RohEzine 1

Page 1


.


‫إىل لقاء آخر‬


‫ء ‪2010‬‬


‫ ‬

‫رونق شباب و طرف ما شاب‬ ‫غيثه هميل بجود هايض‬

‫ ‬

‫يـبــات فــيـه البـرق لـعـاب‬ ‫و إتــم انـــواره لــوايض‬

‫ ‬

‫يـفـرح بـنـ ّوه قـلـب ألحباب‬ ‫يالـيل لواحـظهم موايض‬ ‫أسامي‬

‫‪102‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫ ‬

‫يـبـطي عـليـهم يود سكاب‬ ‫و يكيس الحيا ذيج االرايض‬

‫ ‬

‫دار الكـرامه و ناسن أنجاب‬ ‫إلـلـي بـالهـم مـا نـعـايض‬

‫ ‬

‫و لـو بـعـدوا يـبقون قراب‬ ‫نـدرأ لـهـم دوم و نحـايض‬

‫ ‬

‫يل يلتقون الضيف عالباب‬ ‫تـرحـابـهم حارض و مايض‬

‫ ‬

‫سـالم عـد مـا غاب‬ ‫إلـهـم ٍ‬ ‫نـجـم بسام الدنيا و يايض‬ ‫محمد بن خليفة المهيري‬


‫ ‬

‫لـي خـاطـ ٍر يف قـربـكم طـاب‬ ‫و هاك الوزا قد صار مايض‬

‫ ‬

‫عقب التعب ريحت األعصاب‬ ‫و أصـبحـت يف دنيـاك رايض‬

‫ ‬

‫هـلت مـزون الـحـب سـحـاب‬ ‫و الشوق يل بالقلب هـايض‬ ‫سراب الشارجة‬

‫‪100‬‬


‫ ‬

‫يا الله بـنو ٍ فـيه سـحـاب‬ ‫و تـتزافن بـروقه لوايض‬

‫ ‬

‫بليـل لطيـف و جو خالب‬ ‫ٍ‬ ‫و منـادمة كيف و ترايض‬

‫ ‬

‫يـنهل ودقـه وبـل سـكاب‬ ‫و تصبح مغـانـينا ريايض‬

‫ ‬

‫تسمن بها الهزال و تنساب‬ ‫غـدرانـهـا أنهـا ٍر فـيـايض‬

‫ ‬

‫و يبش فيها قلب ألحباب‬ ‫وهم الخفوق يصري مايض‬ ‫ليالي‬


‫على منوال {‬

‫عوشة بنت خليفة‬

‫ ‬

‫سحـاب‬ ‫عىس أوطنـك يسقيـه ّ‬ ‫مـركـوم و مـزونـه اغـالضــي‬

‫ ‬

‫ينقـاد مـ املـغـرب لــه احـيـاب‬ ‫و يــبـــات بــ ّراقـــه لــواضـــي‬

‫ ‬

‫وسمي و تزهـر فيـه العشـاب‬ ‫و ا ّتـــــم وديــانـــه ريـــاضـــي‬ ‫عوشة بنت خليفة‬

‫‪98‬‬


‫ء ‪2010‬‬


‫رحلة الغوص‬ ‫‪96‬‬

‫الكبرية دون حسد منهم أو حقد‪ .‬يخرجون عنه فطرة الصيام و كأنه‬ ‫و إذا مرض أحدهم فوق سفينة فرد من االرسة‪ ،‬و هذا أنبل معاين‬ ‫من سفن الغوص ترى رجال الوفاء الذي يتحىل به الغوص‪.‬‬ ‫السفن األخرى املجاورة يأتون‬ ‫عبدالله خليفة الغفلي‬ ‫و يعودون املريض و يدعون له‬ ‫بالشفاء العاجل و يقومون و‬ ‫يرفعون من معنوياته و إذا كان‬ ‫الفالح يحب أرضه و يعتز بها ألنها‬ ‫مصدر من مصادر الرزق و الحياة‬ ‫فإن الغواص ينظر إىل ( الهريات )‬ ‫أي مغاصات اللؤلؤ و كأنها فرد‬ ‫من أفراد أرسته و يدفع ( فطرة‬ ‫الصيام ) عن هريات معينة‪ .‬و‬ ‫قد تشرتك مجموعة من البحارة‬ ‫يختصون ( بـ هري ) معني و‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫ما يحتاجونه من معدات و لوازم‬ ‫كالحبال و غريها‪ .‬أما بحارة عجامن‬ ‫و الشارقة فكانوا أيضا يتجهون‬ ‫إىل ديب ليتزودوا مبا يحتاجونه‬ ‫حيث ينتقلون إليها براً‪ ،‬و عندما‬ ‫يحني موسم الغوص تنطلق كل‬ ‫هذه السفن مع رجالها األشداء‬ ‫إىل مغاصات اللؤلؤ ( الهريات )‬ ‫لتلتقي هناك مع أبناء أبوظبي‬ ‫مشكلني بذلك مسرية إتحادية‬ ‫خالدة‪ .‬و قد إلتقى أجدادنا يف‬ ‫اإلمارات مع أبناء الخليج يف‬ ‫الغوص تجمعهم وحدة املجتمع‬ ‫اإلنساين و تربطهم روابط األخوة‬ ‫و املحبة‪ ،‬و مجتمع الغوص ميثل‬ ‫وحدة إجتامعية يتواجد فيه روح‬ ‫التكامل و التكافل و التضامن‬

‫و التداخل و التجانس‪ ،‬و هم‬ ‫يعيشون ضمن قيم و عادات و‬ ‫تقاليد واحدة‪ .‬كان الفرد منهم‬ ‫يعمل من أجل إسعاد الجامعة‬ ‫والجامعة كلها تعمل من أجل‬ ‫راحة الفرد‪ ،‬و إذا كان أهل الرب‬ ‫يصلون بعضهم بعضا‪ ،‬فأبناء‬ ‫البحر يتبادلون الزيارات فيام‬ ‫بينهم إذ هم ينتقلون من سفينة‬ ‫ألخرى‪ ،‬فإذا وفق الله إحدى سفن‬ ‫الغوص و هداها إىل دانة كبرية و‬ ‫هي أكرب أنواع الاللئ فإن ربان‬ ‫هذه السفينه ( النوخذا ) يقيم‬ ‫وليمة كبرية ُتغنى فيها األغاين و‬ ‫تقام األفراح و يدعى إليها البحارة‬ ‫يف السفن األخرى املجاورة فيأتون‬ ‫و يفرحون لفرحهم بهذه الدانة‬


‫رحلة الغوص‬

‫‪94‬‬

‫إعداد عبدالله خليفة الغفلي عن دراسة لجمعية‬ ‫إحياء التراث الشعبي‬

‫هنا ستجدون رأيا خاصاً بإبن‬ ‫الصحراء يف البحر‪ ،‬فبجانب صحرائه‬ ‫املرتامية األطراف‪ ،‬نجده قد هاله‬ ‫منظر البحر ألول مرة ولكنه قرر‬ ‫أن يتحداه و يغوص يف أعامقه و‬ ‫يستخرج كنوزه و خرياته مهام‬ ‫كلفه ذلك من مخاطر و أهوال‪...‬‬ ‫نعم لقد قرر أن يركب البحر بإردة‬ ‫ال تعرف الرتدد و عزم ال يلني‪ ...‬إن‬ ‫صيد اللؤلؤ و تجارته كانا يشكالن‬ ‫مصدر الرزق األول إلبناء هذه‬ ‫املنطقة‪ ،‬فقد كان الدخل السنوي‬ ‫من صيد اللؤلؤ يقدر يف ذلك‬

‫الوقت بأكرث من عرشين مليون‬ ‫روبيه‪ ...‬و كان يخرج لصيد هذه‬ ‫الكنوز البحريه أكرث من عرشين‬ ‫ألف إنسان‪ ،‬و عىل منت أكرث من‬ ‫ألفني سفينة‪ ...‬إنه جيش بحري‬ ‫كبري جنوده كلهم فدائيون من‬ ‫الطراز األول ال يهابون املوت و ال‬ ‫املخاطر‪ ...‬و كانت سفن الغوص‬ ‫تخرج من إمارة رأس الخيمة و‬ ‫أم القيوين و الفجرية و ترسو يف‬ ‫ميناء ديب و هي يف طريقها إىل‬ ‫مغاصات اللؤلؤ‪ ،‬و هناك يف ديب‬ ‫كانوا يتزودون باملؤنه إىل جانب‬


‫إىل جسدي‪ ،‬وأعود فأنظر إىل‬ ‫الساعة‪ ،‬إنني ال أزال حية‪ ،‬الحمد‬ ‫لله‪ ،‬يبدو أن حيايت مل تنتهي‪..‬‬ ‫‪ 27‬يونيو (الساعة الواحدة فجرا)‬ ‫سيارات الرشطة واإلسعاف تحوط‬ ‫منزيل‪ ،‬وتحمل جثة الخادمة‪،‬‬ ‫أتذكر كيف دخلت إىل غرفتها‬ ‫بعد أن استيقظت من هلوستي‬ ‫ألجدها ميتة وغارقة يف الدماء‪،‬‬ ‫كانت ممدة يف رسيرها‪ ،‬وشعرها‬ ‫األسود يلتف حول عنقها‪ ،‬وجهها‬ ‫شاحب‪ ،‬بارد‪ ،‬ويبدو متأملا‪ ،‬لقد‬ ‫نزفت كثريا‪ ،‬بركة الدماء القانية‬ ‫بجوارها تؤكد هذا اليشء‪ ،‬قمت‬ ‫باالتصال بالرشطة وأبلغتهم‬ ‫باألمر‪ ،‬إنهم يحملونها ويتأكدون‬

‫من البصامت‪ ،‬املجرم لقد رسق‬ ‫نقودها‪ ،‬ومل ينتبه إ ّيل‪ ،‬وإال لكنت‬ ‫يف عداد املوىت‪ ،‬من الغريب أنني‬ ‫كنت أنتظر املوت يف غرفتي‪ ،‬بينام‬ ‫كان يزحف إليها ويستويل عىل‬ ‫جسدها املراهق‪ ،‬هزتني رعشة‬ ‫باردة ووقفت أتأمل املنظر‪ ،‬ثم‬ ‫انرصفت إىل الخارج‪ ،‬حتى انتهى‬ ‫رجال الرشطة من عملهم وعدت‬ ‫إىل حديقتي أتأمل النباتات‬ ‫الصغرية التي بدت يف النمو‪..‬‬ ‫فاطمة المزروعي‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫قلب د افئ مثل قلبي‬ ‫‪92‬‬

‫‪ 27‬يونيو (الساعة الثانية عرشة‬ ‫بعد منتصف الليل) الساعة‬ ‫اللعينة تدق وبقوة غريبة‪ ،‬أشعر‬ ‫بدقاتها يف رأيس‪ ،‬لقد بدأ الثقل يف‬ ‫لساين‪ ،‬وبرودة غريبة يف أطرايف‪،‬‬ ‫ودوار لعني يلفني يف قوة‪ ،‬األرض‬ ‫متيد يب‪ ،‬البد أنه املوت‪ ،‬لقد بدأ‬ ‫بالفعل ينزع روحي‪ ،‬فتغادر هذه‬ ‫الروح يف سالم‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ظللت فرتة وأنا عىل هذه الحالة‪،‬‬ ‫ثم فجأة فتحت عيناي عىل جلبة‬ ‫ورصخة قوية‪ ،‬ثم ما لبثت أن‬ ‫خفتت‪ ،‬ماذا حدث؟ هل انتقلت‬ ‫إىل عامل آخر‪ ،‬وهذا عامل املوىت‪،‬‬ ‫وهم يرصخون من األمل‪ ،‬السواد‬ ‫يلف عاملي‪ ،‬ال ال إنها الغرفة‪،‬‬ ‫تعود معاملها إيل تدريجيا‪ ،‬فأنظر‬


‫واألخري‪ ،‬وسوف نكون معا‪ ،‬سوف‬ ‫نتشارك رحلة املوت معا‪ ..‬ال أحد‪،‬‬ ‫صوت الخادمة يأيت إيل‪ ،‬ويقلقني‪،‬‬ ‫يجعلني أفتح عيناي‪ ،‬إنها تتعمد‬ ‫أن تفعل هذا‪ ،‬تريد أن تقيض عيل‪،‬‬ ‫حتى أموت قبل ميعادي‪ ،‬وتأخذ‬ ‫كل ممتلكايت‪ ،‬الحقرية‪ ،‬البد أن‬ ‫أسجنها‪ ،‬وأكتب عنها يف الجرائد‪،‬‬ ‫وأمنع هؤالء الخدم أن يحرضوا‬ ‫إىل بالدنا‪..‬‬ ‫‪ 26‬يونيو (الساعة الحادية عرشة‬ ‫وخمسة وخمسني دقيقة) َدقائق‬ ‫قليلة وسوف تدق الساعة الكبرية‬ ‫التي يف الصالة معلنة يوم جديد‪،‬‬ ‫سوف تنتهي حيايت عند هذه‬ ‫اللحظة‪ ،‬كيف سيأيت املوت إيل؟‬

‫هل سوف تتوقف نبضات قلبي؟‬ ‫أم سوف ميسك بدماغي ويخرج‬ ‫أحشائه يف منظر مقزز؟ فليأيت‬ ‫ُ‬ ‫تعبت‪ ،‬منذ شهر وأنا‬ ‫هيا‪ ،‬لقد‬ ‫انتظره بفارغ الصرب‪ ،‬فليأيت حتى‬ ‫ينهي حيايت‪ ،‬السأم قد بدأ يدب‬ ‫يف أعامقي‪ ،‬جهزت رسيري‪ُ ،‬‬ ‫رتبت‬ ‫ُ‬ ‫ارتديت أجمل مالبيس‪،‬‬ ‫فرايش‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سكبت بعض‬ ‫مشطت شعري‪،‬‬ ‫العطر عىل صدري‪ ،‬تلك الرائحة‬ ‫ُ‬ ‫وضعت الشموع‬ ‫التي أعشقها‪،‬‬ ‫بجواري وأشعلتها‪ ،‬حتى أرى توهج‬ ‫النار وانبعاث دخانها أمامي‪،‬‬ ‫أعجبني هذا الطقس الذي أقوم‬ ‫به‪ ،‬لقد خفف إحساس الخوف‬ ‫الذي كان قد وصل إىل الذروة يف‬ ‫أعامقي‪..‬‬


‫قلب د افئ مثل قلبي‬ ‫‪90‬‬

‫هذه‪ ..‬أغمض عيناي‪ ،‬أغمضهام‬ ‫جيدا‪ ،‬ال أريد أن أرى هذه البقع‬ ‫الفضية املعلقة بالسواد‪ ،‬حتى ال‬ ‫يظل عقيل مشغوال بها‪ ،‬ال أريد‬ ‫أن أحلم‪ ،‬أو أرى كوابيس ليلية‪،‬‬ ‫أريد لذهني أن يكون صافيا‪،‬‬ ‫حتى يكون استقبايل للموت سهال‬ ‫وبسيطا‪ ،‬ال أريد أن أعقد نفيس‬ ‫كثريا بهذه التفاتات التي ال تنتهي‪،‬‬ ‫ولن تنتهي أبدا‪..‬‬ ‫تنساب األلوان بنعومة‪ ،‬كقوس‬ ‫قزح‪ ،‬أملسها بأناميل‪ ،‬فأشعر‬ ‫بلزوجة األلوان عىل أصابعي‪،‬‬ ‫فأطلق ضحكة طفولية مثرية‪،‬‬ ‫تذكرين بأيام الصبا‪ ،‬وعشقي‬ ‫لأللوان‪ ،‬وقوس قزح أن يحملني‬ ‫بعيدا إىل السامء‪ ،‬وليس إىل املوت‪..‬‬

