مجلة المنظمة - العدد ٤٢

Page 1

‫الصادرة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫العدد ‪42‬‬

‫العثيمين‪:‬‬

‫حادثة‬ ‫نيوزيلندا‬

‫صدمت العالم‬

‫وزراء الخارجية يرسمون‬ ‫خارطةطريق االزدهار والتنمية‬


‫نبذة عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تٌعد منظمة التعاون اإلسالمي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد األمم المتحدة‪ ،‬حيث تضم في عضويتها‬ ‫سبعا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات‪ .‬وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم اإلسالمي وتسعى‬ ‫ً‬ ‫لحماية مصالحه والتعبير عنها دعم ًا للسلم واالنسجام الدوليين وتعزيزاً للعالقات بين مختلف شعوب العالم‪.‬‬ ‫وقد أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي ُعقدت في الرباط بالمملكة المغربية في ‪ 12‬من رجب‬ ‫ردا على جريمة إحراق المسجد األقصى في القدس المحتلة‪.‬‬ ‫‪ 1398‬هجرية (الموافق ‪ 25‬من سبتمبر ‪ 1969‬ميالدية) ً‬ ‫ُعقد في عام ‪ 1970‬أول مؤتمر إسالمي لوزراء الخارجية في جدة بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬وقرر إنشاء أمانة‬ ‫عامة يكون مقرها جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة‪ .‬ويعتبر الدكتور يوسف أحمد العثيمين األمين العام‬ ‫للمنظمة الحادي عشر‪ ،‬حيث تولى هذا المنصب في نوفمبر ‪.2016‬‬ ‫وجرى اعتماد ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي في الدورة الثالثة للمؤتمر اإلسالمي لوزراء الخارجية في عام‬ ‫‪ .1972‬ووضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها األساسية المتمثلة بتعزيز التضامن والتعاون بين‬ ‫الدول األعضاء‪ .‬وارتفع عدد األعضاء خالل ما يزيد عن أربعة عقود بعد إنشاء المنظمة من ثالثين دولة‪ ،‬وهو‬ ‫عضوا في الوقت الحالي‪ .‬وتم تعديل ميثاق المنظمة‬ ‫سبعا وخمسين دولة‬ ‫عدد األعضاء المؤسسين‪ ،‬ليبلغ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحقا لمواكبة التطورات العالمية‪ ،‬فكان اعتماد الميثاق الحالي في القمة اإلسالمية الحادية عشرة التي‬ ‫ُعقدت في دكار‪ ،‬عاصمة السنغال عام ‪ 2008‬ليكون الميثاق الجديد عماد العمل اإلسالمي المستقبلي بما‬ ‫يتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامعة كلمة األمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد‬ ‫على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم‪ .‬وترتبط المنظمة بعالقات تشاور وتعاون مع األمم‬ ‫المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين‪ ،‬والعمل على‬ ‫تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول األعضاء طر ًفا فيها‪ .‬واتخذت المنظمة خطوات عديدة للدفاع‬ ‫عن القيم الحقيقية لإلسالم والمسلمين وإزالة المفاهيم والتصورات الخاطئة‪ ،‬كما ساهمت بفاعلية في‬ ‫مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها‪.‬‬ ‫تواجه الدول األعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين‪ .‬ومن أجل معالجة هذه‬ ‫التحديات‪ ،‬وضعت الدورة االستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة اإلسالمي التي ُعقدت في مكة المكرمة في‬ ‫ديسمبر ‪ 2005‬خطة على هيئة برنامج عمل عشري يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول األعضاء‪.‬‬ ‫وبحلول نهاية عام ‪ ،2015‬اس ُتكملت عملية تنفيذ مضامين برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫برنامج جدي ٍد للعشرية القادمة الممتدة بين عامي ‪ 2016‬و‪.2025‬‬ ‫بنجاح‪ .‬وقامت المنظمة بصياغة‬ ‫ٍ‬ ‫ويستند برنامج العمل الجديد إلى أحكام ميثاق منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬ويتضمن ‪ 18‬مجا ًال من المجاالت‬ ‫المجاالت قضايا السلم واألمن‪ ،‬وفلسطين والقدس الشريف‪ ،‬والتخفيف‬ ‫ذات األولوية و‪ 107‬أهداف‪ .‬وتشمل هذه‬ ‫ُ‬ ‫من حدة الفقر‪ ،‬ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬واالستثمار وتمويل المشاريع‪ ،‬واألمن الغذائي‪ ،‬والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬وتغ ّير‬ ‫المناخ‪ ،‬والتنمية المستدامة‪ ،‬والوسطية‪ ،‬والثقافة والتناغم بين األديان‪ ،‬وتمكين المرأة‪ ،‬والعمل اإلسالمي‬ ‫المشترك في المجال اإلنساني‪ ،‬وحقوق اإلنسان والحكم الرشيد وغيرها‪.‬‬ ‫ومن أهم أجهزة المنظم؛ القمة اإلسالمية‪ ،‬ومجلس وزراء الخارجية‪ ،‬واألمانة العامة‪ ،‬باإلضافة إلى لجنة القدس‬ ‫وثالث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬واالقتصاد والتجارة‪ ،‬واإلعالم والثقافة‪ .‬وهناك أيض ًا مؤسسات‬ ‫متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة‪ ،‬ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬والمنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم‬ ‫والثقافة (اإليسيسكو)‪ .‬وتؤدي األجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية التابعة لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫أيض ًا دوراً حيوي ًا وتكميليا من خالل العمل في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪OIC - OCI‬‬


‫رسـالـة المنظمة‬ ‫فرصة تاريخية لنبذ التطرف والعنف والكراهية‬

‫يوسف أحمد العثيمين‬ ‫األمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وصلنا لمرحلة من‬ ‫العداء لإلسالم‬ ‫والمسلمين لم‬ ‫تعد تكفي اإلدانات‬ ‫وأصبح من الضرورة‬ ‫الملحة اتخاذ قرارات‬ ‫رادعة لمواجهة خطر‬ ‫اإلسالموفوبيا‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ا�ستيقظ العامل يوم ‪ 15‬مار�س ‪ 2019‬على فاجعة هزت �ضمريه‪ ،‬و�أدمت �أفئدته من ب�شاعتها‪� ،‬شاهد العامل‪ ،‬بنقل مبا�شر على‬ ‫في�سبوك‪ ،‬وقائع �إطالق هذا املجرم الإرهابي الر�صا�ص على م�صلني �آمنني يف يوم اجلمعة مب�سجد يف مدينة �صغرية يف نيوزيلندا‪،‬‬ ‫ال ذنب لهم �سوى �أنهم م�سلمون! كانت جمزرة مخططا لها‪ ،‬وجرمية �شنعاء‪ ،‬و�إرهابا ال يعرف الإن�سانية‪ ،‬راح �ضحيته ‪ 50‬م�سلما‬ ‫منهم �أطفال ون�ساء وكبار يف ال�سن‪.‬‬ ‫تفاعل العامل ب�أ�سره يف �إدانة احلدث‪ ،‬ولكننا و�صلنا ملرحلة من العداء للإ�سالم وامل�سلمني مل تعد تكفي الإدانات و�أ�صبح من‬ ‫ال�ضرورة امللحة اتخاذ قرارات رادعة ملواجهة خطر الإ�سالموفوبيا‪ .‬وقد نبهت املنظمة مرارا وتكرارا عرب التقرير ال�سنوي ملر�صد‬ ‫الإ�سالموفوبيا عن تنامي وترية خطاب الكراهية والتع�صب �ضد الإ�سالم والذي يتجلى يف احلوادث التي ت�ستهدف امل�ساجد والأفراد‬ ‫واملجتمعات امل�سلمة‪ .‬وكما انتف�ض العامل �ضد �إرهاب من يدعون الإ�سالم وهو منهم براء‪ ،‬على العامل �أن ي�صد من يرهبون امل�سلمني‪،‬‬ ‫فكالهما يتبنى �أيديولوجية متطرفة ور�ؤية �أحادية �ضيقة للعامل‪ ،‬وهما وجهان لعملة واحدة قوامها نبذ الآخر‪ ،‬وهما بذلك يقتاتان‬ ‫من بع�ضهما البع�ض يف ت�صعيد خلطاب الكراهية الذي ي�سري بالعامل �إلى املجهول‪ .‬وغني عن القول �إن التطرف �أفرز �سيا�سات‬ ‫ميينية �إق�صائية تبحث عن الزعامة‪ ،‬كما �أنتج �أي�ضا منظمات �إرهابية تدعي الإ�سالم وهو منها براء‪.‬‬ ‫هناك نقاط �أ�سا�سية ن�ستخل�صها من هذه احلادثة امل�ؤملة‪� .‬أولها �أنه ثبت مبا لي�س فيه جمال لل�شك �أن الإرهاب لي�س له دين �أو جن�سية‬ ‫�أو عرق‪ ،‬و�أن معتنق الفكر املتطرف هو �أ�س اخلراب‪ ،‬و�أن العامل مطالب مبواجهة هذا الفكر خ�صو�صا �أنه �أمام فر�صة تاريخية لنبذ‬ ‫التطرف والعنف والكراهية التي �أ�ضرت باجلميع ومل تفرق بني عامل �أول وعامل ثالث وبني م�سيحي ويهودي وم�سلم وبني فقري وغني‪.‬‬ ‫الأمر الآخر �أن هذا الفكر يحتاج �إلى منرب – �سيا�سي �أو ديني �أو تقني ‪ -‬ينطلق منه ويحتاج �إلى و�سيلة ينت�شر عربها ويحتاج �إلى‬ ‫تابعني يروجون له ي�ستقطبون وينفذون‪ .‬لذا البد �أن نعي ونراقب هذه املنابر‪ ،‬وبدون امل�سا�س بحرية الدين وحرية التعبري املكفولتني‬ ‫يف ال�شرائع والأنظمة‪ ،‬حرية التعبري التي حترتم الآخر وحترتم حقوقه وال تعر�ض �أمن وا�ستقرار وتعاي�ش املجتمع �إلى اخلطر كما‬ ‫هو من�صو�ص عليه يف ميثاق الأمم املتحدة والإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪ .‬من جهة �أخرى‪ ،‬البد من ت�شريعات حازمة تطبق املادة‬ ‫‪ 20‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية التي «حتظر بالقانون �أية دعوة �إلى الكراهية القومية �أو العن�صرية �أو‬ ‫الدينية ت�شكل حتري�ضا على التمييز �أو العداوة �أو العنف»‪ .‬ومن �أكرث الو�سائل التي ت�ستخدم لن�شر الفكر املتطرف الذي يحر�ض على‬ ‫الكراهية والعنف هي و�سائل التوا�صل االجتماعي‪ .‬فالبد من تقييد و�صول هذه الأفكار املدمرة والعابرة للحدود اجلغرافية‪ ،‬مع‬ ‫�أهمية جترمي تداولها وحتمل كل م�س�ؤولية يف انت�شارها‪.‬‬ ‫وكما هناك من يبث هذه ال�سموم يف العقول هناك �أي�ضا من يدعم وميول ويروج ويخطط ومثل ه�ؤالء اجلماعات وامل�ؤ�س�سات ال يقلون‬ ‫خطورة عن �أ�صحاب الأفكار املتطرفة‪ ،‬بل قد يكونون �أ�شد خطورة‪.‬‬ ‫البد من تكاتف الدول وتوحيد جهودها يف مكافحة الإرهاب والتطرف يف كافة �أ�شكاله وجتلياته وبكافة ال�سبل – الفكرية واملالية‬ ‫والع�سكرية – والتعامل مع الأ�سباب التي قد ت�ؤدي �إلى تبني الفكر املتطرف واالنخراط يف �صفوف الإرهابيني‪ ،‬مثل الفقر واجلهل‬ ‫وعدم اال�ستقرار‪ .‬وقد كان ملنظمة التعاون الإ�سالمي عدة مبادرات يف هذا الإطار ن�سعى لتفعيلها‪ ،‬مثل قرار جمل�س حقوق الإن�سان‬ ‫الدويل رقم ‪ 16/18‬بعنوان «محاربة التع�صب والقولبة النمطية ال�سلبية والو�صم والتمييز والتحري�ض على العنف وممار�سته �ضد‬ ‫الأ�شخا�ص على �أ�سا�س الدين �أو املعتقد»‪ ،‬و�إن�شاء �إدارة للحوار والتوا�صل ومركز �صوت احلكمة يف الأمانة العامة للمنظمة ملواجهة‬ ‫اخلطاب والفكر املتطرف‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى املبادرات الرائدة لعدد من الدول الأع�ضاء ويف مقدمتهم اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬التي‬ ‫�أ�س�ست مركز امللك عبد اهلل بن عبد العزيز العاملي للحوار بني �أتباع الأديان والثقافات يف دولة النم�سا‪ ،‬ومركز اعتدال يف العا�صمة‬ ‫الريا�ض‪ ،‬و�أي�ض ًا ت�أ�سي�سها التحالف الع�سكري الإ�سالمي ملحاربة الإرهاب التي ر�سمت ا�سرتاتيجيته العامة اخلطوط العري�ضة جتاه‬ ‫محاربة الإرهاب والتطرف بجميع الطرق يف املجاالت الفكرية والإعالمية والع�سكرية والتمويلية‪.‬‬ ‫لقد تعاملت نيوزيلندا‪ ،‬حكومة و�شعبا‪ ،‬مع م�أ�ساة املجزرة التي وقعت يف كراي�ست ت�شري�ش ب�شكل حازم و�إن�ساين‪ ،‬وبدال من �أن تكون‬ ‫جمرد ذكرى لعمل �إرهابي وقع فيها �أ�صبحت مثاال وقدوة لكيفية حتويل الرعب �إلى �سالم‪ ،‬والكراهية �إلى محبة‪ ،‬والعن�صرية �إلى‬ ‫ت�سامح‪ .‬لقد �أظهرت رئي�سة الوزراء‪ ،‬جا�سيندا �آردرن �شجاعة �سيا�سية و�أخالقية نالت بها احرتام وتقدير العامل‪.‬‬ ‫وحتركت املنظمة بعقد اجتماع وزاري طارئ بعد �أ�سبوع من احلادث دعت فيه �إلى عقد دورة خا�صة للجمعية العامة للأمم املتحدة‬ ‫ملناق�شة ظاهرة الإ�سالموفوبيا وهي الدعوة التي �أيدها االحتاد الأوروبي‪ ،‬كما دعت املنظمة �إلى تعيني مقرر خا�ص معني مبكافحة‬ ‫الإ�سالموفوبيا و�إعالن ‪ 15‬مار�س يوما دوليا للت�ضامن �ضد الإ�سالموفوبيا‪ .‬كما �شاركت املنظمة يف املرا�سم الوطنية التي �أقامتها‬ ‫حكومة نيوزيلندا لت�شيع �ضحايا هذا احلادث الإرهابي‪.‬‬ ‫رمبا كان حادث نيوزيلندا‪ ،‬هذا البلد الوديع الآمن‪ ،‬هو ناقو�س اخلطر الذي كان يجب �أن يقرع ليتنبه العامل �أخريا بخطر‬ ‫الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪1‬‬


‫روابط أجهزة المنظمة‬ ‫تصدر عن منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫مدير إدارة اإلعالم‬ ‫وجدي علي سندي‬ ‫رئيسة التحرير‬ ‫مها مصطفى عقيل‬ ‫تصميم واخـراج‬ ‫محمد عبد القادر قلبة‬ ‫المجلس االستشاري‬ ‫السفير طارق بخيت‬ ‫الترجمة‬ ‫هشام خوجلي‬ ‫أمجد حسن علي‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫ص ‪ .‬ب ‪ 178‬جدة ‪21411 :‬‬ ‫هاتف ‪ 6515222 :‬فاكس ‪6512288 :‬‬ ‫حقوق نشر الصور داخل العدد‬

‫األجهزة المتفرعة‬

‫ـ جممع الفقه الإ�سالمي الدويل ‪www.fiqhacademy.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث ا�إحل�صائية واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية ‪www.sesrtcic.org‬‬ ‫ـ مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإ�سالمية (�إر�سيكا) ‪www.ircica.org‬‬ ‫ـ املركز الإ�سالمية لتنمية التجارة ‪www.icdt-oic.org‬‬ ‫ـ اجلامعة الإ�سالمية للتكنولوجيا ‪www.iutoic-dhaka.edu‬‬ ‫ـ �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي ‪www.isf-fsi.org‬‬ ‫المؤسسات واألجهزة المتخصصة‬

‫ـ البنك الإ�سالمي للتنمية ‪www.isdb.org‬‬ ‫ـ وكالة الأنباء الإ�سالمية الدولية (اينا) ‪www.islamicnews.org.sa‬‬ ‫ـ منظمة �إذاعات الدول الإ�سالمية (�إيبو) ‪www.ibu.org‬‬ ‫ـ املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو) ‪www.isesco.org.ma‬‬ ‫ـ الهيئة الإ�سالمية للهالل الدويل ‪www.icic-oic.org‬‬ ‫المؤسسات المنتمية‬ ‫ـ الغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة ‪www.icci-oic.org‬‬ ‫ـ منظمة العوا�صم واملدن الإ�سالمية ‪www.oicc.org‬‬ ‫ـ االحتاد الإ�سالمي ملالكي ال�سفن ‪www.oisaonline.com‬‬ ‫ـ االحتاد العاملي للمدار�س العربية الإ�سالمية الدولية ‪www.wfais.org‬‬ ‫ـ منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون ‪www.icyf.com‬‬ ‫الأكادميية الإ�سالمية العاملية للعلوم ‪www.ias-worldwide.org‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫موقع االلكتروني ‪www.oic-oci.org :‬‬ ‫البريد االلكتروني ‪journal@oic-oci.org :‬‬ ‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بنيويورك‬

‫‪320 East- 51st Street‬‬ ‫‪New York 10022‬‬ ‫‪New York - U.S.A‬‬ ‫‪www.oicun,org‬‬ ‫‪oic@un.int‬‬

‫بعثة المراقبة الدائمة التابعة للمنظمة‬ ‫في مقر األمم المتحدة بجنيف‬ ‫‪ICC-20 Route pre - Bois - Case Postal 1818‬‬ ‫‪CH 1215 Geneve - SUISSE‬‬ ‫‪www.oic - un.org‬‬ ‫‪oic@oci - un.org‬‬

‫برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬ابريل – أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪ 25-20‬ابريل‪ :‬الدورة ‪ 15‬للهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي – مقر الهيئة‪ ،‬جدة‪،‬‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 27-24‬ابريل‪ :‬مهرجان منظمة التعاون الإ�سالمي الثاين – �أبوظبي‪ ،‬الإمارات العربية املتحدة‬ ‫‪ 30-29‬ابريل‪ :‬اجتماع الأمن الفكري – مقدي�شو‪ ،‬ال�صومال‬ ‫‪ 9‬مايو‪ :‬الدورة اال�ستثنائية للم�ؤمتر العام للمنظمة الإ�سالمية للرتبية والثقافة والعلوم – مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‬ ‫‪ 12‬مايو‪ :‬االجتماع الرابع للجنة اال�ست�شارية للمر�أة – مقر املنظمة‪ ،‬جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫مايو‪ :‬الدورة ‪ 14‬مل�ؤمتر القمة الإ�سالمية – مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫‪ 13-12‬يونيو‪ :‬اجتماع تن�سيقي ملناق�شة م�شروع ا�سرتاتيجية املنظمة لتمكني م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة – اجلامعة الإ�سالمية‬ ‫العاملية يف ماليزيا‪ ،‬كواالملبور‪ ،‬ماليزيا‬ ‫‪ 18-17‬يونيو‪ :‬االجتماع الأول ملجموعة العمل امل�ؤقتة مفتوحة الع�ضوية لإعداد م�شروع الأنظمة الداخلية ملنظمة تنمية‬ ‫املر�أة – القاهرة‪ ،‬جمهورية م�صر العربية‬

‫إن اآلراء الواردة في المقاالت المنشورة في هذه المجلة ال‬ ‫تعبر بالضرورة عن وجهة نظر منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫بل هي تمثل آراء ُ‬ ‫الك ّتاب الخاصة بهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتفظ‬ ‫بحق تعديل أي جزد من النص أو مراجعته أو تحريره أو حـذفـه‬ ‫أو إعـادة صياغـته عندما وأينما يبدو ذلك ضروري ًا‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫محتويات العدد‬ ‫تحت المجهر‬ ‫‪ . 4‬‬

‫وزير الخارجية النيوزيلندي‪ :‬عشنا يوم ًا أسود بحادثة «قتل المصلين»‬

‫ملف فلسطين‬ ‫‪ . 6‬‬

‫ترحيب إسالمي بتسلم فلسطين رئاسة الـ ‪77‬‬

‫‪ .8‬‬

‫تراجع التمويل للمنظمات الدولية يزيد حدة التدهور اإلنساني في قطاع غزة‬‬‬‬‬

‫شؤون عالمية‬ ‫‪ .12‬‬

‫االستفتاء في جنوب الفلبين يمنح حكما ذاتيا موسعا لمسلمي البالد‬

‫‪ .15‬‬

‫العثيمين يؤكد على تكامل دور المنظمة والجامعة العربية‬

‫وزراء الخارجية يتحلقون لرسم‬ ‫خارطة طريق االزدهار والتنمية‬

‫‪16‬‬

‫اخبار المنظمة‬ ‫‪ .22‬‬

‫اجتماع فريق اتصال منظمة التعاون اإلسالمي المعني بجامو وكشمير‬

‫‪ .24‬‬

‫اجتماع اللجنة الوزارية عن انتهاكات حقوق االنسان المرتكبة بحق الروهينجيا‬

‫حقوق اإلنسان‬ ‫‪ .32‬‬

‫العالم اإلسالمي يواجه انتقائية في مجال حقوق اإلنسان‬

‫صوت الحكمة وجامعة نايف‪:‬‬ ‫دراسة إطالق برنامج دراسي‬ ‫جامعي لمكافحة التطرف‬ ‫واإلرهاب‬

‫‪28‬‬

‫شؤون ثقافية‬ ‫‪ . 40‬‬

‫تونس عاصمة الثقافة اإلسالمية لعام ‪2019‬‬

‫شؤون األسرة‬ ‫‪ . 46‬‬

‫العثيمين يؤكد على أهمية استراتيجية المنظمة بشأن تحسين الرفاه للمسنين‬

‫‪ . 48‬‬

‫اجتماع لـ «التعاون اإلسالمي» في األمم المتحدة يقترح تدابير ملموسة لتعزيز قدرات النساء‬

‫اقتصاد‬ ‫‪ .53‬‬

‫المنظمة تبحث تطورات التعاون في مجال العمل والحماية االجتماعية‬

‫‪ .58‬‬

‫البنك اإلسالمي يعقد صفقة لدعم أهداف التنمية المستدامة والعلماء الالجئين‬

‫مهرجان منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي‬

‫‪34‬‬

‫آراء‬ ‫‪ .11‬‬ ‫‪ .29‬‬

‫من الباغوز إلى كرايس تشيرش هل دشنت الموجة الخامسة للتطرف؟‬

‫‪.64‬‬

‫ التطرف والتسامح‪...‬بين شد وجذب‬

‫المتقاعدون‪ :‬الراحلون على صهوات اإلنجاز‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫تقدم جائزة «السالم‬ ‫والتعايش» في بوركينا فاسو‬

‫‪50‬‬

‫مؤسسات «التعاون‬ ‫اإلسالمي» تتعهد لتنفيذ‬ ‫برنامج المنظمة للعلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار ‪2026‬‬

‫‪51‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪3‬‬


‫تـحـت المجهر‬

‫وزير الخارجية النيوزيلندي‪ :‬عشنا يومًا أسود بحادثة «قتل المصلين»‬

‫اجتماع «التعاون اإلسالمي» يدعو إلعالن‬ ‫«اإلسالموفوبيا» شك ًال من أشكال العنصرية‬ ‫دعت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ب�شكل ر�سمي خالل االجتماع‬ ‫الطارئ املفتوح الع�ضوية على م�ستوى وزراء اخلارجية‬ ‫وا�ست�ضافته مدينة �إ�سطنبول الرتكية ‪ 22‬مار�س ‪،2019‬‬ ‫الأمم املتحدة �إلى عقد دورة خا�صة للجمعية العامة من �أجل‬ ‫�إعالن الإ�سالموفوبيا «�شك ًال من �أ�شكال العن�صرية»‪ ،‬وتعيني‬ ‫مقرر خا�ص معني مبكافحة الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫وطالبت املنظمة يف بيانها اخلتامي‪ ،‬مفو�ض الأمم املتحدة‬ ‫حلقوق الإن�سان �إحداث مر�صد يعُني ب�أعمال الكراهية‬ ‫والعداء والعنف الديني �ضد امل�سلمني‪ ،‬ودعوة الأمم املتحدة‬ ‫وغريها من املنظمات الإقليمية والدولية �إلى �إعالن ‪15‬‬ ‫مار�س يوم ًا دولي ًا للت�ضامن �ضد اال�سالموفوبيا‪ ،‬كما قدم‬ ‫املجتمعون الطلب من الأمني العام للمنظمة بالتوا�صل‬ ‫مع �آليات الأمم املتحدة لتو�سيع نطاق القرار‪ 1267‬ب�ش�أن‬ ‫العقوبات لي�شمل الأفراد والكيانات املرتبطة باملجموعات‬ ‫العرقية املتطرفة‪.‬‬ ‫وي�أتي التحرك الإ�سالمي كرد فعل على حادثة االعتداء‬ ‫الإرهابي الذي �شنه �أحد املتطرفني �ضد امل�صلني يف‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫م�سجدين بنيوزيلندا مار�س ‪ ،2019‬و�أدى �إلى ا�ست�شهاد‬ ‫‪ 50‬م�صلي ًا و�إ�صابة الع�شرات‪ ،‬و�ألقى الرئي�س الرتكي رجب‬ ‫طيب �أردوغان كلمة خالل جل�سة االفتتاح‪ ،‬حذر فيها من‬ ‫ت�صاعد الإ�سالموفوبيا وانت�شاره يف املجتمعات‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن‬ ‫حادثة نيوزيلندا «قد تعود جمدد ًا �إن مل يتم التحرك �ضد‬ ‫م�سبباتها»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قدم الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني يف كلمته �أمام االجتماع‬ ‫تعازيه لأ�سر ال�ضحايا «الذين �سقطوا بيد الغدر والإرهاب‬ ‫يف م�سجدين يف نيوزيلندا» وعرب عن تقديره جلهود حكومة‬ ‫نيوزيلندا‪ ،‬واحتوائها للمجتمع الإ�سالمي يف بالدها يف حلظة‬ ‫حا�سمة‪ ،‬مما كان محل تقدير �شعوب العامل من م�سلمني‬ ‫وغريهم”‪.‬‬ ‫و�أكد �أن الدول الأع�ضاء يف املنظمة «�أدركت خطورة‬ ‫الإرهاب‪ ،‬ورددت على م�سامع العامل �أن الإرهاب ال دين له وال‬ ‫وطن‪� ،‬إذ عُ قد يف الأمم املتحدة اجتماع عايل امل�ستوى للحوار‬ ‫بني الأديان والثقافات واحل�ضارات مببادرة من اململكة‬

‫العربية ال�سعودية‪ ،‬ومت ت�أ�سي�س مركز امللك عبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز العاملي للحوار بني �أتباع الأديان والثقافات يف دولة‬ ‫النم�سا‪ ،‬وقد تب َّنت اململكة العربية ال�سعودية و�شقيقاتها من‬ ‫الدول الإ�سالمية عدة مبادرات لالعتدال ومكافحة التطرف‬ ‫عموم ًا‪ ،‬ومن ذلك ت�أ�سي�س مركز اعتدال يف اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬وهداية يف دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬وجهود‬ ‫العديد من الدول‪ ،‬كجمهورية م�صر العربية‪ .‬وكذلك عمل‬ ‫�إدارة احلوار والتوا�صل و�صوت احلكمة يف الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫ودعا العثيمني �إلى مواجهة خطابات التع�صب والعن�صرية‪،‬‬ ‫وقال‪�« :‬إن التع�صب يع ّر�ض ال�سلم والأمن العامليني للخطر‬ ‫يف عاملنا اليوم‪ ،‬و�إن الإ�سالم وامل�سلمني يف كثري من الدول‬ ‫يتعر�ضون للت�شويه‪ ،‬دين ًا و�إن�سان ًا»‪ ،‬م�ؤكد ًا �أن «العامل م�صدوم‬ ‫ب�أ�سره بالأعمال الوح�شية التي ارتكبها �أحد الإرهابيني‬ ‫اليمينيني»‪.‬‬ ‫ولفت �إلى �أن احلادث الإرهابي «الب�شع قد بعث بر�سالة قوية‬ ‫للعامل ولنا جميعا‪ ،‬مفادها �أن خطاب الكراهية والتع�صب‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تحت المجهر‬ ‫والإ�سالموفوبيا بات خطر ًا وا�ضحا يهدد �أمن املجتمعات‬ ‫امل�ستقرة‪ ،‬و�أن ما حدث ي�ؤكد �أن الإرهاب لي�س له دين �أو عرق‬ ‫�أو جن�سية»‪ ،‬وتابع‪�« :‬إذا مل يتم جلمه ب�شكل عاجل وفاعل؛‬ ‫ف�إن الفو�ضى �ست�ضرب بلدان ًا م�ستقرة وترعب الآمنني‪ ،‬والبد‬ ‫من وجود ت�شريعات حازمة يف الف�ضاء الإلكرتوين الذي‬ ‫حت ّول �ساحة لتفريخ الأفكار املتطرفة»‪.‬‬ ‫من جانبه �أكد وزير اخلارجية النيوزيلندي وين�ستون بيرتز‬ ‫خالل االجتماع‪� ،‬أن بالده «عا�شت يوم ًا �أ�سود يف تاريخها‬ ‫بعد هذه احلادثة الإرهابية التي عا�شتها»‪ ،‬م�شددا على‬ ‫�أن االجتماع الوزاري يعقد و�سط ظروف �صعبة للرد على‬

‫هذا احلادث الإرهابي‪ ،‬و�أن ال�شخ�ص الذي نفذ العملية‬ ‫وجاء من خارج نيوزيلندا �سيواجه «�أق�صى العقوبات‬ ‫و�سيتعر�ض للعزلة طوال حياته»‪ .‬و�أكد الوزير النيوزيلندي‬ ‫�أن التحقيقات م�ستمرة ومت تعديل بع�ض الإجراءات ل�ضمان‬ ‫عدم تكرار احلادثة هذه م�ستقب ًال‪ ،‬م�شيد ًا بتفاعل املواطنني‬ ‫النيوزيلنديني وتعاطفهم مع �أ�سر ال�ضحايا وت�أكيدهم على‬ ‫وحدتهم بعد �أن �أراد هذا العمل اجلبان زعزعة ا�ستقرارهم‪.‬‬ ‫والتقى الأمني العام بوزير اخلارجية بيرتز على هام�ش‬ ‫االجتماع و�أ�شاد بالتعامل ال�سريع من قبل احلكومة مع‬ ‫املوقف �أمني ًا و�إن�ساني ًا و�شعبي ًا‪.‬‬

‫و�أعلن البيان اخلتامي تقدير املجتمعني ملوقف خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز يف �أعقاب‬ ‫الهجوم الإرهابي يف نيوزيلندا‪ ،‬كما رحبوا بزيارات الوفود‬ ‫الإ�سالمية التي قامت بها الدول الأع�ضاء �إلى نيوزيلندا من‬ ‫�أجل �إبراز الت�ضامن مع املجتمع امل�سلم‪.‬‬ ‫وطالبوا ب�إيجاد �إجراءات لوقف «الكراهية �ضد امل�سلمني»‬ ‫والت�صدي مبنهجية لهذه الآفة‪ ،‬والتن�سيق مع �إدارات‬ ‫من�صات التوا�صل الإجتماعي لوقف �أي محتوى يحر�ض على‬ ‫العنف والكراهية �ضد امل�سلمني»‪.‬‬

‫العثيمين‪ :‬حادثة نيوزيلندا اإلرهابية صدمت المسلمين‬

‫يف ‪ 36‬دقيقة فقط من بعد ظهر اجلمعة ‪ 15‬مار�س ‪ 2019‬قتل‬ ‫�إرهابي عن�صري ‪ 50‬م�سلما يف م�سجدين يف مدينة كراي�س‬ ‫ت�شري�ش فيما جرح الع�شرات‪ .‬جرمية هزت العامل يف بلد‬ ‫ي�صفه املهاجرون امل�سلمون بجنة على الأر�ض وتبلغ ن�سبتهم‬ ‫فيه حوايل ‪ 1‬يف املائة فقط من جمموع عدد ال�سكان البالغ‬ ‫‪ 5‬ماليني ن�سمة‪.‬‬ ‫ومبجرد وقوع الهجوم الإرهابي تقاطرت الإدانات من كل‬ ‫�أ�صقاع العامل‪ ،‬من دول ومنظمات دولية وم�ؤ�س�سات دينية‪،‬‬ ‫كما نظم النيوزيلنديون حكومة و�شعبا عدة مبادرات‬ ‫للتخفيف عن �أ�سر ال�شهداء والتعبري عن الت�ضامن‪ ،‬مثل بث‬ ‫الأذان وارتداء احلجاب وجمع التربعات‪ ،‬وتكررت م�شاهد‬ ‫الت�ضامن يف �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫دان الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف‬ ‫بن �أحمد العثيمني‪ ،‬ب�أ�شد العبارات الهجوم الإرهابي ال�شنيع‬ ‫وقال‪� :‬إن هذه اجلرمية الوح�شية �صدمت جميع امل�سلمني‬ ‫يف �أنحاء العامل كافة و�آملت م�شاعرهم‪ ،‬ومثلت حتذيرا‬ ‫�آخر من الأخطار اجللية التي متثلها الكراهية والتع�صب‬ ‫والإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�أوفد العثيمني وفدا رفيع امل�ستوى من الأمانة العامة ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف املرا�سم الوطنية التي �أقامتها حكومة‬ ‫نيوزيلندا ‪ 29‬مار�س ‪ ،2019‬لت�أبني ال�ضحايا اخلم�سني من‬ ‫امل�سلمني الأبرياء الذي ق�ضوا �أثناء ت�أديتهم �صالة اجلمعة‪.‬‬ ‫وقدم وفد املنظمة واجب العزاء نيابة عن الأمني العام‬ ‫للمنظمة‪ ،‬معرب ًا عن وقوف منظمة التعاون الإ�سالمي مع‬ ‫حكومة نيوزيلندا وذوي ال�شهداء يف هذه الأيام الع�صيبة‪.‬‬ ‫و�شارك �أي�ضا يف مرا�سم الت�أبني التي حملت �شعار «كلنا‬ ‫واحد»‪ ،‬ح�شود �شعبية كبرية ووفود ر�سمية من ‪ 59‬دولة‬ ‫وممثلون من املنظمات الدولية‪ ،‬وذلك بح�ضور رئي�سة‬ ‫الوزراء‪ ،‬جا�سيندا �آردرن‪ ،‬التي �أكدت �أن بالدها «�ستظل‬ ‫تتذكر دموع �شعبها والعزمية اجلديدة التي مت ت�شكيلها‬ ‫عقب املجزرة»‪ .‬وقالت «خالل الأ�سبوعني املا�ضيني �سمعنا‬ ‫ق�ص�ص �أولئك الذين ت�أثروا بهذا الهجوم الإرهابي‪ ..‬كانت‬ ‫ق�ص�صا �شجاعة‪ ،‬وق�ص�ص �أولئك الذين ولدوا هنا ون�ش�أوا‬ ‫هنا‪� ،‬أو الذين جعلوا من نيوزيلندا وطنهم»‪ .‬واختتمت رئي�سة‬ ‫الوزراء كلمتها ب�أن «العن�صرية والعنف والإرهاب والكراهية‬ ‫موجودة يف كل مكان‪ ،‬لكن لي�س مرحبا بها يف نيوزيلندا»‪.‬‬

‫والتقى وفد املنظمة ذوي ال�شهداء الذين ح�ضروا مرا�سم‬ ‫الت�أبني و�شاطرهم م�شاعرهم و�أحزانهم‪ .‬كما التقى الوفد‬ ‫امل�س�ؤولني النيوزيلنديني ونقل تقدير الأمني العام للمنظمة‬ ‫للجهود التي تبذلها رئي�سة وزراء نيوزيلندا منذ وقوع املجزرة‬ ‫ووقوفها �إلى جانب ذوي ال�ضحايا وت�ضامنها مع املجتمع‬ ‫امل�سلم يف بالدها‪.‬‬ ‫وقد �أقيمت �صالة الغائب يف امل�سجد احلرام وامل�سجد النبوي‬ ‫على الذين ا�ست�شهدوا يف احلادثة الإرهابية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪5‬‬


‫مـلـف فلسطين‬

‫ترحيب إسالمي بتسلم فلسطين رئاسة الـ ‪77‬‬

‫رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي بتويل دولة فل�سطني‬ ‫ر�سميا رئا�سة جمموعة الـ ‪ 77‬وال�صني يف يناير‪ ،‬م�ؤكدة‬ ‫�أن هذا الإجناز التاريخي من �ش�أنه تر�سيخ مكانة فل�سطني‬ ‫ال�سيا�سية والقانونية على ال�ساحة الدولية‪ ،‬وحقها يف �أن‬ ‫تتمتع بالع�ضوية الكاملة يف الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني عن تهنئته لفخامة رئي�س دولة فل�سطني على‬

‫تر�ؤ�سه الدورة احلالية للمجموعة‪ ،‬م�ؤكد ًا ثقته يف قدرة‬ ‫دولة فل�سطني على القيام بواجباتها وم�س�ؤولياتها بكل‬ ‫فاعلية وم�س�ؤولية واقتدار‪ .‬كما جدد‪ ،‬يف الوقت ذاته‪،‬‬ ‫الت�أكيد على م�ساندة املنظمة جهود القيادة الفل�سطينية‬ ‫الرامية �إلى متكني دولة فل�سطني من ممار�سة حقها يف‬ ‫االن�ضمام للمنظمات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬حلماية ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬وتثبيت حقوقه الوطنية امل�شروعة والدفاع‬

‫عنها‪ ،‬وجت�سيد ا�ستقالل دولة فل�سطني ذات ال�سيادة على‬ ‫حدود عام ‪ 1967‬وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وكان الرئي�س الفل�سطيني محمود عبا�س‪ ،‬قد ت�سلم‬ ‫يف حفل �أقيم يف مقر اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪،‬‬ ‫يف منت�صف يناير املا�ضي‪ ،‬رئا�سة “جمموعة الـ‪+ 77‬‬ ‫ال�صني”‪ ،‬لعام ‪ .2019‬و�أكد الرئي�س عبا�س يف حفل ت�سلم‬ ‫رئا�سة املجموعة‪�“ ،‬أن دولة فل�سطني لن تدخر جهدا يف‬ ‫�ضمان العمل اجلماعي من �أجل البناء على ما �أجنزته‬ ‫املجموعة على مدار ‪ 55‬عاما”‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن “ت�سلم رئا�سة املجموعة بال �شك م�س�ؤولية‬ ‫كبرية �ستتحملها دولة فل�سطني بكل توا�ضع و�إخال�ص‬ ‫وتفان‪� ،‬إلى جانب االلتزام والت�صميم القوي دفاعا عن‬ ‫م�صالح املجموعة وتعزيز مواقف دولها الأع�ضاء يف‬ ‫الأمم املتحدة”‪.‬‬ ‫و�أكد الرئي�س الفل�سطيني‪ ،‬على �أن تعزيز الأمن وال�سالم‬ ‫يف منطقة ال�شرق الأو�سط‪� ،‬سيفتح املجال وا�سعا �أمام‬ ‫حتقيق تنمية م�ستدامة وم�ستقرة جلميع دول املنطقة‪،‬‬ ‫وفق االتفاقيات واملعاهدات الدولية‪ .‬و�شدد على �أن‬ ‫“موا�صلة اال�ستيطان واالحتالل الإ�سرائيلي لأر�ض دولة‬ ‫فل�سطني يعيق برامج التنمية والتعاون والربط الإقليمي‬ ‫جلميع �شعوب املنطقة”‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تدين اعتداءات «عوفر»‬ ‫وتحمل اسرائيل مسؤولية استشهاد أسير‬ ‫ّ‬

‫دانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة االعتداءات التي‬ ‫تعر�ض لها الأ�سرى الفل�سطينيون خا�صة يف معتقل عوفر‪،‬‬ ‫والتي �أدت �إلى �إ�صابة الع�شرات منهم‪ ،‬و�أكدت وقوفها‬ ‫الدائم �إلى جانبهم من �أجل �إي�صال ر�سالتهم و�صوتهم‬ ‫ومعاناتهم �إلى العامل �أجمع‪ ،‬وم�ساندة حقهم يف احلرية‬ ‫والعدالة والكرامة‪.‬‬ ‫ودعت الأمانة العامة للمنظمة املجتمع الدويل �إلى التدخل‬ ‫من �أجل ال�ضغط على �إ�سرائيل‪ ،‬قوة االحتالل‪ ،‬لوقف هذه‬ ‫الإجراءات التع�سفية وعمليات التنكيل والقمع التي ترتكب‬ ‫بحق الأ�سرى الفل�سطينيني‪ ،‬و�ضمان معاملتهم مبوجب‬ ‫قواعد القانون الدويل والقانون الدويل الإن�ساين‪.‬‬ ‫وكانت هيئة �ش�ؤون الأ�سرى واملحررين الفل�سطينيني قد‬ ‫�أكدت �أن م�صلحة �سجون االحتالل الإ�سرائيلية اقتحمت‬ ‫�سجن عوفر وقمعت الأ�سرى الفل�سطينيني املوجودين داخله‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫وقالت الهيئة يف بيان لها‪� ،‬إن” قوات القمع الإ�سرائيلية‬ ‫التابعة لإدارة �سجون االحتالل وا�صلت عمليات القمع‬ ‫والتنكيل واالقتحام لعدة �أق�سام يف �سجن عوفر‪ ،‬و�سط‬ ‫حالة من التوتر والغليان“‪� .‬إال �أنه ويف وقت الحق‪� ،‬أكدت‬ ‫الهيئة‪ ،‬انتهاء جل�سة احلوار ما بني الأ�سرى مب�شاركة‬ ‫الهيئات القيادية يف جميع املعتقالت و�إدارة معتقل عوفر‪،‬‬ ‫بعد التو�صل التفاق ب�إلغاء العقوبات التي كانت تنوى الإدارة‬ ‫فر�ضها بحق املعتقلني‪.‬‬ ‫وقالت الهيئة‪� ،‬إن االتفاق جاء بعدما �أجرب ممثلو الأ�سرى‬ ‫�إدارة املعتقل‪ ،‬على الرتاجع عن فر�ض �سل�سلة من العقوبات‬ ‫على الأ�سرى‪ ،‬والتي كانت تتمثل بعقد محاكمات لهم يف‬ ‫الغرف التي مت حرقها يف �أق�سام (‪ )15‬و(‪ ،)11‬وفر�ض‬ ‫عقوبة بال�سجن الفعلي عليهم ملدة ‪� 4‬سنوات وغرامة مالية‬ ‫بقيمة ‪� 40‬ألف �شيقل (الدوالر يعادل ‪� 3,6‬شيقل)‪� ،‬إ�ضافة‬

‫�إلى حرمان الأ�سرى من الزيارة و”الكنتينا” ملدة �شهرين‪.‬‬ ‫و�أدانت منظمة التعاون الإ�سالمي ب�شدة ا�ست�شهاد اال�سري‬ ‫الفل�سطيني فار�س بارود‪ ،‬يف �سجون االحتالل اال�سرائيلي‪،‬‬ ‫وحملت �إ�سرائيل امل�س�ؤولية الكاملة عن وفاته التي جاءت‬ ‫ّ‬ ‫نتيجة ما يتعر�ض له الأ�سرى الفل�سطينيون من �إجراءات‬ ‫تع�سفية‪ ،‬ومعاملة غري �إن�سانية‪ ،‬وحرمان من احلقوق‬ ‫الأ�سا�سية التي كفلتها لهم االتفاقيات واملواثيق الدولية ذات‬ ‫ال�صلة‪.‬‬ ‫كما دانت املنظمة قرار �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫باقتطاع مخ�ص�صات عائالت الأ�سرى وال�شهداء واجلرحى‬ ‫الفل�سطينيني من عائدات ال�ضرائب الفل�سطينية‪ ،‬واعتب‬ ‫�أن هذا الإجراء يعد قر�صنة وعقاب ًا جماعي ًا لأبناء ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬وي�شكل انتهاك ًا للقانون الدويل واللتزامات‬ ‫ا�سرائيل‪� ،‬سلطة االحتالل‪ ،‬مبوجب االتفاقيات املوقعة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫المنظمة تدين إنهاء عمل بعثة الوجود الدولي‬ ‫في مدينة الخليل واالعتداءات على األقصى‬ ‫دانت منظمة التعاون الإ�سالمي قرار حكومة االحتالل‬ ‫الإ�سرائيلي يف فرباير �إنهاء مهمة بعثة الوجود الدويل‬ ‫امل�ؤقت مبدينة اخلليل يف دولة فل�سطني‪ ،‬معتربة �أن هذا‬ ‫الإجراء خرق التفاقيات جنيف وقرارات ال�شزعية الدوليه‪.‬‬ ‫‪‎‬وحذرت الأمانة العامة للمنظمة‪ ،‬من خطورة هذا القرار‬ ‫الإ�سرائيلي الذي ي�شكل انتهاك ًا لالتفاقيات املوقعة‬ ‫وقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة ال �سيما القرار ‪904‬‬ ‫ال�صادر عن جمل�س الأمن الدويل بعد جمزرة احلرم‬ ‫الإبراهيمي املروعة عام ‪ ،1994‬داعية املجتمع الدويل‬ ‫�إلى �إبقاء بعثة الوجود الدويل وتوفري احلماية الدولية‬ ‫لل�شعب الفل�سطيني واتخاذ التدابري الالزمة لو�ضع‬ ‫حد لالنتهاكات واالعتداءات التي يرتكبها امل�ستوطنون‬ ‫الإ�سرائيليون وقوات االحتالل الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫كما �أدانت املنظمة ب�شدة اقتحام قوات االحتالل‬

‫الإ�سرائيلي للم�سجد الأق�صى املبارك يف فرباير‪ ،‬والإقدام‬ ‫على �إغالق باب الرحمة‪ ،‬واالعتداء بوح�شية على امل�صلني‬ ‫وانتهاك‬ ‫يف باحاته‪ ،‬يف ا�ستفزاز مل�شاعر الأمة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫�صارخ للقرارات واملواثيق الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫و�أكدت املنظمة جمدد ًا �أن امل�سجد الأق�صى املبارك هو‬ ‫مكان عبادة خا�ص بامل�سلمني وحدهم‪ ،‬وحملت �إ�سرائيل‪،‬‬ ‫امل�س�ؤولية الكاملة عن تبعات ا�ستمرار هذه االعتداءات‬ ‫املتكررة التي تغذي ال�صراع الديني والتطرف وحالة عدم‬ ‫اال�ستقرار يف املنطقة‪.‬‬ ‫من جهة اخرى‪ ،‬دانت الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي اعتداءات �إ�سرائيل‪ ،‬وممار�ساتها �ضد الرموز‬ ‫الدينية يف مدينة القد�س و�إقدامها على اعتقال و�إبعاد‬ ‫ف�ضيلة ال�شيخ عبد العظيم �سلهب‪ ،‬رئي�س جمل�س �أوقاف‬ ‫القد�س ونائبه ال�شيخ ناجح بكريات وعدد كبري من‬

‫الن�شطاء الفل�سطينيني يف مدينة القد�س املحتلة‪ ،‬والتي‬ ‫ت�أتي ا�ستمرار ًا ل�سيا�سات التهويد التي ت�ستهدف مدينة‬ ‫القد�س املحتلة وترهيب �أهلها املرابطني‪.‬‬ ‫كما دانت املنظمة م�صادقة �سلطات االحتالل الإ�سرائيلي‬ ‫على بناء ‪ 4416‬وحدة ا�ستيطانية جديدة يف مدينة القد�س‬ ‫املحتلة‪ ،‬م�ؤكدة �أن كل امل�ستوطنات الإ�سرائيلية املقامة على‬ ‫�أر�ض دولة فل�سطني املحتلة تعترب غري �شرعية مبوجب‬ ‫القانون الدويل وقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪،‬‬ ‫ال�سيما القرار رقم ‪ 2334‬ال�صادر عن جمل�س الأمن‬ ‫الدويل بتاريخ ‪ 23‬دي�سمرب ‪2016‬م‪ .‬ودعت املنظمة‪ ،‬يف‬ ‫الوقت نف�سه‪ ،‬املجتمع الدويل‪ ،‬وخا�صة جمل�س الأمن‬ ‫الدويل‪� ،‬إلى �إنفاذ قراراته وممار�سة م�س�ؤولياته جتاه حمل‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬ال�سلطة القائمة باالحتالل‪ ،‬على وقف انتهاكاتها‬ ‫املتتالية وااللتزام بقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪.‬‬

‫وفد من البنك اإلسالمي للتنمية يتفقد عددا من المشاريع الزراعية في الضفة‬ ‫تفقد وفد من البنك الإ�سالمي للتنمية خالل زيارة له الى‬ ‫فل�سطني يف ‪ 4‬مار�س‪ ،‬عددا من امل�شاريع الزراعية التي قام‬ ‫بتنفيذها م�ؤخر ًا يف محافظات ال�ضفة الغربية‪ ،‬والتي تهدف‬ ‫�إلى دعم املزارعني وتعزيز �صمودهم وثباتهم على �أر�ضهم‪.‬‬ ‫و�ضم الوفد الدكتور زاهر الرباعي من �إدارة تقييم العمليات‪،‬‬ ‫الدكتور عبد احلميد محمد ب�شري‪� ،‬أخ�صائي تقييم العمليات‬ ‫يف البنك اال�سالمي للتنمية‪ ،‬واملهند�س �شوكت �صر�صور‪.‬‬ ‫ورافق الوفد خالل جولته الدكتور عز الدين �أبو عرقوب‪،‬‬ ‫مدير عام العالقات الدولية ومن�سق ال�صناديق العربية يف‬ ‫وزارة الزراعة‪ ،‬ومدراء زراعة اخلليل‪ ،‬بيت حلم‪ ،‬وجنني‪،‬‬ ‫وقباطية‪ ،‬ومدير املركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور‬ ‫زياد ف�ضة‪.‬‬ ‫ومت خالل اجلولة �إطالع وفد البنك على الإجنازات‬

‫وامل�شاريع احليوية التي مت تنفيذها بتمويل من الهيئة العربية‬ ‫لال�ستثمار واالمناء الزراعي وب�إدارة البنك اال�سالمي‬ ‫للتنمية‪.‬‬ ‫و�أكد �أبو عرقوب �أهمية الدور الريادي ل�صندوق الأق�صى‬ ‫والبنك الإ�سالمي للتنمية يف دعم ورعاية م�صالح ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬حيث مت من خاللهما متويل عدد من امل�شاريع‬ ‫اخلا�صة بالقطاع الزراعي‪.‬‬ ‫ويف نهاية الزيارة ا�صطحب الوفد بجولة ميدانية ملركز‬ ‫البحوث الزراعية يف قباطية‪ ،‬حيث مت �إطالعهم على‬ ‫الأجهزة اجلديدة احلديثة مل�شروع بنك اجلينات املمول من‬ ‫الهيئة العربية لال�ستثمار واالمناء الزراعي‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫�سي�ساعد يف حت�سني الأداء العام للعاملني يف جمال االبحاث‬ ‫الزراعية واحلفاظ على الأ�صول الوراثية للرثوة النباتية‬

‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫كما زار الوفد محافظتي بيت حلم واخلليل واطلع على‬ ‫م�شاريع اال�ست�صالح والطرق الزراعية‪ ،‬وكذلك زار �سد بني‬ ‫نعيم الرتابي �ضمن برنامج احل�صاد املائي‪ .‬ويف محافظة‬ ‫جنني زار الوفد م�شروع التنمية الريفية املتكاملة ملرج �صانور‬ ‫واطلع على ما مت اجنازه من برك ترابية وا�ست�صالح و�آبار‬ ‫جمع ملياه الأمطار‪ ،‬وا�ستكماال للجولة زار الوفد بركة عرابة‬ ‫الرتابية‪.‬‬ ‫كما التقى وفد البنك الإ�سالمي للتنمية الدكتور �سفيان‬ ‫�سلطان وزير الزراعة‪ ،‬ووكيل الوزارة املهند�س عبد اهلل‬ ‫حللوح‪ ،‬والدكتور محمد ا�شتية محافظ فل�سطني يف البنك‬ ‫اال�سالمي التنمية‪ ،‬والدكتور نا�صر قطامي م�ست�شار رئي�س‬ ‫الوزراء لل�صناديق العربية والإ�سالمية‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تدين االعتراف األميركي بالسيادة اإلسرائيلية على الجوالن المحتل‬ ‫دانت منظمة التعاون الإ�سالمي اعرتاف الإدارة الأمريكية‬ ‫بال�سيادة الإ�سرائيلية على ه�ضبة اجلوالن ال�سورية املحتلة‪،‬‬ ‫واعتربت �أن هذا القرار ي�أتي يف �إطار تكري�س الأمر الواقع‪،‬‬ ‫و�شرعنة االحتالل الإ�سرائيلي له�ضبة اجلوالن‪ ،‬م�ؤكدة‬ ‫�أن هذا الإجراء ميثل مخالفة �صريحة للقانون الدويل‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وقرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪ ،‬ال �سيما قراريْ املتحدة ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫جمل�س الأمن ‪ 242‬لعام ‪ ،1967‬و‪ 497‬لعام ‪1981‬م‪.‬‬ ‫وحثت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي جميع‬ ‫و�أكدت الأمانة العامة �أن القرار الأمريكي ال يغري من دول العامل على احرتام قرارات ال�شرعية الدولية‪ ،‬وعدم‬ ‫الو�ضع القانوين له�ضبة اجلوالن ال�سورية باعتبارها �أر�ض ًا االعرتاف ب�أي من التدابري واالجراءات التي تخالفها فيما‬ ‫عربية �سورية محتلة‪ ،‬وفق ًا للقانون الدويل وقرارات الأمم يخ�ص ه�ضبة اجلوالن ال�سورية املحتلة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪7‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫تراجع التمويل للمنظمات الدولية يزيد حدة التدهور اإلنساني في قطاع غزة‬‬‬‬‬

