.
إىل لقاء آخر
ء 2010
رونق شباب و طرف ما شاب غيثه هميل بجود هايض
يـبــات فــيـه البـرق لـعـاب و إتــم انـــواره لــوايض
يـفـرح بـنـ ّوه قـلـب ألحباب يالـيل لواحـظهم موايض أسامي
102
مجلة روح · العدد األول · شتاء
يـبـطي عـليـهم يود سكاب و يكيس الحيا ذيج االرايض
دار الكـرامه و ناسن أنجاب إلـلـي بـالهـم مـا نـعـايض
و لـو بـعـدوا يـبقون قراب نـدرأ لـهـم دوم و نحـايض
يل يلتقون الضيف عالباب تـرحـابـهم حارض و مايض
سـالم عـد مـا غاب إلـهـم ٍ نـجـم بسام الدنيا و يايض محمد بن خليفة المهيري
لـي خـاطـ ٍر يف قـربـكم طـاب و هاك الوزا قد صار مايض
عقب التعب ريحت األعصاب و أصـبحـت يف دنيـاك رايض
هـلت مـزون الـحـب سـحـاب و الشوق يل بالقلب هـايض سراب الشارجة
100
يا الله بـنو ٍ فـيه سـحـاب و تـتزافن بـروقه لوايض
بليـل لطيـف و جو خالب ٍ و منـادمة كيف و ترايض
يـنهل ودقـه وبـل سـكاب و تصبح مغـانـينا ريايض
تسمن بها الهزال و تنساب غـدرانـهـا أنهـا ٍر فـيـايض
و يبش فيها قلب ألحباب وهم الخفوق يصري مايض ليالي
على منوال {
عوشة بنت خليفة
سحـاب عىس أوطنـك يسقيـه ّ مـركـوم و مـزونـه اغـالضــي
ينقـاد مـ املـغـرب لــه احـيـاب و يــبـــات بــ ّراقـــه لــواضـــي
وسمي و تزهـر فيـه العشـاب و ا ّتـــــم وديــانـــه ريـــاضـــي عوشة بنت خليفة
98
ء 2010
رحلة الغوص 96
الكبرية دون حسد منهم أو حقد .يخرجون عنه فطرة الصيام و كأنه و إذا مرض أحدهم فوق سفينة فرد من االرسة ،و هذا أنبل معاين من سفن الغوص ترى رجال الوفاء الذي يتحىل به الغوص. السفن األخرى املجاورة يأتون عبدالله خليفة الغفلي و يعودون املريض و يدعون له بالشفاء العاجل و يقومون و يرفعون من معنوياته و إذا كان الفالح يحب أرضه و يعتز بها ألنها مصدر من مصادر الرزق و الحياة فإن الغواص ينظر إىل ( الهريات ) أي مغاصات اللؤلؤ و كأنها فرد من أفراد أرسته و يدفع ( فطرة الصيام ) عن هريات معينة .و قد تشرتك مجموعة من البحارة يختصون ( بـ هري ) معني و
مجلة روح · العدد األول · شتاء
ما يحتاجونه من معدات و لوازم كالحبال و غريها .أما بحارة عجامن و الشارقة فكانوا أيضا يتجهون إىل ديب ليتزودوا مبا يحتاجونه حيث ينتقلون إليها براً ،و عندما يحني موسم الغوص تنطلق كل هذه السفن مع رجالها األشداء إىل مغاصات اللؤلؤ ( الهريات ) لتلتقي هناك مع أبناء أبوظبي مشكلني بذلك مسرية إتحادية خالدة .و قد إلتقى أجدادنا يف اإلمارات مع أبناء الخليج يف الغوص تجمعهم وحدة املجتمع اإلنساين و تربطهم روابط األخوة و املحبة ،و مجتمع الغوص ميثل وحدة إجتامعية يتواجد فيه روح التكامل و التكافل و التضامن
و التداخل و التجانس ،و هم يعيشون ضمن قيم و عادات و تقاليد واحدة .كان الفرد منهم يعمل من أجل إسعاد الجامعة والجامعة كلها تعمل من أجل راحة الفرد ،و إذا كان أهل الرب يصلون بعضهم بعضا ،فأبناء البحر يتبادلون الزيارات فيام بينهم إذ هم ينتقلون من سفينة ألخرى ،فإذا وفق الله إحدى سفن الغوص و هداها إىل دانة كبرية و هي أكرب أنواع الاللئ فإن ربان هذه السفينه ( النوخذا ) يقيم وليمة كبرية ُتغنى فيها األغاين و تقام األفراح و يدعى إليها البحارة يف السفن األخرى املجاورة فيأتون و يفرحون لفرحهم بهذه الدانة
رحلة الغوص
94
إعداد عبدالله خليفة الغفلي عن دراسة لجمعية إحياء التراث الشعبي
هنا ستجدون رأيا خاصاً بإبن الصحراء يف البحر ،فبجانب صحرائه املرتامية األطراف ،نجده قد هاله منظر البحر ألول مرة ولكنه قرر أن يتحداه و يغوص يف أعامقه و يستخرج كنوزه و خرياته مهام كلفه ذلك من مخاطر و أهوال... نعم لقد قرر أن يركب البحر بإردة ال تعرف الرتدد و عزم ال يلني ...إن صيد اللؤلؤ و تجارته كانا يشكالن مصدر الرزق األول إلبناء هذه املنطقة ،فقد كان الدخل السنوي من صيد اللؤلؤ يقدر يف ذلك
الوقت بأكرث من عرشين مليون روبيه ...و كان يخرج لصيد هذه الكنوز البحريه أكرث من عرشين ألف إنسان ،و عىل منت أكرث من ألفني سفينة ...إنه جيش بحري كبري جنوده كلهم فدائيون من الطراز األول ال يهابون املوت و ال املخاطر ...و كانت سفن الغوص تخرج من إمارة رأس الخيمة و أم القيوين و الفجرية و ترسو يف ميناء ديب و هي يف طريقها إىل مغاصات اللؤلؤ ،و هناك يف ديب كانوا يتزودون باملؤنه إىل جانب
إىل جسدي ،وأعود فأنظر إىل الساعة ،إنني ال أزال حية ،الحمد لله ،يبدو أن حيايت مل تنتهي.. 27يونيو (الساعة الواحدة فجرا) سيارات الرشطة واإلسعاف تحوط منزيل ،وتحمل جثة الخادمة، أتذكر كيف دخلت إىل غرفتها بعد أن استيقظت من هلوستي ألجدها ميتة وغارقة يف الدماء، كانت ممدة يف رسيرها ،وشعرها األسود يلتف حول عنقها ،وجهها شاحب ،بارد ،ويبدو متأملا ،لقد نزفت كثريا ،بركة الدماء القانية بجوارها تؤكد هذا اليشء ،قمت باالتصال بالرشطة وأبلغتهم باألمر ،إنهم يحملونها ويتأكدون
من البصامت ،املجرم لقد رسق نقودها ،ومل ينتبه إ ّيل ،وإال لكنت يف عداد املوىت ،من الغريب أنني كنت أنتظر املوت يف غرفتي ،بينام كان يزحف إليها ويستويل عىل جسدها املراهق ،هزتني رعشة باردة ووقفت أتأمل املنظر ،ثم انرصفت إىل الخارج ،حتى انتهى رجال الرشطة من عملهم وعدت إىل حديقتي أتأمل النباتات الصغرية التي بدت يف النمو.. فاطمة المزروعي
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
قلب د افئ مثل قلبي 92
27يونيو (الساعة الثانية عرشة بعد منتصف الليل) الساعة اللعينة تدق وبقوة غريبة ،أشعر بدقاتها يف رأيس ،لقد بدأ الثقل يف لساين ،وبرودة غريبة يف أطرايف، ودوار لعني يلفني يف قوة ،األرض متيد يب ،البد أنه املوت ،لقد بدأ بالفعل ينزع روحي ،فتغادر هذه الروح يف سالم.. ُ ظللت فرتة وأنا عىل هذه الحالة، ثم فجأة فتحت عيناي عىل جلبة ورصخة قوية ،ثم ما لبثت أن خفتت ،ماذا حدث؟ هل انتقلت إىل عامل آخر ،وهذا عامل املوىت، وهم يرصخون من األمل ،السواد يلف عاملي ،ال ال إنها الغرفة، تعود معاملها إيل تدريجيا ،فأنظر
واألخري ،وسوف نكون معا ،سوف نتشارك رحلة املوت معا ..ال أحد، صوت الخادمة يأيت إيل ،ويقلقني، يجعلني أفتح عيناي ،إنها تتعمد أن تفعل هذا ،تريد أن تقيض عيل، حتى أموت قبل ميعادي ،وتأخذ كل ممتلكايت ،الحقرية ،البد أن أسجنها ،وأكتب عنها يف الجرائد، وأمنع هؤالء الخدم أن يحرضوا إىل بالدنا.. 26يونيو (الساعة الحادية عرشة وخمسة وخمسني دقيقة) َدقائق قليلة وسوف تدق الساعة الكبرية التي يف الصالة معلنة يوم جديد، سوف تنتهي حيايت عند هذه اللحظة ،كيف سيأيت املوت إيل؟
هل سوف تتوقف نبضات قلبي؟ أم سوف ميسك بدماغي ويخرج أحشائه يف منظر مقزز؟ فليأيت ُ تعبت ،منذ شهر وأنا هيا ،لقد انتظره بفارغ الصرب ،فليأيت حتى ينهي حيايت ،السأم قد بدأ يدب يف أعامقي ،جهزت رسيريُ ، رتبت ُ ارتديت أجمل مالبيس، فرايش، ُ سكبت بعض مشطت شعري، العطر عىل صدري ،تلك الرائحة ُ وضعت الشموع التي أعشقها، بجواري وأشعلتها ،حتى أرى توهج النار وانبعاث دخانها أمامي، أعجبني هذا الطقس الذي أقوم به ،لقد خفف إحساس الخوف الذي كان قد وصل إىل الذروة يف أعامقي..
قلب د افئ مثل قلبي 90
هذه ..أغمض عيناي ،أغمضهام جيدا ،ال أريد أن أرى هذه البقع الفضية املعلقة بالسواد ،حتى ال يظل عقيل مشغوال بها ،ال أريد أن أحلم ،أو أرى كوابيس ليلية، أريد لذهني أن يكون صافيا، حتى يكون استقبايل للموت سهال وبسيطا ،ال أريد أن أعقد نفيس كثريا بهذه التفاتات التي ال تنتهي، ولن تنتهي أبدا.. تنساب األلوان بنعومة ،كقوس قزح ،أملسها بأناميل ،فأشعر بلزوجة األلوان عىل أصابعي، فأطلق ضحكة طفولية مثرية، تذكرين بأيام الصبا ،وعشقي لأللوان ،وقوس قزح أن يحملني بعيدا إىل السامء ،وليس إىل املوت..