‫اليوم يسود تفكري كبري يف مخيلتي‬ ‫حتى يكاد أن يستويل عليه‪ ،‬ما هو‬ ‫شعوري لحظة املوت؟ هل سأشعر‬ ‫بتلك الربودة الغريبة التي شعرت‬ ‫بها أثناء موت أمي؟ لقد كانت‬ ‫باردة كالثلج وهي تسقط عىل‬ ‫صدري‪ ،‬مل تتحدث ومل تنطق ببنت‬ ‫شفة‪ ،‬لقد فتحت عينيها ورفعت‬ ‫أصابعها ونطقت الشهادتني‪ ،‬كنت‬ ‫وقتها معها ولكن أنا من سيكون‬ ‫معي؟ ال أريد أن أشعر بالوحدة‪،‬‬ ‫أريد أن يكون أحد معي‪ ،‬أي أحد‪،‬‬ ‫ال أريد املوت وحيدة‪ ،‬ويف القرب‬ ‫وحيدة‪ ،‬أريدهم كلهم بجواري‬ ‫أيب وأمي وإخويت وزوجي وحتى‬ ‫ابنتي امليتة‪ ،‬أخرجوهم جميعا‪،‬‬ ‫ولنحتفل بعيد ميالدي األربعيني‬


‫أخرى‪ ،‬هل سوف يرتكني املوت‬ ‫أرحل دون أن يؤذيني؟‬ ‫ال ال أتوقع‪ ،‬إذا أىت املوت إيل ال‬ ‫أتوقع أن يستطيع مخلوق ما‬ ‫مساعديت‪ ،‬نباتايت املسكينة بدت‬ ‫تستعيد قواها‪ ،‬لقد رأيتها يف هذا‬ ‫الصباح‪ ،‬بدأت يف النمو من جديد‪،‬‬ ‫وهناك عود أخرض صغري‪ ،‬بدأ‬ ‫يزهر ويكرب وعام قريب‪ ،‬سوف‬ ‫تتغري الحديقة بأكملها وتكرب‪ ،‬بعد‬ ‫أن أغادر هذه الدنيا‪ ،‬لن يحزن‬ ‫أحد عىل مويت سواها‪ ،‬ألنها لن‬ ‫تجد قلبا دافئا يف هذه الحياة مثل‬ ‫قلبي‪.‬‬ ‫‪ 26‬يونيو أشعر ببرصي بدأ يضعف‪،‬‬ ‫والوهن يدب تدريجيا يف عظامي‪،‬‬

‫أشعر بها هشة‪ ،‬سوف تتحطم‬ ‫تلقائيا دون أن أحمل شيئا‪ ،‬حتى‬ ‫مجرد النهوض من الرسير‪ ،‬أصبح‬ ‫شيئا كبريا‪ ،‬ويتعبني‪ ،‬ال أتذكر أنني‬ ‫فكرت يوما يف االنتحار‪ ،‬لست من‬ ‫الذين يفكرون بإنهاء حياتهم‬ ‫برسعة‪ ،‬صحيح أنني مررت‬ ‫بظروف قاسية جدا‪ ،‬ولكنني مل‬ ‫أفكر يوما أن أنهي حيايت بهذه‬ ‫البساطة‪ ،‬ألنني أعلم بأن لكل‬ ‫أجل كتاب‪ ،‬وأن اإلنسان ال ينهي‬ ‫روحه بيده‪ ،‬والروح بيد خالقها‪،‬‬ ‫ما أجمل هذه الفلسفة التي‬ ‫عىل لساين البد أن سقراط سوف‬ ‫يغار مني‪ ،‬حينام يسمع كالمي‪،‬‬ ‫ولغوي وهذياين املستمر قبل‬ ‫ساعات من رحلة املوت البطيئة‬


‫قلب د افئ مثل قلبي‬ ‫‪88‬‬

‫أتقياء وينصحون الناس بالتقوى‬ ‫والخري‪ ،‬البد أنني يف حيايت رأيت‬ ‫الكثري وسمعت أمورا كثرية‬ ‫ومحزنة‪ ،‬ولكن مل أهتم بالتفاصيل‬ ‫الدقيقة‪ ،‬إنهم لن يهتمون يب‪ ،‬وال‬ ‫أتوقع منهم أحدا يحرض جنازيت‪،‬‬ ‫وإذا حرضوا سوف يتظاهرون‬ ‫بالبكاء عيل‪ ،‬والحزن لفقدي ألنني‬ ‫كنت معهم جارة محرتمة وطيبة‪،‬‬ ‫تتعامل بأسلوب راق‪..‬‬ ‫الساعات األخرية تقرتب‪ ،‬لقد بقي‬ ‫يوم ونصف‪ ،‬ست وثالثون ساعة‪،‬‬ ‫تسعون دقيقة‪ ،‬واملوت يقرتب‬ ‫ويدنو مني‪ ،‬أتذكر نبوءة الطبيب‪،‬‬ ‫لقد أخربين بأنني سأموت يف هذه‬ ‫الساعة‪ ،‬ويف هذا املكان‪ ،‬ماذا إذا‬ ‫غريت مكاين‪ ،‬وسافرت إىل مدينة‬


‫أعرف هؤالء اآلسيويات الخبيثات‪،‬‬ ‫رغم رائحتهن املعفنة‪ ،‬وذلك‬ ‫الزيت البغيض الذي يضعنه عىل‬ ‫شعورهن إال أنهن لهن أساليبهن‬ ‫يف اقتناص الرجال‪...‬‬ ‫أشعر برأيس مزدحم بالكثري من‬ ‫األفكار الغريبة اليوم‪ ،‬أتوقع أن‬ ‫هذه هلوسة املوت التي تأيت‬ ‫قبل استسالم الروح ورحيلها إىل‬ ‫بارئها‪..‬‬ ‫ليلة البارحة رأيت ذلك الشاب‬ ‫الوسيم الذي دخل إىل منزل‬ ‫الجريان خلسة من الباب الخلفي‪،‬‬ ‫وقد اقتادته الخادمة يف رسعة‬ ‫وأدخلته غرفة البنت الكبرية‪،‬‬ ‫دون أن يشعر أحد بذلك‪ ،‬آه هذا‬ ‫املنزل الذي يقولون أن أفراده‬


‫قلب د افئ مثل قلبي‬ ‫‪86‬‬

‫رغم إنني اقرتحت كثريا عىل البلدية‬ ‫أن تسعى بتأسيس جمعية الرفق‬ ‫بالنبات‪ ،‬ومل يهتم أحد بطلبي‪،‬‬ ‫لقد طردوين من املكتب واتهموين‬ ‫بالجنون‪ ..‬يخرج رأسه‪ ،‬إنه يخرج‬ ‫ويناضل حتى يضل حيا‪ ،‬سوف‬ ‫يعيش‪ ،‬أنا متأكدة‪ ،‬صحيح أن‬ ‫األطباء أكدوا بأنه ضعيف البنية‪،‬‬ ‫وهناك الكثري من العيوب الخلقية‬ ‫يف جسده‪ ،‬ولكنه سوف يعيش‪،‬‬ ‫ووالده هناك خلف الزجاج‪،‬‬ ‫يرمقه بنظرة حنان مبهمة‪ ،‬ويداه‬ ‫تحيطان كتفي كاملعتاد‪ ،‬مل يحتمل‬ ‫جسده املسكني‪ ،‬يومان ثم لفظ‬ ‫أنفاسه عىل صدري‪ ،‬ومل نحتمل‬ ‫العيش معا‪ ،‬ومل أحتمل مجرد‬ ‫فقدانه‪ ،‬لقد كنت أحمله عىل‬

‫صدري‪ ،‬وألقمه ثدي‪ ،‬وأشعر بلذة‬ ‫غريبة‪ ،‬يف لحظة شعرت بالحياة‬ ‫تدب يف عروقه‪ ،‬ورأيت يف عينيه‬ ‫نظرة والده املبهمة‪ ،‬وظننت بأن‬ ‫قوة والده قد حلت يف جسده‪،‬‬ ‫ومتنيت معجزة أن تحدث وأال‬ ‫أفقده‪..‬‬ ‫ولكنني فقدتهام معا‪ ،‬لقد خرج‬ ‫مرسعا وغاضبا ومل ينتبه للسيارة‬ ‫التي اعرتضت طريقه بغتة‪،‬‬ ‫خرستهام مرة واحدة‪ ،‬يعود ذهني‬ ‫لألعشاب‪ ،‬لقد بدأت أنظف من‬ ‫تحتهام‪ ،‬وهذه الخادمة املتلصصة‬ ‫ال أتوقع أنها تهتم لصحتي‪ ،‬أنها‬ ‫تحاول اقتناص الفرصة حتى‬ ‫أموت وتأخذ ممتلكايت لها‪ ،‬وتفر‬ ‫هي وحبيبها وتسافر وتتزوج‪،‬‬


‫بالتقرب إىل الله‪ ،‬وسوف أفعل‬ ‫ذلك بالتأكيد‪ ،‬هاهو الطبيب قادم‪،‬‬ ‫البد وأن الخادمة امللعونة ظنت‬ ‫بأنني قد مت‪ ،‬البد وأنها تتأمل‬ ‫املجوهرات يوميا‪ ،‬ومتني نفسها‬ ‫بالحصول عليها‪ ،‬نظرت للطبيب‬ ‫بعينني فاغرتني‪ ،‬وهو مييل عيل‬ ‫نصائحه‪ ،‬البد وأن تهتمني بصحتك‬ ‫يا مدام‪ ،‬فأنت لست يف عمر‬ ‫الشباب حتى تتناولني األطعمة‬ ‫اململوئة بالسكر‪ ،‬وأنصحك بامليش‬ ‫والرتفيه عن نفسك‪ ،‬مل أعد‬ ‫أهتم بكالم األطباء‪ ،‬إنني كثريا‬ ‫ما أسمعه من أذن‪ ،‬وأخرجه من‬ ‫األذن األخرى‪..‬‬ ‫‪ 25‬يونيو الوقت يقرتب برسعة‪،‬‬

‫والساعات األخرية تعلن عن بداية‬ ‫ظهورها تدريجيا‪ ،‬كم تبقى يل‪،‬‬ ‫مثانية وأربعون دقيقة‪ 120 ،‬ثانية‪،‬‬ ‫يومان فقط‪ ،‬وحيايت تنتهي‪ ،‬هل‬ ‫سوف تنتهي بهذه البساطة؟ إنني‬ ‫مل أعد كفني بعد‪ ،‬هل أجعلها‬ ‫جنازة يتحدث عنها الجميع‬ ‫وتكتب عنها الصحافة ويسجلها‬ ‫التلفاز وتتحدث عنها جميع‬ ‫املحطات يف العامل‪ ،‬ورمبا حرضها‬ ‫الوزراء والسفراء والقناصل من‬ ‫العامل‪ .‬مل أهتم بهذه التفاصيل‬ ‫الدقيقة‪ ،‬سوف يهتم بها محامي‪،‬‬ ‫سوف أذهب حاال ألغري هذه‬ ‫األعشاب الذابلة حتى ال يتحدث‬ ‫أحد من الجريان ويتهمني بأنني‬ ‫عجوز مهملة‪ ،‬ال أراعي األشجار‪،‬‬


‫ساعة الحائط العمالقة معلنة‬ ‫بداية يوم السابع والعرشين من‬ ‫يونيو‪..‬‬

‫قلب د افئ مثل قلبي‬ ‫‪84‬‬

‫‪ 24‬يونيو إنني أمتىش أمام البحر‪،‬‬ ‫وأزاول هوايتي التي أحبها‪ ،‬هواية‬ ‫امليش‪ ،‬ال ريب أن العامل كبري‪،‬‬ ‫وأكرب من هذا الشاطئ الذي‬ ‫اعتدت عىل زيارته منذ طفولتي‪،‬‬ ‫لقد مضت حيايت األربعني برسعة‪،‬‬ ‫فلم أحس بطعم الحياة‪ ،‬تذكرت‬ ‫الزهور الذابلة يف حديقة منزيل‪،‬‬ ‫البد أن أعتني بها حتى ال أفقدها‪،‬‬ ‫بصدق أنا ال أريد أن أفقدها اآلن‪،‬‬ ‫أعلم أنه لن يعتني بها أحد بعد‬ ‫ماميت‪ ،‬حتى خادمتي املراهقة‪،‬‬ ‫ألنها سوف تنشغل بحبيبها‬

‫اآلسيوي ذو العيون املرقطة‪ ،‬ولن‬ ‫تبال بحشائيش الخرضاء العزيزة‬ ‫إىل نفيس‪..‬‬ ‫لوهلة أشعر بذاكريت تقتحمني‬ ‫بغتة‪ ،‬وتداهمني دون أن ترتك يل‬ ‫مجاال للتفكري‪ ،‬أتذكر يده الحانية‬ ‫وهي تحيط كتفي بحنان مبهم‪..‬‬ ‫كان يهمس يف أذين بأنه يحبني‪،‬‬ ‫ويعشق جنوين‪ ،‬وال تزال عيناه‬ ‫السوداوان‪ ،‬والحب الغامض‬ ‫بينهام يثرياين ويجعلني ال أستطيع‬ ‫نسيانهام مبنتهى البساطة‪..‬‬ ‫‪ 24‬يونيو (الساعة السابعة مساء)‬ ‫مل أعد أستطيع االحتامل‪ ،‬هذا‬ ‫املرض يقتلني‪ ،‬أعلم أن األعامر‬ ‫بيدي الله‪ ،‬وكثريون نصحوين‬


‫باملوضوع‪ ،‬ال أريد االهتامم بهذه‬ ‫املواضيع التافهة‪ ،‬أو أجعلها تؤثر‬ ‫عىل أيامي األخرية‪ ،‬البد يل من‬ ‫أقيم لنفيس حفلة كبرية حتى ال‬ ‫أشعر بأمل املوت‪ ،‬وأكون مستعدة‬ ‫له‪..‬‬ ‫مل يتبق الكثري‪ ،‬األيام تقرتب‪،‬‬ ‫بقيت أياما معدودات‪ ،‬يف السابع‬ ‫والعرشين من يونيو‪ ،‬ويف منتصف‬ ‫الليل‪ ،‬سوف تغادر روحي إىل‬ ‫السامء‪..‬‬ ‫هذا ما قاله الطبيب يل‪ ،‬وهو‬ ‫يفحصني‪ ،‬ويضع السامعة عىل‬ ‫قلبي الضعيف‪..‬‬ ‫‪ 23‬يونيو األيام متر برسعة‪ ،‬عندما‬ ‫كنت ال أزال صغرية‪ُ ،‬‬ ‫كنت أعد‬

‫األيام عىل أصابع يدي وأمتنى أن‬ ‫متر برسعة حتى أكرب‪ ،‬ويكون يل‬ ‫جسد متناسق كالبنات الكبريات‬ ‫يف حارتنا‪ ،‬ونهدين جميلني وصديق‬ ‫أكتب له رسائل الغرام وأبادله‬ ‫النظرات وأنا يف الحافلة‪..‬‬ ‫وكانت أمنيتي الوحيدة أن أموت‬ ‫وأنا يف سن األربعني‪ ،‬وكنت كثريا ما‬ ‫أحدث نفيس بأن األيام طويلة وأن‬ ‫سن األربعني لن يأيت بهذه الرسعة‬ ‫وأن أمامي وقتا طويال حتى يأيت‬ ‫هذا اليوم‪ ...‬كيف سوف أستقبل‬ ‫هذا اليوم املرعب؟ إنني أكاد‬ ‫أموت من فرط الخوف‪ ،‬ال ريب‬ ‫أن إحسايس سوف يكون كبريا‬ ‫ومملوءا بالحزن واأللوان القامتة‬ ‫التي سوف تحيط يب‪ ،‬حينام تدق‬


