148

Page 1

‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine | zaiton.mag@gmail.com | www.zaitonmag.com‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة‬ ‫السنة الثالثة | ‪ 15‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫العدد‬

‫‪141‬‬

‫تني �إدلب املجفف‪..‬‬ ‫جتارة رائجة رغم احلرب‬ ‫تصوير‪ :‬وسيم درويش ‪ -‬زيتون‬

‫‪ 14‬قرية حمرومة من التدري�س‬ ‫كلي ًا يف ريف �إدلب‬

‫‪4‬‬

‫خبز �إدلب‪� ..‬أ�سعار مرتفعة رغم‬ ‫زحمة الأفران‬

‫‪12‬‬

‫�صيد الطيور‪ ..‬الهواية التي‬ ‫تكرهها احلرب‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫جمل�س �إدلب يب�صر النور بانتخابات حقيقية‬

‫ق��ام مجل��س محافظ��ة مدين��ة إدل��ب يوم‬ ‫الخميس الماض��ي بانتخاب رئي��س وأعضاء‬ ‫المجلس التنفيذي وفاز كل من‪:‬‬ ‫ رئي��س مجل��س مدين��ة ادلب‪ :‬اس��ماعيل‬‫عبدالكريم عنداني‬ ‫ أمين سر المجلس‪ :‬محمد زياد عوض‬‫ رئي��س مكت��ب الدراس��ات‪ :‬محم��د احم��د‬‫كوريني‬ ‫ رئيس المكتب المالي‪ :‬منذر كمال زكور‬‫ رئيس مكتب الرقابة‪ :‬أيمن عبسي اسود‬‫‪ -‬رئيس مكتب العالقات العامة‪ :‬أيمن رجب‬

‫وكان��ت قد ب��دأت صباح الثالث��اء ‪ 17‬كانون‬ ‫األول الماضي عملي��ة انتخاب مجلس محلي‬ ‫مدين��ة ادلب وه��ي التجربة األول��ى الختيار‬ ‫مجلس محلي منذ تحرير المدينة في الثامن‬ ‫والعشرين من نيسان عام ‪.2015‬‬ ‫فبعد فش��ل جي��ش الفتح ف��ي إدارة المدينة‬ ‫وتأمي��ن الخدمات األساس��ية وضب��ط األمن‬ ‫ومراقبة األس��واق وتنظيم الس��ير تصاعدت‬ ‫األص��وات المطالبة بتش��كيل مجلس محلي‬ ‫م��ن أبن��اء المدينة يتول��ى إدارته��ا وتفعيل‬ ‫مؤسساتها الخدمية‪.‬‬

‫خاص زيتون‬ ‫وتعهد جيش الفتح بالتخلي‬ ‫ع��ن إدارة المدين��ة ف��ور‬ ‫تش��كيل المجل��س المحلي‬ ‫كم��ا ص��رح عض��و مجل��س‬ ‫محافظة ادلب األستاذ سليم‬ ‫الخض��ر لـ «زيت��ون»‪« :‬نحن‬ ‫اليوم أمام تجرب��ة انتخابية‬ ‫متمي��زة حيث يخت��ار أهالي‬ ‫المدينة ممثلي��ن عنهم من‬ ‫أصحاب الكف��اءات والخبرات‬ ‫في مج��ال العم��ل المدني‪،‬‬ ‫إذ ق��ام ‪ 1425‬عض��واً م��ن‬ ‫الهيئ��ة الناخب��ة باختي��ار‬ ‫أعض��اء المجل��س المحل��ي‬ ‫ال‪ 25‬والذي��ن س��يختارون‬ ‫بدوره��م رئيس��ا للمجل��س‬ ‫ونائب وثمانية أعضاء مكتب‬ ‫تنفيذي»‪.‬‬ ‫وأج��اب الخض��ر ع��ن دور‬ ‫مجل��س المحافظ��ة ف��ي‬ ‫العملي��ة االنتخابي��ة بقوله‪:‬‬ ‫«مجل��س المحافظ��ة دوره‬ ‫اإلش��راف حالي��اً والدع��م‬ ‫مس��تقب ً‬ ‫ال حي��ث س��نحاول‬ ‫تأمي��ن دعم للمدين��ة وكما‬ ‫تعلم المدين��ة تحتاج لدعم‬ ‫كبير»‪.‬‬ ‫املر�شحون كفاءات وخربات‪:‬‬ ‫مدين��ة إدل��ب ه��ي مرك��ز‬ ‫المحافظ��ة وس��تكون هناك‬ ‫أعب��اء كبي��رة عل��ى كاه��ل‬

‫‪2‬‬

‫المرش��حين تحت��اج لخبرات‬ ‫وكفاءات على مستوى عال‪،‬‬ ‫وق��ال «الخضر» ح��ول هذه‬ ‫النقط��ة‪« :‬طبع��ا المدين��ة‬ ‫تحت��اج لك��وادر ذوي خب��رة‬ ‫ف��ي مج��ال اإلدارة من كافة‬ ‫االختصاص��ات‪ ،‬والهيئ��ة‬ ‫التحضيرية كانت قد وضعت‬ ‫ش��روط للترش��ح لعضوي��ة‬ ‫المجل��س وأخ��رى للترش��ح‬ ‫للرئاسة والمكتب التنفيذي‪،‬‬ ‫وم��ن أول��ى الش��روط ف��ي‬ ‫مرشحي الرئاس��ة والمكتب‬ ‫التنفيذي أن يزيد عمره عن‬ ‫‪ 35‬ع��ام‪ ،‬وأن يك��ون حاص ً‬ ‫ال‬ ‫عل��ى مؤهل علم��ي بدرجة‬ ‫جامعي��ة كحد أدن��ى ويوجد‬ ‫ضمن المرشحين أكاديميين‬ ‫وأصحاب خبرة «‪.‬‬ ‫وح��ول النظ��ام الداخل��ي‬ ‫للمجل��س المحل��ي ق��ال‬ ‫الخضر‪« :‬المجل��س المحلي‬ ‫س��يعتمد النظ��ام الداخل��ي‬ ‫الخاص بالمجال��س المحلية‬ ‫والمعتم��د من قب��ل مجلس‬ ‫المحافظة»‪.‬‬ ‫فهد أسود أحد الناخبين عبر‬ ‫عن رأي��ه لزيت��ون‪« :‬تجربة‬ ‫رائع��ة قم��ت باالختيار بكل‬ ‫حري��ة م��ن أعتق��د أنه��م‬ ‫أصح��اب كف��اءة وإخ�لاص‬

