العدد 153

Page 1

‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine | zaiton.mag@gmail.com | www.zaitonmag.com‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة‬ ‫السنة الثالثة | ‪ 15‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫العدد‬

‫‪141‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫‪1‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫مجزرة الكيماوي في خان شيخون‬ ‫مر ًة أخرى بعد أكثر من ثالثة أعوام ونصف‬ ‫الع��ام‪ ،‬يع��ود الس��ارين ليختط��ف أرواح‬ ‫األطفال الس��وريين وهم ني��ام‪ ،‬والذين ال‬ ‫تقوى أجسادهم على احتماله‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫المرة في الشمال‪ ،‬بعد أن كان قبل سنوات‬ ‫في الجنوب‪ ،‬شرقي العاصمة دمشق‪.‬‬ ‫في ليلة الثالثاء الرابع من نيسان الجاري‪،‬‬ ‫اس��تيقظ أهالي مدينة خان شيخون بريف‬ ‫إدل��ب‪ ،‬تمام��اً كما اس��تيقظ أهال��ي مدن‬ ‫وبل��دات الغوطة الش��رقية بريف دمش��ق‬ ‫قبلهم بسنوات‪ ،‬على قصفٍ ظنّ كالهما‬

‫أنه قصفٌ ّ‬ ‫ككل قصف‪ ،‬لتخنقهم بعد أقل‬ ‫من ساعة غازات السارين والكلور‪ ،‬ليدركوا‬ ‫على إثرها أنه ليس كما ظنوا ككل قصف‪،‬‬ ‫وإنما هو قصف كيماوي‪ ،‬اس��مه وحده يدل‬ ‫عليه‪ ،‬ووحده كافٍ ليقتلهم ليس فقط خنقاً‬ ‫بل وخوفاً وفضو ً‬ ‫ال للمش��هد الذي سينتهي‬ ‫به‪ ،‬والخس��ائر التي س��يتوقف عندها آنياً‬ ‫والحقاً‪ ،‬واألرواح التي سيحصدها‪ ،‬واألرواح‬ ‫التي ستتأثر بها‪.‬‬

‫الدفاع المدني وصحة إدلب‪ ..‬يصدران بيانا‬ ‫مشتركا حول مجزرة خان شيخون‬ ‫أص����در ال���دف���اع ال��م��دن��ي‬ ‫ال��س��وري وم��دي��ري��ة صحة‬ ‫إدلب‪ ،‬يوم الثالثاء ‪ 4‬نيسان‬ ‫الجاري‪ ،‬بياناً مشتركاً حول‬ ‫مجزرة خان شيخون‪.‬‬ ‫وجاء في البيان‪« :‬في صباح‬ ‫ال��ي��وم ال��ث�لاث��اء الموافق‬ ‫ل��ل��راب��ع م��ن ن��ي��س��ان من‬ ‫عام ‪ ،2017‬قام الطيران‬ ‫الحربي بقصف مدينة خان‬

‫ش��ي��خ��ون ف��ي ري���ف إدل��ب‬ ‫ال��ج��ن��وب��ي‪ ،‬ب��ع��دة غ���ارات‬ ‫جوية استهدفت المناطق‬ ‫السكنية بأسلحة متنوعة‬ ‫أحدها ك��ان محم ً‬ ‫ال بمواد‬ ‫كيمائية‪ ،‬وق��د قتل هذا‬ ‫السالح الكيميائي أكثر من‬ ‫خمسين شخصاً معظمهم‬ ‫م��ن ال��ن��س��اء واألط���ف���ال‪،‬‬ ‫ك��م��ا أص�����اب أك���ث���ر من‬

‫ثالثمائة آخرين بأعراض‬ ‫التعرض الشديد لألسلحة‬ ‫الكيميائية‪ ،‬وحالة بعضهم‬ ‫خطرة»‪.‬‬ ‫وأضاف البيان‪« :‬استجابت‬ ‫فرق الدفاع المدني السوري‬ ‫في خان شيخون والهبيط‬ ‫والفرق الطبية في المنطقة‬ ‫ل��ه��ذه ال��ض��رب��ة‪ ،‬وطهرت‬ ‫ال��م��ص��اب��ي��ن م��ن التلوث‬

‫وق��دم��ت لهم اإلسعافات‬ ‫األول��ي��ة وخ��دم��ات اإلخ�لاء‬ ‫الطبي»‪.‬‬ ‫وأش����ار ك� ً‬ ‫ل�ا م��ن ال��دف��اع‬ ‫ال��م��دن��ي وم��دي��ري��ة صحة‬ ‫إدل��ب في بيانهما إلى أنه‬ ‫بعد أرب��ع س��اع��ات وخ�لال‬ ‫اس��ت��ن��ف��ار ج��م��ي��ع ف��رق‬ ‫اإلسعاف والدفاع المدني‬ ‫في المنطقة‪ ،‬تكرر قصف‬ ‫الطيران الحربي ليستهدف‬ ‫هذه المرة وبشكل متعمد‪،‬‬ ‫م��رك��ز ال���دف���اع ال��م��دن��ي‬ ‫ومشفى الرحمة الذي يعمل‬ ‫على عالج المصابين في‬ ‫مدينة خ��ان شيخون‪ ،‬مما‬ ‫أدى لخروجها عن العمل‬ ‫مباشرة‪ ،‬بعدها مباشرة‬ ‫استهدف الطيران الحربي‬ ‫م��رك��ز الهبيط فأخرجه‬ ‫عن الخدمة‪ ،‬ودم��ر آليات‬ ‫اإلسعاف واإلطفاء فيه‪.‬‬ ‫وأوض���ح ال��ب��ي��ان أن هذه‬ ‫الضربات أع��اق��ت وبشدة‬ ‫توفير المساعدة للجرحى‪،‬‬ ‫وذل��ك مع استهداف أكبر‬ ‫منشأة طبية في المنطقة‪،‬‬ ‫وهي المشفى الوطني في‬ ‫معرة النعمان‪ ،‬ال��ذي خرج‬ ‫ع��ن ال��خ��دم��ة ج���راء ثالث‬ ‫غارات جوية البارحة‪.‬‬ ‫وأكد البيان على أن استخدام‬

‫وزارة الصحة التركية وأطباء بال حدود يؤكدان‬ ‫تعرض مدنيين لغازات سامة من نوعين‬ ‫قال وزير الصحة التركي‬ ‫«رجب أقداغ» في تصريح‬ ‫للصحفيين‪ ،‬م��ن والي��ة‬ ‫أرض���روم ش��رق تركيا‪،‬‬ ‫ي��وم الثالثاء ‪ 4‬نيسان‬ ‫الحالي‪ ،‬إن وزارته تمتلك‬ ‫معطيات ومؤشرات ّ‬ ‫تؤكد‬ ‫وق���وع ه��ج��وم كيماوي‬ ‫في مدينة خان شيخون‬ ‫ب��ري��ف إدل���ب السورية‪،‬‬ ‫وأن الوزارة سترسل تلك‬ ‫المعطيات إل��ى منظمة‬ ‫الصحة العالمية‪ ،‬وأن‬ ‫التركية‬ ‫المستشفيات‬ ‫استقبلت ‪ 32‬مصاباً‬ ‫سورياً بغاز الكلور‪ ،‬اثنين‬ ‫من ه��ؤالء لقيا حتفهما‬ ‫رغ��م م��ح��اوالت الكوادر‬ ‫الطبية إلنقاذ حياتهما‪،‬‬ ‫كما أش���ار ل��وج��ود عدد‬ ‫كبير من المصابين بغاز‬ ‫الكلور السام في الداخل‬ ‫السوري‪ ،‬لم يتمكنوا من‬

‫‪2‬‬

‫دخ��ول األراض���ي التركية‬ ‫ب��ع��د لتلقي ال��ع�لاج في‬ ‫مستشفياتها‪.‬‬ ‫واع��ت��ب��ر ال��وزي��ر التركي‬ ‫اع��ت��داء النظام ال��س��وري‬ ‫الظالم بشكل وحشي على‬ ‫المدنيين األب��ري��اء دون‬ ‫تمييز بين طفل وإم��رأة‬ ‫لا وح��ش��ي �اً‬ ‫وم���س���ن‪ ،‬ع��م� ً‬ ‫بكل معنى الكلمة‪ ،‬ودعا‬ ‫المجتمع الدولي إلى عدم‬ ‫التزام الصمت حيال هذا‬ ‫الهجوم‪.‬‬ ‫في حين أك��د فريق طبي‬ ‫ت��اب��ع لمنظمة أط��ب��اء بال‬ ‫ح��دود يقدم الدعم لقسم‬ ‫ال��ط��وارئ ف��ي مستشفى‬ ‫ب��اب ال��ه��وى ف��ي محافظة‬ ‫إدل���ب‪ ،‬وال���ذي يبعد عن‬ ‫مدينة خان شيخون مسافة‬ ‫‪ 100‬كيلومتر إلى الشمال‬

‫بالقرب من الحدود التركية‪،‬‬ ‫أن األع��راض التي ظهرت‬ ‫على ال��م��رض��ى ‪-‬وشملت‬ ‫حدقات متقبِّضة وتشنجات‬ ‫عضلية وت��غ��وط ال إرادي‬

‫– ه��ي أع����راض تتسق‬ ‫مع التعرض لعامل سام‬ ‫لألعصاب كغاز السارين‬ ‫أو مركب كيماوي مشابه‪،‬‬ ‫مما يؤكد تعرضهم إلى‬

‫إحد أطفال المجزرة في خان شيخون ‪ -‬انترنت‬ ‫األسلحة الكيمائية يشكل‬ ‫انتهاكاً ص��ارخ �اً للقانون‬ ‫ال��دول��ي اإلن��س��ان��ي‪ ،‬ويعد‬ ‫جريمة ح��رب كبيرة‪ ،‬كما‬ ‫أن استهداف مراكز الدفاع‬ ‫المدني السوري والمنشآت‬ ‫الطبية مباشرة قبل هذه‬ ‫الضربة ومباشرة بعدها‪،‬‬ ‫يشير الى سعي مع سبق‬ ‫اإلصرار والترصد الى منع‬ ‫خدمات الطوارئ والرعاية‬ ‫ال��ص��ح��ي��ة م���ن إي��ص��ال‬ ‫المساعدة للمتضررين‪.‬‬ ‫ط��ال��ب ك� ً‬ ‫لا م��ن «ال��دف��اع‬ ‫ال���م���دن���ي ال����س����وري» و‬ ‫«مديرية الصحة في إدلب»‬ ‫المجتمع ال��دول��ي بالوفاء‬ ‫بالتزاماته والتحقيق العاجل‬ ‫عامل سام لألعصاب كغاز‬ ‫السارين‪.‬‬ ‫وقالت منظمة أطباء بال‬ ‫ح���دود‪ :‬إن فرقها قدمت‬ ‫األدوي���ة وم��ض��ادات السم‬ ‫لمعالجة ال��م��رض��ى كما‬ ‫قدمت المالبس الواقية‬ ‫للكادر الطبي في غرفة‬ ‫الطوارئ في المستشفى‪.،‬‬ ‫وتمكنت ف��رق أط��ب��اء بال‬ ‫ح���دود الطبية أي��ض �اً من‬ ‫زي���ارة مستشفيات أخ��رى‬

‫في هذه الجريمة ومحاسبة‬ ‫مرتكبيها وفقاً للقوانين‬ ‫الدولية‪ ،‬كما طالبا باحترام‬ ‫وحماية المنشآت الطبية‬ ‫وعمال الطوارئ اإلنسانية‬ ‫كي يؤدوا واجباتهم بتقديم‬ ‫المساعدة للجرحى‪.‬‬ ‫ول��ف��ت ال���دف���اع ال��م��دن��ي‬ ‫ومديرية صحة إدل��ب في‬ ‫بيانهما إل���ى إن أع���داد‬ ‫الشهداء والمصابين الواردة‬ ‫في هذا البيان قابلة للزيادة‬ ‫نتيجة اإلص��اب��ات الخطرة‬ ‫وال��غ��ازات المتكررة‪ ،‬وهي‬ ‫بحسب إحصائيات الدفاع‬ ‫المدني السوري ومديرية‬ ‫الصحة في إدلب‪.‬‬ ‫كان يتلقى فيها ضحايا‬ ‫الهجوم العالج‪ ،‬وذكروا‬ ‫أن رائحة مواد التبييض‬ ‫الكيميائية تنبعث من‬ ‫المرضى‪ ،‬ما يشير إلى‬ ‫أنهم تعرضوا للكلور‪.‬‬ ‫وت���دل ه��ذه اإلف���ادات‬ ‫بقوة على أن ضحايا‬ ‫ه��ج��وم خ���ان شيخون‬ ‫ت��ع��رض��وا ع��ل��ى األق��ل‬ ‫لنوعين مختلفين من‬ ‫العوامل الكيماوية‪.‬‬

‫أحد األطفال الناجين من مجزرة الكيماوي في خان شيخون بعد وفاة عائلته ‪ -‬المركز الصحفي السوري‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫فعاليات بنش تحدد آلية تشكيل مجلسها دون تحديد الموعد‬ ‫اجتمعت ع���دة فعاليات‬ ‫وق��وى مدنية ف��ي مدينة‬ ‫ب��ن��ش ب��ت��اري��خ ‪ 26‬آذار‬ ‫‪ ،2017‬واتفقت على حل‬ ‫المجلس المحلي الحالي‬ ‫وتكليفه بتسيير األعمال‬ ‫حتى تشكيل مجلس محلي‬ ‫جديد‪.‬‬ ‫وجاء في البيان الذي نشرته‬ ‫الفعاليات المدنية الموافقة‬ ‫على تشكيل لجنة انتخابية‬ ‫ولجنة طعون من قبل وزير‬ ‫اإلدارة المحلية أو المجلس‬ ‫التنفيذي للمحافظة وفق‬ ‫النظام الداخلي لمجالس‬ ‫الوحدات اإلدارية‪.‬‬ ‫واق����ت����رح ال��م��ج��ت��م��ع��ون‬ ‫آن���ذاك اعتماد الفعاليات‬ ‫وال��ق��وى المدنية الثورية‬ ‫الموقعة على هذه الورقة‬ ‫ممثلة للهيئة الناخبة في‬ ‫المدينة م��ن قبل وزارة‬ ‫اإلدارة المحلية وش��ؤون‬ ‫الالجئين ف��ي الحكومة‬

‫ال��م��ؤق��ت��ة أو المجلس‬ ‫التنفيذي للمحافظة وفق‬ ‫أح��ك��ام ال��م��ادة ‪ 7‬و ‪ 8‬من‬ ‫النظام الداخلي لمجالس‬ ‫الوحدات اإلدارية ومكاتبها‬ ‫التنفيذية‪.‬‬ ‫ووق����ع ال��ب��ي��ان ك���ل من‬ ‫تنسيقية بنش واللجنة‬ ‫الخيرية األهلية في بنش‬ ‫وجمعية سابق بالخيرات‬ ‫ومكتب التربية والمجمع‬ ‫الطبي اإلس�لام��ي وتجمع‬ ‫غ��وث التطوعي والمكتب‬ ‫اإلعالمي ومكتب األوق��اف‬ ‫وجمعية كفالة أيتام سوريا‬ ‫والمجلس المحلي لمدينة‬ ‫ب��ن��ش وال���دف���اع المدني‬ ‫وجمعية حناء لتنمية المرأة‬ ‫والطفولة‪.‬‬ ‫وأف����اد رئ��ي��س المجلس‬ ‫المحلي ال��س��اب��ق فاضل‬ ‫حاج هاشم لزيتون‪« :‬بدأ‬ ‫عمل المجلس المحلي في‬ ‫بنش في ‪،2016/9/15‬‬

‫بعددٍ قليل من المكاتب‬ ‫ن��ظ��راً ل��ض��ع��ف ال��م��وارد‬ ‫المالية‪ ،‬ومنذ فترة وجيزة‬ ‫ح��دث توسع ون��ش��اط في‬ ‫المكاتب اإلداري���ة‪ ،‬وتمت‬ ‫إع����ادة هيكلة المجلس‬ ‫المحلي‪ ،‬ودُع��ي��ت جميع‬ ‫الخبرات والكفاءات لتكون‬ ‫عوناً للمجلس في األي��ام‬ ‫ال��ق��ادم��ة‪ ،‬وج��اء ذل��ك بعد‬ ‫عدة جلسات مع الفعاليات‬ ‫المدنية في بنش‪ ،‬عقب‬ ‫ظهور بوادر لعمل منظمات‬ ‫أكثر وبشكل أوسع‪ ،‬فارتأينا‬

‫تفعيل جميع المكاتب في‬ ‫المجلس»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬اآلن هناك بعض‬ ‫المنظمات تتنتظر تشكيل‬ ‫المجلس المحلي بهيكليته‬ ‫ال��ج��دي��دة وتفعيل جميع‬ ‫مكاتبه للعمل معه‪ ،‬وإقامة‬ ‫مشاريع ستعود بالخير على‬ ‫مدينة بنش وأهلها»‪.‬‬ ‫وع����ن ط��ري��ق��ة تشكيل‬ ‫المجلس المحلي الجديد‬ ‫المرتقب ق��ال الهاشم‪:‬‬ ‫«سيتم التشكيل حسب‬

‫إحصائية زيتون لشهداء وغارات النصف األول من شهر نيسان‬ ‫وث��ق��ت زي��ت��ون سقوط‬ ‫‪ 198‬شهيداً بينهم ‪60‬‬ ‫طف ً‬ ‫ال في محافظة إدلب‪،‬‬ ‫ف��ي النصف األول من‬ ‫شهر نيسان ‪، 2017‬‬ ‫سجل سقوط أغلبهم‬ ‫في مدينة خان شيخون‬ ‫تليها مدينة سلقين‬ ‫تليهما قرية أورم الجوز‪.‬‬ ‫اس���ت���ه���دف���ت ط���ائ���رة‬ ‫مروحية تابعة لقوات‬ ‫ال��ن��ظ��ام ب��ل��دة الهبيط‬ ‫متفجرين‬ ‫ببرميلين‬ ‫يحتويان على غاز الكلور‬ ‫ال��س��ام ي��وم االثنين ‪3‬‬ ‫نيسان ‪ 2017‬ما تسبب‬ ‫باستشهاد اثنين بينهم‬ ‫طفل وإصابة أكثر من‬ ‫‪ 20‬مدنياً بحاالت اختناق‬ ‫أغلبهم م��ن األط��ف��ال‬ ‫والنساء‪.‬‬ ‫ك��م��ا ق��ام��ت ط��ائ��رات‬ ‫النظام السوري من نوع‬ ‫سيخوي ‪ 22‬باستهداف‬ ‫م��دي��ن��ة خ���ان شيخون‬ ‫بصواريخ تحتوي على‬ ‫غ���از ال��س��اري��ن ال��س��ام‬ ‫صباح ي��وم الثالثاء ‪4‬‬ ‫نيسان ‪ ،2017‬خلفت‬ ‫‪ 84‬شهيداً بينهم ‪28‬‬

