152

Page 1

‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine | zaiton.mag@gmail.com | www.zaitonmag.com‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة‬ ‫السنة الثالثة | ‪ 15‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫العدد‬

‫‪141‬‬

‫تني �إدلب املجفف‪..‬‬ ‫جتارة رائجة رغم احلرب‬ ‫تصوير‪ :‬وسيم درويش ‪ -‬زيتون‬

‫‪ 14‬قرية حمرومة من التدري�س‬ ‫كلي ًا يف ريف �إدلب‬

‫‪4‬‬

‫خبز �إدلب‪� ..‬أ�سعار مرتفعة رغم‬ ‫زحمة الأفران‬

‫‪12‬‬

‫�صيد الطيور‪ ..‬الهواية التي‬ ‫تكرهها احلرب‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬


‫خاص‬

‫مقابل الفوعة وكفريا‪ ..‬إخالء جنوب دمشق والزبداني‬

‫طريق الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي‪ -‬انترنت‬

‫خاص زيتون‬ ‫تناقل��ت وس��ائل إع�لام‬ ‫ونش��طاء الثالث��اء ‪ 28‬آذار‬ ‫الفائت‪ ،‬خب��ر توقيع اتفاق‬ ‫وق��ف إط�لاق نار يش��مل‬ ‫مناطق في جنوب العاصمة‬ ‫دمش��ق وريفه��ا الغرب��ي‬ ‫وري��ف إدل��ب الش��مالي‪،‬‬ ‫برعايةٍ قطرية‪.‬‬ ‫وق��ال القيادي ف��ي حركة‬ ‫أح��رار الش��ام «حس��ام‬ ‫سالمة»‪« :‬إن وقفاً إلطالق‬ ‫الن��ار لمدة تس��عة أش��هر‪،‬‬ ‫س��يبدأ قريب��اً وسيش��مل‬ ‫عدة مدن وبلدات في ريفي‬ ‫دمش��ق وإدل��ب بموج��ب‬ ‫اتف��اق الفوع��ة‪ ،‬وبرعاي��ة‬ ‫قطرية»‪.‬‬ ‫وأضافت مصادر مطلعة أن‬ ‫االتفاق يتضمن وقف إطالق‬ ‫النار ف��ي ّ‬ ‫كل من المناطق‬ ‫التالية (الزبداني‪ -‬مضايا‪-‬‬ ‫بل��ودان ف��ي ريف دمش��ق‬ ‫الغربي‪ -‬ويلدا وببيال وبيت‬ ‫س��حم وح��ي التضامن في‬ ‫جن��وب العاصمة دمش��ق‪-‬‬ ‫وكفريا‪ -‬الفوع��ة‪ -‬تفتناز‪-‬‬ ‫بن��ش‪ -‬طع��وم‪ -‬مدين��ة‬ ‫إدلب‪ -‬مزارع بروما‪ -‬زردنا‪-‬‬ ‫ش��لخ‪ -‬معرة مصرين‪ -‬رام‬ ‫حم��دان)‪ ،‬لم��دة تس��عة‬ ‫أش��هر‪ ،‬مقابل إخالء أهالي‬ ‫هذه المناطق على دفعتين‬ ‫في غض��ون س��تين يوماً‪،‬‬ ‫وإطالق س��راح ‪ ١٥٠٠‬من‬ ‫المعتقلي��ن ل��دى النظ��ام‪،‬‬ ‫نصفهم من النساء‪.‬‬ ‫وأوض��ح القائد العس��كري‬ ‫ف��ي حرك��ة أح��رار الش��ام‬ ‫ف��ي مدين��ة الزبداني «أبو‬

‫‪2‬‬

‫عدن��ان الزبدان��ي»‪ ،‬أن‬ ‫االتف��اق يتضم��ن «إخ�لاء‬ ‫وعائ�لات‬ ‫الزبدان��ي‬ ‫الزبدان��ي المتواج��دة في‬ ‫مضايا والمناطق المحيطة‬ ‫إلى الش��مال‪ ،‬ووقف إطالق‬ ‫النار في المناطق المحيطة‬ ‫بالفوع��ة ومناط��ق (يل��دا‬ ‫وببيال وبيت س��حم) جنوب‬ ‫العاصم��ة‪ ،‬مقاب��ل إدخال‬ ‫المس��اعدات اإلنسانية إلى‬ ‫المناط��ق المذك��ورة دون‬ ‫توقف‪ ،‬إضافة لمس��اعدات‬ ‫لح��ي الوع��ر ف��ي حمص‪،‬‬ ‫وإخ�لاء ‪ ١٥٠٠‬أس��ير‬ ‫م��ن س��جون النظ��ام من‬ ‫المعتقلي��ن عل��ى خلفي��ة‬ ‫أح��داث الث��ورة وذل��ك في‬ ‫المرحلة الثانية من االتفاق‬ ‫بدون تحديد األسماء وذلك‬ ‫لصعوب��ة التف��اوض على‬ ‫الملف مع النظام‪ ،‬بالتزامن‬ ‫مع تقديم لوائح مش��تركة‬ ‫م��ن الطرفي��ن بأع��داد‬ ‫وأس��ماء األس��رى للعم��ل‬ ‫عل��ى التبادل‪ ،‬فض�ل ً‬ ‫ا عن‬ ‫إخالء مخي��م اليرموك من‬ ‫المقاتلين»‪.‬‬ ‫وتضم��ن االتف��اق ال��ذي‬ ‫ت��م بي��ن ٍّ‬ ‫كل م��ن «جيش‬ ‫الفت��ح» ومليش��يا «ح��زب‬ ‫اهلل» اللبنان��ي‪ ،‬بوس��اطة‬ ‫قطري��ة‪ ،‬ويتضمَّنُ إخراجَ‬ ‫المقاتلين من ريف دمشق‬ ‫وجنوبه��ا‪ ،‬مقاب��ل تعه��د‬ ‫جي��ش الفت��ح بالس��ماح‬ ‫بإخالء سكان قريتي كفريا‬ ‫والفوع��ة المواليتي��ن‪ ،‬من‬ ‫المقاتلي��ن والمدنيي��ن‪،‬‬ ‫بش��رط ع��دم مالحق��ة‬ ‫من يري��د البق��اء في هذه‬ ‫المناط��ق م��ن س��كانها‬

‫األصليي��ن أمني��اً‪ ،‬بحس��ب‬ ‫المصادر‪.‬‬ ‫ووف��ق مص��ادر قطري��ة‪:‬‬ ‫«إن قطر س��تقبل بضمان‬ ‫االتف��اق‪ ،‬لدوافع إنس��انية‬ ‫ولتس��هيل إطالق السجناء‪،‬‬ ‫وإعادة قسم من المهجرين‬ ‫إلى مناطقهم»‪.‬‬ ‫وق��ال الناط��ق الرس��مي‬ ‫الس��ابق لجبهة فتح الشام‬ ‫«حس��ام ّ‬ ‫الشَ��افعي»‪ ،‬عبر‬ ‫قنات��ه الرس��مية عل��ى‬ ‫«تليغ��رام»‪« :‬بم��ا يخ��ص‬ ‫مل��ف الفوع��ة وكفري��ا‬ ‫والتف��اوض م��ع اإليران��ي‬ ‫فه��ذا األم��ر معم��ول ب��ه‬ ‫من��ذ بداي��ة فت��ح المل��ف‬ ‫مقابل منطقت��ي الزبداني‬ ‫ومضايا‪ ،‬فه��ذا الملف يتبع‬ ‫لحزب اهلل وإيران مباش��رة‬ ‫وال دخل لنظام بش��ار فيه‪،‬‬ ‫وهذا المل��ف هو من ضمن‬ ‫مس��ؤوليات جي��ش الفت��ح‬ ‫وهناك لجنة مكلفة باألمر‬ ‫من قبل الجي��ش»‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أن��ه اليش��غل أي منص��ب‬ ‫حالي��اً ف��ي هيئ��ة تحري��ر‬ ‫الشام‪.‬‬ ‫وم��ن جهتها نف��ت مصادر‬ ‫ميداني��ة م��ن هيئ��ة‬ ‫تحري��ر الش��ام الي��وم‪،‬‬ ‫إج��راء أي مفاوض��ات حول‬ ‫عملي��ات إج�لاء المدنيي��ن‬ ‫والعس��كريين م��ن بلدتي‬ ‫(كفري��ا والفوع��ة) ش��مال‬ ‫إدل��ب‪ ،‬ومناط��ق جن��وب‬ ‫دمش��ق وريفه��ا الغرب��ي‪،‬‬ ‫مؤكد ًة مواصلتها للعمليات‬ ‫العس��كرية المفتوح��ة في‬ ‫ريف حماة‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫االئتالف‪ :‬التهجير جريمة ضد‬ ‫اإلنسانية وخرق للقانون الدولي‬ ‫أص��در االئت�لاف الوطن��ي‬ ‫لق��وى الث��ورة والمعارض��ة‬ ‫الس��ورية‪ ،‬ي��وم األربعاء ‪29‬‬ ‫آذار الفائ��ت‪ ،‬بيان��اً صحفياً‪،‬‬ ‫عبر فيه ع��ن رفضه القاطع‬ ‫لالتف��اق‪ ،‬مؤك��داً عل��ى أن‬ ‫االتف��اق ه��و عب��ارة ع��ن‬ ‫مخط��ط للتهجي��ر والتغيير‬ ‫وطال��ب‬ ‫الديمغراف��ي‪،‬‬ ‫المجتم��ع الدول��ي بوقف أي‬ ‫شكل من أشكال التهجير‪.‬‬ ‫وج��اء ف��ي البي��ان‪" :‬يج��دد‬ ‫االئت�لاف الوطن��ي لق��وى‬ ‫الثورة والمعارضة الس��ورية‬ ‫رفض��ه القاط��ع وإدانت��ه‬ ‫الكاملة ألي خطة تس��تهدف‬ ‫تهجير المدنيين في أي مكان‬ ‫م��ن أنح��اء س��ورية‪ ،‬مذكراً‬ ‫ب��أن ذلك مناق��ض للقانون‬ ‫الدول��ي اإلنس��اني وقرارات‬ ‫مجل��س األم��ن‪ ،‬ويمث��ل‬ ‫جريمة ضد اإلنس��انية‪ ،‬وأن‬ ‫من واجب المجتم��ع الدولي‬ ‫التحرك لوقف هذا المخطط‬ ‫والمشروع الخطير"‪.‬‬ ‫وأض��اف االئت�لاف ف��ي‬ ‫بيان��ه‪" :‬إن أي مخط��ط‬ ‫للتهجي��ر‪ ،‬بم��ا ف��ي ذلك ما‬ ‫يس��مى بـ"اتف��اق كفري��ا‬ ‫ـ��ـ الفوع��ة"‪ ،‬هو مش��اركة‬ ‫ف��ي التغيي��ر الديمغراف��ي‪،‬‬ ‫وخدمة لمخطط��ات النظام‬ ‫اإليران��ي‪ ،‬من خالل الهيمنة‬ ‫عل��ى مناط��ق مأهول��ة‬ ‫وتغيير هويته��ا االجتماعية‬ ‫والسكانية‪ ،‬ويكشف اإلصرار‬ ‫اإليراني عل��ى التفاوض مع‬ ‫تنظيم القاعدة حصرياً‪ ،‬عن‬

‫خط��ة واهم��ة ترم��ي لربط‬ ‫الثورة باإلرهاب"‪.‬‬ ‫وج��دد االئت�لاف الوطن��ي‪،‬‬ ‫مطالبت��ه مجل��س األم��ن‬ ‫الدولي بإصدار ق��رار‪ ،‬تحت‬ ‫الفص��ل الس��ابع‪ ،‬يقض��ي‬ ‫بوق��ف كل أش��كال القت��ل‬ ‫والحصار والتهجير القسري‪،‬‬ ‫وإلزام جميع األطراف بوقف‬ ‫إط�لاق الن��ار‪ ،‬وانس��حاب‬ ‫االحت�لال والميليش��يات‬ ‫الطائفي��ة اإلرهابي��ة م��ن‬ ‫س��ورية‪ ،‬ويل��زم النظ��ام‬ ‫بتنفي��ذ مقتضي��ات الح��ل‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫أصداء الهدنة‬ ‫وعبّ��ر بع��ض األهال��ي عن‬ ‫رفضه��م للهدن��ة لزيت��ون‪:‬‬ ‫" لي��س لدين��ا ثق��ة به��دن‬ ‫النظ��ام ألنن��ا تعودن��ا على‬ ‫نق��ض اله��دن م��ن قب��ل‬ ‫النظام‪ ،‬فالنظام يس��تخدم‬ ‫هذا األسلوب لتعزيز نقاطه‬ ‫وترتي��ب أوراقه وخاصة بعد‬ ‫كل معرك��ة‪ ،‬وإمتص��اص‬ ‫تقدم الثوار"‪.‬‬ ‫أم��ا أهال��ي ري��ف دمش��ق‬ ‫المهجري��ن إل��ى إدل��ب‪،‬‬ ‫فأش��اروا إلى نق��اط مختلفة‬ ‫كلي��اً‪ ،‬حي��ث تحدث��وا ع��ن‬ ‫واق��ع التهجي��ر ومعاناتهم‪،‬‬ ‫وتخوّفهم من تفريغ محيط‬ ‫العاصمة دمشق بشكل شبه‬ ‫كام��ل‪ ،‬فض�ل ً‬ ‫ا ع��ن آالمهم‬ ‫ومش��اعرهم ج��راء مغادرة‬ ‫مناطقهم ومنازلهم‪.‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫إحصائية زيتون عن شهر‬ ‫آذار‪ 118 ..‬شهيدا خالل‬ ‫التحضير التفاق «الفوعة»‬ ‫وثقت «زيتون» سقوط ‪118‬‬ ‫ش��هيداً‪ ،‬بينه��م ‪ 39‬طف�ل ً‬ ‫ا‪،‬‬ ‫وإصابة أكثر من ‪ 138‬مدنياً‬ ‫ف��ي مختلف أنح��اء محافظة‬ ‫إدلب‪ ،‬وذلك خالل ش��هر آذار‬ ‫الفائت‪.‬‬ ‫وج��اء ذل��ك أثن��اء التحضير‬ ‫لتوقي��ع اتفاق وق��ف إطالق‬ ‫الن��ار‪ ،‬ال��ذي ع��رف باس��م‬ ‫«اتفاق الفوع��ة»‪ ،‬والذي تم‬ ‫التوص��ل إلي��ه ف��ي ‪ 29‬آذار‬ ‫الفائت‪ ،‬وم��ن المفترض أن‬ ‫يب��دأ تنفيذه ف��ي الرابع من‬ ‫نيس��ان الحال��ي‪ ،‬ويش��مل‬ ‫كً‬ ‫ال من «الفوع��ة‪ -‬وكفريا‪-‬‬ ‫تفتن��از‪ -‬بن��ش‪ -‬طع��وم‪-‬‬ ‫مدين��ة إدل��ب‪ -‬م��زارع‬ ‫بروما‪ -‬زردنا‪ -‬ش��لخ‪ -‬معرة‬ ‫مصرين‪ -‬رام حمدان»‪.‬‬ ‫وس��جلت «زيت��ون» تعرض‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 84‬موقع��اً م��ن‬ ‫مدن وبل��دات محافظة إدلب‬ ‫للقص��ف م��ن قب��ل طيران‬ ‫األس��د والطي��ران الروس��ي‬ ‫خ�لال ش��هر آذار الفائ��ت‪،‬‬ ‫تنوع��ت بي��ن الصواري��خ‬ ‫والعنقودي��ة‬ ‫الفراغي��ة‬ ‫والفوس��فورية وغيره��ا‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال ع��ن تعرضها لقذائف‬ ‫المدفعي��ة وغيره��ا‪ ،‬حي��ث‬ ‫تعرض��ت م��دن وبل��دات‬ ‫المحافظ��ة لنح��و ‪ 353‬غارة‬ ‫جوي��ة بالصواريخ الفراغية‪،‬‬ ‫و ‪ 41‬غ��ارة جوي��ة بالقنابل‬ ‫العنقودي��ة‪ ،‬و‪ 15‬غ��ارة‬ ‫بالقنابل الفوس��فورية‪ ،‬و ‪8‬‬ ‫غارات بالرشاشات الثقيلة‪،‬و‬ ‫‪ 11‬غ��ارة بصواري��خ ‪،C5‬‬ ‫و ‪ 7‬غ��ارات بالصواري��خ‬ ‫االرتجاجي��ة‪ ،‬وغ��ارة جوي��ة‬ ‫الموجه��ة‪،‬‬ ‫بالصواري��خ‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى ‪ 3‬انفجارات‬ ‫لمخلف��ات مقذوف��ات م��ن‬ ‫قص��فٍ س��ابق م��ن قب��ل‬ ‫طي��ران األس��د والطي��ران‬ ‫الحربي الروسي‪.‬‬ ‫كما وثقت «زيتون» تعرض‬ ‫م��دن وبل��دات المحافظ��ة‬ ‫لثالث غ��ارات جوية من قبل‬ ‫طائرات التحال��ف الدولي‪ ،‬و‬ ‫‪ 35‬غ��ارة جوي��ة بالبرامي��ل‬ ‫واالس��طوانات المتفج��رة‬ ‫من قبل الطي��ران المروحي‬ ‫األسدي‪.‬‬ ‫كم��ا ش��هدت محافظة إدلب‬ ‫‪ 96‬حالة قص��ف مدفعي من‬

‫قب��ل قوات األس��د‪ ،‬و حالتي‬ ‫قص��ف بصواري��خ «أرض‪-‬‬ ‫أرض»‪ ،‬وحالتي��ن بصواريخ‬ ‫باليستية‪.‬‬ ‫ووثق��ت «زيت��ون» انفج��ار‬ ‫‪ 24‬عبو ًة ناس��فة في مواقع‬ ‫مختلفة م��ن محافظة إدلب‬ ‫خ�لال ش��هر آذار المنصرم‪،‬‬ ‫راح ضحيته��ا ‪ 8‬أش��خاص و‬ ‫‪ 14‬جريحاً‪.‬‬ ‫وكان��ت مدين��ة إدل��ب ق��د‬ ‫شهدت فجر األربعاء ‪ 15‬آذار‬ ‫الفائ��ت‪ ،‬قصف��اً بصاروخين‬ ‫ارتجاجيين شديدي االنفجار‪،‬‬ ‫أسفرا عن تهدم أحد األبينة‬ ‫بش��كل كلي‪ ،‬وسقوط ‪/25/‬‬ ‫شهيداً‪ ،‬بينهم ‪ /16/‬طف ً‬ ‫ال و‬ ‫‪ /6/‬نس��وة‪ ،‬وأكثر من ‪/40/‬‬ ‫جريحاً‪ ،‬جميعهم من مهجري‬ ‫ونازحي مدينة الباب ومدينة‬ ‫عندان بريف حلب الشرقي‪.‬‬ ‫كم��ا تم اس��تهداف مش��فى‬ ‫كفرنب��ل الجراح��ي ف��ي‬ ‫الخامس والعشرين من آذار‪،‬‬ ‫م��ا أدى لخروجه عن الخدمة‬ ‫بشكل كليّ‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن شهر‬ ‫كان��ون األول م��ن الع��ام‬ ‫الماضي ‪ ،2016‬كان األعنف‬ ‫م��ن حي��ث ع��دد الش��هداء‪،‬‬ ‫حيث سقط فيه ‪ 134‬شهيداً‬ ‫بينه��م ‪ 37‬طف�ل ً‬ ‫ا و ‪147‬‬ ‫جريح��اً‪ ،‬بينم��ا كان ش��هر‬ ‫تش��رين الثان��ي م��ن العام‬ ‫ذاته األعنف م��ن حيث عدد‬ ‫الغارات الجوية‪ ،‬حيث وثقت‬ ‫«زيت��ون» تع��رض محافظة‬ ‫إدلب خالله‪ ،‬إلى ‪ 503‬غارات‬ ‫جوي��ة م��ن قب��ل الطي��ران‬ ‫الحربي األس��دي والروس��ي‬ ‫و ‪ 34‬غ��ارة م��ن الطي��ران‬ ‫المروح��ي‪ ،‬و ‪ 8‬غ��ارات م��ن‬ ‫قبل طيران التحالف الدولي‪،‬‬ ‫سقط بنتيجتها ‪ 121‬شهيداً‬ ‫بينه��م ‪ 48‬طف�ل ً‬ ‫ا و ‪104‬‬ ‫جرح��ى‪ ،‬تالهم��ا ش��هر آذار‬ ‫الفائت‪ ،‬والذي س��قط خالله‬ ‫‪ 118‬ش��هيداً بينه��م ‪39‬‬ ‫طف ً‬ ‫ال وأكثر من ‪ 138‬جريحاً‪،‬‬ ‫وتعرض��ت خالل��ه م��دن‬ ‫وبل��دات المحافظة إلى ‪436‬‬ ‫غارة م��ن الطي��ران الحربي‬ ‫األس��دي والروس��ي‪ ،‬علم��اً‬ ‫أن «زيت��ون» توث��ق أع��داد‬ ‫الشهداء المدنيين فقط‪.‬‬

‫شابور‪ ..‬معاناة قديمة ومتجددة‬ ‫على حدود س���راقب من الجنوب يبدأ أحد أكثر األحياء تعاس��� ًة وفقراً وتهميشاً‪ ،‬هذا‬ ‫التهميش ليس وليد الثورة‪ ،‬بل يعود تاريخه إلى بدء تشكل هذا الحي‪.‬‬ ‫أول م���ا يطالعك فيه ال���دروب الموحلة والطينية ومجاري الصرف الصحي الخارجة من‬ ‫البيوت‪ ،‬الطين هو السمة الطاغية على المكان ولذا تجد كل من فيه قد رفع ثيابه‬ ‫خوف االتساخ فيه‪ ،‬في طرق يبدو المشي فيها أمراً بالغ الصعوبة‪.‬‬ ‫وللتهمي��ش فوائ��ده‪ ،‬فق��د نس��يه النظ��ام‬ ‫م��ن القص��ف فأصب��ح قبل��ة للنازحي��ن من‬ ‫كل المناط��ق حت��ى بلغ عدد س��كانه حوالي‬ ‫‪ /5000/‬آالف نسمة‪.‬‬ ‫وال يعان��ي الحي من نق��ص الخدمات بل من‬ ‫انعدامها فال ش��وارع قابلة للعب��ور‪ ،‬وال مياه‬ ‫في الصنابير‪ ،‬وال صرف صحي يمنع المجاري‬ ‫م��ن الطوفان في الش��وارع ش��تاء أو انبعاث‬ ‫الروائح صيفاً‪ ،‬كم��ا أن الكهرباء حلمٌ قديمٌ‬ ‫نسيه األهالي‪.‬‬ ‫"أبو محمود" أحد س��كان الح��ي قال لزيتون‪:‬‬ ‫"أكثر ما يقلقنا أن سيارة اإلسعاف ال تستطيع‬ ‫الدخ��ول إل��ى حينا في حال ح��دث أي طارئ‪،‬‬ ‫انظ��ر إلى حال��ة الن��اس وس��يلتهم الوحيدة‬ ‫للتنقل هي عل��ى أطراف الطرق لكثرة المياه‬ ‫اآلسنة والملوثة في وسطه"‪.‬‬ ‫"إبراهي��م باريش" رئي��س المجلس المحلي‬ ‫لمدين��ة س��راقب وريفها قال لزيت��ون‪" :‬حي‬ ‫ش��ابور هو جزء من س��راقب‪ ،‬وتلبية لطلبات‬ ‫المواطني��ن قمن��ا بجول��ة ميداني��ة لمس��ح‬ ‫احتياجات الحي فيما يخص الخدمات واألمور‬ ‫التي تهم المواطن من كافة الجوانب"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬بع��د آخ��ذ آراء المواطني��ن ف��ي‬ ‫الحي س��يعمل المجلس المحل��ي على تلبية‬ ‫متطلب��ات األهالي فيما يخص الخدمات التي‬ ‫يحتاجها الحي من خالل رفع هذه المش��اريع‬ ‫وعرضها عل��ى الجهات والمنظم��ات الداعمة‬ ‫من أج��ل ح��ل المش��اكل التي يعان��ي منها‬ ‫المواطنون‪ ،‬وسيقدم المجلس المحلي دعمه‬ ‫لكل األحياء حسب اإلمكانيات المتوفرة"‪.‬‬ ‫ونفى أبو محمود أن تك��ون المياه قد وصلت‬ ‫إل��ى حيه منذ ش��هور رغ��م تأكي��د المجلس‬ ‫المحل��ي عل��ى ضخها لك��ن الض��خ المتقطع‬ ‫ال يس��مح لألنابيب بإيص��ال المياه إلى الحي‬ ‫البعيد نسبياً عن المدينة"‪.‬‬ ‫"محم��د عكلة" رئي��س مكت��ب الخدمات في‬ ‫المجلس المحلي لمدينة سراقب وريفها قال‬ ‫"لزيتون"‪" :‬يوجد في الحي بئر قديم ومغمور‬ ‫يبل��غ عمقه حوالي ‪ 600‬مت��ر‪ ،‬يحتاج لتجهيز‬ ‫وإعادة تأهيل‪ ،‬وهو ال يبعد عن شبكة المياه‬ ‫س��وى ‪ 190‬مت��راً‪ ،‬ويمكن للمش��روع إذا تم‬

