149

Page 1

‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine | zaiton.mag@gmail.com | www.zaitonmag.com‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة‬ ‫السنة الثالثة | ‪ 15‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫العدد‬

‫‪141‬‬

‫تني �إدلب املجفف‪..‬‬ ‫جتارة رائجة رغم احلرب‬ ‫تصوير‪ :‬وسيم درويش ‪ -‬زيتون‬

‫‪ 14‬قرية حمرومة من التدري�س‬ ‫كلي ًا يف ريف �إدلب‬

‫‪4‬‬

‫خبز �إدلب‪� ..‬أ�سعار مرتفعة رغم‬ ‫زحمة الأفران‬

‫‪12‬‬

‫�صيد الطيور‪ ..‬الهواية التي‬ ‫تكرهها احلرب‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫حمالت ت�شجري لعودة الإخ�ضرار والعمل املدين‬ ‫إضاف��ة لحمل��ة تزفي��ت‬ ‫للطرق��ات بنهاي��ة الحمل��ة‬ ‫تزامن��اً م��ع دخ��ول فص��ل‬ ‫الصي��ف بش��كل مرحل��ي‬ ‫وليس نهائي”‪.‬‬ ‫وفي نفس الس��ياق انطلقت‬ ‫ف��ي مدين��ة خ��ان ش��يخون‬ ‫حمل��ة للتش��جير بعن��وان‬ ‫(نغرس ش��جرة نبني وطناً)‬ ‫بالتع��اون م��ع مكت��ب إكثار‬ ‫البذار وعدة منظمات مدنية‬ ‫وأهلية‪.‬‬

‫نهاية احلملة يف‬ ‫ذكرى الثورة‬ ‫�سراقب تبد�أ احلملة‬ ‫انطلقت صباح يوم الس��بت‬ ‫‪« ،2017/2/4‬حمل��ة ربي��ع‬ ‫سراقب للتش��جير»‪ ،‬قام بها‬ ‫المجل��س المحل��ي بالتعاون‬ ‫م��ع مؤسس��ة إكث��ار البذار‬ ‫والدف��اع المدن��ي وجه��از‬ ‫الش��رطة ومتطوعون وعدة‬ ‫فعالي��ات مدنية ف��ي مدينة‬ ‫س��راقب‪ ,‬وابت��دأت الحمل��ة‬ ‫من منطقة الحرش لتش��مل‬ ‫كامل المناطق التي تضررت‬ ‫في المدينة‪.‬‬ ‫«محمد عكلة « نائب رئيس‬ ‫المجل��س المحل��ي ق��ال ل��ـ‬ ‫«زيتون»‪« :‬يق��وم المجلس‬ ‫المحل��ي بالتع��اون م��ع‬ ‫مؤسسة إكثار البذار والدفاع‬ ‫المدني واألخوة المتطوعون‬ ‫وكاف��ة الفعالي��ات المدني��ة‬ ‫في س��راقب بحملة تش��جير‬ ‫واس��عة‪ ,‬حي��ث حصلنا على‬ ‫حوالي ألفين غرس��ة سيتم‬ ‫غرس��ها ف��ي كاف��ة األحياء‬ ‫واألمالك العام��ة والطرقات‬ ‫من أج��ل أن تع��ود المدينة‬ ‫خضراء كسابق عهدها قبل‬ ‫تدمي��ر القص��ف له��ا‪ ،‬كم��ا‬ ‫ته��دف أيضا إل��ى خلق روح‬ ‫التعاون بين كافة الفعاليات‬ ‫وع��ودة العم��ل الجماع��ي‬ ‫وإظه��ار الوج��ه الحض��اري‬ ‫للمدينة»‪.‬‬ ‫نائ��ب مدير مؤسس��ة إكثار‬ ‫البذار «أحمد ش��عبان» قال‬ ‫ل��ـ «زيت��ون» ‪« :‬نقوم ضمن‬ ‫عمل مؤسس��ة إكث��ار البذار‬ ‫للمش��اتل بإنش��اء مش��تل‬ ‫حراج��ي‪ ،‬وق��د بدأن��ا حالي��اً‬

‫‪2‬‬

‫بعملية التش��جير في مدينة‬ ‫سراقب ضمن حملة انطلقت‬ ‫بالتع��اون م��ع المجل��س‬ ‫المحل��ي والدف��اع المدن��ي‬ ‫وبع��ض الفعالي��ات‪ ،‬غايتها‬ ‫إع��ادة تش��جير المناط��ق‬ ‫والمس��احات المتض��ررة و‬ ‫إرج��اع الغط��اء النباتي بعد‬ ‫عمليات القط��ع الجائر التي‬ ‫تعرض��ت له��ا األش��جار في‬ ‫سراقب»‪.‬‬

‫لزيتون‪:‬‬ ‫“ربي��ع بن��ش ه��ي حمل��ة‬ ‫متنوع��ة تتضم��ن إع��ادة‬ ‫تأهي��ل الطرق��ات وترحيل‬ ‫األنق��اض وحمل��ة إعالمي��ة‬ ‫على ج��دران المدينة إلعادة‬ ‫روح الث��ورة إل��ى الش��ارع‪،‬‬ ‫وتأهي��ل وصيان��ة ش��بكة‬ ‫المي��اه والص��رف الصح��ي‬ ‫والخط الكهربائي اإلنساني‪،‬‬ ‫وستقس��م الحمل��ة الى أربع‬ ‫مراحل بإشراف مدير مكتب‬ ‫الخدم��ات ف��ي المجل��س‬ ‫المحل��ي المهن��دس “جمال‬ ‫باج��ان” ونأمل بأن يس��تمر‬ ‫الدعم الالزم إلتمام الحملة‪.‬‬ ‫وأض��اف الهاش��م‪ ” :‬ميزانية‬ ‫الحمل��ة عش��رة أالف دوالر‪،‬‬ ‫س��تكون تش��اركية بي��ن‬ ‫المجلس المحلي والمنظمات‬ ‫المحلي��ة الموج��ودة ف��ي‬ ‫المدين��ة كمنظم��ة س��ابق‬ ‫الخي��رات والدف��اع المدن��ي‬ ‫واللجن��ة الخيري��ة ومرك��ز‬ ‫بنش”‪.‬‬

‫وجاء في البي��ان إن المرحلة‬ ‫األولى ستبدأ بتغطية وسط‬ ‫المدين��ة داعي��اً المواطنين‬ ‫الراغبي��ن بترحيل أنقاضهم‬ ‫أو االستفادة منها‪ ،‬التسجيل‬ ‫في المجلس المحلي اعتباراً‬ ‫من يوم األحد القادم‪ ،‬مشيراً‬ ‫ال��ى أن البقاي��ا س��وف يتم‬ ‫االس��تفادة منها في تحسين‬ ‫الطرقات الترابية الموجودة‬ ‫ضمن المخطط العمراني‪.‬‬

‫وعن تكلفة ترحيل األنقاض‬ ‫أوض��ح الهاش��م‪“ :‬تكلف��ة‬ ‫تأهي��ل الطرق��ات في داخل‬ ‫المدينة س��تكون بدعم من‬ ‫المجل��س ومن الحمل��ة‪ ،‬أما‬ ‫الطرق��ات الت��ي تق��ع خارج‬ ‫مدين��ة بنش وتخ��دم عدداً‬ ‫ال ب��أس ب��ه م��ن الس��كان‬ ‫فسيتقاضى المجلس تكلفة‬ ‫المحروق��ات للش��احنات من‬ ‫األهال��ي فق��ط بالنس��بة‬ ‫لألنق��اض الت��ي يرغب��ون‬ ‫بترحيلها من أمالكهم”‪.‬‬ ‫وأك��د الهاش��م‪“ :‬إن حمل��ة‬ ‫التش��جير س��تكون بالتعاون‬ ‫م��ع مؤسس��ة إكث��ار البذار‪،‬‬

‫ربيعَ يف بن�ش وت�شجري‬ ‫يف خان �شيخون‬ ‫أعل��ن المجل��س المحل��ي‬ ‫لمدين��ة بنش ع��ن انطالق‬ ‫مش��روع ربي��ع بن��ش ي��وم‬ ‫الخمي��س الماضي‪ ،‬يتضمن‬ ‫ترحي��ل أنق��اض الدم��ار‬ ‫وتأهي��ل ش��بكات المي��اه‬ ‫والص��رف الصح��ي وخ��ط‬ ‫الكهرب��اء اإلنس��اني ال��ذي‬ ‫يخدم المشافي واألفران‪.‬‬

‫وق��ال رئي��س المجل��س‬ ‫المحل��ي ف��ي مدين��ة بنش‬ ‫فاضل الحاج هاشم موضحاً‬ ‫نش��اط حمل��ة ربي��ع بن��ش‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫بدأ ع��دد من النش��طاء في‬ ‫مدين��ة إدل��ب حمل��ة «ربيع‬ ‫إدل��ب» قب��ل أيام لتش��جير‬ ‫الجنوب��ي‬ ‫الكورني��ش‬ ‫والغرب��ي ب��ـ ‪ 1000‬غرس��ة‬ ‫قام بها المجلس المحلي في‬ ‫المدينة بالتعاون مع منظمة‬ ‫«بنفسج»‪.‬‬ ‫م��ن جانبها قام��ت «منظمة‬ ‫األمين للمساندة اإلنسانية»‬ ‫و بالتعاون مع الدفاع المدني‬ ‫الس��وري و المؤسسة العامة‬ ‫إلكثار الب��ذار بـ «حملة ربيع‬ ‫إدل��ب» تضمن��ت فعالي��ات‬ ‫مختلف��ة للح��راك المدن��ي‬ ‫وع��دد م��ن النش��اطات‬ ‫الترفيهي��ة لألطفال وطالب‬ ‫الم��دارس وتوزي��ع الهداي��ا‬

‫له��م‪ ،‬باالضاف��ة لرس��م‬ ‫جداريات كبيرة على جدران‬ ‫ع��دد م��ن الم��دن‪ ،‬وم��ن‬ ‫المتوقع استمرار النشاطات‬ ‫المدني��ة للحمل��ة عل��ى أن‬ ‫تختت��م أنش��طتها ف��ي يوم‬ ‫ذك��رى الثورة الس��ورية في‬ ‫آذار المقبل‪.‬‬ ‫وتم في الحملة زراعة أشجار‬ ‫الس��رو والصنوب��ر في عدد‬ ‫من مناطق ريف إدلب‪ ،‬علق‬ ‫عليها بطاقات تحمل أس��ماء‬ ‫الشهداء”‪.‬‬ ‫وق��ال منس��ق الحمل��ة‬ ‫«معاوية الحرصوني»‪:‬‬ ‫«مشاركة عناصر من الجيش‬ ‫الح��ر ف��ي حمل��ة التش��جير‬ ‫جاءت العادة االعتبار لهؤالء‬ ‫المقاتلي��ن‪ ،‬ولس��حب العمل‬ ‫المس��لح إلى س��احة العمل‬ ‫المدن��ي لالعتراف ب��ه ال أن‬ ‫يك��ون ضحيته كم��ا يحصل‬ ‫دوم��ا‪ ،‬حي��ث أن أغلبه��م‬ ‫كانوا متظاهرين وناشطين‬ ‫مدنيي��ن‪ ،‬و ليس��وا وحوش��ا‬ ‫كما يت��م تصويرهم بإعالم‬ ‫النظام»‪.‬‬ ‫تأتي هذه الحمالت لتعوض‬ ‫م��ا خس��رته المحافظة جراء‬ ‫القص��ف الج��وي والحرائ��ق‬ ‫وتحطي��ب األهال��ي ولعودة‬ ‫المحافظة الى سابق عهدها‬ ‫في اإلخضرار‪.‬عل��ى أمل أن‬ ‫تلتحق باقي المدن والبلدات‬ ‫بهذا الربيع‪.‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫ً‬ ‫اخلط الإن�ساين يعود ً‬ ‫ورمزيا للربيد با�ستثناء املياه‬ ‫جمانا للإح�سان‬ ‫خاص زيتون‬ ‫قامت وحدة كهرباء س��راقب‬ ‫بتجهي��ز وصيان��ة الخطوط‬ ‫وش��بكات التغذي��ة لكل من‬ ‫مش��فى اإلحس��ان الخي��ري‬ ‫ومرك��ز بري��د س��راقب أول‬ ‫أم��س بع��د ع��ودة الخ��ط‬ ‫اإلنساني إلى الريف اإلدلبي‬ ‫بشكل عام‪.‬‬ ‫وق��د قامت الوح��دة بإصالح‬ ‫وتجهي��ز محول��ة مش��فى‬ ‫اإلحس��ان الت��ي كان��ت ق��د‬ ‫تعرض��ت لس��رقة (كاب�لات‬ ‫مخ��رج المحول��ة وكاب�لات‬ ‫المحول��ة مع القاطع وكس��ر‬ ‫أح��د عوازل التوت��ر‪ ،‬كما تم‬ ‫أيض��ا إصالح محول��ة البريد‬ ‫بعد وج��ود ثقب في جس��م‬ ‫المحولة تس��بب به القصف‬ ‫العنق��ودي الس��ابق عل��ى‬ ‫المدينة ‪.‬‬ ‫مدير كهرباء سراقب “حسن‬ ‫الحس��ن” ق��ال “لزيت��ون‬ ‫” موضح��ا ع��ودة الخ��ط‬ ‫اإلنس��اني وألي��ة تش��غيله‪:‬‬ ‫“ت��م االتف��اق بي��ن مجلس‬ ‫الش��ورى المدني بس��راقب‬ ‫وإدارة الخدم��ات العامة على‬ ‫تش��غيل الخ��ط اإلنس��اني‬ ‫لتغذي��ة البري��د ومش��فى‬ ‫اإلحس��ان الخي��ري‪ ،‬وقام��ت‬ ‫وح��دة الكهرب��اء بدوره��ا‬ ‫بإيص��ال الخط ال��ى كل من‬ ‫المش��فى والبري��د وإج��راء‬ ‫التصليح��ات الالزم��ة‪ ،‬وهما‬ ‫جاهزت��ان للعم��ل اعتب��ارا‬ ‫م��ن اليوم بع��د وصول خط‬ ‫التفريغ وتغذيتهما‪.‬‬ ‫و” أكد الحس��ن “‪“ :‬أن تغذية‬ ‫مش��فى اإلحس��ان س��تكون‬ ‫مجاني��ة‪ ،‬في حين س��يكون‬ ‫لمؤسس��ة البري��د بس��عر‬ ‫رمزي”‪.‬‬

‫و”أوض��ح الحس��ن “‪“ :‬إن‬ ‫التغذي��ة س��تكون بش��كل‬ ‫مس��تمر ومجان��ي لمش��فى‬ ‫اإلحس��ان فق��ط‪ ،‬أم��ا باقي‬ ‫المؤسس��ات الخدمي��ة مثل‬ ‫األف��ران والمي��اه فهي خارج‬ ‫الخدم��ة في الوق��ت الحالي‬ ‫وخاصة شركة المياه‪ ،‬بسبب‬ ‫الخالف المالي وعدد ساعات‬ ‫التش��غيل بين وح��دة المياه‬ ‫وإدارة الخدم��ات‪ ،‬توقف��ت‬ ‫تغذية الوحدة‪.‬‬ ‫وعن تكرار حوادث السرقات‬ ‫لخط��وط الكهرب��اء ق��ال‬ ‫الحسن‪ :‬منذ الش��هر الثامن‬ ‫ف��ي الع��ام الماض��ي وحتى‬ ‫الش��هر األول ف��ي الع��ام‬ ‫الحال��ي‪ ،‬وقع��ت ‪ 16‬حال��ة‬ ‫س��رقة‪ ،‬بقيم��ة تع��ادل ‪40‬‬ ‫مليون ليرة سورية‪ ،‬وشملت‬ ‫السرقات( شبكات ومحوالت‬ ‫للخط��وط‬ ‫وتجهي��زات‬ ‫الكهربائية)‪ ،‬تقدمنا بشكوى‬ ‫لكل من المحكمة الش��رعية‬ ‫وللمجلس المحلي‪ ،‬ولألسف‬ ‫ما تزال السرقات تتم بشكل‬ ‫يومي دون رادع‪.‬‬ ‫وطالب “الحس��ن” بالتشديد‬ ‫م��ن قبل دور القض��اء وردع‬ ‫اللص��وص وتس��يير دوريات‬ ‫على المراكز بش��كل يومي‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى توعي��ة‬ ‫المواطني��ن بمس��اعدتنا‬ ‫وإبالغنا عن أي حاالت سرقة‬ ‫تحص��ل في أحي��اء المدينة‪،‬‬ ‫وذل��ك بس��بب الخس��ارة‬ ‫الكبي��رة الت��ي تس��ببها‬ ‫لألهالي”‪.‬‬ ‫أس��باب فنية تعي��ق تغذية‬ ‫المياه ف��ي س��راقب بالخط‬

‫وحدة مياه سراقب ‪ -‬زيتون‬ ‫اإلنساني‬ ‫قام��ت إدارة الخدم��ات ف��ي‬ ‫مدين��ة إدل��ب من��ذ يومين‬ ‫بتغذية مش��فى «اإلحسان»‬ ‫الخي��ري مجان��اً ومؤسس��ة‬ ‫البري��د بس��عر رم��زي ف��ي‬ ‫مدين��ة س��راقب بخ��ط‬ ‫الكهرباء اإلنساني‪ ،‬وتساءل‬ ‫مواطنون عن األسباب التي‬ ‫تمنع من تغذية وحدة المياه‬ ‫في المدينة به��ذه الكهرباء‬ ‫وإنهاء مشكلتها‪.‬‬ ‫وقال رئيس مجلس الشورى‬ ‫المدني في مدينة س��راقب‬ ‫«محم��د وجيه حب��ار» وهي‬ ‫الجه��ة صاحب��ة العالقة بما‬ ‫يخ��ص الخ��ط اإلنس��اني أو‬ ‫ما يع��رف بـ (خ��ط التفريغ)‬ ‫موضحاً األسباب لزيتون‪:‬‬ ‫«حالياً هن��اك منظمة تدعم‬ ‫المي��اه ضم��ن عق��د موق��ع‬ ‫مدته س��تة أش��هر‪ ،‬والسبب‬ ‫الرئيس��ي في ع��دم تغذية‬ ‫وح��دة المي��اه في س��راقب‬ ‫بالخ��ط اإلنس��اني هو عدم‬

‫اس��تقرار الخط ومحدوديته‪،‬‬ ‫ألن ق��درة الخط الحالي تبلغ‬ ‫‪ /20/‬فول��ط وه��و ال يكفي‬ ‫لتش��غيل وحدة المياه‪ ،‬ولكن‬ ‫عندما يعود الخط اإلنساني‬ ‫وق��ال مدي��ر وح��دة مياه‬ ‫س��راقب «يحيى الخضر»‬ ‫لزيت��ون‪« :‬خ��ط التفريغ‬ ‫الحال��ي ال��ذي يغ��ذي‬ ‫المنطقة وخاصة مشفى‬ ‫األحس��ان ومرك��ز البريد‬ ‫هو خط ال��ـ ‪ /20/‬الذي ال‬ ‫يفي فنياً ألبار المياه في‬ ‫الوح��دة‪ ،‬ألن ه��ذا الخط‬ ‫يعطي من ‪ 280‬إلى ‪310‬‬ ‫فولط‪ ،‬وهذه القيمة تضر‬ ‫وتخ��رب «الغاطس��ات»‬ ‫وبالتال��ي ال يمكن تغذية‬ ‫المي��اه م��ن ه��ذا الخط‪,‬‬ ‫وقد تس��بب ضعف الخط‬ ‫الحال��ي بأض��رار ألجهزة‬ ‫مرك��ز البري��د نتيج��ة‬ ‫لضعفه ورداءته»‪.‬‬

‫الـ ‪ /66/‬س��نقوم بتغذية أي‬ ‫مؤسس��ة خدمي��ة بكهرب��اء‬ ‫نظامي��ة غي��ر ضعيف��ة أو‬ ‫محدودة وغير منتظمة»‪.‬‬ ‫وأض��اف «الخض��ر»‪« :‬هناك‬ ‫تواص��ل مابي��ن وح��دة‬ ‫المي��اه والجه��ات المعني��ة‬ ‫وحصلن��ا منهم عل��ى وعود‬ ‫قريبة ف��ي حال ت��م تغذية‬ ‫المنطق��ة بالخط اإلنس��اني‬ ‫الـ ‪ /66/‬الذي يفي بالغرض‪،‬‬ ‫وس��تكون ع��دد س��اعات‬ ‫التش��غيل عندها مابين ‪18‬‬ ‫إل��ى ‪ 20‬س��اعة‪ ,‬إضافة إلى‬ ‫مناس��بته لتغذية آبار المياه‬ ‫وذل��ك ألن��ه يعط��ي قيم��ة‬ ‫تتراوح مابين ‪ 380‬إلى ‪400‬‬ ‫فولط»‪.‬‬ ‫وكان��ت ق��د ش��هدت أغل��ب‬ ‫المناطق في ريف إدلب سوءاً‬ ‫بالخدم��ات الس��يما المي��اه‬ ‫واألفران وذل��ك منذ انقطاع‬ ‫الخط اإلنساني الذي كان له‬ ‫دورا هاما في تخفيف العبء‬ ‫عن المؤسسات الخدمية‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪3‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫م�سرح �شبابي �ساخر‬

‫رغم الرقابة األمنية في زمن‬ ‫النظام‪ ,‬وقصف الطائرات التي‬ ‫اس��تهدفت س��راقب في ظل‬ ‫الثورة‪ ,‬ورغم كل الدمار الذي‬ ‫خلفته تلك الطائرات ومعاناة‬ ‫النزوح من المدينة لم يتوقف‬ ‫نش��اط ش��باب س��راقب م��ن‬ ‫الناحية الفنية‪ ,‬حيث نش��طوا‬ ‫بأكثر م��ن مجال ف��ي لوحات‬ ‫تمثيلية ناقدة وغنائية هادفة‬ ‫ومس��رحيات لدع��م األطفال‬ ‫في ظل الظروف الراهنة‪.‬‬ ‫فريق «تجمع شباب سراقب»‬ ‫تشكل عام ‪ ،2006‬وهو عبارة‬ ‫ع��ن مجموع��ة م��ن الش��باب‬ ‫اله��واة للتمثي��ل والمس��رح‪,‬‬ ‫انخرطوا م��ع بداية الثورة في‬ ‫صفوفها وعمل��وا على تقديم‬ ‫لوح��ات فني��ة تحاك��ي الواقع‬

‫وتش��خص عيوب المتسلقين‬ ‫على الثورة‪.‬‬ ‫ب��دأت الفك��رة م��ن مجموعة‬ ‫من الشباب المثقفين بتقديم‬ ‫مقاط��ع وتمثي��ل أدوار فيم��ا‬ ‫بينهم‪ ,‬ومن خالل هذا النشاط‬ ‫ظه��رت العدي��د م��ن مواهب‬ ‫األصدق��اء ف��ي الدراس��ة‪ ,‬ثم‬ ‫ب��دأ «محمد خط��اب « بكتابة‬ ‫النص��وص بأس��لوب فن��ي‬ ‫س��اخر‪ ،‬وأخيه «أحمد خطاب»‬ ‫بإخراجه��ا‪ ،‬و «إيه��اب بك��ور‬ ‫وحسين حسان وبديع خطاب»‬ ‫وآخري��ن غيره��م بتمثيله��ا‪،‬‬ ‫ليت��م عرضه��ا باس��م «فرقة‬ ‫شباب سراقب»‪.‬‬ ‫وكان هدف التجمع في مختلف‬ ‫أعماله معالجة الفساد والنقد‬ ‫البن��اء ل��كل األمور الس��لبية‪,‬‬

