زيتون العدد 82

Page 1

‫‪zaiton.mag@gmail.com‬‬ ‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine‬‬

‫طريان النظام ي�ستمر بعدوانه على ريف �إدلب و�سراقب‬ ‫عقل ّية �صائدي الهنود احلمر‬ ‫الجئات يف خميم الزعرتي جنحن يف ك�سر �شوكة اجلوع‬ ‫هجمات التحالف الدويل خلطت جميع الأوراق‬ ‫‪1‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها |السنة الثانية |العدد ‪ | 4| 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫|‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫طريان النظام ي�ستمر بعدوانه على ريف �إدلب و�سراقب‬ ‫إدلب ‪ -‬س��راقب ‪ 2014-10-3‬اس��تمر مسلس��ل‬

‫وكما إستشهد طفل بعمر الـ‪ 12‬سنة في سراقب‬

‫المواطنين وكأنه تنس��يق عسكري غير معلن بين‬

‫المج��ازر في س��راقب بس��ت براميل القي��ت عليها‬

‫جراء القص��ف الذي قامت به طائ��رات النظام على‬

‫النظام و قوات التحالف األمريكي ‪,‬فماذا يعني قيام‬

‫ارتقى على اثره��ا مجموعة من الش��هداء تقبلهم‬

‫البلدة حيث استهدفها نهار الثالثاء الماضي بخمسة‬

‫طائرات التحالف باس��تطالع المنطقة و عبورها بل‬

‫اهلل وهم ‪:‬‬

‫غارات خالل النهار ‪ ,‬ماس��بب أيض��ا وقوع عدد كبير‬ ‫من الجرحى والمصابين و دمار كبير في الممتلكات‬

‫‪ -1‬سامر المحمد‬

‫والمباني وقام النظام باستهداف قرى ريف سراقب‬

‫‪ -2‬احمد انور المحمد‬

‫كقرية « تل الطوقان « و « تل مرديخ « بغارات ادت‬

‫‪ -3‬سماح تيسير المحمد‬

‫لوقوع عدد من االصابات‬

‫‪ -4‬مصطفى مسعف العمر‬

‫هذا و يس��تمر النظام ومنذ فترة تجاوز الش��هر‬

‫‪ -5‬مؤيد احمد حميدي‬

‫باإلغارة على ريف ادلب عمومًا مس��تهدفاً س��راقب‬

‫‪ -6‬بليغ شاهر المحمد‬

‫وقراه��ا المج��اورة ‪ ,‬فيم��ا يب��دو بنظ��ر الكثير من‬

‫الطفل الشهيد بليغ شاهر المحمد في سرقب‬

‫وقص��ف بعضها كما حصل في بلدة ( كفردريان ) ‪,‬‬ ‫وبذات الوق��ت تقوم طائرات النظام بالتحليق بكل‬ ‫اريحيتها؟ هذا التس��اؤل أضحى مطروحاً بشدة في‬ ‫أوساط المناطق المحررة التي تتعرض لقصف من‬ ‫طيران األس��د و الذي تحول ليصب��ح أمراً يوميًا‪ ,‬فال‬ ‫يخلو نهار أو ليل من غارة لطائرات النظام وحوامته‬

‫صورة للدمار في سوق سراقب‬

‫انفجار هائل الحد البراميل يوم العيد على مدينة سراقب‬

‫‪2‬‬

‫االهالي وهم يرفعون انقاض الدمار في سراقب‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫الربملان الرتكي " يقر " تدخل اجلي�ش يف العراق و�سوريا‬ ‫وسائل تدخلها بعد‪.‬‬ ‫وأقر القان��ون بأغلبية ‪ 298‬نائب ًا‪ ،‬وعارضه‬ ‫‪ 98‬نائبًا‪.‬‬

‫أق��ر البرلم��ان الترك��ي‪ ،‬الي��وم الخميس‪،‬‬ ‫بأغلبي��ة كبيرة مش��روع ق��رار حكومي يجيز‬ ‫للجيش شنّ عمليات في العراق وسوريا‬ ‫وبعد رفض صريح‪ ،‬أبدت تركيا في األيام‬ ‫الماضية اس��تعدادها لالنضمام إلى االئتالف‬ ‫العس��كري بقيادة الوالي��ات المتحدة لمقاتلة‬ ‫التنظي��م المتطرف‪ ،‬لك��ن الحكومة لم تحدد‬

‫ويعط��ي القانون الض��وء األخضر للجيش‬ ‫للقي��ام بعملي��ة عس��كرية ف��ي األراض��ي‬ ‫الس��ورية والعراقي��ة‪ ،‬ويجيز له كذلك نش��ر‬ ‫قوات أجنبية على األراضي التركية يمكن أن‬ ‫تشارك في تلك العملية‪.‬‬ ‫ودعا رئيس الوزراء‪ ،‬أحمد داود أوغلو‪ ،‬إلى‬ ‫اجتماع للمس��ؤولين المدنيين والعس��كريين‬ ‫بعد التصويت مباش��رة لتحديد آليات التدخل‬ ‫التركي ضمن االئتالف الدولي‪.‬‬ ‫وكان الرئي��س الترك��ي‪ ،‬رج��ب طي��ب‬ ‫أردوغ��ان‪ ،‬ق��د ّ‬ ‫حث أم��س األربع��اء االئتالف‬

‫الدولي على إيجاد حل “دائم” لتهديد جهاديي‬ ‫تنظيم “الدولة” في العراق وس��وريا‪ ،‬منتقداً‬ ‫التأثير المحدود للضربات الجوية الحالية‪.‬‬ ‫وق��ال أردوغ��ان ف��ي خط��اب ألق��اه أم��ام‬ ‫البرلم��ان التركي في أنق��رة‪“ :‬إننا منفتحون‬ ‫عل��ى أي تع��اون‪ ،‬لكن على الجمي��ع أن يعلم‬ ‫أن تركيا ليس��ت البلد الذي يرض��ى بالحلول‬ ‫المؤقت��ة‪ ..‬يجب ش��ن حرب ضاري��ة على كل‬ ‫التنظيمات اإلرهابية في المنطقة ويجب أخذ‬ ‫نصائح تركيا وتحذيراتها في االعتبار”‪.‬‬ ‫وب��ات تنظي��م “الدول��ة”‪ ،‬ي��وم الخميس‪،‬‬ ‫على مش��ارف مدين��ة عين العرب الس��ورية‬ ‫ذات االغلبي��ة الكردي��ة ‪ ،‬أي على بعد بضعة‬ ‫كيلومترات من الحدود التركية‪.‬‬

‫الثوار ي�سيطرون على فرع املخابرات اجلوية يف حر�ستا‬

‫أف��اد مراس��ل (س��راج ب��رس) أن الث��وار‬ ‫س��يطروا على ف��رع المخاب��رات الجوية الذي‬ ‫يق��ع بين حرس��تا‪ ،‬والقاب��ون‪ ،‬وعربين‪ ،‬على‬ ‫طريق دمش��ق حمص الدولي‪ ،‬وأردوا العميد‬ ‫عل��ي عبد الكريم ابراهيم والعديد من قوات‬ ‫النظام قتلى‪.‬‬ ‫وأك��د مراس��ل (س��راج ب��رس) أن الث��وار‬ ‫اقتحموا الف��رع صباح اليوم الثالثاء وأس��روا‬ ‫عدداً من قوات النظ��ام والذ اآلخرون بالفرار‬ ‫إل��ى منطق��ة معام��ل القاب��ون م��ن الضفة‬ ‫المقابل��ة للفرع عل��ى األوتوس��تراد الدولي‪،‬‬ ‫ولم يجد الثوار داخل الفرع معتقلين‪ ،‬وبأنهم‬ ‫يواصلون تمش��يط طريق امداد قوات األسد‬ ‫عبر إدارة المركبات وبأنهم إذا ما اس��تطاعوا‬ ‫تمش��يط الطري��ق فأنه��م س��يتمكنون من‬

‫الس��يطرة على حاجز «طعمة» الكبير لقوات‬ ‫النظ��ام والذي يص��ل حي القاب��ون بمنطقة‬ ‫زمل��كا ويس��يطرون تلقائي��ًا عل��ى ‪ 3‬نق��اط‬ ‫أخرى لق��وات النظام ف��ي عربين ألن طريق‬ ‫إمدادهم سينقطع‪.‬‬

‫يش��ار إلى أن الثوار حاولوا الس��يطرة على‬ ‫فرع المخاب��رات الجوية منذ عامين من خالل‬ ‫إدخال مفخختين الى داخل وفشلوا‪ ،‬ليتمكنوا‬ ‫الي��وم للم��رة األولى من الس��يطرة بش��كل‬ ‫كامل على فرع المخابرات الجوية‪.‬‬

‫وأش��ار المراسل الى أن االشتباكات مازالت‬ ‫جارية‪ ،‬وإذا ما تمك��ن الثوار من الثبات داخل‬ ‫ف��رع المخاب��رات الجوي��ة عل��ى أوتوس��تراد‬ ‫دمش��ق حم��ص الدول��ي فإنهم س��يفتحون‬ ‫الطريق باتجاه أحياء القابون وتشرين وبرزة‬ ‫‪ ،‬مضيفاً أن هذه األح��داث تأتي بالتزامن مع‬ ‫قص��ف جوي ومدفعي على ح��ي جوبر وعدد‬ ‫م��ن مناط��ق الغوط��ة الش��رقية المحاصرة‪،‬‬ ‫وتصعي��د وتي��رة االش��تباك ف��ي منطق��ة‬ ‫الدخانية شرقي دمشق‬

‫�سيارة مفخخة يف " �أح�سم " بريف ادلب‬ ‫الزاوي��ة م��ن ريف ادل��ب الغربي‪ ،‬واس��تهدف‬

‫التفجير منطقة سكنية في أحد أحياء القرية‪.‬‬ ‫وعرف من الشهداء ‪:‬‬ ‫محمد رض��وان الكن��ج‪ ,‬مصطف��ى مرعي‬ ‫فض��ل‪ ,‬الطفل يوس��ف عثمان‪ ،‬ف��ي حين لم‬ ‫تعرف حتى اآلن أسماء ما تبقى منهم ‪.‬‬ ‫استش��هد ‪ 7‬مدنيي��ن م��ن بينه��م أطفال‬

‫وطال��ب نش��طاء القرية من ف��رق الدفاع‬

‫وأصيب آخرون بعد ظهر اليوم ( االربعاء ) إثر‬

‫المدني من المناطق المجاورة كافة‪ ,‬بالتوجه‬

‫انفجار سيارة مفخخة في بلدة (إحسم) بجبل‬

‫الفوري الى القري��ة‪ ,‬كونه أحدث دمارا هائال‬

‫ف��ي المباني الس��كنية ‪ ,‬والي��زال العديد من‬ ‫المدنيين عالقين تحت األنقاض ‪.‬‬

‫وتضارب��ت األنب��اء ع��ن المس��تهدف م��ن‬ ‫التفجي��ر ‪ ,‬حيث قال ناش��طون ‪ ,‬أن المفخخة‬ ‫اس��تهدفت مقرأً للواء (ش��هداء إحسم ) التابع‬ ‫لجبهة ثوار س��وريا ( جمال معروف) في حين‬ ‫أفاد آخرون ‪ ,‬بأن الل��واء أخلى مقره منذ أيام‬ ‫من القرية وأن االنفجار اس��تهدف المدنيين‬ ‫وسط القرية ‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬حترير زيتون‬

‫‪3‬‬


‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫اغتيال قائد يف حركة حزم بحلب و �شهداء بالرباميل‬ ‫اغتال مجهول��ون اليوم األربعاء قائداً عس��كريًا‬ ‫من حركة (حزم) باس��تهداف سيارته بعبوة ناسفة‬ ‫في منطقة المهندسين بريف حلب الغربي‪.‬‬ ‫وأك��د مراس��ل (س��راج ب��رس) أن القائ��د عم��ر‬ ‫موس��ى كان من أشد المعارضين لضربات التحالف‬ ‫الدولي الذي تق��وده الواليات المتح��دة األمريكية‪،‬‬ ‫وبأنه ش��ارك بالعديد من المعارك ضد قوات األسد‬ ‫منذ بداية الثورة السورية‪.‬‬ ‫ول��م يتم حتى اللحظة إلقاء القبض على الجناة‬ ‫لمعرفة الجهة التي تقف خلف االغتيال‪.‬‬ ‫وتش��هد مناطق س��يطرة الثوار ف��ي ريف حلب‬ ‫وإدلب بعد بدء التحالف الدولي ضرباته على سوريا‬ ‫محاوالت اغتيال تطال قادة الثوار‪.‬‬ ‫وم��ن جه��ة ثاني��ة استش��هد‪ 4‬مدنيي��ن ي��وم‬

‫األربع��اء وأصي��ب نح��و ‪ 10‬آخري��ن معظمهم من‬ ‫األطفال والنساء جراء إلقاء مروحية النظام برميل‬ ‫متفجرات على طريق حي الحيدرية شرق المدينة‪،‬‬ ‫وأك��د مراس��ل (س��راج ب��رس) أن البرمي��ل أصاب‬ ‫س��يارة تقل مدنيين وش��احنة تنقل المياه لبعض‬ ‫أحياء المدينة المقطوعة عنها المياه منذ أشهر‪.‬‬

‫مروحي��ة النظام بعد قصف ح��ي الحيدرية بقليل‪،‬‬ ‫وفي حي األش��رفية اقتصرت األضرار على المادية‬ ‫جراء إلقاء المروحية برميلي متفجرات على منازل‬ ‫المدنيين النازحة عنها س��كانها تحت وطأة القصف‬ ‫الجوي‪.‬‬

‫وأضاف المراس��ل أن القصف أحدث دماراً واسعًا‬ ‫في ‪ 5‬منازل س��كنية‪ ،‬ومن شدة متفجرات البرميل‬ ‫احترق��ت عدة س��يارات ‪ ،‬وبأن الس��يارة التي كانت‬ ‫تقل المدنيين أنقذ عدد من ركابها بينما استش��هد‬ ‫سائق الشاحنة التي كانت تقل المياه للمدنيين‪.‬‬ ‫وفي حي (الش��يخ ف��ارس) استش��هد ‪ 3‬مدنيين‬ ‫وج��رح آخ��رون‪ ،‬وأحدث دماراً واس��عاً ف��ي المنازل‬ ‫الس��كنية ج��راء س��قوط برميل��ي متفج��رات من‬

‫حي " عكرمة " وم�س�ؤولية النظام واللجان ال�شعبية‬ ‫انفج��رت س��يارتان مفخختان في ح��ي عكرمة‬ ‫الموالي لألس��د والتابع لمنطقة النزهة في مدينة‬ ‫حمص‪ ,‬حيث اس��تهدفت المفخخة األولى مدرسة‬ ‫المخزومي��ة في الح��ي‪ ,‬لتنفج��ر الس��يارة الثانية‬ ‫بعده��ا بدقائق عل��ى مقربة من الب��اب الجنوبي‬ ‫للمدرس��ة‪ ,‬مما أوقع ما يزيد ع��ن ‪ 45‬قتيل وأكثر‬ ‫من ‪ 100‬جريح جلهم من طالب المدرسة‪.‬‬ ‫وف��ي حديث خ��اص لكلنا ش��ركاء م��ع “خضير‬ ‫خش��فة” المتح��دث اإلعالمي م��ن مدينة حمص‪:‬‬ ‫أكد وقوف نظام األس��د وأجهزته المخابراتية وراء‬ ‫التفجي��رات‪ ,‬وذلك بعد ارتفاع ح��ده الخالفات بين‬ ‫قوات الدفاع الوطني ومحافظ حمص في حكومة‬ ‫األسد بسبب السماح بإدخال بعض المعونات لحي‬ ‫الوع��ر المحاص��ر بي��ن الفينة واآلخ��رى من جهة‪,‬‬ ‫و التوت��ر الكبي��ر الذي يعيش��ه الحي بي��ن الدفاع‬ ‫الوطني والميلشيات الشيعية بسبب االقتتال حول‬ ‫تقاس��م المناطق التي خرج منه الثوار في مدينة‬ ‫حمص القديمة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وأض��اف “النظ��ام” يفتع��ل التفجي��رات ف��ي‬ ‫المناط��ق الموالي��ة‪ ,‬والت��ي م��ن المس��تحيل ان‬ ‫تدخله��ا س��يارات مفخخ��ة تابع��ة ألي فصي��ل‬ ‫مع��ارض‪ ,‬وخاصة ف��ي التفجيري��ن اللذين حصال‬ ‫اليوم عند مدرس��ة لألطف��ال‪ ,‬كل هذا يأتي على‬ ‫خلفية خالفات تنش��ب بين محاف��ظ حمص وبين‬ ‫الموال��ون وبين الش��يعة في حم��ص‪ ,‬ومن ناحية‬ ‫اخرى لك��ي يلفت النظ��ام نظر ال��دول المتحالفة‬ ‫على وجود ارهابين تس��تهدف المدارس وعلما ان‬ ‫كل الفصائل المعارضة في س��وريا لم تس��تهدف‬ ‫اطف��ال بالتفجيرات منذ بداية الثورة‪ ,‬فيما س��ارع‬

‫‪4‬‬

‫إعالم األس��د إلى اتهام من وصفه��م “اإلرهابين”‬ ‫للوقوف وراء العملية ‪.‬‬

‫إشارة إلى نظام األسد وقوات جيشه بالوقوف وراء‬ ‫هذه الحادثة‪.‬‬

‫أص��وات التفجيري��ن كان��ت كبي��رة للغاي��ة‪ ,‬و‬ ‫للحظات األول��ى اعتقد الكثيرون انها االنفجاريين‬ ‫ناجمان عن صواري��خ ذات قوة تدميرية‪ ,‬إلى حين‬ ‫تبين��ت الص��ورة‪ ,‬وبان��ت مخلف��ات المفخخات في‬ ‫الم��كان‪ ,‬حي��ث نت��ج عنهم��ا تدمير في المدرس��ة‬ ‫وبعض المباني المجاورة للمدرسة المستهدفة‪.‬‬

‫وف��ي ذات الس��ياق يذك��ر أن ح��ي عكرمة يعد‬ ‫أح��د أكب��ر األحي��اء الموالية لألس��د م��ن الطائفة‬ ‫العلوية‪ ,‬مع وجود بعض التجمعات ألبناء الطائفة‬ ‫المس��يحية ف��ي الح��ي‪ ,‬كما يع��د الحي أح��د أكثر‬ ‫األحي��اء الموالي��ة تحصيناً‪ ,‬كونه محاط بعش��رات‬ ‫الحواجز األمنية‪,‬ونقاط التفتيش التي تتبع للجان‬ ‫الش��عبية على مداخل ومخارج الح��ي‪ ,‬إضافة إلى‬ ‫التواجد العس��كري الكبير لقوات األس��د في الحي‬ ‫ومحيطه‪.‬‬