‫تنفيذه أن يروي حياً كام ً‬ ‫ال من أحياء شابور"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬إن أغلب ش��وارع الجزء الش��مالي‬ ‫م��ن الح��ي تحتاج إل��ى صرف صح��ي عاجل‬ ‫ألنه��ا تجري ف��ي الش��وارع وتختل��ط بمياه‬ ‫األمطار مما يش��كل خطراً محتم ً‬ ‫ال بانتش��ار‬ ‫األوبئ��ة واألم��راض المعدي��ة‪ ،‬والس��يما أن‬ ‫أغل��ب المواطنين م��ن النازحين الذين ليس‬ ‫لديهم إمكانيات إنش��اء الحفر الفنية للصرف‬ ‫الصحية"‪.‬‬ ‫ولدراس��ة حاجات الحي ق��ام رئيس المجلس‬ ‫المحل��ي لمدينة س��راقب وريفه��ا "إبراهيم‬ ‫باري��ش" ورئيس مكت��ب الخدم��ات "محمد‬ ‫عكل��ة" ي��وم الجمع��ة ‪ 17‬آذار ‪ ،2017‬بلق��اء‬ ‫عدد من األهالي والتجول في ش��وارع الحي‬ ‫للوقوف على الواقع الخدمي في الحي‪.‬‬ ‫ورصد المجلس المحلي عدة مشكالت يعاني‬ ‫منها أهالي حي ش��ابور‪ ،‬كان أبرزها مشكلة‬ ‫المي��اه‪ ،‬حيث تعاني أكثر من ‪ 90%‬من منازل‬ ‫حي ش��ابور م��ن عدم وص��ول المي��اه إليها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نتيجة الرتفاع المنطق��ة وبعدها عن‬ ‫وذل��ك‬ ‫مركز المدينة مس��افة ‪ 1‬كيلومتر‪ ،‬ما يضعف‬ ‫ضغط ضخ المي��اه وبالتالي عدم وصولها إال‬ ‫لجزء بسيط من المنازل‪.‬‬ ‫كما رص��د المجلس المحلي مش��كلة انعدام‬ ‫ش��بكة الصرف الصح��ي في الحي‪ ،‬الس��يما‬ ‫الجزء الش��مالي منه (ح��ي الجامع وما يحيط‬ ‫ب��ه)‪ ،‬وال��ذي يض��م حوال��ي ‪ 170‬إل��ى ‪200‬‬ ‫منزل‪ ،‬ويبلغ عدد الس��كان فيه حوالي ‪2000‬‬ ‫نس��مة‪ ،‬أغلبهم م��ن النازحين من ريف حلب‬ ‫وحم��اة وغيرها من المناطق‪ ،‬ما تس��بب في‬ ‫انتشار الكثير من األمراض بين سكان الحي‬ ‫وبشكل خاص األطفال منهم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كما أكد المجلس على ضرورة تزفيت وتعبيد‬ ‫الطرق��ات وحاجتها لترميم كامل وتأس��يس‬ ‫جديد السيما مع عجز حتى سيارات اإلسعاف‬ ‫ع��ن الوصول إلى المن��ازل ونقل المصابين‪،‬‬ ‫وفقاً لما أكده معظم أهالي الحي‪.‬‬ ‫وهك��ذا تبق��ى ش��ابور وأهله��ا بانتظ��ار أن‬ ‫ته��دأ الح��رب أو أن تلتق��ط معاناتهم إحدى‬ ‫المنظم��ات الداعم��ة لتخفّ��ف بعض��اً م��ن‬ ‫معاناتهم القديمة ‪ -‬الجديدة‪.‬‬

‫مشروع التزفييت في سراقب ‪ -‬زيتون‬ ‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪3‬‬


‫مراسلون‬

‫للحد من الفوضى وضمان الحقوق‪ ..‬تركيب لوحات‬ ‫مرورية للسيارات في ريف إدلب‬

‫غسان شعبان‬ ‫بدأت دائ��رة النقل بالتعاون‬ ‫م��ع المجل��س المحل��ي في‬ ‫مدين��ة س��راقب وريفه��ا‬ ‫بتاري��خ ‪ 18‬آذار‪ ،‬بتركي��ب‬ ‫لوح��ات معدنية للس��يارات‬ ‫العام��ة والخاص��ة ضم��ن‬ ‫المدين��ة‪ ،‬وذل��ك للح��د من‬ ‫الح��وادث والس��رقات الت��ي‬ ‫انتش��رت بش��كل كبي��ر في‬ ‫اآلونة األخيرة‪.‬‬

‫المحافظة بأس��ماء المالكين‬ ‫ومواصفاتها‪.‬‬ ‫وأض��اف أن ه��ذه الخط��وة‬ ‫مهم��ة ف��ي عملي��ات البي��ع‬ ‫والش��راء فتكتب عقود البيع‬ ‫م��ن خ�لال أوراق الس��يارة‬ ‫الثبوتي��ة المس��جلة ل��دى‬ ‫المكت��ب‪ ،‬ويتم نق��ل ملكية‬ ‫الس��يارات م��ن مواطن آلخر‬ ‫بشكل واضح‪.‬‬

‫وق��ال رئيس مكت��ب النقل‬ ‫ف��ي المجل��س المحلي “عبد‬ ‫الرحم��ن الحس��ين” لزيتون‪:‬‬ ‫«إن لوح��ات الس��يارات هي‬ ‫خطة لحماية المواطنين من‬ ‫الحوادث والس��رقات‪ ،‬وذلك‬ ‫عب��ر معرف��ة ملكيتها ضمن‬ ‫س��جالت موثوقة‪ ،‬وتقس��م‬ ‫اللوح��ات إل��ى ث�لاث فئ��ات‬ ‫ولكل فئة لون‪ ،‬فالس��يارات‬ ‫العام��ة ل��ون اللوح��ة أحمر‪،‬‬ ‫والس��يارات الخاص��ة باللون‬ ‫والس��يارات‬ ‫األس��ود‪،‬‬ ‫الحكومي��ة بالل��ون األخضر‪،‬‬ ‫وق��د بدأن��ا ه��ذه التجرب��ة‬ ‫بإحداث لوحات مؤقتة‪ ،‬ومن‬ ‫خالل م��ا الحظناه من صدى‬ ‫إيجابي لها عن��د المواطنين‬ ‫اقترحنا إنشاء وتفعيل عمل‬ ‫مكتب النقل»‪.‬‬

‫وع��ن تكلف��ة اللوح��ات قال‬ ‫الحس��ين‪« :‬إن المبلغ بسيط‬ ‫ال يشكل عبئاً على المواطن‬ ‫وه��و ‪ /5000/‬ليرة س��ورية‬ ‫للس��يارات العامة و‪/4000/‬‬ ‫لي��رة س��ورية ع��ن الخاصة‬ ‫و‪ /3000/‬لي��رة س��ورية عن‬ ‫الس��يارات الحكومي��ة وهي‬ ‫رسوم لمدة سنة يتم بعدها‬ ‫تقاض��ي رس��م ‪/1500/‬‬ ‫للعامة و‪ /1000/‬للس��يارات‬ ‫الخاصة و‪ /500/‬للس��يارات‬ ‫الحكومية‪ ،‬وفي حال نجحت‬ ‫ه��ذه الخط��وة س��نقوم في‬ ‫المرحل��ة القادم��ة بعملي��ة‬ ‫تس��جيل الدراج��ات النارية‬ ‫م��ن أجل الحد م��ن الحوادث‬ ‫وحماي��ة المواطني��ن م��ن‬ ‫السرقات أيضاً»‪.‬‬

‫وأوضح الحسين أن اللوحات‬ ‫تمك��ن الش��رطة الح��رة من‬ ‫مالحق��ة الس��يارات بتعميم‬ ‫نوع الس��يارة ورقم هيكلها‪،‬‬ ‫إذ يتم تس��جيل كل س��يارة‬ ‫بع��د تلويحه��ا بمرك��ز‬ ‫قي��ادة الش��رطة الح��رة في‬

‫‪4‬‬

‫ويتم تسجيل السيارات عبر‬ ‫تقدي��م طلب مرف��ق بتعهد‬ ‫من مالك السيارة ومعلومات‬ ‫كاملة عن هويته ومواصفات‬ ‫س��يارته‪ ،‬وم��ن ث��م يق��وم‬ ‫أعض��اء الدائ��رة الفنية في‬ ‫مكت��ب النقل بالكش��ف عن‬ ‫الس��يارة وفحصه��ا وتقدير‬

‫صالحيته��ا للس��ير ومن ثم‬ ‫تثبيت اللوحة على السيارة‪.‬‬ ‫أم��ا بالنس��بة للس��يارات‬ ‫المسجلة سابقاً عند النظام‪،‬‬ ‫قال الحسين‪« :‬سيتم توثيق‬ ‫الس��يارات المس��جلة سابقاً‬ ‫م��ن قب��ل دوائ��ر النظ��ام‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال رق��م الهي��كل‬ ‫والمواصفاتها الفنية مع بقاء‬ ‫رقمه��ا كم��ا هو‪ ،‬وس��يُمنح‬ ‫صاحبه��ا رخص��ة موثق��ة‬ ‫بالس��جالت مقاب��ل رس��وم‬ ‫بمبلغ ‪ 1000‬ليرة‪ ،‬وفي حال‬ ‫رغ��ب المواطن بتبديل هذه‬ ‫اللوح��ة س��نقوم بإعطائ��ه‬ ‫لوحة جديدة وإجراء خطوات‬ ‫التسجيل السابق»‪.‬‬ ‫«محم��د زيدان» أح��د أهالي‬ ‫مدينة س��راقب الذين بادروا‬ ‫إلى تسجيل س��ياراتهم قال‬ ‫«لزيت��ون»‪« :‬إن تركي��ب‬ ‫لوح��ات للس��يارات خط��وة‬ ‫جيدة ف��ي تنظي��م وتوثيق‬ ‫العق��ود م��ن قب��ل المجلس‬ ‫المحل��ي‪ ،‬وإن إص��دار ه��ذه‬ ‫اللوح��ات أم��ر ض��روري‬ ‫تحس��باً للح��وادث والخطف‬ ‫والسرقات»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬الرس��وم مقبولة‬ ‫وه��ي أس��عار مناس��بة‬ ‫ونستطيع من خالل تسجيل‬ ‫الس��يارة أن نش��تري ونبي��ع‬ ‫ب��أوراق رس��مية وخاصة أن‬ ‫أغلب السيارات في المناطق‬ ‫المحررة مستوردة من تركيا‬ ‫وتدخل بدون لوحات وأوراق‬ ‫ثبوتي��ة وغي��ر معروف��ة‪،‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫ومن هنا تأت��ي أهمية هذه‬ ‫الخط��وة لضم��ان ملكي��ة‬ ‫الس��يارة لصاحبه��ا‪ ،‬وأتمنى‬ ‫أن يطب��ق هذا الش��يء في‬ ‫جمي��ع المناط��ق المح��ررة‬ ‫ضمن تنس��يق مشترك لكي‬ ‫يضمن المواطن حقه»‪.‬‬ ‫م��ن ناحيت��ه ش��دد رئي��س‬ ‫ش��رطة س��راقب «عواد أبو‬ ‫محم��د» عل��ى أهمي��ة هذه‬ ‫الخطوة بالنسبة لهم كجهاز‬ ‫للش��رطة الحرة بعد انتشار‬ ‫ظاهرة الس��يارات المجهولة‬ ‫والتي ال تحمل لوحات‪ ،‬وشدد‬ ‫على أن السيارات الخالية من‬ ‫اللوح��ات واألوراق الثبوتي��ة‬ ‫تعتب��ر م��ن أكبر المش��اكل‬ ‫ف��ي عملية ضب��ط الحوادث‬ ‫والتعرف على المجرمين‪.‬‬ ‫وق��ام المجل��س المحل��ي‬ ‫ف��ي مدينة س��راقب وريفها‬ ‫بالتعاون مع مكتب مساعدة‬

‫المواط��ن‪ ،‬بع��د أي��ام م��ن‬ ‫اإلع�لان ع��ن ب��دء تركي��ب‬ ‫لوح��ات الس��يارات‪ ،‬بدع��وة‬ ‫أهال��ي المدين��ة لحض��ور‬ ‫اجتم��اع بغي��ة تعريفه��م‬ ‫على آلية عمل مكتب النقل‬ ‫وتس��جيل المركب��ات ضمن‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وكان المجل��س المحلي في‬ ‫مدين��ة س��راقب وريفها قد‬ ‫أحدث دائرة النقل التابعة له‬ ‫بتاري��خ ‪ 1‬آذار ‪ ،2017‬وذلك‬ ‫به��دف تس��جيل الس��يارات‬ ‫الغي��ر المس��جلة والحف��اظ‬ ‫عل��ى ملكي��ة اآللي��ات م��ن‬ ‫الس��رقة والحد م��ن حوادث‬ ‫الم��رور والفوض��ى األمنية‪،‬‬ ‫وتمييز الس��يارات الحكومية‬ ‫والخاص��ة والعام��ة‪ ،‬وضبط‬ ‫وتنظي��م حال��ة الس��ير‬ ‫والمركب��ات داخ��ل المدينة‬ ‫وخارجها‪.‬‬

‫اللوحات تمكن الش���رطة الحرة من مالحقة السيارات‬ ‫بتعميم نوع السيارة ورقم هيكلها‪ ،‬إذ يتم تسجيل كل‬ ‫س���يارة بعد تلويحها بمركز قيادة الش���رطة الحرة في‬ ‫المحافظة بأسماء المالكين ومواصفاتها‪.‬‬ ‫الخطوة مهمة في عمليات البيع والشراء فتكتب عقود‬ ‫البيع من خالل أوراق الس���يارة الثبوتية المس���جلة لدى‬ ‫المكتب‪ ،‬ويتم نقل ملكية الس���يارات من مواطن آلخر‬ ‫بشكل واضح‪.‬‬


‫مراسلون‬

‫محاصرون بين مكافحة‬ ‫في «مسكنة» شرق حلب‪..‬‬ ‫َ‬ ‫اإلرهاب واإلرهاب نفسه‬ ‫لم تكد قوات النظام الس��وري تتابعُ تقدمها العس��كري على‬ ‫حس��اب تنظيم الدولة اإلس�لامية في الريف الش��رقي لحلب‪،‬‬ ‫وتس��يطرُ على عش��رات القرى خالل أس��بوعين‪ ،‬حتى تسبب‬ ‫ذل��ك ‪-‬عملي��اً‪ -‬بواح��دة من أقس��ى ح��االت الن��زوح اإلجباري‬ ‫للس��كان‪ ،‬وتحدي��داً أولئ��ك المقيمي��ن والنازحين مس��بقاً في‬ ‫مدينة «مسكنة» االستراتيجية‪ ،‬وإجبارهم على ترك منازلهم‬ ‫أو التشبث بالتنظيم دونما خيارات أخرى‪.‬‬

‫عبد اهلل الحسن‬ ‫صور ع��دة ومقاط��ع فيديو‬ ‫تناقله��ا ناش��طون عل��ى‬ ‫مواقع التواص��ل االجتماعي‬ ‫أظه��رت عش��رات العائالت‬ ‫النازحة من ق��رى ريف حلب‬ ‫الش��رقي‪ ،‬تفت��رش الع��راء‬ ‫دون مأوى خوف��اً من مجازر‬ ‫محتمل��ة ق��د ترتكبها قوات‬ ‫النظ��ام أو الميليش��يات‬ ‫األجنبي��ة المرافق��ة له��ا‪،‬‬ ‫م��ا دف��ع المجل��س المحلي‬ ‫للمدين��ة مؤخ��راً إلى توجيه‬ ‫نداء اس��تغاثة ف��ي بيان له‬ ‫ق��ال في��ه إن ق��وات النظام‬ ‫قطع��ت الطري��ق الواص��ل‬ ‫بين مدينة مسكنة ومناطق‬ ‫سيطرة المعارضة السورية‪،‬‬ ‫م��ا أجب��ر األهال��ي للن��زوح‬ ‫نح��و مدين��ة الرق��ة وريفها‬ ‫الخاضعين لس��يطرة تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية؛ وأشار إلى‬ ‫أن الخ��وف من االعتقال أدى‬ ‫لموج��ة ن��زوح جماع��ي بلغ‬ ‫‪ ١٠٠٠‬عائلة تقريباً‪.‬‬ ‫فرض ق��وات المعارضة‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬ ‫المنضوية في إط��ار عملية‬ ‫«درع الف��رات» المدعوم��ة‬ ‫تركياً‪ ،‬سيطرتها على مدينة‬ ‫الب��اب‪ ،‬كانت ق��وات النظام‬ ‫تس��عى من جانبه��ا النتزاع‬

‫«تادف» من قبضة التنظيم‪،‬‬ ‫وم��ن ث��م التمدد إل��ى ريف‬ ‫حلب الشرقي‪ ،‬لفرض حدود‬ ‫جدي��دة عل��ى درع الف��رات‬ ‫أو ً‬ ‫ال‪ ،‬والس��يطرة على محطة‬ ‫ض��خ المي��اه إل��ى مدين��ة‬ ‫حلب‪ ،‬المتواجدة قرب قرية‬ ‫«جراح» عل��ى بحيرة الفرات‬ ‫ثانياً‪ ،‬والتي ش��ددت وسائل‬ ‫إعالم��ه على قضي��ة وجوب‬ ‫انتزاعها م��ن التنظيم طيلة‬ ‫الثالثة أشهر الفائتة‪.‬‬ ‫م��ع س��يطرة ق��وات النظام‬ ‫عل��ى «ج��راح»‪ ،‬واقترابه��ا‬ ‫مس��افة ‪ ٣٠‬كيل��و مترا من‬ ‫مسكنة‪ ،‬وبضعة كيلومترات‬ ‫من المطار العسكري (مطار‬ ‫جراح‪/‬ش��يش)‪ ،‬حاص��رت‬ ‫ق��وات النظام أكثر من ‪١٥٠‬‬ ‫ألف مدني ‪-‬حس��ب المجلس‬ ‫المحل��ي للمدين��ة‪ -‬بي��ن‬ ‫خيارين‪ ،‬التع��اون معها كلياً‬ ‫بضم الش��بان إلى صفوفها‪،‬‬ ‫وما يقتضي��ه هذا االنضمام‬ ‫كذل��ك م��ن خط��ورة غي��ر‬ ‫محددة المدى‪ ،‬وبين التشبث‬ ‫أكث��ر بتنظيم الدول��ة الذي‬ ‫انحس��رت مناطق سيطرته‬ ‫مؤخراً بش��كل رهيب‪ ،‬دونما‬ ‫إبداء ألي ش��كل من أشكال‬

‫المقاوم��ة حس��بما يق��ول‬ ‫«ابراهيم أب��و عالء» رئيس‬ ‫المجل��س المحلي لمس��كنة‬ ‫في تصريح له‪.‬‬ ‫اعتُبرت مدينة مسكنة منذ‬ ‫انت��زاع المعارض��ة له��ا من‬ ‫قبضة ق��وات النظام ش��هر‬ ‫آب ‪ ٢٠١٢‬مقص��داً رئيس��ياً‬ ‫للنازحي��ن والمهجري��ن من‬ ‫أحي��اء حل��ب‪ ،‬ري��ف حم��ص‬ ‫الش��رقي‪ ،‬ريف حماة‪ ،‬وريف‬ ‫دمشق كذلك؛ وقد ساهمت‬ ‫قل��ة اس��تهدافها م��ن قب��ل‬ ‫طائرات النظام آنذاك قبيل‬ ‫مش��اركة روس��يا‪ ،‬بمنحه��ا‬ ‫طابع��اً أكث��ر أمن��اً‪ ،‬وحوّلها‬ ‫ذل��ك إل��ى مدين��ة تجاري��ة‬ ‫بامتي��از‪ ،‬وه��ي الواقعة في‬ ‫المنتص��ف تقريب��اً عل��ى‬ ‫األوتوس��تراد الرئيسي بين‬ ‫مدينتي حلب والرقة‪ ،‬وفيرة‬ ‫المياه والكهرب��اء والخدمات‬ ‫األخرى بشكل شبه دائم‪.‬‬ ‫تع��د مس��كنة كذل��ك م��ن‬ ‫ناحي��ة موقعه��ا الجغراف��ي‬ ‫واالس��تراتيجي بالنس��بة‬

‫لم��ا يج��ري ف��ي س��وريا‪،‬‬ ‫بواب��ة الدخ��ول إل��ى مدينة‬ ‫«الطبقة» كب��رى مدن ريف‬ ‫الرقة‪ ،‬وتعني السيطرة على‬ ‫هذه األخي��رة التحكم بأكثر‬ ‫م��ن ‪ ١٥٦‬ملي��ون كيلو واط‬ ‫س��اعي و ّلده��ا س��د الفرات‬ ‫هذا العام‪.‬‬ ‫جاءت سيطرة التنظيم على‬ ‫«مسكنة» بعد قتله للطبيب‬ ‫«حس��ين الحم��دون» (أب��و‬ ‫ريان)‪ ،‬ابنها وعضو مجلسها‬ ‫المحل��ي قبي��ل تس��لمه‬ ‫زمام األمور ف��ي معبر «تل‬ ‫أبيض» الح��دودي مع تركيا‬ ‫فيم��ا بعد‪ ،‬وقد ش��كل قتله‬ ‫الش��رارة األولى لالشتباكات‬ ‫الشهيرة واسعة الرقعة بين‬ ‫«أح��رار الش��ام» والتنطي��م‬ ‫في الرق��ة التي تحولت فيما‬ ‫بع��د إلى «عاصم��ة الخالفة‬ ‫االسالمية»‪ ،‬ما يعني أن والء‬ ‫س��كانها (مسكنة) األصليين‬ ‫منقس��م بي��ن المعارض��ة‬ ‫كغالبي��ة كب��رى‪ ،‬وبين عدة‬ ‫عوائ��ل أخ��رى أص��رت على‬ ‫إلح��اق أبنائها بقوات النظام‬ ‫حس��ب ناش��طين من داخل‬