‫ف��ي العم��ل‪ ،‬بش��كل ع��ام‬ ‫المرش��حون جله��م م��ن‬ ‫أصحاب الكفاءات والخبرات‪،‬‬ ‫أتمن��ى التوفي��ق للمجل��س‬ ‫المحل��ي وأن يكون على قدر‬ ‫المسؤولية الكبيرة «‪.‬‬ ‫جمعي��ة البيت اإلدلبي إحدى‬ ‫الفعالي��ات المدني��ة ف��ي‬ ‫المدينة كان لها نشاط مميز‬ ‫أم��س‪ ،‬حي��ث دع��ت الهيئة‬ ‫الناخبة والمرشحين الجتماع‬ ‫ت��م خالل��ه التع��رف عل��ى‬ ‫المرشحين وخبراتهم‪.‬‬ ‫عب��د اللطي��ف الرحابي أحد‬ ‫المرش��حين وال��ذي حض��ر‬ ‫االجتم��اع ق��ال لزيت��ون‪:‬‬ ‫«اله��دف من االجتم��اع كان‬ ‫التع��رف عل��ى المرش��حين‪،‬‬ ‫حت��ى يك��ون المواطن على‬ ‫بينة من أم��ره‪ ،‬ويعرف لمن‬ ‫يعطي صوته‪ ،‬أما بالنس��بة‬ ‫ل��ي كمرش��ح فاألم��ر ليس‬ ‫س��ه ً‬ ‫ال‪ ،‬س��تقع أعب��اء كبيرة‬ ‫عل��ى المجلس‪ ،‬لك��ن أعتقد‬ ‫أن م��ن األولوي��ات تأمي��ن‬ ‫الخدمات األساسية للمواطن‬ ‫ومن أبرزه��ا الم��اء والخبز‪،‬‬ ‫فالمدينة تفتق��ر للكثير من‬ ‫الخدمات»‪.‬‬ ‫�إقبال جيد وال معوقات‬ ‫وأكد مراسل زيتون مشاركة‬ ‫العنص��ر النس��ائي ف��ي‬ ‫االنتخاب��ات كخط��وة أول��ى‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫ألخ��ذ دوره��ا مس��تقب ً‬ ‫ال في‬ ‫اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫محم��د وائ��ل جب��ارة رئيس‬ ‫لجن��ة مراقب��ة االنتخاب��ات‬ ‫ق��ال لزيت��ون ع��ن عم��ل‬ ‫اللجن��ة‪« :‬صب��اح الي��وم في‬ ‫تمام الس��اعة الثامنة بدأت‬ ‫العملية االنتخابية‪ ،‬وانحصر‬ ‫عمل اللجنة ف��ي التأكد من‬ ‫الصناديق وختمها بالش��مع‬ ‫األحمر»‪.‬‬ ‫وع��ن الإقب��ال و�آلي��ة االق�تراع‬ ‫وم��ا إذا كان هناك مش��اكل‬ ‫اعترض��ت س��ير العملي��ة‬ ‫االنتخابية أجاب جبارة‪:‬‬ ‫«بالنس��بة لالنتخاب��ات ل��م‬ ‫نواجه إلى اآلن أي مش��اكل‪،‬‬ ‫واألم��ور تس��ير بش��كل‬ ‫ممت��از واإلقب��ال كم��ا ترى‬ ‫جيد‪ ،‬أم��ا عن آلي��ة االقتراع‬ ‫فيتم مطابقة اس��م الناخب‬ ‫عل��ى الكمبيوت��ر عن��د‬ ‫دخول��ه الصال��ة‪ ،‬ويعط��ى‬ ‫ورقة مس��جل عليه��ا رقمه‬ ‫كمقت��رع‪ ،‬ووفرنا صندوقين‬ ‫لالقت��راع تجنب��اً لالزدحام‪،‬‬ ‫تم توزي��ع الناخبين عليهما‪،‬‬ ‫وبحس��ب رقم الناخب يقوم‬ ‫الناخ��ب بتقدي��م هويت��ه‬ ‫م��ع رقم��ه للصن��دوق الذي‬ ‫يق��وم ب��دوره بالتأك��د من‬ ‫وج��ود اس��مه ضم��ن قوائم‬ ‫الهيئة الناخبة‪ ،‬ويقوم أمين‬ ‫الصن��دوق بتس��ليمه ورق��ة‬ ‫اقت��راع مختوم��ة‪ ،‬يدخ��ل‬ ‫الناخ��ب بعده��ا للغرف��ة‬ ‫الس��رية الختيار المرشحين‪،‬‬ ‫وق��د وضعت قائمة بأس��ماء‬ ‫جمي��ع المرش��حين مرتب��ة‬ ‫أبجدي��ا‪ ،‬بع��د ذل��ك يق��وم‬ ‫المقترع بوضع الورقة داخل‬ ‫الصندوق ويس��تلم بطاقته‬ ‫ويت��م ش��طب اس��مه م��ن‬ ‫القائمة»‪.‬‬ ‫وح��ول �آراء املواطن�ين بالعملي��ة‬ ‫االنتخابية ق��ال محمد عباس‬ ‫لزيت��ون‪« :‬األمور التنظيمية‬ ‫جيدة ج��داً‪ ،‬أدلي��ت بصوتي‬ ‫بكل سهولة واألمور كما أرى‬

‫منضبطة جداً تنظيمياً»‪.‬‬ ‫وأف��اد المحام��ي «س��عد‬ ‫نعمة» عض��و لجنة الطعون‬ ‫ع��ن عم��ل اللجن��ة قائ� ً‬ ‫لا‪:‬‬ ‫«انحص��رت مهم��ة اللجن��ة‬ ‫بالنظر في الطعون المقدمة‬ ‫ح��ول المرش��حين والهيئ��ة‬ ‫الناخب��ة‪ ،‬وقد تلقين��ا أربعة‬ ‫طع��ون فق��ط‪ ،‬وت��م النظر‬ ‫فيه��ا‪ ،‬وكان��ت كله��ا طعون‬ ‫حول خطأ باالس��م أو أسماء‬ ‫سقطت س��هواً وتم قبولها‪،‬‬ ‫حي��ث ص��درت القوائ��م‬ ‫النهائي��ة مس��اء الجمع��ة‬ ‫الماضي��ة وت��م اعتماده��ا‬ ‫بشكل نهائي»‪.‬‬ ‫حتديات �صعبة و�آمال عري�ضة‪:‬‬ ‫«مصطف��ى العب��اس» أح��د‬ ‫الناخبي��ن ق��ال‪« :‬أع��رف أن‬ ‫واقع المدينة صعب ال سيما‬ ‫أننا نعيش حالة حرب‪ ،‬لكنني‬ ‫متفائ��ل بالمجل��س المحلي‬ ‫خي��راً‪ ،‬أتمن��ى أن يكون��وا‬ ‫عن��د حس��ن ظ��ن األهالي‪،‬‬ ‫والب��د م��ن تنظي��م األمور‪،‬‬ ‫والمؤسسات الخدمية بحاجة‬ ‫لدعم كبير»‪.‬‬ ‫«ش��ريف نضال غفير» قال‪:‬‬ ‫«أعتقد أن المجلس سينجح‬ ‫رغ��م الصعوب��ات‪ ،‬فأغل��ب‬ ‫المرش��حين م��ن أصح��اب‬ ‫الكف��اءة والخب��رة‪ ،‬أتمن��ى‬ ‫أن ينتخ��ب الن��اس بحس��ب‬ ‫الكف��اءة ولي��س القراب��ة‬ ‫والعائلة»‪.‬‬ ‫أما «عبد الرزاق سميع» فقد‬ ‫قال‪« :‬هناك مصاعب كثيرة‬ ‫ومهم��ات لها أولوي��ة لكنني‬ ‫آم��ل أن يحص��ل المجل��س‬ ‫الجدي��د على دعم جيد حتى‬ ‫يس��تطيع النه��وض بواق��ع‬ ‫المدينة»‪.‬‬ ‫يذك��ر أن��ه تم اإلع�لان عن‬ ‫االنتهاء م��ن عملية االقتراع‬ ‫الس��اعة الثامن��ة مس��اء‬ ‫ذات الي��وم لتب��دأ ف��ورا فرز‬ ‫األصوات بحضور المرشحين‬ ‫ولجن��ة مراقب��ة االنتخ��اب‬ ‫وبع��ض وس��ائل اإلع�لام‬ ‫المحلية‬


‫زيتون أخضر‬

‫مركز للمعاجلة الفيزيائية يف ريف �إدلب‪ ..‬خدمات عالجية وكادر متمكن‬ ‫أحمد عكلة‬ ‫أدت جرائ��م األس��د وحليف��ه‬ ‫الروس��ي إلى ازدياد اإلصابات‬ ‫وحاالت اإلعاقة في ريف إدلب‪،‬‬ ‫وذلك نتيجة القصف المستمر‬ ‫من قبل قوات األسد والطيران‬ ‫الروس��ي‪ ،‬مما استدعى إيجاد‬ ‫مركز للمعالجة الفيزيائية في‬ ‫المحافظة‪ ،‬السيما بعد إغالق‬ ‫الح��دود التركية‪ ،‬فما كان من‬ ‫إحدى الجمعيات الخيرية إال أن‬ ‫قامت بافتتاح مركز للمعالجة‬ ‫الفيزيائي��ة في بل��دة كفروما‬ ‫بريف إدل��ب‪ ،‬وتم جلب أجهزة‬ ‫معالج��ة فيزيائي��ة حديث��ة‬ ‫وأطب��اء ومعالجي��ن يقوم��ون‬ ‫بمعالج��ة المرض��ى بش��كل‬ ‫مجاني وعلى مدار األسبوع‪.‬‬ ‫"س��عد اليحي��ى" مدي��ر مركز‬ ‫المعالج��ة الفيزيائي��ة ف��ي‬ ‫ري��ف إدلب ق��ال ل��ـ "زيتون"‪:‬‬ ‫"ت��م إنش��اء مرك��ز المعالجة‬ ‫الفيزيائية قبل نحو ‪ 6‬أش��هر‪،‬‬ ‫وذلك بدعم م��ن جمعية عبر‬ ‫األم��ل وبالتعاون م��ع جمعية‬ ‫فري سيريا"‪.‬‬ ‫وأض��اف مدي��ر المرك��ز‪ :‬كان‬ ‫اله��دف م��ن �إن�ش��اء مرك��ز املعاجلة‬ ‫الفيزيائية‪ ،‬التعامل مع احلاالت التي‬ ‫ي�صعب عليه��ا ال�سف��ر �إىل الأرا�ضي‬ ‫الرتكية‪ ،‬ال �سيما بع��د �إغالق املعابر‬ ‫و�صعوب��ة الدخ��ول �إىل الأرا�ض��ي‬ ‫الرتكية‪ ،‬وذلك من خالل بناء مركز‬ ‫متكام��ل يعالج �أكرب ع��دد ممكن من‬ ‫احلاالت التي ال توجد �إمكانية تقنية‬ ‫لعالجها"‪.‬‬ ‫وتاب��ع "اليحي��ى"‪" :‬وبالفعل يعالج‬ ‫املركز من��ذ �إن�شائه ع��دد ًا كبري ًا من‬ ‫احل��االت م��ن كاف��ة الأعم��ار ب�شكل‬