‫وم��ن جهة أخ��رى خرج أطفال ح��ي الوعر الذي‬ ‫تحاصره قوات األسد منذ عدة أشهر‪ ,‬في مظاهرة‬ ‫صامتة ن��ددت بالمج��زرة التي طال��ت أطفال حي‬ ‫عكرم��ة‪ ,‬مؤكدي��ن عل��ى أن من قت��ل أطفال حي‬ ‫عكرمة هو ذات��ه من يقتل أطفال حي الوعر‪ ،‬في‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫�أخبار زيتون‬

‫|‬

‫النظام ي�ساوم املعتقلني على تفجري �سيارات مقابل الإفراج عنهم‬ ‫الهوية الشخصية و ‪ 50‬الف ليرة سورية هي‬ ‫(جائ��زة) المعتقل لدى فروع نظام األس��د‪ ،‬اذا‬ ‫نجح في تفجير س��يارة مفخخة داخل المناطق‬ ‫المحررة‪.‬‬ ‫اس��لوب جديد تتبعه أجهزة أمن نظام األسد‬ ‫للفتك بأرواح المدنيي��ن‪ ،‬والثوار في المناطق‬ ‫المحررة‪.‬‬ ‫ماذا حدث في بلدة اليادودة بريف درعا؟‬ ‫الش��اب زهي��ر احم��د عب��د الغني اب��ن بلدة‬ ‫الي��ادودة أح��د المعتقلي��ن ف��ي ف��رع االم��ن‬ ‫العس��كري بدرعا‪ ،‬طلب منه رئيس الفرع منذ‬ ‫اي��ام تفجي��ر س��يارة مفخخة بالق��رب من احد‬ ‫الم��دارس في البلدة‪ ،‬مقاب��ل اطالق صراحه‪،‬‬ ‫إال ان الش��اب‪ ،‬وقبل وصول��ه ألول حاجز للثوار‬ ‫ركن الس��يارة على بعد ‪ 100‬مت��ر من الحاجز‪،‬‬ ‫ولم يتوان عن تسليم نفسه للثوار‪ ،‬ليخبرهم‬ ‫بتفاصي��ل ما حدث مع��ه‪ ،‬وأن الس��يارة مليئة‬ ‫بالمتفجرات‪.‬‬

‫الرئيس��ية للبل��دة‪ ،‬ومن ث��م تفجي��ره‪ ،‬ما أدى‬ ‫الستشهاد العشرات من المدنيين‪ ،‬والجرحى‪.‬‬ ‫كما أدخلت قوات أمن النظام بهذا األس��لوب‬ ‫س��يارة نوع (كي��ا ‪ )4000‬وتفجيره��ا امام احد‬ ‫مس��اجد الي��ادودة اثن��اء خ��روج المصلين من‬ ‫الجام��ع‪ ،‬وأودت بحي��اة ‪ 55‬مدني�� ًا‪ ،‬وجرح ‪100‬‬ ‫آخرين‪.‬‬ ‫وكانت مدينة درعا ش��هدت ي��وم االحد ‪-28‬‬ ‫‪ ،2014-9‬ث�لاث انفج��ارات ضخم��ة لس��يارات‬ ‫مفخخ��ة مركونة في كل من بل��دات النعيمة‪,‬‬ ‫وداع��ل‪ ,‬وطف��س‪ ،‬اس��قطت ‪ 3‬جرح��ى م��ن‬ ‫المدنيين في بلدة النعيمة‪ ،‬وعش��رات الجرحى‬ ‫في داعل‪ ،‬واقتصرت على االضرار المادية في‬ ‫بلدة طفس‪.‬‬

‫وذلك لصعوبة الوصول اليها كونها في نقطة‬ ‫فاصل��ه بينن��ا‪ ،‬وبين قوات النظ��ام‪ ،‬حيث قمنا‬ ‫بالتس��لل لزرع عبوة تحت هذه الس��يارة‪ ،‬وتم‬ ‫تفجيرها ‪.‬‬ ‫وكانت وس��ائل إع�لام النظ��ام تداولت خبر‬ ‫تفجي��ر بلدة الي��ادودة‪ ،‬حيث ادع��ت أن تنظيم‬ ‫(الدول��ة) وراءه‪ ،‬محاولة م��ن خالل ذلك توجيه‬ ‫انظ��ار التحال��ف الدولي‪ ،‬الس��تهداف محافظة‬ ‫درعا‪ ،‬بحجة وجود التنظيم‪.‬‬ ‫كما أن توجه الس��يارة من حاج��ز المفطرة‪،‬‬ ‫باتجاه بلدة اليادودة ينفي الخبر بشكل نهائي‪،‬‬ ‫ك��ون ما بعد حاجز المفطرة هي منطقة أمنية‬ ‫بامتي��از وال يمكن اجتيازه��ا إال من قبل قوات‬ ‫النظام‪.‬‬

‫محم��د جاد اهلل الزعبي قائد كتيبة الش��هيد‬ ‫قص��ي الزعب��ي ق��ال لـ (س��راج ب��رس)‪« :‬بعد‬ ‫اس��تهداف النظام للبلدة بسيارتين مفخختين‪،‬‬ ‫قمن��ا بإنش��اء حاج��ز لتفتي��ش الحاف�لات‪،‬‬ ‫والس��يارات للمنطق��ة الغربي��ة‪ ،‬ك��ون بل��دة‬ ‫اليادودة هي بوابة درعا الغربي»‪.‬‬

‫حادثة السيارات المفخخة ليست هي االولى‬ ‫من نوعها ف��ي بلدة اليادودة‪ ،‬حين قام النظام‬ ‫بإدخال ب��اص مليء بالمتفجرات إلى الس��احة‬

‫واضاف الزعبي‪ :‬تم تفجير س��يارة عن بعد‪،‬‬

‫تعرضت احدى المنش��آت ف��ي القطاع العام‬ ‫للنه��ب والس��رقة ‪،‬م��ن قب��ل مليش��يا (الدفاع‬ ‫الوطني) ‪ ،‬في مدينة الحسكة‪.‬‬

‫‪ ،‬كتقدي��رات اولية‪ ،‬حيث ق��ام عناصر يتبعون‬ ‫ألحدى مليش��يات النظام في الحس��كة‪ ،‬والتي‬ ‫م��ن المفت��رض به��ا أن تق��وم ب��دور الحماية‬ ‫لمركز حبوب الحسكة‪ ،‬الواقع على اطراف حي‬ ‫غويران من الجهة الجنوبية‪ ،‬وهي الجهة التي‬ ‫تتمركز فيها ق��وات النظام منذ ان��دالع الثورة‬ ‫‪ ،‬قاموا بس��رقة المركز أثن��اء الحملة على حي‬ ‫غويران‪ ،‬منذ عدة أيام‪.‬‬

‫مصدر أكد لمراسل (سراج برس) بان قيمة‬ ‫المسروقات تجاوزت الـ ‪ 50‬مليون ليرة سورية‬

‫واضاف المصدر‪ :‬سُرقت كميات من االقماح‬ ‫المخزنة داخل مس��تودعات المركز‪ ،‬باإلضافة‬

‫قرارت جديدة تنظم امل�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية ال�سورية يف تركيا‬

‫تش��كيل هيئة ف��ي كل والية يرأس��ها معاون‬ ‫مدي��ر التعلي��م الوطني‪ ،‬وهي المس��ؤولة عن‬ ‫إدارة فعالي��ات التعلي��م الموجه��ة لألجان��ب‪،‬‬ ‫يش��ترك ف��ي ه��ذه الهيئة عل��ى األق��ل مدير‬ ‫وم��درس لغ��ة أجنبي��ة يس��تطيع أن يج��ري‬ ‫مقاب�لات مع الط�لاب أو مترجم‪ ،‬م��ع من يراه‬ ‫الوال��ي ضروري�� ًا م��ن المؤسس��ات ذات الصلة‬ ‫بالموض��وع‪ .‬وبموجب هذا التعميم يعاد مجددا‬ ‫تنظي��م جمي��ع الم��دارس الس��ورية الخاص��ة‬ ‫العاملة في تركيا وفق هذا التعميم‪.‬‬

‫ميلي�شيا ( الدفاع الوطني ) يف احل�سكة تنهب م�ؤ�س�سات القطاع العام‬

‫أعلنت الحكومة الس��ورية المؤقتة أن وزارة‬ ‫التعلي��م الوطني ف��ي تركيا‪ ،‬أص��درت تعميم ًا‬ ‫حول خدمات التربي��ة والتعليم لألجانب‪ ،‬وذلك‬ ‫بع��د تواص��ل وطل��ب م��ن وزارة التعلي��م في‬ ‫الحكوم��ة الس��ورية المؤقتة‪ .‬وقال��ت الوزارة‬ ‫أن التعمي��م يرمي إلى إلى تنس��يق الفعاليات‬ ‫التعليمي��ة لألجان��ب الموجودي��ن ف��ي تركيا‪،‬‬ ‫والت��ي تس��تهدف األطفال ف��ي س��ن التعليم‬ ‫اإللزامي‪ ،‬وتقديم خدمات تعليمية نوعية‪ ،‬مما‬ ‫يتطلب العمل بشكل مشترك مع كافة الهيئات‬ ‫والمؤسسات ذات الصلة‪.‬‬ ‫وأض��اف موقع الحكومة المؤقتة أنه س��يتم‬

‫واشارت الحكومة المرقتة أنه سيكون لهيئة‬ ‫تعلي��م األجانب المحدث��ة العديد م��ن المهام‪،‬‬ ‫منه��ا توجي��ه الطالب إل��ى مؤسس��ات التعليم‬ ‫ع��ن طريق هيئ��ة نقل الط�لاب‪ ،‬وإيجاد مكان‬ ‫اس��تيعاب لهم‪ ،‬والهيئة مس��ؤولة ع��ن معادلة‬

‫الى أجهزة تقنية تستخدم في عمليات التحليل‬ ‫والخب��رة ‪ ،‬باإلضاف��ة ال��ى أجه��زة‪ ،‬وأحزم��ة‬ ‫تستخدم في التقبين‪ ،‬والتحميل‪.‬‬ ‫جدي��ر بالذكر ان حي غويران تعرض لحملة‬ ‫اس��تباحة من قب��ل عناص��ر النظ��ام ‪ ،‬بعد ان‬ ‫غادر الحي الثوار بساعات‪ ،‬كما تعرضت منازل‬ ‫الث��وار للنهب‪ ،‬والح��رق واله��دم‪ ،‬وقامت هذه‬ ‫العناصر بعرض المسروقات في بعض االحياء‬ ‫الخاضع��ة لس��يطرتهم‪ ،‬كم��ا فع��ل ش��بيحة‬ ‫النظام في المحافظات السورية االخرى‪.‬‬ ‫الش��هادات والوثائق التعليمية بحسب المصدر‬ ‫نفس��ه‪ .‬وس��يوجه إل��ى مؤسس��ات التعلي��م‬ ‫المختص��ة ف��ي الوالي��ة كل الط�لاب الذي��ن‬ ‫لديهم إقامة‪ ،‬أو الذين لم يحصلوا على الرقم‬ ‫الشخصي لألجانب‪ ،‬والطالب الذين سجلوا لدى‬ ‫الجه��ات المعنية وأخ��ذوا وثيق��ة تعريف تثبت‬ ‫ذلك‪ ،‬أم��ا بالنس��بة للطالب الذي��ن ال يملكون‬ ‫وثائق تعليمية س��تقوم الهيئة بسبر معلومات‬ ‫وتحديد مس��توى‪ ،‬كما ستعمل الهيئة التربوية‬ ‫التركي��ة على تخصي��ص المبان��ي المرتبطة‬ ‫بالمؤسس��ات العام��ة أو الخاص��ة وذلك بدوام‬ ‫كامل أو بدوام نصفي وتصدر كل والية قراراً‬ ‫بإنش��اء مركز تعليمي مؤقت في األماكن التي‬ ‫تحتاج لذل��ك ويربط بمديرية التعليم الوطني‬ ‫في تلك الوالية أو المنطقة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫الت�شيع الإيراين يغزو املجتمع العلوي ال�سوري‬

‫تغلغ��ل الش��يعة وثقافته��م ومذهبه��م‬ ‫في س��وريا لي��س حديث العه��د وال هو وليد‬ ‫المرحل��ة الحالي��ة‪ ،‬فقد عملت دول��ة الماللي‬ ‫المسماة الجمهورية اإلسالمية اإليرانية على‬ ‫التغلغ��ل في جمي��ع مفاصل حي��اة المواطن‬ ‫الس��وري الدينية والثقافية واإلجتماعية‪ .‬وقد‬ ‫س��اعدها على ذلك التقارب مع نظام األس��د‬ ‫الحاكم في س��وريا الذي أطل��ق يدها وغض‬ ‫الطرف عن جميع ممارساتها‪.‬‬ ‫وم��ع بداي��ة الث��ورة المباركة واستش��عار‬ ‫نظ��ام الماللي ف��ي طهران الخط��ر المحدق‬ ‫بالنظام السوري وخوفا من سقوطه‪ ،‬أوعزت‬ ‫إيران لحزب اهلل اللبناني الش��يعي وغيره من‬ ‫الفصائ��ل العراقي��ة مث��ل «لواء اب��و الفضل‬ ‫العباس» لدخول سوريا بحجج حماية األماكن‬ ‫الدينية الشيعية من المتطرفين السنة الذين‬ ‫يقاتلون جيش األسد‪.‬‬ ‫كما ش��كلت ميليش��يات عقائدية وطائفية‬ ‫من السوريين أنفسهم‪ ،‬كميليشيا «نافذ أسد‬ ‫اهلل» التي يقودها العميد عصام زهر الدين‪.‬‬ ‫وفي إطار س��عي إيران الدؤوب للس��يطرة‬ ‫على س��وريا التي أصبحت إحدى محافظاتها‪،‬‬ ‫وبات��ت ه��ي صاحب��ة الق��رار ف��ي جمي��ع‬ ‫مؤسس��اتها الحكومي��ة‪ .‬وخاص��ة ال��وزارات‬ ‫والمؤسس��ات الدينية‪ .‬كوزارة األوقاف‪ ،‬تعمل‬

‫اليوم إي��ران‪ ،‬أكثر من أي وق��ت مضى‪ ،‬على‬ ‫غ��زو المجتمع الس��وري ونش��ر التش��يع فيه‬ ‫وتغيي��ر التركيبة الس��كانية في��ه‪ ،‬كما فعلت‬ ‫في العراق س��ابقا وما تفعله اآلن في حمص‬ ‫بعد سيطرة النظام عليها من خالل السيطرة‬ ‫على أمالك الحمصيين الذين تركوا منازلهم‬ ‫هربا من عصابات األسد‪.‬‬

‫واليقتصر الي��وم األمر على الس��نة العدو‬ ‫التاريخ��ي للش��يعة‪ ،‬فقد ب��دأت إي��ران حاليا‬ ‫بالغزو الفعلي للطائف��ة العلوية التي تعرف‬ ‫أنها مغلقة وال تقب��ل أي غريب عنها‪ ،‬فزيادة‬ ‫تململ الطائفة العلوية من نظام األسد الذي‬ ‫يضح��ي بأبنائه��ا من أج��ل بقائ��ه‪ ،‬وارتفاع‬ ‫عدد القتلى بين ش��باب الطائفة‪ ،‬وش��عورها‬ ‫بالضعف والخوف من مستقبل ما بعد األسد‪،‬‬ ‫كل هذه العوام��ل دفعت إيران إلى زرع بذرة‬ ‫مذهبها ف��ي جبال العلويين في محاولة منها‬ ‫لصهر المذهب العل��وي وذوبانه في المذهب‬ ‫الش��يعي الذي تدين به إيران‪ ،‬وإنش��اء جيل‬ ‫مؤمن بفكرها وعقيدتها‪.‬‬

‫الذي تستهدف من خالله إيران العلويين‪.‬‬

‫وحس��ب م��ا نش��رت إح��دى الصفح��ات‬ ‫الموالي��ة للنظ��ام (ش��بكة أخبار جبل��ة)‪ ،‬فإن‬ ‫تل��ك المدرس��ة الثانوية التي صدر مرس��وم‬ ‫بإنش��ائها وتتب��ع لوزارة األوقاف‪ ،‬س��وف تبدأ‬ ‫م��ن الع��ام الدراس��ي ‪ 2014‬وتض��م ذك��ورا‬ ‫وإناث��ا من مواليد ‪1998‬حتى عام ‪ .2001‬وإن‬ ‫المنهاج يش��مل عشرة كتب خاصة بالشريعة‬ ‫الجعفري��ة إضاف��ة لكت��ب الثانوي��ة العام��ة‬ ‫المعتمدة في المنهاج التعليمي السوري‪.‬‬ ‫ورغ��م تباي��ن آراء بع��ض العلويي��ن‬ ‫وتعليقاته��م ح��ول تل��ك الم��دارس الدينية‬ ‫ف��ي قراه��م‪ ،‬إال أن معظمه��ا كان معارضا‪،‬‬ ‫ورأى البع��ض ف��ي ذلك عودة لل��وراء وبداية‬ ‫لنشطر التطرف الشيعي على غرار ما أسموه‬ ‫التط��رف الوهاب��ي‪ ،‬ومنه��م م��ن رأى ذل��ك‬ ‫تش��ييعا للعلويي��ن‪ ،‬وآخرون اعتبروه نش��را‬ ‫للدين وتثقيفا للمجتمع وتوعيته دينيا‪.‬‬

‫وم��ا إنش��اء الم��دارس الديني��ة ف��ي قرى‬ ‫الالذقي��ة وجبل��ة وبمرس��وم جمه��وري م��ن‬ ‫رئيس النظام بشار األسد (كمدرسة الرسول‬ ‫األعظ��م ‪-‬ص‪ )-‬ف��ي قري��ة «رأس العي��ن»‬ ‫إحدى قرى ريف جبلة إال بداية لهذا المخطط‬

‫قائد يف اجلي�ش احلر يبني لوحده دكان ًا ملقاتله امل�صاب‬ ‫واح��داً من أجم��ل وأنبل المواق��ف في تاريخ‬ ‫الثورة‪ ,‬التي سيقرؤها األجيال فيما بعد‪.‬‬