‫طفل وإصابة أكثر من ‪576‬‬ ‫مدنياً أغلبهم من األطفال‬ ‫والنساء‪.‬‬ ‫واستهدف الطيران الروسي‬ ‫ظهر يوم الثالثاء ‪ 4‬نيسان‬ ‫مدينة سلقين بغارتين‬ ‫ب��ال��ص��واري��خ ال��ف��راغ��ي��ة‬ ‫وغارتين مماثلتين على‬ ‫مدينة جسر الشغور أسفرت‬ ‫عن سقوط ‪ 37‬شهيداً في‬ ‫سلقين بينهم ‪ 14‬طفل‬ ‫وإص��اب��ة ‪ 28‬أخ��ري��ن و ‪7‬‬ ‫شهداء في جسر الشغور و‪8‬‬ ‫إصابات‪.‬‬ ‫وأغارت الطائرات الروسية‬ ‫على بلدة حيش في ريف‬ ‫إدلب الجنوبي يوم الجمعة‬ ‫‪ 7‬نيسان ‪ 2017‬بأربع‬ ‫غارات بالصواريخ الفراغية‬ ‫أدت إلى سقوط ‪ 10‬شهداء‬ ‫بينهم طفلين‪.‬‬ ‫وطالت ال��غ��ارات الروسية‬ ‫قرية أورم الجوز في جبل‬ ‫الزاوية بريف إدلب الجنوبي‬ ‫بالصواريخ الفراغية راح‬ ‫ضحيتها ‪ 20‬شهيد بينهم‬ ‫‪ 4‬أطفال وإصابة ‪ 6‬أخرين‪.‬‬ ‫وش��ه��دت محافظة إدل��ب‬ ‫استهداف ‪ 60‬موقعاً في‬ ‫المحافظة‪ ،‬بأكثر من ‪252‬‬

‫النظام الداخلي والالئحة‬ ‫ال��ت��ن��ف��ي��ذي��ة للمجالس‬ ‫المحلية المعمول بها في‬ ‫وزارة اإلدارة المحلية في‬ ‫الحكومة المؤقتة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬تم طرح طريقتين‬ ‫الختيار أع��ض��اء المجلس‬ ‫ال��م��رت��ق��ب‪ ،‬األول����ى عبر‬ ‫االقتراع المباشر‪ ،‬والثانية‬ ‫عبر الفعاليات الثورية‪،‬‬ ‫ومن خالل معرفتنا بواقع‬ ‫مدينة بنش ومناقشته‪ ،‬تم‬ ‫التوصل الختيار الطريقة‬

‫غارة منها ‪ 189‬بالصواريخ‬ ‫الفراغية و‪ 19‬غارة بقنابل‬ ‫ال��ف��وس��ف��ور و ‪ 15‬غ��ارة‬ ‫بالقنابل ال��ع��ن��ق��ودي��ة و‬ ‫‪ 13‬غ���ارة ب��ص��واري��خ ‪C8‬‬ ‫و ‪ 6‬غ���ارات بالرشاشات‬ ‫الثقيلة وغ��ارة بالصواريخ‬ ‫االرتجاجية وأخرى بصاروخ‬ ‫محمل بغاز السارين‪.‬‬ ‫وألقى الطيران المروحي‬ ‫أرب��ع��ة ب��رام��ي��ل متفجرة‬ ‫وبرميلين محملين بغاز‬ ‫الكلور السام‪ ،‬كما تعرضت‬ ‫المحافظة لثمانية حاالت‬ ‫قصف مدفعي‪.‬‬ ‫وسجل خروج مشفى معرة‬ ‫النعمان الوطني عن الخدمة‬

‫نتيجة استهدافه بثالث غارات‬ ‫جوية من الطيران الروسي‬ ‫بالصواريخ الفراغية بتاريخ‬ ‫‪ 2‬نيسان ‪ ،2017‬كما سجل‬ ‫خروج مستوصف حيش عن‬ ‫الخدمة جراء استهدافه بغارة‬ ‫جوية من الطيران الروسي‬ ‫بتاريخ ‪ 7‬نيسان ‪.2017‬‬ ‫كما وثقت زيتون انفجار ‪5‬‬ ‫عبوات ناسفة أدت الصابة‬ ‫شخصين بجروح على طريق‬ ‫سرمين‪/‬االسكان العسكري‬ ‫وعبوة بدراجة نارية بمبنى‬ ‫الهالل األحمر أدت الى إصابة‬ ‫عنصرين في مدينة إدلب‪،‬‬ ‫وث�ل�اث ع��ب��وات ف��ي محيط‬ ‫مدينة سراقب‪.‬‬

‫يذكر أن��ه لم يتم تحديد‬ ‫م��وع��د إلج���راء التشكيل‬ ‫الجديد للمجلس المحلي‬ ‫في مدينة بنش حتى األن‪.‬‬

‫كفرنبل تنضم إلى البلدات‬ ‫التي تمنع الحراقات‬ ‫أصدر المجلس المحلي‬ ‫ف��ي م��دي��ن��ة كفرنبل‬ ‫قرارا يقضي بمنع عمل‬ ‫ال��ح��راق��ات ف��ي محيط‬ ‫مدينة كفرنبل نتيجة‬ ‫األض���رار التي تحدثها‬ ‫للبيئة واإلنسان‪.‬‬

‫من آثار القصف الروسي على مدينة سراقب ‪ -‬زيتون‬

‫الثانية‪ ،‬أي أن يتم التشكيل‬ ‫عبر الفعاليات الثورية في‬ ‫المدينة‪ ،‬على أن يكون‬ ‫التشكيل بناء على النظام‬ ‫الداخلي والالئحة التنفيذية‬ ‫ل��ل��م��ج��ال��س ال��م��ح��ل��ي��ة‪،‬‬ ‫وذل��ك بالتوافق مع جميع‬ ‫الفعاليات الموجودة في‬ ‫مدينة بنش»‪.‬‬

‫وج��اء ف��ي ال��ق��رار ال��ذي‬ ‫ص��در ي��وم األرب��ع��اء ‪5‬‬ ‫نيسان ‪« :2017‬بناء‬ ‫ع��ل��ى أح��ك��ام ال��ن��ظ��ام‬ ‫الداخلي للمجلس المحلي‬ ‫وب��ن��اء على مقتضيات‬ ‫المصلحة العامة وعلى‬ ‫جلسة المجلس المحلي‬ ‫االستثنائية يمنع منعاً‬ ‫ب��ات��اً ع��م��ل ال��ح��راق��ات‬ ‫ف���ي م��ح��ي��ط م��دي��ن��ة‬ ‫كفرنبل نتيجة األضرار‬ ‫ال��ت��ي تحدثها للبيئة‬ ‫واالنسان»‪.‬‬ ‫وك��ان��ت هيئة تحرير‬ ‫الشام في بلدة معارة‬ ‫النعسان ب��ري��ف إدل��ب‬ ‫الشمالي أصدرت بتاريخ‬ ‫‪ 4‬آذار الماضي‪ ،‬ق��راراً‬ ‫يقضي بإغالق الحراقات‬ ‫القريبة من البلدة بعد‬

‫ورود ع���دد كبير من‬ ‫شكاوي األهالي الذين‬ ‫ثبت تضررهم صحيا‬ ‫الستنشاقهم‬ ‫نتيجة‬ ‫المواد السامة المنبعثة‬ ‫من الحراقات‪.‬‬ ‫م��ن جانبه ق��ام مكتب‬ ‫الخدمات في المجلس‬ ‫ال��م��ح��ل��ي ف���ي ب��ل��دة‬ ‫حربنوش بريف إدل��ب‬ ‫بإصدار قرار بعد يومين‬ ‫من منعه في بلدة معارة‬ ‫النعسان‪ ،‬بمنع إنشاء‬ ‫الحراقات البدائية للنفط‬ ‫ف��ي البلدة منعاً باتاً‪،‬‬ ‫وبفرض غرامات مالية‬ ‫ل��م يحدد قيمتها بعد‬ ‫على كل مخالف‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إل��ى أن‬ ‫جريدة زيتون تناولت في‬ ‫وقتٍ سابق كافة األضرار‬ ‫والتأثيرات السلبية على‬ ‫ال��ص��ح��ة ع��ل��ى ال��م��دى‬ ‫القريب والبعيد‪ ،‬وعلى‬ ‫العاملين في الحراقات‬ ‫والسكان المتواجدين في‬ ‫مناطقها‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫‪3‬‬


‫مراسلون‬

‫مرزعة زينو ‪ -‬تل الطوقان ‪ -‬زيتون‬

‫تل الطوقان ومزرعة زينو قرى في ريف ادلب نسيتها الخدمات‬ ‫إلى الشرق من مدينة «إدلب» وعلى الطريق الواصل بين‬ ‫مدينة س���راقب وأبو الظهور تقع قرية «تل الطوقان»‬ ‫ويطل عليها تل آثري أجرد من جهتها الشمالية الشرقية‬ ‫يحمل اسمها‪.‬‬ ‫يعتم���د معظم س���كان قرية تل الطوق���ان والذين يقدر‬ ‫عدده���م بحوالي ‪ 7‬آالف مواطن إضاف���ة الى ما يقارب‬ ‫‪ 3‬آالف ن���ازح من المناطق المج���اورة وخاصة ريف حلب‬ ‫الجنوبي‪ ،‬يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي‪.‬‬ ‫غسان شعبان‬ ‫وفي زيارة ميدانية لجريدة‬ ‫«زيتون « للقرية رصدت‬ ‫عدة مشكالت يعاني منها‬ ‫أهالي تل الطوقان ‪ ،‬كان‬ ‫أب��رزه��ا مشكلة التعليم‬ ‫والصحة والمياه‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى الكهرباء وانعدام شبكة‬ ‫ال��ص��رف ال��ص��ح��ي‪ ،‬حيث‬ ‫تعاني أكثر منازل القرية‬ ‫من عدم وصول المياه إليها‪،‬‬ ‫وذلك نتيجة لعدم تفعيل‬ ‫خزان شركة المياه في قرية‬ ‫«رأس العين» وال��ذي كان‬ ‫سابقاً يغذي جميع المناطق‬ ‫المجاورة للقرية‪.‬‬ ‫وي��وج��د مستوصف طبي‬ ‫ف��ي إرش���ادي���ة ق��ري��ة تل‬ ‫الطوقان البعيد عن القرية‬ ‫مسافة ‪ 800‬متر يقدم‬ ‫ال��رع��اي��ة الطبية ألهالي‬ ‫المنطقة بشكل جزئي‪،‬‬ ‫إذ يبقى اعتماد السكان‬ ‫في طبابتهم على مشافي‬ ‫مدينة سراقب التي تبعد‬

‫‪4‬‬

‫أكثر من ‪ 7‬كم‪،‬‬ ‫وي��ع��ان��ي أه��ال��ي ال��ري��ف‬ ‫الشرقي من التنقل لي ً‬ ‫ال‬ ‫حتى في الحاالت المرضية‬ ‫ال��خ��ط��رة‪ ،‬نتيجة لعزوف‬ ‫س��ائ��ق��ي ال��س��ي��ارات ال��ى‬ ‫ال��م��خ��اط��رة ب��ال��خ��روج من‬ ‫القرى لي ً‬ ‫ال‪ ،‬وذل��ك بسبب‬ ‫خطورة األوض���اع األمنية‬ ‫ف��ي المنطقة وال��وق��وع‬ ‫ضحية التشليح والسرقة‬ ‫واالختطاف‪.‬‬ ‫كما شهدت تربية المواشي‬ ‫وال��ث��روة الحيوانية والتي‬ ‫تعتبر جزءاً أساسيا من دخل‬ ‫األه��ال��ي تراجعاً ملحوظاً‬ ‫نتيجة لسوء األوضاع وقلة‬ ‫الدعم المقدم للمربين في‬ ‫القرية‪.‬‬ ‫وق���ال األه��ال��ي لمراسل‬ ‫زيتون أن تربية الماشية‬ ‫تتعرض لصعوبات كبرى‬ ‫تتلخص ف��ي غ�لاء أسعار‬ ‫األعالف وصعوبة الحصول‬

‫ن���ال أهالي المنطقة من قص���ف الطيران الحربي نصيبهم‬ ‫فقد ش���هدت قري���ة تل الطوق���ان تصعي���دا خاصاً إثر‬ ‫إس���قاط طائرة مروحية روسية بالقرب من القرية بتاريخ‬ ‫‪ 1‬آب ‪ ،2016‬وش���ن الطيران الروس���ي غارات مكثفة‬ ‫عل���ى المنطقة بلغت ‪ 30‬غ���ارة طالت كال من قرى تل‬ ‫الطوق���ان والبراغيث���ي والجديدة وطوي���ل الحليب ورأس‬ ‫العي���ن وأبو الظهور‪ ،‬وأس���فرت الغارات عن س���قوط ما‬ ‫يقارب ‪ 12‬شهيداً من المدنيين‪.‬‬ ‫على األدوي����ة البيطرية‬ ‫الضرورية التي يحتاجها‬ ‫المربون لمعالجة أمراض‬ ‫الحيوانات‪ ،‬مؤكدين أنهم‬ ‫لم يتلقوا أي دعم من أية‬ ‫جهة ي��ؤم��ن حماية لهذه‬ ‫الثروة التي يعتمد أكثر من‬ ‫‪ % 30‬م��ن أه��ال��ي القرية‬ ‫عليها‪.‬‬

‫مزرعة زينو‬ ‫ورحلة‬ ‫األطفال‬ ‫اليومية‬ ‫الى الجنوب من قرية تل‬ ‫الطوقان على مسافة ‪1‬‬ ‫كم تقع مزرعة زينو ويبلغ‬ ‫عدد سكانها حوالي ‪2500‬‬ ‫م��واط��ن يعمل غالبيتهم‬ ‫بالزراعة وتربية المواشي‪،‬‬ ‫ويشكو أهالي المزرعة من‬ ‫عدم وجود مدرسة ابتدائية‬ ‫ت���وف���ر ع��ل��ى أط��ف��ال��ه��م‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫عناء المسير اليومي الى‬ ‫مدارس قرية «رأس العين»‬ ‫المجاورة‪ ،‬والتي تبعد عنهم‬ ‫مسافة ‪ 1‬كم‪.‬‬ ‫مصطفى الحنان أحد أهالي‬ ‫ال��م��زرع��ة ق���ال ل��زي��ت��ون‪:‬‬ ‫«يوجد في مزرعة زينو ما‬ ‫يزيد عن ‪ 200‬طفل تحت‬ ‫سن الثانية عشرة بحاجة‬ ‫ال��ى مدرسة ابتدائية‪ ،‬إذ‬ ‫تبعد أق���رب م��درس��ة عن‬ ‫المرزعة مسافة ‪1‬كم سواء‬ ‫في قرية رأس العين أو في‬ ‫قرية تل الطوقان‪ ،‬ويلزم‬ ‫الطفل للوصول إليها قطع‬ ‫الطرق الزراعية الموحلة‬ ‫ف��ي الشتاء أو تحمل حر‬ ‫ال��ص��ي��ف ل��ل��وص��ول ال��ى‬ ‫مدرستهم»‪.‬‬ ‫ت��وس��ع��ت ال��م��زرع��ة في‬ ‫السنوات الخمس األخيرة‬ ‫بشكل ملحوظ نتيجة لقدوم‬ ‫أكثر من ‪ 100‬عائلة نازحة‬ ‫م��ن ري��ف حلب الجنوبي‬ ‫استقبلتهم المرزعة‪.‬‬

‫وي��رى أهالي المزرعة أن‬ ‫عدد األطفال يؤهلها لبناء‬ ‫م��درس��ة فيها‪ ،‬ويعولون‬ ‫ف���ي ذل����ك ع��ل��ى ج��ه��ود‬ ‫والجمعيات‬ ‫المنظمات‬ ‫المهتمة بموضوع التعليم‪،‬‬ ‫مشيرين الى استعدادهم‬ ‫لتقديم المساهمات الالزمة‬ ‫والتبرعات من أجل إنشائها‬ ‫في حال وجود جهة راعية‪.‬‬ ‫من جانبه يشيد «إسماعيل‬ ‫الخلف» أحد أهالي المنطقة‬ ‫ب��م��س��ت��وى ال��ت��ع��ل��ي��م في‬ ‫مدرستي «رأس العين»‬ ‫م��ؤك��داً أن وض��ع أطفاله‬ ‫التعليمي جيد رغم الظروف‬ ‫الصعبة التي تمر بها القرية‪.‬‬ ‫التي تحتوي على مدرستين‬ ‫ابتدائيتين يفصل بينهما‬ ‫مسافة ‪ 1‬كم‪.‬‬ ‫تفتقر كل من مزرعة زينو‬ ‫وق��ري��ة رأس العين على‬ ‫أية منشأة طبية أو مركز‬ ‫ص��ح��ي‪ ،‬وي��ع��ت��م��دون في‬ ‫طبابتهم على ما تقدمه‬ ‫ب��ع��ض ال��ل��ج��ان الطبية‬ ‫ال��ت��ي ت���زوره���م بشكل‬ ‫اس��ب��وع��ي‪ ،‬وت��ق��دم ه��ذه‬ ‫اللجان المساعدة الطبية‬ ‫للنساء واألطفال على وجه‬ ‫ال��خ��ص��وص‪ ،‬ورغ��م وج��ود‬ ‫طبيبة نسائية في مزرعة‬ ‫زينو إال أن األهالي يؤكدون‬ ‫على أن المرضى يقطعون‬ ‫مسافات طويلة للوصول‬ ‫إلى عيادة الطبيبة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يشكل خطورة على حياة‬ ‫المرضى‪.‬‬

‫من جهته ق��ال الصيدلي‬ ‫ط���راد ل��زي��ت��ون‪ :‬يعاني‬ ‫األهالي من نقص األدوية‬ ‫واألط���ب���اء وع���دم ت��واف��ر‬ ‫مراكز صحية أو مشافي‬ ‫بشكل ع��ام‪ ،‬إذ ال يوجد‬ ‫في منطقتنا سوى طبيبة‬ ‫ن��س��ائ��ي��ة‪ ،‬وال يمكنها‬ ‫استقبال الحاالت اإلسعافية‬ ‫أو الحاالت األخ��رى‪ ،‬وعند‬ ‫وجود حاالت طارئة نقوم‬ ‫بنقلها إلى مدينتي سراقب‬ ‫أو تفتناز‪ ،‬وه��ي مسافة‬ ‫بعيدة وخطيرة على حياة‬ ‫المريض‪.‬‬ ‫وعن تجربته يروي حسن‬ ‫ال��م��ح��م��د أح���د األه��ال��ي‬ ‫لزيتون‪« :‬تعرض طفلي‬ ‫منذ فترة لكسر في يده‪ ،‬لم‬ ‫أستطع إيجاد سيارة لنقله‬ ‫الى سراقب‪ ،‬فالسائقون‬ ‫يخافون من السير على‬ ‫الطرقات في الليل‪ ،‬شعرت‬ ‫بالعجز أم��ام طفلي من‬ ‫عدم تمكني من إسعافه‪،‬‬ ‫ما يقلق األهالي حتى في‬ ‫النهار وأثناء غياب الرجال‬ ‫في أعمالهم تعجز النساء‬ ‫عن إسعاف أطفالهن بسبب‬ ‫بعد المسافة»‪.‬‬ ‫الريف الذي احتضن الثورة في‬ ‫بدايتها واستقبل النازحين‬ ‫من أهالي المدن القريبة كان‬ ‫يأمل بأن تتحسن أحواله في‬ ‫ظلها‪ ،‬وما يزال أهالي الريف‬ ‫الشرقي في إدلب ينتظرون‬ ‫تحسن أوض��اع��ه��م السيئة‬ ‫التي تعودوا عليها‪.‬‬


