www.facebook.com/ZaitonMagazine | zaiton.mag@gmail.com | www.zaitonmag.com
محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة السنة الثالثة | 15تشرين األول 2016
العدد
141
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
1
تقارير
قسم اإلرشاد النفسي النسائي في سراقب.. حاجة ومطلب لألهالي أسعد األسعد استمرار الحرب كل هذه المدة ،وما رافقها من القصف والقتل والدمار ،والنزوح وعدم االستقرار ،وتنوع الخسارات التي تعرض لها األهالي وكثرتها ،انعكس سلباً على الحالة النفسية لألهالي في سوريا بشكل عام ،ولم يقتصر على منطقة بحد ذاتها ،وتسبب لألهالي بأزمات نفسية متفاوتة بحسب الشخص نفسه ،ولذلك كان ال بد من انتشار ثقافة الدعم واإلرشاد النفسي ،وإنشاء مراكز أو أقسام خاصة لها، وبإشراف مختصين بالدعم واإلرشاد النفسي ،ومن بين هذه األقسام ،قسم اإلرشاد النفسي في مركز الرعاية الصحية األولية بمدينة سراقب. المدير اإلداري لمركز الرعاية الصحية األولية بمدينة سراقب «محمود العيسى» قال لزيتون« :تم إنشاء قسم اإلرشاد النفسي في مركز سراقب الصحي في 1أيار من العام الجاري ،2017من
قبل منظمة سوريا لإلغاثة والتنمية ،والتي تقوم بدعم هذا القسم إلى جانب دعم مركز سراقب الصحي ،وذلك بهدف متابعة الحاالت الناتجة عن الوضع الراهن ،سواءاً أكانت إصابات نفسية بسبب الحروب أم بسبب غيرها». يشرف كادر مؤلف من فريقين على قسم اإلرشاد النفسي في مركز سراقب الصحي ،فريق ثابت يعمل وفريق المركز، ضمن جوال يعمل على التجوال في 6مناطق هي :بنش، قميناس ،النيرب ،الترنبة، آفس ،داديخ ،وكل فريق يتكون من مرشدة نفسية وقابلة وممرضة ،إضافة إلى الموثق ،وكافة أعضاء كادر قسم اإلرشاد النفسي ،ضمن الفريقين الثابت والجوال، هم من حملة الشهادات العلمية في اختصاصهم، ويتم تعيينهم عن طريق مسابقة تجريها المنظمة الداعمة. وعن آلية العمل في قسم اإلرشاد النفسي بمركز الرعاية الصحية األولية
بمدينة سراقب قال المدير اإلداري للمركز« :هذا القسم مخصص للنساء فقط ،ويتم التعامل مع كل حالة على حدى ،ويشمل عمل القسم حاالت العنف ضد المرأة ،حيث يتم في القسم دراسة هذه الحاالت ،وتحويلها لطبيب مختص بحالتها في حال كانت المرأة بحاجة رعاية صحية ،كما يتم في القسم توعية النساء وتثقيفهن عبر محاضرات تشمل مواضيع تنظيم األسرة وغيرها». ويتراوح عدد المستفيدات من قسم اإلرشاد النفسي في مركز سراقب الصحي شهرياً ما بين 3000إلى 3400 مستفيدة ،من النساء بكافة الفئات العمرية ،إذ أن القسم مختص بالنساء فقط ،كما يقوم أحياناً بمعالجة بعض الحاالت السلوكية لألطفال، بحسب المدير اإلداري لمركز الرعاية الصحية األولية بمدينة سراقب ،والذي أكد لزيتون أن النساء في مدينة سراقب ،يقصدن بشكل مباشر ومستمر قسم اإلرشاد النفسي في المركز.
وأوضح «العيسى» أن أهالي مدينة سراقب اعتادوا على مثل تلك المعالجة ،كون عالج اإلرشاد النفسي موجود في مدارس سراقب منذ زمن ،وأن معظم األهالي أصبحوا بعد الحرب يرون اإلرشاد النفسي ضرورة لهم. «عبد المجيد الخالد» من أهالي مدينة سراقب قال لزيتون« :قسم اإلرشاد النفسي في سراقب يعمل بشكل جيد ،وله أثر على حياة الكثير من أهالي سراقب بفضل النشاطات والمحاضرات التي يقوم بها القسم ،حتى أن األهالي باتوا يرون هذا القسم ضرور ًة ً حاجة لهم وألطفالهم و الصغار ،ال سيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها». «علي العوض» من أهالي مدينة سراقب قال لزيتون: «في الوقت الراهن أصبح اإلرشاد النفسي ضروري جدا لألهالي ،بسبب األزمات النفسية التي انتشرت جراء القصف والقتل المستمر، وأظن أن أهالي مدينة سراقب بحاجة ماسة لهذا النوع من العالج».
مركز الرعاية الصحية في الدانا ..ازدحام يوجب التوسع تحوي مدينة الدانا عدداً ال بأس به من المشافي والمراكز الطبية ،وربما تكون من أكثر مدن المحافظة احتوا ًء للمراكز الصحية ،إال أن هذه المشافي والمراكز في الموجودة الطبية المدينة ،جميعها مشافي ومراكز خاصة ،باستثناء مشفى حريتان الخيري، ما دفع ببعض المنظمات الداعمة إلنشاء مركز الرعاية الصحية األولية لتقديم خدمات مجانية لألهالي في مدينة الدانا والقرى المجاورة لها.
مدير مركز الرعاية الصحية األولية في مدينة الدانا «محمد مؤيد الصغير» قال لزيتون« :تم إنشاء مركز الرعاية الصحية األولية في مدينة الدانا في كانون الثاني من العام الجاري ،2017 وذلك بدعم من الرابطة الطبية للمغتربين السوريين سيما ،ويضم المركز عدة عيادات كالعيادة النسائية وعيادة األطفال وعيادة الداخلية والعيادة السنية، باإلضافة للمخبر والصيدلية وقسم اللقاح».
وأضاف «الصغير»« :كما يتم معالجة اللشمانيا في المركز، وتقديم األدوية الالزمة للمريض مجاناً ،وهناك إقبال كبير على المركز من جميع المناطق المجاورة للدانا ،وال سيما مخيم الدانا، فقد استقبل المركز 3640 مراجعاً في حزيران الماضي، و 4268مراجعاً في تموز، و 4039مراجعاً في آب ،و 3500في أيلول ،و 3662 مراجعاً في تشرين األول الماضي ،ويعود ذلك اإلقبال الكبير على مركز الرعاية الصحية األولية بمدينة الدانا،
مركز الرعاية الصحية األولية في مدينة الدانا -زيتون
2
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
إلى كونه المركز الوحيد من نوعه في المنطقة». وعن عالقة مركز الرعاية الصحية األولية في الدانا بمديرية الصحة بمدينة إدلب قال مدير المركز« :ال يوجد أي تواصل بين إدارة المركز ومديرية الصحة بإدلب إال من ناحية اللقاحات ،حيث ال تقوم مديرية الصحة بأية حمالت في المركز ،وال تقدم له أي دعم أو أدوية ،وهي بعيدة كل البعد عن الوضع الطبي في المركز». «اديب محمد السالم» أحد المراجعين لمركز الرعاية الصحية األولية في الدانا قال لزيتون« :أداء مركز الرعاية الصحية األولية في الدانا جيد ،وبشكل خاص في قسم االستقبال ،ويتمتع كادره بكفاءة جيدة ،وهو مختلف عن المشافي الموجودة في المنطقة كونه مركز مدعوم ،ولكن ينقصه بعض العيادات». وقال «يوسف المحمد» أحد مراجعي المركز لزيتون:
«يقدم المركز لألهالي الخدمات التي يستطيع تقديمها ،ولكن هناك نقص كبير في األدوية ،حيث نضطر لشراء معظم األدوية من الصيدليات الخاصة على حسابنا الشخصي ،لذلك نتمنى أن يتم دعم المركز باألدوية ،وال سيما الخاصة باألطفال ،ألن أسعار األدوية مرتفعة». بينما اشتكى «محمد ماجد عبد اهلل» أحد مراجعي المركز من قلة عدد األطباء في المركز ،وكثرة عدد المراجعين له ،باإلضافة لعدم تواجد الطبيب في العيادة السنية بالمركز في الكثير من األحيان ،متمنياً السنية العيادة تطوير ورفدها بطبيب جديد. في حين أثنى «رمضان الرجب» نازح في دير حسان ومراجع لمركز الرعاية الصحية األولية في الدانا على عمل المركز ،وقال لزيتون« :المركز جيد ويقدم الكثير من الخدمات للنازحين واألهالي ،حيث نأتي من مسافة بعيدة لتلقي العالج فيه ،بسبب عدم وجود مركز مدعوم في المنطقة غيره، ومن الضروري توسعته الستيعاب األعداد الكبيرة
من المراجعين ،وحل مشكلة نقص األدوية التي نعاني منها كمراجعين للمركز». الطبيب المعالج في مركز الرعاية الصحية األولية «فادي الدانا بمدينة السوسي» تحدث لزيتون عن وضع المركز وأبرز الصعوبات التي تواجهه بقوله« :أبرز الصعوبات التي يعاني منها مركز الرعاية األولية في الدانا هي مساحته الصغيرة، التي ال تمكنه من التوسع وافتتاح عيادات جديدة ،كما يحتاج المركز لمواد التخدير وبعض األدوية وال سيما أدوية األطفال ،باإلضافة لحاجته لدعم العيادة السنية فيه ،وذلك ألنها تحتاج لمعدات أخرى». وأضاف «السوسي»« :يحتاج المركز إلى جهة داعمة ثانية له ،وذلك ألن الجهة الداعمة ال تستطيع تقديم كل ما يلزم المركز ،حيث تقدم األدوية للمركز بين فترة وأخرى ،وتكون هذه األدوية غير كافية إال لفترة قصيرة ال تتجاوز الـ 15يوماً ،وتقوم هيئة اإلغاثة اإلسالمية األدوية بعض بتقديم للمركز».
تقارير
التنافس بين أفران المعرة رفع الجودة فازداد الطلب
فرن سراقب :طحين مؤسسة الحبوب نوعية جيدة وسعر مناسب يتبع ق��ط��اع األف����ران في مدينة س��راق��ب للمجلس المحلي للمدينة ،ويتم دعمها عن طريق منظمة اإلحسان لإلغاثة والتنمية، التي تدعم سعر الربطة، بحيث تدفع المنظمة نصف ثمن كمية الطحين ونصف كمية الخميرة ال�لازم��ة، على أن يشتري المجلس المحلي نفس الكمية (أي النصف اآلخ��ر من الطحين والخميرة) ،مما ينعكس ع��ل��ى س��ع��ر رب��ط��ة الخبز وجودتها.
الفرن المعرة اآللي -زيتون
قبالة الفرن الموصد في معرة النعمان ،وف��ي انتظار نضوج الخبز ،يتدافع عشرات الشباب والنسوة واألط��ف��ال ،محاولين أخذ أماكن متقدمة ،فجأة ينفتح منفذ ال��ف��رن لتمتد األي���ادي ويعلو الضجيج ،وقبل أن توضع ربطات الخبز الساخنة على اللوح الخشبي ،يتخاطفها المزدحمين خشية نفاذها. يتكرر مشهد االنتظار واالزدحام يومياً على نوافذ البيع بأفران المعرة ،والتي ال ت��زال تحافظ على الخبز بجودة عالية ،ما دفع باعة وموزعين البلدات والقرى المجاورة بتسوق الخبز لقراهم من هذه األفران ،وابتعادهم عن خبز أفران بلداتهم. مدير ف��رن السنابل في معرة النعمان «مؤيد قبالوي» تحدث لزيتون عن آلية توزيع الخبز على ريف المدينة قائ ً ال« :يتم توزيع
الخبز في ريفي معرة النعمان الشرقي والغربي ف��ي بلدات وقرى معصران وبابيال والدانا وج��رج��ن��از وس��ن��ج��ار وتلمنس وكفروما وكفرنبل والفطيرة، ولدينا 12موزعاً تابعين لفرن السنابل». وأض���اف «ق���ب�ل�اوي»« :يترتب على نقل الخبز لخارج المدينة تكاليف إضافية حوالي 7ليرات سورية ،ويعود السبب الرئيسي لتوزيعنا الخبز خ��ارج المدينة إلى رغبة األهالي فيه ،بسبب جودته مقارنة بالخبز المنتج في تلك البلدات على صعيد الجودة والحجم وعدد األرغفة والوزن». وأوض���ح «ق��ب�لاوي» أن ربطة الخبز التي تباع في مدينة معرة النعمان بـ 200ليرة سورية، والتي تحتوي على 12رغيفاً، تباع ب��ذات السعر ف��ي بلدات الريف ولكن بسبعة أرغفة فقط ف��ي الربطة ال��واح��دة لتغطية
النقل والجهد». وع���ن أب���رز م��ش��اك��ل ال��ت��وزي��ع في ري��ف المدينة ق��ال «مهند قبالوي» صاحب فرن النعمان والذي يوزع إنتاجه لـ 15بلدة في ريف المعرة أن أبرز المشاكل تنحصر ف��ي خ��ط��ر ال��س��رق��ة وتشليح سيارات نقل الخبز ،ال سيما وأن نقل الخبز يتم لي ً ال، ما يعرضهم لكمائن اللصوص وقطاع الطرق. وق��ال مدير ف��رن المعرة اآللي «محمد سعيد البكور»« :هناك ت��ع��اون بين المجلس المحلي والفرن والمندوبين في المنطقة الشرقية لمعرة النعمان ،حيث يتم بيع المندوبين الخبز بسعر محدد دون أن يتم التدخل من قبل الفرن اآلل��ي أو المجلس بالسعر الذي يقوم المندوبون ببيعه ،علماً أن الفرن اآللي ليس لديه موزعين خارج المدينة».