‫غزة ــ (د ب �أ)‬ ‫يهدد تراجع م�ستوى التمويل للمنظمات‬ الدولية بزيادة‬ ‫حدة التدهور يف الأو�ضاع الإن�سانية يف قطاع غزة املحا�صر‬‬ ‫�إ�سرائيليا منذ �أكرث من ‪ 11‬عاما‪ ‬ .‬ويقول رئي�س اللجنة‬ ‫ال�شعبية ملواجهة احل�صار على قطاع غزة‪ ،‬جمال اخل�ضري‬ ‫�إن‬ التحديات تت�ضاعف ب�شكل غري م�سبوق يف العام ‪2019‬‬ ‫بالن�سبة للأو�ضا ‬ع الإن�سانية ل�سكان القطاع نتيجة تراجع‬ ‫التمويل الدويل الإن�ساين‪‬.‬‬ ‫ويو�ضح اخل�ضري �أن قطاع غزة مير ب�أو�ضاع‬ م�أ�ساوية‬ ‫اقت�صادي ًا و�إن�ساني ًا ب�شكل غري م�سبوق جراء احل�صار‬ ‫الإ�سرائيل ‬ي امل�ستمر واملمنهج الذي يهدف ب�شكل �أ�سا�سي �إلى‬ ‫�ضرب االقت�صاد املحلي‪ ‬.‬وبح�سب اخل�ضري ارتفعت معدالت‬ ‫البطالة بني ال�شباب يف قطاع غزة �إلى قرابة‬ ‪ 65‬يف املائة‪،‬‬ ‫يف الوقت الذي اغلقت فيه مئات املحال التجارية وامل�صانع‬‬ ‫والور�ش �أبوابها ب�شكل كامل‪ ،‬يف تطور غري م�سبوق يف لت�أثري‬ ‫على الرتاجع‬ االقت�صادي‪ ‬.‬وي�ضيف �أن معدل دخل الفرد‬ ‫يف املائة يعي�شون‬ ‫اليومي و�صل �إلى �أقل من دوالرين‪ ،‬فيما ‪‬ 85‬‬ ‫حتت خط الفقر‪ ،‬ما �ضاعف املعاناة و�أنهك الأ�سر‪ ،‬وقل�ص‬ ‫فر�ص‬ احل�صول على احتياجاتها الأ�سا�سية نتيجة للم�ؤ�شرات‬ ‫اخلطرية ملعدالت الفق ‬ر والبطالة التي تت�صاعد ب�شكل كبري‬ ‫وتعد يف معظمها الأ�سو�أ عامليا‪‬.‬‬ ‫ويعزو مراقبون التدهور االقت�صادي املتفاقم يف قطاع غزة‬ ‫�إلى احل�صار‬ الإ�سرائيلي‪ ،‬خا�صة منع دخول مئات ال�سلع‬ ‫�إلى القطاع‪� ،‬أهمها املواد اخلا ‬م الالزمة لل�صناعة‪ ،‬ما �أدى‬ ‫‪8‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫لت�ضرر حوايل ‪ 90‬يف املائة من امل�صانع‪ ،‬وفاقم معاناته ‬ا‬ ‫ب�سبب ت�أثريات احل�صار الذي قل�ص ب�شكل كبري ال�سيولة‬ ‫لدى ال�سكان لقلة الدخل‪ ،‬نتيجة تعطل قرابة ‪� 300‬ألف‬ ‫عامل‪� ،‬إ�ضافة لآالف اخلريجني‪‬.‬‬ ‫ويعتمد نحو ‪ 70‬يف املائة من �سكان قطاع غزة البالغ عددهم‬ ‫�أكرث من مليوين ن�سمة‪ ،‬على تلقي م�ساعدات من وكالة الأمم‬ ‫املتحدة لغوث وت�شغيل الالجئني الفل�سطينيني‬ (�أونروا)‪.‬‬ ‫لكن الوكالة الدولية تواجه �أزمة مالية تقول �إنها متثل لها‬ ‫حتدي ًا وجودي ً‬ا بفعل وقف الواليات املتحدة الأمريكية تقدمي‬ ‫مبلغ ‪ 360‬مليون دوالر �سنويا‬ للوكالة‪� ،‬إ�ضافة �إلى تراجع‬ ‫التمويل من دول �أخرى‪ ‬.‬وتقدر املوازنة املالية لأونروا مببلغ‬

‫مراقبون‪:‬‬ ‫منع دخول مئات‬ ‫السلع إلى القطاع‬ ‫أدى لتضرر المصانع‬ ‫وتأثير الحصار اإلسرائيلي‬ ‫قلص السيولة لدى‬ ‫السكان بشكل كبير‬

‫مليار و‪ 200‬مليون دوالر و�سيكو ‬ن توفري املبلغ املطلوب محل‬ ‫م�صاعب هائلة بعد �أن و�صل العجز املايل للوكالة الدولية‬ ‫عام‬ ‪� 2018‬إلى ‪ 21‬مليون دوالر‪‬.‬‬ ‫مبوازاة ذلك �أعلن برنامج الأغذية العاملي م�ؤخرا خف�ض‬ ‫امل�ساعدات الغذائية‬ التي يقدمها يف العام القادم لنحو ‪190‬‬ ‫�ألف فل�سطيني يف قطاع غزة وال�ضفة‬ الغربية مبا ميثل ن�صف‬ ‫�إجمايل من يتلقون م�ساعدات الربنامج‪‬.‬‬ ‫ويقول وكيل وزارة التنمية االجتماعية يف ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬داوود الديك‬‪� ،‬إن برنامج الغذاء العاملي كان‬ ‫يقدم م�ساعدات �إلى ‪� 360‬ألف �شخ�ص‬ يف ال�ضفة وغزة‬ ‫من غري الالجئني‪ ،‬ويوفر الأمن الغذائي للأ�سر الفقري ‬ة‬ ‫واملحرومة‪‬.‬‬ ‫وي�شري �إلى �أن برنامج الغذاء العاملي يقل�ص م�ساعداته‬ ‫للفل�سطينيني منذ‬ �أربعة �أعوام ما �أثر على �أعداد امل�ستفيدين‬ ‫من الربنامج وقيمة البطاقة‬ ال�شرائية االلكرتونية‪ ،‬مو�ضحا‬ ‫�أن الربنامج �سيخف�ض قيمة امل�ساعدات وال�سلع‬ الأ�سا�سية‬ ‫للفرد الواحد خالل ال�شهر من ‪ 10‬دوالرات �إلى ثمانية ‬‪.‬‬ ‫ويعرب عن مخاوف من تزايد وترية تقلي�ص م�ساعدات‬ ‫برنامج الغذاء العاملي‬ لتطال التقلي�صات ‪� 193‬ألف �شخ�ص‬ ‫يف ال�ضفة الغربية وقطاع غزة منت�صف العام‬ القادم‪‬.‬‬ ‫وبح�سب امل�س�ؤول الفل�سطيني ف�إن التقلي�ص امل�ستمر يف‬ ‫التمويل الدويل‬ الإن�ساين يف الأرا�ضي الفل�سطينية «يتم‬ ‫لأ�سباب �سيا�سية و�ضمن ممار�س ‬ة االبتزاز خا�صة من‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية التي كانت تقدم ‪ 40‬يف املائة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫من‬ موازنة برنامج الغذاء العاملي»‪ ‬.‬وم�ؤخرا نا�شدت ال�سلطة‬ ‫الفل�سطينية والأمم املتحدة الدول‬ املانحة من �أجل توفري‬ ‫مبلغ ‪ 350‬مليون دوالر لدعم االحتياجات الإن�سانية‬ وي�شدد‬ ‫ال�شوا على �أنه مع حلول عام ‪ 2019‬و�صلت ن�سبة انعدام‬ ‫الأمن الغذائي‬ يف قطاع غزة �إلى ‪ 68‬يف املائة فيما كانت ‪59‬‬ ‫يف املائة قبل عامني ‬‪ .‬ويف ال�سياق ذاته حذر رئي�س جمعية‬ ‫رجال الأعمال الفل�سطينيني يف قطاع غز ‬ة علي احلايك من‬ ‫�أن العام ‪ 2019‬قد ي�شهد املزيد من االنهيارات االقت�صادية‬‬ ‫ويقول احلايك �إن �أخطر ما يهد ‬د االقت�صاد املتعرث يف‬ ‫قطاع غزة عدم �إيجاد م�شاريع تنموية قادرة على النهو�ض‬‬ ‫باالقت�صاد وتعيد ت�أهيل ال�شركات وامل�صانع التي ت�ضررت‬ ‫خالل ال�سنوا ‬ت املا�ضية بفعل عدم تعوي�ضها عن خ�سائرها‪‬.‬‬ ‫وي�شدد احلايك على �ضرورة العمل اجلاد لل�سماح بت�صدير‬ ‫جميع منتجات قطاع غزة‬ �إلى اخلارج ورفع احلظر عن‬ ‫�إدخال املواد الأ�سا�سية واملواد اخلام لت�شغيل‬ القطاع‬ ‫ال�صناعي والقطاعات احليوية مبا ينعك�س بالإيجاب على‬ ‫االقت�صاد‬ املحلي يف القطاع‪‬.‬‬ ‫كما ينبه �إلى مخاطر واقع �أن معدل التوظيف يف قطاع غزة‬ ‫منذ خم�س �سنوات هو‬ �صفر‪ ،‬مقارنة مبا تخرجه اجلامعات‬ ‫املحلية �سنويا‪ ،‬يف ظل االعتماد على بن ‬د الت�شغيل امل�ؤقت‬ ‫لفرتة ق�صرية من الزمن وعدم �إيجاد برامج حكومية دائمة‪‬.‬‬ ‫ويطالب احلايك املجتمع الدويل بالعمل اجلاد والعاجل الآن‪ ،‬و�ضرورة توحيد اجلهود‬ الفل�سطينية كافة لإمتام و�إعادة �صياغة برامج �إنعا�ش اقت�صادي ت�ؤ�س�س القت�صاد‬ ‫لعالج �أزمات قطا ‬ع غزة‪ ،‬لتاليف الكارثة الإن�سانية احلادثة امل�صاحلة الداخلية للبدء بتفعيل اخلطط احلكومية‬ التنموية فل�سطيني م�ستقل‬ عن التبعية لإ�سرائيل‪‬.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تثمن تبرع أفغانستان بمليون دوالر لصالح األنروا‬ ‫ث ّمنت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬املنحة‬ ‫التي قدمتها جمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية بقيمة مليون‬ ‫دوالر ل�صالح وكالة غوث وت�شغيل الالجئني الفل�سطينيني‬ ‫(الأونروا)‪ ،‬معتربة �أن هذا التربع ي�شكل امتداد ًا للدعم‬ ‫الإن�ساين واملايل الذي تقدمه الدول الأع�ضاء للم�ساهمة يف‬ ‫التخفيف من الأزمة املالية التي تواجهها وكالة االونروا‪.‬‬ ‫ودعت الأمانة العامة جميع دول العامل �إلى اال�ستمرار يف‬ ‫حتمل م�س�ؤولياتها �إزاء ق�ضية الالجئني الفل�سطينيني‪،‬‬ ‫وزيادة امل�ساعدات املالية املقدمة لوكالة الأونروا مبا ي�سهم‬ ‫يف متكينها من موا�صلة خدمة هذه ال�شريحة الكبرية من‬ ‫�أبناء ال�شعب الفل�سطيني حلني حل ق�ضيتهم‪ ،‬وفقا لقرارات‬ ‫ال�شرعية الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫وكانت وكالة الأنباء الفل�سطينية الر�سمية “وفا”‪ ،‬قد �أعلنت‬ ‫عن تربع �أفغان�ستان مببلغ مليون دوالر ل�صالح وكالة غوث‬ ‫وت�شغيل الالجئني الفل�سطينيني‪ .‬ونقلت الوكالة عن الناطق‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫تعاين منها”‪.‬‬ ‫وقال وزير اخلارجية الفل�سطيني يف كلمة �ألقاها خالل حفل‬ ‫تربع �أفغان�ستان للأنروا‪ ،‬على هام�ش افتتاح م�ؤمتر ال�سفراء‬ ‫الفل�سطينيني املعتمدين لدى دول القارة الأوروبية‪ ،‬يف‬ ‫ا�سطنبول‪� ،‬إن كابول “ع ّلمت العامل ب�أ�سره معنى الأخ ّوة”‪.‬‬ ‫ويف ختام املرا�سم‪ ،‬قدم ال�سفري الأفغاين لدى �أنقرة عبد‬ ‫الرحيم �سيدجان‪ ،‬وثيقة التربع مبليون دوالر‪� ،‬إلى املفو�ض‬ ‫العام للأونروا بيري كرينبول‪ ،‬بح�ضور وزير اخلارجية‬ ‫الرتكي مولود ت�شاوو�ش �أوغلو ونظريه الفل�سطيني‪.‬‬ ‫وت�أ�س�ست (�أونروا) التابعة للأمم املتحدة‪ ،‬بقرار من‬ ‫اجلمعية العامة يف عام ‪ ،1949‬ومت تفوي�ضها بتقدمي‬ ‫امل�ساعدة واحلماية حلوايل ‪ 5.4‬ماليني الجئ فل�سطيني‬ ‫با�سمها �سامي م�شع�شع قوله‪�“ ،‬إن �أفغان�ستان تربعت مبليون م�سجلني لديها يف الأردن ولبنان و�سوريا وال�ضفة الغربية‬ ‫دوالر مليزانية وكالة الغوث‪ ،‬رغم الظروف القا�سية التي وقطاع غزة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪9‬‬


‫مـلـف فلسطين‬ ‫“التعاون اإلسالمي” والبرلمان األوروبي يناقشان عدم شرعية المستوطنات‬

‫عقدت منظمة التعاون الإ�سالمي باال�شرتاك مع الربملان‬ ‫الأوروبي يف مقره يف بروك�سل يوم ‪ 6‬مار�س ‪ ،2019‬ندوة‬ ‫حول «تو�سيع امل�ستوطنات الإ�سرائيلية يف الأر�ض الفل�سطينية‬ ‫املحتلة وخا�صة يف القد�س ال�شرقية»‪.‬‬ ‫وعك�س االجتماع‪ ،‬الذي ح�ضره ممثلون عن دول‪ ،‬من بينهم‬ ‫�أع�ضاء يف الربملان الأوروبي‪ ،‬وخرباء قانونيون‪ ،‬و�صحفيون‪،‬‬ ‫ودبلوما�سيون‪ ،‬ون�شطاء‪ ،‬روح التعاون ورغبة منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي يف تعزيز احلوار وال�شراكة‬ ‫والتعاون وذلك تنفيذا للم�س�ؤوليات اجلماعية جتاه التحديات‬ ‫امل�شرتكة مبا يف ذلك الق�ضية الفل�سطينية‪.‬‬ ‫و�أبرزت ال�سفرية ع�صمت جهان‪ ،‬املمثل الدائم للمنظمة‬ ‫لدى االحتاد الأوروبي‪ ،‬يف كلمتها االفتتاحية �أن الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية ق�ضية �أ�سا�سية وح�سا�سة بالن�سبة للمنظمة‪.‬‬ ‫وحتدث يف اجلل�سة االفتتاحية كذلك ال�سفري عبد الرحيم‬ ‫الفرا من بعثة فل�سطني يف بروك�سيل‪� ،‬إذ �شدد على �أهمية‬ ‫تنفيذ القرارات واالتفاقات ذات ال�صلة املتعلقة بحل‬ ‫الدولتني مع جميع انعكا�ساتها‪.‬‬ ‫و�ألقى ال�سفري علي قوطايل‪ ،‬مدير �ش�ؤون فل�سطني والقد�س‪،‬‬ ‫كلمة يف االجتماع‪ ،‬نيابة عن الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أعرب فيها عن امتنان منظمة التعاون الإ�سالمي‬

‫للربملان الأوروبي للم�شاركة يف تنظيم هذه الفعالية‬ ‫وا�ست�ضافتها‪ ،‬حيث �أتاحت فر�صة لإجراء حوار مفتوح وبناء‬ ‫حول امل�ستوطنات الإ�سرائيلية غري ال�شرعية بو�صفها عقبة‬ ‫رئي�سة يف طريق حل الدولتني‪.‬‬ ‫وحثت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يف بيانها‪ ،‬االحتاد‬ ‫الأوروبي على اال�ضطالع بدور فاعل يف �إطالق عملية �سالم‬ ‫برعاية متعددة الأطراف يف �إطار زمني محدد وا�ستناد ًا �إلى‬ ‫قرارات الأمم املتحدة ذات ال�صلة ومبادرة ال�سالم العربية‪.‬‬ ‫و�أ�شارت املنظمة �أي�ضا �إلى �أن اعرتاف دول االحتاد الأوروبي‬ ‫بدولة فل�سطني ودعم ان�ضمامها �إلى الأمم املتحدة ع�ضوا‬ ‫كامل الع�ضوية �سوف ي�ساعد يف حتقيق الأهداف املن�شودة‬ ‫�سعيا للو�صول �إلى حل الدولتني وحتقيق ال�سالم واال�ستقرار‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫�شارك يف هذه الفعالية كل من الدكتور �أحمد جمدالين‪،‬‬ ‫ع�ضو اللجنة التنفيذية ملنظمة التحرير الفل�سطينية‪،‬‬ ‫وال�سفري الدكتور ريا�ض من�صور‪ ،‬املمثل الدائم لفل�سطني‬ ‫لدى الأمم املتحدة‪� ،‬إ�ضافة �إلى متحدثني وم�شاركني �آخرين‬ ‫من الربملان الأوروبي‪.‬‬ ‫وقال جمدالين‪�“ :‬إنّ ا�سرائيل‪ ،‬ال�سلطة القائمة باالحتالل‪،‬‬ ‫قامت واقعي ًا وعملي ًا‪ ،‬بتغيريات دميغرافية عميقة يف‬

‫الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة عام (‪ ،)1967‬وخ�صو�صا يف‬ ‫مدينة القد�س‪ .‬وبينّ �أنه طبق َا لقرارات ال�شرعية الدولية‬ ‫وخ�صو�صا القرارات ‪ ،338-242‬تعترب �أرا�ضي دولة‬ ‫فل�سطني املحتلة يف الرابع من حزيران (‪� )1967‬أرا�ضي‬ ‫محتلة‪ ،‬وتوا�صل �إ�سرائيل ال�سلطة القائمة باالحتالل‪ ،‬نقل‬ ‫امل�ستوطنني الإ�سرائيليني و�إ�سكانهم يف الأرا�ضي الفل�سطينية‬ ‫املحتلة‪ ،‬يتعار�ض مع القانون الدويل واتفاقية جنيف الرابعة‪،‬‬ ‫حيث يرتاوح عدد امل�ستوطنني يف ال�ضفة والقد�س (‪)650‬‬ ‫�ألف م�ستوطن يقيمون ب�صورة غري �شرعية على �أرا�ضي دولة‬ ‫فل�سطني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف جمدالين �أن �أكرث من ‪ 40‬يف املائة من الأرا�ضي‬ ‫املحتلة يف ال�ضفة باتت حتت �سيطرة امل�ستوطنني‪ ،‬وا�ستنادا‬ ‫�إلى قرار جمل�س الأمن ‪ 2334‬ف�إن بناء امل�ستوطنات يف‬ ‫الأرا�ضي املحتلة عام (‪ )1967‬مبا فيها القد�س ال�شرقية‪،‬‬ ‫يعترب غري قانوين‪ ،‬ومن �ش�أنه �أن ي�شكل عقبة يف الو�صول‬ ‫�إلى حل الدولتني وبناء �سالم عادل‪ ،‬ويطلب القرار فور ًا من‬ ‫�إ�سرائيل‪ ،‬الدولة القائمة باالحتالل‪ ،‬وقف جميع الن�شاطات‬ ‫والأعمال اال�ستيطانية يف الأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة مبا‬ ‫فيها القد�س ال�شرقية‪ ،‬واالحرتام الكامل لل�شرعية الدولية‬ ‫وااللتزامات املرتتبة عليها‪.‬‬ ‫وتابع جمدالين‪�“ :‬أن دولة االحتالل تعمل على اال�ستيالء على‬ ‫مزيد من �أرا�ضي الدولة الفل�سطينية من خالل تعديل قوانني‬ ‫التخطيط والتنظيم‪ ،‬والت�شريعات العن�صرية‪ ،‬واال�ستحواذ‬ ‫على الأرا�ضي باعتبارها �أرا�ضي دولة‪ ،‬وا�ستغالل وتوظيف‬ ‫قانون الغائبني‪ ،‬وم�صادرة الأرا�ضي ال�ستخدامها لأغرا�ض‬ ‫عامة من �ضمنها الع�سكرية‪ ،‬وامل�ساعدة على ت�سريب و�شراء‬ ‫الأرا�ضي‪ ،‬وتغيري قانون التخطيط الأردين‪ ،‬وهو القانون‬ ‫املتعلق بالبناء والتنظيم للقرى واملدن‪ ،‬وذلك لت�سهيل بناء‬ ‫اال�ستيطان وتقوي�ض التطور احل�ضري الفل�سطيني‪.‬‬

‫ترميم ‪ %70‬من منازل الفقراء بمنحة البنك اإلسالمي للتنمية في غزة‬ ‫�أعلن وزير الأ�شغال العامة والإ�سكان الفل�سطيني‪ ،‬مفيد‬ ‫محمد احل�ساينة‪� ،‬أن وزارته �أنهت ترميم ‪ 70‬يف املائة من‬ ‫منازل الفقراء‪� ،‬ضمن امل�شروع املمول من البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية بقيمة ‪ 10‬ماليني دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫و�أو�ضح احل�ساينة خالل جولة على عدد من منازل الفقراء‬ ‫�أن طواقم الوزارة توا�صل العمل ليل نهار بالتعاون مع‬ ‫‪10‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫الهيئات احلكومية وامل�ؤ�س�سات اخلريية واالجتماعية يف‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬بهدف جلب م�شاريع ترميم منازل الفقراء وذوي‬ ‫ال�شهداء واحلاالت االجتماعية‪.‬‬ ‫و�أكد الوزير احل�ساينة �أن وزارته ا�ستقبلت خالل الفرتة‬ ‫املا�ضية �آالف طلبات الرتميم ملنازل الفقراء واحلاالت‬ ‫االجتماعية‪.‬‬

‫و�شكر الوزير احل�ساينة الدول العربية ال�شقيقة والدول‬ ‫الأوروبية ال�صديقة وامل�ؤ�س�سات اخلريية العربية على دعمهم‬ ‫وم�ساندتهم �أبناء ال�شعب الفل�سطيني وخدمة احلاالت‬ ‫االجتماعية الفقرية عرب براجمها املختلفة‪ ،‬م�ؤكدًا �ضرورة‬ ‫زيادة الدعم املايل ومتويل هذه امل�شاريع التي تعترب �أولوية‬ ‫ق�صوى‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫آراء‬

‫المتقاعدون‪ :‬الراحلون على صهوات اإلنجاز‬

‫د‪ .‬عبد اهلل بن موسى‬ ‫الطاير‬ ‫مدير عام الديوان‬ ‫وكبري املستشارين‬

‫أحيانا تغلبنا األنانية‬ ‫فنؤثر التمسك‬ ‫بالموظف النادر على‬ ‫أنه ثروة ال يفرط فيها‪،‬‬ ‫ولكننا بذلك السلوك‬ ‫نغفل حقه في أن‬ ‫يعيش حياة الراحة‬ ‫بعد العمل الجاد‬ ‫الذي أنهكه سنوات‬ ‫طويلة‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫بالكاد ناهزتُ عاما يف هذه املنظمة العريقة حيث زاملت‬ ‫نخبة من �أبناء العامل الإ�سالمي يف بيت الأمة‪ .‬القا�سم‬ ‫امل�شرتك �أن العمل يف الأمانة العامة ر�سالة �أكرث منه وظيفة‪.‬‬ ‫تعلمت الكثري من كل واحد التقيته �شخ�صيا �أو قر�أت بع�ض‬ ‫�إ�سهامه يف مذكرة �أو معاملة �أو ق�صة يرويها طرف ثالث‪ .‬ال‬ ‫يكاد �أحدهم يهد�أ حتى ي�شد رحاله لبلد ليح�ضر ن�شاطا مما‬ ‫يغلب على عمل املنظمات الدولية‪.‬‬ ‫ا�ستقبال الزمالء اجلدد يبعث طاقة �إيجابية يف م�ستقبل �أكرث‬ ‫�إجنازا ملنظمتنا العريقة‪ ،‬ومقابالت �أبناء العامل الإ�سالمي‬ ‫الذين يتقدمون ل�شغل الوظائف ال�شاغرة يب�شر بكفاءات‬ ‫عالية الت�أهيل وغنية اخلربات ت�ضيف الكثري �إلى بيئة العمل‪،‬‬ ‫وعلى عك�س الروح املفعمة بالن�شوة يف اال�ستقبال �أ�شعر بالأمل‬ ‫واحلزن لتوديع زميل قرر �أن يرتجل اختيارا �أو بقوة النظام‬ ‫لأنه بلغ �سن التقاعد‪.‬‬ ‫�أحيانا تغلبنا الأنانية فن�ؤثر التم�سك باملوظف النادر على‬ ‫�أنه ثروة ال يفرط فيها‪ ،‬ولكننا بذلك ال�سلوك نغفل حقه يف‬ ‫�أن يعي�ش حياة الراحة بعد العمل اجلاد الذي �أنهكه �سنوات‬ ‫طويلة‪ .‬بل نتجاوز بال�ضرر يف ا�ستبقائه �إلى �أ�سرته التي‬ ‫تنتظر اليوم الذي متتلك كل وقته‪� .‬أعرتف �أن وداع الزمالء‬ ‫املتقاعدين يحز يف النف�س ولكن مما يوا�سي مرارة فقدان‬ ‫زمالتهم‪� ،‬أنهم يتمتعون بحقهم يف الراحة بعد �سنوات‬ ‫العطاء‪ ،‬ويغادروننا على �صهوات الإجناز الذي �سطروه‬ ‫بجهدهم و�أودعوه �أروقة املنظمة ومنجزاتها‪.‬‬ ‫رمبا مل �أعمل عن قرب مع بع�ض الزمالء الذين يتقاعدون‬ ‫هذه ال�سنة‪ ،‬ولكن البع�ض الآخر كان قريبا مني لدرجة �أن‬ ‫وداعه يبعث يف نف�سي احلزن بقدر ما ي�سعده �أنه يخرج وقد‬ ‫ترك ب�صمة لن تطويها �صفحات الزمن يف منظمتنا الكبرية‪.‬‬ ‫عندما زارين الأ�ستاذ ف�ؤاد عبدالويل وبثني �شجون و�ش�ؤون‬ ‫�إدارة ال�ضبط‪ ،‬م�سرت�سال يف الطريقة التي يرى بها م�ستقبل‬

‫الإدارة بعيدا عنه‪� ،‬شعرت ب�أمل الوداع لقامة بهذا امل�ستوى‬ ‫من املهنية‪ .‬رمبا اختلفنا يف طريقة العمل‪ ،‬والتقت �أفكارنا‬ ‫�أو تباعدت يف �إدارة ال�ضبط‪ ،‬لكننا احتفظنا لبع�ضنا بالكثري‬ ‫من االحرتام والتقدير‪.‬‬ ‫مل يعترب �صدور تقاعده طردا من املنظمة التي عمل فيها‬ ‫�أكرث من ‪ 40‬عاما‪ ،‬و�إمنا ا�ستقبله كفر�صة لبدء م�سرية‬ ‫جديدة �أ�شركني يف بع�ض تفا�صيلها‪ ،‬وبدائله وخياراته‪ ،‬وهو‬ ‫عازم على �أن تكون لنف�سه و�أ�سرته‪ .‬ن�صحني ب�صدر رحب‪،‬‬ ‫ونف�س �إيجابية بدائل خالفته يف �إدارة ال�ضبط‪ ،‬وكان �شفافا‬ ‫و�صادقا ومحبا لزمالئه وعادال يف بيان ميزات كل واحد‬ ‫منهم‪ .‬لقد كان ي�سو�س هذه الإدارة باحلب �أكرث من �إدارتها‬ ‫باملهارة واملعرفة‪.‬‬ ‫يودعنا ف�ؤاد هذا العام ومعه ثلة من الزمالء الذين حان‬ ‫تقاعدهم‪ ،‬ون�ستقبل كوادر �شابة متطلعة خلدمة املنظمة‬ ‫ومت�أملة يف الإ�سهام بالقدر نف�سه الذي تركه �أ�سالفهم‪ .‬وهذه‬ ‫هي الدنيا حلول وارحتال‪.‬‬ ‫ومع ف�ؤاد يغادرنا نفر �آخرون �أذكر منهم �شكيب �سباطة يف‬ ‫�إدارة امل�ؤمترات‪ ،‬و�سامح حبي�شي يف القانونية‪ ،‬وعدد من‬ ‫املرتجمني‪ ،‬وهم جميعا ثروة غذت منا�شط و�أعمال الأمانة‬ ‫�سنوات طويلة‪ ،‬وح�سبهم �أنهم يرتكونها وقد خلفوا وراءهم‬ ‫ذكريات عابقة بال�سمعة الطيبة‪.‬‬ ‫القادرون من الزمالء على العطاء �سوف يبقون على توا�صل‬ ‫باعتبارهم بيوت خربة يلج�أ �إليها من يخلفهم عندما‬ ‫يحتاجون العون وامل�ساندة والن�صيحة‪ ،‬و�ستكون لهم الأولوية‬ ‫يف التعاون مع املنظمة‪ ،‬فهم يغادرون منظمتهم بقوة النظام‪،‬‬ ‫ولكن لن يتوقف التعاون الذي ي�سمح به النظام �أي�ضا‪.‬‬ ‫�شكرا لكم يا من تودعوننا من املتقاعدين هذه العام‪،‬‬ ‫وح�سبكم �أنكم قدمتم لبلدانكم والعامل الإ�سالمي ع�صارة‬ ‫جهدكم و�سني �أعماركم‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪11‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫االستفتاء في جنوب الفلبين يمنح حكما ذاتيا موسعا لمسلمي البالد‬

‫رحبت منظمة التعاون اال�سالمي بنتائج اال�ستفتاء يف جنوب‬ ‫الفلبني الذي مت يف يناير والذي مينح حكما ذاتيا مو�سعا‬ ‫مل�سلمي البالد يف الإقليم‪ ،‬يف �إطار الت�صديق على القانون‬ ‫الأ�سا�سي لبانغ�سامورو‪ .‬وي�أتي هذا القانون ثمرة عقود من‬ ‫محادثات ال�سالم متخ�ضت عن االتفاق ال�شامل بني اجلبهة‬ ‫الإ�سالمية لتحرير مورو وحكومة الفلبني يف عام ‪.2014‬‬ ‫و�أكد الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني �أن نتائج اال�ستفتاء ت�شكل خطوة كبرية يف عملية‬

‫ال�سالم الطويلة الأمد يف جنوب الفلبني‪.‬‬ ‫وحتث منظمة التعاون الإ�سالمي قيادة مورو على توحيد‬ ‫�صفوفها وجتديد التزامها بق�ضية ال�سالم‪.‬‬ ‫و�أظهرت نتائج اال�ستفتاء موافقة الغالبية يف جنوب الفلبني‬ ‫على �إقامة حكم ذاتي �أو�سع للم�سلمني يف املنطقة والذي‬ ‫ي�أمل الكثريون �أن ير�سي �سالما يف جنوب البالد الذي �شهد‬ ‫معارك على مدى عقود �أ�سفرت عن الآالف من القتلى‪.‬‬ ‫و�أيّد نحو ‪ 1.7‬مليون م�شارك يف اال�ستفتاء “�إقامة منطقة‬

‫بانغ�سامورو ذات احلكم الذاتي”‪ ،‬بدال من منطقة حكم‬ ‫ذاتي �أقيمت مبوجب اتفاق بني مانيال و”جبهة مورو الوطنية‬ ‫للتحرير” املناف�سة‪ ،‬فيما عار�ضها نحو ‪� 255‬ألفا‪ ،‬بح�سب‬ ‫النتائج الر�سمية التي �أ�صدرتها اللجنة االنتخابية‪.‬‬ ‫وقال زعيم “جبهة مورو الإ�سالمية للتحرير” مراد �إبراهيم‬ ‫لوكالة ال�صحافة الفرن�سية “نحن �سعداء جدا بالت�أييد‬ ‫ال�شعبي اجلارف”‪ ،‬م�ضيفا “�إنه فوز �ساحق ال مثيل له”‪.‬‬ ‫وت�أمل ال�سلطات �أن تتيح الإدارة الذاتية للمنطقة املزيد من‬ ‫ال�سلطات والإرادة ال�سيا�سية وزيادة امليزانية ملعاجلة �أوجه‬ ‫النق�ص وتوظيف �أعداد �أكرب يف �سلك الوظائف العامة‬ ‫وجذب املزيد من اال�ستثمارات ال�سيما يف الزراعة والتعدين‪.‬‬ ‫وتظهر البيانات احلكومية �أن �أكرث من ن�صف الأ�سر يف‬ ‫الإقليم تعي�ش يف فقر باملقارنة مع املتو�سط العام على‬ ‫م�ستوى البالد البالغ ‪ 21.6‬يف املائة‪.‬‬ ‫و�ستعني احلكومة املركزية �سلطة بانغ�سامورو االنتقالية التي‬ ‫�ستحكم حتى جترى انتخابات يف عام ‪ 2022‬الختيار جمل�س‬ ‫ت�شريعي ي�ضم ‪ 80‬مقعدا �سيتولى تعيني رئي�س للوزراء‪ ،‬فيما‬ ‫تتمتع جبهة حترير مورو الإ�سالمية بت�أييد وا�سع النطاق ومن‬ ‫املتوقع �أن تلعب الدور الرئي�س يف تلك العملية‪.‬‬ ‫و�سيكون لإقليم بانغ�سامورو جمل�سه الت�شريعي و�سلطات‬ ‫تنفيذية ومالية‪ ،‬غري �أن احلكومة املركزية يف مانيال �ستظل‬ ‫ت�سيطر على الدفاع والأمن وال�سيا�سة اخلارجية وال�سيا�سة‬ ‫النقدية‪ ،‬فيما �ست�ؤدي املوافقة �إلى ت�سليم ما يقدر بنحو ‪40‬‬ ‫�ألف قطعة �سالح يف �أيدي ثوار اجلبهة واملدنيني‪.‬‬

‫اتفاق للسالم في جمهورية أفريقيا الوسطى‬ ‫رحبت منظمة التعاون الإ�سالمي باتفاق ال�سالم الذي �أبرم‬ ‫يوم ‪ 2‬فرباير ‪ 2019‬بني حكومة جمهورية �أفريقيا الو�سطى‬ ‫واجلماعات امل�سلحة الأربع ع�شرة املمثلة يف املفاو�ضات‬ ‫التي جرت برعاية االحتاد الأفريقي وا�ست�ضافتها حكومة‬ ‫جمهورية ال�سودان‪.‬‬ ‫وهن�أ الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف‬ ‫بن �أحمد العثيمني‪ ،‬جميع الأطراف يف �أفريقيا الو�سطى‪،‬‬ ‫واالحتاد الأفريقي‪ ،‬والأمم املتحدة‪ ،‬وحكومة ال�سودان على‬ ‫هذا الإجناز املهم‪ ،‬و�أعرب عن �أمله يف �أن ت�شارك الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي يف اجلهود الرامية‬ ‫�إلى ا�ستعادة ال�سالم يف جمهورية �أفريقيا الو�سطى‪ ،‬و�أن‬ ‫ت�سهم يف حتقيق التنمية امل�ستدامة يف هذا البلد‪.‬‬ ‫وتو�صلت احلكومة يف �أفريقيا الو�سطى واملجموعات امل�سلحة‬ ‫�إلى اتفاق �سالم بعد نحو �أ�سبوع من املحادثات التي‬ ‫‪12‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫امل�شاركة قانونا للعفو العام وت�شكيل حكومة �شاملة‪.‬‬ ‫وكانت محادثات �سالم بني ال�سلطات يف بانغي واملجموعات‬ ‫امل�س ّلحة الـ‪ 14‬التي تن�شط يف �أفريقيا الو�سطى قد بد�أت‬ ‫يف ‪ 24‬يناير املا�ضي يف العا�صمة ال�سودانية اخلرطوم‪،‬‬ ‫بح�سب ما �أعلنت بعثة الأمم املتحدة يف �أفريقيا الو�سطى‬ ‫(مينو�سكا)‪.‬‬ ‫وهذا احلوار الذي يعده االحتاد الأفريقي منذ يوليو ‪2017‬‬ ‫ويلقى دعم ال�شركاء الرئي�سيني يف بانغي‪ ،‬يجمع حول طاولة‬ ‫املفاو�ضات �أبرز قادة املجموعات امل�سلحة �إ�ضافة �إلى وفد‬ ‫حكومي رفيع امل�ستوى‪.‬‬ ‫ومت يف جمهورية �أفريقيا الو�سطى (‪ 4,5‬ماليني ن�سمة)‬ ‫الغارقة يف حرب �أهلية منذ ‪ ،2013‬توقيع ما ال يقل عن �سبعة‬ ‫ا�ست�ضافتها العا�صمة ال�سودانية اخلرطوم‪ .‬ويت�ضمن االتفاق اتفاقات �سالم يف خم�س �سنوات‪ ،‬بدون �أن يتيح �أي منها‬ ‫وفق ما �أعلن عنه املتحدث با�سم �أحد اجلماعات امل�سلحة ا�ستعادة اال�ستقرار‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫األمين العام يهنئ رئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية النتخابه لوالية جديدة‬ ‫وجه الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬التهنئة لفخامة الرئي�س محمد‬ ‫بخاري على �إعادة انتخابه يوم ‪ 23‬فرباير ‪ ,2019‬لوالية‬ ‫جديدة رئي�سا جلمهورية نيجرييا االحتادية‪ .‬و�أو�ضح‬ ‫العثيمني �أن �إعادة انتخاب الرئي�س بخاري �شهادة على‬ ‫الثقة التي �أوالها �إياه ال�شعب النيجريي‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن �أمله يف تعزيز الأمن والنمو‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي يف البالد خالل الوالية اجلديدة‬ ‫ملحمد بخاري راجيا له والية ناجحة‪ .‬كما دعا النيجرييني‬ ‫كافة لر�ص �صفوفهم ودعم الرئي�س يف ر�ؤيته الرامية‬ ‫لقيادة البالد نحو م�ستقبل �أكرث �إ�شراقا‪.‬‬ ‫و�أ�شاد الأمني العام باللجنة الوطنية امل�ستقلة لالنتخابات التي انتهت م�ؤخرا‪ ،‬و�أثنى على مت�سك ال�شعب النيجريي االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية يف نيجرييا‪ ،‬بعد �أ�سبوع‬ ‫لنجاحها يف �إجراء االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية قاطبة بزيادة توطيد الدميقراطية يف بلده‪ .‬وانطلقت من الإعالن عن ت�أجيلها‪.‬‬

‫المنظمة تدين انتهاك الهند خط المراقبة مع باكستان‬ ‫يف رد فعل على انتهاك الهند خط املراقبة بني باك�ستان‬ ‫والهند‪� ،‬أدانت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي هذا‬ ‫الفعل �ضد �إحدى الدول الأع�ضاء امل�ؤ�س�سة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وقد دانت منظمة التعاون الإ�سالمي ما قامت‬ ‫به الهند من توغل وانتهاك جوي و�إ�سقاط لأربع قنابل‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 26‬فرباير ‪.2019‬‬ ‫وحثت املنظمة الهند وباك�ستان على �ضبط النف�س وجتنب‬ ‫�أي خطوات من �ش�أنها �أن ت ّعر�ض ال�سالم والأمن يف‬ ‫املنطقة للخطر‪ .‬ودعت املنظمة كال الطرفني �إلى الت�صرف‬ ‫مب�س�ؤولية و�شجعتهما على ال�سعي �إلى التو�صل �إلى حل‬ ‫�سلمي للأزمة احلالية دون اللجوء �إلى ا�ستخدام القوة‪ .‬كما‬ ‫طالبتهما بانتهاج احلوار والعمل على خف�ض الت�صعيد‪ ،‬على‬ ‫�سبيل الأولوية‪ ،‬يف الو�ضع احلايل‪.‬‬

‫و�أعلنت‪ ‬باك�ستان يوم ‪ 26‬فرباير �أنّ مقاتالت هندية اخرتقت‬ ‫جمالها اجلوي فوق “خط املراقبة” يف‪ ‬ك�شمري‪ ‬الذي مي ّثل‬ ‫عملي ًا خط احلدود يف هذه املنطقة‪ ،‬م�ؤ ّكدة �أنّ مقاتالتها‬ ‫ت�صدّت للطائرات‪ ‬الهندية و�أرغمتها على العودة �أدراجها‪.‬‬ ‫وقال املتحدّث با�سم اجلي�ش الباك�ستاين امليجور جرنال‬ ‫�آ�صف غفور يف تغريدة على تويرت �إنّ “�سالح اجلو الهندي‬ ‫اخرتق خط املراقبة” الذي يف�صل بني �شطري �إقليم ك�شمري‬ ‫املق�سم بني الهند وباك�ستان‪ ،‬م�ؤ ّكد ًا �أنّ املقاتالت الهندية‬ ‫ّ‬ ‫ا�ضط ّرت لالن�سحاب بعد ت�صدّي مقاتالت باك�ستانية لها‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أنّ املقاتالت الهندية “�ألقت على عجل عبوة نا�سفة‬ ‫لدى فرارها‪� ،‬سقطت قرب باالكوت‪ ،‬ومل ت�سفر عن �ضحايا‬ ‫�أو �أ�ضرار»‪.‬‬ ‫وتقع بلدة باالكوت فى �إقليم خيرب بختون خوا فى باك�ستان‬

‫على بعد ‪ 50‬كيلومرتا تقريبا من خط املراقبة الذى يعد‬ ‫احلدود الفعلية بني البلدين‪.‬‬ ‫ووقع ق�صف مرارا عرب خط املراقبة فى ك�شمري خالل‬ ‫ال�سنوات القليلة املا�ضية �أثناء ت�أجج التوترات بني البلدين‪،‬‬ ‫لكن انتهاك املجال اجلوى نادر احلدوث‪.‬‬ ‫وغداة تنفيذ طائرات هندية حربية �ضربة جوية يف‬ ‫باك�ستان‪ ،‬خرقت طائرات مقاتلة باك�ستانية املجال اجلوي‬ ‫يف ال�شطر الهندي من ك�شمري قبل �أن يتم �إرغامها على‬ ‫العودة �أدراجها فوق خط املراقبة الذي يف�صل �شطري‬ ‫الإقليم املتنازع عليه‪ .‬وتزامنا مع ذلك‪� ،‬أعلن اجلي�ش‬ ‫الباك�ستاين �إ�سقاط طائرتني هنديتني داخل املجال اجلوي‬ ‫لباك�ستان و�أ�سر طيار‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تدعم الشرعية الدستورية في الجابون‬ ‫تابعت منظمة التعاون الإ�سالمي باهتمام بالغ التطورات‬ ‫التي جرت يف جمهورية اجلابون ‪ -‬الدولة الع�ضو يف‬ ‫املنظمة – يف يناير ‪ 2019‬ب�إقدام بع�ض العنا�صر الع�سكرية‬ ‫على محاولة االنقالب على امل�ؤ�س�سات الد�ستورية يف البالد‬ ‫والتي انتهت بالف�شل‪.‬‬ ‫و�أكدت املنظمة �إدانتها لأي �إجراء يخل باملبادئ الأ�سا�سية‬ ‫مليثاقها الذي ي�ؤكد على �أهمية احلفاظ على ال�شرعية‬ ‫الد�ستورية‪ ،‬جمدد ًة دعمها للحكومة املنتخبة يف اجلابون‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫برئا�سة فخامة الرئي�س علي بوجنو‪ ،‬وم�شدد ًة على رف�ضها‬ ‫لأي محاولة تهدف لزعزعة الأمن واال�ستقرار يف البالد‪.‬‬ ‫و�صرح متحدث با�سم حكومة اجلابون �أن قوات الأمن‬ ‫قتلت اثنني من امل�شبته بهم يف تدبري محاولة االنقالب‬ ‫الفا�شلة واعتقلت ‪� 7‬آخرين‪.‬‬ ‫و�أوقف قائد املجموعة الذي دعا �إلى االنتفا�ضة عرب‬ ‫الإذاعة‪ ،‬كما �أكدت الرئا�سة يف بيان �أن “الو�ضع حتت‬ ‫ال�سيطرة”‪ .‬وتابع البيان �أن قوات الأمن �سيطرت “على‬

‫مبنى (الإذاعة) الذي جرى فيه الهجوم‪ ،‬وقتلت ع�ضوين‬ ‫من املجموعة امل�سلحة وحررت الرهائن”‪.‬‬ ‫و�أو�ضحت الرئا�سة �أن الأع�ضاء ال�ستة من املجموعة‬ ‫امل�سلحة قاموا بتحييد عنا�صر من الدرك كان موجودين‬ ‫�أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون‪ ،‬قبل �أن “يعرت�ضوا‬ ‫ويحجزوا خم�سة �صحافيني وفنيني” ويقوموا بتالوة‬ ‫بيانهم‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪13‬‬


‫شؤون عالمية‬ ‫األمانة العامة لمنظمة التعاون اإلسالمي‬

‫تحيي ذكرى مذبحة خوجالي‬ ‫مبنا�سبة الذكرى ال�سنوية ال�سابعة والع�شرين ملجزرة بلدة‬ ‫خوجايل بجمهورية �أذربيجان‪� ،‬أ�شاد الأمني العام ملنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬بذكرى كل‬ ‫�أولئك الذين فقدوا �أرواحهم يف ذلك العمل الفظيع يف‬ ‫عام ‪.1992‬‬ ‫وجدد الأمني العام الت�أكيد على �أن حادث خوجايل‬ ‫كان نتيجة احتالل �أرمينيا غري القانوين للأرا�ضي‬ ‫الأذربيجانية‪ ،‬م�شري ًا �إلى البيان اخلتامي للقاهرة‬ ‫ال�صادر عن الدورة الثانية ع�شرة مل�ؤمتر القمة الإ�سالمي‬ ‫والقرارات التي اعتمدتها الدورات ال�سابقة ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية ملنظمة التعاون الإ�سالمي والتي اع َتربت‬ ‫ال َ‬ ‫أعمال التي ارتكبت �ضد ال�سكان الأذربيجانيني املدنيني‬ ‫يف الأرا�ضي الأذربيجانية املحتلة جرائم حرب وجرائم‬ ‫�ضد الإن�سانية وعم ًال من �أعمال الإبادة اجلماعية‪.‬‬

‫وجدد الأمني العام الت�أكيد على دعم منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي الكامل ملبادرات وجهود جمهورية �أذربيجان من‬ ‫�أجل �إنهاء احتالل �أرا�ضيها وا�ستعادة �سالمتها الإقليمية‪.‬‬ ‫يذكر �أن جمزرة خوجايل وقعت يف ‪ 26‬فرباير عام ‪1992‬‬ ‫على �أيدي الوحدات امل�سلحة الأرمينية املدعومة بفرقة‬ ‫امل�شاة رقم ‪ 366‬من جي�ش االحتاد ال�سوفيتي ال�سابق‬ ‫املتمركزة يف ذلك الوقت مبدينة خانكندي‪.‬‬ ‫وقد قتل جراء مذبحة خوجايل ‪� 613‬شخ�صا‪ ،‬و�أخذ‬ ‫‪ 1275‬من ال�سكان امل�ساملني العزل رهائن‪ .‬بينما ال يزال‬ ‫م�صري ‪� 150‬شخ�ص ًا جمهو ًال حتى يومنا احلا�ضر‪ .‬ونتيجة‬ ‫للم�أ�ساة �أ�صبح �أكرث من ‪� 1000‬شخ�ص من ال�سكان‬ ‫امل�ساملني معوقني بعد �إ�صابتهم بر�صا�ص العدو‪ .‬وكان من‬ ‫بني القتلى ‪ 106‬ن�ساء‪ ،‬و‪ 83‬طفال‪ ،‬و‪ 70‬م�سنا‪ .‬ومن بني‬ ‫املعوقني ‪� 76‬شخ�صا من املراهقني واملراهقات‪.‬‬

‫«التعاون اإلسالمي» تشارك في مراقبة انتخابات غينيا بيساو‬

‫بناء على دعوة من حكومة جمهورية غينيا بي�ساو‪ ،‬ووقف مراقبو املنظمة على ح�سن تنظيم عملية الت�صويت‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف مراقبة االنتخابات وعلى الأجواء ال�سلمية التي جرت فيها‪ ،‬حيث مار�س‬ ‫الت�شريعية التي �أجريت يف البالد يوم ‪ 10‬مار�س ‪ .2019‬الناخبون يف غينيا بي�ساو حقوقهم يف الت�صويت ب�سالم‪.‬‬ ‫وقامت املنظمة مبراقبة االنتخابات وف ًقا مليثاقها وقواعد و�أعرب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫�سلوك مراقبي االنتخابات للمنظمة‪.‬‬ ‫العثيمني‪ ،‬عن ارتياحه للأجواء ال�سلمية التي جرت فيها‬ ‫‪14‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫االنتخابات‪ ،‬مهنئا �شعب غينيا بي�ساو و�سلطاتها على‬ ‫التزامهم بالعملية والقيم الدميقراطية‪.‬‬ ‫وفاز احلزب الأفريقي من �أجل ا�ستقالل غينيا والر�أ�س‬ ‫الأخ�ضر‪ ،‬احلاكم يف غينيا بي�ساو‪ ،‬ب�أغلبية طفيفة يف‬ ‫االنتخابات الت�شريعية‪ ،‬حيث ح�صل على ‪ 47‬مقعدا من‬ ‫�أ�صل ‪ 102‬هي عدد مقاعد الربملان يف البالد‪.‬‬ ‫وبح�سب النتائج املعلنة‪ ،‬فقد تراجع احلزب احلاكم ب‪10‬‬ ‫مقاعد عن عدد مقاعده خالل االنتخابات املا�ضية‪ ،‬فيما‬ ‫ح�صل حزب التجديد االجتماعي‪ ،‬الذي يتزعم املعار�ضة‬ ‫على ‪ 21‬مقعدا‪.‬‬ ‫وقد حلت تن�سيقية ال‪ 15‬حزبا‪ ،‬املن�شقة عن احلزب‬ ‫احلاكم قبل ‪� 8‬أ�شهر يف املركز الثاين‪ ،‬حيث ح�صلت على‬ ‫‪ 27‬مقعدا‪.‬‬ ‫وح�صل عدد من الأحزاب الأخرى‪ ،‬بينها حزب ال�شعب‬ ‫املوحد‪ ،‬الذي يتزعمه املر�شح الرئا�سي ال�سابق نونو‬ ‫نابيام‪ ،‬على مقعد برملاين لكل منها‪.‬‬ ‫و�سيكون احلزب احلاكم يف غينيا بي�ساو مطالبا بعقد‬ ‫حتالفات �سيا�سية من �أجل احل�صول على �أغلبية مقاعد‬ ‫الربملان‪ ،‬وقد يتحالف مع الوزير الأول ال�سابق دومينغو�س‬ ‫�سيمو�س بريرا‪ ،‬الذي ير�أ�س تن�سيقية ال‪.15‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون عالمية‬

‫العثيمين يؤكد على‬

‫تكامل دور المنظمة والجامعة العربية‬

‫ا�ستهل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬كلمته �أمام القمة العربية يف‬ ‫تون�س يف ‪ 31‬مار�س ‪ ،2019‬بالإ�شارة �إلى التكامل بني دور‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي املحوري يف تعزيز ال�سلم والأمن‬ ‫والتنمية‪ ،‬والدور الريادي جلامعة الدول العربية‪ ،‬باعتبار‬ ‫املجموعة العربية متثل ن�سبة مع ّتربة يف ع�ضوية املنظمة‪.‬‬ ‫وكان الأمني العام قد ح�ضر �أعمال جمل�س جامعة الدول‬ ‫العربية على م�ستوى القمة يف دورته العادية الثالثني‪،‬‬ ‫حيث هن�أ اجلمهورية التون�سية على ا�ست�ضافتها القمة‪،‬‬ ‫وتوجه بخال�ص ال�شكر والتقدير للجهود االيجابية جلميع‬ ‫الدول العربية الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وال �سيما لدولة املقر اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬وخادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬و�صاحب‬ ‫ال�سمو امللكي الأمري محمد بن �سلمان‪ ،‬ويل العهد حفظهما‬ ‫اهلل‪ ،‬على دعمهما الدائم للمنظمة‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬قال الأمني‬ ‫العام �إن املنظمة تدين االنتهاكات الإ�سرائيلية امل�ستمرة‪،‬‬ ‫والت�صعيد غري امل�شروع يف اال�ستيطان‪ ،‬ومحاولة �إ�ضفاء‬ ‫ال�شرعية عليه‪ .‬م�ؤكدا �أن املنظمة �سوف تقف على الدوام‬ ‫بجانب ال�شعب الفل�سطيني لإنهاء االحتالل الإ�سرائيلي‪،‬‬ ‫و�إقامة الدولة الفل�سطينية امل�ستقلة وعا�صمتها القد�س‬ ‫ال�شرقية‪ ،‬وفقا للمبادرة العربية لل�سالم والقرارات‬ ‫الأممية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن املنظمة تدعم اجلهود الدولية‬ ‫والإقليمية الرامية �إلى �إيجاد حلول �سيا�سية دائمة‬ ‫ملختلف النزاعات والأزمات الراهنة يف العاملني العربي‬ ‫والإ�سالمي‪ ،‬خا�صة يف ال�صومال وليبيا و�سوريا واليمن‪،‬‬ ‫وفق ال�شرعية الدولية والقرارات الأممية ذات ال�صلة‪،‬‬ ‫وذلك من واقع حر�صها على ا�ستعادة الأمن وال�سلم يف‬ ‫هذه الدول‪ ،‬واحلفاظ على وحدة �أرا�ضيها و�سالمتها‬ ‫الإقليمية‪.‬‬ ‫وجدد العثيمني رف�ضه و�إدانته التامة للإرهاب بكافة‬ ‫�أ�شكاله و�صوره‪ ،‬متوي ًال وتعاطف ًا وفع ًال‪ ،‬الفتا �إلى �أن‬ ‫احلادث الإرهابي الب�شع الذي وقع يف نيوزيلندا م�ؤخرا قد‬