‫يوم��ي‪ ،‬ويق�ص��ده النا�س م��ن عدة‬ ‫مناطق جماورة‪ ،‬كونه يعد من �أ�ضخم‬ ‫املراكز التي ت�ضم �آالت حديثة وكادر‬ ‫طبي جيد‪ ،‬حيث تتلقى �أكرث من ‪50‬‬ ‫حالةالعالج ب�شكل يومي يف املركز وما‬ ‫بني ‪� 900‬إىل ‪ 1500‬حالة يف ال�شهر‬ ‫الواحد‪ ،‬تتنوع بني الإ�صابات يف اليد‬ ‫والق��دم وح��االت ال�شل��ل الرباعي‬ ‫والن�صف��ي‪ ،‬ويت��م تق��دمي الرعاية‬ ‫الطبية ب�شكل جماين جلميع امل�صابني‬ ‫يف حني يتم �صرف ع��دد من الأدوية‬ ‫املوجودة يف املركز ً‬ ‫جمانا"‪.‬‬ ‫وأش��ار "اليحيى" إلى أن مركز‬ ‫المعالج��ة الفيزيائية‪ ،‬يغطي‬ ‫ق��رى ري��ف إدل��ب الجنوب��ي‬ ‫وجب��ل الزاوي��ة وق��رى م��ن‬ ‫ريف حماة الش��مالي‪ ،‬ويمتلك‬ ‫أجه��زة طبي��ة حديث��ة مكنته‬ ‫م��ن التعام��ل م��ع الكثير من‬ ‫اإلصابات العظمية والعضلية‬ ‫والعصبية التي تتطلب عالجًا‬ ‫فيزيائيً��ا‪ ،‬موفراً بذلك الكثير‬ ‫من الجهد والمال وعناء السفر‬ ‫على المصابين إلى المش��افي‬ ‫الحدودية والتركية‪.‬‬ ‫وأوض��ح "اليحي��ى" أن المركز‬ ‫حق��ق نجاحاً ف��ي عالج بعض‬ ‫الح��االت وخف��ف م��ن آالم‬ ‫بعضها باإلضاف��ة إلى تأمينه‬ ‫ال��دواء للمصابين‪ ،‬وال س��يما‬ ‫أن��ه يتمركز بين ع��دة مباني‬ ‫تتضمن عيادات توليد للنساء‬ ‫وطب األس��نان وطبيب لعالج‬ ‫األطف��ال وجميعه��ا تق��دم‬ ‫الدواء والعالج المجاني لجميع‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫"معت��ز" معال��ج فيزيائي في‬ ‫المركز‪ ،‬قال لـ "زيتون"‪:‬‬

‫"ال ي��كاد يخل��و من��زل ف��ي‬ ‫المنطق��ة من جريح أو مصاب‬ ‫بس��بب عملي��ات القص��ف‬ ‫والمع��ارك الدائرة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫تطلب تضافر الجهود من أجل‬ ‫إطالق هذا المرك��ز للتخفيف‬ ‫عن معاناة وآالم المصابين"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ :‬يتكون الكادر الطبي‬ ‫في المركز من طبيب مشرف‬ ‫وثالث��ة ممرضي��ن مدربي��ن‬ ‫وممرضتين عل��ى عالج كافة‬ ‫اإلصابات العظمية والعصبية‪،‬‬ ‫حيث يتم عالج حاالت بعضها‬ ‫إصابات حرجة تصل إلى درجة‬ ‫الش��لل الرباعي وقد تحسنت‬ ‫عش��رات اإلصاب��ات بنس��بة‬ ‫ممت��ازة بع��د تلقيه��ا العالج‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة للمصابي��ن الذي��ن‬ ‫خضعوا لعمليات جراحية"‪.‬‬ ‫وأوضح المعالج الفيزيائي بأن‬ ‫المركز يتكون من ثالث غرف‬ ‫تض��م أجهزة عالجي��ة كجهاز‬ ‫النبضات الكهربائية‪ ،‬واألدوات‬ ‫الرياضي��ة للع�لاج الحرك��ي‪،‬‬ ‫للتعامل مع معظ��م الحاالت‪،‬‬ ‫مش��يراً إل��ى أن األجهزة ذاتها‬ ‫تتوزع على قس��مين أحدهما‬ ‫للرجال واآلخر النساء ك ً‬ ‫ال على‬ ‫حدى"‪.‬‬ ‫"زيتون" زارت مركز المعالجة‬ ‫الفيزيائي��ة ف��ي ري��ف إدلب‪،‬‬ ‫والتقت عدداً م��ن المصابين‪،‬‬ ‫والذي��ن أب��دى معظمه��م‬ ‫ارتياحه للخدمات التي يقدمها‬ ‫المركز‪ ،‬ومن بينهم "س��ليم"‬ ‫الملقب"أب��و محم��د"‪ ،‬ال��ذي‬ ‫يعاني من إصابة في أعصاب‬ ‫ي��ده اليس��رى‪،‬ويتلقى العالج‬ ‫في المركز منذ افتتاحه‪.‬‬ ‫"أب��و محم��د" ق��ال ل��ـ‬

‫هيئة ن�سائية يف �إدلب لتمكني الأ�سرة‬ ‫عق��دت مجموعة من نس��اء‬ ‫إدل��ب المؤتم��ر التأسيس��ي‬ ‫األول للهيئة النسائية لدعم‬ ‫الم��رأة والطفل ف��ي مدينة‬ ‫إدل��ب ي��وم الس��بت في ‪21‬‬ ‫كانون الثاني‪.‬‬ ‫وقال��ت «ميس��ا محم��ود»‬ ‫المدي��رة التنفيذي��ة للهيئة‪:‬‬ ‫«أن اله��دف األساس��ي وهو‬ ‫اجتماع��ي لزي��ادة تراب��ط‬ ‫األس��رة وإع��ادة هيكل��ة‬ ‫المجتم��ع وحيويته من خالل‬ ‫نشاط نسائه‪.‬‬ ‫وأضافت «المحم��ود»‪ :‬وألن‬ ‫الم��رأة هي ركيزة أساس��ية‬

‫ف��ي بن��اء األس��رة وج��ب‬ ‫علين��ا دعمه��ا ورعايته��ا‬ ‫بش��تى المج��االت‪ ،‬وإلنجاح‬ ‫ه��ذا اله��دف نعم��ل لتغي��ر‬ ‫الفكرة عن الم��رأة من آخذة‬ ‫ال��ى معطي��ة عب��ر تمكينها‬ ‫اقتصادي��اً واجتماعي��اً م��ن‬ ‫خالل المشاريع اإلنمائية»‪.‬‬ ‫وع��ن بداي��ة الفك��رة قالت‬ ‫«محم��ود»‪« :‬أت��ت فك��رة‬ ‫الهيئ��ة من واق��ع المرأة في‬ ‫س��وريا‪ ،‬الذي ف��رض عليها‬ ‫التهجي��ر والن��زوح واإلقامة‬ ‫ف��ي المخيمات وتغير نمطها‬ ‫المعيش��ي‪ ،‬ما انعكس سلباً‬

‫على أطفالها وبناء أس��رتها‪،‬‬ ‫وفي هذه الهيئة أردنا إعادة‬ ‫ال��دور والقوة له��ا وتمكينها‬ ‫بشكل كامل»‪.‬‬ ‫«المحم��ود»‬ ‫وطالب��ت‬ ‫المنظمات والمؤسسات مدّ‬ ‫يد العون إلنجاح هذه الهيئة‪،‬‬ ‫كما طالبت النس��اء بالوقوف‬ ‫م��ع الهيئ��ة ومش��اركتها‪،‬‬ ‫لتس��تطيع المرأة أن تبرهن‬ ‫أنها من الحرب»‪.‬‬ ‫المستش��ار القانوني للهيئة‬ ‫واحد المؤسس��ين لها مثنى‬ ‫المحمد قال لزيتون‪« :‬اليوم‬ ‫كان مؤتمرن��ا التأسيس��ي‬

‫"زيتون"‪":‬ف��ي البداي��ة كن��ت‬ ‫أس��عى للحصول على موافقة‬ ‫لدخول األراض��ي التركية من‬ ‫أجل تلق��ي العالج بع��د األلم‬ ‫الش��ديد التي تعرضت له ولم‬ ‫أعد أس��تطيع أن أح��رك يدي‬ ‫بشكل شبه نهائي "‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬إن وج��ود المرك��ز‬ ‫في ري��ف إدل��ب الجنوبي وفّر‬ ‫عل��ي مش��قة الس��فر ودف��ع‬ ‫مبال��غ باهظ��ة ف��ي تركي��ا‪،‬‬ ‫حي��ث توجه��ت للع�لاج ف��ي‬ ‫هذا المرك��ز‪ ،‬وتمت معالجتي‬ ‫الكهربائي��ة‬ ‫بالنبض��ات‬ ‫والحركات الفيزيائية‪ ،‬وأصبح‬ ‫أم��ر الع�لاج أس��هل وأس��رع‪،‬‬ ‫حيث آت��ي إلى هنا كل يومين‬ ‫دون أن أضط��ر للس��فر إل��ى‬ ‫تركيا"‪.‬‬ ‫أما "علي العقدة" وهو مصاب‬ ‫بش��لل رباع��ي نتيج��ة حادث‬ ‫س��ير تعرض له قب��ل الثورة‪،‬‬ ‫وكان يتلق��ى الع�لاج في أحد‬ ‫مراك��ز المعالجة ف��ي مدينة‬ ‫حلب‪ ،‬قال لـ "زيتون"‪:‬‬ ‫ً‬ ‫"بع��د الث��ورة وخش��ية م��ن‬ ‫الذه��اب إلى مناط��ق النظام‬ ‫األول‪ ،‬والهيئ��ة ه��ي خطوة‬ ‫ف��ي الطري��ق الصحي��ح‪،‬‬ ‫لك��ن يتوق��ف م��دى نجاحها‬ ‫على االعتراف الرس��مي بها‬ ‫وتع��اون الفصائ��ل والق��وى‬ ‫الفاعلة عل��ى األرض معها‪،‬‬