وأرج��ع «البكور» سبب اإلقبال على مادة الخبز من أفران المعرة إلى جودته العالية ووزنه الجيد، وال��ذي يصل إلى 1050غرام، مؤكدا على أن التنافس الذي يجري بين أفران المعرة بسبب كثرتها ساعد في زيادة الجودة في اإلنتاج مما جلب الزيادة في الطلب. «أحمد الشدهان» أح��د أهالي بلدة معصران بريف المعرة ال��ش��رق��ي أك��د على أن سبب تسوقه لخبز المعرة هو الجودة العالية له مقارنة مع خبز البلدة ذو السماكة وسرعة تيبسه. «جمعة العلي» من أهالي بلدة كفروما وصف خبز المعرة بأنه أكثر جودة ووزناً متهما األفران في بلدته بقلة االهتمام نتيجة لغياب الرقابة عليهم ،األمر الذي عوضته المنافسة في مدينة معرة النعمان وحلت فيه مكان الرقابة.
بعد شهرين على تسليمه لمحلي الدانا ..الفرن اآللي ما يزال متوقفا في أواخ��ر شهر تموز الماضي، سيطرت هيئة تحرير الشام على معظم م��دن وبلدات محافظة إدل��ب ،وتبعها سيطرة الهيئة على المؤسسات الخدمية في هذه المدن والبلدات ،ومن بينها الفرن اآللي في مدينة الدانا ،إال أن المجلس المحلي في المدينة طالب الهيئة مراراً بإعادة الفرن إلى تبعيته ،وعدم التدخل في إدارت��ه كما فعلت حركة أحرار الشام في وقتٍ سابق. وتوصل المجلس المحلي في ال��دان��ا مع الهيئة المدنية في هيئة تحرير الشام عبر وساطة طرف ثالث في نهاية األمر ،إلى حل يقضي بتسليم الفرن اآللي إلى المجلس ،إال أن عمل الفرن لم يدم طوي ً ال وتوقف عن العمل بعد تسليمه للمجلس ،وذلك
ألسباب عدة تتمحور حول الدعم بحسب المجلس. مسؤول األف��ران في المجلس المحلي لمدينة الدانا «محمد ال��ف��ق��ري» ق��ال ل��زي��ت��ون« :تم تشغيل الفرن اآلل��ي في الدانا بعد استالم المجلس المحلي له، وقيامه بعملية صيانة واسعة لآلالت فيه ،وبلغت كلفة الصيانة حوالي 3500دوالر أمريكي، ولكن بعد فترة وجيزة تم إيقاف العمل فيه ،وذل��ك بسبب عدم وج��ود دعم للفرن ،وبعده عن م��رك��ز المدينة ،ووج���ود عدد كبير من األفران داخل المدينة، وغياب القدرة التنافسية لدى الفرن». وأض����اف «ال��ف��ق��ري»« :تصل الطاقة اإلنتاجية للفرن إلى 10 طن يومياً ،ومجهز بخطي إنتاج،
أما بالنسبة للجودة فالمتحكم فيها هو نوعية الطحين أو ًال ثم العمال ثانياً ،وال عالقة لآلالت بها». وتكمن المشكلة ل��دى الفرن اآللي في الدانا بتصريف اإلنتاج المرتبط إل��ى حد كبير بتوفر الدعم ،وليس بالنفقات ،ففي حال كان الخبز مدعوماً يحظى باألولوية لدى األهالي ،وفي حال لم يكن مدعوماً من قبل منظمة فستكون كلفة اإلنتاج عالية، وبالتالي سيكون سعر ربطة الخبز فيه كسعرها في بقية األفران ،وعندها لن تكون هناك إمكانية لتصريف خبز الفرن اآللي بسبب موقعه البعيد عن مركز المدينة ووجود األفران في مواقع أقرب منه إلى األهالي، وحتى لو تم دعم الفرن بمادة الطحين فقط ،ف��إن ذل��ك من
شأنه أن يخفض سعر الربطة إل��ى النصف ،وف��ي ح��ال الدعم الكامل للفرن فستكون الربطة مجانية ،بحسب مسؤول األفران في المجلس المحلي لمدينة الدانا. وفي رد له على سؤال طرحته زيتون حول السبب في مطالبة المجلس بتسليمه الفرن على الرغم من عدم قدرة المجلس على تشغيله ،ق��ال مسؤول األف���ران في المجلس المحلي للدانا« :تمت المطالبة باستالم الفرن اآللي ألن المجلس المحلي هو سلطة مدنية قائمة على إدارة الخدمات في مدينة الدانا، ومعنية بكافة األمور الخدمية، وعن طريق المجلس فقط يمكن السعي للحصول على الدعم المالي للفرن».
ويقوم فرن سراقب الحديث بشراء الطحين من مؤسسة ال��ح��ب��وب ،ول��ك��ن الكمية في الغالب ال تكون كافية بسبب عدم توافره بشكل مستمر ل��دى المؤسسة، مما يستدعي ش��راء باقي الكمية عن طريق المعابر وال��ت��ج��ار ،ليتم بعد ذلك حساب سعر الربطة الواحدة عبر تحليل األسعار ضمن عملية حسابية يُجمع فيها سعر طن الطحين والخميرة والمصروفات األخ��رى من ال��دي��زل واألك��ي��اس وأج��ور العمال ،وتقسيمها على 950رب��ط��ة ،وه��ي كمية إن��ت��اج ال��ط��ن ال��واح��د من الطحين ،بحسب القائمين على ق��ط��اع األف����ران في مدينة س��راق��ب ،وال��ذي��ن أك�����دوا ف���ي وق���ت س��اب��ق ل��زي��ت��ون أن ج���ودة الخبز المنتج جيدة ج��داً ،وكذلك س��ع��ر ال��رب��ط��ة م��ن��اس��ب، ووزنها 1200غرام. مدير األف���ران ف��ي مدينة س��راق��ب «محمود ج��رود» قال لزيتون« :يحتاج فرن س���راق���ب 250ط���ن من الطحين شهرياً ،يتم دعمه بنصف الكمية م��ن قبل منظمة اإلح��س��ان لإلغاثة وال��ت��ن��م��ي��ة ،وي��ت��م ش��راء النصف الثاني من الطحين من مؤسسة الحبوب ومن السوق ال��ح��رة ،ويستهلك الفرن يومياً من 9إلى 10 طن من الطحين ،باستثناء ي���وم ال��خ��م��ي��س م���ن كل أسبوع ،فيستهلك الفرن 12 طن من الطحين ،وذلك ألن يوم الجمعة هو يوم عطلة في الفرن». وع��ن التنسيق بين فرن سراقب ومؤسسة الحبوب ق��ال «ال���ج���رود»« :هناك ت��ن��س��ي��ق م���ع م��ؤس��س��ة الحبوب ،وزي���ارات شهرية وبشكل دوري للمؤسسة، وذلك للحصول على موافقة لمنح فرن سراقب حوالي 150طن من الطحين ،لكن
ال يتم الحصول سوى على 100 طن منها ،ونشتري الطحين من المؤسسة بسعر 245دوالر أمريكي للطن الواحد ،بينما نشتري الكمية الالزمة المتبقية من الطحين من السوق الحرة مثل العكار واألك��ار والدرمش بسعر 260دوالر أمريكي كحد أدنى». وب���اإلض���اف���ة ل��ح��ص��ول ف��رن س��راق��ب ع��ل��ى الطحين من مؤسسة الحبوب بسعر أقل، فهو يحصل على طحين بلدي من المؤسسة ،وذو جودة أعلى من ج��ودة الطحين ال��ذي يتم شراؤه من السوق الحرة ،وبذلك تكون الفائدة التي يجنيها الفرن من التنسيق والتعامل مع مؤسسة الحبوب في السعر والجودة ،وفقاً لمدير األفران في مدينة سراقب. رئ��ي��س ق��س��م ال��م��خ��اب��ز في مؤسسة الحبوب بإدلب «وائل الحامض» تحدث لزيتون عن آلية العمل بين المؤسسة وفرن سراقب قائ ً ال« :يتقدم الفرن بطلب للمجلس المحلي لمدينة سراقب بشكل شهري ،لتزويده بالطحين من المؤسسة ،وبعد موافقة المجلس المحلي على طلب الفرن ،يتم تدقيق الطلب من قبل لجنة المخصصات في المؤسسة ،وتحديد دور للفرن، وكمية الطحين التي ستمنح له، وذلك حسب توفر الطحين لدى المؤسسة». وع��ن الميزات والفوائد التي تقدمها ال��م��ؤس��س��ة لقطاع األفران قال «الحامض»« :تقدم المؤسسة لقطاع األفران نوعية من الطحين البلدي الصافي الذي يطابق مواصفات الطحين السوري ،وبسعر أقل مما هو عليه في األس��واق حيث يبلغ سعر الطن الواحد من الطحين ف��ي ال��م��ؤس��س��ة 245دوالر أمريكي ،وتتحمّل المؤسسة خسارة كبيرة لتأمين هذا السعر المدعوم ل�لأف��ران ،باإلضافة إلى أن المؤسسة تقوم بتقديم الطحين ل�لأف��ران على م��دار العام ودون انقطاع». ول��ت��ح��ق��ي��ق ال��ف��ائ��دة لكافة األطراف ،من مؤسسات خدمية وأه��ال��ي ،ش��دد رئ��ي��س قسم المخابز في مؤسسة الحبوب بإدلب على ض��رورة التنسيق والتعاون بين كافة الجهات وبين األف���ران ،بهدف توحيد سعر ووزن وج���ودة الربطة وض��م��ان توزيعها وإنتاجها بشكل دائم.
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
3
تقارير
غياب التدفئة عن المدارس ..مشكلة تضاف إلى مشاكل التعليم
أطفال في ريف إدلب أثناء ذهابهم للمدرسة -زيتون
محمد المحمود
ما تزال الكثير من مدارس مدينة إدلب ،دون تدفئة رغم دخول فصل الشتاء ،كما تعاني تلك المدارس من غياب عمليات الصيانة ألبواب الصفوف ونوافذها. غياب التدفئة التي تعتبر من أساسيات البيئة التعليمية المهمة ،أدت إلى تسرب قسم من األطفال وامتناع ذويهم عن إرسالهم إلى المدرسة، فيما يتسبب البرد بأمراض الشتاء لألطفال من انفلونزا وزكام ،فضالً عن ضعف استيعابهم لدروسهم في جو من البرد القارس. معاون وزير التربية السابق في الحكومة المؤقتة «جمال شحود» قال لزيتون« :تم تأمين نحو ثلث احتياجات مدارس محافظة إدلب، وشملت ما يقارب 60إلى 70 بالمئة من احتياجات مدارس مدينة إدلب ،وذلك بشكل مبدئي ،ونسعى جاهدين من خالل التواصل مع بعض المنظمات لتأمين المحروقات لباقي المدارس ،أما فيما يتعلق بترميم المدارس فقد تم تجهيز مدارس مدينة إدلب ً كاملة». العاملة والفعالة وعن الخطوات المتخذة من قبل مديرية التربية الحرة في محافظة إدلب قال مسؤول مكتب مدينة إدلب التربوي في مديرية التربية الحرة «عبود العثمان»« :تنتظر مديرية التربية الوفاء بالوعود التي قطعتها بعض المنظمات، بتقديم الدعم بالمدافئ والمحروقات للمديرية. وتعاني العملية التعليمية في مدينة إدلب من صعوبات وعيوب منها نقص الكوادر التعليمية وافتقار المدارس للكتب المدرسية وهو ما أشتكى منه «العثمان» من تأثير الدعم على توفر الكوادر التعليمية بقوله« :لدينا معلمين ذوي كفاءة وخبرة جيدة ،وفي الوقت ذاته نعاني
4
من نقص في المعلمين في بعض المناطق ،ومن الممكن تعويضه باالستعانة بمعلمين من مناطق أخرى ،إال أن أجور المواصالت المرتفعة ،ورواتب المعلمين المتدنية تشكل العائق الوحيد أمام حل مشكلة نقص الكوادر التعليمية في بعض المدارس». ويبلغ راتب المعلم في محافظة إدلب 100دوالر أمريكي ،بينما يتقاضى العاملون في مديرية التربية الحرة بإدلب 130دوالر أمريكي ،كما تم زيادة رواتب العاملين في المديرية والمجمعات والمدارس التربوية هذا العام بنسبة 30 بالمئة ،بحسب مسؤول مكتب مدينة إدلب التربوي في مديرية التربية الحرة. وتتلقى مديرية التربية الحرة دعماً يغطي نحو 30بالمئة فقط من أجور التي التعليمية الكوادر تتطلبها العملية التعليمية في المحافظة ،وتقوم وزارة التربية بالتواصل مع منظمات دولية كبيرة ،في محاولة منها لتحصيل الدعم للمديرية، بحيث يصبح القطاع التربوي والتعليمي في محافظة إدلب كام ً ال تابعاً للتربية الحرة، وفقاً لما صرح به معاون وزير التربية والتعليم سابقاً في
الحكومة المؤقتة. «أحمد المهند» من أهالي مدينة إدلب قال لزيتون، عن استيائه من تأخر وصول الكتاب المدرسي لطالب المحافظة بشكل عام ،األمر الذي انعكس سلباً على مستوى الطالب. وطالب «المهند» القائمين على العملية التعليمية في محافظة إدلب بتوزيع الكتب المدرسية على الطالب بأسرع وقت ممكن ،حتى ال تتراجع العملية التعليمية أكثر. من جانبه تقدم «شحود» باالعتذار من طالب ومعلمي التأخير عن المحافظة، الجاري في توزيع الكتب المدرسية والتي لم تصل حتى هذه اللحظة ،مؤكداً أن سبب التأخير خارج عن إرادة الوزارة ،ويتعلق بتأخر الجهة الداعمة التي قامت بطباعة هذه الكتب ،كما أكد أن الكتاب المدرسي سيكون بين أيدي الطالب خالل أسبوع. وكان منسق وزارة التربية في الحكومة المؤقتة «فاتح شعبان» ومعاون وزير التربية جمال شحود قد وعدا بتوفير الكتاب المدرسي خالل أسبوع أو عشرة أيام منذ أكثر من شهر.