‫ومش��اركة الناس ف��ي تنمية‬ ‫المواهب الموجودة عن طريق‬ ‫ش��بيبة الث��ورة س��ابقاً‪ ,‬حيث‬ ‫ظه��رت العديد م��ن المواهب‬ ‫مث��ل الرس��م والموس��يقى‬ ‫والع��رض المس��رحي بفضل‬ ‫ش��باب هذا التجم��ع وقيامهم‬ ‫عل��ى التش��جيع والتدري��ب‬ ‫بشكل مجاني‪.‬‬ ‫«أحم��د خط��اب» أح��د أعضاء‬ ‫تجم��ع ش��باب س��راقب‪،‬‬ ‫ق��ال ل��ـ «زيت��ون»‪« :‬كان‬ ‫هدفن��ا األساس��ي ه��و نق��د‬ ‫الحال��ة الس��لبية ف��ي الحي��اة‬ ‫االجتماعي��ة‪ ،‬وتعرضنا حينها‬ ‫للمضايق��ات واالعتق��ال م��ن‬ ‫قب��ل األم��ن‪ ،‬وذل��ك قب��ل‬ ‫الث��ورة‪ ,‬حي��ث تطرقن��ا ف��ي‬ ‫بعض المس��رحيات إلى خروج‬ ‫الش��عب بمظاهرات للمطالبة‬ ‫بإصالح��ات اقتصادية وليس‬ ‫سياس��ية‪ ,‬وكن��ا ننتظر س��تة‬ ‫أش��هر لص��دور الموافقة من‬ ‫األمن عل��ى الع��رض‪ ,‬وخالل‬ ‫ه��ذه الم��دة كن��ا نتع��رض‬ ‫للض��رب واإلهانات وكانوا في‬ ‫أغل��ب المس��رحيات يقومون‬ ‫بإجبارنا على تغييرها فكانت‬ ‫المعاناة كبيرة وقتها»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬م��ع بداي��ة الثورة‬ ‫توقف��ت الفرق��ة ع��ن عملها‬ ‫بس��بب انش��غال أغل��ب‬ ‫أعضائه��ا بالعم��ل‪ ،‬والبعض‬ ‫منه��م استش��هد واآلخ��ر‬ ‫س��افر‪ ,‬وبالرغم من كل هذه‬ ‫التحدي��ات وبع��د أن أصبح��وا‬

‫أرب��اب أس��ر‪ ,‬ل��م تنقط��ع‬ ‫اجتماعاته��م‪ ،‬وع��اد ليلتئ��م‬ ‫ش��ملهم من جدي��د في بداية‬ ‫عام ‪ ،2014‬ليكمل��وا ما بدأوا‬ ‫به م��ن تصحيح ونقد األخطاء‬ ‫مس��تغلين وج��ود الحري��ة‪،‬‬ ‫وغي��اب أم��ن ورقاب��ة نظ��ام‬ ‫األس��د‪ ،‬ولكن بمسمىً جديد‬ ‫أطلق��وا عليه « تجمع ش��باب‬ ‫سراقب «‪.‬‬ ‫وح��ول تج��اوب األهال��ي‪،‬‬ ‫ق��ال «خط��اب»‪« :‬كن��ا نقدم‬ ‫المسرحيات بدون اسم ونقوم‬ ‫بنش��رها عبر مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي لتظهر ويشاهدها‬ ‫الناس‪ ،‬ونتاب��ع ردود أفعالهم‬ ‫عل��ى المقاط��ع المعروض��ة‪،‬‬ ‫وكان هن��اك أص��داء وقب��ول‬ ‫ورضا في النفوس لما يعرض‬ ‫من مح��اكاة واقعه��م المرير‪,‬‬ ‫كم��ا كن��ا نج��ري اس��تطالع‬ ‫رأي ح��ول المواضي��ع الت��ي‬ ‫س��يتم عرضها الحقاً‪ ,‬وعندما‬ ‫كان يت��م اإلع�لان ع��ن عمل‬ ‫مسرحي للتجمع يرافقه إقبال‬ ‫من داخ��ل س��راقب وخارجها‬ ‫حت��ى أن��ه يص��ل أحيان��اً إلى‬ ‫مناطق ريف حماة»‪.‬‬ ‫وحول النشاطات الحالية‪ ،‬قال‬ ‫«خط��اب»‪« :‬عل��ى الرغم من‬ ‫ظروف الثورة وصعوبة تأمين‬ ‫المعيش��ة وضي��ق الوق��ت‪،‬‬ ‫وال��ذي جع��ل البع��ض م��ن‬ ‫أعضاء التجمع الذين كان لهم‬ ‫تأثير كبي��ر ويملكون مواهب‬ ‫المتعددة يتركون العمل كونه‬

‫مجان��اً وحس��ب اإلمكاني��ات‬ ‫وال يوج��د أي دع��م أو مردود‬ ‫يعوضهم‪ ،‬إال أن التجمع ضمّ‬ ‫ف��ي اآلون��ة األخيرة ‪ 6‬ش��بان‬ ‫ليصبح الع��دد الكلي ألعضاء‬ ‫التجم��ع ‪ 12‬ش��خصاً‪ ،‬يق��وم‬ ‫بع��دة نش��اطات ف��ي التعليم‬ ‫والمس��رح‪ ،‬باإلضاف��ة إل��ى‬ ‫جوالت على المدارس لتقديم‬ ‫ع��روض لألطف��ال لتنمي��ة‬ ‫مواهبه��م وتقدي��م الدع��م‬ ‫النفسي لهم»‪.‬‬ ‫وأض��اف «أحم��د خط��اب»‪:‬‬ ‫«العم��ل حالي��اً قائ��م دون‬ ‫عوائ��ق أو صعوب��ات وأصبح‬ ‫هناك تطورات على مس��توى‬ ‫األجه��زة المس��تخدمة ف��ي‬ ‫العمل‪ ،‬ويسعى التجمع جاهداً‬ ‫إلى التطور وتقديم األفضل»‪.‬‬ ‫وتع��د حمل��ة «ه��ذا رأي��ك»‬ ‫من ب��رز أعم��ال التجمع‪ ،‬وقد‬ ‫أحدث��ت ج��د ًال كبي��راً ح��ول‬ ‫ف��رض رأي عل��ى اآلخري��ن‪،‬‬ ‫وتحدث��ت عن الالفت��ات التي‬ ‫انتشرت على الطرقات‪ ،‬والتي‬ ‫تتن��اول تكفي��ر الديمقراطية‬ ‫والعلماني��ة‪ ،‬واضط��ر التجمع‬ ‫آن��ذاك إليقاف الحمل��ة نتيجة‬ ‫للضغوط التي وقعت عليه‪.‬‬ ‫في حين ب��رزت «حكاية ثورة‬ ‫وعاطلون ع��ن الوطن» كأبرز‬ ‫عم��ل م��ن أعم��ال التجم��ع‬ ‫البالغ��ة ‪ 8‬مس��رحيات‪ ،‬وذلك‬ ‫ألنه��ا تحدث��ت ع��ن هم��وم‬ ‫المواطن‪ ،‬والق��ت قبو ًال وكان‬ ‫لها تفاع ً‬ ‫ال كبيراً بين األهالي‪.‬‬

‫�إح�صائية زيتون لل�شهداء والغارات للن�صف الأول من �شباط‬ ‫وثقت زيتون حصيلة النصف‬ ‫األول من شهر ش��باط لعام‬ ‫‪ 2017‬للش��هداء والغ��ارات‬ ‫الجوي��ة والعبوات الناس��فة‬ ‫في محافظة إدلب‪ ،‬وس��جل‬ ‫النص��ف األول م��ن ه��ذا‬ ‫الش��هر أكثر من ‪ 50‬ش��هيداً‬ ‫مدني��اً كان أغلبه��م ف��ي‬ ‫مجزرة مدين��ة إدلب بتاريخ‬ ‫‪ 2017/2/7‬إذ بل��غ ع��دد‬ ‫الش��هداء حوالي ‪ 30‬شهيداً‪،‬‬ ‫كم��ا س��جل استش��هاد ‪12‬‬ ‫ال وإصابة ‪ /66/‬ش��خصاً‬ ‫طف ً‬ ‫على األقل‪.‬‬

‫ارتجاجي��ة ف��ي بلدت��ي‬ ‫التمانع��ة والهبي��ط‪ ،‬وغ��ارة‬ ‫واحدة بالقنابل الفس��فورية‬ ‫في خان شيخون و‪ 11‬هجمة‬ ‫بالصواري��خ البالس��تية في‬ ‫كل من ادلب وس��راقب وتل‬ ‫مردي��خ وكفرنب��ل وترمال‪،‬‬ ‫كم��ا ش��ن غارتي��ن م��ن‬ ‫الطائرات الرشاشة في بلدة‬ ‫التمانع��ة وبلدة س��كيك و‪5‬‬ ‫غ��ارات من طي��ران التحالف‬ ‫الدول��ي في س��رمين وإدلب‬ ‫و‪ 4‬قصف��ا مدفعي��ا في خان‬ ‫شيخون وبداما‪.‬‬

‫وج��اء ف��ي اإلحصائي��ة إن‬ ‫الطي��ران الروس��ي وطيران‬ ‫النظ��ام قام باس��تهداف ‪27‬‬ ‫موقع��اً ف��ي محافظ��ة إدلب‬ ‫منه��ا ‪ 56‬غ��ارة بالصواريخ‬ ‫الفراغي��ة و‪ 4‬صواري��خ‬ ‫عنقودي��ة و‪ 5‬صواري��خ‬

‫كم��ا ذك��رت اإلحصائي��ة إن‬ ‫‪ 9‬عب��وات ناس��فة انفج��رت‬ ‫في كل م��ن الدانا وش��مال‬ ‫سراقب وعلى طريق الشيخ‬ ‫بح��ر ف��ي إدل��ب وف��ي بلدة‬ ‫حزارين والتح وجسر الشغور‬ ‫وقورقانيا وعلى طريق إدلب‬

‫‪4‬‬

‫معرة مصرين‪ ،‬أس��فرت عن‬ ‫مقتل خمس��ة عناصر منهم‬ ‫عنصرين من هيئ��ة تحرير‬ ‫الشام و ثالثة تابعين لتجمع‬ ‫أبن��اء القادس��ية‪ ،‬كم��ا جرح‬ ‫فيها أكثر من عشرة عناصر‪.‬‬ ‫كم��ا تعرض��ت الم��دارس‬ ‫بدورها ال��ى غارات الطيران‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫الحرب��ي وأحص��ت زيت��ون‬ ‫اس��تهداف ‪ 6‬م��دارس منه��ا‬ ‫«زكري��ا باط��وس و»ثانوية‬ ‫الحري��ة» و «ثانوي��ة‬ ‫المتنب��ي» ف��ي مدينة ادلب‬ ‫بتاري��خ‪ ،2017/2/3‬كم��ا‬ ‫اس��تهدف الطي��ران «ثانوية‬ ‫ومدرس��ة‬ ‫معرتحرم��ة»‬

‫«أحمد ياس��ين» و»مدرس��ة‬ ‫بن��ات معرتحرم��ة» بتاريخ‬ ‫‪2017/2/6‬‬ ‫كم��ا س��جلت اإلحصائي��ة‬ ‫تع��رض «ف��رن مدينة إدلب‬ ‫اآللي» لقصف م��ن الطيران‬ ‫الحربي الروس��ي في مدينة‬ ‫إدلب‪.‬‬


‫مراسلون‬

‫بني "احل�سن" و "الإح�سان"‪..‬‬ ‫تعي�ش �سراقب و�ضع ًا �صحي ًا غاية يف ال�سوء‬ ‫حملت مدينة «س���راقب» ف���ي ريف إدلب على‬ ‫كاهلها مسؤولية العناية الطبية لكافة المناطق‬ ‫المحررة المجاورة لها بد ًء من ريف إدلب إلى ريف‬ ‫حل���ب وغيرها من المناط���ق المجاورة‪ ،‬وصوالً إلى‬ ‫الحدود «السورية‪ -‬التركية» منذ بداية الثورة‪.‬‬ ‫وق���ام أطباء المدين���ة ومش���افيها الخاصة مثل‬ ‫«الشفاء» و»الحسن « بتحمل العبء األكبر‪،‬‬

‫وتعرضت المشافي لقصف متكرر أدى إلى خروج‬ ‫مشفى الشفاء عن الخدمة واستشهاد عدد من‬ ‫كادره الطبي‪ ،‬ليتم افتتاح مش���فى «اإلحس���ان‬ ‫الخي���ري» بعد ذلك لتغطية النقص الحاصل في‬ ‫المراك���ز الطبية‪ ،‬ووقوفاً منها على مس���ؤوليتها‪،‬‬ ‫واستكماالً لما بدأت به مدينة سراقب‪.‬‬

‫خاص زيتون‬

‫م�شفى الإح�سان و�أ�سباب‬ ‫التوقف‬ ‫مش��فى‬ ‫اس��تطاعت‬ ‫«اإلحس��ان» تغطي��ة مدينة‬ ‫س��راقب بش��كل خ��اص‬ ‫والمنطق��ة بش��كل عام من‬ ‫الناحي��ة الطبي��ة‪ ،‬وتطورت‬ ‫بعده��ا لتض��م أقس��اماً‬ ‫عدي��دة أهمه��ا «غس��يل‬ ‫الكلى والعناية المش��ددة»‪،‬‬ ‫وحصلت المشفى على دعم‬ ‫م��ن منظم��ة «ميدي��كال»‪،‬‬ ‫وواصلت المشفى أداء دورها‬ ‫بإخالص‪.‬‬ ‫غي��ر أن ه��ذا الدع��م توقف‬ ‫قبل ع��دة أش��هر وتراكمت‬ ‫الدي��ون على المش��فى ولم‬ ‫يتم دف��ع أجور العاملين مما‬ ‫أدى إلى توقفه��ا عن العمل‬ ‫بش��كل كام��ل ف��ي أواخ��ر‬ ‫كان��ون الثان��ي الماض��ي‪،‬‬ ‫األمر ال��ذي أدى ب��دوره إلى‬ ‫زعزع��ة العم��ل اإلس��عافي‬ ‫الطبي ف��ي المدين��ة‪ ،‬كون‬ ‫المشافي الخاصة الموجودة‬ ‫حالياً وهي مشفى «الحسن»‬ ‫ومش��فى «عب��د الوكي��ل»‬ ‫مش��افٍ متواضع��ة وغي��ر‬ ‫ق��ادرة على تحم��ل الحاالت‬ ‫االس��عافية الصعبة وتفتقد‬ ‫إلى كوادر طبية متخصصة‪،‬‬ ‫ليح��دث توق��ف مش��فى‬ ‫«اإلحسان» فجوة كبيرة في‬

‫القطاع الصح��ي في مدينة‬ ‫سراقب‪.‬‬ ‫«إبراهي��م األس��عد» مدي��ر‬ ‫مش��فى اإلحس��ان أوض��ح‬ ‫ل��ـ «زيت��ون» س��بب توق��ف‬ ‫المشفى قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«إن س��بب توق��ف مش��فى‬ ‫اإلحس��ان هو ع��دم وصول‬ ‫الكلفة التش��غيلية للمشفى‬ ‫منذ ‪ 7‬أش��هر‪ ،‬وعدم وصول‬ ‫رواتب ال��كادر منذ ما يقارب‬ ‫‪ 4‬أش��هر‪ ،‬ويع��ود ذل��ك إلى‬ ‫مش��اكل ف��ي ع��دم ق��درة‬ ‫المنظم��ة الداعم��ة عل��ى‬ ‫تحويل األم��وال إلى الداخل‬ ‫الس��وري بس��بب الحص��ار‬ ‫المف��روض عل��ى المنظم��ة‬ ‫من قبل الحكوم��ة التركية‪،‬‬ ‫ونتيج��ة لذل��ك تراكم��ت‬ ‫الديون علين��ا إلى أن وصلنا‬ ‫إلى عدم القدرة في استمرار‬ ‫العمل وتوقف المشفى حتى‬ ‫إشعار أخر»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وأض��اف «األس��عد»‪« :‬إن‬ ‫الخس��ارة كبيرة ف��ي إغالق‬ ‫المش��فى فه��و الوحي��د في‬ ‫مدينة سراقب الذي يستقبل‬ ‫الح��االت االس��عافية م��ن‬ ‫اإلصابات والحوادث‪ ،‬كما أنه‬ ‫المشفى الوحيد الذي يحوي‬ ‫قس��م لغس��يل الكلى يجري‬ ‫عملي��ات غس��يل كلى ألكثر‬ ‫من ‪ 35‬مريض فشل كلوي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى توقف أكثر من‬

‫‪ 250‬عملي��ة جراحي��ة كانت‬ ‫تت��م في المش��فى ش��هرياً‪،‬‬ ‫وأكث��ر م��ن ‪ 900‬ص��ورة‬ ‫ش��عاعية‪ ،‬وأكث��ر من ‪4000‬‬ ‫تحلي��ل مخبري‪ ،‬وم��ا يعادل‬ ‫‪ 3000‬معاينة شهرياً‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫ع��ن توق��ف قس��م حواضن‬ ‫األطف��ال وقس��م تخطي��ط‬ ‫األعصاب»‪.‬‬ ‫وأشار «األسعد» إلى أن عقد‬ ‫المنظم��ة الداعم��ة ينته��ي‬ ‫ف��ي ‪ ،2017/2/28‬وه��و ما‬ ‫يس��بب صعوبة ف��ي إدخال‬ ‫منظم��ة أخ��رى قب��ل انتهاء‬ ‫العق��د الحال��ي‪ ،‬ولك��ن بعد‬ ‫انتهاء العقد وذلك بعد أيام‪،‬‬ ‫ستكون األمور جلية وواضحة‬ ‫بالنس��بة للمشفى وللداعم‪،‬‬ ‫وق��د تلقين��ا ف��ي المش��فى‬ ‫وع��وداً بح��ل المش��كلة في‬ ‫الوقت القريب وعودة األمور‬ ‫أفض��ل مما كان��ت عليه في‬ ‫السابق»‪.‬‬ ‫ونوّه «األسعد» إلى أن الحل‬ ‫األمث��ل ف��ي تج��اوز المحنة‬ ‫حالياً هو إما دعم المش��فى‬ ‫بالمحروق��ات بمبلغ ‪15000‬‬ ‫دوالر شهرياً‪ ،‬أو تفعيل عمل‬ ‫المس��توصفين الموجودين‬ ‫في مدينة سراقب من خالل‬ ‫الك��وادر المتواج��دة فيه��ا‬ ‫عبر تنظيم ج��دول مناوبات‬ ‫بي��ن األطباء‪ ،‬بحي��ث تكون‬ ‫اإلس��عافات الجراحي��ة مث ً‬ ‫ال‬ ‫ف��ي اإلحس��ان‪ ،‬والداخلي��ة‬ ‫ف��ي مس��توصف‪ ،‬واألطفال‬ ‫ف��ي المس��توصف الثان��ي‪،‬‬ ‫ويك��ون ذل��ك ع��ن طري��ق‬ ‫مديرية الصح��ة حصراً‪ ،‬ألن‬ ‫المنظم��ات ف��ي المرحل��ة‬ ‫القادم��ة س��تبرم عقوده��ا‬ ‫عن طريق مديري��ة الصحة‬ ‫والمجال��س المحلي��ة‪ ،‬وهذه‬ ‫تع��د خط��وة جيدة ‪-‬حس��ب‬ ‫رأي��ه‪ -‬ألن المكت��ب الطب��ي‬ ‫يعتبر الجس��م الع��ام للواقع‬ ‫الصحي في كل منطقة‪.‬‬

‫احلل بتفعيل املكتب‬ ‫الطبي‬ ‫م��ن جانب��ه عض��و المكتب‬ ‫الطبي في مجلس محافظة‬ ‫إدلب «محمد براء الزير» قال‬ ‫لـ «زيتون»‬ ‫‪:‬تكمن المش��كلة في ضعف‬ ‫الوض��ع الطب��ي إل��ى األمور‬ ‫واإلدارات‬ ‫التنظيمي��ة‬ ‫المس��ؤولة ع��ن الواق��ع‬ ‫الصحي‪ ،‬والس��بب الرئيسي‬ ‫ه��و ع��دم وج��ود تنس��يق‬ ‫واعت��راف بي��ن ال��وزارة‬ ‫ومديرية الصحة‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫إلى عدم االعتراف بالمكاتب‬ ‫الطبي��ة الت��ي تع��د ن��واة‬ ‫رئيسية لتسيير أمور الصحة‬ ‫في كافة المناطق المحررة‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى الفصائلي��ة‬ ‫والمحسوبيات ضمن القطاع‬ ‫الطب��ي‪ ،‬وال يعال��ج ذلك إال‬ ‫بتفعيل المكتب الصحي»‪.‬‬ ‫وأض��اف «الزي��ر»‪« :‬تعتب��ر‬ ‫مدينة س��راقب مثال لنجاح‬ ‫العم��ل الطبي الت��ي تحوي‬ ‫كادر مثال��ي م��ن األطب��اء‬ ‫المتميزي��ن‪ ،‬فكثي��ر م��ن‬ ‫الح��االت كن��ا نعالجه��ا في‬ ‫مش��افي س��راقب‪ ،‬ولك��ن‬ ‫معظم المنظم��ات الداعمة‬ ‫ال تعتمد على تسلس��لية وال‬ ‫أمور تدريجية لتأمين الدعم‬ ‫بش��كل كام��ل‪ ،‬مش��يراً إلى‬ ‫وجود ف��روق بي��ن المناطق‬ ‫ف��ي احتوائها على مش��افٍ‬ ‫كبي��رة تض��م اختصاص��ات‬ ‫واس��عة‪ ،‬ومناطق ال تحتوي‬ ‫على مراكز أو مشافي كافية‬ ‫لكنها تقدم الخدمات الطبية‬ ‫بشكل أكبر‪.‬‬ ‫ورأى «الزير» أن الحل يكون‬

‫عبر تفعي��ل المكتب الطبي‬ ‫ضمن المجل��س المحلي في‬ ‫س��راقب حتى يتم التنسيق‬ ‫مع الجهات المعنية لتحسين‬ ‫الواقع الطبي ف��ي المدينة‪،‬‬ ‫حي��ث كان لمدين��ة إدل��ب‬ ‫تجربة س��ابقة ف��ي تدهور‬ ‫الواق��ع الصح��ي وإيج��اد‬ ‫الح��ل بعد تش��كيل المكتب‬ ‫الطب��ي التي ت��م دعمه من‬ ‫كاف��ة الفعالي��ات المدني��ة‬ ‫واالجتماعية والطبية‪ ،‬مبيّناً‬ ‫أن مجل��س محافظ��ة إدلب‬ ‫على أتم االس��تعداد لتقديم‬ ‫أي خدم��ة ف��ي س��راقب‬ ‫وغيرها من المناطق وإعادة‬ ‫التنس��يق بين جميع الجهات‬ ‫المعنية»‪.‬‬ ‫في حي��ن رأى «محم��د حاج‬ ‫قاسم» أحد عناصر منظومة‬ ‫اإلس��عاف ف��ي حديث��ه ل��ـ‬ ‫«زيت��ون»‪« :‬إن نق��ص‬ ‫المش��افي والنق��اط الطبية‬ ‫وع��دم تجهيزه��ا ودعمه��ا‬ ‫داخ��ل المناط��ق المح��ررة‪،‬‬ ‫يخلق معاناة كبي��رة لكوادر‬ ‫اإلس��عاف وللجرح��ى ف��ي‬ ‫خط��ورة اإلصاب��ات وع��دم‬ ‫تحم��ل نقله��ا إل��ى مناطق‬ ‫بعيدة‪ ،‬فعلى س��بيل المثال‬ ‫يتواج��د عل��ى الش��ريط‬ ‫الحدودي بين سوريا وتركيا‬ ‫مش��اف كثي��رة‪ ،‬ف��ي حي��ن‬ ‫يفتق��ر الداخ��ل الس��وري‬ ‫للمستش��فيات‪ ،‬وربما يؤمن‬ ‫إيج��اد مش��فى واح��د عامل‬ ‫في الداخل تقدي��م الخدمة‬ ‫الطبي��ة لعدد م��ن المرضى‬ ‫قد يعادل ما يرد إلى مجموع‬ ‫مش��اف الحدود «الس��ورية‪-‬‬ ‫التركية»‪.‬‬ ‫وق��ال «محمد حاج قاس��م»‪:‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫مراسلون‬ ‫«بعد توقف مشفى اإلحسان‬ ‫أصبحن��ا نعان��ي كثي��راً في‬ ‫العملي��ات اإلس��عافية ونقل‬ ‫والمصابي��ن‬ ‫المرض��ى‬ ‫إل��ى المناط��ق المج��اورة أو‬ ‫الحدودية فقد كان اإلحسان‬ ‫يستقبل جميع الحاالت دون‬ ‫استثناء ويقوم بمعالجتها»‪.‬‬