‫قلب د افئ مثل قلبي‬ ‫‪82‬‬

‫أن عائالت هذا الحي الراقي كلهم‬ ‫يعرفوين‪ ،‬أتذكر تلك املأدبات‬ ‫الضخمة التي ُ‬ ‫كنت أقيمها يف منزيل‬ ‫وكانوا يحرضون إليها باستمرار‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت أرى السعادة يف عيونهم‪،‬‬ ‫إنهم يأتون حتى يتسلون يف منزل‬ ‫أرملة سوف تدخل عاملها األربعيني‬ ‫عام قريب‪ ،‬ولكنهم يف اآلونة‬ ‫األخرية بدأوا يبتعدون عني‪ ،‬هل‬ ‫حقا وصلت إىل مسامعهم أخبار‬ ‫مريض؟ رمبا‪ ،‬لكن من أخربهم‪ ،‬رمبا‬ ‫جاري اللعني الرثثار‪ ،‬ذلك العجوز‬ ‫ذو الرائحة املتعفنة‪ ،‬إنه مل يغسل‬ ‫أسنانه من فرتة طويلة‪ ،‬منذ بدأ‬ ‫داء الروماتيزم يهجم بقوة غري‬ ‫طبيعية عىل جسده‪ ،‬أكاد أجزم‬ ‫أن زوجته البدينة لها دخل كبري‬


‫من الغباء‪ ،‬والبد أنها يف مرحلتها‬ ‫هذه‪ ،‬متارس طقوس املراهقة يف‬ ‫غرفتي وبأدوات زينتي‪ ،‬إنني ال‬ ‫أحتاج هذه األدوات اآلن‪ ،‬وال غدا‬ ‫وال حتى يف املستقبل القريب أو‬ ‫البعيد‪ ،‬أعلم أن املوت سوف يأيت‬ ‫قريبا‪ ،‬وانه أقرب إىل روحي من‬ ‫أي يشء‪..‬‬ ‫أنهض من مكاين‪ ،‬أنظر بإمعان‬ ‫وافتخار إىل منزيل‪ ،‬لقد أعددته مع‬ ‫زوجي بكل عناية‪ ،‬وقمت برتتيب‬ ‫الحديقة‪ ،‬وزرع الورد الحمراء‬ ‫يف أماكن مختلفة‪ ،‬والكرايس‬ ‫الخشبية املصنوعة من الخيزران‪،‬‬ ‫إنها مكانها رغم ميض وقت طويل‬ ‫عليها‪ ،‬سوف يزحف املوت إليها‪،‬‬ ‫سوف يهدد كل البرش عىل سطح‬

‫هذه األرض‪ ،‬تعود إ َيل ذكرى‬ ‫املوت‪ ،‬باردة‪ ،‬تصب يف أذين‪ ،‬فال‬ ‫أحتمل وقعها‪ .‬إنها تنغص ع ّ‬ ‫يل‬ ‫ُ‬ ‫علمت بهذا املرض اللعني‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫بعض األعشاب يف زاوية املنزل‬ ‫تبدو ذابلة‪ ،‬وقد دب الوهن يف‬ ‫عروقها‪ ،‬بالفعل لقد أهملت هذه‬ ‫الحديقة يف اآلونة األخرية ومل أعد‬ ‫أهتم بها كعهدي يف السابق‪..‬‬ ‫‪ 22‬يونيو بعد أيام قليلة سوف‬ ‫أدخل عامي األربعني‪ ،‬أعرف‬ ‫عوارض هذه السن‪ ،‬لقد انقطعت‬ ‫عني الدورة الشهرية‪ ،‬وبدأت‬ ‫أدخل عامل اليأس‪ ،‬حيث ال أبناء‬ ‫وال زوج‪ ،‬وال حبيب يقنعني‬ ‫بأنني امرأة صالحة‪ ،‬وأم مثالية‪،‬‬


‫قلب د افئ مثل قلبي‬

‫‪80‬‬

‫‪ 20‬يونيو حل فصل الصيف‪،‬‬ ‫الجو ال يطاق‪ ،‬كم أكره حرارة‬ ‫الصيف‪ ،‬وشمسه الحارقة‪ ،‬وهي‬ ‫تحرق برشيت املسكينة‪ ،‬وجسدي‬ ‫املسكني‪ ،‬آه‪ ،‬إنه دوما يزأر كلام‬ ‫حل هذا الصيف امللعون‪ ،‬شعرت‬ ‫ببعض الراحة النفسية التي بدت‬ ‫تترسب عرب ثقوب قلبي‪ ،‬لن‬ ‫أقيض إجازيت الصيفية يف املزرعة‪،‬‬ ‫املدينة جميلة‪ ،‬والبيوت متقاربة‪،‬‬ ‫وألوانها املختلفة تعجبني‪ ،‬بل‬ ‫تثريين‪ ،‬وأنا جالسة هنا يف بيتي‬ ‫الصيفي وأمام حديقتي املفضلة‪،‬‬

‫فاطمة المزروعي‬

‫أنظر إىل السامء واألشجار‪ ،‬ولكن‬ ‫ليس بنفس النظرة املتفائلة‬ ‫واملحبة للحياة‪ ،‬إنها نظرة امرأة‬ ‫شارفت عىل املوت والرحيل من‬ ‫هذا العامل‪..‬‬ ‫‪ 21‬يونيو الخادمة تنظف‬ ‫غرفتي‪ ،‬أسمع صوت أقدامها‬ ‫وهي تفتح أدراج خزانتي‪ ،‬ورمبا‬ ‫تعبث مبجوهرايت وترتدي مالبيس‬ ‫لتنظر إىل نفسها يف املرآة‪ ،‬إنها‬ ‫فتاة آسيوية ذات مالمح صغرية‪،‬‬ ‫وجسد ضئيل وعينان فيهام الكثري‬


‫ء ‪2010‬‬


‫‪78‬‬

‫صباحات تشرين‬ ‫لقد سمعت “طاغور” يتحدث‬ ‫للطبيعة يف أغانيه‪،‬‬ ‫باألمس كانوا يصلون االستسقاء‪ ،‬ورحت أجمع أغنيايت أبحث عن‬ ‫حوار بيني وبني الطبيعة‪،‬‬ ‫يصلون من أجل املطر‪،‬‬ ‫فوجدت فيك طبيعتي‪،‬‬ ‫وأنا كنت أصيل معهم بقلبي‪،‬‬ ‫ولك كانت جميع أغنيايت‪.‬‬ ‫فحني متطر السامء‪،‬‬ ‫للصباح رائحة عذبة‪،‬‬ ‫ميطر عقيل بالكثري منك‪.‬‬ ‫هكذا هي كل صباحات ترشين‪،‬‬ ‫لهذا أحب الشتاء‪،‬‬ ‫دافئة كعينيك‪،‬‬ ‫و األشهر القليلة التي تسبقه‪،‬‬ ‫بهيجة كضحكتك‪،‬‬ ‫األشجار تتهيأ‪،‬‬ ‫وزقزقات الطيور تكون أكرث فرحا‪ ،‬وحبيبة إىل قلبي ككلامتك حني‬ ‫تحيك يل وحدي‪.‬‬ ‫وقلبي ينبت له جناحان‪،‬‬ ‫لطيفة الحاج‬ ‫وفيه يسكن طائر ملون‪.‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫وت ُرتكني بال قي ٍد‬ ‫ُ‬ ‫وحي‬ ‫فأشتاق القيو َد أل ّنـها من ِ‬ ‫إدما ِنك‪..‬‬ ‫أنت‪َ ..‬‬ ‫أنا َ‬ ‫وأنت أنا!‬ ‫ُأ َ‬ ‫ناديك‪َ ..‬فألقاين‬ ‫جيب ندا َء َك األجمل‪..‬‬ ‫ُأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أخاف‪ُ ..‬تعي ُقـني الحرية‬ ‫و ُ‬ ‫ترحل أنت‪..‬‬ ‫وأبقى اليو َم ال أرحل‪..‬‬ ‫ب ِه خويف‬ ‫ب ِه ضعفي‬ ‫أنا األكمـل‪..‬‬ ‫أراك اليو َم قد خارت ِقوى‬ ‫األحالم يف ع ْين ْيك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و غابت يف مآسيك حامئمِ نا‪،‬‬

‫ْ‬ ‫رح اآليت‬ ‫يج ُ‬ ‫ويأ ٌس ْ‬ ‫عىل َك ّفي ْـك‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫مازلت‪..‬‬ ‫و‬ ‫أر َ‬ ‫اك جنو َين األعقل!‬ ‫ُأخر ِب ُش يف دفا ِت ِر َ‬ ‫قلبـك األنقى‬ ‫ُ‬ ‫مازلت‪..‬‬ ‫و‬ ‫الص ِرب‬ ‫أراين طفل ًة أ ْعيـَت برو َد ّ‬ ‫يف ُبركا ِنـك األبقى!‬ ‫و ت ْبت َِس ُـم‪..‬‬ ‫صباح َ‬ ‫ـلج يا َب َردي‬ ‫ٌ‬ ‫فاق وج َه ال ّث ِ‬ ‫ـمس‬ ‫ٌ‬ ‫صباح ِب ْد ُؤه هَ ٌ‬ ‫و أفـواهٌ عصاف ٌري‬ ‫تغ ّر ُد ُحـ ّب َ‬ ‫ـك األ َبـدي‬

‫عذبة‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫وشوشة‬ ‫اجـي‬ ‫ٌ‬ ‫صباح مز ٌّ‬ ‫ُم ٌ‬ ‫ختـلف‬ ‫كثرياً عن بقية الصباحات‪..‬‬ ‫ُف ٌ‬ ‫نجان من الغيم‬ ‫و باقة مطر‪..‬‬ ‫لقلوبكم النقية‪..‬‬

‫العظيم ُأح ّب ُه غ ُّيك‪..‬‬ ‫الكون‬ ‫ُبك ّل مبادئ ِ‬ ‫ِ‬

‫ولست اآلن يف ف َلكك‪ ..‬وال م ُ‬ ‫ُ‬ ‫لـكك‬

‫َ‬ ‫مآقيك‬ ‫أحاديثاً ُتغنّيها‬ ‫ُ‬ ‫تقول بأ ّنـني وحدي‬ ‫أنا األجدر‪..‬‬ ‫أنا األوىل‬ ‫أنا األكرث!‬ ‫أنا من أ ْوصـ َد األبواب‬ ‫أح ُّب َ‬ ‫ـك َخل َفـها األبواب‬ ‫وأم ُل ُ‬ ‫ـك من دقا ِئقـِ َك‬ ‫وال أرتاب‪!..‬‬

‫منكِ يؤ ّزنـي ُشو ُقـك وأغفو بني أجفا ِنك‬ ‫ُ‬ ‫حب ال ُبـعد َ‬ ‫أ‬ ‫ُّ‬ ‫وأحيا يف حدائ ِق َك‬ ‫و ليس لغري ِه َفـ ُّيك‬ ‫رياض وجدا ِنك‬ ‫وبني‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ليأخذين‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وروحك ( قل ُبها ) روحي‬ ‫أىس‪..‬‬ ‫ُأريد‬ ‫ً‬ ‫روحك‬ ‫أجدك و روحي ( قلبها ) ُ‬ ‫ُ‬ ‫الح َ‬ ‫زن يخ ِن ُقنـي فال ُ‬ ‫ريد‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أنا بالحارض العذب الحزين أرى وأسك ُن كل أركا ِنك‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تق ّي ُدين فتخ ِن ُقـني‬ ‫‪76‬‬


‫ء ‪2010‬‬


‫العمر‬

‫لكل لونه و تعبريه‪ ،‬و أنت الصفحة الوحيدة‬ ‫العمر‬ ‫صفحات عديده ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫التي برزت يف العمر املايض‪ ،‬و تأثريها باقي حتى العمر القادم‪ ،‬و كم‬ ‫حاولت متزيقها من سجل ذكريايت‪ ،‬و لكن ال إستطاعة‪ ،‬إلنها صفحتي‬ ‫العزيزة التي بغريها سيبقى كتاب العمر بال لون أو مضمون‪ ،‬لذا مل‬ ‫يبقى إال تصويرها بانوراما خيالية ُترسم و هي يف الواقع بعيدة جداً‪،‬‬ ‫حيث لراسمها حرية التعبري عن تشكيل ما يريد منها مع إضافة أو‬ ‫حذف بعض األشياء الرضورية التي لوالها ملا وصلنا إىل كل هذا‪ ،‬فال‬ ‫تهتم بهذه الكلامت املبعرثة فهي خيالية إىل أقىص الحدود‪.‬‬ ‫منصور بن محمد المهيري‬

‫‪74‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫إ ّنك بنيتي له وطن‬ ‫و إ ّنك زرعتي له زهر‬ ‫إ ّنك جمعتي له سحاب ‪. .‬‬ ‫و إ ّنك دعيتي باملطر ‪. .‬‬ ‫بس ما فطن!‬ ‫قام و أهدى لك غيـاب ‪. .‬‬ ‫و تذكرين‬ ‫هذا القهر‬ ‫تذكرين؟‬ ‫كيف كنتي تحلمني؟‬ ‫أو «كيف كنتي؟»‬ ‫منهو إنتي؟‬ ‫ما عرفتك ‪. .‬‬ ‫شدّين صوبك‪ :‬حنني‬ ‫شدّين صوبك‪ :‬حنني‬ ‫شدّين صوبك‪ :‬حنني‬ ‫سلمى الهاشمي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫تذكرين‬

‫تذكرين؟‬ ‫يوم كنتي تحلمني؟ ‪. .‬‬ ‫تحضني بيدّك فضـا‬ ‫و تزرع آمالك ورود ‪. .‬‬ ‫تحلمني إ ّنه يعود ‪. .‬‬ ‫يقهر الهجر اللعني ‪ . .‬؟‬

‫‪72‬‬

‫تذكرين؟‬ ‫يوم كانوا السحب بيض ‪. .‬‬ ‫و الدموع السود ‪ . .‬ما كانت تفيض‬ ‫كانت الدنيا «نقـا»‬ ‫و كانت أحالمك «لقـا ‪». .‬‬ ‫حيل ُكنتي تؤمنني‪ّ :‬إن الشقـَا ‪. .‬‬ ‫تكفري عن فعل(ن) بغيض ‪. .‬‬ ‫منّك بدر‬ ‫بس القهر‪ ،‬و اليل يغيض ‪. .‬‬ ‫ّ‬


‫أبـا جـرحـي اذا يـسمـح يـلمه‬ ‫شفا حالـي ومـن دونـه مـر ّي ّـض‬ ‫ ‬

‫جرى حبه مع الشـريـان دمـه‬ ‫أبا وصـلـه وهـجـرانـه غـم ّيـض‬ ‫ ‬

‫محبي فـالهوى مـا خـان ذمه‬ ‫و ال له حـد يف الـدنـيا يـع ّيـض‬ ‫ ‬

‫يراعيـنـي كـام املمـلوك عمه‬ ‫و أنا عـ الـعهد لـه دايم حف ّيظ‬ ‫ ‬ ‫عبير البنفسج‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫مشاعر‬

‫أنا ليمن خذاين الشـوق ميـه‬ ‫مشاعر حسيّ املرهف ته ّيض‬ ‫ ‬

‫مشاعر تختلج فالجوف جمه‬ ‫و عبـراتـي مـن عيـونـي تـفي ّـض‬ ‫ ‬

‫و لـو يـدري الغـال عندي وك ّمه‬ ‫و ال بـه فـالـمال عـنـدي يـع ّيض‬ ‫ ‬

‫اذا شفتـه فـرح قـلبي يعـمـه‬ ‫معاه القلب عن غـيـره يـ ّريـض‬ ‫ ‬ ‫‪70‬‬


‫ّ‬ ‫عـلقـت بأمـالها‬ ‫يا ويـح نـفس ٍ‬ ‫تبدي لهم ذيل مع إستضعايف‬ ‫ ‬ ‫و القلب مني رغم كرث صدودهم‬ ‫للـود مـنـهم و الـلقا مشغايف‬ ‫ ‬ ‫و قصة هواهم يل قض ّيه معقده‬ ‫مـغـلـفـه بـاسـرارها تـغـاليف‬ ‫ ‬ ‫ربـي عـليـم بصدقـها و بـكذبها‬ ‫و هو الـذي لـه باألمور أعرايف‬ ‫ ‬ ‫و الرشح لو ط ّول ترى ماله مدى‬ ‫و الظـن يـاتـي شـرحها بالوايف‬ ‫ ‬ ‫حيث ان مايب قد تس ّبب يل بخلل‬ ‫من سـبة الـيل يـعلمون الخايف‬ ‫ ‬ ‫عتيج بن خلفون القبيسي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫يا حسرتي‬ ‫كـني بـهـم ال يـعـلمـون الخايف‬ ‫ّ‬ ‫سـاقـوا يل البغضا بكل ارسايف‬ ‫ ‬ ‫كـني بـهـم أغراب عنـي عندما‬ ‫ّ‬ ‫القـيـتـهـم مـا كـنـهّـم أواليف‬ ‫ ‬ ‫الصب الذي‬ ‫عزوا سالم الله عىل ّ‬ ‫أمىض سنـيـنـه للـوداد الـصايف‬ ‫ ‬ ‫و تنكروا للصوت ملا بـأسـمهم‬ ‫نادى بعذب الصوت والتلطايف‬ ‫ ‬ ‫وتجاهلوا نظرت عيني وأنكروا‬ ‫دمعي الـذي يف شفهم مذرايف‬ ‫ ‬ ‫و أنا الذي يف ودهم ياحرسيت‬ ‫عك ْر شـرايب عـقب ماهو صايف‬ ‫ ‬ ‫‪68‬‬


‫متى سيعو ُد النها ُر‬ ‫نس ِك َب الـ ُام‬ ‫ل َي َ‬ ‫و ُ‬ ‫زبد البـراء ِة‬ ‫يف ال َف َل ِج الصغري‬ ‫هناك َ‬ ‫األفـق‬ ‫خلف ِ‬ ‫انـتظا ٌر‬ ‫مع الدعوات‬ ‫عليـ ِهام أن يصال‬ ‫َأن يقودا ُ‬ ‫األغـن ّي َة‬ ‫خوف الضياع‪.‬‬ ‫خالد البدور‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫هناك خلف األفق‬

‫‪66‬‬

‫الحدا ُة بأ ّناتهم‬ ‫ُ‬ ‫يبوح ُ‬ ‫فتغفو الظبا ُء عىل ِّ‬ ‫التل‬ ‫غيوم املَدى‬ ‫َتـصفو ُ‬ ‫و َتـه ِب ُط نجم ْة‬ ‫ِلتَـن َد َّس يف الرمل‬ ‫جف ُ‬ ‫قرب القتاد الذي َّ‬ ‫منذ شتاء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫تـقودُهُ ام األغـنية‬ ‫ٌ‬ ‫صبي‬ ‫جمل و ْ‬ ‫وحيدان و صحراء‪،‬‬ ‫َتـ َن َه َد الـمساء‬ ‫إز َر ّقت ُ‬ ‫حواف الوها ِد‬


‫يا (ظيبة ال ِيدِّه) إرتعي القلب لك روض وظليل‬ ‫محم ِّيتك قلب الوفا يف داخل أعامقي اسكني‬ ‫ ‬ ‫ما لك مضاهي فـي الحال يا فتنتي ما لك مثيل‬ ‫كـل مـا َ‬ ‫نـظـرتـك أرتبك واكسرِ عيوين وانحني‬ ‫ ‬ ‫لك انحني من كـربيا ما هـو تـِ َذ ّلـِل مـن ذليل‬ ‫غـري الـوفـا و الـطيب لـك يا نـور عيني َحدِّين‬ ‫ ‬ ‫الجـرح يكرب و الهـنا ِمظـ ِلم تغطرس فيه ليل‬ ‫يصدّين‬ ‫ ‬ ‫واضوي له شموع األمل و اليـاس عَـنه ِ‬ ‫عني الرضا َكنز الغال هو بلسم القلب العليل‬ ‫ِشفني بـها يـا غـ َز ِّيـيل و مـا َشـي عَـنك يـ ِردّين‬ ‫ ‬ ‫ظبية ال ّيده ‪ /‬منطقة جدة الحراسيس وهي من املناطق الجنوبيه والتي تعترب‬ ‫من املحميات الطبيعيه للظباء‬

‫أحمد بن ظاهر المهيري‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫َظبية ( ِ‬ ‫الي ِّد ه )‬ ‫لو شفتني بعني الرضا باكرس قيود املستحيل‬ ‫بك بـاعـتـزي يا غـزيـيل ما شـي عـنك يـردين‬ ‫ ‬ ‫يا عيون جدّي والغال والحب والحلم الجميل‬ ‫واحساس صادق ممتيل ِعشق وشعـور يشدِّين‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫انت الحياة الباقيه والحب لك أكرب دليل‬ ‫وانت الغرام الىل مىض سيفك و رمحك عدين‬

‫بس الكرامه غاليه هي عزوة الشهم األصيل‬ ‫أفـني حــيـايت الجـلها مـا أنـثـني ما أنـثـنـي‬ ‫ ‬ ‫َف ِّكر تغيرِّ حالتك وانا م ِعك صربي طويل‬ ‫شامخ وعَزمي لك جـبل مـن ضدّين ما هَ دّين‬ ‫ ‬ ‫َغيرِّ مفاهيم الجفا ال ّنك ِو ِسط قلبي نزيل‬ ‫ِق ْل َتم يـفـداك العـمـر ِقـل َتم ال‪ ..‬ال ت ِردّين‬ ‫ ‬ ‫‪64‬‬


‫ ‬

‫فيه من بلقيس كل العنفوان‬ ‫و فيه من ( مي ) اللطافه و الفتون‬

‫ ‬

‫فوق خده ذاب ورد االقحوان‬ ‫مـن سـنـا نـور ٍ تـغـذيـه الـمـزون‬

‫ ‬

‫يف وجـوده أتـشـبـع بـاألمـان‬ ‫و فـي غـيـابـه بني قضبان السجون‬ ‫العصري بن كراز المهيري‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫سلطان الزمان‬

‫ ‬

‫يف عيونك حب و أشواق و حنان‬ ‫ليتـني يف مقـله عيـونك أكون‬

‫ ‬

‫ليت عودي يـنطـوي بالخـيـزران‬ ‫و أتسلـل بني هـاذيك الغصون‬

‫ ‬

‫و أتلبس ثوب سـلـطـان الـزمـان‬ ‫لو سألني قيس جبته من تكون‬

‫ ‬

‫لو تناظر بـدر عـيـنـي بـالعـيـان‬ ‫ياحبيبي رصت عمالق الجنون‬

‫‪62‬‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫من زود بن ما يعمله من بعيد‬ ‫ينحط للطـراش و أهـل املقـامي‬ ‫تجيبه داللٍ مثل زين املخـاويد‬ ‫يـنـزّل فـيـهـن من عىل كور حامي‬ ‫نـوبـي مكـلـف بتـشيـيد‬ ‫بإيد‬ ‫ٍ‬ ‫قـلـبه مـفـ ّرق لـلـمـبـارز أقسـامي‬ ‫عليه مرتوب رشى صابح العيد‬ ‫و يصحى و لو باقي من الليل زامي‬ ‫صـالة ربـي عند نرش املشاهيد‬ ‫نجم فـي سـواد الـظالمـي‬ ‫و اعداد ٍ‬ ‫عىل النبي الـشافع يوم املواعيد‬ ‫مـحـمـد الـمبـعـوث خـري األنـامـي‬ ‫قماش بن خلفان العميمي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫يا طير ياللي‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫‪60‬‬

‫يا طري يالـيل يف الهوى لك تـرنـيد‬ ‫تـجاذب الورقا و بنت الحـمـامـي‬ ‫هـ ّيد و عـندك بـانـرجع مناشـيد‬ ‫أن كـانهـا صـوبـك تـرد الـعـالمـي‬ ‫سـالم أحىل مـن حليـب املـراديـد‬ ‫و أخن من عنرب و من ريح شـامي‬ ‫لـ بنت بطي هويا الربوع املعاديد‬ ‫و اثنه عـلـيـهـم كـلهـم بـالـتاممي‬ ‫و يصور ملـقاهم عىل يوم ٍ سعيد‬ ‫و مريضهم يصحى و تحيا العظامي‬ ‫يل صوت هاونهم يـهـ ّود تـهـو ّيـد‬ ‫عــيـون غـارقـة بـاملـنـامـي‬ ‫يـأرق‬ ‫ٍ‬


‫أزريـت أبـاهـي بالـريـاحـيـن شـِيـحـي‬ ‫و تـعـبت أسـامـح والتمس لك مـعاذير‬ ‫ ‬ ‫األرض َرحبـه‪ ..‬و الـسـمـاوات‪ ..‬سيـحـي‬ ‫ما ِعدت أنا اليل ال سمع باسمك يطيـر‬ ‫ ‬ ‫و ان دَق ّـت طـبـول الـمـشـاريـه زيـحي‬ ‫السري‬ ‫ ‬ ‫باقي فــتافـيت العـِشـق واكـميل َّ‬ ‫و لـو أتـ َعـبك كـرث الـغـرام اسـتـريـحي‬ ‫ِصك ّـي أزاريـر الس َفــر و الـمـشـاويـر‬ ‫ ‬ ‫ما عاد غيـمك يح ِتـمـِل َطـعـن ريـحـي‬ ‫وما عادت أغـصانك تشيل العصافـري‬ ‫ ‬ ‫سعيد الشحي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫ساق الريح‬

‫صـكيّ أزاريـر الـعـتـَب واسـتـريـحـي‬ ‫شـي يـثـيـر الـمـشـاويـر‬ ‫ ‬ ‫مـا عـاد بـه ٍ‬ ‫طـ َعـنـت غـيمي وانكرس ساق ريـحي‬ ‫وذاك الشجر ما عاد ِحضن العصافري‬ ‫ ‬

‫كـنـتي صـغـيـره‪ ..‬أسـنـدك ال تـطيحي‬ ‫و كنتي كبريه‪ ..‬و كنت بعيـونـك كبري‬ ‫ ‬

‫ال ضـاق َصـدر األرض شـالك فـسيحي‬ ‫و اصـيـر لـو يـبس خـضارك نـواوير‬ ‫ ‬

‫مـن عـل ِّــمـك ِسـ ّر الـغـال تـسـتبـيـحـي؟‬ ‫طارت فراشاتك وحـَط ّـت مـع الـغري‬ ‫ ‬ ‫‪58‬‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ما يـلبـس سـويرت و نـفنـوف‬ ‫و مرفوق ما جا خرش األسواق‬ ‫ياليل نطق ينـطق لـك حروف‬ ‫عني الوحش لـ طـلع مشـفاق‬ ‫مـ الريم ما خذ ّيب و وصـوف‬ ‫و من الدمـاين مـاخذ أعـناق‬ ‫إخذ الحذر يا الهبل ال تطوف‬ ‫ال تـبـتـيل بـه وقـت األغواق‬ ‫كـم واحـ ٍد خــاله مــحــذوف‬ ‫مـا ثـيـ ّبوا ربـعـه و األصداق‬ ‫بالعون ما من شـي مـرصوف‬ ‫يـا غـري لـلـزيـنـيـن نـشـتاق‬ ‫أحمد بن فاضل المزروعي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫حي بهبوب بايت يلوف‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫‪56‬‬

‫بـهـبـوب بـايـت يلـوف‬ ‫حي‬ ‫ٍ‬ ‫ما بـني هزع البوش و أبراق‬ ‫نـشيت يـوم إتحـقـق الشوف‬ ‫يـوم الـمـال بـالـنـوم غـ ّراق‬ ‫بـالـروف يـا حـلوين لوصوف‬ ‫الشطة باألرفـاق‬ ‫روفـوا عـن ِ‬ ‫إرحـم غـريـم الـود مـتـلوف‬ ‫مـن نـاظ ٍر مـ البـعـد سـ ّراق‬ ‫من بو جديل و عـود منصوف‬ ‫تـحـت الـزوايـا لـمـع بـراق‬ ‫ما قد ظهر يف البيت مكشوف‬ ‫يدرى عىل عرضه مـ األطفاق‬


‫أنا عن كل من صادفت‪ ..‬يف دنيا الغواين غري‬ ‫أنا بنت أالصول والبـتـي مـن خـرية الالبــه‬ ‫ ‬ ‫أنصحك يا املطفوق ال يجنح بك التـفكري‬ ‫أيب ْ‬ ‫عىل ح ّد الخيال اليل قصيدي مطلق إركابـه‬ ‫ ‬ ‫تع ّلم كيف تحيك باحرتام وتحسن التعـبـيـر‬ ‫وع ّلم ف ّمك إن جــا يهرج املنـقود يحزابــه‬ ‫ ‬ ‫وعىل فكره ‪..‬إذا عدّيت نفسك فالخاليق طري‬ ‫ملعلومك هكا الناموس‪ ..‬أبد راعيك ما جابه‬ ‫ ‬ ‫الجازية‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫عيّ ن خير‬ ‫متهّل يف حديثك يـا مـهاجمـني وعينّ خـري‬ ‫تـرى بـعـض الحـيك إن ما رفع راعيه ّ‬ ‫وطى به‬ ‫ ‬ ‫كالمك واضح ٍ كل الوضوح وما يبي تفـسري‬ ‫وانا مانيب بنت الذيب‪ ..‬كان اقب ْله وارىض به‬ ‫ ‬ ‫أنا عندي من الهرج الذي يقصم سنام ْبعري‬ ‫ولـكـن عـاديت نـفسـي عن االنـذال و ّثـابـه‬ ‫ ‬ ‫غريـبه‪ ..‬كيف تبغاين أجـيب ْلعزّيت تـبـرير؟‬ ‫مدام الع ّز ‪..‬يف أكرب جـدودي و ّثـق أطـنابــه‬ ‫ ‬ ‫‪54‬‬


‫نسفك حضور‬ ‫غياب َكم َ‬ ‫أجي صبح ومدارات و ٍ‬ ‫ورا اكتايف‪ ..‬طـعـون البـارحه و اليوم‪ِ ..‬تتشابه‬ ‫ ‬

‫ش َغـلت أ ّيـَامك و ما ض ّي ِفك ِمنّي الفـراغ سطور‬ ‫اب أوطـا به‬ ‫ ‬ ‫يك ّفيني‪َ ..‬رفـعت حـجا ِر ِتـك‪ِ ..‬لـرت ٍ‬