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
مدارس كفرنبل بال مدافئ مع اقتراب فصل الشتاء يقف البرد حائ ً ال بين الطالب وبين تعليمهم وسط وعود من بعض المنظمات بتوفير الوقود الالزم للتدفئة ،كما تفتقر الكثير من المدارس إلى المدافئ وإلى غياب الصيانة لألبواب ونوافذ الصفوف. أحد المعلمين من كادر مدرسة العزيزية في مدينة كفرنبل قال :حتى اآلن لم يتم توزيع المحروقات على المدارس ،كما ال تحوي المدرسة سوى ثالث مدافئ صالحة ،إال أن الصفوف مجهزة من حيث األبواب والنوافذ. وقال مدير إحدى مدارس كفرنبل «بهجت عبد الحميد الباشا»« :حتى اآلن مدرستنا بال تدفئة ،ويوجد لدينا مدافئ
قديمة وبحالة سيئة ،أما فيما يخص األبواب والنوافذ فالصفوف جاهزة من هذه الناحية. وأكد مدير المجمع التربوي في مدينة كفرنبل «حسن القطيش أن التربية الحرة في إدلب قد وعدت بتوفير المحروقات لجميع المدارس، كما أن هناك تواصل مستمر مع مكتب التربية في المجلس المحلي من أجل اإلسراع بحل المشكلة. مسؤول مكتب التربية في المجلس المحلي في كفرنبل سابقا «مصطفى جلل» قال: «يتوجب على الجهات المسؤولة عن التعليم توفير التدفئة للمدارس عن طريق التواصل مع المنظمات التي تدعم
التعليم ،علما أن أهالي كفرنبل قادرين على تغطية كلفة هذه التدفئة ،وعلى الوجهاء في المدينة التحرك إلنجاز هذا الموضوع». «أحمد الراشد» أحد الطالب في مدارس كفرنبل اشتكى من اهمال وضع التدفئة في المدارس وعبر عن تخوفه من األيام القادمة التي ستنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير ،متسائ ً ال حول قدرة الطالب على التحمل واستيعاب الدروس. ليست كفرنبل مدارس المدارس الوحيدة في محافظة إدلب ،إذ تشكو باقي المدن والبلدات من ذات المشاكل، التي مرت عليها سنوات دون بوادر بحل قريب ينهي معاناة الطالب.
معرض نسائي األول من نوعه في جسر الشغور في أول نشاط من نوعه، افتتح في مدينة جسر الشغور أمس معرضاً فنياً شاركت فيه ك ً ال من الفنانتين ختام جاني وفاطمة زيدان ،وشهد المعرض حضوراً للفعاليات المدنية واالجتماعية ،وضم المعرض ما يقارب 50 لوحة بمواضيع مختلفة، منها لوحات لجسور وشوارع مدينة جسر الشغور رسمتها الفنانة ختام جاني، ولوحات فسيفساء للفنانة فاطمة زيدان.
تقارير
«لن أذهب إلى المدرسة في األيام الباردة» كل صباح يعاود الطفل أحمد ابن العشرة أعوام رفضه للذهاب إلى مدرسته في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي ،متذرعاً ببرده الشديد في المدرسة، ومتبرماً من طبقات الثياب الثقيلة التي تلبسه أمه إياها ،تجنباً للبرد وحرصاً على صحته. مخلص األحمد
مدارس ريف إدلب -زيتون ويشكو الطالب وإدارات مدارس محافظة إدلب بشكل عام ،من غياب التدفئة في صفوفهم ،إضافة لعدم جهوزية الغرف الصفية وحاجتها لترميم األبواب والنوافذ ،والتي من شأنها أن تمنع هواء الشتاء البارد عن األطفال. مدير مدرسة ذو النورين االبتدائية في مدينة معرة النعمان «زهير ذكرى» قال لزيتون« :المدرسة حتى اآلن بدون تدفئة والطالب يتلقون دروسهم في جو بارد ،يقلل من قدرتهم على التركيز في دروسهم ،وبعد تواصلنا مع منظمة «سوريا ريليف» الداعمة للمدرسة ،قدمت لنا وعداً بتقديم التدفئة خالل األسبوع القادم». وأكد
«الذكرى»
أن
كل
شعبة صفية تحتاج يوميا إلى حوالي 5 - 3ليترات من الديزل لتدفئتها ،وذلك بحسب الطقس ،مشيراً إلى أن المحروقات التي قدمت في العام الماضي لم تكفي لنهاية فصل الشتاء ،منوهاً إلى أن شدة البرد تتسبب بتسرب الطالب من المدرسة، وعدم رغبة األهالي في إصابة أبنائهم بأمراض الشتاء ،ال سيما في ظل األوضاع المعيشية الصعبة التي يمرون بها. وفي رده على سؤال حول الخطوات التي اتخذتها الحرة التربية مديرية والمسؤولون عن التعليم في المحافظة أجاب معاون وزير التربية السابق في الحكومة المؤقتة «جمال شحود» بأنه تم تأمين التدفئة لـ 1000 شعبة صفية في محافظة
إدلب ،مع استمرار السعي لتأمين المحروقات لباقي المدارس ،مرجعا السبب إلى ضيق الوقت وكثرة المدارس.
أحمد الذي يمتنع عن الذهاب إلى مدرسته حتى يتم تركيب المدفأة في صفه، يؤكد لوالدته أنه مستعداً سيكون للذهاب حتى أيام العطل في حال وجود التدفئة في الصف. «مصطفى تناري» معلم اللغة اإلنكليزية في إحدى المدارس االبتدائية في معرة النعمان اشتكى من قلة كمية الديزل التي يتم دعم المدرسة بها
من قبل المنظمة المانحة، مؤكداً على أن ظروف التعليم إحدى أهم أسباب نجاح العملية التعليمية ،فض ً ال عما يمكن أن يتسبب به البرد من أمراض للطالب. من جانبه نفى المعلم «أحمد عبد اللطيف» لزيتون توفر التدفئة في مدارس معرة النعمان حتى اآلن ،وأن الطالب ال يتلقون المعلومات بشكل صحيح بسبب البرد، معتبراً أن الليتر ونصف الليتر الذي قدمته المنظمة المانحة في السنة الماضية غير كاف ،مطالباً المجمع التربوي ومديرية التربية بالوقوف أمام مسؤولياتهما في تأمين المحروقات الالزمة للمدارس. كما حذر المعلم «عبد الناصر ذكرى» من تردي العملية التعليمية بشكل كبير في حال لم تقدم المحروقات
كفاءة الكادر في مدراس الدانا ما بين العام والخاص ال بد وأن كل منا قد تأثر بشكل ما بأحد معلميه في المرحلة اإلبتدائية تأثراً عميقاً ،ذلك لما للمعلم من صورة مثالية وقيمة أخالقية وتربوية كبرى ،ويمكن لهذا التأثير أن يكون حافزاً ودافعاً للطفل للمضي قدماً في تعليمه المستقبلي ،كما يمكنه أن يكون مثبطاً وهادماً له، وذلك بحسب ما يملكه المعلم من قدرة على تحريض المحبة واإلحجام في نفوس الطالب بما يرتبط في كل ما يتعلق بالتعليم والمدارس. في الحالة السورية ،وفي محافظة إدلب نموذجاً ،سببت الحرب وظروف الحياة القاسية تراجعا حادا في مجال الكادر التعليمي وتطويره ،وال سيما بعد أن امتنع الكثير من
المعلمين العاملين وجلهم من أصحاب الخبرة عن الذهاب لمدينة حماه لقبض رواتبهم، وتركهم لعملهم خوفاً من االعتقال من قبل قوات األمن السورية ،التي حاولت أن تخنق الحياة في المناطق المحررة، كما زاد الطين بلة ،انقسام المدارس في هذه المناطق بين تربيتي النظام والحرة ،وما تال ذلك من فوضى إدارية وتقاذفاً للمسؤوليات ،نتج عنها افتقار المدارس ألساسيات التعليم وإهماله ،مع السبب الرئيسي األكبر وهو القصف. تقدم المدارس بشقيها العام والخاص ما لديها للطالب في مدينة الدانا بريف إدلب، ولكل منها مميزاته وعيوبه، فالمدارس العامة أكثر جدية
الالزمة لتدفئة الطالب ،والتي لم تصل حتى اآلن رغم قسوة الطقس ،مشيراً إلى معاناتهم خالل السنة الماضية من شح الديزل في المدارس. بعض المدارس التي حصلت على مادة الديزل في هذا العام كان لديها شكوى من جانب توفر المدافئ لديها، وهو ما اشتكى منه مدير مدرسة الدمشقي «شريف رحوم»« :في المراحل األولى تم تأمين مادة الديزل ولكن هناك نقص في المحروقات والمدافئ ،أما بالنسبة للمرحلتين اإلعدادية والثانوية فما يزال الطالب محرومون من التدفئة». نائب مدير مدرسة «عبد المعطي الكردي» حمل مسؤولية تسرب الطالب وال سيما في الصفوف األولى
تستخدمه من وسائل متطورة في العملية التربوية. وفي الجدال الذي جرى مؤخراً في مدينة الدانا حول كفاءة وأهلية الكوادر في المدارس العامة مقارنة مع المدارس الخاصة. قال مدير مكتب التعليم في محلي الدانا «مهيب مندو» الكادر «معظم لزيتون: التعليمي في المدارس العامة هو ذات الكادر الذي كان عام ً ال زمن النظام ،وهو كادر يمتلك خبرة وكفاءة كافية لنجاح التعليم ،لكن زيادة عدد الطالب هو ما أثر سلبا على العملية التعليمية وخلق نقصاً في الكادر ،ال قلة في الكفاءة».
زيتون وأكثر نظاما إضافة إلى أنها مجانية وموحدة مع غيرها من باقي المدارس ،أما المدارس الخاصة فإنها أكثر مرونة
وتنوعا ،وأحدث طرقاً في التعليم ،كما تمتاز باهتمام زائد بالطالب خصوصا في المراحل األولى منها ،مع ما
وعما قام به المجلس المحلي لتدارك النقص في الكادر أضاف «مندو»« :قمنا بإجراء مسابقات لسد شواغر التعليم ،بشرط
لغياب التدفئة عن المدارس، متسائال عن عجز الجهات المعنية عن توفير المحروقات الالزمة لتدفئة الصفوف، والتي يبلغ عددها في مدرسته 17شعبة ،يعاني فيها الطالب الصغار من البرد. المعلمة «رابعة الصياد» في مدرسة عبد المعطي الكردي أضافت أن الصفوف في المدرسة بحاجة إلى صيانة النوافذ واألبواب ،مؤكدة على أن غياب التدفئة حتى اليوم سبب كبير في عدم وصول المعلومات للطالب. أحمد الذي يمتنع عن الذهاب إلى مدرسته حتى يتم تركيب المدفأة في صفه ،يؤكد لوالدته «مريم الصديق» على أنه سيكون مستعداً للذهاب حتى أيام العطل في حال وجود التدفئة في الصف.
عدم اعتماد أي معلم لم ينجح في مسابقة التربية الحرة، مع وجود بعض المعلمين حاليا ليسوا خريجين ،يسدون الشواغر الموجودة في المدينة، واعتباراً من العام القادم سيتم استبدال كل معلم غير خريج بآخر خريج». وأرجع مدير مكتب التعليم سبب إرسال األهالي ألبنائهم إلى المدارس الخاصة الزدحام المدارس العامة ،وتوفر وسائل نقل للطالب إليها ،مؤكداً أن جل الكادر في المدارس الخاصة هم ذاتهم العاملون في المدارس العامة. مدير مدرسة الدانا المحدثة «إبراهيم محمد بكور» أكد لزيتون أن خبرة الكادر في المدارس العامة تزيد عن 20 عاما ،وأن آخر عام للتخرج لدى معلمي المدرسة هو عام .2010
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
5
تحقيق
أتاوات على الحواجز ..ترهق األهالي وترفع األسعار أربعة مناطق سيطرة في محيط محافظة إدلب ،وللعبور من إحداها إلى أخرى يتوجب دفع رسوم على شكل أتاوات وضرائب ،تفرضها الحواجز المنتشرة عند بداية كل سيطرة ،على الركاب والبضائع على حد سواء. فما بين محافظة إدلب ومناطق سيطرة النظام في مدينة حماة ،تنتشر عشرات الحواجز التابعة لقوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني التابعة له ،التي تنهك الركاب والموظفين والتجار ،بما تسلبه من مبالغ مالية كبيرة ،يتحملها المواطن البسيط في نهاية المطاف.