‫المدين��ة‪ ،‬وه��ذا م��ا يزي��د‬ ‫المخ��اوف من كون المدنيين‬ ‫بعي��داً ع��ن حصاره��م‬‫جغرافي��اً‪ -‬ه��م مه��ددون‬ ‫وجودي��اً ومحاص��رون بي��ن‬ ‫القت��ال إل��ى جان��ب تنظيم‬ ‫الدولة‪ ،‬أو النظام الس��وري‪،‬‬ ‫فالطري��ق إل��ى مناط��ق‬ ‫سيطرة «درع الفرات» مغلق‬ ‫كليا‪ ،‬في الوقت الذي يطالب‬ ‫في��ه المجل��س المحلي عبر‬ ‫بيانه األمم المتحدة بضرورة‬ ‫العم��ل على تأمي��ن ممرات‬ ‫آمن��ة للمدنيي��ن الخارجي��ن‬ ‫من مناطق س��يطرة تنظيم‬ ‫الدول��ة والراغبي��ن بالمرور‬ ‫بمناط��ق «ق��وات س��وريا‬ ‫الديمقراطي��ة» م��ع ضم��ان‬ ‫عدم تعرضهم لالحتجاز‪.‬‬ ‫م��ع ذلك‪ ،‬يب��دو األم��ر أكثر‬ ‫تعقيداً مما هو عليه‪ ،‬فقوات‬ ‫النظام الس��وري قريبة إلى‬ ‫حد كبير من دخ��ول الحدود‬ ‫اإلدارية للرقة‪ ،‬و«مس��كنة»‬ ‫مدينة صغيرة ليست بحاجة‬ ‫إلى اس��تراتيجية عس��كرية‬ ‫محكم��ة‪ ،‬فه��ي مفتوح��ة‬ ‫ومتباع��دة‪ ،‬وال يمك��ن‬ ‫المناورة داخلها‪ ،‬والس��يطرة‬ ‫عليه��ا يعن��ي بالض��رورة‬ ‫دخ��ول مدين��ة «الطبق��ة»‪،‬‬ ‫فالمس��افة بي��ن المدينتين‬ ‫مفتوح��ة كذل��ك‪ ،‬عبارة عن‬ ‫ق��رى صغيرة للغاي��ة؛ وهذا‬ ‫م��ا سيس��عى إلي��ه النظ��ام‬ ‫بطبيع��ة الح��ال ف��ي إط��ار‬ ‫ترويج��ه لمب��دأ «مكافح��ة‬ ‫اإلرهاب» الذي بات يبرر كل‬ ‫االحتم��االت الحتمية األخرى‬ ‫م��ن تش��ريد للمدنيي��ن أو‬ ‫تصفيتهم جماعياً‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫مجتمع‬

‫ال تقتلوا أطفالكم بسالحهم‬ ‫وتختص���ر قصة أب���و أحمد‬ ‫الكثي���ر من تج���ارب األهالي‬ ‫الذين لم يخس���روا أبناءهم‬ ‫ج���راء التحاقه���م بفصائ���ل‬

‫المعارض���ة‪ ،‬ب���ل باالعت���داء‬ ‫على كل من يطالب بهؤالء‬ ‫األطف���ال من ذويهم الذين‬ ‫لم يكن لهم إرادة بذلك‬

‫ياسمين محمد‬ ‫لم يتوان��ى أبو أحم��د «عبد‬ ‫اإلله ع» وهو من أهالي ريف‬ ‫إدلب باللحاق بابنه «عثمان»‬ ‫الذي لم يتجاوز ‪ 12‬عاماً إلى‬ ‫مدين��ة الرقة رغ��م خطورة‬ ‫الذهاب إل��ى مناطق تنظيم‬ ‫الدول��ة الذي التح��ق به ابنه‬ ‫دون علم��ه‪ ،‬وذل��ك بع��د أن‬ ‫ق��ام ه��و ومجموع��ة م��ن‬ ‫رفاق��ه بالدفع لس��يارة أجرة‬ ‫والتوجه بها إلى مدينة الرقة‬ ‫واالنضمام إلى التنظيم‪.‬‬ ‫لم يطل بق��اء أبو أحمد حراً‪،‬‬ ‫إذ قام عناصر تنظيم الدولة‬ ‫اإلس�لامية باعتقال��ه ف��ور‬ ‫وصول��ه إل��ى مدين��ة الرقة‬ ‫ومحاولت��ه البحث ع��ن ابنه‪،‬‬ ‫خضع خاللها لدورات شرعية‬ ‫ودروس ديني��ة وه��و اب��ن‬ ‫الخامس��ة والخمس��ين حتى‬ ‫ت��م اإلف��راج عنه بع��د أكثر‬ ‫من سبعة أش��هر‪ ،‬ليعود إلى‬ ‫بلدت��ه دون أن يس��محوا له‬ ‫برؤية ابنه‪.‬‬ ‫ل��م يك��ن عثم��ان الطف��ل‬ ‫الوحي��د ألبي��ه ال��ذي التحق‬ ‫بالقت��ال وتجن��د في صفوف‬ ‫الفصائل‪ ،‬فقد س��بقه ثالثة‬ ‫م��ن إخوت��ه هم محم��د ‪18‬‬ ‫عاماً وبكر ‪ 16‬عاماً وعمر ‪14‬‬ ‫عاماً‪ ،‬استش��هد اثنان منهما‬ ‫أحدهم��ا ف��ي غ��ارة لطيران‬ ‫النظ��ام أحالت��ه إلى أش�لاء‪،‬‬ ‫وه��و م��ا يتذك��ره الطف��ل‬ ‫عثم��ان وكان س��بباً ف��ي‬ ‫التحاقه بتنظيم الدولة رغبة‬ ‫من��ه باالنتق��ام م��ن النظام‬ ‫على حس��ب تعبيره لزيتون‪،‬‬ ‫وذلك بعد تمكنه من العودة‬ ‫إلى بلدته تح��ت إلحاح أهله‬ ‫بع��د م��رور أكث��ر م��ن عام‬ ‫ونصف على التحاقه بصفوف‬ ‫التنظيم‪.‬‬ ‫وتختص��ر قص��ة أب��و أحم��د‬ ‫الكثي��ر من تج��ارب األهالي‬ ‫الذي��ن لم يخس��روا أبناءهم‬ ‫ج��راء التحاقه��م بفصائ��ل‬ ‫المعارض��ة‪ ،‬ب��ل باالعت��داء‬ ‫على كل م��ن يطالب بهؤالء‬

‫‪6‬‬

‫األطف��ال من ذويه��م الذين‬ ‫لم يكن لهم إرادة بذلك‪.‬‬ ‫وتتن��وع أس��باب تجني��د‬ ‫األطف��ال فم��ن الحاج��ة إلى‬ ‫الروات��ب الت��ي تقدمه��ا‬ ‫الفصائ��ل والت��ي ال تتج��اوز‬ ‫‪ 150‬دوالراً أمريكي��اً‪ ،‬إل��ى‬ ‫الرغب��ة ف��ي الحماي��ة م��ن‬ ‫قب��ل تلك الفصائ��ل وميول‬ ‫األطف��ال إلى حمل الس�لاح‬ ‫نتيج��ة لمش��اهد العن��ف‬ ‫والقصف أو خس��ارة أشخاص‬ ‫أع��زاء عليه��م‪ ،‬وتعطي��ل‬ ‫العملية التعليمية والتس��رب‬ ‫م��ن المدارس‪ ،‬لكن الس��بب‬ ‫األب��رز ف��ي تجني��د األطفال‬ ‫ه��و ما تق��وم ب��ه الفصائل‬ ‫من الشحن النفسي وتمجيد‬ ‫القت��ال والدف��اع ع��ن الدين‬ ‫والوطن على األطفال‪.‬‬ ‫«عاصم زي��دان» مدير حملة‬ ‫«أطف��ال ال جن��ود» ق��ال‬ ‫لزيت��ون‪« :‬إن الحمل��ة وثقت‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 500‬طف��ل ت��م‬ ‫تجنيدهم ‪ ،‬وأن ‪ 17‬طف ً‬ ‫ال من‬ ‫جبل الزاوي��ة في ريف إدلب‪،‬‬ ‫وأكث��ر من ‪ 57‬طف�ل ً‬ ‫ا آخرين‬ ‫من المخيمات المنتشرة على‬ ‫الح��دود التركي��ة‪ ،‬كان��وا قد‬ ‫التحقوا بمعسكرات التدريب‬ ‫وتم تجنيدهم‪.‬‬

‫الدافع المعيشي أهم األسباب‬ ‫من البديهي أن توقف الكثير‬ ‫م��ن األعمال نتيج��ة الحرب‬ ‫أنتجت ش��ريحة واسعة من‬ ‫أرباب البيوت العاطلين عن‬ ‫العمل في وقت تش��هد فيه‬ ‫المناط��ق المح��ررة ارتفاعا‬ ‫هائال باألسعار‪ ،‬كما خسرت‬ ‫ش��ريحة واس��عة منه��م‬ ‫وظائفه��ا م��ا وضع نس��بة‬ ‫عالي��ة م��ن العائ�لات أمام‬ ‫الفاقة والجوع‪.‬‬ ‫روات��ب المقاتلي��ن الت��ي‬ ‫يتقاضونه��ا م��ن فصائلهم‬ ‫دفع��ت بالكثير من األطفال‬ ‫وذويه��م للتفكي��ر ف��ي‬ ‫التحاقه��م بتل��ك الفصائل‬ ‫لمساعدة أس��رهم‪ ،‬وهو ما‬ ‫قاله الطفل "هاني" ‪ 17‬عاماً‬ ‫من ريف إدلب عن انضمامه‬ ‫للقت��ال في إح��دى الكتائب‬

‫أنا من سيحرر أخي من السجن‬ ‫تف��رض الح��رب ومآس��يها‬ ‫عل��ى األطف��ال النض��وج‬ ‫بسرعة‪ ،‬ما يدفعهم للشعور‬ ‫بمس��ؤوليات ال تتناسب مع‬ ‫أعماره��م‪ ،‬فاعتق��ال بعضاً‬ ‫من أف��راد األس��رة أو رؤية‬ ‫القصف الجوي الذي يخطف‬ ‫حي��اة أحبتهم أم��ام أعينهم‬ ‫أو التس��بب بإصابته��م هي‬ ‫من أكبر األسباب في تجنيد‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫«أحم��د» طف��ل ل��م يبل��غ‬

‫السادسة عشرة من عمره‪ ،‬تم‬ ‫اعتقال ش��قيقه األكب��ر أمامه‬ ‫من��ذ خم��س س��نين وش��اهد‬ ‫كي��ف اعتدى عناص��ر الدورية‬ ‫بالضرب واإلهان��ة عليه‪ ،‬ولم‬ ‫يمض وقت طويل حتى توفي‬ ‫والده أثناء عمله جراء غارة من‬ ‫طيران النظام‪.‬‬ ‫يق��ول أحم��د لزيت��ون‪« :‬لق��د‬ ‫وع��دت والدتي بأنن��ي أنا من‬ ‫سيحرر أخي من السجن وأفتح‬ ‫ل��ه ب��اب الزنزانة‪ ،‬وس��أنتقم‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫المعارضة قبل سنتين‪.‬‬ ‫ويروي الطف��ل هاني لزيتون‬ ‫كي��ف انض��م إل��ى إح��دى‬ ‫الفصائ��ل‪ ،‬قائ�ل ً‬ ‫ا‪" :‬بع��د أن‬ ‫بدأنا باالنقطاع عن المدرسة‬ ‫لفترات طويل��ة‪ ،‬كان البد من‬ ‫أن أساعد أهلي فعملت بإحدى‬ ‫مح�لات المنطق��ة الصناعية‪،‬‬ ‫كان رفاق��ي يأت��ون مرتدين‬ ‫زيه��م العس��كري ويركب��ون‬ ‫الس��يارات الت��ي تنتص��ب‬ ‫عليه��ا األس��لحة الرشاش��ة‬ ‫وبينم��ا كن��ت أنا أس��اعد في‬ ‫إصالح س��ياراتهم‪ ،‬شجعوني‬ ‫باالنتس��اب إليه��م والخضوع‬ ‫لدورة شرعية"‪.‬‬ ‫وتابع‪" :‬برفق��ة أحد أصدقائي‬ ‫حض��رت إح��دى ال��دروس‬ ‫الدينية في مقر الفصيل الذي‬ ‫ينتمي إلي��ه‪ ،‬وتابعت الحضور‬ ‫لوال��دي ال��ذي مات ب�لا ذنب‪،‬‬ ‫هذا النظام ال يفهم إال منطق‬ ‫الق��وة‪ ،‬انضمم��ت إلح��دى‬ ‫الفصائ��ل الجهادي��ة وقاتل��ت‬ ‫معها حت��ى إصابتي برصاصة‬ ‫في إحدى قدمي ظللت بعدها‬ ‫ستة أشهر تحت العالج لكنني‬ ‫كنت أت��ردد على مقر فصيلي‬ ‫أثن��اء الع�لاج كلم��ا أتي��ح لي‬ ‫ذلك‪ ،‬وبكل تأكيد سأعود إلى‬ ‫القت��ال معه��م حينم��ا أصبح‬ ‫قادراً على القتال»‪.‬‬ ‫الطف��ل ال��ذي لق��ب نفس��ه‬ ‫«أبو الب��راء» وهو م��ازال في‬

‫لرغبتي في االنضمام إليهم‬ ‫وبأن أك��ون منهم‪ ،‬ما يؤمن‬ ‫ل��ي دخ ً‬ ‫ال أفضل م��ن دخلي‬ ‫ف��ي المنطق��ة الصناعي��ة‪،‬‬ ‫كما أنه يمكنني من مرافقة‬ ‫أصدقائي وخدمة الثورة في‬ ‫آنٍ واحد"‪.‬‬ ‫ونف��ى هان��ي أن يك��ون قد‬ ‫حص��ل على موافق��ة أهله‪،‬‬ ‫وال سيما والدته التي منعته‬ ‫مراراً م��ن الذهاب إلى مقره‬ ‫بعد أن علمت بق��راره خوفاً‬ ‫علي��ه‪ ،‬حي��ث ق��ال‪" :‬قررت‬ ‫االنضم��ام بش��كل رس��مي‬ ‫إلحدى الفصائل‪ ،‬وانضممت‬ ‫إلى إحدى الدورات التدريبية‪،‬‬ ‫وبقيت لمدة ثالثة أيام خارج‬ ‫المنزل دون أن أخبر أسرتي‪،‬‬ ‫وحي��ن انتهي��ت م��ن الدورة‬ ‫تسلمت س�لاحاً‪ ،‬وأخبروني‬ ‫أنن��ي أصبح��ت اآلن واح��داً‬ ‫منهم وتحت حمايتهم"‪.‬‬

‫الخامس��ة عش��رة م��ن عمره‬ ‫وهو من أهالي س��هل الغاب‪،‬‬ ‫ال تختل��ف قصت��ه ودوافع��ه‬ ‫عن أحم��د وعثمان‪ ،‬فقد قتلت‬ ‫الطائ��رات أبي��ه وأخ��وه أثناء‬ ‫عمله��م م��ا ترك��ه ه��و وأمه‬ ‫وإخوته الصغار بال معيل‪.‬‬ ‫«أب��و الب��راء» ق��ال لزيت��ون‪:‬‬ ‫«ق��ررت ت��رك المدرس��ة‬ ‫واالنضمام إلى إحدى الفصائل‬ ‫المقاتل��ة براتب ‪ 50‬دوالراً كل‬ ‫شهرين‪ ،‬ولم تمنعني والدتي‬ ‫م��ن االنضمام بل ش��جعتني‬ ‫على ذلك رغم خوفها علي‪.‬‬


‫مجتمع‬

‫أطفال المخيمات أكثر استعدادا‬ ‫يعان��ي األطفال الالجئون في‬ ‫المخيمات من ظروف معيشية‬ ‫س��يئة وصعوب��ات ورضوض‬ ‫نفس��ية دفعت البعض منهم‬ ‫إل��ى االنضمام بس��ن مبكرة‬ ‫إلى الفصائل وحمل الس�لاح‪،‬‬ ‫قسم ال بأس به منهم انضم‬ ‫بعد موافقة األهل‪.‬‬ ‫يقول أحد القائمين على حملة‬ ‫«أطفال ال جن��ود»‪« :‬إن أغلب‬ ‫األطفال الذين يتم تجنيدهم‬

‫ه��م م��ن أطف��ال المخيمات‬ ‫وخاصة األطفال األيتام الذين‬ ‫توفي والداهم‪ ،‬إذ انضم أكثر‬ ‫من ‪ 57‬طف ً‬ ‫ال خالل شهر واحد‬ ‫إلى معسكرات التدريب‪ ،‬حيث‬ ‫تعتمد حمالت التجنيد بشكل‬ ‫مباش��ر على الجهاد المقدس‬ ‫الواجب على كل صغير وكبير‬ ‫والدفاع عن الع��رض والدين‬ ‫والوط��ن‪ ،‬وه��و م��ا يتلقف��ه‬ ‫أطف��ال المخيم��ات بش��كل‬

‫مباش��ر للخالص من واقعهم‬ ‫الصعب والحياة الضيقة التي‬ ‫يعيشونها»‪.‬‬ ‫وتمارس جمي��ع األطراف في‬ ‫س��وريا تل��ك الوس��ائل وال‬ ‫تقتصر على ط��رف أو أطراف‬ ‫معين��ة ففصائ��ل الجي��ش‬ ‫الح��ر والجماعات اإلس�لامية‬ ‫وميليش��يات النظ��ام الغي��ر‬ ‫رس��مية وتنظيم داعش كلها‬ ‫تورط��ت في عملي��ات تجنيد‬ ‫األطفال‪.‬‬

‫حمالت توعية للحد من تجنيد األطفال‬ ‫انطلق��ت حمل��ة «أطف��ال ال‬ ‫جنود» في الخامس عشر من‬ ‫أيار من ع��ام ‪ ،2016‬للتوعية‬ ‫بمخاط��ر عملي��ة تجني��د‬ ‫األطفال من قبل بعض قوات‬ ‫الفصائ��ل المعارض��ة وخاصة‬ ‫في مناطق الش��مال السوري‬ ‫ف��ي محافظ��ة إدل��ب وريفها‬ ‫وريف حلب الغربي‪.‬‬ ‫وقال مدي��ر الحمل��ة «عاصم‬ ‫«إن تجنيد‬ ‫زي��دان» لزيت��ون‪ّ :‬‬ ‫األطفال كارثة تهدد الطفولة‬ ‫ف��ي س��وريا ول��ص خبي��ث‬ ‫يستغل أوضاع األهالي ليحول‬ ‫أطفالهم إل��ى وحوش ضارية‬ ‫وخاصة في الش��مال السوري‪،‬‬ ‫حي��ث أن ل��ون ال��دم أق��رب‬ ‫للطف��ل م��ن علب��ة األل��وان‪،‬‬ ‫والس�لاح يحل محل األلعاب‪،‬‬ ‫ومعس��كرات التدري��ب تح��ل‬ ‫ب��دل الم��دارس وتس��رقهم‬ ‫م��ن الحدائ��ق والمتنزه��ات‪،‬‬ ‫كما تنذر بجيل أكثر وحش��ية‬ ‫وقسوة على مجتمعه»‪.‬‬ ‫ويضي��ف زي��دان‪« :‬ل��م يع��د‬ ‫المش��هد غريباً وأن��ت تتنقل‬ ‫في ش��وارع الم��دن والبلدات‬

‫عندم��ا تقابل وج��وه طفولية‬ ‫عابس��ة وهي تحمل الس�لاح‬ ‫عل��ى الحواج��ز وف��ي نق��اط‬ ‫تمركز الفصائل المسلحة‪ ،‬فال‬ ‫بد من الحد من هذه الظاهرة‬ ‫ومحاول��ة توعي��ة األطف��ال‬ ‫وذويه��م والتنوي��ه لخط��ورة‬ ‫تلك الظاهرة»‪.‬‬ ‫وع��ن تقب��ل األهال��ي ونجاح‬ ‫الحمل��ة ق��ال زي��دان‪« :‬القت‬ ‫ال ايجابي��اً كبيراً‬ ‫الحمل��ة تفاع ً‬ ‫م��ن قب��ل األهال��ي والمراكز‬ ‫التعليمي��ة المتبقي��ة ومراكز‬ ‫رعاية الطفل‪ ،‬بالمقابل عانى‬ ‫فري��ق الحملة م��ن مضايقات‬ ‫ومالحق��ة بع��ض الفصائ��ل‪،‬‬ ‫حي��ث قام��وا بمس��ح بع��ض‬ ‫الكتابات وتمزيق البوس��ترات‬ ‫الخاص��ة بالحمل��ة‪ ،‬والتي تم‬ ‫إلصاقها على جدران المدارس‬ ‫وأبواب المساجد وفي الشوارع‬ ‫واألماكن العامة»‪.‬‬ ‫وعن نتائج الحملة قال‪« :‬على‬ ‫المدى القري��ب كانت إيجابية‬ ‫وملموس��ة‪ ،‬حيث وثقنا قرابة‬ ‫‪ 20‬طف�ل ً‬ ‫ا ترك��وا معس��كرات‬ ‫التجنيد وع��ادوا إلى منازلهم‪،‬‬

‫باإلضاف��ة المتن��اع عش��رات‬ ‫األطف��ال الذي��ن تت��راوح‬ ‫أعماره��م م��ا بي��ن ‪ 14‬و‪17‬‬ ‫عاماً من االلتحاق بمعسكرات‬ ‫التجنيد»‪.‬‬ ‫وع��ن إيج��اد بدائ��ل حقيقية‬ ‫لحم��ل األطف��ال للس�لاح‪،‬‬ ‫ق��ال االختصاص��ي النفس��ي‬ ‫لألطف��ال «مض��ر حب��ار»‬ ‫لزيتون‪:‬‬ ‫«يحت��اج الطف��ل ال��ذي ت��م‬ ‫تجني��ده إل��ى إع��ادة تأهيل‪،‬‬ ‫وانخراط ه��ؤالء األطفال في‬ ‫المجتم��ع عملية معقدة‪ ،‬فمن‬ ‫الس��هل إخ��راج الطف��ل م��ن‬ ‫الح��رب‪ ،‬ولك��ن م��ن الصعب‬ ‫إخ��راج الحرب من��ه‪ ،‬إذ يحتاج‬ ‫األطف��ال إل��ى وضع مس��تقر‬ ‫وبعيد عن الخوف والقصف»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬وتتمث��ل بدائ��ل‬ ‫حمل الس�لاح بعودة التعليم‬ ‫والم��دارس اآلمن��ة‪ ،‬إضاف��ة‬ ‫لمص��ادر الدخ��ل‪ ،‬وتأمي��ن‬ ‫معيش��ة كريم��ة لألطف��ال‬ ‫وعائالته��م‪ ،‬ونش��ر حم�لات‬ ‫للتوعي��ة من مخاطر الس�لاح‬ ‫وحمل��ه عل��ى حي��اة الطف��ل‬ ‫ونفسيته»‪.‬‬

‫أساليب في ترغيب األطفال‬ ‫تق��وم بع��ض الجماع��ات‬ ‫بإط�لاق لق��ب جه��ادي‬ ‫عل��ى الطفل كأب��ي البراء‬ ‫وغي��ره‪ ،‬وه��و م��ا يعط��ي‬ ‫الطفل انطباع��اً بالبطولة‬ ‫والش��جاعة‪ ،‬وم��ا يح��رض‬ ‫أن��داده م��ن األطف��ال في‬ ‫الوقت ذاته للحصول على‬ ‫لقب مشابه باالنضمام إلى‬ ‫حمل السالح‪.‬‬ ‫وانتش��رت ص��ورة ألب��ي‬ ‫حذيفة وهو أح��د األطفال‬ ‫ال��ذي ال يتج��اوز ‪ 14‬عام��اً‬ ‫عل��ى موق��ع التواص��ل‬ ‫االجتماعي "في��س بوك"‪،‬‬ ‫والذي ُقت��ل في ريف إدلب‬ ‫الشمالي جراء عبوة ناسفة‬ ‫اس��تهدفت س��يارة إلحدى‬ ‫الفصائ��ل كان الطف��ل‬ ‫يس��تقلها‪ ،‬وب��رر الفصيل‬ ‫وج��وده بخضوع��ه ل��دورة‬ ‫ش��رعية ونفى أن يكون له‬