اليوم يسود تفكري كبري يف مخيلتي حتى يكاد أن يستويل عليه ،ما هو شعوري لحظة املوت؟ هل سأشعر بتلك الربودة الغريبة التي شعرت بها أثناء موت أمي؟ لقد كانت باردة كالثلج وهي تسقط عىل صدري ،مل تتحدث ومل تنطق ببنت شفة ،لقد فتحت عينيها ورفعت أصابعها ونطقت الشهادتني ،كنت وقتها معها ولكن أنا من سيكون معي؟ ال أريد أن أشعر بالوحدة، أريد أن يكون أحد معي ،أي أحد، ال أريد املوت وحيدة ،ويف القرب وحيدة ،أريدهم كلهم بجواري أيب وأمي وإخويت وزوجي وحتى ابنتي امليتة ،أخرجوهم جميعا، ولنحتفل بعيد ميالدي األربعيني
أخرى ،هل سوف يرتكني املوت أرحل دون أن يؤذيني؟ ال ال أتوقع ،إذا أىت املوت إيل ال أتوقع أن يستطيع مخلوق ما مساعديت ،نباتايت املسكينة بدت تستعيد قواها ،لقد رأيتها يف هذا الصباح ،بدأت يف النمو من جديد، وهناك عود أخرض صغري ،بدأ يزهر ويكرب وعام قريب ،سوف تتغري الحديقة بأكملها وتكرب ،بعد أن أغادر هذه الدنيا ،لن يحزن أحد عىل مويت سواها ،ألنها لن تجد قلبا دافئا يف هذه الحياة مثل قلبي. 26يونيو أشعر ببرصي بدأ يضعف، والوهن يدب تدريجيا يف عظامي،
أشعر بها هشة ،سوف تتحطم تلقائيا دون أن أحمل شيئا ،حتى مجرد النهوض من الرسير ،أصبح شيئا كبريا ،ويتعبني ،ال أتذكر أنني فكرت يوما يف االنتحار ،لست من الذين يفكرون بإنهاء حياتهم برسعة ،صحيح أنني مررت بظروف قاسية جدا ،ولكنني مل أفكر يوما أن أنهي حيايت بهذه البساطة ،ألنني أعلم بأن لكل أجل كتاب ،وأن اإلنسان ال ينهي روحه بيده ،والروح بيد خالقها، ما أجمل هذه الفلسفة التي عىل لساين البد أن سقراط سوف يغار مني ،حينام يسمع كالمي، ولغوي وهذياين املستمر قبل ساعات من رحلة املوت البطيئة
قلب د افئ مثل قلبي 88
أتقياء وينصحون الناس بالتقوى والخري ،البد أنني يف حيايت رأيت الكثري وسمعت أمورا كثرية ومحزنة ،ولكن مل أهتم بالتفاصيل الدقيقة ،إنهم لن يهتمون يب ،وال أتوقع منهم أحدا يحرض جنازيت، وإذا حرضوا سوف يتظاهرون بالبكاء عيل ،والحزن لفقدي ألنني كنت معهم جارة محرتمة وطيبة، تتعامل بأسلوب راق.. الساعات األخرية تقرتب ،لقد بقي يوم ونصف ،ست وثالثون ساعة، تسعون دقيقة ،واملوت يقرتب ويدنو مني ،أتذكر نبوءة الطبيب، لقد أخربين بأنني سأموت يف هذه الساعة ،ويف هذا املكان ،ماذا إذا غريت مكاين ،وسافرت إىل مدينة
أعرف هؤالء اآلسيويات الخبيثات، رغم رائحتهن املعفنة ،وذلك الزيت البغيض الذي يضعنه عىل شعورهن إال أنهن لهن أساليبهن يف اقتناص الرجال... أشعر برأيس مزدحم بالكثري من األفكار الغريبة اليوم ،أتوقع أن هذه هلوسة املوت التي تأيت قبل استسالم الروح ورحيلها إىل بارئها.. ليلة البارحة رأيت ذلك الشاب الوسيم الذي دخل إىل منزل الجريان خلسة من الباب الخلفي، وقد اقتادته الخادمة يف رسعة وأدخلته غرفة البنت الكبرية، دون أن يشعر أحد بذلك ،آه هذا املنزل الذي يقولون أن أفراده
قلب د افئ مثل قلبي 86
رغم إنني اقرتحت كثريا عىل البلدية أن تسعى بتأسيس جمعية الرفق بالنبات ،ومل يهتم أحد بطلبي، لقد طردوين من املكتب واتهموين بالجنون ..يخرج رأسه ،إنه يخرج ويناضل حتى يضل حيا ،سوف يعيش ،أنا متأكدة ،صحيح أن األطباء أكدوا بأنه ضعيف البنية، وهناك الكثري من العيوب الخلقية يف جسده ،ولكنه سوف يعيش، ووالده هناك خلف الزجاج، يرمقه بنظرة حنان مبهمة ،ويداه تحيطان كتفي كاملعتاد ،مل يحتمل جسده املسكني ،يومان ثم لفظ أنفاسه عىل صدري ،ومل نحتمل العيش معا ،ومل أحتمل مجرد فقدانه ،لقد كنت أحمله عىل
صدري ،وألقمه ثدي ،وأشعر بلذة غريبة ،يف لحظة شعرت بالحياة تدب يف عروقه ،ورأيت يف عينيه نظرة والده املبهمة ،وظننت بأن قوة والده قد حلت يف جسده، ومتنيت معجزة أن تحدث وأال أفقده.. ولكنني فقدتهام معا ،لقد خرج مرسعا وغاضبا ومل ينتبه للسيارة التي اعرتضت طريقه بغتة، خرستهام مرة واحدة ،يعود ذهني لألعشاب ،لقد بدأت أنظف من تحتهام ،وهذه الخادمة املتلصصة ال أتوقع أنها تهتم لصحتي ،أنها تحاول اقتناص الفرصة حتى أموت وتأخذ ممتلكايت لها ،وتفر هي وحبيبها وتسافر وتتزوج،
بالتقرب إىل الله ،وسوف أفعل ذلك بالتأكيد ،هاهو الطبيب قادم، البد وأن الخادمة امللعونة ظنت بأنني قد مت ،البد وأنها تتأمل املجوهرات يوميا ،ومتني نفسها بالحصول عليها ،نظرت للطبيب بعينني فاغرتني ،وهو مييل عيل نصائحه ،البد وأن تهتمني بصحتك يا مدام ،فأنت لست يف عمر الشباب حتى تتناولني األطعمة اململوئة بالسكر ،وأنصحك بامليش والرتفيه عن نفسك ،مل أعد أهتم بكالم األطباء ،إنني كثريا ما أسمعه من أذن ،وأخرجه من األذن األخرى.. 25يونيو الوقت يقرتب برسعة،
والساعات األخرية تعلن عن بداية ظهورها تدريجيا ،كم تبقى يل، مثانية وأربعون دقيقة 120 ،ثانية، يومان فقط ،وحيايت تنتهي ،هل سوف تنتهي بهذه البساطة؟ إنني مل أعد كفني بعد ،هل أجعلها جنازة يتحدث عنها الجميع وتكتب عنها الصحافة ويسجلها التلفاز وتتحدث عنها جميع املحطات يف العامل ،ورمبا حرضها الوزراء والسفراء والقناصل من العامل .مل أهتم بهذه التفاصيل الدقيقة ،سوف يهتم بها محامي، سوف أذهب حاال ألغري هذه األعشاب الذابلة حتى ال يتحدث أحد من الجريان ويتهمني بأنني عجوز مهملة ،ال أراعي األشجار،
ساعة الحائط العمالقة معلنة بداية يوم السابع والعرشين من يونيو..