‫مراسلون‬

‫الشاب السوري الالجئ ومعاناة الزواج‬ ‫بع��د أن كان الزواج في المجتمع الس��وري يخضع الحب التي تربط بين الشاب والفتاة والتي تنتهي‬ ‫لعادات وتقاليد معينة‪ ،‬ويتم ضمن أعراف محددة‪ ،‬بالرب��اط المقدس‪ ،‬ب��ات الزواج الي��وم أكبر عبء‬ ‫ابت��دا ًء بالزواج التقليدي الذي يتم عبر رؤية والدة‬ ‫الش��اب ووجهة نظرها‪ ،‬والتي تحدد فيما إذا كانت على كاهل الش��اب وال س��يما الالجئ ف��ي الدول‬ ‫هذه الخطبة أو العالقة ممكنة أم ال‪ ،‬مروراً بعالقة األجنبية‪.‬‬

‫من مخيمات الالجئين على الحدود التركية السورية ‪ -‬أنترنت‬

‫مصاعب وفشل‬

‫أسامة الماضي‬

‫ليست التكاليف بالضرورة‬ ‫هي سبب ذل��ك العبء‪،‬‬ ‫وإنما تتمثل الصعوبة في‬ ‫اختيار الفتاة المناسبة‬ ‫وإي���ج���اده���ا‪ ،‬ف���ي زم��ن‬ ‫الشتات السوري‪.‬‬ ‫وت���ت���ف���اوت ال��ص��ف��ات‬ ‫المطلوبة بالفتاة من قبل‬ ‫الشاب السوري الراغب‬ ‫بالزواج بين شاب وآخر‪،‬‬ ‫تماماً كما تتفاوت بينهما‬ ‫فرصة اللقاء بفتاته‪،‬‬ ‫خ��ص��وص �اً م��ع الضغط‬ ‫النفسي الذي يشكله له‬ ‫ال��زواج بعد وصوله إلى‬ ‫دول اللجوء‪ ،‬وإحساسه‬ ‫ب��االس��ت��ق��رار ال���ذي بات‬ ‫ينقصه فقط األس���رة‪،‬‬ ‫والبيئة ال��ج��دي��دة التي‬ ‫أصبح يعيش وسطها‪،‬‬ ‫وتكون ال��وح��دة القاتلة‬ ‫ً‬ ‫خاصة في الفترة األولى‬ ‫م��ن وص��ول��ه إل���ى دول‬ ‫اللجوء‪ ،‬عام ً‬ ‫ال إضافياً في‬ ‫زي��ادة الضغط النفسي‬ ‫عليه‪ ،‬خاصة لدى الشاب‬ ‫الذي لجأ إلى دولة أجنبية‬ ‫وحده دون عائلته‪.‬‬ ‫كما يكون الزواج واختيار‬ ‫الفتاة وال��وص��ول إليها‬ ‫أصعب أيضاً في حالته‬ ‫منها ف��ي ح��ال��ة الشاب‬ ‫الالجئ مع أهله‪.‬‬

‫الزواج بالوكالة وااللتفاف على المشكلة‬ ‫وق��د ح���اول الكثير من‬ ‫ال���ش���ب���ان ال��س��وري��ي��ن‬ ‫االل���ت���ف���اف ع��ل��ى ه��ذه‬ ‫المعضلة ف��ي ف��ت��رات‬ ‫اللجوء األولى‪ ،‬ولجأوا إلى‬ ‫االرتباط بفتيات مقرباتٍ‬ ‫منهم أو من عائالتهم أو‬ ‫بيئاتهم أو ما إلى ذلك‪،‬‬ ‫ما زلن يعشن في سوريا‬ ‫أو دول اللجوء المجاورة‬ ‫لسوريا‪ ،‬وذلك عن طريق‬ ‫ال��وك��ال��ة ع��ب��ر وس��ائ��ل‬ ‫التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫في أوروب��ا ودول الجوار‬ ‫ال��ت��ي وص��ل��ه��ا ماليين‬ ‫السوريين بصفة الجئين‪،‬‬ ‫تجد معاني المفهوم‬ ‫ال��م��ح��ك��ي ع��ن��ه أن��ف��اً‬ ‫تطبيقاتها عند السوريين‬ ‫الراغبين ف��ي ال���زواج‪،‬‬ ‫وال��ذي��ن ي��ق��ول��ون إنهم‬ ‫ي�لاق��ون صعوبات جمة‬ ‫في الحصول على زوجة‪،‬‬ ‫خ��ص��وص �اً ف��ي أوروب����ا‪،‬‬ ‫وب��درج��ات أق��ل في دول‬ ‫ال��ج��وار‪ ،‬فراحوا يلجأون‬ ‫لما يُ��ع��رف ب��ـ «ال���زواج‬ ‫بالوكالة»‪ ،‬عبر وسائل‬ ‫ال��ت��واص��ل االجتماعي‬ ‫وخصوصاً عبر برنامج‬ ‫«السكايب»‪ ،‬األمر الذي‬ ‫رفع نسبة هذه الزيجات‬ ‫في المناطق الخاضعة‬

‫ل��س��ي��ط��رة ال��ن��ظ��ام في‬ ‫سوريا واألخ��رى المحررة‬ ‫ألك��ث��ر م��ن ‪ % 45‬من‬ ‫مجموع الحاالت الموثقة‪،‬‬ ‫وف��ق ما يفيد المحامي‬ ‫ه�لال س‪ .‬م��ن دمشق‬ ‫لـ»زيتون»‪.‬‬ ‫وشهدت الفترات األولى‬ ‫للجوء وحتى وقت قريب‪،‬‬ ‫إق��ب��ا ً‬ ‫ال كبيراً على هذا‬ ‫وبشكل‬ ‫النوع من الزواج‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫خاص في دمشق‪ ،‬حيث‬ ‫ي��ق��ول المحامي هالل‬ ‫العامل في مجال األحوال‬ ‫الشخصية‪« :‬لقد غابت‬ ‫حالة ال���زواج الطبيعية‬ ‫التي يتبادل فيها الزوجان‬ ‫عبارات اإليجاب والقبول‬ ‫أم��ام القاضي الشرعي‬ ‫عند تنظيم عقد الزواج‪،‬‬ ‫بشكل كبير عن المحاكم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وب���ات ال���زواج بالوكالة‬ ‫منتشراً‬ ‫بشكل هائل في‬ ‫ٍ‬ ‫دم��ش��ق‪ ،‬حيث أصبحت‬ ‫ال��ع��ق��ود بين الحالتين‬ ‫بالمناصفة»‪.‬‬ ‫وأض�����اف‪« :‬إن غالبية‬ ‫ال���ح���االت ال��ت��ي تسجل‬ ‫فيها زيجات الوكالة تتم‬ ‫بين فتيات يقمن في‬ ‫سوريا وشبان متواجدين‬ ‫في دول اللجوء ال سيما‬

‫ف��ي أوروب�����ا‪ ،‬وم���ن ثم‬ ‫األردن وتركيا ولبنان‪،‬‬ ‫وه���ذا ال����زوج طبعا ال‬ ‫يشوبه شيء من الناحية‬ ‫الشرعية أو القانونية‪ ،‬إذا‬ ‫تواجدت الوكالة وصحت‬ ‫شروطها»‪.‬‬ ‫محمد شاب سوري الجئ‬ ‫ف��ي أل��م��ان��ي��ا‪ ،‬لجأ إلى‬ ‫الزواج بالوكالة قبل نحو‬ ‫عام من فتاة في حلب‪،‬‬ ‫ورأى أن زواجه من فتاة‬ ‫مقيمة في سوريا فيه ما‬ ‫يناسبه ويحقق له ولها‬ ‫السعادة‪.‬‬ ‫كذلك ال��ح��ال بالنسبة‬ ‫لعمر ال��ش��اب ال��س��وري‬ ‫ال�لاج��ئ ف��ي النمسا‪،‬‬ ‫وال���ذي ت���زوج م��ن فتاة‬ ‫كانت تربطه بها عالقة‬ ‫حب قبل سفره‪.‬‬ ‫أما سعيد فهو شاب الجئ‬ ‫في األردن‪ ،‬خطب فتاة‬ ‫من دمشق قبل تعرضه‬ ‫للمالحقة من قبل قوات‬ ‫األسد‪ ،‬اضطر على إثرها‬ ‫إل��ى اللجوء إل��ى األردن‬ ‫قبل إتمام عقود الزواج‪،‬‬ ‫وك��ل��ف وال���ده بمتابعة‬ ‫أم��ور ال���زواج بالوكالة‬ ‫عنه‪ ،‬ومن ثم لحقت به‬ ‫الفتاة إلى األردن‪.‬‬

‫ال���ح���ال ك���ان مختلفاً‬ ‫بالنسبة ألح��م��د‪ ،‬ال��ذي‬ ‫ك��ان يقيم ف��ي تركيا‪،‬‬ ‫وت��ق��دم لخطبة فتاة‬ ‫ف��ي درع���ا‪ ،‬وتمت فيها‬ ‫حفلة خطوبة للفتاة‪،‬‬ ‫نابت وال���دة أحمد عنه‬ ‫بتلبيس خاتم الخطوبة‬ ‫لها‪ ،‬إال أن مالحقة قوات‬ ‫األس���د للعابرين على‬ ‫ال��ح��واج��ز ف��ي طريقهم‬ ‫إل��ى محافظات الشمال‬ ‫وهم ال ينحدرون منها‪،‬‬ ‫ووج���ود تنظيم الدولة‬ ‫على ط��رق��ات التهريب‬ ‫وخطورتها‪ ،‬منع وصول‬ ‫الفتاة إلى أحمد وإتمام‬ ‫ال��زواج بينهما‪ ،‬وانفصال‬ ‫بعد م���رور ق��راب��ة عام‬ ‫ونصف على خطبتهما‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من اختالف‬ ‫األسباب‪ ،‬إال أن النتيجة‬ ‫كانت واح���دة ف��ي حالة‬ ‫أح��م��د وخ��ال��د‪ ،‬أال وهي‬ ‫االن��ف��ص��ال أو ال��ط�لاق‪،‬‬ ‫حيث حصل خالد على‬ ‫إقامة مؤقتة لمدة ‪13‬‬ ‫شهراً فقط‪ ،‬في إحدى‬ ‫الدول األوروبية‪ ،‬والتي ال‬ ‫تخوّله لم شمل لزوجته‬ ‫التي تزوجها عبر الوكالة‬ ‫على وس��ائ��ل التواصل‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وت��ت��م إج������راءات زواج‬ ‫«الوكالة» بعقد ال��زواج‬

‫«ال���ش���رع���ي» ب��ح��ض��ور‬ ‫ال��ع��ري��س ع��ب��ر برنامج‬ ‫«ال��س��ك��اي��ب» ع����ادة‪ ،‬أو‬ ‫أي��ة وسيلة ي��ك��ون فيها‬ ‫متص ً‬ ‫ال بالصوت والصورة‪،‬‬ ‫وب���ح���ض���ور ش��اه��دي��ن‬ ‫مدركين وأب الزوجة أو‬ ‫أي م��ن أول��ي��ائ��ه��ا‪ ،‬ومن‬ ‫ث��م ي��ت��م تثبيت العقد‬ ‫«القانوني» في المحكمة‪،‬‬ ‫سواء بمحاكم النظام أو‬ ‫في تلك التابعة للمعارضة‬ ‫(ال��م��ح��اك��م ال��ث��وري��ة أو‬ ‫الشرعية) على الرغم‬ ‫من عدم اكتساب األوراق‬ ‫الصادرة من قبل األخيرة‬ ‫حتى اآلن أي��ة مفاعيل‬ ‫قانونية خارج حدود البالد‪.‬‬ ‫ول���ك���ن ت��ب��ق��ى م��ع��ان��اة‬ ‫الشاب الالجئ في الدول‬ ‫األوروب���ي���ة‪ ،‬أك��ب��ر منها‬ ‫بكثير لدى الشاب الالجئ‬ ‫في الدول العربية‪ ،‬ويعود‬ ‫السبب في ذلك إلى قلة‬ ‫تواجد السوريين في نفس‬ ‫المنطقة‪ ،‬والسبب األول‬ ‫واأله��م هو رغبة الشاب‬ ‫السوري باالرتباط بفتاة‬ ‫محافظة محيطة بالعادات‬ ‫والتقاليد السورية‪ ،‬حيث ال‬ ‫يزال مهند وعلي يبحثان‬ ‫ع��ن ت��ل��ك ال��ف��ت��اة التي‬ ‫تناسب طريقة تفكيرهما‪،‬‬ ‫بانتظار اللقاء بها‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫تحقيق‬

‫وسط رائحة السارين تلوح حافالت التهجير‬ ‫بدء تطبيق اتفاق «الزبداني‪ -‬الفوعة»‬ ‫خرج��ت ‪ 50‬حافل��ة و ‪ 30‬س��يارة‬ ‫إس��عاف‪ ،‬صب��اح الي��وم الجمعة ‪14‬‬ ‫نيسان الجاري‪ ،‬تقل ما يقارب ‪5000‬‬ ‫ش��خص من المحاصرين في بلدتي‬ ‫كفريا والفوعة بإدلب‪ ،‬بينهم ‪1300‬‬ ‫ً‬ ‫متجهة نحو‬ ‫مس��لح و‪ 3700‬مدن��ي‬

‫مدين��ة حلب‪ ،‬فيم��ا ال تزال أكثر من‬ ‫‪ 40‬حافل��ة داخ��ل البلدتي��ن تنتظر‬ ‫استكمال عملية الخروج اليوم‪.‬‬ ‫عل��ى الجانب اآلخر‪ ،‬غ��ادرت مدينة‬ ‫الزبدان��ي وبلدة مضاي��ا حوالي ‪65‬‬ ‫حافل��ة تق��ل قرابة ‪ 3150‬ش��خصاً‬

‫وعد البلخي‬ ‫ويأتي ذلك بموجب االتفاق‬ ‫الذي تم في ‪ 28‬آذار الفائت‪،‬‬ ‫بين جيش الفتح وميليشيا‬ ‫حزب اهلل اللبناني برعاية‬ ‫قطرية‪ ،‬والذي ينص على‪:‬‬ ‫إخراج قرابة ‪ 3000‬شخص‬ ‫م��ن م��ض��اي��ا وال��زب��دان��ي‬ ‫وب���ل���ودان إل���ى ال��ش��م��ال‪،‬‬ ‫وإخ������راج ك��ام��ل ك��ف��ري��ا‬ ‫والفوعة على دفعتين‪ ،‬كما‬ ‫يتضمن إخراج ‪ 1500‬أسير‬ ‫وأسيرة من سجون النظام‬ ‫معظمهم م��ن ال��ن��س��اء‪،‬‬ ‫وإدخال مساعدات باإلضافة‬ ‫إل���ى ه��دن��ة ف��ي مناطق‬ ‫جنوب دمشق وأولها مخيم‬ ‫اليرموك المحاصر‪.‬‬ ‫وينص االتفاق على إخراج‬

‫ال��م��ح��اص��ري��ن ف��ي مخيم‬ ‫اليرموك إلى الشمال بعد‬ ‫مدة شهرين‪ ،‬وحل قضية‬ ‫‪ 50‬ع��ائ��ل��ة ع��ال��ق��ة في‬ ‫لبنان من أهالي الزبداني‬ ‫ومضايا‪.‬‬ ‫وي��ش��م��ل االت��ف��اق هدنة‬ ‫في كل من مدينة إدلب‬ ‫وتفتناز وبنش ورام حمدان‬ ‫وشلخ وبروما لمدة ‪ 9‬شهور‬ ‫تشمل جميع أنواع القصف‬ ‫المدفعي والجوي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ك�ل�ا م��ن هيئة‬ ‫ون��ف��ذت‬ ‫تحرير الشام وحركة أحرار‬ ‫ال��ش��ام‪ ،‬انتشارا عسكريا‬ ‫كبيرا لعناصرهما مساء‬ ‫األربعاء‪ ،‬حول بلدتي كفريا‬ ‫والفوعة بالتزامن مع تحرك‬

‫من المحاصرين فيهما‪ ،‬بينهم ‪400‬‬ ‫مقات��ل و ‪ 2750‬مدن��ي‪ ،‬متوجهين‬ ‫نح��و محافظ��ة إدل��ب ش��ما ً‬ ‫ال‪ ،‬عبر‬ ‫طريق إثريا ‪ -‬حل��ب وصو ً‬ ‫ال إلى حي‬ ‫الراش��دين نقط��ة دخ��ول المناطق‬ ‫المحررة‪.‬‬

‫الحافالت استعدادا لدخول‬ ‫البلدتين يوم الخميس‪.‬‬ ‫وذكرت وكالة إباء الناطقة‬ ‫باسم هيئة تحرير الشام‬ ‫أمس أن جيش الفتح قام‬ ‫بعملية تبادل أس��رى مع‬ ‫ق��وات النظام المتواجدة‬ ‫في كفريا والفوعة شملت‬ ‫إخ���راج ‪ 12‬معتقل وسبع‬ ‫جثث من أهالي البلدتين‬ ‫مقابل إخ��راج ‪ 19‬معتقال‬ ‫من قوات المعارضة‪.‬‬ ‫وك���ان االئ��ت�لاف الوطني‬ ‫لقوى الثورة والمعارضة‪،‬‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل���ى فصائل‬ ‫ال��ج��ي��ش ال���ح���ر‪ ،‬أدان����ت‬ ‫ف��ي وق��ت س��اب��ق‪ ،‬اتفاق‬ ‫«الفوعة»‪ ،‬وال��ذي وصفته‬ ‫باالتفاق «المريب» حول‬ ‫عملية تبادل السكان بين‬

‫من الزبداني إلى حي الوعر‬ ‫وق���ع���ت ل��ج��ن��ة ت��ف��اوض‬ ‫ح���ي ال���وع���ر وال��ل��ج��ن��ة‬ ‫الممثلة ل��ن��ظ��ام األس��د‬ ‫ف����ي‪ ،2017/3/11‬اتفاق‬ ‫تهجير أهالي حي الوعر‬ ‫الحمصي (آخر معقل لقوات‬ ‫ال��م��ع��ارض��ة ف��ي مدينة‬ ‫ح��م��ص)‪ ،‬وذل���ك برعايةٍ‬ ‫روسية تامة‪ ،‬ودون وجود‬ ‫أي ضمانات من قبلها أو من‬ ‫قبل ق��وات األس��د‪ ،‬وعقب‬ ‫ح��م��ل��ة ش��رس��ة م��ن قبل‬ ‫ق��وات األس��د والمليشيات‬ ‫المساندة له‪.‬‬ ‫ونص االتفاق المؤلف من‬ ‫ست صفحات‪ ،‬على خروج‬ ‫م��ن ي��رغ��ب م��ن مسلحي‬ ‫وأهالي حي الوعر بالخروج‬ ‫منه باتجاه الشمال‪ ،‬إما إلى‬ ‫ريف حمص الشمالي‪ ،‬أو إلى‬ ‫ريف إدلب‪ ،‬أو إلى جرابلس‬ ‫بريف حلب‪ ،‬وستتم عملية‬ ‫الخروج بالتعاون مع الهيئة‬