‫كثيرة هي الوجوه المش��رقة لثورة الحرية‬ ‫والكرام��ة في س��وريا‪ ,‬فما بط��والت الجيش‬ ‫الح��ر وعناص��ره الت��ي يقدمه��ا عل��ى كاف��ة‬ ‫الجبه��ات‪ ,‬وصم��ود األطب��اء ف��ي المش��افي‬ ‫الميداني��ة‪ ,‬والس��عي الدائ��م م��ن نش��طاء‬ ‫جمعيات اإلغاثة لتأمين لقمة العيش للناس‪,‬‬ ‫إال غي��ض م��ن في��ض م��ن عدي��د الجوانب‬ ‫اإليجابي��ة الكثي��رة في الث��ورة‪ .‬لكن اإلعالم‬ ‫ولألس��ف‪ ,‬اعت��اد وخصوص��ا ف��ي مرحل��ة‬ ‫متقدم��ة من عم��ر الثورة‪ ,‬تقديم الس��لبيات‬ ‫عل��ى اإليجابيات ‪,‬متأثراً بم��ا ينقله «إعالميو‬ ‫الفيس بوك»‪ ,‬اللذين ال هم لهم سوى النقد‬ ‫وإظهار الس��لبيات ‪ ,‬دون عمل يقدمونه على‬ ‫األرض في تصحيح المسار الذين يظنونه قد‬ ‫نحرف بحسب زعمهم‪ .‬ولعل في قصة (مهند‬ ‫اليحي��ى) قائد كتيبة (س��يف اهلل المس��لول)‪,‬‬ ‫المقاتلة في ريف ادلب وريف حماه الشمالي‪,‬‬

‫‪6‬‬

‫قبل أيام نش��ر الرائد (أبو البراء)‪ ,‬الضابط‬ ‫في الجيش الحر‪ ,‬منشوراً على صفحته يروي‬ ‫في��ه أن��ه رأى قائداً لكتيبة ف��ي الحر‪ -‬يعرفه‬ ‫مسبقاً‪ -‬وقد ارتدى لباس عامل البناء‪ ,‬ويقوم‬ ‫ببن��اء غرف��ة صغيرة عل��ى قارع��ة الطريق‬ ‫ف��ي قري��ة حزارين بجبل الزاوي��ة من الريف‬ ‫اإلدلب��ي المحرر‪ ,‬وخمن الرائد في نفس��ه ان‬ ‫ذلك الرجل قد ترك العمل المسلح في الثورة‬ ‫وتفرغ للقمة عيش��ه‪ ,‬لك��ن المفاجئة عندما‬ ‫اقتربت منه وسمعت اإلجابة‪.‬‬ ‫ق��ال الرائد أبو البراء ع��ن تفاصيل القصة‬ ‫كاملة‪ ,‬بالقول‪:‬‬ ‫«بعدم��ا فوجئ��ت بذل��ك المش��هد ع��دت‬ ‫بس��يارتي إلى الخلف‪ ,‬لالطمئن��ان على حال‬ ‫مهند‪ ,‬وس��ؤاله عن عدم تواج��ده في جبهات‬ ‫القت��ال‪ ,‬ولم أكن أعلم أن إجابته س��تجعلني‬ ‫أق��دس ذلك الرجل لألبد لم��ا قام به من هذا‬ ‫الفعل»‪ .‬ويضي��ف الرائد‪ »:‬أجابني أن مقات ً‬ ‫ال‬ ‫لدي��ه في الكتيبة أصيب ف��ي إحدى المعارك‪,‬‬ ‫وبت��رت س��اقه لألس��ف‪ ,‬وأصب��ح عاج��زا عن‬

‫القتال والعمل الش��اق‪ ,‬وهو يقوم اآلن ببناء‬ ‫(دكان) صغي��ر له��ذا المقات��ل‪ ,‬ك��ي يتعاطى‬ ‫فيه أسباب العيش من خالل بيع المحروقات‪,‬‬ ‫علم�� ًا أن مهند قد أتى بم��واد البناء من جيبه‬ ‫الخاص‪ ,‬وأعتقد أنه لم يعد يملك أجرة عامل‬ ‫بناء‪ ,‬ليهم ببناء الدكان برفقة عنصر آخر من‬ ‫الكتيبة»‪.‬‬ ‫ويردف‪« :‬أثرت في نفس��ي اإلجابة إلى حد‬ ‫كبي��ر ‪ ,‬فلم نعتد على ق��ادة األلوية والكتائب‬ ‫مثل ه��ذه األفع��ال ‪ ,‬وأنا أناش��د ق��ادة كافة‬ ‫الفصائ��ل والكتائ��ب التابع��ة لح��ر وغي��ره ‪,‬‬ ‫اإلقت��داء بما ق��ام به مهن��د ‪ ,‬فهن��اك الكثير‬ ‫م��ن العناصر اللذين تس��ببت اصاباتهم على‬ ‫جبه��ات القتال ف��ي عاهات مس��تديمة لهم ‪,‬‬ ‫وبات��وا بال معيل وال مصدر رزق ‪ ,‬ومعظمهم‬ ‫أصبحوا في دفاتر للنسيان»‪.‬‬

‫يق��ول قائ��د الكتيب��ة ان المقات��ل أصي��ب‬ ‫على جبه��ات القتال في فخذه ما أدى الى بتر‬ ‫القدم‪ ,‬ونسبة عجزه تتجاوز ‪ 90‬بالمئة‪ ,‬وهذا‬ ‫المقات��ل لديه عائل��ة يريد إعالته��ا‪ ,‬فقررت‬ ‫بناء هذا الدكان وتأمين رأس��مال بسيط لهذا‬ ‫المقاتل‪ ,‬لبداية العمل في بيع المحروقات‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫النظام يرفع �سعر املازوت و " الدبابة " ت�ستهلك ح�صة عائلة‬ ‫حصل (س��راج برس) على تقرير بش��أن أقسام‬

‫العاصم��ة وريفه��ا دون محاكم��ة ودون الس��ماح‬

‫القدمي��ن وعند الش��د عليه��ا تجمي��ع القدمين معًا‬

‫المعتقالت الموجودة في س��جون المخابرات الجوية‬

‫ألقاربه��م معرفة مكانهم وأه��م اإليداعات ‪ :‬إيداع‬

‫وتعصرهم��ا‪ ،‬وبأن الغرف��ة ‪ 27‬داخل مط��ار المزة‬

‫لمطار المزة العسكري في العاصمة دمشق‪ ،‬وأعداد‬

‫ف��رع القصاع‪ ،‬إيداع باب توم��ا‪ ،‬إيداع منطقة عدرا‪،‬‬

‫العس��كري هي للتعذي��ب الق��وي ومحتوياتها عدة‬

‫المعتقلين في كل مهجع‪ ،‬وتفاصيل طرق التعذيب‬

‫إي��داع صيدنايا‪ ،‬وهو مخصص ألخط��ر المعتقلين‬

‫كاملة من «بينس��ات» وكماش��ات ولحام أوكسجين‬

‫التي تتبعها قوات األسد مع السجناء‪.‬‬

‫بنظر النظام‪ ،‬والجنود المنشقين‪ ،‬والضباط‪ ،‬إيداع‬

‫للحرق‪ ،‬وهناك أدوية لالعتراف والتدويخ واإلغماء‪.‬‬

‫وأوضح التقرير الذي أعده مركز حمص االعالمي‬

‫الفرقة الرابعة وهو موج��ود فوق الفوج ‪ 555‬وهو‬ ‫يض��م الجماعية األولى (أ) وتحتوي على ‪ 80‬معتق ً‬ ‫ال‬

‫قسم التحقيق القديم داخل مطار المزة العسكري‪،‬‬

‫وهي عب��ارة عن غرفتين مس��احتهما ‪ 4‬أمتار طو ًال‬ ‫ب��ـ ‪ 4‬أمتار عرضًا‪ ،‬وتكثر فيها العقارب والحش��رات‪،‬‬

‫أن كل ش��خص يتم التحقيق مع��ه أول مرة يدخل‬ ‫وعندم��ا يحق��ق معه مرة ثانية يح��وّل إلى معتقل‬ ‫ف��رع التحقي��ق الجديد في مطار المزة العس��كري‪،‬‬ ‫ويت��م التحقي��ق مع��ه م��ن قب��ل محق��ق مختص‪،‬‬ ‫ويكون معه حوالي ‪ 4‬أو ‪ 5‬س��جانين للتعذيب‪ ،‬ويتم‬ ‫نقل المعتقلين بعد انته��اء التحقيق إلى اإليداعات‬ ‫السرية عن طريق باصات تتسع ‪ 24‬راكبًا مع حماية‬ ‫من سيارتين مسلحة‪ ،‬وحصراً لي ً‬ ‫ال‪ ،‬وبأن الكثير من‬ ‫المعتقلين يتم توقيفهم دون التحقيق معهم‪.‬‬ ‫وبي��ن التقرير أن قس��م الدراس��ات داخل مطار‬ ‫الم��زة العس��كري يقبع بداخل��ه ‪ 150‬معتق ً‬ ‫ال‪ ،‬بينما‬ ‫يحت��وي المهج��ع األول ‪ 200‬معتق� ً‬ ‫لا‪ ،‬ويع��د م��ن‬ ‫أخطر المعتقالت بس��بب انتش��ار األمراض الكثيرة‬ ‫فيه بس��بب عدم تنظيفه‪ ،‬وتراك��م القمامة حوله‪،‬‬ ‫ومس��احته تبلغ طو ًال ‪ 12‬متر وعرضه ‪ 3‬أمتار‪ ،‬وبأن‬ ‫المهجع ‪ 3‬يحتوي قرابة ‪ 180‬معتق ً‬ ‫ال ومس��احته ‪12‬‬ ‫متر طو ًال و‪ 3‬أمتار عرضًا‪ ،‬وبأن قوات األس��د حولت‬ ‫المدرج القريب من الجس��ر األول ألوتوستراد المزة‬ ‫إلى سجن واحتجزت بداخله ‪ 250‬معتق ً‬ ‫ال سياسيًا‪.‬‬ ‫أم��ا ف��رع التحقي��ق القدي��م داخل مط��ار المزة‬ ‫العس��كري ‪ -‬كما ج��اء في التقري��ر‪ -‬يضم حوالي‬

‫بس��بب وجودها في منطقة جبلية الجماعية ‪( 2‬ب)‬ ‫وي��ودع به��ا ‪ 70‬معتق� ً‬ ‫لا عبارة عن غرف��ة طولها ‪4‬‬ ‫أمت��ار ونصف المتر وعرضها ‪ 4‬أمت��ار‪ ،‬الزنزانة (ج)‬ ‫ي��ودع بداخله��ا ‪ 20‬معتق� ً‬ ‫لا وهي فق��ط مخصصة‬

‫(طريقة اإلطعام)‬ ‫اإلطع��ام مثل إطع��ام قوات النظام س��ابقًا حيث‬ ‫يطع��م المعتقل ‪ 3‬م��رات يوميًا‪ ،‬الس��اعة ‪ 7‬صباحًا‬ ‫يعطى رغيف خبز وبيضة و‪7‬زيتونات‪ ،‬أو ‪ 7‬زيتونات‬ ‫وملعقة مربى‪ ،‬وبالمرة الثانية الغداء يعطى رغيف‬ ‫خبز وكاسة رز أو برغل‪ ،‬وبالعشاء يعطى المعتقل‬ ‫رغيف خبز مع حبة بطاطا مسلوقة‬ ‫وأش��ار التقري��ر أن العناية الطبية س��يئة كثيراً‪،‬‬

‫لعقوبات العساكر الموجودة ضمن الفرقة الرابعة‪،‬‬ ‫وجماعية ال��ـ ‪ 90‬يودع بداخلها قراب��ة ‪ 120‬معتق ً‬ ‫ال‬

‫حيث تنتش��ر أم��راض الج��رب‪ ،‬والدمامل‪ ،‬بس��بب‬

‫وهي مخصصة للمرضى‪.‬‬

‫القمل وانتش��ار األوساخ وقلة الحمامات التي تكون‬

‫(طرق التعذيب)‬ ‫وع��ن ط��رق التعذيب بي��ن التقري��ر العديد من‬ ‫الط��رق أهمه��ا «الش��بح» وهي عن طري��ق رافعة‬ ‫معدنية تس��مى البلنغ ويكون المعتقل «مطمش»‬ ‫عل��ى عيني��ه وموث��ق بيدي��ه بحزام��ات بالس��تيك‬ ‫وترف��ع يدي��ه على «البلن��غ» وال يوجد ش��يء تحت‬ ‫رجلي��ه‪ ،‬الطريقة الثانية (ال��دوالب) وهو عبارة عن‬ ‫وض��ع دوالب على ركبت��ي المعتق��ل وحديدة تحت‬

‫فقط يوم واحد كل أسبوعين‪ ،‬وكانت قوات النظام‬ ‫تق��دم حبة الته��اب واحدة ل��كل األم��راض قبل أن‬ ‫توقفها منذ فترة‪.‬‬ ‫الجدي��ر ذكره أن هذا التقرير تحدث عن إيداعات‬ ‫فرع المخابرات الجوية في س��جن المزة العسكري‪،‬‬ ‫ويوج��د اكث��ر م��ن ه��ذه اإليداع��ات‪ ،‬والمعتق�لات‬ ‫بكثي��ر لك��ن هذا التقري��ر أعد بنا ًء على تس��ريبات‬ ‫م��ن داخل الفرع‪ ،‬وبالتطابق م��ع بعض المعتقلين‬

‫الركبتي��ن‪ ،‬ويك��ون رأس��ه عل��ى األرض ورجلي��ه‬

‫الذين أطلق س��راحهم‪ ،‬وهناك بعض المعتقلين ال‬ ‫يوجد لهم أس��ماء وإنما ينادوه��م بأرقام مث ً‬ ‫ال ‪320‬‬

‫«بربيش» بط��ول متر ونص‪ ،‬الطريقة الثالثة هي‬

‫أو ‪ 880‬وهؤالء يكون اغلبهم ضباط منش��قون‪ ،‬أو‬

‫(الق��ارص) وهو عبارة عن حديدة ش��د توضع على‬

‫متعاملين مع جنود منشقين‪.‬‬

‫مرفوعتين‪ ،‬ويتم الضرب على القدمين بالخرطوم‬

‫‪ 10‬جماعي��ات «الجماعية ه��ي غرفة بطول ‪ 4‬امتار‬ ‫وع��رض ‪ 3‬أمتار يوجد فيه��ا مرحاض» و‪ 30‬زنزانة‬ ‫«الزنزان��ة ال تحت��وي مرح��اض بداخله��ا كل ي��وم‬ ‫يس��مح للمعتقل بالخ��روج مرتي��ن للمرحاض بعد‬ ‫الطع��ام ويتعرض للضرب عند الخ��روج والقدوم»‬ ‫ومساحة الزنزانة ‪ 180‬سم طو ًال و‪ 120‬سم عرضًا‪،‬‬ ‫وحولت قوات النظام فرع التحقيق الجديد بطوابقه‬ ‫الثالث��ة لمعتقالت حيث يوجد ف��ي القبو ‪ 40‬زنزانة‬ ‫بط��ول ‪ 180‬س��م‪ ،‬وع��رض ‪ 120‬س��م‪ ،‬وحوالي ‪6‬‬ ‫جماعيات‪ ،‬والطابق األول والثاني نفس التصميم‪.‬‬ ‫(اإليداع السري)‬ ‫وعن اإلي��داع يبيّ��ن التقرير المس��رب أن نظام‬ ‫األس��د يعتم��د عل��ى ع��دد من مراك��ز اإلي��داع في‬

‫‪7‬‬


‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫وزير لبناين يحذر ب�أن و�صول �سالح للنازحني‬ ‫ال�سوريني �سيجعلهم �أقوى من اجلي�ش اللبناين‬ ‫ذك��رت ش��بكة االع�لام العربي��ة أن وزي��ر هناك فرق��اً بين وجود ‪ 1400‬مخيم عش��وائي‬ ‫الش��ؤون االجتماعي��ة اللبناني رش��يد درباس وليس لديك س��لطة عليها وال تعرف ما يحصل‬ ‫ح��ذر “أنه م��ن بين ملي��ون ومائتي أل��ف نازح ف��ي داخله��ا‪ ،‬وبي��ن إقام��ة مخيم��ات منظمة‪،‬‬ ‫سوري في لبنان قد يكون هناك مائة ألف شاب علمًا ب��أن عملية نق��ل النازحين إل��ى مخيمات‬ ‫أدوا خدمته��م العس��كرية‪ ،‬وإذا وصل الس�لاح مستحدثة لن تكون قسرية إنما الهدف ترغيب‬ ‫إل��ى أيديهم يعني أنهم س��يصبحون أقوى من النازح بالمجيء إليها وتنجز له الخدمات‪.‬‬ ‫الجيش اللبناني”‪.‬‬ ‫وأكد درباس‪ ،‬في تصريح لجريدة “الس��فير”‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬أهمي��ة إنش��اء مخيم��ات منظم��ة‬ ‫لالجئي��ن الس��وريين ب��دال م��ن المخيم��ات‬ ‫العش��وائية الحالي��ة‪ ،‬وأن يتم اعتم��اد مناطق‬ ‫بعيدة عن العمران وقريب��ة من الحدود إلقامة‬ ‫مخيمات متوس��طة تكون تحت الرقابة األمنية‬ ‫والصحية والتربوية‪.‬‬ ‫وق��ال الوزير‪“ :‬ما لم يك��ن هناك اتفاق على‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬فإني سأسحبه من التداول ولن‬ ‫أعرض��ه عل��ى مجلس ال��وزراء؛ ألن��ه ال يمكن‬ ‫الس��ير به من دون تغطية سياسية شاملة من‬ ‫كل األطراف”‪ ،‬مش��ددا على أنه موضوع وطني‬ ‫وليس محل تجاذب سياس��ي لثانية واحدة؛ ألن‬ ‫البديل من التنظيم هو الفوضى‪.‬‬ ‫وال ينك��ر درب��اس أن التخوف��ات م��ن إقامة‬ ‫مخيم��ات للنازحي��ن وجيهة‪ ،‬ولكنّ��ه أوضح أن‬

‫أن “هن��اك م��ن يقول‬ ‫وأش��ار درب��اس إل��ى ّ‬ ‫بوجوب التنس��يق مع الجانب الرسمي السوري‪،‬‬ ‫أنا ال مانع لدي من هذا التنس��يق‪ ،‬إذا كان لديه‬ ‫برنامجا الس��ترداد النازحين السوريين‪ ،‬وأضع‬ ‫ف��ي تصرفه كل ما يحقق هذا الهدف‪ ،‬من دون‬ ‫أن أجبر أي أحد ال يريد العودة “‪.‬‬ ‫ولفت الوزير إلى أن مجلس الوزراء اللبناني‬ ‫رف��ض إقام��ة ثالث��ة مخيم��ات ف��ي المنطقة‬ ‫العازل��ة بي��ن لبنان وس��وريا وعمد إلى س��حب‬ ‫االقت��راح فورا من الت��داول بعدما اعترض أحد‬ ‫ال��وزراء‪ ،‬وأضاف إنّ��ه إذا كان األمر غير ممكن‬ ‫ف��ي المنطقة الحدودية العازل��ة ‪ ،‬فلنبحث عن‬ ‫منطق��ة غي��ر عازلة ولك��ن قريبة م��ن الحدود‬ ‫اللبنانية ـ الس��ورية‪ ،‬كما فع��ل كل من األردن‬ ‫وتركيا لمنع االختالط‪.‬‬