قلب د افئ مثل قلبي 84
24يونيو إنني أمتىش أمام البحر، وأزاول هوايتي التي أحبها ،هواية امليش ،ال ريب أن العامل كبري، وأكرب من هذا الشاطئ الذي اعتدت عىل زيارته منذ طفولتي، لقد مضت حيايت األربعني برسعة، فلم أحس بطعم الحياة ،تذكرت الزهور الذابلة يف حديقة منزيل، البد أن أعتني بها حتى ال أفقدها، بصدق أنا ال أريد أن أفقدها اآلن، أعلم أنه لن يعتني بها أحد بعد ماميت ،حتى خادمتي املراهقة، ألنها سوف تنشغل بحبيبها
اآلسيوي ذو العيون املرقطة ،ولن تبال بحشائيش الخرضاء العزيزة إىل نفيس.. لوهلة أشعر بذاكريت تقتحمني بغتة ،وتداهمني دون أن ترتك يل مجاال للتفكري ،أتذكر يده الحانية وهي تحيط كتفي بحنان مبهم.. كان يهمس يف أذين بأنه يحبني، ويعشق جنوين ،وال تزال عيناه السوداوان ،والحب الغامض بينهام يثرياين ويجعلني ال أستطيع نسيانهام مبنتهى البساطة.. 24يونيو (الساعة السابعة مساء) مل أعد أستطيع االحتامل ،هذا املرض يقتلني ،أعلم أن األعامر بيدي الله ،وكثريون نصحوين
باملوضوع ،ال أريد االهتامم بهذه املواضيع التافهة ،أو أجعلها تؤثر عىل أيامي األخرية ،البد يل من أقيم لنفيس حفلة كبرية حتى ال أشعر بأمل املوت ،وأكون مستعدة له.. مل يتبق الكثري ،األيام تقرتب، بقيت أياما معدودات ،يف السابع والعرشين من يونيو ،ويف منتصف الليل ،سوف تغادر روحي إىل السامء.. هذا ما قاله الطبيب يل ،وهو يفحصني ،ويضع السامعة عىل قلبي الضعيف.. 23يونيو األيام متر برسعة ،عندما كنت ال أزال صغريةُ ، كنت أعد
األيام عىل أصابع يدي وأمتنى أن متر برسعة حتى أكرب ،ويكون يل جسد متناسق كالبنات الكبريات يف حارتنا ،ونهدين جميلني وصديق أكتب له رسائل الغرام وأبادله النظرات وأنا يف الحافلة.. وكانت أمنيتي الوحيدة أن أموت وأنا يف سن األربعني ،وكنت كثريا ما أحدث نفيس بأن األيام طويلة وأن سن األربعني لن يأيت بهذه الرسعة وأن أمامي وقتا طويال حتى يأيت هذا اليوم ...كيف سوف أستقبل هذا اليوم املرعب؟ إنني أكاد أموت من فرط الخوف ،ال ريب أن إحسايس سوف يكون كبريا ومملوءا بالحزن واأللوان القامتة التي سوف تحيط يب ،حينام تدق
قلب د افئ مثل قلبي 82
أن عائالت هذا الحي الراقي كلهم يعرفوين ،أتذكر تلك املأدبات الضخمة التي ُ كنت أقيمها يف منزيل وكانوا يحرضون إليها باستمرار، ُ كنت أرى السعادة يف عيونهم، إنهم يأتون حتى يتسلون يف منزل أرملة سوف تدخل عاملها األربعيني عام قريب ،ولكنهم يف اآلونة األخرية بدأوا يبتعدون عني ،هل حقا وصلت إىل مسامعهم أخبار مريض؟ رمبا ،لكن من أخربهم ،رمبا جاري اللعني الرثثار ،ذلك العجوز ذو الرائحة املتعفنة ،إنه مل يغسل أسنانه من فرتة طويلة ،منذ بدأ داء الروماتيزم يهجم بقوة غري طبيعية عىل جسده ،أكاد أجزم أن زوجته البدينة لها دخل كبري
من الغباء ،والبد أنها يف مرحلتها هذه ،متارس طقوس املراهقة يف غرفتي وبأدوات زينتي ،إنني ال أحتاج هذه األدوات اآلن ،وال غدا وال حتى يف املستقبل القريب أو البعيد ،أعلم أن املوت سوف يأيت قريبا ،وانه أقرب إىل روحي من أي يشء.. أنهض من مكاين ،أنظر بإمعان وافتخار إىل منزيل ،لقد أعددته مع زوجي بكل عناية ،وقمت برتتيب الحديقة ،وزرع الورد الحمراء يف أماكن مختلفة ،والكرايس الخشبية املصنوعة من الخيزران، إنها مكانها رغم ميض وقت طويل عليها ،سوف يزحف املوت إليها، سوف يهدد كل البرش عىل سطح
هذه األرض ،تعود إ َيل ذكرى املوت ،باردة ،تصب يف أذين ،فال أحتمل وقعها .إنها تنغص ع ّ يل ُ علمت بهذا املرض اللعني، منذ بعض األعشاب يف زاوية املنزل تبدو ذابلة ،وقد دب الوهن يف عروقها ،بالفعل لقد أهملت هذه الحديقة يف اآلونة األخرية ومل أعد أهتم بها كعهدي يف السابق.. 22يونيو بعد أيام قليلة سوف أدخل عامي األربعني ،أعرف عوارض هذه السن ،لقد انقطعت عني الدورة الشهرية ،وبدأت أدخل عامل اليأس ،حيث ال أبناء وال زوج ،وال حبيب يقنعني بأنني امرأة صالحة ،وأم مثالية،
قلب د افئ مثل قلبي
80
20يونيو حل فصل الصيف، الجو ال يطاق ،كم أكره حرارة الصيف ،وشمسه الحارقة ،وهي تحرق برشيت املسكينة ،وجسدي املسكني ،آه ،إنه دوما يزأر كلام حل هذا الصيف امللعون ،شعرت ببعض الراحة النفسية التي بدت تترسب عرب ثقوب قلبي ،لن أقيض إجازيت الصيفية يف املزرعة، املدينة جميلة ،والبيوت متقاربة، وألوانها املختلفة تعجبني ،بل تثريين ،وأنا جالسة هنا يف بيتي الصيفي وأمام حديقتي املفضلة،
فاطمة المزروعي
أنظر إىل السامء واألشجار ،ولكن ليس بنفس النظرة املتفائلة واملحبة للحياة ،إنها نظرة امرأة شارفت عىل املوت والرحيل من هذا العامل.. 21يونيو الخادمة تنظف غرفتي ،أسمع صوت أقدامها وهي تفتح أدراج خزانتي ،ورمبا تعبث مبجوهرايت وترتدي مالبيس لتنظر إىل نفسها يف املرآة ،إنها فتاة آسيوية ذات مالمح صغرية، وجسد ضئيل وعينان فيهام الكثري
ء 2010
78
صباحات تشرين لقد سمعت “طاغور” يتحدث للطبيعة يف أغانيه، باألمس كانوا يصلون االستسقاء ،ورحت أجمع أغنيايت أبحث عن حوار بيني وبني الطبيعة، يصلون من أجل املطر، فوجدت فيك طبيعتي، وأنا كنت أصيل معهم بقلبي، ولك كانت جميع أغنيايت. فحني متطر السامء، للصباح رائحة عذبة، ميطر عقيل بالكثري منك. هكذا هي كل صباحات ترشين، لهذا أحب الشتاء، دافئة كعينيك، و األشهر القليلة التي تسبقه، بهيجة كضحكتك، األشجار تتهيأ، وزقزقات الطيور تكون أكرث فرحا ،وحبيبة إىل قلبي ككلامتك حني تحيك يل وحدي. وقلبي ينبت له جناحان، لطيفة الحاج وفيه يسكن طائر ملون.
مجلة روح · العدد األول · شتاء
وت ُرتكني بال قي ٍد ُ وحي فأشتاق القيو َد أل ّنـها من ِ إدما ِنك.. أنتَ .. أنا َ وأنت أنا! ُأ َ ناديكَ ..فألقاين جيب ندا َء َك األجمل.. ُأ ُ ُ أخافُ ..تعي ُقـني الحرية و ُ ترحل أنت.. وأبقى اليو َم ال أرحل.. ب ِه خويف ب ِه ضعفي أنا األكمـل.. أراك اليو َم قد خارت ِقوى األحالم يف ع ْين ْيك ِ َ ُ و غابت يف مآسيك حامئمِ نا،
ْ رح اآليت يج ُ ويأ ٌس ْ عىل َك ّفي ْـك.. ُ مازلت.. و أر َ اك جنو َين األعقل! ُأخر ِب ُش يف دفا ِت ِر َ قلبـك األنقى ُ مازلت.. و الص ِرب أراين طفل ًة أ ْعيـَت برو َد ّ يف ُبركا ِنـك األبقى! و ت ْبت َِس ُـم.. صباح َ ـلج يا َب َردي ٌ فاق وج َه ال ّث ِ ـمس ٌ صباح ِب ْد ُؤه هَ ٌ و أفـواهٌ عصاف ٌري تغ ّر ُد ُحـ ّب َ ـك األ َبـدي
عذبة
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
وشوشة اجـي ٌ صباح مز ٌّ ُم ٌ ختـلف كثرياً عن بقية الصباحات.. ُف ٌ نجان من الغيم و باقة مطر.. لقلوبكم النقية..
العظيم ُأح ّب ُه غ ُّيك.. الكون ُبك ّل مبادئ ِ ِ
ولست اآلن يف ف َلكك ..وال م ُ ُ لـكك
َ مآقيك أحاديثاً ُتغنّيها ُ تقول بأ ّنـني وحدي أنا األجدر.. أنا األوىل أنا األكرث! أنا من أ ْوصـ َد األبواب أح ُّب َ ـك َخل َفـها األبواب وأم ُل ُ ـك من دقا ِئقـِ َك وال أرتاب!..
منكِ يؤ ّزنـي ُشو ُقـك وأغفو بني أجفا ِنك ُ حب ال ُبـعد َ أ ُّ وأحيا يف حدائ ِق َك و ليس لغري ِه َفـ ُّيك رياض وجدا ِنك وبني ِ ُ ليأخذين.. َ وروحك ( قل ُبها ) روحي أىس.. ُأريد ً روحك أجدك و روحي ( قلبها ) ُ ُ الح َ زن يخ ِن ُقنـي فال ُ ريد أ ُ ُ ّ أنا بالحارض العذب الحزين أرى وأسك ُن كل أركا ِنك.. ِ ِ تق ّي ُدين فتخ ِن ُقـني 76
ء 2010
العمر
لكل لونه و تعبريه ،و أنت الصفحة الوحيدة العمر صفحات عديده ٍ ٍ التي برزت يف العمر املايض ،و تأثريها باقي حتى العمر القادم ،و كم حاولت متزيقها من سجل ذكريايت ،و لكن ال إستطاعة ،إلنها صفحتي العزيزة التي بغريها سيبقى كتاب العمر بال لون أو مضمون ،لذا مل يبقى إال تصويرها بانوراما خيالية ُترسم و هي يف الواقع بعيدة جداً، حيث لراسمها حرية التعبري عن تشكيل ما يريد منها مع إضافة أو حذف بعض األشياء الرضورية التي لوالها ملا وصلنا إىل كل هذا ،فال تهتم بهذه الكلامت املبعرثة فهي خيالية إىل أقىص الحدود. منصور بن محمد المهيري
74
مجلة روح · العدد األول · شتاء
إ ّنك بنيتي له وطن و إ ّنك زرعتي له زهر إ ّنك جمعتي له سحاب . . و إ ّنك دعيتي باملطر . . بس ما فطن! قام و أهدى لك غيـاب . . و تذكرين هذا القهر تذكرين؟ كيف كنتي تحلمني؟ أو «كيف كنتي؟» منهو إنتي؟ ما عرفتك . . شدّين صوبك :حنني شدّين صوبك :حنني شدّين صوبك :حنني سلمى الهاشمي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
تذكرين
تذكرين؟ يوم كنتي تحلمني؟ . . تحضني بيدّك فضـا و تزرع آمالك ورود . . تحلمني إ ّنه يعود . . يقهر الهجر اللعني . .؟
72
تذكرين؟ يوم كانوا السحب بيض . . و الدموع السود . .ما كانت تفيض كانت الدنيا «نقـا» و كانت أحالمك «لقـا ». . حيل ُكنتي تؤمننيّ :إن الشقـَا . . تكفري عن فعل(ن) بغيض . . منّك بدر بس القهر ،و اليل يغيض . . ّ