‫س��اءت حالتي كثي��راً‪ ،‬إلى أن‬ ‫ت��م افتت��اح مرك��ز المعالجة‬ ‫الفيزيائي��ة وب��دأت بتلق��ي‬ ‫الع�لاج في��ه م��ن جدي��د"‪،‬‬ ‫مش��يراً إل��ى حالته تحس��نت‬ ‫كثيراً حيث أصب��ح قادراً على‬ ‫تحريك يده بشكل جزئي بعد‬ ‫التدري��ب المس��تمر م��ن قبل‬ ‫المدربي��ن والرعاي��ة الصحية‬ ‫التي يقدمونها له في المركز‪،‬‬ ‫متمنياً اس��تمرار تحسن حالته‬ ‫الصحية في المستقبل‪.‬‬ ‫ويعتب��ر القائم��ون عل��ى هذا‬ ‫المش��روع بأن الهدف األسمى‬ ‫منه‪ ،‬هو توفير كل ما يحتاجه‬ ‫س��كان ري��ف إدل��ب المح��رر‬ ‫والنازح��ون إليه‪ ،‬من الخدمات‬ ‫الطبية بمختلف االختصاصات‬ ‫والمكم�لات العالجية‪ ،‬كمركز‬ ‫الع�لاج الفيزيائ��ي‪ ،‬وتقدي��م‬ ‫أفض��ل الخدم��ات العالجي��ة‬ ‫للن��اس دون مقاب��ل في ظل‬ ‫الظ��روف اإلنس��انية الصعبة‬ ‫والقص��ف المس��تمر من قبل‬ ‫قوات األسد وحلفائه‪.‬‬

‫وس��نجتمع غ��داً م��ع إدارة‬ ‫الخدم��ات بن��ا ًء عل��ى طلب‬ ‫منهم من أجل الحصول على‬ ‫ترخيص للهيئة‪ ،‬من المبكر‬ ‫الحك��م على تجرب��ة الهيئة‬ ‫اآلن ألنها في بداياتها»‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪3‬‬


‫مراسلون‬

‫الفلتان الأمني يف ريف �إدلب‪ ..‬معركة �صامتة‬ ‫ال يخل��و صب��اح ب�لا جث��ث‬ ‫مرمية على أطراف الطرقات‬ ‫في ريف إدلب‪ ،‬جثث لمدنيين‬ ‫وغالباً لعسكريين بانتماءات‬ ‫مختلف��ة‪ ،‬ليكتش��ف األهالي‬ ‫فيما بعد أنهم لش��بان كانوا‬ ‫ق��د خطفوا منذ ش��هور على‬ ‫يد مجهولين‪.‬‬ ‫وبدأت تلك اإلحداث منذ عدة‬ ‫ش��هور تصاع��دت وتيرته��ا‬ ‫ف��ي الش��هرين الماضيي��ن‬

‫خاص زيتون‬

‫الش��رطة الح��رة عاجزة‬ ‫بدون سالح فعال‬

‫«ع��واد أب��و محم��د» رئيس‬ ‫الش��رطة في مدينة سراقب‬ ‫بريف إدلب قال «لزيتون»‪:‬‬ ‫«نح��ن ك�شرطة مدني��ة نقوم بعدة‬ ‫�إج��راءات م��ن �أج��ل احل��د م��ن‬ ‫االنفالت الذي تتعر�ض له املدينة‪,‬‬ ‫لدين��ا ثالث��ة دوري��ات م�سائي��ة‬ ‫با�ستم��رار ولكن هذا ال يكفي حتى‬ ‫ول��و �شاركتن��ا عنا�ص��ر املحكمة �أو‬ ‫اجلهات الأمنية الأخرى‪.‬‬

‫ألن ضب��ط األم��ن يحت��اج‬ ‫إل��ى مش��اركة الجمي��ع من‬ ‫مدن��ي وعس��كري فالمدينة‬ ‫كبي��رة إضاف��ة إل��ى ري��ف‪،‬‬ ‫فهن��اك حوالي ‪ 28‬بلدة تتبع‬ ‫لس��راقب‪ ,‬كما يجب تشكيل‬ ‫فري��ق عم��ل متكام��ل من‬ ‫جمي��ع األمنيين من ش��رطة‬ ‫ومحكمة وفصائل عسكرية‬ ‫كاف��ة‪ ،‬وأن يكون اختصاصه‬ ‫فق��ط حماي��ة البل��دة م��ن‬ ‫الس��رقات والخط��ف ودخول‬ ‫س��يارات مجهول��ة أو زرع‬ ‫عب��وات عل��ى الطرق��ات‬ ‫العامة»‪.‬‬ ‫قمن��ا مؤخراً بوض��ع حواجز‬ ‫في الطرق��ات وعلى أطراف‬ ‫المدين��ة وفي األحي��اء التي‬ ‫يس��كنها النازح��ون ولك��ن‬ ‫ليست ثابتة خوفا على حياة‬ ‫العناص��ر م��ن االس��تهداف‪,‬‬ ‫لك��ن برغم قل��ة اإلمكانيات‬ ‫فق��د زاد األم��ن م��ن خالل‬ ‫الش��رطة بما تق��وم به من‬ ‫مالحق��ة اللص��وص والتأكد‬ ‫م��ن هوي��ات األش��خاص‬ ‫المشكوك بهم‪.‬‬

‫قت��ل وس��لب وخط��ف‬ ‫يروع المدنيين‬ ‫منتص��ف كان��ون الثان��ي‬ ‫أقدمت مجموع��ة كبيرة من‬ ‫الملثمي��ن المس��لحين على‬

‫‪4‬‬

‫لتط��ال عملي��ات الخط��ف‬ ‫واالغتي��ال والقت��ل عناص��ر‬ ‫من كاف��ة الفصائل أبرزهم‬ ‫حركة أح��رار الش��ام وجبهة‬ ‫فتح الش��ام‪ ،‬في ظل صمت‬ ‫المس��ؤولين األمنيي��ن ف��ي‬ ‫المناط��ق التي تج��ري فيها‬ ‫تل��ك العملي��ات التي يوصف‬ ‫منفذيه��ا بالمس��توى العالي‬ ‫والتدريب الممتاز‪.‬‬

‫مهاجم��ة ثالث��ة أش��خاص‬ ‫م��ن مدين��ة س��راقب كانوا‬ ‫متواجدي��ن بإح��دى م��زارع‬ ‫المدين��ة‪ ،‬وكان الملثمي��ن‬ ‫يس��تقلون ث�لاث س��يارات‬ ‫من نوع «ف��ان»‪ ،‬وذلك ليلة‬ ‫الجمعة الماضية‪.‬‬ ‫«عم��ار نص��ار» صاح��ب‬ ‫المزرع��ة وأح��د الذي��ن‬ ‫اختطفه��م الملثمي��ن‪ ،‬قال‬ ‫ل��ـ «زيت��ون»‪« :‬كن��ت أن��ا‬ ‫وصديقاي في مزرعتي التي‬ ‫أجل��س فيها بش��كل ش��به‬ ‫دائم‪ ،‬وه��ي مزرعة ال تبعد‬ ‫أكث��ر ‪ 2‬كيلو متر عن مدينة‬ ‫سراقب‪ ،‬عندما تم قرع باب‬ ‫المزرعة»‪.‬‬ ‫و�أ�ض��اف‪« :‬فوجئن��ا ب��ـ ‪ 15‬ملثم�� ًا‬ ‫وم�سلح�� ًا‪ ،‬معه��م ث�لاث �سي��ارات‬ ‫«ف��ان»‪ ،‬قام��وا بتكبيلن��ا و�إهانتن��ا‬ ‫وتع�صيب �أعيننا‪ ،‬ث��م قاموا بعدها‬ ‫ب�سرق��ة �س�لاح �صي��د وم�سد���س‬ ‫و�سياراتنا نحن الثالثة»‪.‬‬ ‫وتاب��ع «النص��ار»‪« :‬ت��م‬ ‫اقتيادن��ا ونح��ن معصوب��ي‬ ‫األعي��ن‪ ،‬إل��ى داخ��ل مدينة‬ ‫س��راقب ث��م خرج��وا منها‪،‬‬ ‫وبعد مسير ألكثر من ساعة‬ ‫حول المدين��ة‪ ،‬قاموا برمينا‬ ‫على أحد الطرق��ات القريبة‬ ‫من مدينة سراقب من الجهة‬ ‫الغربية»‪.‬‬ ‫و�أثارت احلادثة ا�ستنكار وا�ستهجان‬ ‫الأهايل يف مدين��ة �سراقب‪ ،‬الذين‬ ‫ت�ساءل��وا ع��ن �سب��ب ع��دم ن�ش��ر‬ ‫احلواج��ز عل��ى مداخ��ل املدينة‪،‬‬ ‫�ضبط�� ًا للفو�ضى والفلت��ان الأمني‬ ‫الذي زاد يف معاناة النا�س وحد من‬ ‫حركتهم‪.‬‬ ‫جملة من الحوادث وقعت في‬ ‫ريف إدلب الجنوبي وال سيما‬ ‫قرب بلدة معرة حرمة‪ ،‬ففي‬ ‫ي��وم االثني��ن ‪2017/1/23‬‬ ‫وجد جثتي األخوين «قاس��م‬ ‫وأحم��د حالق‪ ،‬وأن��ور جميل‬ ‫حباب��ة» وه��م م��ن أش��هر‬