فريق زيتون سابقاً كان طريق «أبو دالي» أول��ى الطرقات الثالث التي تصل محافظة إدلب مع حماة، والذي تنتشر به قرابة الـ 23 حاجزا لقوات النظام ،أما الثاني فهو طريق «قلعة المضيق» والذي يضم بدوره قرابة 13 حواجز لقوات النظام ،فيما تنتشر على طريق «السعن» ق��راب��ة 6ح���واج���ز ،إض��اف��ة للحواجز الموجودة في كراجات مدينة حماة ،فض ً ال عن فتح ط��ري��ق م���ورك ح��دي��ث��اً ،وهو الشريان الرئيسي بين حلب ودمشق. «محمد السليمان» سائق سيارة نقل رك��اب من قلعة المضيق المحررة إلى مدينة حماة ق��ال ل��زي��ت��ون« :هناك 13حاجزاً من قلعة المضيق إلى مدينة حماة ،تبدأ بحواجز لحركة أحرار الشام اإلسالمية التي ال تتقاضى أية رسوم أو مبالغ على مرورنا ،لكن وعلى بعد 200متر منها تتواجد 3ح��واج��ز تابعة لمليشيات ال��دف��اع ال��وط��ن��ي المساندة لقوات النظام ،يفصل بين الحاجز واآلخر مسافة 50متراً، ويفرض كل حاجز منها مبلغ 500ليرة سورية على كل راكب في السيارة ،أما الحواجز ال��ـ 10التي تليها فتكتفي بكمية من المواد الغذائية أو التبغ أو مبلغ 500ليرة سورية على كامل السيارة». كما ق��ال «أي��ه��م ال��ق��ادري» صاحب سيارة نقل ركاب من عفرين إل��ى دارة ع��زة بريف حلب لزيتون« :أثناء عبورنا ل��ل��ح��واج��ز ال��ت��اب��ع��ة للقوات الكردية وهي أربعة حواجز، ت��ف��رض ه��ذه ال��ح��واج��ز على أصحاب السيارات رسوم نقل، ب��اإلض��اف��ة لفرضها رس��وم��اً على الركاب المسافرين ،تبلغ 1000ليرة سورية على كل راكب». وأض���اف «ال���ق���ادري»« :عند وصولنا إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير ال��ش��ام ،نصل إلى ما يسمى الكراج ،والذي يتقاضى ضريبة مقابل «إذن عبور» وه��ي ضريبة علنية،
6
يتم سؤالنا عنه على كل حاجز من حواجز الهيئة التالية لحاجز الكراج». «أبو أحمد» مدني متقاعد من ريف إدلب يبلغ من العمر 70 عاماً ،يذهب كل شهر الستالم راتبه التقاعدي من مدينة ح��م��اة ،ولكنه يُضطر لدفع جزء كبير من راتبه للحواجز المتواجدة على طريق «حماة إدلب» ،إال أن غالء المعيشةيجبره على التوجه إلى حماة شهرياً ،واالستغناء عن مبلغ من راتبه مقابل حصوله على الباقي ،وشراء بعض الحاجيات من السقيلبية ،وذلك بسبب الفرق الكبير الذي يجده في األسعار ما بين مناطق النظام ومناطق المعارضة ،على حد قوله. وأوض��ح أح��د الموظفين من ريف إدلب لزيتون أن أجرة نقل الراكب من مدينة إدل��ب إلى مدينة حماه تصل إلى 7آالف ليرة سورية ،ويتكفل السائق بالدفع للحواجز دون تكلفة الركاب ،ولكن يستثنى الشباب الذين بعمر االحتياط من هذه المعاملة ،إذ يتم تقاضي مبالغ إضافية منهم من قبل عناصر ح��واج��ز النظام مقابل عدم اعتقالهم ،ويمكن لسيارة نقل الركاب الصغيرة ذات الـ 16 راكباً أن تدفع مبلغاً يصل لـ 50أل��ف ليرة سورية لكامل الحواجز على شكل أتاوات. وأض���اف ال��م��وظ��ف أن بعض الحواجز تقوم أحياناً بأخذ األت���اوة م��ن ك��ل راك��ب على ح��دى ،حسب الحاجز وم��زاج العناصر المتواجدين فيه، كالحاجز األخير على طريق السعن ب��ال��ق��رب م��ن تخوم مدينة حماة ،إذ يصل المبلغ ف��ي بعض ال��ح��االت إل��ى 10 آالف ليرة سورية على الراكب ال���واح���د ،وخ��اص��ة ل��م��ن هم دون سن األربعين ،فإما أن يدفع الراكب األت��اوة وإم��ا أن يتم اق��ت��ي��اده إل��ى السجون والمعتقالت وال تعرف نهايته بعدها. ويروي أحد الشهود ما شاهده
حواجز النظام -إنترنت
أث��ن��اء سفره إل��ى حماة على طريق قلعة المضيق ،وكيف ق��ام عناصر الحاجز الثاني لقوات النظام بإنزال سبعة شبان وابتزازهم بفرض مبلغ 5آالف ليرة سورية على كل منهم ،وحين لم يتوفر المبلغ م��ع أح��ده��م أوس��ع��وه ضرباً وقاموا باحتجازه ول��م يعرف مصيره فيما بعد. «قاسم محمد» سائق سيارة لنقل ال��رك��اب من إدل��ب إلى حماة قال لزيتون« :الطريق خطر جداً على الركاب ،بسبب التشديد والتدقيق في أسماء الركاب من قبل حواجز النظام المنتشرة بكثرة على الطرقات الواصلة إل��ى مدينة حماة، فعلى ط��ول ال��ط��ري��ق ال��ذي أسلكه (طريق الحمرة) ،يتواجد 15حاجزاً ،نقوم بالدفع لها بشكل متفاوت من مبالغ مالية إلى أشياء عينية بحسب عدد الركاب وحسب وضع الحاجز». وأض���اف «محمد» أن معظم ال��رك��اب ه��م م��ن المعلمين المتوجهين لقبض رواتبهم، ل��ذا يكون طريق العودة من مدينة حماة أصعب وأخطر، بسبب إدراك عناصر الحواجز لتوافر األم���وال م��ع الركاب المعلمين ،ويكون في معظم األح��ي��ان رات��ب ثالثة أشهر،
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
لتبدأ المضايقات ونضطر لدفع مبلغ يصل إلى 15ألف ليرة إذا كان الراكب في سن الشباب.
أتاوات على سيارات نقل البضائع
وي��رى «محمد» أن رغم عدم قناعته بشرعية هذه المبالغ المفروضة إال أنها الحماية الوحيدة للركاب من االعتقال والسجن ،م��ؤك��داً أن قانون الحواجز ال يعتبر المطلوب مطلوباً إال إذا كان عاجزاً عن الدفع لعناصرها.
عبور الحواجز التابعة لحركة أح��رار الشام علينا أن نقتطع ً وص�ل�ا بمبلغ 3آالف ليرة س��وري��ة للعبور على معبر قلعة المضيق ،بينما تتقاضى ح��واج��ز ال��ن��ظ��ام مبلغ 350 ألف ليرة سورية على سيارة النقل الكبيرة ،و 200ألف ليرة سورية على سيارة النقل الصغيرة ،و 260أل��ف ليرة سورية على الجرار المحمل».
معظم الركاب هم من المعلمين المتوجهين لقبض روات��ب��ه��م ،ل��ذا يكون طريق العودة من مدينة حماة أصعب وأخطر ،بسبب إدراك عناصر الحواجز لتوافر األم����وال م��ع ال��رك��اب المعلمين ،ويكون في معظم األح��ي��ان رات��ب ث�لاث��ة أش���ه���ر ،لتبدأ المضايقات ونضطر ل���دف���ع م��ب��ل��غ ي��ص��ل إل��ى 15أل��ف ليرة إذا كان الراكب في سن الشباب.
ال تقتصر أتاوات حواجز قوات األس���د على ال��رك��اب فقط، بل يتم فرض الرسوم على شاحنات نقل الخضار والفواكه وغيرها من البضائع. «باسل الحريز» أحد التجار في سوق الهال بمدينة إدلب أكد لزيتون أن تكلفة نقل شاحنة البندورة مثال تصل لـ 20ألف ليرة سورية من مدينة بانياس إلى قلعة المضيق ،كما تصل تكلفة إي��ص��ال��ه��ا م��ن قلعة المضيق إلى مدينة إدلب 20 ألف ليرة سورية أخرى ،فض ً ال عن مبلغ 100ألف ليرة سورية يدفعها السائق على شكل أتاوات للحواجز. وق��ال «سامر العمر» صاحب سيارة نقل بضائع لزيتون: «ح����واج����ز ق�����وات ال��ن��ظ��ام والمعارضة شركاء في غالء أس��ع��ار ال���م���واد التموينية والخضار وال��ف��واك��ه ف��ي كال ال��ط��رف��ي��ن ،ألن ك��ل منهما يفرض الرسوم على سيارات النقل ،ويختلف السعر ما بين ح��واج��ز ك��ل ط���رف ،وال��م��ادة التي تحملها السيارة ،فعند
أكثر الحواجز طمعاً وس��ل��ب��اً ل��ه��م هو حاجز الفرقة الرابعة ال���ت���اب���ع ل���ق���وات ال��ن��ظ��ام ،وه��و أخر حاجز قبل الوصول إلى حماه. وأجمع كل من التقته جريدة زي��ت��ون م��ن ت��ج��ار وسائقين ف��ي محافظة إدل��ب على أن أكثر الحواجز طمعاً وسلباً لهم هو حاجز الفرقة الرابعة
تحقيق التابع لقوات النظام ،وهو أخر حاجز قبل الوصول إلى حماه ،إذ يفرض مبالغ مالية ضخمة على كل الشاحنات، ويقوم هذا الحاجز بفرض مبلغ 50أل��ف ليرة سورية على الشاحنات الصغيرة، أما فيما يخص الحمضيات فتأخذ الحواجز قرابة 25ألف ليرة سورية ،ويكلف الكيلو غرام الواحد من الحمضيات 25ليرة سورية كي يصل لمدينة إدلب ،والكيلو غرام الواحد من البندورة أو التفاح ح��وال��ي 40ل��ي��رة س��وري��ة، وه��ذه ال��زي��ادات تدفع من حساب المواطن واألهالي في نهاية المطاف ،بحسب رأي التجار. ف��ي حين أك��د تاجر خضار ف��ض��ل ع���دم ال��ك��ش��ف عن اسمه لزيتون ،أن الضرائب ال��م��ف��روض��ة ع��ل��ى نقل البضائع إلى محافظة إدلب من مناطق النظام ،تزيد من سعر كل كيلو غ��رام واحد مبلغ 27ليرة سورية ،وذلك دون حساب أرباح التجار في البضائع. وي��رى «جميل سماق» أحد تجار ال��م��واد الغذائية في ري���ف إدل���ب أن انخفاض األس��ع��ار ال��ذي ط��رأ مؤخراً على بعض المواد التموينية ك��م��ادة السكر ال��ذي هبط سعره من 350ليرة سورية للكيلو غ���رام ال��واح��د إلى 300ليرة سورية ،والبنزين الذي هبط سعره إلى 400 ليرة س��وري��ة بعد أن كان 450ليرة سورية ،أن هذا االنخفاض جاء بسبب فتح معبر «مورك» وعدم فرض ض���رائ���ب ع��ل��ى ال��ب��ض��ائ��ع والمواد المنقولة عبره من قبل الفصائل وقوات النظام كما كان يتم سابقاً في معبر «أبو دالي». وأوض���ح «إب��راه��ي��م» وهو ص���اح���ب ص��ه��ري��ج لنقل النفط ال��خ��ام م��ن مناطق سيطرة داعش إلى المناطق المعارضة ،أن سعر برميل النفط في مناطق داعش هو 40دوالراً أمريكياً ،لكنه يصل إل��ى م��ا ي��ق��ارب 80 دوالراً في المناطق المحررة، مؤكداً أن الشركة التي يعمل بها تقوم بدفع الرسوم إلى كل الحواجز التي تعبرها تلك الصهاريج ،من حواجز التنظيم إل��ى النظام إلى حواجز األكراد وحتى حواجز هيئة تحرير الشام ،مشيراً إلى أن أكثر من 290حاجزاً تنتشر ما بين مدينة الرقة وريف محافظة إدلب. على تلك الحواجز يتم سلب األه��ال��ي أم��وال��ه��م بعدما سلبت حياتهم وحريتهم، ليتم تسليح الحرب عليهم مرة أخ��رى بمالهم ،ويكون بذلك المواطن السوري قد دف��ع بمفارقة مؤلمة ثمن موته من جيبه.
