم الإحتفايل‬ ‫العامل ��ي لل�شع ��ر وذلك على �صال ��ة م�سرح مركز‬ ‫اخلدمة االجتماعية بالقطي ��ف وبح�ضور جمع ًا‬ ‫كبري ًا من �شعراء حمليني وع ��رب �أثرو الأم�سية‬ ‫ب�أجمل الكلمات ومبختل ��ف الألوان والإجتاهات‬ ‫ال�شعري ��ة‪ ،‬و�أدار الأم�سي ��ة ال�شاع ��ر ح�س�ي�ن �آل‬ ‫دهي ��م حي ��ث �إفتتحه ��ا بحديث ��ه ع ��ن �إحتفائية‬ ‫العامل بيوم ال�شعر‪.‬‬ ‫و�أج ��رت جلن ��ة القطي ��ف التك ��رمي وتوزي ��ع‬ ‫الدروع للم�شاركني‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫املر�سم احلر‬

‫املر�سم احلر للدوخلة‬

‫املر�سم احلر‬ ‫ت�سع ��ى جلنة القطيف الثقافية لتحقي ��ق الطموح والتطلعات‬ ‫الإبداعية‪ ،‬وقد �أخذت على عاتقها امل�ساهمة يف التنوير الثقايف‬ ‫الت�شكيلي مع كبار فنانيني املنطقة‪ ،‬ومن �أهدافها تبني املواهب‬ ‫والعم ��ل عل ��ى �صقله ��ا ابداعي� � ًا من خ�ل�ال الق ��راءة والإطالع‬ ‫والرح�ل�ات والور� ��ش واملعار�ض ع�ب�ر املثقف ��ات اجلماعية وقد‬ ‫�شارك ��ت اللجنة يف مهرجان الدوخل ��ة الوطني ومن خالل اتليه‬ ‫فن منذ عام ‪1428‬هـ واخر م�شاركاتها كان عام ‪ 1433‬هـ حتت‬ ‫�شع ��ار القطيف الثقافية‪ ،‬ومب�شاركة عدد من االطفال وال�شباب‬ ‫وبالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون‪.‬‬

‫‪72‬‬


73


‫وفد املر�سم احلر يف �ضيافة النمر‬

‫يف جو عامر بالفرح وال�سعادة التقى‬ ‫وفد (املر�سم احل ��ر) للقطيف الثقافية‬ ‫‪ 1434/2/26‬هـ للر�سم يف الهواء الطلق‬ ‫وتب ��ادل املع ��ارف واكت�س ��اب اخل�ب�رات‬ ‫املتنوعة من خالل امل�شاركات والرحالت‬ ‫اجلماعية‪.‬‬

‫اال�سبوع اخلليجي ل�صحة الفم واال�سنان‬ ‫‪ 1433-4-11‬ه� �ـ‪ ،‬الأ�سبوع اخلليجي‬ ‫املوح ��د لتعزي ��ز �صح ��ة الف ��م والأ�سنان‬ ‫ق�س ��م املر�س ��م احلر ومب�شارك ��ة الفنانة‬ ‫نداء احلبيب‪.‬‬

‫برنامج رحيق االلوان‬ ‫بتاري ��خ ‪ 1433-12-20‬ه� �ـ برنام ��ج‬ ‫تعبريي بوا�سطة الأل ��وان‪ ،‬فعلته الفنانه‬ ‫حميدة ال�سنان‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫حلن االجناز وتكرمي‬ ‫امل�ساهمني بان�شطة القطيف‬ ‫الثقافية‬ ‫وحفل افتتاح معر�ض �أع�ضاء املر�سم احلر‬

‫بتاري ��خ ‪ 1434-7-11‬ه� �ـ بح�ض ��ور رج ��ل االعمال‬ ‫�شاكر �آل نوح مت تكرمي الفنان علي البوري والإعالميني‬ ‫وكل م ��ن كانت له م�ساهمة يف توثي ��ق �أن�شطة القطيف‬ ‫الثقافي ��ة‪ ،‬والفناني�ي�ن �أع�ض ��اء املر�س ��م احلر‪ :‬حممد‬ ‫امل�صل ��ي‪ ،‬جن ��اح كاظ ��م‪ ،‬ق�ص ��ي العوام ��ي‪ ،‬امني عبد‬ ‫الوه ��اب‪ ،‬فاطمة مطر‪ ،‬امني املط ��رود‪� ،‬شوق احلبيب‪،‬‬ ‫خلود امل�س�ي�ري‪ ،‬زهراء الف ��رج‪� ،‬إرم احلم ��ود‪ ،‬زهراء‬ ‫ال�سيف‪ ،‬جميلة الق�صاب‪ ،‬ليلى الدهان‪ ،‬ندى العوامي‪،‬‬ ‫حميدة ال�سنان‪ ،‬عاطف املب�شر‪.‬‬ ‫املو�سيقي علي البوري‬

‫ور�شة مقهى جاوان‬ ‫‪1434 /5/3‬هـ‬ ‫بتن�سيق من �إدارة املر�سم احلر (القطيف الثقافية)‬ ‫ق ��ام الفنان ح�سن اب ��و ح�سني والفنانه حمي ��ده ال�سنان‬ ‫�أع�ضاء املر�سم احل ��ر (بالقطيف الثقافية) بد�أ فنانني‬ ‫جماع ��ة املر�س ��م بتجمي ��ل (مقه ��ى ج ��وان) واال�سماء‬ ‫امل�شارك ��ة ه ��م ان ��وار ال�شي ��وخ و�شوق احلبي ��ب وعاطف‬ ‫م�شرف وعبد اهلل ال�شوباين‪.‬‬