‫وتابع‪“ :‬نظريا أنا مس��ئول عن الملف وعمليا‬ ‫لس��ت مس��ئوال ع��ن ش��يء‪ ،‬إذ إن المفوضي��ة‬ ‫الس��امية لش��ئون الالجئي��ن التابع��ة لألم��م‬ ‫المتح��دة ه��ي الت��ي تعن��ى بالمل��ف‪ ..‬متهم��ا‬ ‫الحكومة اللبنانية الس��ابقة التي كان يرأس��ها‬ ‫نجيب ميقاتي بأنها تركت للمفوضية فعل كل‬ ‫شيء لتحل محل الدولة”‪.‬‬ ‫وشكر وزير الشؤون االجتماعية‪ ،‬المفوضية‬ ‫غير أن��ه لفت االنتب��اه إلى أن االعتب��ارات عند‬ ‫الدول��ة اللبنانية والش��عب اللبنان��ي ال تعرفها‬ ‫المفوضي��ة لك��ي تأخذها في االعتبار‪ ،‬وش��دد‬ ‫على أنّه “ل��م يعد هناك نزوحا إلى لبنان‪ ،‬ولن‬ ‫نقبل بنازحين جدد”‪ ،‬مضيفا “هذا قرار اتخذته‬ ‫وحصل��ت عل��ى موافقة مجلس ال��وزراء عليه‪،‬‬ ‫فمس��اعدات المفوضية المخصص��ة للنازحين‬ ‫تتراج��ع وقد يأتي اليوم الذي نجد فيه أن هناك‬ ‫ش��عبا بكامله علينا إطعام��ه ورعايته على كل‬ ‫األصعدة”‪.‬‬ ‫أن‬ ‫وأش��ار درب��اس ف��ي ه��ذا الص��دد إل��ى ّ‬ ‫المس��اعدات الدولي��ة كان��ت في الع��ام ‪2013‬‬ ‫تغط��ي ‪ 53‬ف��ي المائ��ة م��ن الحاج��ة الفعلية‪،‬‬ ‫وحتى س��بتمبر ‪ 2014‬لم يصل س��وى ‪ 40‬في‬ ‫أن‬ ‫المائ��ة م��ن المس��اعدات المطلوب��ة‪ ،‬كم��ا ّ‬ ‫منظمة األغذي��ة التي كانت تعطي النازح ‪300‬‬ ‫دوالر ف��ي الش��هر تعطي��ه اآلن ‪ 12‬دوالرا ف��ي‬ ‫الش��هر ‪ ،‬أي أقل من ‪ 40‬س��نتا ف��ي اليوم لكي‬ ‫يأكل‪.‬‬ ‫وأوضح درباس لـ”الس��فير” أنه سيزور دولة‬ ‫الكوي��ت في ‪ 12‬و‪ 13‬أكتوب��ر المقبل بناء على‬ ‫دع��وة رس��مية وس��يحتل موض��وع النازحي��ن‬ ‫أولوي��ة ف��ي محادثات��ه هن��اك‪ ،‬وق��ال إن دولة‬ ‫الكويت أبدت استعدادها لتمويل إقامة مخيمات‬ ‫النازحين السوريين‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫تقارير زيتون‬

‫|‬

‫من ذاكرة " �أبو اجلماجم " قنا�ص �سوري‬ ‫وُل��دت س��نة «‪ ،»1988‬انا قن��اص المدينة‪،‬‬ ‫ولن أصرح باس��مي واس��م بلدتي أليّ جريدة‬ ‫كان��ت حتى ال يصب��ح كل قن��اص فيها مصدر‬ ‫ش��ك‪ ،‬الن��ي حال��ة ش��اذة ال تحتم��ل التعميم‪،‬‬ ‫مبدئي��ًا يكف��ي ان أق��ول انني مس��لح س��وري‬ ‫معارض للسلطة‪.‬‬ ‫في ستة أش��هر فقط أصبحت قناصاً أساسيًا‬ ‫في المعركة‪ ،‬شوقي إلى دراغانوف «نوع ثقيل‬ ‫من القناصات» كان مضاعفًا عن ش��وق الذين‬ ‫قص��دوا المعس��كر للتدري��ب‪ ،‬ربم��ا النهم من‬ ‫الجهاديين الذين أرادوا من اس��تخدام القناصة‬ ‫للم��وت‪ ،‬بينما كنت أراها بداية لثاني قصة حب‬ ‫ستمنحني الحياة‪.‬‬ ‫كثيراً م��ا أتفنن في رس��م مصائر ضحاياي‬ ‫اعتبره��م مدللي��ن بصراح��ة‪ ،‬ان��ا ال أع��ذب‬ ‫خصم��ي‪ ،‬أتحكم فقط بع��داد حياته‪ ،‬ذاك على‬ ‫األقل ما يمليه قس��م مهن��ة «القِـناصة» تجاه‬ ‫أدنى شبيح مار‪.‬‬ ‫حفرة وس��ط الجدار‪ ،‬منظ��ار‪ ،‬قناصة حديثة‬ ‫الصن��ع‪ ،‬إطاللة مبهرة أمام نادي الضباط‪ ،‬هذا‬ ‫كل شيء الزم لينزف كل مقنوص في ذاكرتي‬ ‫كالي��وم ال��ذي نزف في��ه عل��ى األرض‪ ،‬ذاكرة‬ ‫القن��اص قوية‪ ،‬ب��ل أقوى م��ن أي مقاتل آخر‪،‬‬ ‫النه يترفع عن االنهماك في القتل‪ ،‬ويس��تخدم‬ ‫منظاره أضعاف طلقاته‪.‬‬ ‫ال يطلق القناص رصاصته على عجل‪ ،‬فكل‬ ‫رصاصه مدروس��ة‪ ،‬لذلك عندما أشتري قناصة‬ ‫أتمن��ى ان ال يك��ون عرضه��ا المجان��ي ذاك��رة‬ ‫طويلة األمد كما تجري العادة‪.‬‬ ‫«س��تمئة وخمس��ة وعش��رون» هو رقم آخر‬ ‫مقنوص‪ ،‬وانا أسعى لرقم األلف‪ ،‬فانا االن على‬ ‫الخ��ط االمامي للجبه��ة هذه الليلة وال متس��ع‬ ‫ألق��ص حكاية كل األرقام التي أذكر تفاصيلها‬ ‫عن ظهر قلب‪ ،‬سأعلل فقط سبب وقوفي هنا‪.‬‬ ‫يتابع بهدوء «بدمها تعتذر لي عن كل دقيقة‬ ‫دموية س��أحـياها بعد ان تك��ون في رحمة اهلل‬ ‫«جَن��ى» وه��ذا اس��ـمها ي��وم أحببته��ا‪ ،‬تركت‬ ‫محاضرة اللونغا «نوع من الموسيقى»‪ ،‬ونزلت‬ ‫على عج��ل إلى حديق��ة الجامعة لم��ا أردت ان‬ ‫أصارحها بـ» لونغا جديدة أعزفها» هو انني لم‬ ‫أعد أريد ان نواصل سنة إضافية على السنوات‬ ‫العشر‪ ،‬التي قضيناها في الحي جيرانًا كإخوة‪.‬‬ ‫هي موس��يقية وانا عازف كمنجة‪ ،‬ولي خبرة‬ ‫في باق��ي أدوات العزف‪« ،‬الق��رار» و»الجواب»‬ ‫هكذا كنا قبل ان اكون قناصًا وقبل ان تس��قط‬ ‫«جَنى» أرضا وس��ط غرفته��ا بقناصة المقدم‬ ‫«جميل»‪ ،‬حين أعط��ي أمراً بمحاصرة المدينة‪،‬‬ ‫وقن��ص الطي��ر الطائ��ر بتهم��ة ان��ه يرف��رف‬ ‫بجناحيه‪ ،‬ولعل حال كانت ترفرف صباحًا بثيابها‬

‫فوق حبل الغس��يل‪ ،‬وهو ما يعني انها نس��يت‬ ‫ان «الرفرفة» تهمة يترجمها القناص بذاكرته‬ ‫إلى جريمة ال تقل عن الحرية شانًا‪.‬‬ ‫لكن جَنى «الشهيدة» لم تغدو حبيبة واحدة‬ ‫استفرد بها كما السابق عن المثـيالت‪ ،‬فشهيدة‬ ‫الح��ي م��ن ال يحبها؟‪ ،‬وم��ن يس��تطيع ان يمنع‬ ‫الناس ع��ن لصق نعوته��ا‪ ،‬الكل سيش��اركني‬ ‫المحبة‪ ،‬واالسم‪ ،‬والصورة‪ ،‬ولذلك سوف أتفرد‬ ‫باالنتقام‪.‬‬ ‫انته��ى الوقت المح��دد لإلعالن ع��ن موتها‪،‬‬ ‫وقابلت الم��رآة بوجه بعيد عن مالمح القيثارة‪،‬‬ ‫توض��أت وقصدت المس��جد للم��رة األولى بحثًا‬ ‫ع��ن حي��اة أخ��رى آمنت فيه��ا ان الح��ب قضية‬ ‫س��لمية للعاش��ق في حض��رة المعش��وق‪ ،‬وان‬ ‫الحقد حليف العاشق حين المعشوق يغيب‪.‬‬ ‫في محراب المسجد أفكر لمن الوجود األقوى‬ ‫في الحياة حين ينتهي الحب؟‪ ،‬تغمرني القناصة‬ ‫بصوتها حين سُددت باتجاه جنى‪ ،‬وبرز صوتها‬ ‫كأق��وى األصوات يرص صف��وف المنقذين من‬ ‫صرخ��ة وصل��ت أذن راميها‪ ،‬بم��وت جَنى مات‬ ‫جم��ال الحب‪ ،‬وبق��ي الجم��ال للمنجنيق‪ ،‬وبدت‬ ‫الحياة مختلفة مع اختالفي‪.‬‬ ‫لبّـي��تُ دع��وة وجهه��ا أح��د عس��اكر البلدة‬ ‫لم��ن يرغب في حض��ور تخريج دفع��ات قتالية‬ ‫الستخدام مختلف انواع األسلحة وكانت فرصة‬ ‫قبلته��ا بع��د ان رفضت الكثي��ر مثلها س��ابقاً‪،‬‬ ‫ي��ومَ كنا من أوائل دعاة الس��لمية ف��ي بلدتنا‬ ‫كمثقفين‪ ،‬ن��درك عن غيرنا خطورة التس��ليح‬ ‫وتداعيات��ه الدموي��ة‪ ،‬ونؤم��ن بمب��دأ ال��وردة‬ ‫وغصن الزيتون دون البندقية والرصاصة‪.‬‬ ‫ف��ي وادي الب��زَّات العس��كرية‪ ،‬والعناص��ر‬ ‫المسلحة أقصى الجبل‪ ،‬أجبت أحدهم بـ»نعم»‬ ‫(كـذِبًا) حين س��ألني ان كنت ق��د انهيت خدمة‬ ‫العل��م‪ ،‬وب��دأت أش��رح ل��ه ع��ن مهارات��ي في‬ ‫القنص‪ ،‬مع ان أصابعي لم تلمس س�لاحًا غير‬ ‫الكم��ان!‪ ،‬وع��ن الجيش دفع��ت «بد ًال»ألقضي‬ ‫أيامي بصحبة «حال وقيثارتها»‪.‬‬ ‫وكن��ت قد ك��ررت الج��واب كذبًا ب��ـ»ال» حين‬ ‫س��ألني اآلخ��ر ان كن��ت ق��د اتممت دراس��تي‪،‬‬ ‫ربما حالفن��ي الكذب ألبدو من المنخرطين في‬

‫عالمهم الحدي��ديّ الملموس بعي��داً عن وهم‬ ‫الورق ومعطيات الس�لالم الموسيقية‪ ،‬اتخذت‬ ‫هنا طريقًا كنت أعتبره مش��بوها‪ ،‬وذهبت إلى‬ ‫المقاتل «حسن» صديق سابق لي أصبح اسمه‬ ‫الحالي «الصياد» نس��بة إل��ى مهاراته القتالية‬ ‫ف��ي صي��د الخصم‪ ،‬حينئ��ذٍ خرجت ع��ن قيادة‬ ‫الكمنج��ة ودخلت ف��ي قيادة األس��لحة‪ ،‬ليصبح‬ ‫لقب القنص فرديًا في المدينة‪ ،‬ينسبه الجميع‬ ‫إليّ تحت مسمى «القناص أبو الجماجم»‪.‬‬ ‫«االن أع��زف بأس��لوب معاصر»ه��ذا عنوان‬ ‫مرحلت��ي الحالية»‪ ،‬أوت��اري الذخي��رة وألحاني‬ ‫الجري��ح‪ ،‬وتغفو ذاكرة الح��ب تصاعديًا وتبقى‬ ‫ذاك��رة الب��ارود‪ ،‬تمض��ي الس��نة األول��ى على‬ ‫غيابها‪ ،‬وترح��ل الثانية‪ ،‬قتلتُ الكثير ولم تحيا‬ ‫«جَنى»‪.‬‬ ‫قب��ل ان أنام‪ ،‬أفك��ر يومياً انن��ي أفتح أبواب‬ ‫جهنم على نفس��ي كلما فتح��ت القناصة على‬ ‫مس��ار ضحية أكانت ظالمة أم مظلومة‪ ،‬أرغب‬ ‫بالبكاء الشديد‪ ،‬أتذكر انني بعد موتها لم أبكِ‪.‬‬ ‫أثناء دمعاتي وتض��ور الناس جوعاً‪ ،‬تُحاصر‬ ‫البلدة ويأكل الناس ورق الشجر‪ ،‬وال زلت غارقا‬ ‫ف��ي دنياي االنتقامية بعي��داً عن كل ما عداها‪.‬‬ ‫في سهرة «فيس��بوكية»‪ ،‬تتس��لل «ياسمين»‬ ‫صديقة «جنى» إلى حياتي فترتطم الذكريات‪،‬‬ ‫وتخبرن��ي انه��ا تخرج��ت م��ن جامع��ة العلوم‬ ‫النفس��ية‪ ،‬تذهب إشــارات االس��تـغراب األولى‬ ‫عن أس��باب تواصلها معي‪ ،‬النني أؤمن باللحن‬ ‫الهادئ حين تحتشد األلحان الصاخبة‪..‬‬ ‫عبر شخصية «ياسمين» الشبيـهة بـ»جَنى»‪،‬‬ ‫اس��تطعت ان أتقبل فكرة انني «أخطأت» حين‬ ‫اخترت الحقد كأقصر طريق‪ ،‬كان بوس��ـعي ان‬ ‫أجع��ل الـحبّ ذكرى بـد ًال من ان يكون انتقاما‪،‬‬ ‫كيف أغس��ل ذاكرت��ي؟‪ ،‬لعلي اتوض��أ بدمي أو‬ ‫بألحان��ي حتى أبرأ م��ن دماء من قتل��ت‪ .‬قتلوا‬ ‫اللحن والحلم والضمير‪ ،‬فهل سأس��افر وحيداً‪،‬‬ ‫أم أع��ود موس��يقيًا ف��ي بل��د القب��ور‪ ،‬أصب��ح‬ ‫المستقبل الجميل في الوراء‪ ،‬بين ركام الموت‪.‬‬ ‫فج��راً‪ ،‬تتق��دم ق��وات األم��ن إل��ى خط��وط‬ ‫اآلمني��ن ف��ي معرك��ة غي��ر منتهي��ة‪ ،‬وترتكب‬ ‫مج��زرة جديـ��دة‪ ،‬فأحمل القـناص��ة من جديد‪،‬‬ ‫ويتناثر عالج «ياسمين» عبثاً!‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫|‬