‫نق�ص الكوادر الطبية‬ ‫يف م�شفى احل�سن‬ ‫وعدم ا�ستقبالها‬ ‫لبع�ض احلاالت �أثارت‬ ‫ا�ستياء �أهايل �سراقب‬ ‫رفضت مشفى «الحسن» في‬ ‫نهاية كانون الثاني الماضي‬ ‫(في األيام األولى من توقف‬ ‫مشفى اإلحس��ان عن العمل‬ ‫بش��كل كام��ل)‪ ،‬اس��تقبال‬ ‫بع��ض الحاالت اإلس��عافية‪،‬‬ ‫م��ن بينها إصابة بحروق في‬ ‫اليد‪ ،‬وأخرى كسر في الفخذ‬ ‫دون أن تقدم لهما المش��فى‬ ‫أية إسعافات أولية‪.‬‬ ‫وأوضح «ليث العبد اهلل» أحد‬ ‫العاملين في الدفاع المدني‬ ‫أنهم قاموا بإس��عاف شخص‬ ‫أصي��ب بحروق الى مش��فى‬ ‫الحس��ن‪ ،‬لكنه��م فوجئ��وا‬ ‫برفض المشفى لتقديم أية‬ ‫إس��عافات أولية أو مسكنات‪،‬‬ ‫بحج��ة ع��دم وج��ود أطب��اء‬ ‫مختصين أو مراهم للحروق‪.‬‬ ‫وأضاف «العبد اهلل»‪:‬‬ ‫«قمن��ا بنق��ل المص��اب إلى‬ ‫س��رمين حي��ث قدم��وا ل��ه‬ ‫اإلس��عافات األولية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ت��م نقل��ه إلى مدين��ة إدلب‬ ‫ليتلق��ى الع�لاج عل��ى أيدي‬ ‫أطباء مختصين»‪.‬‬ ‫كم��ا ق��ال «عب��د اهلل ش��يخ‬ ‫أحمد» أحد عناصر منظومة‬ ‫اإلسعاف في سراقب‪« :‬رفض‬ ‫مشفى الحسن استقبال أحد‬ ‫المصابين بكس��ر في الفخذ‬ ‫وقاموا بتحويله إلى مش��فى‬ ‫عقرب��ات دون أن يقوم��وا‬ ‫بتثبي��ت لكس��ره أو إعطائه‬ ‫مس��كنات م��ا اضطرن��ا إلى‬ ‫تثبي��ت كس��ره في س��يارة‬ ‫اإلسعاف وتقديم المسكنات‬ ‫له من أمام المشفى»‪.‬‬ ‫وأث��ارت الحادثتين وطريقة‬ ‫تعامل المش��فى مع الحاالت‬ ‫اإلس��عافية اس��تياء األهالي‬ ‫ف��ي س��راقب‪ ،‬ال س��يما بعد‬ ‫إغ�لاق مش��فى اإلحس��ان‬ ‫الخيري الوحيد في س��راقب‬ ‫للي��وم الرابع عل��ى التوالي‬

‫‪6‬‬

‫نتيجة لتوقف الدعم عنه‪.‬‬

‫م�شفى احل�سن يرد‬ ‫م��ن جانب��ه أوضح «حس��ن‬ ‫جرود» مدير مشفى الحسن‬ ‫ل��ـ «زيت��ون» مالبس��ات ما‬ ‫جرى بقوله‪:‬‬ ‫«نستقبل في مشفى الحسن‬ ‫جمي��ع الح��االت اإلس��عافية‬ ‫وب��دون اس��تثناء‪ ،‬ولك��ن‬ ‫المش��فى هو قط��اع خاص‬ ‫نق��دم ما نس��تطيع تقديمه‬ ‫من مس��اعدة ومن المعروف‬ ‫أننا ال نتلقى أي دعم من أية‬ ‫جهة»‪.‬‬ ‫وأض��اف «الج��رود»‪« :‬بع��د‬ ‫التهج��م عل��ى المش��فى‬ ‫واتهامن��ا بالتقصي��ر وعدم‬ ‫اس��تقبال المرض��ى أحب أن‬ ‫أوضح أنه ال يوجد أي طبيب‬ ‫في سراقب يختص بالحروق‪،‬‬ ‫وال يمك��ن للمم��رض أن‬ ‫يتص��رف بال طبيب مختص‪،‬‬ ‫ألن ح��االت مث��ل ه��ذه ال‬ ‫تش��خص إال من قبل طبيب‬ ‫مخت��ص يقدر درج��ة الحرق‬ ‫ويصف المسكنات الضرورية‬ ‫والمناسبة للحالة»‪.‬‬

‫المشفى الس��تقبال الحاالت‬ ‫اإلسعافية واإلصابات مجاناً‪،‬‬ ‫موضحا أن أغل��ب األطباء ال‬ ‫يرغبون بالعمل في مش��فى‬ ‫الحس��ن لضع��ف أج��وره‬ ‫المقدم��ة مقارنة م��ع باقي‬ ‫المشافي المدعومة من قبل‬ ‫المنظمات‪.‬‬

‫حلول م�ؤقتة بني حملي‬ ‫�سراقب وال�صحة �إدلب‬ ‫تعيد الإح�سان للعمل‬ ‫عق��د المجل��س المحلي في‬ ‫سراقب بالتعاون مع مديرية‬ ‫الصحة يوم السبت الماضي‬ ‫اجتماع��اً لمناقش��ة الوض��ع‬ ‫الطب��ي والعقب��ات التي يمر‬ ‫به��ا ف��ي المدين��ة مؤخ��راً‪،‬‬ ‫وانتخاب رئيس مكتب طبي‬ ‫في المجلس المحلي‪.‬‬ ‫وت��م خ�لال االجتم��اع الذي‬ ‫حض��ره مدي��ر صح��ة إدلب‬ ‫ومجموع��ة م��ن األطب��اء‬ ‫والصيادلة وبعض الفعاليات‬ ‫المدني��ة‪ ،‬مناقش��ة الواق��ع‬ ‫الطبي واقتراح حلول مؤقتة‬

‫أم��ا ع��ن حال��ة المص��اب‬ ‫بالكس��ر‪ ،‬قال الج��رود‪« :‬لم‬ ‫يك��ن يتواج��د أي طبي��ب‬ ‫عن��د وص��ول المص��اب إلى‬ ‫المشفى‪ ،‬كما أن الكسور في‬ ‫حالة تفتت العظم تستوجب‬ ‫عملي��ة جراحي��ة‪ ،‬األم��ر‬ ‫ال��ذي يُك ّل��ف مبال��غ وأجور‬ ‫للطبي��ب الج��راح والمخ��در‬ ‫وثم��ن األدوات المس��تعملة‬ ‫والقضب��ان‪،‬‬ ‫كالصفائ��ح‬ ‫ونح��ن نض��ع المص��اب‬ ‫بصورة التكلف��ة‪ ،‬فإن وافق‬ ‫نق��وم بتقدي��م الخدمة له‪،‬‬ ‫وف��ي ح��ال رفض��ه فهن��اك‬ ‫مش��اف ميدانية مجانية في‬ ‫المدينة»‪.‬‬ ‫وقال «الجرود»‪« :‬بعد توقف‬ ‫مش��فى “اإلحس��ان” مشفى‬ ‫“الحس��ن” مفت��وح للجمي��ع‬ ‫وأدعو األطباء بش��كل خاص‬ ‫إل��ى العم��ل ف��ي المش��فى‬ ‫بمناوبات‪ ،‬ومش��فى الحسن‬ ‫على اس��تعداد لتقديم كافة‬ ‫اإلس��عافات األولي��ة مجان��اً‬ ‫حس��ب اإلمكانيات المتوفرة‬ ‫لدي��ه‪ ،‬باإلضاف��ة إل��ى عدم‬ ‫تقاضيه��ا أي��ة أج��ور ع��ن‬ ‫اإلقامة في المشفى»‪.‬‬ ‫وطال��ب الج��رود األطب��اء‬ ‫المتواجدي��ن ف��ي مدين��ة‬ ‫س��راقب بالمب��ادرة إل��ى‬ ‫العمل تطوعاً والمناوبة في‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫لتسيير العملية الطبية‪ ،‬من‬ ‫مناوبات لألطب��اء‪ ،‬واالتفاق‬ ‫مبدئي��ا على تغطية الحاالت‬ ‫اإلسعافية من خالل مشفى‬ ‫اإلحس��ان أو أية نقطة طبية‬ ‫أخرى بوج��ود طبيب مناوب‬ ‫وتقدي��م إس��عافات أولي��ة‬ ‫للمريض‪ ،‬ثم ليعطى بعدها‬ ‫الخيار له في اختيار المشفى‬ ‫المناس��ب‪ ،‬إن كان خاص��اً أو‬ ‫عاماً إلج��راء العمل الجراحي‬ ‫إن لزمت حالته‪.‬‬ ‫وتعه��د مدي��ر صح��ة إدلب‬ ‫الدكتور من��ذر خليل بتوفير‬ ‫الدع��م لمش��فى اإلحس��ان‬ ‫مؤقت��اً بطبي��ب من��اوب أو‬ ‫التكف��ل براتبه في مش��فى‬ ‫الحسن الخاص‪.‬‬ ‫كما تم اختيار كل من (حسن‬ ‫ق��دور‪ ،‬عل��ي الفرج‪ ،‬أس��عد‬ ‫عب��ود‪ ،‬زياد صطوف‪ ،‬وغازي‬ ‫حياني) وه��م مجموعة من‬ ‫األطباء والصيادلة كممثلين‬ ‫ع��ن نقاب��ة األطب��اء ف��ي‬ ‫سراقب‪ ،‬س��يختارون مرشحاً‬ ‫لرئاس��ة المكتب الطبي لدى‬ ‫المجل��س المحل��ي لتمثي��ل‬

‫األطباء وتسيير ودعم األمور‬ ‫الطبية في المدينة‪.‬‬ ‫وكان مدير مشفى اإلحسان‬ ‫الخيري في سراقب الدكتور‬ ‫إبراهيم األس��عد ق��د أعلن‬ ‫ي��وم الس��بت الماض��ي عن‬ ‫عودة مش��فى اإلحس��ان إلى‬ ‫العمل بعد توقف دام حوالي‬ ‫األسبوعين‪.‬‬ ‫الجدي��ر بالذك��ر أن مش��فى‬ ‫«اإلحس��ان» الخي��ري ه��و‬ ‫الوحيد الذي كان يغطي قبل‬ ‫توقف��ه ع��ن العم��ل مدينة‬ ‫سراقب وريفها طبياً‪ ،‬ويقدم‬ ‫الخدم��ات الطبية الش��املة‬ ‫للمرضى‪ ،‬ويص��رف األدوية‬ ‫م��ن الصيدلي��ة الملحقة به‬ ‫بش��كل مجاني كونه مشفى‬ ‫خيري‪ ،‬بينما مشفى الحسن‬ ‫مش��فى خ��اص‪ ،‬وتظه��ر‬ ‫الفج��وة الت��ي أحدثها توقف‬ ‫مش��فى اإلحس��ان جليّاً في‬ ‫مدينة س��راقب‪ ،‬ال سيما في‬ ‫ظل تواص��ل القصف وحالة‬ ‫قل��ة الدع��م الس��ائدة ف��ي‬ ‫المنطقة‪.‬‬


‫مجتمع‬

‫ق�صة عائلة �سورية‬ ‫ترك��ت الح��رب الس��ورية‬ ‫آثارها في كل بيت وعائلة‪،‬‬ ‫فلم تعد تخل��و عائلة من‬ ‫شهيد أو معتقل أو مصاب‬ ‫إن ل��م تجم��ع معظمها أو‬ ‫كلها‪ ،‬ولكن أن تجمع عائلة‬ ‫واح��دة م��ا بي��ن الش��هيد‬ ‫والمعتق��ل والمري��ض‬ ‫الوحي��د والنازح ف��ي بلد‪،‬‬

‫وزوجت��ه وأوالده ف��ي بلد‬ ‫آخ��ر‪ ،‬دون أن يس��تطيع‬ ‫أي منه��م الوص��ول إل��ى‬ ‫اآلخر‪ ،‬ليعيشوا في دوامة‬ ‫الوص��ول والحدود والعالج‬ ‫والفقر معا ً‪ ،‬في ظل اليأس‬ ‫واالنهزام الطاغي عليهم‪،‬‬ ‫فهو أمر كبي��ر ال يتعايش‬ ‫معه سوى السوريون‪.‬‬

‫ياسمين محمد‬ ‫«أب��و محمد» رجل س��وري‬ ‫في الس��بعينات م��ن عمره‪،‬‬ ‫خرج��ت عائلت��ه من س��وريا‬ ‫ف��ي بداي��ات ع��ام ‪،2013‬‬ ‫نتيجة قرار إح��دى الفصائل‬ ‫المفاجئ بضرب حاجز قوات‬ ‫األس��د في قريت��ه الصغيرة‬ ‫في ريف درعا‪ ،‬وأمهلت أهالي‬ ‫القرية س��اعتين لمغادرتها‪،‬‬ ‫ول��م يك��ن ل��دى عائلته أي‬ ‫ملج��ئٍ س��وى األردن‪ ،‬لتلجأ‬ ‫إليه��ا على أم��ل العودة بعد‬ ‫أسبوع أو اثنين أو شهر على‬ ‫األكث��ر ريثما ينته��ي نظام‬ ‫األس��د م��ن ص��بّ غضب��ه‬ ‫عل��ى القري��ة بع��د ض��رب‬ ‫حواجزه وتحريره��ا‪ ،‬ويبقى‬ ‫«أبو محم��د» رافضاً الخروج‬ ‫وترك أبنائه المحاصرين في‬ ‫الغوط��ة الش��رقية‪ ،‬وابنتيه‬ ‫المتزوجتين في محافظتين‬ ‫مختلفتي��ن‪ ،‬الس��يما أن زوج‬ ‫الصغ��رى في وض��ع صحيّ‬ ‫سي ٍء للغاية‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫لم يستطع فيه أفراد عائلته‬ ‫الذين لج��ؤوا إلى األردن من‬ ‫الع��ودة‪ ،‬بس��بب ضعف األم‬ ‫صحي��اً ونفس��ياً خوف��اً م��ن‬ ‫قصف األسد وإجرامه‪ ،‬فمنذ‬ ‫اللحظ��ة األولى للثورة كانت‬ ‫«أم محمد» تمرض وتصاب‬ ‫بارتف��اع كبير ف��ي الضغط‬ ‫وما إلى ذلك من أمراض من‬

‫شدة خوفها وفزعها‪.‬‬ ‫ولك��ن ما بقي «أب��و محمد»‬ ‫م��ن أجله ذهب‪ ،‬فقد خس��ر‬ ‫ابن��ه األول ف��ي مج��زرة‬ ‫الغوط��ة‪ ،‬واعتق��ل الثان��ي‬ ‫بع��د أقل م��ن أس��بوع أثناء‬ ‫محاولت��ه مغادرته��ا‪ ،‬ومات‬ ‫أخوه بعد عدة أش��هر‪ ،‬وبقي‬ ‫«أب��و محم��د» عل��ى أم��ل‬ ‫مس��اعدة ابن��ه المعتق��ل‪،‬‬ ‫ومغادرتهما معاً إلى األردن‪،‬‬ ‫إلى أن أغلقت األردن أبوابها‬ ‫في وجه الس��وريين بش��كل‬ ‫كامل‪.‬‬ ‫وأصيب «أبو محمد» بوعكة‬ ‫صحي��ة وأج��رى عملية قلب‬ ‫مفت��وح‪ ،‬واش��تاق ألوالده‬ ‫الذي��ن م��ن الممك��ن أن‬ ‫يراه��م‪ ،‬وألحف��اده الذين ال‬ ‫يعرفه��م س��وى م��ن خالل‬ ‫الص��ور‪ ،‬وق��رر أن يأت��ي‬ ‫لزيارته��م ويع��ود‪ ،‬وتق��دم‬ ‫أبن��اؤه بعدة طلب��ات دخول‬ ‫لوالده��م للجه��ات المعنية‬ ‫في األردن مرفقين التقارير‬ ‫الطبي��ة ل��ه والتعه��دات‬ ‫بعودت��ه بع��د انقض��اء مدة‬ ‫الزي��ارة الت��ي تس��مح ل��ه‬ ‫الس��لطات األردني��ة به��ا‪،‬‬ ‫وقوبلت جميعه��ا بالرفض‪،‬‬ ‫وتس��لل اليأس واالستسالم‬

‫إلى نفوس أفراد عائلته إلى‬ ‫درجة كبيرة بفقد اثنين من‬ ‫إخوته��م وغربتهم وفقرهم‬ ‫الش��ديد وعجزه��م أم��ام‬ ‫القوانين وأم��ام بُعد ووحدة‬ ‫والدهم ومرض والدتهم‪.‬‬ ‫ولكن المأس��اة األكبر كانت‬ ‫عندم��ا اكتُش��ف م��رض‬ ‫الس��رطان لدى «أبو محمد»‬ ‫وحاجت��ه لجرع��ات كيميائية‬ ‫بش��كل فوريّ‪ ،‬ف��ي الوقت‬ ‫الذي كان��ت «أم محمد» فيه‬ ‫مريض��ة وغي��ر ق��ادرة على‬ ‫إعالة نفس��ها‪ ،‬وغي��ر قادرة‬ ‫على ترك أبنائها الذين يكاد‬ ‫يقتلهم الي��أس‪ ،‬وباتوا على‬ ‫حاف��ة الجنون وه��ي معهم‬ ‫فكي��ف به��ا إذا تركته��م‪،‬‬ ‫الس��يما أن الخوف من إجرام‬ ‫األس��د يقتله��ا وه��ي ف��ي‬ ‫األردن‪ ،‬فكي��ف بها إن كانت‬ ‫في سوريا‪،‬‬ ‫وكي��ف له أن ال يقتل أبناءها‬ ‫عليه��ا إن ع��ادت‪ ،‬وكيف لها‬ ‫أن تتركه��م وكيف س��تترك‬ ‫زوجه��ا المريض ال��ذي بات‬ ‫بأم��س الحاج��ة له��ا‪ ،‬وكيف‬ ‫س��تعود وق��د هجّ��ر نظام‬ ‫األس��د أهل قريته��ا مؤخراً‪،‬‬ ‫وأصب��ح زوجه��ا نازح��اً من‬ ‫جدي��د‪ ،‬وأين سيعيش��ون إن‬

‫عادت وهم ال يملكون إيجار‬ ‫منزل وال تكاليف المعيش��ة‬ ‫التي ترتفع يوم��اً بعد يوم‪،‬‬ ‫وزوجه��ا يرف��ض عودته��ا‬ ‫وتشردها مثله‪.‬‬ ‫وم��ن المع��روف طبي��اً أن‬ ‫قدرة األجس��ام عل��ى تحمل‬ ‫الكيميائي��ة‬ ‫الجرع��ات‬ ‫متفاوت��ة‪ ،‬فهناك أجس��ام ال‬ ‫تس��تجيب للجرعات وتحدث‬ ‫الوفاة بمجرد تناول الجرعة‬ ‫األول��ى‪ ،‬وهن��اك أجس��ام‬ ‫تس��تجيب وتب��دأ بالتماث��ل‬ ‫للشفاء حسب درجة المرض‪.‬‬ ‫فه��ل يتركه��ا أبناؤها تعود‬ ‫وهم يعرفون تمام المعرفة‬ ‫أن صحتها ستس��وء أكثر من‬ ‫شدة الخوف؟‬ ‫وف��ي ح��ال ل��م يس��تجب‬ ‫والده��م للع�لاج يفقدون��ه‬ ‫ويفتق��دون وج��ود والدتهم‬ ‫ويعان��ون م��ن تش��ردها‬ ‫ونزوحها ووحدته��ا بد ً‬ ‫ال من‬ ‫والدهم ويخسرون كالهما‪.‬‬ ‫أم يتركونه��ا تنتظ��ر األمل‬ ‫باإلف��راج ع��ن أخيه��م‬ ‫المجه��ول إن كان حي��اً أم‬ ‫ميتاً‪ ،‬والتخفيف عنه إن كان‬ ‫عل��ى قيد الحي��اة وخرج ولم‬ ‫يجد والده بانتظاره؟‬

‫وه��ل يتركونه��ا للب��كاء‬ ‫وحده��ا على أط�لال أبيهم‬ ‫وأخويهم؟!‪،‬‬ ‫أم يمنع��ون والدته��م م��ن‬ ‫العودة إلى س��وريا والوقوف‬ ‫إل��ى جان��ب أبيه��م ف��ي‬ ‫مرضه؟!‪.‬‬ ‫دوام��ة يعيش��ها كل ف��رد‬ ‫صغير وكبير من أفراد عائلة‬ ‫«أب��و محم��د» وحت��ى م��ن‬ ‫أقاربه في س��وريا وخارجها‪،‬‬ ‫إل��ى أن ت��أذن القواني��ن‪،‬‬ ‫وتحي��ط عائلة س��ورية من‬ ‫بين آالف العائالت‪ ،‬ومأس��ا ًة‬ ‫م��ن بي��ن مئ��ات اآلالف من‬ ‫مآس��يهم‪ ،‬ومعان��ا ًة ليس��ت‬ ‫األول��ى ولن تك��ون األخيرة‪،‬‬ ‫وال تقتص��ر عل��ى األردن‪،‬‬ ‫ب��ل تش��مل كل دول اللجوء‬ ‫السوري‪ ،‬بإنسانيتها‪،‬‬ ‫وتبق��ى عائلة «أب��و محمد»‬ ‫بانتظ��ار م��ا س��تحمله لهم‬ ‫األي��ام القادم��ة والجرع��ة‬ ‫األول��ى وطل��ب الدخ��ول‬ ‫الجديد لوالدهم‪..‬‬ ‫هذا إن بقي على قيد الحياة‪،‬‬ ‫وبقيت عائلته تمتلك مزيداً‬ ‫م��ن الق��درة عل��ى الصب��ر‬ ‫والتحمّل‪ ،‬وقلي ً‬ ‫ال من العقل‬ ‫واالستيعاب‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫تحقيق‬

‫دائرة الرقابة الدوائية واملخابر يف مديرية �صحة �إدلب‬ ‫جهود بناءة وتنظيم عايل امل�ستوى‬

‫ت�أ�س�س��ت دائ��رة الرقاب��ة الدوائي��ة يف مديري��ة �صح��ة �إدل��ب يف‬ ‫‪ ،2016/4/1‬ب��كادر نوع��ي من ذوي الكف��اءات العالية من حملة‬ ‫املاجي�ستري والدكتوراه‪ ،‬ومت جتهيز املخابر اخلا�صة بالرقابة الدوائية‬ ‫بالأجه��زة الالزم��ة واحلديثة لتحقي��ق �أهدافه��ا‪ ،‬ومت الحق ًا تو�سيع‬ ‫املخابر و�إ�ضافة العديد م��ن الأجهزة مبا ي�ؤمن زيادة عدد وح�سا�سية‬ ‫ونوعية االختبارات الد�ستورية ال�صيدالنية‪.‬‬ ‫وتتك��ون دائرة الرقابة الدوائية واملخابر من ‪ 6‬وحدات هي «الرقابة‬ ‫الفيزيائي��ة‪ ،‬الرقاب��ة الكيمائي��ة‪ ،‬الرقاب��ة اجلرثومي��ة‪ ،‬الرقاب��ة‬ ‫ال�صيدالنية‪� ،‬ضبط اجلودة‪ ،‬ا�ستالم العينات»‪.‬‬ ‫تعمل دائرة الرقابة الدوائية �ضمن عدة جماالت هي‪:‬‬ ‫وعد البلخي‬

‫ال�سوق الدوائية املحلية‬ ‫حيث تعم��ل دائ��رة الرقابة‬ ‫الدوائية على ضبط الس��وق‬ ‫الدوائي��ة من خ�لال مراقبة‬ ‫المنافذ األساس��ية لل��دواء‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى ج��والت على‬ ‫الصيدلي��ات والمس��تودعات‬ ‫العامة والخاصة‪ ،‬واستصدار‬ ‫التعامي��م الخاص��ة بس��حب‬ ‫األصناف المخالفة وتعميمها‬ ‫عل��ى مناف��ذ بي��ع ال��دواء‬ ‫والنقابات الطبي��ة والمراكز‬ ‫الصحية والمشافي»‪.‬‬ ‫وق��د أصدرت دائ��رة الرقابة‬ ‫الدوائية ف��ي مديرية صحة‬ ‫إدل��ب أكث��ر م��ن تعمي��م‬ ‫يقضي بمنع التداول ببعض‬ ‫المستحضرات وسحب بعض‬ ‫التحضيرات من مستحضرات‬ ‫أخرى وإتالفها الفوري‪ ،‬ومن‬ ‫بينها «مس��تحضر جنتا ‪،40‬‬