‫الفنان ح�سن ابو ح�سني‬

‫‪75‬‬


‫دور اجلروب‬ ‫اجلماعي‬ ‫النظري‬ ‫(املر�سم احلر)‬

‫يعن ��ى بالتعلي ��م النظري‬ ‫والتع ��ارف الفن ��ي وق ��راءة‬ ‫اللوحات و�أخباري ��ة املعار�ض‬ ‫واالن�شط ��ة الت�شكيلي ��ة وم ��ن‬ ‫�ضم ��ن الور�ش النظرية والتي‬ ‫ا�ستفاد منه ��ا جماعة املر�سم‬ ‫احل ��ر ور�ش ��ة الفنان ��ه كرمية‬ ‫امل�س�ي�ري وور�ش ��ة الفن ��ان‬ ‫ح�س�ي�ن امل�ص ��وف يف فن ��ون‬ ‫الطباعة وتاريخها باال�ضافة‬ ‫الى درا�سات ق ��ام بها الفنان‬ ‫ام�ي�ن عبد الوه ��اب وعرو�ض‬ ‫خمتلف ��ة ال�سالي ��ب واف ��كار‬ ‫فنانيني عامليني‪.‬‬

‫اجلروب يف‬ ‫املر�سم التطبيقي‬ ‫وح�ضور الأع�ضاء‬ ‫ب�صالة الآتيلية‬ ‫للر�سم اجلماعي‬ ‫وتبادل اخلربات‬ ‫والفنان �أمني‬ ‫عبد الوهاب‬


‫�سكلوجيا الألوان ولقاء مع‬ ‫فنان موهوب‬

‫عرب لق ��اء مفت ��وح �أقامت ��ه القطيف الثقافي ��ة بتاريخ‬ ‫‪ 1434/3/6‬ه� �ـ يف �صال ��ة (اتليه فن) فرع املر�سم احلر‬ ‫و�ضمن مو�سمها الثقايف اجلديد‪.‬‬ ‫بد�أ احلديث حول �أهمية الألوان وعالقتها بالعواطف‬ ‫االن�ساني ��ة و�أهمي ��ة موقعها يف الفنون وم ��دى ت�أثريها يف‬ ‫جناح الأعمال الفنية و�أي�ضا قام اجلميع ب�أخذ جولة على‬ ‫لوحات ال�ضيف الفن ��ان املوهوب ح�سن �سامل والذي قدم‬ ‫جمموعة فنية يعرب بع�ضها عن الرتاث والبع�ض بروتريه‬ ‫وغريه ��ا م ��ن توجهات ح ��اول الفن ��ان ر�سمه ��ا وت�سجيل‬ ‫واقعها كما ج ��ري تعريف خا�ص عن قروب املر�سم احلر‬ ‫والذي ي�سعى لتقدمي االف�ضل ملنت�سبيه‪.‬‬

‫ور�شة الفنان عاطف امل�شرف‬

‫بد�أت بتاريخ ‪1434/2/18‬هـ‬ ‫عن فن ��ون توزيع الأل ��وان و�أ�ساليب خا�ص ��ة بتح�ضري‬ ‫الفكرة و�إ�ستخدام اخلامات �أملتنوعة لإيجاد ت�أثريات فنية‬ ‫خمتلفة ذات �صياغات �إبتكارية يف الت�شكيل كالطباعة �أو‬ ‫ما�شاب ��ه بالإ�ضافة �إلى �إ�ستخ ��دام �أدوات جانبية للر�سم‬ ‫بالفر�شاة‪.‬‬

‫ور�شة الفنان ق�صي العوامي‬

‫بتاري ��خ ‪ 1434-7-3‬هـ �ش ��رح نظ ��ري وتف�صيلي عن‬ ‫�أف�ضل اخلامات اللونيه و�أنواعها و�أنواع الفر�ش والأدوات‬ ‫و�ألأقم�شة اخلا�صة للر�سم و�سبل التنظيف وطرق �ألأعتناء‬ ‫ب ��الأدوات والأ�سا�سي ��ات القاعدي ��ة‬ ‫للتحظ ��ر واجلل�س ��ة الثاني ��ه كان ��ت عن‬ ‫ت�أ�سي� ��س الفكرة وكيفية ر�سمها وتلوينها‬ ‫مبواد الأكريلك �أو الزيت‪.‬‬

‫‪77‬‬


‫تكرمي امل�شاركني يف ور�شة «الطبيعة ال�صامتة» يف «اتليه فن»‬

‫حما�ضرة وور�شة ومعر�ض الطبيعة ال�صامته للفنان امل�صلي‬ ‫نظمت القطيف الثقافي ��ة م�ساء يوم (الأحد)‬ ‫‪1434/6/4‬هـ حفل تكرمي امل�شاركني وامل�شاركات‬ ‫يف ور�ش ��ة الطبيع ��ة ال�صامتة وعر� ��ض للوحاتهم‬ ‫بربي ��ق �أل ��وان الأوي ��ل با�ستي ��ل‪ ،‬كان ذل ��ك �ضمن‬ ‫�أروقة مر�سم �أتليه فن بالقطيف‪.‬‬ ‫�ش ّرف احلفل الفنان الت�شكيلي حممد امل�صلي‬ ‫– ع�ض ��و جلنة الت�شكي ��ل واخلط العربي ولفيف‬ ‫من رموز الف ��ن الت�شكيلي والأدب ��ي �أمثال الكاتب‬ ‫جا�س ��م عل ��ي اجلا�س ��م – �أديب وكات ��ب �صحفي‬ ‫وال�شاع ��ر امل�ؤرخ علي ال ��درورة والكاتب والروائي‬ ‫ف ��وزي �صادق والدكتورة ر�سمي ��ة الربابي والفنان‬ ‫امل�سرح ��ي علي الرتك ��ي والقا�صة زين ��ب املزيدي‬ ‫وجمموع ��ة م ��ن املتذوق�ي�ن واملهتم�ي�ن بال�ش� ��أن‬ ‫الت�شكيلي‪.‬‬ ‫وقد ت�صدر احلفل الفنان حممد امل�صلي ب�إلقاء‬ ‫كلمة تقديرية وتكرمي امل�شاركني بالإ�شادة مل�ستوى‬ ‫جناح الإجن ��از وفق� � ًا مل�ساهمته الفاعل ��ة بتقدمي‬ ‫املحا�ضرة والور�شة التطبيقية للطبيعة ال�صامتة‪.‬‬ ‫ويف خت ��ام احلفل ق ��ام الفنان بتوزي ��ع ال�شهادات‬ ‫لكل من‪ :‬الفنانة �ش ��وق احلبيب والفنان عبد اهلل‬ ‫اجل�صا� ��ص والفنانة �سم ��ات القرو� ��ص والفنانة‬ ‫جناح كاظم والفنانة ندى العوامي والفنانة زينب‬ ‫العب ��د اللطي ��ف والفنان ��ة ليلى الده ��ان والفنانة‬ ‫زهراء �آل �سيف والفنان حممد ق�صقو�ص‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫يف حما�ضرة عن ت�أثري الألوان للدكتورة ر�سمية الربابي‬


