الثورة لا تموت Zaiton71

Page 1

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬ ‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬ ‫|‬ ‫|‬ ‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine‬‬ ‫‪zaiton.mag@gmail.com‬‬

‫الثورة ال متوت‬

‫�إعالن دولة اخلالفة والتوق اىل اخلليفة‬ ‫جواز ال�سفر حلم �آالف ال�سوريني‬ ‫ت�شكيل جلنة ثورية يف �سراقب‬

‫‪1‬‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫ميداين وادي ال�ضيف واحلامدية‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫ر�أ�س النظام يق�سم اليمني ويهز�أ بال�شعب وبالد�ستور‬ ‫يحتوي القسم الرئاس��ي بحسب المادة‬ ‫الس��ابعة للدس��تور الس��وري على العبارة‬ ‫التالية ‪:‬‬

‫مجلس الش��عب و ( أعض��اؤه ) الى القصر‬ ‫الجمه��وري ليق��وم بالقس��م أمامه��م ‪,‬‬ ‫فيم��ا كان جمهور المصفقي��ن والراكعين‬ ‫يش��تمل على طيف غري��ب غير متجانس‬ ‫من الممثلين والفنانين والفنانات ‪ ,‬احتلوا‬ ‫المقاع��د األمامي��ة و ركل��وا من يس��مون‬ ‫باعض��اء مجل��س الش��عب ال��ى الصفوف‬ ‫الخلفية‬

‫” أقس��م باهلل العظيم أن أحترم دستور‬ ‫البالد وقوانينه��ا ونظامها الجمهوري‪ ،‬وأن‬ ‫أرعى مصالح الش��عب وحريات��ه‪ ،‬وأحافظ‬ ‫على س��يادة الوط��ن واس��تقالله وحريته‬ ‫والدفاع عن سالمة أرضه‪ ،‬وأن أعمل على‬ ‫تحقي��ق العدالة االجتماعي��ة ووحدة األمة‬ ‫العربية” ‪.‬‬

‫ح��رر الث��وار بع��د ظه��ر (االربع��اء) حاجز‬ ‫(الهنج��اك ) جن��وب غ��رب معس��كر الحامدية‬ ‫والذي يعد واحد من حواجز الحماية للمعسكر‬ ‫األق��وى لق��وات النظ��ام ف��ي ادل��ب عل��ى‬ ‫األوتس��تراد الدولي ( حلب – دمش��ق ) ‪ ,‬وكان‬ ‫الثوار قد ش��نوا هجوما منذ فج��ر اليوم على‬ ‫الحاجز ‪ ,‬واستهدفوه بالقذائف المحلية الصنع‬ ‫ما أجبر عناصر الحاجز على االنسحاب والفرار‬ ‫الى معس��كر الحامدية ‪ ,‬ال��ذي يبعد ‪ 500‬متر‬ ‫عن حاجز الهنجاك‪ ،‬وسيطر الثوار على حاجز‬ ‫مغس��لة البصاص قرب تجمع مدرس��ة حاجز‬ ‫عين قريع‪ ،‬وباتوا على أسوار المدرسة‪.‬‬

‫وبتحري��ر ( الهنج��اك ) يكون الث��وار حرروا‬ ‫ثالث��ة حواجز مهمة م��ن حواج��ز (الحامدية)‬ ‫بع��د تحري��ر حاج��زي( الط��راف والدهمان )‪،‬‬ ‫منذ بدأ معركة ( القيامة ) قبل حوالي عشرة‬ ‫أي��ام ‪ ,‬وهم يخوضون معارك لتحرير حواجز‬ ‫( الضبعان‪ ،‬المداجن‪ ،‬السماد‪ ،‬وعين قريع )‬ ‫الث��وار س��يطروا عل��ى حاج��ز( الضبعان)‬ ‫بالكام��ل‪ ،‬واغتن��وا ما في��ه بعد ظه��ر اليوم‬ ‫‪ ,‬لك��ن ق��وات النظ��ام أعادت الس��يطرة على‬ ‫الحاجز مع غروب شمس اليوم ‪.‬‬ ‫واس��تطاع الثوار أيضا أن يكسبوا موقعين‬ ‫مهمي��ن يقعان على تخ��وم حاجز( عين قريع‬

‫) ال��ذي يعد هم��زة الوص��ل بين معس��كري‬ ‫الحامدية ووادي الضيف ‪.‬‬ ‫وتراب��ط مجموع��ات اخ��رى تابع��ة للح��ر‬ ‫وفصائ��ل تس��انده على محي��ط حاجز معمل‬ ‫(الدحروج )‪.‬‬ ‫يذك��ر أن الطيران الحرب��ي قصف منطقة‬ ‫المواجه��ات الي��وم أكث��ر م��ن عش��رين مرة‬ ‫متتالي��ة باإلضافة لإلغ��ارة على مدينة معرة‬ ‫النعم��ان‪ ،‬وقري��ة كفروم��ة القريبتي��ن م��ن‬ ‫خط المواجهات ‪ ,‬في يوم تش��هد فيه جبهات‬ ‫االتس��تراد الدولي ( حلب – دمشق ) مواجهات‬ ‫عنيفة ‪ ,‬من مورك وحتى معرة النعمان ‪.‬‬

‫‪ 60‬غارة جوية على مورك والثوار مت�أهبون‬

‫خ��اض الث��وار معارك شرس��ة ض��د قوات‬ ‫النظ��ام المدعوم��ة بالش��بيحة‪ ،‬وميليش��يا‬ ‫(حالش) في مورك في ريف حماة الش��مالي‪،‬‬ ‫وسط قصف مدفعي‪ ،‬وجوي عنيف حيث شن‬ ‫الطيران أكثر من ‪ 60‬غارة على المدينة‪.‬‬ ‫ويتص��دى الثوار لقوات النظام التي تحاول‬ ‫اقتحام مورك من ثالث محاور‪ ،‬وحشد النظام‬ ‫ع��دداً كبيراً من عناصره ف��ي مدينة صوران‬

‫‪2‬‬

‫القريبة من مورك‪ ،‬بعد اس��تقدام مجموعات‬ ‫من مط��ار حماة العس��كري‪ ،‬وحواج��ز أخرى‬ ‫ال��ى أط��راف م��ورك الجنوبي��ة‪ ،‬والش��رقية‪،‬‬ ‫بغ��رض فت��ح الطري��ق الى معس��كري وادي‬ ‫الضي��ف‪ ،‬والحامدي��ة بري��ف إدل��ب‪ .‬وق��ال‬ ‫نش��طاء‪ :‬أن الطيران المروح��ي قصف بلدات‬ ‫مورك‪ ،‬و ال ّلطامن��ة‪ ،‬وزور الحيصة بالبراميل‬ ‫المتفجّرة‪ ،‬ولم ت��رد أنباء عن وقوع إصابات‪،‬‬ ‫فيم��ا استش��هد ثالث��ة أش��خاص‪ ،‬وأُصي��ب‬ ‫العش��رات ف��ي خم��س غ��ارات جويّ��ة على‬ ‫عقيربات‪ ،‬والخضيرة‪ ،‬والقسطل بريف حماة‬ ‫تسببت بدمار كبير في الممتلكات‪.‬‬ ‫كم��ا قصف��ت طائ��رات النظ��ام آخ��ر‬ ‫مستشفيات مدينة مورك العاملة‪ ،‬هو الثاني‬ ‫الذي تس��تهدفه طائرات النظام في كفرزيتا‬ ‫خالل شهر‪.‬‬

‫وفي س��ياق متصل وردت أنباء من مشفى‬ ‫حم��اة الوطن��ي تفيد بوج��ود ‪ 58‬جث��ة‪ ،‬و‪70‬‬ ‫جريح ًا من قوّات النّظام‪ ،‬ومليش��يا (حالش)‬ ‫سقطوا خالل هذه المعارك‪.‬‬ ‫وكان��ت قوات النظام ب��دأت هجومها أمس‬ ‫بتمهي��د مدفع��ي من معس��كر دي��ر محردة‪،‬‬ ‫ومعردس‪ ،‬وجبل زي��ن العابدين‪ ,‬تحت غطاء‬ ‫جوي بطائرتين حربيتين ومروحية ‪ ،‬و نفذت‬ ‫عش��رات الغارات‪ ،‬واس��تقدم الثوار تعزيزات‬ ‫كبيرة لمواجهة هذا الهجوم‪ ،‬فدارت اشتباكات‬ ‫على ثالث محاور‪ ،‬وهي جهة الجنوب الغربي‪،‬‬ ‫والجنوب‪ ،‬والشرق‪ ،‬كبدوا خاللها قوات النظام‬ ‫خسائر فادحة باألرواح‪ ،‬والعتاد‪.‬‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫وتنص المادة ‪ 90‬من الدس��تور السوري‬ ‫على أن يؤدي الرئيس أمام مجلس الشعب‬ ‫قب��ل أن يباش��ر مه��ام منصب��ه القس��م‬ ‫الدس��توري الوارد في المادة السابعة منه‪,‬‬ ‫وكل قسم غير ذلك يكون باطل دستورياً‬ ‫وال يخوله ممارسة مهامه‪.‬‬

‫وهذا ماحصل في مس��رحية يمين القسم‬ ‫الت��ي كان بطله��ا بش��ار األس��د ‪,‬حي��ن جلب‬

‫دخول �أول قوافل امل�ساعدات الأممية‬ ‫دخلت أولى قوافل المساعدات االنسانية‬ ‫الى س��وريا عب��ر مدينة الرمث��ا الحدودية‪،‬‬ ‫ش��مالي األردن وفق ق��رار لمجلس األمن‬ ‫الدولي‪.‬ونقل��ت صحيفة الوطن الس��ورية‬ ‫الخميس عن مس��ؤول أممي ف��ي األردن‪،‬‬ ‫أن الجهات المعني��ة وبالعمل مع مفوضية‬ ‫األم��م المتحدة لش��ؤون الالجئي��ن أدخلت‬ ‫الثالثاء قافلة مكونة من ‪ 20‬شاحنة تحمل‬ ‫مساعدات غذائية وإغاثية‪.‬‬ ‫وق��ال عس��اف عب��ود مراس��ل ب��ي بي‬ ‫س��ي ف��ي دمش��ق نقال ع��ن المص��در إن‬ ‫المساعدات وصلت إلى محافظة السويداء‬ ‫جنوب��ي البالد واس��تلمتها مفوضية األمم‬ ‫المتحدة لالجئين‪.‬‬ ‫وكان مجلس األم��ن الدولي تبنى قرارا‬ ‫يس��مح بدخ��ول المس��اعدات اإلنس��انية‬ ‫إل��ى س��وريا عب��ر مناط��ق تحت س��يطرة‬ ‫المعارضة المس��لحة دون الحاجة لتصريح‬ ‫من الحكومة‪.‬‬

‫وبه��ذا يس��تمر األس��د باالس��تهزاء من‬ ‫دس��تور البالد وهو الذي هزء به في بداية‬ ‫توليه رئاس��ة البل��د ‪ .‬عندم��ا وبإيعاز منه‬ ‫تم تبديل الدس��تور في خالل ربع س��اعة‬ ‫ليس��تطيع حينه��ا الجل��وس على كرس��ي‬ ‫الحكم ‪.‬‬

‫وين��ص الق��رار األممي عل��ى أن جميع‬ ‫أطراف النزاع في س��وريا ملزمة بالس��ماح‬ ‫بتوفير الغذاء والدواء للمدنيين‪.‬‬ ‫ويتوق��ع أن يس��مح الق��رار الجدي��د‬ ‫بتوصي��ل مواد المس��اعدات إل��ى نحو ‪1.3‬‬ ‫مليون من المحتاجين إليها‪.‬‬ ‫وكان��ت الحكومة الس��ورية ح��ذرت من‬ ‫أنها س��تعتبر دخولها البالد خرقا للس��يادة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وقال مراس��لون إن الق��رار األممي جاء‬ ‫أضعف مما كانت تتوس��م ال��دول الغربية‪،‬‬ ‫خوف��ا من اس��تخدام روس��يا والصين حق‬ ‫النقض في التصويت‪.‬‬ ‫وأضاف أن داعمي القرار كانوا يس��عون‬ ‫للحص��ول عل��ى ترخي��ص مفت��وح لعبور‬ ‫الح��دود الس��ورية‪ ،‬وأن يتضم��ن الق��رار‬ ‫تهدي��دا بعقوب��ات في ح��ال ع��دم امتثال‬ ‫الحكومة‪.‬‬