‫‪8‬‬

‫ومس��تحضر كيتوتيفي��ن‬ ‫‪ KETOTIPHEN‬المصن��ع‬ ‫من قبل األمي��ن للصناعات‬ ‫الدوائية‪ ،‬ومستحضر ‪KANA‬‬ ‫‪ ،KEMO‬ومس��تحضر ‪ML-‬‬ ‫‪،HYDROCHLORIDE‬‬ ‫ومستحضر نيتروغليسيرين‬ ‫‪،NITROGLYCERIN‬‬ ‫لي��دو‬ ‫ومس��تحضر‬ ‫كائي��ن ‪،LIDO CAINE‬‬ ‫والتحضي��رة رق��م (‪)468‬‬ ‫لمس��تحضر «كالموك��س‬ ‫‪،CLAMOXE 457« 457‬‬ ‫والتحضي��رة رق��م (‪)15‬‬ ‫لمستحضر «كالس��يوم راما‬ ‫‪RAMA‬‬ ‫«‪CALSIUMM‬‬ ‫‪ ،‬كم��ا منع��ت الت��داول‬ ‫بمس��تحضرات مؤسس��ة‬ ‫ع��ز الدي��ن ف��ورم لوج��ود‬ ‫مش��اكل في المستحضرات‬

‫المصنعة من قبلها (‪STRS‬‬ ‫‪ ،)MNTR S+D‬وذل��ك بعد‬ ‫إج��راء التحاليل والفحوصات‬ ‫المخبري��ة والصيدالني��ة‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫الصيدالن��ي «ف��ؤاد هالل»‬ ‫م��ن ري��ف إدل��ب‪ ،‬ق��ال ل��ـ‬ ‫«زيتون»‪« :‬إن مشكلة الدواء‬ ‫الي��وم لم تع��د تقتصر على‬ ‫فقدانه وارتفاع أسعاره وانما‬ ‫تش��مل أيضاً نق��ص الجودة‬ ‫وس��وء التخزي��ن والنق��ل‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الكمية القليلة‬ ‫م��ن الم��واد الفعال��ة الت��ي‬ ‫يحتويه��ا‪ ،‬حيث الحظ بعض‬ ‫األطب��اء والمرض��ى تراج��ع‬ ‫الج��ودة الدوائي��ة مؤخ��راً‪،‬‬ ‫وذل��ك عل��ى خلفي��ة تكرار‬ ‫مراجع��ة المرض��ى لهم بعد‬ ‫المعاين��ة‪ ،‬باإلضاف��ة إل��ى‬ ‫بع��ض الصيدلي��ات الت��ي‬ ‫تعط��ي األصن��اف البديل��ة‬ ‫األقل فعالية»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬ق��ام أح��د‬ ‫المواطني��ن بإعالمنا أن أحد‬ ‫المس��تحضرات الطبي��ة من‬ ‫ن��وع كالموك��س ‪ ،457‬غير‬ ‫قابل لالنحالل في الماء حيث‬ ‫يبق��ى على ش��كل هالمي‪،‬‬ ‫وقد الحظ ذلك بعد ش��رائه‬ ‫للمس��تحضر ومحاول��ة ح ّله‬ ‫للتداوي ب��ه‪ ،‬فقمنا بإعادته‬ ‫الطبي��ة‬ ‫للمس��تودعات‬ ‫الت��ي بدورها قدم��ت طلب‬ ‫لمديرية الصحة بسحب هذه‬ ‫الطبخة من المس��تحضر ذو‬ ‫الرق��م ‪ 468‬لع��دم انحالله‬ ‫وصالحيت��ه‪ ،‬وتم اكتش��اف‬ ‫ذل��ك بع��د تحليل��ه ف��ي‬ ‫المختب��رات الطبية وس��حبه‬ ‫قبل تداوله وانتشاره بشكل‬ ‫أكب��ر‪ ،‬وه��ذه خط��وة هامة‬ ‫من الرقاب��ة لحرصهم على‬ ‫س�لامة المواطن ف��ي الحد‬ ‫م��ن جمي��ع األصن��اف الغير‬ ‫صالحة»‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫عمل ال�صيادلة وامل�ستودعات‬ ‫وضعت دائ��رة الرقابة خطة‬ ‫عم��ل كامل��ة وف��ق ج��دول‬ ‫زمني تشمل كامل محافظة‬ ‫إدل��ب مدينة وريف��اً‪ ،‬بهدف‬ ‫إغالق الصيدليات المخالفة‪،‬‬ ‫وذلك كخطوة أولى لتنظيم‬ ‫عم��ل الصيدلي��ات وضب��ط‬ ‫ت��داول وصرف ال��دواء ومنع‬ ‫االتج��ار باألدوي��ة المخ��درة‬ ‫وضب��ط أس��عار األدوي��ة‪،‬‬ ‫وذلك بع��د كثرة الش��كاوى‬ ‫الواردة للمديرية‪ ،‬بما يخص‬ ‫عم��ل الصيادلة وم��ا له من‬ ‫أثر س��لبي وض��ار على حياة‬ ‫المرضى نتيجة صرف أدوية‬ ‫بشكل خاطئ مما قد يسبب‬ ‫الم��وت أو حدوث تش��وهات‬ ‫لألجن��ة‪ ،‬وكث��رة تعاط��ي‬ ‫األدوية المخدرة‪.‬‬ ‫وقام��ت الدائ��رة بتوجي��ه‬ ‫إن��ذارات ل��ـ ‪ /22/‬صيدلية‪،‬‬ ‫اس��تجابت منه��ا ‪/14/‬‬

‫وآلية معرفتها‪.‬‬ ‫الصيدالن��ي «محمد الخيرو»‬ ‫م��ن ري��ف إدل��ب ق��ال ل��ـ‬ ‫«زيتون»‪« :‬ال ش��ك أن قيام‬ ‫غي��ر المؤهلي��ن بالعمل في‬ ‫الصيدلي��ات يلح��ق الض��رر‬ ‫بالمرضى حيث يقوم هؤالء‬ ‫بص��رف األدوي��ة دون أي‬ ‫معرف��ة ع��ن ه��ذه األدوية‬ ‫وتداخالتها»‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫خطوة دائرة الرقابة في قمع‬ ‫هذه الظاهرة جاءت متأخرة‪،‬‬ ‫ولك��ن أن تص��ل متأخراً خير‬ ‫م��ن أال تصل أب��داً‪ ،‬على حد‬ ‫قوله‪.‬‬ ‫وأض��اف «الخي��رو»‪« :‬نأم��ل‬ ‫تطبي��ق قواني��ن مزاول��ة‬ ‫مهنة الصيدلة بش��كل جيد‬ ‫وإبع��اد المتطفلين عن هذه‬ ‫المهنة ألن الضرر الذي لحق‬ ‫بالصيادلة واألهالي على حد‬ ‫س��واء من جراء وج��ود هذه‬

‫مش���كلة ال���دواء اليوم ل���م تعد تقتصر عل���ى فقدانه‬ ‫وارتف���اع أس���عاره وانما تش���مل أيضاً نق���ص الجودة‬ ‫وس���وء التخزين والنقل‪ ،‬باإلضافة إلى الكمية القليلة‬ ‫من الم���واد الفعالة التي يحتويه���ا‪ ،‬حيث الحظ بعض‬ ‫األطباء والمرضى تراجع الجودة الدوائية مؤخراً‬ ‫صيدلي��ة‪ ،‬وت��م إغ�لاق ‪/8/‬‬ ‫صيدلي��ات ف��ي مدينة إدلب‬ ‫وأريح��ا‪ ،‬وذل��ك بالتعاون مع‬ ‫إدارة مدينة إدل��ب والجهات‬ ‫التنفيذي��ة فيه��ا‪ ،‬كم��ا ت��م‬ ‫توجيه إن��ذارات للصيدليات‬ ‫المخالف��ة ف��ي كل م��ن‬ ‫«س��راقب وبن��ش ومع��رة‬ ‫مصرين»‪.‬‬ ‫وكان��ت «زيت��ون» ق��د‬ ‫رص��دت ف��ي وق��ت س��ابق‬ ‫بعض تأثي��رات الصيدليات‬ ‫المخالف��ة في محافظة إدلب‬ ‫ً‬ ‫مدين��ة وريف��اً‪ ،‬واإلج��راءات‬ ‫الت��ي اتُبع��ت للح��دّ منها‪،‬‬

‫الفئة هو ضرر كبير»‪.‬‬ ‫وق��ال الصيدالن��ي «ف��ؤاد‬ ‫ه�لال»‪« :‬أبلغن��ا المكت��ب‬ ‫الطبي في س��راقب بوجوب‬ ‫مراجعته لك��ي يكون هناك‬ ‫ترخي��ص ل��كل صيدلي��ة‬ ‫وتسجيل شهادة الصيدالني‪،‬‬ ‫كم��ا أبلغن��ا بالق��رار ال��ذي‬ ‫أصدرت��ه مديري��ة الصح��ة‬ ‫والقاضي بإغالق الصيدليات‬ ‫المخالف��ة منه��ا‪ ،‬إذ ت��م‬ ‫افتت��اح ع��دد منه��ا بعه��دة‬ ‫أش��خاص غي��ر جديري��ن‬ ‫به��ذه المهن��ة وال يمتلكون‬ ‫ش��هادة جامعية باختصاص‬


‫تحقيق‬ ‫الصيدل��ة تخوله��م للعم��ل‬ ‫به��ا‪ ،‬إنم��ا يعمل��ون بحج��ة‬ ‫الخبرة والممارس��ة‪ ،‬وقد تم‬ ‫اتخاذ هذا الق��رار كما علمنا‬ ‫بسبب الشكاوى الكثيرة من‬ ‫المواطني��ن عب��ر تجاربه��م‬ ‫مع بعض الصيدلي��ات التي‬ ‫تق��وم بإعطاء أدوي��ة بديلة‬ ‫أو خاطئ��ة تس��ببت ف��ي‬ ‫بعض األحي��ان بتفاقم حالة‬ ‫المريض الصحية»‪.‬‬ ‫وأضاف «ه�لال»‪« :‬ثم أُلحق‬

‫هذا القرار بعدة نقاط هامة‬ ‫مثل تحديد نسبة الربح من‬ ‫أجل توحي��د أس��عار الدواء‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى منع صرف أي‬ ‫ن��وع م��ن األدوي��ة المخدرة‬ ‫إال بموج��ب وصف��ة طبي��ة‬ ‫حديث��ة وتس��جيلها ضم��ن‬ ‫س��جالت خاص��ة والتدقي��ق‬ ‫على عدد األصناف المباعة‪،‬‬ ‫وهذا ضروري لضمان صحة‬ ‫المواط��ن بإعطائ��ه األدوية‬ ‫بشكل سليم ودون مخاطر»‪.‬‬

‫معامل ت�صنيع الأدوية‬ ‫أش��رفت مديرية صحة إدلب‬ ‫عل��ى أول ترخي��ص لمعمل‬ ‫في المناط��ق المحررة‪ ،‬وهو‬ ‫معم��ل «ريف��ا فارما ‪REVA‬‬ ‫‪ ،»PHARMA‬وبذل��ك يت��م‬ ‫إنت��اج األصن��اف الدوائي��ة‬ ‫وتحليلها ف��ي مخابر الرقابة‬ ‫الدوائية إلعط��اء الموافقات‬ ‫الخاص��ة وطرحه��ا ف��ي‬ ‫األسواق‪.‬‬ ‫كم��ا قام��ت دائ��رة الرقابة‬ ‫الدوائي��ة بتوجي��ه إن��ذارات‬ ‫لعدد من المعامل عن طريق‬ ‫الجهات التنفيذية في إدلب‪،‬‬ ‫وذل��ك بس��بب وج��د تل��وث‬ ‫جرثوم��ي بجراثيم ممرضة‪،‬‬ ‫أو لخطأ في دواعي استعمال‬ ‫مستحضر‪ ،‬أو لوجود مشاكل‬ ‫في مستحضراتها‪.‬‬ ‫وقال مدير المكتب اإلعالمي‬ ‫ف��ي المديرية «عب��د العزيز‬ ‫عجين��ة» لـ «زيت��ون»‪« :‬لقد‬ ‫كان لعم��ل دائ��رة الرقاب��ة‬ ‫أطي��ب األث��ر ف��ي نف��وس‬ ‫المواطني��ن الذي��ن كان��ت‬ ‫ش��كاواهم دائم��ا موض��ع‬ ‫اهتمام ومتابع��ة المديرية‪،‬‬ ‫وقد لمس الناس نتائج هذا‬ ‫الجهد واالهتمام‪ ،‬الذي ظهر‬ ‫جلي��اً م��ن خ�لال التواص��ل‬ ‫الش��خصي مع المستفيدين‬ ‫والمجال��س المحلي��ة وعب��ر‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫ويكف��ي أن الن��اس ب��دأت‬ ‫تش��عر بأن هناك من يحمل‬ ‫أمان��ة س�لامتهم وصحتهم‬ ‫وس��ط الفوضى الت��ي تعم‬ ‫البالد»‪.‬‬ ‫وهذا ما أكده «حسين شعبان‬

‫« فن��ي تخدي��ر ف��ي قس��م‬ ‫العمليات ل��ـ «زيتون»‪ :‬نحن‬ ‫كأخصائيي��ن ف��ي التخدي��ر‬ ‫نكون حذرين في اس��تخدام‬ ‫األدوي��ة المخ��درة وخاص��ة‬ ‫عندما تك��ون بديلة للصنف‬ ‫الرئيس��ي إال بإشراف طبيب‬ ‫مخت��ص لما ينت��ج عنها من‬ ‫تأثيرات أحيانا تكون سلبية‬ ‫على المريض»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬إن الق��رارات التي‬ ‫أصدرته��ا مديري��ة الرقابة‬ ‫ضرورية وهام��ة في ضبط‬ ‫األدوي��ة المختلف��ة اإلنت��اج‬ ‫من عدة ش��ركات أو أصناف‬ ‫أجنبي��ة أو مهرب��ة مخالف��ة‬ ‫للمعايير الدوائية‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫التأك��د من ع��دم مطابقتها‬ ‫للمواصفات الدستورية عبر‬ ‫تحليلها وفحصها في مخابر‬ ‫الدائ��رة وبأجه��زة متط��ورة‬ ‫وحديثة قبل االستخدام»‪.‬‬ ‫وق��ال المم��رض «س��رور‬ ‫الش��يخ نجيب» لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«نثم��ن العمل ال��ذي تقوم‬ ‫ب��ه دائ��رة الرقاب��ة وخاصة‬ ‫العم��ل األخي��ر وهو س��حب‬ ‫قس��م من األدوية المخالفة‪،‬‬ ‫الصيدلي��ات‬ ‫وإغ�لاق‬ ‫المخالفة‪ ،‬وأتمنى أن يتطور‬ ‫عمله��ا ليش��مل الش��هادات‬ ‫الطبية المزورة واألش��خاص‬ ‫المخالفين للمهنة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬إن األدوية النفسية‬ ‫ومس��كن األل��م المركزي��ة‬ ‫يج��ب أن تخض��ع لقواني��ن‬ ‫صارم��ة حيث أن انتش��ارها‬ ‫بين الناس يتس��بب بالكثير‬ ‫من الضرر»‪.‬‬

‫التعاون مع معرب باب الهوى‬ ‫تتع��اون دائ��رة الرقاب��ة‬ ‫الدوائية ف��ي مديرية صحة‬ ‫إدلب م��ع معبر ب��اب الهوى‬ ‫الح��دودي م��ع تركي��ا‪ ،‬ف��ي‬ ‫مراقب��ة المنتج��ات الطبي��ة‬ ‫والمنتج��ات‬ ‫البش��رية‪،‬‬ ‫البيطرية‪ ،‬ومع ما تس��تورده‬ ‫المنظم��ات‪ ،‬وذلك من حيث‬ ‫فح��ص الج��ودة ومطابق��ة‬ ‫القياس��ية‬ ‫المواصف��ات‬ ‫والدس��تورية للمنتج��ات‬ ‫فض ً‬ ‫ال ع��ن التأكد من تاريخ‬ ‫صالحياتها‪.‬‬ ‫وتق��وم دائ��رة الرقاب��ة‬ ‫الدوائية ف��ي مديرية صحة‬ ‫إدلب بالتعاون مع معبر باب‬ ‫اله��وى ومخب��ر ب��اب الهوى‬ ‫للرقاب��ة الدوائية‪ ،‬بسلس��لة‬ ‫إج��راءات لتنظي��م دخ��ول‬ ‫المنتج��ات الطبية‪ ،‬تش��مل‬ ‫وج��ود مس��تودع نظام��ي‬ ‫ومرخص ب��إدارة صيدالنية‬ ‫ف��ي المعب��ر‪ ،‬باإلضاف��ة‬

‫إل��ى التأك��د م��ن تفاصي��ل‬ ‫وش��هادات كل ش��حنة وفق‬ ‫المعايي��ر العالمية‪ ،‬وس��حب‬ ‫عينات للتحليل ضمن مخابر‬ ‫الرقاب��ة الدوائي��ة‪ ،‬ونتيج��ة‬ ‫للتنس��يق والتع��اون بي��ن‬ ‫دائرة الرقاب��ة في المديرية‬ ‫ومعبر باب الهوى‪ ،‬فإن جميع‬ ‫األدوية الت��ي دخلت وتدخل‬ ‫عبر المعب��ر تتمتع بفعاليات‬ ‫عالي��ة‪ ،‬وتك��ون مطابق��ة‬ ‫للمواصف��ات الدس��تورية‬ ‫الصيدالنية‪.‬‬ ‫وق��د قام��ت دائ��رة الرقابة‬ ‫ومعب��ر ب��اب اله��وى بإتالف‬ ‫ش��حنات أدوي��ة بيطري��ة‬ ‫لعدم مطابقتها للمواصفات‬ ‫الدس��تورية وذل��ك بع��د‬ ‫إج��راء التحالي��ل المخبري��ة‬ ‫عليها ف��ي دائرة الرقابة في‬ ‫مديري��ة الصحة‪ ،‬وش��حنات‬ ‫ألدوية طبية بشرية منتهية‬ ‫الصالحية‪.‬‬

‫وحول أسباب نشاط المديرية الملحوظ في األونة‬ ‫األخي���رة قال مع���اون مدير صحة إدل���ب الدكتور‬ ‫«عب���د الحكي���م رمضان» ل���ـ «زيت���ون»‪« :‬بدأنا‬ ‫بمشروع ضخم باسم (تمكين مديريات الصحة )‬ ‫م���ع منظمة ‪ giz‬األلمانية منذ ‪ 8‬ش���هور نحصد‬ ‫اآلن النتائج في تطور عمل المديرية»‪.‬‬

‫م�شاريع �إ�ضافية‬ ‫وتق��وم دائ��رة الرقاب��ة‬ ‫الدوائية ف��ي مديرية صحة‬ ‫إدلب‪ ،‬بأعمال أخرى كتقييم‬ ‫تعقي��م المش��افي والمراكز‬ ‫الصحي��ة العام��ة والخاصة‪،‬‬ ‫وتقييم ومراقب��ة المياه في‬ ‫تل��ك المراك��ز‪ ،‬بع��د إج��راء‬ ‫الفحوصات الالزمة عليها‪.‬‬ ‫وق��د أك��د مدي��ر المكت��ب‬ ‫اإلعالم��ي "عب��د العزي��ز‬ ‫عجين��ة" أن مديري��ة صحة‬ ‫إدل��ب تعتب��ر المديري��ة‬ ‫الوحي��دة ف��ي المناط��ق‬ ‫المح��ررة الت��ي تمتلك هذه‬ ‫الدائ��رة المجه��زة بالمخابر‬ ‫بتحلي��ل‬ ‫االختصاصي��ة‬ ‫األدوي��ة ومراقبته��ا‪ ،‬ولذلك‬ ‫تتلق��ى مديري��ة الصح��ة‬

‫بإدلب– دائرة الرقابة‪ ،‬بعض‬ ‫العينات من مديريات الصحة‬ ‫األخ��رى وتق��وم بتحلي��ل‬ ‫العينات‪ ،‬وإرسال النتائج"‪.‬‬ ‫ون��وه "عجين��ة" إل��ى أن‬ ‫المديري��ة مس��تعدة دوم��ا‬ ‫للتع��اون م��ع المديري��ات‬ ‫األخ��رى وجاه��زة للقي��ام‬ ‫ب��كل ما م��ن ش��أنه تحقيق‬ ‫اله��دف وه��و ال��دواء اآلمن‬ ‫والفعال وفي أي بقعة يمكن‬ ‫الوص��ول إليه��ا ف��ي أنح��اء‬ ‫س��ورية‪ ،‬مؤك��داً عل��ى أنها‬ ‫مس��ؤولية مهني��ة وأخالقية‬ ‫ووطنية تلتزم به��ا مديرية‬ ‫الصحة بإدلب‪ ،‬وأن التعاميم‬ ‫الص��ادرة ع��ن مديري��ة‬ ‫صحة إدلب يت��م تبنيها في‬ ‫محافظة حماة وتعتبر نافذة‬ ‫المفعول"‪.‬‬

‫دور و�أهمية دائرة الرقابة‬ ‫وأوضح رئيس دائ��رة الرقابة‬ ‫الدكت��ور "ع�لاء أحم��دو" أن‬ ‫دائ��رة الرقاب��ة الدوائي��ة في‬ ‫مديري��ة الصح��ة بإدلب هي‬ ‫الجه��ة الوحي��دة ف��ي مناطق‬ ‫الش��مال المحرر الت��ي تتولى‬ ‫دوراً رقابي��اً وعلمي��اً مهماً في‬

‫ضبط جودة ال��دواء المتداول‬ ‫في هذه المناطق‪.‬‬ ‫وق��ال "أحم��دو"‪" :‬لق��د كان‬ ‫إحداث دائرة الرقابة الدوائية‬ ‫خط��وة ف��ي غاي��ة األهمية‬ ‫نظ��راً لل��دور ال��ذي تقوم به‬