‫‪6‬‬

‫المدنية وال��ت��ي ستقوم‬ ‫بتشكيل لجنة لتنظيم‬ ‫أسماء الراغبين بالخروج‬ ‫قبل أن يتم اإلع�لان عنها‬ ‫واعتمادها‪ ،‬ومن ثم سيقوم‬ ‫نظام األسد بفتح المعابر‬ ‫وف��ك الحصار ع��ن الحي‪،‬‬ ‫وإدخال المواد الغذائية إليه‪،‬‬ ‫وبعد خروج أول دفعة سيتم‬ ‫السماح للموظفين بالدخول‬ ‫إل��ى ال��ح��ي لتفعيل عمل‬ ‫المؤسسات‪ ،‬فيما سيطبق‬ ‫النظام على من سيبقى‬ ‫داخل حي الوعر‪ ،‬القوانين‬ ‫واألحكام والتي قد تكون‬ ‫االعتقال أو القيد للخدمة‬ ‫العسكرية اإلجباري»‪ ،‬وفقاً‬ ‫لما نقلته «أوري��ن��ت نت‬ ‫ع��ن م��دي��ر م��رك��ز حمص‬ ‫اإلعالمي «أسامة أبو زيد»‪.‬‬ ‫وكانت لجنة مفاوضات حي‬ ‫الوعر‪ ،‬عقدت أول اجتماع‬ ‫لها م��ع ال��وف��د ال��روس��ي‪،‬‬

‫يوم االثنين ‪،2017/3/6‬‬ ‫وانتهى اللقاء باتفاق هش‬ ‫للتهدئة ووقف إطالق النار‪،‬‬ ‫في حين تسلمت اللجنة في‬ ‫اليوم التالي‪ ،‬مسودة اتفاق‬ ‫روسي جديد تتضمن نقاطاً‬ ‫متعددة أبرزها‪:‬‬ ‫« تطبيق وقف إطالق النار‬ ‫ثابت في الوعر بعد خروج‬ ‫أهالي الحي نحو شمالي‬ ‫س��وري��ا‪ ،‬وإج����راء عملية‬ ‫«تسوية» لألهالي‪ ،‬على‬ ‫أن تدخل «لجان شعبية»‬ ‫تتبع ل��ق��وات األس���د إل��ى‬ ‫الحي‪ ،‬وبعد اكتمال عمليات‬ ‫خروج المهجرين سينتشر‬ ‫ف��ي ال��ح��ي ال��ع��ش��رات من‬ ‫أف��راد الشرطة العسكرية‬ ‫الروسية المؤلفة من ‪60‬‬ ‫إل��ى ‪ 100‬عنصر‪ ،‬بينهم‬ ‫ض���ب���اط‪ ،‬ل��ح��ف��ظ األم���ن‬ ‫وتأمين ممتلكات السكان‬ ‫واإلش����راف المباشر على‬ ‫تنفيذ االتفاق وضمان عدم‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫مناطق «الزبداني وبلودان‬ ‫ومضايا وكفريا والفوعة»‪،‬‬ ‫معتبر ًة أن��ه يعزز الوجود‬ ‫اإليراني في دمشق وريفها‪،‬‬ ‫وأن تأثيراته لن تقف عند‬ ‫حدود سوريا بل ستمتد إلى‬ ‫الدول العربية األخرى التي‬ ‫تحاول إيران تفتيتها‪ ،‬وفقاً‬ ‫للبيان‪.‬‬

‫ال��ع�لاق��ات اإلع�لام��ي��ة في‬ ‫هيئة تحرير الشام «عماد‬ ‫الدين مجاهد»‪ ،‬في أول‬ ‫لمسؤول‬ ‫تصريح رسمي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫من إحدى األطراف الموقعة‬ ‫على االت��ف��اق‪ ،‬االتهامات‬ ‫وح��م�لات التخوين التي‬ ‫الحقت االتفاق‪ ،‬الذي بوشر‬ ‫اليوم بتنفيذ ثاني مراحله‬ ‫ب��إخ��راج دف��ع��ات متقابلة‬ ‫بين كفريا و الفوعة من‬ ‫جهة و مضايا و الزبداني‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬واصفاً تلك‬ ‫االن��ت��ق��ادات أو االتهامات‬ ‫بـ»المشاغبة»‪ ،‬والصادرة‬ ‫أش��خ��اص «ال‬ ‫ب��رأي��ه ع��ن‬ ‫ٍ‬ ‫يمثلون إال أنفسهم وال‬ ‫يمثلون الشعب السوري‬ ‫أس����اسً����ا»‪ ،‬وال���ذي���ن لم‬ ‫يستطيعوا إخ���راج أسير‬ ‫واحد وال إيصال سلة إغاثة‬ ‫واح��دة للمحاصرين‪ ،‬على‬ ‫حد تعبيره ل «أورينت نت»‪.‬‬

‫وأك���د ك� ً‬ ‫ل�ا م��ن االئ��ت�لاف‬ ‫وفصائل الجيش الحر‪ ،‬على‬ ‫أن االتفاق يعتبر جريمة ضد‬ ‫اإلنسانية وذلك وفق أحكام‬ ‫الفقرة «د» من المادة ‪ 7‬من‬ ‫النظام األساسي لمحكمة‬ ‫الجنايات الدولية‪ ،‬مطالبين‬ ‫المجتمع الدولي بالتدخل‬ ‫العاجل حياله‪.‬‬

‫وق��ال «مجاهد»‪« :‬إن من‬ ‫يحق له رفض االتفاق أو‬ ‫الموافقة عليه هم أهل‬ ‫مضايا والزبداني ومخيم‬ ‫اليرموك ال غيرهم‪ ،‬فهم‬ ‫ال��ذي��ن يتأثرون بالقبول‬ ‫من عدمه‪ ،‬وهم من أخرج‬ ‫ع��دة بيانات ومظاهرات‬ ‫وف��ي��دي��وه��ات ي��ف��وض��ون‬ ‫ج��ي��ش ال��ف��ت��ح ب��إت��م��ام‬ ‫االتفاق‪ ،‬ونحن نعمل ألجل‬

‫حدوث أي خروقات من أي‬ ‫طرف‪ ،‬باإلضافة إلى منع أي‬ ‫من عناصر المليشيات التي‬ ‫تقاتل إلى جانب النظام من‬ ‫دخول الحي؛ حيث سيكون‬ ‫مسموحا فقط للشرطة‬ ‫المدنية التابعة للنظام‬ ‫بالدخول‪.‬‬ ‫وخ��رج��ت ال��دف��ع��ة األول��ى‬ ‫م��ن ح��ي ال��وع��ر بتاريخ‬ ‫وال��ت��ي‬ ‫‪،2017/3/18‬‬ ‫شملت خ���روج أك��ث��ر من‬ ‫ثالثمئة عائلة تضم بين‬ ‫‪ 1300‬و‪ 1500‬شخص‪،‬‬ ‫م��ع��ظ��م��ه��م م���ن ال��ن��س��اء‬ ‫واألط����ف����ال وال��م��رض��ى‬ ‫والجرحى‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫‪ 150‬من مقاتلي المعارضة‬ ‫خرجوا بأسلحتهم الخفيفة‬ ‫ع��ل��ى م��ت��ن ‪ 40‬ح��اف��ل��ة‪،‬‬ ‫ووص��ل��ت بعد يومين إلى‬ ‫مخيم شمارق التابع لمدينة‬ ‫إعزاز بريف حلب‪.‬‬ ‫وتلتها ال��دف��ع��ة الثانية‪،‬‬ ‫ب��ت��اري��خ ‪،2017/3/28‬‬ ‫وال��ت��ي ضمت نحو ألفي‬

‫ش��خ��ص ن��ص��ف��ه��م ن��س��اء‬ ‫وأطفال‪ ،‬والتي وصلت إلى‬ ‫مخيم «زوغرة» الذي يبعد‬ ‫عن جرابلس حوالي ‪ 30‬كم‪،‬‬ ‫إذ تعاني هذه المخيمات من‬ ‫نقص كبير في الخدمات‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن عدم جاهزيتها‬ ‫الستقبال هذا العدد الكبير‬ ‫من مهجري الحي‪.‬‬

‫م��ن جانبه‪ ،‬رف��ض مدير‬

‫وخ��رج��ت الدفعة الثالثة‬ ‫واألخيرة من مهجري حي‬ ‫ال��وع��ر‪ ،‬والتي تألفت من‬ ‫‪ 1800‬مهجراً (‪ 657‬رج ً‬ ‫ال‬ ‫و‪ 358‬سيدة و‪ 443‬طف ً‬ ‫ال)‪،‬‬ ‫منهم ‪ 400‬مقاتل‪ ،‬و ‪428‬‬ ‫عائلة‪ ،‬على متن حوالي ‪45‬‬ ‫حافلة و ‪ 9‬سيارات إسعاف‬ ‫لنقل الجرحى والمرضى‬ ‫و ‪ 5‬شاحنات لنقل أمتعة‬ ‫األهالي‪ ،‬وذلك في الرابع‬ ‫من نيسان الجاري‪ ،‬واتجهت‬ ‫مخيم ساعد بريف إدلب‪.‬‬ ‫يذكر أن حي الوعر ‪-‬وهو‬ ‫آخر معاقل المعارضة في‬

‫استنقاذ أهلنا المحاصرين‪،‬‬ ‫وإخراجهم أح��ب إلينا من‬ ‫كل ش��يء‪ ،‬ونسخر قواتنا‬ ‫وجهدنا للحفاظ على دم‬ ‫واحد منهم‪ ،‬وهذا االتفاق‬ ‫لوال تفويضهم وموافقتهم‬ ‫لما أقدمنا عليه وال تفاوضنا‬ ‫مع العدو اإليراني أو تحدثنا‬ ‫معه»‪ ،‬مشدداً على أن كافة‬ ‫بنود االتفاق «واضحة”‪.‬‬

‫وت��ج��در اإلش����ارة إل���ى أن‬ ‫قوات المعارضة وميليشيا‬ ‫حزب اهلل اللبناني‪ ،‬كانا قد‬ ‫توصال التفاق «الفوعة‪-‬‬ ‫الزبداني» األول‪ ،‬في ‪29‬‬ ‫أيلول عام ‪،2015‬‬ ‫وال�����ذي ن���ص ع��ل��ى وق��ف‬ ‫إط��ل�اق ن���ار ل��م��دة ستة‬ ‫أش��ه��ر‪ ،‬وإج��ل�اء مقاتلي‬ ‫ال���م���ع���ارض���ة وال���ج���رح���ى‬ ‫وال��م��رض��ى وال��راغ��ب��ي��ن من‬ ‫ال��م��دن��ي��ي��ن م���ن م��دي��ن��ة‬ ‫الزبداني بريف دمشق إلى‬ ‫محافظة إدل���ب‪ ،‬مقابل‬ ‫خروج عشرة آالف شخص‬ ‫م���ن األط���ف���ال وال��ن��س��اء‬ ‫والمسنين فوق الخمسين‬ ‫وال��ج��رح��ى م��ن ب��ل��دت��ي «‬ ‫ال��ف��وع��ة» و «ك��ف��ري��ا»‬ ‫بريف إدلب‪ ،‬على أن ينفذ‬ ‫االت��ف��اق ف��ي ‪ 30‬أي��ل��ول‬ ‫ب��رع��اي��ة األم���م المتحدة‪،‬‬ ‫وت��ش��ك��ل مجموعة عمل‬ ‫لضمان تنفيذ بنوده‪.‬‬

‫المدينة قبل االتفاق‪ -‬شهد‬ ‫أعنف الحمالت العسكرية‬ ‫مطلع شباط وحتى مطلع‬ ‫آذار الماضيين‪ ،‬واستخدمت‬ ‫فيها ق��وات النظام سالح‬ ‫الجو بكثافة لم يشهدها‬ ‫الحي منذ اندالع الثورة في‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪.2011‬‬

‫ويأتي تنفيذ اتفاق‬ ‫«الزبداني‪ -‬الفوعة»‪،‬‬ ‫واس��ت��ك��م��ال تنفيذ‬ ‫اتفاق «الوعر» بعد‬ ‫أي����ام م���ن ارت��ك��اب‬ ‫ط�����ي�����ران ال���ن���ظ���ام‬ ‫لمجزرة خان شيخون‬ ‫بالسالح الكيماوي‪،‬‬ ‫والتي راح ضحيتها‬ ‫ن��ح��و ‪ 100‬شهيد‬ ‫م��ن أه���ل المدينة‪،‬‬ ‫م���ع���ظ���م���ه���م م��ن‬ ‫األط���ف���ال‪ ،‬وإص��اب��ة‬ ‫أكثر من ‪ 500‬مدني‪.‬‬


‫تحقيق‬

‫من جديد جريمة بال دماء‬

‫شهادات على المجزرة‬ ‫في صباح يوم الثالثاء الرابع من نيس��ان‬ ‫الجاري‪ ،‬اس��تفاق أهالي خان شيخون في‬ ‫ري��ف إدلب الجنوب��ي على رائح��ة الموت‬ ‫الصامت بعد أن استهدف الطيران المدينة‬ ‫بأرب��ع صواري��خ بعضه��ا محم��ل بغ��از‬ ‫السارين السام‪.‬‬ ‫مجدداً وللمرة الثالثة في س��وريا‪ ،‬بال دم‬ ‫ي��روي أهالي خان شيخون‬ ‫ك��ي��ف ك���ان ذاك الصباح‬ ‫الذي اغتسل فيه أبناءهم‬ ‫وزوجاتهم بالماء وناموا‬ ‫ب��أع��ي��ن م��ف��ت��وح��ة وأي���ادٍ‬ ‫مرفوعة‪.‬‬ ‫عن ذل��ك اليوم ق��ال عمار‬ ‫سلوم وهو من أهالي خان‬ ‫ش��ي��خ��ون ال��ذي��ن عايشوا‬ ‫المجزرة لزيتون‪:‬‬ ‫«في يوم الثالثاء ‪ 4‬نيسان‬ ‫‪ 2017‬في الساعة ‪6،25‬‬ ‫ص��ب��اح �اً‪ ،‬قصف الطيران‬ ‫ال��ح��رب��ي س��ي��خ��وي أرب��ع��ة‬ ‫صواريخ على مدينة خان‬ ‫شيخون (صاروخين على‬ ‫الحي الشمالي وصاروخين‬ ‫ع��ل��ى ال��ح��ي ال��غ��رب��ي��ة)‪،‬‬ ‫فتصاعد من القصف في‬ ‫الحي الغربي دخ��ان أسود‬ ‫ك��ث��ي��ف‪ ،‬بينما ف��ي الحي‬ ‫الشمالي عند مركز الحبوب‬ ‫لم يرتفع دخان مماثل»‪.‬‬

‫وأض����اف‪« :‬ن��ف��ذ الطيران‬ ‫ال��ص��واري��خ األرب��ع��ة دفعة‬ ‫واح���دة على غير عادته‬ ‫وذل��ك لكي يصرف انتباه‬ ‫ال��ن��اس‪ ،‬فنحن في الحالة‬ ‫الطبيعية في ح��ال تنفيذ‬ ‫غارات على المنطقة نختبئ‬ ‫في المالجئ واألقبية‪ ،‬ولكن‬

‫وال لون وال رائحة س��قط عشرات الشهداء‬ ‫ف��ي مدينة خان ش��يخون‪ ،‬فبع��د أن قتل‬ ‫في كب��رى مجازره في الغوطة الش��رقية‬ ‫أكثر من ‪ 1700‬مدني عاد ليستخدمه في‬ ‫عقربات بري��ف حماه‪ ،‬وكانت حصيلته في‬ ‫عدة قرى ما يقارب ‪ 90‬شهيداً مدنياً‪.‬‬

‫عندما نادى الدفاع المدني‬ ‫بطلب اإلسعاف قام األهالي‬ ‫بالتوجه إلى الحي الشمالي‬ ‫وقبل أن نصل إلى منطقة‬ ‫االستهداف شعرنا بالدوار‬ ‫واالرتخاء وبعض االختناق‪،‬‬ ‫وأوض��ح السلوم أن عدد‬ ‫الشهداء والمصابين كان‬ ‫من الممكن أن يكون أكبر‬ ‫بكثير لوال نزوح قسم من‬ ‫األه��ال��ي من المدينة في‬ ‫اليوم السابق من حدوث‬ ‫ال��م��ج��زرة‪ ،‬نتيجة القصف‬ ‫العنيف ال��ذي تعرضت له‬ ‫المدينة‪ ،‬والذي استمر من‬ ‫الصباح حتى الساعة ‪4‬‬ ‫عصراً‪ ،‬فحدث نزوح جزئي‬ ‫في المدينة ما لبث أن أصبح‬ ‫كلياً بعد حدوث المجزرة‪،‬‬ ‫لتصبح مدينة خان شيخون‬ ‫ً‬ ‫خاوية على عروشها‪.‬‬ ‫يصف السلوم حال األهالي‬ ‫بأنه يرثى له‪ ،‬وأن الخوف‬ ‫وال��ه��ل��ع الزال يرافقهم‬ ‫حتى ف��ي ن��زوح��ه��م‪ ،‬وما‬ ‫ح��دث في ذل��ك الصباح ال‬ ‫زال يثير مخاوفهم من‬ ‫تكراره‪ ،‬السيما أن إشاعات‬ ‫تم تناقلها عبر المراصد‬ ‫تفيد أن هناك ضربة ثانية‬ ‫سيتم تنفيذها فجر يوم‬

‫«ل��م نكن ن��درك بعد أن هناك غ��ازات‬ ‫كيميائية في الجو‪ ،‬ولكننا أدركنا حينها‬ ‫من اختناق البعض والسعال واحمرار‬ ‫العيون أن هناك غ��ازاً ساماً‪ ،‬فسارعنا‬ ‫إلى دخول المنازل وإسعاف المصابين‪،‬‬ ‫كما قمنا بتحذير أهالي المدينة بواسطة‬ ‫القبضات الالسلكية المتوفرة في كافة‬ ‫المنازل‪ ،‬في الوقت ال��ذي ب��دأت فيه‬ ‫األص��وات تعلو من مكبرات المساجد‬ ‫محذر ًة األهالي من االقتراب من مناطق‬ ‫االستهداف‪ ،‬ولم يكن يخطر في بالنا أنه‬ ‫سارين كنا نظن أنه غاز الكلور»‪.‬‬