‫بعث بر�سالة قوية للعامل �أجمع‪ ،‬مفادها �أن لي�س للإرهاب‬ ‫دين �أو عرق �أو جن�سية‪ ،‬و�أنه ال بد من ت�ضافر اجلهود‬ ‫الدولية ملعاجلة �شاملة لهذه الآفة‪.‬‬ ‫واختتم القادة العرب �أعمال القمة العادية الـ‪ 30‬ملجل�س‬ ‫جامعة الدول العربية التي انعقدت يف العا�صمة التون�سية‪،‬‬ ‫بعنوان “قمة العزم والت�ضامن”‪ .‬وركز “�إعالن تون�س”‬ ‫على مركزية الق�ضية الفل�سطينية‪ .‬ورف�ض القادة العرب‬ ‫يف بيان منف�صل تاله الأمني العام للجامعة العربية‪،‬‬ ‫�أحمد �أبو الغيط الإعالن الأمريكي االعرتاف بـ “�سيادة”‬ ‫�إ�سرائيل على ه�ضبة اجلوالن ال�سورية املحتلة‪ ،‬م�شددين‬ ‫على اعتبار “القرار باط ًال �شك ًال وم�ضمون ًا وميثل انتهاك ًا‬ ‫خطري ًا مليثاق الأمم املتحدة الذي ال يقر اال�ستيالء على‬ ‫�أرا�ضي الغري بالقوة ولقرارات جمل�س الأمن ‏ال�صادرة‬ ‫بالإجماع‪ ،‬والتي �أ�شارت ب�صورة ال لب�س فيها �إلى عدم‬ ‫االعرتاف ب�ضم �إ�سرائيل للجوالن ال�سوري العربي املحتل»‪.‬‬ ‫‏ودعم القادة العرب حق �سوريا يف ا�ستعادة اجلوالن‬ ‫املحتل‪ ،‬معتربين �أن “القرار الأمريكي ال يغري �شيئ ًا من‬ ‫الو�ضعية القانونية للجوالن ال�سوري‏بو�صفه �أر�ض ًا احتلتها‬ ‫�إ�سرائيل يف العام ‪،1967‬‏وال �أثر قانوني ًا له‪.‬‬ ‫و�شددوا على �أن �شرعنة االحتالل �أمر مرفو�ض كلي ًا ومتثل‬ ‫تراجع ًا كبري ًا يف املوقف الأمريكي وتق ّو�ض جهود حتقيق‬ ‫ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط على �أ�سا�س مبد�أ الأر�ض مقابل‬ ‫ال�سالم‪.‬‏‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪15‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬

‫العثيمين في مجلس وزراء الخارجية ‪ 46‬في أبو ظبي‪:‬‬

‫أسمعنا صوتنا إلى العالم‬

‫ا�ست�ضافت دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬يف العا�صمة‬ ‫�أبو ظبي‪ ،‬خالل يومي ‪ 1‬و‪ 2‬مار�س ‪� ،2019‬أعمال الدورة‬ ‫ال�ساد�سة والأربعني ملجل�س وزراء خارجية الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬حتت �شعار (‪ 50‬عاما من‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ :‬خارطة الطريق لالزدهار والتنمية)‪.‬‬ ‫�سمو ال�شيخ عبد اهلل بن زايد �آل نهيان‪ :‬وقوف الدول‬ ‫الأع�ضاء مع الق�ضية الفل�سطينية والوقوف مع ال�شعب‬ ‫الفل�سطيني ال�ستعادة حقوقه امل�شروعة‪ .‬ودعا �إلى �إن�شاء‬ ‫درا�سة وقائية ملواجهة الإرهاب والتطرف وتعميمها على‬ ‫الدول الأع�ضاء ل�ضمان وقف وعدم احت�ضان �أي �أفكار‬ ‫متطرفة‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬ألقى الأمني العام للمنظمة كلمة افتتاحية �أكد‬ ‫فيها �أن الأمانة العامة وبف�ضل م�ساندة وتعاون الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬متكنت خالل الفرتة ال�سابقة من �إ�سماع �صوت‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي �إلى العامل‪ ،‬وحتققت نقلة‬ ‫نوعية يف �أن�شطتها و�أعمالها‪ ،‬وجتاوزت تنظيم امل�ؤمترات‬ ‫‪16‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫وزراء الخارجية‬ ‫يتحلقون لرسم‬ ‫خارطة طريق‬ ‫االزدهار والتنمية‬

‫�إلى التفاعل متعدد ال�صالت والروابط مع العامل‪ ،‬ومع‬ ‫املنظمات الدولية والإقليمية‪ ،‬ومع احلكومات وم�ؤ�س�سات‬ ‫املجتمع املدين‪.‬‬ ‫و�ألقى العثيمني ال�ضوء على اجلهود املتوا�صلة التي تبذلها‬ ‫الأمانة العامة يف تنفيذ قرارات القمة واملجل�س الوزاري‪،‬‬ ‫واالهتمام البالغ مبتابعة امللفات املتعلقة بق�ضية فل�سطني‬ ‫والقد�س ال�شريف واليمن وال�صومال وليبيا و�سوريا‬ ‫و�أفغان�ستان ومايل ونيجرييا والنيجر‪ ،‬وجيبوتي‪ ،‬وجزر‬ ‫القمر وافريقيا الو�سطى‪ ،‬وغريها من الدول‪ ،‬معربا عن‬ ‫�أمله يف موا�صلة اخلطوات الرامية �إلى حتقيق اال�ستقرار‬ ‫امل�أمول يف الغابون وغينيا بي�ساو وتوغو‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام �أن املنظمة تتابع بقلق عميق الأحداث‬ ‫الدموية والتجاوزات �ضد �أمن �شعب جامو وك�شمري‪،‬‬ ‫داعيا يف الوقت ذاته �إلى �ضبط النف�س‪ ،‬وحل اخلالفات‬ ‫بالطرق ال�سلمية‪ ،‬ات�ساقا مع قرارات ال�شرعية الدولية‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام عن حر�ص املنظمة على ا�ستقرار‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬

‫العراق و�أمنه وازدهاره‪ ،‬م�شريا �إلى �أن الأمانة العامة تعمل جاهدة لتنظيم م�ؤمتر �إعادة الإعمار يف العراق‪،‬‬ ‫وذلك من خالل الت�شاور مع احلكومة العراقية وبقية الدول الأع�ضاء‪ ،‬التخاذ ما يلزم من حت�ضريات‪ ،‬وح�شد‬ ‫املوارد املالية الالزمة‪.‬‬ ‫كما تطرق العثيمني �إلى امللفات املهمة الأخرى التي تبذل املنظمة جهودا يف متابعتها‪ ،‬ومن بينها ق�ضايا‬ ‫املجتمعات امل�سلمة يف الدول غري الأع�ضاء‪ ،‬وظاهرة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬والعمل على تر�سيخ مفهوم احلوار‬ ‫بني الأمم واحل�ضارات‪ ،‬وتكري�س �إطار ملكافحة مظاهر التع�صب والتمييز وكراهية الأجانب‪.‬‬ ‫و�شهدت اجلل�سة االفتتاحية �أي�ضا �إلقاء كلمات املجموعات اجلغرافية للدول الأع�ضاء‪ ،‬حيث �ألقت‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية كلمة املجموعة العربية‪ ،‬وجمهورية الغابون كلمة املجموعة الأفريقية‪ ،‬وجمهورية‬ ‫باك�ستان الإ�سالمية كلمة املجموعة الآ�سيوية‪.‬‬ ‫ومن بني �أبرز م�شاريع القرارات ال�سيا�سية‪ :‬الأو�ضاع يف كل من ال�صومال و�أفغان�ستان واليمن و�سوريا وليبيا وال�سودان ومايل‬ ‫ومنطقة ال�ساحل و�أفريقيا الو�سطى وجامو وك�شمري وعدوان �أرمينيا على الأرا�ضي الأذربيجانية واحلدود بني جيبوتي‬ ‫و�إريرتيا‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى الأو�ضاع يف كو�سوفو وقرب�ص وكوت ديفوار والبو�سنة والهر�سك وو�ضع �أقلية‬ ‫الروهينجيا امل�سلمة‪ .‬كما ت�ضمت م�شاريع القرارات ال�سيا�سية مكافحة الإرهاب يف بلدان ال�ساحل وال�صحراء‪،‬‬ ‫ومناه�ضة ظاهرة الإ�سالموفوبيا والق�ضاء على كراهية الإ�سالم والإ�ساءة �إليه‪ ،‬وتخ�صي�ص يوم للت�سامح يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ومناه�ضة ت�شويه �صورة الأديان‪ ،‬و�إدانة تدني�س امل�صحف ال�شريف‪.‬‬ ‫وب�ش�أن ق�ضية فل�سطني ومدينة القد�س ال�شريف وال�صراع العربي ـ الإ�سرائيلي‪ ،‬ف�إن م�شاريع القرارات املطروحة‬ ‫�أمام وزراء اخلارجية يف هذا اخل�صو�ص ت�ضمنت �آليات الدعم املايل لل�شعب الفل�سطيني‪ ،‬و�صندوق وقف �إمنائي‬ ‫لدعم الالجئني الفل�سطينيني‪ ،‬واجلوالن ال�سوري املحتل‪ ،‬والو�ضع احلايل لعملية ال�سالم يف ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫وا�شتملت م�شاريع قرارات ال�ش�ؤون الإعالمية على دعم الدول الأع�ضاء للجنة الدائمة للإعالم وال�ش�ؤون الثقافية‬ ‫(كومياك)‪ ،‬و�إطالق جائزة دولية لو�سائل الإعالم والإعالميني‪ ،‬وتعزيز العمل الإعالمي للمنظمة وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الإعالمية بال�شراكة مع الدول الأع�ضاء‪ ،‬والنهو�ض بالتعاون يف قطاع الإعالم من �أجل تعزيز ال�سلم والتنمية‬ ‫واالزدهار‪.‬‬ ‫ومن بني �أبرز م�شاريع القرارات يف ال�ش�أن االقت�صادي التعاون يف جماالت الزراعة والعمل والعمالة‪ ،‬والتجارة‬ ‫الإ�سالمية البينية وال�سياحة والنقل‪ ،‬والتخفيف من وط�أة الفقر‪ ،‬وتقدمي امل�ساعدة االقت�صادية للدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة واجلماعات واملجتمعات امل�سلمة يف الأرا�ضي املتنازع عليها �أو املحتلة والدول غري الأع�ضاء‪.‬‬ ‫ويف جمال العلوم والتكنولوجيا برزت م�شاريع القرارات التالية‪ :‬ق�ضايا التعليم العايل‪ ،‬وال�صحة‪ ،‬والبيئة‪،‬‬ ‫واملياه‪ ،‬وجامعات منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وتوحيد جهود مكافحة عوا�صف الرمال والغبار يف بع�ض الدول‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وفيما يخ�ص املجاالت الثقافية واالجتماعية والأ�سرة ا�شتملت �أبرز م�شاريع القرارات على احلوار بني‬ ‫احل�ضارات وحتالف احل�ضارات واال�سرتاتيجية الثقافية والتقومي الهجري املوحد‪ ،‬و�ش�ؤون فل�سطني‬ ‫الثقافية‪ ،‬وحماية املقد�سات الإ�سالمية‪ ،‬وتعزيز رفاهية الأ�سرة واحلفاظ على قيم م�ؤ�س�سة الزواج والأ�سرة‪،‬‬ ‫والنهو�ض باملر�أة ومتكينها‪ ،‬وبناء قدرات ال�شباب‪ ،‬ورعاية الطفل‪ ،‬والرفاه وال�ضمان االجتماعي للم�سنني وذوي‬ ‫االحتياجات اخلا�صة‪ ،‬وحماية و�صون الرتاث التاريخي والثقايف الإ�سالمي والعاملي‪� ،‬إلى جانب تعزيز التعاون يف املجال الثقايف‬ ‫ودعم الإنتاج ال�سينمائي‪ ،‬ودعم و�إعادة بناء وت�أهيل الآثار واملمتلكات التاريخية يف العراق‪.‬‬ ‫و�صرح الأمني العام يف ختام م�ؤمتر �أبو ظبي ب�أن امل�ؤمتر عقد يف وقت يحمل الكثري من الدالالت‪� ،‬أهمها مرور خم�سني عاما‬ ‫على �إن�شاء منظمتنا العتيدة‪ ،‬وخ�ص�ص جمل�س وزراء اخلارجية املوقر عام ‪ 2019‬يوبيال ذهبيا يخلد ذكرى اخلم�سني‬ ‫عاما لت�أ�سي�س املنظمة من �أجل تعزيز ح�ضورها الدويل و�إبراز �صورتها ك�شريك فعال يف توطيد ال�سلم والأمن‬ ‫والتنمية‪ ،‬و�أعلن عن عزم الأمانة العامة �إقامة احتفالية يف مقر املنظمة يف جدة‪ ،‬باململكة العربية‬ ‫ال�سعودية وذلك بالتعاون مع دولة املقر‪ ،‬معربا عن �أمله يف تقدم الدول الأع�ضاء الدعم الالزم لهذا‬ ‫احلدث املهم يف تاريخ منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ورحب بدعوة ال�شيخ عبد اهلل بن زايد �آل نهيان يف كلمته االفتتاحية للم�ؤمتر التي �أكد فيها تطلع لأن يكون‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي دور �أكرب يف �صون ال�سلم والأمن الدوليني‪ ،‬م�ؤكدا �أن املنظمة مقبلة على خطوات‬ ‫�إ�صالحية وا�سعة يف مختلف براجمها و�أعمالها‪ ،‬من �أجل تعزيز دورها وح�ضورها العاملي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪17‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬ ‫جلسة شحذ أفكار لتعزيز التنمية بين الدول األعضاء‬

‫عقدت جل�سة ل�شحذ الأفكار ب�ش�أن دور منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف تعزيز التنمية بني دولها الأع�ضاء‪ ،‬وذلك على‬ ‫هام�ش الدورة ال�ساد�سة والأربعني ملجل�س وزراء خارجية‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني يف كلمته االفتتاحية‪� ،‬أن نتيجة هذه اجلل�سة‬ ‫و ّلدت �أفكارا ومبادرات جديدة لتعزيز التعاون البيني‬ ‫للدول الأع�ضاء يف املجال االجتماعي واالقت�صادي وتفعيل‬ ‫اجلهد اجلماعي‪ ،‬وحت�سني م�ستويات املعي�شة ل�شعوب العامل‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام �أن املنظمة ت�ضطلع بدور مهم يف‬ ‫تو�سيع نطاق العالقات االقت�صادية والتجارية وزيادة اجلهود‬ ‫اجلماعية التي تهدف لتخفيف وط�أة الفقر‪ ،‬وحتفيز النمو‬ ‫االقت�صادي املالئم‪ ،‬م�شريا �إلى توافر الآليات امل�ؤ�س�سية‬ ‫والربامج وامل�شاريع امل�شرتكة التي ت�ساهم يف حتقيق مزايا‬ ‫ن�سبية كبرية وتعزيز �أوجه التكامل القائمة يف املجال‬

‫االقت�صادي يف املنظمة‪.‬‬ ‫وقال العثيمني �إنه على الرغم مما حتظى به املنظمة من‬ ‫موارد‪� ،‬إال �أن �إ�سهامات دولها الأع�ضاء يف الناجت العاملي‬ ‫يقل عما ميكن �أن حتققه باملقارنة ب�إمكاناتها‪ ،‬حيث ت�شكل‬ ‫هذه البلدان ‪ 24‬يف املائة من �سكان العامل بينما مل يتجاوز‬ ‫�إجمايل ناجتها املحلي ن�سبة ‪ 8.2‬يف املائة من الناجت العاملي‬ ‫�سنة ‪.2017‬‬ ‫ويف هذا ال�صدد‪ ،‬دعا الأمني العام �إلى اتخاذ تدابري‬ ‫�سريعة تعزز بيئة مواتية ال�ستقطاب املزيد من اال�ستثمارات‬ ‫اخلارجية‪ ،‬م�ؤكدا �أهمية تنفيذ �إ�صالحات لتح�سني مناخ‬ ‫الأعمال وتقدمي حوافز ا�ستثمارية مف�صلة على احتياجات‬ ‫كل من امل�ستثمر املحلي واخلارجي‪ .‬وبني �أنه �إ�ضافة �إلى‬ ‫نظام الأف�ضلية التجارية القائم‪ ،‬وهو يركز كثري ًا على �إزالة‬ ‫احلواجز اجلمركية وغري اجلمركية التي تعرت�ض طريق‬ ‫التجارة واال�ستثمار‪ُ ،‬توجد حاجة لبذل جهود لتنفيذ جميع‬ ‫برامج ت�سهيل التجارة واال�ستثمار القائمة يف مناطق املنظمة‪،‬‬

‫مثل املقرتحات اخلا�صة ب�آلية ت�سوية النزاعات يف جمايل‬ ‫اال�ستثمار والتجارة يف �إطار املنظمة‪.‬‬ ‫وطالب العثيمني باالهتمام ب�شكل عاجل باعتماد �سيا�سات‬ ‫املنظمة اخلا�صة بتنمية البنى التحتية والتكامل الإقليمي‬ ‫ودعم العملية اجلارية لو�ضع ا�سرتاتيجية ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لتطوير ال�سلع اال�سرتاتيجية كالقمح والأرز‬ ‫والكا�سافا‪.‬‬ ‫وب�ش�أن متويل الربامج التنموية يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬قال‬ ‫الأمني العام «يحتاج �صندوقا التنمية الأ�سا�سيان للمنظمة‬ ‫ملوارد متكنهما من حتقيق الأهداف التي �أن�شئا من �أجلها‪،‬‬ ‫�إذ يواجه �صندوق الت�ضامن الإ�سالمي للتنمية فجوة يف‬ ‫موارده بلغت ‪ 7.3‬مليار دوالر �أمريكي‪ ،‬بينما مل يزل �صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي يعتمد على ميزانيته الإدارية �أكرث من‬ ‫اعتماده على ميزانيته الت�شغيلية‪ ،‬وذلك بالرغم مما يواجهه‬ ‫من حتديات تنموية وب�شرية هائلة»‪.‬‬ ‫وكانت الأمانة العامة قد �أعدت ورقة مفاهيم طرحت‬ ‫للنقا�ش يف جل�سة �شحذ الأفكار‪ ،‬حيث مت الرتكيز على‬ ‫مواطن القوة والفر�ص يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪،‬‬ ‫والتوقعات االقت�صادية لتلك الدول‪ ،‬وتدابري املنظمة الرامية‬ ‫�إلى تعزيز التنمية فيما بني دولها الأع�ضاء‪ ،‬و�آفاق امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وبحث الوزراء ور�ؤ�ساء الوفود امل�شاركون يف اجلل�سة فاعلية‬ ‫مخت ِلف برامج املنظمة وتدابري التدخل االقت�صادي‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى املدى الذي بلغته الدول الأع�ضاء يف ان�ضمامها �إلى‬ ‫مخت ِلف ال�صكوك املتعددة الأطراف‪.‬‬

‫التوقيع والمصادقة على اتفاقات ومعاهدات المنظمة‬

‫ح�ضر الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني حفل التوقيع على اتفاقات‬ ‫تهدف �إلى تعزيز مزيد من العمل الإ�سالمي امل�شرتك بني‬ ‫الدول الأع�ضاء‪ .‬وقد �أودعت اجلابون �صك م�صادقتها‬ ‫على معاهدة منظمة التعاون الإ�سالمي ملكافحة الإرهاب‬ ‫الدويل‪ .‬من جانبهما‪� ،‬أعلنت كل من الكويت واململكة العربية‬ ‫ال�سعودية م�صادقتهما على تعديل املادة ‪ 8‬من امليثاق املتعلقة‬

‫‪18‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫بدورية انعقاد القمة الإ�سالمية‪ .‬يف غ�ضون ذلك‪ ،‬وقعت كل‬ ‫من ال�سودان وموريتانيا على النظام الأ�سا�سي ملركز العمل‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي �إ�ضافة �إلى كل من تركيا‬ ‫و�أذربيجان واململكة العربية ال�سعودية املوقعني بالفعل على‬ ‫النظام الأ�سا�سي‪ .‬كما وقعت تركيا على وثيقتني خالل‬ ‫الدورة ‪ 46‬ملجل�س وزراء اخلارجية وهما‪ ،‬النظام الأ�سا�سي‬ ‫ملركز منظمة التعاون الإ�سالمي للتعاون والتن�سيق ال�شرطي‪،‬‬

‫واتفاق ح�صانات وامتيازات منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ودعا وزير الدولة الإماراتي لل�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أنور قرقا�ش‪ ،‬خالل تر�أ�سه �أعمال الدورة ‪ 46‬ملجل�س وزراء‬ ‫اخلارجية يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدول الأع�ضاء‬ ‫�إلى الإ�سراع يف التوقيع وامل�صادقة على وثائق جميع �أجهزة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي حتى يت�سنى لها اال�ضطالع‬ ‫مبهامها على نحو كامل‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬

‫األمناء العامون المساعدون الجدد‬ ‫يؤدون القسم أمام المجلس الوزاري‬

‫‪,,‬‬ ‫ال�سفري ع�س‬

‫كر مو�سينوف‬

‫ال�سفري �سم‬

‫ري بكر دياب‬

‫ال�سفري �أ‬

‫حمد �سينيومو‬

‫ال�سفري‬

‫طارق بخيت‬

‫ا‬

‫ل�سفري مو�سى‬

‫كوالكليكايا‬

‫ال�سفري يو�س‬

‫ف ال�ضبيعي‬

‫‪,,‬‬

‫�أدى الأمناء العامون امل�ساعدون للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي الق�سم �أمام وزراء اخلارجية يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وبارك الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬للأمناء العامني امل�ساعدين مهمتهم اجلديدة‪ ،‬وهم‪ :‬ال�سفري طارق علي بخيت‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإن�سانية والثقافية والأ�سرة‪ ،‬وال�سفري ع�سكر مو�سينوف الأمني العام امل�ساعد للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬وال�سفري �سمري‬ ‫بكر دياب الأمني العام امل�ساعد ل�ش�ؤون فل�سطني والقد�س‪ ،‬وال�سفري �أحمد �سينيومو الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪ ،‬وال�سفري مو�سى‬ ‫كوالكليكايا الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون الإدارية واملالية‪ ،‬وال�سفري يو�سف ال�ضبيعي الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون ال�سيا�سية‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪19‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬

‫اإلسالموفوبيـا‬ ‫تقديم التقرير ‪ 12‬لمرصد المنظمة إلى‬ ‫مجلس وزراء الخارجية‬ ‫المطالبة بنهج متكامل لمكافحة‬ ‫اإلسالموفوبيا بدال من االعتماد على البعد‬ ‫الجغرافي‬

‫�أكد التقرير ال�سنوي الثاين ع�شر ملر�صد منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للإ�سالموفوبيا �أن هذه الظاهرة معقدة‪ ،‬وهناك‬ ‫من العقبات ما قد يعيق �أية ا�سرتاتيجية فعالة ملكافحتها‪.‬‬ ‫وطرح التقرير الذي مت تقدميه ملجل�س وزراء اخلارجية يف‬ ‫دورته ال�ساد�سة والأربعني املنعقدة يف �أبو ظبي مطلع �شهر‬ ‫مار�س ‪� ،2019‬سل�سلة من التو�صيات العملية من امل�ؤمل �أن‬ ‫ت�ساعد الدول الأع�ضاء واجلهات املعنية الأخرى على �إعداد‬ ‫�سيا�ساتها ذات ال�صلة �أو اتخاذ ما يلزم من التدابري للحد‬ ‫منها‪.‬‬ ‫و�شددت التو�صيات على الت�أكيد على حقوق الإن�سان‬ ‫واحلريات الأ�سا�سية يف مكافحة الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وا�ستخدام‬ ‫معاهدات الأمم املتحدة احلالية ب�ش�أن احلريات الدينية‬ ‫وحرية التعبري وحظر التمييز العن�صري‪ ،‬وما �إلى ذلك‬ ‫ك�أدوات ملكافحة الإ�سالموفوبيا‪� ،‬إ�ضافة �إلى ت�شجيع‬ ‫احلكومات على �إحياء مبادرة الأمم املتحدة ب�ش�أن حتالف‬ ‫للح�ضارات‪ ،‬مع �إيالء اهتمام خا�ص لالنق�سام بني امل�سلمني‬ ‫والغرب الذي يغذي اخلوف من الإ�سالم‪.‬‬ ‫ودعا التقرير �إلى اعتماد نهج متكامل يف مكافحة كراهية‬ ‫الإ�سالم بد ًال من مقاربة تعتمد على البعد اجلغرايف‬ ‫للظاهرة‪ ،‬و�إقامة روابط قوية بني املجموعات التي حتارب‬ ‫التمييز القائم على الدين‪ ،‬مبا يف ذلك كراهية الإ�سالم‬ ‫ومعاداة اليهود والرهاب امل�سيحي‪ ،‬مع �إقامة حتالفات‬ ‫‪20‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫مع املجموعات الأخرى التي مت تهمي�شها وجتريدها من‬ ‫�إن�سانيتها على �أ�سا�س العن�صرية وكراهية الأجانب‪.‬‬ ‫و�أ�شارت التو�صيات �إلى �أهمية �إن�شاء مراكز �إ�ضافية لدرا�سة‬ ‫الإ�سالم يف املجتمعات الغربية‪ ،‬على غرار املركزين الذين‬ ‫مت �إحداثهما بالفعل يف جامعتي جورجتاون وهارفارد‪ .‬كما‬ ‫دعا �إلى الت�صدي يف املجتمعات والبلدان الإ�سالمية للق�ضايا‬ ‫والعوامل التي ت�ساهم يف ت�شكيل ال�صور ال�سلبية عن الإ�سالم‬ ‫وامل�سلمني‪ ،‬مع الت�أكيد على �أهمية الرتبية الإ�سالمية‬ ‫ال�صحيحة للأطفال ال�صغار لتفادي اجلهل بالدين بني‬ ‫�صفوف الأجيال ال�صاعدة‪.‬‬ ‫وطالبت التو�صيات بتنظيم حمالت من �أجل رفع الوعي حول‬ ‫خطر الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وتعزيز ال�صور الإيجابية عن الإ�سالم‪،‬‬ ‫واالهتمام مب�شاكل م�سلمي �أوروبا باتخاذ الإجراءات الالزمة‬ ‫لتفعيل جمموعة االت�صال اخلا�صة بالأقليات امل�سلمة يف‬ ‫القارة العجوز‪.‬‬ ‫وا�شتملت التو�صيات على �ضرورة �إن�شاء مراكز جديدة‬ ‫للإ�سالموفوبيا يف الدول الأع�ضاء مع تعزيز عمل املراكز‬ ‫املوجودة يف بع�ض الدول الأع�ضاء‪ ،‬وتلك التابعة للأمانة‬ ‫العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وتقدمي الدعم ملر�صد‬ ‫الإ�سالموفوبيا من خالل تخ�صي�ص املوارد املالية الالزمة‬ ‫والكفيلة بتمكني املر�صد من �إن�شاء �شبكة مع غريه من هيئات‬ ‫ر�صد خطب الكراهية والإبالغ عنها يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬

‫وكان التقرير ال�سنوي ملر�صد منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للإ�سالموفوبيا قد �أكد �أن بع�ض الدول ت�ضفي الطابع‬ ‫امل�ؤ�س�سي على الإ�سالموفوبيا‪ ،‬م�شريا �إلى �أن اخلوف من‬ ‫الإ�سالم �أ�صبح �سلوكا ر�سميا باعتبار هذا التوجه جزءا ال‬ ‫يتجز�أ من ال�سيا�سة احلكومية ب�سبب «ا�ستيالء» �شخ�صيات‬ ‫و�أحزاب �سيا�سية ميينية متطرفة ومناه�ضة للإ�سالم على‬ ‫احلكومات‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير الذي يغطي الفرتة املمتدة من يونيو ‪� 2018‬إلى‬ ‫فرباير ‪� ،2019‬إلى �أنه بعد �أن �سجلت ظاهرة الإ�سالموفوبيا‬ ‫انخفا�ضا طفيفا خالل العام املا�ضي‪ ،‬ت�صاعدت من جديد‬ ‫موجة اخلوف من اال�سالم وخطابات الكراهية‪ .‬ويف الوقت‬ ‫نف�سه‪� ،‬أ�شارت تقارير و�أخبار �إلى زيادة مثرية للقلق جلرائم‬ ‫الكراهية �ضد �أفراد ينظر �إليهم على �أنهم م�سلمون‪ ،‬ف�ضال‬ ‫عن ارتفاع عدد الهجمات على امل�ساجد واملراكز املجتمعية‪،‬‬ ‫ال �سيما يف �أوروبا والواليات املتحدة‪ .‬وما انفك التمييز‬ ‫والتع�صب �ضد امل�سلمني يتزايدان منذ يونيو ‪ ،2018‬حتى‬ ‫بلغا �أعلى م�ستوياتهما خالل نهاية العام‪ .‬و�أو�ضح التقرير �أن‬ ‫ظاهرة كراهية الإ�سالم بدت مبثابة رد فعل «غري عقالين»‬ ‫من جانب بع�ض احلكومات يف مواجهتها مل�س�ألة التطرف‬ ‫ب�سبب �إلقائها اللوم ب�شكل وا�ضح على كافة املجتمعات‬ ‫الإ�سالمية دون ا�ستثناء‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫تقرير‬

‫خاص‬

‫بن �أحمد العثيمني يف مقدمة التقرير‪� ،‬إن املنظمة ت�سعى من‬ ‫خالل عمل مر�صد الإ�سالموفوبيا �إلى مراقبة حاالت العنف‬ ‫والكراهية بهدف توثيقها وتقدميها على وجه اخل�صو�ص‬ ‫�إلى جمل�س وزراء اخلارجية للدول الأع�ضاء‪ .‬م�ؤكدا حر�ص‬ ‫املنظمة على زيادة الوعي العاملي باخلطر الوا�ضح الذي‬ ‫متثله الإ�سالموفوبيا وباقي ال�سيا�سات واملمار�سات التمييزية‬ ‫�ضد امل�سلمني‪.‬‬ ‫وا�سرتعى الأمني العام انتباه �صانعي القرار يف العامل‬ ‫الإ�سالمي �إلى �أن اجتاه اخلوف من الإ�سالم ال يزال ينذر‬ ‫باخلطر‪ ،‬داعيا يف الوقت ذاته �إلى بذل املزيد من اجلهود من‬ ‫قبل كافة الدول الأع�ضاء للت�صدي لهذه الآفة يف �شموليتها‪،‬‬ ‫وال�سيما من خالل ال�سيا�سات الوطنية‪ ،‬مبا يف ذلك مناهج‬ ‫التعليم الوطنية‪.‬‬ ‫وا�شتمل التقرير على �أربعة �أبواب وملحق واحد‪� ،‬إذ ي�صف‬ ‫الباب الأول‪ ،‬الذي يتمحور حول «االجتاهات امل�ؤثرة على‬ ‫الإ�سالموفوبيا والتع�صب والتمييز �ضد امل�سلمني»‪ ،‬املنحى‬ ‫املت�صاعد للإ�سالموفوبيا خالل الفرتة التي يغطيها التقرير‪،‬‬ ‫ويربز تزايد اخلوف من الإ�سالم وامل�سلمني مما �أدى �إلى‬ ‫ت�صورات �سلبية بني غري امل�سلمني‪ .‬وك�شف الباب الثاين‬ ‫«مظاهر الإ�سالموفوبيا» يف جميع �أنحاء العامل‪ ،‬ومت ت�صنيفها‬ ‫�إلى ثالثة �أق�سام مختلفة على �أ�سا�س التق�سيم اجلغرايف‪:‬‬ ‫الإ�سالموفوبيا يف الواليات املتحدة وكندا؛ الإ�سالموفوبيا يف‬ ‫�أوروبا‪ ،‬والإ�سالموفوبيا يف بقية �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫و�سلط الباب الثالث من التقرير ال�ضوء على مختلف‬ ‫«التطورات الإيجابية» فيما يخ�ص الإجراءات الودية‬ ‫واملواقف وامل�شاعر‪ ،‬واملبادرات الإيجابية‪ ،‬وكذلك اخلطوات‬ ‫واملواقف الفعالة التي اتخذتها احلكومات �أو الأفراد غري‬ ‫امل�سلمني جتاه الإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬وتعبريهم عن اال�ستياء‬ ‫من ظاهرة الإ�سالموفوبيا ومن دُعاة الكراهية‪ .‬فيما قدم‬ ‫الباب الرابع والأخري من التقرير جمموعة من التو�صيات‬ ‫واخلطوات والإجراءات التي تقرتح منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫اتخاذها من قبل اجلهات املعنية‪ ،‬مبا فيها الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫مع ت�شجيعها على العمل على اتخاذ �إجراءات ملمو�سة لنبذ‬ ‫اخلوف من الإ�سالم واحلد منه‪.‬‬ ‫�ضم قائمة حلوادث‬ ‫وا�شتمل التقرير على ملحق َّ‬ ‫الإ�سالموفوبيا حول العامل يف الفرتة التي يغطيها التقرير‬ ‫والتي مت ت�صنيفها �إلى خم�سة �أق�سام‪ :‬احلوادث املتعلقة‬ ‫بامل�ساجد‪ ،‬واحلمالت ال�سيا�سية واالجتماعية املوجهة �ضد‬ ‫الإ�سالم وامل�سلمني‪ ،‬والتع�صب �ضد الإ�سالم ورموزه املقد�سة‪،‬‬ ‫والتمييز �ضد الأفراد واملجتمعات امل�سلمة‪ ،‬واحلوادث املتعلقة‬ ‫باملظهر الإ�سالمي للم�سلمات‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪21‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫العثيمين يلتقي وزير خارجية غامبيا والسفير األيرلندي لدى السعودية‬

‫األمين العام يبحث مع وزير خارجية السعودية القضايا المشتركة‬

‫التقى الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف العثيمني يف الريا�ض يوم ‪ 6‬يناير ‪ ،2019‬وزير‬ ‫خارجية اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬معايل الدكتور ابراهيم‬ ‫الع�ساف الذي ا�ستقبله يف مكتبه بالوزارة‪ .‬وجرى خالل‬ ‫اللقاء بحث االهتمامات امل�شرتكة من ق�ضايا الأمة‬ ‫الإ�سالمية وموقع اململكة العربية ال�سعودية امل�ؤثر والريادي‬ ‫يف العامل اال�سالمي‪ .‬و�شكر الأمني العام دعم اململكة امل�ستمر‬ ‫للمنظمة كونها دولة املقر وثمن الرعاية الكرمية لقيادة‬

‫اململكة وعلى ر�أ�سها خادم احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان‬ ‫بن عبدالعزيز �آل �سعود و�سمو ويل عهده الأمري محمد بن‬ ‫�سلمان ‪ -‬حفظهما اهلل – للمنظمة كمن�صة جامعة لل�صوت‬ ‫الإ�سالمي يف العامل‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬ا�ستقبل الأمني العام يف مكتبه بجدة يوم ‪27‬‬ ‫يناير ‪ ،2019‬معايل الدكتور مامادو تاجنارا‪ ،‬وزير ال�ش�ؤون‬ ‫اخلارجية والتعاون الدويل يف غامبيا والوفد املرافق له‪.‬‬ ‫وناق�ش اجلانبان �سبل وو�سائل تعزيز العالقات بني املنظمة‬

‫وجمهورية غامبيا وكذلك النهو�ض بالعمل الإ�سالمي‬ ‫امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�أعرب الوزير الغامبي عن تقدير بالده للإ�صالحات‬ ‫الإيجابية اجلارية يف املنظمة وللدور البارز الذي ت�ضطلع‬ ‫به حاليا على ال�ساحة الدولية حتت القيادة احلكيمة للأمني‬ ‫العام‪ ،‬م�ؤكدا �أن بالده �سوف توا�صل دعمها للمنظمة‪ .‬و�أ�شاد‬ ‫الوزير بالعالقات املتميزة بني غامبيا ومنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬م�شددا على �ضرورة تعزيز التعاون بني الطرفني‬ ‫يف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية والتنموية‪.‬‬ ‫كما ا�ستقبل الأمني العام يف مكتبه بجدة �سفري �أيرلندا لدى‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬ال�سيد جريارد ماكوي‪ ،‬يوم ‪20‬‬ ‫مار�س ‪.2019‬‬ ‫وتبادل الأمني العام و�ضيفه خالل لقائهما الودّي وجهات‬ ‫النظر حيال مخت ِلف الق�ضايا الإقليمية والدولية ذات‬ ‫االهتمام امل�شرتك‪ .‬وعرب ال�سفري مكوي عن اهتمام بالده‬ ‫بتعميق العالقات مع منظمة التعاون الإ�سالمي خدم ًة‬ ‫للم�صالح امل�شرتكة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام بالرغبة الأيرلندية‪ ،‬م�شدد ًا على �أهمية‬ ‫البقاء على ات�صال م�ستمر والعمل امل�شرتك لتعزيز العالقات‬ ‫الثنائية‪.‬‬

‫اجتماع فريق اتصال منظمة التعاون اإلسالمي المعني بجامو وكشمير‬

‫عقد فريق ات�صال منظمة التعاون الإ�سالمي املعني بجامو‬ ‫وك�شمري اجتماعا طارئا يف مقر الأمانة العامة للمنظمة يف‬ ‫جدة يوم ‪ 26‬فرباير ‪ 2019‬قبيل انعقاد الدورة ‪ 46‬ملجل�س‬ ‫وزراء اخلارجية التي عقدت يف �أبو ظبي يومي ‪ 1‬و‪ 2‬مار�س‬ ‫‪ .2019‬و�أعرب االجتماع عن القلق البالغ �إزاء التوتر املتزايد‬ ‫يف املنطقة ودعا �إلى خف�ض فوري لهذا الت�صعيد‪.‬‬ ‫تر�أ�س االجتماع‪ ،‬نيابة عن الأمني العام‪ ،‬الأمني العام‬ ‫امل�ساعد‪ ،‬ال�سفري حميد �أوبيلريو وح�ضره وكيلة وزارة‬ ‫اخلارجية الباك�ستانية‪ ،‬تهمينه جنجوعه واملندوبون‬ ‫الدائمون لأذربيجان وتركيا واململكة العربية ال�سعودية‬ ‫والنيجر وكذلك رئي�س �أزاد جامو وك�شمري‪ ،‬م�سعود خان‪.‬‬ ‫ودان الأمني العام امل�ساعد‪ ،‬يف مالحظاته االفتتاحية‪،‬‬ ‫متحدثا نيابة عن الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ب�شدة املوجة الأخرية من القمع‪ ،‬والقتل الوح�شي للمدنيني‬ ‫الك�شمرييني الأبرياء على يد قوات االحتالل الهندي‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫وحوادث االغت�صاب املتكررة خا�صة للفتيات الق�صر‪ .‬و�أكد‬ ‫من جديد على موقف منظمة التعاون الإ�سالمي القائم على‬ ‫مبد�أ دعم �شعب جامو وك�شمري لنيل حقوقهم امل�شروعة مبا‬ ‫يف ذلك حق تقرير امل�صري‪ .‬كما �أكد �أن ال�صراع ينبغي �أن‬ ‫ي َُحل وفقا لتطلعات ال�شعب الك�شمريي ومبا يت�سق مع قرارات‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي والأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�أطلعت وكيلة وزارة اخلارجية الباك�ستانية امل�شاركني‬ ‫على التهديدات الهندية الأخرية لل�سلم والأمن الإقليميني‬ ‫وا�ستمرار القمع الهندي والت�صعيد الأخري يف الأعمال‬ ‫الوح�شية �ضد الك�شمرييني الأبرياء‪ .‬و�أكدت وكيلة وزارة‬ ‫اخلارجية جمددا دعم باك�ستان ال�سيا�سي واملعنوي‬ ‫والدبلوما�سي ل�شعب ك�شمري املحتلة من الهند يف كفاحه‬ ‫العادل من �أجل نيل احلق غري القابل للت�صرف يف تقرير‬ ‫امل�صري‪ .‬و�أ�شارت �إلى العر�ض امللمو�س الذي قدمه رئي�س‬ ‫الوزراء الباك�ستاين للحوار مع الهند‪.‬‬

‫و�أعرب فريق االت�صال عن تقديره لعر�ض رئي�س الوزراء‬ ‫الباك�ستاين من �أجل حتقيق ال�سالم و�إجراء احلوار مع الهند‬ ‫حلل جميع الق�ضايا‪ .‬و�أكد �أع�ضاء فريق االت�صال من جديد‬ ‫دعمهم املتوا�صل ل�شعب جامو وك�شمري‪ .‬ودعوا الهند �إلى‬ ‫الوقف الفوري للعمليات الأمنية القمعية �ضد �شعب جامو‬ ‫وك�شمري‪ ،‬واحرتام حقوق الإن�سان اجلوهرية والأ�سا�سية‬ ‫والت�صدي للنزاع وفقا لقرارات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وجمل�س الأمن الدويل ذات ال�صلة وكذلك وفقا لرغبات‬ ‫وطموحات ال�شعب الك�شمريي‪ ،‬ومبد�أ تقرير امل�صري وحقوق‬ ‫الإن�سان‪.‬‬ ‫ودعا فريق االت�صال كال من الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي والأمم املتحدة �إلى ا�ستخدام م�ساعيهما احلميدة‬ ‫لوقف هذا الت�صعيد اخلطري من قبل الهند‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يهدد ال�سلم والأمن الإقليميني‪ .‬وقد جرى الت�أكيد على �أن‬ ‫الأولوية ينبغي �أن تكون لل�سالم واحلوار‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬ ‫األمين العام يتسلم أوراق اعتماد مندوبي‬

‫العراق وروسيا وموزمبيق واألردن وموريتانيا‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني يف مكتبه مبقر الأمانة العامة‬ ‫بجدة‪ ،‬يوم ‪ 20‬يناير ‪ ،2019‬ال�سيد مخل�ص علي رجب القن�صل العام جلمهورية العراق لدى اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية والذي قدم �أوراق اعتماده للأمني العام مندوب ًا دائم ًا جلمهورية العراق لدى املنظمة‪.‬‬ ‫وخالل االجتماع �شكر ال�سيد رجب املنظمة على فتح مكتب لها يف بغداد م�ؤكد ًا حر�ص العراق على عقد م�ؤمتر مكة‪2‬‬ ‫للم�صاحلة العراقية‪ .‬ومن جهته �أكد الأمني العام دعم العراق يف حربه على الإرهاب ولتحقيق الأمن واال�ستقرار‪.‬‬ ‫كما ا�ستقبل الأمني العام يوم ‪ 29‬يناير ‪ 2019‬مبقر الأمانة العامة بجدة‪� ،‬سعادة ال�سفري رم�ضان عبد اللطيبوف‬ ‫مبنا�سبة تقدمي �أوراق اعتماده مندوب ًا دائم ًا لرو�سيا االحتادية لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كان اللقاء منا�سبة لتثمني عالقات التعاون والت�شاور املتميزة بني كل من منظمة التعاون الإ�سالمي ورو�سيا‬ ‫االحتادية‪ ،‬الع�ضو املراقب يف املنظمة‪ ،‬كما �أكد اجلانبان حر�صهما على دعم روابط ال�صداقة القائمة وبحث �سبل‬ ‫جديدة لدعم التقارب بني رو�سيا االحتادية والعامل الإ�سالمي يف جماالت العلوم والثقافة واالقت�صاد ومكافحة‬ ‫الإرهاب ون�شر ثقافة ال�سلم والأمن يف املنطقة‪.‬‬ ‫كما �أكد اجلانبان �ضرورة املحافظة على دورية انعقاد امل�شاورات ال�سيا�سية ملا لها من �أهمية يف تبادل وجهات‬ ‫النظر وتن�سيق املواقف يف مايتعلق بالق�ضايا الإقليمية والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪ ،‬قدم في�صل فقري ق�سام‪� ،‬سفري جمهورية موزمبيق لدى اململكة العربية ال�سعودية واملمثل الدائم‬ ‫لبالده لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪� ،‬أوراق اعتماده‪ ،‬يوم ‪ 21‬فرباير ‪� ،2019‬إلى الأمني العام‪.‬‬ ‫و�أكد ال�سفري ق�سام‪ ،‬خالل النقا�ش الذي جرى عقب تقدمي �أوراق االعتماد‪ ،‬من جديد التزام بالده جتاه منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وبراجمها و�أن�شطتها‪ .‬كما �أعرب عن اهتمامه بالعمل عن كثب مع الأمانة العامة من �أجل حتقيق‬ ‫امل�صلحة امل�شرتكة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام‪ ،‬خالل ترحيبه بال�سفري ق�سام‪� ،‬أن التعاون م�ستمر بني موزمبيق والأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي من �أجل تعزيز العالقات الثنائية‪ ،‬و�أن الأمانة العامة تقدم ما يلزم من دعم وم�ساعدة له خالل مهمته‬ ‫ممثال دائما لبالده لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وا�ستقبل الأمني العام كذلك يف مكتبه باملنظمة‪ ،‬يوم ‪ 7‬مار�س ‪ ،2019‬املندوب الدائم للمملكة الأردنية الها�شمية‬ ‫لدى املنظمة‪ ،‬جعفر محمد جعفر‪ ،‬والذي قدم �أوراق اعتماده مندوبا لبالده لدى املنظمة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام باملندوب الأردين‪ ،‬منوه ًا بالدور الذي تبذله الأردن يف تعزيز عالقاتها مع منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ .‬وا�ستعر�ض اجلانبان �أبرز ق�ضايا الأمة الإ�سالمية والتحديات التي تواجهها‪ ،‬خا�صة الإرهاب‬ ‫والتطرف‪ .‬و�أ�شاد الأمني العام باخلطوات التي اتخذتها الدول الإ�سالمية يف مكافحة الإرهاب‪ ،‬بعد �أن �سنت‬ ‫العديد من الأنظمة والت�شريعات ملواجهة الفكر املتطرف الذي يواجهه العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما بحث اجلانبان نتائج م�ؤمتر جمل�س وزراء اخلارجية الأخري الذي ا�ست�ضافته العا�صمة الإماراتية‪� ،‬أبوظبي‬ ‫مب�شاركة وا�سعة من الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أكد املندوب الأردين �أن بالده حري�صة على تعزيز العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬ودعم املنظمة يف حتقيق‬ ‫ر�سالتها وخدمتها للإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫كما ا�ستقبل العثيمني يف مكتبه‪ ،‬يوم ‪ 21‬مار�س ‪ ،2019‬املندوب الدائم للجمهورية الإ�سالمية املوريتانية لدى‬ ‫املنظمة‪ ،‬ال�سيد محمد الأمني ال�شيخ‪ ،‬والذي قدم �أوراق اعتماده مندوبا لبالده لدى املنظمة‪.‬‬ ‫ورحب الأمني العام باملندوب املوريتاين‪ ،‬و�أ�شاد مبا ت�شهده موريتانيا من �أمن وا�ستقرار ورخاء بف�ضل القيادة‬ ‫احلكيمة للقيادة املوريتانية‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬أكد املندوب املوريتاين �أن بالده حري�صة على تعزيز العمل الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬ودعم املنظمة يف‬ ‫حتقيق ر�سالتها وخدمتها للإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪23‬‬


‫اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالمساءلة عن‬

‫انتهاكات حقوق االنسان المرتكبة بحق الروهينجيا‬ ‫عُ قد اجتماع لأع�ضاء اللجنة الوزارية اخلا�صة املعنية‬ ‫بامل�ساءلة عن انتهاكات حقوق االن�سان املرتبكة بحق‬ ‫الروهينغيا يف باجنول‪ ،‬غامبيا يوم ‪ 10‬فرباير ‪.2019‬‬ ‫وبحث االجتماع جميع اخليارات واال�سرتاتيجيات التي‬ ‫ميكن ملنظمة التعاون الإ�سالمي �أن ت�ستفيد منها لتحقيق‬ ‫الأهداف التي ين�ص عليها القرار رقم ‪ .45/59‬وعرب‬ ‫�أع�ضاء اللجنة‪ ،‬خالل االجتماع‪ ،‬عن وجوب التزام ميامنار‬ ‫بالقانون الدويل‪ ،‬ووقف ا�ضطهادها للروهينجيا‪ ،‬وال�سماح‬ ‫ب�إي�صال امل�ساعدات الإن�سانية دون عوائق �إلى املجتمعات‬ ‫املحلية املت�ضررة يف �إقليم �أراكان‪ .‬كما �أكد �أع�ضاء اللجنة‬ ‫�أن ميامنار تتحمل امل�س�ؤولية الرئي�سية يف اتخاذ �إجراءات‬ ‫حيال مرتكبي اجلرائم‪ ،‬امل�صنفة مبوجب القانون الدويل‪،‬‬ ‫�ضد الروهينجيا وغريهم من اجلماعات يف ميامنار خا�صة‬ ‫يف �إقليم �أراكان‪ ،‬و�أنه �إذا مل تقدر ميامنار على حتمل‬

‫م�س�ؤوليتها �أو ترغب يف ذلك ف�إن عليها �أن تقبل بعملية �آلية‬ ‫ق�ضائية دولية‪.‬‬ ‫و�أكد �أع�ضاء اللجنة من جديد دعمهم لبنجالدي�ش التي‬ ‫غمرتها تدفقات متكررة من الجئي الروهينجيا على مدى‬ ‫الأربعة عقود املا�ضية بلغت ‪ 1.1‬مليون �شخ�ص‪ ،‬منهم ‪700‬‬ ‫�ألف الجئ و�صلوا م�ؤخرا يف �أعقاب الأعمال الوح�شية التي‬ ‫ارتكبتها ال�سلطات يف ميامنار‪ .‬وقد كان هناك �إقرار ب�أن‬ ‫ق�ضية الروهينجيا حتظى باهتمام بالغ من بنجالدي�ش و�أن‬ ‫حكومة ال�شيخة ح�سينة بذلت جهودا هائلة ال�ستقبال و�إيواء‬ ‫الالجئني‪.‬‬ ‫وجرى االتفاق‪ ،‬خالل ا�ستعرا�ض محنة الروهينجيا‪ ،‬على‬ ‫�ضرورة ا�ستمرار ال�ضغط الدويل وذلك ل�ضمان وفاء‬ ‫حكومة ميامنار بالتزاماتها مبوجب القانون الدويل وحتقيق‬ ‫امل�ساءلة عن انتهاكات حقوق الإن�سان ن�صرة لل�ضحايا‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬فقد تقرر بالإجماع �أن ت�سعى اللجنة‬ ‫املخ�ص�صة �إلى اتخاذ �إجراءات قانونية �ضد ميامنار �أمام‬ ‫محكمة العدل الدولية‪ .‬و�أقر بعد ذلك هذا امل�سار خالل‬ ‫الدورة ‪ 46‬ملجل�س وزراء اخلارجية املنعقد يف �أبو ظبي يومي‬ ‫‪ 1‬و‪ 2‬مار�س ‪ 2019‬وذلك باعتماد القرار ‪.46/61‬‬ ‫يُذكر �أن اللجنة الوزارية اخلا�صة املذكورة كانت قد‬ ‫�أن�شئت مبقت�ضى القرار رقم ‪�-45/59‬س‪ ،‬الذي �صدر عن‬ ‫الدورة اخلام�سة والأربعني ملجل�س وزراء اخلارجية التي‬ ‫عقدت يف دكا يومي ‪ 6-5‬مايو ‪ .2018‬وت�شمل املهام التي‬ ‫�أ�سندت للجنة ال�سعي ل�ضمان امل�ساءلة وحتقيق العدالة‬ ‫فيما يت�صل باالنتهاكات ال�صارخة لقانون حقوق االن�سان‬ ‫الدويل ومبادئهما‪ ،‬وح�شد وتن�سيق الدعم ال�سيا�سي الدويل‬ ‫للم�ساءلة عما ار ُت ِكب من انتهاكات حلقوق االن�سان بحق‬ ‫الروهينجيا يف ميامنار‪.‬‬

‫أمين عام المنظمة يستقبل وزير الصحة في المالديف‬

‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬وزير ال�صحة يف جمهورية‬ ‫املالديف‪ ،‬ال�سيد عبد اهلل �أمني والوفد املرافق له‪ ،‬يف مقر‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف جدة يوم ‪5‬‬ ‫مار�س ‪.2019‬‬ ‫و�أعرب ال�سيد عبد اهلل �أمني عن �شكره وتقديره للدور الذي‬ ‫ت�ضطلع به منظمة التعاون الإ�سالمي يف االرتقاء بالتنمية‬ ‫الب�شرية يف الدول الإ�سالمية ب�شكل عام ويف جمهورية‬ ‫املالديف على وجه اخل�صو�ص‪ .‬و�أكد الوزير �أهمية ال�شراكة‬ ‫بني بالده ومنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬و�أعرب عن �أمله يف‬ ‫موا�صلة تعزيز هذه ال�شراكة‪ .‬و�أطلع الوزير الأمني العام‬ ‫‪24‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫وقيادتها ملا يقدمونه من دعم لربامج و�أن�شطة منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ .‬و�أكد العثيمني من جديد التزام منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي بدعم دولها الأع�ضاء بكل ال�سبل املمكنة‪.‬‬ ‫وذكر الأمني العام �أن املنظمة قد حتملت م�س�ؤولية �أخالقية‬ ‫�إذ لعبت دورا بارزا يف جماالت مثل حمالت التطعيم يف‬ ‫املجتمعات املحلية التي ال حتظى بخدمات كافية يف دول‬ ‫على و�ضع الرعاية ال�صحية يف املالديف و�أ�شار �إلى �أن بالده منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وكذلك م�ساعدة الدول الأع�ضاء‬ ‫تنفذ برنامج التغطية ال�صحية ال�شاملة الذي تقدم مبوجبه يف �إنتاج �أدوية ولقاحات �آمنة وذات جودة عالية وب�أ�سعار‬ ‫مقبولة‪ .‬واتفق اجلانبان على موا�صلة تعاونهما بهدف تعزيز‬ ‫احلكومة خدمات الرعاية ال�صحية جلميع مواطنيها‪.‬‬ ‫وقد رحب الأمني العام بالوزير و�أ�شاد بجمهورية املالديف رفاه �شعوب الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫المبعوثون الخاصون السويسري واإليطالي والجورجي‬