‫بري�شة حميدة ال�سنان ‪ -‬ال�سعودية‬


‫املر�سم احلر‬

‫ق�سم العناية بالطفولة‬

‫ور�شة الر�سم‬ ‫�أط��ف��ال ي��ع�برون ع��ن ذوات��ه��م يف‬ ‫املهرجان التطوعي الثاين يف �سناب�س‬

‫‪80‬‬


‫نظ ��م مر�س ��م �أتيليه ف ��ن ور�شة بعن ��وان «الر�س ��م والتعبري عن‬ ‫ال ��ذات» الأربعاء ‪ 1433/11/8‬هـ‪� ،‬ضمن مهرجان العمل التطوعي‬ ‫الثاين‪ ،‬على �أر�ض الدوخله ب�سناب�س للأطفال‪.‬‬ ‫واحت ��وت الور�شه عل ��ى �أوراق و�ألون وفر�ش متع ��ددة ال�ستخدام‬ ‫الأطفال‪ ،‬ب�إ�شراف الت�شكيليه حميدة ال�سنان‪ ،‬وعدد من املتدربات‪.‬‬ ‫وافتت ��ح الور�ش ��ه رئي� ��س الن ��ادي الأدب ��ي باملنطق ��ة ال�شرقية خليل‬ ‫الفزي ��ع‪ ،‬بح�ضور رئي� ��س مهرجان العم ��ل التطوعي عل ��ي الزريع‪،‬‬ ‫والكات ��ب الق�ص�صي جا�سم اجلا�سم‪ ،‬والدكت ��ورة ر�سمية الربابي‪،‬‬ ‫وعدد من املهتمني واملهتمات يف هذا املجال‪.‬‬ ‫و�شمل الإفتتاح جولة قام بها رئي�س النادي االدبي الفزيع وحتدث‬ ‫م ��ع الأطفال و�إلقاء كلم ��ة �شكر فيها الفنانة ال�سن ��ان وامل�شاركات‪،‬‬ ‫كم ��ا قام يتوزي ��ع هدايا جلميع الأطفال مقدمة م ��ن النادي الأدبي‬ ‫وهي عبارة عن ق�ص�ص وكتب تعليمية‪.‬‬ ‫ي�ش ��ار �إلى �أن هذه الور�شه تع ��د ال�سابعة ع�شر للأطفال‪ ،‬كما �أن‬ ‫مر�س ��م «اتليه فن» يعنى باملواهب منذ مايقارب ‪ 18‬عام‪ ،‬ويت�ضمن‬ ‫عدة برامج متخ�ص�صه بتنمية املهارات الطفوليه وخرج الكثري من‬ ‫الفنانني والفنانات للمجتمع‪.‬‬

‫ر�س���م جــــــداري���ة‬ ‫�آتيل���ه ف���ن للأطفال‬ ‫بتاريخ ‪ 1434-7-24‬هـ‬


‫افتتاح املعر�ض «ال�سابع ع�رش‬ ‫للطفل املوهوب» يف �سناب�س‬

‫هيفاء ال�سادة ‪� -‬سناب�س‬

‫افتت ��ح النا�ش ��ط االجتماعي �سلم ��ان الرم�ض ��ان‪ ،‬م�ساء‬ ‫الأحد‪ 1433/11/16‬ه� �ـ‪ ،‬بالنيابة عن رئي�سة منتدى ان�سان‬ ‫املعر� ��ض «ال�ساب ��ع ع�ش ��ر للطف ��ل املوهوب» �ضم ��ن مهرجان‬ ‫العمل التطوعي الثاين يف بلدة �سناب�س‪.‬‬ ‫وي�ش ��ارك يف املعر�ض التي ت�شرف علي ��ه الفنانة ال�سنان‬ ‫‪ 30‬طف ��ل وطفلة موهوبني يف فنون الر�س ��م والتلويني‪ ،‬وذلك‬ ‫اث ��ر دورات وور�ش متعددة تعنى بتنمية الذوق واحل�س الفني‬ ‫اجلمايل للأطفال‪.‬‬

‫ور�شة التلوين املنوعه واحلرة لالطفال‬

‫ا�ستقب ��ل مر�س ��م ( �آتلي ��ه ف ��ن ) م ��ن �صبحي ��ة ي ��وم‬ ‫‪1433/11/2‬ه� �ـ �أطف ��ال رو�ض ��ة القطيف يف زي ��ارة خا�صة‬ ‫باملر�س ��م وقاع ��ة االتلي ��ة والتي احتف ��ت بجولة م ��ع الأطفال‬ ‫وعل ��ى �شكل دفع ��ات منظمة للتعرف عل ��ى معرو�ضات �صالة‬ ‫االتلي ��ه وق ��د مت تدريب االطف ��ال �أي�ض ��ا على فن ��ون الر�سم‬ ‫ب�أل ��وان االكريليك وكيفي ��ة ا�ستخدام الفر� ��ش ووزعت بع�ض‬ ‫الإ�صدارات امل�صورة لتعزيز الثقافة الب�صرية لدي �ألطفل‬