‫رم��اة صواري��خ الت��او ببلدة‬ ‫مع��رة حرمة ف��ي ريف إدلب‬ ‫الجنوب��ي‪ ،‬ف��ي بئ��ر ق��رب‬ ‫مدينة م��ورك في ريف حماه‬ ‫الش��مالي‪ ،‬ووج��د بالبئ��ر ‪7‬‬ ‫جثث لم يتم التعرف عليهم‪،‬‬ ‫وكان الثالثة قد تم خطفهم‬ ‫م��ن قب��ل مجهولي��ن من��ذ‬ ‫حوالي خمسة أشهر‪.‬‬ ‫ف��ي ري��ف إدل��ب الجنوبي‪،‬‬ ‫كم��ا وقع��ت حادث��ة أخ��رى‬ ‫مش��ابهة منذ نحو شهرين‪،‬‬ ‫حي��ث وج��دت جث��ة «عدنان‬ ‫حباب��ة» ومعه ش��خص أخر‪،‬‬ ‫ف��ي منطق��ة م��ورك خ��ان‬ ‫ش��يخون‪ ،‬بع��د اختفاءه��م‬ ‫لع��دت أس��ابيع‪ ،‬وج��رت‬ ‫محاول��ة الختط��اف للمرصد‬ ‫الباكس��تاني ف��ي بل��دة‬ ‫مع��رة حرمة ف��ي ريف ادلب‬ ‫الجنوبي في ‪،2016/12/31‬‬ ‫كما تم العث��ور على جثتين‬ ‫بالقرب من تل جعفر شمال‬ ‫شرق خان شيخون‪ ،‬وتعودان‬ ‫لعنصري��ن م��ن فصي��ل‬ ‫(جيش العزّة) التابع للجيش‬ ‫السوري الحر‪.‬‬

‫«الكتيب��ة األمنية « في‬ ‫مع��رة حرم��ة خطوة لم‬ ‫تحدث فرقاً‬

‫ه��ذا االنف�لات الفصائ��ل‬ ‫المتواج��دة ف��ي معرة حرمة‬ ‫وبعض األهالي على إنش��اء‬ ‫وإح��داث الكتيب��ة األمني��ة‪،‬‬ ‫وذل��ك بإش��راف المجل��س‬ ‫المحل��ي بالبل��دة وبالتعاون‬ ‫مع المخفر الثوري والفصائل‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫وق��ال الش��رطي «س��الم‬ ‫محمد» لمراسل زيتون حول‬ ‫آلية عمل الكتيبة األمنية في‬ ‫البلدة‪« :‬بعد تش��اور واتفاق‬ ‫بي��ن الفصائل العس��كرية‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫وبإش��راف المجلس المحلي‬ ‫ت��م عم��ل نظ��ام دوري��ات‬ ‫ليلي��ة له��ؤالء العناص��ر‪،‬‬ ‫الذين ينتمون لعدة فصائل‬ ‫عسكرية تابعة للجيش الحر‬ ‫من أبناء البلدة‪ ،‬وتقوم هذه‬ ‫الدوريات بعمل حواجز ليلية‬ ‫على أط��راف البلدة األربعة‪،‬‬ ‫ويق��وم المرك��ز الرئيس��ي‬ ‫بعمل ج��والت تفقدية لهذه‬ ‫الدوريات»‪.‬‬ ‫يق��ول «عب��د اهلل أحم��د»‬ ‫وهو أح��د العناصر المنتمين‬ ‫للكتيبة ويتبع ألحد الفصائل‬ ‫العس��كرية‪« :‬نتواج��د على‬ ‫م��دار الي��وم تقريب��ا عن��د‬ ‫مداخل البلدة و ال س��يما في‬ ‫الليل‪ ،‬لمن��ع حوادث الخطف‬ ‫واالغتي��االت التي انتش��رت‬ ‫بكثرة ف��ي الفت��رة األخيرة‪،‬‬ ‫وخاص��ة لق��ادات الفصائ��ل‬ ‫العس��كرية‪ ،‬وفي حال وجود‬ ‫أي ط��ارئ نتواص��ل فيم��ا‬ ‫بينن��ا ع��ن طري��ق األجهزة‬ ‫الالسلكية»‪.‬‬ ‫يتحدث أب��و مصطفى وهو‬ ‫أحد س��كان البلدة لمراس��ل‬ ‫زيت��ون‪« :‬اس��تطاع عناص��ر‬ ‫الكتيب��ة منذ أس��بوع تقريباً‬ ‫إنق��اذ أح��د المدنيي��ن م��ن‬ ‫محاولة خطف وقامت الكتيبة‬ ‫األمني��ة بمالحقة الخاطفين‬ ‫واالش��تباك معه��م م��ا أدى‬ ‫إلصابة شخص منهم»‪.‬‬

‫حم�لات لمن��ع الس�لاح‬ ‫بين المدنيين‬ ‫وكان ناش��طون م��ن مدينة‬ ‫مع��رة النعم��ان بريف إدلب‪،‬‬ ‫قد بدؤوا قبل أي��ام‪ ،‬بتنفيذ‬ ‫المرحل��ة األول��ى م��ن حملة‬ ‫بعن��وان “ال للس�لاح بي��ن‬ ‫المدنيي��ن”‪ ،‬وج��اءت الحملة‬ ‫للتأكيد على خط��ورة وجود‬

‫السالح بين الس��كان‪ ،‬وبأنه‬ ‫حالة غي��ر صحيحة وخطيرة‬ ‫وله��ا نتائ��ج س��لبية عل��ى‬ ‫المجتمعات‪.‬‬ ‫وش��ملت المرحل��ة األول��ى‬ ‫لصق البوس��ترات التوعوية‬ ‫ف��ي كل م��ن “الم��دارس‬ ‫والمراك��ز الطبي��ة والجوامع‬ ‫والحدائق العامة واألس��واق‬ ‫وأماكن التجمعات السكنية”‪.‬‬ ‫البوس��ترات‬ ‫وتضمن��ت‬ ‫التوعوي��ة عبارات تتناس��ب‬ ‫م��ع الم��كان مث��ل “مج��رد‬ ‫رؤية السالح في الشارع هو‬ ‫خطر!”‪“ ،‬ال تدخل بس�لاحك‬ ‫إلى المس��اجد‪ ،‬فهي للعبادة‬ ‫وليست للقتال!”‪“ ،‬المشافي‪،‬‬ ‫والصيدلي��ات‪ ،‬والمراك��ز‬ ‫الصحي��ة‪ ،‬م��ن أج��ل خدمة‬ ‫األهال��ي‪ ،‬وزيارته��ا مم��ن‬ ‫يحم��ل الس�لاح‪ ،‬ول��و بنية‬ ‫طيبة‪ ،‬يس��بب خطر ش��ديد‬ ‫عل��ى المدنيي��ن”‪“ ،‬الحدائق‬ ‫العام��ة‪ ،‬ومالع��ب األطفال‪،‬‬ ‫أماك��ن للراح��ة والش��عور‬ ‫باألم��ان‪ ،‬س�لاحك يدع��و‬ ‫للقل��ق أبعده ع��ن األطفال‪.‬‬ ‫المناطق الس��كنية يجب أن‬ ‫تكون خالية من السالح”‪.‬‬ ‫ه��ذا وامت��دت الحمل��ة إلى‬ ‫مدين��ة س��راقب‪ ،‬وم��ن‬ ‫المتوق��ع أن تمت��د إلى بقية‬ ‫مدن وبلدات محافظة إدلب‪.‬‬ ‫ويتخ��وف األهال��ي م��ن‬ ‫تزاي��د ح��دة الفوض��ى جراء‬ ‫االقتتال الحاصل بين كبرى‬ ‫الفصائ��ل المتواج��دة ف��ي‬ ‫الري��ف االدلب��ي‪ ،‬التي كانت‬ ‫ال مخفياً‬ ‫تلك االغتياالت شك ً‬ ‫لالقتتال العلني الحالي‪.‬‬