‫األربعاء‪ ،‬ما دفع الناس إلى‬ ‫النزوح‪ ،‬وقد أغار الطيران‬ ‫ف��ي ال��س��اع��ة ‪ 5‬م��ن فجر‬ ‫يوم األربعاء‪ ،‬ولم تسجل‬ ‫أي��ة إص��اب��ات بسبب نزوح‬ ‫األهالي‪ ،‬كما أن الغارات لم‬ ‫تحتوي على غازات‪.‬‬ ‫محمد الحلو أحد المصابين‬ ‫بغاز السارين قال لزيتون‪:‬‬ ‫بعد الغارات الصباحية التي‬ ‫تعرضت لها خان شيخون‬ ‫خرجنا أن��ا وأخ��ي لنسعف‬ ‫اثنين من جيراننا كانت‬ ‫ت��ظ��ه��ر عليهم أع���راض‬ ‫االختناق وخروج الزبد من‬ ‫أفواههم‪ ،‬وأثناء نقلنا لهم‬ ‫شعرنا بالدوار واالرتخاء‪،‬‬ ‫غ��ب��ت ع��ن ال��وع��ي لمدة‬ ‫خ��م��س س���اع���ات‪ ،‬وح��ي��ن‬ ‫صحوت علمت أن إخوتي‬ ‫الثالثة احمد وعبد الكريم‬ ‫ويوسف قد أصيبوا ومازال‬ ‫أح���د إخ��وت��ي يعاني من‬ ‫ارتخاء في فكه وأل��م في‬ ‫أط��راف��ه وح��رق��ة واح��م��رار‬ ‫بالعيون وضيق في التنفس‬ ‫وضعف بالنظر‪.‬‬ ‫وأض���اف الحلو‪« :‬ل��م يكن‬ ‫هناك أي��ة رائ��ح��ة غريبة‬ ‫ول��ك��ن األط���ف���ال ش��ع��روا‬ ‫بحرقة في أعينهم‪ ،‬وحين‬ ‫شككنا بوجود غاز سام في‬ ‫الجو‪ ،‬قمنا بإخراج العائالت‬ ‫من األقبية ووضعنا لهم‬ ‫ح��ف��اض��ات أط��ف��ال مبللة‬ ‫بالماء‪ ،‬وعندما تمكنا من‬ ‫ال��خ��روج نزحنا على أمل‬ ‫أن نعود ف��ي أق��رب وقت‬ ‫ممكن»‪.‬‬ ‫وب���ث ن��اش��ط��ون مقطعاً‬ ‫م��ص��وراً ليسرى اليوسف‬ ‫التي فقدت ‪ 19‬ف��رداً من‬ ‫عائلتها‪ ،‬والتي ظهر شقيقها‬ ‫عبد الحميد اليوسف على‬ ‫القنوات التلفزيونية‪.‬‬ ‫وروت يسرى في المقطع‬ ‫المصور‪ ،‬أنه بعد استهداف‬

‫صور من المجزرة ‪ -‬أنترنت‬ ‫المدينة وخ��روج��ه��م إلى‬ ‫الشارع تعرضوا لحرقة في‬ ‫عيونهم وسقط بعضهم‬ ‫مغميا عليه‪ ،‬م��ا دفعهم‬ ‫للشك بأن غازاً ساماً قد تم‬ ‫قصفهم به‪.‬‬ ‫وأضافت يسرى أنها سارعت‬ ‫بالطلب من الجميع غسل‬ ‫وجوههم بالماء بعد أن رأت‬ ‫ابنتها شيماء وهي تسقط‬ ‫ميتة‪ ،‬وهي الوحيدة التي‬ ‫تمكنت م��ن وداع��ه��ا قبل‬ ‫دفنها‪ ،‬حيث ل��م تستطع‬ ‫وداع إخوتها وزوجاتهم‬ ‫وأط��ف��ال��ه��م نتيجة ع��دم‬ ‫قدرتها على الرؤية‪.‬‬ ‫من جهته قال عبد الحميد‬ ‫اليوسف‪ :‬إن زوجته التجأت‬ ‫مع طفلتيه التوأم إلى ملجأ‬ ‫تحت األرض ظنا منها أنه‬ ‫سيحميهم من غاز السارين‬ ‫وق���د وج���ده���م األه��ال��ي‬ ‫مختنقين في الملجأ‪.‬‬ ‫ونشر مركز إدلب اإلعالمي‬ ‫مقطعاً مصوراً ظهر فيه‬ ‫أسامة الخالد أحد أهالي‬ ‫خان شيخون وهو يروي ما‬ ‫حدث يوم المجزرة‪ ،‬ويذكر‬ ‫أسامة فيه كيف أنه توجه‬ ‫بعد الضربة لتفقد أخيه‬ ‫وعائلته‪ ،‬القاطنين في‬ ‫منطقة االستهداف ليرى‬ ‫ً‬ ‫ميتة‬ ‫أشخاصاً وحيواناتً‬ ‫ع��ل��ى ال��ط��ري��ق‪ ،‬وي��ش��رح‬ ‫أسامة كيف وجد عائلة أخيه‬ ‫وقد قضت بعد أن تجمعوا‬ ‫بإحدى زوايا المنزل‪ ،‬أصيب‬ ‫بعدها أسامة بالغاز وتم‬

‫نقله إل��ى إح���دى النقاط‬ ‫الطبية القريبة‪.‬‬ ‫ع�����اد ع�����دد ق��ل��ي��ل م��ن‬ ‫المصابين بغاز السارين إلى‬ ‫مدينة خان شيخون حاملين‬ ‫معهم آثار اإلصابة‪ ،‬البعض‬

‫منهم عاجز ع��ن تحريك‬ ‫أطرافه والبعض يتلعثم‬ ‫بالكالم‪ ،‬إضافة إلى عالمات‬ ‫م��ن االرت��خ��اء والصدمة‪،‬‬ ‫فيما يزال العدد األكبر في‬ ‫المشافي في تركيا‪.‬‬

‫رسالة من أهالي خان شيخون‬ ‫يتساءل عبد الحميد‬ ‫اليوسف في تسجيل‬ ‫مصور له عن سبب هذا‬ ‫الحقد الذي استهدف به‬ ‫منطقة مدنية مؤكدا‬ ‫على أن المنطقة خالية‬ ‫من أية نقاط أو مظاهر‬ ‫عسكرية‪.‬‬ ‫ويقول األهالي في خان‬ ‫شيخون أن الضربات‬ ‫األمريكية التي استهدفت‬ ‫مطار الشعيرات لم‬ ‫تغير شيئاً في نفوسهم‬ ‫وال سيما بعد ورود‬ ‫معلومات عن عودة‬ ‫المطار إلى العمل وإقالع‬ ‫الطائرات منه مجدداً‪ ،‬وأن‬ ‫الصواريخ األمريكية لم‬ ‫تؤثر حتى إلى حدّ إخراج‬ ‫المطار من الخدمة‪ ،‬وهو‬ ‫أقل ما يمكن فعله‪.‬‬ ‫كما يؤكد األهالي أن الرد‬ ‫األمريكي لم يكن مساوياً‬ ‫للمجزرة‪ ،‬فال يمكن أن‬ ‫يكون استهداف المطار‬ ‫معاد ً‬ ‫ال لحياة ما يقارب‬ ‫‪ 100‬شهيد و‪ 500‬مصاب‬ ‫الذين سقطوا في خان‬ ‫شيخون‪.‬‬

‫وتمنى األهالي أن تكون‬ ‫المجزرة دافعا للعالم‬ ‫ليتأكد من أن إسقاط هذا‬ ‫النظام أولوية إنسانية‪،‬‬ ‫كما طالبوا بأن تكون‬ ‫الضربات األمريكية أكثر‬ ‫جدية وفاعلية بشكل‬ ‫تضمن به إسقاط النظام‪.‬‬ ‫كما وجه أهالي خان‬ ‫شيخون رسالة إلى‬ ‫الحكام والشعوب العربية‬ ‫الصامتة بالقول "الى‬ ‫متى ستبقون صامتين"‪.‬‬ ‫وكان نظام األسد قد‬ ‫استهدف المدنيين بغاز‬ ‫السارين ألول مرة بتاريخ‬ ‫سوريا والثورة في ‪ 21‬آب‬ ‫‪ 2013‬راح ضحيتها أكثر‬ ‫من ‪ 1700‬شهيد‪.‬‬ ‫كما استخدم للمرة الثانية‬ ‫غاز السارين في ناحية‬ ‫عقيربات بريف حماه‬ ‫الشرقي راح ضحيتها ‪90‬‬ ‫مدنياً منهم ‪ 35‬من قرية‬ ‫جروح بينهم ‪ 16‬طف ً‬ ‫ال‬ ‫و‪ 43‬من قرية الصاللية‬ ‫و‪ 7‬من قرية حمادة عمر‬ ‫وشهيدين من قرية‬ ‫القسطل ‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫اقتصاد‬

‫الماء والثلج على أبواب رمضان والصيف‬ ‫مع اقتراب فصل الصيف وشهر رمضان‪ ،‬وما يرافقه من عودة األزمات مرتبطة بتأمين المياه وقوالب الثلج‬ ‫في مناطق الش���مال الس���وري وال سيما في محافظة إدلب وريفها‪ ،‬وازدياد الحاجة إليهما ال سيما في شهر‬ ‫رمضان‪.‬‬ ‫خاص زيتون‬ ‫تأتي الحاجة إلى المياه‬ ‫استمرار‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫مشكلتها التي لم تحل‬ ‫في أغلب المناطق‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب صعوبة تنفيذ‬ ‫الحلول الواجب إتباعها‬ ‫للتخفيف من حدة األزمة‪،‬‬ ‫ويأتي على رأس تلك‬ ‫الحلول فرض الجباية‬ ‫على األهالي‪ ،‬وهو أحد‬ ‫الشروط التي وضعتها‬ ‫المانحة‬ ‫المنظمات‬ ‫للمجالس المحلية من‬ ‫أجل ديمومة الدعم‬ ‫وإيجاد حلول منطقية‬ ‫لهذه األزمة‪.‬‬ ‫ويعتمد أهالي ريف إدلب‬

‫حالياً على بعض الضخات‬ ‫التي تقوم بها وحدات المياه‬ ‫في بعض المناطق إضافة‬ ‫إلى التزود بمياه الصهاريج‬ ‫المرهقة والمكلفة ويقارب‬ ‫سعر الصهريج ‪4000‬‬ ‫ليرة سورية‪ ،‬وهو على‬ ‫الرقم من قلته إال انه‬ ‫يعتبر ضغطا ماديا كبيرا‬ ‫على شرائح مجتمعية ال‬ ‫تجد قوت يومها في ظل‬ ‫األوضاع الراهنة‪.‬‬ ‫وهو ما يؤكده "المعتصم‬ ‫باهلل هزاع " أحد المواطنين‬ ‫في مدينة سراقب بحديثه‬ ‫لزيتون‪" :‬نعاني بشكل‬ ‫كبير من عدم توفر المياه‬

‫في الحي الشرقي‪ ،‬وال‬ ‫حتى أثناء توفر الخط‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وقدمت أنا‬ ‫وسكان الحي الكثير‬ ‫من الشكاوي‪ ،‬يقدم لنا‬ ‫المجلس المحلي في كل‬ ‫فترة غير محددة وحسب‬ ‫إمكانياته صهريج مياه‬ ‫بسعر مخفض (‪)1000‬‬ ‫ليرة سورية‪.‬‬ ‫ويضيف الهزاع‪" :‬نحن‬ ‫ثالثة أخوة مع عائالتنا‬ ‫أسبوع‬ ‫كل‬ ‫يلزمنا‬ ‫صهريج مياه بسعر‬ ‫‪ 4000‬ليرة سورية أي‬ ‫بمعدل ‪ 20‬ألف ليرة‬ ‫شهريا فقط للمياه‪.‬‬

‫غالء أسعار الصهاريج والتباين بين منطقة وأخرى‬ ‫سجّلت أسعار الصهاريج مؤخراً ارتفاعاً‬ ‫كبيراً‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن تباينها بين منطقة‬ ‫وأخرى‪ ،‬حيث تتراوح ما بين ‪2000-1600‬‬ ‫ليرة سورية في مدينة كفرنبل‪ ،‬وما بين الـ‬ ‫‪ 2500‬إلى‪ 4000‬ليرة في مدينة سراقب‪،‬‬ ‫أما في مدينة معرة مصرين فقد وصل‬ ‫سعر الصهريج إلى‪ 4500‬ليرة‪ ،‬في حين‬ ‫يتراوح سعره في مناطق شمال إدلب من الـ‬ ‫‪ 3000‬ليرة إلى ‪ 4000‬ليرة‪.‬‬

‫ويعزو «أبو الفضل»‪ -‬أحد أهالي ريف‬ ‫إدلب‪ -‬اختالف أسعار صهاريج المياه من‬ ‫منطقة إلى أخرى‪ ،‬إلى عملية تالعب‬ ‫باألسعار من قبل مالكي صهاريج المياه‬ ‫ليس إلاّ ‪ ،‬مبيناً أنه في الوقت الذي يُباع‬ ‫فيه الصهريج في بلدته بسعر ‪3000‬‬ ‫ليرة‪ ،‬كان يباع في البلدة المجاورة بسعر‬ ‫‪ 1600‬ليرة في تباين واضح في األسعار‪،‬‬ ‫وغياب واضح لألسباب‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫إجراءات تخفيف األزمة في رمضان المقبل‬ ‫مدير وح��دة مياه سراقب‬ ‫«يحيى الخضر» قال لزيتون‬ ‫موضحاً بعض الخطط التي‬ ‫تتم مناقشتها‪« :‬تبدأ األزمة‬ ‫بشكل دائ��م منذ الشهر‬ ‫ال��س��ادس وتستمر حتى‬ ‫الشهر الحادي عشر من كل‬ ‫عام‪ ،‬وتبلغ ذروتها في شهر‬ ‫رم��ض��ان‪ ،‬والب��د من وضع‬ ‫خطة وأخ���ذ االحتياطات‬ ‫الالزمة لمواجهتها»‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬وضعنا بالتنسيق‬ ‫مع األط��راف المعنية منها‬ ‫المجلس المحلي ومجلس‬ ‫الشورى في مدينة سراقب‬ ‫الكثير م��ن الخطط بما‬ ‫يتعلق ب��م��وض��وع تأمين‬ ‫م��ادة ال��دي��زل‪ ،‬باإلضافة‬

‫‪8‬‬

‫إل��ى العمل المستمر مع‬ ‫المجلس المحلي ووح��دة‬ ‫كهرباء سراقب في السعي‬ ‫ل��ت��أم��ي��ن خ��ط ال��ت��ف��ري��غ‪،‬‬ ‫وخاصة في فصل الصيف‪،‬‬ ‫من أجل تخفيف العبء على‬ ‫المواطن والوحدة بآن معاً‪.‬‬ ‫وأك���د الخضر أن الصيف‬ ‫القادم سيختلف في هذا‬ ‫ال��ع��ام ع��ن سابقه‪ ،‬وذل��ك‬ ‫بسبب وج���ود احتياطي‬ ‫لألشهر الثالثة القادمة‪،‬‬ ‫وس��ي��س��ت��م��ر ال��وض��ع في‬ ‫ضخ أربع ضخات كل شهر‬ ‫حاليا قابلة للزيادة‪ ،‬من‬ ‫خالل توفير خط التفريغ‬ ‫وم��س��اه��م��ة األه��ال��ي في‬ ‫دف��ع الجباية الضرورية‪،‬‬ ‫كونها تساهم في المخزون‬

‫االحتياطي لألزمات‪.‬‬ ‫م��ج��ل��س ال���ش���ورى في‬ ‫سراقب وهو جهة رقابية‬ ‫على المؤسسات الخدمية‬ ‫دعا األهالي إلى المبادرة‬ ‫بحل األزم���ة ع��ن طريق‬ ‫دفع ما يترتب عليهم من‬ ‫جباية وقال رئيس مجلس‬ ‫الشورى «محمد وجيه حبار‬ ‫لزيتون‪:‬‬ ‫« وضعت المنظمة الداعمة‬ ‫لمشروع المياه شرط جباية‬ ‫األموال من المشتركين في‬ ‫وحدة مياه سراقب وحددتها‬ ‫بما ال يقل عن ‪ 3‬مليون‬ ‫ليرة شهرياً‪ ،‬ولقد قدمت‬ ‫المنظمة خالل بداية العقد‬ ‫‪ 2500‬دوالر ويقل المبلغ‬ ‫تدريجيا بحسب الجباية‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫وال��ش��روط التي تتحقق‪،‬‬ ‫فمثال خالل الشهر الماضي‬ ‫ت��م ت��زوي��د وح���دة المياه‬ ‫ب ‪ 14000‬دوالر فقط‬ ‫مشروطة بعملية الجباية‪.‬‬ ‫وأضاف الحبار‪ :‬نرجوا من‬ ‫األخوة المواطنين التعاون‬ ‫في ما يخص الجباية فلدينا‬ ‫في سراقب ما يقارب ‪5000‬‬ ‫أالف دفتر عائلة‪ ،‬يمكن لو‬ ‫تم دف��ع ‪ 1000‬ليرة عن‬ ‫كل عائلة أن نجمع مبلغ ‪5‬‬ ‫مليون‪ ،‬وهذا يفيض عن‬ ‫المبلغ المحدد للجباية»‪.‬‬ ‫وع���ن ال��م��ب��ال��غ ال��ت��ي تم‬ ‫جبايتها من األه��ال��ي في‬ ‫األشهر األخيرة لم يقدم‬ ‫م��دي��ر وح���دة ال��م��ي��اه في‬ ‫سراقب أو رئيس مجلس‬ ‫ال��ش��ورى أرق��ام �اً واضحة‪،‬‬ ‫والسبب يعود بحسب رأيهم‬ ‫إلى تفاوت المبالغ بين كل‬ ‫شهر وأخر‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬حذر المجلس‬ ‫ال��م��ج��ل��س ال��م��ح��ل��ي في‬ ‫مدينة بنش في بيانٍ صدر‬ ‫عنه‪ ،‬أهالي المدينة من‬ ‫الهدر واإلس���راف في مياه‬ ‫الشرب واستخدامها إال في‬ ‫األغ��راض المخصصة لها‪،‬‬ ‫موضحاً أن المجلس سيسير‬ ‫دوريات في شوارع المدينة‬ ‫وسيتم ات��خ��اذ اإلج���راءات‬ ‫القانونية بحق المخالفين‪.‬‬ ‫ك��ذل��ك ط��ال��ب ك��ل� ً‬ ‫ا من‬ ‫المجلس المحلي ووح��دة‬ ‫المياه في قرية كفردريان‪،‬‬ ‫أهالي القرية في منشور‬ ‫ع��ل��ى ص��ف��ح��ة المجلس‬ ‫الرسمية ف��ي فيس بوك‬ ‫قبل أيام‪ ،‬بإصالح وصيانة‬ ‫الخطوط المنزلية الفتحات‬ ‫نصف إن��ش ال��ت��ي تسبب‬ ‫ه��درا ف��ي المياه وضعف‬ ‫في ضغط الشبكة العامة‪،‬‬ ‫ب���ال���ت���وازي م���ع م��ش��روع‬ ‫الصيانة ال��ق��ائ��م حالياً‪،‬‬ ‫وذلك استعدادا لعملية ضخ‬ ‫نظامية قريبة عبر الشبكة‬ ‫العامة‪ ،‬موضحين أن��ه ال‬ ‫يسمح للبيت الواحد أكثر‬ ‫من خط واحد بفتحة منزلية‬ ‫نصف أنش‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وح���ذر المجلس المحلي‬ ‫ووح���دة مياه ك��ف��ردري��ان‪،‬‬ ‫األهالي من مد خط جديد‬