‫زيارة ريا�ض االطفال للمر�سم‬ ‫الطفويل التعبريي (اتليه فن)‬ ‫‪ 1433-11-2‬هـ‬

‫مر�سم «فرحة يتيم»‬ ‫على �صالة �سايتك اخلرب‬ ‫‪ 1433-4-22‬هـ‬

‫‪82‬‬


‫بعد�سة ح�سني الها�شم ‪ -‬ال�سعودية‬


‫تغطية‬

‫مدينة ورد‬ ‫لزهراء الفرج‬ ‫لأننا �أ�صدقاء‬ ‫نعانق �ضوء‬ ‫احالمنا معاً‬ ‫ن�شعل �أكفنا‬ ‫منارات حب‬ ‫تقودنا للخال�ص‬

‫‪84‬‬


‫ال�سحور الثقايف امل�صغر واخلا�ص‬ ‫ب�أع�ضاء ال�سرور والبهجة‬ ‫على �صالة (اتيليه فن)‬

‫يف ج ��و عامر بالود واحلبور وعل ��ى �سفرة �أ�سرة واح ��دة غمرها الفرح‬ ‫والإخ ��اء وت�سيدها م�صباح العطاء والإيثار وال�صفو اجلميل اخلال�ص ومن‬ ‫م�ساء النفحات الروحية‪.‬‬ ‫يف ‪1433/ 9 /18‬هـ من رم�ضان املبارك �إلتقى �أع�ضاء جلنة القطيف‬ ‫الثقافية وبدعوة من الأديب وامل�ؤرخ علي الدرورة ملتفني حول مائدة �سحور‬ ‫عامر بالفكر والفن والإبداع �إذ بد�أت فقرات احلفل بتقدمي خا�ص للفنانة‬ ‫ال�صاعدة زهراء الفرج والتي عر�ضت عدة لوحات من جمموعتها (مدينة‬ ‫ورد) ب�أل ��وان الأكريلك عل ��ي الكانفا�س‪ ،‬وقد تناول الناق ��د يو�سف �شغري‬ ‫جمموعتها باحلديث عن م ��دى جر�أتها يف ا�ستخدام الألوان وقدرتها على‬ ‫ال�سيط ��رة يف توزي ��ع �أوليات املزج والت�ضاد وفن الإخ ��راج التعبريي والذي‬ ‫ات�سم ��ت به مع�ض ��م لوحاته ��ا التجريديه وق ��د قدمت له ��ا الفنانة حميدة‬ ‫ال�سنان �شهادة تخرجها متمنية لها مزيدا من التقدم والنجاح‪.‬‬ ‫وتعريجا على �أدبيات وم�ؤلفات امل�ؤرخ الدرورة وكعادة اللجنة يف الإحتفاء‬ ‫بعطاءه الغزير‪ ،‬ونتاجه الرثي فقد احتفلت‬ ‫اللجن ��ة مباركة ل ��ه ا�صدارات ��ه الأربعة يف‬ ‫هذا ال�شهرالكرمي‪ ،‬وهي‪( :‬حكايات �شعبية‬ ‫م ��ن القطي ��ف)‪ ،‬و(العالق ��ات ال�سلجوقية‬ ‫العربي ��ة)‪ ،‬وديوان ��ا �شع ��ر حت ��ت‬ ‫عنوان‪�(:‬أغاري ��د امل�س ��اء)‪ ،‬و(جدائل‬ ‫الربق) وقد حتدث الدرورة �شخ�صيا‬ ‫عن كتابات ��ه و�أردف مو�ضحا‬ ‫بع� ��ض م ��ا ا�ستع�ص ��ى عل ��ى‬ ‫القارئ فهمه م ��ن م�ضامني‬ ‫كتبه كما حت ��دث عن املقبل‬ ‫من �إ�صداراته والذي‬ ‫�سوف يكون عنوانه‪:‬‬ ‫(امل ��راءة يف‬ ‫الع�صر ال�سلجوقي)‪.‬‬