مرض العصر ..عدو إضافي للسوريين في أزمتهم عانى «حسن العيسى» ذو الثالث والستين عاماً من أهالي مدينة دمشق، لسنوات طويلة من مرض السكري، لكنه تمكن من السيطرة على نسبة السكر في دمه لمدة طويلة حتى بداية الثورة السورية ،ليتفاقم المرض فيما بعد مع ارتفاع بضغط الدم ونسبة الكوليسترول ،تبعه ضرر في العينين، ثم في الكليتين ،ليتوفى قبل أشهر.
وعد البلخي حسن هو أحد ضحايا مرض السكري م��ن ال��ن��م��ط ال��ث��ان��ي ،أي السكري الكهولي ،والذي يصاب به المريض في سن الـ 40عاماً فما فوق ،وهو المرض الذي أطلق عليه اسم مرض العصر، نظراً النتشاره الواسع والمتزايد في كافة أنحاء العالم ،وليس فقط في سوريا ،إال أن سوريا تتفرد حالياً بوضع خاص حتى في حالة مرض السكري، ً نتيجة لألوضاع السائدة فيها منذ سبع سنوات ،والتي تسببت بازدياد نسبة اإلصابة بهذا المرض ،إذ قدرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً ،أن نسبة اإلصابة بمرض السكري في سوريا تحديداً ،ستكون واح��داً من بين كل 10أشخاص خالل السنوات القادمة. ووفقاً إلحصائيات الجمعية السورية لمرضى السكري ،التي أعلنت عنها قبل أيام ،في اليوم العالمي لمرض السكري ،يبلغ عدد المصابين بالمرض حالياً في مدينة دمشق وحدها 500 ألف مصاب ،بينهم نسبة 10بالمئة من األطفال ،مؤكد ًة أن نسبة اإلصابة بالمرض ارتفعت بشكل كبير خالل السنوات القليلة الماضية ،وما تزال تواصل ارتفاعها ،وال سيما في صفوف األطفال. أما «عبد الكريم المحمد» فقد أصيب بمرض السكري بعد بداية الثورة في سوريا ،وتعرضه لالعتقال ،ليبدأ بعدها بتلقي العالج عن طريق األدوية الفموية ،والحمية ،ومراقبة نسبة السكر في الدم باستمرار. الطبيب «محمد ف��ري��د» أخصائي األم���راض الداخلية والقلبية قال لزيتون« :ينتشر مرض السكري في محافظة إدلب بشكل كبير ،وهناك أرق���ام كبيرة م��ن المصابين بهذا ال��م��رض ،وأه��م أسباب اإلص��اب��ة به الحالة النفسية التي يعيشها المريض، فالحزن واألس��ى هما المسبب األول لهذا المرض ،وهناك أسباب أخرى مثل اإلفراط بتناول الحلويات ،وعدم ممارسة الرياضة ،وغيرها».
صورة رمزية -إنترنت
م��رض السكري أنواعه وأعراضه ينشأ م��رض ال��س��ك��ري م��ن ح��دوث اضطراب في عمليات االستقالب في الجسم ،وارتفاع شاذ في تركيز سكر ً نتيجة لخلل في هرمون الدم ،وذلك األنسولين ال��ذي تنتجه خاليا بيتا الموجودة في البنكرياس ،وهذا الخلل إما أن يكون عبارة عن عوز للهرمون، وعدم إنتاج كمية كافية منه ،أو عجز عن إنتاجه ،أو انخفاض في حساسية األنسجة لألنسولين ،أو كليهما معاً. وينقسم مرض السكري إلى 3أنماط، األول هو السكري الشبابي ،ويصيب األط��ف��ال والشباب في سن مبكرة، منذ فترة ما بعد الوالدة وحتى ما قبل سن األربعين عاماً ،جراء نقص في المناعة ،أو عدوى فيروسية أو وجود محفز بيئي ،والنوع الثاني من المرض هو السكري الكهولي ال��ذي يُصاب به المريض بعد سن األربعين عاماً، وينتج عن مقاومة الجسم المتصاص األنسولين.، وكذلك الحال بالنسبة للنمط الثالث وهو ما يعرف باسم «سكري الحمل»، وال��ذي تُصاب به المرأة أثناء فترة الحمل ،وفي كال النوعين األخيرين يساعد العامل الوراثي على اإلصابة بالمرض ،وق���درت منظمة الصحة العالمية في آخر إحصائية لها ،عدد النساء المصابات بسكري الحمل للعام ،2017بـ 119مليون امرأة ً متوقعة ارتفاع العدد في في العالم، عام 2040إلى 313مليون مصابة بالمرض. وحدد االتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية يوم الرابع عشر من تشرين الثاني من كل ع��ام ،كيوم عالمي للسكري ،ليتم فيه تسليط الضوء على أهمية اح��ت��رام قواعد التغذية الصحية من قبل المرضى، والتوعية إل��ى أن ال��ع�لاج ب��األدوي��ة وحده غير كافٍ للحفاظ على توازن
نسبة السكر في الدم ،وذلك منذ عام .1991 وعن أعراض اإلصابة بمرض السكري أض��اف أخصائي األم��راض الداخلية والقلبية « ف��ري��د»« :أه��م أع��راض اإلصابة بمرض السكر هي خسارة ال��وزن في بداية اإلصابة بالمرض، حيث يفقد المريض الكثير من وزنه، ويصبح كثير التعب ،يشعر بوهن عام وج��وع شديد ،وحاجة للتبول بشكل دائم ومتكرر ،بسبب حاجته إلى الماء وشعوره الدائم بالعطش ،إذ يصبح الماء رفيقه أينما حل ،كما يضعف نظر المريض في مراحل متقدمة من المرض ،إضافة إلى العصبية وفقدان التركيز لدى المريض ،وبطء التئام الجروح».
العالج والوقاية
مالئمة لمرضى السكري ،وممارسة الرياضة البدنية التي تناسب كل مريض ،وتخفيض الوزن ،وغيرها من األنماط ،وعالج عبر الحمية ومراقبة تركيز الجلوكوز (السكر) في الدم، وعالج دوائي بواسطة األدوية الفموية أو الحقن. «حسن عبيد» صيدلي م��ن مدينة بنش تحدث لزيتون عن أدوية مرض السكري المتوفرة حالياً في محافظة إدلب بشكل عام ،ومدينة بنش بشكل خ��اص ق��ائ ً �لا« :ت��ت��وزع أدوي��ة مرض السكري على نوعين ،حقن أنسولين لمرضى السكري الشبابي ،وك��ان تأمينها في السابق صعباً ،ال سيما أن المريض يحتاج يومياً إلى الجرعات ،إال أنها اليوم متوفرة إلى حد مقبول ولكن بأسعار مرتفعة».
تناولت العديد من األبحاث دراس��ة العوامل المرتبطة بالتغذية ،والتي قد تزيد أو تقلل احتمال اإلصابة بمرض السكري ،إال أنها لم تصل إلى نتائج مؤكدة ،ولكنها رجحت أن الرضاعة الطبيعية تقلل احتمال اإلص��اب��ة بالمرض ،كذلك إعطاء األطفال 2000 وحدة من فيتامين د بعد الوالدة يقلل من احتمال اإلصابة بالنمط األول من السكري.
وأض��اف «عبيد»« :أم��ا النوع الثاني من أدوي��ة م��رض السكري ،فيعتمد على األدوية الخافضة لنسبة السكر ف��ي ال���دم ،واألدوي���ة المنظمة لها، ونحصل عليها من مناطق النظام، وه��ي متوفرة حالياً بنسبة ،%80 ولها عدة أنواع أبرزها :الكليبورين، والكاليفورن ،إضافة إلى البيوكليت ميت ،وال��ذي يعتبر خافض ومنظم في الوقت ذاته ،وأسعار هذه األدوية ليست ثابتة ،فهناك ارتفاع وهبوط مستمر في أسعارها».
أما بالنسبة للنمطين الثاني والثالث من مرض السكري ،فيمكن محاولة تجنب اإلصابة بهما ،أو التقليل من احتمالها، ع��ب��ر تخفيض ال����وزن ،وم��م��ارس��ة ال��ري��اض��ة ل��م��دة ساعتين ونصف أسبوعياً ،أو المشي بشكل يومي، ووضع برنامج تغذية صحية سليمة، تتناول انتقاء المقبالت الصحية، واالب��ت��ع��اد ع��ن األطعمة السريعة، وتناول الدهون باعتدال ،وتناول كمية كافية من األلياف والحبوب الكاملة، والخضراوات والفواكه ،واالبتعاد عن ال��وح��دة ،وإعطاء الجسم قسط من الراحة ،وإجراء التحاليل والفحوصات بشكل دوري. أم��ا العالج فينقسم إل��ى ع�لاج عبر تغيير أنماط الحياة ،من تغذية صحية
«عبد الحميد األسعد» من أهالي مدينة بنش ،وأحد المصابين بمرض السكر قال لزيتون« :نواجه عدة مشكالت في تأمين أدوية مرض السكر ،أبرزها عدم ثبات أسعارها ،والتفاوت فيها، وعدم توفرها بشكل دائم ،وال سيما بالنسبة لألدوية السورية ،والتي تتميز بأنها أكثر فعالية وجدوى من األدوية التركية ،وذلك من خالل تجربتي في تناول النوعين بحسب التوفر في الصيدليات». من لم يصب بالحرب من السوريين قد يصاب بمرض العصر ،وال يقتصر المرض على السوريين في الداخل، بل سيالحق قسم كبير منهم ،نتيجة ألوضاعهم المأساوية في الشتات وبالد اللجوء.
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
7
مجتمع
أمراض األطفال الشتوية ..معالجتها والوقاية منها تتسبب برودة الجو في فصل الشتاء ،وتغير درجات الحرارة ،واالنتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى آخر بارد ،بضعف في مناعة الجسم ،مما يؤدي لإلصابة ببعض األمراض الموسمية ،ونتيج ًة لضعف مناعة األطفال أكثر من الكبار ،فإن األطفال يكونون أكثر عرضة لإلصابة بهذه األمراض ،كما يكونون أكثر قابلية لتلقي العدوى بها ،ويزيد من نسبة اإلصابة تواجدهم في األماكن المغلقة بأعداد كبيرة كما في المدارس ،ليصابوا باألمراض وينقلوا العدوى إلى منازلهم وأسرهم.
مركز الرعاية األولية في مدينة كفرنبل -زيتون
مخلص األحمد الطبيب «بشار اليوسف» األخصائي بطب األطفال تحدث لزيتون عن األمراض التي تصيب األطفال في فصل الشتاء ،وأعراضها وطرق معالجتها والوقاية منها قائ ً ال: «أكثر األمراض انتشاراً في فصل الشتاء هي :التهاب القصيبات الشعيرية ،والزكام، واالنفلونزا «الكريب» ،ويُصاب بها الكبار والصغار ،إال أن ً عرضة لإلصابة األطفال أكثر والتأثر بها». وأضاف «اليوسف»« :التهاب القصيبات الشعيرية غالباً ما يصيب األطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين ،وتكون أعراض المرض عبارة عن: سيالن أنفي ،وعطاس ،وحمى قليلة وسعال ،وقد يتطور إلى زلة تنفسية ،وسحب ضلعي، وزرقة ،ويتم معالجتها بإعطاء الطفل المصاب األوكسجين، والسوائل الوريدية ،والموسعات القصبية».