‫توثيق حاالت �إختناق بغاز‬ ‫الكلور يف كفرزيتا و مورك‬ ‫بعد معارك طاحنة اس��تمرت ليومين متتالين اس��تخدمت فيها‬ ‫ق��وات النظام وميليش��يا حالش ش��تى أنواع أس��لحة الدمار‪ ،‬ومع‬ ‫العج��ز ع��ن التقدم ألمت��ار في جبهة م��ورك بريف حم��اة‪ ،‬انتقم‬ ‫الطي��ران المروح��ي لق��وات النظام مس��اء ام��س (الخميس) من‬ ‫المدنيين حيث القى براميل مزودة بكبسوالت غاز الكلور السام‪.‬‬ ‫وج��اء القصف للتغطية على حالة الذعر والخالفات التي برزت‬ ‫بي��ن قيادة عملياته وعناصره ‪ ،‬حيث ألقى براميل متفجرة مزودة‬ ‫بغاز الكلور السام على مدينتي مورك وكفرزيتا مرات عديدة‪.‬‬ ‫ونقل مراس��لنا ع��ن أطباء ف��ي المش��افي الميداني��ة قولهم‪:‬‬ ‫«رصدنا أكثر من ‪ 60‬حالة اختناق وتس��مم‪ ،‬معظمهم من النساء‬ ‫واألطفال‪ ،‬وهناك حاالت خطرة بين المصابين»‪.‬‬ ‫وأك��د األطباء لـ(س��راج ب��رس) أن النظام قصف آخ��ر النقاط‬ ‫الطبي��ة ف��ي مدينة كفرزيتا ما اس��تدعى إس��عاف المصابين في‬ ‫الش��وارع‪ ،‬وفي من��ازل المدنيين القريبة م��ن أماكن القصف‪ ،‬ما‬ ‫س��بب ذلك حالة هلع بي��ن االهالي وارتباك وتش��تت في الكوادر‬ ‫الطبية والمس��عفين‪ ،‬وأشار مراسل س��راج برس إلى أن القصف‬ ‫بغاز الكلور أدى إلى نفوق العديد من رؤوس الماش��ية في مدينة‬ ‫كفرزيتا‪.‬‬ ‫وترتف��ع حدّة المعارك عل��ى جبهة مدينة م��ورك حيث يحاول‬ ‫النظ��ام فتح الطري��ق الدولي الواص��ل بين حم��اة وإدلب وحلب‪،‬‬ ‫والم��ار م��ن مدينة مورك‪ ،‬حي��ث تكبدت قوات النظ��ام المدعومة‬ ‫بقوات من ميليش��يا حزب اهلل اللبناني خ�لال اليومين الماضيين‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 40‬قتيل م��ن عناصر النظ��ام وحالش و‪ 3‬أس��رى من‬ ‫الميليشيا الشيعية اللبنانية‪ ،‬وعدد كبير من الجرحى‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫�إجتماع �أهايل �سراقب يف�ضي اىل ت�شكيل جلنة ثورية دميقراطية‬ ‫ت��م عق��د اجتماع ه��و األول من نوع��ه في بلدة‬ ‫س��راقب بتاري��خ ‪ , 2014/7/12‬حي��ث كانت الدعوة‬ ‫عامة و تش��مل جمي��ع األهالي ‪ ,‬وأي ش��خص قادر‬ ‫على إب��داء الرأي و تقديم الخدم��ات ألجل مصلحة‬ ‫البل��دة ‪ ,‬وتم��ت الدع��وة لإلجتم��اع عب��ر النش��طاء‬ ‫ووسائل التواصل اإلجتماعي‬

‫ليكونو صوته ونبض��ه بكلمة موحدة في المجاالت‬ ‫الخدمي��ة بدون اس��تثناء بالهيكل��ة والرقابة وعلى‬ ‫رأس��ها المجل��س المحل��ي الخدمي ومكاتب��ه وبما‬ ‫يش��تمل إع��ادة تنظي��م ودع��م صفوف الش��رطة‬ ‫المحلي��ة الس��اهرة عل��ى خدم��ة المدين��ة بش��تى‬ ‫المجاالت‬

‫وجرى ف��ي هذا اإلجتم��اع أول م��ا يمكن وصفه‬ ‫بعملية ديمقراطية ‪ ,‬حيث تم ترش��يح عدة أس��ماء‬ ‫( ‪ )16‬إس��م ‪ ,‬وبدون قوائم أو خطط مسبقة ‪ ,‬وذلك‬ ‫لتش��كيل لجنة خماس��ية تحت مس��مى جديد وهو‬ ‫( المجل��س الث��وري ف��ي س��راقب ) ‪ ,‬يقابله��ا لجنة‬ ‫خماس��ية من الثوار المسلحين و بذلك تتكون لجنة‬ ‫من عش��رة أعضاء مش��تركين ‪ ,‬تكون مهمة اللجنة‬ ‫المنتخبة تسيير أمور البلد ومسائل حياته الخدمية‬ ‫واإلجتماعية واألمنية‬

‫فحربن��ا ض��د الظل��م منظوم��ة متكامل��ة تب��دأ‬ ‫بس��احات الش��رف وتمتد الى أبس��ط مقومات حياة‬ ‫اهلن��ا اليومي��ة واطفالن��ا وذوي ش��هداءنا االب��رار‬ ‫واهال��ي مفقودينا وموقوفين��ا وجرحانا وهو صلب‬ ‫اهتمامنا‬

‫الجدير بالذكر أن العملية تمت بش��فافية كاملة‬ ‫وبنواي��ا طيب��ة م��ن الجمي��ع مرش��حين ومنتخبين‬ ‫وبع��دد حض��ور مقب��ول بالرغم م��ن ك��ون البلدة‬ ‫بمرم��ى نيران و طيران النظام ‪ ,‬و صدر عن اللجنة‬ ‫الخماسية المدنية البيان التالي تنشره زيتون‬ ‫«المجل��س الث��وري المدني في س��راقب مجلس‬ ‫أفرزه الشارع الثوري‪ ,‬ويتكون من خمسة اشخاص‬

‫كلفن��ا بهك��ذا مهم��ة لنح��اول تنظي��م واصل��ح‬ ‫مايمكن في المجاالت الخدمية دون اي استثناء‬

‫و سيكون متقبال بكل رحابة صدر مادام متسما‬ ‫بالجدي��ة والعم��وم لن نك��ون بعيدين ع��ن اخوتنا‬ ‫الث��وار المجاهدي��ن ب��كل تح��رك وس��نكون عل��ى‬ ‫تواصل وهو تواصل الخوة معا ودعمهم والتش��اور‬ ‫والتنس��يق بكل م��ا اليتعارض م��ع خصوصياتهم‬ ‫العس��كرية وبما خص الش��ان الخدمي الذي طالما‬ ‫اخد منهم وقتا نرى بان ساحات الجهاد هي اولى به‬ ‫‪ ,‬وبهذا س��نكون كتلة واحدة موزعة المهام وبهدف‬ ‫واحد وهو النصر والشيء غيره باذنه تعالى‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫‪� 110‬آالف طفل �سوري يعملون بظروف خطرة‬ ‫يف لبنان والأردن‬

‫نرج��و م��ن كل مخل��ص المس��اعدة وم��ن كل‬ ‫متشكك ان يدفعنا للتفاؤل ومن كل مهتم ان يدعو‬ ‫لنا بالتوفيق لما فيه خيرنا جميعا‬ ‫واهلل خير مستعان ‪».‬‬

‫نتمنى من اهلل عز وجل ان يمدنا بقوة من عنده‬ ‫مدني��ون وعس��كريون لتحقي��ق هدفنا المش��ترك‬ ‫بالتخلص من اقبح ظلم وظالم لم تشهدهما اجيال‬ ‫خل��ت ‪..‬ونتمنى على كل صادق نية ان يكون رديفا‬ ‫لنا مكمال واثقا باننا جزء منه وصورة عنه دونما اي‬ ‫ضغائ��ن ابعدنا اهلل عنها في وقت نحتاج فيه لرص‬ ‫الصف وتنظيف القلوب وسيكون موضع كل شكرنا‬ ‫من يض��يء لنا نقطة اغفلناها او مالحظة س��هونا‬ ‫عنها او مقترح عام مفيد‬

‫القلمون مقربة حال�ش وكابو�سه الأ�سود‬

‫اش��تعلت جبهة القلمون من جديد بمواجهات بين مقاتلي المعارضة‬ ‫السورية المسلحة وميليش��يات حزب اهلل‪ ،‬حيث تكبدت األخيرة خسائر‬ ‫فادح��ة جراء االش��تباكات التي دارت خ�لال اليومي��ن الماضيين‪ ،‬التي‪،‬‬ ‫حس��بما أكدت مص��ادر مطلع��ة لـ”الوطن”‪ -‬بلغت أكثر م��ن ‪ 100‬قتيل‬ ‫وجريح‪.‬‬ ‫وأضافت المصادر أن الثوار يحتفظون بالعديد من أسرى المليشيات‬ ‫المذهبية‪ ،‬إضافة إلى جثث مقاتليها‪ ،‬مش��يرة إلى أن الحزب سعى عبر‬ ‫وسطاء عدة إلى التفاوض حول إطالق سراح األسرى واستعادة الجثث‪.‬‬ ‫وأكدت مص��ادر مطلعة أن الحزب دفع خالل األي��ام القليلة الماضية‬ ‫بعدد كبير من قواته إلى القلمون‪ ،‬إال أن مقاتلي المعارضة توعدوهم‬ ‫بتحرير قريب لكل المنطقة التي يوجدون فيها‪ ،‬مضيفة أن اش��تباكات‬ ‫غير مس��بوقة بالقذائف المدفعي��ة والصاروخية دارت بي��ن الجانبين‪،‬‬ ‫وتابع��ت بأن مقاتلي الجيش الحر انتقلوا م��ن مرحلة الدفاع والتقهقر‬ ‫إلى الهجوم والتقدم واستعادة األراضي‪.‬‬ ‫وكانت مصادر أمنية قد أكدت أن مستشفيات البقاع وضاحية بيروت‬ ‫الجنوبي��ة باتت تغص بأعداد كبيرة من جرح��ى حزب اهلل الذين تزايد‬ ‫س��قوطهم في س��وريا خالل الفترة الماضية‪ ،‬وأضاف المصدر أن أكثر‬ ‫م��ن ‪ 70‬جريحا للحزب وصلوا خالل اليومي��ن الماضيين‪ ،‬وأن ‪ 10‬منهم‬ ‫على األقل في حالة حرجة‪.‬‬

‫وم��ع أن الح��زب اعترف مؤخ��راً بمقتل ‪ 6‬من عناص��ره وقام بنعيهم‬ ‫رس��ميًا‪ ،‬وهم بالل كس��رواني‪ ،‬ونديم المقداد‪ ،‬ومحم��د علي حمودة‪،‬‬ ‫محمد يوس��ف المق��داد من بلدة مقن��ة البقاعية‪ ،‬ويحي��ى الزكلي (أبو‬ ‫الفض��ل) من مدينة بعلبك‪ ،‬وجمال علوني من النبطية‪ ،‬إال أن مراقبين‬

‫‪4‬‬

‫رجَّحوا أن يكون عدد القتلى الذين س��قطوا خ�لال اليومين الماضيين‬ ‫في االش��تباكات التي نش��بت بي��ن مقاتلي الح��زب والث��وار في جرود‬ ‫عرسال أكبر بكثير مما يعلنه الحزب‪ .‬السيما وأن مصادر مطلعة أكدت‬ ‫أن حزب اهلل هو الذي بدأ الهجوم على جيوب المعارضة‪ ،‬إال أن مقاتليه‬ ‫فوجئ��وا بأن المئات من الثوار يختبئون في تالل ومغاور جبل القلمون‪،‬‬ ‫وتظاهروا بانسحابهم عن المنطقة‪ ،‬وذلك إلعداد كمين لهم‪.‬‬

‫ويقول الناش��ط المحلي حمودة القلموني في تصريحات لـ”الوطن”‪،‬‬ ‫أن “الخدعة التي س��قط فيها مقاتلو حزب اهلل كلفتهم الكثير‪ ،‬فقد بلغ‬ ‫بهم الغرور حداً جعلهم ال يتصورون أن أحداً من الثوار يمكن أن يتصدى‬ ‫لهم‪ ،‬لذلك تظاهر مسلحو المعارضة باالنسحاب من المواجهات‪ ،‬وكان‬ ‫عل��ى مقاتلي حزب اهلل االنتظار والتريث لبع��ض الوقت‪ ،‬إال أن الغرور‬ ‫أعماهم فبادروا إلى محاولة مطاردة الثوار الذين خرجوا لهم من التالل‬ ‫ومغاور القلمون وفتحوا نيران مدافعهم وأس��لحتهم تجاههم‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلى تساقط قرابة ‪ 100‬عنصر بين قتيل وجريح”‪.‬‬

‫تشير تقديرات “اليونسيف” إلى وجود نحو‬ ‫‪ 30‬أل��ف طفل من أبناء الالجئين الس��وريين‬ ‫في أسواق العمل داخل األردن‪.‬‬

‫األطف��ال ف��ي م��دارس التعلي��م الرس��مي‪،‬‬ ‫إضافة إلى تقديم مساعدات مالية مشروطة‬ ‫بقيم��ة ‪ 30‬ديناراً ش��هريًا‪ ،‬لكل أس��رة لديها‬ ‫طفل متوقف عن الدراسة‪ ،‬شرط التخلي عن‬ ‫العمل‪ ،‬والتحاقه بالمدرسة‪.‬‬

‫وبلغ عدد األطفال السوريين العاملين في‬ ‫منطق��ة غ��ور األردن وحده��ا‪ ،‬حوالي ‪1700‬‬ ‫طفل‪ ،‬وفق ًا لدراس��ة أعدتها مؤسس��ة “انقاذ‬ ‫الطفل” األردنية بالتعاون مع “اليونيسيف”‪.‬‬

‫العزة‪ ،‬أفادت بأن الح��د األعلى الذي يمكن‬ ‫أن تتقاضاه األس��رة يبل��غ ‪ 90‬دين��اراً أردنياً‪،‬‬ ‫على أن تت��م بعدها مراقبة االلت��زام بتوجه‬ ‫األطفال إلى المدرسة‪ ،‬ويتوقف الدعم خالف ًا‬ ‫لذلك‪.‬‬

‫اإلنخراط بالعمل‪ ،‬كان الدافع وراء التسرب‬ ‫من المدارس‪ ،‬وعدم االلتحاق بها‪.‬‬

‫وأض��اف القلمون��ي “الحصيل��ة الت��ي أعلنتها س��لطات الح��زب غير‬ ‫منطقي��ة‪ ،‬وع��دد القتلى يبلغ أضع��اف الرقم الذي ت��م إعالنه‪ ،‬أما عن‬ ‫الجرحى فهم في حدود ‪ 50‬جريحًا حسبما أعلنت مصادر طبية لبنانية‪،‬‬ ‫معظمه��م في حالة حرجة‪ ،‬مم��ا يزيد بقوة من احتم��االت ارتفاع عدد‬ ‫الضحاي��ا‪ .‬وال بد م��ن القول إن تزاي��د الرفض الش��عبي لعناصر حزب‬ ‫اهلل من س��كان القلمون يمكن أن يشكل عامل ضغط إضافي عليهم‪،‬‬ ‫بسبب الممارسات العدوانية التي يرتكبونها بحقهم‪ ،‬والسعي لتضييق‬ ‫حركة السكان المحليين‪ ،‬وكأنهم باتوا سلطة احتالل”‪.‬‬