أبـا جـرحـي اذا يـسمـح يـلمه شفا حالـي ومـن دونـه مـر ّي ّـض
جرى حبه مع الشـريـان دمـه أبا وصـلـه وهـجـرانـه غـم ّيـض
محبي فـالهوى مـا خـان ذمه و ال له حـد يف الـدنـيا يـع ّيـض
يراعيـنـي كـام املمـلوك عمه و أنا عـ الـعهد لـه دايم حف ّيظ عبير البنفسج مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
مشاعر
أنا ليمن خذاين الشـوق ميـه مشاعر حسيّ املرهف ته ّيض
مشاعر تختلج فالجوف جمه و عبـراتـي مـن عيـونـي تـفي ّـض
و لـو يـدري الغـال عندي وك ّمه و ال بـه فـالـمال عـنـدي يـع ّيض
اذا شفتـه فـرح قـلبي يعـمـه معاه القلب عن غـيـره يـ ّريـض 70
ّ عـلقـت بأمـالها يا ويـح نـفس ٍ تبدي لهم ذيل مع إستضعايف و القلب مني رغم كرث صدودهم للـود مـنـهم و الـلقا مشغايف و قصة هواهم يل قض ّيه معقده مـغـلـفـه بـاسـرارها تـغـاليف ربـي عـليـم بصدقـها و بـكذبها و هو الـذي لـه باألمور أعرايف و الرشح لو ط ّول ترى ماله مدى و الظـن يـاتـي شـرحها بالوايف حيث ان مايب قد تس ّبب يل بخلل من سـبة الـيل يـعلمون الخايف عتيج بن خلفون القبيسي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
يا حسرتي كـني بـهـم ال يـعـلمـون الخايف ّ سـاقـوا يل البغضا بكل ارسايف كـني بـهـم أغراب عنـي عندما ّ القـيـتـهـم مـا كـنـهّـم أواليف الصب الذي عزوا سالم الله عىل ّ أمىض سنـيـنـه للـوداد الـصايف و تنكروا للصوت ملا بـأسـمهم نادى بعذب الصوت والتلطايف وتجاهلوا نظرت عيني وأنكروا دمعي الـذي يف شفهم مذرايف و أنا الذي يف ودهم ياحرسيت عك ْر شـرايب عـقب ماهو صايف 68
متى سيعو ُد النها ُر نس ِك َب الـ ُام ل َي َ و ُ زبد البـراء ِة يف ال َف َل ِج الصغري هناك َ األفـق خلف ِ انـتظا ٌر مع الدعوات عليـ ِهام أن يصال َأن يقودا ُ األغـن ّي َة خوف الضياع. خالد البدور مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
هناك خلف األفق
66
الحدا ُة بأ ّناتهم ُ يبوح ُ فتغفو الظبا ُء عىل ِّ التل غيوم املَدى َتـصفو ُ و َتـه ِب ُط نجم ْة ِلتَـن َد َّس يف الرمل جف ُ قرب القتاد الذي َّ منذ شتاء. َ تـقودُهُ ام األغـنية ٌ صبي جمل و ْ وحيدان و صحراء، َتـ َن َه َد الـمساء إز َر ّقت ُ حواف الوها ِد
يا (ظيبة ال ِيدِّه) إرتعي القلب لك روض وظليل محم ِّيتك قلب الوفا يف داخل أعامقي اسكني ما لك مضاهي فـي الحال يا فتنتي ما لك مثيل كـل مـا َ نـظـرتـك أرتبك واكسرِ عيوين وانحني لك انحني من كـربيا ما هـو تـِ َذ ّلـِل مـن ذليل غـري الـوفـا و الـطيب لـك يا نـور عيني َحدِّين الجـرح يكرب و الهـنا ِمظـ ِلم تغطرس فيه ليل يصدّين واضوي له شموع األمل و اليـاس عَـنه ِ عني الرضا َكنز الغال هو بلسم القلب العليل ِشفني بـها يـا غـ َز ِّيـيل و مـا َشـي عَـنك يـ ِردّين ظبية ال ّيده /منطقة جدة الحراسيس وهي من املناطق الجنوبيه والتي تعترب من املحميات الطبيعيه للظباء
أحمد بن ظاهر المهيري مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
َظبية ( ِ الي ِّد ه ) لو شفتني بعني الرضا باكرس قيود املستحيل بك بـاعـتـزي يا غـزيـيل ما شـي عـنك يـردين يا عيون جدّي والغال والحب والحلم الجميل واحساس صادق ممتيل ِعشق وشعـور يشدِّين
انت الحياة الباقيه والحب لك أكرب دليل وانت الغرام الىل مىض سيفك و رمحك عدين
بس الكرامه غاليه هي عزوة الشهم األصيل أفـني حــيـايت الجـلها مـا أنـثـني ما أنـثـنـي َف ِّكر تغيرِّ حالتك وانا م ِعك صربي طويل شامخ وعَزمي لك جـبل مـن ضدّين ما هَ دّين َغيرِّ مفاهيم الجفا ال ّنك ِو ِسط قلبي نزيل ِق ْل َتم يـفـداك العـمـر ِقـل َتم ال ..ال ت ِردّين 64
فيه من بلقيس كل العنفوان و فيه من ( مي ) اللطافه و الفتون
فوق خده ذاب ورد االقحوان مـن سـنـا نـور ٍ تـغـذيـه الـمـزون
يف وجـوده أتـشـبـع بـاألمـان و فـي غـيـابـه بني قضبان السجون العصري بن كراز المهيري
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
سلطان الزمان
يف عيونك حب و أشواق و حنان ليتـني يف مقـله عيـونك أكون
ليت عودي يـنطـوي بالخـيـزران و أتسلـل بني هـاذيك الغصون
و أتلبس ثوب سـلـطـان الـزمـان لو سألني قيس جبته من تكون
لو تناظر بـدر عـيـنـي بـالعـيـان ياحبيبي رصت عمالق الجنون
62
من زود بن ما يعمله من بعيد ينحط للطـراش و أهـل املقـامي تجيبه داللٍ مثل زين املخـاويد يـنـزّل فـيـهـن من عىل كور حامي نـوبـي مكـلـف بتـشيـيد بإيد ٍ قـلـبه مـفـ ّرق لـلـمـبـارز أقسـامي عليه مرتوب رشى صابح العيد و يصحى و لو باقي من الليل زامي صـالة ربـي عند نرش املشاهيد نجم فـي سـواد الـظالمـي و اعداد ٍ عىل النبي الـشافع يوم املواعيد مـحـمـد الـمبـعـوث خـري األنـامـي قماش بن خلفان العميمي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
يا طير ياللي
60
يا طري يالـيل يف الهوى لك تـرنـيد تـجاذب الورقا و بنت الحـمـامـي هـ ّيد و عـندك بـانـرجع مناشـيد أن كـانهـا صـوبـك تـرد الـعـالمـي سـالم أحىل مـن حليـب املـراديـد و أخن من عنرب و من ريح شـامي لـ بنت بطي هويا الربوع املعاديد و اثنه عـلـيـهـم كـلهـم بـالـتاممي و يصور ملـقاهم عىل يوم ٍ سعيد و مريضهم يصحى و تحيا العظامي يل صوت هاونهم يـهـ ّود تـهـو ّيـد عــيـون غـارقـة بـاملـنـامـي يـأرق ٍ
أزريـت أبـاهـي بالـريـاحـيـن شـِيـحـي و تـعـبت أسـامـح والتمس لك مـعاذير األرض َرحبـه ..و الـسـمـاوات ..سيـحـي ما ِعدت أنا اليل ال سمع باسمك يطيـر و ان دَق ّـت طـبـول الـمـشـاريـه زيـحي السري باقي فــتافـيت العـِشـق واكـميل َّ و لـو أتـ َعـبك كـرث الـغـرام اسـتـريـحي ِصك ّـي أزاريـر الس َفــر و الـمـشـاويـر ما عاد غيـمك يح ِتـمـِل َطـعـن ريـحـي وما عادت أغـصانك تشيل العصافـري سعيد الشحي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
ساق الريح
صـكيّ أزاريـر الـعـتـَب واسـتـريـحـي شـي يـثـيـر الـمـشـاويـر مـا عـاد بـه ٍ طـ َعـنـت غـيمي وانكرس ساق ريـحي وذاك الشجر ما عاد ِحضن العصافري
كـنـتي صـغـيـره ..أسـنـدك ال تـطيحي و كنتي كبريه ..و كنت بعيـونـك كبري
ال ضـاق َصـدر األرض شـالك فـسيحي و اصـيـر لـو يـبس خـضارك نـواوير
مـن عـل ِّــمـك ِسـ ّر الـغـال تـسـتبـيـحـي؟ طارت فراشاتك وحـَط ّـت مـع الـغري 58
ما يـلبـس سـويرت و نـفنـوف و مرفوق ما جا خرش األسواق ياليل نطق ينـطق لـك حروف عني الوحش لـ طـلع مشـفاق مـ الريم ما خذ ّيب و وصـوف و من الدمـاين مـاخذ أعـناق إخذ الحذر يا الهبل ال تطوف ال تـبـتـيل بـه وقـت األغواق كـم واحـ ٍد خــاله مــحــذوف مـا ثـيـ ّبوا ربـعـه و األصداق بالعون ما من شـي مـرصوف يـا غـري لـلـزيـنـيـن نـشـتاق أحمد بن فاضل المزروعي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
حي بهبوب بايت يلوف
56
بـهـبـوب بـايـت يلـوف حي ٍ ما بـني هزع البوش و أبراق نـشيت يـوم إتحـقـق الشوف يـوم الـمـال بـالـنـوم غـ ّراق بـالـروف يـا حـلوين لوصوف الشطة باألرفـاق روفـوا عـن ِ إرحـم غـريـم الـود مـتـلوف مـن نـاظ ٍر مـ البـعـد سـ ّراق من بو جديل و عـود منصوف تـحـت الـزوايـا لـمـع بـراق ما قد ظهر يف البيت مكشوف يدرى عىل عرضه مـ األطفاق
أنا عن كل من صادفت ..يف دنيا الغواين غري أنا بنت أالصول والبـتـي مـن خـرية الالبــه أنصحك يا املطفوق ال يجنح بك التـفكري أيب ْ عىل ح ّد الخيال اليل قصيدي مطلق إركابـه تع ّلم كيف تحيك باحرتام وتحسن التعـبـيـر وع ّلم ف ّمك إن جــا يهرج املنـقود يحزابــه وعىل فكره ..إذا عدّيت نفسك فالخاليق طري ملعلومك هكا الناموس ..أبد راعيك ما جابه الجازية مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
عيّ ن خير متهّل يف حديثك يـا مـهاجمـني وعينّ خـري تـرى بـعـض الحـيك إن ما رفع راعيه ّ وطى به كالمك واضح ٍ كل الوضوح وما يبي تفـسري وانا مانيب بنت الذيب ..كان اقب ْله وارىض به أنا عندي من الهرج الذي يقصم سنام ْبعري ولـكـن عـاديت نـفسـي عن االنـذال و ّثـابـه غريـبه ..كيف تبغاين أجـيب ْلعزّيت تـبـرير؟ مدام الع ّز ..يف أكرب جـدودي و ّثـق أطـنابــه 54
نسفك حضور غياب َكم َ أجي صبح ومدارات و ٍ ورا اكتايف ..طـعـون البـارحه و اليومِ ..تتشابه
ش َغـلت أ ّيـَامك و ما ض ّي ِفك ِمنّي الفـراغ سطور اب أوطـا به يك ّفينيَ ..رفـعت حـجا ِر ِتـكِ ..لـرت ٍ
طاحت مثاري هوب لك ّ لكن ألجل جذور و لو َ تقول إن الث َمر ما طـاب ..لـو ال ..طيـبة ترابه
سمـاح ..يـا يـ َراع الـجور ت َعبت أق ِّلب الدفتَـر.. ٍ عـجـزت ي َو ِّقف كتابه بك ّفينيِ ..حـبرِ َطعـ ِنكَ ..