أما بالنسبة للزكام ،فأعراضه هي سيالن أنفي ،وعطاس، وبحة في الصوت تترافق مع سعال ،وتستمر لمدة أسبوع، ويتم معالجته بإعطاء الطفل المصاب نقط أنفية ،وخافض حرارة كالسيتامول ،ومضاد احتقان ،علماً أن الزكام يصيب األشخاص في الشتاء بكافة أعمارهم ،وتنتقل العدوى تنفسياً في كل من الزكام والتهاب القصيبات الشعيرية، لذلك ينصح باالبتعاد قدر اإلمكان عن المصاب بها، بحسب طبيب األطفال. كما تتجلى أعراض الكريب بارتفاع حرارة ،وألم في المفاصل ،مع صداع وسعال وجفاف في الحلق ،وللوقاية منه يمكن إعطاء اللقاح السنوي لالنفلونزا لألطفال لتجنيبهم اإلصابة به خالل العام ،والذي يعطى في فصل الخريف من كل عام ولكافة األعمار، باإلضافة إلى الحرص على
عدم تعرض األطفال لتقلبات الطقس والتغير المفاجئ في درجات الحرارة. الطبيب «عمر الجندي» أوضح لزيتون أن أكثر األمراض شيوعاً في الشتاء هي أمراض الزكام والتهابات الجهاز التنفسي، وتعود األسباب غالبا إلى البرد والعدوى ،وضعف المناعة، باإلضافة إلى التهاب البلعوم واللوزتين ،ويكون في الغالب فيروسي المنشأ ،أو نتيجة اإلصابات بالجراثيم ،ويعد تكرار التهاب اللوزتين موضوع مهم ،ويشاهد بكثرة على مدار السنة عند األطفال». وأضاف «الجندي»« :الحمى الناجمة عن أمراض الشتاء عند األطفال ليست سببا لإلسراع بالذهاب إلى عيادات األطباء، فمعظم أمراض الحمى لدى األطفال فوق عمر السنتين، سهلة وتزول دون الحاجة إلى العالج الدوائي ،ولكن في ظل الوضع الراهن وما نجده من
انتشار كبير لألمراض واألوبئة بسبب المواد الملوثة التي تنتج عن مخلفات الحرب ،أو نتيجة انهيار الشبكات الصحية وتلوث المياه ،يجب على كل أم أن تحرص على سالمة أفراد أسرتها ،وحماية أطفالها ووقايتهم من أجل تقليل فرص اإلصابة بهذه األمراض». وتكمن الوقاية من هذه األمراض بعدة طرق ،منها الالزمة اللقاحات تقديم لألطفال وتعقيم مياه الشرب، وتجنب األطفال وإبعاد مخالطتهم مع األشخاص المصابين باألمراض المعدية، والتهوية الجيدة للمنازل، واالهتمام بالتغذية الصحية لألطفال ،وتجنيبهم االنتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى مكان بارد ،بحسب «الجندي». كما يعتبر التهاب األذن الوسطى من بين األمراض األكثر شيوعاً عند األطفال ،وال سيما لمن
هم دون سن الخامسة ،وتبدأ أعراض التهاب األذن الوسطى باإلحساس بضغط مزعج في داخل األذن ،مصحوب بألم حاد، وتظهر على الطفل المصاب أعراض الحمى وارتفاع درجة الحرارة وفقدان السمع ،وإذا لم تعالج العدوى فإن تراكم الضغط في األذن الوسطى يؤدي إلى خروجها من خالل طبلة األذن ،ومن الضروري معالجة االلتهاب لتجنب اآلثار السلبية للمرض. ويوجد في مدينة معرة النعمان مشفى متخصص بأمراض األطفال ،وهو مشفى السالم التخصصي ألمراض النساء واألطفال ،وبحسب آخر إحصائية حصلت عليها زيتون من إدارة المشفى ،بلغ عدد مراجعي عيادة األطفال في أيلول الماضي 3699مراجعاً، كما استفاد 56طف ً ال من المنفسة. إال أن مشفى السالم
التخصصي ،يعاني من نقص في الكادر ،ويحوي11طبيباً مختصاً بأمراض النساء أو األطفال ،ولكن هذا العدد من األطباء غير كافي ،وذلك بسبب ازدياد عدد السكان في المدينة نتيجة النزوح ،مما زاد في عدد المراجعين أضعاف ما كان عليه سابقاً ،بحسب تصريح سابق لمدير مشفى السالم التخصصي الطبيب «عبد المنعم الشردوب». وكان مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي ،ورئيس مشفى معرة النعمان المركزي «رضوان شردوب» قد أكد لزيتون في وقت سابق أنه سيتم افتتاح قسم خاص لألطفال في مشفى المعرة المركزي ،كما سيتم تأمين حواضن ومنافس وأسرّة جديدة ،وتوظيف كوادر إضافية ،وتوفير حاجيات األطفال من أدوية وحليب، مشيراً إلى أن المشفى تستقبل نحو ٥٠طف ً ال يومياً.
كثرة بأمراض األطفال الموسمية ..ومشفى وحيد في إدلب ياسمين جاني تكثر األمراض الموسمية في فصل الشتاء ال سيما لدى األطفال ،وتكون في الغالب من األمراض التي تنتقل بالعدوى من طفل آلخر ،وهي أمراض تقلق األهالي ،في كل موجة برد ،وفي بداية كل شتاء ،ورغم تكرارها إال أنها تبقى مزعجة. وعن أهم هذه األمراض التي تصيب األطفال ،والتي تترافق مع قدوم فصل الشتاء ،قال الطبيب «أحمد العوض» أخصائي طب األطفال لزيتون« :من أكثر األمراض شيوعاً في فصل الشتاء لدى األطفال ،أمراض التهاب الرئة، والسعال التشنجي والربو، والتهاب اللوزتين واألذن الوسطى ،باإلضافة إلى الرشح
8
واالنفلونزا ،وتكون األعراض في التهاب الرئة حاد ًة جداً، وتتسم بالحرارة الشديدة المعندة مع خوافض الحرارة، ومع السعال الجاف وصعوبة
التنفس والقشعريرة واإلنهاك الشديد وفقدان الشهية ،بينما تكون األسباب فيروسية أو جرثومية ،وال بد من مراجعة الطبيب للعالج».
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
وأضاف «العوض»« :يتصف الربو بنوبات من السعال التشنجي المتكرر ،تزداد خالل الليل ،وقد تزداد عند بعض األطفال بعد المجهود العضلي، وتكون اإلصابة بالرشح، أو التهاب الجهاز التنفسي العلوي من العوامل المؤهبة لتكرار أزماته الحادة ،وكذلك ارتفاع نسبة رطوبة الجو، ووجود االستعداد الوراثي لدى المريض ،كما تكون النوبة عموماً سريعة الحدوث بعد التعرض للمخرشات ،بينما تكون بطيئة التطور بعد التعرض لإلنتانات التنفسية الفيروسية». وتبدأ النوبة بالسعال الجاف، الذي يزداد بحسب شدة الحالة، ومعظم األطفال المصابين هم دون الرابعة أو الخامسة من العمر ،والعالج األمثل واألسرع
للحاالت الحادة من الربو والتشنج القصبي ،هو استعمال الموسعات القصبية ،عن طريق االستنشاق ،وبجرعات قليلة جداً ،كما أن هذا العالج يقلل وبشكل ملحوظ األعراض الجانبية للموسعات القصبية، إضافة إلى العالجات األخرى التي يقرر الطبيب حاجة الطفل إليها ،بحسب طبيب األطفال.
تبدأ النوبة بالسعال الجاف ،الذي يزداد بحسب شدة الحالة، ومعظم األطفال المصابين هم دون الرابعة أو الخامسة من العمر،
ولتعزيز جهاز المناعة عند األطفال خالل الشتاء ،ينصح «العوض» باالعتناء بالنظافة العامة ،وتوجيه األطفال بضرورة المحافظة عليها، وضرورة غسل األيدي جيداً قبل الطعام ،وضرورة التهوية الجيدة للغرف ،وفصل األطفال المصابين عن السليمين، واإلكثار من إطعام األطفال الغنية والفواكه الخضار بفيتامين ،C باإلضافة إلعطائهم جرعات داعمة من فيتامين د لتعويض النقص الناتج عن قلة التعرض ألشعة الشمس في الشتاء، وتشجيعهم على الحركة وممارسة الرياضة وعدم الخمول ،فض ً ال عن إعطاء اللقاحات لألطفال في مواعيدها من أجل تقوية الجهاز المناعي ألجسامهم.
مجتمع
وقال الطبيب في مشفى األطفال ألمراض المجد والنساء بمدينة إدلب «فائز جراد» لزيتون« :أكثر األمراض شيوعاً لدى األطفال خالل فصل الشتاء ،هي األمراض التنفسية كاشتداد الربو، والعدوى الفيروسية للقصبات عند الرضع ،أو ما يدعى التهاب القصيبات الشعرية». وأضاف «جراد»« :من أعراض هذه األمراض السعال وضيق النفس وعدم القدرة على الرضاعة وعدم القدرة على تناول الطعام ما قد يؤدي إلى حدوث جفاف لدى الطفل ،والذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث قصور كلوي لدى الطفل، باإلضافة الحتمال اإلصابة بالصدمة ،بسبب هبوط الضغط الدموي عند الطفل». ويتم معالجة هذه األمراض بالموسعات القصبية ،وذلك عبر إرذاذ أدوية متنوعة لتخفيف التشنج القصبي وااللتهاب القصبي بسبب التحسس، ً إضافة إلعطاء مضادات حيوية للعدوى البكتيرية الثانوية، وسوائل وريدية ،وتغذية معوية للتعويض عن صعوبة الرضاعة وتناول الطعام وفقدان الشهية عند األطفال المصابين ،بحسب «جراد». وتعد «الوقاية» خير من قنطار عالج ،ولذلك يجب العمل على وقاية األطفال من هذه األمراض ،ومحاولة تجنيبهم اإلصابة بها ،وإحدى أهم طرق وقاية األطفال من األمراض التنفسية هي االبتعاد عن التدخين السلبي في المنزل، وتجنب اإلقامة في أماكن معرضة للتلوث الجوي الزائد والرطوبة الزائدة ،باإلضافة لحماية األطفال من سوء التغذية ،وفقاً لطبيب األطفال. وعلى مدى األشهر السابقة، طالب أهالي مدينة إدلب بإحداث مشافي متخصصة في المدينة ،وال سيما بأمراض النساء واألطفال ،وهي المشكلة التي تعاني منها عدة مدن في المحافظة باإلضافة لمدينة إدلب ،وحاولت مديرية الصحة افتتاح مشفى ألمراض األطفال في مبنى المشفى الوطني، إال أن ذلك لم ينجح ،لتبقى مشفى المجد المشفى الوحيد المتخصص في هذا المجال في مدينة إدلب وريفها. وكانت إدارة مشفى المجد قد حذرت في وقت سابق من وضع كارثي في فصل الشتاء في حال استمر عدد المراجعين باالزدياد على هذا النحو ،مع استمرار وجود نقص األجهزة الطبية في المشفى ،وال سيما الحواضن واألسرّة التي تضطرهم لوضع أكثر من طفل في سرير واحد، وتواصل النقص في األدوية ومعدات المخبر الضرورية
للتحاليل المهمة لتشخيص بعض الحاالت ،وقلة عدد الكادر الطبي فيها. «نحن مقبلون على فصل الشتاء ،ونعلم جميعاً أن األطفال يتعرضون للكثير من األمراض خالل الشتاء ،وأغلبها يتصف بقابليته للعدوى، ومشفى المجد مشفى جيد ولكنه لن يستطيع تغطية هذا العدد الكبير من المراجعين، ولذلك يجب العمل على إيجاد حل لهذه المشكلة ،قبل بدء انتشار األمراض» ،بهذه الكلمات لخص «محمد العبدو» من أهالي مدينة إدلب وضع أطفال المدينة الصحي في فصل الشتاء القادم في ظل عدم وجود مشافي متخصصة بأمراض األطفال في المدينة سوى مشفى واحد. مديرة مشفى المجد لألطفال والنسائية في مدينة إدلب الطبيبة «إكرام حبوش» قالت لزيتون « :بسبب زيادة عدد النازحين بشكل كبير، والتضخم السكاني الذي وصلت إليه مدينة إدلب ،إضافة لكون مشفى المجد المشفى الوحيد المتخصص بأمراض األطفال في مدينة إدلب وريفها، والمشفى الوحيد الذي يقدم خدماته الطبية بشكل مجاني، شكل ضغطاً كبيراً على المشفى بالمقارنة مع كادرها البسيط». وأضافت «حبوش»« :مدينة إدلب بحاجة لمشفى واحد على األقل متخصص بأمراض النساء واألطفال ،إلى جانب مشفى المجد ،حتى يتم تغطية األعداد الكبيرة من المراجعين المتوقع وفودهم إلى المشفى في فصل الشتاء ،أو كحد أدنى إجراء توسعة للمشفى ودعمه، فعدد األسرّة في المشفى ال يتجاوز العشرين سريراً ،بينما يزيد عدد حاالت القبول في المشفى عن 60حالة». وخالل األشهر الخمسة الماضية طرأ ارتفاع كبير على عدد المراجعين للمشفى ،حيث
«أكثر األمراض شيوعاً لدى األطفال خالل فصل الشتاء ،هي األمراض التنفسية كاشتداد الربو، والعدوى الفيروسية للقصبات عند الرضع ،أو ما يدعى التهاب القصيبات الشعرية».
كان عدد المراجعين قبل هذه الفترة ،ال يتجاوز السبعة آالف مراجع شهرياً ،بينما وصل عددهم اليوم إلى نحو العشرة آالف مراجع شهرياً ،باإلضافة لزيادة كبيرة في عدد العمليات والقبوالت ومراجعي المخبر، فض ً ال عن التحويالت التي تأتي من خارج المدينة ،ومن قبل األطباء في العيادات الخاصة، وفقاً لمديرة مشفى المجد ألمراض النساء واألطفال. ويتهيأ مشفى المجد الستقبال فصل الشتاء ،واألمراض التي تكثر فيه ،والسيما «التهاب القصيبات الشعرية» ،و «ذات الرئة» ،وغيرها من األمراض الشائعة في هذا الفصل ،في ظل الصعوبات التي تواجهه في تأمين مستلزماته ،حيث يعاني المشفى من نقص في السيرومات واألسرّة وأجهزة اإلرذاذ والكمامات والشوك األنفية ،باإلضافة للنقص في الكادر الطبي ،بحسب «حبوش» ،والتي أوضحت أن المشفى تعمل على تدارك هذا النقص ،وتأمين هذه المستلزمات ،وزيادة عدد الكادر العامل في المشفى قريباً. كما يعاني المشفى من عدم وجود دعم للمخبر ،ومن نقص في بعض األدوية النوعية، ونقص في كادر قسم األشعة، إذ ال يوجد سوى فني أشعة واحد في المشفى ،ويحتاج المشفى لفني أشعة وفني صيانة للمناوبة في المشفى، فض ً ال عن االستطاعة الضعيفة لمولدات المشفى ،والتي يؤدي تعطل إحداها لتوقف العمل في المشفى ،وفقاً لمديرة مشفى المجد ،والتي طالبت بتفعيل نظام اإلقامة في المشفى، ليتوفر أطباء أطفال مقيمين للتدرب على الحاالت التي تأتي للمشفى ،ال سيما أن مشفى المجد يعتبر المشفى المركزي في المدينة ،بحسب تعبيرها. «ياسر األحمد» من أهالي مدينة إدلب وأب لثالثة أطفال طالب عبر جريدة زيتون، القائمين على قطاع الصحة في المدينة باالهتمام بمشفى المجد ومساندته ليكون قادراً على تقديم خدماته المجانية ألطفال ونساء المدينة وريفها، واستيعاب األعداد الكبيرة من األطفال المرضى التي تفِد إليه ،مثنياً على عمل المشفى، وواصفاً إياها بأنها من أفضل مشافي األطفال في محافظة إدلب. واعتبر «مدحت الحميد» من أهالي مدينة إدلب أن الخدمات الجيدة والمجانية التي يقدمها مشفى المجد تخفف من األعباء المادية على المراجعين للمشفى ،األمر الذي يسبب ضغطاً كبيراً عليها ،مطالباً بافتتاح مشفى آخر متخصص بأمراض األطفال.