‫د‪� .‬سماح هدايا‬

‫ر�أي‬

‫|‬

‫عقل ّية �صائدي الهنود احلمر‬

‫عقدٌ جديد م��ن الح��روب المفتوحة لتأديب‬ ‫الخارجي��ن على طاعة الطغاة والمس��تعمرين‪.‬‬ ‫والش��عوب تدفع الثمن‪ ،‬بينم��ا الحكام ينعمون‬ ‫بتقاس��م األرباح‪ .‬لكنّ الس��ؤال ه��ل النموذج‬ ‫المنتصر الحالي هو النهائي؟‬ ‫مازال العقل السياس��ي األمريكي يتصرّف‬ ‫بعق ّلي��ة حقبة صائ��دي الهنود الحم��ر‪ ،‬يعتدي‬ ‫عل��ى أرض اآلخري��ن ويقتل الذي��ن يجاهدون‬ ‫في مطل��ب حريتهم وكرامته��م؛ فألبس ثوار‬ ‫س��وريا وثورتها رداء هنديّ أحمر‪ ،‬هو داعش‪،‬‬ ‫وراح يقصفهم معتمدا على تفوّقه العسكري‬ ‫‪ ،‬وعلى مباركة حلفائ��ه وتابعيه الذين ضغط‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫حلف أصدقاء سوريا يقصف الشعب السوري‬ ‫لض��رب اإلرهاب‪ .‬يقت��ل المدنيي��ن ويخرّب ما‬ ‫ّ‬ ‫تبقى من البنى التحتيّة في حربه‪.‬‬ ‫كأن نظ��ام األس��د لي��س إرهابي��ا ولم يزل‬ ‫إرهابيا؛ فيقيم عليه حربه‬ ‫أين خطاباتهم حول نظام فقد شرعيته ؟‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الحقيقة انكش��فت‪ .‬الحلف يتعاون مع نظام‬ ‫بش��ار‪ .‬يقصفون بطائراتهم‪ ،‬ويقصف النظام‬ ‫بطائرات��ه م��ن المجال نفس��ه‪ ،‬بتنس��يق‪ ،‬ثم‬ ‫يتقدّم النظام على األرض‪.‬‬ ‫عبر التاري��خ‪ ...‬بعض األمم ت��م تطهيرها‪.‬‬ ‫وبعضه��ا أبيد‪ .‬وكثير أمم ظلت قائمة صامدة‪،‬‬ ‫وانكفأ المس��تعمر والغازي‪ .‬الس��يناريو نفسه‬ ‫يحدث في سوريا‪ ،‬لكن بحبكة مختلفة وإخراج‬ ‫جدي��د‪... .‬نتائ��ج المعرك��ة ال يمك��ن حس��مها‬ ‫ألن الث��ورة مرتبطة‬ ‫لصال��ح ع��دوان عالم��ي؛ ّ‬ ‫بكيان حضاري يدافع عن حياته‪.‬‬ ‫الممارس��ات العدوانيّ��ة للرأس��مالية‬ ‫واالس��تعمارية‪ ،‬قائم��ة على النهب والس��رقة‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫بش��رعنة أيديولوجية‪ ،‬ال تخرج عن مس��لمات‬ ‫عرقية ودينية وسياسية‪ .‬ومن المنظور نفسه‪،‬‬ ‫ال يمك��ن للعن��ف والقوة االنتص��ار على العدو‬ ‫السياسي العقائدي‪ ،‬الذي لديه‪ ،‬أيضاً‪ ،‬قناعات‬ ‫راسخة‪ّ ،‬‬ ‫تشكل طاقة حرب باسلة لنيل الحرية‬ ‫والحق‪ .‬بل قد تزيد عداوته ويزيد عدد األعداء‬ ‫م��ن نف��س مش��ربه العقائ��دي‪ ،‬الذي��ن كانوا‬ ‫متش��رذمين في جماع��ات وأح��زاب متصارعة‬ ‫ّ‬ ‫يصطفون إلى جانبه‪،‬‬ ‫على المكاسب‪ ،‬وجاؤؤوا‬ ‫روحا واحدة‪ ،‬ضد عدو مش��ترك‪ ،‬ولصالح هدف‬ ‫مش��ترك ه��و التخلص م��ن العبودي��ة وإقامة‬ ‫دولة االستقالل‪.‬‬ ‫األف��كار الت��ي تأتي من الخ��ارج فرضا بقوة‬ ‫السلطة ال يمكن أن تلقى قبوال لدى الناهضين‬ ‫في طل��ب الحرية‪ .‬المس��تعمرون في حروبهم‬ ‫ضد الشعوب األخرى التي صنّفوها اقل منزلة‬ ‫وش��أنا‪ ،‬حاول��وا إح�لال عروقه��م وأفكاره��م‬ ‫وقومياته��م فيه��ا مكانه��ا لتذويبه��ا وإنه��اء‬ ‫حضاراتها وثقافاتها ومجتمعاتها المتجانس��ة؛‬ ‫كأن ال حض��ارة إال حضارته��م‪ ،‬وال أع��راف‬ ‫ْ‬ ‫ومعتقدات سوى معتقداتهم وأعرافهم‪ ...‬لكنّ‬ ‫األم��م الحيوي��ة والش��عوب األبيّ��ة التاريخيّة‬ ‫اس��تمرّت وبقي��ت وظلت حضاراته��ا‪ .‬مكافحو‬ ‫العبودية والذل في س��وريا‪ ،‬هم من الش��عوب‬ ‫األبية الحيّة‪ .‬وانتصارهم حتمي‪.‬‬ ‫بالقطع‪ ،‬ال تتحقق المنجزات إال بثمن باهظ‬ ‫م��ن التضحي��ات‪ ،‬وبتراك��م اآلداءت الناجح��ة‪.‬‬ ‫لكنْ‪ ،‬قد تتحول المنجزات إلى معوّقات إن لم‬ ‫يج��ر نقدها ومراجعته��ا لتقويمها والتعلم من‬ ‫أخطائه��ا‪ .‬وعلين��ا أن ندرك أن ما س��هّل األمر‬ ‫عل��ى أمري��كا وحلفائه��ا في حرب س��وريا هو‬ ‫نجاحه��م في اخت��راق المعارضة والناش��طين‬ ‫عب��ر منظوماته��م االس��تخباريّة‪ .‬فق��د جرت‬ ‫المش��اريع الغربيّة الحداثيّة بجيدها ورديئها‬

‫س��ريعا في أوس��اط الناش��طين والمعارضين‬ ‫الس��وريين‪ ،‬وتلقفوه��ا‪ ،‬بع��د عه��ود الكب��ت‪،‬‬ ‫بشغف وفوضى‪ ،‬من دون حذر وحكمة‪ ،‬بأشكال‬ ‫التموي��ل المختلف��ة من اإلعالم��ي والحقوقي‬ ‫والمدن��ي والعس��كري؛ مما هيّ��أ أرضا خصبة‬ ‫للعمل االس��تخباراتي ولحرك��ة جماعاتيّة في‬ ‫اخت��راق الثورة وخن��ق المعارضة العس��كرية‬ ‫الوطنيّة وفرض اإلمالءات والشروط‪ ،‬وإشاعة‬ ‫التش��كيك في نزاهة الث��ورة وثوارها‪ ،‬وتأجيج‬ ‫الص��راع الطائفي‪...‬بهدف س��حب األنظار عن‬ ‫نصرة الثورة إلى معادة الثورة بحجة انحرافها‪،‬‬ ‫والتحوّل إلى معارك جانبيّة‪.‬‬ ‫م��ا يحص��ل اآلن هو عملية تدمي��ر ممنهجة‬ ‫تحت عنوان اإلرهاب‪ ،‬وبرنامج مدروس لحماية‬ ‫نظ��ام بش��ار وتمكين��ه‪ ،‬مقاب��ل إب��ادة الثورة‬ ‫ورجالها‪ ،‬خصوص��ا بعد أن تم تحريض العالم‬ ‫عليها بتنميطها ف��ي الصورة المخيفة إلرهاب‬ ‫داعش‪ ،‬وبالمقابل التعتيم الكبير على جرائم‬ ‫نظام بشار‪ .‬لذلك يقتلون الثوار على األرض‪،‬‬ ‫تح��ت مس��عى قت��ل المس��لحين اإلرهابيي��ن‪،‬‬ ‫ويعملون جاهدين على إنهاء الثورة المس��لحة‬ ‫وإطفاء ش��علة الثورة‪ ،‬بعد أن عجز بش��ار عن‬ ‫إنهائها عبر ثالث سنوات ونصف‪.‬‬ ‫أم��ا دع��م المعارض��ة المعتدلة؛ فه��و إعادة‬ ‫تمثيل الدور التقليدي نفس��ه لتنصيب العمالء‬ ‫كمنتصري ثورة‪ ،‬وتسليم أطياف من المعارضة‬ ‫جزءا من الس��لطة بالتش��ارك مع نظام بش��ار‬ ‫بع��د إضعاف الث��ورة وتقوية النظ��ام‪ .‬ربما لن‬ ‫يبقى بش��ار لكنْ‪ ،‬س��يبقى نظام��ه‪ .‬االئتالف‬ ‫لي��س‪ ،‬وحده‪ ،‬من ش��ارك ف��ي تنفي��ذ الخطة‬ ‫األمريكيّ��ة؛ فمعارضات أخرى‪ ،‬ووجوه ثقافيّة‬ ‫مختلف��ة‪ ،‬وناش��طون وإعالميون أس��هموا في‬ ‫الحمل��ة الضخم��ة لتهويل داعش والتش��كيك‬ ‫بالثورة‪ ،‬ومهّدوا لعمليّة التدخل األجنبي‪ .‬هم‬ ‫أيضا مس��ؤولون عن الجريمة الوطنيّة‪ .‬منهم‬ ‫م��ن عمل وف��ق مخط��ط مأج��ور‪ ،‬ومنهم من‬ ‫عمل وفق عقل انفعالي غير متبصّر بالنتائج‪.‬‬ ‫العالقة بين المعتقد والمصلحة والسياس��ة‬ ‫ه��ي أس��اس الح��روب الكب��رى‪ .‬ومن أسّ��س‬ ‫الحل��ف السياس��ي اإلس�لامي لمحارب��ة‬ ‫الش��يوعية‪ ،‬والجه��اد ض��د الكفر‪ .‬هو نفس��ه‬ ‫ال��ذي أس��س الحل��ف العالمي السياس��ي ضد‬ ‫اإلس�لام المتط��رف وجه��اده‪ .‬كل األط��راف ال‬ ‫عقيدة لها س��وى مصالحها‪ ،‬وال مبدأ لها س��وى‬ ‫نفوذها وس��لطتها‪ .‬تحالفات للمكاسب تستغل‬ ‫الدي��ن‪ .‬أمريكا التي تنش��ر الديمقراطيّة على‬ ‫حبال مس��تعمراتها‪ ،‬يحكمها إما يمين متطرف‬ ‫إرهاب��ي يمح��و قادت��ه ذنوبه��م وخطاياه��م‬ ‫بالهج��وم عل��ى األم��م اآلخ��رى ف��ي ح��روب‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫مقدسة‪ ،‬أو شركات بمناهج ليبرالية ال يعنيها من‬ ‫األخالق س��وى ما في حوزنها من أموال وأرصدة‬ ‫وممتل��كات‪ .‬كذل��ك الحلفاء من حكوم��ات العرب‬ ‫العال��م‪ ،‬يس��يرون وفق المكاس��ب‪ .‬حرب داعش‬ ‫يحرّكها الذين ابتكروها‪ ،‬مستغلين تعمق القهر‬ ‫في الواقع؛ فداعش مجرد عنوان فرعي لإلرهاب‬ ‫وذريعة لضرب الثورة السورية وكتائبها‪ .‬أساس‬ ‫اإلرهاب هو االستعمار واالستبداد‬ ‫ام��ا الذين أيدوا ضربات الحل��ف من الوريين‪،‬‬ ‫فهم قاصرون سياس��يا وفكري��ا ووطنيّا؛ عندما‬ ‫اعتق��دوا أن أمري��كا س��تخلصهم م��ن األصولية‬ ‫ّ‬ ‫وتمكنه��م م��ن النص��ر‬ ‫اإلس�لامية المرعب��ة‪،‬‬ ‫والحك��م‪ .‬حس��اباتهم غي��ر دقيق��ة وتوقعاتهم‬ ‫سطحيّة‪ .‬فالحرب ستزيد في التعقيد السياسي‪،‬‬ ‫وس��تزيد في تأصي��ل الحركات اإلس�لامية التي‬ ‫س��تبتلعهم‪ .‬عقلية ش��بيهة بنظام األس��د الذي‬ ‫أعط��ى الحل��ف الموافقة على اس��تعمال س��ماء‬ ‫س��وريا للض��رب‪ ،‬بعد أن فش��ل في قم��ع الثورة‬ ‫ومس��لحيها‪ ،‬وأصبح مع عدوه المزعوم «أمريكا»‬ ‫شركاء في حرب واحدة على سوريا‪.‬‬ ‫البناء الس��ريع العش��وائي بال دراس��ة وخبرة‪،‬‬ ‫يتعرّض للهدم مع أي عاصفة أو زلزال أو صراع؛‬ ‫فاألش��ياء يأتي اكتس��ابها دفعة واح��دة من دون‬ ‫تبصّر‪ .‬وإن حدث ف�لا تترك إال أثرا مؤقتا‪ .‬وذلك‬ ‫ش��أن الذي��ن يريدون ف��ي س��وريا تحقيق نصر‬ ‫ومكس��ب من دون فق��ه سياس��ي ودراية وعقل‬ ‫وطن��ي‪ .‬التغيير التاريخ��ي قانون‪ ،‬يحت��اج وقته‬ ‫ليتحرّك‪.‬‬ ‫ليس أمام الثورة س��وى االس��تمرار وفتح كل‬ ‫ّ‬ ‫وتخط��ي الصع��اب‬ ‫جبه��ات القت��ال والمقاوم��ة‪،‬‬ ‫بتفكير جديد جماعي خالق يستفيد من الطاقات‬ ‫والظ��روف والجغرافي��ا‪ ،‬يب��دأ بإزاح��ة الح��رس‬ ‫القدي��م ف��ي المعارض��ة ك ّلها؛ ألن��ه اصطف مع‬ ‫الرجعية ومارس العصبوية والفس��اد‪ ،‬وإش��راك‬ ‫ذوي الخبرة والكفاءة واإلخالص الوطني‪ .‬اجميع‬ ‫المقاتلي��ن اآلن في خندق التصفي��ة‪ .‬لذلك البد‬ ‫م��ن تنحي��ة الخالف��ات والعم��ل للنج��اة وحماية‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫ما فشل نظام األسد في تحقيقه‪ ،‬لن ينجح في‬ ‫تحقيق��ه الحلف العالمي باس��م محاربة داعش‪.‬‬ ‫فعندما يعجز نظام بكل قواه الداخلية والعالمية‪،‬‬ ‫في كس��ب معركت��ه على أرضه نتيجة شراس��ة‬ ‫المقاوم��ة‪ .‬س��يعجز أيض��ا الق��ادم من الس��ماء‬ ‫والعابر للقارات والبحار في كس��ب معركته على‬ ‫أرض غيره نتيجة شراسة المقاومة‪.‬‬ ‫أع��داء مش��روع الحري��ة والكرام��ة محصل��ة‬ ‫ّ‬ ‫عبودية وحس��اب عس��ير من شعوبهم‪.‬‬ ‫تآمرهم‬ ‫والذي��ن يري��دون الخالص‪ ،‬ولو بي��د الصهيونية‬ ‫واالس��تعمار‪ ،‬س��تطيل الحرب في زم��ن آالمهم‪.‬‬ ‫والذي��ن ينطلقون من ثأر ش��خصي في التعامل‬ ‫مع الظاهرة الوطنية واستجالب اآلخر لالستقواء‬ ‫على فئة طارئة‪..‬هم أشد خطرا على الوطن من‬ ‫الغزاة‪ .‬أما الثورة؛ فمس��تمرة ألتّها ليست افرادا‪.‬‬ ‫بل حالة ‪ .‬وستنتج دماء جديدة ثمن االنتصار‪.‬‬

‫|‬

‫ر�أي‬

‫|‬

‫مبنا�سبة الأ�ضحى املبارك‬ ‫ر�سالتي �إىل ال�سوريني‬

‫د‪ .‬برهان غليون‬

‫االضح��ى يوم عي��د وفرح ألن البش��ر في‬ ‫اجتماعه��م من ح��ول األضحية الت��ي افتدت‬ ‫االنس��ان‪ ،‬يؤكدون قدس��ية الدم االنس��اني‪،‬‬ ‫والتعويض عن نزاعاتهم الدموية‪ ،‬ويضعون‬ ‫القاع��دة األول��ى واألصل لكل حي��اة مدنية ‪:‬‬ ‫حرم��ة النف��س البش��رية الت��ي ال يقوم من‬ ‫دونها نظام أو اجتماع‪ .‬وهي أس��اس وحدتنا‬ ‫كبشر‪،‬‬ ‫لكن عيد األضحى يمر اليوم والس��وريون‬ ‫من دون قاعدة وال ش��ريعة وال قانون‪ ،‬سوى‬ ‫إرادة القوة ومنطق العنف الذي يحول الجميع‬ ‫إلى أضاحي ويجعل من سفك الدماء القاعدة‬ ‫والشريعة والقانون‪.‬‬ ‫الس��وريون اليوم في حداد‪ ،‬ألنهم تحولوا‪،‬‬ ‫م��ن دون اعتب��ار لجنس أو مذه��ب أو مكان‪،‬‬ ‫إلى أضاحي وقرابي��ن تلتئم من حول ذبحها‬ ‫إرادة األمم والش��عوب‪ ،‬بينم��ا يهيم أكثرهم‬ ‫على وجه��ه في انتظ��ار دوره‪ ،‬بعد أن أعمت‬ ‫قل��وب زعمائه��م ش��هوة الس��لطة والق��وة‪،‬‬ ‫وأغلق��ت الفوض��ى في وجوهه��م كل أبواب‬ ‫الرحمة والمودة والرجاء‪.‬‬ ‫الس��وريون اليوم في ضي��اع‪ ،‬فليس لهم‬ ‫من أنفس��هم هاد أو مرش��د أو دلي��ل‪ .‬بينما‬ ‫تتداع��ى عليهم االكلة م��ن كل جانب‪ ،‬وهم‬ ‫ف��ي هرج ومرج وق��د فقدوا الس��يطرة على‬ ‫أنفس��هم وأوضاعه��م وص��اروا أداة ف��ي يد‬ ‫خصومهم وأعدائهم‪.‬‬ ‫ف��ي س��ورية الضحية‪ ،‬كل ال��دول تخطط‬ ‫للحف��اظ على مصالحه��ا والظف��ر بنصيبها‬ ‫م��ن لحم األضحية ودمها‪ ،‬كلها تفكر بحماية‬ ‫مواطنيه��ا وحق��ن دمائه��م‪ ،‬إال الس��وريين‬ ‫فال أح��د يعنى بهمومهم وال أح��د يدافع عن‬ ‫حياتهم ومصالحهم‪.‬‬ ‫التحالف الدولي الذي طال انتظاره‪ ،‬بدل أن‬ ‫يفتح األمل بوض��ع حد للحرب وحقن الدماء‪،‬‬ ‫جاء ليعل��ن حربا جديدة تض��اف الى الحروب‬ ‫العدي��دة الت��ي تج��ري عل��ى جس��د الضحية‬ ‫وعلى حس��اب دماء الس��وريين ومستقبلهم‬ ‫ومصير وطنهم‪.‬‬ ‫في هذا العيد األش��به بيوم الحداد‪ ،‬يعرف‬ ‫الس��وريون أنه��م إن ل��م يأخ��ذوا قضيتهم‬ ‫بأيديهم فليس لهم خالص‪.‬‬ ‫وحتى يمكنهم أخ��ذ قضيتهم ومصيرهم‬ ‫بأيديه��م ال بدي��ل له��م م��ن الع��ودة إل��ى‬

‫س��وريتهم‪ ،‬أي إل��ى وحدتهم‪ ،‬حت��ى يقاتلوا‬ ‫ويعمل��وا ويفك��روا كس��وريين‪ ،‬مس��لمين‬ ‫ومس��يحيين‪ ،‬س��نة وش��يعة‪ ،‬علويي��ن‬ ‫وإسماعيليين‪ ،‬عربا وكردا وسريان وأشورين‬ ‫وأيزيدين‪ ،‬لكن أوال سوريين‪.‬االنقس��ام إلى‬ ‫ملل وطوائف‪ ،‬هذه هي استراتيجية اعدائهم‬ ‫الس��اعين ال��ى تدميرهم واقتس��ام وطنهم‬ ‫وإلحاقه بهم مواقع نفوذ‪.‬‬ ‫يسأل البعض عن حق ‪ :‬كيف نعود ونصبح‬ ‫سوريين؟‬ ‫ان نعترف بأخطائنا‪،‬‬ ‫ان نعتذر لبعضنا‪،‬‬ ‫أن نطب��ق العدال��ة‪ ،‬ونقب��ل بمعاقب��ة‬ ‫المخط��يء منا و المس��ؤول ع��ن قتلنا ودمار‬ ‫وطننا‬ ‫ان نتفاهم حول هوية سورية التي نريد‪،‬‬ ‫والطريقة التي نريد أن ندير بها ش��ؤوننا‬ ‫العام��ة‪ ،‬وح��ول األس��س والمب��اديء الت��ي‬ ‫سنبني عليها الدولة السورية من جديد‪.‬‬ ‫ويس��أل البع��ض‪ ،‬وع��ن حق أيض��ا ‪ :‬هل‬ ‫يمك��ن بعد كل م��ا حصل من س��فك الدماء‬ ‫ومن الدمار والخراب ان نعود سوريين؟‬ ‫نعم‪ ،‬اذا اخرجنا من صفوفنا وأقصينا من‬ ‫أعمتهم الش��هوة والغريزة الحيوانية عن كل‬ ‫مبدأ وقاع��دة وقانون وضمي��ر‪ ،‬أؤلئك الذين‬ ‫زجوا بنا في المحرق��ة ليؤمنوا طريق النجاة‬ ‫له��م ويهربوا بما جمع��وه وراكموه من ثروة‬ ‫وقوة وجاه‪ ،‬على أن ال ننسى أيضا تلك الدول‬ ‫الت��ي حمته��م وس��اعدتهم على االس��تمرار‬ ‫في غيه��م من دون أي حس��اب لحرمة دم او‬ ‫شريعة أو كرامة أو دين‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫|‬