‫دوراً قتالياً‪.‬‬ ‫كما يتم استغالل األطفال‬ ‫ف��ي الخدمة ف��ي المقرات‬ ‫مقابل أج��ور رمزية تترك‬ ‫الطف��ل ف��ي أماك��ن غاية‬ ‫في الخطورة وذلك بسبب‬ ‫استهداف المقرات من قبل‬ ‫الطي��ران الحرب��ي‪ ،‬غير ما‬ ‫ي��راه الطفل من مش��اهد‬ ‫عنيف��ة واالحت��كام إل��ى‬ ‫الس�لاح وتفاخ��ر العناصر‬ ‫بحمله‪.‬‬ ‫كم��ا يدفع بع��ض األهالي‬ ‫بأبنائهم إلى االنضمام إلى‬ ‫المجموع��ات رغب��ة منهم‬ ‫بالحصول على حماية تلك‬ ‫المجموع��ات والحص��ول‬ ‫عل��ى مكاس��ب بس��يطة‬ ‫ال يمك��ن أن تتناس��ب م��ع‬ ‫التفريط والخطر الذي يقع‬ ‫على أبنائهم‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫تحقيق‬

‫معلمو �إدلب‪� ..‬ضحية حرب الرتبيتني‬

‫أسوة بباقي السوريين دفع المعلمين فاتورة معاناتهم في‬ ‫الحرب الس��ورية‪ ،‬فمن اعتقالهم على حواج��ز النظام أثناء‬ ‫توجههم الستالم رواتبهم‪ ،‬إلى فصلهم من وظائفهم‪ ،‬إلى‬ ‫اتهاماتهم بالتعامل مع النظام وتقديم التقارير له من قبل‬ ‫بعض المؤسسات التربوية العاملة في مناطق المعارضة‪.‬‬ ‫يضاف إلى كل ما سبق اس��تهداف المدارس بشكل رئيسي‬ ‫م��ن قبل الطي��ران الحربي وس��قوط الكثير م��ن المعلمين‬ ‫قتلى أثناء أدائهم لواجبهم‪.‬‬

‫وعد البلخي‬

‫«ف��ي بداي��ة الث��ورة كن��ت‬ ‫أذه��ب إلى مناطق س��يطرة‬ ‫النظ��ام ألتقاض��ى راتب��ي‪،‬‬ ‫ولك��ن عندم��ا ازداد األم��ر‬ ‫س��وءاً وأصبح��ت الحواجز ال‬ ‫تفرق بين أحد‪ ،‬انقطعت عن‬ ‫الذه��اب وتوقف راتبي الذي‬ ‫هو مصدر دخلي الوحيد لي‬ ‫ولعائلتي‪ ،‬تم فصلي بعدها‬ ‫م��ن قب��ل النظ��ام بس��بب‬ ‫تخلفي عن االلتحاق بالدوام‬ ‫والرواتب»‪.‬‬

‫حواجز االعتقال واللجنة األمنية طريقة‬ ‫المعلمين‬ ‫النظام في التخلص من المعلمين‬ ‫أضح��ى المرور عل��ى حواجز‬ ‫النظام المنتشرة على أبواب‬ ‫مدين��ة حم��اه رعب��اً حقيقيا‬ ‫ل��كل معلم يغام��ر بالذهاب‬ ‫للحصول على راتبه‪ ،‬وهو ما‬ ‫أكدته حوادث االعتقال التي‬ ‫جرت على تلك الحواجز التي‬ ‫ال تفرق بين مطلوب وبريء‬ ‫كما ال تمي��ز بين ذكر وأنثى‬ ‫كم��ا ح��دث مع معلم��ات تم‬ ‫اعتقالهن بشكل تعسفي‪.‬‬ ‫وكان أح��د حواجز النظام قد‬ ‫اعتقل في ‪ 25‬نيسان ‪2016‬‬ ‫ثالث معلم��ات من محافظة‬ ‫إدلب أثن��اء توجههن لقبض‬ ‫الرواتب من مديرية التربية‬ ‫في حماة وهو ما نقله شهود‬ ‫عي��ان كان��وا متواجدين في‬ ‫س��يارة النق��ل ذاته��ا‪ ،‬فقد‬ ‫قامت قوات النظ��ام بإنزال‬ ‫النس��وة الثالث��ة والطل��ب‬ ‫من الس��ائق المغادرة‪ ،‬دون‬ ‫معرفة األسباب‪.‬‬ ‫كم��ا قامت ميليش��يا الدفاع‬ ‫الوطن��ي ف��ي الس��قيلبية‬ ‫باعتقال عددٍ من المدرسين‬

‫‪8‬‬

‫الذين طلب��ت منهم مديرية‬ ‫التربية مراجعة نقاط أمنية‬ ‫ف��ي جوري��ن‪ ،‬أطلق س��راح‬ ‫بعضه��م بع��د طل��ب فدية‬ ‫مالية بلغ��ت ‪ 3‬ماليين ليرة‬ ‫س��ورية واس��تالمها م��ن‬ ‫ذويهم‪.‬‬ ‫وتأت��ي معان��اة المعلمي��ن‬ ‫بع��د أن أوقف��ت مديري��ة‬ ‫التربي��ة بادل��ب العاملة في‬ ‫حماة روات��ب الموظفين في‬ ‫بداية الع��ام الماضي لتعود‬ ‫لتس��ليمها بعد عدة ش��هور‬ ‫لكن بش��روط جدي��دة منها‬ ‫حض��ور المعل��م بش��خصه‬ ‫الستالم راتبه‪.‬‬ ‫ه��ذا م��ا دف��ع الكثي��ر م��ن‬ ‫المعلمي��ن إل��ى التخلي عن‬ ‫حقوقهم ورواتبهم والعزوف‬ ‫عن الذه��اب إلى حماه وهي‬ ‫المرك��ز الوحي��د الس��تالم‬ ‫الرواتب رغم أن مبلغ الراتب‬ ‫ال يزي��د كثي��راً ع��ن تكاليف‬ ‫أجور النقل‪.‬‬ ‫المعلم «أس��امة باكير» من‬ ‫ريف إدلب ق��ال لـ «زيتون»‪:‬‬

‫ضحية التربيتين‬

‫تناوب��ت مديريت��ي التربية‬ ‫الح��رة ف��ي إدل��ب‪ ،‬وتربي��ة‬ ‫النظ��ام ف��ي حم��اة‪ ،‬عل��ى‬ ‫إص��دار جمل��ة م��ن البيانات‬ ‫والق��رارات‪ ،‬كان الخاس��ر‬ ‫الوحي��د فيه��ا المعلمي��ن‬ ‫والط�لاب‪ ،‬وج��اءت ه��ذه‬ ‫البيان��ات ف��ي ظ��ل محاولة‬ ‫تربية النظ��ام التخلص من‬ ‫العدد األكبر م��ن المعلمين‬ ‫عبر فصل كل م��ن يتعامل‬ ‫مع مديرية التربية الحرة في‬ ‫إدل��ب أو يتخلف عن الحضور‬ ‫الستالم رواتبه‪.‬‬ ‫وقد واصلت مديرية التربية‬

‫التابع��ة للنظ��ام إرس��ال‬ ‫كشوف فصل للمعلمين في‬ ‫المناط��ق المح��ررة بتهم��ة‬ ‫التعاون مع اإلرهابيين على‬ ‫ح��د وصفه��م‪ ،‬ف��ي الوق��ت‬ ‫ال��ذي تعج��ز التربي��ة الحرة‬ ‫عن احت��واء كل المدرس��ين‬ ‫التابعي��ن للنظ��ام وعجزها‬ ‫عن تقدي��م الخدم��ات لكل‬ ‫مدارس المحافظة أيضاً‪.‬‬ ‫ه��ذا م��ا يؤك��ده المعل��م‬ ‫المفصول «فراس قس��وم»‬ ‫ال��ذي ق��ال ل��ـ «زيت��ون»‪:‬‬ ‫«وض��ع التعلي��م س��يء في‬ ‫إدلب وكذلك حال المعلمين‪،‬‬ ‫فنسبة مدارس النظام أكثر‬ ‫م��ن ‪ 90%‬م��ن الم��دارس‪،‬‬ ‫أم��ا التابع��ة للتربي��ة الحرة‬ ‫فدوره��ا مع��دوم‪ ،‬وكل‬ ‫الم��دارس الموج��ودة عل��ى‬ ‫اختالف تبعيتها سواء للنظام‬ ‫أو الح��رة أو المعاهد الخاصة‬ ‫والمنظمات لم تستقطب أي‬ ‫مدرس مفصول‪ ،‬على الرغم‬ ‫م��ن أن ع��دد المدرس��ين‬ ‫المفصولي��ن ف��ي مدين��ة‬ ‫س��راقب في الش��هر العاشر‬ ‫من العام الماضي فقط‪ ،‬بلغ‬ ‫حوالي ‪ 39‬معلم��اً‪ ،‬وأغلبهم‬ ‫تم إيق��اف رواتبهم منذ عام‬ ‫‪.»2014‬‬

‫وكان لق��رارات مديرية التربية الح��رة والتي حاولت التضييق‬ ‫على م��دارس النظ��ام عبر عدة ق��رارات كانت ق��د اتخذتها‬ ‫دوراً في زي��ادة معاناة المعلمين‪ ،‬منها س��حب أختام المدراء‬ ‫من مدارس النظام واحتفاظها به��ا‪ ،‬وتهديد مدراء المدارس‬ ‫بالعقوبة في ح��ال تم مخاطبة مديري��ة النظام دون عرض‬ ‫الكتب عليها قبل إرسالها‪ ،‬واتهامهم بتسريب معلومات أمنية‬ ‫ع��ن الفصائل وهو ما يهدد أمنهم وس�لامتهم بحس��ب أحد‬ ‫المعلمين الذي فضل عدم ذكر اسمه‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫وأص��درت مديري��ة التربية‬ ‫والتعليم الحرة في محافظة‬ ‫إدلب قراراً بتاريخ ‪ 16‬كانون‬ ‫الثان��ي ‪ 2016‬يل��زم م��دراء‬ ‫الم��دارس التابع��ة للنظ��ام‬ ‫بإرس��ال نسخة من أي كتاب‬ ‫يصدر من الم��دارس لتربية‬ ‫النظ��ام لمديري��ة التربي��ة‬ ‫الحرة في إدلب‪.‬‬ ‫كم��ا أل��زم الق��رار بإب�لاغ‬ ‫المديري��ة ب��كل االجتماعات‬ ‫الت��ي يعقده��ا موجه��ي‬ ‫الم��دارس مس��بقاً بالزم��ان‬ ‫والمكان ضمن محافظة إدلب‬ ‫ومنع تضمين أي شيء خارج‬ ‫العملية التعليمية في الكتب‬ ‫واالجتماع��ات‪ ،‬وبتس��ليم‬ ‫كافة األخت��ام الموجودة في‬ ‫المدارس التابعة للنظام إلى‬ ‫المجمع��ات التربوية التابعة‬ ‫لمديرية التربي��ة الحرة في‬ ‫إدل��ب‪ ،‬وه��ددت بالعقوب��ة‬ ‫للم��دارس الت��ي تس��وق‬ ‫للتس��جيل في االمتحانات أو‬ ‫تقوم بالتسجيل لها‪.‬‬ ‫مدير دائرة اإلع�لام بالتربية‬ ‫والتعلي��م ف��ي محافظة إدلب‬ ‫“مصطف��ى ح��اج عل��ي” قال‬ ‫موضحاً لزيتون‪:‬‬ ‫«وصل إل��ى هيئة القضاء في‬ ‫إدل��ب المدين��ة عدة ش��كاوى‬ ‫ح��ول ما يرفعه معلمو النظام‬ ‫وموجه��وه‪ ،‬وم��ن بينها لوائح‬ ‫اس��مية عش��وائية للط�لاب‬ ‫والمدرس��ين‪ ،‬باإلضاف��ة إلى‬ ‫تحدي��د المق��رات األمني��ة‬ ‫عل��ى أنه��ا تتبع لجبه��ة فتح‬ ‫الش��ام وغيره��ا‪ ،‬لذلك قامت‬ ‫إدارة إدلب باعتقال مش��رفي‬ ‫م��دارس النظ��ام والتحقي��ق‬ ‫معه��م‪ ،‬وتبي��ن أن م��ن يرفع‬ ‫تل��ك اللوائ��ح ه��م م��دراء‬ ‫المدارس ألنه��م من يملكون‬ ‫األخت��ام‪ ،‬لذل��ك س��تقوم‬ ‫المديرية بسحب تلك األختام‪،‬‬ ‫واقتصاره��ا عل��ى مش��رفي‬ ‫مدارس النظام فقط»‪.‬‬ ‫“عب��د اهلل أب��و خزيم��ة” أحد‬ ‫المدرس��ين الذين تم فصلهم‬ ‫من قبل مديرية النظام قال لـ‬ ‫“زيت��ون”‪“ :‬إن أغلب المعلمين‬ ‫الذي��ن ما زالوا يدرس��ون في‬ ‫مدارس النظام يعملون بدافع‬ ‫أخالق��ي‪ ،‬وبعضهم يتس��رب‬ ‫من الدوام بس��بب عدم وجود‬ ‫مرت��ب ش��هري يضم��ن لهم‬ ‫لقمة عيش��هم”‪ ،‬مش��يراً إلى‬ ‫أن م��ن ح��ق أي معل��م ب��أن‬ ‫يت��رك مدرس��ته ويذهب من‬ ‫أجل البحث عن عمل يساعده‬ ‫على العيش في ظل الظروف‬ ‫الصعبة وغالء العيش‪.‬‬


‫تحقيق‬

‫مستقبل مجهول للمفصولين‬ ‫وأض��اف «أب��و خزيم��ة»‪:‬‬ ‫«مستقبلنا مجهول فالمعلم‬ ‫المفص��ول ل��م يحص��ل‬ ‫حت��ى ولو على جزء بس��يط‬ ‫م��ن حقوق��ه‪ ،‬كان يعان��ي‬ ‫عندم��ا كان يتقاض��ى راتبه‬ ‫م��ن النظ��ام‪ ،‬واآلن يعان��ي‬ ‫م��ن ع��دم وج��ود فرصة له‬ ‫ضمن خط��ط التربية الحرة‪،‬‬ ‫فالغالبية لم يت��م تعيينهم‬ ‫في مدارس التربي��ة الحرة‪،‬‬ ‫وكان م��ن األج��در أن يت��م‬ ‫تعيننا ف��ي الم��دارس التي‬ ‫كن��ا به��ا س��ابقاً‪ ،‬ولك��ن ما‬ ‫حدث ضمن المسابقات التي‬ ‫أجريت م��ن قبل التربية هو‬ ‫أن تم تعيين عدد قليل جداً‬ ‫م��ن المعلمي��ن المفصولين‬ ‫في غي��ر أماكنه��م‪ ،‬ومنهم‬ ‫خ��ارج مدنه��م‪ ،‬وذل��ك ألن‬ ‫أغلب المدارس في مناطقنا‬ ‫تابعة للنظام‪ ،‬وهناك الكثير‬ ‫م��ن المدرس��ين يتقاض��ون‬ ‫رواتبه��م م��ن عن��د النظام‬

‫ويطلب��ون تأمي��ن روات��ب‬ ‫تعينه��م عل��ى المعيش��ة‬ ‫ليتركوا مدارس النظام»‪.‬‬ ‫ورأى أن الح��ل يك��ون عب��ر‬ ‫تفعي��ل دور المجال��س‬ ‫المحلي��ة‪ ،‬والت��ي تكفل��ت‬ ‫بروات��ب موظف��ي الكهرباء‬ ‫وعم��ال المي��اه فاس��تمروا‬ ‫عل��ى رأس عمله��م‪ ،‬بينم��ا‬ ‫كانت الفئ��ة المظلومة هي‬ ‫فئ��ة المعلمي��ن الت��ي ل��م‬ ‫تحظ��ى بأي دع��م مالي ولو‬ ‫جزئ��ي‪ ،‬فالدع��م المالي هو‬ ‫الس��بيل إلعادة هيكلة عمل‬ ‫المعلمين والمدارس بشكل‬ ‫منتظم‪ ،‬حسب رأيه‪.‬‬ ‫أما المعلم «فراس قس��وم»‬ ‫ق��ال‪« :‬ف��ي الوق��ت ال��ذي‬ ‫تفص��ل تربي��ة النظ��ام‬ ‫المعلمين وتعتقلهم أو توقف‬ ‫صرف رواتبهم‪ ،‬لم تس��تطع‬ ‫التربي��ة الح��رة حت��ى اآلن‬

‫أجور متواضعة للمعلمين‬ ‫نائ��ب نقي��ب المعلمين في‬ ‫س��وريا «علي العت��ك» قال‬ ‫لزيتون‪:‬‬ ‫«ق��ام النظام بقط��ع رواتب‬ ‫كل معل��م ش��ارك بالث��ورة‪،‬‬ ‫وبل��غ ع��دد المعلمي��ن‬ ‫المفصولي��ن م��ن وظائفهم‬ ‫في س��وريا حوال��ي ‪ 45‬ألف‬ ‫معلم ‪ ،‬كما ن��زح الكثير من‬ ‫المعلمي��ن الذي��ن قصف��ت‬ ‫منازلهم فلم يبقى سوى ‪20‬‬ ‫ألف معلم»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬بعد س��ت س��نوات‬ ‫م��ن عم��ر الث��ورة م��ازال‬ ‫هناك معلمي��ن متطوعين‪،‬‬ ‫وآخري��ن تبنته��م مديري��ة‬ ‫التربية الحرة ضمن برنامج‬ ‫أو منح��ة إداري��ة‪ ،‬ويبل��غ‬ ‫رات��ب المعل��م ‪ 100‬دوالر‬ ‫فقط ضم��ن ثمانية ش��هور‬ ‫مقس��ومة إلى فصلين أثناء‬ ‫الع��ام الدراس��ي‪ ،‬أم��ا باقي‬ ‫أش��هر الس��نة وأثناء العطلة‬ ‫الصيفي��ة ف�لا يتقاضون أي‬ ‫راتب أو منحة»‪.‬‬ ‫وق��ال العت��ك‪« :‬ال يخف��ى‬ ‫على أح��د أن القص��ف على‬ ‫المناط��ق المح��ررة أدى إلى‬ ‫هجرة الكثير من المعلمين‪،‬‬ ‫وت��م االس��تعاضة ع��ن‬ ‫ه��ؤالء بط�لاب الجامع��ات‬ ‫المتطوعي��ن ف��ي التعلي��م‬ ‫لملء الش��واغر ولكنه يبقى‬

‫عم ً‬ ‫ال تطوعياً مؤقتاً»‪.‬‬ ‫الجدي��ر بالذك��ر أن ضع��ف‬ ‫التموي��ل وع��دم تواف��ر‬ ‫اس��تقرار مادي‪ ،‬ه��ي إحدى‬ ‫المش��كالت الت��ي تس��ببت‬ ‫بتس��رب المعلمي��ن م��ن‬ ‫مدارسهم‪ ،‬فما يواجهه قطاع‬ ‫المعلمين م��ن تدني واضح‬ ‫في الراتب الش��هري‪ ،‬والذي‬ ‫يبل��غ ف��ي بع��ض المناطق‬ ‫الس��ورية ‪ 50‬دوالراً أمريكياً‬ ‫للمعلم ش��هرياً‪ ،‬مم��ا يعتبر‬ ‫عام�ًل�اً رئيس��يا ف��ي إحباط‬ ‫المعلمي��ن الذي��ن يحمل��ون‬ ‫عل��ى عاتقه��م مصاري��ف‬ ‫عائالته��م بالكامل‪ ،‬مما قد‬ ‫يدف��ع بالعدي��د منه��م في‬ ‫كثير من األوقات إلى التخلي‬ ‫عن وظائفهم‪ ،‬والنزوح خارج‬ ‫البالد‪.‬‬

‫«ق���ام النظ���ام بقط���ع‬ ‫رواتب كل معلم شارك‬ ‫بالث���ورة‪ ،‬وبل���غ ع���دد‬ ‫المعلمي���ن المفصولي���ن‬ ‫من وظائفهم في سوريا‬ ‫حوالي ‪ 45‬ألف معلم‬

‫توفير وظيفة أو دعم لنا‪ ،‬بل‬ ‫على العكس من ذلك قامت‬ ‫التربية الح��رة بتعيين عددٍ‬ ‫من خريجي المعاهد الخاصة‬ ‫التي ت��م افتتاحها في إدلب‬ ‫وريفه��ا‪ ،‬وذلك على حس��اب‬ ‫المعلمين م��ن حملة اإلجازة‬ ‫الجامعي��ة والمفصولين من‬ ‫قبل النظ��ام‪ ،‬مما زاد األمور‬ ‫سو ًء‪ ،‬فالتعليم أصبح تجارة‬ ‫ولي��س مس��ؤولية وأغل��ب‬ ‫المعلمين ظلم��وا بالحصول‬ ‫عل��ى حقوقه��م أو دعمه��م‬ ‫وتعويضهم بوظيفة بسبب‬ ‫فصلهم وانقطاع رواتبهم»‪.‬‬

‫أح��د معلم��ي‬ ‫ريف إدلب‬ ‫زيتون‬

‫وهذا م��ا أكده «باس��ل عبد‬ ‫الحمي��د» وه��و وال��د أح��د‬ ‫الط�لاب ف��ي ري��ف إدل��ب‪،‬‬ ‫وال��ذي وج��د نفس��ه تائه��اً‬ ‫ف��ي أن يرس��ل ابن��ه إل��ى‬ ‫مدارس النظ��ام أم مدارس‬ ‫التربي��ة الح��رة‪ ،‬وعب��ر عن‬ ‫استيائه من إغالق المدارس‬ ‫وع��دم توحده��ا خصوص��اً‬ ‫بع��د القصف الدم��وي الذي‬ ‫تعرضت ل��ه المدارس الحرة‬ ‫وقال‪:‬‬

‫«مدارس التربية الحرة تقدم‬ ‫الرعاي��ة األفض��ل والكت��ب‬ ‫واألقالم المجانية والمدارس‬ ‫الت��ي تبن��ى تح��ت األرض‪،‬‬ ‫ولك��ن مس��توى الط�لاب‬ ‫نتيجة للعطلة الطويلة جراء‬ ‫القص��ف أصبح مت��دنٍ جداً‪،‬‬ ‫بالمقابل م��دارس النظام ال‬ ‫زالت تس��تقطب المدرسين‬ ‫ذوي الخب��رة الس��ابقة ف��ي‬ ‫تعلي��م الط�لاب‪ ،‬ولك��ن‬ ‫االثنتين عرضة للقصف»‪.‬‬

‫التربية الحرة‪ ..‬تخبّط في القرارات‬

‫تواج��د العصاب��ة ف��ي حم��اة‬ ‫وم��ا يتعرض ل��ه الطالب من‬ ‫(اعتق��ال‪ ،‬تجني��د‪ ،‬اغتصاب)‬ ‫تقرر مديرية التربية‪:‬‬ ‫‪ .1‬يفص��ل كل عام��ل ف��ي‬ ‫مديري��ة التربي��ة و التعلي��م‬ ‫يثبت أنه أرس��ل (ابنه‪ ،‬ابنته‪،‬‬ ‫زوجت��ه) إلى مناط��ق النظام‬ ‫للمش��اركة ف��ي العملي��ة‬ ‫االمتحاني��ة لش��هادة التعليم‬ ‫األساسي أو الثانوي‪.‬‬ ‫‪ .2‬ال يقبل أي طالب تقدم عند‬ ‫النظام في الثانوي��ات العامة‬ ‫التابع��ة لمديري��ة التربي��ة و‬ ‫التعليم في إدلب‪.‬‬

‫ف��ي حي��ن انتق��د المعل��م‬ ‫«محم��د العمر» ال��دور الذي‬ ‫تق��وم ب��ه المنظم��ات ف��ي‬ ‫انتق��اء المعلمي��ن‪ ،‬حيث لم‬ ‫تستطع استيعاب المدرسين‬ ‫ذوي الخب��رة‪ ،‬واس��تقدمت‬ ‫مدرس��ين ذوي شهادات أقل‬ ‫كف��اءة ال يمكنه��م تطوي��ر‬ ‫مستوى الطالب‪.‬‬