زبتون محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
9
اقتصاد
أسواق البالة في ريف إدلب.. حل األهالي في مواجهة الغالء اعتادت «أم أيهم» أن تتسوق ألبسة أطفالها وألبستها من محالت البالة المنتشرة في ريف إدلب ،والتي تزايد عددها خالل السنوات الماضية ،لكثرة إقبال الناس عليها ،خصوصاً في ظل الضائقة المالية التي تشهدها البالد.
وضحة عثمان تقول «أم أيهم» وه��ي أم لخمسة أطفال« :أو ً ال لم يعد انتقاء األلبسة همنا بقدر ما يعتبر تحصيل لقمة العيش ه��و ال��ه��م ،أن��ا ت��ع��ودت أن أشتري ألبسة لي وألطفالي من البالة ألن سعرها مقبول ق��ي��اس��اً ب��أس��ع��ار األل��ب��س��ة الوطنية ،والبالة بضاعتها أجود ،فمث ً ال عشرة آالف ليرة سورية أشتري بها ألطفالي كلهم ،بينما لو أردت شراء نفس القطع وطنية ألحتجت خمسين ألف ليرة».
إقبال ملحوظ وأسعار جيدة ويرى الشاب «سعد» أن البالة فرصة للحصول على أجود القطع بسعر ج��ي��د ،بينما المحال التي تبيع ألبسة وطنية تجد أن��واع األلبسة ردي��ئ ،يقول« :ت��ع��ودت أن أشتري (بناطلين) للجامعة م��ن ال��ب��ال��ة ،وه��ي ماركات عالمية ولكن مستعملة ،وال بأس في ذلك فهي ممتازة، وأستطيع مث ً ال أن أشتري خمسة قطع بسعر قطعة واحدة ،وهذا ما يجعلني أجدد ألبستي على الدوام». أما «أحمد» فيقول« :أن��ا ال أش��ت��ري م��ن البالة ألن��ي ال أرت��دي ألبسة ملبوسة من قبل ،علماً أنني متوسط الحال ،ولكن أرى أن قطعة واحدة جديدة كل نصف سنة أفضل من أن أشتري بضاعة رخ��ي��ص��ة ومستعملة كل اسبوع». ول��ك��ن ل��ل��ش��اب مصطفى فكرة مخالفة وال���ذي يرى أن��ه حتى األغ��ن��ي��اء حرموا الطبقة المتوسطة والفقيرة من شراء قطعة جيدة ،عن هذا تحدث« :صاحب البالة يأتي بالبضاعة في أكياس كبيرة ،وقبل فتح الكيس وع��رض البضاعة يكون قد اخبر بعض األغنياء يأتوا وي��ش��ت��روا األل��ب��س��ة األج��ود أي بمعنى أص��ح ي��أخ��ذون وجه السحارة ويتركون لنا األنواع والموديالت العادية، طبعاً ألنهم بدفعون للبائع
10
سعر م��م��ت��از ،وه��ن��ا يكون الغني حرم الفقير من شراء البضاعة الجيدة.
أسواق بالجملة تعتبر بلدة سرمدا القريبة من الحدود التركية الخزان الرئيسي الذي يغذي محالت ال��ب��ال��ة ف��ي ري��ف إدل���ب ،إذ يحتوي س��وق��اً كبيراً لبيع األلبسة األوروبية المستعملة بالجملة. ي��ق��ول «ع��ل�اء» وه���و بائع ألبسة مستعملة« :نذهب إلى سرمدا بين الحين واآلخر لنشتري كميات كبيرة من األلبسة األوروبية المستعملة ألبيعها فيما بعد في محلي بمدينة كفرنبل ،وتشهد تلك األلبسة إقبا ً ال كبيراً من الناس». وع����ن آل��ي��ة ش��رائ��ه��ا من مصدرها يقول« :يتم شراء البضائع بالوزن ،ويبلغ سعر الكيلو منها م��ن ال��م��وزع بالجملة 3دوالر ،بينما المبيع للزبائن مختلف في كل مكان فهناك بالة تكون طريقة البيع بالكيلو غرام، والغالبية يبع حسب القطعة، أو نظافتها». يباع الكليو الواحد للزبائن 2500ليرة سورية ،وعند تنزيل البضائع من الموزع تكون البالة مغلقة بشكل محفوظ حيث ال يستطيع البائع فتح الكيس ومعرفة ما في داخله إال بعد الشراء. يقول «موسى» الذي يمتلك مح ً ال لبيع األلبسة المستعملة في ريف إدلب« :طبعاً تكون محتويات الكيس الكبير الذي نشتريه بالحظ ،ف��إن كان الكيس يوجد فيه بضائع جيدة مستهلكة فيكون البائع ربح أرباحاً مضاعف ،لكن في أغلب األحيان يكون الكيس نصفه ألبسة لألطفال الصغار ج��داً ،وه��ذه يكون بيعها أو استهالك الناس لها قليل، أما الشي الجيد في البالة أن البضائع جميعها أوربية ومن أجود أن��واع القطن أو الجلد الطبيعي ،وأسعارها حسب جودتها جيدة ،وتناسب عامة الناس».
اسواق البالة في إدلب -إنترنت
انخفاض حاد بسعر الدوالر ..يخفض أسعار السلع بريف إدلب تشهد المناطق المحررة منذ نحو أسبوع ،انخفاضاً وتخبطاً ملحوظاً في أسعار العمالت ،وال سيما ال��دوالر األمريكي ،وذلك ع��ل��ى خلفية ان��خ��ف��اض سعر ال��دوالر انخفاضاً لم يسبق له مثيل منذ أكثر من عام. ووص��ل ال��دوالر األمريكي يوم االثنين ال��م��اض��ي ،إل��ى أدن��ى
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
سعر له منذ عام ،حيث بلغ سعر الشراء 380ليرة سورية ،وسعر المبيع 385ليرة سورية ،بعد أن كان في بداية األسبوع 400 ليرة سورية. وأرج��ع «حمزة األسعد» صاحب م��ح��ل ص���راف���ة ب��ري��ف إدل���ب انخفاض سعر الدوالر األمريكي، وارتفاع سعر الليرة السورية، إل��ى ضخ كميات من العمالت
األجنبية في األس��واق من قبل المصرف المركزي. بالمقابل تأثرت أسعار السلع ف��ي بعض المحال التجارية في محافظة إدل��ب ،حيث قام أصحابها بإجراء تخفيض على أسعار السلع التي يتم شراؤها ب��ال��دوالر األمريكي ،في حين أبقى البعض اآلخ��ر من التجار
أسعار السلع على حالها ،دون إج����راء أي ت��ع��دي��ل ،ع��ل��م��اً أن أسعارها تُحسب بناءاً على سعر الدوالر األمريكي عند شرائها. «أح���م���د خ��ورش��ي��د» ص��اح��ب بقالية بريف إدلب قال لزيتون: «انخفاض سعر الدوالر أثر على أسعار الكثير من أنواع السلع، إذ انخفض سعر بعض األصناف بنحو 50ليرة سورية ،وال سيما التبغ ،السمنة ،والمشروبات الغازية ،وهي من أب��رز السلع ال��ت��ي ط����رأ ان��خ��ف��اض على أسعارها». الجدير بالذكر أن انخفاض سعر ال��دوالر األمريكي ،قابله انخفاض في سعر الذهب ،حيث انخفض سعر الغرام الواحد من الذهب من عيار 18إلى 13650 ل��ي��رة س��وري��ة ،وس��ع��ر ال��غ��رام الواحد من عيار 21إلى 15900 ليرة سورية ،وذلك بعد أن كان سعره 18500ليرة سورية قبل انخفاض سعر الدوالر.
منوعات
مركز الثالسيميا وبنك الدم المركزي بكفرنبل.. فاعلية وضرورة لألهالي
من صفحة المكتبة على الفيس بوك من صفحة المجمع الطبي في كفرنبل
حياة الخضر أُنشئ بنك الدم في مدينة كفرنبل ،بتاريخ 28حزيران عام ،2014بهدف خدمة جرحى القصف والمعارك والحوادث، في تلك الفترة ،إذ كان التأخير بالتبرع بالدم يؤدي في بعض األحيان إلى وفاة الشخص المصاب ،ما دفع مجموعة من الممرضين والمخبريين إلنشائه ،بغرض حفظ الدم فيه ،وتوزيعه وقت الحاجة.
التي يقدمها المجمع الطبي لألهالي ،فقد قال «الحسن»: «يقدم المجمع خدماته لكافة المرضى ،كإعطاء الحقن الوريدية ،واإلرذاذ ،وتوزيع
المركز ،وقد تم تخصيص يومي األحد واألربعاء من كل أسبوع لمرضى الثالسيميا». ويحصل 400طفل مصابين
السكر وغيره ،كما يستفيد كافة األهالي وال سيما أبناء الشهداء من الصيدلية المركزية المتواضعة الموجودة في المجمع.
ويعتبر مرض الثالسيميا مرض نوعي ،ويحتاج ألدوية خاصة مرتفعة الثمن ،وتتطلب بدورها أجهزة مكلفة،
وفي وقت الحق ،أُنشئ مركز الثالسيميا في كفرنبل ،وأُلحق ببنك الدم ،وكان آنذاك المركز الوحيد في ريف إدلب ،وتم دعمه دوائياً فقط من قبل منظمة الرعاية الطبية ،وبذلك تحول بنك الدم المركزي إلى مجمعاً طبياً مجانياً ،يحوي العديد من األقسام ،وما يزال يعمل حتى اليوم ،وباآللية ذاتها. «عثمان الحسن» رئيس قسم التمريض في المجمع الطبي بمدينة كفرنبل قال زيتون: «تم إنشاء المجمع الطبي في كفرنبل في حزيران عام ،2014ويحوي المجمع على: بنك الدم ومركز الثالسيميا وصيدلية مركزية ضمنه، باإلضافة لمخبر التحاليل الخاص بمرضى الثالسيميا، ومركز عالج حبة اللشمانيا، ومركز لتوزيع األنسولين». أما بالنسبة للخدمات الطبية
الدم ،وتبرع 562شخصاً بالدم ،ووزع البنك 192وحدة ركازة ،و 187وحدة دم كاملة، و 50وحدة بالزما خالل تشرين األول الماضي ،وذلك بحسب إحصائيات نشرها المجمع على صفحته الرسمية.
المجمع الطبي في كفرنبل -زيتون وحدة الدم المفحوصة الكاملة، باإلضافة لفحص األطفال وإعطائهم الدواء الالزم، ويستهدف المجمع في عمله بالنسبة للثالسيميا والجرحى بوحدات الدم األطفال بشكل خاص ،باإلضافة لمرضى الثالسيميا الموجودين في
كافة على بالثالسيميا مستلزمات العالج من فحص وعناية وأدوية وغيرها ،ويقدم بنك الدم وحدات الدم للمرضى والجرحى ولكافة المشافي في المنطقة ،وتُجرى في المجمع بعض المعاينات والفحوصات البسيطة للمحتاجين كفحص
واستفاد من مركز الثالسيميا خالل شهر تشرين األول الماضي 187 ،مستفيداً ،كما تم إجراء 185عملية نقل دم ،و 1683تحليل ،وتوزيع 10عبوات من دواء االكسجاد، و 300إبرة ديسفيرال ،بينما استفاد 301مريضاً من بنك
كدواء الديسفيرال الخالي من الحديد ،والذي يحتاج إلى مضخة ديسفيرال غالية الثمن ،ولكن المجمع تمكن من تأمين هذه المضخة عن طريق منظمة اإلغاثة اإلسالمية ،كما قام المجمع بتأمين دواء االكسجاد، وهو دواء خالي من الحديد، وباهظ الثمن ،ويعطى لمرضى الثالسيميا ،ولم تستطع أي جهة تأمينه باستثناء المجمع الطبي في كفرنبل ،بحسب رئيس قسم التمريض في المجمع ،والذي أكد أن المجمع يقوم بإيصال وحدات الدم إلى المشافي جاهزة بشكل كامل ،ومفحوصة من العامل الفيروسي واإليدز ،باإلضافة لتكرار الزمرة. إال أن المجمع يعاني من عدم وجود دعم له ،إذ يعمل
موظفوه البالغ عددهم 22 تطوعي بشكل موظفاً، ومجاني منذ أربعة أشهر ،وهم سعيدون بعملهم ،ومصرون على االستمرار به حتى ولو بقي مجانياً ،وذلك بهدف تقديم الخدمات الطبية لألهالي ،وفقاً لرئيس قسم التمريض في المجمع الطبي في كفرنبل، متأم ً ال أن يكون لديهم دعم مادي لتأمين لهؤالء الموظفين أجورهم. «زين مصطفى» من أهالي مدينة كفرنبل قال لزيتون: «بنك الدم مركز مهم ،ويقدم خدمات جيدة مجانية لألهالي، وعندما احتاج أخي إلى وحدة دم ،قام المركز بإرسالها للمشفى بسرعة ،ووفر علينا عناء البحث عنها ودفع ثمنها». ورأى «علي الراعي» من أهالي المدينة أن المجمع الطبي المجاني في كفرنبل يقدم خدمات جيدة ومجانية لألهالي، كما يقدم الرعاية الطبية الجيدة ،فض ً ال عن تقديمه لبعض األدوية للمرضى مجاناً. وشدد «حيدر الحسن» من أهالي كفرنبل على ضرورة دعم المجمع الطبي وكافة المراكز الطبية ،التي تقدم خدمات جيدة ألهالي المدن والبلدات مثل المجمع ،كونها تخفف عنهم الكثير من األعباء في ظل الظروف القاسية المعاشة حالياً.