‫ونقل��ت صحيف��ة “الغ��د” األردني��ة‪ ،‬ع��ن‬ ‫مس��ؤولة اإلعالم ف��ي اليونيس��يف “فاطمة‬ ‫الع��زة” قولها‪ ،‬أن المنظمة بالتعاون مع وزارة‬ ‫التربية والتعلي��م األردنية‪ ،‬تنفذ برامج دعم‬ ‫العائالت السورية‪ ،‬بهدف تمكينها من ارسال‬ ‫أطفالها إلى المدرسة‪.‬‬

‫أن «الحزب دفع بع��ددٍ كبير من مقاتلي��ه وآليّاته إلى‬ ‫ويُش��ـار إل��ى ّ‬ ‫الجبهة التي تدور فيها معارك هي األشرس‪».‬‬

‫البرامج‪ ،‬ب��دأت حاليًا في محافظة المفرق‪،‬‬ ‫وتش��مل دعماً نفس��يًا واجتماعيًا‪ ،‬وتس��جيل‬

‫أضافت العزة‪ ،‬أن “مخيم الزعتري” لالجئين‬ ‫السوريين في “محافظة المفرق” يضم أكثر‬ ‫م��ن ‪ 350‬طفال منخرطين في س��وق العمل‪،‬‬ ‫مش��يرة إلى أن هؤالء األطفال باتوا يترددون‬ ‫على المراكز التي توفرها “منظمة اليونيسف”‬ ‫وش��ركاؤها من المنظم��ات الداعم��ة‪ ،‬والتي‬ ‫تس��تهدف األطفال المنخرطين ف��ي العمل‪،‬‬

‫لتعزيز مفه��وم التعليم لديهم‪ ،‬وحثهم على‬ ‫االلتحاق بالمدرسة والحصول على الدعم‪.‬‬ ‫وكان��ت منظم��ة “كي��ر” العالمي��ة‪ ،‬أعربت‬ ‫مؤخ��راً عن قلقه��ا من تزايد أع��داد األطفال‬ ‫الس��وريين المنخرطين في سوق العمل في‬ ‫دول اللج��وء‪ ،‬خصوص��ا ف��ي األردن ولبن��ان‪،‬‬ ‫مؤك��دة أنه��م يعمل��ون لس��اعات طويلة في‬ ‫ظروف بائسة واستغاللية بشكل خطير‪.‬‬ ‫وجاء في دراس��ة أعدتها المنظمة بمناسبة‬ ‫“اليوم العالمي لمكافحة عمالة األطفال”‪ ،‬أن‬ ‫الحكومة األردنية تقدر ارتفاع عمالة األطفال‬ ‫على مس��توى الدولة‪ ،‬بمقدار الضعف لتصل‬ ‫طفل‪ ،‬منذ بدء األزمة الس��ورية‪،‬‬ ‫إلى ‪ 60‬ألف‬ ‫ٍ‬ ‫قب��ل ما يزي��د عل��ى ث�لاث س��نوات‪ ،‬أما في‬ ‫لبن��ان ف��إن ‪ 50‬ألف طفل س��وري على األقل‬ ‫منخرطون في سوق العمل‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫|‬

‫ملف زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫اعالن دولة اخلالفة والتوق للخليفة املنتظر‬ ‫عبد الكرمي اني�س‬ ‫ال يمك��ن للمرء‪ ،‬أن يخدع ع��دة مرات‪ ،‬عبر‬ ‫التاريخ القري��ب والبعيد‪ ،‬من أن الخالف على‬ ‫موضوع ش��كل الدولة‪ ،‬من منظور عقائدي‪،‬‬ ‫ه��و أم��ر ب��ات يرك��ب موجت��ه الكثي��ر م��ن‬ ‫المخادعي��ن الذين يمتلكون مق��درات هائلة‬ ‫ف��ي التمثي��ل على الفئ��ات الس��اذجة أو تلك‬ ‫التائهة في بحر الفوضى الذي كانت تعيش��ه‬ ‫المنطقة جراء االستبداد من قبل المنظومات‬ ‫العسكرية التي حكمت المنطقة عبر ما يزيد‬ ‫على خمسة عقود‪.‬‬ ‫لم يع��د يخف��ى على أح��د اع�لان تنظيم‬ ‫داعش دولة الخالفة في أرض الش��ام وتبعه‬ ‫بع��د أيام ش��به اع�لان إلمارة إس�لامية على‬ ‫لس��ان تنظيم جبهة النصرة في بالد الش��ام‬ ‫وكال االعالني��ن كانا تصديق��ًا لمزاعم نظام‬ ‫االجرام االس��دي ب��أن الثورة س��تنتج أمارات‬ ‫اسالمية ستمزق الدولة السورية‪ .‬وطبعاً هذا‬ ‫االدع��اء مردود على من قام بإطالة أمد ثورة‬ ‫الكرامة والحرية واس��تنزف كل جهد س��لمي‬ ‫ف��ي تغيي��ر واس��تبدال الس��لطة االجرامي��ة‬ ‫العنيفة في سوريا واستجلب من خارج البالد‬ ‫كل أن��واع المرتزقة لتصبح س��وريا مس��رح ًا‬ ‫تتعدد فيه الش��خصيات والمهام للمتواجدين‬ ‫على ساحته‪.‬‬ ‫لق��د كان أح��د أس��باب ظه��ور مثي��ل هذه‬ ‫الفئ��ات المتطرفة أو المتش��ددة ه��و تهجير‬ ‫العلماء الحق الذي��ن ال يعرفون محاباة ألهل‬ ‫الس��لطة ومنعهم من اس��تالم زم��ام تطويع‬ ‫الشباب من الوقوع ضحية االنزالق في الفهم‬ ‫القاصر لشأن الطاعة العمياء لكل من ينصب‬ ‫نفسه (خليفة) على المواطنين‪ ،‬واستمر بد ً‬ ‫ال‬ ‫عن ذلك ترسيخ سياسة ارساء علماء السلطة‬ ‫الذين يباركون ويمنعون أي تلويح بمحاسبة‬ ‫أو ع��زل (ولي األمر) ف��ي ازدراء كبير لحقوق‬ ‫المواطني��ن ف��ي التعبي��ر ع��ن تقززه��ا من‬ ‫س��يطرة فئة حاكمة وباغية لزمام الس��لطة‬ ‫وكان ه��ذا العام��ل أساس��اً في ظه��ور الفئة‬ ‫الرمادي��ة التي أطالت أمد الثورة وزادت بذلك‬ ‫مفرزاته��ا التي يراهن على مدى اس��تطالتها‬ ‫النظام الس��وري الذي يعتمد على الوقت في‬ ‫تمييع الش��عارات التي خرجت تطالب بسوريا‬ ‫حرة لكل السوريين‪.‬‬ ‫وكان لغي��اب القدوة الحس��نة من القيادات‬ ‫السياسية أو حتى الدينية التي تجمع وراءها‬ ‫الشبان وهم الفئة األكبر في المجتمع العامل‬ ‫األس��اس في تخبط المجتمع واالستماع سراً‬ ‫لمث��ل هذه التنظيمات الت��ي تعطي هالة من‬ ‫القدسية لنفس��ها عبر اتباع اساليب طقوس‬

‫‪6‬‬

‫الس��رية ف��ي التحضيرات وف��ي االجتماعات‪،‬‬ ‫س��يما وأن الطغ��اة م��ن الفئ��ات الحاكم��ة ال‬ ‫يقبل��ون ب��أن يكون هن��اك ف��ي القطيع من‬ ‫يشاركهم في (محبة ) الناس وتقديسها لهم‬ ‫وبالتال��ي فه��و يس��مح فقط للفقاع��ات ذات‬ ‫المواهب غير الفكرية بالظهور ويسمح أيضًا‬ ‫أن يصب��ح له��ؤالء (أتب��اع ) حرص��اً منه على‬ ‫ابقاءهم منشغلين في جوانب غير مساهمة‬ ‫في بناء الوعي وانتاج القدرات التي باإلمكان‬ ‫أن تنه��ض بالمجتم��ع وبالتالي تس��اهم في‬ ‫اقتالع��ه م��ن المناص��ب األخطبوطي��ة التي‬ ‫شبّك فيها الدولة وأسرها عبر عدة عقود‪.‬‬ ‫لقد ق��ام النظام بالتضييق على المفاهيم‬ ‫الش��رعية وامكاني��ة تطبيقه��ا واحت��رام‬ ‫خصوصيته��ا عبر اللج��وء ألس��لوب التحقير‬ ‫واالس��تفزاز واالس��تهزاء بالقائلي��ن بأنه��ا‬ ‫الحل للنه��وض بالمجتمع م��ن تبعات الجهل‬ ‫والتخل��ف واألمية بل حتى أن��ه ربط التخلف‬ ‫به��ذه المعايي��ر وتناس��ى الثقافة الش��عبية‬ ‫لمواطني��ه ذات الخلفية الديني��ة التي تتطلع‬ ‫يوم��ًا لدراس��ات اجتماعي��ة تتح��دث بش��كل‬ ‫عقالن��ي وب��دون مي��ل أو ش��طط ع��ن هذه‬ ‫المفاهي��م وامكاني��ة تطبيقها ف��ي المجتمع‬ ‫لمحاربة أمراض تتطور بشكل سلبي فيه‪.‬‬ ‫وكان إلس��باغ المس��ميات االس�لامية‪ ،‬ذات‬ ‫التاري��خ المش��رف‪ ،‬عل��ى واق��ع يغ��وص في‬ ‫مس��تنقع الجهل واألمية‪ ،‬أثراً شديد األهمية‬ ‫ف��ي ذات س��ياق لف��ت االنتب��اه‪ ،‬حي��ث ت��م‬ ‫اس��تخدام ألقاب ذات وهج تاريخي اس�لامي‪،‬‬ ‫يتوق اليه الفرد الذي س��مع عن تلك العصور‬ ‫الت��ي اصب��ح فيه��ا الف��رد يق��ارن بالخلف��اء‬ ‫واألم��راء‪ ،‬وه��و مج��رد ف��رد ف��ي مصفوفة‬ ‫منظوم��ة من الخلفاء‪ ،‬واعتمد بذلك التنظيم‬ ‫على اش��اعة حالة من الوه��م المؤقت‪ ،‬الذي‬ ‫يصي��ب المصاب بالعطش‪ ،‬كي يش��اهد في‬ ‫س��راب الصح��راء واح��ة مي��اه‪ ،‬بإمكانه��ا أن‬ ‫ت��روي ظمأه‪ ،‬وتجاهل بغب��اء مفرط أن حالة‬ ‫االس��تخالف والخالف��ة ليس��ت مس��ميات بل‬ ‫مشروع عمل متكامل من النهوض األخالقي‬ ‫والمعرف��ي المترافق بالتخل��ص من أمراض‬ ‫النف��س‪ ،‬كأمراض الش��عور بالعظمة وترداد‬ ‫مصطلح��ات اله�لاك والنجاة وكأن��ه الحاكم‬ ‫المولى من س��دة الس��ماء التي تقود صاحبها‬ ‫ومجتمعه للهالك‪.‬‬ ‫اس��تفاد التنظيم من حالة تصيب االنسان‬ ‫الع��ادي بش��كل ال ش��عوري‪ ،‬حي��ث ينح��از‬ ‫االنس��ان قلي��ل الخب��رة وضعي��ف التجرب��ة‬ ‫نح��و صاحب الق��وة ويالح��ق ذوي الس��لطة‬ ‫والسلطان ويتبعه بافتنان تصل لحد العمى‪،‬‬