أ َباسأل وش يفيدك لو َت َحت َك ّفيك مات النور تـش ّ ـق ِجلبابه ما دامك ما فهمت حكايته ..ال ِ عوض بن حاسوم الدرمكي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
َ تفاخر ..يا الجفاف و ما عىل َم ّد السحاب قصور ابتسم نابه متوت ..و ما تـفدّاك الحـصاد ..وال َ
ت َر َّجل يا َو َرق ِحزن الخريف و إسـ ِرج املـستور يدوم الطيب ..لو خـان الـطريق الجرد بـِركـابه
و تسليّ يا مشاويري مدى لو طاح ِحز ِنك سور عىس ِبيـض الدروب تـ ِر ّد هـاك الـدَّ ين الصحابه
َص َخب تكتبني دروب ِّ الش ِعر يا الطاري املغمور َ تـاخذ بـيـدّي رحلـ ِته ..و آغ ّمض غيابه وبطىِ ..
تهجتك القصايد ما ك ِت َبتك بحور يا َوج ٍه ..لو ّ تجي ما ِتن ِع ِرف وان ِغبت ما َت ْح ِلف بك الالبه
الواد ي المهجور
و ِتـ َكـسرَّ يا قـفـاي ..ودو ِزن الـمتـقايف املكسور ُسدى يـا بـا ِر َحـته ..وعَـنّـيه ..يا ِقصـر مخـالبـه
52
بليلهَ ..ش ّبها َجمر القصيد ..و ِنجلك الجمهور دبَ ..م ّر بك ..واهت ّز باعشابه وهَ ب ِتك كل َج ٍ
حبـيـبي و ال َو َله ما اندَق بابه لو مبوعدُ ..زور يـقنـِّد يل من السلوان ..فنجان ..آتقهوى به الحلم واسفار السنني تدور أنا ادري لو يطيح ِ أجي ال ّول مواعيدي ..بكا ..و اتـنـ َّفس تـرابه
مترجحني ذواري الذكريات ..وما بيدّي شور وانا لو يك ِذب إحساس ِّ الش ِعر َف ّريت ِجلبابه
أ َغ ِّمض بك ..و ترميني رياح الوادي املهجور بقايا ..من ِفتات األمس ..و الفزعات َكـ ّذابه
الواد ي المهجور
عوض بن حاسوم الدرمكي
ني ُبور ني للفراق ِ وش ّفت ٍ حبيبي ..و املواين دمعت ٍ يع ِّلم صدري املوج النحيب ..ودمعي ..ثيابه
و لو تربى املواجع ما برت اال ّيام جرح شعور جرحك مدى ..واقول ح ّيا به تعبت يضيفني ِ
حبيبي ..و الجفا ال َم ّد َك ّفه ..ما بقى عصفور عـىل اغـصان الـ َوعَد ..ال َيتّم امليعاد ..أحبابه
تبسم نور يا ما اط َول هذي الغيبه ..متادَت ما َّ أقـ ِّلب نـاظريَ ..شـخص َ انتظر ..يا ِكرث ِغيابه
تجي مثل الدروب ..اليل مت ّر ..وما تعانق دُور تروح ..وما وراك ..إ ّال جـفاك ت َرف ِرف أرسابه
50
متى تذكرت صمت الوجد يف شفتي لوالك و نظرة ما كساها الـهم ِ
االيــام عــاطـر ًة و قــصــة فـي فـم ِ مـرأك فصولها أزهرت من يـوم ِ
كـانـت ربـيـعا تناجـيـنـا خـمـائـلـه ـمناك كانت عبريا ً عىل أطر ِ اف ُي ِ
كـنـا و كـنّـا و كـان الـوهـم ثـالـثـنـا و موعد الوهم اشجاين و أشجاك
مـ ّري عـىل الـجرح يا سمراء اغـنـيـة تـأنـق الـيـوم يـا سمـراء مسـراك محمد بن أحمد بن طوق مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
مري على الجرح ياسمراء أغنية م ّرت عىل الجدب شبه الغيث عيناك و أمطرت يف حنايا الصب ذكراك
أم مثل السـحـائـب وافـانـي عـىل ظـ ٍ برياك خـيالـك العذب مصحوباً ِ ِ
فـذاب شـعـري عـىل ايـقـاع خطوته و أورق الـحـرف أنـغاما للقياك
من أخرب الطيف عن شوقي فايقظه هـدايـاك؟ فجاء يحمل لـلمـضـنى ِ
و يشعل الشـمـع يف أحـزان غـربته نـجـواك و ميأل الليل من أطياب ِ
48
ُأنادي :تريزا فألقى مالكاً ُين ُري ال ُّروى و ا ُملنى و السبيال تعايل حناناً ،تعايل وداداً فال تنظري بيننا مستحي ًال ُ تعايل سنقرأ ( َعماّ ) و متّى القلوب هدي َال و نرفع نبض ِ سالم أبوجمهور القبيسي
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
في إنتظار تريزا
تعايل لنقرأ عهداً جمي ًال و سفراً حبيباً صديقاً خلي ًال تعايل ،أرى ال ُيتم أتعب قلبي و أمىس صباحي لي ًال طوي ًال ُأنادي :تــريزا ،تـريزا ،تريزا أيا ُأ ُّم لو تحضنيني قلي ًال
46
وهذه بعض االبيات املتفرقه: مايب مالٍ سديته يب قدري والحـشم الزيـن يل سويته طـاح الغـليل ود ّم
يـانـفيس مـاسـليتي كل مـابـغـيـت أساله عىل الصاحب عتيتي وش لك بـ هاملعصاه
عيـنـي عـىل ال ّرباقه يل تشتعل يف حني قـلبي زادت أعواقه مـعت ّـل يـا شاهني
قـابض حبل الفريده وأتـذرى بالشديد مـن هـمـلـولٍ وقيده حفره يسابق أليد
دم /غرق.
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
عذوبة ال تنضب 44
يـاقـصـر يـامتبنّي خري إسكنو بك ناس واليوم عنك ومني قفى الدهـر ال باس رمني سعد أيـامك ّ ضد السعد أنتحاس بعدك ماهوب مثنّي طـويـت دونـه ياس يـوم أسـتـارج وأو ّين ذكرت حـلو أجناس مـشــني أجنـاس ما ّ يف مـوضع االطفاس ثني والطفـس له ما ّ وال يف ضمريي داس يل داسـنـي وأمـحني قـلـيـل مـثـلـه ناس
بـني الـبـزم وجنانه حـ ّيـرتـني ياكوس بـي من صان االمـانه رمـسـوه طـفـوس ما ّ خـان الـذي مـن خانه مـا يـرمس به بلوس عـنـدي عـزيـز ٍ شـانه غـريس مـابني غروس بـيـن أهـلـه وعـربـانه ماينسمع له ْحسوس بـي لـي بـعـيانه ولـي ّ ج ّرح حشاي بـ موس خـ ْذ مـ الظبي ميشانه يل يرتعي يف طعوس يـلـيـن أشـوف أوطانه مايطيب يل هاجوس
البزم /خور البزم ،بالقرب من جزيرة مر ّوح. وجنانه /احدى املناطق البحريه القريبه من مر ّوح.
ملبيت يف ( الحنيوره ) ْمحـني لـلـعـشـاق فسلت بيدي ( قوره ) ومن عاقها يعتاق لليّ يف وسـط نحوره يــتـالمـع الـبـراق له وجه مـسفر نوره ماداخـلـه لـحامق
الحنيوره /احدى جزر ابوظبي القريبه من الجهه الرشقيه بالقرب من جزيرة الزباره. قوره /غرسه.
عذوبة ال تنضب 42
قالها الشيخ وهو يف الجزيره، بعد ان اصاب املرض زوجاته، فعاد البعض ممن معه اىل مدينة ابوظبي ،وذلك خوفا من عدوى املرض ليال ،وعند الصباح الباكر مل يجدهم فقال عندها هذه القصيده: يـعـل لـبـرق اللموعي يسقي وين اهتويت يسقـي مـقـر ربــوعي ويـن اسـتقام البيت صفقت خمس صبوعي ويال الـفـقيده ريت كني رضيـس إسـبـوعي يف مـرقـدي خـليـت يـا عني هــلـي دمـوعي درب الـصـرب ضليت
مــايل عـلــيــه شـروعي مــن يـوم مـا قفيت شـفـت الـغـليبه طوعي ويف حــيـريت متـيـت وقصيده قد قالها بعدما توىف الله زوجاته يف جزيرة قيس. ْب ْت استخيل الالمع وأشكو ْ قل الونيس ونـ ّيـت مـايل سامع حايل مثل الحبييس شدّوا حبـل املطامع والدهر زاده حيس خذ زينـات املدامع ال ع ّمـر الله قـيس
و هذه القصيده قالها يف جزيرة قيس متذكرا أيامه الخوايل يف مدينة ابوظبي. طـال الـهـجـر يـا خـيل وتـبـاعدت األوطان لــو دارك تـنـسـكـن يل مـا مـليـت املكــان شـفـت املـقام أقمن يل لو به نلت إمتحان عـقب أيــام ٍ مـضـن يل يا بئس ْبها الزمان يـوم الـبـخـت عدل ٍ يل يا مشخيص تومان رست أحسب ما وفن يل عرشي ما جن مثـان والـيـوم مــا صـرفـن يل! قـريش قـليـل أمثـان
عذوبة ال تنضب 40
يف املكان املناسب ،وذهب إىل والذي وردنا وإستطعنا إيجاده جملة األعيان مبرشاً لهم مبا من قصائد الشيخ قليل ال تتجاوز الـ 7قصائد ،وبعض األبيات حدث. املتفرقه األخرى. ويقول املؤرخون أن حقبة حكم الشيخ سعيد إمتازت بالحزم اعط اليوش تغمريه يـــاوايل الـسـكـان والعدل .إنتهت مدّة حكمه يف سنة 1855م ،حيث أنه إعتزل وهّ يد بشوف الديره مــادام لـهـا بـيـان الحكم ،وإتجه إىل ( جزيرة قيس) بعد خالف نشب بينه وبني أعيان أسقاك الله ( جزيره ) كلام جـالـك زمـان اإلمارة ،مام أدى إىل فراغ سدة الحكم يف اإلمارة ،وإتجه األعيان من هملول ٍ قـطريه سال وجرى غدران إىل الشيخ زايد بن خليفه بن شخبوط طالبني منه أن يتسلم اليوش /االبحار او االندفاع. زمام األمر يف اإلمارة ،فقبل الشيخ هـ ّيـد /مته ّـل. زايد بن خليفه بن شخبوط عىل أن يعاهدوه عىل مايريد.