‫مراسلون‬

‫غياب الو�ضوح يف �آليات اتخاذ القرار يف امل�ؤ�س�سات اخلدمية ب�إدلب‬

‫يش��كو أهالي بعض م��دن وبلدات محافظة إدل��ب من غياب‬ ‫آليات واضحة التخاذ القرارات أو التخبط بها من قبل المجالس‬ ‫المحلية في مدنهم وبلداته��م‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن غياب آلية واضحة‬ ‫لتشكيل تلك المجالس‪.‬‬ ‫«زيت��ون» التق��ت عدداً م��ن أهالي مدينتي بنش وس��راقب‪،‬‬ ‫واستطلعت آراءهم وردود المسؤولين في مجلسي المدينتين‪.‬‬

‫غسان شعبان‬ ‫«عب��د اهلل الس��عيد» أح��د‬ ‫أهال��ي مدين��ة بن��ش قال‪:‬‬ ‫«هن��اك غي��اب للش��فافية‬ ‫ف��ي اتخ��اذ الق��رارات ف��ي‬ ‫بع��ض الجه��ات الخدمي��ة‪،‬‬ ‫أو ربم��ا تقصير ف��ي إطالع‬ ‫المواطنين على آليات العمل‬ ‫واتخاذ القرار»‪.‬‬ ‫«عمر حاج قدور» من أهالي‬ ‫مدين��ة بن��ش‪ ،‬ي��رى بأن��ه‬ ‫كمواط��ن ال يع��رف كيفي��ة‬ ‫اتخاذ الق��رار ف��ي المجلس‬ ‫المحلي ويعتقد بأن المجلس‬ ‫قام ببع��ض األعمال التي ال‬ ‫تمث��ل أولوي��ة ل��ه كمواطن‬ ‫مثل اللوح��ات الطرقية التي‬ ‫وُضع��ت عليها عب��ارات ّ‬ ‫مل‬ ‫منه��ا األهال��ي‪ ،‬وإن إصالح‬ ‫طريق بالنسبة له أفضل من‬ ‫مثل ه��ذه األعمال‪ ،‬حس��ب‬ ‫رأيه‪.‬‬ ‫وردّ رئيس المجلس المحلي‬ ‫«فاضل حاج هاشم» بالقول‪:‬‬ ‫«نحن ف��ي المجلس المحلي‬ ‫لمدين��ة بنش نس��تقبل أي‬ ‫ش��خص عن��ده مقت��رح أو‬ ‫ش��كوى‪ ،‬وفي بداية تشكيل‬ ‫المجلس المحلي أجرينا عدد‬ ‫م��ن اللق��اءات واالجتماعات‬ ‫م��ع الفعاليات ف��ي المدينة‬ ‫م��ن أجل إيجاد حلول جذرية‬ ‫للمش��اكل التي تعاني منها‬ ‫المدين��ة إن كان بالنس��بة‬ ‫لض��خ المي��اه أو التربي��ة أو‬ ‫المشاكل األخرى»‪.‬‬ ‫وتاب��ع‪« :‬نع��م هن��اك غياب‬ ‫للقاءات مع المواطنين وربما‬ ‫يوج��د بع��ض التقصير في‬

‫ه��ذه الناحي��ة لك��ن الوضع‬ ‫األمن��ي يؤثر على هذا األمر‬ ‫بشكل كبير»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬األولوي��ات كثيرة‬ ‫ج��داً والمواط��ن دائماً محق‬ ‫ف��ي ظ��ل ضع��ف الخدمات‪،‬‬ ‫ونحن كمجلس محلي نفتقر‬ ‫للتموي��ل والدع��م‪ ،‬ولكنن��ا‬ ‫نس��عى للتعاون م��ع الجميع‬ ‫من أجل رفع كفاءة الخدمات‬ ‫لك��ن األم��ر يحت��اج بع��ض‬ ‫الوقت في ظل الغياب الكبير‬ ‫للمنظم��ات ع��ن المدين��ة‬ ‫ومش��اريعها»‪ ،‬مشيراً إلى أن‬ ‫المجلس يحاول التواصل مع‬ ‫عدد م��ن المنظم��ات لدعم‬ ‫المش��اريع الخدمية الس��يما‬ ‫المش��اريع الت��ي تش��كل‬ ‫األولوية بالنس��بة للمواطن‪،‬‬ ‫والت��ي ت��م تحديده��ا م��ن‬ ‫خالل المراجعات والش��كاوى‬ ‫التي تصل إلى المجلس»‪.‬‬ ‫مالحظات حول عمل المحلي‬ ‫بسراقب والمحلي يرد‬ ‫وف��ي س��راقب رأى «مثن��ى‬ ‫المحمد» أح��د أهالي مدينة‬ ‫سراقب أن المجلس المحلي‬ ‫في مدينة س��راقب وريفها‪،‬‬ ‫يعاني من حالة ترهل إداري‪،‬‬ ‫وغي��اب صل��ة الوص��ل بين‬ ‫كاف��ة اإلدارات‪ ،‬مع ّل� ً‬ ‫لا رأيه‬ ‫بوجود قرارات غير مدروسة‬ ‫وغي��ر متف��ق عليه��ا م��ن‬ ‫قبل المجلس والمؤسس��ات‬ ‫المرتبط��ة به‪ ،‬ص��درت في‬ ‫بعض المؤسسات‪ ،‬مثل قرار‬ ‫مؤسس��ة الهات��ف الخاط��ئ‬ ‫الذي ت��م التراج��ع عنه بعد‬ ‫يوم من صدوره‪ ،‬ومش��روع‬ ‫الزف��ت الذي ل��م ينتهِ حتى‬

‫اآلن‪ ،‬والذي افتقد للتنظيم‪،‬‬ ‫من وجهة نظره‪.‬‬ ‫في حين قال «بليغ سليمان»‬ ‫م��ن أهالي مدينة س��راقب‪:‬‬ ‫«بالنس��بة لعم��ل المجلس‬ ‫المحل��ي حس��ب الواق��ع‬ ‫المف��روض واإلمكاني��ات‬ ‫المتوف��رة مقب��ول‪ ،‬ولك��ن‬ ‫بالنس��بة ألعض��اء المجلس‬ ‫ه��م معيني��ن تعيين وليس‬ ‫انتخاب مشروع»‪.‬‬ ‫ورداً عل��ى ذل��ك‪ ،‬ق��ال‬ ‫«إبراهيم باري��ش « رئيس‬ ‫المجلس المحلي في مدينة‬ ‫س��راقب وريفه��ا‪« :‬إن جميع‬ ‫الق��رارات المتخ��ذة تك��ون‬ ‫مدروس��ة من قبل المجلس‬ ‫ضمن خطة عمل منظمة»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬حالي��ا جمي��ع‬ ‫المؤسس��ات الخدمية تابعة‬ ‫للمجل��س المحلي‪ ،‬وأي قرار‬ ‫يصدر عن أي مؤسس��ة دون‬ ‫المجل��س المحل��ي‪ ،‬يعتب��ر‬ ‫ملغ��ى‪ ،‬وإن كان هن��اك‬ ‫تقصي��ر ف��ي بع��ض األمور‬ ‫الخدمي��ة فه��ذا ال يعن��ي‬ ‫الضع��ف‪ ،‬وإنم��ا يقاس مدى‬ ‫نج��اح العم��ل أو المش��روع‬ ‫بحسب اإلمكانيات المتوفرة‬ ‫والحالة األمنية للمدينة»‪.‬‬ ‫وأش��ار «باري��ش» إل��ى‬ ‫أن��ه بع��د تش��كيل مكت��ب‬ ‫مس��اعدة المواط��ن أصب��ح‬ ‫هناك اجتماع��ات دورية مع‬ ‫المواطنين وجميع الفعاليات‬ ‫المدني��ة ف��ي المدين��ة‪ ،‬من‬ ‫أج��ل مش��اركتهم في جميع‬ ‫القرارات‪.‬‬

‫وح��ول تش��كيل المجل��س‬ ‫وتعيي��ن أعضائ��ه‪ ،‬ق��ال‬ ‫«باري��ش»‪« :‬كم��ا ه��و‬ ‫معروف ف��ي النظام الداخلي‬ ‫للمجل��س المحل��ي والنظام‬ ‫الداخل��ي للش��ورى واألعيان‬ ‫أن مجلس��ي الش��ورى‬ ‫واألعي��ان أص��دروا بي��ان‬ ‫للترش��ح لرئاس��ة المجلس‬ ‫المحل��ي‪ ،‬وتم تقدي��م عدة‬ ‫طلب��ات م��ن المرش��حين‬ ‫فوق��ع اإلختي��ار عل��ى كل‬ ‫م��ن المحام��ي «إبراهي��م‬ ‫باريش»‪ ،‬والمحامي «مثنى‬ ‫المحم��د»‪ ،‬والمحامي «ماهر‬ ‫نجار»‪ ،‬وت��م انتخاب رئيس‬ ‫المجل��س المحل��ي بش��كل‬ ‫مباش��ر م��ن قب��ل األعي��ان‬ ‫وحصل��ت على ‪ 59‬صوتاً من‬ ‫أصل ‪ ،112‬وتم تكليفي من‬ ‫قبل مجلس الشورى»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬وبع��د التش��اور‬ ‫م��ع الفعالي��ات السياس��ية‬ ‫والمدني��ة ف��ي المدين��ة تم‬ ‫اختي��ار أعض��اء المجل��س‬ ‫ورؤس��اء المكات��ب‪ ،‬أما بقية‬ ‫الموظفين فه��م على رأس‬ ‫عمله��م‪ ،‬فالتغيي��ر يش��مل‬ ‫فق��ط رئي��س المجل��س‬ ‫ورؤساء المكاتب»‪ ،‬مبيّناً أن‬ ‫مدة رئاس��ة المجلس س��نة‬ ‫واح��دة‪ ،‬وأن التش��كيل يتم‬ ‫عن طريق مجلسي الشورى‬ ‫واألعيان‪ ،‬حيث يقوم رئيس‬ ‫المجل��س المكلف بتش��كيل‬ ‫فريق عم��ل وعرض��ه على‬ ‫مجلس الشورى ليتم اختيار‬ ‫رئيس لكل مكتب‪.‬‬ ‫ورداً عل��ى س��ؤال خ��اص‬ ‫طرحت��ه «زيت��ون» عل��ى‬ ‫رئي��س المجل��س المحل��ي‬