‫انتخابات‬ ‫نقابة‬ ‫المعلمين‬ ‫ف��ي ري��ف‬ ‫إدلب‬ ‫زيتون‬

‫أص��درت مديري��ة التربي��ة‬ ‫والتعلي��م الح��رة بإدل��ب منذ‬ ‫بداي��ة العام الماض��ي ‪2016‬‬ ‫ً‬ ‫جمل��ة م��ن‬ ‫وحت��ى الي��وم‬ ‫الق��رارات‪ ،‬أظه��رت تخبّط��اً‬ ‫واضحاً في قراراته��ا‪ ،‬وضعفاً‬ ‫ش��ديداً في تحمل مسؤوليتها‬ ‫تجاه أوض��اع المعلمين‪ ،‬منها‬ ‫ق��رار إيق��اف عم��ل منظم��ة‬ ‫غ��راس ف��ي جمي��ع م��دارس‬ ‫التربية بش��كل نهائي بتاريخ‬ ‫‪ 10‬شباط‪ ،2016‬الذي نشرته‬ ‫على صفحة فيس بوك‪.‬‬ ‫وج��اء في الق��رار‪“ :‬بن��اء على‬ ‫مقتضي��ات المصلح��ة العامة‬ ‫وحرصا على سير العمل يأمر‬ ‫بإيق��اف عم��ل منظمة غراس‬ ‫في جميع مدارس تربية إدلب‬ ‫بشكل نهائي وذلك لرفضهم‬ ‫التع��اون مع المجم��ع التربوي‬

‫وع��دم االلت��زام بالمعايي��ر‬ ‫المعم��ول به��ا ف��ي مديري��ة‬ ‫التربية والتعليم بإدلب"‪.‬‬ ‫وقرار فصل كل من يثبت أنه‬ ‫أرس��ل ابنه أو زوجته أو ابنته‪،‬‬ ‫إل��ى مناطق س��يطرة النظام‬ ‫لتقديم امتحانات الش��هادتين‬ ‫الثانوي��ة واإلعدادي��ة‪ ،‬م��ن‬ ‫العاملين في مديرية التربية‪،‬‬ ‫والص��ادر بتاري��خ ‪ 22‬أي��ار‬ ‫‪.2016‬‬ ‫وقال��ت مديري��ة التربي��ة في‬ ‫مطل��ع الق��رار‪ :‬بن��اء عل��ى‬ ‫مقتضي��ات المصلح��ة العامة‬ ‫وحرص��اً عل��ى س��ير العم��ل‪،‬‬ ‫وعل��ى تعميمن��ا الص��ادر في‬ ‫‪ 14‬أيار ‪ 2016‬والمتضمن منع‬ ‫سفر الطالب والمدرسين إلى‬ ‫حم��اة ونظراً لخط��ورة ذهاب‬ ‫أبنائن��ا الط�لاب إل��ى أماكن‬

‫‪ .3‬كل طال��ب يحص��ل عل��ى‬ ‫ش��هادتين من النظ��ام و من‬ ‫المديري��ة تلغ��ى الش��هادة‬ ‫ويفصل من مدارسنا‪.‬‬ ‫‪ .4‬يمن��ع عل��ى كل طال��ب‬ ‫حصل عل��ى ش��هادة الثانوية‬ ‫العام��ة دورة ‪2016_2015‬‬ ‫من التس��جيل ف��ي جامعات و‬ ‫معاهد الثورة‪.‬‬ ‫‪ . 5‬يحال إل��ى القضاء كل من‬ ‫يثبت عليه أنه أرس��ل ابنه أو‬ ‫ابنت��ه أو زوجت��ه إل��ى مناطق‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫وجاء هذا الق��رار بعدما وصل‬ ‫إل��ى مدين��ة حم��اة‪ ،‬أكثر من‬ ‫‪ 7000‬طال��ب ف��ي الش��هادة‬ ‫اإلعدادية م��ن محافظة إدلب‬ ‫لتقدي��م االمتحانات‪ ،‬بحس��ب‬ ‫م��ا أعلنته حينها وكالة س��انا‬ ‫التابعة لنظام األسد‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫تحقيق‬

‫إدارة إدل���ب تلغي قرار خاص‬ ‫بطالب مناطق النظام‬ ‫ألغ��ت “إدارة إدل��ب”‪،‬‬ ‫القرار الس��ابق بتاريخ‬ ‫‪ 29‬أي��ار ‪ ،2016‬وذلك‬ ‫نتيجة للضجة الكبيرة‬ ‫واالس��تياء اللذي��ن‬ ‫أحدثهم��ا الق��رار ف��ي‬ ‫ري��ف إدل��ب‪ ،‬وال��ذي‬ ‫فندت “زيت��ون” بوقت‬ ‫سابق الجوانب السلبية كم��ا أص��درت مديرية‬ ‫له‪.‬‬ ‫التربي��ة والتعليم في‬ ‫محافظ��ة إدل��ب قب��ل‬ ‫وقال��ت إدارة إدل��ب ذلك بأيام‪ ،‬قراراً يمنع‬ ‫عب��ر صفحته��ا ف��ي عمل المعاهد الخاصة‬ ‫“فيسبوك”‪“ :‬بنا ًء على والدورات التعليمية في‬ ‫مقتضي��ات المصلح��ة المحافظة أثناء الدوام‬ ‫العام��ة يُلغى التعميم الرس��مي للم��دارس‪،‬‬ ‫الص��ادر ع��ن مديرية بحجة تسرب عدد من‬ ‫التربي��ة والتعلي��م في الط�لاب م��ن دوامهم‬ ‫محافظة إدلب الصادر المدرس��ي وذهابه��م‬ ‫ف��ي ‪ 21‬أي��ار ‪ 2016‬لتل��ك المعاه��د ف��ي‬ ‫المتعل��ق بموض��وع وقت الدوام الرس��مي‪،‬‬ ‫ف��رض‬ ‫العقوب��ات ولتبي��ان إن كانت هذه‬ ‫عل��ى الط�لاب الذي��ن الم��دارس تأخ��ذ دور‬ ‫سيتقدمون لالمتحانات الم��دارس الخاص��ة أم‬ ‫عند النظام”‪.‬‬ ‫مج��رد معاه��د تقوية‬ ‫خاص��ة‪،‬‬ ‫ودروس‬ ‫وقرار منع الطالب من وه��و ما يترت��ب عليه‬ ‫التسجيل في امتحانات ترخي��ص عل��ى أنه��ا‬ ‫الش��هادتين األساسية مدارس خاصة وليست‬ ‫والثانوية بأفرعهما في معاهد»‪.‬‬ ‫مناطق النظام‪ ،‬والذي‬ ‫أصدرته إدارة إدلب في وف��ي النهاي��ة يظ��ل‬ ‫‪ 13‬كانون األول ‪ ،2016‬الخاس��ر الوحي��د ف��ي‬ ‫ومنعت في��ه اإلداريين كاف��ة الظ��روف ه��م‬ ‫والعاملين في مديرية ط�لاب وطالبات إدلب‪،‬‬ ‫التربي��ة والتعلي��م إضاف��ة للمعلمي��ن‬ ‫يقدم��ون‬ ‫بمحافظة إدلب وريفها الذي��ن‬ ‫التس��جيل للطالب في تضحي��ات كبي��رة في‬ ‫امتحان��ات الش��هادة س��بيل تعليم الطالب‬ ‫األساس��ية والثانوي��ة م��ن أبن��اء المحافظة‬ ‫العام��ة‬ ‫والمهني��ة والنازحي��ن إليها‪ ،‬لبناء‬ ‫التابعة للنظام‪ ،‬محذر ًة جيل سالحه العلم‪ ،‬في‬ ‫كل من يخال��ف القرار ظل النق��ص الحاصل‬ ‫بتعرض��ه للمس��اءلة ف��ي المس��تلزمات‬ ‫القانونية‪.‬‬ ‫الج��وي‬ ‫والقص��ف‬ ‫الممنه��ج للم��دارس‬ ‫وفي الس��ياق أصدرت والح��رب المفتوح��ة‬ ‫مديرية التربي��ة قراراً بين مديريتي التعليم‬ ‫يُطلب فيه م��ن كافة الحرة والتابعة للنظام‪.‬‬ ‫المدرس��ين والمعلمين‬

‫ف��ي مديري��ة التربية‬ ‫بإدل��ب‬ ‫والتعلي��م‬ ‫اصطح��اب الش��هادة‬ ‫األصلي��ة عن��د قبض‬ ‫الرواتب ويحرم من لم‬ ‫يحضر شهادته اعتباراً‬ ‫من الشهر التالي‪.‬‬

‫يُلغى التعميم ال�صادر عن مديرية الرتبية‬ ‫والتعليم يف حمافظة �إدلب ال�صادر يف‬ ‫‪� 21‬أيار ‪ 2016‬املتعلق مبو�ضوع فر�ض‬ ‫العقوبات على الطالب الذين �سيتقدمون‬ ‫لالمتحانات عند النظام”‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫شرعية المجالس المحلية في إدلب‬ ‫تختل��ف المجالس المحلية‬ ‫ف��ي محافظ��ة إدل��ب من‬ ‫حي��ث الق��وة والفاعلي��ة‬ ‫واالستقرار‪ ،‬لكنها تتشابه‬ ‫ف��ي معظمه��ا بآلي��ة‬ ‫تش��كيلها ومش��روعيتها‬ ‫في نظر األهال��ي‪ ،‬إال في‬ ‫بعض الحاالت النادرة‪.‬‬ ‫ظه��رت‬ ‫أن‬ ‫فبع��د‬ ‫اتخ��ذت‬ ‫كتنس��يقيات‬

‫أشكا ً‬ ‫ال مختلفة في مسيرة‬ ‫تطورها وطرق تش��كيلها‬ ‫م��ن تعيين ألعض��اء هذه‬ ‫توافق على‬ ‫المجالس إلى‬ ‫ٍ‬ ‫أس��مائهم إل��ى انتخابهم‬ ‫من قب��ل مجالس أعلى أو‬ ‫هيئات ناخبة‪.‬‬ ‫«زيت��ون» رص��دت تن��وع‬ ‫ط��رق وآلي��ات تش��كيالت‬ ‫المجالس المحلية األخيرة‬

‫في بع��ض م��دن وبلدات‬ ‫محافظة إدلب‪ ،‬وآراء بعض‬ ‫األهالي والمس��ؤولين في‬ ‫تلك التشكيالت من ناحية‬ ‫ش��رعيتها ومدى مشاركة‬ ‫األهال��ي ف��ي اختياره��ا‬ ‫ورضاهم عنها‪.‬‬

‫محل���ي كفرعويد‪ ..‬مصير ‪ 15‬ألف نس���مة مرهون برأي‬ ‫‪ 18‬مندوب‬ ‫أعي��د انتخ��اب آخ��ر تش��كيلة‬ ‫للمجل��س المحل��ي ف��ي بلدة‬ ‫كفر عوي��د ف��ي ‪،2017/1/7‬‬ ‫وأث��ارت عملي��ة التش��كيل‬ ‫ً‬ ‫ضجة واس��عة بي��ن األهالي‪،‬‬ ‫حيث لم يسمع بها الكثيرون‪،‬‬ ‫واعتمدت عملية اختيار أعضاء‬ ‫المجل��س ورؤس��اء المكاتب‪،‬‬ ‫على انتخابات س��رية ش��ارك‬ ‫فيه��ا ممث��ل ع��ن كل عائلة‬ ‫من عائ�لات البل��دة‪ ،‬وخرجت‬ ‫بتش��كيلة جدي��دة‪ -‬قديم��ة‪،‬‬ ‫حيث ل��م تتغير س��وى أربعة‬ ‫أس��ماء في التشكيلة الجديدة‬ ‫عنها في القديمة‪.‬‬ ‫وتباين��ت آراء أهال��ي البل��دة‬ ‫بين مؤيد للتش��كيلة الجديدة‬ ‫وطريق��ة اختياره��ا وبي��ن‬ ‫معترض عليها‪.‬‬ ‫رئي��س المجل��س المحل��ي‬ ‫لبلدة كفرعويد «عالء الدده»‬ ‫ق��ال‪« :‬بعد التش��اور مع كبار‬ ‫البل��دة ووجهائه��ا والمجل��س‬ ‫العس��كري في البلدة‪ ،‬وضعت‬ ‫آلية لالنتخاب��ات‪ ،‬حيث تُمثل‬ ‫كل عائل��ة في البلدة بمندوب‬ ‫يح��ق ل��ه االنتخ��اب‪ ،‬ويفت��ح‬

‫ب��اب الترش��ح لم��ن يريد من‬ ‫أه��ل القرية‪ ،‬حي��ث بلغ عدد‬ ‫المندوبين ‪ 18‬مندوبا‪ ،‬حس��ب‬ ‫ع��دد العائ�لات الموجودة في‬ ‫البلدة‪ ،‬وكانت عملية االقتراع‬ ‫سرية‪ ،‬ونجح رئيس المجلس‬ ‫ب ‪ 15‬صوت��ا‪ ،‬ودخل للمجلس‬ ‫أربعة وجوه جديدة»‪.‬‬ ‫ف��ي حي��ن كان لألهال��ي رأي‬ ‫آخر في التش��كيل والطريقة‪،‬‬ ‫حي��ث قال «حس��ن الحس��ن»‬ ‫أحد أهالي بل��دة كفرعويد‪ ،‬لـ‬ ‫«زيتون»‪« :‬إن ه��ذا المجلس‬ ‫يمث��ل نفس��ه فق��ط»‪ ،‬كم��ا‬ ‫اعترض «حس��ن» عل��ى آلية‬ ‫التش��كيل‪ ،‬قائ�ل ً‬ ‫ا‪« :‬إن آلي��ة‬

‫تش��كيل المجل��س المحل��ي‬ ‫مجحف��ة‪ ،‬وال تعب��ر ع��ن رأي‬ ‫كل األهال��ي فمصير ‪15000‬‬ ‫نس��مة مرهون��ة بأصوات ‪18‬‬ ‫مندوباً أو ممث ً‬ ‫ال‪ ،‬عدا عن ذلك‬ ‫هنالك كثيرون ال يرضون عن‬ ‫اختيار مندوبيهم‪ ،‬والمندوبين‬ ‫لم يش��اوروا م��ن يمثلونهم‪،‬‬ ‫وأنا ش��خصياً غي��ر راض عن‬ ‫تمثي��ل مندوب عائلتي فهو ال‬ ‫يعبر عن رأيي»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬يج��ب أن تش��مل‬ ‫عملي��ة االنتخاب��ات فئ��ات‬ ‫أكث��ر من المجتمع‪ ،‬وال س��يما‬ ‫الفئات المثقفة والشبابية ذات‬ ‫الخبرة»‪.‬‬

‫«المجل���س المحلي في مدينة كفرنبل‪ ..‬من اختيار ‪8‬‬ ‫مندوبين»‬ ‫م��رّ تش��كيل المجل��س‬ ‫المحل��ي لمدين��ة كفرنبل‬ ‫بمراحل عديدة من توافق‬ ‫عائ�لات ووجهاء ونش��طاء‬ ‫المدين��ة بوج��ود ممث��ل‬ ‫لكل عائلة ف��ي المجلس‪،‬‬ ‫إلى الترش��يح واالنتخابات‬ ‫كم��ا كان م��ن المفت��رض‬ ‫أن تكون علي��ه في الدورة‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫األخيرة التي تمت في الفترة‬ ‫ما بين ش��هري تشرين األول‬ ‫والثاني من عام ‪.2016‬‬ ‫«عب��د الرزاق الحم��ود» وهو‬ ‫واحد من مؤسس��ي المجلس‬ ‫المحلي ف��ي مدينة كفرنبل‪،‬‬ ‫قال في حديث ل��ـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«ف��ي ال��دورة الخامس��ة‬ ‫واألخي��رة للمجل��س‪ ،‬والت��ي‬

‫جرت ف��ي تش��رين الثاني‬ ‫من عام ‪ ،2016‬تم اإلعالن‬ ‫ع��ن الترش��ح لعضوي��ة‬ ‫المجلس في بداية الش��هر‬ ‫العاش��ر‪ ،‬واس��تمر قب��ول‬ ‫طلب��ات الترش��يح لم��دة‬ ‫أسبوع‪ ،‬حيث ترشح بحدود‬ ‫‪ 40‬ش��خصاً م��ن مختل��ف‬ ‫الكف��اءات‪ ،‬ليتم اعتماد ‪28‬‬


‫تحقيق‬ ‫عض��واً‪ ،‬وذلك من قبل اللجنة‬ ‫التحضيرية لالنتخابات»‪.‬‬ ‫رئي��س اللجن��ة التحضيري��ة‬ ‫النتخاب��ات المجل��س المحلي‬ ‫في مدين��ة كفرنب��ل “عفيف‬ ‫العم��ور” ق��ال ف��ي حدي��ث‬ ‫لزيت��ون‪“ :‬تتش��كل اللجن��ة‬ ‫التحضيري��ة لالنتخاب��ات من‬ ‫مندوبين عن خمسة قطاعات‪،‬‬ ‫ُقس��مت إليها المدينة‪ ،‬بحيث‬ ‫يكون ل��كل قطاع من��دوب أو‬ ‫أكثر حسب الكثافة السكانية‪،‬‬ ‫ولم نتمكن من إجراء انتخابات‬ ‫نتيج��ة للظ��روف المأس��اوية‬ ‫الت��ي عصف��ت بالمدين��ة‪،‬‬ ‫وإنما قام ثماني��ة أعضاء هم‬ ‫مندوب��ي القطاعات الخمس��ة‬ ‫بالتش��اور فيم��ا بينهم إلى أن‬ ‫وصلن��ا للتش��كيلة التي أعلن‬ ‫عنها»‪.‬‬ ‫وتباين��ت آراء األهال��ي ف��ي‬ ‫المدين��ة ح��ول الطريقة التي‬ ‫تم بها تعيين أعضاء المجلس‪،‬‬ ‫فق��ال «مه��دي الش��اهين»‪:‬‬ ‫«إن تش��كيل المجل��س ف��ي‬ ‫ه��ذه ال��دورة ت��م بطريق��ة‬ ‫ش��به انتقائية وفيه��ا العديد‬ ‫م��ن المحس��وبيات‪ ،‬وأعتق��د‬ ‫أن اللجن��ة الموكل��ة بانتخاب‬ ‫المجلس ال تمث��ل كافة فئات‬ ‫وآراء أهالي المدينة»‪.‬‬ ‫وش��دد بدوره المحامي “غازي‬ ‫المحمد” عل��ى ضرورة تطوير‬ ‫العملي��ة االنتخابي��ة لممثل��ي‬ ‫األهالي في مجالس��هم وقال‬ ‫ف��ي حديث لـ «زيت��ون»‪« :‬لم‬ ‫يرتق��ي التش��كيل الجدي��د‬ ‫للمجل��س المحل��ي إل��ى‬ ‫المس��توى ال��ذي يمكنن��ا أن‬ ‫نصف��ه بالمقبول‪ ،‬إذ أنه مهما‬ ‫كان��ت الظروف ال بد من إيجاد‬ ‫طريق��ة لالس��تعانة بك��وادر‬ ‫قانوني��ة بديل��ة لالنتخ��اب‬ ‫يمكنها أن تش��مل فئة أوس��ع‬ ‫من األهال��ي‪ ،‬وه��ذه الكوادر‬ ‫القانونية مغيبة حالياً بش��كل‬ ‫كلي عن تشكيل المجلس وال‬ ‫أعتقد أن هذا التشكيل يحظى‬ ‫بموافقة ‪ % 10‬من الشعب»‪.‬‬ ‫أما المهندس «زياد الرسالن»‬ ‫فكان م��ن المتفائلي��ن بنجاح‬ ‫المجلس‪ ،‬إال أنه يرى أن هناك‬ ‫بعض الش��وائب الت��ي يمكن‬ ‫تجاوزه��ا في ح��ال كان هناك‬ ‫إص��راراً على الرق��ي بالعملية‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وق��ال‪« :‬نتمنى أن‬ ‫تك��ون دورة المجلس مالئمة‪،‬‬ ‫وأن تك��ون ق��د ابتع��دت ف��ي‬ ‫التشكيل عن الوالءات‪ ،‬ونأمل‬ ‫أن يش��تمل المجل��س عل��ى‬ ‫الكف��اءات الراغبة ف��ي العمل‬ ‫بهذا المجال»‪.‬‬

‫بعد اس���تقالة رئيس���ه السابق‪ ..‬تش���كيلة جديدة في النيرب بقرار من‬ ‫مجلس الشورى والفصائل‬ ‫أعل��ن رئي��س المجل��س‬ ‫المحل��ي في بل��دة النيرب‬ ‫مصطفى أسعد‪ ،‬الخميس‬ ‫‪ 5‬كان��ون الثان��ي ‪،2017‬‬ ‫عن اس��تقالته من رئاس��ة‬ ‫المجل��س في بيان نش��ره‬ ‫المجل��س عل��ى صفح��ة‬ ‫«النيرب المكتب اإلعالمي‬ ‫الموحد»‪.‬‬ ‫وعل��ق رئي��س المجل��س‬ ‫عل��ى الق��رار ف��ي اتصال‬ ‫م��ع «زيتون» بأن��ه خطوة‬ ‫إلفس��اح المج��ال للجي��ل‬ ‫الصاعد لتش��كيل مجلس‬ ‫جديد‪ ،‬وضخ دم��اء جديدة‬ ‫ف��ي المجل��س م��ن أج��ل‬ ‫زيادة النشاط ورفع كفاءة‬ ‫العمل»‪.‬‬ ‫وأضاف «أسعد» بأنه قضى‬ ‫فت��رة خمس س��نوات في‬ ‫المجلس وهي فترة طويلة‬ ‫جدا ويرفض الترشح لفترة‬ ‫أخ��رى‪ ،‬متمني��ا مش��اركة‬ ‫الجميع في اختيار المجلس‬ ‫القادم»‪.‬‬ ‫ليت��م بع��د ذلك تش��كيل‬ ‫المجل��س المحل��ي الجديد‬ ‫برئاس��ة «عب��د الحمي��د‬ ‫الحسن»‪ ،‬وبصبغة توافقية‬

‫بين عائالت البلدة‪.‬‬ ‫«مصطفى األسعد» رئيس‬ ‫مجلس المحلي السابق في‬ ‫بلدة النيرب ق��ال لزيتون‪:‬‬ ‫«بعد استالمي لمدة خمس‬ ‫س��نوات للمجلس المحلي‬ ‫في بلدة النيرب وذلك منذ‬ ‫بدء تش��كيل المجالس في‬ ‫الريحاني��ة بتركي��ا وحتى‬ ‫نهاية عام ‪ ،2016‬كان من‬ ‫الضروري أن أفسح المجال‬ ‫ألش��خاص ودم��اء جديدة‪،‬‬ ‫فقمت كرئي��س للمجلس‬ ‫بح��ل المجل��س بش��كل‬ ‫كام��ل ف��ي بداي��ة الع��ام‬ ‫الحالي‪ ،‬وطالبت بتش��كيل‬ ‫مجلس جديد م��ع رفضي‬ ‫المسبق للمشاركة به»‪.‬‬

‫ومع استمرار الخالفات قامت‬ ‫ش��خصيات م��ن ذوي الخبرة‬ ‫بالتدخ��ل وت��م التوصل إلى‬ ‫وجوب تش��كيل مجلس آخر‬ ‫يكون أكثر خبرة وش��مولية‪،‬‬ ‫وت��م اقتراح��ي كرئي��س‬ ‫للمجل��س الجدي��د لكنن��ي‬ ‫رفضت»‪.‬‬

‫وأضاف‪« :‬حدث��ت خالفات‬ ‫كبي��رة بعد ح��ل المجلس‬ ‫واس��تمرت الخالفات لمدة‬ ‫ش��هر ونص��ف‪ ،‬ل��م يت��م‬ ‫االتفاق فيه��ا على مجلس‬ ‫جدي��د بس��بب الخالف��ات‬ ‫بي��ن األهال��ي والتوافقات‬ ‫بي��ن الفصائ��ل‪ ،‬إل��ى أن‬ ‫ت��م التوصل إلى تش��كيل‬ ‫مجل��س ضعيف وش��كلي‬ ‫لم��دة عش��رة أي��ام فقط‪،‬‬