طريف ماروي عنه بعد تسلمه الحكم ،و مىض عىل حكمه أربعني يوماً ،إجتمع أعيان إمارة أبوظبي ،و أجمعوا عىل إرسال شيخ قبيلة املرر الشيخ محمد بن حمد املغرييب املرر ،ليباحثه يف عدم خروجه لرعيته ،وعدم تفقده أحوالهم منذ توىل حكمهم فحرض شيخ قبيلة املرر إىل الشيخ سعيد بن طحنون ،وبعد أن تناول القهوة ،طلب الشيخ سعيد من شيخ املرر أن يباريه يف لعبة (الحالوسة) و هي من األلعاب القدمية وأعتقد أنها تشبه لعبة الشطرنج ,وهي لعبة تحتاج إىل ذكاء .فكانت بداية اللعب من قبل شيخ املرر ويف تحريكه للعبة
إرتجل أبيات من الشعر يخترب بها الحاكم الجديد: ذي ديرة ما اعرفت من الفيها وال أعرف من فيها ومن الفيها سـفـينـة تـجــري بـال سـكاين لـوال دقـيـق الغـزل مـ ّ ىل فيها السكان /املقود الذي يوجه السفينة
فعندما أىت دور الشيخ سعيد بن طحنون قال له عىل البديهة: تجري ييل عاد الحبال صحاحي ويل عاد ليحان السفني نصاحي ويل مايعرف الجد من ألمزاحي يكضــم خوافـيها عـىل مافـيها وعندها إقتنع شيخ املرر بأن الحاكم الجديد هو الرجل املناسب
عذوبة ال تنضب {
حماد الخاطري
الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيّ ان
38
هو الشيخ سعيد بن طحنون بن شخبوط بن ذياب بن عيىس. ولد يف إمارة أبوظبي وعاش يف بداية حياته يف كنف والده الذي يحكم إمارة ابوظبي ،إىل أن توىف الله والده .فإنتقل مع إخوته إىل محرض ( مزيرعه ) من محارض ليوا ،وبعد أن توىف الله عمه الشيخ خليفه بن شخبوط ،وكان أبناؤه اليزالون وقتئذ صغار السن ،إتجه أهايل أبوظبي إىل الشيخ هالل بن شخبوط ،والشيخ محمد بن شخبوط ،وكانا طاعنني يف السن،
وطلبوا منهام تسلم زمام الحكم يف إمارة أبوظبي فرفضوا فطلب أعيان إمارة أبوظبي من الشيخ هالل بن شخبوط أن يرشح لهم واحداً من أفراد العائلة ،فقال: «إن شاء الله و سيأتيكم» و ما لبث أن دخل عليهم الشيخ سعيد بن طحنون فقال« :هذا شيخكم الجديد» فحاول اإلعتذار حتى أرصوا عليه ووافقهم ورافقهم إىل إمارة أبوظبي يف سنة .1845 و كان ميتاز بالذكاء الشديد و البديهة الحارضه و الحزم .و من
ء 2010
ُهم {
أنغام الخلود
أنا أدري إنك يا عـقيد الشـغاميم ما ترتيض بالريم عندك خصيمة إنته رجل رشقي بحسب التعاليم علم و قيمة و أنا فـجر مـبـداه ٍ
36
مجلة روح · العدد األول · شتاء
ء 2010
ِبروح {
ياسر حارب
القطار
”
“ القطار مينحنا وقتا كافيا
يف الروايات ،تبدو محطات القطار أكرث األماكن رومنسية ،وأكرثها قسوة يف ليك نحلم ،أما الطائرة فإنها أحيان أخرى. تغتال الوقت ،وتخترص األحالم يف وجبتني أو ثالث. ُّ سأستقل قطاراً وأسافر إليك .وعندما تنتهي س ّكة ِ محطة القطار أجمل من الحديد ،سأحاول مرة أخرى ،املطار ،ألنها أكرث شاعرية، مستق ًال نفس القطارّ ، عل وأكرث واقعية. الحديد يلني يوماً. القطار مثل قلب املرأة، ﻻ تحتاج يف محطة القطار يحتاج إىل قائد واحد فقط، إىل جواز سفر ،احمل معك والطائرة مثل قلب الرجل، أحالمك وسيسمح لك باملرور ،تحتاج إىل طاقم كامل.
” 34
وﻻتنىس أن ُتبقي شيئا منها لرحلة العودة.
”
“
“
”
”
”
“
“
“
مجلة روح · العدد األول · شتاء
و انفك فيها الرش بابه دافـع بحال و مال و عـزوم كم هرقـت و اروت ترابـه فيها ( بني ياس ) من ادموم كم طـامـع عـيت ارجابه ردوه عـنـها قـهـر مـحـروم لـو مـثلـهـا يـازم خـرابه عيب علينا البـيع و الـسوم يـا ربـنـا منك الـمـثابـه مافاد فينا النـصـح و الـلوم تـرجـع علـى كـل صوابه و تعيد فـيها الشمل ملموم أحمد بن سلطان بن سليم مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
خطوط
32
حازت من قليبي شعـابه ال الهند ال مصـ ٍر و ال الروم أحىل من النيـل و شـرابه عـندي بـحرها عـذب وميوم مبعدت مختـار الـغيابـه عنـهـا و ال بـالـهنـد مـغروم يـا غيـر من شـر لـفـابـه هذا الدهر عاضل و مشيوم عزيل مـن حـاط الشقابـه و آزم بحـال الشيخ ملزوم جـنـيـحـة ضـافـت جنابه مـحـروزة من يـوم مكتوم كل من قىض منها حسابه قـفـا و سـلمـها مـ لوثوم
الـحسن فـيها و الـلبـابه ِ مـطـبـوع و مـرقوم و الـغـي ٍ يشفي من الهم و عذابه شـوفـه و يـسـال به من ايروم غيـر الـذي طـال إغـرتابه من هجرهم و افىض به الهوم يذكر من عمـان و رحابة حسنا الوطن يل مـالها وجـوم يذكـر ألهـايل و القـرابة و الـيـار و الـخـالن و الـقـوم يذكـر بهـا منبت شبابه رشغـت صباه و لذت النوم
خطوط
30
يف شـامـخ خـضـر حـيـابـه عايل ملثـم بالسـحـب دوم دور السنه وفـرت عـشابـه يضفي عليه إبسبعة إرقـوم دوحة ظليل و أرض غابـه سوى عليه إمـن الزهر عوم األرض مـن حـولـه تـشابه عـباب بــحر مـويـه ايـزوم مــنــازل لـلــحـي البــة فيها الهوى عامر و مخدوم مكلوف بـجـنـاد و مهابه محامي عن غثات و هموم
ليشهد مجده يف حلم االتحاد و يكون واحداً من أبطال تلك اللحظة التاريخية ،و ما بعدها. تغ ّرب عن الوطن يف لحظة مبكرة من حياته ،عاش يف الهند مرغ ًام، هناك تع ّلم و قرأ و ناقش و كتب و عرف الحياة و إشتغل يف اإلذاعة الهندية الناطقة بالعربية مذيعاً يسمعه أهله يف الخليج ،لكن العامل الجديد الذي وجد نفسه فيه مل يشغله عن أرض ديرته و سامئها و حنينه إىل تلك املرابع، سيطرت عليه خلجات الشاعر مرات و مرات ،و هناك قال فيها أجمل القصائد و أكرثها وجعاً و لوعة .فمن هناك ،من الهند و هو بعيد عنها عزف لها متعباً ،معاتباً،
عاشقاً ،ولهاناً ،خائفاً مشتاقاً إليها، إنها ديرته ،و لو تبدلت و تغري حالها ،تخيلها يف أسوأ حاالت املدن من غري مجد و ال صيت و ال ناس ،و تصور حاله معها يف لحظتها. هل هناك أبشع من العيب عند الرجال ،و هل هناك يف عامل البيع أصغر من مؤرش العرض و السوم؟! ديرته ديب حتى و هو مهاجر عنها ،محباً و مشتاقاً من جانب و مشحوناً نصف قلبه بالزعل و العتب ،ال تغيب ،و ال تتبدل مكانتها ،يلوم الدهر و يتعبه الشوق لها ،يبحث عنها حتى يف رحلة الهواء.
سعيد حمدان
خطوط { شامخ حيابه
أحمد بن سليم
خـرض حـيابه يف شـامـخ ٍ عـايل ملـثم بالسحب دوم دور السنه وفرت عشابه يضفي عليه إبسبعة إرقوم لـو مـثـلها يـازم خـرابه والسوم عـيب علينا البيع ّ
28
من يتحزم بحب الوطن عليه أن يتوسد الوجع و ينتظر التعب، يشقى بحبه و يشقى بالخوف عليه ،فالوطن هم ،و الوطن حب و الوطن جهاد ،و الوطن أحالم جميلة.
أحمد بن سلطان بن سليم أحد الذين أشقاهم هذا الحب ،عاش فيه و عاش بعيداً عنه ،إنتمى إليه مبختلف الصفات و ج ّرب فيه كل الوصفات ،مرة تاجر حر، و مرات موظف دولة ،و مرة مواطن يختلف مع السلطة ،مرة مهادن ،و مرة مشاكس ،مرة ينتقد األوضاع ،و مرة يتوىل الوزارة فينتقده الناس ،يف كل أحواله كان منتمياً للوطن ،عاش تعبه و جوعه يف األربعينات ،و عاش منفياً منه بأمر االنجليز ،و عاش
والديت أنها عندما ولدتني بقيت عندها ( يدتيه مر ّيم ) لرتعاين و والديت تلك الفتاه الصغرية التي ال خربة لها ،مل تفارق رسيري مدة 40يوما .مل تكن ترغب بيشء أو تنتظر يشء إال املساعدة و الجزاء من رب العاملني .أما سعيدة فهي جدتنا الطيبة التي رعتنا أنا و إخويت و قامت مع والديت برتبيتنا، فوالديت كانت مبثابة إبنتها و هي التي حرمت من االبناء.
كانت وفاة مر ّيم بنت يديد الهامليه يف نهاية شهر 3من عام 1983م يف املدينة املنورة كام كانت تتمنى دامئا ،حيث دفنت يف البقيع .أما سعيدة بنت سعيد الهامليه فكانت وفاتها رحمها الله يف منتصف سنة 2003م .أسئل الله لهام الرحمه و املغفره و أن يجزاهام عنا خري الجزاء.
ماذا ميكنني أن أقول؟ و هل أستطيع أن أيف هذه األرواح الطيبة و النقية حقها علينا من الحب و العرفان ،و بفضلها الكبري عىل فريجنا و أجياله. مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
أرواح عشناها 26
أم سعيد ،يا حافظ عليها و عىل من ر ّباها ) .هي الكرم ،هي الرتحيبة املثنايه ،السمت و املعاين الحشيمة ،تجدها بقرب من يحتاجها دامئا فتداوي املريض، و تساعد املحتاج للمساعده، ( تعاين و تحايض ) املراة املتعرسة يف والدتها ،حتى تطمنئ عليها و عىل مولودها و تبقى معها أياماً لتساعدها حتى تسرتد عافيتها، كل ذلك مبا متلك من خربة و إمكانيات بسيطة و حب كبري، حب يحتوي الكون بإرسه.