‫خصيصًا إن كان في حالة صدمة من مشروع‬ ‫معي��ن فتراه ينغم��س في خي��ار خاطئ آخر‬ ‫بدون وعي وبدون تروي‪.‬‬ ‫يغ��ذي قي��ادي داعش بعض ًا من الش��عور‬ ‫بالقيمة لألفراد ويمنحونهم س��لطات واسعة‬ ‫تص��ل لحد حيازة األرواح وايقاف أو اس��تمرار‬ ‫الحي��اة ل��دى (الرعاي��ا الضالين)‪ ،‬يع��زز هذا‬ ‫الموض��وع اش��باع األنا عن��د الش��باب صغير‬ ‫الس��ن وال��ذي ال يمل��ك تجرب��ة كافي��ة ف��ي‬ ‫الحياة بإمكانه��ا أن تعلمه التمييز بين تقدير‬ ‫الذات عبر اس��تثمار ذاته في مشاريع تنهض‬ ‫بس��ويته المعرفي��ة والحضري��ة كانس��ان‬ ‫مس��تخلف في األرض ومطلوب منه أن يقدم‬ ‫س��جل انجازات��ه ف��ي مرحل��ة ما بع��د الحياة‬ ‫الدنيوية وبين اس��تمالة مؤقت��ة من صيادي‬ ‫مه��رة في تنصيبه وكي ً‬ ‫ال لملك الموت يقطف‬ ‫األرواح ف��ي حال غياب رضى خليفته أو أميره‬ ‫على المواطنين‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي يق��وم فيه (طرش) كبير‬ ‫م��ن المثقفي��ن الس��وريين والعرب ب��ازدراء‬ ‫واس��تخفاف هذا التنظيم االرهابي واالكتفاء‬ ‫بإطالق النكات عليه يقوم التنظيم بإجراءات‬ ‫عملية يحاول فيها كس��ب ونيل ثقة الش��ارع‬ ‫ال��ذي يحت��اج م��ن يمد ل��ه يد ترس��يخ األمن‬ ‫واألم��ان ف��ي مناطق��ه بع��د أن ض��اق ذرعًا‬ ‫بعملي��ات الس��رقة الت��ي يق��وم به��ا عناصر‬ ‫نس��بوا أنفسهم للثورة وبدون حساب فيقوم‬ ‫بحس��ابهم ويص��ادر مس��روقاتهم ويكس��ب‬ ‫الش��ارع ويبق��ى أولئ��ك المثقفين حبيس��ي‬ ‫صفحاتهم التي يكتب��ون بها نكاتهم وتكون‬ ‫المقارن��ة الش��عبية غي��ر الواعي��ة لصال��ح‬ ‫التنظيم بكل أسف‪.‬‬ ‫قام تنظيم داعش باتخ��اذ خطوات جريئة‬ ‫وذات س��يادة ت��دل عل��ى أن��ه ن��د ق��وي لكل‬ ‫الفئ��ات الثورية الموجودة عل��ى األرض فقد‬ ‫ن��ازع الفئات المس��لحة على مص��ادر الدخل‬ ‫في الدولة الس��ورية وقاتل عناصر مس��لحة‬ ‫اس��تولت على المعابر كي يحص��ل بموجبها‬ ‫على دخل مادي وس��يادة ال يتمت��ع بها أنداده‬ ‫من المجل��س الوطني‪ ،‬االئت�لاف والفصائل‬ ‫العسكرية المسلحة وحتى المجالس المحلية‪.‬‬ ‫قام التنظيم بالسيطرة على حقول النفط‬ ‫الس��ورية‪ ،‬واس��تفاد م��ن الحالة العش��ائرية‬ ‫بإخضاع زعماء العشائر لينطووا تحت لوائه‪،‬‬ ‫حتى أنه باع نفط ًا للنظام الس��وري‪ ،‬حس��ب‬ ‫بع��ض مراقبي الدول األوربية‪ ،‬ونازع فصي ً‬ ‫ال‬ ‫عس��كريا يش��ابهه على المس��توى العقائدي‬ ‫ه��و جبهة النصرة على كل النقاط التي تولد‬ ‫ش��عوراً بالس��يطرة والقوة ضم��ن المجتمع‪،‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫وقام بذلك بفرض نفس��ه كقوة قاهرة بديلة عن حالة فراغ السلطة‬ ‫بعد قهر النظام الس��وري أو انسحابه من مناطق باتت تسيطر عليها‬ ‫المعارضة السورية‪.‬‬ ‫يقوم تنظي��م داعش بفرض ايدولوجيت��ه ومفاهيمه الخاصة عن‬ ‫االس�لام في ظل فهم قاصر ومريض على االتيان بالحدود الشرعية‬ ‫قب��ل القي��ام بصيانة فكري��ة واجتماعي��ة للمجتمع وه��و بذلك كمن‬ ‫يتقص��د حرق المراحل‪ ،‬في انتهاك غير محمود العواقب على النتائج‪،‬‬ ‫م��ن نق��ل المجتمع من حال��ة االنصياع الت��ام لنظام احت��رف االجرام‬ ‫وابتكر كل اس��اليب التخوي��ف وربط معظم مناح الحي��اة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية واستمراره بوجوده ومن ناحية أخرى يتم نقل المجتمع‬ ‫اآلن الخ��ارج من س��يطرة االج��رام والتخوي��ف لتنظي��م داعش الذي‬ ‫يحت��رف االرهاب بالتلويح بقط��ع وجز الرؤوس ل��كل مخالفيه الذين‬ ‫يتهمه��م بال��ردة واالنصي��اع لل(كفار) في اش��ارة واضح��ة لكل من‬ ‫يناهضه ويناهض تفكيره‪.‬‬ ‫م��ن حي��ث النتيج��ة‪ ،‬ال يوجد كثير م��ن الفوارق‪ ،‬بين نظام األس��د‬ ‫المجرم والسفاح والتنظيم االرهابي لداعش من حيث احتالل األرض‬ ‫بالقوة العس��كرية وارهاب المواطنين وتقول معطيات النزاع المسلح‬ ‫أن ال صدامات عس��كرية بين الطرفين ويقع بينهما الجيش الحر فهو‬ ‫على جبهة يقارع نظام األس��د وعلى جبهة أخ��رى يتصدى لمحاوالت‬ ‫داعش التمدد في الريف وفي المدن المحيطة الذي يستفيد من حالة‬ ‫االنهاك في العدة والعتاد مع النظام‪.‬‬ ‫اعتم��د التنظي��م على حال��ة النف��اق وازدواجية المعايي��ر للمجتمع‬ ‫الدول��ي‪ ،‬والموقف الجائر والظالم من القضي��ة المركزية في الوعي‬ ‫العربي والمس��لم‪ ،‬واصطفاف هذا المجتم��ع الدولي بجانب الصهاينة‬ ‫ض��د الحق��وق الفلس��طينية المش��روعة بالتخل��ص م��ن االحت�لال‪،‬‬ ‫واس��تعادة الحقوق‪ ،‬ومؤخراً أكد موقف ه��ذا المجتمع الدولي المنافق‬ ‫ضمن تش��كيلة ما يسمى (أصدقاء الشعب السوري) وهو تجمع يقدم‬ ‫العون الشكلي للثورة السورية ضد نظام األسد المجرم‪ ،‬وهذا التجمع‬ ‫حتى اآلن س��اقط في تفهم أبعاد الثورة الس��ورية‪ ،‬الذي يطالب جزء‬ ‫كبير من أبناءه في الوطن‪ ،‬بتغيير النظام المجرم فيه‪ ،‬ويتم الحديث‬ ‫فيه ال عن ارادة الش��عب الس��وري بحقه في تغيير نظامه السياسي‪،‬‬ ‫بل عن خارطة المصالح الدولية‪ ،‬وعلى رأس��ها مصلحة طفله المدلل‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬وهو ال يرى مانعًا في اش��تعال حرب استنزاف بين‬ ‫اطياف مجتمع‪ ،‬طالما أن الكيان الصهيوني بعيد عن هذا التأثير‪.‬‬ ‫إن الخالفة هي حلم‪ ،‬يع��ود بذاكرة المواطن الذي يعيش في حالة‬ ‫قه��ر متواتر‪ ،‬والتي رس��خت في ذهنه مش��افهة‪ ،‬قروناً عب��ر الوراء‪،‬‬ ‫يعتق��د بموجبه��ا أن وج��ه األرض لمواطني دولة الخالف��ة‪ ،‬كان أكثر‬ ‫ترحاباً و اش��راقًا وأكثر قوة وأشد مهابة‪ ،‬فيه عدل يكاد يكون مطلقًا‪،‬‬ ‫ال يوج��د فيه طغاة وال بغاة‪ ،‬بالغ النق��اء والنصاعة‪ ،‬إن ما صاحت فيه‬ ‫أمة تش��تكي القهر‪ ،‬اجتمعت لتلبيتها جيوش تسد شعاع الشمس في‬ ‫األفق‪ ،‬لترفع عنها القهر والظلم‪.‬‬ ‫ال ريب أن هذا الحلم هو مجرد صورة نمطية يهرب اليها العاجز من‬ ‫التعام��ل مع مفرزات الحياة الجديدة فيفر لعالم فيه كل ش��يء مقرر‬ ‫بش��كل ايجابي س��لفًا‪ ،‬حتى ليختلط فيه الذئب مع قطيع الخراف‪ ،‬فال‬ ‫يبغي عليهم ألنه في حالة اكتفاء‪ .‬الحقيقة أن هذا الحلم سيكون أمراً‬ ‫واقع ًا لو تم رفع مس��توى الفرد ليكون حجر أس��اس ترتفع فيه أسوار‬ ‫الحصن االجتماع��ي‪ ،‬بعيداً عن االنحالل والتفس��خ‪ ،‬والخوف واالكراه‬ ‫واالجبار‪ ،‬وبعيداً عن الفقر األسود‪ ،‬متحصنًا بسد التكافل االجتماعي‪،‬‬ ‫العلم فيه ومنجزاته ال يمكن أن تكون أدوات احتكار لش��عوب مقهورة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫إن الخالف��ة ال تتحقق اال عندم��ا يتم ادراك الف��رد‪ ،‬والمجتمع على‬ ‫التوال��ي‪ ،‬عل��ى أنه حامل رس��الة تعنى في��ه أنه يجعل م��ن المجتمع‬ ‫الذي يعيش فيه عالماً أفضل وأنه مس��ؤول مسؤولية كبرى في حال‬ ‫االخف��اق‪ ،‬فهو ليس مج��رد رقم ضمن أعداد كبيرة من البش��ر تغدو‬

‫|‬

‫ملف زيتون‬

‫|‬

‫وت��ذوي في الحياة الدنيا واال لما كان هناك من غاية من حس��ابه في‬ ‫تعامالت��ه اليومي��ة مع كاف��ة المكون��ات العاقلة وغي��ر العاقلة والتي‬ ‫تذهب به ليكون انس��انًا يس��تعمر في األرض بشكل ايجابي فيخلف‬ ‫ورائه رس��الة تعط��ي اآلخرين صفة لألثر الذي ترك��ه تعطيهم دفعًا‬ ‫على مواصلة الخطى على ذات الطريق‪ .‬‬ ‫إن المواط��ن الخليفة ال يقل قدراً عن الخليفة المس��ؤول بل يعتبر‬ ‫ن��داً ل��ه بإمكانه أن يوقف اس��تمرارية ثقته به ويضاف ل��ه أن األخير‬ ‫يحم��ل أمان��ة أكبر في عنقه‪ ،‬ت��كاد تخنقه فيما إن لم يحس��ن صون‬ ‫األمانة‪.‬‬ ‫إن الخالفة ال تعني شوكة وسيطرة وبطشًا ألنها بمدلولها االيجابي‬ ‫رس��الة تتخطى حكم رق��اب المواطنين فهي تدرك تم��ام االدراك أن‬ ‫أس��اس المل��ك ه��و العدل بي��ن المكونات م��ع الصرامة ف��ي تطبيق‬ ‫القوانين التي تسري على جميع المواطنين على حد سواء‪.‬‬ ‫الخالف��ة ليس��ت فريضة في حين أن االس��تخالف فريضة من حيث‬ ‫تأدية نوع األمانة التي استؤمن االنسان عليها وترك االسالم في فترة‬ ‫الخالفة الراش��دة شؤون اختيار الخليفة وأمير المؤمنين للرعية حتى‬ ‫أن عب��د الرحمن استش��ار أهل الكتاب والش��بان الصغار أجمع بش��أن‬ ‫اختي��ار ابو بك��ر الصديق الذين نوعوا في ش��كل خياراتهم لقائدهم‬ ‫أرب��ع مرات مختلف��ات فأبو بكر الصديق تمت بيعت��ه بناء على اختيار‬ ‫أه��ل الحل والعقد وتم اختيار عمر ب��ن الخطاب عن طريق ما يقارب‬ ‫ف��ي زماننا هذا كبار الناخبين التي تتخ��ذه عدة دول كبرى منهجًا في‬ ‫اختيار رؤس��ائها وأما عثم��ان بن عفان فقد اختارت��ه لجنة أوصى بها‬ ‫عم��ر بن الخطاب وأما علياً كرم اهلل وجهه فقد تم اختياره من عقالء‬ ‫األمة ممن يمتلكون آلة الرشد واالختيار‪.‬‬ ‫وبعد أن أوصل نظام االجرام الوضع السوري لحافة اليأس لشدة ما‬ ‫قام بتمزيق الدولة والمجتمع لحد إعالن جماعة ما تشكيل دولة خالفة‬ ‫وأخرى إلمارة وآخرين لمس��توطنات تعبر عن مناطق سيطرتهم فإنه‬ ‫يأمل بذلك أن يقول لمؤيديه والمجتمع الدولي أن خيار وجوده كنظام‬ ‫علماني بمقابل هذه الجماعات يجب أن يكون في أولوية الخيارات عند‬ ‫البحث عن حلول الثورة السورية التي أرغم النظام ماليين المواطنين‬ ‫فيها للنزوح ومن ثم للجوء لدول الجوار وأنش��ئ بذلك أكبر تجمع من‬ ‫البشر يعيشون حياة بؤس وفقر وحرمان من األمن واألمان‪ .‬ال يمكن‬ ‫لكثير من الس��وريين أن يتنازلوا عن خيار اسقاط النظام الذي قتلهم‬ ‫وشردهم ودمر بيوتهم بمقابل تخويفهم من اعالن دولة خالفة غير‬ ‫منطقي��ة ولم يطلبوها‪ ،‬قام بإعالنها طائفة من غير الس��وريين‪ ،‬وال‬ ‫يمكن لكثير من الس��وريين أن يضعوا هذا الخيار في حس��بانهم ألن‬ ‫م��ا بني على وهم زائل وألن��ه ليس من المنط��ق أو العدل أن يصار‬ ‫للتص��ارع على ش��كل الدولة وفي ظ��ل غياب كبير إلرادة الس��وريين‬ ‫الذين يحق لهم االطالع على كل الخيارات بدون أن تكون على شكل‬ ‫اك��راه أو اجباره كأم��ر واقع كما فعل النظام ف��ي الماض القريب جداً‬ ‫في كل شؤون الحياة‪ .‬إن الفوضى التي ستخلف النظام ابان سقوطه‬ ‫بالنس��بة الي خير من اع��ادة التفكير به خوفاً من اعالن دولة الخالفة‬ ‫التي تس��تلزم الكثي��ر الكثير من العم��ل والنهوض باتج��اه االرتقاء‪،‬‬ ‫وعلى الش��عب الس��وري أن يحتفظ بحقه في كل الخي��ارات المتبقية‬ ‫ك��ي يتابع مس��يرته ليأخذ مكان��ه الطبيعي في المس��يرة الحضارية‬ ‫لألمم والذي عطله نظام االجرام فترة طويلة من الزمان‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫|‬