‫وتاب��ع «األس��عد»‪« :‬ق��ام‬ ‫مجلس مجلس الش��ورى في‬ ‫بل��دة الني��رب بع��د ترميمه‬ ‫بتوكي��ل رئي��س مجل��س‬ ‫الش��ورى (مصطف��ى عب��د‬ ‫الق��ادر الصط��وف) ليك��ون‬ ‫الجه��ة الت��ي يت��م تقدي��م‬ ‫طلب��ات الترش��ح لعضوي��ة‬ ‫المجل��س إليه��ا‪ ،‬وتقدم ‪25‬‬ ‫ش��خصاً من كاف��ة العائالت‬ ‫في البلدة‪ ،‬وتم تحديد موعد‬

‫اجتمعت به الفصائل الثورية‬ ‫الثالثة في البلدة مع مجلس‬ ‫الش��ورى‪ ،‬وقام��وا باختي��ار‬ ‫رئي��س وأعض��اء المجل��س‬ ‫المحل��ي بش��كل توافق��ي‬ ‫بدون عملية انتخابية»‪.‬‬ ‫وقوبل��ت الطريق��ة التي تم‬ ‫بها تشكيل المجلس المحلي‬ ‫الجدي��د ف��ي بل��دة الني��رب‬ ‫باس��تياء ش��عبي عام‪ ،‬حيث‬ ‫انتش��رت بع��ض الكتاب��ات‬ ‫المس��يئة للمجل��س المحلي‬ ‫عل��ى ج��دران بل��دة النيرب‬ ‫ولم يعرف إن كانت انتقادات‬ ‫لطريق��ة تش��كيل المجلس‬ ‫أم ألش��خاص بعينه��م أم‬ ‫أنه��ا مج��رد كتاب��ات إلثارة‬ ‫الفوضى‪.‬‬

‫‪ 156‬عضوا في هيئة ناخبة‪ ..‬انتخبوا أعضاء محلي سراقب لتعزيز الثقة‬ ‫ومشاركة للمواطن‬ ‫أح��د مؤسس��ي المجل��س‬ ‫المحلي في سراقب وريفها‬ ‫«أس��امة الحس��ين» ق��ال‬ ‫لزيتون‪« :‬إن أبرز المشاكل‬ ‫الت��ي واجه��ت المجل��س‬ ‫المحل��ي في س��راقب في‬ ‫مرحلة تكوينه هي «أزمة‬ ‫االنتخاب��ات» الت��ي م��رت‬ ‫بتجارب فاشلة في أغلبها‪،‬‬ ‫بس��بب االعتراض��ات على‬ ‫األسماء الفائزة والخالفات‬ ‫عل��ى الش��روط‪ ،‬فكان��ت‬ ‫الدورة التأسيس��ية األولى‬ ‫عب��ارة ع��ن ش��خصيات‬ ‫متواف��ق عليه��ا م��ن‬ ‫الفعالي��ات الثورية‪ ،‬وذلك‬ ‫ف��ي ‪ ،2013/1/1‬حيث تم‬ ‫تكوي��ن المجل��س المحلي‬ ‫برئاس��ة المهندس «نهاد‬ ‫الش��يخ عل��ي»‪ ،‬تاله��ا‬ ‫تجرب��ة انتخابية‪ ،‬فش��لت‬ ‫بس��بب األوض��اع األمني��ة‬ ‫واالخت�لاف عل��ى النظ��ام‬

‫الداخل��ي‪ ،‬ومن ث��م ثالث‬ ‫دورات توافقي��ة‪ ،‬أم��ا في‬ ‫ال��دورة الخامس��ة فقد تم‬ ‫تكلي��ف «أحم��د الخطيب»‬ ‫برئاس��ة المجل��س‪ ،‬بع��د‬ ‫توافق ش��ريحة أوس��ع من‬ ‫الح��راك المدن��ي‪ ،‬لتوج��د‬ ‫بعدها أول تجربة انتخابية‬ ‫ناجح��ة‪ ،‬وذلك ف��ي الدورة‬ ‫السادسة للمجلس المحلي‬ ‫في سراقب وريفها‪ ،‬والتي‬ ‫جرت ف��ي نيس��ان ‪،2016‬‬ ‫وانتهت بانتخاب «إبراهيم‬ ‫باريش» رئيس��اً للمجلس‬ ‫الحال��ي‪ ،‬م��ن قب��ل هيئة‬ ‫ناخبة تعرف باسم مجلس‬ ‫األعي��ان‪ ،‬والمكون��ة م��ن‬ ‫‪ 156‬عضواً»‪.‬‬ ‫ولكن الجدي��د الذي أحدثه‬ ‫المجلس المحل��ي لمدينة‬ ‫س��راقب وريفه��ا بع��د‬ ‫تش��كيله‪ ،‬والخطوتي��ن‬ ‫األبرز على طريق الوصول‬

‫إلى ش��رعية أكبر تس��تدرك‬ ‫النق��ص الحاصل ف��ي عدد‬ ‫المنتخبي��ن‪ ،‬هما أو ً‬ ‫ال تفعيل‬ ‫عم��ل مكت��ب مس��اعدة‬ ‫المواط��ن على خ�لاف بقية‬ ‫المجال��س المحلي��ة‪ ،‬وثاني��اً‬ ‫مش��اركة األهالي في عملية‬ ‫اتخ��اذ ق��رارات المجل��س‪،‬‬ ‫واختي��ار المش��اريع حس��ب‬ ‫األولوية من خالل اجتماعات‬ ‫متك��ررة م��ع األهال��ي‬ ‫ومناقش��تهم واس��تطالع‬

‫آرائهم اس��تناداً إل��ى نتائج‬ ‫اس��تبيانات مكتب مساعدة‬ ‫المواط��ن‪ ،‬وه��و المجل��س‬ ‫األول ف��ي ريف إدل��ب الذي‬ ‫يق��وم به��ذه الخط��وة‪ ،‬فقد‬ ‫عق��د المجل��س المحل��ي‬ ‫بالتعاون مع مكتب مساعدة‬ ‫المواط��ن مس��اء األربع��اء‬ ‫‪ ،2017/1/5‬اجتماع��اً ف��ي‬ ‫منتدى بوابة إدلب‪ ،‬ضم ك ً‬ ‫ال‬ ‫من‪ :‬أعضاء المجلس المحلي‬ ‫وم��دراء المكات��ب والدوائ��ر‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫تحقيق‬ ‫التابع��ة للمجل��س وأعض��اء‬ ‫من مجلسي الشورى المدني‬ ‫واألعيان وعدد من األهالي‪.‬‬ ‫وج��اء االجتم��اع الع��ام‬ ‫بي��ن المجل��س المحل��ي‬ ‫والمواطني��ن‪ ،‬به��دف تعزيز‬ ‫الثق��ة بي��ن الطرفي��ن‪،‬‬ ‫وتوضيح م��ا قدمه المجلس‬ ‫خالل الع��ام الماضي‪ ،‬وطرح‬ ‫أفكار وأسئلة من المواطنين‬ ‫من أج��ل دعم خط��ة العام‬ ‫المقبل‪.‬‬ ‫وح��ول ذل��ك ق��ال “محم��د‬ ‫مصف��رة” مدي��ر مكت��ب‬ ‫العالق��ات الخارجي��ة ف��ي‬ ‫المجلس المحلي في مدينة‬

‫س��راقب وريفها ف��ي حديث‬ ‫خ��اص ل��ـ “زيت��ون”‪“ :‬اللقاء‬ ‫ت��م بن��اء عل��ى دع��وة من‬ ‫مكت��ب مس��اعدة المواطن‪،‬‬ ‫وذلك لتقديم م��ا تم انجازه‬ ‫خ�لال ع��ام ‪ ،2016‬والرؤية‬ ‫الموضوعة ل��دى كل مكتب‬ ‫من مكاتب المجلس في عام‬ ‫‪.”2017‬‬ ‫وأض��اف‪“ :‬اللق��اء كان مهماً‬ ‫وضرورياً لعدة أس��باب‪ :‬أو ً‬ ‫ال‬ ‫ألن اللق��اءات الجماهيري��ة‬ ‫تس��اعد بتقري��ب وجه��ات‬ ‫النظ��ر بي��ن المواط��ن‬ ‫والمجلس‪ ،‬وثانياً لشرح آلية‬ ‫العمل خالل الفترة السابقة‬

‫والالحقة”‪.‬‬ ‫وتابع “مصف��رة”‪“ :‬تم خالل‬ ‫اللق��اء اس��تعراض م��ا ت��م‬ ‫إنج��ازه ف��ي الع��ام الماضي‬ ‫من مش��اريع خدمي��ة وغير‬ ‫خدمية‪ ،‬وت��م توجيه األخوة‬ ‫في مكتب مساعدة المواطن‬ ‫إلجراء استبيان عند شريحة‬ ‫كبيرة م��ن المواطنين‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تحلي��ل البيانات لتحديد‬ ‫األولوي��ات ف��ي المش��اريع‬ ‫للمواطني��ن‬ ‫بالنس��بة‬ ‫لتنفيذه��ا خ�لال الفت��رة‬ ‫القادمة”‪.‬‬

‫محل���ي أطمة بحث عن الطريقة األفضل لتش���كيل المجلس في‬ ‫محاولة متميزة لم ُيكتب لها النجاح‬

‫قب��ل موع��د نهاي��ة والي��ة‬ ‫المجل��س المحلي ف��ي مدينة‬ ‫أطم��ة‪ ،‬ق��ام المجل��س بدعوة‬ ‫األهالي للمشاركة بالتصويت‬ ‫عل��ى اس��تبيان نش��ره عل��ى‬ ‫صفحته االلكترونية في فيس‬ ‫بوك‪ ،‬وذلك ف��ي نهاية كانون‬ ‫األول من العام الماضي ‪،2016‬‬ ‫من أجل الوصول إلى الطريقة‬ ‫األفض��ل ف��ي اختي��ار أعضاء‬ ‫المجلس المحلي الجديد‪ ،‬نظرا‬ ‫القتراب نهاي��ة والية المجلس‬ ‫القديم في ‪.18/2/2017‬‬ ‫وحدد االس��تبيان ث�لاث طرق‬ ‫لتش��كيل المجل��س المحل��ي‬ ‫الجدي��د داعيً��ا المواطني��ن‬ ‫الختي��ار األنس��ب وذل��ك‬ ‫لالستئناس برأيهم الغير ملزم‬ ‫كما حدد المنشور‪.‬‬ ‫الطريقة األولى هي االنتخابات‬ ‫المفتوح��ة وح��ق الترش��ح‬ ‫واالنتخاب للجميع نساء ورجال‬ ‫فوق ‪ 18‬س��نة‪ ،‬وبع��د انتخاب‬ ‫أعضاء المجلس المحلي الذين‬ ‫يص��ل عددهم إل��ى ‪ 25‬أو ‪27‬‬ ‫عض��واً‪ ،‬يقوم��ون بتش��كيل‬ ‫مكتب تنفي��ذي مكون من ‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫عضواً‪ ،‬يق��وم باختيارهم أحد‬ ‫الناجحي��ن األكث��ر أصواتاً كما‬ ‫يختار أعضاء المكتب التنفيذي‬ ‫الذي��ن يج��ب الموافقة عليهم‬ ‫من قبل أعضاء المجلس‪.‬‬ ‫أم��ا الطريق��ة الثاني��ة الت��ي‬ ‫حدده��ا االس��تبيان‪ ،‬فه��ي‬ ‫انتخابات وفق��ا لتمثيل عائلي‬ ‫وذل��ك بحس��ب ع��دد أف��راد‬ ‫العائل��ة‪ ،‬م��ا ق��د يفض��ي إلى‬ ‫عدد أعضاء كبير قد يصل إلى‬ ‫‪ 33‬عض��واً‪ ،‬يقوم��ون بانتخاب‬ ‫أو تكلي��ف أحده��م بتش��كيل‬ ‫المكتب التنفي��ذي بالتوافق أو‬ ‫التعيين أو التصويت‪.‬‬ ‫في حي��ن أبقى الخي��ار الثالث‬ ‫الوض��ع عل��ى م��ا ه��و علي��ه‬ ‫م��ن بق��اء التمثي��ل العائل��ي‬ ‫وأن تحاف��ظ كل عائل��ة عل��ى‬ ‫مقعدها السابق‪.‬‬ ‫وتل��ى االجتماع عدة اجتماعات‬ ‫أخ��رى لنف��س الغاي��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫ك��رر المجل��س الدع��وة ف��ي‬ ‫‪ ،2017/1/19‬ألخ��ذ آراء‬ ‫األهالي وإعادة إطالق المبادرة‬ ‫التي توقفت باس��تقالة اللجنة‬

‫المكلفة بمتابع��ة أمور انتقال‬ ‫المجل��س المحلي إلى المرحلة‬ ‫اآلتية في ‪ ،2017/2/18‬والتي‬ ‫مهمته��ا اس��تكمال اإلجراءات‬ ‫المتعلق��ة بموض��وع تش��كيل‬ ‫المجلس وضمن��اً إجراء اقتراع‬ ‫بالصن��دوق الختيار اآللية التي‬ ‫يريده��ا األغلبي��ة‪ ،‬ومتابع��ة‬ ‫تش��كيل المجلس وفقاً لنتائج‬ ‫االقتراع‪ ،‬إما بالتمثيل العائلي‬ ‫وف��ق مش��روع نح��ن منك��م‬ ‫(معكم)‪ ،‬أو وفق مشروع أطمة‬ ‫بيتنا‪ ،‬مع توجيه دعوة رسمية‬ ‫م��ن قب��ل المجل��س لممثل��ي‬ ‫المحكمة والفصائل العسكرية‬ ‫في البل��دة لحض��ور االجتماع‬ ‫وفق��اً لما ورد ف��ي نص دعوة‬ ‫المجلس‪.‬‬ ‫وانقسم أهالي بلدة أطمة إلى‬ ‫قسمين‪ ،‬القسم األول يتمسك‬

‫باالنتخاب الحر المباش��ر ويرى‬ ‫أن المجل��س المحل��ي ه��و‬ ‫الس��لطة العلي��ا وال يج��وز أن‬ ‫تكون هناك س��لطة أخرى لها‬ ‫حق الرقابة عليه أو المحاس��بة‬ ‫له‪ ،‬ويناصر ه��ذا الفريق ‪450‬‬ ‫عائلة من أهالي أطمة‪.‬‬ ‫في حي��ن يرى القس��م الثاني‬ ‫أن التمثي��ل العائلي هو األحق‬ ‫واألجدى‪ ،‬ويناصر هذه الفكرة‬ ‫‪ 950‬عائل��ة‪ ،‬ويق��ول ه��ذا‬ ‫الفري��ق إن كل ‪ 100‬عائل��ة‬ ‫ترش��ح ممثل واحد له��ا وبهذا‬ ‫يك��ون ع��دد أعض��اء مجل��س‬ ‫األعيان ‪ 14‬عضواً‪ ،‬وذلك نظراً‬ ‫لكون ع��دد عائالت بلدة أطمة‬ ‫‪ 1400‬عائلة‪.‬‬ ‫ويق��ول أصحاب فك��رة ممثلي‬ ‫العائ�لات بوج��وب تش��كيل‬ ‫مجل��س لألعي��ان م��ن ممثلي‬ ‫العائالت يكون الس��لطة العليا‬ ‫ف��ي البلدة‪ ،‬ويش��رف على كل‬ ‫المجاالت والسلطات‬ ‫من مجلس محلي وأمن وغيره‪،‬‬ ‫ويق��وم بانتخ��اب المجل��س‬ ‫المحلي وله س��لطة محاس��بة‬ ‫ورقابة على جميع مؤسس��ات‬ ‫البلدة‪.‬‬ ‫فيم��ا يرف��ض أصح��اب فكرة‬ ‫االنتخاب��ات وج��ود مجل��س‬ ‫أعي��ان‪ ،‬كما يرفضون فكرة أن‬ ‫يك��ون هناك أية س��لطة على‬ ‫المجل��س المحلي‪ ،‬وي��رون أن‬ ‫المجلس هو السلطة العليا في‬ ‫البلدة‪ ،‬وهو من يراقب نفسه‪.‬‬ ‫وكانت والية المجلس المحلي‬ ‫القدي��م‪ ،‬ق��د انته��ت بتاري��خ‬

‫وعلى الرغم من التن��ازالت التي قدمها الطرفان‪-‬على‬ ‫ّ‬ ‫ح��د تعبريهما‪ ،-‬فقد حدث ج��دل وخالفات واتهامات‬ ‫بتزوير النتائج‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪ 18‬ش��باط ‪ ،2017‬ولكن��ه م��ا‬ ‫يزال موج��وداً بمهمة تصريف‬ ‫أعم��ال‪ ،‬ريثم��ا يت��م االتف��اق‬ ‫عل��ى مجل��س جدي��د‪ .‬وي��رى‬ ‫البعض م��ن أهالي بلدة أطمة‬ ‫أن االتفاق بين الطرفين ش��به‬ ‫مستحيل‪ ،‬وذلك نظراً لتمسك‬ ‫كل فريق بموقف��ه‪ ،‬فقد قبل‬ ‫أنصار مجل��س األعيان بإجراء‬ ‫انتخاب��ات مباش��رة لك��ن م��ع‬ ‫تمسكهم المطلق والغير قابل‬ ‫للنقاش بفكرة س��لطة الرقابة‬ ‫والمحاس��بة لمجل��س األعيان‬ ‫عل��ى المجل��س المحل��ي‪ ،‬كما‬ ‫قب��ل أنصار فك��رة االنتخابات‬ ‫باالنضم��ام إل��ى مجل��س‬ ‫األعيان‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن التنازالت‬ ‫التي قدمها الطرفان‪-‬على حدّ‬ ‫تعبيرهم��ا‪ ،-‬فقد ح��دث جدل‬ ‫وخالف��ات واتهام��ات بتزوي��ر‬ ‫النتائج‪.‬‬ ‫وأوضح��ت مص��ادر خاص��ة‬ ‫لزيتون أنه قد تم الكش��ف عن‬ ‫‪ 400‬عائل��ة إضافي��ة ليصب��ح‬ ‫ع��دد عائ�لات أطم��ة ‪1800‬‬ ‫عائلة‪ ،‬وهو م��ا تم رفضه من‬ ‫قب��ل فري��ق العائ�لات ليعود‬ ‫الخالف إلى النقطة األولى‪ ،‬وأن‬ ‫أنص��ار مجلس األعي��ان قاموا‬ ‫بتش��كيل مجل��س لألعي��ان‪،‬‬ ‫وأنشأوا مقراً له‪ ،‬وهم يقومون‬ ‫حالي��اً بمح��اورة العائالت التي‬ ‫تناص��ر االنتخابات‪ ،‬في الوقت‬ ‫ال��ذي وضع أنص��ار االنتخابات‬ ‫أنفسهم تحت وصاية المجلس‬ ‫العس��كري المق��رب له��م‬ ‫ليقطعوا الطريق على الفريق‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫ه��ذا وم��ا ت��زال الخالف��ات‬ ‫مس��يطرة على البلدة بال أمل‬ ‫للوص��ول إل��ى اتف��اق قريب‪،‬‬ ‫والوص��ول إل��ى نج��اح ف��ي‬ ‫محاوالت لشرعية أعلى‪.‬‬


‫تحقيق‬

‫مدينة ادلب‪ ..‬تجربة انتخابية متميزة‬ ‫ب��دأت صب��اح الثالث��اء‬ ‫‪ ،2017/1/17‬عملي��ة‬ ‫انتخ��اب مجلس محلي‬ ‫مدين��ة إدل��ب وه��ي‬ ‫التجربة األولى الختيار‬ ‫مجل��س محل��ي من��ذ‬ ‫تحري��ر المدين��ة ف��ي‬ ‫الثامن والعش��رين من‬ ‫نيس��ان عام ‪ ،2015‬إذ‬ ‫قام ‪ 1425‬عض��واً من‬ ‫هيئة الناخب��ة باختيار‬ ‫المجل��س‬ ‫أعض��اء‬ ‫المحلي ال��ـ ‪ 25‬والذين‬ ‫س��يختارون بدوره��م‬ ‫رئيسا للمجلس ونائب‬ ‫وثماني��ة أعضاء مكتب‬ ‫تنفيذي‪.‬‬ ‫وع��ن النظ��ام الداخلي‬ ‫للمجل��س المحلي قال‬ ‫عضو مجلس محافظة‬ ‫إدلب “س��ليم الخضر”‪:‬‬ ‫“المجل��س المحل��ي‬ ‫النظ��ام‬ ‫س��يعتمد‬ ‫الخ��اص‬ ‫الداخل��ي‬ ‫بالمجال��س المحلي��ة‬ ‫والمعتم��د م��ن قب��ل‬ ‫مجلس المحافظة”‪.‬‬ ‫“فه��د أس��ود” أح��د‬ ‫الناخبي��ن عبر عن رأيه‬ ‫لزيتون‪:‬‬ ‫“تجرب��ة رائع��ة قم��ت‬ ‫باالختي��ار ب��كل حرية‬ ‫م��ن أعتق��د أنه��م‬ ‫أصحاب كفاءة وإخالص‬ ‫ف��ي العم��ل‪ ،‬بش��كل‬ ‫عام المرش��حون جلهم‬ ‫م��ن أصح��اب الكفاءات‬ ‫والخبرات‬ ‫جمعية البي��ت اإلدلبي‬ ‫الفعالي��ات‬ ‫إح��دى‬ ‫المدني��ة ف��ي المدينة‬ ‫كان له��ا نش��اط مميز‬ ‫حي��ث دع��ت الهيئ��ة‬ ‫الناخب��ة والمرش��حين‬ ‫الجتم��اع ت��م خالل��ه‬ ‫التعرف على المرشحين‬ ‫وخبراتهم‪.‬‬ ‫“عبد اللطيف الرحابي”‬ ‫أحد المرش��حين والذي‬ ‫حض��ر االجتم��اع ق��ال‬ ‫لزيت��ون‪“ :‬اله��دف من‬ ‫االجتم��اع كان التعرف‬ ‫على المرش��حين‪ ،‬حتى‬ ‫يك��ون المواط��ن على‬ ‫بينة م��ن أمره‪ ،‬ويعرف‬ ‫لمن يعطي صوته»‪.‬‬ ‫إقبال جيد وال معوقات‬ ‫“محم��د وائ��ل جب��ارة”‬ ‫رئي��س لجن��ة مراقبة‬

‫االنتخابات قال لزيتون‬ ‫عن عمل اللجنة‪“ :‬صباح‬ ‫الثالث��اء ‪،2017/1/17‬‬ ‫ف��ي تم��ام الس��اعة‬ ‫الثامن��ة ب��دأت العملية‬ ‫االنتخابي��ة‪ ،‬وانحص��ر‬ ‫عمل اللجنة في التأكد‬ ‫م��ن الصناديق وختمها‬ ‫بالشمع األحمر”‪.‬‬ ‫أم��ا بخص��وص آلي��ة‬ ‫االقتراع فيتم مطابقة‬ ‫اس��م الناخ��ب عل��ى‬ ‫الكمبيوت��ر عند دخوله‬ ‫الصال��ة‪ ،‬ويعطى ورقة‬ ‫مس��جل عليه��ا رقم��ه‬ ‫كمقترع‪ ،‬يقوم الناخب‬ ‫بتقدي��م هويت��ه م��ع‬ ‫رقمه للصن��دوق الذي‬ ‫يق��وم ب��دوره بالتأكد‬ ‫من وجود اس��مه ضمن‬ ‫قوائم الهيئ��ة الناخبة‪،‬‬ ‫ويق��وم أمين الصندوق‬ ‫بتس��ليمه ورقة اقتراع‬ ‫مختومة‪ ،‬يدخل الناخب‬ ‫بعدها للغرفة الس��رية‬ ‫الختيار المرشحين‪ ،‬وقد‬ ‫وضعت قائمة بأس��ماء‬ ‫جمي��ع المرش��حين‬ ‫مرتبة أبجديا‪ ،‬بعد ذلك‬ ‫يق��وم المقت��رع بوضع‬ ‫الورقة داخل الصندوق‬ ‫ويس��تلم بطاقته ويتم‬ ‫ش��طب اس��مه م��ن‬ ‫القائمة”‪.‬‬