‫ه��ذه الدائ��رة م��ن مراقب��ة‬ ‫األدوية العاب��رة للحدود عبر‬ ‫منفذ ب��اب اله��وى الحدودي‬ ‫وتحليل العينات ومنح رخص‬ ‫االس��تيراد لألدوية والعقاقير‬ ‫الطبي��ة‪ ،‬كما وتق��وم بمهمة‬ ‫مراقبة الدواء في الصيدليات‬ ‫ومعام��ل األدوية المنتش��رة‬ ‫في المناط��ق الواقعة ضمن‬ ‫مس��ؤوليتها‪ ،‬إضافة لدورها‬ ‫بالتحق��ق م��ن مطابق��ة‬ ‫األدوية المتداولة والمصنعة‬ ‫والمس��توردة للمواصف��ات‬ ‫الدستورية‪ ،‬وإصدار شهادات‬ ‫تحالي��ل معتم��دة‪ ،‬وكان‬ ‫ش��عارها‪ " :‬دواء فعال وآمن‪..‬‬ ‫غايتن��ا" ‪ ،‬حيث يق��وم فريق‬ ‫متخص��ص ومؤهل بعمليات‬ ‫التحلي��ل والمراقبة من خالل‬ ‫أجهزة المعايرة والتحليل" ‪.‬‬ ‫وح��ول أهمي��ة دور دائ��رة‬ ‫الرقابة‪ ،‬ق��ال "أحمدو"‪" :‬بعد‬ ‫ب��دأ الث��ورة ارتفعت نس��بة‬ ‫الوفي��ات إل��ى ‪ 3‬أضع��اف ما‬ ‫قب��ل الح��رب‪ ،‬ونص��ف هذه‬ ‫الزيادة كان بسبب األمراض‬ ‫المزمنة والوبائية التي يعود‬ ‫الس��بب في عالج قسم كبير‬ ‫منه��ا إل��ى األدوية الفاس��دة‬ ‫والغي��ر صالحة ف��ي المرحلة‬ ‫الماضية‪ ،‬وبالتال��ي ما تقوم‬ ‫ب��ه الدائرة له أث��ر فعال في‬ ‫خفض مع��دالت الوفيات في‬ ‫المناطق المحررة‪ .‬وس��يبقى‬ ‫دور دائرة الرقابة هو متابعة‬ ‫الصيدليات وعملها أيضاً‪ ،‬مما‬ ‫يس��اهم في توطي��د النظام‬ ‫الصحي ومن��ع العبث بصحة‬ ‫المواطنين"‪.‬‬ ‫وش��كر مدي��ر المكت��ب‬ ‫اإلعالم��ي "عب��د العزي��ز‬ ‫عجينة" عبر "زيتون" الجهات‬ ‫الت��ي تس��اند دائ��رة الرقابة‬ ‫ف��ي عمله��ا‪ ،‬قائ� ً‬ ‫لا‪" :‬تتقدم‬ ‫مديري��ة الصح��ة بالش��كر‬ ‫ل��كل الجهات التي س��اهمت‬ ‫ف��ي بن��اء ق��درات المديرية‬ ‫وتأمين األجهزة الالزمة ألداء‬ ‫مهامها م��ن جهات ومنظمات‬ ‫محلي��ة ودولية‪ ،‬كم��ا وتأمل‬ ‫اس��تمرار هذا الدعم‪ ،‬وتهيب‬ ‫بالجمي��ع تحمل مس��ؤولياته‬ ‫في الحفاظ عل��ى المنظومة‬ ‫الصحي��ة القائم��ة‪ ،‬فصح��ة‬ ‫المجتم��ع ه��ي مس��ؤولية‬ ‫الجمي��ع‪ .‬وتتمن��ى مواصل��ة‬ ‫تع��اون الجه��ات التنفيذي��ة‬ ‫ف��ي التعامل م��ع المخالفات‬ ‫والسيما الصيدليات والمعامل‬ ‫والش��حنات الدوائي��ة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأس هذه الجه��ات هي إدارة‬ ‫إدل��ب والهيئ��ة اإلس�لامية‬ ‫إلدارة المناط��ق المح��ررة‬ ‫وإدارة معبر باب الهوى"‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫تحقيق‬

‫توقف الدعم ينهي م�سرية جمالت الأطفال‬ ‫بع��د �أن �أ�ضافتني ابنت��ي ذات ‪ 11‬عام ًا �إىلقائم��ة �أ�صدقائها يف‬ ‫�صفحته��ا االلكرتونية‪،‬الحظ��ت �أنها قد �أ�ضاف��ت �إحدى جمالت‬ ‫الأطفال التي توقفت عن ال�صدور منذ �شهر�إىلقائمة �أ�صدقائها‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬وبنظرة من خيبة الأم��ل والف�شل �أجابتني حني �أخربتها‬ ‫�إن جمل��ة زيت��ون وزيتونة الت��ي واكبت بدايته��ا وفرحت بن�شر‬ ‫ر�سومها و�صورها فيها‪ ،‬لن تعود �إىلال�صدور مرة �أخرى‪ ،‬و�أنهيت‬ ‫�أ�سئلتها عن الأ�سباب بجملة ق�صرية "توقف دعمها"‪.‬‬ ‫يف نهاية العام املا�ضي �أبلغت منظمة �سمارت ‪-‬وهي منظمة �سورية‬ ‫�أن�ش�أت يف عام ‪ 2011‬لدعم و�سائل الإعالم امل�ستقلةواملحايدةيف‬ ‫�سوريا‪ -‬عدة �صحف وجمالت بتوقف دعمها لهم‪.‬‬ ‫خاص زيتون‬ ‫وتفاوت تأثي��ر توقف الدعم‬ ‫على الوس��ائل بشكل كبير‪،‬‬ ‫فف��ي حين ل��م تتأثر بعض‬ ‫الوسائل بهذا التوقف نتيجة‬ ‫لمحدودي��ة المبالغ المقدمة‬ ‫من س��مارت ولتوف��ر جهات‬ ‫مانحة أخ��رى لها أكثر كرماً‪،‬‬ ‫أدى التوق��ف لموت وس��ائل‬ ‫أخرى لم تمتلك البديل‪.‬‬ ‫مجالت األطفال الس��بع التي‬ ‫ظه��رت وانتش��رت ورقي��اً‬ ‫والكتروني��اً‪ ،‬تش��ابهت ف��ي‬ ‫ظ��روف نش��وئها وأهدافه��ا‬ ‫وحتى في توقفها‪ ،‬ومن بين‬ ‫تلك المجالت «مجلة زيتون‬ ‫وزيتونة ومجلة طيارة ورق»‬ ‫اللتي��ن أعلن ع��ن توقفهما‬ ‫ف��ي الش��هر األول م��ن هذا‬ ‫الع��ام نتيج��ة لتوق��ف دعم‬ ‫منظمة سمارت لهم‪.‬‬

‫طيارة ورق‪:‬‬ ‫جمهورنا الأطفال‬ ‫املت�ضررين‬

‫ص��در الع��دد األول م��ن‬ ‫مجل��ة طي��ارة ورق بتاري��خ‬ ‫‪ 1‬آذار ‪ ،2013‬وه��ي مجل��ة‬ ‫نص��ف ش��هرية التزم��ت‬ ‫بالص��دور بموعده��ا حت��ى‬ ‫تاريخ توقفه��ا‪ ،‬وتهدف إلى‬ ‫االهتم��ام بحق��وق الطف��ل‬ ‫وألع��اب التفري��غ النفس��ي‪،‬‬ ‫وإبعادهم ع��ن أجواء الحرب‬ ‫والنزاع��ات‪ ،‬كما تش��جعهم‬ ‫على الق��راءة والتعلم خاصة‬ ‫لدى األطفال الذين اضطروا‬ ‫إل��ى ترك المدرس��ة‪ ،‬ليكون‬ ‫الع��دد ‪ 100‬الص��ادر بتاريخ‬ ‫‪ 25‬كان��ون األول ‪ 2016‬هو‬ ‫الع��دد األخي��ر ول��و بش��كل‬ ‫مؤقت‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫بلغ عدد النس��خ المطبوعة‬ ‫م��ن المجلة ما يقارب ‪ 5‬آالف‬ ‫نس��خة ش��هرياً‪ ،‬وزع��ت في‬ ‫شمال س��ورية كحلب وإدلب‬ ‫باإلضافة لمنطق��ة الغوطة‬ ‫الش��رقية التي ت��م التوزيع‬ ‫به��ا بحس��ب اإلمكاني��ات‬ ‫المتوافرة‪.‬‬ ‫رئيسة تحرير المجلة «أسماء‬ ‫بالغ» ش��رحت ل��ـ «زيتون»‬ ‫ع��ن أس��باب توق��ف المجلة‬ ‫ً‬ ‫قائلة‪:‬‬ ‫وظروفها الحالية‬ ‫«اضطررن��ا نتيج��ة لتوق��ف‬ ‫الدعم من منظمة س��مارت‬ ‫الت��ي كان��ت تؤم��ن طباعة‬ ‫وتوزيع المجلة حتى توقفها‬ ‫ع��ن الص��دور‪ ،‬عل��ى أم��ل‬ ‫تطوي��ر المجل��ة والس��عي‬ ‫إليجاد جه��ات مانحة للمجلة‬ ‫ف��ي هذا الوق��ت‪ ،‬وتم إخبار‬ ‫األطف��ال ف��ي آخ��ر ش��هر‬ ‫تش��رين الثان��ي وذل��ك في‬ ‫آخر ع��دد (الع��دد ‪ )100‬بأن‬ ‫المجلة س��تتوقف لفترة من‬ ‫الوق��ت لتحس��ين المحت��وى‬ ‫وتطويره��ا‪ ،‬كما ت��م وضع‬ ‫خب��ر عل��ى صفح��ة المجلة‬ ‫بالتوق��ف‬ ‫االلكتروني��ة‬ ‫المؤقت»‪.‬‬ ‫وع��ن رض��ى فري��ق المجلة‬ ‫ع��ن أدائه��م ف��ي الفت��رة‬ ‫السابقة قالت «بالغ»‪« :‬جزء‬ ‫م��ن األه��داف ق��د تحق��ق‪،‬‬ ‫فمشاركتنا من قبل األطفال‬ ‫برس��ائلهم وخواطره��م‬ ‫رس��ومات‬ ‫وصفح��ات‬ ‫األصدقاء وخواط��ر األطفال‬ ‫ومش��اركة رس��امين بأعمار‬ ‫دون ‪ 18‬عام��اً‪ ،‬كله��ا دالئل‬ ‫عل��ى تحقيق بع��ض النجاح‬ ‫واألهداف»‪.‬‬ ‫وأضاف��ت «ب�لاغ»‪« :‬المجلة‬

‫عزيزة على كل طاقم العمل‬ ‫وال س��يما أن جمهوره��ا هم‬ ‫األطف��ال المتضرري��ن م��ن‬ ‫الح��رب‪ ،‬وق��د أب��دى معظم‬ ‫الرس��امين والكت��اب الذي��ن‬ ‫عملوا معنا أسفهم وحزنهم‬ ‫لتوقف المجلة‪.‬‬ ‫كم��ا وصلتنا رس��ائل ش��كر‬ ‫متمني��ن لن��ا أن نع��ود مرة‬ ‫أخ��رى‪ ،‬أما الصعوب��ات فقد‬ ‫كانت دائم��ا متعلقة بالدعم‬ ‫الم��ادي وتوفي��ر المحت��وى‬ ‫األفضل»‬

‫زيتون وزيتونة ال‬ ‫جدوى للمجلة بدون‬ ‫طباعة‬ ‫«بدأن��ا بالطباع��ة عل��ى‬ ‫طابعة مكتبي��ة صغيرة‪ ،‬كنا‬ ‫نطب��ع ‪ 50‬أو ‪ 100‬نس��خة‬ ‫بش��ق األنفس م��ن األعداد‬ ‫األولى‪ ،‬تعبئة المحابر تركت‬ ‫آثاره��ا عل��ى أصابعنا لفترة‬ ‫طويل��ة‪ ،‬بش��خصين اثني��ن‬ ‫بدأن��ا ث��م ب��دأ الكثي��ر من‬ ‫أش��خاص آخري��ن بالتطوع‬ ‫معنا‪ ،‬بعضهم من المقيمين‬ ‫خارج س��وريا‪ ،‬وقد قدموا لنا‬ ‫األف��كار والقصص المصورة‬ ‫والمترجمة ثم كانت مأس��اة‬ ‫التوزيع ومشاكله»‪ ..‬بهذا بدأ‬ ‫رئيس تحري��ر مجلة زيتون‬ ‫وزيتون��ة «س��ومر كنج��و»‬ ‫حديثه عن بدايات المجلة‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬تتن��وع صفح��ات‬ ‫المجل��ة لتش��مل كل الفئات‬ ‫العمرية لألطفال من ‪16 – 6‬‬ ‫عاماً‪ ،‬منها المواد البس��يطة‬ ‫والحس��اب‬ ‫كاألبجدي��ة‬ ‫والقصص‪ ،‬ومنها التعليمية‬ ‫والتاريخي��ة‬ ‫والرياضي��ة‬ ‫والعلوم وتعلم اللغة العربية‬ ‫والخط واللغة االنكليزية»‪.‬‬ ‫تأسس��ت مجل��ة «زيت��ون‬ ‫وزيتون��ة» ف��ي محافظ��ة‬ ‫إدل��ب‪ ،‬وص��در الع��دد األول‬ ‫منها ف��ي ‪ 2013/3/7‬بهدف‬ ‫توفي��ر وس��ائل تعليمي��ة‬ ‫لألطف��ال‬ ‫وترفيهي��ة‬ ‫السوريين الذين حُرموا من‬ ‫مجالت األطف��ال التي كانت‬ ‫تص��ل إل��ى مناطقه��م كما‬ ‫حرم��وا في كثير من األحيان‬ ‫من مدارسهم‪.‬‬ ‫واس��تمرت بالصدور بشكل‬ ‫ثابت ومنتظم بشكل نصف‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫شهري‪ ،‬وازداد عدد صفحاتها‬ ‫من ‪ 8‬إل��ى‪ 16‬إلى‪ 20‬صفحة‬ ‫لتس��تقر ف��ي النهاي��ة على‬ ‫‪ 16‬صفح��ة‪ ،‬وبع��دد ‪3000‬‬ ‫نسخة كل أسبوعين‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى‪ 1000‬نسخة غير ملونة‬ ‫(أبيض وأسود) كانت تُوزع‬ ‫لفت��رة في مدين��ة دوما في‬ ‫الغوطة الشرقية وما حولها‪،‬‬ ‫وف��ي حل��ب ث��م ف��ي ريف‬ ‫حماة الش��مالي ثم في وقت‬ ‫س��ابق من س��يطرة داعش‬ ‫ف��ي الطبق��ة بري��ف الرق��ة‬ ‫ثم وصل��ت الحق��اً إلى ريف‬ ‫الالذقية‪.‬‬ ‫توق��ف التوزي��ع ف��ي الرقة‬ ‫نتيجة لس��يطرة داعش كما‬ ‫توق��ف توزيعه��ا ف��ي ري��ف‬ ‫دمشق وريف حماة والالذقية‬ ‫نتيجة ع��دم ق��درة منظمة‬ ‫س��مارت عل��ى التوزي��ع في‬ ‫تلك المناطق ليقتصر توزيع‬ ‫المجلة عل��ى محافظة إدلب‬ ‫بع��د س��يطرة النظ��ام على‬ ‫مدينة حلب‪.‬‬ ‫وع��ن أس��باب توق��ف مجلة‬ ‫«زيت��ون وزيتون��ة»‪ ،‬ق��ال‬ ‫«كنج��و» ل��ـ «زيت��ون»‪:‬‬ ‫«الس��بب الرئيس��ي لتوقف‬ ‫مجل��ة زيت��ون وزيتونة عن‬ ‫الص��دور هو توق��ف تمويل‬ ‫المجل��ة من ناحي��ة الطباعة‬ ‫والتوزي��ع‪ ،‬وه��و م��ا كان��ت‬ ‫تتكفل به منظمة س��مارت‪،‬‬ ‫حي��ث تكم��ن المش��كلة‬ ‫األكبر ف��ي توق��ف الطباعة‬ ‫والتوزي��ع‪ ،‬فق��د كان م��ن‬ ‫الممكن أن تستمر المجلة لو‬ ‫أن تمويل الطباعة مس��تمر‪،‬‬ ‫لك��ن ال يمك��ن االس��تمرار‬

‫ب��دون الطباع��ة‪ ،‬ولن يكون‬ ‫هناك ج��دوى إن لم يتصفح‬ ‫الطف��ل المجل��ة بش��كل‬ ‫ورق��ي‪ ،‬فاألطفال ال يقرؤون‬ ‫المج�لات عل��ى االنترن��ت‬ ‫ومن هنا رفضنا االس��تمرار‬ ‫بش��كل الكترون��ي ألنن��ا ال‬ ‫نري��د أن نص��در المجلة من‬ ‫أج��ل البالغي��ن أو م��ن أجل‬ ‫أنفسنا»‪.‬‬ ‫وكان��ت المجلة قد تلقت في‬ ‫الشهر األخير من عام ‪2016‬‬ ‫رس��الة من منظمة سمارت‬ ‫تفيد ب��أن الدعم س��يتوقف‬ ‫في الشهر األول ‪ ،2017‬وجاء‬ ‫هذا القرار بعد ثالث س��نين‬ ‫من دعم المجلة وطباعتها‪.‬‬ ‫وف��ي إجابت��ه ع��ن س��ؤال‬ ‫ح��ول محاوالتهم البحث عن‬ ‫تمويل جديد ضمن ش��بكات‬ ‫لمجالت األطفال قال كنجو‪:‬‬ ‫«حاولن��ا أن نش��كل ش��بكة‬ ‫أطف��ال بالتع��اون م��ع أربع‬ ‫مجالت أخرى‪ ،‬لكن لم نوفق‬ ‫ب��أي دع��م‪ ،‬وبس��بب ضعف‬ ‫تواصلن��ا مع مجلتي��ن هما‪:‬‬ ‫(تي��ن بع��ل‪ ،‬وق��وس قزح)‬ ‫قررن��ا أن نوق��ف الش��بكة‬ ‫لعدم وجود إنتاج مش��ترك‪،‬‬ ‫ثم توقفت مجلة قوس قزح‬ ‫عن الصدور‪ ،‬وقمنا بمحاولة‬ ‫إنشاء شبكة أخرى مع طيارة‬ ‫ورق وزورق‪ ،‬إال أن ق��رار‬ ‫س��مارت ج��اء به��ذه األثناء‬ ‫بتوقف الطباع��ة والدعم ما‬ ‫أنهى محاوالتنا»‪.‬‬ ‫وأش��ار «كنج��و» إل��ى‬ ‫محاوالتهم في إنشاء بعض‬


‫تحقيق‬ ‫التطبيقات االلكترونية التي‬ ‫يمك��ن أن تك��ون بدي ً‬ ‫ال عن‬ ‫المج�لات المطبوعة وتؤدي‬ ‫إل��ى تحقي��ق ذات األهداف‪،‬‬ ‫قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«فكرن��ا بإص��دار تطبيقات‬ ‫الكتروني��ة وه��ي فك��رة‬ ‫جي��دة ج��داً ومازال��ت قائمة‬ ‫ويمكن تنفيذها‪ ،‬ألنها توفر‬ ‫تكالي��ف الطباع��ة وتتجنب‬ ‫التلف وهي س��هلة االنتشار‪،‬‬ ‫ويمك��ن للطف��ل أن يتعل��م‬ ‫من خاللها الحساب والكتابة‬ ‫والح��روف الهجائية‪ ،‬ونمتلك‬ ‫مخزون��اً كبي��راً م��ن المواد‬ ‫التي يمك��ن أن نعيد إنتاجها‬ ‫كص��وت وص��ورة وفيدي��و‬ ‫ومسابقات بشكل تطبيقات‪،‬‬ ‫ورغ��م المنافس��ة الكبي��رة‬ ‫الت��ي س��تواجهنا نتيج��ة‬ ‫للتطبيقات المتوفرة بشكل‬ ‫كبير م��ن كل العالم العربي‬ ‫وه��ي بإمكاني��ات ضخم��ة‪،‬‬ ‫إال أن��ه يمكن لن��ا أن نضفي‬ ‫على تطبيقاتنا الخصوصية‬ ‫الس��ورية والمحلي��ة‪ ،‬لكنن��ا‬ ‫نحتاج أيضاً إل��ى دعم مالي‬ ‫لتنفيذها»‪.‬‬

‫وعن م��دى تحقي��ق المجلة‬ ‫ألهدافه��ا وردود أفع��ال‬ ‫األطفال ح��ول توقف المجلة‬ ‫بع��د أرب��ع س��نوات ق��ال‬ ‫«كنجو»‪:‬‬ ‫«م��ن خ�لال الموزعين في‬ ‫األحي��اء والم��دارس كان‬ ‫األطف��ال يقومون بإرس��ال‬ ‫ورس��ومهم‬ ‫صوره��م‬ ‫ومش��اركاتهم ويطلبون منا‬ ‫نشرها‪ ،‬وقد نقل الموزعين‬ ‫أس��ئلة األطف��ال ع��ن عدم‬ ‫توزيع المجلة واس��تغرابهم‬ ‫لتوقفه��ا‪ ،‬وهن��ا الب��د م��ن‬ ‫اإلق��رار بع��دم رضان��ا ع��ن‬ ‫تواصلنا م��ع األطفال وذلك‬ ‫بس��بب صعوبة الظروف من‬ ‫نزوح وقصف‪ ،‬لكن كنا دائما‬ ‫نفكر بطرق لزيادة تفاعلهم‬ ‫ومش��اركتهم وكن��ا نحرص‬ ‫بش��كل ج��دي عل��ى األخ��ذ‬ ‫بآرائه��م‪ ،‬ربما لم نصل إلى‬ ‫المستوى المطلوب لكن من‬ ‫المؤسف أن تتوقف المجالت‬ ‫اآلن ف��ي وقت لي��س هناك‬ ‫بديل وليس هن��اك مجالت‬ ‫لألطفال اآلن»‪.‬‬

‫كادر املجلة‪ :‬لدينا قلق‬ ‫وعن أراء ال��كادر العامل في‬ ‫مجل��ة «زيت��ون وزيتون��ة»‬ ‫ف��ي إيجاد حلول أوضح‪ ،‬قال‬ ‫كنجو‪:‬‬ ‫«عرض البعض منهم العمل‬ ‫بش��كل تطوعي الس��تمرار‬ ‫صدوره��ا‪ ،‬لك��ن المش��كلة‬ ‫كانت ف��ي تكلف��ة الطباعة‬ ‫وليس��ت ف��ي األج��ور فقط‪،‬‬ ‫ومازال��وا يطرحون األس��ئلة‬ ‫حول إمكاني��ة عودتها حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬لك��ن لدين��ا قل��ق من‬ ‫صدور مجالت أخرى لألطفال‬ ‫له��ا إيديولوجي��ات معين��ة‬ ‫وتوج��ه سياس��ي أو دين��ي‪،‬‬ ‫لي��س لدينا أية مش��اكل مع‬ ‫صدور مجالت جديدة تصدر‬ ‫بإدارات جديدة‪ ،‬ش��رط أن ال‬ ‫تس��تغل األطفال في نش��ر‬ ‫أفكار الكبار‪ ،‬ومن المهم جدا‬ ‫أن تك��ون مج�لات األطفال‬ ‫ل��كل األطف��ال الس��وريين‪،‬‬ ‫وسنس��عد بكل مجلة جديدة‬ ‫شرط حياديتها وهو الشرط‬ ‫ال��ذي وضعناه ألنفس��نا في‬ ‫مجل��ة زيت��ون وزيتونة قبل‬

‫جهل باللغة الرتكية وخط�أ من موظف‬ ‫�أدى حلرمان رجل من عائلته ‪� 5‬سنوات‬ ‫وضحة عثمان‬ ‫أدى جه��ل طبي��ب األس��نان‬ ‫والكاتب السوري "مصطفى‬ ‫عبد الفت��اح" باللغة التركية‪،‬‬ ‫وخط��أ موظ��ف ف��ي دائ��رة‬ ‫الهج��رة ف��ي نارلج��او ف��ي‬ ‫تركي��ا‪ ،‬إل��ى حرم��ان "عب��د‬ ‫الفت��اح" م��ن الع��ودة إل��ى‬ ‫عائلت��ه ف��ي تركي��ا م��دة ‪5‬‬ ‫سنوات‪ ،‬وذلك بعد مغادرته‬ ‫تركي��ا متوجهاً إل��ى الجزائر‬ ‫لع��دة أي��ام فقط‪ ،‬علم��اً أن‬ ‫الدكتور "عبد الفتاح" كان قد‬ ‫حصل على إذن سفر خارجي‬ ‫من وزارة الخارجية التركية‪.‬‬ ‫حي��ث ق��ام موظ��ف الهجرة‬ ‫بالكتاب��ة عل��ى إذن الس��فر‬ ‫بأن الدكت��ور "عب��د الفتاح"‬ ‫دخ��ل تركي��ا م��ن دول��ة‬ ‫آمن��ة ه��ي دول��ة اإلم��ارات‬ ‫العربي��ة المتح��دة‪ ،‬بتاري��خ‬ ‫‪ ،2014/4/5‬وأن��ه بق��ي في‬ ‫تركيا بش��كل غي��ر قانوني‬ ‫حت��ى تاري��خ حصول��ه على‬ ‫بطاق��ة الكيمل��ك ف��ي عام‬ ‫‪ ،2015‬وأن��ه يترت��ب عل��ى‬