‫حتقيقات زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫جواز ال�سفر ال�سوري‪ ..‬حلم �آالف ال�سوريني‬ ‫مهند النادر‬ ‫معاناة المواطن الس���وري تتعدد أش���كالها وتظهر‬ ‫ف���ي مختلف مناحي الحياة كلم���ا طال أمد الصراع‬ ‫وتأخر حس���مه وتنوعت وتعددت أطرافه‪ ،‬وقد أدى‬ ‫القتل والتدمير المنتشر في البالد إلى هجرة ولجوء‬ ‫ماليين السوريين إلى دول الجوار والمنافي البعيدة‬ ‫بطرق شرعية وغير شرعية حسب ما تمكن هؤالء‪.‬‬ ‫لق���د ترك الكثير من الس���وريين بيوتهم دون القدرة‬ ‫على حمل وثائقهم الرس���مية معهم والكثير منهم ال‬ ‫يملكون جواز سفر أساس���ا ً أو تركوه خلفهم عندما‬ ‫خرجوا تحت القصف والتدمير لينجو بحياتهم وحياة‬ ‫أطفاله���م‪ ،‬وهناك العديد منه���م من انتهت صالحية‬ ‫جواز سفرهم وال يملكون اإلمكانية لتجديده‪.‬‬ ‫لقد عبر الكثير من الس���وريين الح���دود مع تركيا‬ ‫بطريقة غير ش���رعية عبر «التيل» أو بواس���طة‬ ‫«ال ِحلّة» بس���بب عدم وجود جواز سفر يسمح لهم‬ ‫بدخول األراضي التركية عب���ر المعابر النظامية‪،‬‬ ‫محمد م���ن قرية مارع في الري���ف الحلبي يتحدث‬ ‫عن ظ���روف خروجهم من منزله���م تحت قصف‬ ‫الطائ���رات والبراميل المتفجرة قائ�ل�اً «كان همنا‬ ‫أن ننجو بأوالدنا وأرواحنا لم نس���تطع البحث عن‬ ‫أوراقنا الثبوتية وعندما عدن���ا وجدنا البيت مدمراً‬ ‫وكل ما فيه محترق»‪ ،‬هذه حال الكثير من السوريين‬ ‫الذين دخلوا إل���ى تركيا بدون وثائق وخاصة بدون‬ ‫جوازات سفر كونهم لم يمتلكوها باألصل‪.‬‬ ‫تبدأ المعاناة من عدم إمكانية الحصول على اإلقامة‬ ‫القانونية في تركيا بس���بب عدم وجود جواز السفر‬ ‫إل���ى فقدان الفرصة في محاولة البحث عن بلد أخر‬ ‫يوفر له فرصة حياة أفض���ل أو االنتقال إلى مكان‬ ‫آخر‪ .‬حيث ما زالت اإلجراءات القانونية التي تعمل‬ ‫بها دوائر الهجرة التركية حتى اليوم هي اش���تراط‬ ‫وجود جواز سفر مختوم من أحد المعابر الحدودية‬ ‫بشكل نظامي‪،‬‬ ‫وهذا ما يفتق���ده الكثيرون ويش���كل أزمة لهم لعدم‬ ‫قدرتهم على االس���تفادة من اإلقامة وميزاتها ويبقي‬ ‫وضعهم غير قانوني خاضع للظروف السياس���ية‪.‬‬ ‫مما يدفعهم إلى البحث عن طرق مختلفة للحصول‬ ‫على جواز الس���فر أو أي وثائ���ق أخرى ويضطر‬ ‫الغالبية إلى اللجوء للتزوير عبر سماس���رة الوثائق‬ ‫بسبب عدم قدرته على الوصول إلى مراكز الهجرة‬ ‫التابعة للنظام خوفا ً من االعتقال‪.‬‬ ‫وتختلف مستويات الوثائق المزورة حسب نوعيتها‬ ‫ومصدرها وحس���ن تزويرها‪« ،‬أب���و محمد» أحد‬ ‫سماس���رة الوثائق ف���ي مدينة كيل���س التركية يتكلم‬ ‫ع���ن الموضوع قائ�ل�اً‪« :‬الجواز النظامي س���عره‬ ‫م���ن ‪ 2000 – 1800‬دوالر ويك���ون بصورتك‬ ‫ومعلوماتك الحقيقية وتس���تطيع السفر به إلى حيث‬ ‫تشاء‪ ،‬وجواز الس���فر بتبديل الصورة والمعلومات‬ ‫غي���ر حقيقية س���عره ‪ 800‬دوالر‪ ،‬وتجديد الجواز‬ ‫بلصاقة نظامية يكلف ‪ 400‬دوالر» وعندما تسأله‬

‫‪8‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫مظاهرات تركية تطالب بطرد الالجئني ال�سوريني‬ ‫والقادم �أخطر‬ ‫مها الخضور‬

‫ع���ن اللصاقة وكيف تم الحص���ول عليها يقول‪« :‬‬ ‫نش���تريها من موظفي الهج���رة التابعين للنظام فكل‬ ‫منهم له سعر»‪ ،‬وهناك سمسار آخر يقول‪« :‬حصلنا‬ ‫على نس���خ نظامية من الجوازات الفارغة وتوابعها‬ ‫عندما تم اقتحام مراكز الهجرة في حلب والرقة ويتم‬ ‫استخدامها هنا»‪ ،‬إال أن هذا الجواز «النظامي» ال‬ ‫يصلح للدخول إلى س���وريا وال يمكن استخدامه في‬ ‫لبن���ان كونه بال قيد‪ .‬من يمل���ك المال يحصل على‬ ‫جواز الس���فر لينجز معامالته أو يستخدمه بالسفر‬ ‫إل���ى بلد أخر ويبقى غالبي���ة المواطنين يعانون من‬ ‫ع���دم إمكانية الحصول عليه ال عب���ر التزوير وال‬ ‫إمكانية اس���تصداره من دوائر هجرة النظام بسبب‬ ‫وجودهم خ���ارج البالد وإغ�ل�اق العديد من الدول‬ ‫للس���فارة الس���ورية فيها والصعوبات التي تضعها‬ ‫الس���فارات التي م���ا زالت تعمل أم���ام المواطنين‬ ‫وخاصة المعارضين للنظام أو المطلوبين له‪.‬‬ ‫حاول البعض االتصال بالقنصلية الس���ورية التابعة‬ ‫للنظام في مدينة إستانبول للحصول على جواز سفر‬ ‫أو محاولة تجديد ج���واز انتهت مدة صالحيته لكن‬ ‫محاوالتهم لم تثمر وقد باءت بالفش���ل بس���بب عدم‬ ‫حصوله على رد واضح ومحدد طيلة ش���هور من‬ ‫المراجع���ة‪ ،‬رغم إصدار حكومة النظام الس���وري‬ ‫التعليمات التنفيذية الخاصة بمنح جوازات الس���فر‬ ‫للمواطنين السوريين المقيمين في الخارج‪ ،‬وحددت‬ ‫تلك التعليمات مدة أس���بوع بنظ���ام الدور لصدور‬ ‫الجوازات العادية‪ ،‬ومدة ‪ 72‬س���اعة للمس���تعجلة‪.‬‬ ‫سالم شاب س���وري مقيم في مدينة إستنبول انتهت‬ ‫صالحية جواز س���فره نصحه البعض باللجوء إلى‬ ‫القنصلية لعل���ه يحصل على تجديد لجواز س���فره‬ ‫اس���تناداً على قرار حكوم���ة النظ���ام والتعليمات‬ ‫الخاصة بالتجديد وإصدار جواز س���فر للس���وريين‬ ‫المقيمين خارج سوريا‪ ،‬يقول‪« :‬ذهبت إلى القنصلية‬

‫وشعرت وكأني أدخل إلى فرع أمن‪ ،‬قلت للموظف‬ ‫م���ا أريد فطلب مني تعبئة اس���تمارة فيها مجموعة‬ ‫من األس���ئلة تشمل كل ش���يء يخص حياتي وحياة‬ ‫عائلتي وأقاربي‪ ،‬ذكرتني باالستمارات األمنية التي‬ ‫تس���تخدمها فروع األمن‪ ،‬كتبت المطلوب وسلمتها‬ ‫فقال لي راجعن���ا بعد ش���هرين وبالفعل عدت بعد‬ ‫ش���هرين ليعود ويطلب مني تعبئة ذات االس���تمارة‬ ‫من جديد دون الحصول على موعد للحصول على‬ ‫تجديد للجواز‪ ،‬وما زلت أنتظر»‪.‬‬ ‫وتس���تمر المعاناة مع غياب «االعتراف القانوني»‬ ‫باالئت�ل�اف الوطني الس���وري المع���ارض مما ال‬ ‫يخوله إص���دار أي وثائق رس���مية‪ ،‬رغم اعتراف‬ ‫معظم ال���دول العربية والعديد من الدول مثل تركيا‬ ‫والوالي���ات المتحدة وفرنس���ا وبريطانيا به كممثل‬ ‫للشعب الس���وري‪ ،‬فما زال هذا االعتراف سياسيا ً‬ ‫ل���م يصل إلى االعت���راف القانوني والدبلوماس���ي‬ ‫مما يؤهله الس���تصدار الوثائق الخاصة بالسوريين‬ ‫والتعام���ل بها رس���مياً‪ ،‬وم���ا زال ممثلو االئتالف‬ ‫يطلق���ون الوعود بإيج���اد حل له���ذه المعاناة دون‬ ‫الوصول إلى أي نتيجة‪.‬‬ ‫ويبقى حلم الحصول على جواز سفر نظامي يخول‬ ‫حامله حرية الحركة والتنقل واإلقامة في أي مكان‪،‬‬ ‫صعب المنال‪ ،‬سواء عبر الحصول عليه من دوائر‬ ‫الهجرة التابعة للنظام‪ ،‬أو الحصول عليه من خالل‬ ‫االئتالف وممثلياته المختلفة‪ .‬وتستمر رحلة العذاب‬ ‫السورية والبحث عن االستقرار باستمرار الصراع‬ ‫وانتشار القتل والتدمير في البالد مما دفع بالكثيرين‬ ‫إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة وصوالً لركوب‬ ‫قوارب الموت بحثا ً عن حياة تؤمن لصاحبها شكالً‬ ‫من االستقرار ومستقبالً ألبنائه‪.‬‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫|‬

‫حتقيقات زيتون‬

‫|‬

‫ال يس��تطيع أي س��وري إخفاء قلقه م��ن التغيرات‬ ‫األخي��رة ف��ي مواق��ف المواطني��ن األت��راك تجاهه‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من التعاطف على المس��توين الش��عبي‬ ‫والحكوم��ي الترك��ي‪ ،‬إال أن الموق��ف الش��عبي ق��د‬ ‫تغير بعد ما يقارب األربع س��نوات وب��دأ التململ من‬ ‫استمرار تدفق الس��وريين وازدياد أعدادهم‪ ،‬يتنامى‬ ‫كل ي��وم‪ ،‬يحركه بع��ض أقطاب المعارض��ة التركية‬ ‫بنش��ر مقاطع فيدي��و وبيانات وبالدع��وة للتظاهرات‬ ‫ضد تواجد الس��وريين لكس��ب القاع��دة الجماهيرية‬ ‫في إط��ار خالفاتهم مع حزب العدال��ة والتنمية‪ .‬وفي‬ ‫هذا السياق لم يوفر حزب الشعب التركي والمعروف‬ ‫بمواقف��ه المؤي��دة بش��دة لنظام بش��ار األس��د‪ ،‬أية‬ ‫جهود لتوتير العالقات بين المواطن التركي والالجئ‬ ‫الس��وري خصوص��ا ف��ي إقلي��م هات��اي ال��ذي يعتبر‬ ‫حاضنتهم الشعبية‪ .‬ولكن األمر الذي بات يثير الكثير‬ ‫من القلق لدى الس��وريين هو اتس��اع رقعة المناطق‬ ‫التي عبرت عن رفضها لوجودهم‪ ،‬ولعل ما جرى في‬ ‫مدينة غازي عنتاب مؤخرا هو األخطر‪ .‬فهذه المدينة‬ ‫لطالم��ا اعتبرت إحدى قالع حزب العدالة والتنمية في‬ ‫االنتخابات وسكانها يؤيدون مواقف الحكومة المتمثلة‬ ‫بشخص رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان‪ ،‬إال انهم‬ ‫اليوم يطالبون حكومتهم بشدة لطرد السوريين مما‬ ‫يثير أسئلة كثيرة حول ما يجري‪.‬‬