‫اغلفة كتب علي الدرورة ولوحات زهراء الفرج‬


‫ال�سحور الثقايف الثاين‬

‫�أقامت جلنة القطيف الثقافية وبح�ضور جماهريي ثقايف و�إعالمي الفت‬ ‫م�س ��اء اليوم الأثنني ‪1433/9/25‬هـ املوافق ‪2012/9/13‬م برنامج ال�سحور‬ ‫الثقايف (الثاين) مبحافظ ��ة القطيف (الذي تنظمه جلنة القطيف الثقافية‬ ‫خ�ل�ال �شهر رم�ضان املبارك م ��ن كل عام)‪ .‬وح�ضر حفل االفتتاح كوكبة من‬ ‫ال�شعراء والأدباء الفنانني‪ ،‬والإعالميني‪ ،‬والت�شكيليني‪ ،‬وامل�صورين واملمثلني‬ ‫وخمرجي االفالم ال�سنمائية واملو�سيقيني ووجهاء املنطقة ال�شرقية‪ ،‬ووجهاء‬ ‫حمافظة القطيف‪ ،‬ولفيف من �سيدات الثقافة واملجتمع باملنطقة ال�شرقية‪.‬‬ ‫وكعادته ��ا وبروحها اجلماعي ��ة الوثابة فعلت جلن ��ة القطيف �سحورها‬ ‫الثق ��ايف الث ��اين وبد�أ حف ��ل االفتتاح مبقدم ��ة رائعة لعريف احلف ��ل ال�شاعر‬ ‫ح�سني دهيم‪ ،‬ومن ثم تال املقرئ ح�سن الرتكي �آيات من القر�آن الكرمي على‬ ‫م�سام ��ع احل�ضور‪ ،‬عقب ذلك مت تقدمي عر�ض مرئي ع ��ن القطيف الثقافية‬ ‫وعر�ض �آخر حول الوطن �سرية اللجنة متناغمة مع حكاية الوطن وتراثه‪.‬‬ ‫اث ��ر ذل ��ك قدمت الدكت ��ورة عائ�شة حمم ��د املانع وه ��ي �شخ�صية تهتم‬ ‫بامل ��ر�أة ومعاناته ��ا وم�ستقبله ��ا كلم ��ة تناولت فيه ��ا «�أهمية الثقاف ��ة يف بناء‬ ‫املجتم ��ع» وقال ��ت‪� »:‬إن وجودها ب�ي�ن عدد من املبدع�ي�ن يف خمتلف املجاالت‬ ‫�ش ��رف كب�ي�ر لها ووج ��ود املبدع�ي�ن واملثقفني حاف ��ز لكي تك ��ون الثقافة هي‬ ‫ال�شع ��ار والعنوان وهي اجل�سر ال ��ذي ميكن من خالله العب ��ور نحو م�ستقبل‬ ‫م�ش ��رق لأجيالن ��ا القادم ��ة‪ ».‬وعق ��ب ذلك قدم ��ت رئي�سة حتري ��ر «�صحيفة‬ ‫�سعودي ��ات نت»‪ ،‬ورئي�سة اللجنة الإعالمي ��ة يف القطيف الثقافية جتربتها يف‬ ‫جمال الإعالم التقليدي والإعالم اجلديد‪.‬‬ ‫ث ��م قدمت الأ�ست ��اذة حميدة ال�سن ��ان رئي�سة جلنة القطي ��ف الثقافية‬ ‫مب�شارك ��ة نائب الرئي�س املهند�س علي الثومير كلم ��ة اللجنة الثقافية‪ ،‬ثم مت‬

‫‪86‬‬

‫عر� ��ض فيلم الآي�س ك ��رمي‪ ،‬ثم �ألقى د‪ .‬مبارك اخلال ��دي «ورقة نقدية لفيلم‬ ‫الآي� ��س ك ��رمي» بعنوان التح ��والت والعي ��ون يف فيلم حممد البا�ش ��ا‪ ،‬ثم قدم‬ ‫ال�شاع ��ر والكات ��ب‪ ،‬الأ�ستاذ حممد اجلل ��واح ق�صيدة بعن ��وان‪« :‬قبول» نالت‬ ‫ا�ستح�س ��ان احلا�ضري ��ن‪ ،‬ثم ق ��دم ال�شاعر ورئي� ��س نادي املنطق ��ة ال�شرقية‬ ‫الأدب ��ي الأ�ست ��اذ خليل �إبراهي ��م الفزيع ق�صي ��دة بعنوان‪« :‬لغ ��ة الوئام «من‬ ‫ديوان ��ه ال�شعري «للمليحة ينهمر احلنني»‪ ،‬ثم قر�أت الأ�ستاذة فوزية العيوين‬ ‫ً‬ ‫ق�ص�صيا ً‬ ‫ق�صريا كتبته يف نهاية ‪ ،2009‬وهي قا�صة ونا�شطة اجتماعية‬ ‫ن�صّ ًا‬ ‫وحقوقية‪ ،‬وحمل الن�ص عنوان‪« :‬تلويحة احل�سم امل�ؤجلة طويال ‪.‬‬ ‫وختام ��ا حت ��دث الأ�ستاذ علي ال ��درورة عن املل ��ف الإبداعي املتزامن‬ ‫�ص ��دروه ع ��ن القطي ��ف الثقافي ��ة‪ ،‬والإ�ص ��دارات اخلا�ص ��ة بن ��ادي الكتاب‪،‬‬ ‫واملل ��ف الإعالمي‪ً ،‬‬ ‫م�شريا �إل ��ى �أهمية هذا النتاج الإبداع ��ي للجنة القطيف‬ ‫الثقافي ��ة ومبا يعود علي �صالح املنطقة‪ .‬و�صاح ��ب ال�سحور معر�ض ت�شكيلي‬ ‫ومعر� ��ض اخر بفن ��ون الت�صوير الفوتوغرايف وثم متت دع ��وة اجلميع لتناول‬ ‫وجب ��ة ال�سحور‪ .‬ومت توزيع ن�سخ من معر�ض الكت ��اب امل�صاحب لل�سحور على‬ ‫احل�ضور‪،‬‬ ‫�ضوء‪..‬‬ ‫احل�ض ��ور كان متمي � ً�زا وراقي � ً�ا والتناف� ��س يف �إنتاج العم ��ل كان رائعا‪ً.‬‬ ‫وميك ��ن حتميل املل ��ف الإبداعي يف ع ��دده الأول عرب زي ��ارة مدونة القطيف‬ ‫الثقافية‪:‬‬ ‫رئي�سة اللجنة الإعالمية يف القطيف الثقافية‬ ‫�أ‪.‬نوال مو�سى اليو�سف‬


‫بري�شة علي الهويدي ‪ -‬ال�سعودية‬

‫‪85‬‬


‫اخبار‬

‫�إ�ضــاءات‬ ‫ال��ث��ق��اف��ي��ة ت��ك��رم ف��ري��ق‬ ‫�سحورها بحفل �إبداعي‬ ‫يف لقطة خالبة من م�شهدنا الثقايف‬ ‫الإبداعي‪ ،‬ودعوة لتعزيز روح التعارف‬ ‫والتوا�ص ��ل الثق ��ايف الذي ي�ؤك ��د متانة‬ ‫احل�ضور اجلمايل‪ ،‬وير�سخ فعله‪.‬‬ ‫وع��ل��ى ع� ��زف ال��ف��ن��ان م��رت���ض��ى‬ ‫اخل��ن��ي��زي ك��ان��ت ج��ول �ت �ن��ا و�إدارة‬ ‫الأم �� �س �ي��ة للفنانه ح�م�ي��دة ال�سنان‬ ‫وليتحدث الفنان يف الت�صوير ال�ضوئي‬ ‫وال�سيموجرافيا الأ�ستاذ عبدالر�سول‬ ‫الغريايف يف �أول حمطات �إ��ض��اءات‪،‬‬