‫دون ال��رج��وع إل��ى وح��دة‬ ‫المياه بالقرية وم��راق��ب‬ ‫الشبكة‪ ،‬وأي مخالفة سيتم‬ ‫الكشف عنها سوف يحوّل‬ ‫مرتكبها للقضاء مباشرة‬ ‫ويُفرض عليه غرامة مالية‪.‬‬ ‫بالمقابل‪ ،‬أطلقت وح��دة‬ ‫المياه في مدينة سراقب‪،‬‬ ‫وب��ال��ت��ع��اون م���ع مكتب‬ ‫مساعدة المواطن والشرطة‬ ‫الحرة والدفاع المدني في‬ ‫المدينة‪ ،‬ف��ي ‪ 28‬شباط‬ ‫ال��م��اض��ي‪ ،‬حملة لتوعية‬ ‫أهالي مدينة سراقب حول‬ ‫ترشيد استهالك المياه‪،‬‬ ‫ح��م��ل��ت ع��ن��وان “ال��م��ي��اه‬ ‫مسؤوليتك”‪.‬‬ ‫وج����اءت الحملة ب��ع��د ما‬ ‫الحظت الجهات المعنية‪،‬‬ ‫ه��در كميات كبيرة من‬ ‫المياه م��ن خ�لال (غسيل‬ ‫ال��س��ي��ارات‪ ،‬أو التنظيف‬ ‫أمام المنازل‪ ،‬والكثير من‬ ‫األع��ط��ال ف��ي الضابطة‬ ‫لخزانات المواطنين‬ ‫وعن المبالغ التي تم‬ ‫جبايتها من األهالي‬ ‫في األشهر األخيرة‬ ‫لم يقدم مدير وحدة‬ ‫المياه في سراقب أو‬ ‫رئيس مجلس الشورى‬ ‫أرقاماً واضحة‪ ،‬والسبب‬ ‫يعود بحسب رأيهم إلى‬ ‫تفاوت المبالغ بين كل‬ ‫شهر وأخر‪.‬‬

‫الثلج في رمضان‬ ‫تفاقمت في السنوات‬ ‫األخيرة الماضية مشاكل‬ ‫الحصول على قوالب‬ ‫الثلج المصنعة في معامل‬ ‫خاصة ومنتشرة بشكل‬ ‫محدود في محافظة إدلب‪،‬‬ ‫وتنتج المشاكل من قلة‬ ‫إنتاج تلك المعامل مقابل‬ ‫الحاجة المفاجئة التي تطرأ‬ ‫عليها‪ ،‬واإلقبال الكبير‬ ‫من قبل األهالي‪ ،‬والتوتر‬ ‫المرافق الستهداف الطيران‬ ‫للتجمعات أمام مراكز البيع‪.‬‬ ‫وشهدت بعض البلدات في‬ ‫ريف إدلب حوادث مؤسفة‬ ‫نتيجة االزدحام راح في‬ ‫بعضها ضحايا من األهالي‪،‬‬ ‫كما حدث بتاريخ ‪21‬‬ ‫حزيران خالل العام الماضي‬ ‫إذ تطورّت مالسنة كالمية‬ ‫جرت بين نازحين من‬ ‫مدينة مورك يقطنون في‬ ‫بلدة البارة مع أهالي البلدة‬ ‫من أجل قالب ثلج وسرعان‬ ‫ما تحولت المالسنة إلى‬ ‫مشاجرة بالسالح تبعها‬ ‫إطالق الرصاص بشكل‬

‫عشوائي ما أدى إلى وفاة‬ ‫شابين‪.‬‬ ‫كما سقط قتلى في‬ ‫إطالق نار جراء جدل وقع‬ ‫بين صاحب معمل ثلج‬ ‫ومجموعة ممن بائعي الثلج‬ ‫في مخيم الكرامة‪ ،‬تطور‬ ‫إلى إطالق نار‪ ،‬قتل فيه‬ ‫شخصان وثالثة جرحى‪.‬‬ ‫وحول االحتياطات التي‬ ‫تم اتخاذها من قبل‬ ‫المصنعين لقوالب الثلج‬ ‫قال سامر حمود وهو‬ ‫صاحب معمل في ريف‬ ‫إدلب‪" :‬لألسف سيتم رفع‬ ‫سعر قالب الثلج لهذا العام‬ ‫على األرجح بسبب زيادة‬ ‫سعر المحروقات والتكاليف‬ ‫الالزمة‪ ،‬وما زلنا عاجزين‬ ‫عن زيادة اإلنتاج أو تجنب‬ ‫المشاكل السابقة‪ ،‬إال‬ ‫أن بعض المعامل التي‬ ‫أنشأت حديثاً قد تخفف‬ ‫من حدة الطلب على هذه‬ ‫المادة‪ ،‬كما سنقوم بتنظيم‬ ‫موضوع البيع بالجملة‬ ‫والمفرق تجنباً لما حصل‬ ‫في السنوات الماضية من‬ ‫ارتفاع األسعار"‪.‬‬ ‫كما عبر نضال المحمد‬ ‫صاحب معمل أخر عن‬ ‫مشكلة استهداف المعامل‬ ‫نتيجة االزدحام وتجمع‬ ‫السيارات من قبل الطيران‬ ‫مستشهدا بحوادث سابقة‪،‬‬ ‫ومضيفاً أن رفع أسعار‬ ‫الثلج سببه هو جشع التجار‬ ‫والباعة المتجولين بحسب‬ ‫رأيه مضيفاً أنهم كأصحاب‬ ‫معامل لتصنيع قوالب‬ ‫الثلج يعملون حالياً مع‬ ‫بعض الجهات المعنية على‬ ‫وقف استغالل مراكز البيع‬ ‫والسيارات الجوالة لألهالي‪،‬‬ ‫عبر تحديد أسعار قوالب‬ ‫الثلج‪ ،‬ومحاولة تنظيم‬ ‫الدور وتخفيف االزدحام‬ ‫أمامها‪ ،‬عبر زيادة كمية‬ ‫القوالب المصنعة"‪.‬‬ ‫وتنتشر من المعامل التي‬ ‫تصنّع الثلج‪ ،‬في سراقب‬ ‫وكفرنبل ومعرة النعمان‬ ‫وغيرها‪ ،‬تحتاج مدّة‬ ‫التجميد إلى ساعة لكل‬ ‫عشرين قالب‪ ،‬ويباع القالب‬ ‫الواحد من المعمل بـ ‪400‬‬ ‫ليرة‪ ،‬ليصل إلى السوق‬ ‫بمبلغ ‪ 1200‬ليرة‪.‬‬

‫ال يبدو أن جديدا سيتغير‬ ‫في هذا الصيف عما‬ ‫سبقه‪ ،‬رغم تكرر األزمات‬ ‫في كل عام‪ ،‬وهو ما‬ ‫يفترض بالهيئات أن يوجد‬ ‫حلوالً طبيعية‪ ،‬لكن ال‬ ‫شيء من هذا يلوح في‬ ‫األفق‪.‬‬


‫حكايا‬

‫أزمة منتصف العمر‬ ‫المرأة أو كليهما تصرفات‬ ‫غريبة‪ ،‬إلى درجة أن يحاول‬ ‫رج��ل ف��ي الخمسين من‬ ‫عمره معاكسة فتاة صغيرة‬ ‫ليثبت لزوجته التي تسير‬ ‫إلى جانبه أنه مازال شاباً‪،‬‬ ‫وف��ي الجانب اآلخ���ر تجد‬ ‫كثير من الزوجات يحاولن‬ ‫تقليد الفتيات الصغيرات‬ ‫ب��ال��م�لاب��س وال��ت��ص��رف��ات‬ ‫للفت انتباه أزواجهن‪ ،‬كما‬ ‫تكون أحياناً كثرة الهموم‬ ‫واألعباء أو االهتمامات سبباً‬ ‫في محاولة أحد الطرفين أو‬ ‫كليهما للهروب من الواقع‬ ‫ومحاولة االنشغال بأمور‬ ‫تدخل السعادة إلى قلبه من‬ ‫وجهة نظره‪.‬‬

‫ريف إدلب ‪ -‬زيتون‬

‫حي��ن فتح��ت س��عاد الباب‬ ‫ألختها ري��م لمحت عالئم‬ ‫االنزع��اج والقل��ق عل��ى‬ ‫وجهه��ا‪ ،‬وحي��ن حاولت أن‬ ‫تفهم منه��ا م��ا الخطب؟‪،‬‬ ‫وه��ل هناك من مش��كلة‪،‬‬

‫خلعت ري��م حجابها وقالت‬ ‫بغض��ب‪« :‬هن��اك بع��ض‬ ‫الش��عر األبي��ض ق��د غزا‬ ‫ش��عري ماذا افعل؟‪ ،‬وكيف‬ ‫أستطيع التخلص منه؟»‪.‬‬

‫عليه ‪-‬كما يطلق الكثيرون‪-‬‬ ‫اسم جهلة األربعين‪ ،‬بينما‬ ‫ازدادت هي ات��زان�اً ووعياً‬ ‫وف��ه��م�اً للحياة ف��ي تلك‬ ‫المرحلة‪ ،‬على حدّ قولها‪.‬‬

‫وضحة العثمان‬ ‫واستها سعاد بقولها‪« :‬إنها‬ ‫مرحلة منتصف العمر يا‬ ‫ريم‪ ،‬وما من وسيلةٍ إليقاف‬ ‫مسيرة الحياة وتقدم العمر‬ ‫يوماً بعد يوم‪ ،‬وهذا الشيب‬ ‫ليس إال دليل تلك األيام‬ ‫ال��ت��ي مضت م��ن عمرنا‪،‬‬ ‫الجميع يمر بها‪ ،‬هناك من‬ ‫يتخطاها بهدوء وهناك من‬ ‫تتغير كل تفاصيل حياته‬ ‫في هذه المرحلة»‪.‬‬ ‫ما تمر به ريم هي مرحلة‬ ‫يمر بها الجميع‪ ،‬لكن لكل‬ ‫انسان طريقته بالتعامل‬ ‫مع هذه المرحلة‪ ،‬البعض‬ ‫يتملكه القلق فيما يستسلم‬ ‫ل��ه أخ����رون وال��ب��ع��ض قد‬ ‫يتحداه ويقاومه بمظاهر‬ ‫واض��ح��ة ق��د ت��ك��ون مثارا‬ ‫لسخرية المقربين من‬ ‫محيطه‪.‬‬ ‫أبو عمر الذي بلغ الخامسة‬ ‫واألرب��ع��ي��ن‪ ،‬ت��ع��ام��ل مع‬ ‫الشيب بطريقةٍ مختلفةٍ‪،‬‬ ‫فحاول أن يخبأه عبر تغيير‬ ‫تسريحة ش��ع��ره‪ ،‬وزادت‬ ‫فترة وقوفه أم��ام المرآة‪،‬‬ ‫وحاول ارتداء مالبس ذات‬ ‫ألوانٍ زاهية‪ ،‬وبالغ بكمية‬

‫العطر حتى مألت رائحته‬ ‫الحي بأكمله والشوارع التي‬ ‫يسير فيها‪.‬‬ ‫ل��م تكن تلك مشكلة أم‬ ‫عمر مع زوجها‪ ،‬بل كانت‬ ‫باختالقه المشاكل ألسباب‬ ‫ت��اف��ه��ة أو دون أس��ب��اب‪،‬‬ ‫وت��وج��ي��ه��ه االن��ت��ق��ادات‬ ‫ال�لاذع��ة ل��ه��ا باستمرار‬ ‫ح��ول كل ش��يء (مالبسها‬ ‫وطريقة طهيها وترتيبها‬ ‫حتى ألث��اث منزلها)‪ ،‬ومن‬ ‫ثم بقائه ألوق��ات طويلة‬ ‫خارج المنزل‪ ،‬علمت بعدها‬ ‫أنه تزوج من فتاة تصغره‬ ‫بعشرين عاماً‪ ،‬فما كان من‬ ‫أم عمر إال أن تركت منزلها‬ ‫مصطحبة أطفالها وغادرت‬ ‫حياته‪.‬‬ ‫لم يدم زواج أبو عمر أكثر‬ ‫من عامين‪ ،‬رُزق خاللهما‬ ‫بطفل من زوجته الثانية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وبعد أن تم الطالق بينهما‪،‬‬ ‫اكتشف أنه خسر عائلتيه‪،‬‬ ‫فقد رفضت زوجته األولى‬ ‫العودة إليه حتى بعد طالق‬ ‫ضرتها‪ ،‬ألنها رأت أن أبو‬ ‫عمر تأثر سلباً بما أطلقت‬

‫آراء المختصين‬ ‫الطبيب النفسي حسن‬ ‫الكردي يقول‪« :‬إنها حالة‬ ‫يعيشها معظم ال��رج��ال‬ ‫وال���ن���س���اء‪ ،‬ول��ك��ن ليس‬ ‫بالضرورة أن تكون حالة‬ ‫ع��ام��ة للجميع‪ ،‬فهناك‬ ‫أشخاص كثيرون ال تتغير‬ ‫سلوكياتهم وحياتهم تبعاً‬ ‫�ن م��ع��ي��ن‪ ،‬ول��ك��ن قد‬ ‫ل��س� ٍ‬ ‫يشعر الرجال والنساء معاً‬ ‫بأنهم عملوا لفترات طويلة‬ ‫في شبابهم‪ ،‬ول��م يجدوا‬ ‫ال��وق��ت ال��ك��اف��ي للتفكير‬ ‫بخصوصيتهم كأشخاص‬ ‫عاشوا وعملوا ألجل أسرهم‬ ‫فقط‪ ،‬ولم يفكروا بأنفسهم‬ ‫فتجدهم يراجعون أنفسهم‬ ‫وي��ح��اول��ون ت��ع��وي��ض ما‬ ‫أض���اع���وه ف��ي شبابهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فسحة‬ ‫وإع��ط��اء أنفسهم‬ ‫للسعادة والراحة‪ ،‬ال سيما أن‬ ‫الكثير منهم في مجتمعنا‬ ‫يكون أبناؤهم قد بلغوا سن‬ ‫المراهقة أو الشباب‪ ،‬وبدأ‬ ‫األه��ل يحسون بتمردهم‬ ‫واستقالليتهم»‪.‬‬

‫أب���و أح��م��د ال���ذي ازع��ج��ه‬ ‫كونه أصبح جداً بعد زواج‬ ‫ابنته قال لزيتون‪« :‬عندما‬ ‫أصبحت في سن األربعين‬ ‫ب��دأت أشعر بالخوف من‬ ‫الموت ومن األمراض‪ ،‬كما‬ ‫أنني بدأت أشعر بأن أوالدي‬ ‫وزوجتي باتوا بعيدين عني‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫لكل منهم أعماله وعالقاته‬ ‫وخصوصيته»‪.‬‬ ‫ويرى االختصاصي النفسي‬ ‫ياسر العمر أن م��ن أهم‬ ‫العوامل التي تدفع الرجال‬ ‫والنساء إل��ى ال��وق��وع في‬ ‫تلك األزم���ة‪ ،‬ه��و ال��ف��راغ‬ ‫الذي يعيشه الجنسين في‬ ‫تلك المرحلة نتيجة التقاعد‬ ‫من العمل أحياناً أو انشغال‬ ‫كل طرف عن اآلخر بأمور‬ ‫الحياة أو انشغال أبنائهم‬ ‫بشؤونهم حسب أعمارهم‪،‬‬ ‫مما يولد عند ال��رج��ل أو‬

‫تقول نورة جبران عن أزمة‬ ‫منتصف العمر والتعامل‬ ‫معها لموقع اسأل طبيبك‪:‬‬ ‫يخفق الكثير من الرجال‬ ‫وال��ن��س��اء ف���ي ال��ت��ع��ام��ل‬ ‫م��ع أزم���ة منتصف العمر‬ ‫ل��دى الشريك‪ ،‬فيبدأ كل‬

‫منهما بانتقاد اآلخر ولومه‬ ‫والتشكيك فيه‪ ،‬ما يُفاقم‬ ‫ال��خ�لاف��ات بين الزوجين‬ ‫وي��زي��د ال��ف��ج��وة بينهما‪.‬‬ ‫وإذا كانت الوقاية أسلم‬ ‫وأفضل من العالج‪ ،‬فال بد‬ ‫من الحرص على بناء أفراد‬ ‫أسوياء نفسيا ومشبعين‬ ‫عاطفيا م��ن��ذ طفولتهم‬ ‫مرورا بالمراهقة والشباب‬ ‫وحتى بلوغ الحياة الزوجية‬ ‫والتي تعتبر الفترة األطول‬ ‫واألكثر صعوبة في حياة‬ ‫اإلن��س��ان‪ ،‬ن��ظ��را لظروف‬ ‫ال���ت���واص���ل واالح��ت��ك��اك‬ ‫اليومي لإلنسان بالشريك‬ ‫واألب����ن����اء‪ .‬ف��األش��خ��اص‬ ‫ال���ذي���ن ي��ح��ص��ل��ون على‬ ‫الحب واالهتمام والعالقات‬ ‫الزوجية المُرضية‪ ،‬تتدنى‬ ‫بشدة احتمالية مواجهتهم‬ ‫ألي صعوبات في منتصف‬ ‫ال��ع��م��ر‪ .‬وه����ي تتطلب‬ ‫ذك��ا ًء شديدا وتسامحا مع‬ ‫الشريك‪ ،‬فما يمر فيه حدث‬ ‫طبيعي «ال إرادي»‪.‬‬

‫وتختم ن��ورة بالقول‪ :‬في النهاية إنه العمر‬ ‫األجمل‪ ،‬منتصف العمر هو عمر البدايات وليس‬ ‫النهايات‪ ،‬هو عمر األحالم المؤجلة التي حان‬ ‫وقت تنفيذها‪ ،‬وهو عمر اإلنجازات األكثر وعيا‬ ‫ودقة وعقالنية‪ ،‬فال تسمحوا لرقم أن يختزل‬ ‫مافي داخلكم من طاقات وإمكانات وق��درات‬ ‫هناك أعمال كثيرة قام بها الكثيرين وهم في‬ ‫سن الخمسون والستون فالح زرع قطعة ارض‬ ‫بأشجار وهو كله أمل أن يأكل من ثمارها‪ ،‬وكم‬ ‫من امرأة قررت أن تمحوا أميتها وفعلت وهي‬ ‫في سن الخمسون وأصبحت تعلم األطفال‬ ‫وتحدثهم عن روعة العلم والجد أكمل تعليمه‬ ‫الجامعي مع حفيده وتخرجا معا وسيدة في عمر‬ ‫الخمسون قررت أن تفتح مركزا رياضيا ونجحت‬ ‫وعلمت السيدات أن في الرياضة صحة وحياة‬ ‫فمن أطلق على منتصف العمر اسم األزمة فقد‬ ‫أخطأ واخطأ كثيراً‪.‬‬

‫الدكتور ديريك ميلن‪ ،‬أخصائي في علم النفس السريري ومؤلف كتاب‬ ‫التعامل مع أزمة منتصف العمر‪ ،‬أن البحث العلمي عن أزمة منتصف‬ ‫العمر قليل جداً‪.‬‬ ‫يقول أن «ما لدينا من البيانات العلمية محدود من حيث النوعية‬ ‫والدراسات الموجودة»‪.‬‬ ‫«ُتصدر معظم المواد المكتوبة عن أزمة منتصف العمربشكل كتب‬ ‫يصدرها صحفيين بدالً من الباحثين ال ُمدرّبين‪ .‬وتكون هذه اإلصدارات‬ ‫سطحية ووصفية لن يتم نشرها في مجلة علمية‪.‬‬ ‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫حوار‬

‫«رغداء غنوم»‪ ..‬حضور أنثوي عنيد في الثورة‬ ‫أجرى الحوار‪ :‬ياسمين محمد‬

‫ب��ذاك الحضور األنثوي األني��ق والكثيف‪ ،‬في‬ ‫مختلف مس��ارات الحراك السلمي‪ ،‬ليس على‬ ‫مس��توى المشاركة فقط‪ ،‬بل على مستويات‬ ‫التأس��يس والقي��ادة والتنظي��م‪ ،‬والحض��ور‬ ‫الواثق والق��وي الذي ينم عن ثقافة وعزيمة‬