‫يقدمون خطابات اعتمادهم لألمين العام‬ ‫قدم الدكتور �أندريه �شالر‪� ،‬سفري �سوي�سرا لدى اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية واملعني حديثا مبعوث ًا خا�ص ًا ل�سوي�سرا‬ ‫لدى منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يوم ‪ 28‬يناير ‪ ،2019‬خطاب‬ ‫اعتماده للأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني‪.‬‬ ‫و�أجرى الأمني العام و�ضيفه‪ ،‬خالل اللقاء الذي جرى‬ ‫بعد تقدمي �أوراق االعتماد‪ ،‬مناق�شات مكثفة حول مختلف‬ ‫الق�ضايا الإقليمية والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪ .‬و�أكد‬ ‫الدكتور �شالر من جديد التزام �سوي�سرا بالعمل عن كثب‬ ‫مع الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي من �أجل حتقيق‬ ‫املنفعة املتبادلة‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام‪ ،‬يف معر�ض ترحيبه باملبعوث اخلا�ص‬ ‫اجلديد‪� ،‬أهمية الق�ضايا امل�شرتكة والبدء‪ ،‬ب�شكل م�شرتك‪،‬‬ ‫يف اتخاذ �إجراءات ملمو�سة من �أجل تعزيز العالقات‬ ‫الثنائية‪ .‬كما �أكد الدكتور العثيمني للمبعوث اخلا�ص دعم‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي له ب�شكل م�ستمر خالل مهمته‬ ‫مبعوثا خا�صا لبالده لدى املنظمة‪.‬‬

‫كما قدم ال�سيد �ستيفانو �ستوت�شي‪ ،‬القن�صل العام لإيطاليا‬ ‫يف جدة واملعني حديث ًا مبعوث ًا خا�ص ًا لإيطاليا لدى منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يوم ‪ 12‬فرباير ‪� ،2019‬أوراق اعتماده‬ ‫للأمني العام‪.‬‬ ‫و�أجرى كل من الأمني العام و�ضيفه‪ ،‬خالل هذا اللقاء‪،‬‬ ‫مناق�شات م�ستفي�ضة حول مخت ِلف الق�ضايا الإقليمية‬ ‫والدولية ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك تهديدات‬ ‫الإرهاب والتطرف والإ�سالموفوبيا‪ .‬وجدد ال�سيد �ستوت�شي‬ ‫التزام �إيطاليا بالعمل على نحو وثيق مع الأمانة العامة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي خدمة للم�صالح امل�شرتكة‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام يف معر�ض ترحيبه باملبعوث اخلا�ص‬ ‫اجلديد على �ضرورة حتديد الق�ضايا ذات االهتمام امل�شرتك‬ ‫والتعاون املتبادل من �أجل تعزيز العالقات الثنائية بني‬ ‫املنظمة و�إيطاليا‪ ،‬وبخا�صة فيما يتعلق بالق�ضايا املتعلقة‬ ‫بال�شباب واحلوار بني الأديان والتبادل الثقايف‪ .‬و�أكد الدكتور‬ ‫العثيمني للمبعوث اخلا�ص دعم املنظمة الد�ؤوب له وتعاونها‬ ‫معه خالل مزاولته ملهامه كمبعوث ًا خا�ص ًا لبلده لدى املنظمة‪.‬‬

‫وقدم ال�سيد فاختانغ جو�شفيلي‪� ،‬سفري جورجيا يف اململكة‬ ‫العربية ال�سعودية واملبعوث اخلا�ص اجلديد جلورجيا لدى‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬يوم ‪ 18‬فرباير ‪ ،2019‬للدكتور‬ ‫خا�صا لبالده لدى منظمة‬ ‫العثيمني‪ ،‬خطاب اعتماده مبعو ًثا ً‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وبعد تقدمي �أوراق االعتماد‪� ،‬أجرى الأمني العام و�ضيفه‬ ‫مناق�شات حول مختلف الق�ضايا الإقليمية والدولية ذات‬ ‫االهتمام امل�شرتك‪ .‬و�أعرب ال�سفري جو�شفيلي عن حر�ص‬ ‫بالده على العمل ب�شكل وثيق مع الأمانة العامة للمنظمة حول‬ ‫الق�ضايا امل�شرتكة مبا يعود بالنفع على الطرفني‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام يف معر�ض ترحيبه باملبعوث اخلا�ص‬ ‫اجلديد‪� ،‬أهمية تبادل الآراء بانتظام بني جورجيا والأمانة‬ ‫العامة للمنظمة من �أجل تعزيز العالقات الثنائية‪ .‬و�أكد‬ ‫الدكتور العثيمني للمبعوث اخلا�ص ا�ستمرار دعم املنظمة‬ ‫خا�صا لدى‬ ‫وتعاونها معه خالل مهمته بو�صفه مبعو ًثا ً‬ ‫املنظمة‪.‬‬

‫انعقاد االجتماع الثالث المشترك بين منظمة التعاون اإلسالمي واالتحاد األوروبي في بروكسيل‬ ‫انعقد االجتماع الثالث امل�شرتك لكبار امل�س�ؤولني يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي يوم ‪ 25‬مار�س ‪2019‬‬ ‫يف بروك�سيل‪ ،‬وذلك يف �إطار مذكرة التفاهم املوقعة بني‬ ‫اجلانبني عام ‪.2015‬‬ ‫تر�أ�س وفد املنظمة ال�سفري على قوتايل‪ ،‬املدير العام ل�ش�ؤون‬ ‫فل�سطني‪ ،‬وتر�أ�س وفد االحتاد الأوروبي ال�سيد كولن �سيكلونا‪،‬‬ ‫نائب املدير العام لل�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا يف دائرة‬ ‫العمل اخلارجي لالحتاد الأوروبي‪.‬‬ ‫وتبادل املجتمعون وجهات النظر حول جمموعة من الق�ضايا‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬مبا يف ذلك الو�ضع ال�سائد يف‬ ‫منطقة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬وعلى وجه اخل�صو�ص الق�ضايا‬ ‫املرتبطة بكل من فل�سطني و�سورية واليمن وليبيا و�أفغان�ستان‬ ‫وميامنار ومنطقة ال�ساحل وجمهورية �أفريقيا الو�سطى‪.‬‬ ‫كما ناق�ش االجتماع �سبل التعاون املمكنة يف جماالت الثقافة‪،‬‬ ‫وتعزيز الت�سامح‪ ،‬وعدم التمييز‪ ،‬واحرتام التنوع‪ ،‬وحقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وحرية الدين واملعتقد‪ ،‬ومتكني املر�أة‪ ،‬وال�ش�ؤون‬ ‫الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�أبرز املجتمعون �ضرورة �إقامة املزيد من التعاون ال�سيا�سي‬

‫والتن�سيق فيما بني املنظمتني يف املحافل املتعددة الأطراف‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك داخل الأمم املتحدة وال �سيما يف املجاالت ذات‬ ‫االهتمام امل�شرتك‪.‬‬ ‫و�شدد اجلانبان كذلك على �أهمية تعزيز التعاون يف املجال‬ ‫الإن�ساين ويف املجاالت املرتبطة بالتدريب وبناء القدرات‬ ‫وتبادل �أف�ضل املمار�سات‪ ،‬واتفقا على تكليف ممثلتيهما‬ ‫يف كل من بروك�سيل وجدة مبتابعة عملية تنفيذ التدابري‬ ‫واملبادرات التي مت االتفاق عليها خالل هذا االجتماع‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪25‬‬


‫أخبار‬

‫المنظمة‬

‫العثيمين‪ :‬الرياضة من العوامل الرئيسة التي تؤكد رفض الشباب لإلرهاب‬

‫الت�أم يف مدينة جدة باململكة العربية ال�سعودية االجتماع‬ ‫الطارئ للجمعية العامة لالحتاد الريا�ضي للت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬يوم ‪ 8‬ابريل ‪ ،2019‬والذي تر�أ�سه �صاحب ال�سمو‬ ‫امللكي‪ ،‬الأمري عبد العزيز بن تركي الفي�صل‪ ،‬رئي�س االحتاد‬ ‫الريا�ضي للت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬والذي ي�شغل كذلك من�صب‬ ‫رئي�س الهيئة العامة للريا�ضة‪ ،‬ورئي�س اللجنة الأوملبية‬ ‫العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويف كلمة الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني‪� ،‬أعرب عن عظيم تقديره وامتنانه‬ ‫حلكومة اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬دولة املقر‪ ،‬بقيادة خادم‬ ‫احلرمني ال�شريفني‪ ،‬امللك �سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬وويل‬ ‫عهده �صاحب ال�سمو امللكي الأمري محمد بن �سلمان بن عبد‬

‫العزيز‪ ،‬حفظهما اهلل‪ ،‬ملا يولونه من رعاية كرمية للمنظمة‬ ‫ودعم م�ستمر ملختلف �أن�شطتها وبراجمها‪ ،‬تعزيز ًا للت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي امل�شرتك‪ ،‬وارتقا ًء بالدور املنوط باملنظمة‪ ،‬م�شيدا‬ ‫كذلك باالهتمام الكبري الذي توليه القيادة ال�سعودية‬ ‫للحراك الريا�ضي يف اململكة وحر�صها امل�ستمر على ق�ضايا‬ ‫ال�شباب‪.‬‬ ‫ويف الكلمة التي �ألقاها ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني العام‬ ‫امل�ساعد لل�ش�ؤون الثقافية والإن�سانية والأ�سرة باملنظمة‪،‬‬ ‫�أعرب الأمني العام عن �صادق تهنئته ل�صاحب ال�سمو امللكي‬ ‫الأمري عبد العزيز بن تركي على الثقة امللكية الكرمية يف‬ ‫تعيينه رئي�س ًا ملجل�س �إدارة الهيئة العامة للريا�ضة‪ ،‬والتي‬ ‫ت�أتي تتويج ًا مل�سريته املهنية والريا�ضية املتميزة‪.‬‬

‫وثمن الأمني العام عالي ًا اجلهود الد�ؤوبة لالحتاد الريا�ضي‬ ‫للت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬كم�ؤ�س�سة منتمية للمنظمة‪ ،‬من �أجل‬ ‫النهو�ض بال�شباب وتعزيز الريا�ضة يف العامل الإ�سالمي مما‬ ‫ي�سهم ب�شكل كبري يف الدفع بتنمية ال�شباب وحت�سني املجال‬ ‫الريا�ضي وبيئته يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬وزكى �سمو الأمري عبد‬ ‫العزيز بن تركي الفي�صل ملن�صب رئي�س االحتاد الريا�ضي‬ ‫للت�ضامن الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أكد العثيمني يف كلمته �أن املنظمة تويل �أهمية بالغة‬ ‫للريا�ضة ورفاه ال�شباب و�صحتهم البدنية والنف�سية‪ ،‬حيث‬ ‫يواجه العامل الإ�سالمي يف الوقت الراهن حتديات خطرية‬ ‫تهدد كيانه وهويته منها ت�صاعد وترية الإرهاب املنظم‬ ‫والتطرف العنيف وتفاقم حاالت الإ�سالموفوبيا‪.‬‬ ‫و�شدد الأمني العام على �أن الريا�ضة تعترب من العوامل‬ ‫الرئي�سية لبناء جمتمعات قوية و�صحية ت�سهم يف تعزيز‬ ‫تفاهم املجموعات ال�شبابية بني دول العامل‪ ،‬و�إي�صال‬ ‫ر�سالة مفادها �أن ال�شباب امل�سلم يرف�ض التطرف والعنف‬ ‫والإرهاب‪.‬‬ ‫ومتت تزكية الأمري عبد العزيز بن تركي الفي�صل ليتولى‬ ‫رئا�سة االحتاد الريا�ضي للت�ضامن الإ�سالمي من ‪ 2019‬حتى‬ ‫‪ ،2021‬خل ًفا لرتكي �آل ال�شيخ‪ ،‬الذي قدم ا�ستقالته م�ؤخ ًرا‪،‬‬ ‫بعد تركه الهيئة العامة للريا�ضة ال�سعودية وانتقاله للعمل‬ ‫كرئي�س لهيئة الرتفيه‪.‬‬

‫األمين العام يودع القنصل العام لباكستان والمندوب الدائم ألفغانستان‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬يوم‬ ‫‪ 29‬يناير ‪ 2019‬مبقر الأمانة العامة بجدة‪� ،‬سعادة ال�سيد �شهريار �أكرب‬ ‫خان‪ ،‬القن�صل العام جلمهورية باك�ستان الإ�سالمية بجدة‪ ،‬يف �إطار‬ ‫زيارة توديع مبنا�سبة انتهاء مهامه‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام الأهمية التي يوليها جلمهورية باك�ستان‬ ‫الإ�سالمية كع�ضو فاعل وم�ؤ�س�س يف املنظمة‪ .‬كما ثمن‬ ‫املبادرات واملقرتحات الرثية التي يقدمها اجلانب‬ ‫الباك�ستاين يف كل االجتماعات وجدد ت�أكيد املوقف‬ ‫املبدئي للمنظمة ب�ش�أن دعمها املتوا�صل ل�شعب ك�شمري‬ ‫يف كفاحه الطويل من �أجل �إعمال حقه امل�شروع يف تقرير‬ ‫امل�صري‪.‬‬ ‫ومن جانبه �أكد القن�صل العام الباك�ستاين حر�ص بالده على‬ ‫التعاون الكامل والبناء مع املنظمة‪ ،‬وثمن املبادرات التي تقوم بها‬ ‫املنظمة يف جميع املجاالت‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫كما ا�ستقبل الأمني العام يف مكتبه يوم ‪ 20‬مار�س ‪ ،2019‬ال�سفري محمد ويل نعيم‪،‬‬ ‫املندوب الدائم جلمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية لدى املنظمة‪ ،‬الذي جاء‬ ‫يف زيارة وداع للأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫وتبادل كل من الأمني العام و�ضيفه خالل هذا اللقاء وجهات‬ ‫نظر مكثفة حول الق�ضايا امل�شرتكة و�أعربا عن اهتمامهما‬ ‫مبوا�صلة انخراطهما يف تعزيز العالقات بني �أفغان�ستان‬ ‫واملنظمة‪.‬‬ ‫و�أ�شاد ال�سفري نعيم بقيادة الأمني العام‪ ،‬معربا له عن‬ ‫خال�ص �شكره على ما حظي به من دعم وتعاون من‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة طيلة فرتة توليه ملهامه‪ .‬كما‬ ‫�أعرب الأمني العام من جهته عن تقديره للجهود الد�ؤوبة‬ ‫التي بذلها املندوب الدائم لأفغان�ستان يف �سبيل تعزيز‬ ‫العالقات الثنائية بني جمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية ومنظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬متمنيا له التوفيق وال�سداد يف مهمته امل�ستقبلية‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫المنظمة‬

‫أخبار‬

‫مركز صوت الحكمة‬ ‫يعلن عن مسابقة‬

‫«سماحة دين»‬

‫أعلن مركز صوت الحكمة في‬ ‫األمانة العامة لمنظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي عن مسابقته «سماحة‬ ‫دين» لمقاطع فيديو قصيرة‬ ‫تجسد قيم اإلسالم وسماحته‬ ‫وتعبر عن نبذ العنف ومحاربة‬ ‫التطرف‪.‬‬ ‫وفي إعالن المسابقة الذي تم‬ ‫نشره عبر منصات التواصل‬ ‫االجتماعي للمركز طلب من‬ ‫المتسابقين المشاركة بفيلم‬ ‫وثائقي أو روائي أو تجريبي أو‬ ‫رسوم متحركة وغيرها وسيكون‬ ‫هناك ثالث جوائز مالية وعمرة‬ ‫مدفوعة بالكامل للفائزين‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪27‬‬


‫صوت الحكمة‬ ‫صوت الحكمة وجامعة نايف‪:‬‬

‫دراسة إطالق برنامج دراسي جامعي لمكافحة التطرف واإلرهاب‬

‫�أبرمت منظمة التعاون الإ�سالمي وجامعة نايف العربية مذكرة تفاهم للتعاون امل�شرتك بني اجلانبني‪ ،‬وذلك على هام�ش امل�ؤمتر‪.‬‬

‫اتفق امل�شاركون يف ختام امل�ؤمتر الدويل «دور التعليم يف‬ ‫الوقاية من الإرهاب والتطرف» على درا�سة مقرتح قدمه‬ ‫مركز �صوت احلكمة مبنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وجامعة‬ ‫نايف العربية للعلوم الأمنية �إلى �إطالق برنامج درا�سي‬ ‫جامعي حول مكافحة التطرف والإرهاب من وجهة نظر‬ ‫�إ�سالمية �سدا للفراغ الكبري الذي تعانيه الربامج اجلامعية‬ ‫يف هذا املجال‪ .‬وت�ضمن املقرتح �أن يتم ت�صميم الربنامج‬ ‫وفق منهجية التعليم الإلكرتوين املجاين‪ ،‬ويو�ضع على‬ ‫من�صات التعليم الدولية التي الزالت تعاين من غياب �أي‬ ‫برامج مقدمة من طرف جامعات العامل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وكان امل�ؤمتر الذي نظمته منظمة التعاون الإ�سالمي ممثلة‬ ‫يف مركز �صوت احلكمة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‪،‬‬ ‫قد عقد يف الريا�ض يومي ‪ 9‬و‪� 10‬أبريل ‪ ،2019‬و�سط ح�ضور‬ ‫دويل وا�سع‪.‬‬ ‫وقدم الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف‬ ‫بن �أحمد العثيمني يف كلمته خالل افتتاح امل�ؤمتر‪� ،‬شكره �إلى‬ ‫خادم احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن عبد العزيز وويل‬ ‫العهد الأمري محمد بن �سلمان‪ ،‬حفظهما اهلل‪ ،‬على دعمهما‬ ‫املتوا�صل للمنظمة باعتبار اململكة دولة املقر‪ ،‬م�شيد ًا‬ ‫بالتعاون مع جامعة نايف يف �إطالق هذا امل�ؤمتر الدويل‪.‬‬ ‫و�أ�شار العثيمني �إلى �أن «هذا امل�ؤمتر ي�أتي يف ظل حتوالت دولية‬ ‫كربى‪ ،‬ويف ظل تراجع ملحوظ لن�شاط اجلماعات املتطرفة‬ ‫بعد االنت�صار الع�سكري للتحالف الدويل على داع�ش‪ ،‬كما‬ ‫يعقد يف ظل حتول عاملي كبري جتاه ظاهرة الإ�سالموفوبيا‬ ‫بعد �أحداث نيوزيلندا والتي �أيقظت ال�ضمري العاملي‪ ،‬وهزت‬ ‫ركود اال�ستجابة الدولية ملخاطر هذه الظاهرة املهلكة لل�سلم‬ ‫ولكافة القيم احل�ضارية»‪.‬‬ ‫و�أكد على �أن «منظمة التعاون الإ�سالمي يف مقدمة املنظمات‬ ‫الدولية التي ت�سعى جاهدة �إلى �إ�شاعة خطاب االعتدال‬ ‫‪28‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫وتر�سيخ قيم الت�سامح التي جاء بها الإ�سالم احلنيف‪،‬‬ ‫والت�صدي خلطاب الكراهية والعنف والإرهاب‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الأمني العام‪« :‬لقد كانت منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫�سباقة يف التفطن ملخاطر خطاب الإق�صاء والتطرف على‬ ‫اختالف �أوجهه ومنطلقاته الدينية والأيديولوجية»‪.،‬‬ ‫وقال‪« :‬تنب�أت املنظمة مبكر ًا خلطرها (الإ�سالموفوبيا)‬ ‫املتزايد على امل�سلمني وعلى ال�سلم العاملي باملجمل‪ ،‬وقد‬ ‫�أثبتت الهجمات الإرهابية الأخرية يف نيوزيلندا التي طالت‬ ‫م�سجدين يف مدينة كراي�ست ت�شري�ش‪ ،‬وراح �ضحيتها ‪50‬‬ ‫م�سلم ًا �آمن ًا‪ ،‬د ّقة توقعات املنظمة وم�صداقية النداءات التي‬ ‫وجهتها �إلى املجتمع الدويل للتحرك �ضد هذه الظاهرة التي‬ ‫تتبادل الأدوار مع ظاهرة الإرهاب ويغذي كل منهما الآخر»‪.‬‬ ‫ولفت الأمني العام �إلى �أن املنظمة «ط ّورت من �سيا�ساتها يف‬ ‫الت�صدي لظاهرتي الإ�سالموفوبيا والإرهاب وفق ا�ستجابة‬ ‫مرنة وحازمة ملقت�ضيات املرحلة والقوالب التي كانت تربز‬ ‫فيها هاتان الظاهرتان وتتزايدان‪ ،‬فمع بروز و�سائل التوا�صل‬ ‫االجتماعي وتزايد �أثرها على احلياة العامة وا�ستثمار‬ ‫اجلماعات املتطرفة لها لن�شر ايديولوجياتها و�أفكارها‬ ‫الهدّامة؛ �إذ بادرت املنظمة بت�أ�سي�س مركز �صوت احلكمة يف‬ ‫�أكتوبر ‪ 2016‬والذي يد�شن اليوم باكورة ن�شاطاته الدولية‪،‬‬ ‫ويج�سد ر�سالة منظمة التعاون الإ�سالمي ب�أن مواجهة الفكر‬ ‫املتطرف على نحو فعال ينبغي �أن تتم على م�ستوى مناق�شة‬ ‫الأفكار‪ ،‬و�أن احلرب على الفكر ال�ضال ال تكون �إال بدعم‬ ‫ومنا�صرة الفكر البناء وااليجابي‪ ،‬و�أن مواجهة نزعات‬ ‫التفرقة والإق�صاء ال تتم �إال ب�إر�ساء وتر�سيخ مبادئ التعاي�ش‬ ‫والت�سامح»‪.‬‬ ‫وتابع‪�« :‬إن ال�سبيل الأمثل ملحاربة الإرهاب والتطرف‬ ‫والإ�سالموفوبيا معا هو التعليم ثم التعليم‪ ،‬ولي�ضع �أمامنا‬ ‫هذا امل�ؤمتر‪ ،‬مناذج دولية ناجحة ونا�صعة ا�ستطاعت �أن‬

‫ت�ضع منوذج ًا راقي ًا وح�ضاري ًا يف الت�صدي جلميع ظواهر‬ ‫العنف والتطرف من خالل توظيف القوة الناعمة للمدر�سة‬ ‫والتعليم ب�شكل عام»‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام الدول الإ�سالمية وامل�ؤ�س�سات التعليمية‬ ‫والرتبوية �إلى «تعزيز دور التعليم‪ ،‬وتطوير املناهج التعليمية‬ ‫وربطها مع مقا�صد ديننا الإ�سالمي ال�سمح والأهداف‬ ‫الوطنية وامل�صالح العليا للأمة الإ�سالمية‪ ،‬ورفعها �إلى‬ ‫ر�سخ قيم‬ ‫امل�ستوى املطلوب‪ ،‬وكذلك �إلى اعتماد مواد ملزمة ُت ِّ‬ ‫التوازن واالعتدال الفكري يف نفو�س الطلبة‪ ،‬بهدف بناء عقل‬ ‫ناقد مبدع ي�صعب على الأفكار املتطرفة اخرتاقه والتغلغل‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫ونوه البيان اخلتامي للم�ؤمتر بجهود حكومة اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية بقيادة خادم احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان بن‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬و�سمو ويل العهد الأمري محمد بن �سلمان يف‬ ‫تعزيز الت�ضامن الإ�سالمي‪ .‬و�أ�شاد بالتميز و�أهمية التجربة‬ ‫الرائدة للمملكة العربية ال�سعودية يف مكافحة التطرف‬ ‫والإرهاب وخ�صو�ص ًا برنامج �إعادة الت�أهيل التي ي�ضطلع‬ ‫بها مركز محمد بن نايف للمنا�صحة والرعاية‪ ،‬وكذلك‬ ‫مركز هداية يف الإمارات‪ ،‬والدور اجلبار الذي تبذله الدول‬ ‫الإ�سالمية الأخرى وعلى ر�أ�سها ماليزيا واملغرب وال�سنغال‪.‬‬ ‫واعترب امل�شاركون �أن التعليم هو « خط الدفاع الأول يف‬ ‫الدفاع عن املقومات الوطنية لكل الدول وعن قيم التعاي�ش‬ ‫الإن�سانية والتعاليم الدينية ال�سمحة التي من خاللها يتم‬ ‫بناء جمتمعات �آمنة وتنموية»‪ .‬و�أكدوا �أن االيديولوجيات «‬ ‫ال تهزم باملدافع بل بالتدرج يف �صناعة ثقافة محلية ودولية‬ ‫�شاملة ترف�ض االنقياد لهذه الأيديولوجية»‪.‬‬ ‫ودعا البيان اخلتامي الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي �إلى تبني قرار يدعو وزارات الرتبية والتعليم‬ ‫�إلى ت�ضمني التو�صيات ال�سابقة يف براجمهم الرتبوية‬ ‫والتدريبية‪ ،‬ويرفع ملجل�س وزراء اخلارجية املقبل للم�صادقة‬ ‫عليه وتبنيه‪ ،‬كما دعا جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬ ‫لإن�شاء مركز علمي ي�سعى لتطوير برامج ودورات وبحوث‬ ‫وحقائب تدريبية للوقاية من التطرف بكل �أنواعه ومظاهره‪،‬‬ ‫حتت ا�سم « املركز العلمي للوقاية من التطرف والإرهاب»‪.‬‬ ‫كما دعا املنظمات الدولية واحلكومات وم�ؤ�س�سات املجتمع‬ ‫املدين �إلى �إطالق حمالت توعية مكثفة يف املدرا�س‬ ‫واملنا�سبات الثقافية والإعالمية ب�أهمية التعدد والتنوع‪،‬‬ ‫و دعا ال�سيا�سيني �إلى امل�سارعة يف و�ضع قوانني جترم‬ ‫الدعايات العرقية وال�شعارات والأفكار التي ينادي بها‬ ‫اليمني املتطرف»‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اراء‬ ‫من الباغوز إلى كرايس تشيرش‬ ‫هل دشنت الموجة الخامسة للتطرف؟‬ ‫يف ‪ 24‬من �شهر مار�س ‪� 2019‬أعلنت قوات �سوريا الدميقراطية انتهاء ال�سيطرة الر�سمية لداع�ش على الباغوز ك�آخر حيز جغرايف فيما �سمي‬ ‫يوم ًا ما «دولة اخلالفة»‪ ،‬وقبل ت�سعة �أيام بال�ضبط من هذا احلدث املحوري يف تاريخ ال�شرق الأو�سط بل والعامل �أجمع؛ �أقدم متطرف ا�سرتايل‬ ‫على �إهدار حياة ‪ 50‬من امل�صلني الآمنني يف مدينة كراي�س ت�شري�ش الوادعة والواقعة يف بلد هو من بني الأكرث وداعة و�سلما من بني دول العامل‪.‬‬ ‫عك�س احلدث الأول رمزية االنت�صار الع�سكري الكا�سح للتحالف الدويل على ماكينة داع�ش الدموية وعلى ايديولوجيا قفزت للقرن الواحد‬ ‫والع�شرين من الالزمان‪ ،‬وحاولت فر�ض منطها الفكري وال�سيا�سي ب�صيغة مل تظهر حتى يف �أعتى فرتات تاريخ امل�سلمني ال�سيا�سي والثقايف‬ ‫حلكة و�سواد ًا‪ ،‬لكنها يف ر�أيي متثل نهاية موجة كاملة من موجات تطور الظاهرة الإرهابية التي تطورت منذ �سنة ‪ 1880‬عرب �أربع موجات كربى‪.‬‬ ‫�سيطرت فيها احلركات الفو�ضوية (الأناركية) على املوجة الأولى وعلى �سجل العنف والإرهاب مدفوعة بالفكر الفو�ضوي الذي يعار�ض دور‬ ‫ال�سلطة يف ت�سيري �أي �شكل من �أ�شكال العالقات الإن�سانية‪ .‬جنحت هذه املوجة يف �إرباك الأنظمة ال�سيا�سية القائمة عرب �سل�سلة طويلة جد ًا‬ ‫من االغتياالت ال�سيا�سية للقادة عرب العامل وعلى ر�أ�سهم الرئي�س الأمريكي ويليام ماكينلي �سنة ‪ 1901‬مما دفع بخلفه الرئي�س ثيودور روزفلت‬ ‫�إلى �إعالن احلرب على الإرهاب �سنة ‪ 1901‬متاما كما فعل جورج بو�ش ظهرية �أحداث احلادي ع�شر من �سبتمرب‪ ،‬وا�ستمرت املوجة �إلى بداية‬ ‫ع�شرينيات القرن الع�شرين‪ ،‬م�سجلة م�آ�سي عديدة مثل الأ�سبوع امل�أ�ساوي ‪ 1909‬ب�إ�سبانيا‪ ،‬وحادثة هاي تري�سن ‪ .1910‬يف مطلع ‪ 1920‬وبعد‬ ‫اتفاقية فر�ساي التي انهت احلرب العاملية الأولى نتئت موجة جديدة من العنف �سطرتها احلركات الثورية التي قامت �ضد الإمربيالية بكافة‬ ‫�أ�شكالها‪ ،‬وبرزت فيها حركات عديدة مثل اجلي�ش اجلمهوري الإيرلندي‪ ،‬واملنظمة الوطنية ملقاتلي قرب�ص (‪ ،)EOKA‬وا�ستمرت �إلى ال�ستينيات‬ ‫من القرن الع�شرين‪ ،‬لرتثها موجة جديدة بد�أت �سنة ‪� 1960‬سيطرت عليها احلركات الي�سارية التي �أعلنت احلرب على بقايا الإمربيالية الغربية‪،‬‬ ‫وا�شتهرت فيها حركات من قبيل جماعة اجلي�ش الأحمر الأملانية‪ ،‬والإيطالية‪ ،‬واليابانية‪ ،‬وجبهة �إيتا الإ�سبانية‪ ،‬وا�ستمرت املوجة �إلى ت�سعينيات‬ ‫القرن الع�شرين حني ان�سحب االحتاد ال�سوفياتي مندحرا من �أفغان�ستان مما اعترب نهاية للإمرباطورية ال�شرقية الي�سارية‪ .‬مع نهاية هذه املوجة‬ ‫الثالثة �سنة ‪ 1980‬بزغت املوجة الرابعة كنتيجة للحرب الأفغانية الرو�سية الطاحنة‪ ،‬والتي تدثرت بالدعاية الدينية وبال�شعور الديني الناجت عن‬ ‫حركة ال�صحوة غري املن�ضبطة التي �سادت تلك الفرتة‪ ،‬وا�ستمرت هذه املوجة �إلى تاريخ �إحدى حدثي مار�س الفارط‪ ،‬حني مت الإعالن عن النهاية‬ ‫الر�سمية لداع�ش يف الباغوز‪ .‬ال يجادل �أحد �أن الباغوز لن تكون نهاية للتطرف يف عاملنا الإ�سالمي لكنها حتما �ستكون نقطة حتول �ست�سرع من‬ ‫نهايات هذه املوجة‪ ،‬كون داع�ش ميثل �أطمح ما كان وما ميكن للفكر املتطرف حتقيقه �أو حتى التفكري يف حتقيقه‪ ،‬وبالتايل نهاية احللم الداع�شي‬ ‫�ستعترب نهاية لكافة بقايا الأحالم التي تدغدغ من يتعاطف مع هذا الفكر‪.‬‬ ‫من الواجب التنبيه هنا �إلى �أن املوجة الأولى (‪ )1920-1880‬اعتمدت على ا�سرتاتيجية االغتياالت ال�سيا�سية‪ ،‬بينما اختارت املوجة الثانية‬ ‫(‪� )1960-1920‬سيا�سة حرب الع�صابات وجمموعات الغوريال‪ ،‬فيما متيزت املوجة الثالثة (‪ )1980-1960‬بتكتيك اختطاف الرهائن‬ ‫والطائرات‪ ،‬واختارت املوجة الرابعة العمليات االنتحارية و�سيلتها امل�ؤملة يف حتقيق �أهدافها‪.‬‬ ‫امللفت لالنتباه يف هذا الت�سل�سل التاريخي لظاهرة العنف �أن كل موجة من املوجات الأربع ا�ستمرت قرابة ‪� 40‬سنة‪� ،‬أي جيل كامل من �أعمار النا�س‬ ‫الذين عاي�شوها واكتووا بنارها‪ ،‬عدا املوجة الثالثة التي �أجه�ضها �سقوط جدار برلني وانحدار االحتاد ال�سوفياتي املت�سارع لالختفاء‪.‬‬ ‫ف�إذا اعتربنا �أن �سنة ‪ 1979‬هي ال�سنة التي ولدت فيها املوجة الرابعة والتي كانت قد اختارت جغرافيا العامل الإ�سالمي جماال لها بخالف املوجات‬ ‫الثالث الأخرى‪ ،‬ف�إن �سنة ‪ 2019‬هي تتمة الأربعني �سنة‪ ،‬و�إذا قارنا نهاية داع�ش مع االنح�سار الكبري للقاعدة وتراجع �أن�شطة كافة اجلماعات‬ ‫اال�سالمية املتطرفة من الفلبني التي ق�ضت فيها العملية ال�سيا�سية الناجحة على �آمال جماعة �أبو �سياف‪� ،‬إلى نيجرييا التي ا�ستطاعت حكومتها‬ ‫ك�سر �سطوة بوكو حرام‪ ،‬مرور ًا طبعا بهزمية داع�ش يف ليبيا‪ ،‬وتراجع �أن�صار بيت املقد�س يف �سيناء‪ ،‬وتهلهل �أو�ضاع جبهة فتح ال�شام (جبهة‬ ‫الن�صرة) يف �سوريا وخ�ضوع طالبان ملنطق احلوار مع احلكومة الأفغانية؛ خرجنا بنتيجة مفادها �أننا ن�شهد نهايات املوجة الرابعة التي وظفت‬ ‫الدين الإ�سالمي زور ًا لتربير ب�شاعتها وعنفها‪.‬‬ ‫و�إذا �أ�ضفنا �إلى كل هذا املعدّالت املتزايدة لعنف اليمني املتطرف يف الدول الغربية وخ�صو�صا �ضد امل�سلمني والذي عربت جمزرة كراي�س ت�شري�ش‬ ‫عن �أب�شع �صوره‪ ،‬مع التقارير املتزايدة عن حجم العنف الذي يكنه وي�ضمره اليمني املتطرف ومدى الدعم الذي متنحه �إياهم و�سائل الإعالم‬ ‫وامل�ؤ�س�سات املحافظة‪� ،‬إ�ضافة �إلى موجة التو�سع ال�سيا�سي لأحزاب اليمني املتطرف يف �أوروبا على ح�ساب التيارات اال�شرتاكية والليربالية‪ ،‬لعلمنا‬ ‫يقين ًا �أن �أحداث اخلام�س ع�شر من مار�س قد �أطلقت �شرارة املوجة اخلام�سة للإرهاب‪ ،‬متاما كما �أطلقت حركة هجمة جهيمان لهيب املوجة‬ ‫الرابعة �شتاء �سنة ‪ .1979‬ولعل ُ�صدف التاريخ ت�ص ّر على �إعادة وتكرار نف�سها‪ ،‬فكما د�شنت املوجة الرابعة �أنفا�سها الأولى بهجوم على امل�صلني‬ ‫الآمنني يف �أقد�س بقاع الأر�ض‪� ،‬أ�صرت املوجة اخلام�سة �أن تتنف�س �أول �أنفا�سها العميقة بهجوم على امل�صلني الآمنني �أي�ضا يف م�سجدين يف �أق�صى‬ ‫الأر�ض‪ .‬فهل حق ًا �سيطوي العامل الإ�سالمي �صفحة العنف والإرهاب ليبد�أ ع�صر البناء والت�شييد‪ ،‬وهل حقا �سيكون العامل الغربي م�سرح ًا وموطن ًا‬ ‫للموجة اخلام�سة من الإرهاب ويبد�أ ع�صر الرتاجع واالندثار !!؟‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫د‪ .‬طارق لعجال‬ ‫مركز صوت احلكمة‬

‫بزغت الموجة الرابعة‬ ‫كنتيجة للحرب األفغانية‬ ‫الروسية الطاحنة‪ ،‬والتي‬ ‫تدثرت بالدعاية الدينية‬ ‫وبالشعور الديني الناتج‬ ‫عن حركة الصحوة غير‬ ‫المنضبطة التي سادت‬ ‫تلك الفترة‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪29‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫األمم المتحدة تشيد بحجم مساعدات دول «التعاون اإلسالمي» وتدعو إلى توثيقها‬

‫الحظت منظمة التعاون الإ�سالمي �أن حجم امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية الفعلية التي تقدمها الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي �أكرب بكثري مما تورده الإح�صائيات‬ ‫والبيانات واملعلومات العاملية املتعلقة بامل�ساعدة الإن�سانية‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف الكلمة التي �ألقاها ال�سفري ه�شام يو�سف‪ ،‬الأمني‬ ‫العام امل�ساعد ملنظمة التعاون الإ�سالمي لل�ش�ؤون الإن�سانية‪،‬‬ ‫�أمام امل�شاركني يف ور�شة عمل حول الإبالغ عن امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية التي تقدمها الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬والتي عقدتها املنظمة يف مقرها بجدة يوم ‪21‬‬ ‫فرباير ‪ ،2019‬بالتعاون مع مكتب الأمم املتحدة لتن�سيق‬ ‫ال�ش�ؤون الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�أ�شار ال�سفري يو�سف �إلى �أن العديد من الدول الأع�ضاء‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬من منطلق �إميانها بالقيم‬ ‫والتقاليد الإ�سالمية‪ ،‬توفر موارد مالية كبرية جلهود‬

‫اال�ستجابة الإن�سانية العاملية و�أن ذلك “يحدث غال ًبا من‬ ‫خالل مخ�ص�صات حكومية �أو م�ؤ�س�سات �أو جمعيات خريية‬ ‫�أو م�ؤ�س�سات مالية‪ .‬وت�شري التقديرات �إلى �أن �إجمايل‬ ‫امل�ساهمات الإن�سانية املقدمة من الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف عامي ‪ 2015‬و ‪ 2016‬يتجاوز ‪ 4.8‬مليار‬ ‫دوالر �أمريكي»‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬ذكر م�ساعد الأمني العام للأمم املتحدة‬ ‫لل�شراكات الإن�سانية مع ال�شرق الأو�سط و�آ�سيا الو�سطى‪،‬‬ ‫التابع ملكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية‬ ‫(�أوت�شا)‪ ،‬ال�سيد ر�شيد خاليكوف‪ ،‬يف مداخلته خالل ور�شة‬ ‫العمل �إلى �أن خدمة التتبع املايل للأمم املتحدة هي خدمة‬ ‫معرتف بها عمومًا باعتبارها �إحدى امل�صادر الأكرث موثوقية‬ ‫للبيانات واملعلومات املتعلقة بامل�ساعدة الإن�سانية‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن “خدمة التتبع املايل �سجلت �أكرث من ‪8‬‬

‫مليارات دوالر من امل�ساعدات الإن�سانية املقدمة من دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي منذ عام ‪ .”2014‬وقال �إنه يعتقد‬ ‫�أن هذا ال يتم الإبالغ عنه‪ ،‬م�ضي ًفا �أنه �إذا كان �سخاء دول‬ ‫املنظمة‪ ،‬وكرمُها ي�ستحقان التقدير على النحو الواجب‪،‬‬ ‫فيجب �أن تكون هناك طريقة جلمع هذه املعلومات وت�سجيلها‬ ‫وتوثيقها ون�شرها‪.‬‬ ‫يذكر �أن ور�شة العمل املذكورة كانت قد عقدت على مدى‬ ‫يومني مب�شاركة بع�ض الوكاالت الدولية املانحة من دول‬ ‫�أع�ضاء وغري �أع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬حيث‬ ‫�شارك مركز امللك �سلمان للم�ساعدات الإن�سانية والإغاثة‪،‬‬ ‫ووكالة التعاون والتن�سيق الرتكية‪ ،‬و�إدارة التنمية الدولية‬ ‫للمملكة املتحدة‪ ،‬ومكتب املعونة الإن�سانية التابع للمفو�ضية‬ ‫الأوروبية‪ ،‬و�صندوق الت�ضامن الإ�سالمي يف �أعمال الور�شة‪.‬‬ ‫و�أتاحت ور�شة العمل امل�شرتكة بني منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ومكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية للم�شاركني‬ ‫فيها فر�صة تبادل اخلربات بني الدول غري الأع�ضاء والدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي حول تعزيز امل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية و�إعداد تقارير ب�ش�أنها‪ .‬وقد مكنتهم جل�سة الع�صف‬ ‫الذهني �أي�ضا من مناق�شة �سبل تعزيز تن�سيق امل�ساعدة‬ ‫الإن�سانية و�إعداد تقارير ب�ش�أنها من الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي وم�ؤ�س�ساتها املتخ�ص�صة‪ .‬وبناء‬ ‫على ذلك‪ ،‬تقرر تنظيم ور�شة عمل ثانية خالل عام ‪2019‬‬ ‫من �أجل زيادة الوعي بني الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تعتمد مساعدات إنسانية عاجلة لجمهورية أفغانستان‬

‫اعتمدت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬ممثلة يف �صندوق‬ ‫الت�ضامن الإ�سالمي‪ ،‬م�ساعدات �إن�سانية عاجلة جلمهورية‬ ‫�أفغان�ستان الإ�سالمية للتخفيف من �آثار اجلفاف احلاد‪،‬‬ ‫الذي خلف عددا كبريا من النازحني خالل ف�صل ال�شتاء‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني عن ت�ضامن منظمة التعاون الإ�سالمي مع جمهورية‬ ‫�أفغان�ستان‪ ،‬م�شريا �إلى �أن امل�ساعدات الطارئة تتمثل يف‬ ‫املواد الغذائية والإيواء‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف العثيمني �أن املنظمة ممثلة يف �صندوق الت�ضامن‬ ‫الإ�سالمي ت�سعى من خالل �إ�سهاماتها املتعددة ل�صالح‬ ‫الدول الأع�ضاء‪� ،‬إلى تر�سيخ مفاهيم العمل الإن�ساين خلدمة‬ ‫ال�شعوب الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�شهدت �أفغان�ستان‪ ،‬التي يبلغ عدد �سكانها نحو ‪ 20‬مليون‬ ‫ن�سمة يعتمدون على الزراعة‪ ،‬انخفا�ضا بن�سبة ‪ 45‬يف املائة‬ ‫يف الناجت الزراعي عام ‪ 2018‬مع ا�شتداد حدة اجلفاف‪،‬‬ ‫وفقا ملا قاله م�س�ؤولون بوزارة الزراعة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون إنسانية‬ ‫األمين العام يدعو إلى توفير المساعدات اإلنسانية العاجلة للنازحين والالجئين السوريين‬

‫ّ‬ ‫حث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني املجتمع الدويل ببذل املزيد من‬ ‫اجلهد يف املجال الإن�ساين من خالل توفري التمويل العاجل‬ ‫للم�ساعدات الإن�سانية للنازحني والالجئني ال�سوريني‪ ،‬حتى‬ ‫ال ت�ستمر الفجوة التمويلية لالحتياجات الإن�سانية ال�سورية‪.‬‬ ‫و�أ�شار الأمني العام يف كلمته �أمام م�ؤمتر بروك�سل الثالث‬ ‫حول دعم م�ستقبل �سوريا واملنطقة املنعقد يومي ‪ 13‬و‪14‬‬ ‫مار�س ‪ 2019‬يف بروك�سل‪� ،‬إلى �أن الأزمة ال�سورية التي دخلت‬ ‫عامها الثامن خلفت كارثة �إن�سانية تعترب من بني الأ�سو�أ‬ ‫عاملي ًا‪ ،‬بعدما �أودت بحياة ما يقارب ن�صف مليون �شخ�ص‬ ‫منذ مار�س ‪ ،2011‬و�أ�ضحى نحو ‪ 13‬مليون �شخ�ص بحاجة‬ ‫�إلى م�ساعدات �إن�سانية‪ ،‬منهم ‪ 8‬ماليني طفل‪ ،‬كما تعر�ض‬ ‫�أكرث من ‪ 11‬مليون �شخ�ص للتهجري من ديارهم يف ظروف‬ ‫يرثى لها‪.‬‬ ‫ويف ذات ال�سياق‪� ،‬أ�شاد الأمني العام بدول منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي التي حتملت عبء ا�ست�ضافة الالجئني ال�سوريني‪،‬‬ ‫وغريها من الدول التي �ساهمت يف تخفيف معاناة ال�شعب‬ ‫ال�سوري بتربعات مالية �سخية ويف مقدمتهم اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية والكويت ودولة الإمارات العربية املتحدة‪.‬‬ ‫وجدد العثيمني ت�أكيد منظمة التعاون الإ�سالمي على �أهمية‬ ‫دعم م�سار جنيف للو�صول �إلى حل �سيا�سي‪ ،‬ي�سهم يف بناء‬ ‫دولة �سورية جديدة على �أ�سا�س نظام تعددي دميوقراطي‬ ‫مدين قائم على مبادئ احرتام حقوق الإن�سان و�سيادة‬ ‫القانون‪.‬‬ ‫وعرب الأمني العام عن �أمله يف �أن يخرج امل�ؤمتر بنتائج توحد‬ ‫جهود املجتمع الدويل ب�شكل عملي وفعال للتخفيف من وط�أة‬ ‫الأزمة ال�سورية التي بلغت مداها‪ ،‬وذلك من خالل امل�ساهمة‬

‫يف الدفع بعملية ال�سالم ال�سيا�سية التي تقودها الأمم‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫ويف نهاية االجتماع �أكدت املجموعة الدولية دعمها اجلهود‬ ‫التي تبذلها الأمم املتحدة من �أجل ا�ستئناف امل�سار‬ ‫التفاو�ضي يف جنيف‪ .‬وذكرت املمثلة ال�سامية يف االحتاد‬ ‫الأوروبي فيديريكا موغرييني «�إن الو�ضع الع�سكري يف‬ ‫امليدان ال�سوري قد يتغري يف هذا االجتاه �أو ذاك‪ .‬لكن الأكيد‬ ‫بالن�سبة �إلى الأطراف كافة �أن الفوز بال�سالم يقت�ضي م�سار ًا‬ ‫�سيا�سي ًا يتملكه ال�سوريون وتقوده الأمم املتحدة»‪.‬‬ ‫وعقد امل�ؤمتر على م�ستوى وزراء اخلارجية مب�شاركة �أكرث من‬ ‫‪ 50‬دولة و‪ 30‬منظمة دولية و�إقليمية‪ .‬وذكرت موغرييني �إن‬ ‫امل�ؤمتر �سعى �إلى حتقيق هدفني �أ�سا�سيني هما دعم جهود‬ ‫املبعوث الدويل �إلى �سورية غري بيدر�سون من �أجل ا�ستئناف‬

‫مفاو�ضات احلل ال�سيا�سي يف جنيف‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وح�شد‬ ‫الدعم املايل الدويل من �أجل �ضمان تدفق امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية داخل �سورية ويف الدول املجاورة من ناحية �أخرى‪.‬‬ ‫و�أعلنت يف جل�سة افتتاح امل�ؤمتر عن قرار االحتاد تقدمي‬ ‫م�ساعدات مالية بقيمة ‪ 560‬مليون يورو يف العام ‪2019‬‬ ‫واملبلغ نف�سه يف ‪� ،2020‬إ�ضافة �إلى الهبات التي �ستقدمها‬ ‫الدول �أع�ضاء االحتاد‪ .‬كما �سيقدم االحتاد م�ساعدات‬ ‫بقيمة ‪ 1.5‬مليار يف ‪� 2019‬إلى تركيا للم�ساهمة يف م�ساعدة‬ ‫الالجئني ال�سوريني‪.‬‬ ‫وقدرت الأمم املتحدة احلاجة هذا العام �إلى ‪ 8.9‬مليار‬ ‫دوالر منها ‪ 3.3‬مليار لتمويل امل�ساعدات الإن�سانية داخل‬ ‫�سورية و‪ 6.6‬مليار لفائدة الالجئني يف الدول املجاورة‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تجدد نداءها لتقديم دعم إنساني عاجل لموزمبيق‬

‫�أهاب الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف بن �أحمد العثيمني‪ ،‬جمددًا بجميع الدول الأع�ضاء يف‬ ‫املنظمة ومنظمات املجتمع املدين واملنظمات اخلريية فيها‬ ‫لتقدمي الدعم وامل�ساعدات الإن�سانية العاجلة �إلى حكومة‬ ‫و�شعب جمهورية موزمبيق التي ت�ضررت �ضررًا بال ًغا من‬ ‫الإع�صار املداري «�إيداي» الذي �ضرب مقاطعتي �سوفاال‬ ‫ومانيكا ال�شرقيتني الو�سطيني يف مار�س ‪ 2019‬مما �سبب‬ ‫�أ�ضرارًا هائلة وفقدان الآالف من الأنف�س وت�شريد �أعداد ال‬ ‫حت�صى من ال�سكان‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن بالغ احلزن والأ�سى �إزاء الوفيات‪،‬‬ ‫حيث �أن �إع�صار “�إيداي” قد ك ّبد �شعب موزمبيق خ�سائر‬ ‫تفوق الو�صف؛ و�أن ثمة حاجة ما�سة لتقدمي الغذاء‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫والأ�سر املكلومة يف هذه املحنة‪ ،‬داعيا اهلل العلي القدير �أن‬ ‫يعينهم على جتاوز م�صابهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحث الأمني العام الدول الأع�ضاء على تقدمي الدعم العاجل‬ ‫للمت�ضررين من هذه الكارثة‪ ،‬من �أجل احتواء تداعياتها‬ ‫الإن�سانية واحليلولة دون تفاقمها‪.‬‬ ‫و�أعلنت ال�سلطات يف موزمبيق �أن نحو ‪� 15‬ألف �شخ�ص‬ ‫مازالوا يف حاجة ما�سة لإنقاذهم من املنطقة املنكوبة‬ ‫والإمدادات الطبية وامل�أوى والإمدادات الكهربائية و�أدوات بالفي�ضانات يف و�سط البالد‪.‬‬ ‫وتتدفق مياه الفي�ضان عرب �سهول و�سط موزمبيق‪ ،‬مت�سببة‬ ‫االت�صال وال�صرف ال�صحي ومعدات الهند�سة املدنية‬ ‫يف غرق منازل وقرى وبلدات ب�أكملها‪ .‬و�شكلت الفي�ضانات‬ ‫للتعامل مع هذه الكارثة الإن�سانية اجل�سيمة والع�صيبة‪.‬‬ ‫محيطا داخليا موحال بطول ‪ 50‬كم ليغطي مزارع وقرى‪.‬‬ ‫و�أعرب الدكتور العثيمني عن تعاطفه مع حكومة موزمبيق‪،‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪31‬‬


‫حقوق اإلنسان‬ ‫األمين العام من مقر المجلس في جنيف‪:‬‬

‫العالم اإلسالمي يواجه انتقائية في مجال حقوق اإلنسان‬ ‫حث الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف‬ ‫بن �أحمد العثيمني جمل�س حقوق الإن�سان التابع للأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬على �إيجاد حلول مالئمة للم�شاكل والق�ضايا التي‬ ‫تواجهها الدول واملجتمعات الإ�سالمية حيال االنتقائية يف‬ ‫جمال حقوق الإن�سان‪ .‬م�ؤكدا يف الوقت ذاته على �إميان‬ ‫املنظمة الرا�سخ بفائدة التعددية الثقافية و�أهميتها يف‬ ‫الت�صدي ملا تواجهه الإن�سانية من حتديات يف ميادين ال�سلم‬ ‫والأمن وحقوق الإن�سان والتنمية‪.‬‬ ‫وقال الأمني العام يف كلمته يف اجلزء الرفيع امل�ستوى من‬ ‫الدورة الأربعني ملجل�س حقوق الإن�سان يف جنيف (‪ 25‬ـ ‪27‬‬ ‫فرباير ‪� ،)2019‬إن املقاومة الفكرية وال�سيا�سية للتعددية‬ ‫الثقافية تعد �أحد الأ�سباب الكامنة وراء عودة العن�صرية‬ ‫وكراهية الأجانب‪ ،‬مبا يف ذلك الإ�سالموفوبيا التي هي �إحدى‬ ‫جتلياتهما املعا�صرة‪ .‬و�أ�ضاف �أن منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫و�ضعت‪ ،‬بالتعاون مع �شركائها‪ ،‬نهجا �شامال وتوافق ًيا للتعامل‬ ‫مع التحري�ض على الكراهية والتمييز والعنف على �أ�سا�س‬ ‫الدين‪ ،‬وجت�سد ذلك يف قرار جمل�س حقوق الإن�سان ‪،18/16‬‬ ‫وهو القرار الذي يجب تنفيذه بالكامل مبا يف ذلك �إعادة‬ ‫تفعيل م�سار �إ�سطنبول‪.‬‬ ‫ودعا العثيمني �إلى ا�ستغالل جميع املنابر لتعزيز التعددية‪،‬‬ ‫وتعزيز احلوار بني الثقافات والأديان‪ ،‬ف�ضال عن احرتام‬ ‫الت�سامح واالندماج‪ ،‬بهدف دحر قوى التع�صب والتمييز‪.‬‬ ‫و�شدد على �أن املنظمة تدين �صراحة اخلطاب الأيديولوجي‬ ‫الذي تتبناه جميع اجلماعات الإرهابية واملتطرفة م�ستخدمة‬ ‫يف ذلك الدين �أو الأيديولوجية �أو التفوق الثقايف والعرقي‪.‬‬ ‫وطالب الأمني العام جمل�س حقوق الإن�سان بالرتكيز على‬ ‫احلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية التي ال تقل �أهمية‬ ‫عن غريها من احلقوق‪� ،‬إذ يبقى اال�ستقرار والنمو والتنمية‬ ‫�أهداف �أ�سا�سية للبلدان النامية‪ .‬و�أكد على ا�ستعداد منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي للتعاون واالنخراط البناء مع كل عملية‬ ‫تهدف �إلى تعزيز �صرح حقوق الإن�سان العاملية‪.‬‬ ‫وتطرق العثيمني يف كلمته �إلى املعاناة املتعلقة بحقوق الإن�سان‬ ‫التي تكابدها جماعة الروهينجيا امل�سلمة‪ ،‬حيث ذكر �أنها ال‬ ‫تزال متثل �إحدى �أ�سو�أ الأزمات الإن�سانية واملتعلقة بحقوق‬ ‫الإن�سان يف العامل حاليا‪ .‬و�أ�ضاف العثيمني �أن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي تتفق مع املفو�ضية ال�سامية للأمم املتحدة حلقوق‬ ‫الإن�سان يف �أنه �إ�ضافة �إلى اجلرائم �ضد الإن�سانية ف�إن‬ ‫هناك دالئل قوية ت�شري �إلى وقوع جرائم الإبادة اجلماعية‬