‫طاحت مثاري هوب لك ّ‬ ‫لكن ألجل جذور‬ ‫و لو َ‬ ‫تقول إن الث َمر ما طـاب‪ ..‬لـو ال‪ ..‬طيـبة ترابه‬ ‫ ‬

‫سمـاح‪ ..‬يـا يـ َراع الـجور‬ ‫ت َعبت أق ِّلب الدفتَـر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫عـجـزت ي َو ِّقف كتابه‬ ‫ ‬ ‫بك ّفيني‪ِ ..‬حـبرِ َطعـ ِنك‪َ ..‬‬

‫أ َباسأل وش يفيدك لو َت َحت َك ّفيك مات النور‬ ‫تـش ّ‬ ‫ـق ِجلبابه‬ ‫ ‬ ‫ما دامك ما فهمت حكايته‪ ..‬ال ِ‬ ‫عوض بن حاسوم الدرمكي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫َ‬ ‫تفاخر‪ ..‬يا الجفاف و ما عىل َم ّد السحاب قصور‬ ‫ابتسم نابه‬ ‫ ‬ ‫متوت‪ ..‬و ما تـفدّاك الحـصاد‪ ..‬وال َ‬

‫ ‬

‫ت َر َّجل يا َو َرق ِحزن الخريف و إسـ ِرج املـستور‬ ‫يدوم الطيب‪ ..‬لو خـان الـطريق الجرد بـِركـابه‬

‫ ‬

‫و تسليّ يا مشاويري مدى لو طاح ِحز ِنك سور‬ ‫عىس ِبيـض الدروب تـ ِر ّد هـاك الـدَّ ين الصحابه‬

‫ ‬

‫َص َخب تكتبني دروب ِّ‬ ‫الش ِعر يا الطاري املغمور‬ ‫َ‬ ‫تـاخذ بـيـدّي رحلـ ِته‪ ..‬و آغ ّمض غيابه‬ ‫وبطى‪ِ ..‬‬

‫ ‬

‫تهجتك القصايد ما ك ِت َبتك بحور‬ ‫يا َوج ٍه‪ ..‬لو ّ‬ ‫تجي ما ِتن ِع ِرف وان ِغبت ما َت ْح ِلف بك الالبه‬

‫الواد ي المهجور‬

‫ ‬

‫و ِتـ َكـسرَّ يا قـفـاي‪ ..‬ودو ِزن الـمتـقايف املكسور‬ ‫ُسدى يـا بـا ِر َحـته‪ ..‬وعَـنّـيه‪ ..‬يا ِقصـر مخـالبـه‬

‫‪52‬‬


‫ ‬

‫بليله‪َ ..‬ش ّبها َجمر القصيد‪ ..‬و ِنجلك الجمهور‬ ‫دب‪َ ..‬م ّر بك‪ ..‬واهت ّز باعشابه‬ ‫وهَ ب ِتك كل َج ٍ‬

‫حبـيـبي و ال َو َله ما اندَق بابه لو مبوعد‪ُ ..‬زور‬ ‫يـقنـِّد يل من السلوان‪ ..‬فنجان‪ ..‬آتقهوى به‬ ‫ ‬ ‫الحلم واسفار السنني تدور‬ ‫أنا ادري لو يطيح ِ‬ ‫أجي ال ّول مواعيدي‪ ..‬بكا‪ ..‬و اتـنـ َّفس تـرابه‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫مترجحني ذواري الذكريات‪ ..‬وما بيدّي شور‬ ‫وانا لو يك ِذب إحساس ِّ‬ ‫الش ِعر َف ّريت ِجلبابه‬

‫ ‬

‫أ َغ ِّمض بك‪ ..‬و ترميني رياح الوادي املهجور‬ ‫بقايا‪ ..‬من ِفتات األمس‪ ..‬و الفزعات َكـ ّذابه‬


‫الواد ي المهجور‬

‫عوض بن حاسوم الدرمكي‬

‫ ‬

‫ني ُبور‬ ‫ني للفراق ِ‬ ‫وش ّفت ٍ‬ ‫حبيبي‪ ..‬و املواين دمعت ٍ‬ ‫يع ِّلم صدري املوج النحيب‪ ..‬ودمعي‪ ..‬ثيابه‬

‫ ‬

‫و لو تربى املواجع ما برت اال ّيام جرح شعور‬ ‫جرحك مدى‪ ..‬واقول ح ّيا به‬ ‫تعبت يضيفني ِ‬

‫ ‬

‫حبيبي‪ ..‬و الجفا ال َم ّد َك ّفه‪ ..‬ما بقى عصفور‬ ‫عـىل اغـصان الـ َوعَد‪ ..‬ال َيتّم امليعاد‪ ..‬أحبابه‬

‫ ‬

‫تبسم نور‬ ‫يا ما اط َول هذي الغيبه‪ ..‬متادَت ما َّ‬ ‫أقـ ِّلب نـاظري‪َ ..‬شـخص َ‬ ‫انتظر‪ ..‬يا ِكرث ِغيابه‬

‫ ‬

‫تجي مثل الدروب‪ ..‬اليل مت ّر‪ ..‬وما تعانق دُور‬ ‫تروح‪ ..‬وما وراك‪ ..‬إ ّال جـفاك ت َرف ِرف أرسابه‬

‫‪50‬‬


‫ ‬

‫متى تذكرت صمت الوجد يف شفتي‬ ‫لوالك‬ ‫و نظرة ما كساها الـهم ِ‬

‫ ‬

‫االيــام عــاطـر ًة‬ ‫و قــصــة فـي فـم‬ ‫ِ‬ ‫مـرأك‬ ‫فصولها أزهرت من يـوم ِ‬

‫ ‬

‫كـانـت ربـيـعا تناجـيـنـا خـمـائـلـه‬ ‫ـمناك‬ ‫كانت عبريا ً عىل أطر ِ‬ ‫اف ُي ِ‬

‫ ‬

‫كـنـا و كـنّـا و كـان الـوهـم ثـالـثـنـا‬ ‫و موعد الوهم اشجاين و أشجاك‬

‫ ‬

‫مـ ّري عـىل الـجرح يا سمراء اغـنـيـة‬ ‫تـأنـق الـيـوم يـا سمـراء مسـراك‬ ‫محمد بن أحمد بن طوق‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫مري على الجرح ياسمراء أغنية‬ ‫م ّرت عىل الجدب شبه الغيث عيناك‬ ‫و أمطرت يف حنايا الصب ذكراك‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫أم‬ ‫مثل السـحـائـب وافـانـي عـىل ظـ ٍ‬ ‫برياك‬ ‫خـيالـك العذب مصحوباً ِ‬ ‫ِ‬

‫ ‬

‫فـذاب شـعـري عـىل ايـقـاع خطوته‬ ‫و أورق الـحـرف أنـغاما للقياك‬

‫ ‬

‫من أخرب الطيف عن شوقي فايقظه‬ ‫هـدايـاك؟‬ ‫فجاء يحمل لـلمـضـنى‬ ‫ِ‬

‫ ‬

‫و يشعل الشـمـع يف أحـزان غـربته‬ ‫نـجـواك‬ ‫و ميأل الليل من أطياب‬ ‫ِ‬

‫‪48‬‬


‫ُأنادي‪ :‬تريزا فألقى مالكاً‬ ‫ُين ُري ال ُّروى و ا ُملنى و السبيال‬ ‫تعايل حناناً‪ ،‬تعايل وداداً‬ ‫فال تنظري بيننا مستحي ًال‬ ‫ُ‬ ‫تعايل‬ ‫سنقرأ ( َعماّ ) و متّى‬ ‫القلوب هدي َال‬ ‫و نرفع نبض‬ ‫ِ‬ ‫سالم أبوجمهور القبيسي‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫في إنتظار تريزا‬

‫تعايل لنقرأ عهداً جمي ًال‬ ‫و سفراً حبيباً صديقاً خلي ًال‬ ‫تعايل‪ ،‬أرى ال ُيتم أتعب قلبي‬ ‫و أمىس صباحي لي ًال طوي ًال‬ ‫ُأنادي‪ :‬تــريزا‪ ،‬تـريزا‪ ،‬تريزا‬ ‫أيا ُأ ُّم لو تحضنيني قلي ًال‬

‫‪46‬‬


‫وهذه بعض االبيات املتفرقه‪:‬‬ ‫مايب مالٍ سديته‬ ‫يب قدري والحـشم‬ ‫الزيـن يل سويته‬ ‫طـاح الغـليل ود ّم‬

‫يـانـفيس مـاسـليتي‬ ‫كل مـابـغـيـت أساله‬ ‫عىل الصاحب عتيتي‬ ‫وش لك بـ هاملعصاه‬

‫عيـنـي عـىل ال ّرباقه‬ ‫يل تشتعل يف حني‬ ‫قـلبي زادت أعواقه‬ ‫مـعت ّـل يـا شاهني‬

‫قـابض حبل الفريده‬ ‫وأتـذرى بالشديد‬ ‫مـن هـمـلـولٍ وقيده‬ ‫حفره يسابق أليد‬

‫دم ‪ /‬غرق‪.‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫عذوبة ال تنضب‬ ‫‪44‬‬

‫يـاقـصـر يـامتبنّي‬ ‫خري إسكنو بك ناس‬ ‫واليوم عنك ومني‬ ‫قفى الدهـر ال باس‬ ‫رمني‬ ‫سعد أيـامك ّ‬ ‫ضد السعد أنتحاس‬ ‫بعدك ماهوب مثنّي‬ ‫طـويـت دونـه ياس‬ ‫يـوم أسـتـارج وأو ّين‬ ‫ذكرت حـلو أجناس‬ ‫مـشــني‬ ‫أجنـاس ما‬ ‫ّ‬ ‫يف مـوضع االطفاس‬ ‫ثني‬ ‫والطفـس له ما ّ‬ ‫وال يف ضمريي داس‬ ‫يل داسـنـي وأمـحني‬ ‫قـلـيـل مـثـلـه ناس‬


‫بـني الـبـزم وجنانه‬ ‫حـ ّيـرتـني ياكوس‬ ‫بـي من صان االمـانه‬ ‫رمـسـوه طـفـوس‬ ‫ما ّ‬ ‫خـان الـذي مـن خانه‬ ‫مـا يـرمس به بلوس‬ ‫عـنـدي عـزيـز ٍ شـانه‬ ‫غـريس مـابني غروس‬ ‫بـيـن أهـلـه وعـربـانه‬ ‫ماينسمع له ْحسوس‬ ‫بـي لـي بـعـيانه‬ ‫ولـي ّ‬ ‫ج ّرح حشاي بـ موس‬ ‫خـ ْذ مـ الظبي ميشانه‬ ‫يل يرتعي يف طعوس‬ ‫يـلـيـن أشـوف أوطانه‬ ‫مايطيب يل هاجوس‬

‫البزم ‪ /‬خور البزم‪ ،‬بالقرب من جزيرة مر ّوح‪.‬‬ ‫وجنانه ‪ /‬احدى املناطق البحريه القريبه من‬ ‫مر ّوح‪.‬‬

‫ملبيت يف ( الحنيوره )‬ ‫ْمحـني لـلـعـشـاق‬ ‫فسلت بيدي ( قوره )‬ ‫ومن عاقها يعتاق‬ ‫لليّ يف وسـط نحوره‬ ‫يــتـالمـع الـبـراق‬ ‫له وجه مـسفر نوره‬ ‫ماداخـلـه لـحامق‬

‫الحنيوره ‪ /‬احدى جزر ابوظبي القريبه من‬ ‫الجهه الرشقيه بالقرب من جزيرة الزباره‪.‬‬ ‫قوره ‪ /‬غرسه‪.‬‬


‫عذوبة ال تنضب‬ ‫‪42‬‬

‫قالها الشيخ وهو يف الجزيره‪،‬‬ ‫بعد ان اصاب املرض زوجاته‪،‬‬ ‫فعاد البعض ممن معه اىل مدينة‬ ‫ابوظبي ‪،‬وذلك خوفا من عدوى‬ ‫املرض ليال‪ ،‬وعند الصباح الباكر‬ ‫مل يجدهم فقال عندها هذه‬ ‫القصيده‪:‬‬ ‫يـعـل لـبـرق اللموعي‬ ‫يسقي وين اهتويت‬ ‫يسقـي مـقـر ربــوعي‬ ‫ويـن اسـتقام البيت‬ ‫صفقت خمس صبوعي‬ ‫ويال الـفـقيده ريت‬ ‫كني رضيـس إسـبـوعي‬ ‫يف مـرقـدي خـليـت‬ ‫يـا عني هــلـي دمـوعي‬ ‫درب الـصـرب ضليت‬

‫مــايل عـلــيــه شـروعي‬ ‫مــن يـوم مـا قفيت‬ ‫شـفـت الـغـليبه طوعي‬ ‫ويف حــيـريت متـيـت‬ ‫وقصيده قد قالها بعدما توىف الله‬ ‫زوجاته يف جزيرة قيس‪.‬‬ ‫ْب ْت استخيل الالمع‬ ‫وأشكو ْ‬ ‫قل الونيس‬ ‫ونـ ّيـت مـايل سامع‬ ‫حايل مثل الحبييس‬ ‫شدّوا حبـل املطامع‬ ‫والدهر زاده حيس‬ ‫خذ زينـات املدامع‬ ‫ال ع ّمـر الله قـيس‬


‫و هذه القصيده قالها يف جزيرة‬ ‫قيس متذكرا أيامه الخوايل يف‬ ‫مدينة ابوظبي‪.‬‬ ‫طـال الـهـجـر يـا خـيل‬ ‫وتـبـاعدت األوطان‬ ‫لــو دارك تـنـسـكـن يل‬ ‫مـا مـليـت املكــان‬ ‫شـفـت املـقام أقمن يل‬ ‫لو به نلت إمتحان‬ ‫عـقب أيــام ٍ مـضـن يل‬ ‫يا بئس ْبها الزمان‬ ‫يـوم الـبـخـت عدل ٍ يل‬ ‫يا مشخيص تومان‬ ‫رست أحسب ما وفن يل‬ ‫عرشي ما جن مثـان‬ ‫والـيـوم مــا صـرفـن يل!‬ ‫قـريش قـليـل أمثـان‬


‫عذوبة ال تنضب‬ ‫‪40‬‬

‫يف املكان املناسب‪ ،‬وذهب إىل والذي وردنا وإستطعنا إيجاده‬ ‫جملة األعيان مبرشاً لهم مبا من قصائد الشيخ قليل ال تتجاوز‬ ‫الـ ‪ 7‬قصائد‪ ،‬وبعض األبيات‬ ‫حدث‪.‬‬ ‫املتفرقه األخرى‪.‬‬ ‫ويقول املؤرخون أن حقبة حكم‬ ‫الشيخ سعيد إمتازت بالحزم اعط اليوش تغمريه‬ ‫يـــاوايل الـسـكـان‬ ‫والعدل‪ .‬إنتهت مدّة حكمه يف‬ ‫سنة ‪1855‬م ‪،‬حيث أنه إعتزل وهّ يد بشوف الديره‬ ‫مــادام لـهـا بـيـان‬ ‫الحكم‪ ،‬وإتجه إىل ( جزيرة قيس)‬ ‫بعد خالف نشب بينه وبني أعيان أسقاك الله ( جزيره )‬ ‫كلام جـالـك زمـان‬ ‫اإلمارة‪ ،‬مام أدى إىل فراغ سدة‬ ‫الحكم يف اإلمارة‪ ،‬وإتجه األعيان من هملول ٍ قـطريه‬ ‫سال وجرى غدران‬ ‫إىل الشيخ زايد بن خليفه بن‬ ‫شخبوط طالبني منه أن يتسلم اليوش ‪ /‬االبحار او االندفاع‪.‬‬ ‫زمام األمر يف اإلمارة‪ ،‬فقبل الشيخ هـ ّيـد ‪ /‬مته ّـل‪.‬‬ ‫زايد بن خليفه بن شخبوط عىل‬ ‫أن يعاهدوه عىل مايريد‪.‬‬