املبالغ لهؤالء التجار يف حينها ،أو فيام بعد ،عندما تتيرس االمور بعد عودة الرجال من رحلة الغوص. أما مر ّيم ،أم سعيد ،و هي كام قلنا إبنة عم سعيدة و زوجة أخيها ،فقد كان دورها يرتكز يف البيت لرتبية إبنها سعيد بعد وفاة زوجها ،و خدمة بقية أهل املنزل الذين يسعون يف طلب الرزق، مر ّيم أو ( يدتيه مر ّيم ) كام ُكنت أناديها و التي ما عرفناها إال أنها قمة الطيبة ،الحنان ،الحشمة، التواضع ،الهدؤ ،و التعامل الراقي ا ُملحبة للجميع ،اليد الحانية التي متتد باملساعدة للجميع .و من عندما أتحدث عن هاتني السيدتني الذي ُيذكر أمامه اسم مر ّيم بنت ال ميكن أن يقال بإنني أجاملهام و يديد إال و يقول ( و النعم بها أمدحهام مبا هو ليس فيهام .تخربين
روحني رائعتني من أرواح ذلك الزمان الجميل ،يف زمن متيز بـ قلة املادة و شضف العيش ،كانتا اليد الحانية التي متتد باملساعدة ملن حولها ،تقدم ما تستطيع من خدمة ملجتمعها. مر ّيم و إبنة عمها سعيدة ،سيدتني كرميتني من سيدات فريجنا الغريب أو ( فريج القمزان ) سعيدة شعلة نشاط الفريج املتأججة بالحياة، و التي تزرع التفاؤل و الحب يف صباحاته ،مبرورها عىل بيوته القليلة قبل ( أن ّ ترشق للسوق ) حاملة ما جلبه أخيها غانم من األسامك لتقوم ببيعه ،و بعد أن تنهي عملها لتعود ملنزلها راضية
برزقها و رزق عائلتها البسيط ،و قبل العودة ال تنىس أن تجلب كل ما طلبته جاراتها من إحتياجات يومية من السوق ،من موا ٍد غذائية قليلة أو أقمشة أو مواد تجميل بسيطة و عطور .فسعيدة مبا عرف روح عنها من شخصية قوية و ٍ طيبة سمحة ،و صدق يف التعامل و حب للعطاء كانت قادرة و بكل جدارة عىل تقديم املساعده ألفراد مجتمعها الصغري ،و هي أيضا محل ثقة التجار و همزة الوصل بينهم و بني عمالئهم ،فهي التي كانت تقوم بتوفري اإلحتياجات التي أوصتها بها جاراتها اللوايت متنعهن ظروفهن من الذهاب للسوق ،فهي التي تقوم بتسديد
أرواح عشناها {
ليالي
مريّم بنت يد يد و سعيد ة بنت سعيد
كم من ذكرى عشناها ما زالت تسكن الشغاف ،و تالمس الوجدان ،و كم من روح تختبئ يف شغاف القلب و زواياه! تحرضنا عىل ( ترميم ) جنبات هذه الذاكرة الهشة التي أصيبت بالوهن و كادت تنهار ،لوال وشائج حب عالقة يف القلوب تأىب أن تفارقها مثل هذه الذكريات الحية ،فيا لهذه القلوب التي أرقتها هذه الذكريات .و من هذه األرواح مـر ّيـم بنت يـديد الهاميل التي عشتها ،شملني عبق طيبها ،سعيدة بنت سعيد الهاميل تضمخت طفولتنا نحن أبناء ذلك
الحي الهادئ القابع عىل ساحل البحر ( فريجنا الغريب ) لسنا وحدنا الصغار هم من عاشوا دفء هذه األرواح و متتعوا بكرمها ،و جميل عطائها الصادق و بعفويه نابعه من القلب ال متت للتكلف بـ صلة .أرواح إحتوت الجميع ( صغارنا و كبارنا ) مدت يديها بكل الحب لكل من حولها.
24
اب أحالم الترُ ْ بالذكرى و ِ عُ ْد مبا أ ْب َق َ ِلح يت ِمنْ ذاكر ِة امل ِ أنفاس ال َف َخا ْر و ِ يا أم ْ ني ني عُ ْد ِب َو ْج َه ِ رض و َو َطنْ ِأل ٍ َ للقلب وض ِع امليز َان ِ ُ وخ ْذ ما ِش َ ئت ِمنْ هذا َّ الش َجنْ *** القديم السوق َس ِّي َد ْ ِ َ كيف َت ْرىض وجوهٌ ْأن ُتز َِاح َمني ُ خام و د َُخ ْان ؟ ِمنْ ُر ٍ َك َ يف تنساين
النسيان و األحز ِان َمع ِ َك ْ يف؟! يا أم ْني َلنْ َ أقول اليو َم َمنْ َ أنت ْ الزمان! و َمنْ هذا َري َلنْ ُأ َع ِّري َقد ْ يا أم ْني رُبمَّ ا أنت ك َقلبي َ َت ْع َش ُق الصمت و تمَ ْيض َب ْع َد إِ ْنزَالِ الستا ِئ ْر وا ْن ِهز َِام ال َب ْه َل ْ وان! مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
زوايا في الذاكرة 22
ِعندما صرِ نا بال َو ْج ٍه! أتتنا َ املايض َو ْجهاً! َت ْر ُس ُم و ِم َن اليوم ا ُمل َق ْر َصنْ سرَ َ َقت ساعا ِتنا! َو ْي َح َ كان الحز َْن َت ْخ ُل ُق األعذا َر و ُ ِل َي ْو ٍم ُم ْن َكسرِ ْ ! *** يا أم ْني يا أم ْني عُ ْد ُ وخ ْذ ما ِش َ ئت ِمنْ َغيرْ ِ ثمَ َنْ يا أم ْني عُ ْد حنيناً و اشتياقاً املسقوف ِمن خاليا ُسو ِقنا ِ
َ كان ُد َّك ُان أم ْ ني ُ الثالث ِمنْ زوايا ُه يمَ ُ ُّر ال َعا َل ُم ابع و العاشرِ ْ ! و ال َّر ُ الناس يمَ ُ ُّر ُ ُ األطفال يأ ُت َ اس ون و ِ بأسالك الن َُّح ْ و َي ِب ُيع َ ون ال َّت َع ْب و َي ِب ُيع َ ون قلي ًال ِمنْ َش َقا َقيلول ِة َك ْسلىَ َي ِب ُيع َ ون قلي ًال النخل ِمن ِظاللِ ِ الج ْ ميل! و ال َف ْق ِر َ *** َ كان ُد َّك ُان أم ْ ني ِمنْ تجاعيد األساطري ال َقد َمي ْة لب املدين ْة و بقايا ال َب ْح ِر يف َق ِ
الع ْم ُر عىل أعتا ِب ِه َر َق َد ُ ُ والتواريخ َغ َفت َت ْل ُث ُم األ ْم َس و َت ْشت َُّم َحني َن ْه َ كان عُ نواناً ُخرافياً َجمي ًال َ ِمنْ عناوين املدين ْة *** َ كان َ كان َو ْي َح َ كان! لم ال َق َم ْر َت َّح َفت ُح َ َت َّح َفت َم ّوا َلنا ال َب ْح ِر ْي الص َغ ْر و أ ْل َع َ اب ِّ هوف الذا ِكر ْة سرَ ْ َد َبتْنا يف ُك ِ َو ْي َح َ كان
زوايا في الذاكرة
د كان أمين
إىل أمني محمد خوري ( أمني الذكرى ) َض ِع امليز َان لل َّز َم ِن ال َر َمادي و ِز ْن َصويت و ِظيل و إعتقادي! ني َسهواً َض ِع امليز َان للامض َ و لآلت َ ني َسهواً كالجرا ِد
20
و ُق ْل :ما قيم ُة اآلمالِ ِفينا عىل ميز ِان ُصن َِّاع الكسا ِد ؟!
{
سالم أبوجمهور القبيسي
على قولة الموصف
( يل مايشل الجدح بيده ،ما يروى ) و يرضب هاملثل باإلنسان اليل ما يقيض حاجته بنفسه ،و ال يهتم مبتابعة أعامله ،فتفتقد أعامله للدقة ،و يقولون بعد ( لقيت يل يكفيك لكن مالقيت يل يشفيك) فهناك الكثريين مام ميكنهم أن يقوموا لك مبا تريد ،و لكنهم ال يؤدون عملك كام ترغب و بالطريقة التي تقنعك.
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
شفايا روح 18
سمبـوق) سحب سـِنّه كـم ( ٍ يقولون و يقولون ( وآزم )( مـسمـر ) بـليـاها يقولون :ماشني عليك بالرب و العباد ،أي إننا نعتذر لك بشفاعة األربعني /ريح بحرية وهي من مسميات أهل البحر يف حساباتهم وتسميتهم للمواقيت. الله و الناس .و يقولون بعد: رشتاها /الرشتا هي الهبوب اللطيفة تقول تدوم الحشمه ألهلها ،متمنني الشاعرة عوشه بنت خليفة السويدي: الفح ترسا ألصدقائهم األحشام أألوفياء هب رشتا ٍ من فيوي ديب نسناسه الذين أكرموهم و عزوهم دوام الحشمة و املعزة .و يقولون :سمبوق /نوع من سفن السفر. طالبني السموحة منكم ،أي أننا ترسا /عندما ّيصلب الهواء وميلئ الرشاع أي يقوى ويرتس الرشاع. نطلب منكم أن تسامحونا عىل أخطائنا يف حقكم. هم هيل مـا أصـرب بلياهم ( روشني )يف موسم الح ّـرا جد يمك ند يمك وصدقوا يف قولة جدميك ندميك يعل من عاداهـم فداهـم يــبـتـيل بالـفـقـر والش ّـ ّرا لو اليديد أغناك روشني /الروشنه هو جزء يعد يف البيت ( األربعـيـن ) مـسـ ّويه رن ّـه ألستجالب الرباد يف الصيف. مـويها ويطـيب ( رشتاهـا )
حي إبرد السالمي يل فـ (ال ِه ِدب معقود) أرقـنـي يف مـنامي والـدالـهــيــن رقــود ياحافظ عىل هلنا ل ّوليني ومعانيهم. ورقـة صـد ق
ّحـ ٍد يـلو مـا ايي ِلك إيـعيض يف ها ِليك وان مديت إبجليلك أصبح يشكر عليك شعر القديم
إييلك ( يجيلك ) /تربطك به صلة قرابة. إيعيض /يعوضك عن سواه.