‫‪32‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫والت�صفية والإبعاد �ضد الروهينجيا‪ .‬و�أ�شار العثيمني‬ ‫�إلى �أن منظمة التعاون الإ�سالمي ترحب بجهود �أع�ضاء‬ ‫جمل�س حقوق الإن�سان يف �إطار القرار امل�شرتك بني منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي واالحتاد الأوروبي ملعاجلة محنة م�سلمي‬ ‫الروهينجيا وكذلك ق�ضايا الإفالت من العقاب وامل�ساءلة‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق ب�أزمتي الفل�سطينيني والك�شمرييني‪� ،‬أكد العثيمني‬ ‫من جديد على �أن حق تقرير امل�صري هو من القواعد امللزمة‬ ‫للقانون الدويل‪ .‬و�إنكار هذا احلق ي�ؤدي �إلى انتهاك جميع‬ ‫احلقوق الأخرى‪ .‬وال يزال الفل�سطينيون والك�شمرييون يعانون‬ ‫من �إنكار حقهم الأ�سا�سي يف تقرير امل�صري‪.‬‬ ‫و�شدد العثيمني على �أن املفو�ض ال�سامي قد �أو�ضح �أن ال�سالم‬ ‫واحرتام حقوق الإن�سان يف فل�سطني املحتلة يجري تقوي�ضهما‬ ‫ب�شكل متوا�صل وذلك ب�سبب ا�ستمرار االحتالل‪ .‬وحث املجتمع‬ ‫الدويل على الدفع باجتاه �إنهاء االحتالل من خالل تطبيق‬ ‫حل الدولتني الذي ي�ضمن قيام دولة فل�سطينية م�ستقلة على‬ ‫�أ�سا�س حدود عام ‪ 1967‬تكون عا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫و�أ�شاد العثيمني ب�إ�صرار الك�شمرييني على نيل حقهم امل�شروع‬ ‫يف تقرير امل�صري رغم كل امل�صاعب‪ ،‬م�ؤكدا على �أن منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ترحب بتقرير املفو�ضية ال�سامية للأمم‬ ‫املتحدة حلقوق الإن�سان حول نف�س املو�ضوع‪ ،‬وتدعم تو�صياته‬ ‫ب�إر�سال بعثة لتق�صي احلقائق‪ .‬كما دعا �إلى التو�صل �إلى حل‬ ‫�سلمي للنزاع يف ك�شمري وفقا لقرارات جمل�س الأمن الدويل‬ ‫وبناء على رغبات ال�شعب الك�شمريي‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي من جديد على‬ ‫�إدانة املنظمة ملجزرة خوجايل التي ارتكبتها �أرمينيا يف �إقليم‬ ‫ناجورنو كاراباخ يف �أذربيجان‪.‬‬ ‫و�أجرى جمل�س حقوق الإن�سان خالل هذه الدورة نقا�شا عاما‬ ‫حول اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل‪.‬‬ ‫وذكرت باك�ستان‪ ،‬التي حتدثت نيابة عن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أن اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل كان من �أعظم‬ ‫النجاحات التي حققها املجل�س ل�ضمان التغطية ال�شاملة‬ ‫حلقوق الإن�سان‪ .‬وقد �أظهرت الدول ما بذلته من جهود‬ ‫مخل�صة للنهو�ض بحقوق الإن�سان كما جرى الإعراب عن‬ ‫التقدير للدور الذي ي�ضطلع به املجتمع املدين يف عملية‬ ‫اال�ستعرا�ض الدوري ال�شامل‪ .‬وخل�ص االجتماع �إلى �أن جميع‬ ‫التدخالت يف �إطار هذه العملية ينبغي �أن تقوم على �أ�سا�س‬ ‫االنخراط املنفتح والبناء ولي�س على �أ�سا�سا االنتقائية �أو‬ ‫الف�ضح والت�شهري‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫حقوق اإلنسان‬

‫األمين العام يحث دول المنظمة على‬ ‫التصدي لألزمة اإلنسانية في اليمن‬ ‫�أبرز معايل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني معاناة ال�شعب اليمني ب�سبب نق�ص املواد الغذائية وال�صحية وغريها‬ ‫من االحتياجات الأ�سا�سية‪ .‬وحتدث الأمني العام يف االجتماع رفيع امل�ستوى‬ ‫لإعالن التربعات ملواجهة الأزمة الإن�سانية يف اليمن يف جنيف‪� ،‬سوي�سرا‪ ،‬يف ‪26‬‬ ‫فرباير ‪ ،2019‬مو�ضحا ب�أن جمل�س وزراء الدول الأع�ضاء باملنظمة �أ�صدر العديد‬ ‫من القرارات حول اليمن التي دعا فيها الدول الأع�ضاء �إلى تقدمي دعمها املايل‬ ‫حتى يت�سنى تنفيذ م�شاريع �إن�سانية ملمو�سة على الأر�ض ل�صالح �أكرث النا�س‬ ‫احتياج ًا و�ضعف ًا يف اليمن‪.‬‬ ‫و�أ�شار العثيمني �إلى �أن العمل الإن�ساين للمنظمة يف اليمن‬ ‫مع ّل ٌق ب�سبب نق�ص املوارد املالية‪ ،‬رغم اجلهود الد�ؤوبة التي‬ ‫بذلتها الأمانة العامة حل�شد املوارد املالية الالزمة‪ .‬وتوجه‬ ‫الأمني العام �إلى الدول الأع�ضاء يف املنظمة حاثا �إياها‪ ،‬مع‬ ‫املانحني الدوليني‪ ،‬على موا�صلة تقدمي دعمهم املايل لليمن‬ ‫والإعالن عن تربعات �سخية يف االجتماع املخ�ص�ص لذلك‪.‬‬ ‫و�أعرب الأمني العام عن تقدير املنظمة ملا تبذله بع�ض الدول‬ ‫الأع�ضاء من جهود وما تقوم به من �أعمال يف اليمن؛ مثل‬ ‫اململكة العربية ال�سعودية التي تت�صدر قائمة الدول الداعمة‬ ‫للعمل الإن�ساين والتنموي يف اليمن دون متييز بني فئات‬ ‫�أو طوائف‪ ،‬مثمنا مبادرة خادم احلرمني ال�شريفني امللك‬ ‫�سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬يحفظه اهلل‪ ،‬يف �إطالق مبادرة‬ ‫موحد لتن�سيق امل�ساعدات الإن�سانية؛ بالإ�ضافة‬ ‫ان�شاء مركز ّ‬ ‫�إلى الإعانات وامل�ساعدات الق ّيمة وال�سخية التي ما فتئت‬ ‫تقدمها اململكة العربية ال�سعودية لل�شعب اليمني من خالل‬ ‫مركز امللك �سلمان للإغاثة والأعمال الإن�سانية‪ ،‬والتي‬ ‫كان من بينها تربع اململكة العربية ال�سعودية مببلغ ن�صف‬ ‫مليار دوالر‪� ،‬س ّلمت للأمم املتحدة‪ ،‬لتمويل خطة اال�ستجابة‬ ‫الإن�سانية التي �أعلنتها الأمم املتحدة لدعم اليمن لعام‬ ‫‪.2018‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫كما �أعرب معاليه عن تقدير املنظمة مبادرة اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية يف دعم البنك املركزي اليمنى مببلغ ملياري‬ ‫دوالر وذلك بعد توجيهات خادم احلرمني ال�شريفني امللك‬ ‫�سلمان‪ ،‬يحفظه اهلل‪ ،‬يف هذا ال�صدد والتي تهدف �إلى تعزيز‬ ‫االقت�صاد اليمنى ورفع املعانة عن ال�شعب اليمني‪.‬‬ ‫ال تزال الأزمة الإن�سانية يف اليمن هي الأ�سو�أ يف العامل‪،‬‬ ‫حيث يحتاج ما يقدر بنحو ‪ %80‬من ال�سكان – ‪ 24‬مليون‬ ‫�شخ�ص – �إلى �شكل من �أ�شكال امل�ساعدة الإن�سانية �أو‬ ‫احلماية‪ ،‬منهم ‪ 14.3‬مليون �شخ�ص يف �أم�س احلاجة �إلى‬ ‫ذلك‪ .‬ووفقا لأحدث حتليل للت�صنيف املرحلي املتكامل‪،‬‬ ‫ف�إن �أكرث من ‪ 20‬مليون يف اليمن يعانون من انعدام الأمن‬ ‫الغذائي ب�شكل حاد – �أي يندرجون حتت املرحلة ‪ 3‬من‬ ‫الت�صنيف املرحلي املتكامل– �أو �أ�سو�أ من ذلك‪ ،‬كما �أن‬ ‫ثالثة ماليني ميني يعانون من �سوء التغذية احلاد‪ .‬وقد ات�سع‬ ‫نطاق الربامج الإن�سانية العام املا�ضي لت�صل �إلى ‪ 8‬ماليني‬ ‫�شخ�ص يح�صلون على م�ساعدات مبا�شرة يف ال�شهر‪ ،‬بعد‬ ‫�أن كان عدد امل�ستفيدين ‪ 3.5‬مليون �شخ�ص يف ال�شهر يف‬ ‫عام ‪ ،2017‬مما يجعل اليمن ت�شهد �أكرب عملية �إن�سانية يف‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫وخالل الفعالية رفيعة امل�ستوى جلمع التربعات بخ�صو�ص‬

‫الأزمة الإن�سانية يف اليمن‪ ،‬تعهد املانحون مبا �إجماليه ‪2.6‬‬ ‫مليار دوالر �أمريكي وذلك ل�ضمان ا�ستمرارية وات�ساع نطاق‬ ‫العمليات الإن�سانية يف اليمن يف وقت متثل فيه امل�ساعدات‬ ‫الإن�سانية �شريان احلياة الوحيد ملاليني اليمنيني‪ .‬ت�أتي هذه‬ ‫التعهدات بزيادة عن �إجمايل تعهدات العام املا�ضي التي‬ ‫بلغت ‪ 2.01‬مليار دوالر �أمريكي والتي مت الوفاء بها بن�سبة‬ ‫‪ .%100‬وتتطلب خطة اال�ستجابة الإن�سانية لليمن ‪ 2019‬مبلغ‬ ‫‪ 4‬مليار دوالر �أمريكي للو�صول �إلى ‪ 21.4‬مليون �شخ�ص هم‬ ‫بالكاد باقون على قيد احلياة‪ ،‬حيث يذهب �أكرث من ن�صف‬ ‫هذه الأموال �إلى املعونات الغذائية العاجلة التي تقدم �إلى‬ ‫‪ 12‬مليون �شخ�ص – بزيادة تبلغ ‪ %50‬مقارنة مبا كان عليه‬ ‫احلال العام املا�ضي‪.‬‬ ‫و�سوف ت�صل امل�ساعدة عرب جميع القطاعات �إلى ‪15‬‬ ‫مليون �شخ�ص �أي نحو ن�صف عدد ال�سكان‪ .‬ومع الأخذ يف‬ ‫االعتبار حجم هذه الأزمة وطبيعتها امللحة وتعقيدها‪ ،‬ف�إن‬ ‫خطة اال�ستجابة الإن�سانية لليمن ‪� 2019‬سوف تقدم برامج‬ ‫وا�سعة النطاق وقائمة على الأدلة‪ ،‬تنقذ �أرواح النا�س وتعزز‬ ‫حمايتهم وت�ضمن �أن يح�صل �أولئك الذين يعانون على‬ ‫امل�ساعدة التي يحتاجون �إليها‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪33‬‬


‫فلسطين والروهينجيا واإلرهاب واإلسالموفوبيا‬

‫تعتلي ملفات المنظمة في األمم المتحدة‬

‫‪34‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫‪ ,,‬نجاح نسخة القاهرة ‪,,‬‬

‫يشجع الدول األعضاء على االستضافته‬ ‫متكنت الأمانة العامة بقيادة الأمني العام‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني من �إطالق �أولى ن�سخ مهرجان‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي بنجاح ملحوظ ب�شهادة امل�شاركني يف املهرجان والزوار واملراقبني‪ ،‬الأمر الذي �شجع‬ ‫العديد من الدول الأع�ضاء لتقدمي طلبات ا�ست�ضافة الدورات املقبلة من املهرجان‪.‬‬ ‫ويف الدورة الأولى التي ا�ست�ضافتها جمهورية م�صر العربية يف العا�صمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬خالل الفرتة ‪ 5‬ـ ـ ‪ 9‬فرباير‬ ‫‪ 2019‬حتت �شعار «�أمة واحدة‪ ،‬وثقافات متعددة ‪ ..‬فل�سطني يف القلب»‪ ،‬التقت �شعوب العامل الإ�سالمي بثقافاتها‬ ‫املتعددة لتعرب عن روح الت�ضامن واملحبة والرغبة يف االطالع على تراث وثقافات وتقاليد الآخر‪.‬‬ ‫الأمني العام �أرجع جناح الدورة الأولى للمهرجان �إلى اجلهود الكبرية التي بذلتها م�صر حكومة وقيادة و�شعبا يف‬ ‫�سبيل ت�سهيل �إقامة جميع الفعاليات الثقافية والفنية والريا�ضية والأدبية وال�شعرية وال�سيا�سية يف مواقع مختلفة‬ ‫يف القاهرة‪ ،‬حيث ا�ستقبلت وفود �أكرث من ‪ 20‬دولة و�ساعدتهم على نرث �إبداعاتهم �أمام �شعوب العامل الإ�سالمي‬ ‫والعامل �أجمع‪.‬‬ ‫و�شكر العثيمني �أي�ضا حكومة دولة املقر ـ اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬بقيادة خادم احلرمني ال�شريفني امللك �سلمان‬ ‫بن عبد العزيز و�سمو ويل عهده الأمري محمد بن �سلمان بن عبد العزيز‪ ،‬حفظهما اهلل‪ ،‬على دعمها املتوا�صل‬ ‫ملبادرات و�أن�شطة املنظمة‪ ،‬و�إ�سهامها ال�سخي يف �إجناح املهرجان‪.‬‬ ‫ويقول الأمني العام‪ :‬يحدونا الأمل يف الأمانة العامة يف �أن ي�شكل مهرجان منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬مبا ت�ضمنه‬ ‫من ن�شاطات‪ ،‬فكرية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬و�سيا�سية‪ ،‬ومعار�ض �إن�سانية وتراثية واجتماعية‪ ،‬و�أن�شطة فلكلورية‪ ،‬انطالقة‬ ‫جديدة لعمل �إ�سالمي نوعي م�شرتك بني دولنا الأع�ضاء‪ ،‬و�أداة من �أدوات الإبداع الفكري ن�ؤكد من خاللها على‬ ‫قيمنا امل�شرتكة والأخوة الإن�سانية بني بني الب�شر‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪35‬‬


‫‪36‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫االفتتاح يف دار الأوبرا‬

‫�أقيم حفل افتتاح املهرجان يف دار الأوبرا امل�صرية بح�ضور لفيف من ممثلي‬ ‫الدول الأع�ضاء والدبلوما�سيني وم�س�ؤويل م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أكد الأمني العام يف كلمته االفتتاحية‪� ،‬أن �إبداعات �شعوب الدول امل�شاركة يف‬ ‫املهرجان جت�سد الفقرة العاملة الأولى من �أهداف ومبادئ املنظمة الواردة‬ ‫يف ميثاقها التي ن�صت على «تعزيز ودعم �أوا�صر الأخوة بني الدول الأع�ضاء»‪.‬‬ ‫وقال �إن �شعار املهرجان يعك�س ركيزة مهمة من ركائز هذا املهرجان‪ ،‬فق�ضية‬ ‫فل�سطني هي الق�ضية املحورية للعامل الإ�سالمي‪ ،‬والقد�س يف قلب هذه الق�ضية‬ ‫ووجدان ال�شعوب امل�سلمة يف مختلف �أرجاء املعمورة‪.‬‬ ‫من جهتها‪� ،‬ألقت وزيرة الثقافة يف م�صر‪ ،‬الدكتورة �إينا�س عبد الدامي كلمة‬ ‫ترحيبية ب�ضيوف املهرجان‪ ،‬م�شرية �إلى �أن انطالق املهرجان من القاهرة‬ ‫ي�ؤكد مكانة م�صر يف قلب العامل الإ�سالمي‪ .‬و�أ�ضافت �أن املهرجان يبعث ر�سالة‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫للعامل ت�ؤكد القيم الف�ضيلة للدين الإ�سالمي والتي تدعو �إلى ال�سالم ونبذ العنف‬ ‫والتطرف‪.‬‬ ‫و�شهد حفل االفتتاح تكرمي �شخ�صيات �إ�سالمية بارزة تركت �أثرا ملمو�سا يف‬ ‫نه�ضة وتنمية العامل الإ�سالمي‪ ،‬وهم‪ :‬معايل �سيدة بوركينا فا�سو الأولى �سيكا‬ ‫كابوري‪ ،‬و�سماحة �شيخ الإ�سالم‪ /‬اهلل �شكر با�شا‪ -‬زاده رئي�س �إدارة م�سلمي‬ ‫القوقاز من جمهورية �أذربيجان‪ ،‬ومعايل الدكتور نزار بن عبيد مدين وزير‬ ‫الدولة ال�سابق لل�ش�ؤون اخلارجية يف اململكة العربية ال�سعودية‪ ،‬وال�شاعر والأديب‬ ‫فاروق جويدة من م�صر‪ .‬وقدم املكرمني الإعالمي ال�سعودي‪ ،‬الدكتور عبد‬ ‫الرحمن ال�شبيلي‪.‬‬ ‫كما ت�ضمنت فقرات حفل االفتتاح عر�ض فلم ت�سجيلي عن منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وعر�ضا فنيا عرب عن التنوع الثقايف للدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪37‬‬


‫مهرحان المنظمة‬

‫‪ 10‬ندوات فكرية وثقافية‬ ‫وسياسية واقتصادية‬ ‫ندوة قضايا األدب المعاصر في العالم اإلسالمي‬ ‫ا�ستعر�ضت ندوة (ق�ضايا الأدب املعا�صر يف العامل الإ�سالمي) التي حتدث فيها الدكتور‬ ‫�أحمد دروي�ش‪� ،‬أ�ستاذ الدرا�سات الأدبية واللغوية‪ ،‬كلية دار العلم يف جامعة القاهرة‪ ،‬والدكتور‬ ‫يو�سف عبد الفتاح‪� ،‬أ�ستاذ الأدب ال�سرياين‪ ،‬كيف جعل الإ�سالم الأدب حر ًا ليقدم بذاته‬ ‫مقا�صد الدين احلنيف‪ ،‬و�أكدت �أن النظرة الإ�سالمية الوا�سعة منحت الأدب درب ًا موازي ًا‬ ‫ينطلق فيه ليكون عون ًا على بلوغ الأهداف والن�ضج باللغة‪ .‬ور�أت �أن الرتاث الإ�سالمي احرتم‬ ‫الأدب املخالف منذ البداية‪ ،‬حيث �إن كبار ال�صحابة تبنوا ال�شعر اجلاهلي وكانوا يرددونه‬ ‫ويحفظونه رغم �أنه وثني‪ .‬و�أو�ضحت �أنه حتى عام ‪ 1924‬كانت هناك ‪ 70‬لغة من لغات العامل‬ ‫الإ�سالمي تكتب باحلرف العربي‪.‬‬ ‫وناق�شت ندوة (حتديات التنمية امل�ستدامة يف دول العامل الإ�سالمي) التي حتدث فيها‬ ‫الدكتور �أحمد جالل‪� ،‬أ�ستاذ علم االجتماع بجامعة القاهرة‪ ،‬والدكتور عبد الكرمي الواعر‪،‬‬ ‫م�ست�شار رئي�س جمموعة البنك الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬س ُبل رفع معدالت النمو عرب حت�سني‬ ‫م�ستويات الإنتاجية يف دول العامل الإ�سالمي‪ ،‬و�أ�شارت �إلى �أن معظم الدول النامية تعتمد‬ ‫معدالت النمو فيها على الرتاكم الر�أ�سمايل ولي�س الإنتاجية‪ .‬وبينت �أن حت�سني الإنتاجية‬ ‫يف دول العامل الإ�سالمي ي�ستدعي انتقال القطاعات وال�شركات الأقل �إنتاجية �إلى امل�ستويات‬ ‫الأعلى �إنتاجية‪ ،‬داعية يف الوقت ذاته حكومات تلك الدول �إلى تبني �سيا�سات لرفع الإنتاجية‬ ‫بتح�سني بيئة الإنتاج‪ ،‬وحتقيق العدالة االجتماعية بالتوزيع العادل لعوائد النمو‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫العدالة يف تكاف�ؤ الفر�ص والعمل على مراعاة التنمية من النواحي اجلغرافية‪.‬‬ ‫�أما ندوة (وجها الكراهية‪ :‬الإرهاب والإ�سالموفوبيا ‪ ..‬نحو فهم بنيوي للعالقة بني وجهي‬ ‫التطرف يف العالقة بني الغرب والإ�سالم) التي حتدث فيها الدكتور محمد عبد الف�ضيل‪،‬‬ ‫من�سق عام مر�صد الأزهر‪ ،‬والأ�ستاذ محمد محق‪� ،‬سفري جمهورية �أفغان�ستان الإ�سالمية يف‬ ‫م�صر‪ ،‬والأ�ستاذ ب�شري �أن�صاري‪ ،‬مدير �إدارة احلوار والتوا�صل يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫والأ�ستاذ طه �أيهان رئي�س منظمة منتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار والتعاون يف‬ ‫�إ�سطنبول‪ ،‬فدعت �إلى �ضرورة مواجهة الإ�سالموفوبيا التي بد�أت تت�صاعد يف املجتمعات‬ ‫الغربية‪ ،‬وت�سببت يف بث الكراهية والتطرف �ضد امل�سلمني‪ ،‬و�أكدت وجود حاجة ما�سة‬ ‫للتن�سيق بني م�ؤ�س�سات العامل الإ�سالمي الدينية والتعليمية الر�سمية التي تعمل مبختلف‬ ‫الدول لتوحيد جهودها وزيادة ت�أثريها بن�شر قيم الإ�سالم املعتدل‪.‬‬ ‫يف حني �أكد امل�شاركون يف ندوة (فل�سطني) التي حتدث فيها الدكتور خليل تفكجي‪ ،‬رئي�س‬ ‫ق�سم اخلرائط بالقد�س‪ ،‬والدكتور ناجح بكريات‪ ،‬مدير التعليم يف القد�س �أهمية الق�ضية‬ ‫الفل�سطينية‪� ،‬إذ يجب �أن تبقى حا�ضرة يف كل محفل‪ ،‬و�أن تظل الق�ضية الإ�سالمية الرئي�سة‪،‬‬ ‫‪38‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫مُحذرين يف الوقت ذاته من التهاون يف ن�سيان ق�ضية البلدة القدمية التي �أ�صبح االحتالل‬ ‫يروج للعامل روايته املزعومة‪.‬‬ ‫وركزت ندوة (حماية اللغة العربية) التي حتدث فيها ع�ضوا جممع اللغة العربية الدكتور‬ ‫محمد ح�سن عبد العزيز‪ ،‬والدكتور مح�سن ح�سن املر�سي على تعليم اللغات العامة وتعليم‬ ‫اللغة العربية بخا�صة‪ ،‬وتعليم اللغة العربية الواقع والآفاق‪ .‬و�شهدت الندوة مداخالت من‬ ‫الأكادمييني والدبلوما�سيني الذي ح�ضروا الندوة‪.‬‬ ‫وتناولت ندوة (دور ال�شباب يف مكافحة التطرف ون�شر االعتدال) العوامل التي ت�ؤدي �إلى‬ ‫التطرف‪ ،‬ومنها املظلومية والت�أثر والفقر والدعم اخلارجي‪ ،‬وانعدام الدميوقراطية واخلوف‬ ‫والتف�سريات الدينية املختلفة‪ .‬وتناولت اجلل�سة �أي�ضا دور الإ�سالم يف محاربة التطرف و�أن‬ ‫الإ�سالم يدعو �إلى اخلري وال�سالم‪ ،‬كما مت ا�ستعرا�ض خربات الدول يف جمال بناء االعتدال‬ ‫ومكافحة التطرف‪ ،‬ومنها ا�سرتاتيجية اململكة العربية ال�سعودية يف �إعادة بناء ال�شباب‬ ‫املتطرف وتغيري �أفكارهم و�سلوكهم يف بيئة حتاكي احلياة العادية خارج ال�سجون يف مراكز‬ ‫ت�أهيل متخ�ص�صة بهذا املجال‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى عر�ض جتربة فل�سطني ومبادرات الدول‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫ودعت ندوة (التحديات الراهنة التي تواجه الأمة الإ�سالمية) التي حتدث فيها الدكتور عبد‬ ‫ال�سالم العبادي‪� ،‬أمني جممع الفقه الإ�سالمي الدويل‪� ،‬إلى �ضرورة «محاربة الأفكار اخلاطئة‬ ‫التي ت�شاع عن الإ�سالم»‪ .‬وقال الدكتور العبادي �إن «مو�ضوع الندوة غاية يف الأهمية نظر ًا‬

‫ندوة (مركز الملك سلمان لإلغاثة واألعمال اإلنسانية) تم‬ ‫إبراز الجهود اإلغاثية واإلنسانية والتنموية التي تقدمها‬ ‫المملكة العربية السعودية عبر ذراعها اإلنساني‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫مهرحان المنظمة‬ ‫ملا يواجهه العامل الإ�سالمي من حتديات كبرية‪ ،‬حتتاج �إلى مواجهة علمية مدرو�سة لتقدمي‬ ‫االقرتاحات واحللول ال�سليمة‪ ،‬من قبل املنظمات واجلهات املعنية»‪.‬‬ ‫ويف ندوة (مركز امللك �سلمان للإغاثة والأعمال الإن�سانية) مت �إبراز اجلهود الإغاثية‬ ‫والإن�سانية والتنموية التي تقدمها اململكة العربية ال�سعودية عرب ذراعها الإن�ساين مركز امللك‬ ‫�سلمان للإغاثة والأعمال الإن�سانية‪ ،‬وهو املركز الذي وحدت به اململكة جهودها اخليرّ ة‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إلى �إبراز وتعزيز �أوجه التعاون الإن�ساين والتنموي والإغاثي الذي ت�سعى �إليه اململكة‬ ‫دائ ًما‪ .‬و�أ�شار امل�شاركون �إلى �أن املركز يطبق املفاهيم العاملية يف تقدمي م�ساعداته بغ�ض‬ ‫النظر عن العرق �أو الدين �أو البلد‪ ،‬حيث و�صلت م�ساعدات املركز �إلى ‪ 43‬بلدًا يف نهاية‬ ‫العام املا�ضي‪.‬‬ ‫ويف ندوة (منظمة التعاون الإ�سالمي واملجتمع الدويل) قال الأمني العام يف تعقيبه خالل‬ ‫الندوة «�إنني �أطلق على التطرف والغلو ب�أنه طاعون الع�صر‪ ..‬والبعد الأمني يف مكافحته لي�س‬

‫كافيا‪ ،‬بل البد �أن تقوم م�ؤ�س�سات املجتمع املدين والأ�سرة واملثقفون والإعالميون بدورهم»‪.‬‬ ‫وقال الدكتور م�صطفى الفقي‪ ،‬رئي�س مكتبة الإ�سكندرية �إن املهرجان «مل يحدث من‬ ‫قبل‪ ،‬وهو فكرة فريدة من نوعها تعرب عن �شخ�صية منظمة التعاون الإ�سالمي املتمثلة يف‬ ‫التعددية الثقافية وقبول الآخر»‪ .‬وتطرق الفقي �إلى ن�ش�أة منظمة التعاون الإ�سالمي التي‬ ‫ارتبطت بحادثة حريق امل�سجد الأق�صى يف ‪ ،1969‬م�ش ًريا �إلى �أن املنظمة التي اقرتب عمرها‬ ‫من ن�صف قرن ا�ستطاعت �أن حتقق جز ًءا كب ًريا من �أهدافها ويف طريقها لتحقيق باقي‬ ‫طموحاتها‪ .‬و�أكد �أن منظمة التعاون الإ�سالمي �ساندت الق�ضية الفل�سطينية منذ البداية‪ ،‬كما‬ ‫متكنت يف منا�سبات كثرية من التدخل وحل �أحداث معينة‪.‬‬ ‫و�أقيمت (�أم�سية �شعرية) �شارك فيها ال�شعراء محمد الأحمدي من اليمن‪ ،‬وغادة الب�شاري‬ ‫من ليبيا‪ ،‬ومحمد البوعينني من موريتانيا‪ ،‬وح�سن عامر من م�صر‪ ،‬و�أحمد �سويلم من م�صر‪،‬‬ ‫وال�شاعر طالل �سامل من الإمارات‪.‬‬

‫شهد املهرجان إقامة معرض للمنتجات والحرف والتقليدية للدول اإلسالمية املشاركة‬ ‫يف املهرجات والتي تقدم فيه كل دولة ما مييز دولتها وثقافتها ومن الدول املشاركة‬ ‫(فلسطني‪ ،‬مرص‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬باكستان‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬النيجر‪ ،‬اإلمارات)‬ ‫كام أقيمت بطولة كأس منظمة التعاون اإلسالمي لخاميس كرة القدم‪ ،‬وتنافس عليها‬ ‫عرشات الالعبني من الدول اإلسالمية‪ ،‬وفازت إندونيسيا بلقب البطولة بعد تغلبها‬ ‫عىل فريق مرص يف املباراة النهائية التي رعاها األمني العام ملنظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫الدكتور يوسف بن أحمد العثيمني‪.‬‬

‫وأقامت وفود الدول املشاركة يف املهرجان‪ ،‬عروضا فلكلورية‪ ،‬وذلك بالتعاون مع وزارة‬ ‫الثقافة املرصية عىل مرسح سور القاهرة الشاميل‪ ،‬وشاركت فرق من مرص والسعودية‬ ‫وأذربيجان واإلمارات وسرياليون وموريتانيا واليمن وفلسطني ومايل وموزمبيق وغريها‬ ‫من الدول‪.‬‬ ‫وأقيم ماراثون ريايض للدول املشاركة يف املهرجان‪ ،‬تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة‬ ‫املرصية ملسافة ‪ ٦‬كيلو مرتات من أمام النادي األهيل الريايض‪ ،‬مبشاركة أكرث من ‪٥٠٠‬‬ ‫متسابق من الجنسني‪.‬‬

‫�أن�شطة متنوعة يف املهرجان‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪39‬‬


‫تقع مدينة تون�س عا�صمة اجلمهورية التون�سية يف‬ ‫ال�شمال ال�شرقي من البالد‪ ،‬وهي ترتكب من جمموعة‬ ‫من العنا�صر احل�ضرية منها املدينة العتيقة التي تغطي‬ ‫تقريبا ‪ 75‬هكتارا‪ .‬وت�شمل “تون�س الكربى” واليات‬ ‫تون�س و�أريانة ومنوبة وبن عرو�س‪ ،‬ويفوق عدد �سكانها‬ ‫اليوم �أكرث من مليونني ون�صف املليون ن�سمة مبعدل‬ ‫يقارب ‪ 25‬يف املائة من عدد �سكان اجلمهورية‪ ،‬وتعد‬ ‫تون�س �أهم قطب �سيا�سي واقت�صادي و�إداري يف البالد‪.‬‬ ‫وقد مثلت عرب التاريخ مركزا جتاريا مهما يف املتو�سط‬ ‫واملغرب‪ .‬وقد فتحت على يد القائد العربي ح�سان بن‬ ‫النعمان عام ‪82‬هـ‪701/‬م الذي جعلها قاعدة ع�سكرية‬ ‫بحرية‪ ،‬للحد من هجوم البيزنطيني‪ .‬وقد بناها على‬ ‫�أنقا�ض قرية لوبية قدمية عرفت با�سم “تن�س” وكذلك‬ ‫“تر�شي�ش”‪ ،‬وكان الهدف من �إقامتها يف ذاك الزمن‬ ‫�أن تكون مركزا متقدما حلماية قرطاج‪.‬‬ ‫ورثت تون�س مدينة قرطاج القدمية التي حتولت �إلى‬ ‫قرية �صغرية ومقاطع للحجارة والرخام و�إلى مالحة‬ ‫كبرية‪ ،‬فكانت تون�س �أهم مدينة يف �شمال البالد‬ ‫التون�سية‪ .‬و�إن هيمنت القريوان على الو�سط واجلنوب‬ ‫ف�إن املجال احليوي لتون�س ت�شكل بالأ�سا�س حول منطقة‬ ‫ال�شمال عموما فغنمت تون�س من موقعها ومو�ضعها ومن‬ ‫ثراء منطقتها �سواء من الناحية الفالحية �أو املنجمية‬ ‫�أو احلرفية‪.‬‬

‫حتول جذري مع الدولة الأغلبية‬

‫�شهدت تون�س نه�ضة عمرانية كربى يف القرن التا�سع‬ ‫امليالدي‪ /‬الثالث الهجري يف الع�صر الأغلبي حيث وقع‬ ‫ت�سوير املدينة وبناء اجلامع الأعظم الزيتونة كليا مع‬ ‫الأمري �أبي �إبراهيم �أحمد �سنة ‪ 250‬هــ‪864 /‬م‪ ،‬حتى‬

‫تونس‬ ‫عاصمة الثقافة اإلسالمية‬ ‫لعام ‪2019‬‬ ‫�صار من �أهم املراكز العلمية يف بالد الإ�سالم ولعله من‬ ‫�أهم ما ن�شط يف بالد املغرب ال يقل �أهمية عن م�ساجد‬ ‫القريوان وفا�س وقرطبة‪.‬‬ ‫و ُت َعد تون�س مركزا مهما يف الع�صرين الفاطمي والزيري‬ ‫بعد �سقوط الأغالبة على يد اخلالفة ال�شيعية الفاطمية‬ ‫�سنة ‪ 909‬م و�شهدت تون�س �أي�ضا نه�ضة معمارية‬ ‫توا�صلت مع الزيريني‪ .‬حيث ورثت تون�س عن الع�صر‬ ‫الزيري باخل�صو�ص العديد من امل�ساجد واملباين التي ال‬ ‫تزال قائمة من ذلك الإ�ضافات التي �أدخلت على جامع‬ ‫الزيتونة‪ ،‬ومن بينها رواق البهو وقبة البهو املجنبات‬ ‫وهي �إ�صالحات موثقة بنقائ�ش مكتوبة‪ ،‬كما ين�سب لهم‬ ‫حمام القرانة وم�سجد الأ�شبيلي وغريها من املعامل‪.‬‬

‫تون�س عا�صمة البالد التون�سية والعربية‬

‫لقد �ساهم منو تون�س يف عهد بني خرا�سان يف اختيارها‬ ‫من قبل عبد امل�ؤمن بن علي املوحدي مركزا حلكمه‬ ‫بداية من �سنة ‪ 1159‬م بعدما متكن من دح�ض النورمان‬ ‫امل�سيحيني الذين �سيطروا على البالد �سنة ‪ .1147‬غري‬ ‫�أنها مل ت�صبح العا�صمة الفعلية للبالد �إال بعد �أن �أعلن‬ ‫وايل املوحدين �أبو زكرياء احلف�صي ‪1228‬م‪ 1249-‬م‬ ‫ا�ستقالله عن الدولة املوحدية باملغرب‪ .‬وبذلك تولت‬ ‫قبيلة بني حف�ص وهي قبيلة �أمازيغية م�صمودية احلكم‬

‫يف البالد‪ .‬وقد طور احلف�صيون �أ�سلوب احلكم و�صارت‬ ‫معهم مدينة تون�س �أكرب مركز عمراين يف البالد‬ ‫التون�سية ميتد �سلطانها من طرابل�س غربا �إلى بجاية‬ ‫�شرقا‪.‬‬ ‫بعد �صراع مع الأ�سبان‪� ،‬سيطر العثمانيون على تون�س‬ ‫�سنة ‪ 1574‬م‪ ،‬وبقيت املدينة عا�صمة للإيالة فعرفت‬ ‫مثل بقية البالد التون�سية حكم الوالة العثمانيني ثم‬ ‫حكم البايات املراديني ثم حكم الدولة احل�سينية‪.‬‬ ‫وقد كانت متثل �إحدى �أهم املدن يف بالد املغرب �إلى‬ ‫جانب اجلزائر ومراك�ش وطرابل�س‪ ،‬والكثري من معامل‬ ‫مدينة تون�س و�ضواحيها تعود �إلى الفرتة العثمانية مثل‬ ‫كراكة حلق الوادي وجامع حمودة با�شا وجامع يو�سف‬ ‫داي وجامع ال�صباغني وجامع ح�سني بن علي‪ .‬وكرثت‬ ‫يف العهد احل�سيني املدار�س وانت�شرت الدور الفاخرة‬ ‫التي كانت على ملك �أعيان املدينة وال يزال الكثري من‬ ‫هذه املنازل قائما �شاهدا على ذلك الع�صر املزدهر كما‬ ‫�أحدثت �أ�سواق جديدة‪.‬‬ ‫وبحكم تفتح املدينة على الغرب �شهدت �أكرب‬ ‫الإ�صالحات التي كانت غايتها تع�صري الدولة فت�أ�س�ست‬ ‫مدر�سة باردو احلربية ‪1840‬م واملدر�سة ال�صادقية‬ ‫‪1875‬م وبلدية تون�س ‪1858‬م يف �سنة ‪1881‬م خ�ضعت‬ ‫تون�س للحماية الفرن�سية فطر�أت عليها العديد من‬ ‫التحويرات املعمارية لعل �أهمها �إحداث املدينة‬ ‫الأوروبية ون�شطت بها احلركة الوطنية وبرز بها �أهم‬ ‫قادتها مثل عبد العزيز الثعالبي واحلبيب بورقيبة‬ ‫ومحمود املاطري‪ ،‬وكبار املثقفني الذين حملوا لواء‬ ‫التحرر الوطني مثل الطاهر احلداد و�أبو القا�سم‬ ‫ال�شابي والطاهر ابن عا�شور‪.‬‬

‫لقاء وزير خارجية العراق‬

‫‪40‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون ثقافية‬ ‫حدائق القشلة‪ ..‬متنفس عراقي الستقبال الجمهور والمثقفين أسبوعيا في بغداد‬ ‫بغداد ـ (د ب ا)‬ ‫تكتظ حدائق مبنى الق�شلة �أو ديوان احلكومة‬ التاريخي‬ ‫كل يوم جمعة باملئات من العراقيني لق�ضاء �أوقات من‬ ‫املرح‪ ‬ ،‬وال�شعر‪ ،‬والغناء‪ ،‬واحلوارات االدبية والثقافية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬وب�شكل ملف ‬ت يعك�س حالة من انتعا�ش‬ ‫الأمن واال�ستقرار يف هذا البلد الذي مزقته‬اجلماعات‬ ‫الإرهابية‪‬.‬‬ ‫ويتوافد منذ �ساعات ال�صباح كل يوم جمعة املئات من‬ ‫ف الأعمار ومن مختلف املناطق على‬ ‫العراقيني مبختل ‬‬ ‫حدائق ق�شلة بغداد‪� ،‬أو ت�سمى حديقة‬ ال�سراي‪ ،‬مقر‬ ‫احلكومة العراقية بعد عام ‪ 1851‬خالل حقبة احلكم‬ ‫العثماين‬ وبعدها احلكم الربيطاين ثم احلكم امللكي‬ ‫لق�ضاء �ساعات من املر ‬ح وال�سعادة لال�ستماع �إلى �أغان‬ ‫عراقية قدمية ي�ؤديها مطربون هواة من مختلف‬ الأعمار‬ ‫و�أ�شعار يف م�شهد �آخذ يف التزايد بعد ا�ستقرار الأو�ضاع‬ ‫يف البالد‪‬.‬‬ ‫الأمنية ‬‬ ‫والق�شلة هي مفردة من اللغة الرتكية تعني مقر اجلنود‬ ‫يف عهد الدولة العثمانية‪ ،‬وهناك‬ ‫�أو احل�صن �شيدت ‬‬ ‫عدة �أماكن يف العراق حتمل نف�س اال�سم ‬وتتو�سط‬ ‫حديقتها �ساعة كبرية كانت محط �إعجاب البغداديني‬ ‫ترتفع عموديا‬‪.‬‬ ‫و�إلى جانب هذه امل�شاهد يحر�ص رواد هذه احلديقة‬ ‫على ارتداء �أزياء �شعبية‬ كتقليد لتاريخ بغداد وجتان�س‬ ‫�أبنائها‪ ،‬ف�ضال عن �أن بع�ضهم يحر�ص على ا�صطحاب‬‬ ‫عائلته للم�شاركة وامل�شاهدة لهذه االجواء التي تعك�س‬ ‫ا�ستعادة بغداد‬ لعافيتها و�ألقها‪‬.‬‬ ‫وقال خلدون الطائي (‪53‬عاما) «التواجد يف حدائق‬ ‫الق�شلة �أ�صبح تقليدا �أ�سبوعي ‬ا يتم الإعداد له مبكرا‬ ‫من خالل االت�صال بالأ�صدقاء واملعارف و�أحيانا‬‬ ‫العائلة لق�ضاء �أوقات رائعة والتجوال بني �أروقة املبنى‬ ‫واال�ستئنا�س‬‬ ‫ويحيط مببنى الق�شلة �سوق �شارع املتنبي ال�شهري بتجارة‬ ‫الكتب التي اخذ ‬ت باالت�ساع بعد االطاحة بالرئي�س‬ ‫العراقي الراحل �صدام ح�سني عام ‪ ،2003‬حيث‬‬ ‫تكتظ بعناوين مل ت�شهد لها البالد مثيال منذ ع�شرات‬ ‫ال�سنني حيث يتمتع روا ‬د هذا ال�سوق بالتجول حول‬ ‫الكتب املعرو�ضة على طول ال�شارع‪ ‬.‬كما ت�شهد املقاهي‬ ‫البغدادية التاريخية القريبة من الق�شلة و�أبرزها مقهى‬‬ ‫ال�شابندر والزهاوي والبيت الثقايف البغدادي اكتظاظا‬ ‫كبريا‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪41‬‬


‫شؤؤن ثقافية‬ ‫ضمن سلسلة محاضرات المنظمة‪:‬‬ ‫كاتب يتحدث عن القوة الناعمة والمرزوقي عن التمويل اإلسالمي‬

‫بد�أ الدكتور �سعود كاتب محا�ضرته يوم ‪ 21‬فرباير ‪2019‬‬ ‫باقتبا�س مقولة املفكر �سيمون �آنهولت‪�( :‬إن القوة العظمى‬ ‫التي تكاد تكون الوحيدة املتبقية يف هذا العامل هي الر�أي‬ ‫العام)‪ .‬وت�أتي هذه العبارة التي ذكرها الدكتور كاتب يف‬ ‫�سياق �سل�سلة املحا�ضرات التي تقيمها منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف مقرها يف جدة‪ ،‬و�ضمن جرعات فكرية �شهرية‪،‬‬ ‫قال عنها الأمني العام للمنظمة‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد‬ ‫العثيمني ب�أنها �شحذ مهم و�ضروري لإنعا�ش ذاكرة احل�ضور‬ ‫و�إبقائهم يف دائرة التوا�صل املطلوب مع الفكر واملعرفة‪.‬‬ ‫واملحا�ضرة التي حملت عنوان «الدبلوما�سية العامة وت�أثري‬ ‫القوة الناعمة وتعزيز ال�صورة الذهنية» ركزت على املفهوم‬ ‫من فحوى جتربة الدبلوما�سي ال�سعودي وكيل وزارة ال�ش�ؤون‬ ‫اخلارجية باململكة العربية ال�سعودية للدبلوما�سية العامة‬ ‫والكاتب واملفكر الدكتور �سعود كاتب‪.‬‬ ‫وجاءت املحا�ضرة بتوجيه من الأمني العام‪ ،‬حيث ح�ضرها‬ ‫عدد من املندوبني الدائمني يف املنظمة و�أع�ضاء بال�سلك‬ ‫الدبلوما�سي يف جدة‪ ،‬ومنت�سبو الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ويف تقدميه �شدد الدكتور العثيمني على �أن هذا النوع من‬ ‫املحا�ضرات يهدف �إلى �إثراء احل�ضور باملعرفة‪ ،‬م�شريا يف‬ ‫الوقت نف�سه �إلى انعقاد مهرجان منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫يف القاهرة يف مطلع فرباير احلايل‪ ،‬والذي �شكلت فعالياته‬ ‫�شكال من �أ�شكال القوة الناعمة التي عربت بطرق غري‬ ‫تقليدية عن الواقع املتنوع للعامل الإ�سالمي والذي يختلف‬ ‫عن ال�صورة امل�ش ّوهة‪ ،‬التي حتاول بع�ض اجلهات �إل�صاقها‬ ‫بالدين الإ�سالمي احلنيف‪.‬‬ ‫ويف بداية محا�ضرته ا�ستذكر الدكتور كاتب ما كتبه على‬ ‫�صفحات جريدة املدينة ال�سعودية يف عام ‪ ،2016‬حني قال‬ ‫�إنه «عندما نخفي وجهنا �سري�سمه الآخر كما ي�شاء»‪ ،‬م�شيدا‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫بالتجربة ال�سعودية اجلديدة نحو �إظهار جوانب اململكة‬ ‫امل�شرقة للعامل‪ ،‬باعتبارها �إماطة �إيجابية عما يجهله العامل‬ ‫من تنوع تزخر به البالد‪.‬‬ ‫ولفت الدكتور كاتب �إلى �أن �أوجه القوة الناعمة تختلف ب�شكل‬ ‫كبري بني الأفالم ال�سينمائية �إلى املطبخ‪.‬‬ ‫ولفت املحا�ضر �إلى �أن دورا كبريا تقوم به الدبلوما�سية‬ ‫العامة التي ت�ستند ب�صورة �أ�سا�سية �إلى ال�صورة الإعالمية‬ ‫يف العامل‪ ،‬الفتا �إلى اهتزاز عر�ش ال�صحافة التقليدية‪،‬‬ ‫وظهور الإنرتنت و�شبكات التوا�صل االجتماعي �ضمن ثورة‬ ‫الهاتف اجل ّوال‪.‬‬ ‫وقدّم كاتب �صورة مف�صلة للدبلوما�سية العامة والقوة‬ ‫الناعمة �ضمن عر�ض م�ص ّور (‪،)Power Point‬‬ ‫يف طريقة بدت جديدة وم�ش ّوقة خرجت عن �إطار الإلقاء‬ ‫التقليدي للمحا�ضرات‪.‬‬ ‫وقد �أدار املحا�ضرة �سعادة ال�سفري علي قوطايل‪ ،‬املدير يف‬ ‫�إدارة �ش�ؤون فل�سطني والقد�س بالأمانة العامة للمنظمة‪.‬‬ ‫ويف محا�ضرة للدكتور رجا املرزوقي بعنوان “الدور‬ ‫التنموي للتمويل الإ�سالمي بني الواقع وامل�أمول”‪� ،‬ألقاها‬ ‫يوم ‪ 24‬مار�س ‪ 2019‬يف مقر الأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أكد �أن التمويل الإ�سالمي حقق منذ عام ‪1970‬‬ ‫�إلى الآن‪ ،‬منوا عاليا جتاوز ‪ 20‬يف املائة �سنويا‪ ،‬م�شريا �إلى‬ ‫�أن هناك نحو تريليوين دوالر تدار �ضمن منظومة التمويل‬ ‫الإ�سالمي حول العامل‪.‬‬ ‫و�أكد الدكتور املرزوقي‪� ،‬أ�ستاذ االقت�صاد امل�شارك يف معهد‬ ‫الدرا�سات الدبلوما�سية يف اململكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫امل�ست�شار ال�سابق يف �صندوق النقد الدويل‪� ،‬إن هذا االرتفاع‬ ‫يف حجم الإقبال على التمويل الإ�سالمي ي�أتي يف ظل تفاعل‬

‫امل�ؤ�س�سات الدولية مع هذه املنظومة‪ ،‬م�ؤكدا يف الوقت ذاته‬ ‫�أن الدول التي تتجاهل يف �سيا�ساتها التمويلية االقت�صاد‬ ‫الإ�سالمي تعترب “�أقل فاعلية”‪.‬‬ ‫وت�أتي هذه املحا�ضرة‪ ،‬التي �أدارها ال�سفري حميد �أوبيلريو‪،‬‬ ‫الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية‪� ،‬ضمن �سل�سلة‬ ‫املحا�ضرات ال�شهرية التي تنظمها الأمانة العامة يف مقرها‬ ‫لتعزيز التوا�صل والتثقيف يف مختلف املجاالت التي تعمل‬ ‫فيها منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬عرب ا�ستقطاب اخلرباء‬ ‫واملتخ�ص�صني‪ .‬ونظمت املحا�ضرة بح�ضور امل�س�ؤولني‬ ‫واملنت�سبني �إلى املنظمة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى املندوبني الدائمني‬ ‫لدى املنظمة‪ ،‬والقنا�صل و�أع�ضاء ال�سلك الدبلوما�سي يف‬ ‫جدة وعدد من ال�ضيوف‪.‬‬ ‫و�أو�ضح املرزوقي �أن التمويل الإ�سالمي هو نتيجة طبيعية‬ ‫للطلب املحلي املنبثق من عقيدة املجتمعات الإ�سالمية‪ ،‬حيث‬ ‫ا�ستطاع �أن يفر�ض نف�سه على العامل وي�صبح من �أكرث �آليات‬ ‫التمويل منوا وابتكارا‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن القطاع املايل يف االقت�صاد الإ�سالمي يعالج‬ ‫اخللل يف النظام الر�أ�سمايل على اعتبار �أنه �شريك يف‬ ‫التنمية االقت�صادية من حيث متويل امل�شاريع اجلديدة‬ ‫والقائمة وامل�ساهمة يف تقييم امل�شاريع‪� ،‬إ�ضافة �إلى حتمل‬ ‫املخاطر مع القطاع احلقيقي لالقت�صاد‪ ،‬حيث �أن الأ�صل هو‬ ‫التمويل من خالل امل�شاركة يف اال�ستثمار‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إلى �أن التمويل الإ�سالمي يعمل على رفع كفاءة‬ ‫االقت�صاد عرب التفاعل بني قطاعات االقت�صاد وت�شابكها‬ ‫ب�شكل �أف�ضل‪� ،‬إلى جانب العمل على �إتاحة اخليارات‬ ‫اال�ستثمارية لأفراد املجتمع وتنوعها مبا يتوافق مع ال�شريعة‪،‬‬ ‫وتقليل املخاطر مما يرفع من الكفاءة االقت�صادية‪،‬‬ ‫وتخفي�ض التكاليف التي يتحملها امل�ستثمر امل�سلم بجعل‬ ‫الزكاة جزءا من ال�ضريبة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤؤن ثقافية‬

‫‫الشارقة تحول شوارعها معارض‬ ‫مفتوحة لعشاق الفنون اإلسالمية‬‬ ‫ال�شارقة ـ (د ب ا)‬ ‫من مر ب�شوارع مدينة ال�شارق ‬ة الإماراتية‪ ،‬خالل الفرتة ‪19‬‬ ‫دي�سمرب ‪� 2018‬إلى ‪ 19‬يناير ‪ ،2019‬ر�آها وقد حتولت �إلى‬ ‫متحف مفتوح للفنو ‬ن الإ�سالمية‪ ...‬جم�سمات مل�آذن وقباب‪،‬‬ ‫جداريات للخط العربي‪ ،‬لوحات لآيا ‬ت قر�آنية‪ ،‬م�شغوالت‬ ‫خ�شبية ومعدنية وزخارف م�ستمدة من الفن الإ�سالمي‪‬.‬‬ ‫فنانون قدموا من مختلف �أنحاء العامل‪ ،‬يتناف�سون على مدار‬ ‫‪ 30‬يوما‪ ،‬يف نح ‬ت قطع فنية‪ ،‬ولوحات وجداريات يف �شوارع‬ ‫ال�شارقة �ضمن مهرجان الفنو ‬ن الإ�سالمية الذي تقيمه‬ ‫الإمارة كل عام‪‬.‬‬ ‫ونظمت الدورة ‪ 55‬معر�ض ًا و‪ 144‬ور�شة فنية‪ ‬ ،‬ومت عر�ض‬ ‫‪ 11‬فيلما لتجارب فنية متنوعة‪� ،‬إلى جانب تنظيم دورات‬ ‫تدريبية‬ متخ�ص�صة يف اخلط العربي لع�شاقه‪‬.‬‬ ‫و�أبدى �سائحون وزوار لإمارة ال�شارقة اعجابهم ال�شديد‬ ‫باجلداريات الفنية‬ واللوحات التي تزين �شوارع الإمارة‪،‬‬ ‫وتغطي �أكرث من ‪ 6‬مواق ‬ع فنية رئي�سية‪ ،‬منها متحف ال�شارقة‬ ‫للفنون‪ ،‬وواجهة املجاز املائ ّية‪ ،‬ومركز‬ مرايا للفنون‪‬.‬‬ ‫ويتابع‪ :‬مت اختيار عنوان (�أفق) �شعارا للدورة احلالية‪،‬‬ ‫لرغبة �إدارة‬ املهرجان يف االبتعاد عن املبا�شرة‪ ،‬وفتح‬ ‫املجال للفنانني امل�شاركني‬ للتعبري عن �إبداعاتهم دون‬ ‫حدود‪ ‬.‬و�أ�ضاف الق�صري»ا�ستقطبت الدورة احلالية نخبة‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫من الفنانني العامليني م ‬ن مختلف انحاء العامل‪ ،‬من بينها‬ ‫الربازيل وفرن�سا واليابان واململكة‬ املتحدة‪ ،‬وال�سعودية‬ ‫وم�صر لتقدمي عرو�ض ب�صرية و�أعمال فنية من اجلداريات‬‬ ‫والزخارف التي تعك�س �إبداعاتهم الفنية وتربز عوامل ب�صرية‬ ‫م�شغولة يف حلظة‬ �إبداعية ت�ستند �إلى اخليال واحلد�س لدى‬ ‫الفنان‪ ،‬م�شريا �إلى �أن املعار�ض‬ الفردية واجلماعية امل�شاركة‬ ‫املهرجان جنحت يف املزج بني روح ال�ضوء وروعة‬ الألوان‬ ‫ورمزية ال�صوت‪‬.‬‬ ‫ومن املعار�ض التي نظمها مهرجان الفنون الإ�سالمية‪،‬‬ ‫معر�ض «خريطة الطريق‬ �إلى الكنز اخلفي» للفنان امل�صري‬ ‫الربيطاين الدكتور �أحمد م�صطفى‪ ،‬الذي ي�ضم‬ ‪12‬عم ًال‬ ‫فني ًا‪ ،‬من بينها عمل جداري بعنوان «الإ�سراء واملعراج وما‬ ‫بعد‬ �سدرة املنتهى»‪ ،‬ولوحات م�ستوحاة من �آيات القر�آن‬ ‫الكرمي‪ ،‬متتزج فيها‬ الألوان متموجة مع حروف الآيات‬ ‫القر�آنية‪ ،‬بان�سيابية وب�أ�شكال هند�سية‪‬.‬‬ ‫ويعر�ض م�صطفى �أعماال م�ستوحاة من حديث الر�سول‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم عن �أ�سماء‬ اهلل احل�سنى‪ ،‬كما يعر�ض‬ ‫�أعماال تعك�س جمال اخلط العربي بالغو�ص يف روح‬ الآيات‬ ‫القر�آنية‪ ،‬والتعبري عن ذلك باللون واحلرف يف تناغم وقوة‪‬.‬‬ ‫وينظم املهرجان‪ ،‬للمرة الأولى‪ ،‬ملتقى خلطاطات اخلليج‪،‬‬ ‫بالتعاون مع جمعي ‬ة الإمارات لفن اخلط العربي والزخرفة‬