‫في مدينة س��راقب وريفها‪،‬‬ ‫حول وجود بن��د في النظام‬ ‫الداخلي للمجل��س المحلي‪،‬‬ ‫يس��مح له بممارس��ة عمله‬ ‫كرئي��س للمجل��س بع��د‬ ‫أن كان ق��د تق��دم بطل��ب‬ ‫استقالة من منصبه كرئيس‬ ‫للمجل��س في وقت س��ابق‪،‬‬ ‫ق��ال «إبراهي��م باري��ش»‪:‬‬ ‫«عندما تم تكليفي برئاسة‬ ‫المجل��س‪ ،‬كان��ت هن��اك‬ ‫خالف��ات بي��ن المجل��س‬ ‫المحل��ي ومجلس الش��ورى‬ ‫في المدين��ة‪ ،‬نتيجة لتدخل‬ ‫مجلس الش��ورى ف��ي عمل‬ ‫المجل��س المحل��ي‪ ،‬وه��ذا‬ ‫مخال��ف للنظ��ام الداخل��ي‬ ‫فمهمة مجلس الشورى هي‬ ‫الرقاب��ة واإلش��راف ولي��س‬ ‫التدخل في قرارات المجلس‬ ‫المحل��ي وتنفيذه��ا‪ ،‬ولذلك‬ ‫تقدم��ت بطل��ب اس��تقالة‬ ‫لمجلسي الش��ورى واألعيان‬ ‫ولكن ت��م رفضه��ا من قبل‬ ‫مجل��س األعي��ان‪ ،‬وأص��ر‬ ‫المجل��س عل��ى اس��تمراري‬ ‫ف��ي المرحل��ة القادم��ة‪،‬‬ ‫وبموجبها ت��م اإلتفاق على‬ ‫بقائ��ي كرئي��س للمجل��س‬ ‫المحلي في مدينة س��راقب‬ ‫وريفه��ا حت��ى انته��اء م��دة‬ ‫ال��دورة الحالي��ة‪ ،‬وذلك في‬ ‫‪.2017/6/15‬‬ ‫وي��رى البع��ض أن تدخ��ل‬ ‫الكثير من القوى الغير مدنية‬ ‫والمؤثرة على العمل المدني‬ ‫هو السبب الرئيسي في عدم‬ ‫وضوح آلي��ات اتخاذ القرارات‬ ‫وانتق��ال الس��لطات ما يبقي‬ ‫المواطن ف��ي هامش التأثير‬ ‫عل��ى عمل تلك المؤسس��ات‬ ‫ويضعف ثقته في عملها‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪5‬‬


‫مراسلون‬

‫اجلباية‪ ..‬هل هي احلل مل�شكلة املياه يف �إدلب؟‬ ‫ُيجمع أهالي ريف إدلب بمختلف مدنهم وبلداتهم‬ ‫وقراهم‪ ،‬على أن المشكلة األبرز في حياتهم ‪-‬بعد‬ ‫قصف الطيران‪ -‬ه���ي عدم توفر المياه‪ ،‬في ظل‬ ‫ّ‬ ‫تش���كل العامل األساس���ي‬ ‫غياب الكهرباء التي‬ ‫في انقطاعها ال س���يما وس���ط عدم توفر الدعم‬ ‫وارتفاع أسعار المحروقات وغيرها من العوائق‪.‬‬

‫وكان���ت «زيت���ون» قد س���لّطت الض���وء على‬ ‫مش���كلة المي���اه وتحديات توفيرها ل���دى أهالي‬ ‫ريف إدلب في ع���دة مناطق منها المخيمات في‬ ‫الش���مال الس���وري‪ ،‬وتعود اليوم لتس���تطلع آراء‬ ‫المواطني���ن وردود المعنيين في كل من مدينتي‬ ‫«سراقب» و»بنش»‪.‬‬

‫خاص زيتون‬ ‫«مثن��ى المحمد» م��ن أهالي‬ ‫مدين��ة س��راقب ق��ال ل��ـ‬ ‫«زيتون»‪:‬‬ ‫«بالنس��بة للمي��اه حت��ى اآلن‬ ‫ل��م تس��تطع وح��دة المي��اه‬ ‫االلت��زام بما وع��دت األهالي‬ ‫به والوصول إل��ى أكثر من ‪5‬‬ ‫ضخات في الش��هر‪ ،‬كذلك لم‬ ‫تستطع أن تسير ضمن خطة‬ ‫معين��ة للجباي��ة‪ ،‬وننتظر من‬ ‫وح��دة المياه ضب��ط قراراتها‬ ‫بشكل صحيح»‪.‬‬ ‫وأيّ��ده ف��ي ذل��ك «بلي��غ‬ ‫س��ليمان» وه��و م��ن أهالي‬ ‫مدينة س��راقب أيض��اً‪ ،‬والذي‬ ‫اعتبر أن موضوع الجباية غير‬ ‫منظم على اإلط�لاق‪ ،‬ويجب‬ ‫أن يك��ون هن��اك فائض يتم‬ ‫االستفادة منه‪ ،‬معزياً السبب‬ ‫وراء ذل��ك يعود إل��ى تقصير‬ ‫اإلدارة‪.‬‬ ‫وأش��ار «أس��امة الصباغ» إلى‬ ‫أن ع��دد الضخ��ات ال يكف��ي‬ ‫لكثير م��ن العائ�لات الكبيرة‬ ‫التي تس��تهلك المياه‪ ،‬ولذلك‬ ‫طال��ب بإص�لاح الخط��وط‬ ‫المتوقف��ة عن العم��ل وإعادة‬ ‫تأهيل الشبكات في المدينة‪.‬‬ ‫وطال��ب «أب��و ع��زو» بإعادة‬ ‫دراس��ة الخط��ة الموضوع��ة‬ ‫للض��خ وزي��ادة عدد س��اعات‬ ‫الض��خ‪ ،‬وصيان��ة الش��بكات‪،‬‬

‫ووض��ع آلية من أج��ل وصول‬ ‫المياه إلى جميع األحياء‪.‬‬ ‫وقال «ش��اهر المني��رة» من‬ ‫أهالي المدينة‪ ،‬ل��ـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«لي��س لدي ثقة أب��داً بوحدة‬ ‫المي��اه‪ ،‬فبع��د إب��رام عق��د‬ ‫تش��غيل المياه كانت الوعود‬ ‫بأن الضخات س��تكون بمعدل‬ ‫‪ 10‬م��رات في الش��هر‪ ،‬ولكن‬ ‫حالياً ما بين ‪ 6 5-‬مرات»‪.‬‬ ‫وأضاف «المنيرة»‪« :‬وبالنسبة‬ ‫للبيوت التي ال تصلها المياه‪،‬‬ ‫لم��اذا يتم نق��ل المي��اه إليها‬ ‫عبر الصهاري��ج؟ لماذا ال يتم‬ ‫إص�لاح الخط��وط وتوفي��ر‬ ‫النفقات الت��ي يتطلبها النقل‬ ‫عبر الصهاريج‪.‬‬ ‫ورأى «يام��ن الخال��د» أح��د‬ ‫أهال��ي مدين��ة س��راقب‪ ،‬أن‬ ‫الوض��ع مقب��ول ف��ي األحياء‬ ‫التي تصله��ا المياه وفق عدد‬ ‫الضخ��ات المح��ددة‪ ،‬ولك��ن‬ ‫يج��ب إصالح باق��ي الخطوط‬ ‫لتصل إلى األحياء التي تعاني‬ ‫وتعتمد عل��ى صهاريج المياه‬ ‫المكلفة‪.‬‬ ‫في حين ق��ال «أيم��ن قبو»‪:‬‬ ‫«إن وض��ع المياه حت��ى اآلن‪،‬‬ ‫مقب��ول نوع��اً م��ا ف��ي ظ��ل‬ ‫الوضع الراه��ن وقلة الدعم‪،‬‬ ‫ولك��ن بالتأكيد األم��ر بحاجة‬ ‫لتنظيم أكثر»‪.‬‬