‫لربم��ا كان التحدي أم��ام الحكوم��ة التركية أكبر‬ ‫م��ن تصوراتها‪ ،‬فعل��ى الرغم م��ن امتالكهم تجارب‬ ‫عدة ف��ي اس��تقبال الالجئين م��ن اليون��ان والبلقان‬ ‫واألك��راد العراقيين لكن تدفق الس��وريين أحرجهم‪.‬‬ ‫فالس��وريون يصل��ون بش��كل يوم��ي من��ذ أكثر من‬ ‫ثالث س��نوات ونصف إلى تركيا مما س��بب الكثير من‬ ‫الضغ��وط عل��ى الحكوم��ة التركية م��ن جانب وعلى‬ ‫المواطن التركي من جانب آخر‪ .‬لم تتس��ع المخيمات‬ ‫ألكثر مما نس��بته ‪ 20%‬من إجمال��ي عدد الالجئين ما‬ ‫يعن��ي أن خمس الالجئين الس��وريين فق��ط ينالون‬ ‫الرعاي��ة الصحية والغذائية والمأوى الذي يحتاجه كل‬ ‫الجئ‪ ،‬وتبقى نس��بة ‪ 80%‬منه��م متروكون لمواجهة‬ ‫مصائرهم بش��كل فردي ودون تقديم أي ش��كل من‬ ‫أش��كال الرعاية الالزم��ة‪ .‬فتجد الس��وريين بعد نفاذ‬ ‫مدخراته��م الت��ي جلبوها معهم‪ ،‬مجبورين للس��كن‬ ‫في مساكن مشتركة ليتقاس��موا نفقات اإليجار كما‬ ‫هو الحال في حي تارالباسي الموجود في قلب مدينة‬ ‫إس��طنبول‪ .‬وف��ي بع��ض األحيان تجدهم يس��كنون‬ ‫في من��ازل صغيرة ال تلب��ي احتياجاتهم بمعدل ‪7-6‬‬ ‫أش��خاص في غرفة ال تتجاوز عش��رة أق��دام مربعة‪.‬‬ ‫ناهي��ك عن األع��داد الكبيرة من الس��وريين الذين ال‬ ‫يس��تطيعون حتى تأمين هكذا منازل فمنهم من لجأ‬ ‫إل��ى المباني المهج��ورة أو الغير منتهي��ة ومنهم من‬ ‫ينام في الحدائق العامة‪.‬‬

‫لدراس��ة هذه التح��والت علينا التدقي��ق في أعداد‬ ‫الس��وريين في تركيا وسياس��ة الب��اب المفتوح التي‬ ‫اعتمدتها الحكومة واإلجراءات التي كان على الحكومة‬ ‫التركية والمجتمع الدولي اتخاذها لس��د الطرق أمام‬ ‫االحتق��ان المتوقع م��ن المواطنين األت��راك وتقديم‬ ‫الحماية المطلوبة لالجئين وف��ق األعراف والقوانين‬ ‫الدولي��ة‪ .‬لق��د ق��ارب ع��دد الالجئين الس��وريين ‪2.6‬‬ ‫مليون الجئ وفقا للمفوضية العليا لشؤون الالجئين‬ ‫في األمم المتحدة‪ .‬وتتوقع الحكومة التركية ان يصل‬ ‫عددهم إل��ى ‪ 1.5‬مليون الجئ عل��ى أراضيها بحلول‬ ‫نهاية العام ‪2014‬‬

‫وكنتيجة للوضع االقتصادي المتدهور للس��وريين‬ ‫عل��ى العم��وم فق��د أجبرته��م الظروف عل��ى القيام‬ ‫بأم��ور تعكر صفو المجتم��ع التركي الذي بذل الكثير‬ ‫في س��بيل نهضته وتطوره‪ .‬فالعامل الس��وري يقبل‬ ‫مكره��ا أن يتقاض��ى نصف أجر العام��ل التركي مما‬ ‫دف��ع ببع��ض أصح��اب المعام��ل لتس��ريح عماله��م‬ ‫األتراك وتوظيف س��وريين بدال منه��م‪ .‬ومن الناحية‬ ‫االجتماعية يقبل الس��وريين بتزوي��ج بناتهم مقابل‬ ‫مهور قليلة جدا بهدف إيواء الفتاة أو مس��اعدة أهلها‬ ‫أحيان��ا ضاربي��ن بالقان��ون التركي ع��رض الحائط‪.‬‬ ‫مما أثار الكثير من الحساس��يات االجتماعية ضدهم‪.‬‬

‫وف��ي تصريح للصحافة التركية فقد أعلن الس��يد‬ ‫بشير أتاالي نائب رئيس الوزراء التركي قبل أيام ان‬ ‫عدد الالجئين السوريين في تركيا تجاوز ‪ 1.05‬مليون‬ ‫الجئ‪ .‬وأش��ار الس��يد أتاالي إل��ى أن حوالي ‪218632‬‬ ‫منهم يعيش��ون داخل المخيمات الـ ‪ 22‬التي أنش��أتها‬ ‫الحكومة إليوائه��م ريثما تنتهي الحرب في س��وريا‪.‬‬ ‫تستحق تركيا الثناء على سياسة الباب المفتوح التي‬ ‫اتبعته��ا في التعامل م��ع أزمة الالجئين الس��وريين‪،‬‬ ‫ولكنها ال تستطيع االستمرار بهذه السياسة إلى أجل‬ ‫غير مس��مى‪ .‬فالمخيمات التي أقيمت لالجئين امتألت‬ ‫بطاقته��ا القصوى لالس��تيعاب‪ .‬واألس��د لم يس��قط‬ ‫حسب التوقعات‪ ،‬باإلضافة إلى انعدام أي حل سياسي‬ ‫ف��ي األفق‪ .‬واأله��م من كل ذل��ك أن تدفق الالجئين‬ ‫في ازدي��اد مما يقتل أي أمل بع��ودة الالجئين طوعًا‬ ‫إلى بالدهم وسط كل هذه الفوضى‪.‬‬

‫كم��ا أن ممارس��ات بعض الناش��طين‪ ،‬الذين يتلقون‬ ‫الدع��م المالي من جهات مختلف��ة‪ ،‬ويغزون المقاهي‬ ‫والمطاعم ويبذخون في صرف األموال‪ ،‬تثير حفيظة‬ ‫أبن��اء الطبق��ة الوس��طى المحليين وتدفعه��م للوم‬ ‫حكومته��م عل��ى تقديم الدع��م للس��وريين مقابل‬ ‫إهمال مواطنيها الفقراء‪.‬‬ ‫في ي��وم ‪ 29‬حزيران خرج��ت أول مظاهرة تركية‬ ‫تطالب بطرد السوريين من غازي عينتاب‪ ،‬بدعوة من‬ ‫(وطنيين متشددين) من خارج األحزاب الرسمية‪ .‬نحو‬ ‫مئة ش��خص لبوا الدعوة إلى التظاه��ر احتجاجًا على‬ ‫اعتداء شاب سوري على طفل تركي‪ .‬وعبرت صفحة‬ ‫الفي��س بوك الداعية للتظاهر عن تظلمات الس��كان‬ ‫المحليين من غزو السوريين لمدينتهم‪ ،‬مركز ًة على‬ ‫منافسة العمال السوريين في سوق العمل‪ ،‬وتسببهم‬ ‫في ارتفاع إيجارات البيوت‪ .‬وفي األول من شهر تموز‬ ‫تدخلت الشرطة لفضّ اشتباك بين أتراك وسوريين‬ ‫في حي كرايالن‪ ،‬بعدما انتش��رت شائعة عن مطاردة‬ ‫عامل س��وري ألطفال أتراك كان��وا يثيرون الضجيج‪،‬‬ ‫وفي يده س��كين شاورما‪ .‬اقتادت الشرطة‪ ،‬بالنتيجة‪،‬‬ ‫خمس��ة وعشرين س��ورياً إلى مركز األمن لتحويلهم‬ ‫إل��ى مخيم��ات الالجئين إذا كان هناك أماكن ش��اغرة‬ ‫فيها‪ .‬وتتوال��ى االحتجاجات لتصل البارحة إلى مدينة‬ ‫كهرم��ان مرع��ش حيث قام ع��دد م��ن المتظاهرين‬ ‫األتراك بتكس��ير محالت السوريين وس��ياراتهم كما‬ ‫هاجموا منازلهم أيضا ولربما كان القادم أخطر‪.‬‬ ‫ويبقى الس��ؤال األهم برس��م الحكومة السورية‬ ‫المؤقتة واالئت�لاف وباقي مؤسس��ات المعارضة في‬ ‫تركي��ا‪ ،‬م��اذا فعلتم من��ذ انطالقة الث��ورة وركوبكم‬ ‫موجتها س��وى ازدحام الفن��ادق التركية بمؤتمراتكم‬ ‫وورشات عملكم ومنتدياتكم؟‬

‫‪9‬‬


‫|‬

‫ملف �إخباري‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫دراما‪ :2014‬حقيقة غائبة ورموز تائهة‬ ‫تقرير‪ :‬حسين جرود‬ ‫ف��ي الوقت ال��ذي تدعي في��ه الدراما الس��ورية‬ ‫اس��تعادة بع��ض عافيته��ا‪ ,‬وتفتخر بع��ودة بعض‬ ‫الممثلي��ن ال��ذي س��افروا وقيامه��م بالتصوير في‬ ‫الداخ��ل الس��وري تح��ت القص��ف‪ ,‬وبع��د تصوي��ر‬ ‫ع��دة أعم��ال اجتماعية خ�لال فترة الث��ورة تدعي‬ ‫أنها تالم��س الواقع‪ ,‬نالحظ قل��ة اهتمام الجمهور‬ ‫الس��وري والعرب��ي بالدرام��ا الس��ورية وتراج��ع‬ ‫حضورها على الفضائيات العربية‪.‬‬

‫دراما موجهة‬

‫وه��ل س��يفوت النظ��ام ه��ذه الفرص��ة إلعادة‬ ‫أسطواناته المشروخة؟‬

‫الحب كله‬

‫يعرض قص��ص اجتماعية مختلف��ة حدثت في‬ ‫مدين��ة دمش��ق خ�لال فت��رة الث��ورة‪ ,‬والعمل من‬ ‫إنت��اج القطاع العام الس��وري‪ ,‬لذلك يك��رر مقولة‬ ‫النظ��ام ع��ن المؤام��رة واإلرهابيي��ن ويتحدث عن‬ ‫نعم��ة األم��ان الت��ي ذهب��ت ويتحس��ر عل��ى توفر‬ ‫الغاز والخبز في الس��ابق‪ ,‬ويشيد العمل بمراسلي‬ ‫التلفزيون الس��وري وطاقم��ه عبر قصص تعرض‬ ‫تضحياتهم وجهودهم في سبيل إيصال الحقيقة‪,‬‬ ‫فما حدث مؤامرة دمرت البلد وأنش��بت األحقاد بين‬ ‫الناس فيعرض مث ًال قصة اختطاف معد برامج من‬ ‫التلفزيون الس��وري وقتله من قتل متطرفين‪ ,‬وال‬ ‫ينسى العمل إظهار الشخص المعارض بشخصية‬ ‫العصبي وغي��ر المتفهم‪« .‬يحوي العمل جرعة من‬ ‫الجرأة س��محت بها الرقابة الس��ورية‪ ،‬وتجلت أكثر‬ ‫ما تجلت ف��ي جملة تداولتها مجموعة أصدقاء‪« :‬ما‬ ‫أحالنا متل اإلخوة بس ما نحكي بالسياسة»! يبدو‬ ‫أن الواقعي��ة الت��ي يدعيها المسلس��ل تنحصر في‬ ‫االشارة إلى وجود الخالف في المواقف السياسية‪،‬‬ ‫دون تن��اول ذل��ك الخ�لاف‪ ».‬ول��م يكتف��ي العمل‬ ‫بالحيادي��ة وفكرة صراع بين طرفي��ن دون تحديد‬ ‫الجاني وعرض جرائم تقوم بها عصابات مسلحة‪,‬‬ ‫بل بالغ بتحسين صورة النظام‪.‬‬

‫دراما مقاربة‬ ‫هن��اك أعم��ال حاول��ت مقاربة الثورة الس��ورية‬ ‫ألن التجاه��ل لم يعد يجدي نفعاً فانس��اقت أغلب‬ ‫ه��ذه األعمال للطريق الس��هل واخت��ارت الحيادية‬ ‫أو الالمب��االة‪ .‬فق��ام بع��ض تلك األعم��ال بوصف‬ ‫واق��ع المواطن العادي القابع تح��ت القصف والذي‬ ‫يعاني من نقص الخدمات واالحتياجات األساس��ية‪,‬‬ ‫وعرض��ت مخيم��ات اللج��وء و ل��م تن��س المتاجرة‬ ‫بالمتطرفي��ن والتن��در عليه��م‪ ,‬وبعضه��ا اخت��ار‬ ‫ع��رض تأثي��رات الثورة عل��ى الجان��ب االجتماعي‪,‬‬ ‫واختار مسلس��ل القرب��ان طريقاً مختلف��ًا بحديثه‬ ‫عن الفس��اد واألوضاع االجتماعي��ة التي أدت لقيام‬ ‫الثورة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫بقعة ضوء‬ ‫يع��رض القص��ف العش��وائي وال يص��رح م��ن‬ ‫يقصف م��ن‪ ...‬يع��رض المخيم��ات وبؤس��ها دون‬ ‫أن يس��أل عن سبب التش��رد‪ ...‬يس��خر من انعدام‬ ‫الحرية في س��وريا كس��ابق عهده‪ ...‬وقد قدم منذ‬ ‫لوحت��ه األول��ى مقول��ة‪ :‬أن المخابرات ل��م تعتقل‬ ‫المواطن إال عندما لب��س زي المتطرفين‪...‬ويظهر‬ ‫المواطن الس��وري كريش��ة في مه��ب الريح تحت‬ ‫القصف الذي يأتيه وهو ال يدري من أين‪ ...‬ويظهر‬ ‫حواجز الجيش الحر كحواجز النظام‪ ....‬نعم يسخر‬ ‫العم��ل من أدوات النظ��ام ومخابراته وفنانيه ومن‬ ‫التلفزيون السوري ولكنه ال يمس أصل المشكلة‪,‬‬ ‫وربم��ا ل��و دققن��ا لوجدن��ا أن النقد ل��م يرتفع في‬ ‫بقع��ة ض��وء نهائياً فكل ما فعله أن��ه حول أصوات‬ ‫االنفجارات وأحداث الموت لديكورات‪.‬‬