‫رسالة من الداخل‬ ‫ميسا المحمود‬ ‫تس��تيقظ فج��راً‪ ،‬لترتي��ب‬ ‫المنزل وتحضير الفطور‬ ‫يصح��و أبناؤها الس��تة‪ ،‬كلٌّ‬ ‫يري��د ش��يئاً منه��ا‪ ،‬وه��ي‬ ‫تسعى وراء كل واحدٍ منهم‬ ‫على حِدة‪.‬‬ ‫تحضر القه��وة لزوجها بينما‬ ‫يغسل وجهه ويغير مالبسه‬ ‫استعدادا للذهاب إلى عمله‪،‬‬ ‫تستعجل باإلفطار‪.‬‬ ‫األطفال حولها ينتظرون‬ ‫بنظرته��ا المبتس��مة أحيانا‬ ‫وعصبيته��ا الخفيف��ة عل��ى‬ ‫أطفاله��ا أحيان��اً أخرى توجه‬ ‫بعضهم وتستعجل اآلخر‪.‬‬ ‫م��ا إن ينته��ي اإلفطار حتى‬ ‫يتوج��ه زوجه��ا إل��ى العمل‬ ‫وأبناءها إلى الس��احة للعب‪،‬‬ ‫بينم��ا يظ��ل الصغ��ار ف��ي‬ ‫المنزل‪.‬‬ ‫أم��ا ه��ي فتتاب��ع عملها في‬ ‫المنزل‪ ،‬والخوف على زوجها‬ ‫يالزمه��ا‪ ،‬لم تس��تطع إال أن‬ ‫تس��ترق لحظ��ات لتمس��ك‬

‫الهات��ف وتتص��ل بإخوته��ا‬ ‫لتعلم منه��م إن كان زوجها‬ ‫قد وصل أم ال؟‬ ‫ص��وت الطي��ران يفاجئه��ا‬ ‫ويه��در ف��ي األج��واء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تُح��ذر «لقد أخذ‬ ‫والقبضات‬ ‫الطيار محور التنفيذ»‪.‬‬ ‫وبينم��ا ه��ي تطمئ��ن على‬ ‫زوجها غير آبهةٍ بسواه‪ ،‬وإذ‬ ‫بصفير الصاروخ يهدر فوق‬ ‫منزلها‬ ‫صرخ��ت «عم��رة» وص��رخ‬ ‫أبناؤها الس��تة معها‪ ،‬هُدم‬ ‫البيت فوقها‪ ،‬وهي ممس��كة‬ ‫بهاتفه��ا ومائ��دة اإلفط��ار‬ ‫األخي��ر مازالت على األرض‪،‬‬ ‫وصغارها من لهيب الصاروخ‬ ‫احترقوا‪.‬‬ ‫أم��ا «عمرة» ل��م تنطق بعد‬ ‫آخ��ر كلم��ة كتبته��ا عل��ى‬ ‫الهاتف وصوتها الذي سجلته‬ ‫وهي تسأل هل وصل زوجي‬ ‫عبد الناصر‪.‬‬

‫وح��ول آراء المواطنين‬ ‫بالعملي��ة االنتخابي��ة‬ ‫ق��ال “محم��د عب��اس”‬ ‫“األم��ور‬ ‫لزيت��ون‪:‬‬ ‫التنظيمية جي��دة جداً‪،‬‬ ‫أدلي��ت بصوت��ي بكل‬ ‫س��هولة واألم��ور كم��ا‬ ‫رأي��ت منضبط��ة ج��داً‬ ‫تنظيمياً”‪.‬‬

‫ه���ذا وم���ا ت���زال آلي���ة‬ ‫تش���كيل المجال���س‬ ‫المحلية ف���ي محافظة‬ ‫إدل���ب تم���ر بمرحل���ة‬ ‫التجري���ب والبلل���ورة‪،‬‬ ‫متأثرة بمجمل الظروف‬ ‫األمني���ة والعس���كرية‬ ‫فيه���ا‪ ،‬وه���ي ف���ي‬ ‫ص���راع م���ع الفصائ���ل‬ ‫والفوض���ى والمنظمات‬ ‫الداعم���ة‪ ،‬يتجل���ى هذا‬ ‫الصراع في استقاالت‬ ‫تشهدها أحياناً وفشل‬ ‫وتخبطات ف���ي العمل‬ ‫اإلداري والتنظيم���ي‬ ‫أحيان���اً أخ���رى‪ ،‬يفض���ي‬ ‫هذا التجاذب إلى انهيار‬ ‫الثق���ة غالباً بينها وبين‬ ‫المواطن المراقب‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫فنون‬

‫اختطاف األطفال في إدلب ليست ظاهرة‬ ‫ل���م تش���فع لهم براءته���م في تجنب آث���ار الحرب‬ ‫الدائ���رة ف���ي س���وريا‪ ،‬التي لم تقتص���ر فقط على‬ ‫قت���ل أو تش���ري ٍد أو غير ذل���ك‪ ،‬وإنما‬ ‫قص���ف أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫امت���دت لتص���ل إلى حاالت االختط���اف المتكررة‬ ‫حتى من أكث���ر المواقع أمناً في نظرهم‪ ،‬فمن أمام‬

‫مدارسهم إلى أبواب منازلهم‪ ،‬ظهرت عدة حاالت‬ ‫اختطاف وألس���باب منه���ا ما ُع���رف ومنها ما ال‬ ‫يزال مجهوالً‪ ،‬تماماً كما هو الحال بالنسبة لمصير‬ ‫بعض األطفال المختطفين والذين لم يعودوا حتى‬ ‫اآلن إلى منازلهم‪.‬‬

‫وضحة العثمان‬

‫اختطاف من أحد شوارع المدينة‬ ‫حاول ملثمون مس��اء االثنين‬ ‫‪ 7‬تش��رين الثان��ي ‪،2016‬‬ ‫اختطاف الطف��ل «مصطفى‬ ‫الحن��اك» البالغ من العمر ‪12‬‬ ‫عاماً‪ ،‬وذلك في أحد ش��وارع‬ ‫مدين��ة كفرنب��ل‪ ،‬وه��و في‬ ‫طريق عودته إلى منزله‪.‬‬ ‫وفشل الملثمون في اختطاف‬ ‫الطف��ل مصطف��ى‪ ،‬ال��ذي‬ ‫تمك��ن م��ن اللجوء إل��ى أحد‬ ‫المن��ازل القريبة م��ن مكان‬ ‫الحادثة‪.‬‬ ‫وكان الملثمي��ن حاول��وا‬

‫اختطاف الطفل «مصطفى»‪،‬‬ ‫عب��ر محاول��ة وضع��ه ف��ي‬ ‫س��رفيس مغلق (ف��ان) لونه‬ ‫فض��ي‪ ،‬وفش��لوا ف��ي ذلك‪،‬‬ ‫دون أن يتمك��ن «مصطفى»‬ ‫من التعرف عليهم‪.‬‬ ‫وع��اد الطف��ل «مصطف��ى»‬ ‫وضع‬ ‫إلى منزل��ه‪ ،‬وهو ف��ي‬ ‫ٍ‬ ‫نفس��يٍّ س��يء‪ ،‬حي��ث ل��م‬ ‫يس��تطع التح��دّث إال بع��د‬ ‫مرور س��اعات على الحادثة‪،‬‬ ‫مؤكداً ع��دم تعرفه على أيٍّ‬ ‫من الملثمين‪.‬‬

‫خطف من أمام المنزل‬ ‫قام مجهولون في صباح يوم الثالثاء‬ ‫‪ 16‬شباط الماضي‪ ،‬باختطاف الطفلة‬ ‫«فاطمة حس��ين العمر»‪ ،‬البالغة من‬ ‫العم��ر ‪ 14‬عاماً‪ ،‬من على باب منزلها‬ ‫بعد أن قاموا بقرع باب المنزل الواقع‬ ‫ف��ي قري��ة «آف��س» ش��مال مدينة‬ ‫س��راقب‪ ،‬وحين فتحت له��م الطفلة‬ ‫«فاطمة» الب��اب‪ ،‬قام��وا باختطافها‬ ‫على الفور‪ ،‬دون معرفة السبب‪.‬‬ ‫وق��ال أحد أقارب الفت��اة لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«إن س��كان م��ن الح��ي قال��وا أنهم‬ ‫شاهدوا سيارة س��وداء اللون غريبة‬ ‫ع��ن البلدة‪ ،‬م��ن طراز (ران��ج روفر)‬ ‫مفيّم��ة‪ ،‬خرج��ت م��ن ذات الم��كان‬ ‫الذي تقطن فيه الفتاة وبذات توقيت‬ ‫اختطافها‪.‬‬ ‫وأض��اف قري��ب الطفل��ة «فاطمة»‪:‬‬ ‫«إن وال��د فاطمة مريض بنوبات من‬ ‫الصرع‪ ،‬وهو موجود حالياً في ألمانيا‬ ‫بغرض العالج‪ ،‬وكان قبلها يعمل في‬ ‫بلدية القرية (إفس)‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫الفتاة المختطفة هي األكبر سناً لدى‬ ‫أس��رتها‪ ،‬بينما يبلغ عمر أكبر شقيق‬ ‫ذكر لها ‪ 13‬عاماً»‪.‬‬ ‫وعادت الطفلة «فاطمة» إلى منزلها‬ ‫بعد نحو أس��بوعين م��ن اختطافها‪،‬‬ ‫دون ذك��ر أي��ة تفاصيل ع��ن حادثة‬ ‫االختط��اف وأس��بابها والجه��ة التي‬ ‫نفذتها‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫اختطاف من أمام المنزل‬ ‫أقدم مجهولون مساء السبت‬ ‫‪ 25‬ش��باط الماض��ي‪ ،‬عل��ى‬ ‫اختط��اف الطف��ل «عم��ران‬ ‫رش��اد البص��ل»‪ ،‬البال��غ من‬ ‫العمر ‪ 12‬عاماً‪ ،‬وذلك من أمام‬ ‫منزله ف��ي بل��دة «كفروما»‬ ‫بريف معرة النعمان‪.‬‬ ‫وكان ش��خصان ق��د ن��زال‬ ‫من س��رفيس مغل��ق «فان»‬ ‫أس��ود اللون‪ ،‬وحم�لا الطفل‬ ‫«عم��ران» ووضع��اه ف��ي‬

‫السيارة التي انطلقت سريعاً‪،‬‬ ‫قبل أن يتم العثور عليه بعد‬ ‫عدة ساعات مرمياً في ساحة‬ ‫الجام��ع الكبي��ر ف��ي البلدة‪،‬‬ ‫وعل��ى جس��ده آث��ار تعذيب‬ ‫وض��رب ش��ديد‪ ،‬وت��م نق��ل‬ ‫الطفل إلى المستش��فى وهو‬

‫اختطاف األطفال حاالت ال ظاهرة‬ ‫حاولت بعض الجهات الترويج لحاالت اختطاف التي استهدفت عدة‬ ‫أطف���ال في مواقع مختلفة من محافظة إدلب على أنها باتت ظاهرة‬ ‫مرعب���ة ف���ي المدينة‪ ،‬إال أن مصادر عديدة في الش���رطة الحرة ّ‬ ‫أكدت‬ ‫أنها مجرد حاالت محدودة وعلى فترات زمنية متباعدة‪ ،‬منها ما فشل‪،‬‬ ‫ومنها ما نجح‪ ،‬ومنها ما عاد فيها األطفال المختطفون‪ ،‬ومنها ما بقي‬ ‫مصيره���م مجهوالً حتى اللحظة‪ ،‬مؤكدين أن هناك أس���باب مختلفة‬ ‫تق���ف خلف تل���ك الحاالت‪ ،‬معظمها بعي���د كل البعد عن االختطاف‬ ‫بح ّد ذاته‪،‬‬ ‫حيث تنوعت األس��باب بين حاالت‬ ‫ضغ��ط أو انتقام من قب��ل عائلة‬ ‫أو جه��ة ما عل��ى األخ��رى نتيجة‬ ‫خالف��ات بينهما‪ ،‬ومنه��ا ما ذهب‬ ‫فيه��ا األطفال بمح��ض إرادتهم‪،‬‬ ‫وتمّ االدّعاء بأنها حالة اختطاف‪،‬‬ ‫ومنها ما استهدف الفتيات بشكل‬ ‫خ��اص‪ ،‬مش��ير ًة إل��ى أن ح��االت‬ ‫االختطاف ف��ي معظمها تمت في‬ ‫أوقات المس��اء‪ ،‬وغالباً بس��يارات‬ ‫م��ن ن��وع «ف��ان»‪ ،‬والت��ي ت��م‬ ‫توثيقه��ا أيضاً في ّ‬ ‫كل من مدينة‬ ‫مع��رة النعم��ان في ‪ 16‬تش��رين‬ ‫الثاني من الع��ام الماضي‪ ،‬والتي‬ ‫ت��م بواس��طتها اختط��اف الطفل‬ ‫«محمد ياس��ر اإلبراهيم»‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر ‪ 14‬عاماً‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫حالة اختطاف لطفلة في العاشرة‬ ‫م��ن عمرها‪ ،‬ف��ي بلدة س��رمدا‪،‬‬ ‫وتم إلقاء القبض على الخاطفين‬ ‫وإعادة الطفلة إلى منزلها‪.‬‬ ‫«عواد أبو محمد» رئيس الشرطة‬

‫بحالة حرج��ة‪ ،‬وتبين بعدها‬ ‫أن الجه��ة الت��ي اختطف��ت‬ ‫الطفل «عمران» كانت تريد‬ ‫الحصول منه على معلومات‬ ‫معينة تتعل��ق بأقارب له في‬ ‫ق��وات المعارض��ة‪ ،‬وفق��اً لما‬ ‫نقلته «االتحاد برس»‪.‬‬

‫كتابة ضب��ط أمني يت��م توثيقه‬ ‫لبح��ث القضية‪ ،‬وح��دث أكثر من‬ ‫مرة أن تقدم أهالي إلينا بشكاوى‬ ‫ح��ول فق��دان أطفاله��م‪ ،‬تبيّ��ن‬ ‫الحقاً أن الطفل تغيّب عن منزله‬ ‫بمح��ض إرادت��ه نتيج��ة خالفات‬ ‫عائلية مع أفراد أسرته»‪.‬‬ ‫ورأى «ع��واد» أن الترويج لحاالت‬ ‫خطف األطفال عل��ى أنها ظاهرة‬ ‫هو مجرد إشاعات لنشر الخالفات‬ ‫وزرع الكره وبث الخوف في نفوس‬ ‫األهال��ي وترويعه��م‪ ،‬وافقادهم‬ ‫اإلحس��اس باألمن والثق��ة بجهاز‬ ‫اللش��رطة الح��رة والفصائل في‬ ‫المناطق المحررة‪.‬‬

‫الح��رة في مدين��ة س��راقب قال‬ ‫ل��ـ «زيت��ون»‪« :‬من خ�لال عملنا‬ ‫ومتابعتن��ا كش��رطة ح��رة ف��ي‬ ‫مدينة سراقب لم يتم تسجيل أي‬ ‫ش��كوى عن حالة خطف لألطفال‬ ‫ف��ي المدينة‪ ،‬ولك��ن هذا ال ينفي‬ ‫ح��دوث بع��ض ح��االت الخط��ف‬ ‫الن��ادرة ف��ي ري��ف إدل��ب‪ ،‬والتي‬ ‫ت��م إبالغن��ا بها من قب��ل مركز‬ ‫الش��رطة في إدلب‪ ،‬ولك��ن تبين‬ ‫فيم��ا بع��د أن أغلبه��ا كان نتيجة‬ ‫مشاكل وخالفات شخصية»‪.‬‬

‫هذا وتبقى حاالت االختطاف التي‬ ‫ال ت��زال محدودة ول��م ترقى إلى‬ ‫مس��توى ظاهرة في ري��ف إدلب‪،‬‬ ‫ج��زءاً م��ن حال��ة انف�لات أمنيٍّ‬ ‫كبير تش��هده المحافظة منذ مدة‬ ‫وبش��كل متزايدٍ وغير مس��بوق‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ربما كان بعض األطفال جز ًء من‬ ‫ضحاياها‪.‬‬

‫وأض��اف‪« :‬قبل فت��رة تقدم أحد‬ ‫أهال��ي مدينة س��راقب بش��كوى‬ ‫مفادها أن «سيارة فان» اعترضت‬ ‫ابنه على طريق المدرس��ة بحجة‬ ‫توصيله إل��ى البيت ولكن الطفل‬ ‫هرب والس��يارة ذهب��ت‪ ،‬فحاالت‬ ‫الخطف ال تعتبر مثبتة حتى يقوم‬ ‫َ‬ ‫المُختط��ف بتقديم‬ ‫ذوي الطف��ل‬ ‫بش��كوى رس��مية يتم بنا ًء عليها‬

‫تقرير‬ ‫وكانت «زيتون» رصدت في‬ ‫ٍ‬ ‫سابق بعنوان «الفلتان األمني في‬ ‫ريف إدلب معركة صامتة»‪ ،‬وذلك‬ ‫ف��ي األول م��ن ش��باط الماضي‪،‬‬ ‫حيث رصد التقرير حالة االنفالت‬ ‫األمن��ي الت��ي تش��هدها م��دن‬ ‫وبل��دات محافظة إدل��ب‪ ،‬ووثقت‬ ‫جوانب مختلفة منها‪ ،‬وكيف تمّت‬ ‫بعض المحاوالت للحدّ منها‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬


‫فنون‬

‫الكتاب اإللكتروني يحل محل الكتاب الورقي‬ ‫«ش��ئنا أم أبينا نعيش انعطافاً جديداً في عصر الكتابة؛ تتراجع‬ ‫فيه وبسرعة قياسيّة الكتابة المطبوعة على الورق ليحل مكانها‬ ‫الكتاب��ة الرقمي��ة االفتراضيّة‪ ،‬وكم��ا تحوَّل النش��ر من الرقن‬ ‫عل��ى الرقم الحجرية وجلود الحيوانات إل��ى الكتابة الميكانيكية‬ ‫مع اخت��راع المطبعة‪ ،‬فإن الكت��اب اإللكتروني أصبح يحل مكان‬ ‫الكتاب الورقي‪ ،‬وال أجد غضاضة في ذلك‪ ،‬إذا ما استمرت عملية‬ ‫توصيل المعرفة ونشر الثقافة والتنوير»‬

‫خاص زيتون‬ ‫كان��ت هذه كلم��ات الدكتور‬ ‫"خلدون النبواني" مؤس��س‬ ‫دار "كتاب��وك" للنش��ر‬ ‫اإللكترون��ي ف��ي فرنس��ا‪،‬‬ ‫وذلك ف��ي كلمة افتتاح الدار‬ ‫مطلع شهر كانون األول عام‬ ‫‪.2015‬‬ ‫"زيت��ون" التق��ت الدكت��ور‬ ‫خل��دون وال��ذي أوض��ح لها‬ ‫أن ال��دار تتي��ح إمكاني��ة‬ ‫نش��ر الكت��ب عل��ى موقعها‬ ‫وبمي��زات‬ ‫اإللكترون��ي‪،‬‬ ‫عدي��دة‪ ،‬حي��ث يحص��ل‬ ‫الكت��اب عل��ى رق��م دول��يّ‬ ‫تمنحه المؤسس��ات الثقافية‬ ‫الفرنس��ية لحماي��ة الملكية‬ ‫الفكرية‪ ،‬إضافة إلى الحماية‬ ‫م��ن القرصن��ة والنس��خ‬ ‫اإللكترون��ي‪ ،‬وتأمي��ن لجنة‬ ‫ق��راءة لتحدي��د صالحي��ة‬ ‫الن��ص للنش��ر‪ ،‬والتحري��ر‬ ‫اللغ��وي والفني للكتاب‪ ،‬كما‬ ‫يحص��ل الكاتب على نس��بة‬ ‫‪ 20%‬من المبيعات‪.‬‬ ‫واعتب��ر النبواني في حديثه‬ ‫لزيت��ون أن القل��ق والخ��وف‬ ‫ال��ذي يصاح��ب النش��ر‬ ‫اإللكترون��ي حالي��اً‪ ،‬أم��راً‬ ‫طبيعياً‪ ،‬وهو قلق لم يفارق‬ ‫أية مرحلة من مراحل التطور‬ ‫التكنولوج��ي‪ ،‬وعبر لزيتون‬ ‫ع��ن ذل��ك بقول��ه‪" :‬الش��ك‬ ‫أننا نح��ن الذين اعتدنا على‬ ‫الكتاب الورقيّ لعقود وألفنا‬ ‫احتضانه بين يدينا وتقليب‬ ‫صفحاته‪ ،‬نشعر بقلق يشابه‬ ‫ذل��ك القل��ق الذي ش��عر به‬ ‫أفالط��ون إزاء والدة الكتابة‬ ‫الت��ي راح��ت تح��ل يومه��ا‬ ‫م��كان الح��وار الش��فاهيّ‪،‬‬ ‫بإحس��اس بالك��ره الخفي‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫للكتاب��ة الرقمي��ة‪ ،‬كم��ا‬ ‫أحس أس�لافنا الذي��ن كانوا‬ ‫متعلقي��ن بالمخطوط��ات‬ ‫اليدوية حين داهمهم انفجار‬ ‫ثورة الطباعة الميكانيكية"‪.‬‬

‫التكنولوجيا س�ل�اح ذو عدة‬ ‫حدود‬

‫هن��اك مش��كلة بنيوي��ة‬

‫مُفارقة في ثورة المعلومات‬ ‫بحيث ل��و أردنا الدق��ة لقلنا‬ ‫هي ث��ورة تدفق المعلومات‬ ‫بحي��ث س��تجعلنا أميي��ن‬ ‫جاهلي��ن‪ .‬كل المعلوم��ات‬ ‫متاحة لذلك ص��ارت تُخزّن‬ ‫ف��ي الذاك��رة الس��ريعة أي‬ ‫ذاك��رة النس��يان بحيث يتم‬ ‫نس��يانها بس��رعة ليح��ل‬ ‫مكانه��ا ش��يء جدي��د‪ .‬كل‬ ‫المعلوم��ات متاح��ة لكن لم‬ ‫يعد هناك ثقافة مؤسّس��ة‬ ‫وإنما ثقافة كلينكس سهلة‪،‬‬ ‫وتمتل��ئ ب��كل مخاط��ره‬ ‫وأض��راره‪ .‬اآلن التكنولوجيا‬ ‫تهيمن على الذات وتستلبها‬ ‫باق‪ ،‬وبما أن كل ش��يء‬ ‫دون ٍ‬ ‫مت��اح فلم تعد هن��اك قيمة‬ ‫للش��يء‪ ،‬هكذا رأى النبواني‬ ‫الثقافة في ظل التكنولوجيا‪.‬‬ ‫أما اإلنس��ان اليوم فبات في‬ ‫رأيته يُش��به بط��ل حكايات‬ ‫الرع��ب ال��ذي يت��م التحكم‬ ‫ب��ه بواس��طة ق��وّة خارجية‬ ‫فتج��د الن��اس في الش��ارع‬ ‫والحاف�لات وفي البيوت‪ ،‬بل‬ ‫وأثن��اء الزيارات الش��خصية‬ ‫أو المحاض��رات والمؤتمرات‬ ‫عيونها مش��غولة بـ “‪Smart‬‬ ‫‪ ”Phone‬أو “‪ ”I Pad‬آخِ��ر‬ ‫مش��تقات التكنولوجي��ا ذات‬ ‫االنشطار ش��به الجرثومي‪،‬‬ ‫وتج��د آذانه��م موصول��ة‬ ‫بس��ماعات بحي��ث يتم عزل‬ ‫اإلنسان بش��كل شبه كامل‬ ‫ع��ن محيط��ه‪ ،‬وعب��ر الزمن‬ ‫ومع انتش��ار الحداثة حصلت‬ ‫مس��افة أقصت اإلنسان عن‬ ‫الطبيع��ة ف��ازداد المحي��ط‬ ‫اإلس��منتي وقل حي��ز ُ‬ ‫األفق‬ ‫الطبيع��ي فت��م اختط��اف‬ ‫اإلنسان من محيطه الحيويّ‬ ‫وس��جنه ف��ي بي��وت تضيق‬ ‫علي��ه باضط��راد م��ع نهمه‬ ‫الدائ��م ف��ي االقتن��اء بحيث‬ ‫صارت األشياء تشغل مكانه‬ ‫وتضيق من حركته وتحجب‬ ‫أناه‪.‬‬ ‫الي��وم تق��وم الث��ورة‬ ‫التكنولوجية بعزل اإلنس��ان‬ ‫لي��س فق��ط ع��ن محيط��ه‬