‫حتقيقات‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫الجئات يف خميم الزعرتي جنحن يف ك�سر �شوكة اجلوع‬ ‫مها اخل�ضور‬ ‫لقد تس��بب الصراع في سوريا بواحدة من‬ ‫أكب��ر أزمات الهج��رة في العالم ف��ي العصر‬ ‫الحدي��ث حي��ث انتش��ر الس��وريون ف��ي كل‬ ‫أصق��اع األرض بحث�� ًا عن األم��ان وهرب ًا من‬ ‫موت محت��وم‪ .‬لجأ عدد كبير من الس��وريين‬ ‫إل��ى األردن فكان حظ فقرائهم أن يس��كنوا‬ ‫مخيم الزعتري الذي أنش��ئ في شمال غرب‬ ‫األردن ف��ي تموز ع��ام ‪2012‬ليضم أكثر من‬ ‫‪ 124000‬الجئ سوري وهو يصنف اآلن بأنه‬ ‫ثان��ي أكب��ر مخيم ف��ي العالم وراب��ع مدينة‬ ‫أردنية من حيث عدد السكان‪ .‬يعتبر الالجئين‬ ‫القدامى ف��ي المخيم م��ن المحظوظين ألن‬ ‫مس��اكنهم جهزت بالكهرب��اء وهي أكثر أمنا‬ ‫من المس��اكن األخ��رى ألنها جه��زت بعناية‬ ‫أكث��ر إال أن تدف��ق الالجئي��ن بأع��داد كبيرة‬ ‫اضطر الحكومة األردنية ومفوضية الالجئين‬ ‫لتجهيز خيم وكرفان��ات دون األخذ باالعتبار‬ ‫مدى صالحيتها وأمنها في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫بكرفانات��ه البيض��اء وخيام��ه الت��ي تبدو‬ ‫وكأنها تاهت في الصحراء المترامية األطراف‬ ‫م��ن حولها يبدو المخيم مكان�� ًا رهيب ًا‪ ،‬لكنك‬ ‫وبرغم ذلك تستطيع سماع ضحكات النسوة‬ ‫ودردش��اتهن القادمة من غرفه��ن الصغيرة‬ ‫أو م��ن المطاب��خ الجماعي��ة‪ .‬ضحكاته��م‬ ‫وثرثراته��م تبع��ث عل��ى التف��اؤل حي��ث لم‬ ‫تس��تطع الظروف المريرة التي مررن بها من‬ ‫تحطيم قدرتهن عل��ى العطاء ورغبتهن في‬ ‫الحياة وانطلق��ت كل واحدة منهن تبحث عن‬ ‫حل��ول لها ولعائلتها ليثبت��ن جميعا أن المرأة‬ ‫الس��ورية تخلق الحياة كيفما كانت الظروف‪.‬‬ ‫وال أدعي سعادة هؤالء النسوة بحياة المخيم‬ ‫الذي يحلم جميع من فيه بالرحيل عنه لشدة‬ ‫قس��وته حت��ى أن الكثيرين منه��م يطلقون‬ ‫علي��ه أس��ماء كالس��جن أو جهن��م أو المنفى‬ ‫وغيرها‪ ،‬لكن جهود النس��اء وس��عيهن لحياة‬ ‫أفضل ال يمكن تجاهلها وخاصة أن نسبة ‪54‬‬ ‫‪ %‬من س��كان مخيم الزعت��ري هم من اإلناث‬ ‫وأن ‪ % 42‬م��ن نس��اء المخي��م ه��م معيالت‬ ‫ألسرهن‪.‬‬ ‫تحاول النس��وة داخل المخي��م فعل كل ما‬ ‫أمكن في س��بيل البقاء وتس��تفيد المرأة من‬ ‫أي ش��يئ أتي��ح له��ا‪ ،‬فداخل الخيم��ة يمكنك‬ ‫رؤي��ة بعض العل��ب المعدني��ة الفارغة وقد‬ ‫أصبحت أواني مطبخ مث ً‬ ‫ال أو بعض المالبس‬ ‫الرث��ة وقد تحول��ت إلى غطاء للن��وم‪ .‬ولكن‬ ‫هن��اك ع��دد ال ب��أس ب��ه م��ن النس��اء ممن‬ ‫اس��تطعن القيام بأعمال ت��درّ عليهم وعلى‬ ‫أس��رهن بعض المال الذي يمكن أن يعينهم‬ ‫ويكفيه��م ش��رّ التس��ول‪ .‬وإذا تجول��ت ف��ي‬ ‫الش��ارع الرئيس��ي في المخيم وال��ذي اعتاد‬

‫‪12‬‬

‫الس��كان عل��ى تس��ميته بالس��وق تقابل��ك‬ ‫العديد من النس��وة والفتي��ات اللواتي تبعن‬ ‫م��ا صنع��ن م��ن طع��ام ش��هي كالمكدوس‬ ‫والمخل�لات وبع��ض الحلوي��ات الس��ورية‬ ‫كالهريس��ة والمش��بك وغيره��ا الكثير‪ .‬تبيع‬ ‫النسوة ما تنتجنه لبقية أبناء المخيم وأحيانا‬ ‫تستطعن الذهاب خارجه وبيعها للمواطنين‬ ‫األردنيين بسعر أفضل‪.‬‬ ‫سهام قداح‪ -26‬عام وهي أم لثالثة أطفال‬ ‫تق��ول ‪»:‬الحم��دهلل أنن��ي أتمكن م��ن بيع ما‬ ‫أصن��ع م��ن مك��دوس ومخلل خ��ارج المخيم‬ ‫ألن الس��عر هناك جيد وأس��تطيع بهذا المال‬ ‫شراء ما يحتاجه أطفالي من مالبس وطعام‬ ‫دون أن أضط��ر ألن أمد يدي ألحد‪ ..‬أن نكون‬ ‫الجئين ال يعني بالضرورة أن نش��عر بالعجز‬ ‫فاإلنس��ان يستطيع التأقلم مع كل الظروف»‬ ‫ثم تبتس��م بخجل وتقول‪« :‬في البداية كنت‬ ‫أخج��ل كثيرا عندما آخذ الطعام الذي صنعته‬ ‫وأجلس ف��ي الش��ارع بانتظار من يش��تريه‬ ‫ولكني اآلن تج��اوزت ذلك الخج��ل فأطفالي‬ ‫بحاجتي وأنا ال أستطيع فعل أي شيء آخر»‪.‬‬ ‫غالبي��ة الالجئين في مخي��م الزعتري هم‬ ‫م��ن أبن��اء محافظ��ة درع��ا الذي��ن اضطروا‬ ‫إل��ى الفرار باتج��اه األردن طلب ًا لألمان ولكن‬ ‫أكثرهم صدمتهم مناظر الخيام والكرفانات‬ ‫في المكان الصحراوي الذي اختير لهم وهم‬ ‫من اعتادوا على العيش في درعا التي لقبت‬ ‫بأنها س��لة الغذاء السورية لكثرة مزروعاتها‬ ‫ووفرتها‪ .‬ولك��ن الواقع الجديد فرض عليهم‬ ‫خي��ارات صعب��ة باالكتف��اء بم��ا تقدمه لهم‬ ‫إدارة المخي��م من مالبس وطع��ام أو البحث‬ ‫عن حل��ول مؤقتة وبش��كل ف��ردي‪ .‬فانبرت‬ ‫العديد من النسوة للبحث عن أعمال تتناسب‬ ‫مع ما اكتس��بن من معارف ومهارات س��ابقة‬

‫بغية تأمين أي مبلغ إضافي يفيد بقية أفراد‬ ‫األسرة‪.‬‬ ‫أم خال��د‪ -53‬ع��ام هربت م��ع عائلتها من‬ ‫بل��دة بصرى الش��ام قبل ما يق��ارب العامين‬ ‫وه��ي أم لس��بعة أبناء وجدة لخمس��ة أحفاد‬ ‫جلس��ت في أحد ش��وارع مدينة إربد وأمامها‬ ‫س��لة مليئة بالبامياء الت��ي كانت تعمل على‬ ‫تقميعها قالت‪« :‬لست س��عيدة بجلوسي في‬ ‫الشارع والعمل منذ الصباح الباكر حتى فترة‬ ‫الظهي��رة وأن��ا التي تع��ودت عل��ى الجلوس‬ ‫ف��ي مضافة يرمح فيه��ا الخيّال لكن الظرف‬ ‫تغي��ر وعلي أن أقدم ما أس��تطيع في س��بيل‬ ‫إنق��اذ من تبقى من أفراد العائلة» ثم تابعت‬ ‫كالمها بعد صمت لم��دة قصيرة وقالت‪« :‬أنا‬ ‫أقمع البامياء وأحيانا أحفر الكوسا والباذنجان‬ ‫وتأتي النس��اء من الحي لتطل��ب مني القيام‬ ‫بهذه األعمال مقابل بعض المال وأدعو ربي‬ ‫كل صب��اح أن يعطين��ي المزيد م��ن الصحة‬ ‫ألساعد أبنائي»‪.‬‬ ‫رنا عوي��دات‪ -17‬ع��ام تق��ول‪ :‬ذهبت إلى‬ ‫إح��دى المدارس الموجودة في المخيم وكنت‬ ‫أتمن��ى أن أكمل تعليمي فمن��ذ صغري كنت‬ ‫أحلم بأن أصبح معلمة ولكن ال توجد جامعة‬ ‫ف��ي المخي��م وأهل��ي ل��ن يتمكنوا م��ن دفع‬ ‫تكاليف المواص�لات إلى الجامع��ة لذا قررت‬ ‫أن أتعلم مهنة أستفيد منها وبالفعل تعلمت‬ ‫صناعة ربطاة الش��عر وبع��ض أدوات الزينة‬ ‫وأنا أق��وم بصنعها في المن��زل وبيعها ألحد‬ ‫الصالونات هنا ف��ي المخيم‪ ،‬إنها ال توفر لي‬ ‫مبلغ��ا كبيرا من االم��ال ولكنها أفضل من ال‬ ‫شيء كما أنني سأتعلم مهنة تصفيف الشعر‬ ‫في ذلك الصال��ون‪ ..‬الالجئ ضعيف جداً في‬ ‫هذا البلد ويحتاج إلى مهنة تستره»‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫|‬

‫حتقيقات‬

‫|‬

‫هجمات التحالف الدويل خلطت جميع الأوراق‬ ‫مهند النادر‬ ‫بدأت الق���وات األمريكي���ة وحلفائها هجومهم‬ ‫الجوي على األراضي الس���ورية في صباح ‪23‬‬ ‫أيلول تحت عن���وان مكافحة اإلرهاب ومحاربة‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية «داعش»‪ ,‬الهجمات التي‬ ‫استهدفت مناطق في إدلب وريف حلب وصوالً‬ ‫إلى المنطقة الشمالية والشرقية في (الرقة ودير‬ ‫ال���زور والبوكمال وكوبان���ي)‪ ،‬وتناولت مواقع‬ ‫يفترض أنها تعود إلى تنظيم «داعش» ومواقع‬ ‫تابعة لجبهة النصرة الت���ي تتبع تنظيم القاعدة ‪.‬‬ ‫أثار هج���وم التحالف على األراضي الس���ورية‬ ‫مواقف مختلفة بي���ن مؤيدة ومعترضة على هذه‬ ‫الهجمات لدى القوى السياسية والعسكرية ولدى‬ ‫الشارع السوري بمختلف أطيافه‪.‬‬ ‫فمن جانبه‪ ،‬عبر النظام عن سعادته بالضربات‬ ‫الت���ي اعتبرها انتص���اراً له كونه اس���تطاع أن‬ ‫يحول الصراع في س���وريا من انتفاضة شعبية‬ ‫إل���ى حرب طائفية‪ ،‬إضافة إل���ى غياب الحديث‬ ‫ع���ن تغيير النظام على األقل في المدى القريب‪،‬‬ ‫ويعتبر نفس���ه جزء م���ن التحال���ف الدولي في‬ ‫مواجه���ة اإلرهاب كما نش���رت صحيفة الوطن‬ ‫السورية في عددها الصادر يوم األربعاء ‪9-24‬‬ ‫بأن «القيادة العسكرية األميركية باتت في خندق‬ ‫واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على‬ ‫اإلرهاب داخل س���وريا وعلى حدودها الشرقية‬ ‫والجنوبية الش���رقية‪ ،‬حتى لو رفضت واشنطن‬ ‫ودمش���ق مثل هذا التش���بيه‪ ،‬ألنه يتعارض مع‬ ‫توجهات رأيه���ا العام‪ ،‬إال أنه واقعي وحقيقي»‪.‬‬ ‫وأضافت أن «الجيش السوري سيستفيد حتما من‬ ‫الضربات الجوية األميركية‪ ،‬خاصة أنه األقوى‬ ‫على األرض ولديه ق���درة ومرونة في التحرك‬ ‫الميدان���ي‪ ،‬وهو الذي س���يقيم نتائ���ج الضربات‬ ‫الجوي���ة األميركية وإن كانت حقق���ت هدفها أم‬ ‫ال»‪ .‬ف���ي حين نجد حالة من الخوف والش���عور‬ ‫باإلحباط لدى جمهور المؤيدين‪ ،‬يوسف ‪ 35‬عام‬ ‫عض���و في حزب البعث ومؤيد متش���دد للنظام‪،‬‬ ‫يرى «أن ه���ذه الضربات هي انتهاك للس���يادة‬ ‫الوطنية لدرجة أن البحرين تش���ارك في الهجوم‬ ‫علينا‪ ,‬ونحن نتفرج‪ ,‬ومن الممكن أن تتحول في‬ ‫أي لحظة لضرب مواقع جيشنا»‪.‬‬

‫مما يؤدي لسقوطه‪ .‬هادي البحرة رئيس االئتالف‬ ‫السوري المعارض قال في مؤتمر صحافي على‬ ‫هامش الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم االثنين‬ ‫‪ 22‬أيل���ول‪« :‬علين���ا أن نوجه ف���ورا ضربات‬ ‫جوية في س���ورية‪ ،‬في الوقت الذي نتحدث فيه‪،‬‬ ‫مئات آالف المدنيين في ش���مال سورية سجناء‬ ‫حصار وحش���ي تفرضه (الدولة اإلسالميّة)»‪.‬‬ ‫كم���ا طالب في لقاء مع جري���دة الحياة يوم ‪30‬‬ ‫أيل���ول‪« :‬بضرورة دعم الجي���ش الحر وتأمين‬ ‫الغط���اء الجوي لحمايته من طائرات النظام عند‬ ‫سيطرته على المناطق التي تسيطر عليها الدولة‬ ‫اإلسالمية»‬ ‫ف���ي حين نجد معظم المجموعات العس���كرية‬ ‫المعارضة للنظام والتي خاضت في أوقات سابقة‬ ‫قتاالً مع تنظي���م الدولة اإلس�ل�امية «داعش»‪,‬‬ ‫تق���ف ضد الهجم���ات الجوية للتحال���ف الدولي‬ ‫على األراضي الس���ورية كون ه���ذه الهجمات‬ ‫تناولت جبهة النصرة التي لها ش���عبية واس���عة‬ ‫بين المقاتلين واألوس���اط الش���عبية كقوة فاعلة‬ ‫أثبتت جدارتها ف���ي مواجهة النظام في المناطق‬ ‫المختلفة وس���لوكها المختلف عن «داعش» في‬ ‫فرض القوانين المتش���ددة على السكان‪ ,‬وبسبب‬ ‫عدم اس���تهداف ق���وات التحالف لنظام األس���د‬ ‫وحلفاؤه الذي يعتب���ره الجميع مصدر اإلرهاب‬ ‫والتطرف وتخشى هذه المجموعات من استفادة‬ ‫النظام من هجمات التحالف بالتقدم إلى المناطق‬ ‫التي تخليه���ا المجموعات المس���تهدفة‪ .‬الجبهة‬ ‫اإلس�ل�امية أصدرت بيانا ً ضد التحالف الدولي‬ ‫وهجماته على األراضي الس���ورية وترفض فيه‬ ‫«جميع مظاهر التدخل الغربي بسوريا حتى ولو‬ ‫كان ضد تنظيم الدولة»‪ ,‬كما أكدت الجبهة على‬ ‫«عدم مواالة ومناصرة التحالف الدولي‪ ،‬ألنه لن‬ ‫يلحق إال األذى ومحاول���ة االلتفاف على الثورة‬ ‫والثوار»‪ .‬واعتبر قائد «الجبهة اإلسالمية» في‬ ‫حلب‪« ،‬محمد أبو أسعد»‪« ،‬أن التحالف الغربي‬ ‫شرع في استخدام اس���م (جماعة خراسان)‪ ،‬مع‬ ‫بدء حملته على تنظيم داعش‪ ،‬في مسعى لضرب‬ ‫الحركات اإلس�ل�امية أو المجموعات التي تقاتل‬