‫عناية مشددة‬

‫أم��ا مسلس��ل عناي��ة مش��ددة فيرص��د يوميات‬ ‫المواطن الس��وري في ظل التح��وّالت االجتماعية‬ ‫واالقتصادي��ة الح��ادّة واألح��داث الدامي��ة الت��ي‬ ‫تش��هدها الب�لاد‪ ,‬ويرك��ز عل��ى انع��كاس األزم��ة‬ ‫عل��ى العالقات االجتماعية‪ .‬يتحدث المسلس��ل عن‬ ‫االنف�لات األمن��ي والفوض��ى الت��ي س��ببت ظهور‬ ‫عصاب��ات س��رقة وخط��ف ويع��رض فكرت��ه عبر‬ ‫ش��خصية «زكوان» وهي ش��خصية مجرم عنيف‪،‬‬ ‫يدي��ر عصابة تس��تغل األحداث الدائ��رة في البالد‬ ‫للقيام بأفعالها اإلجرامية‪.‬‬

‫دراما بعيدة‬

‫يت��ذرع بع��ض المنتجي��ن بظ��روف التس��ويق؟‬ ‫وهذا اعتراف بالجريمة وليس عذر‪ ...‬هناك الكثير‬ ‫م��ن النقد طال طريق��ة ظهور المرأة ف��ي الدراما‬ ‫ووصف العالقات وتحويل بعض المسلسالت لعمل‬ ‫ترفيه��ي يتاجر بالجنس وتح��وي الدراما المصرية‬ ‫مسلس� ً‬ ‫لا ضخماً يدعى (سرايا عابدين) يدور عليه‬ ‫خالف كبير‪.‬‬

‫صرخة روح‬ ‫يتع��رض مسلس��ل صرخ��ة روح لحمل��ة نق��د‬ ‫شرس��ة؛ ألنه يس��تغل مواضيع الجن��س والخيانة‬ ‫لج��ذب المش��اهد دون عمق في الطرح وش��مولية‬ ‫ف��ي النظرة‪ ,‬فهذا العمل وأمثاله اختار طريق الفن‬ ‫المثي��ر أو على األقل المس��لي دون أن يالمس هم‬ ‫المجتمع‪ ,‬فاعتمد على تكثيف المش��اهد الس��اخنة‬ ‫والمالبس الصارخة والعالق��ات الفاضحة‪ ,‬وهو ما‬ ‫جعله عم ًال مبتذ ًال برأي بعض المشاهدين والنقاد‪.‬‬

‫خواتم‬ ‫يتضمن المسلسل جرائم قتل ونصب يقوم بها‬ ‫رئيس عصاب��ة وهو رجل أعمال غن��ي وذو نفوذ‪.‬‬ ‫وي��روي قصة جمعي��ة خيرية تس��حب أوالد وبنات‬ ‫من دور األيتام لتربيتهم وتنش��ئتهم في المجتمع‬ ‫بحج��ة العم��ل الخي��ري‪ ..‬لكن ف��ي الحقيقة تكون‬

‫األهداف غير ذلك‪ ،‬إذ تقوم هذه الجمعية ومع مرور‬ ‫الزمن ونمو الفتيات باس��تغالل دعمها لهن لتطلب‬ ‫منه��ن أن يعملن في الفاحش��ة لصال��ح رجل يدير‬ ‫تلك الجمعية بالشراكة مع امرأة مقتدرة‪.‬‬

‫رجال الحارة‬ ‫مسلسل كوميدي يس��خر من األعمال الشامية‪,‬‬ ‫ويركز عل��ى ش��خصية العكيد‪ ,‬ي��دور الصراع في‬ ‫العم��ل حول جرة ذهب تضيع ف��ي الحارة فينطلق‬ ‫رجال الحارة للبحث عنها بأسلوب كوميدي‪.‬‬

‫أعمال مفاجئة‬ ‫ه��ل ص��ار مفاجئ��ًا أن تق��دم الدرام��ا بع��ض‬ ‫المطلوب منها؟ يتذرع صناع الدراما بالظروف بينما‬ ‫نجد أن هذه الظروف يجب أن تحثهم على اإلبداع‪.‬‬

‫مسلسل حالوة الروح‪:‬‬

‫ه��و أول عم��ل بالدراما الس��ورية يعرض جانب‬ ‫المعارض��ة والجي��ش الح��ر كأش��خاص طبيعيين‬ ‫وجيدين‪ ,‬ويتحدث عن المواطنين الذي خرجوا طلبًا‬ ‫للحري��ة‪ ,‬ويذكر قصص اعتقاالت من قبل النظام‪,‬‬ ‫ويه��دف العمل لع��رض الصراع بين الث��وار الذين‬ ‫خرج��وا لطل��ب الحري��ة واألجانب الذي��ن جاؤوهم‬ ‫ليفرضوا عليهم فك��راً مغايراً ويتعاملوا مع الناس‬ ‫بعقلية غير متسامحة ويقتلوا من يخالفهم الرأي‪.‬‬ ‫فالقضي��ة األساس��ية للعم��ل ه��ي المتطرفين‬ ‫القادمي��ن من الخ��ارج بفكر غريب وممارس��اتهم‬ ‫بحق النش��طاء واصطدامهم مع الثوار وتدميرهم‬ ‫لبعض اآلثار ألنهم يعتبرونها أصنام‪.‬‬

‫مسلسل ضبوا الشناتي‬

‫م��اذا س��يقدم لي��ث حجو ومم��دوح حم��ادة بعد‬ ‫ضيعة ضايعة والخربة؟‬ ‫تح��دث العمل ع��ن تفاصيل األزم��ة من قصف‬ ‫ودمار وظ��روف حياتية صعبة وانقط��اع كهرباء‪...‬‬ ‫إل��خ ليكون س��بباً ليجعلن��ا ننفر من عمل يش��ابه‬ ‫أغل��ب أعم��ال هذا الع��ام كبقعة ض��وء وغيرها‪ .‬و‬ ‫هذه التفاصيل قد تفيد لتهيئة الجو المالئم لطرح‬ ‫الفكرة الت��ي يريدها ولكن أس��لوب ممدوح حمادة‬ ‫المع��روف بالتك��رار والش��خصيات ذات الكاراكت��ر‬ ‫الفاقع أصبحت بالنس��بة لهكذا موضوع شيئا مم ًال‬ ‫ال س��يما مم��ن يعاني م��ن هذه الظ��روف الصعبة‬ ‫ويس��مع اآلراء ذاتها تتكرر على ألس��نة ش��خوص‬ ‫العمل ولكن ربما يرينا أنفس��نا بم��رآة الفن‪ ,‬وبما‬ ‫أن الش��خصيات تنمو نمواً تدريجيًا واألحداث مليئة‬ ‫بالصدف والمفاجآت ال نستطيع أن نستشف مقولة‬ ‫العم��ل قب��ل أن تكتمل مفاج��آت الكات��ب وينتهي‬ ‫العرض‪ ,‬العمل جميل فنيًا وممتع‪.‬‬ ‫وش��خصيات المسلس��ل بتباينه��ا وخالفاته��ا‬ ‫ترم��ز كل منها لش��ريحة من المجتم��ع حيث تقدم‬ ‫ش��خصيات العمل نماذج ملموس��ة وواقعية لجملة‬ ‫االتجاه��ات الفكري��ة والسياس��ية واالجتماعي��ة‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫األساسية في المجتمع السوري‪ .‬تدور األحداث بين‬ ‫األب البخيل والمحب‪ ،‬األم القوية والقلقة باستمرار‬ ‫والمنح��ازة لجميع أوالدها رغم تناقضاتهم‪ ،‬األبناء‬ ‫المع��ارض والموال��ي والبراغمات��ي والمط ّلق��ة‬ ‫والمثقف��ة والش��ابة الحالم��ة‪ ،‬والصه��ر المعارض‬ ‫المعت��دل‪ ،‬إضافة إل��ى الجيران الذين يش��كل كل‬ ‫منه��م جانب��ًا إضافياً ضروري��ًا الس��تكمال اللوحة‬ ‫الواقعية والبنية الدرامية التي يقدمها المسلسل‪.‬‬

‫بناته ست الش��ام‪ ,‬لكن زوجته تنصحه بأن يعطي‬ ‫كل واح��دة من بناته خرزة من الطوق تعلقها على‬ ‫صدره��ا‪ ,‬في أحد األي��ام يظن أح��د المقربين من‬ ‫الرج��ل أنه متعاون م��ع الفرنس��يين‪ ،‬فيقدم على‬ ‫اختطاف س��ت الش��ام انتقامًا للوطن كم��ا يعتقد‪،‬‬ ‫ليفرط بذل��ك العقد الرمزي ال��ذي كان يجمع بين‬ ‫الشقيقات‪.‬‬

‫قلم حمرة تأليف‪ :‬يم مشهدي‬ ‫ي��روي العم��ل حكاي��ة كاتبة تدع��ى ورد وقصة‬ ‫اعتقاله��ا من قب��ل النظام ألنها س��ارت بمظاهرة‪.‬‬ ‫وي��رد في المسلس��ل اعتق��ال داع��ش لطبيب في‬ ‫المناط��ق المح��ررة‪ ،‬فالعمل رغم كون��ه اجتماعيًا‬ ‫بالدرجة األولى يس��مي األش��ياء بمس��مياتها دون‬ ‫مواربة و يعترف بوجود الثورة‪.‬‬ ‫يلق��ي «قل��م حم��رة» الض��وء عل��ى ما ش��هده‬ ‫المجتمع الس��وري من انهيارات أخالقية واجتماعية‬ ‫خ�لال العق��د األخير‪ ،‬ويع��رض ظواه��ر اجتماعية‬ ‫كالش��ذوذ الجنسي والمشاكل األس��رية والتربوية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫وق��د صرح��ت الفنان��ة ديم��ة الجن��دي أح��د‬ ‫المش��اركين بالعمل لمجلة روتانا‪« :‬الدراما بشكل‬ ‫ع��ام يج��ب أن ال تق��ف خل��ف األقنع��ة وأن تنق��ل‬ ‫الص��ورة كم��ا يجب ‪ ،‬له��ذا اتهمت الدرام��ا في هذا‬ ‫العام بالجرأة ‪ ،‬ولك��ن الصحيح أن نقول إن الدراما‬ ‫بدأت تس��ير عل��ى الطريق الس��ليم والصحيح في‬ ‫نقل الصورة بعيداً عن االبتذال أو التجريح «‪.‬‬ ‫ورد المخرج حاتم علي عن تس��اؤالت حول مدى‬ ‫نجاح��ه بنقل الواقع الس��وري من لبنان «لألس��ف‬ ‫ه��ذا مح��زن جداً‪ .‬نح��ن نضطر إل��ى صناعة وطن‬ ‫بدي��ل‪ .‬ه��ذا أمر صع��ب ج��داً‪ .‬نعمل عل��ى عيوب‬ ‫كثي��رة‪ ،‬ومهما بحثنا ع��ن بدائل ومقارب��ة المكان‬ ‫األص��ل‪ ،‬يب��قَ المكان الس��وري هو األص��ل‪ .‬لكن‬ ‫نتيجة الظروف نضطر إلى هذا البديل‪ ،‬وفي نهاية‬ ‫األمر الفوارق ليست كبيرة ما بين بيروت ودمشق‬ ‫لجهة البيئة المعمارية ووجوه الناس‪».‬‬

‫بيئة شامية‬

‫الغربال‬ ‫م��ن أكثر األعم��ال متابع��ة في س��وريا ولبنان‪,‬‬ ‫وتدور قصته في إحدى الحارات الدمشقية القديمة‬ ‫حيث يس��عى الفرنسيين إليقاد فتنة تهدف لضرب‬ ‫وحدة الدمشقيين من خالل تأجيج نار الصراع على‬ ‫كرس��ي الزعامة بين أبو عرب وأب��و جابر ويتمادى‬ ‫أب��و جابر ف��ي طغيان��ه وظلمه ألبو ع��رب ويقوم‬ ‫بأكثر م��ن جريمة قتل ويتهم بها خصمه بش��هود‬ ‫زور ويس��جن أبو ع��رب إلى لحظة يع��ود فيها أحد‬ ‫الموتى إلى الحياة ( س��عيد المرادي) فتنكشف كل‬ ‫خيوط المؤامرة ويتم القضاءعلى أبو جابر‪.‬‬

‫باب الحارة‬

‫حاول صن��اع العمل إضفاء بع��ض الجدية على‬ ‫ب��اب الح��ارة فحولوه في هذا الموس��م لمسلس��ل‬ ‫تاريخي بإس��قاطات عل��ى الثورة الس��ورية‪ ,‬وهم‬ ‫الذين تهربوا سابقًا من فكرة التأريخ وطالبوا عدم‬ ‫تحميل العمل الشعبي البسيط الذي يروي حكايات‬ ‫مس��ؤولية التأريخ‪ ,‬وت��م دعم العم��ل بنجوم جدد‬ ‫كالعادة‪.‬‬ ‫إذا بدأنا باستعراض النقد الذي طال باب الحارة‬ ‫التس��ع الحديث كثيراً فباب الح��ارة عمل انتقد من‬ ‫قب��ل أن يبدأ عرض جزئ��ه األول ولكن نجاحه عند‬ ‫الجمهور العربي وتكريس��ه من قبل محطة عربية‬ ‫تجارية جعلته فرضًا قسريًا على المشاهد السوري‬ ‫والعرب��ي‪ ,‬وبنف��س الوقت أجد م��ن الغرابة انتقاد‬ ‫عمل هو العمل الس��وري الوحيد الناجح هذا العام‬ ‫م��ن حيث التوزي��ع والمتابع��ة الجماهيري��ة فبكل‬ ‫اختصار قد نجحت بعض المؤسس��ات والش��ركات‬ ‫في تكريس السطحية واالبتذال‪.‬‬