‫الإ�سالمية‪ ،‬ت�شارك فيه ‪ 21‬خطاطة من‬ الإمارات‪ ،‬والكويت‪،‬‬ ‫وال�سعودية‪ ،‬والبحرين‪ ،‬و�سلطنة عمان‪‬.‬‬ ‫وتقول �إدارة املهرجان �إنها تنظم امللتقى لت�سهم يف دعم‬ ‫املبدعات يف فنون‬ اخلط العربي‪ ،‬وعر�ض �إبداعاتهم على‬ ‫جمهور كبري من �سكان الإمارات وجمهور‬ املهرجان من‬ ‫مختلف �أنحاء العامل‪‬.‬‬ ‫�أما منطقة قلب ال�شارقة الرتاثية والتاريخية فنب�ضت‬ ‫بلم�سات الفنان ‬ة ال�سعودية زهرة الغامدي‪ ،‬التي قدمت عملها‬ ‫الفني «دائرة االعتدال» الذي‬ حول الزخارف الإ�سالمية �إلى‬ ‫لغة جتريدية‪‬.‬‬ ‫وتقول الغامدي‪ :‬يربز العمل الزخارف الدائرية التي تعد‬ ‫من �أكرث الزخارف‬ الهند�سية و�ضوحا‪ ،‬ومتثل قر�ص ال�شم�س‪،‬‬ ‫وي�سلط العمل ال�ضوء على خ�صائ�ص الزخارف‬ الإ�سالمية‬ ‫كاالتزان واالمتداد والت�شعب والتكرار والت�شابك‪‬.‬‬ ‫وا�ست�ضاف مركز مرايا للفنون مبنطقة الق�صباء‪ ،‬معر�ض‬ ‫«كل يف فلك ي�سبحون» للفنانة الفل�سطينية دانة عورتاين‬ ‫الذي ي�ضم �سل�سلة من الأعمال الفنية منها‬ عملها املعنون‬ ‫بـ»احلب �شريعتي» اعتمدت فيه على التطريزات الثمانية‬ ‫املعلق ‬ة ذات النقو�ش املعقدة واملتقنة التي ا�ستلهمتها من‬ ‫الق�صائد ال�شعرية لل�شاعر‬ بن عربي‪ ،‬ليج�سد العمل الفني‬ ‫�شكال من ا�شكال الت�أمل بلغة ب�صرية‪‬.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪43‬‬


‫شؤؤن ثقافية‬

‫القزدارة في ليبيا‬‬‪..‬‬

‫خطر االنقراض‬‬‬

‫‪44‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤؤن ثقافية‬ ‫طرابل�س ــ (د ب ا)‬ ‫كانت �أ�صواتها ُت�سمع من ميدان ال�شهداء‬ و�سط طرابل�س‪ ،‬تلك املطارق وهي تهوي على �صفائح النحا�س‪ ،‬تهيئها حتف ً‬ا‬ ‫و�أواين جميلة‪ ،‬للأزاميل الرقيقة التي َت ْر ُ�سم على �صفحتها �أجمل الزخارف‬‬ ‫‫‪ ...‬هكذا كان احلال عرب ع�صور‪ ،‬قبل �أن تتبدّل الأو�ضاع يف ركن من طرابل�س‬ القدمية‪�« :‬سوق القزدارة» هو �سوق‬ ‫لت�صنيع وبيع منتجات النحا�س والف�ضة‪�ُ ،‬س ِّمي «القزدارة» ِن�سب ‬ة لطالء الأواين النحا�سية بالق�صدير «القزدير كما‬ ‫ي�سميه الليبيون»‪‬‬‬.‬‬ ‫يقع ال�سوق داخل �أ�سوار املدينة القدمية بطرابل�س‪ ،‬خلف مبنى م�صرف ليبيا‬ املركزي عند مدخل برج ال�ساعة‪ ،‬وهو ال‬ ‫حد قريب مق�صد ًا لل�س ّياح‪‬.‬‬ ‫زال �إلى اليوم �أحد معامل طرابل�س‬ ال�ضاربة يف ال ِقدم‪ ،‬وكان �إلى ٍ‬ ‫النحا�سون �أن تاريخ ال�سوق يعود للع�صر العثماين الأول‪ ،‬قبل �أن‬ يزدهر �أيام «الأ�سرة القرمانلية» (‪- 1711‬‬ ‫‫يرجح ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ، )1835‬وا�ستمر �إلى العهد‬ العثماين الثاين واالحتالل الإيطايل‪� ،‬إلى نهاية ع�صر اململكة الليبية حني‬ اك ُت ِ�شف النفط‪،‬‬ ‫ومع رواج �صادراته وامتالء خزائن الدولة من عائداته �إبان‬ حكم معمر القذايف اجته �أغلب الليبيني يف املدن �إلى �شغل‬‬ ‫الوظائف احلكومية و َت ْر ِك املهارات احلرفية العديدة التي كانوا‬‬ ‫‫يتقنونها‪ِ ،‬قلة فقط ا�ستمرت ونقلت ما تع ّلمت وابتكرت‪ ،‬فيما اندثرت ِمهن‬ طواها الزمن‪ ،‬و�ش َغل �أخرى حرفيون �أجانب‪‬‬‬‬‬.‬‬ ‫القزدارة هو �أحد الأ�سواق التي ا�ستمرت فيها احلياة ولو بتع ٍرث حتى‬ اللحظة‪ ،‬وال �أحد يدري �إلى متى �سي�صمد‪ ،‬فبعد‬ ‫�أن كان مكتظ ًا بور�ش ال�صناعة‬ ودكاكني التجارة‪� ،‬صار جزء ًا من زقاق يحمل �إرثا وذكريات املكان ‪ ...‬فماذ ‬ا يتوقع‬ ‫�صباح ي�شرع �أحدهم‬ ويُدعى مختار رم�ضان‬ ‫النحا�سون؟‬ يبدو �أن بع�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫النحا�سني ال يحبون حلظات الوداع‪ ،‬فكل ٍ‬ ‫النحاي�سي كعادته مع �أخيه مبكر ًا يف �إيقاد الفرن‬ وت�سخني النحا�س �أو الف�ضة‪ ،‬متهيد ًا ملعزوفة الطرق �أو اللحام‪ ،‬والنق�ش‬ ‫�أو‬ الطالء‪‬.‬‬ ‫ونحا�سون �آخرون باقون يف ال�سوق نوعني من �أ�شغال النحا�س �أ ‬و الف�ضة‪ ،‬بع�ضها يتعلق ب�صناعة وترميم � ِأه َّلة‬ ‫ينتج مختار ّ‬ ‫م�آذن امل�ساجد والتحف‬ والإك�س�سوارات املختلفة‪ ،‬والآخر بالقدور و�أواين الطهي واملهاري�س‬ والأباريق اخلا�صة ب�إعداد‬ ‫ال�شاي والقهوة‪ ،‬ورغم املخاطر التي قد حت ُّد من‬ ا�ستمراره‪ ،‬الزال ال�سوق ي�ستقبل �شباب �صغار‪ ،‬كـعبداهلل م�سعود‬ ‫ف‫البالد االقت�صادية ال�صعبة هي التي دفعت به لتعلم �صنعة النحا�س‬ ‫الإحيول ال�شاب الع�شريني الذي يقول �إن «ظرو ‬‬ ‫قبل �سبعة‬ �أ�شهر»‪ ،‬يقوم عبداهلل رفقة طالب الثانوية ذي ال�ستة ع�شر �أحمد محيرّ بتلميع وتنظيف �أواين وحتف النحا�س‬ ‫يف املقابل‬ ‫والف�ضة وال�ستانلي�س �ستيل‪ ،‬وي�شتكي �أحمد من ق ّلة املردود‪ ،‬وعبداهلل «من املجهود البدين املرهق‪ ،‬و ُت�شعره ‬‬ ‫�أجواء ال�سوق بالراحة»‪‬‬‬.‬‬ ‫النحا�سني ال ُقدامى مختار الكثري من القلق‪ ،‬هو ينظر �إلى املكان بزاوية‬ ‫يف ور�شته مبنت�صف ال�سوق‪ ،‬يبدي �سليل عائلة ّ‬ ‫خا�صة‪ ،‬يقول‬ «هي عادة وتقليد متوارث لدينا ولي�ست جمرد ِحرفة‪ ،‬وما يقلقني �أن ي�صبح‬ ال�سوق جم ّرد ذكرى مع �صورة‬ ‫النحا�سون والناق�شون ممن‬ توفاهم اهلل‪� ،‬أو من تركوه واجتهوا ملهن �أخرى نتيجة ارتفاع �أ�سعار املواد‬‬ ‫على حائط‪ ،‬فقد ق ّل ّ‬ ‫اخلام‪ ،‬وبالتايل ارتفاع �أ�سعار املنتجات وقلة الطلب‪...‬احلكومات املتعاقبة‬ ال يزيد التفاتها لل�سوق عن زيارات تفقدية‪،‬‬ ‫واخلطر الأكرب الذي داهم‬ املكان م�ؤخر ًا وينذر بالقا�ضية‪ ،‬ي�أتي من مدخل القزدارة‪ ،‬عند �سوق العمالت‬‬ ‫‫ال�سوداء املجاورة التي بعد �أن غ ّلت الأ�سعار والتهمت االقت�صاد‪ ،‬تريد �أ ‬ن حتلي الوجبة الد�سمة بور�ش ومحالت النحا�س»‪‬‬‬.‬‬ ‫النحا�سني من انقرا�ض‬ ‫الناظر يف حال �سوق العملة ال�سوداء املوازية‪� ،‬أو «�سوق املُ�شري» كما‬ ُت�س ّمى‪ ،‬ي�صدّق مخاوف ّ‬ ‫�صنعتهم‪ ،‬فما �أن تقرتب من برج‬ ال�ساعة؛ حتى يهولك ازدحام التجار وامل�ضاربني وامل�شرتين يف جتمعات ب�ساح ‬ة ال�سوق‬ ‫�أو داخل املحالت‪ ...‬عربات يدوية كثرية جتوب الأزقة ال�ضيقة‪ ،‬جتر‬‬ ‫ً‬ ‫‫�أكيا�س ًا �سوداء مليئة بالنقود‪ ،‬عمليات بيع و�شراء باملاليني ومبختلف‬ العمالت تتم يوميا م�ستغلة فرق �سعر �صرف الدينار‬ ‫الليبي «الر�سم ‬ي واملوازي» الذي و�صل �سابق ًا �إلى �سبعة �أ�ضعاف ويتغري ب�شكل م�ستمر ارتفاع ً‬ا وانخفا�ضا ب�أرقام غري‬ ‫والتو�سع فيه عرب �شراء �أو ت�أجري املحالت املجاورة‪ ،‬وال‬ ‫م�سبوقة ‪« ...‬لقد �سال لعاب ّ‬ ‫التجار وتهافتوا على‬ دخول ال�سوق ّ‬ ‫فري�سة‬ �أ�سهل من �صاحب ور�شة نحا�س قدمية مل تعد تدر ربح ًا جمزي ًا»‪‬‬‬.‬‬ ‫يخف التاجر ال�شاب حبه ملعامل طرابل�س‪ ،‬وخ�شيته على تغيري مالمحها‬ الرتاثية‪ ،‬ولكنه يرى �أن «ا�ستمرار كل الأ�سواق‬ ‫مل ِ‬ ‫القدمية �إلى الأبد م�ستحيل ‬‪ ،‬و�أن قوانني التطور االقت�صادي تتيح البقاء ملن ي�ستطيع البقاء»‪‬.‬‬ ‫ّ‬ ‫‫�أو �أحد املعلمني القدماء تعك�س ثقافة تلك الأيام‪� ،‬إن فرحتي بتجديد تل ‬ك القطعة تفوق فرحة جتار العملة مبكا�سبهم‪،‬‬ ‫وفرحة الزبون عند ر�ؤية حتفته‬ العتيقة وقد عادت له احلياة»‪‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫‬‬‬‬‬‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪45‬‬


‫شؤون األسرة‬

‫العثيمين يؤكد على أهمية استراتيجية المنظمة‬

‫بشأن تحسين الرفاه للمسنين‬ ‫عقدت منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬بالتعاون مع �شركائها‬ ‫الإقليميني والدوليني‪ ،‬ور�شة عمل لإقرار خطة العمل من‬ ‫�أجل رفاه كبار ال�سن يف الدول الأع�ضاء‪ ،‬يومي ‪ 24‬و‪ 25‬يناير‬ ‫‪ ،2019‬يف نيامي‪ ،‬عا�صمة جمهورية النيجر‪.‬‬ ‫جاءت ور�شة نيامي يف �أعقاب االجتماع الذي عقد يف مقر‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف جدة‪ ،‬يف ‪� 24‬أبريل ‪،2018‬‬ ‫حول و�ضع خطة عمل لرفاهية امل�سنني يف الدول الأع�ضاء‬ ‫كفيلة مبعاجلة التحديات التي يواجهها امل�سنون يف العامل‬ ‫اال�سالمي‪ .‬وناق�ش امل�شاركون التحديات التي تفر�ضها‬ ‫ال�شيخوخة و�سبل و�ضع �سيا�سات وبرامج للتخفيف من الآثار‬ ‫ال�سلبية لل�شيخوخة من �أجل �ضمان رفاه كبار ال�سن‪ ،‬وحت�سني‬ ‫حمايتهم واحلفاظ على كرامتهم‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫وتهدف الور�شة �إلى ت�شجيع �صناع القرار يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي على قيا�س التحوالت‬ ‫الدميوغرافية يف ال�سنوات املقبلة من �أجل حتديد الآثار‬ ‫االجتماعية والبيئية وال�صحية واالقت�صادية وتبادل املعرفة‬ ‫واملعلومات واخلربة من خالل التعاون البيني يف نطاق‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد خاطبت الور�شة وزيرة ال�سكان يف جمهورية النيجر‪،‬‬ ‫ال�سيدة �أمادو اي�ساتو مايجا و�ألقت ممثلة الأمني العام‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬كلمة بح�ضور ال�سيدة الأولى‬ ‫جلمهورية النيجر لال مليكة عي�سوفو و�أمام حزمة وا�سعة من‬ ‫ممثلي الدول الأع�ضاء امل�شاركني يف ور�شة العمل‪.‬‬ ‫�أكدت وزيرة ال�سكان يف جمهورية النيجر‪ ،‬الدكتورة مايجا‪،‬‬

‫يف كلمتها‪ ،‬على اجلهود التي تبذلها جمهورية النيجر‬ ‫لتح�سني الظروف املعي�شية للم�سنني‪ ،‬والذين ميثلون ‪ 4.4‬يف‬ ‫املائة من �سكان النيجر‪ .‬كما تطرقت الوزيرة �إلى احلاجة‬ ‫امللحة لو�ضع خطة عمل م�شرتكة لتعزيز رفاهية امل�سنني يف‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫يف كلمته التي �ألقتها ال�سيدة مهلة طالبنا‪ ،‬املديرة العامة‬ ‫لل�ش�ؤون الثقافية واالجتماعية والأ�سرة يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪� ،‬أعرب الأمني العام الدكتور يو�سف العثيمني عن‬ ‫ثقته الكاملة يف �أن ا�سرتاتيجية منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ب�ش�أن حت�سني الرفاه للم�سنني‪ ،‬مبجرد ترجمتها �إلى خطة‬ ‫عمل‪� ،‬ستوفر اخلطوط الإر�شادية ذات ال�صلة للدول‬ ‫الأع�ضاء لتعزيز �آلياتها الوطنية اخلا�صة على م�ستويات‬ ‫التعزيز االجتماعي والدعم االقت�صادي والرعاية ال�صحية‬ ‫للم�سنني‪.‬‬ ‫و�أكد العثيمني �أن اجلهود املبذولة حتى الآن ملواجهة حتديات‬ ‫ال�شيخوخة يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ال تزال محدودة وتتطلب �إجراءات �إ�ضافية وتدابري عملية‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬ف�إن ور�شة نيامي هي خطوة مهمة �ستتبعها خطوات‬ ‫�إ�ضافية لتطوير تنفيذ ا�سرتاتيجية منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫لأف�ضل املمار�سات يف الدول الأع�ضاء وم�ؤ�س�سات منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي ذات ال�صلة لتعزيز ال�سيا�سات اجلديدة‬ ‫ل�ضمان رفاهية امل�سنني‪ .‬و�أ�ضاف �أن التحول الدميوغرايف يف‬ ‫العامل اال�سالمي �سيلقي بظالله على حتوالت اخرى ثقافية‬ ‫واقت�صادية يف غاية الأهمية �إزاء قدرة االبناء والأ�سر على‬ ‫امت�صا�ص ال�شيخوخة‪ ،‬الأمر الذي ي�ستوجب زيادة دور‬ ‫الدول الأع�ضاء يف تقدمي الدعم للم�سنني يف جمتمعاتهم‪،‬‬ ‫ويف نهاية املطاف اتخاذ �إجراءات �سيا�سية متما�سكة وفعالة‬ ‫وذات �أ�سا�س جيد للتخطيط وف ًقا لتوقعات ال�شيخوخة‬ ‫القادمة يف عدد كبري من دول املنظمة‪.‬‬ ‫و�أفاد العثيمني �أن كبار ال�سن لديهم �إمكانات كبرية‬ ‫للم�ساعدة يف حتقيق التنمية امل�ستدامة يف الدول الأع�ضاء‬ ‫بالنظر �إلى مخزونهم من املعرفة واخلربة واملهارات‪ ،‬م�شريا‬ ‫�إلى �أن �إهمال هذه ال�شريحة املهمة من املجتمع ودون مواجهة‬ ‫التحديات التي تواجهها ي�شل حتقيق التنمية امل�ستدامة يف‬ ‫العامل الإ�سالمي‪ ،‬لذلك من ال�ضروري و�ضع اال�سرتاتيجيات‬ ‫واتخاذ الإجراءات ال�سيا�سية لتح�سني الظروف املعي�شية‬ ‫لكبار ال�سن‪.‬‬ ‫كما �أكد الأمني العام �أن ور�شة نيامي خطوة عملية وفر�صة‬ ‫ذهبية لتبادل وجهات النظر حول �أحدث ال�سبل ل�ضمان‬ ‫رفاهية امل�سنني يف العامل‪ ،‬وتعزيز حمايتهم واحلفاظ على‬ ‫كرامتهم‪ ،‬كدليل على االعرتاف مبكانتهم اخلا�صة وعرفان‬ ‫باجلهود املقدرة التي بذلوها يف بناء بلدانهم‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تدعو إلى إزالة الحواجز‬

‫لتمكين المرأة وتوفير المزيد من الفرص‬ ‫مبنا�سبة �إحياء اليوم العاملي للمر�أة يف ‪ 8‬مار�س من كل عام‪،‬‬ ‫�أكد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور يو�سف‬ ‫بن �أحمد العثيمني �أن دعم دور املر�أة يف تنمية املجتمع‬ ‫و�إبراز م�ساهماتها يف مختلف املجاالت‪ ،‬واالرتقاء بو�ضع‬ ‫املر�أة يف �ضوء ال�صعوبات والتحديات التي تواجهها يف �سبيل‬ ‫احل�صول على حقوقها التي كفلتها الأنظمة هي من �أولويات‬ ‫عمل منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫و�أ�شار العثيمني �إلى �أن التحديات التي تواجهها املر�أة يف‬ ‫العديد من الدول الأع�ضاء‪ ،‬هي نتيجة عدم اال�ستقرار‬ ‫واحلروب والنزاعات امل�سلحة‪� ،‬إلى جانب �ضعف م�شاركة‬ ‫املر�أة امل�شاركة الفاعلة يف �صناعة القرار‪ ،‬وهي من العقبات‬ ‫التي تواجه املر�أة وحتول دون ح�ضورها الف ّعال يف امل�سار‬ ‫التنموي يف بع�ض املجتمعات‪.‬‬ ‫ودعا الأمني العام الدول الأع�ضاء �إلى املزيد من اجلهود‬ ‫والتعاون لتعزيز م�شاركة املر�أة يف كافة املجاالت‪ ،‬كما تقدّر‬ ‫املنظمة اجلهود احلثيثة للدول الأع�ضاء يف هذا االجتاه‪.‬‬ ‫كما �أ�شار �إلى �أن حتقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة تتطلب‬ ‫العدالة‪ ،‬ال �سيما يف �أنظمة احلماية االجتماعية واحل�صول‬ ‫على اخلدمات العامة‪ ،‬وحث على و�ضع �أ�ساليب مبتكرة لإزالة‬ ‫احلواجز التي حتول دون متكني املر�أة والعمل على توفري‬ ‫املزيد من الفر�ص لها خا�صة يف جمال العلوم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫ويف هذا الإطار �أ�صدرت الدورة ال�سابعة مل�ؤمتر منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي الوزاري حول املر�أة قرارات تدعو �إلى‬ ‫تعزيز تدري�س العلوم والتكنولوجيا والهند�سة والريا�ضيات‬ ‫للمر�أة‪ ،‬وتفعيل دور املر�أة يف ت�سوية النزاعات وتعزيز‬ ‫ال�سلم االجتماعي‪ ،‬و�إلى متكني املر�أة �سيا�سي ًا‪ ،‬واقت�صادي ًا‪،‬‬ ‫واجتماعي ًا‪ ،‬و�إلى حماية املر�أة من �أ�شكال العنف كافة‪.‬‬ ‫ووجه الأمني العام التحية للن�ساء يف كافة �أنحاء العامل‬ ‫مبنا�سبة اليوم العاملي للمر�أة‪ ،‬وب�شكل خا�ص املر�أة يف مناطق‬ ‫النزاعات والأزمات واحلروب‪ ،‬وخ�ص بالذكر املر�أة يف‬ ‫فل�سطني املحتلة‪ ،‬ويف �سوريا‪ ،‬واليمن ونيجرييا‪ ،‬وال�صومال‪،‬‬ ‫وغريها من الدول الأع�ضاء‪ ،‬ويف مخيمات الروهينجيا‪،‬‬ ‫ودعا املجتمع الدويل لتكثيف اجلهود للتخفيف من معاناة‬ ‫الن�ساء والأطفال والفئات املهم�شة‪.‬‬ ‫وجدد العزم على موا�صلة منظمة التعاون الإ�سالمي �سعيها‬ ‫لتنفيذ خطة املنظمة من �أجل النهو�ض باملر�أة (�أوباو)‪ ،‬ودعا‬ ‫الدول الأع�ضاء التي مل ت�صادق بعد على النظام الأ�سا�سي‬ ‫ملنظمة تنمية املر�أة بالإ�سراع يف ا�ستكمال �إجراءات‬ ‫امل�صادقة باعتبارها �آلية رئي�سة ملتابعة تنفيذ اخلطة‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان تدعو �إلى تكاف�ؤ‬ ‫الفر�ص‬ ‫من جهتها دعت الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان‬ ‫التابعة ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬طبقا ملو�ضوع «اليوم‬ ‫العاملي للمر�أة ‪� »2019‬إلى �إزالة جميع احلواجز الهيكلية‬ ‫ل�ضمان �سد الفجوة الرقمية بني اجلن�سني‪ .‬كما �شجعت على‬ ‫ا�ستخدام الو�سائل املبتكرة القائمة على التكنولوجيا لتعزيز‬ ‫فر�ص الن�ساء والفتيات‪ ،‬ومتكينهن من اال�ستغالل الكامل‬ ‫لإمكانياتهن وامل�ساهمة ب�شكل فعال يف التنمية امل�ستدامة‬ ‫ملجتمعاتهن املختلفة‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬شددت الهيئة على �أن الإ�سالم �أ�س�س‬ ‫لعالقة تكاملية بني الرجال والن�ساء من خالل �إقرار احلقوق‬ ‫والواجبات‪ ،‬ودعت �إلى �إر�ساء مبد�أ تكاف�ؤ الفر�ص‪ ،‬ال �سيما‬ ‫يف جمال توفري التعليم اجليد والرعاية ال�صحية واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ‬ ‫اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨ�ﺴﺎء واﻟﻔﺘﻴﺎت‪ ،‬بغية متكينهن من امل�ساهمة‬ ‫ب�شكل فعال ﻲﻓ ﺑﻨﺎء جمتمعات �سلمية ومتما�سكة‪ .‬كما‬ ‫ذكرت الهيئة يف هذه املنا�سبة الهامة‪ ،‬ب�أن التمييز القائم‬ ‫على �أ�سا�س اجلن�س محظور مبوجب املعاهدات الأ�سا�سية‬

‫حلقوق الإن�سان‪ ،‬مبا فيها املادة ‪ 3‬امل�شرتكة يف العهد الدويل‬ ‫اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية والعهد الدويل اخلا�ص‬ ‫باحلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬اللذان ين�صان‬ ‫على �ضمان امل�ساواة بني الرجال والن�ساء فيما يتعلق بالتمتع‬ ‫بجميع احلقوق‪.‬‬ ‫اجلدير بالذكر �أن الهيئة‪ ،‬منذ �إن�شائها‪ ،‬تويل الأولوية حلقوق‬ ‫املر�أة باعتبارها عن�صرا �أ�سا�سيا يف جماالت عملها‪ .‬ولذلك‬ ‫�شاركت بانتظام يف دورات جلنة الأمم املتحدة املعنية بو�ضع‬ ‫املر�أة ويف غريها من امل�ؤمترات الوزارية ب�ش�أن دور املر�أة‬ ‫يف التنمية‪ ،‬م�ساهمة بذلك يف تعزيز عملية التنفيذ الكامل‬ ‫والفعال حلقوق املر�أة املحمية مبوجب االلتزامات الدولية‪.‬‬ ‫وتعمل الهيئة حاليا على ا�ستعرا�ض �إعالن القاهرة حلقوق‬ ‫الإن�سان يف الإ�سالم وعهد منظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن‬ ‫حقوق الطفل يف الإ�سالم‪ ،‬حيث �سرتكز ب�شكل خا�ص على‬ ‫حماية وتعزيز حقوق املر�أة والطفلة‪.‬‬ ‫وبالإ�شارة �إلى الفر�ص والإمكانيات التي توفرها‬ ‫التكنولوجيات احلديثة للمعلومات واالت�صاالت‪� ،‬شددت‬ ‫الهيئة على احلاجة �إلى ا�ستخدامها كو�سيلة لتمكني الن�ساء‬ ‫والفتيات عرب �إن�شاء املوارد قليلة التكلفة على الإنرتنت‬ ‫بق�صد تعزيز وعيهن بحقوقهن‪ ،‬ف�ضال عن اكت�ساب‬ ‫املعرفة واملهارات الالزمة‪ .‬كما اعتربت الهيئة الو�صول �إلى‬ ‫التكنولوجيات احلديثة للمعلومات واالت�صاالت والتحكم‬ ‫فيها وا�ستخدامها من الأدوات الفعالة لتحقيق امل�ساواة‬ ‫والإن�صاف بني اجلن�سني‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ت�ؤثر ب�شكل �إيجابي على‬ ‫حق املر�أة يف امل�شاركة يف احلياة الثقافية والتمتع بفوائد‬ ‫التقدم العلمي‪ ،‬مبا يف ذلك �أعلى معايري ال�صحة اجل�سدية‬ ‫والعقلية التي ميكن حتقيقها‪.‬‬ ‫و�شددت الهيئة على احلاجة �إلى اعتماد وتنفيذ قوانني‬ ‫و�سيا�سات وطنية �شاملة تقوم على احرتام احلقوق‪،‬‬ ‫والتي ت�شجع الطالبات على انتهاج م�ستقبل وظيفي يف‬ ‫املجاالت العلمية التطبيقية‪ ،‬مبا فيها العلوم والتكنولوجيا‬ ‫والهند�سة والريا�ضيات والتكنولوجيات احلديثة للمعلومات‬ ‫واالت�صاالت‪ ،‬وذلك عرب مبادرات متكاملة‪ .‬كما �أ�ضافت‬ ‫�أن مثل هذه التدابري قد ت�شمل تخ�صي�ص ح�ص�ص ثابتة‬ ‫للن�ساء‪ ،‬والإعفاءات ال�ضريبية وغريها من احلوافز الأخرى‬ ‫التي ميكن ا�ستخدامها لتعزيز متثيل املر�أة وم�شاركتها يف‬ ‫الأدوار ذات ال�صلة بالتكنولوجيا‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪47‬‬


‫شؤون األسرة‬

‫اجتماع لـ «التعاون اإلسالمي» في األمم المتحدة‬

‫يقترح تدابير ملموسة لتعزيز قدرات النساء‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف الدورة الثالثة وال�ستني‬ ‫للجنة الأمم املتحدة املعنية بو�ضع املر�أة‪ ،‬واملنعقدة يف مقر‬ ‫الأمم املتحدة بنيويورك يف الفرتة من ‪� 11‬إلى ‪ 22‬مار�س‬ ‫‪ ،2019‬والتي ناق�شت مختلف الق�ضايا املتعلقة بتعزيز‬ ‫امل�ساواة بني اجلن�سني ومتكني املر�أة‪.‬‬ ‫وجلنة الأمم املتحدة املعنية بو�ضع املر�أ ِة هي الهيئةُ‬ ‫احلكومي ُة الدولية الرئي�سة املعنية ح�صري ًا بتعزيز امل�ساواة‬ ‫بني اجلن�سني ومتكني املر�أة‪.‬‬ ‫وقد �أكدت اللجنة جمددًا‪ ،‬يف جملة �أمور‪ ،‬االلتزامات‬ ‫بامل�ساواة بني اجلن�سني ومتكني جميع الن�ساء والفتيات‪،‬‬ ‫وهي االلتزامات التي مت �أخذها خالل م�ؤمترات قمة‬ ‫الأمم املتحدة وامل�ؤمترات ذات ال�صلة‪ ،‬مبا يف ذلك امل�ؤمتر‬ ‫الدويل لل�سكان والتنمية وبرنامج عمله والوثائق اخلتامية‬ ‫ال�ستعرا�ضاته‪ .‬و�أعاد املندوبون الت�أكيد على �أن اتفاقية‬ ‫الق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز �ضد املر�أة‪ ،‬واتفاقية‬ ‫حقوق الطفل والربوتوكوالت االختيارية امللحقة بها‪ ،‬وكذلك‬ ‫االتفاقيات واملعاهدات الأخرى ذات ال�صلة‪ ،‬توفر �إطارًا‬ ‫قانون ًيا دول ًيا وحزمة �شاملة من التدابري الكفيلة بتحقيق‬ ‫امل�ساواة بني اجلن�سني‪ ،‬ومتكني جميع الن�ساء والفتيات‪،‬‬ ‫ومتت ِع جميع الن�ساء والفتيات‪ ،‬طوال حياتهن‪ ،‬بجميع حقوق‬ ‫الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية ب�شكل كامل وعلى قدم امل�ساواة‬ ‫مع الرجال‪.‬‬ ‫وعلى هام�ش اجتماع جلنة و�ضع املر�أة‪ ،‬عقدت منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وبوركينا فا�سو حدث ًا رفيع امل�ستوى يوم ‪13‬‬ ‫مار�س ‪ .2019‬و�شارك يف تنظيم هذا احلدث البعثة الدائمة‬ ‫ملنظمة التعاون الإ�سالمي لدى الأمم املتحدة وحكومة‬ ‫‪48‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫بوركينا فا�سو ب�صفتها رئي�سة الدورة ال�سابعة للم�ؤمتر‬ ‫الوزاري ملنظمة التعاون الإ�سالمي املعني بدور املر�أة يف‬ ‫تنمية الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وكان الهدف الرئي�سي من هذا احلدث هو تبادل اخلربات‬ ‫بني اجلهات الفاعلة واخلرباء من الدول الأع�ضاء ووكاالت‬ ‫الأمم املتحدة وم�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي ذات‬ ‫ال�صلة من �أجل ت�سهيل ا�ستفادة الن�ساء والفتيات من‬ ‫احلماية االجتماعية واخلدمات العامة وا�ستك�شاف فر�ص‬ ‫التعاون اخللاّ ق بني اجلهات الفاعلة من مختلف الأع�ضاء‬ ‫الدول وامل�ؤ�س�سات العاملة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫َ‬ ‫احلدث الرفيع امل�ستوى وزير ُة املر�أة والت�ضامن‬ ‫وتر�أ�ست‬ ‫الوطني والأ�سرة والعمل الإن�ساين يف بوركينا فا�سو‪ .‬وكان‬ ‫من �ضمن امل�شاركني وزيرة العمل واخلدمات االجتماعية‬ ‫والأ�سرة يف اجلمهورية الرتكية‪ ،‬والوكيل امل�ساعد لوزارة‬ ‫تنمية املجتمع بدولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬وع�ضوان‬ ‫يف اللجنة اال�ست�شارية للمر�أة يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ومفو�ض الهيئة الدائمة امل�ستقلة حلقوق الإن�سان يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والأمانة العامة ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ،‬وممثلون لهيئة الأمم املتحدة للمر�أة واليوني�سيف‬ ‫و�صندوق الأمم املتحدة لل�سكان‪.‬‬ ‫وجتدر الإ�شارة �إلى �أن مخرجات هذا احلدث‪ ،‬املعروفة‬ ‫با�سم اال�ستنتاجات املتفق عليها‪ ،‬والتي اعتمدتها الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬ت�ضع تدابري ملمو�سة لتعزيز �صوت الن�ساء‬ ‫والفتيات وقدراتهنّ و ِريادتهنّ كم�ستفيدات وم�ستخدمات‬ ‫لأنظمة احلماية االجتماعية واخلدمات العامة والبنية‬ ‫التحتية‪.‬‬

‫و�أو�صى امل�شاركون‬ ‫يف احلدث الرفيع‬ ‫امل�ستوى بالعمل على حتقيق امل�ساواة بني اجلن�سني من خالل‬ ‫البناء على االلتزامات املتعددة الأطراف‪ ،‬مثل اتفاقية حقوق‬ ‫الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪ ،‬وتو�صية‪ ‬منظمة العمل الدولية رقم‬ ‫‪ )2012( 202‬ب�ش�أن‪� ‬أر�ضيات احلماية االجتماعية لتعزيز‬ ‫و�صول جميع الن�ساء والفتيات �إلى احلماية االجتماعية‬ ‫واخلدمات العامة والبنية التحتية‪.‬‬ ‫كما �شددوا على �ضرورة االعرتاف باخلدمات غري املدفوعة‬ ‫الأجر والعمل املنزيل وتقليلها و�إعادة توزيعها من خالل‬ ‫�ضمان ح�صول مقدمي الرعاية غري مدفوعة الأجر من‬ ‫جميع الأعمار على احلماية االجتماعية‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫الرعاية ال�صحية واملعا�شات التقاعدية‪ ،‬وزيادة اال�ستثمار‬ ‫يف خدمات الرعاية العامة ذات اجلودة العالية واملعقولة‬ ‫التكلفة واملراعية للم�ساواة بني اجلن�سني‪ ،‬وحتديد العوائق‬ ‫التي حتول دون ح�صول الن�ساء والفتيات على اخلدمات‬ ‫العامة والق�ضاء عليها‪ ،‬وت�شجيع م�شاركة املر�أة واملنظمات‬ ‫الن�سائية م�شاركة تامة وعلى قدم امل�ساواة يف احلوار حول‬ ‫ال�سيا�سات املتعلقة ب�أنظمة احلماية االجتماعية واخلدمات‬ ‫العامة والبنية التحتية امل�ستدامة واتخاذ القرارات ب�ش�أنها‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى احلدث الرفيع امل�ستوى ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وبوركينا فا�سو‪� ،‬شارك وفد منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وقدم مداخالت يف العديد من الفعاليات اجلانبية‬ ‫حول مختلف الق�ضايا واملجاالت املتعلقة باملر�أة‪ ،‬ال �سيما يف‬ ‫�سياق الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫شؤون األسرة‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي تشارك في فعاليات‬

‫الدورة ‪ 57‬للجنة التنمية االجتماعية لألمم المتحدة‬ ‫�شاركت الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي يف �أعمال‬ ‫الدورة ال�سابعة واخلم�سني للجنة التنمية االجتماعية للأمم‬ ‫املتحدة التي انعقدت مبقر الأمم املتحدة يف نيويورك‪،‬‬ ‫خالل الفرتة املمتدة من ‪� 11‬إلى ‪ 21‬فرباير ‪ ،2019‬وذلك‬ ‫حتت �شعار “الت�صدي لأوجه انعدام امل�ساواة والتحديات‬ ‫التي تعرت�ض االندماج االجتماعي من خالل ال�سيا�سة‬ ‫املالية و�سيا�ستي الأجور واحلماية االجتماعية”‪ .‬و�شارك‬ ‫يف الدورة �أي�ض ًا العديد من ممثلي الدول الأع�ضاء والدول‬ ‫املراقبة واملنظمات الدولية والإقليمية وغري احلكومية‪،‬‬ ‫ووكاالت الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪ ،‬وخرباء يف جمال‬ ‫التنمية االجتماعية‪ .‬ومت خالل الدورة عقد �إحدى ع�شر‬ ‫جل�سة‪ ،‬وجل�سة وزارية‪ ،‬وجل�سة تفاعلية �ضمت كبار امل�سئولني‬ ‫مبنظومة الأمم املتحدة‪.‬‬ ‫و�ألقت ال�سيدة عالية �أحمد بن ال�سيف‪ ،‬نائبة رئي�س اجلمعية‬ ‫العامة ملنظمة الأمم املتحدة‪ ،‬و�أمينة محمد‪ ،‬نائبة الأمني‬ ‫العام للأمم املتحدة‪ ،‬وال�سفري فالتني ريفاكوف‪ ،‬نائب‬ ‫رئي�س املجل�س االقت�صادي واالجتماعي ومندوب بيالرو�سيا‬ ‫الدائم لدى الأمم املتحدة‪ ،‬كلمات �أ�شادوا فيها ب�شعار‬ ‫الدورة‪ ،‬مربزين اجلانب االجتماعي الذي يُع ُّد عن�صر ًا‬ ‫�أ�سا�سيا يف حتقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة‪ ،‬وطالبوا الدول‬ ‫واحلكومات بو�ضع �سيا�سات ترمي �إلى تعزيز التما�سك‬ ‫االجتماعي وتخفيف حدة عدم امل�ساواة‪ ،‬وال�صراعات‪،‬‬ ‫والنزاعات‪ ،‬و�ضرورة اعتبار احلماية االجتماعية ا�ستثمار ًا‬ ‫وو�سيلة لتحقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة‪ ،‬وتعزيز الدور‬ ‫التن�سيقي للأمم املتحدة يف جمال التعاون املايل وال�ضريبي‬ ‫بهدف الق�ضاء على الفقر‪.‬‬ ‫ومت خالل الدورة بحث العديد من الق�ضايا احليوية‪ ،‬التي من‬ ‫بينها متابعة نتائج م�ؤمتر القمة العاملي للتنمية االجتماعية‪،‬‬ ‫والدورة اال�ستثنائية الرابعة والع�شرين للجمعية العامة‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬ومناق�شة مذكرة حول امل�سائل امل�ستجدة‬ ‫التي تتعلق بتمكني الأ�شخا�ص املت�ضررين من الكوارث‬ ‫الطبيعية‪ ،‬والكوارث الناجمة عن الن�شاط الب�شري لأغرا�ض‬ ‫احلد من انعدام امل�ساواة عرب معاجلة تفاوت الأثر الواقع‬ ‫على الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪ ،‬وكبار ال�سن وال�شباب‪ .‬كما‬ ‫مت عر�ض تقارير الأمني العام للأمم املتحدة حول الت�صدي‬ ‫لأوجه انعدام امل�ساواة والتحديات التي تعرت�ض االندماج‬ ‫االجتماعي من خالل ال�سيا�سة املالية و�سيا�ستي الأجور‬ ‫واحلماية االجتماعية؛ وحول الأبعاد االجتماعية لل�شراكة‬ ‫اجلديدة من �أجل تنمية �إفريقيا؛ وحول التعجيل بتنفيذ‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫خطة التنمية امل�ستدامة لعام ‪ 2030‬مب�شاركة الأ�شخا�ص‬ ‫ذوي الإعاقة ولأجلهم وبالتعاون معهم؛ وحول تنفيذ �أهداف‬ ‫ال�سنة الدولية للأ�سرة وعمليات متابعتها؛ وحول ال�سيا�سات‬ ‫والربامج املت�صلة بال�شباب‪.‬‬ ‫و�ألقى ممثلو الدول الأع�ضاء واملراقبة يف الأمم املتحدة‬ ‫ومندوبو املنظمات غري احلكومية مداخالت تطرقوا فيها‬ ‫للجهود والإجراءات التي اتخذتها دولهم وم�ؤ�س�ساتهم يف‬ ‫جمال الت�صدي لأوجه انعدام امل�ساواة‪ ،‬والتحديات التي‬ ‫تعرت�ض االندماج االجتماعي يف جمال احلماية االجتماعية‪،‬‬ ‫وحتقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة‪ ،‬واجلهود واملبادرات التي‬ ‫اتخذتها دولهم يف جمال مكافحة الفقر‪ ،‬وتخفيف انعدام‬ ‫امل�ساواة‪ ،‬وتنفيذ اتفاقيات الأمم املتحدة ذات ال�صلة‪ .‬كما‬ ‫ا�ستعر�ضوا جهود دولهم يف تنفيذ خطط الأمم املتحدة‬ ‫وبرامج عملها التي ت�ستهدف الفئات االجتماعية‪.‬‬ ‫خالل اجلل�سة الوزارية رفيعة امل�ستوى حول الت�صدي لأوجه‬ ‫انعدام امل�ساواة والتحديات التي تعرت�ض االندماج االجتماعي‬ ‫من خالل ال�سيا�سة املالية و�سيا�ستي الأجور واحلماية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬تناول املتحدثون يف مداخالتهم ال�سيا�سات‬ ‫واال�سرتاتيجيات والإجراءات واملبادرات التي اتخذتها الدول‬ ‫وامل�ؤ�س�سات الأع�ضاء لتحقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة يف‬ ‫جمال التنمية االجتماعية واحلماية االجتماعية وتوفري احلد‬ ‫الأدنى للحماية االجتماعية للجميع يف الدول الأع�ضاء‪ .‬كما‬ ‫�أبرزوا جهود الدول الأع�ضاء يف جمال مكافحة الفقر وتنفيذ‬ ‫�أهداف التنمية امل�ستدامة وتخفيف انعدام امل�ساواة‪.‬‬

‫واعتمد امل�شاركون‪ ،‬خالل اجلل�سة اخلتامية‪ ،‬وثائق الدورة‬ ‫التي من بينها تقرير جمل�س �إدارة معهد الأمم املتحدة‬ ‫لبحوث التنمية االجتماعية؛ وانتخبوا �أع�ضاء جمل�س �إدارة‬ ‫املعهد‪ ،‬و�أو�صوا برفع م�شاريع القرارات‪ ،‬وتقرير �أعمال‬ ‫الدورة ال�سابعة واخلم�سني للجنة التنمية االجتماعية �إلى‬ ‫املجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ .‬وقد �أكد امل�شاركون يف‬ ‫تو�صياتهم �أن البعد االجتماعي يُع ُّد �أمر ًا �أ�سا�سي ًا يف حتقيق‬ ‫التنمية امل�ستدامة‪ ،‬م�ؤكدين �أن اال�ستثمار يف احلماية‬ ‫االجتماعية و�سيلة لتحقيق تلك الأهداف‪.‬‬ ‫ومن املهم �أن يكون ملنظمة التعاون الإ�سالمي �آلية لتفعيل‬ ‫القطاع االجتماعي‪ ،‬وتعزيز التن�سيق بني الأمانة العامة‬ ‫وجموعة ات�صال املنظمة لدى الأمم املتحدة‪ ،‬ورئا�سة‬ ‫املجل�س الوزاري‪ ،‬ورئا�سة االجتماعات الوزارية ذات ال�صلة‬ ‫بال�ش�ؤون االجتماعية واالقت�صادية‪ ،‬و�أجهزة املنظمة ذات‬ ‫ال�صلة من �أجل تقدمي امل�شورة املهنية بهدف تعزيز دور‬ ‫املنظمة خالل االجتماعات الدولية ذات ال�صلة بال�ش�ؤون‬ ‫االجتماعية‪ ،‬و�إبراز جهودها وا�سرتاتيجياتها يف جماالت‬ ‫ال�شباب وكبار ال�سن والأ�شخا�ص ذوي االحتياجات اخلا�صة‪،‬‬ ‫والتدابري التي تتخذها لتحقيق �أهداف التنمية ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫ومثل هذه الآلية تعمل على ت�ضمني جهود املنظمة �ضمن‬ ‫املبادرات الإقليمية والدولية يف جمال حتقيق �أهداف التنمية‬ ‫امل�ستدامة‪ ،‬وتعزيز ح�ضور املنظمة من خالل النقا�شات‬ ‫واملفاو�ضات التي تتم عرب املجموعات بخ�صو�ص نتائج‬ ‫االجتماعات الدولية التي ت�شارك فيها املنظمة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪49‬‬


‫إعالم‬

‫على هامش مهرجان «فيسباكو» العالمي‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي تقدم‬

‫جائزة «السالم والتعايش» في بوركينا فاسو‬ ‫�شاركت منظمة التعاون الإ�سالمي يف احتفاالت الدورة‬ ‫ال�ساد�سة والع�شرين ملهرجان الأفالم والتلفزيون الأفريقي‬ ‫(في�سباكو)‪ ،‬التي عقدت يف واغادوغو عا�صمة بوركينا‬ ‫فا�سو‪ ،‬من ‪ 23‬فرباير �إلى ‪ 2‬مار�س ‪ ،2019‬حتت �شعار‬ ‫«ذاكرة وم�ستقبل دور ال�سينما الأفريقية» وافتتحه رئي�س‬ ‫بوركينا روك مارك كري�ستيان كابوري‪.‬‬ ‫و�صادف املهرجان العام احلايل ذكرى مرور ‪ 50‬عاما على‬ ‫ت�أ�سي�سه‪ ،‬كما حظي مب�شاركة وا�سعة من الدول الأع�ضاء‬ ‫العربية والأفريقية و�أوروبية‪ ،‬وعدد من امل�ؤ�س�سات الدولية‬ ‫منها اليون�سكو واالحتاد الأوروبي‪.‬‬ ‫ومنحت منظمة التعاون الإ�سالمي جائزتها للمخرج‬ ‫ال�سينمائي بازييه �سيربي من بوركينا فا�سو عن فيلمه‬ ‫الوثائقي «الأر�ض التي �شهدت والدتي» ويتحدث فيه عن‬ ‫الهجرة واالنتماء والعدل وال�سالم‪ ،‬وذلك بعد �أن عر�ضت‬ ‫نحو ت�سعة �أفالم على جلنة التحكيم‪ ،‬وقدم املخرج‬ ‫ال�سينمائي �شكره ملنظمة التعاون الإ�سالمي على منحه‬ ‫اجلائزة‪ ،‬م�ؤكدا �أنها املرة الأولى التي يفوز بها بعد نحو‬ ‫ع�شرة �أعوام من امل�شاركة يف املهرجانات‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني يف كلمته خالل حفل منح‬ ‫اجلائزة‪ ،‬و�ألقتها نيابة عنه املديرة العامة لل�ش�ؤون الثقافية‬ ‫واالجتماعية والأ�سرة يف املنظمة‪ ،‬ال�سيدة مهلة بنت �أحمد‬ ‫طالبنا‪� ،‬إنه من املهم «تعزيز التعددية والتنوع الثقايف الذي‬ ‫ي�سهم يف حتقيق �أهدافنا من ال�سالم والتعاي�ش‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ف�إننا ملتزمون بن�شاط التعاون بني الدول الأع�ضاء‪ ،‬وال �سيما‬ ‫‪50‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫يف جماالت الثقافة والفنون والأدب واملو�سيقى والأفالم‬ ‫والأعمال ال�سمعية والب�صرية»‪.‬‬ ‫وتكافئ اجلائزة اخلا�صة للمنظمة �أف�ضل فيلم وثائقي‪،‬‬ ‫ي�ساهم يف �أهداف املنظمة املتمثلة يف تعزيز التنوع الثقايف‬ ‫ومكافحة جميع �أ�شكال ومظاهر التع�صب والتمييز‪،‬‬ ‫والقوالب النمطية �ضد الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫و�أكد وفد املنظمة امل�شارك يف املهرجان‪ ،‬حر�ص املنظمة‬ ‫على �أداء دور �أكرث فاعلية يف تنفيذ الأن�شطة الثقافية‪،‬‬ ‫مبا يتما�شى مع اال�سرتاتيجية الثقافية للعامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ملكافحة ال�صور النمطية ال�سلبية وتعزيز ال�صورة الإيجابية‬ ‫للإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫واعتمدت املنظمة ت�شكيل جلنة للخرباء والتحكيم من بع�ض‬ ‫الدول الأع�ضاء‪ ،‬لتقييم الأفالم الوثائقية املطروحة يف‬ ‫مهرجان «في�سباكو» قبل منحها اجلائزة‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬قالت املديرة العامة لل�ش�ؤون الثقافية‬ ‫واالجتماعية والأ�سرة مبنظمة التعاون الإ�سالمي �إن م�شاركة‬ ‫املنظمة تلبية لتوجيه الأمني العام وتلبية لر�ؤية قادة الدول‬ ‫الأع�ضاء الذين ينادون ب�ضرورة �أن تعمل املنظمة لتنظيم‬ ‫مهرجان �سينمائي‪ ،‬والذي تقدمت به بوركينا فا�سو بقرار‬ ‫(في�سباكو) الدويل املعروف‪ ،‬وهو �أكرب مهرجان يف �أفريقيا‬ ‫لل�سينما وحت�ضره الدول الكربى مب�شاركة وا�سعة‪.‬‬ ‫و�أكدت �أن هذه امل�شاركة �صائبة لأنه �آن الأوان �أن تعمل‬ ‫املنظمة على برامج ميدانية جت�سد ر�ؤية املنظمة لن�شر التنوع‬ ‫احل�ضاري والتبادل الثقايف والتعريف بالإ�سالم وامل�سلمني‬ ‫بالعامل‪ ،‬ون�شر االعتدال ومكافحة التطرف الفكري الذي‬

‫�شوه الإ�سالم‪.‬‬ ‫ور�أت �أن ال�سينما «�أبلغ ر�سالة للتعريف باحل�ضارة الإ�سالمية‬ ‫ون�شر ال�سالم‪ ،‬والإن�سانية بني اجلميع»‪ ،‬م�شرية �إلى �أن‬ ‫مبادرة التعاون الإ�سالمي «جيدة وموفقة ون�أمل �أن ت�صل‬ ‫الر�سالة للجميع لبلوغ هدف ميثاق املنظمة يف ن�شر ثقافة‬ ‫التعاي�ش واالعتدال واحلوار بني اجلميع»‪.‬‬ ‫وقالت بنت طالبنا‪« :‬اجلائزة وامل�شاركة يف احلقيقة هي بداية‬ ‫م�سار طويل للتعريف بالإ�سالم واعتداله‪ ،‬وال �شك �أن بع�ض‬ ‫العقليات حتتاج لتغيري وهذا يحتاج لوقت‪ ،‬ورمبا كان �سبب ًا‬ ‫يف ت�أخر املنظمة للخو�ض يف هذا املجال �إلى هذا الوقت»‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إلى �أن كل مبادرة جيدة «لها معار�ضون ومنتقدون‪،‬‬ ‫ولكن الظروف اليوم تغريت والعامل يخاطب نف�سه من خالل‬ ‫الفن والثقافة وال�سينما جزء من ذلك‪ ،‬وهناك من يعادي‬ ‫هذه املبادرة‪ ،‬ولكن نحن م�ستمرون يف املقاربة الثقافية‬ ‫ون�شر القيم والأخوة واحلوار بني احل�ضارات»‪.‬‬ ‫ونوهت بحالة التطور التي تعي�شها اململكة العربية ال�سعودية‬ ‫حالي ًا والنه�ضة االجتماعية والثقافية املوجودة يف مختلف‬ ‫توجهاتها الثقافية واالقت�صادية وال�سيا�سية‪ ،‬و�أكدت �أن ذلك‬ ‫يخدم املنظمة باعتبار اململكة دولة املقر للمنظمة‪.‬‬ ‫وكان م�ؤمتر القمة الإ�سالمي الثالث ع�شر والدورة اخلام�سة‬ ‫والأربعون ملجل�س وزراء اخلارجية للدول الأع�ضاء‪ ،‬كلف‬ ‫الأمانة العامة باتخاذ التدابري الالزمة لدعم الإنتاج‬ ‫ال�سينمائي‪ ،‬وتعزيز التعاون يف املجال الثقايف بني الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬مبا يف ذلك عقد مهرجان منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي ال�سينمائي م�ستقب ًال‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫علوم وتكنولوجيا‬ ‫مؤسسات «التعاون اإلسالمي» تتعهد لتنفيذ‬