‫بعدها راح ال�شاعر قي�س املهنا ي�شدو بقوافيه وي�صنع‬ ‫من �صوره ال�شعرية يف �إخوانياته وغزلياته الثالث‬ ‫حمطة مع الوجدان ودفق امل�شاعر الإن�سانية‪.‬‬ ‫ث ��م ج ��اءت الق�صة الق�ص�ي�رة يف �أرب ��ع �سرديات‬ ‫للقا� ��ص ع ��ادل ج ��اد‪ ،‬كان ��ت جميعه ��ا تت�س ��اوق يف‬ ‫جمموع ��ة �أ�سماها «املقهى الق ��دمي والفرا�شات» عن‬ ‫كتاب له حتت الطباعه يف (مريت) للطباعة والن�شر‪،‬‬ ‫و�أعقبت ��ه الفنانة ال�ضوئية �سوزان عبداهلل بكلمة عن‬ ‫عالقتها بالكامريا والإن�سان يف اهتماماتها الفنية‪.‬‬ ‫ت�ل�ا ذل ��ك كلم ��ة ق�ص�ي�رة للفن ��ان عل ��ي الرتكي‪،‬‬ ‫ويعر�ض ريبورتاج ًا مرئي ًا عن ملتقى ال�سحور الثقايف‬ ‫الثاين �أمتع احل�ضور‪ ،‬ومع فوا�صل املو�سيقى للخنيزي‬ ‫وتوزي ��ع �شه ��ادات التك ��رمي م ��ن قب ��ل نائ ��ب رئي� ��س‬ ‫القطيف الثقافية املهند�س علي الثومير وبني تنقالت‬ ‫ال�شع ��ر ور�أفت ال�سنو�س ��ي و�شيطان احلب للإعالمي‬ ‫والأدي ��ب جا�سم اجلا�سم وم ��ع جديد ال�سرد للقا�صه‬ ‫زينب املزيدي وختاميات الوتر ال�سابح يف جو الغبطة‬ ‫وال�ضوء االبداعي‪.‬‬


‫ور�شة تطبيقية لكتابة اخلرب ال�صحفي‪..‬‬ ‫تقيمها تنمية �سناب�س يف العمل التطوعي ‪2‬‬ ‫متعاون ًا مع جلنة القطيف الثقافية للمهند�س‬ ‫علي الثومير والفنان زكريا الزوري‬ ‫من م�ساء ‪ 4‬و ‪1433/12/ 5‬هـ‬

‫رحلة ثقافية �إلى �أرامكو الظهران‬ ‫مت يف �صبيحة يوم ‪2012/ 10 /4‬م املوافق‬ ‫‪1433/11/18‬هـ‬ ‫يف �ضيافة املهند�س واملدرب الدويل‬ ‫�إيالف حمرو�س‬

‫جلنة القطيف الثقافيه تكرم‬ ‫�أع�ضائها واملتطوعني‬ ‫كرمت جلنة القطيف الثقافية م�ساء الثالثاء‬ ‫اع�ضائها واملتطوعني املتعاونني مع اللجنة‬ ‫خالل مهرجان الدوخلة الثامن يف مطعم‬ ‫ق�صر القطيف لل�ضيافة واال�ستاذ‬ ‫فتحي ال�سيهاتي‪.‬‬

‫جلنة القطيف الثقافية تكرم‬ ‫ال�شاعر عدنان العوامي‬ ‫يف م�ساء ‪ 2‬دي�سمرب ‪ 2012‬م‬ ‫كما قامت بتكرمي الإعالمي‬ ‫اجلري�س‬ ‫�سعد‬ ‫يف م�ساء يوم الأحد ‪ 28‬ابريل ‪2013‬م‬ ‫‪90‬‬


‫بري�شة ح�سني امل�صوف ‪ -‬ال�سعودية‬


‫ثقافات فوق‪ ..‬مظلة‬ ‫وحي االبداع‪ ،‬قادنا حلقول معرفة ممتدة �شا�سعة فكنا على‬ ‫ّ‬ ‫طول ال�ساحل ن�سوي ذواتنا بريق زخات �أمل وت�أمل ومل تكن‬ ‫�إدارة مهرجان الدوخلة ببعيدة عن تطلعاتنا اذ �سرعان مات�شبثنا‬ ‫بلقطة م�صورة للخيمة الثقافية باملهرجان التطوعي وتالزمنا‬ ‫و�إياها �صحبة عطاء وحب خال�ص للأر�ض فكانت املمرات والأروقة‬ ‫جدلية �أدب وفكر �أحيتة جلنة القطيف الثقافية على مدار ع�شر‬ ‫ليال متتالية وممثلها املهند�س علي الثومير‪.‬‬