‫|‬

‫ملف �إخباري‬

‫|‬

‫أعمال تاريخية ‬ ‫بواب الريح تأليف‪ :‬خلدون قتالن‬ ‫تغي��ب األعم��ال التاريخية عن الدراما الس��ورية‬ ‫م��ن جديد وذل��ك الرتف��اع تكاليفه��ا‪ ,‬ولكن هناك‬ ‫عمل يجمع البيئة الش��امية والتاريخ بنفس الوقت‬ ‫ه��و بواب الريح ويهدف إلى اإلس��قاط على الوضع‬ ‫الراه��ن‪ ,‬إذ يروي أحداث فتن��ة ‪ 1860‬التي اندلعت‬ ‫ف��ي لبن��ان وامت��دت إلى س��وريا‪ ،‬حيث اس��تهدفت‬ ‫األحياء المس��يحية بش��كل خ��اص‪ ،‬وراح ضحيتها‬ ‫أعداد من المس��يحين والمسلمين واليهود‪ ...‬وكيف‬ ‫أن أه��ل س��وريا بطوائفه��م المختلف��ة تكاتف��وا‬ ‫لمواجهة انعكاس��ات الفتنة على مجتمعهم‪ ،‬وذلك‬ ‫م��ن خ�لال ثالث ش��خصيات ش��كلت منعطف��ًا في‬ ‫تاريخ دمش��ق‪ :‬ش��يخ كار النحاس��ين وقائم مقام‬ ‫قلعة دمش��ق وش��يخ كار ناس��جي الحري��ر وكتبت‬ ‫جريدة النهار‪:‬‬ ‫« يرتك��ز النص على وقائ��ع تاريخية وردت في‬ ‫مجموعة كتب عن «حرب الستين» التي حصدت ما‬ ‫يزيد عن ‪ 20‬ألف مس��يحي في جبل لبنان‪ ،‬ودمرت‬ ‫أكثر من ‪ 380‬قرية مس��يحية و‪ 560‬كنيس��ة‪ .‬وفي‬ ‫دمش��ق‪ ،‬حص��دت ما يزيد ع��ن ‪ 25‬ألف مس��يحي‪،‬‬ ‫بم��ا في ذل��ك بعض أف��راد البعث��ات األجنبية‪ ،‬وما‬ ‫رافق ذلك م��ن حرق كنائس‪ .‬ف��ي المقابل‪ ،‬حمى‬ ‫بعض المسلمين العديد من المسيحيين‪ ،‬في حين‬ ‫دُمرت حارة النصارى التي كان يسكنها الكاثوليك‬ ‫في دمش��ق القديمة‪ ،‬وقد نجا س��كان حي الميدان‬ ‫الفقي��ر‪ ،‬خ��ارج األس��وار‪ ،‬الذي ش��كل األرثوذكس‬ ‫معظم س��كانه بس��بب حماية جيرانهم المسلمين‬ ‫لهم‪»...‬‬

‫دراما البيئة الش��امية ركزت في معظم أعمالها‬ ‫على مقاومة المس��تعمر الفرنس��ي وتصدي أهل‬ ‫دمشق له‪ ,‬وترتكز على قصص شعبية بسيطة‪.‬‬

‫طوق البنات ‪...‬‬ ‫يس��لط ه��ذا العم��ل الض��وء على دمش��ق في‬ ‫عش��رينات الق��رن الماض��ي‪ ،‬وي��روي قص��ة ح��ب‬ ‫تدور بين فتاة س��ورية وضابط فرنس��ي‪ ،‬ما يضع‬ ‫المش��اهد أم��ام حبك��ة درامي��ة تتجلى ف��ي هذه‬ ‫المفارق��ة التي تظهر ف��ي تفاصيلها معاناة الرجل‬ ‫بين حبه لفتاة أحالمه ووالئه لوطنه‪.‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى خط المواجه��ة الواضح بين أبناء‬ ‫البلد والمحتل‪ ،‬تقع فتنة بين الس��وريين أنفسهم‪،‬‬ ‫يتصدى لها أبو طالب الذي يضحي بمكاسب فردية‬ ‫من أجل تحقيق انتصار جماعي على المحتل‪.‬‬ ‫استوحى كاتب المسلسل تسمية المسلسل من‬ ‫قصة واقعية عن رجل اشترى طوقًا وأهداه ألصغر‬

‫‪11‬‬


‫|‬

‫عبدالرحمن منيف‬

‫عطر زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها‬

‫مدن امللح‬

‫السنة الثانية العدد ‪ 19 71‬تموز ‪2014‬‬

‫في وقت من األوقات كانت حران مدينة الصيادين والمس��افرين العائدين‪ ،‬أما اآلن فلم تعد مدينة ألحد‪ .‬أصبح الناس فيها بال مالمح‪ .‬إنهم‬ ‫كل األجناس وال جنس لهم‪ .‬إنهم كل البشر وال إنسان‪ .‬اللغات إلى جانب اللهجات واأللوان والديانات‪ .‬األموال فيها وتحتها ال تشبه أية أموال‬ ‫أخرى‪ .‬ومع ذلك ال أحد غنيا أو يمكن أن يكون كذلك‪ .‬كل من فيها يركض‪ ،‬لكن ال أحد يعرف إلى أين أو إلى متى‪ .‬تش��به خلية النحل وتش��به‬ ‫المقبرة‪ .‬حتى التحية فيها ال تشبه التحية في أي مكان آخر‪ ،‬إذ ما يكاد الرجل يلقي السالم حتى يتفرس في الوجوه التي تتطلع إليه‪ ،‬وقد امتأل‬ ‫خوفا من أن يقع شيء ما بين السالم ورد السالم‪.‬‬ ‫هك��ذا رآه��ا محمد عيد وهو ينظر إليها من جديد‪ .‬لقد عاش هنا س��نوات عديدة‪ .‬عاش البداية كله��ا‪ .‬رأى األحجار وهي تركب بعضها وترتفع‬ ‫لتصبح بنايات عالية‪ .‬ورأى الشوارع وهي تشق لتصبح مسالك للبشر والدواب والسيارات‪ .‬ثم رأى الدكاكين والمطاعم وهي تتوالد مثل الفطر‪.‬‬ ‫ورأى دار اإلم��ارة والقيادة ومستش��فى الش��فاء‪ .‬أما اآلن وهو يصلها لكي يس��تقر فيها مرة أخرى‪ ،‬وعندما ينزلق في فن��دق زهرة الصحراء‪ ،‬ثم‬ ‫يتجول في األسواق واألحياء‪ ،‬فإنه ينكر تماما أنه كان هنا‪ .‬ال يعرف شيئا‪ .‬ال يعرف أحدا‪ .‬والشيء مثلما كان من قبل‪ .‬حتى دار اإلمارة‪ ،‬على التل‬ ‫الشمالي‪ ،‬أصبحت اآلن سجن حران المركزي‪ .‬أما القيادة العامة التي كانت مقرا لجوهر فقد تحولت إلى مخفر للشرطة‪.‬‬ ‫مستشفى الشفاء‪ ،‬الذي قضى فيه معظم وقته حين كان في حران‪ ،‬تحول اآلن إلى مستشفى الغرباء‪ .‬أما عيادة الدكتور المحملجي فقد أصبحت‬ ‫مصبغة الش��رق للتنظيف على البخار‪ .‬ومكان مقهى األصدقاء قامت عمارة البهلوان‪ .‬أما ش��ارع الراش��دي فقد هدم القسم األكبر منه ثم أعيد‬ ‫بناؤه من جديد‪ .‬صحيح أنه احتفظ باالسم‪ ،‬لكن الكثيرين أطلقوا عليه اسما آخر‪ :‬السوق العتيق‪.‬‬ ‫دار اإلمارة عند المطالع‪ ،‬على طريق عجرة‪ .‬أما دار األمير فقد أصبحت في الناحية الثانية من المدينة‪ ،‬فمنذ أن لم تعد حران س��وى المصافي‬ ‫وميناء التحميل والدخان‪ ،‬بنى األميركيون مدينة جديدة إلى الشرق‪ ،‬على مسافة اثني عشر ميال‪ .‬وحملت هذه المدينة اسم المكان الذي شيدت‬ ‫علي��ه‪ :‬راس الطواش��ي‪ .‬وفي المدينة الجديدة قامت أحياء التج��ار واألغنياء وكبار الموظفين‪ ،‬غير بعيد عن األحياء التي يس��كنها األميركيون‪.‬‬ ‫وهناك أقيمت الدار الجديدة لألمير‪.‬‬ ‫أما األحياء التي كانت على التالل الغربية‪ ،‬وقد أطلق عليها في البداية «حران العرب‪ »،‬فقد تحولت ش��يئا فش��يئا إلى أس��واق تجارية‪ ،‬بعد أن‬ ‫هدم��ت وأعي��د بناؤه��ا أكثر من مرة‪ .‬وتفرق أهل حران والناس الذين س��كنوا هذه األحياء في أنحاء متع��ددة‪ ،‬وراء التالل وقريبا من المحاجر‪.‬‬ ‫ومعس��كر العمال الذي كان في ذاك المكان المتوس��ط بين حران األميركان وحران العرب أصبح اآلن مس��تودعا كبيرا لآلالت والمعدات‪ ،‬وفي‬ ‫جانب منه تراكمت بقايا الس��يارات واإلطارات القديمة والبراميل‪ .‬وقد حصل هذا نتيجة موت عدد من العمال اختناقا‪ ،‬بعد أن أخذت تتس��اقط‬ ‫فوق المعسكر الغازات المتولدة من المصافي‪ .‬نقل العمال إلى مكان بعيد بين حران وراس الطواشي‪.‬‬ ‫وم��ا يق��ال عن هذه األماك��ن يقال أيضا عن كل األماكن‪ .‬حتى الجامع الذي يفخر الحكيم أنه تبرع بمبلغ كبير من أجل تش��ييده‪ ،‬والذي ما زال‬ ‫ف��ي مكانه‪ ،‬دب إليه الهرم‪ ،‬وأصبح قبيحا أميل إلى الس��واد‪ .‬وأحاطت ب��ه مجموعة من األبنية العالية‪ ،‬وغطته طبقات من الدخان والغبار‪ .‬ولما‬ ‫س��أل محمد عيد عن فرن عبدو محمد‪ ،‬وعن أبي كامل اللحام‪ ،‬حاول الذين س��ألهم أن يتذكروا متى هدم الفرن والمجزرة‪ ،‬ولكنهم لم يكونوا‬ ‫متأكدين من إجاباتهم‪ .‬وبعضهم لم يتذكر أبدا‪.‬‬ ‫حتى المقبرة لم تبق مكانها‪ ،‬فبعد أن أعطى األمير الجديد‪ ،‬عبد اهلل الش��بلي‪ ،‬أهل حران ومن لهم من موتى في هذا المكان‪ ،‬فرصة خمس��ة‬ ‫عشر يوما ليرفعوا عظام مواتهم من هذه القبور‪ ،‬جاءت آالت ودرست ما بقي ومن تبقى‪ ،‬ورغم أن ابن نفاع صرخ وشتم وبصق في وجوه سواق‬ ‫اآلالت‪ ،‬لم يجد حال في النهاية سوى أن يركض مع عدد من الفقراء ليرفعوا عظام بعض الموتى قبل أن تدوسها وتمزقها اآلالت‪ .‬أما ابن نفاع‬ ‫ذاته فقد مات بعد أيام قليلة من «افتتاح» المقبرة الجديدة على طريق عجرة وتسويرها بسور عال‪.‬‬ ‫قال محمد عبد لنفسه وهو يتجول في األسواق‪« :‬رائحتها ال تطاق‪ .‬تشبه رائحة الموتى‪ ».‬وبدأ يتذكر من جديد‪« :‬ال تشبه أية مدينة أخرى‪ ،‬وال‬ ‫تشبه نفسها‪ ،‬والناس فيها اجتمعوا بالصدفة‪ ،‬ولن يستمروا طويال‪ ،‬تماما مثل ركاب سيارات عبود السالك‪».‬‬ ‫وح��ران بمق��درا ضجة نهارها‪ ،‬فإنها في الليل‪ ،‬في ظل اللهب الذي تبثه المصفاة‪ ،‬مدينة األش��باح والصمت‪ ،‬إذ ما عدا صافرات البواخر وهدير‬ ‫المحركات‪ ،‬التي تصل ميناء التحميل‪ ،‬والذي ال يبعد أكثر من ميلين‪ ،‬يظن اإلنسان أنها جزء من الصحراء التي تليها‪ .‬حتى األنوار المنبعثة من‬ ‫أعمدة الشوارع تبدو كابية ال ترى تحت وهج الكتلة البرتقالية المسودة التي تشكل سقفا هائال للمدينة وما حولها‪.‬‬ ‫وإذا كان محمد عيد قد احتمل أصياف حران س��نينا عديدة‪ ،‬فإنه اآلن‪ ،‬وهو يصلها‪ ،‬يش��عر باالختناق‪ ،‬ليس من الحرارة وحدها‪ ،‬وإنما من الجو‬ ‫الثقي��ل المنت��ن‪ ،‬الذي هو مزيج من كل األش��ياء معا‪ :‬البترول والبه��ارات والكبريت والصحراء والغبار وبقايا األكل واألس��ماك الميتة وإطارات‬ ‫السيارات المحروقة‪ ،‬إضافة إلى رائحة البشر‪ ،‬فيصبح الجو عندئذ كريها ال يطاق‪ .‬كانت حران في وقت سابق أكثر رحمة‪ ،‬وكان بإمكان اإلنسان‬ ‫أن يتعود عليها أو يحتملها‪ .‬اآلن‪ ،‬وفي ظل الحالة النفسية التي تسيطر عليه‪ ،‬تصبح مدينة معادية‪ ،‬قاهرة‪ ،‬وأشبه ما تكون بالقبر‪.‬‬ ‫مقطع من رواية األخدود (إحدى رواياث خماسية مدن الملح)‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫متت طباعة وتوزيع هذا العدد من قبل مطبعة �سمارت �ضمن م�شروع دعم الإعالم ال�سوري احلر‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.