‫طريف ماروي عنه بعد تسلمه‬ ‫الحكم‪ ،‬و مىض عىل حكمه‬ ‫أربعني يوماً‪ ،‬إجتمع أعيان إمارة‬ ‫أبوظبي‪ ،‬و أجمعوا عىل إرسال‬ ‫شيخ قبيلة املرر الشيخ محمد‬ ‫بن حمد املغرييب املرر‪ ،‬ليباحثه‬ ‫يف عدم خروجه لرعيته‪ ،‬وعدم‬ ‫تفقده أحوالهم منذ توىل حكمهم‬ ‫فحرض شيخ قبيلة املرر إىل الشيخ‬ ‫سعيد بن طحنون‪ ،‬وبعد أن تناول‬ ‫القهوة‪ ،‬طلب الشيخ سعيد من‬ ‫شيخ املرر أن يباريه يف لعبة‬ ‫(الحالوسة) و هي من األلعاب‬ ‫القدمية وأعتقد أنها تشبه لعبة‬ ‫الشطرنج‪ ,‬وهي لعبة تحتاج إىل‬ ‫ذكاء‪ .‬فكانت بداية اللعب من‬ ‫قبل شيخ املرر ويف تحريكه للعبة‬

‫إرتجل أبيات من الشعر يخترب بها‬ ‫الحاكم الجديد‪:‬‬ ‫ذي ديرة ما اعرفت من الفيها‬ ‫وال أعرف من فيها ومن الفيها‬ ‫سـفـينـة تـجــري بـال سـكاين‬ ‫لـوال دقـيـق الغـزل مـ ّ‬ ‫ىل فيها‬ ‫السكان ‪ /‬املقود الذي يوجه السفينة‬

‫فعندما أىت دور الشيخ سعيد بن‬ ‫طحنون قال له عىل البديهة‪:‬‬ ‫تجري ييل عاد الحبال صحاحي‬ ‫ويل عاد ليحان السفني نصاحي‬ ‫ويل مايعرف الجد من ألمزاحي‬ ‫يكضــم خوافـيها عـىل مافـيها‬ ‫وعندها إقتنع شيخ املرر بأن‬ ‫الحاكم الجديد هو الرجل املناسب‬


‫عذوبة ال تنضب {‬

‫حماد الخاطري‬

‫الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيّ ان‬

‫‪38‬‬

‫هو الشيخ سعيد بن طحنون بن‬ ‫شخبوط بن ذياب بن عيىس‪.‬‬ ‫ولد يف إمارة أبوظبي وعاش يف‬ ‫بداية حياته يف كنف والده الذي‬ ‫يحكم إمارة ابوظبي‪ ،‬إىل أن توىف‬ ‫الله والده‪ .‬فإنتقل مع إخوته إىل‬ ‫محرض ( مزيرعه ) من محارض‬ ‫ليوا‪ ،‬وبعد أن توىف الله عمه الشيخ‬ ‫خليفه بن شخبوط‪ ،‬وكان أبناؤه‬ ‫اليزالون وقتئذ صغار السن‪ ،‬إتجه‬ ‫أهايل أبوظبي إىل الشيخ هالل‬ ‫بن شخبوط‪ ،‬والشيخ محمد بن‬ ‫شخبوط‪ ،‬وكانا طاعنني يف السن‪،‬‬

‫وطلبوا منهام تسلم زمام الحكم‬ ‫يف إمارة أبوظبي فرفضوا فطلب‬ ‫أعيان إمارة أبوظبي من الشيخ‬ ‫هالل بن شخبوط أن يرشح لهم‬ ‫واحداً من أفراد العائلة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫«إن شاء الله و سيأتيكم» و ما‬ ‫لبث أن دخل عليهم الشيخ سعيد‬ ‫بن طحنون فقال‪« :‬هذا شيخكم‬ ‫الجديد» فحاول اإلعتذار حتى‬ ‫أرصوا عليه ووافقهم ورافقهم‬ ‫إىل إمارة أبوظبي يف سنة ‪.1845‬‬ ‫و كان ميتاز بالذكاء الشديد و‬ ‫البديهة الحارضه و الحزم‪ .‬و من‬


‫ء ‪2010‬‬


‫ُهم {‬

‫أنغام الخلود‬

‫أنا أدري إنك يا عـقيد الشـغاميم‬ ‫ما ترتيض بالريم عندك خصيمة‬ ‫إنته رجل رشقي بحسب التعاليم‬ ‫علم و قيمة‬ ‫و أنا فـجر مـبـداه ٍ‬

‫‪36‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫ء ‪2010‬‬


‫ِبروح {‬

‫ياسر حارب‬

‫القطار‬

‫”‬

‫“‬ ‫القطار مينحنا وقتا كافيا‬

‫يف الروايات‪ ،‬تبدو‬ ‫محطات القطار أكرث األماكن‬ ‫رومنسية‪ ،‬وأكرثها قسوة يف ليك نحلم‪ ،‬أما الطائرة فإنها‬ ‫أحيان أخرى‪.‬‬ ‫تغتال الوقت‪ ،‬وتخترص األحالم‬ ‫يف وجبتني أو ثالث‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫سأستقل قطاراً وأسافر‬ ‫إليك‪ .‬وعندما تنتهي س ّكة‬ ‫ِ‬ ‫محطة القطار أجمل من‬ ‫الحديد‪ ،‬سأحاول مرة أخرى‪ ،‬املطار‪ ،‬ألنها أكرث شاعرية‪،‬‬ ‫مستق ًال نفس القطار‪ّ ،‬‬ ‫عل وأكرث واقعية‪.‬‬ ‫الحديد يلني يوماً‪.‬‬ ‫القطار مثل قلب املرأة‪،‬‬ ‫ﻻ تحتاج يف محطة القطار يحتاج إىل قائد واحد فقط‪،‬‬ ‫إىل جواز سفر‪ ،‬احمل معك والطائرة مثل قلب الرجل‪،‬‬ ‫أحالمك وسيسمح لك باملرور‪ ،‬تحتاج إىل طاقم كامل‪.‬‬

‫”‬ ‫‪34‬‬

‫وﻻتنىس أن ُتبقي شيئا منها‬ ‫لرحلة العودة‪.‬‬

‫”‬

‫“‬

‫“‬

‫”‬

‫”‬

‫”‬

‫“‬

‫“‬

‫“‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫و انفك فيها الرش بابه‬ ‫دافـع بحال و مال و عـزوم‬ ‫كم هرقـت و اروت ترابـه‬ ‫فيها ( بني ياس ) من ادموم‬ ‫كم طـامـع عـيت ارجابه‬ ‫ردوه عـنـها قـهـر مـحـروم‬ ‫لـو مـثلـهـا يـازم خـرابه‬ ‫عيب علينا البـيع و الـسوم‬ ‫يـا ربـنـا منك الـمـثابـه‬ ‫مافاد فينا النـصـح و الـلوم‬ ‫تـرجـع علـى كـل صوابه‬ ‫و تعيد فـيها الشمل ملموم‬ ‫أحمد بن سلطان بن سليم‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫خطوط‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫‪32‬‬

‫حازت من قليبي شعـابه‬ ‫ال الهند ال مصـ ٍر و ال الروم‬ ‫أحىل من النيـل و شـرابه‬ ‫عـندي بـحرها عـذب وميوم‬ ‫مبعدت مختـار الـغيابـه‬ ‫عنـهـا و ال بـالـهنـد مـغروم‬ ‫يـا غيـر من شـر لـفـابـه‬ ‫هذا الدهر عاضل و مشيوم‬ ‫عزيل مـن حـاط الشقابـه‬ ‫و آزم بحـال الشيخ ملزوم‬ ‫جـنـيـحـة ضـافـت جنابه‬ ‫مـحـروزة من يـوم مكتوم‬ ‫كل من قىض منها حسابه‬ ‫قـفـا و سـلمـها مـ لوثوم‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫الـحسن فـيها و الـلبـابه‬ ‫ِ‬ ‫مـطـبـوع و مـرقوم‬ ‫و الـغـي‬ ‫ٍ‬ ‫يشفي من الهم و عذابه‬ ‫شـوفـه و يـسـال به من ايروم‬ ‫غيـر الـذي طـال إغـرتابه‬ ‫من هجرهم و افىض به الهوم‬ ‫يذكر من عمـان و رحابة‬ ‫حسنا الوطن يل مـالها وجـوم‬ ‫يذكـر ألهـايل و القـرابة‬ ‫و الـيـار و الـخـالن و الـقـوم‬ ‫يذكـر بهـا منبت شبابه‬ ‫رشغـت صباه و لذت النوم‬


‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫خطوط‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫‪30‬‬

‫يف شـامـخ خـضـر حـيـابـه‬ ‫عايل ملثـم بالسـحـب دوم‬ ‫دور السنه وفـرت عـشابـه‬ ‫يضفي عليه إبسبعة إرقـوم‬ ‫دوحة ظليل و أرض غابـه‬ ‫سوى عليه إمـن الزهر عوم‬ ‫األرض مـن حـولـه تـشابه‬ ‫عـباب بــحر مـويـه ايـزوم‬ ‫مــنــازل لـلــحـي البــة‬ ‫فيها الهوى عامر و مخدوم‬ ‫مكلوف بـجـنـاد و مهابه‬ ‫محامي عن غثات و هموم‬


‫ليشهد مجده يف حلم االتحاد‬ ‫و يكون واحداً من أبطال تلك‬ ‫اللحظة التاريخية‪ ،‬و ما بعدها‪.‬‬ ‫تغ ّرب عن الوطن يف لحظة مبكرة‬ ‫من حياته‪ ،‬عاش يف الهند مرغ ًام‪،‬‬ ‫هناك تع ّلم و قرأ و ناقش و كتب‬ ‫و عرف الحياة و إشتغل يف اإلذاعة‬ ‫الهندية الناطقة بالعربية مذيعاً‬ ‫يسمعه أهله يف الخليج‪ ،‬لكن‬ ‫العامل الجديد الذي وجد نفسه‬ ‫فيه مل يشغله عن أرض ديرته و‬ ‫سامئها و حنينه إىل تلك املرابع‪،‬‬ ‫سيطرت عليه خلجات الشاعر‬ ‫مرات و مرات‪ ،‬و هناك قال فيها‬ ‫أجمل القصائد و أكرثها وجعاً و‬ ‫لوعة‪ .‬فمن هناك‪ ،‬من الهند و هو‬ ‫بعيد عنها عزف لها متعباً‪ ،‬معاتباً‪،‬‬

‫عاشقاً‪ ،‬ولهاناً‪ ،‬خائفاً مشتاقاً إليها‪،‬‬ ‫إنها ديرته‪ ،‬و لو تبدلت و تغري‬ ‫حالها‪ ،‬تخيلها يف أسوأ حاالت‬ ‫املدن من غري مجد و ال صيت‬ ‫و ال ناس‪ ،‬و تصور حاله معها يف‬ ‫لحظتها‪.‬‬ ‫هل هناك أبشع من العيب عند‬ ‫الرجال‪ ،‬و هل هناك يف عامل البيع‬ ‫أصغر من مؤرش العرض و السوم؟!‬ ‫ديرته ديب حتى و هو مهاجر‬ ‫عنها‪ ،‬محباً و مشتاقاً من جانب‬ ‫و مشحوناً نصف قلبه بالزعل‬ ‫و العتب‪ ،‬ال تغيب‪ ،‬و ال تتبدل‬ ‫مكانتها‪ ،‬يلوم الدهر و يتعبه‬ ‫الشوق لها‪ ،‬يبحث عنها حتى يف‬ ‫رحلة الهواء‪.‬‬

‫سعيد حمدان‬


‫خطوط {‬ ‫شامخ حيابه‬

‫أحمد بن سليم‬

‫خـرض حـيابه‬ ‫يف شـامـخ‬ ‫ٍ‬ ‫عـايل ملـثم بالسحب دوم‬ ‫دور السنه وفرت عشابه‬ ‫يضفي عليه إبسبعة إرقوم‬ ‫لـو مـثـلها يـازم خـرابه‬ ‫والسوم‬ ‫عـيب علينا البيع ّ‬

‫‪28‬‬

‫من يتحزم بحب الوطن عليه أن‬ ‫يتوسد الوجع و ينتظر التعب‪،‬‬ ‫يشقى بحبه و يشقى بالخوف‬ ‫عليه‪ ،‬فالوطن هم‪ ،‬و الوطن حب‬ ‫و الوطن جهاد‪ ،‬و الوطن أحالم‬ ‫جميلة‪.‬‬

‫أحمد بن سلطان بن سليم أحد‬ ‫الذين أشقاهم هذا الحب‪ ،‬عاش‬ ‫فيه و عاش بعيداً عنه‪ ،‬إنتمى‬ ‫إليه مبختلف الصفات و ج ّرب‬ ‫فيه كل الوصفات‪ ،‬مرة تاجر حر‪،‬‬ ‫و مرات موظف دولة‪ ،‬و مرة‬ ‫مواطن يختلف مع السلطة‪ ،‬مرة‬ ‫مهادن‪ ،‬و مرة مشاكس‪ ،‬مرة ينتقد‬ ‫األوضاع‪ ،‬و مرة يتوىل الوزارة‬ ‫فينتقده الناس‪ ،‬يف كل أحواله‬ ‫كان منتمياً للوطن‪ ،‬عاش تعبه‬ ‫و جوعه يف األربعينات‪ ،‬و عاش‬ ‫منفياً منه بأمر االنجليز‪ ،‬و عاش‬


‫والديت أنها عندما ولدتني بقيت‬ ‫عندها ( يدتيه مر ّيم ) لرتعاين و‬ ‫والديت تلك الفتاه الصغرية التي ال‬ ‫خربة لها‪ ،‬مل تفارق رسيري مدة‬ ‫‪ 40‬يوما‪ .‬مل تكن ترغب بيشء أو‬ ‫تنتظر يشء إال املساعدة و الجزاء‬ ‫من رب العاملني‪ .‬أما سعيدة فهي‬ ‫جدتنا الطيبة التي رعتنا أنا و‬ ‫إخويت و قامت مع والديت برتبيتنا‪،‬‬ ‫فوالديت كانت مبثابة إبنتها و هي‬ ‫التي حرمت من االبناء‪.‬‬

‫كانت وفاة مر ّيم بنت يديد‬ ‫الهامليه يف نهاية شهر ‪ 3‬من عام‬ ‫‪1983‬م يف املدينة املنورة كام‬ ‫كانت تتمنى دامئا‪ ،‬حيث دفنت‬ ‫يف البقيع‪ .‬أما سعيدة بنت سعيد‬ ‫الهامليه فكانت وفاتها رحمها الله‬ ‫يف منتصف سنة ‪2003‬م‪ .‬أسئل‬ ‫الله لهام الرحمه و املغفره و أن‬ ‫يجزاهام عنا خري الجزاء‪.‬‬

‫ماذا ميكنني أن أقول؟ و هل‬ ‫أستطيع أن أيف هذه األرواح‬ ‫الطيبة و النقية حقها علينا من‬ ‫الحب و العرفان‪ ،‬و بفضلها الكبري‬ ‫عىل فريجنا و أجياله‪.‬‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫أرواح عشناها‬ ‫‪26‬‬