‫برنامج المنظمة للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار ‪2026‬‬ ‫عقد االجتماع الأول للجنة التوجيهية لتنفيذ برنامج منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار ‪ 2026‬يف‬ ‫مقر اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي يف �إ�سالم‬ ‫�أباد‪ ،‬باك�ستان‪ ،‬يومي ‪ 18‬و‪ 19‬مار�س ‪ .2019‬وقد ح�ضر‬ ‫االجتماع ممثلون عن م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫وهي البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬واملنظمة الإ�سالمية للرتبية‬ ‫والعلوم والثقافة (�إي�سي�سكو)‪ ،‬ومركز الأبحاث الإح�صائية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية والتدريب للدول الإ�سالمية‬ ‫(�سي�سريك)‪ ،‬واللجنة الدائمة للتعاون االقت�صادي‬ ‫والتجاري (كوم�سيك)‪ ،‬ومعهد املوا�صفات واملقايي�س‬ ‫للدول الإ�سالمية‪ ،‬ومنتدى �شباب امل�ؤمتر الإ�سالمي للحوار‬ ‫والتعاون‪ ،‬وفريق اال�ستجابة للطوارئ احلا�سوبية يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬والغرفة الإ�سالمية للتجارة وال�صناعة‪،‬‬ ‫و�أكادميية العامل الإ�سالمي للعلوم‪ .‬وقد تر�أ�س وفد منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي يف هذا االجتماع الأمني العام امل�ساعد‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ال�سفري محمد نعيم خان‪.‬‬ ‫و�سلط ال�سفري خان ال�ضوء على اجلوانب البارزة يف برنامج‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار‬

‫‪ 2026‬الذي اعتمدته قمة منظمة التعاون الإ�سالمي الأولى‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا التي عقدت يف �أ�ستانا‪ ،‬كازاخ�ستان‬ ‫يف �سبتمرب ‪ 2017‬حيث حدد هذا الربنامج �أهدافا عامة‬ ‫يف طيف وا�سع من املجاالت مثل التعليم‪ ،‬وتنمية املهارات‪،‬‬ ‫وتعزيز القطاعات ال�صحية‪ ،‬و�إدارة الطاقة‪ ،‬والأمن‬ ‫الغذائي واملائي يف الدول الأع�ضاء‪ .‬و�أ�شاد ال�سفري خان‬ ‫بجهود كوم�ستيك يف �إعداد خطة عمل تف�صيلية لتحقيق‬ ‫الأهداف الواردة يف برنامج منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار ‪ 2026‬وكذلك �أهداف الأمم‬ ‫املتحدة للتنمية امل�ستدامة ‪ .2030‬و�أكد من جديد على التزام‬ ‫الأمانة العامة ملنظمة التعاون الإ�سالمي بالعمل عن كثب‬ ‫مع م�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي والدول الأع�ضاء‬ ‫وال�شركاء الدوليني الآخرين من �أجل حتقيق الأهداف التي‬ ‫و�ضعها قادة دول منظمة التعاون الإ�سالمي‪ .‬ودعا م�ؤ�س�سات‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي �إلى الدخول يف �شراكات مع بع�ضها‬ ‫البع�ض حتى تتفادى هذه امل�ؤ�س�سات التداخل واالزدواجية يف‬ ‫خطط العمل التي ت�ضعها‪.‬‬ ‫واعتمد االجتماع اخت�صا�صات اللجنة التوجيهية‪ ،‬وناق�ش‬

‫مختلف الأن�شطة التي �سيجري تنفيذها خالل ال�سنوات‬ ‫املقبلة‪ .‬وقد تقرر �أن تقوم م�ؤ�س�سات منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي بالتن�سيق مع الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي لرفع الوعي العام والقيام ب�أن�شطة لبناء القدرات‪.‬‬ ‫كما ناق�ش االجتماع مختلف الأوجه املتعلقة بانعقاد قمة‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي الثانية للعلوم والتكنولوجيا يف‬ ‫�أوزبك�ستان يف عام ‪.2020‬‬ ‫وخالل قمة منظمة التعاون الإ�سالمي الأولى للعلوم‬ ‫والتكنولوجيا التي عقدت يف �أ�ستانا‪ ،‬كازاخ�ستان يف �سبتمرب‬ ‫‪ ،2017‬اعتمد قادة دول منظمة التعاون الإ�سالمي خطة‬ ‫ع�شرية �شاملة بعنوان “برنامج منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار ‪ ”2026‬حتدد الأولويات‬ ‫والأهداف املتوخاة يف مختلف املجاالت التي ترتاوح بني‬ ‫النهو�ض بالتعليم العايل‪� ،‬إلى معاجلة ق�ضايا �أمن املياه‬ ‫والغذاء والطاقة و�إطالق “م�شاريع علمية كبرية” يف الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ .‬وقد ت�شكلت اللجنة التوجيهية لإ�سداء امل�شورة‬ ‫من �أجل تنفيذ برنامج منظمة التعاون الإ�سالمي للعلوم‬ ‫والتكنولوجيا واالبتكار ‪.2026‬‬

‫المنظمة توقع مذكرة تفاهم للتعاون مع لجنة العلوم‬ ‫والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في الجنوب‬ ‫وقعت منظمة التعاون الإ�سالمي وجلنة العلوم والتكنولوجيا من �أجل التنمية امل�ستدامة‬ ‫يف اجلنوب (‪ )COMSATS‬مذكرة تفاهم لإر�ساء �أ�س�س تعاون متبادل بغية حتقيق‬ ‫التنمية االجتماعية واالقت�صادية امل�ستدامة من خالل تعزيز العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪.‬‬ ‫ووقع مذكرة التفاهم ال�سفري محمد نعيم خان‪ ،‬الأمني العام امل�ساعد ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والدكتور محمد جنيد زايدي‪ ،‬املدير التنفيذي لكوم�سات�س‪،‬‬ ‫وذلك يوم ‪ 20‬مار�س ‪ 2019‬يف مقر �أمانة اللجنة يف �إ�سالم �أباد‪ .‬وت�شكل هذه املذكرة‬ ‫�إطارًا لو�ضع برامج وم�شاريع يف جميع القطاعات من خالل ا�ستخدام املوارد الب�شرية‬ ‫واملادية لكلتي املنظمتني‪ .‬وتتوخى مذكرة التفاهم � ً‬ ‫أي�ضا تبادل التجارب واخلربات‬ ‫ل�ضمان التنفيذ ال�سريع للربامج امل�شرتكة يف جماالت العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪.‬‬ ‫يذكر �أن كوم�سات�س منظمة حكومية دولية ت�ضم يف ع�ضويتها‪ 26‬دولة‪ ،‬ت�أ�س�ست يف عام ‪1994‬‬ ‫بهدف تعزيز التعاون فيما بني بلدان اجلنوب يف جمال العلوم والتكنولوجيا مبا ميكن من‬ ‫حتقيق التقدم االجتماعي واالقت�صادي امل�ستدام يف البلدان النامية‪ .‬وت�ضم كل من منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي وكوم�سات�س ‪ 17‬دولة ع�ضوا م�شرتكة‪ ،‬هي بنغالدي�ش وم�صر وغامبيا‬ ‫و�إيران والأردن وكازاخ�ستان واملغرب ونيجرييا وباك�ستان وفل�سطني وال�سنغال وال�صومال‬ ‫وال�سودان و�سوريا وتون�س وتركيا و�أوغندا‪.‬‬ ‫وتتقا�سم املنظمتان �أهدافا م�شرتكة وحتذوهما الرغبة يف العمل �سوية لتعزيز قدرات الدول‬ ‫الأع�ضاء امل�شرتكة يف جماالت العلوم والتكنولوجيا والتعليم العايل والبيئة من خالل تطوير‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫م�شاريع وبرامج م�شرتكة‪ .‬ومن �ش�أن التعاون بني املنظمتني �أن يعزز الت�آزر واال�ستغالل الأمثل‬ ‫للموارد‪ ،‬مع تفادي التداخل واالزدواجية‪.‬‬ ‫وعقب حفل التوقيع‪ ،‬عقد م�ساعد الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي اجتماعً ا مع املدير‬ ‫التنفيذي لـكوم�سات�س مت االتفاق خالله على اتخاذ خطوات ملمو�سة لتنفيذ مذكرة التفاهم‬ ‫تنفيذ ًا فعا ًال وو�ضع خطة عمل م�شرتكة حتدد الأولويات على املدى الق�صري واملتو�سط‬ ‫والطويل‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪51‬‬


‫صحة‬ ‫مؤتمر العلماء األفغان والباكستانيين‬

‫دعم القضاء على شلل األطفال‪:‬‬

‫تلقيح األطفال واجب أخالقي وديني‬

‫عقد امل�ؤمتر امل�شرتك للعلماء الأفغان والباك�ستانيني‬ ‫البارزين يف م�سقط‪� ،‬سلطنة عمان يف ‪� 14‬أبريل ‪ 2019‬حتت‬ ‫رعاية وزارة ال�صحة يف �سلطنة عمان والفريق اال�ست�شاري‬ ‫الإ�سالمي للق�ضاء على �شلل الأطفال‪ .‬والهدف من امل�ؤمتر‬ ‫هو دعم اجلهود املبذولة حلماية الأطفال وتعزيز التعاون‬ ‫عرب احلدود يف الو�صول �إلى الأطفال بالتطعيم‪ .‬وقد عقد‬ ‫امل�ؤمتر تنفي ًذا للقرار الذي اتخذه االجتماع اخلام�س للفريق‬ ‫اال�ست�شاري الإ�سالمي للق�ضاء على �شلل الأطفال الذي عقد‬ ‫يف الأمانة العامة للمنظمة يف ‪ 14‬نوفمرب ‪.2018‬‬ ‫ح�ضر امل�ؤمتر ع�شرون عامل ًا بارزا من البلدين‪ .‬كما ح�ضره‬ ‫بع�ض �أع�ضاء الفريق اال�ست�شاري الإ�سالمي للق�ضاء على‬ ‫�شلل الأطفال منهم ممثلو �شيخ الأزهر ال�شريف والأمني‬ ‫العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي ورئي�س جمموعة البنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ .‬وح�ضره � ً‬ ‫أي�ضا مدير مكتب �شرق املتو�سط‬ ‫الإقليمي ملنظمة ال�صحة العاملية وممثلون عن منظمة الأمم‬ ‫املتحدة للطفولة (اليوني�سيف)‪.‬‬ ‫و�أ�شاد املدير الإقليمي ملنظمة ال�صحة العاملية‪ ،‬الدكتور‬ ‫�أحمد املنذري‪ ،‬يف كلمته بدور الأمني العام ملنظمة التعاون‬ ‫‪52‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫الإ�سالمي وال�شركاء الآخرين يف الفريق اال�ست�شاري للق�ضاء‬ ‫على �شلل الأطفال يف دعم اجلهود العاملية للق�ضاء على �شلل‬ ‫الأطفال على وجه اخل�صو�ص وتعزيز �صحة ورفاهية النا�س‬ ‫يف الدول الأع�ضاء يف املنظمة ب�شكل عام‪.‬‬ ‫و�أكد ممثل منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬عبد النور �سيكندي‪،‬‬ ‫التزام قيادة املنظمة بالبناء على التجربة الناجحة يف‬ ‫حت�سني خدمات التح�صني �ضد �شلل الأطفال لتعزيز الرعاية‬ ‫ال�صحية يف الدول الأع�ضاء التي ما زالت تتحمل عبئ ًا‬ ‫ثقي ًال من الأ�سباب التي ميكن الوقاية منها لوفيات واعتالل‬ ‫الأطفال‪ ،‬وفقا لربنامج العمل اال�سرتاتيجي ملنظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي يف جمال ال�صحة ‪.2023-2014‬‬ ‫و�أكد العلماء‪ ،‬يف �إعالن امل�ؤمتر‪� ،‬أن تطعيم الأطفال واجب‬ ‫�أخالقي وديني‪ ،‬و�أن منع حتى طفل واحد من التطعيم يعد‬ ‫�إخالال بهذا الواجب اجلماعي املهم‪ ،‬حيث قال النبي �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪“ :‬كفى باملرء �إثم ًا �أن ي�ض ّيع من َي ُقوت “‪.‬‬ ‫يذكر �أن �شلل الأطفال هو فريو�س ظل يف الغالب ي�صيب‬ ‫الأطفال بال�شلل ويقتلهم لآالف ال�سنني‪ .‬ويف جمعية ال�صحة‬ ‫العاملية يف عام ‪ ،1988‬حدد وزراء ال�صحة يف الدول‬

‫الأع�ضاء هدف الق�ضاء على املر�ض يف الوقت الذي كان فيه‬ ‫عدد حاالت الإ�صابة ب�شلل الأطفال يقدر بنحو ‪350،000‬‬ ‫حالة يف ‪ 125‬بلدا‪.‬‬ ‫وبلغ �شلل الأطفال حاليا �أدنى م�ستوياته يف التاريخ‪ ،‬حيث‬ ‫مل يبلغ حتى الآن �سوى عن ت�سع حاالت يف عام ‪� ،2019‬ست‬ ‫ً‬ ‫انخفا�ضا‬ ‫منها يف باك�ستان وثالث يف �أفغان�ستان‪ .‬وميثل هذا‬ ‫ب�أكرث من ‪ 99.9‬يف املائة مقارنة بعام ‪ .1988‬لكن ا�ستئ�صال‬ ‫حتد‬ ‫�شلل الأطفال من هذه املعاقل الأخرية الباقية �أثبت �أنه ٍ‬ ‫يتطلب بذل جهود خا�صة من قبل جميع ال�شركاء املعنيني‪.‬‬ ‫ويف حالة جناح حملة الق�ضاء على �شلل الأطفال تكون هذه‬ ‫هي املرة الثانية يف التاريخ التي يتم فيها ا�ستئ�صال مر�ض‬ ‫�سار من العامل من خالل جهود ب�شرية‪ .‬وكان �أول جناح �ضد‬ ‫مر�ض اجلدري الذي مت ا�ستئ�صاله يف عام ‪ 1980‬بعد حملة‬ ‫التطعيم العاملية بقيادة منظمة ال�صحة العاملية‪.‬‬ ‫وعلى غري غرار معظم الأمرا�ض الأخرى‪ ،‬ميكن ا�ستئ�صال‬ ‫�شلل الأطفال لأنه ال ينتقل عن طريق ناقل مر�ض‪ ،‬وي�صيب‬ ‫الب�شر فقط‪ ،‬وال يبقى طوي ًال يف البيئة‪ ،‬ويتوفر لقاح �آمن‬ ‫وفعال‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫إقتصاد‬ ‫المنظمة تبحث تطورات التعاون في مجال العمل والحماية االجتماعية‬

‫ا�ست�ضافت منظمة التعاون الإ�سالمي يف مقر الأمانة العامة‪،‬‬ ‫يف ‪ 10‬مار�س ‪ ،2019‬االجتماع الثالث للجنة التوجيهية‬ ‫للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء العمل‪ .‬وا�ستعر�ض االجتماع‬ ‫الربنامج التنفيذي لإطار منظمة التعاون الإ�سالمي للتعاون‬ ‫يف جمال العمل واحلماية االجتماعية‪ .‬كما بحثت اللجنة‬ ‫تنفيذ اتفاقية املنظمة ب�ش�أن ترتيبات االعرتاف املتبادل‬ ‫بالقوى العاملة ال‬ ‫ب�ش�أن تبادل القوى العاملة‪ ،‬وا�سرتاتيجية املنظمة ل�سوق‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫وبد�أ االجتماع بكلمة اململكة العربية ال�سعودية رئي�س الدورة‬ ‫احلالية للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء العمل‪� ،‬ألقاها الدكتور‬ ‫عبد اهلل بن نا�صر �أبو ثنني‪ ،‬نائب وزير العمل والتنمية‬ ‫االجتماعية للعمل‪ ،‬حيث �أكد �أن امل�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء‬ ‫العمل �ساهم ب�شكل كبري يف تعزيز التعاون بني الدول‬ ‫الأع�ضاء‪ ،‬من خالل و�ضع جمموعة من الأهداف والغايات‬ ‫والربامج امل�شرتكة ل�سيا�سات الت�شغيل‪ ،‬مع الأخذ يف االعتبار‬ ‫حقيقة �أن البطالة يف غالبية بلدان املنظمة التزال مرتفعة‪،‬‬

‫خا�صة يف �أو�ساط ال�شباب‪.‬‬ ‫وقال �أبو ثنني �إنه‪ ،‬على املدى الطويل‪ ،‬ت�شكل البطالة املقنعة‪،‬‬ ‫وكذلك نق�ص املهارات وعدم مواءمتها مع الطلب‪ ،‬حتديا‬ ‫كبريا بالن�سبة القت�صادات دول املنظمة وجمتمعاتها‪ .‬م�شريا‬ ‫�إلى حاجة اللجنة التوجيهية �إلى تقييم التقدم املحرز يف‬ ‫تنفيذ برامج التعاون التي مت اعتمادها‪ ،‬داعيا يف الوقت ذاته‬ ‫�إلى اقرتاح �إجراءات ملمو�سة وقابلة للتنفيذ لإجناح اجلهود‬ ‫اجلماعية يف مواجهة حتديات العمالة‪.‬‬ ‫من جهته‪� ،‬ألقى الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية يف‬ ‫املنظمة‪ ،‬ال�سفري حميد �أوبيلريو كلمة �أو�ضح فيها �أن اللجنة‬ ‫التوجيهية للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء العمل تتيح فر�صة‬ ‫جيدة ال�ستعرا�ض التقدم املحرز يف تنفيذ برامج منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬وال �سيما قرارات وزراء العمل ب�ش�أن‬ ‫العمل والعمالة واحلماية االجتماعية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف ال�سفري �أوبيلريو �أنه منذ انعقاد الدورة الرابعة‬ ‫للم�ؤمتر الإ�سالمي لوزراء العمل يف جدة‪ ،‬اململكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬يف ‪ 22-21‬فرباير ‪� ،2018‬أكملت منظمة التعاون‬

‫الإ�سالمي وم�ؤ�س�ساتها‪ ،‬بدعم وم�ساهمة من الدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫عددا من الأن�شطة من �أجل تنفيذ مختلف برامج وم�شاريع‬ ‫املنظمة يف جمال العمل والعمالة واحلماية االجتماعية‪.‬‬ ‫و�أطلع الأمني العام امل�ساعد لل�ش�ؤون االقت�صادية �أع�ضاء‬ ‫اللجنة التوجيهية على نتائج الدورة ال�ساد�سة والأربعني‬ ‫ملجل�س وزراء اخلارجية التي انعقدت مطلع ال�شهر يف �أبو‬ ‫ظبي‪ ،‬حيث جدد املجل�س الت�أكيد على احلاجة �إلى �إعادة‬ ‫العمل بالربنامج التنفيذي لتنفيذ �إطار منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للتعاون يف جماالت العمالة واحلماية االجتماعية‪،‬‬ ‫كما طلب من الدول الأع�ضاء �أن ت�ستعر�ض خرباتها فيما‬ ‫يتعلق مب�سائل العمل والعمالة بغر�ض تنميه القدرات وتبادل‬ ‫اخلربات يف جماالت التعاون ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫و�أكد �أي�ضا على �أن الربنامج التنفيذي لإطار منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للتعاون يف جماالت العمل والت�شغيل واحلماية‬ ‫االجتماعية قد �أثبت فعاليته يف ت�سهيل التعاون بني دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي يف هذه املجاالت‪ .‬ويف هذا‬ ‫ال�صدد‪ ،‬فقد دعا �أع�ضاء اللجنة التوجيهية‪ ،‬الذين لديهم‬ ‫ميزة ن�سبية يف م�سائل العمل والت�شغيل ب�شكل محدد‪� ،‬إلى‬ ‫�أن يقرتحوا �أن�شطة حتقق املنفعة املتبادلة و�أن يقودوا عملية‬ ‫تنفيذ هذه الأن�شطة‪.‬‬ ‫و�سلط االجتماع ال�ضوء على �ضرورة موا�صلة تنفيذ �إطار‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي للتعاون يف جماالت العمل‬ ‫والت�شغيل واحلماية االجتماعية من خالل حتديد واتخاذ‬ ‫�إجراءات عملية ميكن تنفيذها �ضمن الربنامج التنفيذي‬ ‫املحدث‪ .‬ولتحقيق هذا الغر�ض‪ ،‬ا�ستعر�ض االجتماع‬ ‫واعتمد الربنامج التنفيذي املحدث الذي يربز �أن�شطة بناء‬ ‫القدرات التي �سيجري تنفيذها خالل ‪ 2020-2019‬يف �ستة‬ ‫جماالت موا�ضيعية حظيت بالأولوية يف �إطار منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي للتعاون يف جماالت العمل والت�شغيل واحلماية‬ ‫االجتماعية‪.‬‬

‫توثيق التعاون بين منظمة التعاون اإلسالمي واألونكتاد‬ ‫ا�ستقبل الأمني العام ملنظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الدكتور‬ ‫يو�سف العثيمني‪ ،‬الأمني العام مل�ؤمتر الأمم املتحدة للتجارة‬ ‫والتنمية (الأونكتاد)‪ ،‬الدكتور موكي�شا كيتوي‪ ،‬يف مقر‬ ‫الأمانة العامة للمنظمة يف جدة يف ‪ 22‬يناير ‪.2019‬‬ ‫و�أعرب اجلانبان عن ر�ضاهما عن م�ستوى العالقات الثنائية‬ ‫القائمة بني املنظمتني كما ا�ستعر�ضا التقدم املحرز يف‬ ‫تنفيذ مختلف امل�شاريع امل�شرتكة‪ ،‬التي تهدف �إلى ت�سريع‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وترية التنمية االجتماعية واالقت�صادية والتجارة يف الدول‬ ‫الأع�ضاء يف املنظمتني‪.‬‬ ‫كما اتفقا على العمل العاجل يف جمال بيانات التجارة‬ ‫والتجارة الإلكرتونية وتطوير املهارات املتعلقة بالبنى‬ ‫التحتية ومتكني املر�أة ودعم الالجئني الفل�سطينيني‪.‬‬ ‫واتفق اجلانبان على ر�صد تنفيذ امل�شاريع املتفق عليها بني‬ ‫الأمانتني العامتني للمنظمتينعن كثب‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪53‬‬


‫اقتصاد‬

‫الغرفة اإلسالمية‪ :‬تمكين المرأة في االقتصاد‬

‫يندرج ضمن خطة عمل «التعاون اإلسالمي»‬ ‫يف �إطار براجمها و�أن�شطتها الرامية �إلى تعزيز التنمية‬ ‫االقت�صادية بني القطاع اخلا�ص يف الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬تتعاون الغرفة الإ�سالمية للتجارة‬ ‫وال�صناعة والزراعة � ً‬ ‫أي�ضا مع امل�ؤ�س�سات املماثلة الأخرى يف‬ ‫معاجلة الق�ضايا ذات ال�صلة لفائدة جميع �أع�ضاء الغرفة‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق‪� ،‬شاركت الغرفة الإ�سالمية يف تنظيم‬ ‫«امللتقى العربي الأول ملواطنة ال�شركات» حتت �شعار‬ ‫«ال�شراكات الفعالة نحو منو م�ستدام»‪ ،‬وذلك يوم ‪ 23‬يناير‬ ‫‪ 2019‬يف �أبو ظبي بالإمارات العربية املتحدة‪ ،‬بالتعاون‬ ‫مع �شركة «�سي �إ�س �آر �أرابيا»‪ ،‬وجمل�س �سيدات �أعمال‬ ‫الإمارات‪ ،‬واملجل�س االقت�صادي امل�صري ل�سيدات الأعمال‬ ‫بالغرف التجارية امل�صرية‪ ،‬ومنظمة الأمم املتحدة للتنمية‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬ومكاتب ترويج اال�ستثمار والتكنولوجيا التابعة‬ ‫للأمم املتحدة‪ ،‬واملركز العربي الدويل لريادة الأعمال‬ ‫واال�ستثمار‪ .‬وقد ح�ضر امللتقى عدد كبري من رجال الأعمال‬ ‫واملنظمات غري احلكومية وممثلي احلكومات‪.‬‬ ‫وم ّثلت الغرفة الإ�سالمية يف هذا امللتقى �أمينها العام‬ ‫امل�ساعد‪ ،‬ال�سيدة عطية نوازي�ش علي‪ ،‬التي قدمت عر�ضني‬ ‫�أوّلهما حول «تعزيز دور املر�أة يف الأن�شطة التجارية ودورها يف‬ ‫حتقيق التنمية امل�ستدامة» وثانيهما حول «دور ريادة الأعمال‬ ‫ومتكني املر�أة وال�شباب العربي يف حتقيق مناذج �أعمال‬ ‫م�ستدامة»‪ .‬وخالل حلقة النقا�ش‪ ،‬قالت ال�سيدة نوازي�ش علي‬ ‫�إن امل�ساواة بني اجلن�سني ال تزال ت�شكل �أكرب حتد حلقوق‬ ‫الإن�سان يف ع�صرنا‪ ،‬كما �أن ال�سيا�سات واملناق�شات حول‬ ‫كيفية متكني املر�أة لتعزيز �أن�شطتها التجارية ت�شكل جانب ًا‬ ‫ال غنى عنه للتنمية امل�ستدامة‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬ف�إن متكني املر�أة‬ ‫‪54‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫يف االقت�صاد و�سد الفجوات بني اجلن�سني يف العمل ال ي�شكل‬ ‫جز ًءا من خطة التنمية امل�ستدامة للأمم املتحدة لعام ‪2030‬‬ ‫فح�سب‪ ،‬بل يندرج � ً‬ ‫أي�ضا �ضمن خطة عمل منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫كما �سلطت املتحدثة ال�ضوء على �أهمية التعامل مع الفجوات‬ ‫بني اجلن�سني‪ ،‬باعتبار �أن املهم لي�س متكني املر�أة فح�سب‪،‬‬ ‫ولكن � ً‬ ‫أي�ضا �إ�شراكها وحتديد الطريقة التي تتيح لها �أن‬ ‫حتقق التغيري لي�س يف حياتها اخلا�صة فح�سب‪ ،‬بل يف حياة‬ ‫الن�ساء والأ�سر واملجتمعات والأطفال الآخرين‪ .‬وقالت �إن من‬ ‫�ش�أن هذا النهج �أن يتيح لنا جتاوز ال�صورة النمطية للمر�أة‬ ‫باعتبارها «امل�ستفيدة» من التنمية االجتماعية واالقت�صادية‪.‬‬ ‫ويف الواقع‪ ،‬فقد �أ�ضحت املر�أة‪ ،‬يف العقود القليلة املا�ضية �أو‬ ‫نحو ذلك‪« ،‬مم ّولة» للتنمية امل�ستدامة من خالل ا�ضطالعها‬ ‫ب�أدوار عامة متزايدة الأهمية يف قيادة الأعمال التجارية‪،‬‬ ‫والريادة االجتماعية‪ ،‬والقطاع الثالث (املنظمات غري‬ ‫احلكومية وامل�ؤ�س�سات غري الربحية‪ .‬وهناك توافق قوي‬ ‫بني َ‬ ‫مواط َنة ال�شركات‪ ،‬وهي محور امللتقى‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬حيث يتناول ِكلاَ املفهومان منافع ال�شمولية‪.‬‬ ‫وا�ستعر�ضت املتحدثة � ً‬ ‫أي�ضا �إجناز الغرفة الإ�سالمية فيما‬ ‫يتعلق ب�إن�شاء «بنك العائلة» يف ال�سودان بر�أ�س مال قدره ‪35‬‬ ‫مليون دوالر �أمريكي‪ ،‬وهو البنك الذي يوفر متويلاً للقرو�ض‬ ‫مي�سرة ويركز على نهج �أكرث �شمولية من‬ ‫ال�صغرية ب�شروط ّ‬ ‫خالل تقدمي قرو�ض للم�شاريع التي ميكن �أن يكون لها ت�أثري‬ ‫�شامل على الأ�سرة ومن خاللها املجتمع والدولة‪ .‬وقالت‬ ‫ال�سيدة عطية يف هذا ال�صدد �إن «الغرفة الإ�سالمية مهتمة‬ ‫با�ستن�ساخ هذا املفهوم يف الدول الأع�ضاء الأخرى»‪ ،‬م�شرية‬ ‫�إلى �أن «هذا امل�شروع قد مت تقدميه �إلى امل�ؤمتر الوزاري‬

‫ال�سابع حول دور املر�أة يف تنمية الدول الأع�ضاء يف منظمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي‪ ،‬الذي عقد يف واغادوغو ببوركينا فا�سو يف‬ ‫نوفمرب ‪ ،2018‬والذي دعا اجلهات املعنية يف الدول الأع�ضاء‬ ‫�إلى تبني هذه املبادرة باعتبارها �إحدى �أف�ضل املمار�سات‬ ‫من �أجل �إ�شراك ال�شباب والن�ساء ال�ستن�ساخها يف الدول‬ ‫الأع�ضاء الأخرى يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪».‬‬ ‫و�أكدت على �ضرورة �أن يعمل وا�ضعو ال�سيا�سات على �صياغة‬ ‫ال�سيا�سات التي تراعي املجموعة امل�ستهدفة‪.‬‬ ‫وقد ناق�ش امللتقى �آليات َ‬ ‫املواطنة امل�ؤ�س�سية‪ ،‬وكيفية جعل‬ ‫ال�شركات م�س�ؤول ًة � ً‬ ‫أي�ضا جتاه جمتمعاتها على نحو ما هي‬ ‫م�س�ؤولة �أمام م�ساهميها‪ .‬كما ركز امللتقى على دور �صاحبات‬ ‫امل�شاريع يف تغيري ثقافة بلدانهن ومتكني الن�ساء وال�شباب‬ ‫من حتقيق النمو امل�ستدام‪ .‬وتناول امللتقى كذلك االقت�صاد‬ ‫الأخ�ضر وت�أثريه على التنمية امل�ستدامة‪ ،‬وناق�ش ت�أثري‬ ‫ا�ستخدام الطاقات اجلديدة واملتجددة‪ ،‬مثل الرياح والطاقة‬ ‫ال�شم�سية‪ ،‬على مختلف ال�صناعات من �أجل حتقيق التنمية‬ ‫امل�ستدامة‪.‬‬ ‫وقد ح�ضر �أ�شغال امللتقى �سعادة عبد اهلل بن �أحمد �آل‬ ‫�صالح‪ ،‬وكيل وزارة االقت�صاد ل�ش�ؤون التجارة اخلارجية‬ ‫يف الإمارات‪ ،‬وال�سفرية نبيلة مكرم‪ ،‬وزيرة الدولة للهجرة‬ ‫وامل�صريني باخلارج‪ ،‬واملهند�س خالد عبا�س ‪ ،‬نائب وزير‬ ‫الإ�سكان للم�شروعات القومية‪ ،‬وال�سفري �شريف البدوي‪،‬‬ ‫�سفري م�صر يف الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬وال�سيد مح�سن‬ ‫عادل‪ ،‬رئي�س الهيئة العامة لال�ستثمار واملناطق احلرة يف‬ ‫م�صر‪ .‬كما ح�ضره عدد من الهيئات واملنظمات الدولية‬ ‫والعربية وال�شخ�صيات العامة ورجال الأعمال العرب‬ ‫وممثلي احلكومات واخلرباء‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬

‫التمويل اإلسالمي في أفريقيا‪ :‬اآلفاق الجديدة‬ ‫لطاملا كانت �أفريقيا‪ ،‬وهي ثاين �أكرب قارة يف العامل‬ ‫م�ساح ًة وثاين �أك ِربها كثاف ًة �سكاني ًة‪ ،‬عمالق ًا نائم ًا يف‬ ‫جمال تطوير التمويل الإ�سالمي‪ ،‬لكنها ا�ستيقظت الآن‬ ‫من �سباتها و�أ�ضحت م�ساهم ًا ن�شط ًا يف تطوير هذه‬ ‫ال�صناعة‪.‬‬ ‫ُت َقدَّر قيمة �صناعة التمويل الإ�سالمي حال ًيا بنحو ‪2.2‬‬ ‫تريليون دوالر‪ ،‬ومن املتوقع �أن تبلغ ‪ 3.8‬تريليون دوالر‬ ‫بحلول عام ‪ ،2022‬وذلك وف ًقا لتقرير تطوير التمويل‬ ‫الإ�سالمي الذي ن�شرته جملة «‪،»Salaam Gateway‬‬ ‫وهي ن�شرة عاملية تعنى مبعلومات االقت�صاد الإ�سالمي‬ ‫ٌ‬ ‫م�شرتك بني مركز دبي لتطوير االقت�صاد‬ ‫وم�شرو ٌع‬ ‫الإ�سالمي وطوم�سون رويرتز‪.‬‬ ‫وتتمتع القارة الأفريقية‪ ،‬التي يبلغ عدد �سكانها ‪1.2‬‬ ‫مليار ن�سمة‪ ،‬حوايل ‪ 40‬يف املائة منهم م�سلمون‪،‬‬ ‫ب�إمكانات هائلة لتحويل م�سار من ّو التمويل الإ�سالمي يف‬ ‫اجتاه تلبية احتياجات هذا العدد الكبري من ال�سكان‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد ا�صطدم م�سار النمو بعراقيل عديدة‪،‬‬ ‫منها عدم وجود موظفني �أكفاء وغياب لوائح موحدة‪،‬‬ ‫ف�ضال عن عدم وجود �سوق متويل �إ�سالمي ن�شط‪.‬‬ ‫بيد �أن �أفريقيا حترز تقدم ًا يف التمويل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وذلك وف ًقا لتقرير تط ّور التمويل الإ�سالمي ال�صادر‬ ‫يف نوفمرب ‪ .2018‬فقد بلغت �أ�صول التمويل الإ�سالمي‬ ‫يف �إفريقيا ‪ 31.1‬مليار دوالر يف عام ‪ ،2016‬وهناك‬ ‫‪ 206‬م�ؤ�س�سات للتمويل الإ�سالمي تعمل يف جميع �أنحاء‬ ‫�أفريقيا‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2016‬بلغ جمموع ال�صكوك التي مت �إ�صدارها‬ ‫‪� 147‬ص ًّكا‪ ،‬معظمها يف منطقة �أفريقيا جنوب ال�صحراء‬ ‫الكربى‪ ،‬وهو ما يدل على تنامي االهتمام بالتمويل‬ ‫الإ�سالمي يف جميع �أنحاء القارة‪.‬‬ ‫وت�ستعد البلدان التي ت�ضم �أقليات م�سلمة‪ ،‬مثل كينيا‬ ‫وجنوب �أفريقيا‪ ،‬ال�ستيعاب عمليات التمويل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا‪ ،‬حيث �سجلت‬ ‫و�شهد قطاع ال�صكوك تطورا‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫جنوب �أفريقيا يف عام ‪� 2014‬أكرب عملية �إ�صدار‬ ‫لل�صكوك ال�سيادية يف �أفريقيا‪.‬‬ ‫و�أدخلت كينيا تعديالت على لوائحها اخلا�صة باقطاع‬ ‫امل�صريف و�أ�سواق ر�أ�س املال‪ ،‬وذلك يف خطوة متهيدية‬ ‫لإ�صدار �صكوك �سيادية يف امل�ستقبل‪.‬‬ ‫كما �شهدت هذه ال�صناعة دخول البلدان الأفريقية‬ ‫الفرنكوفونية لأول مرة �إلى �سوق ال�صكوك من خالل‬ ‫�إ�صدار ْين اثنني من كوت ديفوار‪.‬‬ ‫وم ّهد املغرب‪ ،‬من جانبه‪ ،‬الطريق لعمل امل�صارف‬ ‫الت�شاركية من خالل مراجعة لوائحه امل�صرفية وم ْنح‬ ‫الرتاخي�ص خلم�سة بنوك ت�شاركية كاملة وثالثة نوافذ‬ ‫�إ�سالمية للعمل يف هذا البلد‪ .‬كما يتخذ املغرب‪ ،‬من‬ ‫خالل القطب املايل للدار البي�ضاء‪ ،‬خطوات حثيثة نحو‬ ‫التموقع كمركز للتمويل الإ�سالمي يف القارة ال�سمراء‪.‬‬ ‫ويقدّر تقرير التمويل الإ�سالمي املغربي �أن امل�صارف‬ ‫الت�شاركية ميكن �أن متثل ما ي�صل �إلى ‪ 5‬يف املائة من‬ ‫�إجمايل الأ�صول امل�صرفية يف املغرب‪ ،‬يف حني تتوقع‬ ‫وكالة «فيت�ش» للت�صنيف �أن حتقق ودائع امل�صارف‬ ‫الت�شاركية َ‬ ‫معدل من ٍّو يرتاوح من خم�سة �إلى ع�شرة يف‬ ‫املائة‪.‬‬

‫�إن�شاء نظام متويل �إ�سالمي �سليم يف �أفريقيا‬

‫تتمتع �أفريقيا ب�إمكانات منو عالية يف جمال تطوير‬ ‫التمويل الإ�سالمي من خالل جهود التعاون بني‬ ‫احلكومات وامل�ؤ�س�سات املالية لإن�شاء نظام قوي‬ ‫للتمويل الإ�سالمي ومن ثم تنمية قاعدة �أ�صول التمويل‬ ‫الإ�سالمي لي�س داخل �أفريقيا فح�سب‪ ،‬ولكن � ً‬ ‫أي�ضا‬ ‫جلذب انتباه ال�سوق العاملية �إلى القارة باعتبارها �سوقاً‬ ‫غري م�ستغلة ن�سب ًّيا وتنطوي على �إمكانات هائلة لتطوير‬ ‫التمويل الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وت�شهد �أفريقيا اجتاهً ا متنام ًيا ال�ستخدام �إ�صدارات‬ ‫ال�صكوك بغية تطوير البنية التحتية‪ ،‬كما هو احلال‬ ‫بالن�سبة ل�صكوك نيجرييا ال�سيادية‪� ،‬أو لتعوي�ض العجز‬

‫يف امليزانية‪.‬‬ ‫ويف حالة ما �إذا ا�ستمر هذا االجتاه‪ ،‬فلن يجذب‬ ‫امل�ستثمرين الأجانب فح�سب‪ ،‬بل �سيكون له ت�أثري‬ ‫امل�ص ِدرة لل�صكوك والقارة‬ ‫�إيجابي على اقت�صاد الدول ْ‬ ‫الأفريقية ككل‪.‬‬ ‫و ُيتوقع �أن ي�ضطلع التمويل الإ�سالمي بدور كبري يف‬ ‫زيادة الإدماج املايل وزيادة معدالت تغلغل البنوك‬ ‫يف البلدان التي ترتفع فيها ن�سبة الأ�شخا�ص الذين ال‬ ‫ميلكون ح�سابات م�صرفية يف �أفريقيا‪.‬‬

‫�إدارة الأ�صول الإ�سالمية يف �إفريقيا‬

‫ال تزال �إدارة الأ�صول الإ�سالمية يف �أفريقيا يف‬ ‫مراحلها الأولى من التطور‪� ،‬إذ تغيب غالبية مراكز‬ ‫التمويل الإ�سالمي يف �أفريقيا عن �سوق �إدارة الأ�صول‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وتظل جنوب �أفريقيا الفاعل الوحيد الن�شط يف جمال‬ ‫�إدارة الأ�صول الإ�سالمية‪ .‬ففي عام ‪ ،2016‬كانت ت�ضم‬ ‫ما جمموعه ‪� 98‬صندو ًقا �إ�سالم ًيا بقيمة ‪ 1.8‬مليار‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وميكن للبلدان الأفريقية الأخرى �أن حتذو حذوها يف‬ ‫�إن�شاء جمموعة متنوعة من منتجات �سوق ر�أ�س املال‬ ‫الإ�سالمي التي ميكن �أن تلبي احتياجات امل�ستثمرين‬ ‫الواعني‪ ،‬من ذوي عتبات املخاطر املختلفة‪.‬‬ ‫وعلى �إثر الإ�صدار الناجح لل�صكوك ال�سيادية يف دول‬ ‫مثل نيجرييا و�ساحل العاج‪ ،‬ميكن لهذين البلدين النظر‬ ‫يف تطوير قطاع �إدارة الأ�صول الإ�سالمية يف كل منهما‬ ‫و�إدخال �صناديق التقاعد الإ�سالمية بهدف امل�ساعدة‬ ‫يف تنمية قاعدة الأ�صول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ويعمل �صندوق التقاعد الكيني حال ًيا على �إن�شاء‬ ‫�صندوق تقاعدي متوافق مع �أحكام ال�شريعة الإ�سالمية‬ ‫لتلبية احتياجات �سكانه امل�سلمني البالغ عددهم ‪4‬‬ ‫ماليني ن�سمة‪ ،‬مما يدل على �أن �أفريقيا ال تزال تزخر‬ ‫بالعديد من فر�ص التمويل الإ�سالمي غري امل�ست َغ َّلة‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪55‬‬


‫اقتصاد‬ ‫منظمة التجارة العالمية تحذر من استمرار التوترات التجارية‬ ‫جنيف (يونا)‬ ‫حذرت منظمة التجارة العاملية من �أن ا�ستمرار التوترات‬ ‫التجارية�سيكونلهتداعياتم�ؤثرةعلىمنوالتجارةيفالعامل‪.‬‬ ‫وقالت املنظمة يف تقرير �أ�صدرته يف جنيف حول‬ ‫منو التجارة العاملي‪� :‬إن هذه التوترات �إ�ضافة �إلى‬ ‫عدم اال�ستقرار االقت�صادي �أدت �إلى منو �أبط�أ من‬ ‫املتوقع يف العام املا�ضي ‪ 2018‬مع توقع ب�أن ينخف�ض‬ ‫حجم منو جتارة الب�ضائع بن�سبة ‪ 2.6‬يف املائة يف‬ ‫العام احلايل ‪ 2019‬مقارنة مع ‪ 3‬يف املائة يف ‪.2018‬‬ ‫ونوهت املنظمة �إلى �أن الن�سبة تعاود �إلى ‪ 3‬يف املائة‬ ‫فى العام املقبل يف حال بد�أت التوترات التجارية‬ ‫باالنخفا�ض لكن تقرير املنظمة توقع �أن تواجه التجارة‬ ‫العاملية رياحا معاك�سة هذا العام والعام املقبل‪.2020 ‬‬ ‫وقال روبرتو �أزفيدو‪ ،‬املدير العام للمنظمة يف م�ؤمتر‬

‫�صحفي عقده يف جنيف‪� :‬إنه ال يجب �أن يتفاج�أ �أحد من‬ ‫هذه التوقعات والنتائج مع ارتفاع التوترات التجارية‬ ‫حاليا‪ ،‬خا�صة و�أن التجارة الميكن �أن تلعب دورها‬ ‫كامال عند وجود م�ستويات عالية من عدم اليقني‪.‬‬ ‫ودعا �إلى ر�سم خارطة طريق �إيجابية ت�ستجيب للتحديات‬ ‫احلقيقية يف اقت�صاد اليوم ومنها الثورة التكنولوجية‬ ‫وتوفري فر�ص العمل وتعزيز التنمية‪ .‬محذرا من �أن ن�سيان‬ ‫الأهمية الأ�سا�سية للنظام التجاري القائم على القواعد‬ ‫�سيجعل هناك مخاطرة ب�إ�ضعافه‪ .‬معتربا �أن ذلك‬ ‫�سيكون خط�أ تاريخيا نظرا ملا قد يكون له من تداعيات‬ ‫على الوظائف والنمو واال�ستقرار يف جميع �أنحاء العامل‪.‬‬ ‫و�أ�شار تقرير منظمة التجارة العاملية �إلى �أن منو‬ ‫التجارة العاملية يف العام املا�ضي ت�أثر بعدة عوامل‬ ‫�شملت التعريفات اجلديدة والتدابري االنتقامية التي‬

‫ت�ؤثر على ال�سلع املتداولة على نطاق وا�سع‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫�ضعف النمو االقت�صادي العاملي وتقلب الأ�سواق املالية‬ ‫والظروف النقدية امل�شددة يف البلدان املتقدمة وغريها‪.‬‬ ‫وقال‪� :‬إن التقديرات ت�شري �إلى تباط�ؤ منو الناجت‬ ‫املحلي الإجمايل العاملي من ‪ 2.9‬يف املائة فى عام‬ ‫‪� 2018‬إلى ‪ 2.6‬يف املائة يف عامي ‪ 2019‬و ‪.2020‬‬ ‫ولفت �إلى �أن التقدير الأويل لنمو التجارة العاملية‬ ‫يف عام ‪ 2018‬جاء �أقل مما توقعته املنظمة يف‬ ‫�سبتمرب املا�ضي حيث بلغت ن�سبته ‪ %3‬فقط‬ ‫مقابل توقعات كانت ت�شري �إلى ‪ 3.9‬يف املائة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح التقرير �أن هذه الن�سب تف�سر النتيجة الأ�سو�أ من‬ ‫املتوقع لنمو التجارة العاملية يف الربع الرابع من ‪2018‬‬ ‫حيث انخف�ضت التجارة العاملية وفقا ملتو�سط ​​ال�صادرات‬ ‫والواردات بن�سبة ‪ 0.3‬يف املائة‪.‬‬

‫التوقيع على مذكرة تعاون بين‬

‫الوكالة المغربية للتعاون الدولي‬ ‫والبنك اإلسالمي للتنمية‪ ‬‬ ‫يف �إطار حر�ص الوكالة املغربية للتعاون الدويل على مواكبة‬ ‫الر�ؤية امللكية املندجمة لتنمية �أفريقيا‪ ،‬عرب �إعطاء �أهمية‬ ‫ق�صوى للتنمية الب�شرية ودعم التعاون‪ ‬جنوب ‪-‬جنوب‪،‬‬ ‫باعتباره محاور �أ�سا�سي ًا لل�سيا�سة اخلارجية للمملكة‪ ،‬وقعت‬ ‫الوكالة املغربية للتعاون الدويل‪ ،‬يوم ‪ 28‬فرباير ‪2019‬‬ ‫بالرباط‪ ،‬ممثلة يف �شخ�ص ال�سفري املدير العام ال�سيد‬ ‫محمد مثقال‪ ،‬وال�سيد بندر حجار الرئي�س التنفيذي للبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬مذكرة للتعاون امل�شرتك تهدف الى و�ضع‬ ‫برنامج للمنح الدرا�سية للطلبة الأفارقة‪ ،‬يف املجاالت الطبية‬ ‫والتقنية والتكوين املهني‪ .‬‬ ‫وي�أتي ذلك‪ ،‬ح�سب املدير العام للوكالة املغربية للتعاون‬ ‫الدويل لإغناء العر�ض املغربي املتعلق بالتعاون لتنمية القارة‬ ‫الأفريقية‪.‬‬ ‫ويف هذا الإطار‪ ،‬اتفق الطرفان على و�ضع برنامج خا�ص‬ ‫للمنح الدرا�سية‪ ،‬ممول من طرف البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬مع جامعات ومعاهد متخ�ص�صة باململكة املغربية‪ ،‬يهدف‪ ،‬ومقاولني‪� ،‬إلى جانب برنامج �آخر ملنح خا�صة يهدف �إلى‬ ‫ي�ستهدف تخ�ص�صات‪ ،‬خارج �إطار الربنامج الوطني للمنح ح�سب الرئي�س التنفيذي للبنك الإ�سالمي للتنمية‪� ،‬إلى تقوية القدرات يف املجال الطبي لفائدة الأفارقة يف مختلف‬ ‫الذي تديره الوكالة لفائدة الدول الأفريقية‪ ،‬عرب �شراكات تكوين ‪� 1000‬إطار عال لبناء م�ستقبل واعد للقارة بخلق قادة التخ�ص�صات الطبية‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫إطالق الكتاب اإلحصائي السنوي‬ ‫بشأن الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي ‪2018‬‬ ‫�أطلق مركز الأبحاث الإح�صائية واالقت�صادية واالجتماعية‬ ‫والتدريب للدول الإ�سالمية (�سي�سرك) ن�سخة ‪2018‬‬ ‫من الكتاب الإح�صائي ال�سنوي ب�ش�أن الدول الأع�ضاء يف‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ‬خالل الدورة الرابعة لالجتماع‬ ‫التن�سيقي ال�سنوي مل�ؤ�س�سات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫(‪ ،)ACMOI‬وذلك بتاريخ ‪ 03‬دي�سمرب ‪ 2018‬يف‬ ‫جدة‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫ويعر�ض هذا الكتاب الإح�صائي ال�سنوي جمموعة كبرية‬ ‫من الإح�صاءات الدولية التي ي�سهل الو�صول �إليها والقابلة‬ ‫للمقارنة تخ�ص فئات محددة ب�شكل عام‪ ،‬والهدف هو‬ ‫توفري معلومات �سهلة ويف املتناول على �صعيد عدد من‬ ‫القطاعات االجتماعية واالقت�صادية‪.‬‬ ‫وتت�سم ن�سخة هذه ال�سنة مبحتواها اخلا�ضع للمراجعة‬ ‫الدقيقة والأكرث ثراء باملقارنة مع الإ�صدارات ال�سابقة‬ ‫ابتداء من �أول ن�سخة ن�شرت عام ‪ .1980‬فن�سخة ‪2018‬‬ ‫للكتاب ال�سنوي تغطي ‪ 20‬فئة ت�ضم ‪ 277‬م�ؤ�شرا متوفرا‬ ‫حول الفرتة املمتدة بني عام ‪ 2000‬وحتى �آخر �سنة متاحة‪.‬‬ ‫وهذه الفئات هي الزراعة‪ ،‬والدميوغرافيا‪ ،‬والتعليم‪،‬‬ ‫والطاقة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬وال�ش�ؤون اجلن�سانية والأ�سرة‪ ،‬وال�صحة‪،‬‬ ‫وال�صناعة والت�صنيع‪ ،‬والبنية التحتية‪ ،‬والتمويل الدويل‪،‬‬

‫واخلدمات امل�صرفية واملالية الإ�سالمية‪ ،‬والعمل واحلماية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والنقد والأ�سعار‪ ،‬واحل�سابات القومية‪،‬‬ ‫واملالية العامة‪ ،‬والعلوم‪ ،‬والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬ومكافحة‬ ‫التبغ‪ ،‬وال�سياحة‪ ،‬والتجارة‪ ،‬واملياه‪.‬‬ ‫ويتوخى من ن�سخة ‪ 2018‬للكتاب الإح�صائي ال�سنوي �أن‬ ‫تكون مبثابة مرجع ل�صناع القرار حتى يت�سنى لهم اخلروج‬ ‫بقرارات قائمة على �أدلة بخ�صو�ص املجاالت املحتملة‬ ‫للتعاون والتكامل على �صعيد منظمة التعاون الإ�سالمي‪،‬‬ ‫وبهذا ي�ساهم الكتاب ب�شكل كبري يف �إذكاء الوعي بالق�ضايا‬ ‫الإح�صائية يف �صفوف �صناع القرار يف بلدان املنظمة‪.‬‬ ‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬يقدم الكتاب ال�سنوي للقارء فر�صة‬ ‫لالطالع على �أداء كل دولة من الدول الأع�ضاء يف املنظمة‪،‬‬ ‫ف�ضال عن الأداء العام للمنظمة كمجموعة مقارنة بالأداء‬ ‫العاملي على �صعيد م�ؤ�شرات بعينها‪.‬‬ ‫وبداية من ‪� 2019‬سيظهر الكتاب الإح�صائي ال�سنوي ب�ش�أن‬ ‫الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي كمن�شور‬ ‫�إح�صائي موا�ضيعي ن�صف �شهري حتت عنوان‪« ‬الآفاق‬ ‫الإح�صائية ملنظمة التعاون الإ�سالمي”‪ ،‬و�سيغطي الفئات‬ ‫امل�شمولة يف قاعدة بيانات منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫الإح�صائية (�أوي�ستات)‪ ،‬و�أي�ضا كخال�صة نهائية يف �آخر‬

‫ال�سنة‪ .‬ومن خالل هذه املقاربة‪� ،‬سيكون بو�سع القراء‬ ‫االطالع على التحليالت الإح�صائية وجداول القيم‬ ‫الإجمالية ب�سرعة دومنا اال�ضطرار �إلى االنتظار حتى‬ ‫نهاية ال�سنة‪.‬‬

‫تقرير منظمة التعاون اإلسالمي حول المرأة والتنمية ‪:2018‬‬

‫تعزيز ريادة المرأة لألعمال من أجل تحقيق التنمية‬ ‫يعترب حجم م�ساهمة املر�أة‪ ‬يف التنمية االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية ال�سيا�سية على ال�صعيد العاملي يف جمتمعها‬ ‫حقيقة ال ميكن نكرانها‪� .‬إال �أن الن�ساء كفئة من بني باقي‬ ‫الفئات الدميغرافية تبقى الأكرث تهمي�شا وه�شا�شة ب�سبب‬ ‫عدم امل�ساواة بني املر�أة والرجل يف العديد من الدول‬ ‫النامية‪ .‬وتبعث هذه م�س�ألة على القلق ب�شكل كبري يف بلدان‬ ‫املنظمة‪ ،‬حيث ي�سجل التفاوت بني اجلن�سني م�ستويات‬ ‫عالية‪� ،‬سواء على �صعيد ال�سيا�سات �أو املمار�سات‪ ،‬ويبدو‬ ‫�أكرث جالء يف جماالت التعليم وال�صحة والأ�سرة وال�سيا�سة‬ ‫واالقت�صاد و�صناعة القرار‪ .‬وكنتيجة‪ ،‬لي�س ب�إمكان املر�أة‬ ‫يف العديد من دول منظمة التعاون الإ�سالمي امل�شاركة‬ ‫ب�شكل تام يف تنمية جمتمعها‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫وعلى هذه اخللفية‪ ،‬ين�شر �سي�سرك تقرير منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي حول املر�أة والتنمية ‪ 2018‬املتمحور حول مو�ضوع‬ ‫“تعزيز ريادة املر�أة للأعمال من �أجل حتقيق التنمية”‪.‬‬ ‫وقد مت �إطالق التقرير يف‪ ‬الدورة ال�سابعة للم�ؤمتر الوزاري‬ ‫حول دور املر�أة يف تنمية الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي‪ ‬الذي انعقد يف بوركينا فا�سو يومي ‪ 30‬نوفمرب و‬ ‫‪ 1‬دي�سمرب ‪.2018‬‬ ‫كما يهدف التقرير من خالل االعتماد على �أحدث‬ ‫جمموعات البيانات النوعية والكمية �إلى تقييم و�ضع املر�أة‬ ‫يف دول املنظمة وحتديد التحديات الرئي�سية التي تواجهها‬ ‫يف حياتها االقت�صادية واالجتماعية من وجهة نظر مقارنة‪.‬‬ ‫ويخ�ص�ص التقرير ق�سما خا�صا للمر�أة الرائدة للأعمال‬