‫ضد النظام السوري»‪.‬‬ ‫كم���ا أصدرت حرك���ة «حزم» الت���ي تتلقى‬ ‫الدعم العسكري من الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫والمرش���ح األول للش���راكة مع التحال���ف بيانا ً‬ ‫أدانت فيه ما س���مته «تجاه���ل المجتمع الدولي‬ ‫للمجازر التي يرتكبها نظام األس���د بحق الشعب‬ ‫الس���وري‪ ،‬في حين لم تتوانى طائرات التحالف‬ ‫الدولي عن توجيه ضرب���ات لمقرات الثوار»‪.‬‬ ‫وتبع ذلك بيانات عديدة من تش���كيالت عسكرية‬ ‫معارض���ة منها حركة نور الدين الزنكي وجيش‬ ‫المجاهدين‪ ،‬ف���ي حين لم يص���در أي بيان عن‬ ‫جبهة ثوار س���وريا وقائدها جمال معروف الذي‬ ‫أبدى اس���تعداده لقتال «داع���ش»‪ .‬كما تعاني‬ ‫المجموعات العس���كرية التي تصنف معتدلة من‬ ‫ضغط الشارع كون الضربات استهدفت مناطق‬ ‫مدنية وسقط ضحايا من المدنيين‪ ،‬أبو محمد‪,‬أحد‬ ‫قادة مجموع���ات الجيش الحر يقول‪« :‬إن الناس‬ ‫عموما ً تعتبر أن التحالف يقاتل لمصلحة بش���ار‪,‬‬ ‫وهذا يضع الجماعات المعتدلة في موقف صعب‬ ‫أمام الش���عب»‪ ,‬ويضيف «نح���ن مع الضربات‬ ‫الجوية على أن تكون ضد داعش والنظام معاً»‪.‬‬ ‫وعل���ى صعيد الش���ارع خرج���ت العديد من‬ ‫التظاهرات ف���ي عدة أحياء من حلب وفي معرة‬ ‫النعمان تندد بالغارات التي ش���نها التحالف على‬ ‫مواقع جبهة النصرة في ش���مال غرب س���وريا‬ ‫والتي أدت إلى س���قوط العديد من الضحايا من‬ ‫المدنيين‪ .‬ياسر ناشط في مجال اإلغاثة في مدينة‬ ‫حلب يقول « إن هذه الضربات التي تس���تهدف‬ ‫مواقع جبهة النصرة هدفها إضعاف الثورة‪ ,‬وال‬ ‫تستهدف النظام الذي يستخدم األسلحة الكيماوية‬ ‫ضد الشعب»‪.‬‬ ‫تختلط األوراق وتس���تمر رح���ى الحرب في‬ ‫طحن الشعب الس���وري‪ ,‬وتزيد من ظالم النفق‬ ‫الذي دخلت فيه البالد‪ ,‬ومتى ينتهي هذا الكابوس‬ ‫المرعب الذي يحمل الموت بكافة أشكاله وألوانه‬ ‫إلى أبناء سوريا الحالمين بغ ٍد أجمل وأكثر سعادة‬ ‫غال جداً‪.‬‬ ‫لكنه ما زال بعيد المنال ومهره ٍ‬

‫االئتالف الوطني لقوى المعارضة أعلن تأييده‬ ‫للتحال���ف وهجمات���ه على مواقع تنظي���م الدولة‬ ‫اإلس�ل�امية «داعش» حيث يعتبر أن تراجع قوة‬ ‫المجموع���ات المتطرفة على األرض س���تكون‬ ‫لصالح���ه ويزيد من قوة المجموعات المس���لحة‬ ‫التابعة ل���ه «الجيش الح���ر»‪ ,‬وتطوير تدريبها‬ ‫وتسليحها الحقا ً الن الغرب كان يخشى من تقديم‬ ‫السالح خش���ية وقوعه في يد القوى المتطرفة‪,‬‬ ‫كما يتأمل االئتالف أن تتحول أس���لحة التحالف‬ ‫الدولي في النهاية لمواجهة وضرب نظام األسد‬

‫‪13‬‬


‫|‬

‫وجهة نظر‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫اال�سرتاتيجية الأمريكية حيال �سوريا‬ ‫حمل���ة الرئي���س ب���اراك أوبام���ا الجديدة‬ ‫ض ّد ’الدولة اإلس�ل�امية في العراق والش���ام‘‬ ‫(داع���ش) حت���ى اآلن ع ّتمت على س���ؤال‬ ‫االس���تراتيجية الكاملة للواليات المتحدة تجاه‬ ‫الح���رب األهلية الس���ورية‪ ،‬غي���ر أن دوام‬ ‫الصراع في س���وريا س���يو ّفر لداعش ك ّل ما‬ ‫يجعلها أعصى على الكبح‪ ،‬ولفوضى الشرق‬ ‫األوس���ط كل ما يجعلها أبعد عن االستقرار‪.‬‬ ‫يبقى أساسيا ً بالنسبة للواليات المتحدة أن تن ّفذ‬ ‫سياستها بشكل صحيح‪ ،‬وهذه السياسة بحاجة‬ ‫لتغييرات واسعة من األلف إلى الياء‪.‬‬ ‫كان ه���دف الوالي���ات المتحدة الرئيس���ي‬ ‫لثالث س���نوات أن تتملّق روس���يا من أجل‬ ‫دع���م انتقال سياس���ي في س���وريا بنا ًء على‬ ‫خطة مشاركة السلطة بين أعضاء من نظام‬ ‫ّ‬ ‫الخطة التي‬ ‫بشار األس���د والمعارضة‪ ،‬وهي‬ ‫وُ ضعت منذ إعالن جنيف في تموز ‪.2012‬‬ ‫لكن في مجلس األم���ن التابع لألمم المتحدة‪،‬‬ ‫وفي مؤتمرات الس�ل�ام في جنيف التي تلت‪،‬‬ ‫اكتفت الحكومة الروس���ية بدعم نظام األسد‪،‬‬ ‫ضمن استراتيجية أطالت حرب إطالق النار‬ ‫وساعدت في تعزيز صعود داعش‪ .‬التقدّمات‬ ‫األخي���رة للتنظي���م ّ‬ ‫حثت الوالي���ات المتحدة‬ ‫على إط�ل�اق هجمات جوّ يّة ض���دّه في كل‬ ‫من العراق وس���وريا‪ ،‬وعلى تشكيل تحالف‬ ‫واسع ضد داعش يض ّم حلفاء أوربّيين ودوالً‬ ‫إقليمية س��� ّنيّة كتركيا واألردن والسعودية –‬ ‫بدرجات متفاوتة من االلت���زام‪ .‬لكن داعش‬ ‫أثبتت صعوبة طردها من العراق‪ ،‬وقد يتعسّر‬ ‫لبعض الوقت اس���تئصال معاقلها في شمال‬ ‫وشمال شرق س���وريا‪ ،‬وال يمكننا االنتظار‬ ‫حتى هزيمة داعش لتطوير ّ‬ ‫خطة أوسع للح ّد‬ ‫من العنف ووقف الصراع السوري‪.‬‬ ‫تتراوح تقديرات القوة العددية لداعش بين‬ ‫‪ 15,000‬و‪ 50,000‬مقات���ل‪ .‬التقدي���رات‬ ‫األكثر ّ‬ ‫اطالعا ً تقترح نواة من ‪ 10,000‬إلى‬ ‫‪ 15,000‬مقاتل محلّي‪ّ ،‬‬ ‫موزعين بين العراق‬ ‫وس���وريا‪ ،‬باإلضافة ألكثر م���ن ‪10,000‬‬ ‫مقاتل أجنبي‪ ،‬يشكلون بالمجمل قوة قتالية بين‬ ‫‪ 20,000‬و‪ ،30,000‬باعتبار التجنيد ارتفع‬ ‫إثر التقدّم الدراماتيكي لداعش في العراق هذا‬ ‫الصيف‪ .‬وبما أن التنظيم س���يطر على معظم‬ ‫شمال وشرق س���وريا‪ ،‬فإن أي دولة سوريّة‬ ‫بعد‪-‬أس���دية تحكمها معارض���ة ذات أغلبية‬ ‫مسلمة س ّنيّة ستكون عرضة لتأثيرات داعش‬ ‫وغيرها من التنظيمات الجهادية‪ ،‬وقد تشجّ ع‬ ‫بالنهاية انتش���ار اإلرهاب في المنطقة وربما‬ ‫في العالم‪.‬‬ ‫كان الرئي���س أوباما مح ّقا ً حتما ً في إعالن‬ ‫أن األسد «لن يستعيد شرعيته» التي فقدها‪.‬‬ ‫على المدى البعيد‪ ،‬وحده الضغط المس���تمر‬ ‫على األس���د مع دعم الثوار غير المتزمّتين‬

‫‪14‬‬

‫س���يُنتج نوعا ً من التوازن السياسي المطلوب‬ ‫إلنتاج صفقة تقاس���م س���لطة وطنية مقبولة‬ ‫– صفقة يجب أن تض ّم الس��� ّنيّين والعلويّين‬ ‫والمس���يحيّيين‪ .‬لك���ن وحدها الدبلوماس���ية‬ ‫البطيئة والمُضنية س���تقود إلى نتيجة كهذه‪،‬‬ ‫وال ظروف لدبلوماسية كهذه حالياً‪ .‬أكثر من‬ ‫ذلك‪ ،‬سيكون من الس���اذج بالنسبة للواليات‬ ‫المتحدة وحلفائها أن يأملوا بأن إنعاش عملية‬ ‫جنيف قد يكفي لذلك‪.‬‬ ‫اله���دف األقرب واألقرب إل���ى الواقع في‬ ‫س���وريا هو إيجاد وس���ائل لتقيي���د المناطق‬ ‫الواقع���ة في صراع مباش���ر‪ ،‬وذل���ك بغاية‬ ‫احت���واء العن���ف المتزمّت وإح���داث فارق‬ ‫محرز في أعداد القتلى المدنيين‪ .‬هذا الهدف‬ ‫ليس كما يب���دو بعيد المن���ال‪ ،‬وهناك أصالً‬ ‫أساس للس���عي نحوه‪ :‬عن طريق سلسلة من‬ ‫اتفاقات وقف إطالق الن���ار التي‪ ،‬إن ُ‬ ‫طبّقت‬ ‫وفُرضت بشكل صحيح‪ ،‬يمكنها تأمين طريق‬ ‫لالس���تقرار في عدة مناطق من البالد‪ ،‬حتى‬ ‫بينما يتواصل العنف في مناطق أخرى‪ .‬على‬ ‫وجه الخصوص‪ ،‬قد تساعد مجموعة اتفاقات‬ ‫وق���ف إطالق الن���ار حول حم���اه وحمص‬ ‫ودمش���ق‪ ،‬وربما حلب‪ ،‬ف���ي إنهاء الصراع‬ ‫ضمن منطقة واس���عة على ط���ول المحور‬ ‫ً‬ ‫جالبة‬ ‫الشرقي‪-‬الشمالي األساسي في سوريا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إلى ه���ذا القطاع الحيوي من البالد نوعا من‬ ‫الحياة اليومية العادية‪.‬‬ ‫مؤخراً بذل النظام بعض الجهد لمفاوضة‬ ‫قوات المعارضة على هُدَن في عدة مناطق‪،‬‬ ‫وقد ن���ال بعض النجاح‪ .‬في تقرير مس���حي‬ ‫ُنش���ر في تموز‪ ،‬قامت ش���ركة المحاس���بة‬ ‫’إنتيغرتي ريسيرتش آند كونسلتنسي‘‬ ‫اللندنية‬ ‫ِ‬ ‫بتحديد ‪ 26‬هدنة تم التوصّل إليها في ‪2013‬‬ ‫و‪ ،2014‬كما قامت بمتابعة عشرات الهدن‬ ‫األخ���رى في مراحل متفاوت���ة النضوج في‬ ‫ضواحي دمشق وأجزاء من حمص ومناطق‬ ‫أخ���رى‪ .‬ضمّت ه���ذه الصفق���ات جماعات‬ ‫معارضة إس�ل�امية وأخرى علمانية نسبياً‪،‬‬ ‫لكن ليس داعش‪.‬‬ ‫’إنتيغرتي‘‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬الحظ تقرير‬ ‫ِ‬ ‫أن اتفاق وقف إطالق النار الذي تم التوصّل‬ ‫إلي���ه في حمص –المدينة الموصوفة س���ابقا ً‬ ‫بـ«عاصمة الثورة» ضد األس���د والتي بقيت‬ ‫محاصرة عدة أش���هر– كان فاعالً بش���كل‬ ‫اس���تثنائي‪ .‬تم التوصل إليه مبدئيا ً في أوائل‬ ‫المحاصرين‬ ‫أيار للسماح لمقاتلي المعارضة‬ ‫َ‬ ‫والمتضوّ رين جوعا ً بإخالء المدينة القديمة‪،‬‬ ‫ثم أيّدتها األمم المتحدة ونالت دعما ً حتى من‬ ‫مقاتلين متشدّدين من ’جبهة النصرة‘‪ ،‬التنظيم‬ ‫اإلس�ل�امي الذي اعتبرته ’القاع���دة‘ ّ‬ ‫ممثلها‬ ‫في س���وريا‪ .‬في الشهور التي تلت‪ ،‬تطوّ رت‬ ‫الهدنة إلى وقف إطالق نار واس���ع يش���مل‬

‫شمال حيّ الوعر‪ ،‬وهو حيّ يض ّم كثيرين من‬ ‫مؤيدي المعارضة وي���ؤوي آالف النازحين‬ ‫من مناطق سوريّة أخرى‪ .‬ورغم أن اإلذعان‬ ‫لالتف���اق كان غريبا ً ومخالف���ا ً للتو ّقعات‪ ،‬إال‬ ‫أن الثوّ ار والنظام توصّلوا إلى تسوية مؤقتة‬ ‫قابل���ة للعمل‪ .‬في أواخ���ر حزيران‪ ،‬وصف‬ ‫إيان ب�ل�اك‪ ،‬الصحفي ف���ي الغارديان‪ ،‬بقايا‬ ‫الصراع في الوعر على أنه «ش���به س���اكن‬ ‫وحميمي بشكل مثير للفضول»‪ ،‬وأشار إلى‬ ‫ّ‬ ‫موظف���و دولة‪ ،‬يقومون‬ ‫أن الس��� ّكان‪ ،‬ومنهم‬ ‫برح�ل�ات يومية هادئة مِ���ن وإلى العمل كل‬ ‫ي���وم‪ ،‬وعبر حواجز للنظام وللثوار على بُعد‬ ‫أق ّل من مئتي متر‪.‬‬ ‫مع هدن محلية أخرى‪ ،‬يعطي اتفاق وقف‬ ‫إطالق النار ف���ي حمص لمحة عما قد تبدوه‬ ‫خطط أطمح لتخفيف العنف في سوريا‪ .‬تحت‬ ‫استراتيجية «لطخة الحبر» الكالسيكية هذه‪،‬‬ ‫يمكن التفاقات كهذه أن تتطور إلى ترتيبات‬ ‫أمت���ن للحكم المحلّي – ترتيب���ات يمكنها أن‬ ‫تلتح���م تدريجيا ً بالمزيد والمزيد من المناطق‬ ‫المس���تقرّ ة‪ .‬إع���ادة بن���اء المجتم���ع المدني‬ ‫بدورها يمكن فرضها في هذه المناطق عبر‬ ‫المساعدات االقتصادية الدولية وعبر مراقب ٍة‬ ‫هدفُها إعطاء الس��� ّكان في المحافظات التي‬ ‫تش���هد معارك كحلب وحم���ص المزيد من‬ ‫الحكم الذات���ي ليختاروا حكامهم ويس���يّروا‬ ‫مؤسّس���اتهم المحلية‪ .‬لكن لتج ّنباألخطاء التي‬ ‫حصلت في العراق‪ ،‬فإن اس���تئصاالً بالجملة‬ ‫لبقايا المؤسّس���ات السورية خيار يجب نزعه‬ ‫من الحسبان‪ ،‬لذا فالطبقة الحاكمة في دمشق‬ ‫مثالً‪ ،‬والتي يغلب عليها علويّون‪ ،‬س���تحتفظ‬ ‫بدرج���ة كبيرة من التأثير في الجيش الوطني‬ ‫(المركزي بالتعريف)‪ ،‬لكن يمكن منح السكان‬ ‫المحليين س���يطرة أكبر على الشرطة وقوى‬ ‫األمن األخرى‪ .‬التقدم خ�ل�ال هذه الخطوط‬ ‫ق���د يقلّل العداوات بين األط���راف المختلفة‪،‬‬ ‫ويشجّ ع س���وريين منفيّين على العودة لضبط‬ ‫استقرار أقاليم البالد – وهي خطوة قد تساعد‬ ‫في عكس نتائج النزوح البشري الكارثي لهذه‬ ‫الحرب‪ ،‬وس���يُقنع جماعات المعارضة بأن‬ ‫الهدن المحلية يمكنها جلب نتائج ملموسة‪.‬‬ ‫التطورات األخيرة في الصراع السوري يزيد‬ ‫من جاذبية هذه المقاربة‪ .‬بعيداً عن التهديد الجديد‬ ‫الذي ّ‬ ‫تمثله داعش‪ ،‬فصائل الثوّ ار استنزفت الزخم‬ ‫العسكري لنظام األسد في األسابيع األخيرة‪ ،‬وقد‬ ‫ارتفعت أرق���ام ضحايا النظام بحدّة إلى ‪1,100‬‬ ‫في شهر تموز األخير‪.‬المصادر الحكومية اعتادت‬ ‫على تسمية الهدن المحلية «مصالحات»‪ ،‬وببالها‬ ‫أن���ه كلما طالت الحرب تآكل���ت الموارد المادية‬ ‫والطاقة المؤسس���اتية للحكومة‪ .‬من جانبهم فإن‬ ‫جماعات المعارضة الس���ورية السائدة قد تكون‪،‬‬ ‫وقد ذعرتها نجاحات داعش في الشمال والشمال‬ ‫الش���رقي‪ ،‬أميل إلى تأسيس���هدن م���ع النظام في‬ ‫مناطق سيطرتها لجلب المعونات والمساعدة في‬ ‫تعزي���ز درجة الحكم الذات���ي المحلي‪ ،‬وللتركيز‬ ‫عل���ى إعاق���ة داعش من التس���لّل والس���يطرة‪.‬‬


‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬ ‫الوضع مُقلق خصوصا ً في ش���مال حلب‪ ،‬حيث‬ ‫تهدّد داعش بالس���يطرة على معاب���ر حدودية مع‬ ‫تركيا تعتبر حسّاس���ة لجهة تأمين مؤن وتدريبات‬ ‫ومعونات إنس���انية ألبرز فصائل الثوار‪.‬بدورها‪،‬‬ ‫الصفق���ات المحلية الت���ي تخ ّفف ع���دوان النظام‬ ‫س���تقلّص أيضا ً م���ن رغب���ات الث���وّ ار في هذه‬ ‫المناطق بتش���كيل ترتيبات تكتيكية –منها الهدن–‬ ‫مع داعش ضد دمش���ق‪( .‬كان هن���اك تقارير أن‬ ‫’جبه���ة ثوار س���وريا‘‪ ،‬وهي فصيل م���ن الثوار‬ ‫غي���ر المتزمّتين‪ ،‬تس���عى إلى هدن���ة مع داعش‬ ‫جنوب دمش���ق ألن قواتها مستنزفة بشدّة من قتال‬ ‫النظ���ام‪ ،‬علم���ا ً أن ’ثوار س���وريا‘ أنكرت ذلك)‪.‬‬ ‫أواخ���ر الربيع الماضي‪ ،‬أحد الث���وّ ار المقاتلين‬ ‫في معقل المعارضة ش���رقي حلب أخبر صحفيين‬ ‫أن جماعت���ه متنصّلة من داع���ش لما ارتكبته من‬ ‫فظائ���ع قرب المدينة‪ ،‬وأن���ه رأى في اتفاق وقف‬ ‫إطالق النار في حمص خط���وة جيدة إلى األمام‪.‬‬ ‫قال «نحن لن نستس���لم‪ ،‬ألننا س���نمنع األسد من‬ ‫البقاء في الس���لطة… لكن بوسائل أخرى‪ .‬ال أحد‬ ‫يمكنه البقاء بالسالح»‪ .‬تقترح هذه االعتبارات أن‬ ‫اتفاق���ات وقف إطالق نار قد تك���ون ذات جدوى‬ ‫حتى في مناط���ق لم تصل إلى حال���ة من الدمار‬ ‫الكامل‪ .‬رغم مزاعم بعض الثوار بأن النظام ساعد‬ ‫في صنع داعش لتقس���يم معارضيه‪ ،‬تبقى األخيرة‬ ‫هي العدوّ المش���ترك لكل من المعارضة والنظام‪.‬‬ ‫َبيد أنّ مقاربة كهذه قد تواجه تحدّيات أساس���ية‪.‬‬ ‫مثالً هناك بع���ض نقاط الضعف الج ّديّة في الهدن‬ ‫الحالية‪ .‬حس���ب تقرير ’إنتيغرت���ي‘‪ ،‬ما تزال هذه‬ ‫الصفقات غامض���ة وصعبة ال َف���رض‪ ،‬وقد كان‬ ‫أثره���ا على الس�ل�امة وظروف العي���ش صغيراً‬ ‫لدرجة مخيّبة لآلمال‪ .‬التقرير يالحظ أكثر من ذلك‬ ‫أن االتفاقيات افتق���رت عموما ً إلى ثالثة مكوّ نات‬ ‫أساس���ية كي تدوم‪ )1 :‬عقب���ات قوية تمنع المزيد‬ ‫من الهجومات؛ ‪ )2‬إج���راءات بناء‪-‬ثقة كاإلدارة‬ ‫المش���تركة واألم���ن المحلّ���ي والتوزي���ع العادل‬ ‫للمعونات اإلنسانية؛ ‪ )3‬وقيود على تصعيد العنف‬ ‫في حال حدوث خروق���ات‪ .‬أكثر من ذلك‪ ،‬العديد‬ ‫من الصفق���ات الموجودة إن لم نقل معظمها مغلق‬ ‫عل���ى مناطق كانت من قب���ل ضحية عنف ّ‬ ‫مكثف‬ ‫وتكتيكات حصار قروس���طي‪ ،‬وكانت قد وصلت‬ ‫إلى نقطة واجه فيها مسؤولو المعارضة المحليون‬ ‫واإلقليميون االنهيار العس���كري‪ ،‬أو كان السكان‬ ‫المدنيون في المنطقة عل���ى حافة نكبة حقيقية…‬ ‫هدف نظام األس���د في القيام بهذه الصفقات الحلية‬ ‫كان بشكل أساسي استغالل حالة الثوار التي يرثى‬ ‫لها وتحرير بع���ض الموارد العس���كرية النادرة‬ ‫لمقاتل���ة جماعات ّ‬ ‫تمثل تهدي���دات أخطر أو أكثر‪.‬‬ ‫في وحوالي حلب نفسها‪ ،‬وحلب هي أكبر مدن‬ ‫س���وريا ومحورها اللوجستي الرئيسي في الجزء‬ ‫الش���مالي الغربي من البالد‪ ،‬قد تواجه خطة مبنيّة‬ ‫على اتفاق وق���ف إطالق نار إعاق���ات إضافية‪.‬‬ ‫كانت حلب على مدى الس���نتين الماضيتين منهكة‬ ‫بش���دّة‪ ،‬بينما ال قوات النظام وال قوات المعارضة‬ ‫تحرز تقدما ً واضحاً‪ .‬تقديرات ’إنتيغرتي‘ أشارت‬ ‫إل���ى اتفاقا ً واحداً قرب المدينة على الطاولة اآلن‪،‬‬ ‫بالمقارن���ة م���ع أكثر من ‪ 12‬ف���ي جنوب غرب‬

‫سوريا‪ .‬أكثر من ذلك‪ ،‬زاد تح ّكم الفصائل الجهادية‬ ‫في المناطق حول المدينة‪ ،‬بينما أمس���كت داعش‬ ‫بع���دد من القرى في المحافظ���ة هذا الصيف‪ .‬في‬ ‫الوقت نفسه يملك نظام األسد حوالي ‪ 6,000‬من‬ ‫المقاتلين النظاميين والشبّيحة‪ ،‬بمرجعية ومساعدة‬ ‫ذات كفاءة عالية من ’فليق القدس‘ اإليراني ورجال‬ ‫’ح���زب هللا‘ الذي���ن يحمون الضواحي الش���رقية‬ ‫للمدينة‪ .‬لكن كانت هناك مؤ ّ‬ ‫ش���رات في األش���هر‬ ‫محاوري���ن إيرانيين‬ ‫األخي���رة أن نقاش���ات تض ّم‬ ‫ِ‬ ‫وأتراك تحدثت عن اتفاق وقف إطالق نار ممكن‬ ‫في حل���ب‪ ،‬يمكنه على نحو م���ا أن يتبع النموذج‬ ‫الحمص���ي‪ .‬العديد من التقارير أيض���ا ً تقترح أن‬ ‫س���كان المدينة‪ ،‬باإلضافة للعديد من الثوّ ار هناك‪،‬‬ ‫متعبون م���ن القت���ال ويتوقون إلى االس���تقرار‪.‬‬ ‫لك���ن حتى ل���و أثمرت مثل هذه النقاش���ات‪ ،‬ال‬ ‫يبدو أن جماع���ات النظام والمعارضة س���تح ّقق‬ ‫من تلقاء نفس���ها المزيد من اتفاقات وقف إطالق‬ ‫الن���ار طويلة المدى‪ .‬يبدو أن���ه ليس لدى رمز أو‬ ‫جماعة من النظام ما يكفي من النفوذ البيرقراطي‬ ‫والكرام���ة ش���خصية واإلرادة السياس���ية لرمي‬ ‫صفقة ف���ي ملعب المعارض���ة وتنفيذ خطط أكثر‬ ‫ً‬ ‫اس���تدامة إلنهاء العنف‪ .‬النظ���ام المتمدّد من أجل‬ ‫ّ‬ ‫الم���وارد ليس لديه الكثير ليقدمه مقابل التنس���يق‬ ‫مع المعارضة‪ ،‬باستثناء بعض الليونة العسكرية‪،‬‬ ‫وال مؤسّسات مدنية طبعا ً وال قدرات ما ّديّة كافية‬ ‫من أجل مس���اعدة إنمائي���ة ذات قيمة‪ .‬المعارضة‬ ‫غي���ر المتزمّت���ة أيضا ً ت���زداد إرهاق���ا ً وتتراجع‬ ‫قدرتها عل���ى تنظيم مجتمع مدن���ي‪ ،‬كذلك يزداد‬ ‫افتقارها لقيادة موثوقة ومتماسكة‪ .‬باإلضافة لذلك‪،‬‬ ‫الغياب ش���به الكامل للثقة المش���تركة يقلّل كثيراً‬ ‫من احتماالت اختراق اس���تراتيجي دون وساطة‪.‬‬ ‫لك���ن للحصول على أثر أط���ول على الصراع‬ ‫السوري فإن مقاربة «وقف إطالق نار ‪ +‬تنمية»‬ ‫س���تحتاج إلى مصادقة م���ن الوالي���ات المتحدة‬ ‫والق���وى اإلقليمي���ة الداعمة للمعارض���ة‪ .‬نظام‬ ‫األس���د ربما س���يطلب عهوداً مؤ ّقتة من حكومات‬ ‫أجنبية‪ ،‬كالمملكة الس���عودية وقطر وتركيا‪ ،‬بأنهم‬ ‫س���يوقفون دعم الجهود الرامية إلى طرده بالقوة‪.‬‬ ‫هذه الدول الثالث كانت وما تزال أنشط من واجه‬ ‫النظام ودَ َع���م المعارضة‪ ،‬وهي ت���رى الواليات‬ ‫المتح���دة عائقا ً يش���جّ ع نظ���ام األس���د وتعتقد أن‬ ‫سياسات الواليات المتحدة –باإلضافة لدعم إيران‬ ‫وحزب هللا وروس���يا لدمش���ق– هي التي سمحت‬ ‫للنظ���ام بالمقاومة والبقاء خ���ارج الضغط‪ .‬كذلك‬ ‫بينم���ا قدّمت هذه الدول بع���ض الدعم للجهد الذي‬ ‫تق���وده أميركا ضد داعش ما ت���زال بعض نخبهم‬ ‫الحاكمة تعتبر إس���قاط األس���د األولوية القصوى‪.‬‬ ‫معظم الدول العربية تزداد قلقا ً من اإلسالمانية‬ ‫المقاتل���ة‪ ،‬وعلى الوالي���ات المتحدة وش���ركائها‬ ‫األكثر حماس���ا ً أن يكون���وا قادرين على تحصيل‬ ‫اتفاقي���ة ضمنية على األقل تض ّم ه���ذه الدول مع‬ ‫مب���ادرة وقف إط�ل�اق نار عبر قن���وات تفاوض‬ ‫خلفية‪ .‬لتأكيد هذا النوع من الدعم ستحتاج الخطة‬ ‫إليالء اهتمام خاص بالمناطق الس ّنية من سوريا‪،‬‬ ‫كالطري���ق بين حمص وحم���اه‪ .‬يجب أن يتضمّن‬ ‫هذا تعهّدات بمس���اعدات اقتصادية أساس���ية لهذه‬

‫|‬

‫وجهة نظر‬

‫|‬

‫المناطق‪ ،‬وضمانات بش���كل من الحك���م الذاتي‪،‬‬ ‫والتزاما ً طويل األمد بانتقال سياسي وطني يُعطي‬ ‫األكثرية الس ّنية صوتا ً رئيس���يا ً في الحكومة‪ .‬في‬ ‫الحقيقية‪ ،‬وبالنظر إلى وضع األكثرية الس��� ّنية في‬ ‫سوريا‪ ،‬لن تقبل فصائل المعارضة وال مساندوها‬ ‫األجانب أق ّل من ذلك – وإال‪ ،‬بدون هذا النوع من‬ ‫الضمانات‪ ،‬سيقاتل هؤالء لعقود أطول ليعارضوا‬ ‫ما يعتبرونه نظاما ً الش���رعيا ً في حلف ش���يعي‪.‬‬ ‫يمك���ن لواش���نطن وحلفائها أيض���ا ً أن يهدّدوا‬ ‫بعمل عسكري محدّد‪ ،‬ومتبادل طبعاً‪ ،‬ضد دمشق‬ ‫–كم���ا فعلوا في ليبيا تح���ت رعاية الناتو– وذلك‬ ‫في حال أخ ّل نظام األس���د باتفاقيات وقف إطالق‬ ‫النار المحلية‪ .‬لكنّ تهديداً كهذا قد يورّ ط الواليات‬ ‫ّ‬ ‫بالتدخل في حرب س���وريا األهلية عن‬ ‫المتح���دة‬ ‫ج ّد – النتيجة ذاتها التي تسعى الخطة المطروحة‬ ‫هنا لتج ّنبها‪ .‬إذن‪ ،‬س���يكون م���ن الحكمة إبقاء أية‬ ‫تهدي���دات ضد النظام ضمنيّ���ة‪ .‬رغم أن ضربات‬ ‫جوية ضد مواقع داع���ش‪ ،‬وهي اآلن في طريقها‬ ‫نحو العراق وس���وريا‪ ،‬قد تزي���د من األفكار غير‬ ‫المرغوب���ة؛ كفكرة أنّ التحال���ف المعادي لداعش‬ ‫يش���تغل كالقوّ ات الجوي���ة لنظام األس���د‪ ،‬إال أن‬ ‫ه���ذه الضربات أيضا ً توضّ���ح اإلرادة األع ّم لدى‬ ‫الواليات المتحدة باس���تخدام القوة لجلب االنتظام‬ ‫إلى س���وريا دون التورّ ط بوض���وح في مهاجمة‬ ‫النظام بش���كل مباشر‪( .‬لتخفيف اس���تنتاجات من‬ ‫قبيل الدعم األميركي لألس���د‪ ،‬س���تحتاج الواليات‬ ‫المتح���دة للح ّد من الدرجة الت���ي تطارد بها قوات‬ ‫داعش ف���ي الج���زء الغربي من س���وريا‪ ،‬قرب‬ ‫مناط���ق يتحكم بها النظام فعلياً‪ .‬في هذه المناطق‪،‬‬ ‫التدري���ب المدع���وم أميركيا ً لق���وى الثوار غير‬ ‫المتزمّتي���ن –والضروري لإلمس���اك على المدى‬ ‫الطوي���ل بالمناط���ق بعيداً عن النظ���ام وداعش–‬ ‫س���يكون مهم���ا ً للغاية لتكس���ير داع���ش أيضاً)‪.‬‬ ‫بغض النظر عن َمن هو في الس���لطة‪ ،‬سوريا‬ ‫غير قابلة للحكم ضمن ش���روطها اليوم‪ .‬ربما كان‬ ‫نظامها المركزي الهرمي الصارم يعمل حين كان‬ ‫عدد الس���كان بالكاد يبلغ ‪ 8‬مليون‪ ،‬لكن ال يمكنه‬ ‫التعامل مع عدد س���كان تضاع���ف ثالث مرات‬ ‫إلى ‪ 25‬مليون خالل الجي���ل الماضي‪ .‬تفهم هذه‬ ‫الحقيقة جه���ات داخل النظام‪ ،‬وقد أش���ارت فعالً‬ ‫إل���ى الحاج���ة للمزيد م���ن «تقرير‪-‬المصير» أو‬ ‫«الالمركزية»‪ .‬واليوم بسبب الخطر المتنامي من‬ ‫داعش تمتلك الوالي���ات المتحدة المزيد من النفوذ‬ ‫إلقناع أكثر الدول التي دعمت المعارضة السورية‬ ‫بقوّ ة إلس���كات إصرارهم على إسقاط النظام بدل‬ ‫التركيز على تقليص العنف وزيادة االس���تقرار‪.‬‬ ‫ف���ي نفس الوقت‪ ،‬يجب على إدارة أوباما أن تضع‬ ‫في رأس���ها أنه ال القوى المحلي���ة وال المعارضة‬ ‫السورية نفسها ستسمح باتفاقات وقف إطالق نار‬ ‫قصيرة األمدوبجهود تنمي���ة وبالمركزية مح ّققة‬ ‫فعالً لتعود إلى «صفقة» يتم ّكن فيها نظام األس���د‬ ‫القمعي من البقاء في الس���لطة بشكل غير محدّد –‬ ‫يجب أال يسمحوا بذلك‪.‬االنتقال السياسي السوري‬ ‫األصيل عليه أن ينتظر‪ ،‬لكن أيضا ً عليه أن يأتي‪.‬‬

‫ستيفن سايمون مع جوناثان ستيفنسو‬ ‫ترجمة‪:‬ياسر الزيات‬

‫‪15‬‬


‫|‬

‫عطر زيتون‬

‫|‬

‫أسبوعية مستقلة تصدر عن شباب إدلب وريفها | السنة الثانية | العدد ‪ 4 | 82‬تشرين األول ‪2014‬‬

‫ت�صبحون على ُل َعب‬ ‫بنتان من‬ ‫ت رنين حليّ‬ ‫عسل و نعاس و صو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بنتان تبتسمان‬ ‫فيسقط قلبُ الصباح إلى الليل زغبا ً‬ ‫ال رثاء هنا ‪..‬‬ ‫فالطفولة أصغر من دمع ٍة‬ ‫و القصيدة تهذي أمام الطفولة‬ ‫ترمي بأحرفها كحجارة عراف ٍة‬ ‫ّ‬ ‫تتشظى و تصبح نثراً‬ ‫هل ينطق الطفل في عمر الخامسة ك ّل الحروف ؟‪..‬‬ ‫هل يرس ُم الشمس صفرا َء أ ْم برتقالي ًّة ؟ ‪..‬‬ ‫أيقوى على لثغة الضوء في الغرّ ة العسليّة س ّكين قاتلهم ؟‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫قاتمة ‪ ..‬و الطفول ُة وردي ٌّة‬ ‫القصيدة‬ ‫كيف أصفُ مالبسهم ؟‪..‬‬ ‫كيف أصفُ الفراشات و هي تطرّ ز أكتافهم ؟‪..‬‬ ‫طفل‬ ‫ور في عين‬ ‫كيف للنصِّ أن يشهدَ ال ّن َ‬ ‫ٍ‬ ‫و أن َيرفع النور سطراً ‪...‬‬ ‫حين الطفولة نصٌّ أخي ٌر و أعلى ‪..‬‬ ‫مط ٌر أطفأ ال ّنار في جثامين أطفالنا الميّتيْن‬ ‫مط ٌر أشعل النار فينا ‪..‬مط ٌر يكتب اآلن ‪..‬‬ ‫هناك رصاصٌ لك ّل جبينْ ‪..‬‬ ‫جراح البالد ‪..‬‬ ‫بنتان تقتسمان‬ ‫َ‬ ‫تقتسمان فجيعتنا ‪..‬‬ ‫في خطانا و في أثر ال ّد ّم ‪..‬‬ ‫لون ‪..‬‬ ‫الطفول ُة وردي ٌّة و القت ُل ليس له أيُّ ٍ‬ ‫القت ُل وج ُه البال ِد الجديد ‪..‬‬ ‫و القتل وج ُه ّ‬ ‫الطغاة الوحيد ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫نور‬ ‫مالئكة أو‬ ‫أطفالنا لم يكونوا‬ ‫َ‬ ‫عصافير ٍ‬ ‫و ليسوا أكبادنا ‪..‬‬ ‫زغب قطا كي يمرّ وا‬ ‫األرض‬ ‫نفرش‬ ‫و لم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أطفالنا بش ٌر ‪ ..‬و البنادق تقتلهم ‪..‬‬ ‫فرشنا لهم روحنا كي يمرّ وا ‪..‬‬ ‫لك ّنهم في ّ‬ ‫الطريق إلى عمرهم‬ ‫صادفوا وطنا ً غارقا ً في الدماء ‪..‬‬ ‫صادفوا قاتالً ‪ ..‬فناموا على نصله وادعين ‪..‬‬ ‫تصبحون على لُ َع ٍ‬ ‫ب ‪..‬‬ ‫تصبحون على دفتر الرسم ‪..‬‬ ‫تصبحون على األحرف األبجديّة و اللّثغ في السين و الالم ‪..‬‬ ‫تصبحون على األغنيات ‪..‬‬ ‫حلم ال تكون الطفولة فيه قرباننا للنجاة ‪...‬‬ ‫على ٍ‬

‫‪16‬‬

‫لينة أحمد عطفة‬

‫متت طباعة وتوزيع هذا العدد من قبل مطبعة �سمارت �ضمن م�شروع دعم الإعالم ال�سوري احلر‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.