‫أم سعيد‪ ،‬يا حافظ عليها و عىل‬ ‫من ر ّباها‪ ) .‬هي الكرم‪ ،‬هي‬ ‫الرتحيبة املثنايه‪ ،‬السمت و املعاين‬ ‫الحشيمة‪ ،‬تجدها بقرب من‬ ‫يحتاجها دامئا فتداوي املريض‪،‬‬ ‫و تساعد املحتاج للمساعده‪،‬‬ ‫( تعاين و تحايض ) املراة املتعرسة‬ ‫يف والدتها‪ ،‬حتى تطمنئ عليها و‬ ‫عىل مولودها و تبقى معها أياماً‬ ‫لتساعدها حتى تسرتد عافيتها‪،‬‬ ‫كل ذلك مبا متلك من خربة و‬ ‫إمكانيات بسيطة و حب كبري‪،‬‬ ‫حب يحتوي الكون بإرسه‪.‬‬

‫املبالغ لهؤالء التجار يف حينها‪ ،‬أو‬ ‫فيام بعد‪ ،‬عندما تتيرس االمور بعد‬ ‫عودة الرجال من رحلة الغوص‪.‬‬ ‫أما مر ّيم‪ ،‬أم سعيد‪ ،‬و هي كام‬ ‫قلنا إبنة عم سعيدة و زوجة‬ ‫أخيها‪ ،‬فقد كان دورها يرتكز يف‬ ‫البيت لرتبية إبنها سعيد بعد وفاة‬ ‫زوجها‪ ،‬و خدمة بقية أهل املنزل‬ ‫الذين يسعون يف طلب الرزق‪،‬‬ ‫مر ّيم أو ( يدتيه مر ّيم ) كام ُكنت‬ ‫أناديها و التي ما عرفناها إال أنها‬ ‫قمة الطيبة‪ ،‬الحنان‪ ،‬الحشمة‪،‬‬ ‫التواضع‪ ،‬الهدؤ‪ ،‬و التعامل الراقي‬ ‫ا ُملحبة للجميع‪ ،‬اليد الحانية التي‬ ‫متتد باملساعدة للجميع‪ .‬و من عندما أتحدث عن هاتني السيدتني‬ ‫الذي ُيذكر أمامه اسم مر ّيم بنت ال ميكن أن يقال بإنني أجاملهام و‬ ‫يديد إال و يقول ( و النعم بها أمدحهام مبا هو ليس فيهام‪ .‬تخربين‬


‫روحني رائعتني من أرواح ذلك‬ ‫الزمان الجميل‪ ،‬يف زمن متيز بـ‬ ‫قلة املادة و شضف العيش‪ ،‬كانتا‬ ‫اليد الحانية التي متتد باملساعدة‬ ‫ملن حولها‪ ،‬تقدم ما تستطيع من‬ ‫خدمة ملجتمعها‪.‬‬ ‫مر ّيم و إبنة عمها سعيدة‪ ،‬سيدتني‬ ‫كرميتني من سيدات فريجنا الغريب‬ ‫أو ( فريج القمزان ) سعيدة شعلة‬ ‫نشاط الفريج املتأججة بالحياة‪،‬‬ ‫و التي تزرع التفاؤل و الحب‬ ‫يف صباحاته‪ ،‬مبرورها عىل بيوته‬ ‫القليلة قبل ( أن ّ‬ ‫ترشق للسوق )‬ ‫حاملة ما جلبه أخيها غانم من‬ ‫األسامك لتقوم ببيعه‪ ،‬و بعد أن‬ ‫تنهي عملها لتعود ملنزلها راضية‬

‫برزقها و رزق عائلتها البسيط‪ ،‬و‬ ‫قبل العودة ال تنىس أن تجلب كل‬ ‫ما طلبته جاراتها من إحتياجات‬ ‫يومية من السوق‪ ،‬من موا ٍد غذائية‬ ‫قليلة أو أقمشة أو مواد تجميل‬ ‫بسيطة و عطور‪ .‬فسعيدة مبا عرف‬ ‫روح‬ ‫عنها من شخصية قوية و ٍ‬ ‫طيبة سمحة‪ ،‬و صدق يف التعامل‬ ‫و حب للعطاء كانت قادرة و بكل‬ ‫جدارة عىل تقديم املساعده ألفراد‬ ‫مجتمعها الصغري‪ ،‬و هي أيضا‬ ‫محل ثقة التجار و همزة الوصل‬ ‫بينهم و بني عمالئهم‪ ،‬فهي التي‬ ‫كانت تقوم بتوفري اإلحتياجات‬ ‫التي أوصتها بها جاراتها اللوايت‬ ‫متنعهن ظروفهن من الذهاب‬ ‫للسوق‪ ،‬فهي التي تقوم بتسديد‬


‫أرواح عشناها {‬

‫ليالي‬

‫مريّم بنت يد يد و سعيد ة بنت سعيد‬

‫كم من ذكرى عشناها ما زالت‬ ‫تسكن الشغاف‪ ،‬و تالمس‬ ‫الوجدان‪ ،‬و كم من روح تختبئ‬ ‫يف شغاف القلب و زواياه! تحرضنا‬ ‫عىل ( ترميم ) جنبات هذه الذاكرة‬ ‫الهشة التي أصيبت بالوهن و‬ ‫كادت تنهار‪ ،‬لوال وشائج حب‬ ‫عالقة يف القلوب تأىب أن تفارقها‬ ‫مثل هذه الذكريات الحية‪ ،‬فيا‬ ‫لهذه القلوب التي أرقتها هذه‬ ‫الذكريات‪ .‬و من هذه األرواح مـر ّيـم بنت يـديد الهاميل‬ ‫التي عشتها‪ ،‬شملني عبق طيبها‪ ،‬سعيدة بنت سعيد الهاميل‬ ‫تضمخت طفولتنا نحن أبناء ذلك‬

‫الحي الهادئ القابع عىل ساحل‬ ‫البحر ( فريجنا الغريب ) لسنا‬ ‫وحدنا الصغار هم من عاشوا دفء‬ ‫هذه األرواح و متتعوا بكرمها‪ ،‬و‬ ‫جميل عطائها الصادق و بعفويه‬ ‫نابعه من القلب ال متت للتكلف‬ ‫بـ صلة‪ .‬أرواح إحتوت الجميع‬ ‫( صغارنا و كبارنا ) مدت يديها‬ ‫بكل الحب لكل من حولها‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫اب‬ ‫أحالم الترُ ْ‬ ‫بالذكرى و ِ‬ ‫عُ ْد مبا أ ْب َق َ‬ ‫ِلح‬ ‫يت ِمنْ ذاكر ِة امل ِ‬ ‫أنفاس ال َف َخا ْر‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫يا أم ْ‬ ‫ني‬ ‫ني‬ ‫عُ ْد ِب َو ْج َه ِ‬ ‫رض و َو َطنْ‬ ‫ِأل ٍ‬ ‫َ‬ ‫للقلب‬ ‫وض ِع امليز َان‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وخ ْذ ما ِش َ‬ ‫ئت‬ ‫ِمنْ هذا َّ‬ ‫الش َجنْ‬ ‫***‬ ‫القديم‬ ‫السوق‬ ‫َس ِّي َد‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كيف َت ْرىض‬ ‫وجوهٌ‬ ‫ْأن ُتز َِاح َمني ُ‬ ‫خام و د َُخ ْان ؟‬ ‫ِمنْ ُر ٍ‬ ‫َك َ‬ ‫يف تنساين‬

‫النسيان و األحز ِان‬ ‫َمع‬ ‫ِ‬ ‫َك ْ‬ ‫يف؟!‬ ‫يا أم ْني‬ ‫َلنْ َ‬ ‫أقول اليو َم‬ ‫َمنْ َ‬ ‫أنت‬ ‫ْ‬ ‫الزمان!‬ ‫و َمنْ هذا‬ ‫َري‬ ‫َلنْ ُأ َع ِّري َقد ْ‬ ‫يا أم ْني‬ ‫رُبمَّ ا أنت ك َقلبي‬ ‫َ‬ ‫َت ْع َش ُق‬ ‫الصمت و تمَ ْيض‬ ‫َب ْع َد إِ ْنزَالِ الستا ِئ ْر‬ ‫وا ْن ِهز َِام ال َب ْه َل ْ‬ ‫وان!‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫زوايا في الذاكرة‬ ‫‪22‬‬

‫ِعندما صرِ نا بال َو ْج ٍه! أتتنا‬ ‫َ‬ ‫املايض َو ْجهاً!‬ ‫َت ْر ُس ُم‬ ‫و ِم َن اليوم ا ُمل َق ْر َصنْ‬ ‫سرَ َ َقت ساعا ِتنا!‬ ‫َو ْي َح َ‬ ‫كان‬ ‫الحز َْن‬ ‫َت ْخ ُل ُق األعذا َر و ُ‬ ‫ِل َي ْو ٍم ُم ْن َكسرِ ْ !‬ ‫***‬ ‫يا أم ْني‬ ‫يا أم ْني‬ ‫عُ ْد ُ‬ ‫وخ ْذ ما ِش َ‬ ‫ئت‬ ‫ِمنْ َغيرْ ِ ثمَ َنْ‬ ‫يا أم ْني‬ ‫عُ ْد حنيناً و اشتياقاً‬ ‫املسقوف‬ ‫ِمن خاليا ُسو ِقنا‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫كان ُد َّك ُان أم ْ‬ ‫ني‬ ‫ُ‬ ‫الثالث‬ ‫ِمنْ زوايا ُه يمَ ُ ُّر ال َعا َل ُم‬ ‫ابع و العاشرِ ْ !‬ ‫و ال َّر ُ‬ ‫الناس‬ ‫يمَ ُ ُّر ُ‬ ‫ُ‬ ‫األطفال يأ ُت َ‬ ‫اس‬ ‫ون‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫بأسالك الن َُّح ْ‬ ‫و َي ِب ُيع َ‬ ‫ون ال َّت َع ْب‬ ‫و َي ِب ُيع َ‬ ‫ون قلي ًال‬ ‫ِمنْ َش َقا َقيلول ِة َك ْسلىَ‬ ‫َي ِب ُيع َ‬ ‫ون قلي ًال‬ ‫النخل‬ ‫ِمن ِظاللِ‬ ‫ِ‬ ‫الج ْ‬ ‫ميل!‬ ‫و ال َف ْق ِر َ‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫كان ُد َّك ُان أم ْ‬ ‫ني‬ ‫ِمنْ تجاعيد األساطري ال َقد َمي ْة‬ ‫لب املدين ْة‬ ‫و بقايا ال َب ْح ِر يف َق ِ‬

‫الع ْم ُر عىل أعتا ِب ِه‬ ‫َر َق َد ُ‬ ‫ُ‬ ‫والتواريخ َغ َفت‬ ‫َت ْل ُث ُم األ ْم َس‬ ‫و َت ْشت َُّم َحني َن ْه‬ ‫َ‬ ‫كان عُ نواناً ُخرافياً َجمي ًال‬ ‫َ‬ ‫ِمنْ‬ ‫عناوين املدين ْة‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫كان‬ ‫َ‬ ‫كان‬ ‫َو ْي َح َ‬ ‫كان!‬ ‫لم ال َق َم ْر‬ ‫َت َّح َفت ُح َ‬ ‫َت َّح َفت َم ّوا َلنا ال َب ْح ِر ْي‬ ‫الص َغ ْر‬ ‫و أ ْل َع َ‬ ‫اب ِّ‬ ‫هوف الذا ِكر ْة‬ ‫سرَ ْ َد َبتْنا يف ُك ِ‬ ‫َو ْي َح َ‬ ‫كان‬


‫زوايا في الذاكرة‬

‫د كان أمين‬

‫إىل أمني محمد خوري‬ ‫( أمني الذكرى )‬ ‫َض ِع امليز َان لل َّز َم ِن ال َر َمادي‬ ‫و ِز ْن َصويت و ِظيل و إعتقادي!‬ ‫ني َسهواً‬ ‫َض ِع امليز َان للامض َ‬ ‫و لآلت َ‬ ‫ني َسهواً كالجرا ِد‬

‫‪20‬‬

‫و ُق ْل ‪ :‬ما قيم ُة اآلمالِ ِفينا‬ ‫عىل ميز ِان ُصن َِّاع الكسا ِد ؟!‬

‫{‬

‫سالم أبوجمهور القبيسي‬


‫على قولة الموصف‬

‫( يل مايشل الجدح بيده‪ ،‬ما يروى )‬ ‫و يرضب هاملثل باإلنسان اليل ما‬ ‫يقيض حاجته بنفسه‪ ،‬و ال يهتم‬ ‫مبتابعة أعامله‪ ،‬فتفتقد أعامله‬ ‫للدقة‪ ،‬و يقولون بعد ( لقيت يل‬ ‫يكفيك لكن مالقيت يل يشفيك)‬ ‫فهناك الكثريين مام ميكنهم أن‬ ‫يقوموا لك مبا تريد‪ ،‬و لكنهم‬ ‫ال يؤدون عملك كام ترغب و‬ ‫بالطريقة التي تقنعك‪.‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫شفايا روح‬ ‫‪18‬‬

‫سمبـوق) سحب سـِنّه‬ ‫كـم (‬ ‫ٍ‬ ‫يقولون و يقولون‬ ‫( وآزم )( مـسمـر ) بـليـاها‬ ‫يقولون‪ :‬ماشني عليك بالرب و‬ ‫العباد‪ ،‬أي إننا نعتذر لك بشفاعة األربعني ‪ /‬ريح بحرية وهي من مسميات أهل‬ ‫البحر يف حساباتهم وتسميتهم للمواقيت‪.‬‬ ‫الله و الناس‪ .‬و يقولون بعد‪:‬‬ ‫رشتاها ‪ /‬الرشتا هي الهبوب اللطيفة تقول‬ ‫تدوم الحشمه ألهلها‪ ،‬متمنني الشاعرة عوشه بنت خليفة السويدي‪:‬‬ ‫الفح ترسا‬ ‫ألصدقائهم األحشام أألوفياء هب رشتا ٍ‬ ‫من فيوي ديب نسناسه‬ ‫الذين أكرموهم و عزوهم دوام‬ ‫الحشمة و املعزة‪ .‬و يقولون‪ :‬سمبوق ‪ /‬نوع من سفن السفر‪.‬‬ ‫طالبني السموحة منكم‪ ،‬أي أننا ترسا ‪ /‬عندما ّيصلب الهواء وميلئ الرشاع‬ ‫أي يقوى ويرتس الرشاع‪.‬‬ ‫نطلب منكم أن تسامحونا عىل‬ ‫أخطائنا يف حقكم‪.‬‬ ‫هم هيل مـا أصـرب بلياهم‬ ‫( روشني )يف موسم الح ّـرا‬ ‫جد يمك ند يمك‬ ‫وصدقوا يف قولة جدميك ندميك يعل من عاداهـم فداهـم‬ ‫يــبـتـيل بالـفـقـر والش ّـ ّرا‬ ‫لو اليديد أغناك‬ ‫روشني‪ /‬الروشنه هو جزء يعد يف البيت‬ ‫( األربعـيـن ) مـسـ ّويه رن ّـه‬ ‫ألستجالب الرباد يف الصيف‪.‬‬ ‫مـويها ويطـيب ( رشتاهـا )‬