‫"عبد الفتاح" دفع غرامة مالية‬ ‫ع��ن تل��ك الم��دة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل��ى أن الموظ��ف أبل��غ "عبد‬ ‫الفتاح" بفحوى الكتاب بوجود‬ ‫ش��اهد‪ ،‬فم��ا كان م��ن إدارة‬ ‫مطار أتات��ورك إال أن أصدرت‬ ‫قرار منع دخ��ول "عبد الفتاح"‬ ‫إل��ى تركي��ا م��دة ‪ 5‬س��نوات‪،‬‬ ‫وقام��وا باحتج��ازه وترحيل��ه‬ ‫إل��ى الجزائ��ر‪ ،‬معتمدين على‬ ‫ما كتب��ه موظف الهجرة‪ ،‬على‬ ‫الرغ��م م��ن أن "عب��د الفتاح"‬ ‫في كل مرة كان يُبرز خطاب‬ ‫الدعوة إلى مهرجان المس��رح‬ ‫العرب��ي المترج��م إل��ى اللغة‬ ‫التركي��ة عند ترجم��ان محلف‬ ‫تحس��باً ألي خط��أ‪ ،‬وكن��ت‬ ‫أطلعه��م عل��ى رق��م وتاريخ‬ ‫كت��اب وزارة الخارجية التركية‬ ‫ال��ذي ين��ص عل��ى موافق��ة‬ ‫منح��ي تأش��يرة دخ��ول م��ن‬ ‫السفارة التركية في الجزائر‪.‬‬ ‫ونفى "عبد الفت��اح" أن يكون‬ ‫موظ��ف الهج��رة ق��د أطلع��ه‬ ‫على فح��وى الكت��اب‪ ،‬مؤكداً‬ ‫جهله باللغة التركية وإال لكان‬ ‫أوضح له اللغط الذي وقع فيه‬

‫الموظف نتيج��ة كثرة األختام‬ ‫والتواري��خ على جواز الس��فر‬ ‫الخ��اص بالكات��ب والدكت��ور‬ ‫"عبد الفتاح"‪.‬‬ ‫وأوضح "عب��د الفتاح" أنه نزح‬ ‫إل��ى تركيا من س��وريا برفقة‬ ‫عائلته ف��ي أواخر عام ‪،2015‬‬ ‫وحصلوا على بطاقة الكيملك‬ ‫بتاري��خ ‪ ،2015/11/3‬ول��م‬ ‫يغ��ادر تركيا منذ ذلك التاريخ‬ ‫باستثناء في إجازة عيد الفطر‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬أم��ا ح��ول اللغ��ط‬ ‫ال��ذي حص��ل ف��ي دائ��رة‬ ‫الهج��رة فه��و بس��بب دخولي‬ ‫وخروج��ي إل��ى تركي��ا ع��دة‬ ‫مرات ف��ي ع��ام ‪ ،2013‬حيث‬ ‫دخل��ت ترنزي��ت إل��ى تركي��ا‬ ‫م��ن س��وريا عب��ر معب��ر باب‬ ‫الهوى بتاري��خ ‪،2013/3/25‬‬ ‫وخرج��ت منه��ا إل��ى اإلمارات‬ ‫العربي��ة المتح��دة م��ن مطار‬ ‫أتات��ورك للمش��اركة ف��ي‬ ‫مس��ابقة أمير الشعراء بتاريخ‬ ‫‪ ،2013/3/26‬ث��م دخل��ت‬ ‫ف��ي الم��رة الثاني��ة ترانزيت‬ ‫أيض��اً بتاري��خ ‪2013/4/5‬‬ ‫م��ن مطار أتات��ورك‪ ،‬وغادرت‬

‫أن نطال��ب أي جه��ة أخ��رى‬ ‫بذلك»‪.‬‬ ‫ق��د يك��ون م��ن مفارق��ات‬ ‫الث��ورة أن المنظم��ات‬ ‫الت��ي وقفت وراء اس��تمرار‬ ‫الكثير من وس��ائل اإلعالم‬

‫ه��ي ذاتها من س��يدق آخر‬ ‫مسمار في نعش الصحافة‬ ‫البديلة المتعثرة أص ً‬ ‫ال ومن‬ ‫المحتوم أن زيتونة وطيارة‬ ‫وق��وس ل��ن تك��ون آخ��ر‬ ‫الوسائل المغلقة‪.‬‬

‫تركي��ا متوجه��اً إل��ى س��وريا‬ ‫عبر معبر ب��اب الهوى بتاريخ‬ ‫‪ ،»2013/4/6‬مؤك��داً أن كافة‬ ‫تل��ك األخت��ام موج��ودة على‬ ‫صفحة واحدة من جواز السفر‬ ‫الخاص به‪ ،‬ويمكن مطابقتها‬ ‫بس��هولة م��ع س��جالت دائرة‬ ‫الهجرة التركية وحركة المعابر‬ ‫لتتبين صحتها‪ ،‬منوّهاً إلى أن‬ ‫موظ��ف الهجرة عل��ى ما يبدو‬ ‫ل��م ينتبه إل��ى التاريخ األخير‬ ‫في الي��وم التالي م��ن دخوله‬ ‫من اإلمارات‪.‬‬

‫فيزا م��ن الس��فارة التركية‬ ‫ف��ي الجزائر من أجل العودة‬ ‫إل��ى تركي��ا‪ ،‬وبالفع��ل أثناء‬ ‫حضوري فعالي��ات مهرجان‬ ‫المسرح العربي في الجزائر‬ ‫حصلت على تأش��يرة دخول‬ ‫م��ن الس��فارة التركي��ة في‬ ‫الجزائ��ر‪ ،‬وكنت مطمئناً ألن‬ ‫أموري كلها نظامية‪ ،‬وعندي‬ ‫تأش��يرة دخول من السفارة‬ ‫التركية في الجزائر"‪.‬‬ ‫وأضاف‪" :‬أنا اآلن في الجزائر‬ ‫ضائع أنتظر العودة لعائلتي‬ ‫الضعيفة المكونة من زوجة‬ ‫حامل في شهرها الخامس‪،‬‬ ‫وث�لاث بن��ات صغي��رات ال‬ ‫يجدن معيناً بعد اهلل سواي"‪.‬‬ ‫وناش��د الكات��ب والدكت��ور‬ ‫"مصطفى عب��د الفتاح" عبر‬ ‫"زيتون" الس��لطات التركية‪،‬‬ ‫النظر في وضعه والتأكد من‬ ‫صحة كالمه‪.‬‬ ‫ه��ذا وتبق��ى حال��ة الكاتب‬ ‫والطبي��ب "مصطف��ى عب��د‬ ‫الفت��اح" إح��دى الح��االت‬ ‫الكثي��رة الت��ي وقع��ت ف��ي‬ ‫صف��وف الس��وريين ف��ي‬ ‫تركيا‪ ،‬نتيجة جهلهم باللغة‬ ‫التركي��ة وتقاعس��هم ع��ن‬ ‫تعلمه��ا‪ ،‬عل��ى الرغ��م من‬ ‫تواجده��م لفترة طويلة في‬ ‫تركيا‪.‬‬

‫وأش��ار "عب��د الفت��اح" إلى أن‬ ‫مغادرت��ه تركي��ا ه��ذه المرة‬ ‫كان��ت نتيج��ة حصول��ه على‬ ‫جائزة الهيئة العربية للمسرح‬ ‫ف��ي مج��ال مس��رح الطف��ل‪،‬‬ ‫وتلقيه دعوة لحضور مهرجان‬ ‫المس��رح العرب��ي‪ /‬ال��دورة‬ ‫التاس��عة التي تقيمه��ا الهيئة‬ ‫العربية للمس��رح في الجزائر‬ ‫من أجل حضور حفل التكريم‪.‬‬ ‫وق��ال "عب��د الفت��اح"‪" :‬ف��ور‬ ‫حصولي على الدعوة‪ ،‬تقدمت‬ ‫بطل��ب إل��ى وزارة الخارجي��ة‬ ‫التركي��ة‪ ،‬وق��د أب��دت وزارة‬ ‫الخارجي��ة التركي��ة تعاونه��ا‬ ‫ـ مش��كورة ـ وأص��درت كتاب��اً‬ ‫يحم��ل رق��م‪)11814458( :‬‬ ‫بتاري��خ‪ 2017/01/03 :‬ينص‬ ‫عل��ى موافقة للحص��ول على‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫مراسلون‬

‫الجئات يف خميم الزعرتي جنحن يف ك�سر �شوكة اجلوع‬

‫لقد تس��بب الصراع في س��وريا بواحدة من أكبر أزمات الهج��رة في العالم‬ ‫في العصر الحديث حيث انتش��ر السوريون في كل أصقاع األرض بحثاً عن‬ ‫األمان وهرباً من موت محتوم‪ .‬لجأ عدد كبير من السوريين إلى األردن فكان‬ ‫حظ فقرائهم أن يسكنوا مخيم الزعتري الذي أنشئ في شمال غرب األردن‬ ‫في تموز عام ‪2012‬ليضم أكثر من ‪ 124000‬الجئ سوري وهو يصنف اآلن‬ ‫بأنه ثاني أكبر مخيم في العالم ورابع مدينة أردنية من حيث عدد السكان‪.‬‬

‫مها خضور‬ ‫يعتبر الالجئين القدامى في‬ ‫المخيم من المحظوظين ألن‬ ‫مس��اكنهم جهزت بالكهرباء‬ ‫وهي أكثر أمنا من المساكن‬ ‫األخ��رى ألنه��ا جه��زت‬ ‫بعناي��ة أكث��ر إال أن تدف��ق‬ ‫الالجئي��ن بأع��داد كبي��رة‬ ‫اضط��ر الحكوم��ة األردني��ة‬ ‫ومفوضي��ة الالجئين لتجهيز‬ ‫خي��م وكرفان��ات دون األخذ‬ ‫باالعتب��ار م��دى صالحيتها‬ ‫وأمنها في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫بكرفاناته البيض��اء وخيامه‬ ‫التي تب��دو وكأنها تاهت في‬ ‫الصحراء المترامية األطراف‬ ‫من حولها يبدو المخيم مكاناً‬ ‫رهيب��اً‪ ،‬لكن��ك وبرغم ذلك‬ ‫تس��تطيع س��ماع ضح��كات‬ ‫النسوة ودردشاتهن القادمة‬ ‫م��ن غرفه��ن الصغي��رة أو‬ ‫م��ن المطاب��خ الجماعي��ة‪.‬‬ ‫ضحكاتهم وثرثراتهم تبعث‬ ‫على التفاؤل حيث لم تستطع‬ ‫الظروف المريرة التي مررن‬ ‫به��ا م��ن تحطي��م قدرتهن‬ ‫عل��ى العط��اء ورغبتهن في‬ ‫الحياة وانطلق��ت كل واحدة‬ ‫منه��ن تبحث ع��ن حلول لها‬ ‫ولعائلتها ليثبت��ن جميعا أن‬ ‫المرأة السورية تخلق الحياة‬ ‫كيفما كانت الظروف‪.‬‬ ‫وال أدع��ي س��عادة ه��ؤالء‬ ‫النس��وة بحي��اة المخي��م‬ ‫ال��ذي يحل��م جمي��ع م��ن‬ ‫في��ه بالرحي��ل عن��ه لش��دة‬ ‫قس��وته حت��ى أن الكثيرين‬ ‫منهم يطلقون عليه أس��ماء‬ ‫كالسجن أو جهنم أو المنفى‬ ‫وغيرها‪ ،‬لكن جهود النس��اء‬

‫‪12‬‬

‫وس��عيهن لحي��اة أفض��ل ال‬ ‫يمك��ن تجاهله��ا وخاصة أن‬ ‫نسبة ‪ % 54‬من سكان مخيم‬ ‫الزعتري هم من اإلناث وأن‬ ‫‪ % 42‬من نس��اء المخيم هم‬ ‫معيالت ألسرهن‪.‬‬ ‫تحاول النسوة داخل المخيم‬ ‫فعل كل ما أمكن في سبيل‬ ‫البق��اء وتس��تفيد المرأة من‬ ‫أي ش��يئ أتيح له��ا‪ ،‬فداخل‬ ‫الخيمة يمكن��ك رؤية بعض‬ ‫العلب المعدنية الفارغة وقد‬ ‫أصبحت أواني مطبخ مث ً‬ ‫ال أو‬ ‫بع��ض المالب��س الرثة وقد‬ ‫تحول��ت إل��ى غط��اء للنوم‪.‬‬ ‫ولك��ن هناك عدد ال بأس به‬ ‫من النس��اء ممن اس��تطعن‬ ‫القيام بأعمال ت��درّ عليهم‬ ‫وعلى أس��رهن بعض المال‬ ‫ال��ذي يمك��ن أن يعينه��م‬ ‫ويكفيهم شرّ التسول‪.‬‬ ‫وإذا تجول��ت ف��ي الش��ارع‬ ‫الرئيس��ي في المخيم والذي‬ ‫اعتاد الس��كان على تسميته‬ ‫بالس��وق تقابلك العديد من‬ ‫النس��وة والفتي��ات اللوات��ي‬ ‫تبع��ن ما صنعن م��ن طعام‬ ‫شهي كالمكدوس والمخلالت‬ ‫وبع��ض الحلويات الس��ورية‬ ‫كالهريسة والمشبك وغيرها‬ ‫الكثي��ر‪ .‬تبي��ع النس��وة م��ا‬ ‫تنتجنه لبقي��ة أبناء المخيم‬ ‫وأحيان��ا تس��تطعن الذهاب‬ ‫خارج��ه وبيعه��ا للمواطنين‬ ‫األردنيين بسعر أفضل‪.‬‬ ‫س��هام ق��داح‪ -26‬عام وهي‬ ‫أم لثالث��ة أطف��ال تق��ول‬ ‫‪»:‬الحم��دهلل أنني أتمكن من‬

‫بيع م��ا أصنع م��ن مكدوس‬ ‫ومخل��ل خ��ارج المخي��م ألن‬ ‫الس��عر هناك جيد وأستطيع‬ ‫بهذا المال ش��راء ما يحتاجه‬ ‫أطفالي م��ن مالبس وطعام‬ ‫دون أن أضط��ر ألن أمد يدي‬ ‫ألح��د‪ ..‬أن نك��ون الجئين ال‬ ‫يعن��ي بالضرورة أن نش��عر‬ ‫بالعجز فاإلنس��ان يس��تطيع‬ ‫التأقلم مع كل الظروف» ثم‬ ‫تبتس��م بخجل وتقول‪« :‬في‬ ‫البداي��ة كن��ت أخج��ل كثيرا‬ ‫عندم��ا آخ��ذ الطع��ام الذي‬ ‫صنعته وأجلس في الش��ارع‬ ‫بانتظار من يش��تريه ولكني‬ ‫اآلن تج��اوزت ذل��ك الخج��ل‬ ‫فأطفال��ي بحاجت��ي وأن��ا ال‬ ‫أستطيع فعل أي شيء آخر»‪.‬‬ ‫غالبي��ة الالجئي��ن ف��ي‬ ‫مخي��م الزعت��ري ه��م م��ن‬ ‫أبن��اء محافظة درع��ا الذين‬ ‫اضط��روا إلى الف��رار باتجاه‬ ‫األردن طلب��اً لألم��ان ولكن‬ ‫أكثره��م صدمته��م مناظر‬ ‫الخي��ام والكرفان��ات ف��ي‬ ‫الم��كان الصح��راوي ال��ذي‬ ‫اختير له��م وهم من اعتادوا‬ ‫على العيش ف��ي درعا التي‬ ‫لقب��ت بأنه��ا س��لة الغ��ذاء‬ ‫الس��ورية لكث��رة مزروعاتها‬ ‫ووفرته��ا‪ .‬ولك��ن الواق��ع‬ ‫الجدي��د ف��رض عليه��م‬ ‫خي��ارات صعبة باالكتفاء بما‬ ‫تقدمه لهم إدارة المخيم من‬ ‫مالبس وطعام أو البحث عن‬ ‫حلول مؤقتة وبشكل فردي‪.‬‬ ‫فانبرت العديد من النس��وة‬ ‫للبح��ث عن أعمال تتناس��ب‬ ‫مع ما اكتس��بن م��ن معارف‬ ‫ومهارات سابقة بغية تأمين‬ ‫أي مبلغ إضاف��ي يفيد بقية‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫أفراد األسرة‪.‬‬ ‫أم خالد‪ -53‬ع��ام هربت مع‬ ‫عائلته��ا م��ن مدينة بصرى‬ ‫الشام قبل ما يقارب العامين‬ ‫وهي أم لس��بعة أبناء وجدة‬ ‫لخمس��ة أحفاد جلس��ت في‬ ‫أح��د ش��وارع مدين��ة إرب��د‬ ‫وأمامها سلة مليئة بالبامياء‬ ‫الت��ي كان��ت تعم��ل عل��ى‬ ‫تقميعها قالت‪:‬‬ ‫«لس��ت س��عيدة بجلوس��ي‬ ‫ف��ي الش��ارع والعم��ل من��ذ‬ ‫الصب��اح الباك��ر حت��ى فترة‬ ‫الظهي��رة وأنا الت��ي تعودت‬ ‫عل��ى الجلوس ف��ي مضافة‬ ‫يرم��ح فيه��ا الخيّ��ال لك��ن‬ ‫الظرف تغي��ر وعلي أن أقدم‬ ‫ما أس��تطيع في سبيل إنقاذ‬ ‫من تبقى من أفراد العائلة»‬ ‫ثم تابعت كالمها وقالت‪:‬‬ ‫«أن��ا أقم��ع البامي��اء وأحيانا‬ ‫أحف��ر الكوس��ا والباذنج��ان‬ ‫وتأت��ي النس��اء م��ن الح��ي‬ ‫لتطل��ب من��ي القي��ام بهذه‬ ‫األعم��ال مقابل بعض المال‬ ‫وأدع��و رب��ي كل صب��اح أن‬

‫يعطين��ي المزيد من الصحة‬ ‫ألساعد أبنائي»‪.‬‬ ‫رنا عوي��دات‪ -17‬عام تقول‪:‬‬ ‫ذهبت إلى إح��دى المدارس‬ ‫الموجودة في المخيم وكنت‬ ‫أتمن��ى أن أكم��ل تعليم��ي‬ ‫فمن��ذ صغ��ري كن��ت أحلم‬ ‫ب��أن أصبح معلم��ة ولكن ال‬ ‫توج��د جامع��ة ف��ي المخيم‬ ‫وأهلي ل��ن يتمكنوا من دفع‬ ‫تكالي��ف المواص�لات إل��ى‬ ‫الجامعة ل��ذا قررت أن أتعلم‬ ‫مهنة أس��تفيد منها وبالفعل‬ ‫تعلمت صناعة ربطاة الشعر‬ ‫وبع��ض أدوات الزين��ة وأن��ا‬ ‫أق��وم بصنعها ف��ي المنزل‬ ‫وبيعه��ا ألحد الصالونات هنا‬ ‫ف��ي المخي��م‪ ،‬إنه��ا ال توفر‬ ‫لي مبلغ��ا كبيرا م��ن االمال‬ ‫ولكنه��ا أفضل من ال ش��يء‬ ‫كم��ا أنن��ي س��أتعلم مهن��ة‬ ‫تصفي��ف الش��عر ف��ي ذلك‬ ‫الصال��ون‪ ..‬الالج��ئ ضعيف‬ ‫جداً ف��ي هذا البل��د ويحتاج‬ ‫إلى مهنة تستره»‪.‬‬


‫اقتصاد‬

‫جبل بلدة "حا�س"‬

‫بني التق�سيم وا�ستيالء الأهايل‬ ‫بعد تحرير محافظة إدلب في‬ ‫آذار عام ‪ ،2015‬وبدء القصف‬ ‫على المحافظة‪ ،‬وضع الكثير‬ ‫من أبن��اء بلدة ح��اس بريف‬ ‫إدلب الجنوب��ي أيديهم على‬ ‫مس��احات من الجب��ل الواقع‬ ‫في ش��مال البل��دة‪ ،‬والواقع‬ ‫على مساحات واسعة صالحة‬ ‫لبناء ش��قق سكنية ومصالح‬

‫أحمد عكلة‬ ‫وضع��ت بلدي��ة ح��اس قبل‬ ‫ب��دء الث��ورة‪ ،‬مخطط��اً‬ ‫تنظيمي��اً للجب��ل‪ ،‬يض��م‬ ‫حدائ��ق وم��دارس وطرقات‬ ‫وجمعي��ات س��كنية‪ ،‬وفتحت‬ ‫الباب للتس��جيل على شقق‬ ‫س��كنية ضم��ن المخط��ط‪،‬‬ ‫ودف��ع رس��وم أولي��ة‪ ،‬على‬ ‫أن يكم��ل المش��تري الدفع‬ ‫عل��ى أقس��اط‪ ،‬كم��ا كان��ت‬ ‫قد عرض��ت بع��ض أراضي‬ ‫الجب��ل للبيع ضمن ما يعرف‬ ‫بالمقاس��م‪ ،‬عب��ر م��زادات‬ ‫علني��ة‪ ،‬حي��ث تراوح س��عر‬ ‫المقسم آنذاك بين ‪ 500‬ألف‬ ‫ليرة سورية ومليون ونصف‬ ‫ليرة‪ ،‬بحسب موقعه وحجمه‪.‬‬ ‫ولك��ن كل ذلك تالش��ى مع‬ ‫بداي��ة الثورة‪ ،‬لتب��دأ بعدها‬ ‫عملي��ة االس��تيالء والبن��اء‬ ‫العش��وائي دون وجود رادع‬ ‫الس��يما مع تضرر عدد كبير‬ ‫م��ن من��ازل األهال��ي جراء‬ ‫القص��ف الهمج��ي من نظام‬ ‫األسد على المنطقة‪.‬‬ ‫واس��تمر ذل��ك إل��ى أن ت��م‬ ‫التوصل التفاق بين األهالي‬ ‫أنفسهم والفعاليات المدنية‬ ‫في بلدة حاس‪ ،‬ينظم عملية‬ ‫التوزيع بين األهالي ألراضي‬ ‫الجب��ل‪ ،‬دون أن ينظ��م‬ ‫بناءها‪ ،‬ولك��ن ذلك لم يخلو‬ ‫من وجود بعض الصعوبات‪.‬‬ ‫«أبو لؤي» مهندس مختص‬ ‫ف��ي ش��ؤون المس��احة من‬ ‫بلدة حاس‪ ،‬قال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«تق��دّر مس��احة الجب��ل‬ ‫بحوال��ي ‪ 11‬أل��ف دونم��ا‬ ‫(الدون��م ف��ي ب�لاد الش��ام‬ ‫يعادل ألف متر مربع)»‪.‬‬ ‫وأض��اف «أب��و ل��ؤي»‪« :‬إن‬ ‫س��يطرة بعض األش��خاص‬ ‫عل��ى مس��احات م��ن الجبل‬ ‫ألحق الظلم باآلخرين‪ ،‬حيث‬

‫استثمارية ومشاريع تنموية‪،‬‬ ‫وتط��ل عل��ى ع��دة بل��دات‪،‬‬ ‫حي��ث يمتد جبل ح��اس من‬ ‫شمال بلدة حاس حتى شمال‬ ‫بلدة شنش��راح األثرية‪ ،‬ومن‬ ‫شرق بلدة كفرومة إلى غرب‬ ‫مدين��ة كفرنب��ل ف��ي ريف‬ ‫إدلب الجنوبي‪.‬‬ ‫كان��ت البلدي��ة س��ابقاً تبيع‬ ‫المقاس��م للناس وفق مزاد‬ ‫علني ث��م تضمها للمخطط‬ ‫التنظيمي‪ ،‬لتقوم عقب ذلك‬ ‫بتوفي��ر الخدمات م��ن مياه‬ ‫وكهرباء‪ ،‬كما وضعت البلدية‬ ‫س��ابقاً خططاً لبناء مدارس‬ ‫ومس��اجد وحدائ��ق وش��ق‬ ‫طرقات لتلك المقاس��م‪ ،‬أما‬ ‫اآلن فل��م يع��د أح��د يعترف‬ ‫بوجود هذا المخطط»‪.‬‬

‫إيجاد حل لهذا األمر‪ ،‬فقررنا‬ ‫بمس��اعدة بع��ض األهال��ي‬ ‫تنظي��م القس��م الش��مالي‬ ‫والش��رقي من الجبل‪ ،‬بحيث‬ ‫يمل��ك كل ش��خص لدي��ه‬ ‫دفت��ر عائل��ة مقس��م قدره‬ ‫‪ 600‬متر‪،‬ويدف��ع للمجل��س‬ ‫المحلي ف��ي البلدة مبلغ ‪25‬‬ ‫إلى ‪ 50‬ألف ليرة سورية من‬ ‫أجل البدء بشق الشوارع في‬ ‫تل��ك الكانتون��ات‪ ،‬وتقديم‬ ‫الخدم��ات ف��ي المس��تقبل‪،‬‬ ‫وف��ي ح��ال نجح المش��روع‬ ‫سنس��عى إل��ى تطبيقه في‬ ‫كافة أقسام الجبل»‪.‬‬