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
11
ال أعرف لماذا اآلن أرثيك يا أبي عبد السالم حلوم
ال أعرف لماذا اآلن أرثيك يا أبي؟ أ ألنّي أناهز اآلن عمرك حين أنجبتني أم أنني لم أستطع قتل دمعك فما زال ينزّ من خابية البيت ولم أستطع أن أصدِّق بعد أن الموت يأخذ الجميلين باكراً َّ وينسى ال��ذي��ن ال يستحقون األمل؟ أم كأنّي لن أتخ ّلص من نواح قديم ألرى فداحة موتك؟ فالحزن في صغار األبناء يظل نديّاً يا أبي أ ألني أكثر شبهاً بك؟ فلو رأيت صورتي بعد التسريح من الجيش هكذا تصقل مالمحي غبطة النجاة من الحرب لقلت :هذا أنا لكن بفارق الحسرة في العينين أم ألني يا أبي تمرّست في الخسران واألسف ورأي���ت ف��ح��وى القصيدة في المراثي الالفتة للوجع فلن أستحضرك على حياد حتى ال أكون العاقّ مرّتين لم ننفذ يا أبي وصاياك دخلنا من باب واحد واختلفنا في الجهات حمّلنا اسمك األحفاد ُ األوَل وإن كنت ّ ركبْته أنا لينزاح قلي ً ال ع��ن أن��وث��ة في النسب صاهرنا من دسّ��وا لك السمّ مرّات وم���ا ب��ي��ن ع���زي���زات الحمل والعازفين عن الساللة اختصرنا النسل والصبيان وسطوة األعمام فرادى في المآتم فرادى في األعراس تنازلنا يا أبي عن حصّتك في ميراث المطر فقد تقاعسنا عن الصبر في
تربية الغيم ولم نستطع منع الصحراء عن جواربنا فانتهينا إلى عابرين ينخلون ال���درب على غرابيل ّ الحظ فما كان لخطونا أثر وال لرحيلك جانبان في المكان الذي تعوّدنا عليك فيه حضرة ما كانت تتسع لصورة شاملة للعائلة وحين خرجت ،بان في الحائط خلف ظهرك صَدْعٌ أحاول رتقه بالذكريات فال يلتحم معي ِّ بظل فانوس كنت أمر بإصبعي على حذافيره متى أشاء فال يطاوعني ّ يظل ماسكاً بجوز كرسيك ك��أنّ��م��ا ليكتم ف��ي الصميم ّ الضال تناهيدك في ضناك بأنفاسي أحاول فيقطعها البكاء بإغماضة أستعيد بها عروق يديك وأنت تطيّرني في الهواء فتفرك جفنيَّ ضحك ٌة باهتة سأتركه للشمس يا أبي فما تزال تدخل من الباب الذي فشلنا بإطباقه فقد ّ ظل طوال عمرك مفتوحاً على مصراعيه قبل أن تعود إلينا بساق واحدة لم نكن نعرف مآربك األخرى في عصاك فقد كنت تتقرّى بها ألغام الحدود ّ لتظل على ع��ه��دك ؛ تسقي ظاللك األولى في بساتين الجوز يقول األخوال: إن رج ً ال يأتي في الليل ّ وما واضح منه غير ساق واحدة ّ وعكاز يردّد الحفيف صدى مواويله وفي الصبح يغادر تاركاً قناطير من الجوز أك��داس��اً من قالمات الغصون اليابسة ومنشاراً صغيراً
جربّوا غيره منشارات ومنشارات فلم تحظ بقشرة كانت إذا ما المست خصر شجرة صارت خناجر من خشب وحين لم تأتِ عوى في أقاصي الضيعة ذئب فصاح جدّي أبو أمي : جهّزوا خيام العزاء فإن قالم الجوز قد مات ّ يا أبي لماذا اخترت قبراً نافراً في قمّة جبل كأنّك كنت تعرف ؛ أن في األع��ال��ي متّكأ لنعاس َّ الموتى وأن ألمّي مهارة العنز َّ فلن يستعصي ال���درب على أكاليلها وجرعات ماء الزهر من إبريقك النحاس كأنّك كنت تعرف أننا لن نأتي، وكعادتك أشفقت فمنحتنا الذرائع الكافية كي نبرر نكران الجميل تقول أمي أنّها ال تعرف؛ مَ����نْ وض���ع ل���ه ش��اه��دت��ي��ن فزّاعتين من أعواد التين وال مَنْ كتب في ترابه كلمات كلما رشّت عليها الماء اتسعتْ كانت تظنُّها أصْ َلك وفصْ َلك وحين أخبرتها يا أبي أنّها لعاشقة تقول بحرقة قلب « َل ِّ ��ع��ل��ي م��ن حُ����وْ ِر الجنان نصيبك» قالت :أ تحتَ التراب ويزفُّ لي ضُرّة؟ من حينها كفّتْ عن صعودها اليومي حتى إنّها في آخر عيد لها أصرّت أن نسوّر القبر طالما سننزلها إلى جوارك
أأربعة عشر ولداً يا أبي؟ بماذا كنت تحلم
أجل لقد عدت يا أمي مقيّـداً منزوع الهوية.
كاد الحزن أن يقتلع كياني عندما ق��دّم لي أحدهم صحناً نتناً غارقاً بالصدأ ،تسبح فيه حبة عدس« ،إيــه! ،حتى الصحون لم تسلم منهم». أح��س��س��تُ ببعض ال��ح��رارة،
الزلتُ أذكرُ ذلك اليوم البارد، كانت نار المدفأة تقاتل الخشب، ذرّات الرّماد الهالك تنساب عبر شقوق المدخنة ،تناثرت لويحات ال��ب��اب ب��واب��ل م��ن ال��رّك�لات، انهض يا اب���ن ،......اقتادوني
12
داخل غرفة بائسة تفوح منها رائ��ح��ة ال��م��وت ،دخ��ل أحدهم يحمل مطرقة وبعض المسامير، يدندن مزمجرًا« :هويّـتك كان ُ
أأربعة عشر ولداً يا أبي؟ ما الذي كان ببالك ؟ إذا كان ّ كل ما لديك من أبطال َ ْ نليق بأسمائهم لم يكفِ نصفنا فتركتَ ما تبقى لكاتب النفوس يحمّلها العبودية على هواه أأربعة عشر ولداً يا أبي ماذا كنتَ تنتظر؟ إذا في الخمسين طرشت ّ السكري وبعدها بعامين أكل إبهام قدمك األخرى وهرّة تكشُّ بذيلها الذباب عن مطرح قدمك المبتورة
يا أبي هرّتك خرجتْ في جنازتك ولم تعد أخوتي هل ضحكوا عليّ يا أبي؟ حين تركوا لي من أغراضك ما ليس يُباع طاسة الرعبة؛ تناقصت شناشيلها بيد األوالد طقم كاسات؛ تجمع بالنقش الفارسي قصيدة ألبي نواس في وصف القدح قمّاتِ طوروس؛ ت���درّج أل���وان األب���د ف��ي سبع ريشات من طيور الحُرِّ مشرب تبغ فانوساً والخابية وإبريق النحاس
أأربعة عشر ولداً يا أبي؟ تحفظ باألشبار مقاس ثيابهم وال نذكر من بنطالك غير حواف الجيوب ون���دف ال��ق��ط��ن ع��ل��ى ساقيْه المنفوختين نؤوّلها كما كنا نفعل بالغيمات تذكر أعمارهم باليوم والليلة وننسى أسماء أدويتك ً ً تعرف طرائقهم واحدا واحدا في الشغب وال نفهم جنونك في معارك «الميرة» تعرف أخطاءهم المتكررة في غزل البنات ونصفُّ إلى جانب أمي في عتاب العاشق األبدي
وع��م��ل��ك؟»« ،ع��رب��ي مسلم»، وإذ بجزمته السوداء المتّـسخة تقتلع ما بقي لي من أسنان، تطاير الدم على وجهي ،ضحكَ بسخرية ،بصقَ ،تنخّـم ،يناديه أحدهم ،فيغادر كخنزير شارد.
محمد بتش مسعود
إذا كنت أوصيتَ ُ خريطة أن تكون غطا َء نعشك البلد فما احتملتَ أن تراها؛ يتضاءل فيها العشب الحافل بالفصول أو يمحو الغرباء أنوثة حدودها مع البحر إذا كنتَ ،وأن��تَ الضالع في السياسة، خمس م��رّات كسرت راديونا الخشبي فما كان يذيع عليك غير أخبار الحروب الناكسة
كأنها لم تنس يا أبي أنّ���ك أن���تَ آوي��ت��ه��ا م��ن ن��زق القصابين وأنك دائماً كنت تهزّ ب��رأس��ك واث��ق��اً من عودتها فقد فشلنا أكثر من شباط في نفيها عن شراشف أمّي وما عاد يس ّليك سوى منقلة تنقّل وحدك حصاها
مخطوطاً؛ دوّنت فيه حكاية عشق شفوية ردح���ت أغانيها على ضفاف العاصي ك���ان ع��ن��د أخ���ي ي��س�� ّل��ي فيه النواطير في بيادر العدس عندما أحرقوا كتبك أمام عينيك وأجبروك أن تبول على رمادها سنواتِ سجنك؛ مضمومة إلى خرز يفرد جناحَيْ حمامة على حقيبة مدرسة جزدانَا؛ من جلد أفعى خوفتنا ذات صيف فسلختها بيديك ُ أتذكر ما فيه يا أبي ثالث ورقات : ـ رسال ٌة من ابنة عمٍّ لم نعرفه وال كنت تعرف أنّ��ه ف��رّ من بيروت إل��ى ضواحي غرناطة ليعمل حالباً للجواميس قبل أن تهتكَ قرونُها َكبدِه المخمورة ٌ ج��دول فيه بالقروش ديون ـ اآلخرين ـ قصيدتي «يسمّونه عندنا» مقصوصة من الجريدة بعناية ورّاق.
قصيدة للشاعر عبد السالم حلوم بخط الفنان محمد عماد محوك
فتحتُ عيني بصعوبة كبيرة، وبعد زم��ن أدرك���ت ُأن��ن��ي في غرفة مشفى« ،لقد نزف بشدة»، سمعت إحداهن تقول« :لحسن حظّـه لم يمت». زنزانتي الضيقة غ��ارق��ة في الظالم ،أسمعُ صراخ المساجين وزفراتهم ،كان األنين يمأل أذني طوال الليل« ،اهلل أكبر»« ،لقد م��ات» ،ص��رخ أحدهم مناديّـا الحرّاس« ،إيـه!ّ ، كل لحظة تمر ينبت شهيد».
مر شهران يا وطني ،تذكـّـرت شجرة الزّيتون ،تذكّـرت ُأهلي وزوجتي الحامل ،ك��ان المطر ُ يغسل األفق، المنهمر بشدّة أخرجني اثنان ،قاداني ،كنتُ أُكبّـر« ،سأموت اليوم» ،وصلنا إلى البوابة ،قال أحدهم« :أنت بريء»« ،أنت حر»!. بكيتُ في الطريق ،كنتُ أبكي بحرقة« ،إيـه! ،الكالب ،..أنت بريء». التفَّ حولي جمعٌ من الصغار
وبعض النسوة ،عدتُ إلى البيت وما معى هدية ،قالت أمي« :مرّ وق��ت ط��وي��ل ،طويل ي��اول��دي، لكنّـك عدت». عندما نظرت إلى المرآة المعلّـقة على الحائط ،كانت آخر شعيرات لي قد ابيضّت ،تعالى الصراخ، ق��ال أح��د الجنود« :سترافقنا لبعض الوقت ،سنطرح عليك بعض األسئلة فقط» ،ابتسمتُ، تمتمتُ« :أج��ل لقد ع��دت ُيا أمي!».
محليةاجتماعيةثقافيةنصفشهريةمستقلة| السنةالخامسة| العدد 15 |167تشرينالثاني 2017
زيتون عضو الشبكة السورية لإلعالم المطبوع