‫حي إبرد السالمي‬ ‫يل فـ (ال ِه ِدب معقود)‬ ‫أرقـنـي يف مـنامي‬ ‫والـدالـهــيــن رقــود‬ ‫ياحافظ عىل هلنا ل ّوليني ومعانيهم‪.‬‬ ‫ورقـة صـد ق‬

‫ّحـ ٍد يـلو مـا ايي ِلك‬ ‫إيـعيض يف ها ِليك‬ ‫وان مديت إبجليلك‬ ‫أصبح يشكر عليك‬ ‫شعر القديم‬

‫إييلك ( يجيلك ) ‪ /‬تربطك به صلة قرابة‪.‬‬ ‫إيعيض ‪ /‬يعوضك عن سواه‪.‬‬

‫رمبا يصادف املرء من يشعر أنه‬ ‫قريب منه وأقرب من أهله إليه‪،‬‬

‫وأكرث حرصا عليه‪ ،‬بل يعوضه عن‬ ‫أهله كلهم‪ ،‬بحسن أخالقه وصدقه‬ ‫ووفائه وجميل عرشته‪ ،‬إنه إنسان‬ ‫يرى عطائك القليل كثرياً ويذكره‬ ‫دامئا ويتحدث عنه وهو شاكر‬ ‫ممنت‪ ،‬يف حني أنه قليل قد ال يعني‬ ‫شيئا بالنسبه لألشخاص اآلخرين‪،‬‬ ‫لكنه ميثل الكثري بالنسبة لـه‪ .‬فهو‬ ‫يرى ( مدة اليـد ) هي بحد ذاتها‬ ‫ربحه الغايل املزبون‪ ،‬وال يهم‬ ‫حجم أو نوع اليشء الذي مدت‬ ‫به اليد‪ .‬قـله هـم األشخاص‬ ‫الذين يتصفون بهذه الصفة يف‬ ‫زمن أصبحت فيه العالقات تقوم‬ ‫بني الناس عىل املصالح املاديه أو‬ ‫مبدأ ( عطني وبعطيك‪) .‬‬


‫شفايا روح‬ ‫‪16‬‬

‫يل ثـيـاب الـعز يـكسنه‬ ‫وله مقام بالرشف ضايف‬ ‫يـانـيـه قولـك مـعـنـنـه‬ ‫مثل نـسامت الصبا اليف‬ ‫مـحب هوب ناسنه‬ ‫عـن‬ ‫ٍ‬ ‫الجـي يف لـبـة الـخـايف‬ ‫ٍ‬ ‫كيف تـشكيه الهجر منه‬ ‫مانحيده يعطـي الجايف‬ ‫مـن سنـني الصغر هاونه‬ ‫وباخـصنـك زد لـواليف‬ ‫ويل رشاتك عايش فـ جنه‬ ‫ماهـ ّيس حرات وأتاليف‬ ‫لـك مـو ٍد مـخـلـص ٍ كنّه‬ ‫يف خفوقه مرقـدك دايف‬ ‫اتبعه واحرص عـىل فـنه‬ ‫والتـغثرب جـ ّوك الصـايف‬ ‫ليايل‬

‫رد ود السالم‬

‫من املعاين الجميلة التي ( ربينا‬ ‫عليها وهلنا كذلك ) الرقي‬ ‫اإلجتامعي والذوق واللباقة التي‬ ‫كانوا يتعاملون بها فيام بينهم‪.‬‬ ‫مثال عىل ذلك أنهم إذا مروا‬ ‫للسالم عىل أحد معارفهم ومل‬ ‫يجدوه فالبيت قاموا بربط خيط‬ ‫أو وضع شيئا ما عىل الباب! وذلك‬ ‫ليعرف صاحب البيت أن هناك‬ ‫من زاره يف غيابه‪ ،‬وكذلك بأنهم‬ ‫إذا أرسلوا السالم عند أحد من‬ ‫املعارف ( عقدوا هدب أو خيط )‬ ‫أو أرسلو هدية بسيطة و أسموها‬ ‫( ردود السالم ) و يف ذلك يقول‬ ‫الشاعر أحمد بن بليد‪:‬‬


‫نبضة مود ة و صد اها‬

‫( الصوت )‬ ‫ونـ ّــتـي ونـ ّـه عـىل ونـه‬ ‫ون ّـة املجروح فالخايف‬ ‫شـاقـنـي قـولٍ مـعـنـنـه‬ ‫زايك الجـدين لـ رشايف‬ ‫يـعـل مـنـهـو يابه الجنه‬ ‫ماغلط يف بدع لوصايف‬ ‫دوم يود السحب يسجنه‬ ‫قيظ ومشـتا ومصيايف‬ ‫شاعرة من أبوظبي‬

‫( الصدى )‬ ‫مرحبا يام ّرضف الو ّنه‬ ‫ربـع اشـرايف‬ ‫ياسـاللـة ٍ‬ ‫يامظـنة من فقد ظنه‬ ‫ياصديج العمر يالوايف‬


‫شفايا روح‬ ‫‪14‬‬

‫مايهم ويخص حياتهم وأمور‬ ‫أماكن مضيئة‬ ‫معيشتهم وتعبريهم عنها بأبيات‬ ‫( الخوانيج )‬ ‫يقول الشاعر سعيد بن رسور من الشعر‪ ،‬سواء كانت يف حاالت‬ ‫الفرح أو غري ذلك‪ ،‬فاملهم أنهم‬ ‫املزروعي‪:‬‬ ‫قد أرخوا لكثري من األحداث‪ .‬و‬ ‫سـارح بـخيـر ويف عناية‬ ‫وإعتقت من ِورد الخوانيج يف هذه األبيات نجد الشعراء و‬ ‫قد تحدثوا عن أماكن و موارد ماء‬ ‫بالعون ما يف ا ِلورد حايه‬ ‫يا غـري يل يـكتـب تـوافـيج قدمية و معروفة‪.‬‬ ‫( الخوانيج و زعبيل ) منطقتني‬ ‫بريتني من مناطق إمارة ديب‪.‬‬ ‫ويقول شاعر آخر‪:‬‬ ‫الخوانيج ‪ /‬منطقة إشتهرت بكرثة املزارع‬ ‫إنـهـد سـيلـه مـالخـوانيج‬ ‫واملياه العذبة‪ ،‬وبها كثري من املوارد التي كان‬ ‫عـىل املاملح ياد ممشاه‬ ‫يردها البدو يف الشتاء أو أثناء تنقالتهم‪.‬‬ ‫العرص ّ‬ ‫رشف (غاف زعبيل)‬ ‫زعبيل ‪ /‬منطقة تكرث بها أشجار الغاف وهي‬ ‫وإتخرب(البيدار)وش ياه؟ أشجار ذات ظل ظليل‪ ،‬وأوراق الغاف أيضا‬ ‫وكام تعودنا من أهالينا األوليني‬ ‫تطرقهم يف كل املناسبات لكل‬

‫تشكل مادة غذائية لإلنسان وللحيوان‪.‬‬ ‫البيدار ‪ /‬املزارع وخاصة الذي يعمل باالجرة‪.‬‬


‫بشكره ويتابع طريقه‪.‬‬ ‫يقول أحد شعرائنا القدامى‪:‬‬ ‫ملـعـونـه يـاغـنـايت‬ ‫ّحيك عقب مطراش‬ ‫شوقك زين الصفايت‬ ‫عـيونه غطا وفراش‬ ‫يف قـلبـه لـك مـبايت‬ ‫مابه حسـود وواش‬

‫يد املساعدة و املعونة للقريب‬ ‫والبعيد‪ ،‬فإذا أقبل عليهم طارش‬ ‫أو اليف من أي مكان‪ ،‬وجدت‬ ‫الكل يقوم بواجب املساعدة‪،‬‬ ‫واإلستفسار من القادم إن كان‬ ‫بحاجة إىل مساعدة يقدمونها له‬ ‫بحكم انه غريب‪ ،‬فإذا ما أقبل‬ ‫عليهم قالوا له املعونة فريد‪:‬‬ ‫«كفيت املهونة» أو «الله يعينك‬ ‫كلمة و رد غطاها‬ ‫وال يهينك» وهو تقدير من الضيف‬ ‫للشخص الذي عرض عليه املعونة هذي السنه محد يبى حد‬ ‫إلـكـل مـسعاته هبابه‬ ‫بالدعاء له بالعون من الله وأن‬ ‫يكفيه الله ملهونة والتعب‪ ،‬فإن ربع (الحموله ) كم بـيـبـد‬ ‫فـ البيت وإال يف زهـابه‬ ‫كان له حاجة أو اليعرف الطريق‬ ‫ـصـ ِرف وبـي ّـرد‬ ‫يطلب منه أن يدله عىل املكان إن سـار بــ ّي َ‬ ‫دون البلد ع ّـيت ركابه‬ ‫الذي يقصد‪ ،‬أو أن يطلب منه‬ ‫الحموله ‪ /‬حمولة الحطب الذي كان يحرضه‬ ‫أي مساعدة اخرى‪ ،‬أو أنه يكتفي‬ ‫البدوي من الرب ليبيعه ويعتاش بثمنه‪.‬‬


‫شفايا روح‬

‫{‬

‫ليالي‬

‫سلوم و مواييب‬

‫يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫يوم السالم بسالف الوقت سنّه‬ ‫والرد وايب وانت راعي مواييب‬ ‫هذا سالم القـلب ما فيه مـنه‬ ‫و الخطوه اليل سقتها مابها ريب‬

‫‪12‬‬

‫يف موروثنا هناك كثري من األقوال‬ ‫و العادات أو ما يسمى بالسلوم‬ ‫واملواييب‪ ،‬والتي إندثرت ونساها‬ ‫البعض‪ ،‬ولكن البعض ما زال‬ ‫يحافظ عليها‪ ،‬وتستخدم تلك‬ ‫األقوال يف حاالت ومواقف شتى‬

‫تستدعي ذلك‪ ،‬ويف أيامنا هذه ال‬ ‫نسمعها إال نادراً‪ ،‬وإن سمعناها‬ ‫وجدنا من يستخدمها يف غري‬ ‫محلها الصحيح ( و يا يبا يكحلها‬ ‫عامها‪ ) ،‬فيصبح حديث هذا‬ ‫الشخـص مدعـاة لـلسخرية‪.‬‬ ‫بعض من هذه‬ ‫سنقوم بذكر‬ ‫ٍ‬ ‫السلوم واملسميات واملواييب‬ ‫املتعلقه بالعوايد االماراتية ومنها‬ ‫( ملعونة )‬ ‫لقد إعتاد الناس يف مجتمعاتنا‬ ‫العربية عامة‪ ،‬ومجتمع دولة‬ ‫اإلمارات خاصة‪ ،‬عىل تقديم و مد‬


‫ء ‪2010‬‬


‫عين القصيد‬

‫{‬

‫سالم الزمر‬

‫ال يغـرك من رسم فوق الشفاه‬ ‫للهوى دعوة و للباطل صور‬ ‫من يبيع الشعر يف سوق السفاه‬ ‫لو مال الدنيا ِشعر ال ما َشعر‬

‫‪10‬‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫ء ‪2010‬‬


‫لنبد أ‬ ‫لنبدأ‪ ...‬لنبدأ‪ ...‬لنبدأ جميعا بتحية بعضنا البعض ولـ نكرس حاجز البعد‬ ‫و اإلغرتاب بني عقولنا و آرائنا و نتفق جميعا عىل أن السالم و املحبة و‬ ‫التقدير و إحرتام اآلراء هو السبيل أو السبل الكفيلة بتكوين حبل متني‬ ‫من الصداقة و املحبة ال ينقطع أبداً مهام إختلفت اآلراء و األسباب‬ ‫و الثقافات و اإلنتامءات الفكرية‪ .‬ألننا جميعا نك ّون املجتمع و ليس‬ ‫عضوا واحد‪ ،‬و كل منا عضو يف تركيبة هذا املجتمع و ليس عضو فقط‬ ‫بل عضوا فعاال يعمل و ينتج و يضحي قدر إستطاعته حتى يكون لهذا‬ ‫املجتمع رونقا خاصا و بريقا يجذب إليه أنظار املجتمعات االخرى‪.‬‬ ‫و األدب بشتى أنواعه هو رسالة تحمل يف طياتها األخبار و الرتاث‬ ‫و التاريخ لتلك املجتمعات أو البلدان‪ ،‬من شعر و فن و قصص و‬ ‫حكايات‪ ،‬و البيئة تؤثر تأثرياً مبارشاً يف أدب و تراث تلك البلدان‪ ،‬فـ‬ ‫لذلك يجب أن يكون األدب أمانة يف أيدي القامئني عليه‪ ،‬و إعطاؤه‬ ‫الجهد الكامل حتى يخرج بالصورة الجيدة املرجوة منه‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫محمد بن ثايب الرميثي‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء‬


‫‪« 79‬صباحات ترشين» لـ لطيفة الحاج‬ ‫‪« 81‬قلب دافئ مثل قلبي» لـ فاطمة املزروعي‬ ‫‪« 95‬رحلة الغوص» لـ عبد الله خليفة الغفيل‬ ‫‪ 99‬عوشة بنت خليفة يف «عىل منوال»‬

‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫‪« 63‬سلطان الزمان» لـ العرصي بن كراز املهريي‬ ‫‪« 65‬ظبية اليده» لـ أحمد بن ظاهر املهريي‬ ‫‪« 67‬هناك خلف األفق» لـ خالد البدور‬ ‫‪« 69‬يا حرسيت» لـ عتيج بن خلفون القبييس‬ ‫‪« 71‬مشاعر» لـ عبري البنفسج‬ ‫‪« 73‬تذكرين» لـ سلمى الهاشمي‬ ‫‪« 75‬العمر» لـ منصور بن محمد املهريي‬ ‫‪« 77‬وشوشة» لـ عذبة‬


‫‪ 39‬حامد الخاطري يف «عذوبة ال تنضب»‬ ‫‪« 47‬يف إنتظار تريزا» لـ سامل أبوجمهور القبييس‬ ‫‪« 49‬مري عىل الجرح ياسمراء أغنية» لـ محمد بن أحمد بن طوق‬ ‫‪« 51‬الوادي املهجور» لـ عوض بن حاسوم الدرميك‬ ‫‪« 55‬عينّ خري» لـ الجازية‬ ‫‪« 57‬حي الهبوب بايت يلوف» لـ أحمد بن فاضل املزروعي‬ ‫‪« 59‬ساق الريح» لـ سعيد الشحي‬ ‫‪« 61‬يا طري ياليل» لـ قامش العميمي‬ ‫مجلة روح · العدد األول · شتاء ‪2010‬‬


‫في هذا العد د‬

‫‪« 9‬لنبد أ» لـ محمد بن ثايب الرميثي‬ ‫‪ 11‬سامل الزمر يف «عني القصيد»‬ ‫‪ 13‬ليايل يف «شفايا روح»‬ ‫‪ 24‬سامل أبوجمهور القبييس يف «زوايا يف الذاكرة»‬ ‫‪ 25‬ليايل يف «أرواح عشناها»‬ ‫‪ 29‬أحمد بن سلطان بن سل ّيم يف «خطوط»‬ ‫‪ 35‬يارس حارب يف « ِبروح»‬ ‫‪ 37‬أنغام الخلود يف «هُ م»‬


‫ال تتهم طموحايت بالخيالية‪ ،‬لعل فضاؤك هو الذي ال يتسع ألحالمي‪.‬‬

‫للتواصل‬

‫‪rohezine@gmail.com‬‬


‫‪.‬‬

‫فاطمة الهاشمي‬ ‫التحرير‬ ‫عفراء الهاشمي‬

‫التصميم عفراء الهاشمي‬



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.