‫بري�شة مارك الينت‬

‫‪92‬‬


‫اخليمة الثقافية ملهرجان الدوخلة الوطني لعام ‪2012‬‬

‫ب� � ��د�أت ف �ع��ال �ي��ات اخل�ي�م��ة‬ ‫الثقافيةملهرجانالدوخلةالوطني‬ ‫الثامن لعام ‪ 1433-12-9‬هـ‪.‬‬ ‫والذي ا�ستمر طيلة ت�سع ليال‬ ‫وكان ��ت فعاليته يف الليل ��ة الأولى‬ ‫با�ست�ضافة الأ�ستاذ علي ال ثاين‬ ‫رئي� ��س اللجنة الإعالمية جلائزة‬ ‫الإجناز بالقطيف يف حوار مفتوح‬ ‫ح ��ول اجلائ ��زة‪ ،‬وا�ست�ضاف ��ت‬ ‫اخليمة الثقافية يف الليلة الثانية‬ ‫الأ�ستاذ �سلمان الرم�ضان ور�ؤيته‬ ‫يف اال�سته�ل�ال ب�ي�ن الإيج ��اب‬ ‫وال�سل ��ب وه ��و الرئي� ��س ال�سابق‬ ‫جلمعية الفلك بالقطيف‪،‬‬ ‫ويف الليل ��ة الثالث ��ة ا�ست�ضاف ��ت اخليم ��ة الثقافية‬ ‫الدكت ��ور خال ��د الغام ��دي مدي ��ر املرك ��ز ال�سع ��ودي‬ ‫لدرا�س ��ات العمل التطوع ��ي والأ�ست ��اذ �سعيد اخلباز‬ ‫نا�شط وباحث ومدرب يف جم ��ال التنمية الإجتماعية‬ ‫والأ�ست ��اذ عب ��داهلل ال�سع ��د رئي� ��س جمموع ��ة �شباب‬ ‫امل�ستقب ��ل التطوعي ��ة وكان احلدي ��ث ح ��ول اخلدم ��ة‬ ‫الإجتماعي ��ة ب�ي�ن جيلني‪ ،‬كذل ��ك ا�ست�ضاف ��ت اللجنة‬ ‫الأ�ست ��اذ م�صطف ��ى الأ�س ��ود وناق� ��ش املخ ��درات بني‬ ‫ال�ضرر والإح�صائيات‪،‬‬ ‫يف الليل ��ة الرابع ��ة كان �ضي ��ف اخليم ��ة الثقافية‬ ‫رئي� ��س النادي الأدبي بال�شرقية الأ�ستاذ خليل الفزيع‬ ‫بح ��وار مفت ��وح ومداخ�ل�ات وبعده ��ا �أم�سي ��ة �شعرية‬ ‫منوعة ملجموعة من �شعراء الدوخلة ‪.‬‬ ‫يف الليلة اخلام�س ��ة ا�ست�ضافت اخليم ��ة الثقافية‬ ‫جماع ��ة الفن الت�شكيل ��ي باملهرج ��ان و�شاركتهم تلك‬ ‫الليل ��ة �أي�ض� � ًا الأ�ست ��اذة ر�سمية الرباب ��ي نقا�ش حول‬ ‫�أ�سرار وجماليات الأحجار الكرمية‬ ‫بري�شة �سمات القرو�ص ‪ -‬ال�سعودية‬

‫بالليل ��ة ال�ساد�س ��ة كان للطب‬ ‫البدي ��ل دوره مع الط ��ب ال�شعبي‬ ‫يف حديث متكامل مع اال�ست�شاري‬ ‫الدكت ��ور ابراهي ��م ال�صح ��اف‬ ‫وخب�ي�ر الأع�ش ��اب عبدال ��رزاق‬ ‫احلواج‪،‬‬ ‫ويف الليل ��ة ال�سابع ��ة كان‬ ‫للأطف ��ال ن�صيب حي ��ث تناولت‬ ‫الدكتورة بثينة اليو�سف بحثا عن‬ ‫قل ��ق الأطف ��ال وكيفي ��ة التخل�ص‬ ‫منه‪� ،‬أي�ض ًا‬ ‫خ�ص�صت اخليم ��ة الثقافية‬ ‫م�سا�ؤه ��ا لل�شع ��ر م ��ع كل م ��ن‪:‬‬ ‫ال�شاع ��ر زك ��ي ال�س ��امل وال�شاعر‬ ‫عبداهلل الهميلي وال�شاعر عقيل اللواتي‪.‬‬ ‫وكان يديرها الأ�ستاذ حممد ال�شقاق‪،‬‬ ‫ويف الليلة الثامنة كان للخيمة الثقافية ن�صيب مع‬ ‫جن ��وم امل�سرح الكويتي الفن ��ان الكبري �سمري القالف‬ ‫والفن ��ان عبداهلل الطليحي يف لقاء مبا�شر مع جمهور‬ ‫اخليمة �أدار تلك الأم�سية الأ�ستاذ ح�سن قري�ش‪،‬‬ ‫يف الليل ��ة التا�سع ��ة كان لل�ت�راث ال�شعب ��ي بهويته‬ ‫وقيم ��ه ن�صيب عند اخليمة الثقافية حيث ا�ست�ضافت‬ ‫الأ�ستاذ عبد الر�سول الغريايف باحث ومهتم بالرتاث‬ ‫ال�شعبي واملهند�س عبداهلل املحرو�س‪،‬‬ ‫ويف الليل ��ة الأخ�ي�رة ا�ست�ضافت اخليم ��ة الثقافية‬ ‫الأخ�صائي الأ�ستاذ م�صدق اخلمي�س وكان مو�ضوعه‬ ‫ح ��ول التحر�ش اجلن�سي بالأطف ��ال‪ ،‬ثم عر�ض �أفالم‬ ‫ق�صرية ملجموعة من املهتمني‪،‬‬ ‫وا�ست�ضاف ��ة فنان مونولوج يقلد‬ ‫الأ�صوات ‪.‬‬

‫‪93‬‬


‫الرتاثية‬ ‫القرية‬ ‫وال�سحور اخلتامي واخلا�ص ب�أع�ضاء جلنة القطيف الثقافية‬ ‫واملن�سق الفنان ‪ /‬عبد الر�سول الغريايف‬