‫صقلتها التجارب‪ ،‬مأل فضاء شبكات التواصل المستويات واألصعدة‪ ،‬حتى جعلن من الثورة‬ ‫االجتماع��ي وشاش��ات التلف��زة‪ ،‬ولفت أنظار أنث��ى وجعلت الث��ورة من كل واح��دةٍ منهن‬ ‫ً‬ ‫شعلة ووقوداً لها‪.‬‬ ‫العال��م إلى ت��اء التأنيث التي ش��كلت عالمة‬ ‫الربي��ع الس��وري الفارق��ة‪ ،‬حي��ث ش��اركت‬ ‫بشكل فعال في الثورة وعلى مختلف‬ ‫األنثى‬ ‫ٍ‬

‫"رغداء غنوم" ناشطة طموحة من مدينة سراقب‪ ،‬شاركت منذ األيام األولى‬ ‫للثورة‪ ،‬ارتبط اسمها بالثورة وهي في ريعان شبابها‪ ،‬وفي بداية دراستها‬ ‫الجامعية في مدينة حمص‪ ،‬بعد أن رأت أن الحراك الثوري منذ البدايات هو‬ ‫مستقبلها األفضل‪ ،‬فتركت دراستها الجامعية‪ ،‬حيث كانت طالبة في السنة‬ ‫الثانية بقسم اللغة العربية بجامعة البعث بحمص‪ ،‬والتحقت بموكب الثورة‪.‬‬

‫في البدء‬ ‫كانت المظاهرة‬ ‫شاركت «رغداء» في بداية‬ ‫الثورة في المظاهرات التي‬ ‫كانت تخرج ضمن الحرم‬ ‫الجامعي‪ ،‬ثم في إضراب‬ ‫الكرامة السوري‪ ،‬وعملت‬ ‫بتوثيق اإلض��راب وتصوير‬ ‫ال��م��ظ��اه��رات وبثها على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫قبل أن تتعرض للمالحقة‬ ‫األمنية‪.‬‬ ‫بعد االقتحامات المتكررة‬ ‫للسكن الجامعي من قبل‬ ‫ق��وات النظام‪ ،‬وذل��ك بعد‬ ‫نحو ثالثة أشهر من بدء‬ ‫الثورة‪ ،‬التحقت بالتمريض‬ ‫وإسعاف الجرحى سراً في‬ ‫مشفى الشفاء في مدينتها‬ ‫سراقب‪.‬‬ ‫وك�����ان ال����داف����ع األك��ب��ر‬ ‫لمشاركة رغداء هو إيمانها‬ ‫بصدق األصوات التي نادت‬ ‫بالثورة‪ ،‬وال��روح الحقيقية‬ ‫للثورة وأهدافها‪ ،‬ورؤيتها‬ ‫الظلم والقمع بأم عينها‪،‬‬ ‫مما دفعها للخروج ضد‬ ‫ال��ك��ب��ت وال��ظ��ل��م ون��ص��رة‬ ‫للشعب الذي نال من الظلم‬ ‫كثيراً‪ ،‬على حد تعبيرها‬ ‫لزيتون‪.‬‬ ‫ش���ارك���ت رغ������داء خ�لال‬ ‫ال��س��ن��وات ال��م��اض��ي��ة من‬ ‫ال��ث��ورة ف��ي ال��ع��دي��د من‬ ‫ال��ن��ش��اط��ات اإلن��س��ان��ي��ة‬ ‫والطبية والتنموية‪ ،‬بد ًء‬ ‫م����ن‪ :‬ح���م�ل�ات اإلغ���اث���ة‬ ‫وال��ت��وع��ي��ة ف��ي المناطق‬ ‫والمخيمات‪،‬‬ ‫المنكوبة‬ ‫إل��ى الحمالت الطبية في‬

‫‪10‬‬

‫المناطق النائية‪ ،‬وص��و ً‬ ‫ال‬ ‫إلى تأسيس وإدارة فريق‬ ‫الخنساء التطوعي‪ ،‬وإدارة‬ ‫مكتب الشمال المحرر في‬ ‫راب��ط��ة الياسمين (وه��ي‬ ‫عبارة عن تجمع لجمعيات‬ ‫تعاونية)‪.‬‬

‫تاسيس فريق‬ ‫الخنساء التطوعي‬ ‫وع����ن ف���ري���ق ال��خ��ن��س��اء‬ ‫التطوعي وعمله‪ ،‬قالت‬ ‫«رغ����داء» ل��زي��ت��ون‪« :‬كنا‬ ‫ق��راب��ة ال ‪ 15‬متطوعاً‬ ‫معظمهم م��ن ال��ش��ب��ان‪،‬‬ ‫نعمل م��ع �اً بشكل غير‬ ‫منظم في معالجة الجرحى‬ ‫والمصابين ف��ي البيوت‬ ‫ون��ق��دم لهم م��ا نستطيع‬ ‫تقديمه ضمن إمكانياتنا‬ ‫المتواضعة‪ ،‬وقررنا إنشاء‬ ‫ال��ف��ري��ق كتجمع شبابي‬ ‫ينظم عملنا‪ ،‬وبدأنا بجمع‬ ‫التبرعات من األصدقاء‪ ،‬ثم‬ ‫تطور عملنا بتنفيذ بعض‬ ‫ال��م��ش��اري��ع ب��ال��ت��ع��اون مع‬ ‫بعض الجمعيات‪ ،‬وأبرزها‬ ‫رابطة الياسمين»‪.‬‬ ‫وأضافت‪« :‬ونقوم في فريق‬ ‫الخنساء بتدريب الفتيات‬ ‫على التمريض واالسعافات‬ ‫االولية‪ ،‬ضمن دورات يقيمها‬ ‫الفريق‪ ،‬وقد تم تخريج ما‬ ‫يقارب مئة شابة قادرة على‬ ‫العمل واإلسعاف في جميع‬ ‫ال��ظ��روف‪ ،‬ونعمل بشكل‬ ‫ي��وم��ي ف��ي م��ق��ر الفريق‬ ‫في مدينة سراقب‪ ،‬ضمن‬ ‫برنامج ت��دري��ب اسعافي‬ ‫وتمريضي‪ ،‬وعملنا مشترك‬ ‫(إغاثي‪ -‬طبي)‪ ،‬كما بدأنا‬

‫العمل مؤخراً على الملف‬ ‫التعليمي‪ ،‬وقد دفعنا إلى‬ ‫ذلك حرص أعضاء الفريق‬ ‫على المساهمة الحقيقية‬ ‫ب���اإلع���م���ار وال��ن��ه��وض‬ ‫والمساهمة‬ ‫بمجتمعنا‬ ‫ف��ي أكبر ق��در ممكن من‬ ‫المجاالت‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫رس���م االب��ت��س��ام��ة على‬ ‫وج��وه األطفال‪ ،‬حيث كان‬ ‫مشروع كسوة العيد من‬ ‫أكثر المشاريع التي أدخلت‬ ‫السعادة إل��ى قلوبنا بعد‬ ‫رؤية سعادة وفرح األطفال‬ ‫حينها»‪.‬‬

‫تحديات‬ ‫وصعوبات‬ ‫وحول الصعوبات والمخاطر‬ ‫التي واجهتها «رغداء» خالل‬ ‫عملها‪ ،‬قالت‪« :‬كانت أبرز‬ ‫الصعوبات والتحديات التي‬ ‫واجهتها هي عملي كفتاة‬ ‫وحيدة ضمن الكادر الطبي‬ ‫ف��ي المناطق المنكوبة‬ ‫أو المشتعلة‪ ،‬ومواجهتي‬ ‫للموت ع��دة م��رات‪ ،‬سواء‬ ‫عبر استهدافنا المباشر‬ ‫من قبل الطيران كنقاط‬ ‫ط��ب��ي��ة‪ ،‬أوع��ن��د إصابتي‬ ‫بالكلور مرتين أثناء العمل‪،‬‬ ‫باإلضافة إل��ى التحديات‬ ‫ال��ت��ي واج��ه��ن��اه��ا خ�لال‬ ‫تأسيس ف��ري��ق الخنساء‬ ‫وحتى استطعنا االنطالق‬ ‫ب��ه��ذا الشكل ال���ذي نحن‬ ‫عليه اآلن‪ ،‬وال��ذي وصلنا‬ ‫إليه بفضل صدق وإخالص‬ ‫كادرنا»‪.‬‬ ‫وأضافت‪ :‬أما الموقف األبرز‬ ‫ال��ذي ترك أث��راً كبيراً في‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫نفسي‪ ،‬فهو عندما كنا‬ ‫نعالج أح��د األط��ف��ال في‬ ‫مدينة إدل��ب‪ ،‬بعد تعرضه‬ ‫إلصابة في أطرافه السفلية‬ ‫ج���راء ال��ق��ص��ف‪ ،‬ووال��دت��ه‬ ‫تبكي أمامه وه��و يحاول‬ ‫تهدئتها وي��ق��ول لها‪« :‬ال‬ ‫تخافي يا أمي‪ ،‬أنا رجل‪ ،‬ال‬ ‫يستطيع بشار وال طائراته‬ ‫إخافتي»‪ ،‬حيث ذهلت من‬ ‫قوته وكالمه األكبر من‬ ‫عمره‪ ،‬وأحسست بالعجز‬ ‫التام أمامه‪.‬‬ ‫وحول موقف أهلها ودعمهم‬ ‫لها‪ ،‬أوضحت «رغ��داء» أن‬ ‫كل عملها ك��ان بموافقةٍ‬ ‫ودعم من عائلتها التي كان‬ ‫ٍ‬ ‫لها ال��دور اإليجابي الكبير‬ ‫ف��ي عملها‪ ،‬إيماناً منهم‬ ‫بالثورة وبمطلبها الحق‬ ‫بالحرية لشعبنا‪ ،‬ورد الظلم‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫ورأت «رغداء» أن مشاركة‬

‫المرأة في الثورة كانت فعالة‬ ‫ج��داً‪ ،‬وأنها تميزت بثباتها‬ ‫على الصعاب‪ ،‬ومشاركتها‬ ‫الواسعة في كافة المجاالت‬ ‫سياسياً وطبياً وتعليمياً‬ ‫وإغاثياً وغيرها‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫أن��ه��ا أصبحت ت��ن��وب عن‬ ‫الرجل في العائالت التي‬ ‫فقدت أزواج��ه��ا‪ ،‬فتحملت‬ ‫ع����بء ت��رب��ي��ة أوالده�����ا‬ ‫ومتاعب الحياة الصعبة في‬ ‫ظل الحرب ال��دائ��رة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب مشاركتها في بقية‬ ‫المجاالت‪.‬‬ ‫وأكدت «رغداء غنوم» على‬ ‫نيتها مواصلة مسيرتها في‬ ‫العمل الثوري‪ ،‬وشعورها‬ ‫بالفخر بعملها‪ ،‬وشعورها‬ ‫بالتقصير في الوقت ذاته‬ ‫أم��ام احتياجات المدنيين‬ ‫المتواصلة‪،‬‬ ‫ومعاناتهم‬ ‫يدفعها إلى ذلك إيمانها بأن‬ ‫الثورة ستنتصر وستحمل‬

‫نقوم في فريق الخنساء‬ ‫بتدريب الفتيات على‬ ‫التمريض واالسعافات‬ ‫االول��ي��ة‪ ،‬ضمن دورات‬ ‫يقيمها الفريق‪ ،‬وقد تم‬ ‫تخريج م��ا ي��ق��ارب مئة‬ ‫شابة قادرة على العمل‬ ‫واإلس���ع���اف ف��ي جميع‬ ‫الظروف‪ ،‬ونعمل بشكل‬ ‫يومي في مقر الفريق‬ ‫ف��ي م��دي��ن��ة س��راق��ب‪،‬‬ ‫ضمن برنامج تدريب‬ ‫اسعافي وتمريضي‬ ‫لسوريا وأهلها مستقب ً‬ ‫ال‬ ‫مشرقاً‪ ،‬وذلك ألنها عبرت‬ ‫على أش�لاء أبناء الوطن‪،‬‬ ‫وقادتها إرادة شعب اليعرف‬ ‫الهزيمة‪ ،‬فأثبتت بتضحيات‬ ‫شعبها أن��ه��ا ث���ورة ع��زة‬ ‫وك��رام��ة ف��ي وج��ه الظلم‬ ‫واإلستبداد‪.‬‬

‫زيتون‪ -‬مساهمة فريق الخنساء في إنشاء مخيم لنازحي ريف حماه في إدلب‬


‫فنون‬

‫رواية السوريون األعداء‬

‫نص يختصر نصف قرن من حياة السوريين‬ ‫ٌ‬ ‫الحفر في ذاكرة الضحية وإعادتها للحياة لتمثل مشهد قتلها يتطلب‬ ‫القسوة لدى الكاتب كما يتطلب القدرة على تحدي الكآبة لدى القارئ‪.‬‬ ‫كل كلمة تخش��اها س��تجدها ه��ي التالية ف��ي ه��ذه الرواية‪ ،‬وكل‬ ‫معلومة مرت بثوب اإلش��اعة س��تجدها جالس��ة في الش��ارع أمامك‬ ‫بكامل منطقيتها كحقيقة بسيطة‪.‬‬ ‫رائد رزوق‬ ‫بجرأة وشجاعة يضع فواز‬ ‫ح����داد الممثلين ضمن‬ ‫أدوارهم ويرتب السوريين‬ ‫ب��م��ا ه���م ع��ل��ي��ه ليعيد‬ ‫للتاريخ أمانته‪ ،‬ابتدا ًء من‬ ‫ص��اح��ب االن��ق�لاب الخالد‬ ‫وحاشيته‪ ،‬مروراً بالجالدين‬ ‫والتجار المنتفعين وانتهاء‬ ‫بالضحايا‪.‬‬ ‫م��ا إن تنتهي م��ن ق��راءة‬ ‫«ال��س��وري��ي��ن األع�����داء»‬ ‫وت��ت��م��ل��ك��ك ال��غ��ص��ة مما‬ ‫تحمّله السوريون في ظل‬ ‫حكم األسدين‪ ،‬حتى تشعر‬ ‫بالفخر م��ن ك��ون الكاتب‬ ‫سورياً وأن الرواية السورية‬ ‫وصلت إلى هذا المستوى‬ ‫من العمق واإلبداع‪.‬‬ ‫أي م��ج��ن��ون ي��م��ك��ن��ه أن‬ ‫يفكر في اختزال خمسين‬ ‫عاماً من آالم شعب عبر‬ ‫خمسمائة صفحة‪ ،‬غير‬ ‫ك��ات��ب ي��رف��ض أن يعفو‬ ‫الزمن آثار الجريمة‪ ،‬مؤكداً‬ ‫في نهايتها على أن ثورة‬ ‫ال��س��وري��ي��ن ال���ي���وم هي‬ ‫امتدادٌ طبيعي لظلم قديم‬ ‫مستمر‪« ،‬ثمة شيء يحوم‬ ‫ف��ي الجو ن��ار تنتظر من‬ ‫يشعلها»‪.‬‬ ‫يأخذك ح��داد لتشاهد ما‬ ‫عتم عليه لسنوات ويضعك‬ ‫أمام القاتل والضحية في‬ ‫آن معاً‪ ،‬يعذبك في تدمر‬ ‫حتى تشعر بالسياط على‬ ‫جلدك‪ ،‬يدخلك فروع األمن‬ ‫ويوضح ماهية العالقة بين‬ ‫السوريين األع���داء بذكاء‬ ‫وبراعة‪.‬‬ ‫تبدأ الرواية باستيالء األسد‬ ‫األب على السلطة وحتى‬ ‫ً‬ ‫مستعرضة‬ ‫يومنا ه���ذا‪،‬‬ ‫أساليب وآليات النظام في‬ ‫التمسك في الحكم‪ ،‬ومدى‬ ‫اإلجرام المتبع في حمايته‪،‬‬ ‫وت��ب��ي��ن ج��وه��ر ال��دائ��رة‬ ‫المسيطرة على مقاليد‬

‫السلطة‪.‬‬ ‫الشخصيات الثالث رئيسية‬ ‫التي اعتمد عليها حداد في‬ ‫سرد روايته‪ ،‬يمكن أن يرى‬ ‫ال��ق��ارئ م��ن خاللهما جل‬ ‫الشرائح السورية وأول تلك‬ ‫الشخصيات هو‪:‬‬ ‫المهندس‪ ،‬وهو شاب فاشل‬ ‫يشي بخاله المعارض في‬ ‫سبيل تسلقه سلم السلطة‪،‬‬ ‫ح��ت��ى ب���ات م��ن الضباط‬ ‫ال��ن��اف��ذي��ن ف���ي القصر‬ ‫ال��ج��م��ه��وري‪ ،‬وم��ن خالله‬ ‫تتكشف دهاليز السلطة‬ ‫واإلج��رام في ما يحاك في‬

‫إلح��ب��اط م��س��ع��اه‪ ،‬س��وى‬ ‫تعمدها أال يرى الخوف على‬ ‫وج��وه صغارها‪ ،‬ضمتهم‬ ‫إليها تمنعهم من النظر إلى‬ ‫الخلف أفلحت خالل اقل من‬ ‫لحظة في إبعاد أنظارهم‬ ‫عنه‪ ،‬وباليد األخرى ضمت‬ ‫ال��رض��ي��ع إل����ى ص��دره��ا‬ ‫واستدارت تحميه بساعدها‬ ‫ويتابع ح��داد سبر أغ��وار‬ ‫النفس البشرية المجرمة‪،‬‬ ‫من خالل المهندس‪ ،‬الذي ال‬ ‫يتوانى عن الوشاية برفاقه‪،‬‬ ‫ف��ي ج��و م��وب��وء بالوشاية‬ ‫واالنتهازية والوقاحة‪ ،‬إذا‬ ‫يعود المهندس إلى قريته‬ ‫التي لفظته بعدما وشى‬ ‫بخاله ليستعرض قوته‬

‫ما إن تنتهي من قراءة «السوريين األعداء»‬ ‫وتتملكك الغصة مما تحمّله السوريون في‬ ‫ظل حكم األسدين‪ ،‬حتى تشعر بالفخر من‬ ‫كون الكاتب سورياً وأن الرواية السورية وصلت‬ ‫إلى هذا المستوى من العمق واإلبداع‬ ‫القصر الجمهوري‪.‬‬ ‫يرتكب هذا الضابط جريمة‬ ‫قتل غير م��ب��ررة‪ ،‬عائلة‬ ‫ح��م��وي��ة م��ؤل��ف��ة م��ن ج��دٍ‬ ‫وكنته وحفيدتيه‪ ،‬بعد ان‬ ‫يرسل األب إلى معسكرات‬ ‫اإلعدام‪ ،‬وذلك أثناء مجزرة‬ ‫ح��م��اه ل��ك��ي يثبت والءه‬ ‫للنظام وجدارته للتسلق‪.‬‬ ‫«ك���ان ضابطاً محظوظاً‬ ‫حالفه الخالء والدم وشهوة‬ ‫القتل‪ ،‬يحمل رشاشاً في‬ ‫مدينةٍ مستباحةٍ أتيحت‬ ‫له فرصة لم يتباطأ في‬ ‫استغاللها»‪.‬‬ ‫« رف���ع ال���رش���اش وس��دد‬ ‫ن��ح��وه��م‪ ،‬ت��ح��ف��زت األم‪،‬‬ ‫نظراتها أوقعت في يقينه‬ ‫أنها حزرت ما سوف يفعله‪،‬‬ ‫ك��اد أن يقول لها ساخراً‪:‬‬ ‫قلبك دليلك‪ ،‬لن تنفعها‬ ‫رباطة جأشها‪ ،‬إذ ال وسيلة‬