‫«منزلي تض��رر جراء قصف‬ ‫قوات األس��د‪ ،‬ولم أجد مكاناً‬ ‫ف��ي الجب��ل م��ن أج��ل بناء‬ ‫من��زل لعائلتي هن��اك‪ ،‬ولم‬ ‫أحصل على مقسم في جبل‬ ‫حاس‪ ،‬حي��ث يعمل بعضهم‬ ‫ومن دون تصاريح أو أذونات‬ ‫عل��ى بن��اء س��واتر حجري��ة‬ ‫حول المقاسم التي استولوا‬ ‫عليها»‪.‬‬

‫كذلك أب��دى عض��و المركز‬ ‫األمني التابع للشرطة الحرة‬ ‫ف��ي بل��دة ح��اس «أس��امة‬ ‫أبو الزي��ز»‪ ،‬تأيي��ده ودعمه‬ ‫للمشروع‪ ،‬وقال لـ «زيتون»‪:‬‬

‫«مصطفى» من أهالي بلدة‬ ‫حاس‪ ،‬وأحد عناصر الشرطة‬ ‫الح��رة ف��ي البل��دة‪ ،‬ق��ال لـ‬ ‫«زيتون»‪:‬‬

‫ودفعت حال��ة الفوضى التي‬ ‫سادت في عمليات االستيالء‬ ‫والبناء على مساحات واسعة‬ ‫من الجبل‪ ،‬المجلس المحلي‬ ‫في بلدة حاس وبعض وجهاء‬ ‫البل��دة إلى إطالق مش��روع‬ ‫يهدف إلى تنظيم أقسام من‬ ‫الجبل‪،‬حي��ث يتم تقس��يمه‬ ‫إلى عدة كانتون��ات‪ ،‬ويضم‬ ‫كل كانتون عش��رة مقاسم‪،‬‬ ‫ويس��عى القائم��ون عل��ى‬ ‫المش��روع لتطبي��ق عملي��ة‬ ‫التقسيم على الجبل بأكمله‪.‬‬ ‫عض��و المجل��س المحل��ي‬ ‫ف��ي بلدة ح��اس «عب��د اهلل‬ ‫الكامل»‪ ،‬أبدى سعادته بهذا‬ ‫الخطوة‪ ،‬وقال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«بع��د تع��رض الكثي��ر من‬ ‫الن��اس للظل��م فيما يخص‬ ‫السيطرة والبناء على أراضي‬ ‫الجب��ل‪ ،‬اجتمعن��ا م��ن أجل‬

‫«قب��ل �إن�شاء املرك��ز الأمني �أي‬ ‫قب��ل عامني‪ ،‬اقتط��ع الكثري من‬ ‫�أهايل البلدة م�ساحات من اجلبل‬ ‫و�شي��دوا عليه��ا �أبني��ة �سكني��ة‬ ‫وم�صالح خا�صة بهم‪،‬والآن نحن‬ ‫غري قادرين عل��ى �إخراجهم �أو‬ ‫ه��دم تل��ك البي��وت‪ ،‬لأن �أغلب‬ ‫ه�ؤالء الأ�شخا�ص تهدمت بيوتهم‬ ‫�أو ت�ض��ررت ب�سب��ب الق�صف‪�،‬أو‬ ‫�أنه��ا عر�ض��ة للق�صف‪ ،‬كم��ا �أن‬ ‫بع�ضهم كانوا قد ا�ست�أجروا تلك‬ ‫الأرا�ضي م��ن البلدية قبل قيام‬ ‫الثورة ل�سنوات عديدة»‪.‬‬

‫وأضاف «أب��و الزيز»‪« :‬وعلى‬ ‫الرغم م��ن ذلك فنحن نؤيد‬ ‫وندعم المشروع الذي يقوم‬ ‫به بعض األهالي باالشتراك‬ ‫م��ع المجل��س المحل��ي من‬ ‫أج��ل تنظيم أراض��ي الجبل‬ ‫وتقسيمه بشكل متساو بين‬ ‫المواطنين دون استثناء»‪.‬‬ ‫العام��ل ف��ي م��واد البن��اء‬ ‫«يوسف الدربي» عامل بناء‬ ‫من بلدة حاس‪،‬والذي سجّل‬ ‫اس��مه بع��د اإلع�لان ع��ن‬ ‫مشروع تنظيم أراضي جبل‬

‫ح��اس‪ ،‬ليحص��ل على حصة‬ ‫ف��ي المقاس��م التي س��يتم‬ ‫توزيعه��ا من قب��ل المجلس‬ ‫المحلي‪.‬‬ ‫«يوس��ف» قال ل��ـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«نح��ن س��عداء بتنظي��م‬ ‫مقاس��م الجب��ل وتوزيعه��ا‬ ‫على األهالي بش��كل متساو‬ ‫وع��ادل‪ ،‬وهي خط��وة على‬ ‫الطري��ق الصحي��ح‪ ،‬ألن‬ ‫اس��تغالل البع��ض لقي��ام‬ ‫الثورة وبس��ط س��يطرتهم‬ ‫على مقاس��م واس��عة وبقاء‬ ‫البعض اآلخر دون أي مقسم‬ ‫أو حصة هو نوع من الظلم‪،‬‬ ‫ونتيج��ة لذل��ك ق��ام الناس‬ ‫بمس��اعدة المجلس المحلي‬ ‫وبع��ض المهندس��ين بعمل‬ ‫دراسة عن الجبل وتقسيمه‬ ‫وتوزيع��ه بش��كل متس��او‬ ‫وبطريق��ة حضاري��ة‪ ،‬وكل‬ ‫أمل��ي أن يت��م تطوي��ر هذا‬

‫عل��ى البل��دة ترك��ز القصف‬ ‫على الحي الذي نعيش فيه‪،‬‬ ‫فم��ا كان بإمكاننا س��وى أن‬ ‫نذهب إلى الجبل ألنه يعتبر‬ ‫أكثر أمنا‪،‬فقمت بأخذ مقسم‬ ‫مس��احته حوال��ي‪ 2‬دون��م‬ ‫(ألف��ي متر مرب��ع) كي أبني‬ ‫منز ً‬ ‫ال صغيراًي��ؤوي عائلتي‪،‬‬ ‫وبجانب��ه حديق��ة صغي��رة‬ ‫لزراعة بعض الخضار بسبب‬ ‫غالئه��ا الفاح��ش‪ ،‬ولكنن��ي‬ ‫اآلن عل��ى اس��تعداد لقبول‬ ‫أي مش��روع لتنظي��م الجبل‬ ‫بش��كل كام��ل وتوزيعهاإذا‬ ‫متس��او بي��ن‬ ‫كان بش��كل‬ ‫ٍ‬ ‫الناس»‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن رف��ض‬ ‫البعض التخل��ي عن حصته‬ ‫الت��ي اس��تملكها‪ ،‬إلاّ أن‬ ‫هن��اك الكثي��ر مم��ن تنازل‬ ‫أم� ً‬ ‫لا ف��ي تحقي��ق مب��دأ‬ ‫العدل والمس��اواة في توزيع‬

‫وفي الوقت الذي ُيبدي فيه بعض الذين استملكوا أراضي في‬ ‫جبل حاس بعد الثورة استعدادهم للخضوع لما تضمنه مشروع‬ ‫أراض فيه‪،‬‬ ‫تنظي���م أراض���ي الجبل وإعادة ما اس���تملكوه م���ن ٍ‬ ‫ليحصلوا على حصة وفق التنظيم المعتمد في المشروع‪ ،‬حالهم‬ ‫ح���ال بقية أهالي البلدة‪ ،‬فقد كان هناك بالمقابل الكثير ممن‬ ‫أراض‪ ،‬ومعظمهم‬ ‫رفضوا س���راً أو علناً إعادة ما استملكوه من ٍ‬ ‫ممن قاموا باستئجار عشرات الدونمات من البلدية قبل الثورة‪،‬‬ ‫وكان���وا يدفعون رس���ومها س���نوياً‪ ،‬وهؤالء األش���خاص يرون‬ ‫أنهم غير مشمولين بإعادة األراضي المستملكة ألنهم يحملون‬ ‫رخصة سابقة‪ ،‬ولكن أغلب األهالي في المنطقة يعتقدون بأن‬ ‫أي قوة عسكرية ستتمكن من استرداد تلك المقاسم الحقاً‪.‬‬

‫المش��روع ف��ي المس��تقبل‬ ‫ليش��مل بناء مراك��ز خدمية‬ ‫في الجبل»‪.‬‬ ‫«أب��و محمد»أح��د أهال��ي‬ ‫بلدة ح��اس‪ ،‬وهو أحد الذين‬ ‫اس��تملكوا أراض��ي ف��ي‬ ‫الجب��ل بع��د الث��ورة‪ ،‬أعرب‬ ‫عن اس��تعداده إلع��ادة تلك‬ ‫األراضي في حال تم تنظيم‬ ‫المقاسم بش��كل عادل لكل‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫وق��ال «أب��و محم��د» ل��ـ‬ ‫«زيتون»‪»:‬منذ بداية القصف‬

‫الحص��ص‪ ،‬كم��ا أن اتف��اق‬ ‫األهالي مع المجلس المحلي‬ ‫وتعاونه��م عل��ى مث��ل هذا‬ ‫النحو يعتبر خطوة حضارية‬ ‫وبنّ��اءة ج��داً‪ ،‬وربم��ا تكون‬ ‫األولى على مستوى المناطق‬ ‫المحررة في س��وريا‪ ،‬السيما‬ ‫في ظ��ل الفوض��ى العارمة‬ ‫الت��ي تعيش��ها المناط��ق‬ ‫المحررة على كافة األصعدة‬ ‫وخصوص��اً م��ن الناحي��ة‬ ‫اإلداري��ة والمؤسس��اتية‬ ‫والتنظيمية‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫منوعات‬

‫تالل �إدلب‪ ..‬عناوين القرى الأبدية‬ ‫تكاد ال تخلو قرية أو بلدة في ريف إدلب‪ ،‬وال سيما في الشرقي منه من تل أو‬ ‫هضبة‪ ،‬أو أن تلك القرى قد أنشأت بالقرب من تلك التالل ألسباب عدة وامتدادا‬ ‫للحضارات السابقة بتداخل تام ما بين الماضي والحاضر‪ ،‬أكثر من ‪ 200‬تل أثري‬ ‫ارتبطت أسماءها بأسماء القرى القريبة منها أو العكس‪.‬‬

‫غسان شعبان‬

‫تل إيبال األثري‬ ‫مكتبة األلف الثالثة ق‪.‬م‬ ‫باولو ماتيه العالم اإليطالي‬ ‫الذي اكتش��ف إيبال‪« :‬أتمنى‬ ‫لو لم أكتشف إيبال لما حصل‬ ‫بها في اآلونة األخيرة»‪.‬‬ ‫وكت��ب مهن��د الن��ادر ف��ي‬ ‫مقالة س��ابقة له في جريدة‬ ‫زيت��ون عن ت��ل مرديخ أنها‬ ‫من أهم الت�لال األثرية في‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬يق��ع بالقرب من‬ ‫مدين��ة س��راقب‪ ،‬ويُظه��ر‬ ‫مرحل��ة مهم��ة م��ن تاري��خ‬ ‫س��وريا خ�لال األل��ف الثالث‬ ‫واأللف الثان��ي قبل الميالد‪،‬‬ ‫أقيم��ت علي��ه ف��ي منتصف‬ ‫األل��ف الثال��ث قب��ل الميالد‬ ‫مدينة إيب�لا البائدة وقد تم‬ ‫اكتش��اف التل بشكل متأخر‬ ‫في نهاي��ة س��تينيات القرن‬ ‫العش��رين وما زال��ت كنوزه‬ ‫مدفون��ة تح��ت األرض‪،‬‬ ‫وبقي��ت عملي��ات التنقي��ب‬ ‫والبح��ث مس��تمرة إل��ى أن‬ ‫توقفت بسبب الحرب‪ ،‬حيث‬ ‫اكتش��فت فيها أطالل قصر‬ ‫ملكي وسور للمدينة وبوابة‬ ‫ضخم��ة‪ ،‬وعثر داخل أنقاض‬ ‫ه��ذا القص��ر ال��ذي دمّ��ره‬ ‫األكاديون م��ع المدينة نحو‬ ‫عام ‪2300‬ق‪.‬م على س��بعة‬ ‫عش��ر ألف ل��وح م��ن الرُقم‬ ‫الطيني��ة مكتوب��ة بالخ��ط‬ ‫المس��ماري تحت��وي عل��ى‬ ‫وثائ��ق رس��مية وس��جالت‬ ‫ومراسالت الملوك من نهاية‬

‫تل آفس‬

‫عصر السالالت (‪2350‬ق‪.‬م)‬ ‫والعص��ر األكادي (‪-2600‬‬ ‫‪2250‬ق‪.‬م)‪ ،‬ومجموع��ة من‬ ‫الحل��ي الذهبي��ة وتماثي��ل‬ ‫حجري��ة‪ ،‬وأج��ران تم ّث��ل‬ ‫س��طوحها مشاهد هامة من‬ ‫الناحيتين الفنية والتاريخية‪.‬‬ ‫كم��ا عث��ر عل��ى قص��ر آخر‬ ‫يع��ود لألل��ف الثان��ي قب��ل‬ ‫المي�لاد‪ ،‬وعل��ى آث��ار أخرى‬ ‫كثيرة من عص��ور مختلفة‪،‬‬ ‫وفيه��ا س��ويات تمت��د م��ن‬ ‫النصف الثان��ي لأللف الرابع‬ ‫قب��ل المي�لاد حت��ى العصر‬ ‫البيزنطي‪.‬‬ ‫اس��تغل لصوص اآلثار حالة‬ ‫الفوضى التي تعيشها البالد‬ ‫للقيام بأعمال التنقيب وبيع‬ ‫اآلثار في الس��وق الس��وداء‪،‬‬ ‫رغ��م كل الجه��ود المبذولة‬ ‫م��ن قب��ل أبن��اء المنطق��ة‬ ‫لحمايته��ا إال أن ه��ذه‬ ‫العمليات لم تتوقف‪ ،‬وتشير‬ ‫المعلوم��ات أن ت��ل مردي��خ‬ ‫ق��د تع��رض إل��ى أض��رار‬ ‫كبيرة في الس��نوات األخيرة‬ ‫م��ن خ�لال عملي��ات الحفر‬ ‫والتنقيب غير الش��رعي مما‬ ‫كان ل��ه أثر أكب��ر بكثير مما‬ ‫س��ببته عوام��ل الطبيع��ة‪،‬‬ ‫وتبي��ن م��ن خالل الكش��ف‬ ‫الميداني ع��ن انهيار بعض‬ ‫الج��دران التي كان��ت تقوم‬ ‫البعث��ة اإليطالي��ة بترميمها‬ ‫نتيج��ة األمط��ار وتوق��ف‬ ‫عمليات الصيان��ة والترميم‬ ‫خالل فت��رة األح��داث‪ .‬وفي‬ ‫مقابل��ة صحفية لعالم اآلثار‬ ‫اإليطالي “باولو ماتيه” الذي‬ ‫اكتش��ف إيب�لا ع��ام ‪1964‬‬ ‫يق��ع «ت��ل آف��س» األث��ري‬ ‫إل��ى الش��مال الش��رقي من‬

‫تمنى لو أنه لم يكتشف إيبال‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬وذلك بس��بب‬ ‫م��ا يحدث فيها م��ن عمليات‬ ‫تنقي��ب عش��وائي أدى إل��ى‬ ‫تخري��ب ونه��ب الكثي��ر من‬ ‫المقتنيات األثرية‪.‬‬ ‫خالل فت��رة األحداث تعرض‬ ‫الموقع لعمليات التنقيب غير‬ ‫الش��رعي الت��ي قام��ت فيها‬ ‫عصاب��ات اآلثار ف��ي العديد‬ ‫م��ن قطاعات��ه‪ ,‬كم��ا حدث‬ ‫ف��ي منطقة األكرب��ول التي‬ ‫انتش��رت فيه��ا الحف��ر التي‬ ‫صنعته��ا أي��دي اللص��وص‬ ‫أم��ام ال��درج البازلتي وقرب‬ ‫غرفة األرش��يف‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫القص��ر الملك��ي وملحقاته‪,‬‬ ‫وأج��زاء م��ن المعب��د وم��ن‬ ‫القصر‪ ,‬ويتحدث شهود عيان‬ ‫عن مش��اهدة بقاي��ا عظام‬ ‫بش��رية وفخ��ار مكس��ور‪,‬‬ ‫مما يعن��ي قي��ام اللصوص‬ ‫بتخري��ب اآلث��ار وضي��اع‬ ‫المعلوم��ات التاريخي��ة التي‬ ‫تدل عليه��ا هذه البقايا‪ .‬كما‬ ‫لوحظ وج��ود عدد من الحفر‬ ‫ف��ي المعب��د‪ ,‬وأقس��ام م��ن‬ ‫القص��ر‪ ,‬والقصر الش��مالي‪,‬‬ ‫والمعب��د‪ ,‬إضافة إل��ى حفر‬ ‫بعض اآلبار التي اكتش��فتها‬ ‫البعثة األثرية اإليطالية في‬ ‫مراحل سابقة‪.‬‬ ‫التخري��ب األكث��ر خطورة ما‬ ‫قام��ت به إح��دى مجموعات‬ ‫المعارض��ة المس��لحة ف��ي‬ ‫المنطق��ة األثري��ة ق��رب‬ ‫البواب��ة الجنوبي��ة الغربي��ة‬ ‫والت��ي تدعى باب دمش��ق‪،‬‬ ‫فقد تم الكش��ف ع��ن وجود‬ ‫األنف��اق والحف��ر الكبي��رة‬ ‫مدينة «س��راقب» على بعد‬ ‫‪ /5/‬ك��م‪ ،‬وإلى الش��رق من‬ ‫مدينة «إدلب « بحوالي ‪/12/‬‬ ‫ك��م بالق��رب م��ن الطري��ق‬ ‫الدول��ي الواص��ل بين «حلب‬ ‫ودمشق»‪.‬‬ ‫تعود أه��م مكتش��فاته إلى‬ ‫األل��ف الراب��ع قب��ل الميالد‪،‬‬ ‫ويرتبط بمملكة «إيبال» التي‬ ‫تبعد عن��ه ‪ /11/‬ك��م جنوباً‬ ‫عبر س��هل يعتبر من أخصب‬

‫‪14‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬

‫تل إيبال‬ ‫والعميق��ة الت��ي حُف��رت‬ ‫بواس��طة البل��دوزر لي��س‬ ‫بغ��رض الس��رقة وإنما من‬ ‫أج��ل تدري��ب العناصر على‬ ‫اللياق��ة البدني��ة‪ ،‬ويت��راوح‬ ‫عم��ق إح��دى ه��ذه الحفر ‪2‬‬ ‫متر وبطول ‪ 5‬أمتار مخترقة‬ ‫طبقات أثرية كاملة‪ ،‬ولوحظ‬ ‫وج��ود خن��دق بعم��ق ‪ 1‬متر‬ ‫تقريباً وطول نحو ‪ 10‬أمتار‪،‬‬ ‫وح��وّل المس��لحون أح��د‬ ‫الج��دران األثري��ة إلى لوحة‬ ‫رماية حيث اخترق الرصاص‬ ‫الفسيفساء وخرب معالمها‪.‬‬ ‫عمل المجل��س المحلي في‬ ‫المنطق��ة م��ع س��كان ت��ل‬ ‫مردي��خ عل��ى حماي��ة اآلثار‬ ‫ومنع عملي��ات التنقيب‪ ،‬مما‬ ‫أدى إل��ى الحد م��ن عمليات‬ ‫الس��رقة لك��ن ل��م تنهيه��ا‬ ‫بشكل كامل ولم تمنع العبث‬ ‫وتخري��ب الس��ويات األثرية‬ ‫في الموقع‪ ,‬الذي يجري على‬ ‫مرأى ومس��مع الجميع ويتم‬ ‫االتج��ار بالمس��روقات علناً‬ ‫م��ن خالل التع��اون مع تجار‬ ‫اآلث��ار األجان��ب والمحليين‪,‬‬ ‫ويذكر أحد أبناء المنطقة أن‬ ‫الجي��ش الحر عمل على منع‬ ‫الس��رقة وعملي��ات تهري��ب‬ ‫اآلث��ار لكن لم يفل��ح بذلك‪,‬‬ ‫ويؤكد أن تجار اآلثار األجانب‬ ‫يطلبون م��ن لصوص اآلثار‬ ‫العم��ل والبح��ث عل��ى ُلقى‬ ‫أثري��ة بمواصف��ات محددة‪،‬‬ ‫س��هول المنطقة ينتهي عند‬ ‫أقدام جبل الزاوية‪.‬‬ ‫ب��دأت البح��وث األثري��ة في‬ ‫موقع تل آفس عام ‪/1970/‬‬ ‫برئاس��ة اإليطال��ي «باول��و‬ ‫ماتيي��ه» عل��ى حفري��ات‬ ‫المرك��ز اآلرام��ي األكب��ر‬ ‫ف��ي المنطقة‪ ،‬وه��و مدينة‬ ‫«هازرك»‪ ،‬لكن المس��ألة لم‬ ‫تعد مس��ألة حفري��ات تجرى‬ ‫ف��ي مبن��ى ت��ذكاري‪ ،‬ب��ل‬

‫مما يدل على معرفة ودراية‬ ‫بما يوجد ف��ي المنطقة من‬ ‫آثار‪.‬‬ ‫يتح��دث أح��د المنقبي��ن‬ ‫ع��ن تجربته قائ ً‬ ‫ال يس��تغل‬ ‫تج��ار اآلث��ار ع��دم معرفتنا‬ ‫بقيمة ما نج��ده من تماثيل‬ ‫و ُلقى أثرية‪ ,‬كما يس��تغلون‬ ‫س��وء األوض��اع االقتصادية‬ ‫والحاج��ة للم��ال فيحصلون‬ ‫على اآلثار بأقل سعر‪ ،‬ويوفر‬ ‫التج��ار األجه��زة الالزم��ة‬ ‫للكش��ف عن القط��ع األثرية‬ ‫والتي تحدد م��كان وجودها‬ ‫بدق��ة مم��ا يس��هل الحف��ر‬ ‫واس��تخراج القطع��ة دون أن‬ ‫تتض��رر‪ .‬وتتوارد المعلومات‬ ‫بش��كل متزايد ع��ن تهريب‬ ‫قط��ع أثري��ة هام��ة ونادرة‬ ‫إلى خارج الب�لاد عبر لبنان‬ ‫وأحيانا عبر تركيا‪.‬‬ ‫باولو ماتيه العالم اإليطالي‬ ‫ال��ذي اكتش��ف إيب�لا ع��ام‬ ‫‪ 1964‬وف��ي مقابلة صحفية‬ ‫ل��ه “تمنى ل��و لم يكتش��ف‬ ‫إيب�لا لم��ا حص��ل به��ا في‬ ‫اآلونة األخيرة”‪ .‬وهذا يحدث‬ ‫ف��ي كل المناط��ق األثري��ة‬ ‫في س��وريا ومتاحفه��ا التي‬ ‫تتع��رض للنه��ب والس��رقة‬ ‫على يد عصابات اآلثار التي‬ ‫تتعامل مع كل الجهات التي‬ ‫تتص��ارع في س��وريا لتصل‬ ‫إلى هدفها‪.‬‬ ‫امتدت لتش��مل اللغ��ز الذي‬ ‫يكمن خلف المرحلة اآلرامية‬ ‫من توضعات س��كنية مبكرة‬ ‫يمك��ن إرجاعه��ا إل��ى األلف‬ ‫الرابع قبل الميالد‪ ،‬وتسليط‬ ‫الض��وء عل��ى بقايا س��كنية‬ ‫تمت��د إل��ى مرحل��ة البرونز‬ ‫المبك��ر‪ ،‬وعص��ر الحدي��د‬ ‫الثالث‪ ،‬فموق��ع «تل آفس»‬ ‫على أعل��ى القمة الكلس��ية‬ ‫الناتئ��ة‪ ،‬ووج��وده عل��ى‬ ‫الطريق بين حلب وأنطاكية‬