‫ب ��د�أ مهرجان القري ��ة الرتاثية‬ ‫بتاري ��خ ‪ 1434-9-18‬ه� �ـ املواف ��ق‬ ‫‪2013-7-27‬م وا�ستم ��ر ع�ش ��رة‬ ‫�أي ��ام متتالي ��ة واحت�ض ��ن العدي ��د‬ ‫م ��ن الأق�س ��ام اخلا�ص ��ة باملواهب‬ ‫ال�شبابية والطفولية بالإ�ضافة �إلى‬ ‫املعار�ض الفني ��ة �أمل�صغرة للوحات‬ ‫الت�شكي ��ل و�أي�ض ًا عم ��ل املج�سمات‬ ‫اجلمالي ��ة يف ق�س ��م الفنان ��ات‬ ‫املكفوف ��ات وق ��د �أُختت ��م املهرجان‬ ‫ليل ��ة الثام ��ن ع�ش ��ر م ��ن رم�ضان‬ ‫بتوزيع ال�شهادات عل ��ى امل�شاركني‬ ‫وتفعيل �سحور اللجنة اخلا�ص بهم‬ ‫وبفرحتهم‪.‬‬

‫‪94‬‬


‫ملتقى خمرجي �أخلليج ال�سينمائي ‪ 2013‬بالقطيف‬ ‫جماع ��ة الأفالم ه ��ي جماعة انطلق ��ت ب�شكل ر�سمي‬ ‫حت ��ت م�ضل ��ة ن ��ادي الفن ��ون بالقطی ��ف على ي ��د �شباب‬ ‫ي�ؤمنون باهمیة الأفالم كفن وثقافة وفكر يخدم املجتمع‬ ‫والوطن‪.‬‬ ‫وت�ض ��م فناننی مبج ��االت خمتلفة م ��ن جمیع مناطق‬ ‫اململك ��ة هدفه ��م تكوين ب ��ذرة وطنی ��ة تع ��زز قیم احلب‬ ‫والتوا�ص ��ل وتنمي الوعي الثق ��ايف والفن ��ي ب�أهمية الفلم‬ ‫ع�ب�ر تهذيب امله ��ارات الفنیة مع جمی ��ع اطیاف املجتمع‬ ‫ال�سعودي‪.‬‬ ‫مثل ��ت اجلماع ��ة الوط ��ن بع ��دد م ��ن �أعماله ��ا يف‬ ‫مهرجان ��ات عربي ��ة ودولي ��ة ونالت يف معظمه ��ا �إعجاب‬ ‫النقاد كما ح�صدت العديد من اجلوائز ومتار�س ن�شاطها‬ ‫حملي� � ًا من خ�ل�ال تنظيم الور�ش واملحا�ض ��رات الداعمة‬ ‫لهذا النوع من الفن‪.‬‬

‫وكان �آخ ��ر �إنتاجها الفلم الإجتماع ��ي «رفقا» والذي‬ ‫حقق �أكرث من ‪ 120‬الف م�شاهدة عرب قناة اجلماعة على‬ ‫اليوتي ��وب يف ثالثه �أيام للكاتب عل ��ي �آل حمادة واملخرج‬ ‫يا�سر علي ‪.‬‬ ‫وي�أتي ه ��ذا النوع من االفالم �ضم ��ن خطة اجلماعة‬ ‫لإنتاج �أعم ��ال �إجتماعية متنوعة ُقدمت للمجتمع بقوالب‬ ‫مغايرة عن ما يتم عر�ضه‪.‬‬ ‫كما �أقامت هذه اجلماع ��ة ملتقى اخلليج ال�سينمائي‬ ‫وال ��ذي ت�شكل عرب خم�س �أ ُم�سيات را�ص ��دة بذلك �أ�سماء‬ ‫مهمة يف ال�سينما ال�سعودية واخلليجية‪.‬‬ ‫هدفه ��ا كان �ألتعريف ب�صانع الفل ��م وعر�ض جتارب‬ ‫مغايرة عن ما �إعتاد عليه اجلمهور من �إختزاالت ال�صور‬ ‫الهوليودية‪.‬‬ ‫ير�أ�س اجلماعة حالي ًا الفنان واملخرج حممد �سلمان‪.‬‬

‫‪95‬‬


‫ا�صدارات‬

‫لأ�ستاذ علي الــدرورة من اأبرز املوؤلِّفني ال�سعوديني‬ ‫ن�سرا واإ�ــســدارا والــذي ا�ستطاع اأن‬ ‫طهم واأكرثهم ً‬ ‫عامًا كام ً‬ ‫ال للعمل والإنتاج‪ ،‬وقد ن�سر واأ�سدر عن‬ ‫ره اجلديدة‪ :‬دار النور�س للن�سر عددًا من الكتب‬ ‫َّيـــة‪ ،‬وخــ�ــس اأدبـــه بـثالث جمموعات ق�س�سية‪،‬‬ ‫افة لأربعة كتب يف الدِّ را�سات والنقد‪ ،‬و(‪)20‬‬ ‫�سعريًّا‪ ،‬وبع�سها �سدر عن دور اأخــرى‪ ،‬والأ�ستاذ‬ ‫رة من اأبــرز اأدبــاء اململكة العرب َّية ال�سعوديَّة ‪،‬‬ ‫هتمامات وا�سعة يف الأدب والثَّقافة عامة‪ ،‬وتنوف‬ ‫ته لهذا العام ‪2012‬م على اخلم�سني عنوانًا وهي من‬ ‫ر‪ ،‬ومن الظَّ واهر يف حركتنا الأدب َّية والإبداعية‪.‬‬ ‫خالد اليو�سف‬ ‫�سحيفة اجلزيرة ‪ /‬امللحق الثقايف‬ ‫اخلمي�س ‪ 10‬يناير‪2013‬م‬ ‫جلنة القطيف الثقافية‬ ‫‪2013‬‬

‫برعاية ‪ -‬اآل نوح للعقارات‬

‫‪� -‬سارع الريا�س ‪ -‬الهاتف ‪ - 8521818 :‬النا�سوخ ‪8528855 :‬‬

‫‪Cover Qsaed Darora.indd 2‬‬

‫‪96‬‬





Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.