‫وتفوقه‪.‬‬ ‫من قريته يعود حامال فكرة‬ ‫تأليه «القائد الخالد» وينفذ‬ ‫حملة نشر صوره وتماثيله‬ ‫وإط�ل�اق اس��م��ه على كل‬ ‫ش����يء‪ ،‬ح��ت��ى ع��ل��ى كتب‬ ‫ودف��ات��ر األط��ف��ال‪ ،‬لتصبح‬ ‫سوريا األسد‪.‬‬ ‫أنشأ جهازاً للمخابرات على‬ ‫المخابرات‪ ،‬ال عالقة له بأي‬ ‫جهاز في الدولة‪ ،‬نسخة عن‬ ‫أجهزة المخابرات‪ ،‬أقوى‬ ‫منها‪ ،‬وصالحياته تفوقها‪،‬‬ ‫س���ري ال ي��ع��رف ب��ه أح��د‪،‬‬ ‫مركزه القصر الجمهوري‪،‬‬ ‫ال��غ��اي��ة منه ض��م��ان والء‬ ‫المسؤولين بحفظ ملفات‬ ‫فسادهم واستعمالها حين‬ ‫الحاجة‪.‬‬ ‫يقع المهندس في نهاية‬ ‫المطاف ضحية النظام الذي‬ ‫خ��دم��ه وض��ح��ى بأقربائه‬ ‫ورفاقه من أجله‪ ،‬إذ يتم‬

‫تخييره م��ا بين االنتحار‬ ‫وبين الذبح بالسكاكين‪.‬‬ ‫الطبيب‪ ،‬وهو الضحية التي‬ ‫تم قتل عائلته وسوقه إلى‬ ‫معسكرات اإلع���دام ليس‬ ‫له من ذن��ب س��وى شهوة‬ ‫الطامحين إلى هرم السلطة‬ ‫بالقتل‪ ،‬لتنقذه الصدفة من‬ ‫الموت‪ ،‬ومن ثم يتم نقله‬ ‫إلى سجن تدمر‪ ،‬يتعرض‬ ‫النفصام ف��ي شخصيته‪،‬‬ ‫وهو ما يساعده على تحمل‬ ‫المعاناة‪ ،‬يطلق سراحه بعد‬ ‫ثالثين عاماً إب��ان الثورة‬ ‫السورية‪ ،‬لتسنح له فرصة‬ ‫االنتقام من قاتل عائلته‪،‬‬ ‫لكنه يفضل االنضمام إلى‬ ‫الثورة السورية التي يجد‬ ‫فيها العدالة الحقيقية في‬ ‫نسف الدولة المجرمة‪.‬‬ ‫وم����ن خ��ل�ال ال��ق��اض��ي‪،‬‬ ‫الشخصية الرئيسية الثالثة‬ ‫ف��ي ال���رواي���ة‪ ،‬وال��ت��ي قد‬ ‫تمثل الشريحة الصامتة‬ ‫ال��م��ؤم��ن��ة ب��إص�لاح ه��ذا‬ ‫النظام بالعمل من داخله‪،‬‬ ‫يتمكن الكاتب من التسلل‬ ‫إلى دوائر القضاء السرية‪،‬‬ ‫وم��س��ت��ودع��ات الملفات‬ ‫الخاصة والتي تحوي على‬ ‫وثائق تمس المسؤولين‬ ‫والقيادات‪.‬‬ ‫«كانت الملفات التي عمل‬ ‫عليها لسنين طويلة في‬ ‫ع��ه��د األب إم���ت���داداً إل��ى‬ ‫عهد االبن‪ ،‬قد خبئت لهذا‬ ‫ال��م��وق��ف‪ ،‬ل��ت��ك��ون عامل‬ ‫إنقاذ للرئيس‪ ،‬بالتضحية‬ ‫والمسؤولين‬ ‫بالضباط‬ ‫الذين قدموا خدماتهم له‬ ‫وألبيه‪ ،‬مع أن الملفات لم‬ ‫تكن لالستعمال‪ ،‬كانت‬ ‫للتهديد فقط‪ ،‬لئال يتجرأ‬ ‫أحد على العصيان»‪.‬‬ ‫ال��ق��اض��ي ال���ذي اكتشف‬ ‫في أخ��ر المطاف‪ ،‬إن هذا‬ ‫النظام غير قابل لإلصالح‪،‬‬ ‫ألنه مبني على شبكة من‬ ‫الفساد «إذا ك��ان النظام‬ ‫حسم أمره بهذه الطريقة‬ ‫فألنه ال يستطيع التصرف‬ ‫إال كما تصرف في حماه‪،‬‬ ‫بالمقابل الناس حسموا‬ ‫أمرهم‪ ،‬لن يسلموه رقابهم‬ ‫ثانية‪ ،‬ال عودة إلى ما كانوا‬ ‫عليه»‪.‬‬

‫ويمر الكاتب على عالقة‬ ‫النظام بالطائفة‪ ،‬محاو ً‬ ‫ال‬ ‫أن يفكك الترابط والتداخل‬ ‫فيما بينهما‪ ،‬منذ استيالئه‬ ‫على السلطة وحتى اليوم‪،‬‬ ‫«الطائفة ليست مخيرة‬ ‫ف��ي ال��دف��اع ع��ن النظام‬ ‫ف��ح��س��ب‪ ،‬ب���ل ع���ن خطر‬ ‫يتهدد وج��وده��ا‪ ،‬حتى لو‬ ‫ل��م يلح ب��ع��د‪ ،‬م��ج��رد أنه‬ ‫متوقع‪ ،‬وحتى إذ لم يكن‬ ‫متوقعاً‪ ،‬عليها االعتقاد أنه‬ ‫ق��ادم‪ ،‬لو تخلفت الطائفة‬ ‫عن النظام فسوف يسقط‬ ‫خ�لال س��اع��ات‪ ،‬ل��ن أبالغ‬ ‫وأق��ول إنها مبرر وج��وده‪،‬‬ ‫ه��و أي��ض��اً أص��ب��ح مبرر‬ ‫وجودها‪ ،‬إنقاذ النظام إنقاذ‬ ‫لها‪ ،‬يجب عليها االعتراف‬ ‫بجميله‪ ،‬النظام لن يسمح‬ ‫بأن تفقد الطائفة هويتها‬ ‫وكينونتها»‪.‬‬

‫«ال أري��د لهذا النظام أن‬ ‫يتغير‪ ،‬لن أتقبل إال نكون‬ ‫نحن الحكام‪ ،‬هذه الدولة‬ ‫دول��ت��ن��ا‪ ،‬ان��ظ��ر إل��ى األم��ر‬ ‫في حقيقته الصرفة‪ ،‬لقد‬ ‫استولينا على السلطة‪،‬‬ ‫ما المبرر لنسلمها لغيرنا‪،‬‬ ‫إذا كنا لصوصا فهم أيضاً‬ ‫لصوص»‬ ‫ال مناص وأنت تقرأها من‬ ‫غرقك في وح��ول اليأس‪،‬‬ ‫بما ترويه من دمار ودماء‪،‬‬ ‫لكن تبقى الفكرة الوحيدة‬ ‫المسيطرة على القارئ بعد‬ ‫أن يطوي الصفحة األخيرة‬ ‫فيها‪ ،‬هي أن هذا النظام‬ ‫يجب أن ي��زول‪ ،‬مهما كان‬ ‫الثمن‪ ،‬من أجل أن تشفى‬ ‫سوريا‪ ،‬ويعيش السوريون‬ ‫كأخوة‪.‬‬

‫* كاتب سوري من مواليد دمشق‪ ,‬عام ‪ 1947‬درس القانون‬ ‫في جامعة دمشق‪ .‬تق ّلد عدة وظائف إلى أن استحوذت‬ ‫الكتابة على كل وقته نشر روايته األولى (موزاييك‪ ,‬دمشق‬ ‫‪ )39‬في عام ‪ .1991‬ثم تتابعت أعماله األدبية منذ ذلك‬ ‫التاريخ‪ .‬رُشحت روايته (المترجم الخائن) في القائمة‬ ‫القصيرة لجائزة البوكر العربية لعام ‪ ,2009‬ورشحت‬ ‫األخرى (جنود اهلل) في عام ‪ 2011‬للقائمة الطويلة‪ .‬تم‬ ‫ترجمة بعض أعماله إلى اإلنجليزية‪ ,‬وتُرجمت روايته‬ ‫«جنود اهلل» إلى األلمانية من أشهر أعماله‪« :‬جنود اهلل ‪-‬‬ ‫المترجم الخائن ‪ -‬عزف منفرد على البيانو ‪ -‬خطوط النار‬ ‫‪ -‬السوريون األعداء»‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫مواجهة للموت في مشفى معرة النعمان‬ ‫الم��وت ف��ي س��وريا ال يش��به‬ ‫الم��وت ف��ي أي م��كان آخر في‬ ‫العال��م‪ ,‬هن��ا للموت ل��ون آخر‬ ‫وطع��م غري��ب وخصوصي��ة‪,‬‬ ‫تميز طرقه وأساليبه ووحشيته‬ ‫عن أي مكان آخر‪.‬‬ ‫تنوعت أقنعته الت��ي يرتديها‪,‬‬ ‫فت��ارة هو ج�لاد ف��ي معتقل‪,‬‬ ‫وت��ارة ه��و غ��از يخن��ق الحياة‬

‫وأخ��رى ه��و رع��ب ف��ي هيئة‬ ‫صواري��خ مدمرة ومرعبة‪ ,‬وهو‬ ‫البط��ل دائم��اً عل��ى المس��رح‬ ‫الس��وري اليوم��ي‪ ,‬والضحاي��ا‬ ‫ش��عب ق��د أنهكت��ه الح��رب‬ ‫بسنواتها الطويلة‪.‬‬ ‫وألن مقومات الحياة تتوقف في‬ ‫س��راقب يوماً بعد آخر‪ ,‬وتطال‬ ‫كل جان��ب حت��ى المش��افي‪,‬‬

‫مما يضطر الن��اس للبحث عن‬ ‫بدائل للتمسك بالحياة‪.‬‬ ‫فعدد المش��افي الت��ي تتوقف‬ ‫ع��ن الخدم��ة نتيج��ة للقصف‬ ‫الذي يطالها م��ن الطيران في‬ ‫ازدياد‪ ,‬وهذا سبب لجوء الناس‬ ‫للمناط��ق المج��اورة‪ ,‬ولك��ن‬ ‫الموت يطاردهم أينما ذهبوا‪.‬‬

‫غادة باكير‬ ‫ففي المشفى ال��وط��ن��ي في‬ ‫معرة النعمان‪ ,‬كانت المواجهة‬ ‫المرعبة بين الموت وماهر‬ ‫الحسين الذي اصطحب والده‬ ‫عثمان الحسين ذو الثمانين‬ ‫عاماً للمشفى‪ ,‬بسبب الجلطة‬ ‫الدماغية التي تعرض لها‪,‬‬ ‫ولم يكن يعلم أنه سيتعرض‬ ‫ألق��س��ى تجربة ف��ي حياته‪,‬‬ ‫فبعد دخولهما للمشفى في‬ ‫صبيحة يوم األحد الثاني من‬ ‫نيسان‪ ,‬وإدخ���ال ال��وال��د إلى‬ ‫غرفة اإلنعاش وهو بين الحياة‬ ‫والموت‪ ,‬تعرضت المشفى في‬ ‫نفس اليوم عند الساعة الثامنة‬ ‫مساء ألربع غارات من الطيران‬ ‫الروسي‪.‬‬ ‫ي��ق��ول م��اه��ر ل��زي��ت��ون ‪ :‬تم‬ ‫إدخال والدي إلى غرفة العناية‬ ‫المشددة‪ ,‬وكنت قلقاً جداً على‬ ‫حالته التي تتدهور‪ ,‬لم أكن‬ ‫أعلم أنني سأعيش لحظات‬ ‫ستكون بمثابة رعب أقسى من‬ ‫الموت‪ ,‬كان المشفى مكتظاً‬ ‫بالمرضى والمرافقين‪ ,‬ولم‬ ‫يكن هنالك ما ينذر بالخطر‬ ‫إلى أن حدث انفجار عنيف هز‬ ‫أرج��اء المشفى‪ ,‬وب��دأت حالة‬ ‫من الذعر والفوضى تسيطر‬ ‫على الناس‪ ,‬والكل يصرخ لقد‬ ‫ضربت الطائرة المشفى‪ ,‬كنت‬ ‫في الطابق الثاني‪ ,‬فبدأ األطباء‬ ‫يطلبون م��ن ال��ن��اس النزول‬ ‫للقبو‪ ,‬وبدأ الجميع يركضون‬ ‫لألسفل مع سقوط الصاروخ‬ ‫الثاني على المشفى‪ ,‬وحالة‬ ‫من الصراخ والذعر واالرتباك‬ ‫تسيطر على الناس‪ ,‬طلب مني‬ ‫أحد األطباء النزول للقبو‪ ,‬فقلت‬ ‫له‪ :‬والدي في غرفة اإلنعاش‪,‬‬ ‫ولكنه قال‪ :‬ال تقلق انزل أنت‪,‬‬ ‫وق��د انتقلت حالة الذعر لي‪,‬‬ ‫فركضت نحو القبو‪ ,‬كان هنالك‬ ‫العديد من الناس أطفا ً‬ ‫ال ونسا ًء‬ ‫وشيوخ‪.‬‬ ‫يتابع ماهر قائ ً‬ ‫ال‪ :‬أقسى مشهد‬ ‫شاهدته‪ ,‬كان المرأة أخرجوها‬ ‫من غرفة المخاض حيث كانت‬ ‫تجرى لها عملية قيصرية‪.‬‬ ‫وك��ان��ت تنحني بألم واضعة‬ ‫ي��ده��ا على بطنها وم��ازال��ت‬

‫‪12‬‬

‫زيتون ‪ -‬عثمان الحسين‬ ‫تنزف‪ ,‬و إحدى الممرضات‬ ‫تحمل طفلها ودم المخاض‬ ‫على جسده‪.‬‬ ‫وشيخ آخر كان يزحف على‬ ‫األرض م��ح��او ً‬ ‫ال ال��وص��ول‬ ‫للقبو‪ ,‬ومع سقوط الصاروخ‬ ‫الثالث‪ ,‬عدت مسرعاً لغرفة‬ ‫اإلن��ع��اش‪ ,‬ك��ان وال��دي في‬ ‫ح��ال��ة إغ��م��اء‪ ,‬وم���ا زال��ت‬ ‫الخراطيم تحوط جسده‪,‬‬ ‫وف��ي الغرفة األخ��رى عدد‬ ‫من األطفال في الحاضنات‬ ‫واألط����ب����اء ي��ق��ف��ون إل��ى‬ ‫جوارهم عاجزين ال يعرفون‬ ‫م���اذا ع��س��اه��م يفعلون‪,‬‬ ‫والغارات ما زالت مستمرة‪.‬‬ ‫طلبت من أحد الممرضين‬ ‫أن ي��زي��ل الخراطيم عن‬ ‫جسد والدي ألنني سأنزله‬ ‫للقبو‪ ,‬ث��م حملته على‬ ‫ظهري‪ ,‬وتوجهت مسرعاً‬ ‫باتجاه القبو‪ ,‬أتعثر بالركام‬ ‫الذي مأل المشفى‪ ,‬وبسبب‬ ‫انقطاع الكهرباء وضعت‬ ‫القداحة في فمي ألحصل‬ ‫على الضوء وأثناء نزولي‬ ‫وقبل أن أصل للقبو‪ ,‬سقط‬ ‫الصاروخ الرابع على سقف‬ ‫المشفى واخترق األسقف‬ ‫ليسقط أمام القبو‪ ,‬وجميع‬ ‫من ك��ان بالمشفى كانوا‬ ‫ب��داخ��ل��ه وأص����وات البكاء‬ ‫والصراخ والدعاء وتطاير‬ ‫النوافذ واألج��ه��زة الطبية‬ ‫ال��م��دم��رة وق��ط��ع األسقف‬ ‫المستعارة والغبار الذي‬ ‫يفقدك القدرة على التنفس‬ ‫تزيد من رعب المشهد‪.‬‬ ‫يقول ماهر‪ :‬كان ما يحدث‬ ‫أق��س��ى م��ن أه����وال ي��وم‬ ‫القيامة وال��م��وت يتجول‬

‫بوحشية بين الناس‪ ,‬وال‬ ‫أتخيل أنني سأنسى ما‬ ‫عايشته ف��ي ه��ذا اليوم‪,‬‬ ‫ووجوه الناس الصفراء وهم‬ ‫يلتقطون أنفاسهم بعد كل‬ ‫ص��اروخ‪ ,‬منتظرين الموت‬ ‫بين لحظة وأخرى‪.‬‬ ‫وحين أعلن المرصد مغادرة‬ ‫الطيران الروسي لألجواء‪,‬‬ ‫كانت فرق اإلنقاذ وسيارات‬ ‫اإلس��ع��اف من كل منطقة‬ ‫ح��ول المعرة قد أصبحت‬ ‫على باب المشفى المدمر‪,‬‬ ‫وبدأت عملية إخالء المشفى‬ ‫من المرضى‪.‬‬ ‫خ��رج��ت م���ع وال�����دي في‬ ‫س��ي��ارة اإلس��ع��اف باتجاه‬ ‫مشفى إدل��ب‪ ،‬وهو مازال‬ ‫في غيبوبته وفور وصولي‬ ‫س��ق��ط��ت ع��ل��ى األرض‬ ‫منهاراً من هول ما عشته‪,‬‬ ‫وت��م إدخ��ال وال��دي لغرفة‬ ‫اإلنعاش‪ ,‬وتقديم المساعدة‬ ‫الطبية لي‪.‬‬ ‫يختم ماهر حديثه قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ه��ذا المشفى ك��ان األم��ل‬ ‫لكثير من الناس فهو مجهز‬ ‫ب��أح��دث األج���ه���زة‪ ،‬ولكن‬ ‫لألسف كل ذلك تم تدميره‬ ‫في لحظات لكنني خلتها‬ ‫سنوات من الذعر وأصبح‬ ‫اآلن خارج الخدمة‪.‬‬ ‫حيث كان الطيران الحربي‬ ‫الروسي استهدف المشفى‬ ‫الوطني في مدينة معرة‬ ‫النعمان بريف إدل��ب أول‬ ‫أمس األح��د‪ ،‬بأربع غارات‬ ‫جوية بالصواريخ الفراغية‪،‬‬ ‫م��ا أدى ل��دم��ار واس���ع في‬ ‫بعض أقسامه وخروجه عن‬ ‫الخدمة‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مستقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 153‬نيسان ‪2017‬‬

‫زيتون عضو الشبكة السورية لإلعالم المطبوع‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.