‫يف دول املنظمة‬ ‫ويف العامل‪ ،‬يتم‬ ‫من خالله ت�سليط‬ ‫على‬ ‫ال�ضوء‬ ‫العوائق التي ت�ؤثر‬ ‫على قرار املر�أة‬ ‫ملزاولة �أن�شطة‬ ‫ريادة الأعمال و�أهمية ت�شجيع م�شاركة املر�أة يف مثل هذه‬ ‫الأن�شطة‪ .‬ويختتم التقرير بعر�ض جمموعة من الآثار‬ ‫ال�سيا�ساتية املتعلقة جتاوز بع�ض التحديات التي تواجهها‬ ‫املر�أة يف بلدان املنظمة‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪57‬‬


‫اقتصاد‬ ‫البنك اإلسالمي يعقد صفقة لدعم‬

‫أهداف التنمية المستدامة والعلماء الالجئين‬

‫يف ختام الدورة الـ ‪ 44‬للبنك الإ�سالمي للتنمية‪:‬‬ ‫مراك�ش ت�شهد توقيع ‪ 91‬اتفاقية متويل مع دول‬ ‫منظمة التعاون الإ�سالمي‬ ‫ا�ست�ضافت مدينة مراك�ش املغربية يوم ‪ 5‬ابريل ‪2019‬‬ ‫�أعمال االجتماع ال�سنوي الرابع والأربعني ملجموعة‬ ‫البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬برعاية العاهل املغربي‬ ‫امللك محمد ال�ساد�س يف مو�ضوع «التحول يف عامل‬ ‫�سريع التغيري‪ :‬الطريق لأهداف التنمية امل�ستدامة»‪.‬‬ ‫وخالل اجلل�سة االفتتاحية ُقرئت الر�سالة التي وجهها العاهل‬ ‫املغربي امللك محمد ال�ساد�س �إلى امل�شاركني يف االجتماع‪،‬‬ ‫التي �أ�شاد فيها بالدور الرائد الذي تقوم به جمموعة‬ ‫البنك يف دعم التنمية االقت�صادية واالجتماعية يف الدول‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬والنهو�ض بالتعاون بني دول العامل الإ�سالمي‪،‬‬ ‫والإ�سهام الفاعل يف حتقيق التكافل والت�ضامن فيما بينها‪.‬‬ ‫و�أثنى امللك محمد ال�ساد�س على مبادرة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية خللق �صندوق العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪،‬‬ ‫لتوفري الدعم للم�شاريع البحثية املتميزة بالدول الأع�ضاء‪،‬‬ ‫وللجاليات الإ�سالمية عرب العامل‪ ،‬وكذا ب�إ�سهامه مع �شركاء‬ ‫�آخرين يف �إن�شاء �صندوق العي�ش واملعي�شة لتمويل الربامج‬ ‫الرامية �إلى حت�سني ظروف عي�ش ال�سكان‪ ،‬ودعم التنمية‬ ‫وامل�شاريع ال�صغرية يف املناطق النائية للدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وعرب ملك اململكة املغربية عن �أمله يف �أن تقـوم جممـوعـة‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫البنـك الإ�سـالمـي بـدور رائـد لـدعـم جهـود الـدول الإ�سـالميـة‬ ‫الهـادفـة �إلـى مـواجهـة التغيـرات املنـاخيـة‪ ،‬وتعـزيـز ال�سـالمـة‬ ‫البيئيـة‪ ،‬واال�ستخـدام الأمثـل للمـوارد الطبيعيـة‪ ،‬والإ�سهام‬ ‫فـي تفعيـل االلتـزام العـاملـي بتـوفيـر التمـويـل املي�سـر‪ ،‬لأجـل‬ ‫متكينهـا مـن تنفيـذ الأهـداف املتفـق عليهـا فـي هـذا املجـال ‪.‬‬ ‫ودعا بهذه املنا�سبة لإعطـاء عنـايـة خـا�صـة لتمـويـل م�شـاريـع‬ ‫تـ�أهيـل البنيـات التحتيـة‪ ،‬وت�شجيـع �إقـامـة امل�شـاريـع‬ ‫الإمنـائيـة التـي تـدعـم التكـامـل االقت�صـادي بيـن الـدول‬ ‫الإ�سـالميـة‪ ،‬وخـا�صـة فـي �أفـريقيـا‪ ،‬كم�شـاريـع الطـاقـة‬ ‫والبنيـات التحتيـة‪ ،‬لتعـزيـز الـربـط الكهـربـائـي والبـري‬ ‫والبحـري‪ ،‬وامل�شاريع الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي ‪.‬‬ ‫و�أ�شار امللك محمد ال�ساد�س �إلى دور جممـوعـة البنـك‬ ‫كمـ�ؤ�س�سـة تنمـويـة رائـدة‪ ،‬تـدعـم التعـاون والت�ضـامـن بيـن‬ ‫البلـدان الإ�سـالميـة‪ ،‬وخـا�صـة مـع البلـدان الأفـريقيـة‪،‬‬ ‫للإ�سهام فـي تـوطيـد �أوا�صـر التعـاون والتكامـل بيـن هـذه‬ ‫الـدول وباقـي البلـدان الإ�سـالميـة‪ ،‬كنموذج للتعـاون جنـوب‬ ‫– جنـوب‪.‬‬ ‫وانطلقت �أعمال الدورة الـ ‪ 44‬ملجموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية يوم ‪ 3‬ابريل ‪ ،2019‬وذلك بانعقاد اجتماعات جمال�س‬ ‫�إدارة امل�ؤ�س�سات الأع�ضاء يف جمموعة البنك واجلمعية العامة‬ ‫الحتاد امل�ؤ�س�سات الوطنية للتمويل التنموي يف الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�شهدت فعاليات اليوم الأول من الدورة اجلديدة التي تعقد‬ ‫حول (التحول يف عامل �سريع التغيري‪ :‬الطريق لأهداف‬

‫التنمية امل�ستدامة) �إقامة ندوة ب�ش�أن (تطوير املالية‬ ‫الإ�سالمية‪ :‬دور امل�ؤ�س�سات الإ�سالمية للبنية التحتية يف بلوغ‬ ‫�أهداف التنمية امل�ستدامة)‪.‬‬ ‫كما بحث امل�شاركون يف اجتماعات تعزيز دور البنوك‬ ‫االمنائية املتعددة الأطراف ووكاالت التعاون الفني التي‬ ‫تدعم التعاون الثالثي مع دول اجلنوب لبلوغ �أهداف التنمية‬ ‫امل�ستدامة (حالة املغرب والبنك اال�سالمي للتنمية)‪.‬‬ ‫وت�ضمن جدول الأعمال جل�سة نقا�شية حول (كيف ميكن‬ ‫للمراجعة الوطنية الطوعية امل�ساهمة يف متهيد الطريق‬ ‫لتحقيق �أهداف التنمية امل�ستدامة) ومائدة م�ستديرة‬ ‫للمحافظني حول (مطلب التحول وحماية امل�ستقبل) �إلى‬ ‫جانب ندوات علمية متخ�ص�صة لبحث ق�ضايا وم�سائل‬ ‫�أ�سا�سية تخ�ص التحديات التي تواجه الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫كما بحثت اجتماعات الدورة التي �شارك فيها وزراء‬ ‫املال واالقت�صاد يف الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون‬ ‫الإ�سالمي وممثلون عن امل�ؤ�س�سات التمويلية الوطنية‬ ‫والإقليمية والدولية‪� ،‬سبل تنفيذ �أهداف التنمية امل�ستدامة‬ ‫وت�شجيع اال�ستثمار و�إيجاد فر�ص وجماالت عمل جديدة‬ ‫لل�شباب و�آليات دعم جهود متكني املر�أة وتطوير قدراتها‪.‬‬ ‫ومتثل هذه الظاهرة االقت�صادية الكربى التي افتتحها رئي�س‬ ‫احلكومة املغربية �سعد الدين العثماين بق�صر امل�ؤمترات‪،‬‬ ‫حد ًثا اقت�صاديًا بار ًزا يجمع �أكرث من ‪ 2000‬م�شارك من‬ ‫العاملني العربي والإ�سالمي‪ ،‬والعديد من امل�ؤ�س�سات والهيئات‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫املالية‪ ،‬العربية والإقليمية والدولية‪ ،‬وخرباء ومهتمني من‬ ‫مختلف القطاعات االقت�صادية باململكة املغربية‪ ،‬عالوة‬ ‫على م�شاركة وزراء املالية واالقت�صاد والتخطيط يف الدول‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�شكل هذا االجتماع‪ ،‬الذي تر�أ�سه وزير االقت�صاد واملالية‬ ‫محمد بن�شعبون ب�صفته رئي�سا ملحافظي البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬منا�سبة ملمثلي الدول الأع�ضاء ملناق�شة مختلف‬ ‫الق�ضايا ذات ال�صلة باملو�ضوع الرئي�سي لالجتماع واملحاور‬ ‫الأربعة الأ�سا�سية للمخطط اخلما�سي للبنك واملتمثلة يف‬ ‫“ال�شراكات بني القطاعني العام واخلا�ص” و”العلوم‪،‬‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬واالبتكار” و”�سال�سل القيم العاملية”‬ ‫و”التمويل الإ�سالمي”‪ .‬ونوه وزير االقت�صاد واملالية يف‬ ‫كلمة باملنا�سبة تالها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة‬ ‫زهري ال�شريف‪ ،‬بالنجاح الكبري لهذا االجتماع وكذا ب�أهمية‬ ‫املوا�ضيع التي مت التطرق �إليها من �أجل �ضمان تنمية وتطور‬ ‫البلدان الأع�ضاء بالبنك‪.‬‬ ‫كما �أكد �أن التوقيع على بروتوكول �إطار حول ا�سرتاتيجية‬ ‫ال�شراكة بني املغرب والبنك الإ�سالمي (‪)2020-2019‬‬ ‫ي�ؤ�س�س ملرحلة جديدة للتعاون بني الطرفني وي�شكل قفزة‬ ‫نوعية من �أجل تعزيز الروابط بني املغرب والبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية لرتقى �إلى امل�ستوى املطلوب‪.‬‬ ‫و�شدد الوزير يف هذا ال�صدد‪ ،‬على �أهمية هذه ال�شراكة‬ ‫ك�إطار يروم توطيد التعاون القوي بني املغرب والبنك‬ ‫الإ�سالمي للتنمية يف �إطار النموذج اجلديد املتمحور حول‬ ‫تنمية �سال�سل القيم يف القطاعات االقت�صادية التي تتميز‬ ‫فيها اململكة مبزايا تناف�سية وتعترب ذات �أولوية يف برامج‬ ‫احلكومة‪.‬‬ ‫من جهة �أخرى‪� ،‬سجل ال�سيد بن�شعبون‪� ،‬أن التوقيع على‬ ‫مذكرة تفاهم مع البنك الإ�سالمي للتنمية ب�ش�أن مخطط‬ ‫العمل ل�سنة ‪ 2019‬يعد ترجمة فعلية ال�سرتاتيجية ال�شراكة‪،‬‬ ‫مو�ضحا �أنه مت تخ�صي�ص غالف مايل يقدر ب‪ 260‬مليون‬ ‫دوالر لهذا املخطط لتمويل م�شاريع يف جماالت حيوية وذات‬ ‫�أولوية بالن�سبة للحكومة‪.‬‬ ‫من جانبه‪� ،‬أكد رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية الدكتور بندر‬ ‫احلجار‪� ،‬أن الر�سالة امللكية ال�سامية التي وجهها �صاحب‬ ‫اجلاللة امللك محمد ال�ساد�س للم�شاركني يف هذا االجتماع‬ ‫تكت�سي �أهمية كبرية لكونها تدعم التوجهات اجلديدة للبنك‬ ‫وتدعو �إلى عمل جماعي بغية تعزيز وتوطيد الت�ضامن بني‬ ‫الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫وعرب با�سم البنك الإ�سالمي للتنمية عن االمتنان ل�صاحب‬ ‫اجلاللة امللك محمد ال�ساد�س لتف�ضل جاللته ب�إ�ضفاء‬ ‫رعايته ال�سامية على �أ�شغال هذا االجتماع‪.‬‬ ‫كما و�صف العالقات بني املغرب والبنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫بالتاريخية‪ ،‬م�ضيفا �أن التمويالت املقدمة من قبل البنك‬ ‫للمملكة املغربية قاربت ‪ 7‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫و�أ�شار‪ ،‬من جهة �أخرى‪� ،‬إلى �أن �أهم التو�صيات التي متخ�ضت‬ ‫عن هذا االجتماع تهم امل�صادقة من قبل جمل�س املحافظني‬ ‫على النموذج اجلديد للبنك الإ�سالمي للتنمية املرتكز على‬ ‫�سال�سل القيم والعلوم والتكنولوجيا واالبتكار وال�شراكات‬ ‫وتعزيز التمويل الإ�سالمي على م�ستوى م�شاريع البنك مع‬ ‫الدول الأع�ضاء‪.‬‬ ‫على �صعيد �آخر‪� ،‬أعلنت جمموعة البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية �أن التمويالت التي وافقت عليها جميع الفروع‬ ‫التابعة لها ناهزت ‪ 21.72‬مليار دوالر خالل �سنة ‪.2018‬‬ ‫و�أعلن رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬خالل م�ؤمتر‬ ‫�صحايف‪� ،‬أن هذه التمويالت توزعت بني البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية‪ ،‬بنحو ‪ 7‬مليارات دوالر‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الإ�سالمية‬ ‫لت�أمني اال�ستثمار وائتمان ال�صادرات بنحو ‪ 9‬مليارات‬ ‫درهم‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة‬ ‫بنحو ‪ 5.2‬مليار درهم‪ ،‬وامل�ؤ�س�سة الإ�سالمية لتنمية‬ ‫القطاع اخلا�ص بقيمة ‪ 483‬مليون دوالر‪ ،‬و�صندوق‬ ‫اال�ستثمار يف ممتلكات الأوقاف بقيمة ‪ 45‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى م�ساهمات هيئات �أخرى تابعة للمجموعة‬ ‫كاملعهد الإ�سالمي للبحث والتدريب‪ ،‬وبرنامج تبادل‬ ‫اخلربات بني الدول الأع�ضاء‪ ،‬وم�شاريع امل�ساعدة الفنية‪.‬‬ ‫و�أعلن احلجار عن توقيع املجموعة ‪ 91‬اتفاقية متويل‬ ‫جديدة مبراك�ش مع الدول الأع�ضاء‪� ،‬ضمنها اتفاقية �إطار‬ ‫للتعاون مع املغرب تغطي الفرتة من ‪� 2019‬إلى ‪.2022‬‬ ‫و�أ�شار احلجار �إلى �أن متويالت البنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية لفائدة الدول الأع�ضاء منذ �إن�شائه قبل ‪44‬‬

‫�سنة ناهزت ‪ 138‬مليار دوالر‪ ،‬بلغت ح�صة املغرب منها‬ ‫‪ 7‬مليارات دوالر‪ .‬و�أو�ضح �أن هذه االعتمادات وجهت‬ ‫لتمويل قطاعات متنوعة‪ ،‬كالزراعة وال�صناعة والتعليم‬ ‫وال�صحة واملاء واخلدمات احل�ضرية والبنيات الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫و�أ�شار احلجار �إلى �أن �سنة ‪ 2018‬متيزت ب�إطالق‬ ‫جمموعة من ال�صناديق اجلديدة‪ ،‬ك�صندوق التحول‬ ‫لتمويل امل�شاريع ال�صغرى واملتو�سطة‪ ،‬و�صندوق‬ ‫املوجه لأفريقيا‪ ،‬و�صندوق التمكني‬ ‫البنيات التحتية ّ‬ ‫االقت�صادي لفل�سطني‪ ،‬و�صندوق الت�ضامن واال�ستثمار‪.‬‬ ‫كما �أولى البنك اهتمام ًا خا�ص ًا ملوا�ضيع االبتكار‬ ‫والعلوم والتقنية‪ ،‬ودعم ال�شباب يف حتقيق طموحاتهم‪.‬‬ ‫ويف هذا ال�سياق �أطلق البنك برناجم ًا خا�ص ًا للمنح الدرا�سية‬ ‫لطلبة البلدان الأع�ضاء‪ ،‬التي تقدم لها ‪ 180‬طالب ًا خالل‬ ‫املرحلة الأولى لإطالقها‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪59‬‬


‫اقتصاد‬

‫البنك اإلسالمي للتنمية يمول‬

‫‪ 3‬محطات للقطارات فائقة السرعة بالمغرب‬ ‫�أكد البنك الإ�سالمي للتنمية التزامه بالتعاون مع احلكومة‬ ‫املغربية من �أجل بلوغ الأهداف التنموية امل�سطرة بني‬ ‫الطرفني‪ ،‬ومن هذا املنطلق �شارك البنك الإ�سالمي للتنمية‬ ‫يف متويل �أول م�شروع يف �إفريقيا خلط القطار فائق ال�سرعة‬ ‫عرب امل�ساهمة يف متويل �إن�شاء ثالث محطات للقطار فائق‬ ‫ال�سرعة‪ .‬و�أجرى رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬الدكتور‬ ‫بندر بن محمد بن حمزة حجار‪ ،‬زيارة ملحطة الرباط‬ ‫�أكدال‪ ،‬وملحطة الدار البي�ضاء امل�سافرين‪ ،‬كما قام برحلة‬ ‫بني املحطتني على منت قطار الرباق‪ ،‬قبل �أيام قليلة‪.‬‬ ‫ويعد النقل ثاين م�ستفيد من متويالت البنك الإ�سالمي‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫للتنمية يف املغرب‪ ،‬فمنذ انطالقه �صادق على ‪ 13‬عملية‬ ‫بقيمة ‪ 924‬مليون دوالر يف قطاع النقل املغربي‪ ،‬ومت حتى‬ ‫الآن االنتهاء من �إجناز ‪ 10‬عمليات بقيمة ‪ 674‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫فيما ال تزال ثالث عمليات بقيمة ‪ 250‬مليون دوالر يف طور‬ ‫الإجناز‪.‬‬ ‫وا�ستقبلت املديرة العامة ملكتب التكوين املهني و�إنعا�ش ال�شغل‬ ‫لبنى تري�شة‪ ،‬رئي�س املجموعة البنكية‪ ،‬يف املعهد املتخ�ص�ص‬ ‫للتكوين يف مهن �صناعة الطريان ولوج�ستيك املطارات‪،‬‬ ‫حيث تباحثا �سبل تعزيز ال�شراكة بني امل�ؤ�س�ستني و�آفاق‬ ‫تطوير التعاون امل�ستقبلي بينهما‪ .‬و�شكلت هذه الزيارة فر�صة‬

‫لتقدمي منظومة التكوين املهني للمكتب الوطني للتكوين‬ ‫املهني و�إنعا�ش ال�شغل‪ ،‬وللتعرف على املعهد املتخ�ص�ص يف‬ ‫مهن �صناعة الطائرات ولوج�ستيك املطارات‪ ،‬كنموذج برهن‬ ‫عن جناعته‪ ،‬يف جمال تكوين ال�شباب على املهن املرتبطة‬ ‫ب�صناعة الطائرات‪ .‬وجاء يف بيان للبنك الإ�سالمي للتنمية‪،‬‬ ‫�أنه يبقى رمزا للثقة وامل�صداقية واال�ستقرار على مدى ‪45‬‬ ‫�سنة من وجوده‪ ،‬وهي الفرتة التي راكمت امل�ؤ�س�سة املالية‬ ‫العاملية فيها �إرثا زاخرا‪ ،‬من حيث املوارد التي ر�صدها‬ ‫للتنمية االقت�صادية واالجتماعية للدول الأع�ضاء‪.‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫اقتصاد‬ ‫التمويل اإلسالمية‪ 200 :‬ألف دوالر لدعم رائدات األعمال‪..‬‬

‫ومشروعان لتعزيز التجارة مع إفريقيا‬ ‫�أطلق البنك الإ�سالمي للتنمية برناجما لدعم رائدات‬ ‫الأعمال حتت عنوان «هي تتاجر» والذي �سيتم تنفيذه لأول‬ ‫مرة يف م�صر ومنطقة �شمال �إفريقيا بقيمة ‪� 200‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫يف مبادرة جديدة للبنك لبناء القدرات الت�صديرية لرائدات‬ ‫الأعمال يف م�صر وت�سهيل نفاذ منتجاتهم �إلى الأ�سواق‬ ‫الدولية‪ ،‬كما �أطلق البنك برنامج امل�ساعدة من �أجل التجارة‬ ‫للدول العربية بقيمة ‪� 150‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫وتتولى امل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل التجارة‪� ،‬إحدى‬ ‫�أذرع البنك الإ�سالمي للتنمية‪ ،‬والتي يرت�أ�سها املهند�س‬ ‫هاين �سنبل تنفيذ املبادرة ومتويلها من خالل حتويل قيمة‬ ‫التمويل �إلى مركز التجارة الدولية وهو اجلهة املنفذة‬

‫للربناجمني وذلك مل�صلحة هيئة تنمية ال�صادرات امل�صرية‬ ‫وهي اجلهة امل�ستفيدة من امل�شروع‪ ،‬حيث مت حتويل مبلغ ‪350‬‬ ‫�ألف دوالر بالفعل‪.‬‬ ‫ومن املرتقب �أن يبد�أ تنفيذ الربناجمني بداية من ال�شهر‬ ‫املقبل بعد االنتهاء من و�ضع اخلطة التف�صيلية لتنفيذ‬ ‫امل�شروع و�آليات التنفيذ بالتعاون مع مركز التجارة الدولية‬ ‫بجينيف‪ .‬ومن املقرتح �أن ي�شارك يف امل�شروعني عدة‬ ‫م�ؤ�س�سات دولية منها البنك الدويل والبنك الأوروبي واك�سبو‬ ‫لينك‪.‬‬ ‫ويتم التفاو�ض حاليا بني امل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل‬ ‫التجارة وهيئة تنمية ال�صادرات للم�شاركة فى م�شروعني‬

‫جديدين لدعم رئا�سة م�صر االحتاد الإفريقى وذلك من‬ ‫خالل م�شروعني رئي�سني الأول لتعزيز التجارة بني م�صر‬ ‫ومنطقة غرب �إفريقيا وامل�شروع الآخر لزيادة التجارة بني‬ ‫م�صر ودول �شرق �إفريقيا‪.‬‬ ‫ويقول هاين �سنبل رئي�س امل�ؤ�س�سة الدولية الإ�سالمية لتمويل‬ ‫التجارة �إن حجم متويالت امل�ؤ�س�سة للدول الإ�سالمية بلغ ‪72‬‬ ‫مليار دوالر‪ .‬وتعترب م�صر من الدول الأولى امل�ستفيدة من‬ ‫متويالت امل�ؤ�س�سة وهناك خم�س اتفاقيات مت توقيعها مع‬ ‫احلكومة امل�صرية ومنها االتفاقية التى يتم تنفيذها الآن‬ ‫بقيمة ‪ 3‬مليارات دوالر لتوفري املواد الغذائية والبرتولية‪.‬‬

‫حجار‪ :‬المغرب نموذج عالمي في الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬ ‫�أكد رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية بندر حجار‪� ،‬أن املغرب‬ ‫يعترب “رائدا عامليا يف �إر�ساء ال�شراكات بني القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص‪ ،‬ومنوذجا يف هذا املجال”‪ ،‬وذلك خالل الدورة‬ ‫الثانية للمنتدى حول ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪،‬‬ ‫املنعقد حتت �شعار “ت�ضافر املجهودات من �أجل �أهداف‬ ‫م�شرتكة” يف الرباط يف نهاية فرباير‪.‬‬ ‫و�أو�ضح رئي�س البنك الإ�سالمي للتنمية خالل افتتاح هذا‬ ‫املنتدى‪ ،‬املنظم برعاية امللك محمد ال�ساد�س‪� ،‬أن “املغرب‬ ‫يعترب رائدا عامليا يف ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪،‬‬ ‫ال�سيما يف جمال الطاقات املتجددة واملدن اخل�ضراء”‪،‬‬ ‫م�ضيفا �أن اململكة‪ ،‬بح�صيلتها الإيجابية يف هذا املجال‪،‬‬ ‫يتعني �أن تعترب من طرف اجلميع “منوذجا ومرجعا من �أجل‬ ‫ن�سخ جتربتها يف الدول الأع�ضاء الأخرى للبنك الإ�سالمي‬ ‫للتنمية”‪.‬‬ ‫و�أ�شار حجار �إلى �أن هذا املنتدى ي�شكل منا�سبة مواتية لتعزيز‬ ‫احلوار بني �صناع القرار واملقاوالت والقطاع العام حول‬ ‫االمتيازات واحللول التي توفرها ال�شراكة بني القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص‪ ،‬م�ؤكدا يف هذا ال�صدد �أن ال�شراكات بني‬ ‫القطاعني العام واخلا�ص املبلورة ب�شكل جيد ت�ؤدي غالبا �إلى‬ ‫عائدات اجتماعية واقت�صادية �أعلى من النموذج التقليدي‬ ‫لل�صفقات العمومية‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف �أن ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص جمال‬ ‫ي�ضطلع فيه البنك الإ�سالمي للتنمية بدور قيادي يف ال�سوق‪،‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫مو�ضحا �أن هذا املجال ي�شكل ركيزة �أ�سا�سية يف منوذج‬ ‫العمل اجلديد للبنك الذي يوجه املوارد نحو حت�سني القدرة‬ ‫التناف�سية للبلدان يف القطاعات التي تتمتع فيها مبزايا‬ ‫ن�سبية عاملية‪.‬‬ ‫و�أكد حجار �أن البنك الإ�سالمي للتنمية يبدي التزاما ب�شكل‬ ‫خا�ص يف تعزيز ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‬ ‫وتقدمي م�ساعدته يف تنفيذها كم�صدر بديل لال�ستثمار يف‬ ‫البنية التحتية‪ ،‬م�شريا �إلى �أنه قام‪ ،‬منذ ت�أ�سي�سه‪ ،‬بدعم‬ ‫م�شاريع ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص يف دوله‬ ‫الأع�ضاء الـ ‪ 57‬مبليارات الدوالرات‪ ،‬ال �سيما يف جماالت‬ ‫املرافق العامة واملالية واملعادن والطاقة وال�صحة‪.‬‬ ‫و�أبرز �أن املغرب هو �أحد امل�ستفيدين الرئي�سيني من م�شاريع‬ ‫ال�شراكات بني القطاعني العام واخلا�ص للبنك الإ�سالمي‬

‫للتنمية‪ ،‬م�ضيفا �أنه من ال�ضروري �أن يتقا�سم البنك‬ ‫ريادته مع اململكة من �أجل احل�صول على نتائج �أف�ضل‬ ‫مل�شاريع ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫تبادل اخلربات ال�ضرورية وال�سيا�سات املبتكرة بني الدول‬ ‫الأع�ضاء‪.‬‬ ‫و�أعرب حجار عن اقتناعه �أن املنتدى �سينخرط يف تفكري‬ ‫قيم حول هذا املو�ضوع و�سينبثق عنه زخم متجدد لإيجاد‬ ‫حلول للتحديات التنموية العاملية‪ ،‬وذلك بالنظر لريادة‬ ‫اململكة و�إجنازاتها يف جمال ال�شراكة بني القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬اعترب وزير االقت�صاد واملالية محمد بن�شعبون‪،‬‬ ‫�أن اختيار املغرب لتنظيم هذا املنتدى املهم هو تكري�س‬ ‫للخربة املغربية يف جمال ال�شراكة بني القطاعني العام‬ ‫واخلا�ص‪ ،‬وذلك تزامنا مع الظرفية احلالية التي تقوم فيها‬ ‫اململكة بالتفكري املعمق والوا�سع يف �إعادة النظر يف منوذجها‬ ‫التنموي وحول الإمكانيات املتاحة لتعزيز ودعم دور القطاع‬ ‫اخلا�ص يف �إجناز البنيات التحتية‪.‬‬ ‫وجمعت الدورة الثانية للمنتدى حول ال�شراكة بني القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص جمموعة من اخلرباء الدوليني وامل�س�ؤولني‬ ‫احلكوميني وامل�ستثمرين من القطاع اخلا�ص ملناق�شة �سبل‬ ‫جتويد البيئة القانونية وامل�ؤ�س�سية لل�شراكات بني القطاعني‬ ‫العام واخلا�ص‪ ،‬ال�سيما يف القارة الإفريقية‪.‬‬ ‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪61‬‬


‫مسؤول ماليزي يحذر من تفاقم ظاهرة‬

‫«حالل فوبيا» في الدول غير اإلسالمية‬ ‫كواالملبور (يونا)‬ ‫حذر م�س�ؤول ماليزي من تفاقم ظاهرة (حالل فوبيا) �أو‬ ‫اخلوف من املنتجات احلالل مبا يف ذلك �إ�ساءة فهم هذا‬ ‫امل�صطلح يف الدول التي حتت�ضن �أقليات م�سلمة بالتزامن‬ ‫مع ازدياد (الإ�سالموفوبيا) يف الدول غري الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وقال الع�ضو الدائم يف جمل�س احلالل املاليزي عفيفي‬ ‫العكيتي خالل جل�سة مب�ؤمتر احلالل الدويل املقام على‬ ‫هام�ش معر�ض احلالل الدويل (ميها�س)‪� :‬إن «النا�س‬ ‫�أعداء ما جهلوا»‪ .‬م�ؤكدا �أهمية ن�شر املفهوم ال�صحيح‬ ‫للحالل يف الإ�سالم لغري امل�سلمني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف العكيتي‪« :‬بدال من االختباء وراء �ستار احلالل‬ ‫مبفهومه ال�ضيق يجب تو�سيع هذا املفهوم �إلى (احلالل‬ ‫امل�ستدام) الذي يهدف �إلى اال�ستدامة العاملية مبا يفيد‬ ‫جميع الب�شر متا�شيا مع �أهداف الأمم املتحدة للتنمية‬ ‫امل�ستدامة»‪.‬‬ ‫و�أو�ضح‪� :‬إن كلمة «حالال» يف الن�ص القر�آين مقرتنة‬ ‫بكلمة «طيبا»‪ .‬مبينا �أن فيها معاين النظافة وال�صحة‬ ‫واجلودة التي ت�شكل يف جمملها هدف اال�ستدامة والتنمية‬ ‫امل�ستدامة‪ ،‬بيد �أن مفهوم احلالل ال يقت�صر على الأطعمة‬ ‫بل ي�شمل جميع �أمناط وجماالت احلياة اليومية‪.‬‬ ‫و�أكد العكيتي �أن �صناعة احلالل بحاجة �إلى التكامل من‬ ‫‪62‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫�أجل زيادة �أن�شطة التجارة الإ�سالمية العاملية وذلك من‬ ‫خالل قيام حكومات الدول الإ�سالمية بدور كبري يف و�ضع‬ ‫ال�سيا�سة ال�صحيحة لدعم هذا التكامل امل�ستدام‪.‬‬ ‫وقال‪« :‬بغ�ض النظر عن �ضعف ن�سبة م�ساهمة التجارة‬ ‫الإ�سالمية يف التجارة العاملية مبعدل ‪ 1.5‬يف املئة فقط‬ ‫ح�سب �إح�صائيات عام ‪� 2016‬إال �أن هناك فر�صة عاملية‬ ‫كبرية ل�صناعة احلالل وكذلك التمويل الإ�سالمي»‪.‬‬ ‫من جانبه قال املن�سق العام جلمعية �صناعات احلالل‬ ‫يف كوريا اجلنوبية عبداهلل كيم‪� :‬إنه «يجب �أن نعرتف �أن‬ ‫مفهوم احلالل ال يزال يواجه بع�ض املعار�ضة ال�شعبية يف‬ ‫بع�ض الدول غري الإ�سالمية ومنها كوريا اجلنوبية»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪� :‬إن ظاهرة (حالل فوبيا) يف كوريا اجلنوبية‬ ‫تختلف عن الدول الغربية وذلك لقلة امل�سلمني فيها حيث‬ ‫ميثلون ‪� 30‬ألف م�سلم فقط من ‪ 53‬مليون ن�سمة‪ .‬مو�ضحا‬ ‫�أن هناك �سوء فهم لكلمة احلالل بني الأو�ساط الكورية‪.‬‬ ‫وذكر �أن «غري امل�سلمني من الكوريني اجلنوبيني لديهم‬ ‫اعتقاد �سائد ب�أن تناول الوجبات احلالل قد يجعل‬ ‫ال�شخ�ص م�سلما وهو مفهوم خاطئ ت�سعى اجلالية امل�سلمة‬ ‫�إلى تو�ضيحه من خالل حمالت توعية واجتماعية»‪.‬‬ ‫وبني «نقوم بالرتويج للأطعمة احلالل على �أن حيواناتها‬ ‫ذبحت وفقا ل�ضوابط ال�شريعة الإ�سالمية ون�ؤكد لهم �أنه‬

‫ال مانع لغري امل�سلم من تناولها فاحلالل يعني �أن الأكل‬ ‫م�سموح به» م�ضيفا‪�« :‬إن اللحوم احلالل ال تختلف يف‬ ‫ال�شكل واللون عن غريها من اللحوم وقد ي�أكلها غري‬ ‫امل�سلم دون �أن يعلم �أنها حالال»‪.‬‬ ‫وقال كيم‪� :‬إن «ظاهرة (الإ�سالموفوبيا) منت�شرة �أي�ضا يف‬ ‫كوريا اجلنوبية وذلك لأن ال�شعب يتلقى معلوماته و�أخباره‬ ‫من و�سائل الإعالم الغربية التي ت�صور امل�سلم ك�إرهابي‬ ‫ومتطرف» م�ضيفا‪� :‬إن «هذا املفهوم مل ينت�شر ب�شكل‬ ‫عدائي جتاه امل�سلمني رمبا لأن �شعبنا يتجنب امل�شاكل»‪.‬‬ ‫و�أ�شار الى قيام احلكومة الكورية اجلنوبية �أخري بت�شجيع‬ ‫تطوير �صناعة احلالل متا�شيا مع تطوير االقت�صاد‬ ‫املحلي‪ ،‬وذلك بت�أ�سي�س منوذج اقت�صادي يجمع الثقافة‬ ‫الكورية والإ�سالمية‪ .‬مو�ضحا �أن لدى بالده التكنولوجيا‬ ‫املتقدمة لكنها تعاين من اخلربات والكوادر يف تطوير‬ ‫�صناعة احلالل‪.‬‬ ‫يذكر �أن م�ؤمتر احلالل الدويل �أقيم �ضمن �أعمال الدورة‬ ‫الـ ‪ 16‬ملعر�ض احلالل الدويل (ميها�س) يف ماليزيا خالل‬ ‫الفرتة ما بني ‪ 3‬وحتى ‪� 6‬أبريل مب�شاركة �أكرث من ‪1000‬‬ ‫�شركة من ‪ 40‬دولة ا�ستعر�ضت وقدمت حوايل ‪ 1.5‬مليون‬ ‫منتج وخدمة متعلقة ب�صناعة احلالل‪.‬‬ ‫‪www.oic-oci.org‬‬


‫معالم‬ ‫جمهو ر ية‬ ‫غا مبيا‬

‫هي �إحدى دول الغرب الإفريقي‪ ،‬وتعترب من �أ�صغر الدول‬ ‫املوجودة يف الرب الرئي�سي لقارة �أفريقيا‪ ،‬وحتدها من‬ ‫اجلهات ال�شمالية وال�شرقية واجلنوبية دولة ال�سنغال‪،‬‬ ‫ي�صب يف املحيط الأطل�سي‬ ‫ويخرتقها نهر غامبيا والذي ّ‬ ‫الذي يحدها من اجلهة الغربية‪.‬‬ ‫تاريخ غامبيا‪:‬‬ ‫بد�أ تاريخ اال�ستيطان على �ضفاف نهر غامبيا يف بداية‬ ‫‪� 2000‬سنة قبل امليالد‪ ،‬ثمّ دخلتها القبائل الألوفية والفوالنية‬ ‫يف القرن الثالث ع�شر‪ ،‬وقد ا�ستقرت يف �سهولها‪ ،‬وعلى‬ ‫�ضفاف النهر‪ ،‬ويف القرن الرابع ع�شر �أ�صبحت الدولة جزء ًا‬ ‫من �إمرباطورية مايل الإ�سالمية‪ .‬ونالت غامبيا ا�ستقاللها‬ ‫من بريطانيا يف �سنة ‪1965‬م‪ ،‬وكانت تعترب ملكية د�ستورية‬ ‫داخل نطاق الكومنويلث الربيطاين‪ ،‬ويف �سنة ‪1970‬م‬ ‫�أ�صبحت البالد جمهورية‪ ،‬وتولى رئا�ستها جاوارا‪ ،‬ويف‬ ‫�سنة ‪1981‬م وقعت محاولة انقالبية ّمت �إحباطها مب�ساعدة‬ ‫ال�سنغال‪ ،‬ويف �سنة ‪1991‬م وقعت الدولتان معاهدة تعاون‬ ‫و�صداقة‪ ،‬ويف �سنة ‪1994‬م حدث انقالب ع�سكري �أ�سقط‬ ‫الرئي�س و�أوقف الن�شاط ال�سيا�سي‪ .‬لكن د�ستور عام‪ 1996 ‬‬ ‫واالنتخابات الرئا�سية التي تالها اقرتاع برملاين عام‪ 1997 ‬‬ ‫قاما با�سرتجاع ا�سمي للو�ضع املدين‪ .‬وبتاريخ ‪ 11‬دي�سمرب‬ ‫من �سنة ‪ 2015‬م �أعلن الرئي�س يحيى جامع حتويل دولته‬ ‫�إلى جمهورية �إ�سالمية يف جملة قال فيها‪� :‬إنها تهدف �إلى‬ ‫تخلي�ص بالده ب�شكل �أكرب من ما�ضيها اال�ستعماري‪ ،‬حيث‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬

‫ ‬ ‫العا�صمة‪:‬‬ ‫اللغة الر�سمية‪ :‬‬ ‫ ‬ ‫العملة‪:‬‬ ‫ ‬ ‫امل�ساحة‪:‬‬ ‫التعداد ال�سكاين‪ :‬‬

‫بانغول‬ ‫الإجنليزية‬ ‫داال�سي‬ ‫‪ 10,380‬كم‪)164( ²‬‬ ‫‪1,927,000‬‬

‫ميثل امل�سلمون ن�سبة ‪ 90‬يف املائة من �إجمايل ال�سكان‪ ،‬فيما‬ ‫طم�أن الأقلية امل�سيحية باحرتام ديانتهم وحرية معتقداتهم‪.‬‬ ‫ثم يف ‪ 29‬يناير ‪ 2017‬قال الرئي�س اجلديد �آداما بارو �أنه‬ ‫�سوف يعاد اال�سم الر�سمي �إلى جمهورية غامبيا فقط ‪.‬‬ ‫جغرافية غامبيا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تعترب غامبيا بلد ًا �صغريا‪ ،‬وتبلغ م�ساحتها الكلية ما يقارب‬ ‫‪11.300‬كم‪ ،2‬وهناك ما يقارب ‪1.300‬كم‪ 2‬من م�ساحة‬ ‫البلد مغطاة باملاء‪ ،‬وجميع حدود البالد م�شرتكة مع ال�سنغال‬ ‫با�ستثناء احلد الغربي‪ ،‬وهو بطول ‪80‬كم من �ساحل املحيط‬ ‫الأطل�سي‪ ،‬وتعترب غامبيا من �أ�صغر الدول املوجودة يف قارة‬ ‫�أفريقيا‪ .‬متتد �أرا�ضي غامبيا على �شكل ل�سان �أر�ضي‪ ،‬وقد‬ ‫ن�ش�أ ذلك بفعل في�ضانات نهر غامبيا الذي يعربها طو ًال‪،‬‬ ‫وميتد الل�سان بطول ‪ 300‬كيلو مرت‪ ،‬وال يزيد �أق�صى عر�ض‬ ‫له عن ‪ 50‬كيلو مرتا‪ ،‬ومتتد فيها امل�ستنقعات التي تنت�شر بها‬ ‫الكثري من ال�شجريات اال�ستوائية على �ضفاف النهر‪ ،‬وتقع‬ ‫خلف امل�ستنقعات جمموعة من الأرا�ضي ال�صلبة يف فرتة‬ ‫اجلفاف‪ ،‬ويف مو�سم املطر تتح ّول �إلى م�ستنقعات‪ ،‬وميتاز‬ ‫مناخ غامبيا ب�أ ّنه مداري ب�شكل عام‪ ،‬ففي �شهر يونيو �إلى‬ ‫نوفمرب يكون حا ّر ًا ورطب ًا وماطر ًا‪ ،‬ويف �شهر نوفمرب �إلى مايو‬ ‫يكون بارد ًا وجافا‪.‬‬ ‫االقت�صاد‪:‬‬ ‫هي من �أفقر الدول يف العامل مع معدل وفيات مرتفع‪.‬‬ ‫ويكاد‪ ‬الفول ال�سوداين‪� ‬أن يكون �أحد �أهم م�صادر االقت�صاد‬

‫يف هذا البلد‪ ،‬وميثل نحو ‪ 80‬باملائة من �صادراتها اخلارجية‪،‬‬ ‫كما يوجد محا�صيل �أخرى مثل‪ ‬القطن‪ ‬ونخيل الزيت‪ ‬واالرز‪،‬‬ ‫بالإ�ضافة �إلى �صناعات ب�سيطة ك�صناعة الزيوت النباتية‬ ‫والأحذية والتي ترتكز عموما يف العا�صمة ومناطق‬ ‫ال�ضواحي‪ ،‬وتعد ال�سياحة رافدا مهما للدخل حيث ت�شكل‬ ‫‪ 71‬باملائة من دخل البالد‪ ‬كما تعترب‪ ‬الأ�سماك‪ ،‬التيتانيوم‪ ‬‬ ‫والق�صدير‪ ‬من �أهم م�صادر الرثوة الطبيعية يف جمهورية‬ ‫غامبيا‪.‬‬ ‫املناخ‪:‬‬ ‫مناخ غامبيا مداري ب�صفة عامة‪ ،‬فهو حار رطب مطري من‬ ‫يونيو �إلى نوفمرب‪ ،‬وبارد جاف من نوفمرب �إلى مايو‪.‬‬ ‫الثقافة‪:‬‬ ‫يعرف الغامبيون بتميزهم باملو�سيقى والرق�ص‪ .‬مع �أن‬ ‫غامبيا هي �أ�صغر دولة م�ساحة على القارة الإفريقية‪ ،‬ف�إن‬ ‫ثقافتها ناجتة عن م�ؤثرات متعددة ومتباينة‪ .‬حدود الدولة‬ ‫مر�سومة حول قطاع �ضيق على �ضفتي نهر الغامبيا‪ ،‬وهو نهر‬ ‫لعب دورا �أ�سا�سيا يف تاريخ وم�صري الدولة‪ ،‬ويعرف محليا‬ ‫ب»النهر»‪ .‬بدون حدود طبيعية‪� ،‬أ�صبحت غامبيا موطنا‬ ‫ملعظم املجموعات العرقية يف غرب �أفريقيا‪ ،‬وبالأخ�ص‬ ‫ال�سنيغال‪ .‬للأوروبيني دور �أ�سا�سي يف تاريخ غامبيا ب�سبب‬ ‫عر�ض النهر املنا�سب للمالحة �إلى قلب �أفريقيا‪ ،‬والذي جعل‬ ‫من املنطقة من �أكرث املواقع ربحا يف جتارة العبيد بني القرن‬ ‫اخلام�س ع�شر وال�سابع ع�شر‪ .‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪63‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫التطرف والتسامح‪...‬بين شد وجذب‬

‫مها عقيل‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫إن خطاب الكراهية‬ ‫والتحريض ونبذ‬ ‫اآلخر محرك أساسي‬ ‫للعنف‬

‫‪64‬‬

‫الكلمتان الأبرز يف و�صف الو�ضع يف العامل اليوم والأكرث تداوال ومناق�شة هما‪“ :‬التطرف” و”الت�سامح”‪ .‬بعد حادثة املجزرة املروعة‬ ‫يف نيوزيلندا‪ ،‬والتي ارتكبها رجل عن�صري �أبي�ض �ضد م�صلني �آمنني يف م�سجدين يف مدينة كراي�س ت�شري�ش يوم ‪ ١٥‬مار�س ‪ .٢٠١٩‬عاد‬ ‫النقا�ش من جديد حول التطرف و�أنواعه و�أ�سبابه وجتلياته وخطره لي�ضع العامل �أمام مر�آة نف�سه ويقر �أنه لي�س هناك دين للإرهاب‬ ‫وال بلد وال جن�سية وال عرق‪ ،‬و�أن خطاب الكراهية والتحري�ض ونبذ الآخر محرك �أ�سا�سي للعنف‪ ،‬و�أنه ال يعقل �أن ترتك هذه النعرات‬ ‫والعن�صرية لتتفاقم با�سم حرية التعبري‪ ،‬فمع احلرية ت�أتي امل�س�ؤولية‪ ،‬ومن يت�سبب يف انت�شار التطرف والعنف ب�شكل مبا�شر عليه �أن‬ ‫يتحمل امل�س�ؤولية‪� ،‬سواء كانت �شخ�صية �سيا�سية �أو دينية �أو و�سيلة �إعالمية‪.‬‬ ‫وعلى النقي�ض ملا �أبداه الإرهابي يف حادثة نيوزيلندا من كره وعداوة‪� ،‬أظهرت رئي�سة وزراء نيوزيالندا مثاال رائعا للت�سامح واملحبة‪ .‬فقد‬ ‫بادرت ب�سرعة وحزم باتخاذ �إجراءات �أمنية وت�شريعية لل�سيطرة على بيع و�شراء ال�سالح‪ ،‬وو�ضع �ضوابط للن�شر عرب من�صات التوا�صل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وحماية امل�ساجد وامل�سلمني‪ ،‬وعبرَّ ت �أمام العامل عن �صادق حزنها وتعازيها‪ ،‬وعن ت�ضامنها مع امل�سلمني بارتداء احلجاب‪،‬‬ ‫ورفع الأذان يف �أنحاء البالد‪ ،‬و ُتلي القر�آن يف الربملان‪ .‬كما بعثت وزير خارجيتها وين�ستون بيرتز ليلقي كلمة يف االجتماع الطارئ للجنة‬ ‫التنفيذية ملنظمة التعاون الإ�سالمي ب�ش�أن الهجوم الإرهابي الذي وقع يف نيوزيلندا والتي �أكد فيها على �أن الإرهابي الذي نفذ العملية‬ ‫�سيواجه �أق�صى العقوبات‪ ،‬كما عر�ض فيلم ت�سجيلي ق�صري عن تفاعل النيوزيلنديني حكومة و�شعبا مع احلادث واحتوائهم للم�سلمني يف‬ ‫البالد �أدمع �أعني احلا�ضرين يف االجتماع‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬ا�ست�ضافت دولة الإمارات العربية املتحدة‪ ،‬التي اتخذت الت�سامح �شعار ًا لها هذا العام‪ ،‬الدورة ال�ساد�سة والأربعني‬ ‫مل�ؤمتر وزراء اخلارجية للدول الأع�ضاء يف مطلع �شهر مار�س ‪ ،٢٠١٩‬وكان من �أبرز القرارات التي مت اعتمادها تخ�صي�ص يوم للت�سامح‬ ‫يف منظمة التعاون الإ�سالمي‪ ،‬حيث �أكد الأمني العام‪ ،‬الدكتور يو�سف بن �أحمد العثيمني �أن الدول الأع�ضاء تعمل بكل قوة على مكافحة‬ ‫التطرف والغلو والت�شدد والإ�سالموفوبيا وحري�صة على ن�شر الإ�سالم الو�سطي ال�صحيح‪ .‬واجلدير بالذكر �أن التقرير ال�سنوي الثاين‬ ‫ع�شر ملر�صد منظمة التعاون الإ�سالمي للإ�سالموفوبيا والذي مت تقدميه يف م�ؤمتر وزراء اخلارجية ويغطي الفرتة املمتدة من يونيو ‪2018‬‬ ‫�إلى فرباير ‪� ،2019‬أ�شار �إلى �أنه بعد �أن �سجلت ظاهرة الإ�سالموفوبيا انخفا�ضا طفيفا خالل العام املا�ضي‪ ،‬ت�صاعدت من جديد موجة‬ ‫اخلوف من اال�سالم وخطابات الكراهية‪ ،‬ف�ضال عن ارتفاع عدد الهجمات على امل�ساجد واملراكز املجتمعية‪ ،‬ال �سيما يف �أوروبا والواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬ودعا التقرير �إلى اعتماد نهج متكامل يف مكافحة كراهية الإ�سالم بد ًال من مقاربة تعتمد على البعد اجلغرايف للظاهرة‪ ،‬و�إقامة‬ ‫روابط قوية بني املجموعات التي حتارب التمييز القائم على الدين‪ .‬وطالبت التو�صيات بتنظيم حمالت من �أجل رفع الوعي حول خطر‬ ‫الإ�سالموفوبيا‪ ،‬وتعزيز ال�صور الإيجابية عن الإ�سالم‪ ،‬واالهتمام مب�شاكل م�سلمي �أوروبا‪.‬‬ ‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬ميكن اعتبار �إطالق املنظمة الن�سخة الأولى من مهرجانها‪ ،‬وذلك يف القاهرة بداية �شهر فرباير‪ ،‬يف �إطار التعريف‬ ‫والتقارب بني ال�شعوب لإزالة اخلوف والتوج�س من بع�ضهم البع�ض‪ ،‬حيث �أن �أحد �أهداف املهرجان الت�أكيد على القيم امل�شرتكة والأخوة‬ ‫الإن�سانية بني بني الب�شر‪ ،‬ويبعث ر�سالة للعامل ت�ؤكد القيم الف�ضيلة للدين الإ�سالمي والتي تدعو �إلى ال�سالم ونبذ العنف والتطرف‪.‬‬ ‫و�شكل املهرجان مبا ت�ضمنه من ن�شاطات فكرية وثقافية و�سيا�سية‪ ،‬ومعار�ض �إن�سانية وتراثية‪ ،‬وعرو�ض فلكلورية‪ ،‬انطالقة جديدة لعمل‬ ‫�إ�سالمي نوعي م�شرتك بني الدول الأع�ضاء‪ .‬ونف�س ال�شيء بالن�سبة مل�شاركة املنظمة يف احتفاالت الدورة ال�ساد�سة والع�شرين ملهرجان‬ ‫الأفالم والتلفزيون االفريقي (في�سباكو) التي عقدت يف بوركينافا�سو‪ ،‬ومنحت فيه املنظمة جائزتها لل�سالم والتعاي�ش ملخرج �سينمائي‬ ‫من بوركينافا�سو‪ ،‬حيث كان الهدف من امل�شاركة واجلائزة تعزيز التعددية والتنوع الثقايف ومكافحة التع�صب والتمييز والقوالب النمطية‬ ‫�ضد الإ�سالم وامل�سلمني‪.‬‬ ‫كما �أن املنظمة عقدت مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يف الريا�ض م�ؤمتر «دور التعليم يف مكافحة الإرهاب والتطرف»‪ ،‬والذي‬ ‫ا�ستعر�ض جتارب الدول يف مكافحة التطرف والإرهاب من خالل تعزيز التعليم‪ ،‬وتناول بالتحليل والدرا�سة الآليات التي مت تطبيقها يف‬ ‫العديد من الدول الإ�سالمية من �أجل بلورة مناهج تربوية ت�أ�صل لثقافة الت�سامح والتعاي�ش‪.‬‬ ‫ي�ستعر�ض هذا العدد من جملة املنظمة هذه الفعاليات والأن�شطة التي قامت بها املنظمة خالل الثالث الأ�شهر الأولى من هذا العام يف‬ ‫تقارير �إعالمية �شاملة‪ .‬وحظيت الق�ضية الفل�سطينية كما يف كل عدد باهتمام خا�ص وخا�صة يف ظل التطورات اخلطرية احلا�صلة ب�ش�أن‬ ‫القد�س وحل الدولتني‪ .‬وكان للأمني العام م�شاركات مهمة يف اجتماع االحتاد الأوربي يف بروك�سيل حول �سوريا واجتماع جمل�س حقوق‬ ‫الإن�سان يف جنيف حول اليمن ويف القمة العربية يف تون�س مت تناولها يف العدد‪ .‬ونالحظ �أي�ضا تغطية متميزة لبع�ض املالمح الثقافية يف‬ ‫الدول الأع�ضاء ون�شاطات مختلفة لل�ش�ؤون االجتماعية والأ�سرة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى موا�ضيع مختلفة يف االقت�صاد والعلوم وال�صحة وغريها‪.‬‬

‫مجلة المنظمة ـ يناير ‪ -‬إبريل ‪2019‬‬

‫‪www.oic-oci.org‬‬



‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫تستضيف الدورة ‪ 46‬لمجلس‬ ‫وزراء الخارجية‬ ‫أبو ظبي ‪ 2-1 ،‬مارس ‪2019‬‬

‫ني يف مدينة‬ ‫متحف اللوفر أبوظبي هو متحف فني بُ َ‬ ‫أبوظبي‪ ،‬عاصمة اإلمارات العربية املتحدة‪ .‬قام املهندس‬ ‫املعامري الفرنيس جان نوفل بتصميمه‪ .‬وت ّم افتتاحه يف ‪8‬‬ ‫نوفمرب ‪ , 2017‬عىل مساحة تصل لـ ‪ 24‬ألف مرت مربع تقريباً‬ ‫يف جزيرة السعديات‪ ،‬وذلك بتكلفة تُقّدر ما بني ‪ 83‬و ‪108‬‬ ‫مليون يورو‪ ,‬هذا املتحف هو معرض لآلثار الفنية اآلتية من‬ ‫جميع أنحاء العامل والهدف األسايس منه هو أن يكون حلقة‬ ‫وصل بني الفن الرشقي والفن الغريب‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.