رمبا يصادف املرء من يشعر أنه قريب منه وأقرب من أهله إليه،
وأكرث حرصا عليه ،بل يعوضه عن أهله كلهم ،بحسن أخالقه وصدقه ووفائه وجميل عرشته ،إنه إنسان يرى عطائك القليل كثرياً ويذكره دامئا ويتحدث عنه وهو شاكر ممنت ،يف حني أنه قليل قد ال يعني شيئا بالنسبه لألشخاص اآلخرين، لكنه ميثل الكثري بالنسبة لـه .فهو يرى ( مدة اليـد ) هي بحد ذاتها ربحه الغايل املزبون ،وال يهم حجم أو نوع اليشء الذي مدت به اليد .قـله هـم األشخاص الذين يتصفون بهذه الصفة يف زمن أصبحت فيه العالقات تقوم بني الناس عىل املصالح املاديه أو مبدأ ( عطني وبعطيك) .
شفايا روح 16
يل ثـيـاب الـعز يـكسنه وله مقام بالرشف ضايف يـانـيـه قولـك مـعـنـنـه مثل نـسامت الصبا اليف مـحب هوب ناسنه عـن ٍ الجـي يف لـبـة الـخـايف ٍ كيف تـشكيه الهجر منه مانحيده يعطـي الجايف مـن سنـني الصغر هاونه وباخـصنـك زد لـواليف ويل رشاتك عايش فـ جنه ماهـ ّيس حرات وأتاليف لـك مـو ٍد مـخـلـص ٍ كنّه يف خفوقه مرقـدك دايف اتبعه واحرص عـىل فـنه والتـغثرب جـ ّوك الصـايف ليايل
رد ود السالم
من املعاين الجميلة التي ( ربينا عليها وهلنا كذلك ) الرقي اإلجتامعي والذوق واللباقة التي كانوا يتعاملون بها فيام بينهم. مثال عىل ذلك أنهم إذا مروا للسالم عىل أحد معارفهم ومل يجدوه فالبيت قاموا بربط خيط أو وضع شيئا ما عىل الباب! وذلك ليعرف صاحب البيت أن هناك من زاره يف غيابه ،وكذلك بأنهم إذا أرسلوا السالم عند أحد من املعارف ( عقدوا هدب أو خيط ) أو أرسلو هدية بسيطة و أسموها ( ردود السالم ) و يف ذلك يقول الشاعر أحمد بن بليد:
نبضة مود ة و صد اها
( الصوت ) ونـ ّــتـي ونـ ّـه عـىل ونـه ون ّـة املجروح فالخايف شـاقـنـي قـولٍ مـعـنـنـه زايك الجـدين لـ رشايف يـعـل مـنـهـو يابه الجنه ماغلط يف بدع لوصايف دوم يود السحب يسجنه قيظ ومشـتا ومصيايف شاعرة من أبوظبي
( الصدى ) مرحبا يام ّرضف الو ّنه ربـع اشـرايف ياسـاللـة ٍ يامظـنة من فقد ظنه ياصديج العمر يالوايف
شفايا روح 14
مايهم ويخص حياتهم وأمور أماكن مضيئة معيشتهم وتعبريهم عنها بأبيات ( الخوانيج ) يقول الشاعر سعيد بن رسور من الشعر ،سواء كانت يف حاالت الفرح أو غري ذلك ،فاملهم أنهم املزروعي: قد أرخوا لكثري من األحداث .و سـارح بـخيـر ويف عناية وإعتقت من ِورد الخوانيج يف هذه األبيات نجد الشعراء و قد تحدثوا عن أماكن و موارد ماء بالعون ما يف ا ِلورد حايه يا غـري يل يـكتـب تـوافـيج قدمية و معروفة. ( الخوانيج و زعبيل ) منطقتني بريتني من مناطق إمارة ديب. ويقول شاعر آخر: الخوانيج /منطقة إشتهرت بكرثة املزارع إنـهـد سـيلـه مـالخـوانيج واملياه العذبة ،وبها كثري من املوارد التي كان عـىل املاملح ياد ممشاه يردها البدو يف الشتاء أو أثناء تنقالتهم. العرص ّ رشف (غاف زعبيل) زعبيل /منطقة تكرث بها أشجار الغاف وهي وإتخرب(البيدار)وش ياه؟ أشجار ذات ظل ظليل ،وأوراق الغاف أيضا وكام تعودنا من أهالينا األوليني تطرقهم يف كل املناسبات لكل
تشكل مادة غذائية لإلنسان وللحيوان. البيدار /املزارع وخاصة الذي يعمل باالجرة.
بشكره ويتابع طريقه. يقول أحد شعرائنا القدامى: ملـعـونـه يـاغـنـايت ّحيك عقب مطراش شوقك زين الصفايت عـيونه غطا وفراش يف قـلبـه لـك مـبايت مابه حسـود وواش
يد املساعدة و املعونة للقريب والبعيد ،فإذا أقبل عليهم طارش أو اليف من أي مكان ،وجدت الكل يقوم بواجب املساعدة، واإلستفسار من القادم إن كان بحاجة إىل مساعدة يقدمونها له بحكم انه غريب ،فإذا ما أقبل عليهم قالوا له املعونة فريد: «كفيت املهونة» أو «الله يعينك كلمة و رد غطاها وال يهينك» وهو تقدير من الضيف للشخص الذي عرض عليه املعونة هذي السنه محد يبى حد إلـكـل مـسعاته هبابه بالدعاء له بالعون من الله وأن يكفيه الله ملهونة والتعب ،فإن ربع (الحموله ) كم بـيـبـد فـ البيت وإال يف زهـابه كان له حاجة أو اليعرف الطريق ـصـ ِرف وبـي ّـرد يطلب منه أن يدله عىل املكان إن سـار بــ ّي َ دون البلد ع ّـيت ركابه الذي يقصد ،أو أن يطلب منه الحموله /حمولة الحطب الذي كان يحرضه أي مساعدة اخرى ،أو أنه يكتفي البدوي من الرب ليبيعه ويعتاش بثمنه.
شفايا روح
{
ليالي
سلوم و مواييب
يقول الشاعر : يوم السالم بسالف الوقت سنّه والرد وايب وانت راعي مواييب هذا سالم القـلب ما فيه مـنه و الخطوه اليل سقتها مابها ريب
12
يف موروثنا هناك كثري من األقوال و العادات أو ما يسمى بالسلوم واملواييب ،والتي إندثرت ونساها البعض ،ولكن البعض ما زال يحافظ عليها ،وتستخدم تلك األقوال يف حاالت ومواقف شتى
تستدعي ذلك ،ويف أيامنا هذه ال نسمعها إال نادراً ،وإن سمعناها وجدنا من يستخدمها يف غري محلها الصحيح ( و يا يبا يكحلها عامها ) ،فيصبح حديث هذا الشخـص مدعـاة لـلسخرية. بعض من هذه سنقوم بذكر ٍ السلوم واملسميات واملواييب املتعلقه بالعوايد االماراتية ومنها ( ملعونة ) لقد إعتاد الناس يف مجتمعاتنا العربية عامة ،ومجتمع دولة اإلمارات خاصة ،عىل تقديم و مد
ء 2010
عين القصيد
{
سالم الزمر
ال يغـرك من رسم فوق الشفاه للهوى دعوة و للباطل صور من يبيع الشعر يف سوق السفاه لو مال الدنيا ِشعر ال ما َشعر
10
مجلة روح · العدد األول · شتاء
ء 2010
لنبد أ لنبدأ ...لنبدأ ...لنبدأ جميعا بتحية بعضنا البعض ولـ نكرس حاجز البعد و اإلغرتاب بني عقولنا و آرائنا و نتفق جميعا عىل أن السالم و املحبة و التقدير و إحرتام اآلراء هو السبيل أو السبل الكفيلة بتكوين حبل متني من الصداقة و املحبة ال ينقطع أبداً مهام إختلفت اآلراء و األسباب و الثقافات و اإلنتامءات الفكرية .ألننا جميعا نك ّون املجتمع و ليس عضوا واحد ،و كل منا عضو يف تركيبة هذا املجتمع و ليس عضو فقط بل عضوا فعاال يعمل و ينتج و يضحي قدر إستطاعته حتى يكون لهذا املجتمع رونقا خاصا و بريقا يجذب إليه أنظار املجتمعات االخرى. و األدب بشتى أنواعه هو رسالة تحمل يف طياتها األخبار و الرتاث و التاريخ لتلك املجتمعات أو البلدان ،من شعر و فن و قصص و حكايات ،و البيئة تؤثر تأثرياً مبارشاً يف أدب و تراث تلك البلدان ،فـ لذلك يجب أن يكون األدب أمانة يف أيدي القامئني عليه ،و إعطاؤه الجهد الكامل حتى يخرج بالصورة الجيدة املرجوة منه.
8
محمد بن ثايب الرميثي
مجلة روح · العدد األول · شتاء
« 79صباحات ترشين» لـ لطيفة الحاج « 81قلب دافئ مثل قلبي» لـ فاطمة املزروعي « 95رحلة الغوص» لـ عبد الله خليفة الغفيل 99عوشة بنت خليفة يف «عىل منوال»
مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
« 63سلطان الزمان» لـ العرصي بن كراز املهريي « 65ظبية اليده» لـ أحمد بن ظاهر املهريي « 67هناك خلف األفق» لـ خالد البدور « 69يا حرسيت» لـ عتيج بن خلفون القبييس « 71مشاعر» لـ عبري البنفسج « 73تذكرين» لـ سلمى الهاشمي « 75العمر» لـ منصور بن محمد املهريي « 77وشوشة» لـ عذبة
39حامد الخاطري يف «عذوبة ال تنضب» « 47يف إنتظار تريزا» لـ سامل أبوجمهور القبييس « 49مري عىل الجرح ياسمراء أغنية» لـ محمد بن أحمد بن طوق « 51الوادي املهجور» لـ عوض بن حاسوم الدرميك « 55عينّ خري» لـ الجازية « 57حي الهبوب بايت يلوف» لـ أحمد بن فاضل املزروعي « 59ساق الريح» لـ سعيد الشحي « 61يا طري ياليل» لـ قامش العميمي مجلة روح · العدد األول · شتاء 2010
في هذا العد د
« 9لنبد أ» لـ محمد بن ثايب الرميثي 11سامل الزمر يف «عني القصيد» 13ليايل يف «شفايا روح» 24سامل أبوجمهور القبييس يف «زوايا يف الذاكرة» 25ليايل يف «أرواح عشناها» 29أحمد بن سلطان بن سل ّيم يف «خطوط» 35يارس حارب يف « ِبروح» 37أنغام الخلود يف «هُ م»
ال تتهم طموحايت بالخيالية ،لعل فضاؤك هو الذي ال يتسع ألحالمي.
للتواصل
rohezine@gmail.com
.
فاطمة الهاشمي التحرير عفراء الهاشمي
التصميم عفراء الهاشمي