‫الطبيع��ي وإنما عن المحيط‬ ‫والتواص��ل‬ ‫البش��ريّ‬ ‫اإلنس��انيّ المباش��ر أو م��ا‬ ‫نس��ميه بـ ”الت��ذاوت”‪ ،‬فمع‬ ‫التكنولوجي��ا يعي��ش الناس‬ ‫في حالة عزلة شبه مطلقة‪،‬‬ ‫وباس��م وس��ائل التواص��ل‬ ‫االجتماع��ي يُع��زل الف��رد‬ ‫في غرف��ة ب��اردة ليتواصل‬ ‫م��ع آالف الش��خصيات‬ ‫االفتراضية‪ ،‬وتبرز هنا إحدى‬ ‫أب��رز مفارق��ات التكنولوجيا‬ ‫فباس��م التواص��ل تتع��زّز‬ ‫العزل��ة‪ ،‬ه��ي حال��ة تحوّل‬ ‫وتداخ��ل بي��ن العالمي��ن‬ ‫االفتراضيّ والواقعي‪ ،‬بهذه‬ ‫الكلم��ات وص��ف النبوان��ي‬ ‫أض��رار التكنولوجي��ا عل��ى‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫أما بالنس��بة لألمة العربية‪،‬‬ ‫فقد قال عنها النبواني‪:‬‬ ‫إنها أمة “ما أنا بقارئ”‪ ،‬وهي‬ ‫تواج��ه التكنولوجيا بش��كل‬ ‫يتناس��ب م��ع استس��هالها‬ ‫للثقاف��ة والعل��م فتلجأ إلى‬ ‫ما ه��و أس��هل وأبس��ط أي‬ ‫“الثقاف��ة” البصرية المرئية‬ ‫والمسموعة‪.‬‬ ‫طبع��اً هذا ه��و أح��د وجوه‬ ‫التكنولوجي��ا وه��و الوج��ه‬ ‫الطاغ��ي برأي��ي ويب��دو أن‬ ‫من شبه المستحيل مواجهة‬ ‫فيض��ان التكنولوجي��ا ومن‬ ‫هنا كان خطرها كما تنبأ به‬ ‫الفيلسوف هايدجر‪.‬‬

‫التكنولوجي���ا‬ ‫إيجابي���ات‬ ‫وكيفية استغاللها‬

‫ل��كل ش��يء إيجابي��ات‬ ‫وس��لبيات‪ ،‬وق��د ذكرن��ا‬ ‫الس��لبيات أم��ا بالنس��بة‬ ‫لإليجابي��ات‪ ،‬فق��د كان‬ ‫الس��ؤال ال��ذي طرح نفس��ه‬ ‫ه��و "كي��ف يمك��ن تطوي��ر‬ ‫جوان��ب إيجابي��ة فيم��ا هو‬ ‫حتم��يّ؟"‪ ..‬وم��ن هن��ا كان‬

‫مش��روع دار كتابوك للنشر‬ ‫اإللكترون��يّ‪ ،‬فالتكنولوجيا‬ ‫تس��اعد في جانبها اإليجابي‬ ‫ف��ي العملي��ة التعليمية عبر‬ ‫تقنيات ع��رض البوربوينت‬ ‫أو األفالم الوثائقية العلمية‬ ‫والتاريخي��ة الت��ي تُس��هل‬ ‫فيها الصورة ما صعُب على‬ ‫التص��ور الذهن��ي المح��ض‬ ‫(مع ضرورة التأكيد أن هذا ال‬ ‫يكف��ي)‪ ،‬ومن أجل هذا كان‬ ‫الكت��اب المس��موع كداع��م‬ ‫ومعزز للكت��اب المقروء‪ ،‬هو‬ ‫أحد أهم مشاريع الدار‪ ..‬نعم‬ ‫إن زمن الكتاب الورقيّ صار‬ ‫زمن��اً ماضي��اً اآلن‪ ،‬كما قال‬ ‫النبواني‪.‬‬ ‫ورأى النبوان��ي أن فك��رة‬ ‫الكت��اب اإللكترون��ي ظهرت‬ ‫ك��رد فع��ل عل��ى جش��ع‬ ‫الناش��رين واس��تبدادهم‬ ‫وفراغه��م المعرف��ي‪ ،‬وم��ع‬ ‫ذلك فالكاتب مضطر للمرور‬ ‫من خاللهم ليوصل أفكاره‪،‬‬ ‫وق��د عبر ع��ن ذل��ك بقوله‪:‬‬ ‫"لقد تح��ول الناش��رون إلى‬ ‫حفن��ة أش��خاص يتحكمون‬ ‫بمس��ارات انتش��ار الثقاف��ة‬ ‫المكتوب��ة‪ ،‬وص��ارت دور‬ ‫النشر عائق ال يقل تبلداً عن‬ ‫دور الكنيس��ة ف��ي العصور‬ ‫الوس��طى‪ ،‬فقد دور النش��ر‬ ‫الورقية عندن��ا إلى نوع من‬ ‫الكنيس��ة الوس��طية فه��ي‬ ‫الطري��ق الوحيد بين الكاتب‬ ‫والق��ارئ‪ ،‬وكم��ا ظه��رت‬ ‫صكوك الغفران في الكنيسة‬ ‫القروس��طية صار الناشرون‬ ‫عندن��ا يمنح��ون صك��وك‬ ‫النشر وفق عالقات استغالل‬ ‫وتوس��طات ش��خصية أو‬ ‫بدواف��ع ربحي��ة خالص��ة‪،‬‬ ‫لذل��ك كان ال ب��د أن تظه��ر‬ ‫في عالم الثقافة ثورة بلون‬ ‫لوثريّ تكسر جشع واحتكار‬ ‫ووسطية دور النشر‪ ،‬فنظام‬ ‫النش��ر عندن��ا صار فاس��داً‬

‫وكان يج��ب االنق�لاب عليه‬ ‫ال ال آج ً‬ ‫عاج ً‬ ‫ال"‪.‬‬

‫الصعوبات التي واجهت دار‬ ‫كتابوك للنشر اإللكتروني‬

‫حول الصعوبات التي واجهت‬ ‫ال��دار‪ ،‬ق��ال "النبوان��ي"‪:‬‬ ‫"البدايات كانت صعبة‪ ،‬فقد‬ ‫وُل��د مش��روع دار "كتابوك"‬ ‫من النقمة‪ ،‬وُلد فقيراً بدون‬ ‫وُوجه بمش��اكل‬ ‫رأس م��ال ِ‬ ‫كادت تُجهض��ه‪ ،‬فق��د‬ ‫حاولن��ا تس��جيل المش��روع‬ ‫ف��ي المغ��رب العرب��ي لكن‬ ‫بيروقراطية السلطات هناك‬ ‫حال��ت دون ذل��ك‪ ،‬ولم يكن‬ ‫أي بل��د عرب��ي آخر ليس��مح‬ ‫بمس��احة الحرية التي أطمح‬ ‫به��ا أو ليخرجن��ا م��ن حال��ة‬ ‫الفس��اد التي ق��ررتُ الثورة‬ ‫عليه��ا‪ ،‬ل��ذا كان اختي��ار‬ ‫التس��جيل ف��ي فرنس��ا مع‬ ‫المخاط��رة بدف��ع ضرائ��ب‬ ‫طائلة ال قدرة لي عليها"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬كل م��ا ع��دا ذلك‬ ‫حصل تبرعاً من قبل أصدقاء‬ ‫عرب منثوري��ن كالورود في‬ ‫كل أنح��اء المعم��ورة‪ ،‬وأن��ا‬ ‫أعتم��د كثي��راً عل��ى زم�لاء‬ ‫وأصدقاء في قراءة ومراجعة‬ ‫النصوص وأبذل جهداً منهكاً‬ ‫في مراجعة معظم ما يصل‬ ‫إلى الدار بنفسي"‪.‬‬ ‫وهكذا رأى الدكتور "خلدون‬ ‫النبوان��ي"‪ ،‬الحاص��ل عل��ى‬ ‫ش��هادة الدكت��وراه ف��ي‬ ‫الفلسفة الغربية من جامعة‬ ‫الس��وربون‪ ،‬ويقي��م ف��ي‬ ‫فرنس��ا من��ذ ‪ 11‬عام��اً‪ ،‬أن‬ ‫دار "كتاب��وك" كانت محاولة‬ ‫لفتح آف��اق جديدة للتواصل‬ ‫والنش��ر عبر أدوات تناس��ب‬ ‫العص��ر‪ ،‬بع��د أن انته��ى‬ ‫الكت��اب الورق��ي أو تأثر إلى‬ ‫حدٍّ كبيرالسيما في البلدان‬ ‫العربية‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫"إياد"‪ ..‬بطل من داريا غّيبته ظلمات زنازين األسد‬ ‫خاص زيتون‬

‫في طريق عودتي من سوق الهال في دمشق إلى بلدتي «لوف» بريف إدلب‪ ،‬اعتقلت على أحد الحواجز التي‬ ‫بطل من أبطال داريا‪.‬‬ ‫أجهل اسم منطقتها‪ ،‬ليكون لي شرف التعرف على ٍ‬ ‫بع��د أن أش��بعوني ضرب��اً‬ ‫عل��ى الحاج��ز‪ ،‬أن��ا الرجل‬ ‫وعصب��وا‬ ‫الس��بعيني‪،‬‬ ‫عيناي‪ ،‬وألق��وا بي بالقرب‬ ‫من الحاجز لمدةٍ من الزمن‬ ‫حتى يجمعوا عدداً يستحق‬ ‫منه��م قطع الطري��ق إلى‬ ‫ف��رع فلس��طين‪ ،‬وج��دت‬ ‫نفسي هناك وكان هو من‬ ‫رافقني وخف��ف عني عبء‬ ‫اعتقالي‪.‬‬ ‫كان اس��مه «إي��اد»‪ ،‬وكان‬ ‫طويل القامة‪ ،‬قوي البنية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثالث��ة‬ ‫يبل��غ م��ن العم��ر‬ ‫وثالثين عاماً‪.‬‬ ‫‪ 46‬س��جيناً عرا ًة عراة‪ ،‬كما‬ ‫ولدته��م أمهاته��م‪ ..‬وأن��ا‬ ‫مثلهم!‪ ..‬فتحت عيني فجأ ًة‬ ‫ألرى ذل��ك المنظر‪ ،‬وليس‬ ‫ذل��ك فحس��ب‪ ،‬ب��ل ألرى‬ ‫أجساداً تنهش��ها األمراض‬ ‫ويكس��وها‬ ‫الجلدي��ة‪،‬‬ ‫الصدي��د والقيح من ش��دة‬ ‫التعذيب‪ ،‬بعظام مكس��رة‪،‬‬ ‫ً ٍ‬ ‫مؤج ً‬ ‫ال ال يأتي‪،‬‬ ‫تنتظر موتا‬ ‫ف��ي مس��احةٍ ال تزيد عن‬ ‫سبعة أمتار مربعة تملؤها‬ ‫القذارة والحش��رات‪ ،‬ولكنّ‬ ‫ثم��ة وج��ه ب��ريء كان هو‬ ‫فق��ط م��ا يُني��ر عتمته��ا‪،‬‬ ‫ويُب��دّد ظلماتها‪ ..‬إنه وجه‬ ‫«إياد»‪.‬‬ ‫كان الج��و خانق��اً واله��واء‬ ‫ش��حيح‪ ،‬ب��ل ربم��ا م��ن‬ ‫قس��وة المش��هد وذهولي‬ ‫مم��ا رأي��ت‪ ،‬ب��دأت أختنق‬ ‫وهنا جاء إل��ي من بين ‪45‬‬ ‫آخرين‪ ،‬هرع إلي وحده‪.‬‬ ‫ق��ال ل��ي إي��اد‪« :‬ال تخجل‬ ‫مني يا عم فأنت كأبي وأنا‬ ‫كواحدٍ م��ن أبنائك‪ ،‬هناك‬ ‫ً‬ ‫فتحة صغيرة‬ ‫في الس��قف‬ ‫سأرفعك إليها كي تستعيد‬ ‫بش��كل‬ ‫التق��اط أنفاس��ك‬ ‫ٍ‬ ‫عار لم‬ ‫وأن��ا‬ ‫جي��د»‪ ،‬وحتى‬ ‫ٍ‬ ‫يختل��ف مع��ه األم��ر‪ ،‬ولم‬ ‫يكن أمامي بدّاً من ذلك‪.‬‬ ‫وبقينا ش��هوراً طويلة على‬ ‫ذلك الحال‪ ،‬يضيق نفس��ي‬ ‫كلل أو‬ ‫فيرفعني ه��و دون ٍ‬ ‫ملل أو تذم��ر‪ ،‬على الرغم‬ ‫ٍ‬ ‫من جراحه وتعذيبه‪.‬‬ ‫ش��رح لي إياد خاللها كيف‬

‫‪16‬‬

‫تمك��ن كالب األس��د‪ ،‬كما‬ ‫كان يصفه��م‪ ،‬م��ن إلق��اء‬ ‫القب��ض علي��ه م��ن خالل‬ ‫خدع��ةٍ ق��ام به��ا أحدهم‬ ‫وادّع��ى انش��قاقه عنهم‪،‬‬ ‫بكمي��ن أوصله‬ ‫ليوقع إياد‬ ‫ٍ‬ ‫إل��ى حي��ث التقين��ا ف��ي‬ ‫زنزان��ةٍ من زنازي��ن فرع‬ ‫فلس��طين‪ ،‬وكيف قتل إياد‬ ‫العش��رات منه��م‪ ،‬ضباطاً‬ ‫وجنوداً‪.‬‬ ‫«حاول��وا أن يدخل��وا‬ ‫بدباباتهم وأس��لحتهم إلى‬ ‫مدينت��ي داري��ا‪ ،‬ولم يكن‬ ‫بوس��عي أن أس��مح له��م‬ ‫بذلك‪ ،‬ولس��ت نادم��اً على‬ ‫قتله��م وال خج ً‬ ‫ال وال خائفاً‪،‬‬ ‫ول��و ُق��دّر ل��ي أن أع��اود‬ ‫قتله��م لفعلت من جديد»‪،‬‬ ‫تلك كانت كلمات إياد لي‪.‬‬ ‫ف��ي الش��هر األول م��ن‬ ‫اعتقال��ي‪ ،‬ل��م يك��ن إي��اد‬ ‫يتع��رض للتعذي��ب كثيراً‪،‬‬ ‫ولكن في الشهر الثاني بدأ‬ ‫اس��م «إياد» يص��دح كثيراً‬ ‫بين ج��دران الزنزانة‪ ،‬كما‬ ‫تص��دح أص��وات تعذيب��ه‬ ‫فيها‪ ،‬عندما كانوا يأخذونه‬ ‫إل��ى غرف��ة التعذيب على‬ ‫الجان��ب اآلخر من زنزانتنا‪،‬‬ ‫ليعود والج��روح والكدمات‬ ‫تكس��و وتل��وّن جس��ده‬ ‫العاري‪.‬‬ ‫في إحدى الم��رات‪ ،‬بعد أن‬ ‫أعادوه من غرفة التعذيب‪،‬‬ ‫وبع��د أن كان كل م��ن في‬ ‫الزنزان��ة قد س��مع أصوات‬ ‫تعذيبه��م وش��تمهم ل��ه‪،‬‬ ‫قال ل��ي إي��اد‪« :‬ال تخف يا‬ ‫عمي‪ ،‬سيخرجونك من هنا‬ ‫قريباً‪ ..‬لكن س��يقتلونني‪،‬‬ ‫س��معتهم يقول��ون ذل��ك‪،‬‬ ‫وق��د قلت له��م كل ما أود‬ ‫قوله‪ ،‬قل��ت لهم كم قتلت‬ ‫منهم‪ ،‬وكم كنت سأقتل لو‬ ‫أنني خارج ه��ذه الجدران‪،‬‬ ‫لست خائفاً منهم ولكن لي‬ ‫عندك طلب»‪.‬‬ ‫«عندم��ا تخرج أخب��ر أمي‬ ‫أال تبك��ي عل��يّ‪ ،‬وأن ال‬ ‫تنتظرن��ي‪ ،‬أخبره��ا أنني‬ ‫متُّ كما أُريد‪ ،‬وأنني قمت‬ ‫بواجب��ي وأن��ا راض عم��ا‬

‫فعلت وهو ش��رف لي ولها‬ ‫ف��ي الدنيا واآلخ��رة وإنني‬ ‫ف��رح بلق��اء رب��ي»‪ ،‬وردّد‬ ‫على مسامعي اسم والدته‬ ‫ورق��م هاتفه��م األرضيّ‬ ‫حتى حفظته‪.‬‬ ‫ومن ثقتي به وشدة تعلقي‬ ‫ب��ه حفظت��ه‪ ،‬ف��ي ج��وٍّ ال‬ ‫يسمح لنا ّ‬ ‫بتذكر مثل هذه‬ ‫التفاصي��ل‪ ،‬فه��ول ما نرى‬ ‫ونس��مع ونعيش يُنس��ينا‬ ‫أموراً أهم منها بكثير‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وظل إياد يخ��رج للتعذيب‬ ‫ويع��ود وف��ي ّ‬ ‫كل م��رةٍ‬ ‫تكون ش��دة التعذيب أكبر‬ ‫من س��ابقتها‪ ،‬ولكنه يعود‬ ‫وكأنه��م يؤجل��ون قتل��ه‬ ‫ّ‬ ‫وليتلذذوا‬ ‫ليتس ّلوا به أكثر‪،‬‬ ‫بتعذيب��ه لم��دةٍ أط��ول‪،‬‬ ‫إل��ى أن ق��رروا االس��تمتاع‬ ‫بتعذيبه آلخر مرة‪ ،‬وينهون‬ ‫ذكر اسمه في الزنزانة‪.‬‬ ‫ُفتح باب الزنزانة وس��حب‬ ‫إياد إل��ى غرف��ة التعذيب‪،‬‬ ‫لم أستطع منع نفسي من‬ ‫النظر إليهم وهم يُعذبونه‬ ‫في غرفة التعذيب المقابلة‬ ‫للزنزان��ة‪ ،‬ول��م أس��تطع‬ ‫س��ماع أصوات المس��اجين‬ ‫من حول��ي وه��ي تنهاني‬ ‫عن النظر إليهم من فتحة‬ ‫صغيرة في الب��اب‪ ،‬ورأيت‬ ‫إياد مقي��داً مش��بوحاً أمام‬ ‫جالدين يس��ومونه العذاب‬ ‫ويطلب��ون من��ه أن يق��ول‬ ‫“بش��ار ربي” ليخفّفوا عنه‬ ‫عذابه‪ ،‬ورأيت إياد وسمعته‬ ‫كما س��معه كل م��ن كانوا‬ ‫ينهونني‪ ،‬رأيناه وس��معناه‬ ‫كيف كان ينتفض ويرفض‬ ‫تنفيذ ما يطلبون‪.‬‬ ‫كان إياد يقول‪« :‬اقتلوني‪..‬‬ ‫منيّتك��م عل��ى حذائ��ي‪،‬‬ ‫وسيسقط بش��ار حتى ولو‬ ‫بقي��ت ام��رأة واح��دة ف��ي‬ ‫سوريا تقاتله»‪ ،‬وكانت آخر‬ ‫كلم��اتٍ ردّدها إي��اد قبل‬ ‫أن يب��دأوا باقت�لاع أظافره‬ ‫واحداً تلو اآلخ��ر‪ ،‬وقبل أن‬ ‫يفقؤوا عينيه‪.‬‬ ‫وعندما ش��عروا بالعجز أما‬ ‫صب��ره وصموده‪ ،‬س��حبوه‬ ‫إلى غرف��ةٍ أخرى‪ ،‬واختفى‬

‫صوت إياد وصمتت أصوات‬ ‫التعذي��ب قلي�ل ً‬ ‫ا‪ ،‬بعده��ا‬ ‫فتح��وا لن��ا ب��اب الزنزانة‪،‬‬ ‫وأص��دروا لن��ا أوامره��م‬ ‫بالخروج كما كانوا يفعلون‬ ‫كل يوم لنرى جثث الموتى‬ ‫الممددة في ممرات الفرع‪،‬‬ ‫وليُ��ردّدوا على مس��امعنا‬ ‫كم��ا ف��ي كل ي��وم‪« :‬هذا‬ ‫مصيركم‪ ..‬هذه نهايتكم‪..‬‬ ‫هكذا ستموتون!»‪.‬‬ ‫ولكن هذه المرة لم أستطع‬ ‫سماع أيّ ش��يء‪ ،‬فقد كان‬ ‫إياد قد أصبح واحداً منهم‪،‬‬ ‫وعادت األص��وات لتنهاني‬ ‫ع��ن االقت��راب‪ ،‬وأنا ش��به‬ ‫مغيَّب‪ ،‬ركضت إلى جسده‬ ‫المم��دد في ظ�لام الممر‪،‬‬ ‫اله��ادئ الب��ريء كالطفل‪،‬‬ ‫أقبله من جبينه‪ ،‬ولم أشعر‬ ‫بالسجناء وهم يسحبونني‬ ‫ك��ي ال ألح��ق ب��ه ويك��ون‬ ‫مصي��ري مث��ل مصيره إن‬ ‫رآني أحد كالب األسد‪ ،‬كما‬ ‫كان إي��اد يصفه��م‪ ..‬لق��د‬ ‫قتلوه‪ ..‬نعم قتلوه‪.‬‬ ‫وبع��د ش��هر خرج��ت م��ن‬ ‫المعتق��ل‪ ،‬واتصلت بوالدة‬ ‫إي��اد‪ ،‬جاءتن��ي مس��رعة‪،‬‬ ‫كن��ت محت��اراً كي��ف‬ ‫سأخبرها؟‪ ،‬ظننتها تنتظر‬ ‫من��ي أن أطمئنه��ا‪ ،‬لكنه��ا‬ ‫صدمتن��ي عندم��ا قال��ت‬ ‫فور وصولها‪« :‬أعرف أنهم‬ ‫قتل��وه‪ ،‬لق��د أحسس��ت به‬ ‫ف��ي تلك الليل��ة‪ ،‬وما جئت‬ ‫إال كي أش��م رائحته فيك‪،‬‬ ‫وإني ألحتسبه عند اهلل من‬ ‫الش��هداء»‪ ،‬ومضت أم إياد‬ ‫كأنها صخ��رة أو جبل دون‬ ‫أن ت��ذرف دمع��ة واح��دة‪،‬‬ ‫رأي��ت ابنها فيه��ا‪ ،‬وعرفت‬ ‫من أين استمدّ تلك القوة‪.‬‬ ‫بك��ى «علي» وه��و يردّد‬ ‫فلتفخري ي��ا داريا بابنك‪..‬‬ ‫هنيئاً لك يا داريا بشهيدك‬ ‫«إياد رأف��ت مصطفى حاج‬ ‫إبراهي��م»‪ ..‬وهنيئاً لكِ يا‬ ‫أم إياد‪ ،‬وهنيئ��اً لك يا إياد‬ ‫ً‬ ‫رفيقة في‬ ‫بأمٍّ ستكون لك‬ ‫الجنة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومس��ح دمعة سقطت من‬ ‫عينيه‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 152‬نيس��ان ‪2017‬‬

‫صورة من براري ريف إدلب ‪ -‬آذار ‪ -‬زيتون‬

‫زيتون عضو الشبكة السورية لإلعالم المطبوع‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.