‫منوعات‬

‫ٌ‬ ‫أقاوي��ل وأقاويل أخ��رى غيرُ‬ ‫مؤك��دةٍ وال تعنين��ي ‪...‬م��ا‬ ‫َ‬ ‫تعرف��ون أنني‬ ‫يعنين��ي أنكم‬ ‫أحبك��م جميعاً وأع��رفُ أنني‬ ‫أحبك��م جميع��اً وال أف��رّقُ‬ ‫بي��ن كبيرك��م أو صغيرك��م‬

‫وال فقيرك��م أو غنيك��م على‬ ‫س��فوحي عُق��دتْ حلق��اتُ‬ ‫الدّبك��ة لصباي��ا يلبسْ��نَ‬ ‫م��ا تس��مونهُ الي��ومَ ال��زيّ‬ ‫الش��عبيّ الجمي��ل المط��رّز‬ ‫َ‬ ‫ضغط‬ ‫يدوياً‪ ،‬وكم من م��رّةٍ‬ ‫ش��ابٌ في حلقة الدبكة على‬ ‫ي��دِ صبيّ��ةٍ يمس��كُ بيدها‬ ‫ف��ي الحلقة فإن ضغطتْ هي‬ ‫كذل��ك على ي��ده ط��ارَ فرحاً‬ ‫وحبّاً وكأنهُ ملكَ الدنيا‪ ،‬وإن‬ ‫تركتْ يدهُ وانس��حبتْ تابعَ‬ ‫الدبكة وهو مكس��ورُ الخاطر‪.‬‬ ‫اس��تمعتُ إل��ى ع��زف ربابةٍ‬ ‫حنونة وأصواتٍ جميلة لنسا ٍء‬ ‫وذكور عزفوا وغنوا لي مقاطع‬ ‫من تراثيتكم (موليّة)‪.‬‬ ‫عش��تُ معك��م ّ‬ ‫كل طق��وس‬ ‫أفراحك��م وترويحك��م ع��ن‬ ‫أنفس��كم ‪ ،‬كثيراً ما أحسستُ‬ ‫عاش��ق جفت��هُ‬ ‫بأس��ى قل��ب‬ ‫ٍ‬ ‫فتات��هُ وبخل��تُ علي��ه ول��و‬ ‫بنظ��رةٍ وعش��تُ كذلك تعب‬ ‫مراه��ق تتب��ع‬ ‫وخيب��ة أم��ل‬ ‫ٍ‬ ‫حبيبت��ه وأهله��ا مش��ياً على‬ ‫األق��دام وعن��د وصول��ه ل��م‬ ‫تحن��و عليه بالتفات��ة وبقيتْ‬

‫وم��ن الجن��وب معرش��مارين‬ ‫ومن الشمال معرشورين ومن‬ ‫الشمال الشرقي قرية الغدفة‬ ‫األثرية ‪.‬‬ ‫تعتب��ر هضابه��ا ووديانه��ا‬ ‫نهاي��ات طبيعية لجبل الزاوية‬ ‫تتربع عل��ى ثالث هضاب من‬ ‫الغ��رب هضبة ضهرة تلمنس‬ ‫ومن الش��مال هضاب رؤوس‬ ‫الودي��ان ومن الش��رق هضبة‬ ‫البلدة القديمة كما أن السكن‬ ‫الحدي��ث تط��اول حت��ى وادي‬

‫السواطير الذي لم يسكن من‬ ‫قب��ل‪ ،‬وه��و وادي بين ضهرة‬ ‫تلمن��س بالغ��رب وهضب��ة‬ ‫البل��دة القديمة في الش��رق‪.‬‬ ‫يمت��د وادي الس��واطير بي��ن‬ ‫عي��ن الدير جنوب��ا ليصل إلى‬ ‫مط��ارف الغدف��ة ش��ماال إلى‬ ‫الش��رق‪ ،‬لينقل مي��اه األمطار‬ ‫ومياه الجمع ضم��ن مجموعة‬ ‫أودي��ة حتى تص��ل المياه إلى‬ ‫أبو الظهور شرقا ضمن نفس‬ ‫الوديان المتتالية‪.‬‬

‫تل الشيخ منصور‬ ‫يق��ع الت��ل ش��رقي مدين��ة‬ ‫س��راقب بـ ‪ /3/‬كم أقيم عليه‬ ‫مزار لرج��ل صالح تم تدميره‬ ‫إب��ان الث��ورة‪ ،‬وه��و متن��زه‬ ‫ألهال��ي المدينة ال س��يما في‬ ‫فص��ل الربيع ارتب��ط بتاريخ‬ ‫المدينة بس��بب إطاللته على‬ ‫األراض��ي الزراعي��ة لألهالي‬ ‫ووقوعه على طريق س��راقب‬ ‫أب��و الظه��ور وورد ذك��ره في‬ ‫األغاني الش��عبية واألهازيج‪،‬‬ ‫تع��رض للتنقيب العش��وائي‬ ‫والجائر في السنوات األخيرة‬ ‫وكتب أسعد شالش عن التل‪:‬‬ ‫أنا ُّ‬ ‫تل للفرح‬ ‫أنا موجودٌ َ‬ ‫قبل وجودِ بلدتكم‬ ‫ّ‬ ‫كل تطوراته��ا‬ ‫عاص��رتُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وكن��تُ الرئ��ة الوحي��دة التي‬ ‫َ‬ ‫قي��ظ‬ ‫تتنف��س به��ا ‪ ،‬أق��اومُ‬ ‫القارس‬ ‫الصّيفِ وبردَ الشتا ِء‬ ‫ِ‬ ‫وعواصف��هُ العاتي��ة منتظ��راً‬ ‫بفارغ الصب�� ِر أن يأتي الربيعُ‬ ‫ِ‬ ‫ألرت��دي ح ّل ً‬ ‫العش��ب‬ ‫��ة م��ن‬ ‫ِ‬

‫تلمنس‬ ‫تق��ع إلى الش��رق م��ن مدينة‬ ‫مع��رة النعم��ان بنح��و ‪ 5‬كم‬ ‫الت��ل ف��ي الش��مال ومغارات‬ ‫من��س ف��ي الجن��وب والبلدة‬ ‫ما بي��ن التل ومغ��ارات منس‬ ‫س��ميت تلمن��س‪ ،‬ومنس هو‬ ‫اس��م عل��م س��رياني قديم‪.‬‬ ‫يحي��ط به��ا من الغ��رب معرة‬ ‫النعمان ومن الش��رق جرجناز‬

‫األخض ِر موشّى بورودٍ بريّةٍ‬ ‫من مختلفِ األلوان‪.‬‬ ‫أنا النّه��دُ النافرُ الوحيدُ في‬ ‫س��هولكم ‪ ،‬قبّت��ي الخض��راء‬ ‫ُ‬ ‫يُقال أنّهُ‬ ‫يرقدُ فيها ضريحٌ‬ ‫صالح يدعى (الش��يخ‬ ‫لرج��ل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫منص��ور) ال أح��دَ يعرفُ��ه‪،‬‬ ‫والبعضُ ينكرُ هذه األقاويل‬ ‫أن الضريحَ هو عبارة‬ ‫ويدّعي ّ‬ ‫ضري��ح وهميّ يعودُ إلى‬ ‫عن‬ ‫ٍ‬ ‫الحقب��ةِ العثماني��ة ُ‬ ‫حيث كان‬ ‫بعضُ األغنيا ِء من العثمانيين‬ ‫َ‬ ‫يدفن��ون ذهبهم ف��ي نقطةٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يس��تطيعون‬ ‫معروف��ةٍ بحيث‬ ‫العود َة إليها فيما لو ساعدتهم‬ ‫األيامُ على ذلك‪.‬‬

‫تل النبي أيوب‬

‫تل النبي أيوب‬ ‫ال��ى الجن��وب الغرب��ي م��ن‬ ‫مدين��ة «ادل��ب» وعلى بعد‬ ‫‪/30/‬ك��م منه��ا يق��ع «ت��ل‬ ‫النب��ي أي��وب» ال��ذي يتربع‬ ‫عل��ى قم��ة «جب��ل الزاوية»‬ ‫وتحيط به العديد من التالل‬ ‫الصغي��رة الت��ي يكس��وها‬

‫غط��اء نبات��ي متمي��ز م��ن‬ ‫أشجار الكرز والزيتون‪...‬‬ ‫ويع��رف بإطاللة جميلة على‬ ‫منطقة واس��عة م��ن «جبل‬ ‫الزاوي��ة» و»س��هل الغ��اب»‬ ‫الذي يحده م��ن جهة الغرب‬ ‫ويتوس��ط العديد من القرى‬

‫المجاورة التي تحيط به من‬ ‫كاف��ة الجوان��ب ويتب��ع إلى‬ ‫قري��ة «جوزف» إح��دى قرى‬ ‫«جبل الزاوية» التي تقع إلى‬ ‫الجهة الجنوبية منه‪.‬‬ ‫ويقال «أن النبي أيوب عليه‬ ‫السالم» مر بهذا التل وسكن‬ ‫فيه لفترة من الزمن وابتاله‬ ‫اهلل في هذه المنطقة وشفي‬ ‫من البالء عندما استحم من‬ ‫بركة الماء الموجودة في‬ ‫أعل��ى الت��ل وه��ي حف��رة‬ ‫طبيعي��ة ف��ي الصخ��ور‬ ‫البركانية يوجد فيها نبع ماء‬ ‫كبريت��ي وف��ي زم��ن الملك‬ ‫«الظاهر بيب��رس» بني إلى‬ ‫جانب بركة الماء مقام أطلق‬ ‫عليه «مق��ام النب��ي أيوب»‬ ‫ول��م يكن ه��ذا المق��ام من‬ ‫بنائ��ه لكنه بن��ي تكريما له‬ ‫ول��م يؤكد أنه دفن في التل‬ ‫بعد موته»‪.‬‬

‫تل الشيخ منصور‬ ‫ُ‬ ‫تختال أمامه كيمامةٍ جميلةٍ‪،‬‬ ‫أو اكتش��فَ أنه��ا ليس��ت هنا‬ ‫فجلس عل��ى ربوع��ي يندبُ‬ ‫ّ‬ ‫حظهُ‪.‬‬ ‫م��ا فط��ر قلب��ي وجعلن��ي‬ ‫أتمزّق حزناً وأس��ىً ـ وهو ما‬ ‫سيالزمني لعقود طويلة ـ هو‬ ‫م��ا فعلتموه ب��ي منذ انطالق‬ ‫ثورتك��م المباركة فال ش��يء‬ ‫يوح��ي بأنني كن��تُ أقف في‬ ‫الطرف اآلخر‪ ،‬حتى اسمي هو‬ ‫عن��وان للنصر وليس للهزائم‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫(الت��ل المنصور) وفرحتُ‬ ‫فأنا‬ ‫نصر تحقق على عدوكم‬ ‫لكل‬ ‫ٍ‬ ‫متأم� ً‬ ‫لا أن تطالن��ي الث��ورة‬

‫مس��تقب ً‬ ‫ال وتغرس��وا األشجار‬ ‫على ربوعي وتزينونني بكل‬ ‫أنواع ال��ورود وتبن��ون حولي‬ ‫اس��تراحاتكم ومقاصفك��م‬ ‫وتبدأ عالقة جديدة بيني وبين‬ ‫أجيالكم الجديدة ونواصل معاً‬ ‫مش��وارنا وأعود ألكون أجمل‬ ‫رئ��ةٍ لبلدكم‪ ،‬أحف��ظ الكثير‬ ‫من حكايات آبائكم وأجدادكم‬ ‫وهكذا يبقى الوجدان الجمعي‬ ‫مس��تمراً دون فص��ام‪ ،‬لكنكم‬ ‫ب��د ًال م��ن ذل��ك عمدت��م إلى‬ ‫نس��ف قبت��ي بالمتفج��رات‬ ‫كن��ت أخش��ى م��ن أعدائك��م‬ ‫أن يفعلوه��ا‪ ،‬لكنني فوجئتُ‬ ‫بأنكم من فعلها‪.‬‬

‫تلمنس‬

‫تل حيال‬ ‫«يقع "تل حيال" إلى الش��مال‬ ‫م��ن بل��دة "محمب��ل"‪ ،‬ويبعد‬ ‫عنها حوالي سبعة كيلومترات‬ ‫وع��ن مرك��ز محافظ��ة إدلب‬ ‫س��بعة وثالثي��ن كيلومت��راً‪،‬‬ ‫وهو عبارة عن ّ‬ ‫تل متوس��ط‬ ‫الحج��م يترب��ع ف��ي الج��زء‬ ‫الغربي من قرية "حيال"‪.‬‬ ‫تبلغ مس��احته مئتين وعشرة‬ ‫أمت��ار وارتفاعه ثالثة عش��ر‬ ‫متراً‪ ،‬ويعدّ امتداداً لمجموعة‬ ‫ت�لال س��هل ال��روج‪ ،‬تحيط‬ ‫ب��ه أش��جار الزيت��ون من ّ‬ ‫كل‬ ‫الجه��ات كم��ا تتوضّ��ع عليه‬ ‫بع��ض المن��ازل القديم��ة‬ ‫ومدرس��ة للتعليم األساسي‪،‬‬ ‫ويم��رّ بجانب��ه وادٍ كبي��ر‬ ‫يس��مّى "وادي حي�لا"‪ ،‬ومن‬ ‫جه��ة الجن��وب يوج��د نب��ع‬

‫ماء قدي��م يعود إل��ى العصر‬ ‫اليوناني يس��تعمل للش��رب‬ ‫والري»‪.‬‬ ‫كان يس��مى س��ابقاً "ت��ل‬ ‫حمدان" وفي الوق��ت الحالي‬ ‫يدع��ى" ت��ل حيال"‪ ،‬وس��مي‬ ‫بهذا االسم لوقوعه في الجزء‬ ‫الغربي من قرية "حيال"‬ ‫وج��د ف��ي نهاي��ة ال��وادي‬ ‫المح��اذي للت��ل آث��ار ال تقل‬ ‫أهميّة عن التل‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫ع��ن أج��ران يوناني��ة األصل‬ ‫مكت��وب عليها بخ��ط يوناني‬ ‫ونصوص بارزة‪.‬‬ ‫كم��ا يوج��د ع��دّة مغ��ارات‬ ‫ومقابر أبرزها مغ��ارة كبيرة‬ ‫تس��مى "مغارة البقر" محفور‬ ‫ّ‬ ‫ت��دل عل��ى‬ ‫بداخله��ا أج��ران‬ ‫أعم��ال اليد في ف��ن النحت‪،‬‬ ‫وأغل��ب المغ��ارات الموجودة‬ ‫ف��ي نهاي��ة ال��وادي مكتوب‬ ‫على أبوابها كلم��ات يونانية‬ ‫تشبه المخطوطات»‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15| 149‬شباط ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫الإبداع والوح�ش الأفظع‬ ‫عندم��ا يبتع��د اإلب��داع عن‬ ‫المناه��ج الدراس��يّة‪ ،‬تب��دأ‬ ‫مالمح الكارثة المس��تقبليّة‬ ‫ّ‬ ‫بالتشكل‪ ،‬وتنحدر مؤشّرات‬ ‫تق��دّم المجتمع‪ ،‬ف��إن صحا‬ ‫المعنيّ��ون وأع��ادوا األم��ور‬ ‫إل��ى نصابها‪ ،‬أمكنن��ا تدارك‬ ‫الخط��ر‪ ،‬أمّ��ا إن تأخّروا في‬ ‫االنتباه فيصبح العمل ش��ا ّقاً‬ ‫عل��ى م��ن يري��د النهوض‪،‬‬ ‫لك��نّ الوي��ل ه��و أن يكون‬ ‫إقصاء اإلبداع ع��ن المناهج‬

‫والحياة سياس��ة مرس��ومة‪،‬‬ ‫ونهج��اً يضع أسس��ه النظام‬ ‫الحاك��م‪ ،‬ثمّ يس��خّر له ّ‬ ‫كل‬ ‫مقدّرات البلد لتحقيقه‪ ،‬كما‬ ‫حصل في س��ورية ب��دءاً من‬ ‫أوائل الس��تّينيّات‪ ،‬وخاصّة‬ ‫مع االنقالب العسكريّ الذي‬ ‫نفّذ في مطلع السبعينيّات‪،‬‬ ‫وقد اس��تمرّ ه��ذا النهج في‬ ‫قتل اإلنس��ان مصدر اإلبداع‬ ‫حتّى اليوم‪.‬‬

‫بشار فستق‬ ‫بشكل واضح‪ ،‬كانت تهمّش‬ ‫حصص الرسم والموسيقى‬ ‫مث� ً‬ ‫لا‪ ،‬وتح��ذف النش��اطات‪،‬‬ ‫وتس��تبدل بم��ا أس��موه‬ ‫«ش��بيبة» ث��مّ «طالئ��ع‬ ‫البع��ث»‪ ،‬وه��ي تجمّع��ات‬ ‫تمجّد «األب القائد» وتدرّب‬ ‫الصغ��ار عل��ى أن يك��ون‬ ‫والؤهم لش��خصيّته كفرد‪،‬‬ ‫وعالقاته��م م��ع المجتم��ع‬ ‫ككتبة تقارير‪.‬‬ ‫الرس��م والنحت لش��خصيّة‬ ‫«القائد الرمز» والموس��يقى‬ ‫لألغاني التي تبارك وجوده‪،‬‬ ‫حتّ��ى النصوص ف��ي كتب‬ ‫اللغ��ة العربيّة المدرس��يّة‬ ‫ش��وّهت بدح��ش خطابات‬ ‫نط��ق به��ا‪ ،‬وقصائ��د مديح‬ ‫دبّجت في��ه‪ .‬تابعت األجهزة‬ ‫هذا النهج مع بداية األلفيّة‬ ‫والتوري��ث للهبي��ل (كم��ا‬ ‫يس��مّيه الس��وريّون)‪ ،‬م��ع‬

‫بعض التعديالت في األلفاظ‬ ‫وط��رش بع��ض العب��ارات‪،‬‬ ‫مث��ل «مس��يرة التطوي��ر‬ ‫والتحدي��ث» أو «المقاوم��ة‬ ‫والممانع��ة»‪ .‬لك��نّ قت��ل‬ ‫اإلنس��ان وإبداعه الحقيقيّ‬ ‫استمرّ‪ ،‬بل تصاعد‪ ،‬وغابت‬ ‫عن المناهج الدراس��يّة أيّة‬ ‫مالمح لالهتمام بالموهبة‪،‬‬ ‫وترسّخت طريقة «البصم»‬ ‫ف��ي المناه��ج واالمتح��ان‪،‬‬ ‫فغدا أس��لوب االمتحان أشدّ‬ ‫ش��بهاً بامتح��ان للحافظ��ة‬ ‫حتّى في العلوم األساس��يّة‬ ‫كالرياضيّ��ات‪ ،‬وص��ار على‬ ‫الطالب في جمي��ع المراحل‬ ‫حتّى الجامعيّ��ة‪ ،‬أن يحفظ‬ ‫المسائل‪ ،‬وبالطبع أن يتدبّر‬ ‫أم��ره م��ن خ�لال المفت��اح‬ ‫(الش��خص ال��ذي يسمس��ر‬ ‫بين الطالب واألستاذ)‪ ،‬فهذا‬ ‫قان��ون ع��مّ المجتم��ع‪ ،‬وال‬ ‫يستثنى منه أحد‪.‬‬

‫أمّ��ا الك ّلي��ات أو المعاه��د‬ ‫المختصّة باإلبداع‪ ،‬كك ّليات‬ ‫أو معاه��د الفن��ون‪ ،‬فله��ا‬ ‫ترتي��ب أش��دّ مراقب��ة‪ ،‬إذ‬ ‫يس��يطر جه��از األم��ن على‬ ‫األوضاع في��ه بدءاً من قبول‬ ‫الطال��ب فيه��ا‪ ،‬كما يس��تلم‬ ‫زمام األمور فيه��ا أحد أزالم‬ ‫األم��ن الموثوقي��ن‪ ،‬فعميد‬ ‫كليّ��ة الفن��ون التطبيقيّة‪،‬‬ ‫مُخبر قديم‪ ،‬وله باع طويل‬ ‫في س��طر التقارير األمنيّة‪،‬‬ ‫وخاصّ��ة بالفنّانين‪ ،‬وليس‬ ‫له أيّ عمل فنّي يٌذكر‪.‬‬ ‫وق��د توضع بع��ض الوجوه‬ ‫التي ُكرس��ت باسم «فنّان»‬ ‫بطريق��ة تكرار إظهارها في‬ ‫جميع البرامج والمسلسالت‬ ‫والمناسبات‪ ،‬كمديرة المعهد‬ ‫العال��ي للفنون المس��رحيّة‬ ‫«جيان��ا عيد»‪ ،‬الت��ي أعلنت‬ ‫مؤخ��راً ع��ن الدع��وة إل��ى‬ ‫تط��وّع «الراغبي��ن» ف��ي‬ ‫الخام��س»‪،‬‬ ‫«الفيل��ق‬

‫لتستكمل مس��يرتها برفقة‬ ‫فنّاني��ن تربّ��وا ف��ي أجهزة‬ ‫األم��ن‪ ،‬وعندم��ا انكش��فت‬ ‫الس��تائر ظه��روا كقتل��ة‬ ‫وتج��اوزوا‬ ‫حقيقيّي��ن‪،‬‬ ‫«التش��بيح» اإلعالميّ‪ ،‬فقد‬ ‫قام��ت «رغ��دا» بالمطالب��ة‬ ‫بقت��ل الس��وريّين ب��كالم‬ ‫معلن وبوضوح‪.‬‬ ‫كذل��ك فعل��ت «مي��ادة‬ ‫حنّ��اوي» و «س��وزان نج��م‬ ‫الدي��ن» كش��بّيحتين‪ ،‬أمّ��ا‬ ‫البع��ض اآلخر‪ ،‬فق��د حملوا‬ ‫الس�لاح‪ ،‬ونزلوا إلى مواجهة‬ ‫الش��عب الس��وريّ‪ ،‬وسفكوا‬ ‫دم��ه بأيديهم‪ ،‬ول��م يكتفوا‬ ‫بالترويج للقتل قو ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ومن األوائل ف��ي ذلك كان‬ ‫«بشّ��ار إس��ماعيل» ال��ذي‬ ‫أعل��ن طائفيّته‪ ،‬بالوس��ائل‬ ‫كافّة‪ ،‬وحمل السالح‪ ،‬كذلك‬ ‫المج��رم «توفيق اس��كندر»‬ ‫ال��ذي حم��ل الس�لاح‪ ،‬ونزل‬

‫إل��ى الش��وارع‪ ،‬وق��ف على‬ ‫الحواج��ز‪ ،‬وافتخ��ر بقت��ل‬ ‫المدنيّين‪ ،‬ون��ال مكانه في‬ ‫مجلس المجرمين‪ ،‬حيث أخذ‬ ‫مقعداً إلى جانب أمثاله ممّن‬ ‫يس��فكون الدم��اء يوميّاً‪ ،‬كـ‬ ‫«ع��ارف الطوي��ل» و «زهير‬ ‫رمض��ان»‪ ،‬و «نجدت أنزور»‬ ‫كنائ��ب لرئي��س مجل��س –‬ ‫لقتل ‪ -‬الشعب بعدّة طرق‪.‬‬ ‫رغ��م أنّهم يعرف��ون – كما‬ ‫جمي��ع الس��وريّين – م��اذا‬ ‫يعن��ي االعتق��ال والمذاب��ح‬ ‫المبدوءة من��ذ الثمانينيّات‪،‬‬ ‫ولكن ه��ل يقرأ أمثال هؤالء‬ ‫التقارير الدوليّة حول سجن‬ ‫صيدنايا‪ ،‬مث ً‬ ‫أن طريقة‬ ‫ال؟ أم ّ‬ ‫تدريس��هم والمناه��ج التي‬ ‫شربوها في أفرع المخابرات‬ ‫أفظ��ع م��ن المناه��ج الت��ي‬ ‫تقتل اإلبداع فقط‪ ،‬ليكونوا‬ ‫أوح��ش م��ن الوح��وش في‬ ‫الغابة‪ ،‬ال بل كثيراً ما نظلم‬ ‫الوحوش‪ ،‬وقوانين الغابات‪.‬‬

‫كميرة‪ :‬محمود الستي‬

‫‪16‬‬

‫زيتون عضو الشبكة السورية لإلعالم المطبوع‬ ‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 15 | 149‬شباط ‪2017‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.