‫وحدة املياه يف �سراقب‪ :‬اجلباية هي احلل واملواطن ال يتعاون‬ ‫«زيت��ون» التق��ت مدي��ر وحدة‬ ‫المي��اه ف��ي مدين��ة س��راقب‬ ‫«يحيى الخضر»‪ ،‬وقال ‪:‬‬ ‫«كانت قيمة العقد مع المنظمة‬ ‫‪ 149900‬دوالر أمريك��ي‪،‬‬ ‫ووعدن��ا األهال��ي بموجب هذا‬ ‫العق��د أن عدد الضخات لن يقل‬ ‫عن ‪ 7‬ضخات شهرياً‪ ،‬ولكن كان‬

‫‪6‬‬

‫ش��رط المنظم��ة الداعم��ة هو‬ ‫الجباي��ة م��ن المواط��ن ليكون‬ ‫هن��اك مخ��زون اس��تراتيجي‬ ‫وق��دره ‪ 3‬ملي��ون ليرة س��ورية‬ ‫شهرياً‪ ،‬ولكن هناك تقصير من‬ ‫بعض األهالي ف��ي التعاون مع‬ ‫الوحدة ف��ي موض��وع الجباية‪،‬‬ ‫وبالتال��ي أصبح هن��اك تفاوت‬

‫في الدفع��ات المقدمة من قبل‬ ‫المنظم��ة‪ ،‬والت��ي انخفض��ت‬ ‫تدريجي��اً م��ن ‪ 25‬أل��ف دوالر‬ ‫حس��ب العقد‪ ،‬حتى وصلت إلى‬ ‫‪ 14‬أل��ف دوالر‪ ،‬وهذا االنخفاض‬ ‫في المبال��غ الممنوحة من قبل‬ ‫المنظمة اليكف��ي إلى أكثر من‬ ‫‪ 3‬إلى ‪ 4‬ضخات»‪.‬‬ ‫وأض��اف «الخض��ر «‪« :‬وعل��ى‬ ‫الرغ��م م��ن أن وح��دة مي��اه‬ ‫س��راقب أوضحت منذ االجتماع‬ ‫األول له��ا م��ع المواطني��ن بعد‬ ‫توقي��ع العقد‪ ،‬أن عق��د القيمة‬ ‫التش��غيلية مرتبط ارتباط تام‬ ‫بالجباي��ة عل��ى مدى ‪ 6‬أش��هر‪،‬‬ ‫إال أن االلت��زام بالجباي��ة كان‬ ‫ضعيفاً ج��داً‪ ،‬ولم يت��م تحقيق‬

‫ألن أغلبه��ا خ��ارج المخط��ط‬ ‫التنظيم��ي‪ ،‬وبالرغ��م م��ن‬ ‫تزويدها بالش��بكات إال أن هذه‬ ‫المناط��ق ترتفع عن منس��وب‬ ‫المياه أي أعلى من الخزان حتى‬ ‫لو تمت عملية الضخ لس��اعات‬ ‫أكثر فإن المياه لن تصل»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬إن وص��ول المي��اه ال‬ ‫يت��م إال في حال��ة واحدة فقط‪،‬‬ ‫وه��ي اس��تمرارية الض��خ على‬ ‫مدار األربع وعش��رين س��اعة‪،‬‬

‫«وعل��ى الرغم من �أن وحدة مياه �سراق��ب �أو�ضحت منذ االجتماع الأول لها‬ ‫مع املواطنني بعد توقيع العقد‪� ،‬أن عق��د القيمة الت�شغيلية مرتبط ارتباط‬ ‫تام باجلباية على م��دى ‪� 6‬أ�شهر‪� ،‬إال �أن االلتزام باجلباية كان �ضعيف ًا جد ًا‪،‬‬ ‫ومل يت��م حتقيق الن�صاب املايل للجباي��ة‪ ،‬ف�ض ًال عن ت�شكيك البع�ض يف عمل‬ ‫الوحدة نتيجة اخللل بالوعود التي قطعتها فيما يتعلق بعدد ال�ضخات‬ ‫النصاب المال��ي للجباية‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن تش��كيك البعض في عمل‬ ‫الوح��دة نتيجة الخل��ل بالوعود‬ ‫الت��ي قطعتها فيما يتعلق بعدد‬ ‫الضخات»‪.‬‬ ‫وتاب��ع «الخض��ر»‪« :‬إن تكلف��ة‬ ‫الضخة الواح��دة تبلغ ‪224000‬‬ ‫لي��رة وإذا ت��م حس��ابها عل��ى‬ ‫مقدار ‪ 5‬ضخات س��يكون المبلغ‬ ‫بال��دوالر م��ا يق��ارب ‪21961‬‬ ‫دوالر‪ ،‬أي لدين��ا عج��ز ش��هري‬ ‫ما بين ألفين إل��ى ‪ 2200‬دوالر‬ ‫تقريباً‪ ،‬ومبالغ الجباية لألس��ف‬ ‫ضعيفة ال تحقق الغاية لذلك»‪.‬‬ ‫وح��ول الش��بكات التالف��ة‬ ‫والمناط��ق التي ال تص��ل إليها‬ ‫المي��اه‪ ،‬قال «الخ��ض»‪« :‬لدينا‬ ‫ث�لاث مناطق ال تصله��ا المياه‬ ‫أبداً‪ ،‬وهي (المنطقة الشمالية)‬ ‫م��ا قب��ل طري��ق دمش��ق‪-‬‬ ‫الالذقية‪ ،‬وما يقارب خمسة إلى‬ ‫ستة بيوت عند الجسر الجنوبي‬ ‫باإلضافة إل��ى منطق��ة التليل‬ ‫وال��ى الجن��وب قلي� ً‬ ‫لا‪ ،‬ولدين��ا‬ ‫ش��بكة صالح��ة وال يوج��د خلل‬ ‫فيها ولك��ن الموق��ع الجغرافي‬ ‫له��ذه المناطق هو المش��كلة‪،‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫والذي يؤدي ب��دوره إلى وصول‬ ‫المي��اه إل��ى أبع��د نقط��ة ف��ي‬ ‫المدين��ة‪ ،‬كما حدث في الش��هر‬ ‫العاش��ر من العام الفائت‪ ،‬حيث‬ ‫تم��ت عملي��ة تغذي��ة المدينة‬ ‫عبر الخط اإلنس��اني (التفريغ)‪،‬‬ ‫واس��تمرت لمدة ‪ 41‬يوم وصلت‬ ‫المياه إلى جمي��ع المناطق دون‬ ‫اس��تثناء والسبب كان أن عملية‬ ‫الضخ تمت على ‪ 22‬ساعة ضخ‬ ‫ف��ي اليوم‪ ،‬وبذل��ك يتم ضغط‬ ‫الشبكات بشكل جيد»‪.‬‬ ‫وأش��ار إلى أن عدم توفر التيار‬ ‫الكهربائي‪ ،‬وع��دم القدرة على‬ ‫الضخ المتواصل‪ ،‬وقلة الموارد‬ ‫أدى إلى ظهور هذه المشاكل‪.‬‬ ‫وفيم��ا يتعلق بنق��ل المياه عبر‬ ‫الصهاري��ج للمناط��ق الت��ي ال‬ ‫تصله��ا مياه المؤسس��ة أوضح‬ ‫«الخضر»‪« :‬أنه على الرغم من‬ ‫ارتفاع تكلفته لكن المؤسس��ة‬ ‫حرصت على إيصال مخصصات‬ ‫المواطنين بما يتناسب مع عدد‬ ‫الضخ��ات الش��هرية للمناط��ق‬ ‫التي لم تصلها المياه‪.‬‬ ‫وحول مطال��ب األهالي بإصالح‬ ‫الخط��وط التالف��ة ق��ال مدي��ر‬

‫المؤسس��ة‪ :‬أن هن��اك ع��دة‬ ‫مش��اكل ف��ي بع��ض البي��وت‬ ‫الموجودة ف��ي داخ��ل المدينة‬ ‫إذا أن بع��ض البي��وت ال تصلها‬ ‫المياه بشكل كامل‪ ،‬ويعود ذلك‬ ‫إلى وج��ود ضعف في الخطوط‪،‬‬ ‫مش��يراً إلى أن عملية استبدال‬ ‫بع��ض الخط��وط جاري��ة‪ ،‬وإن‬ ‫وحدة المياه في س��راقب قامت‬ ‫بإصالح أحد الخطوط واستبداله‬ ‫بأنابي��ب بالس��تيكية مناس��بة‬ ‫للش��رب وذل��ك بع��د أن انتهت‬ ‫صالحية الخ��ط القديم‪ ،‬ويعتبر‬ ‫ه��ذا الخط عق��دة وص��ل بين‬ ‫السوق والحي الش��مالي ويمتد‬ ‫إلى جزء من الحي الغربي مبيناً‬ ‫أنه في حال وجود مسافة زمنية‬ ‫بي��ن الضخات فإن ذل��ك يؤدي‬ ‫إل��ى زوال الضغ��ط في خطوط‬ ‫الش��بكة ما يؤخر وصول المياه‬ ‫إلى بعض المنازل‪.‬‬ ‫وأك��د الخض��ر أن الش��بكات‬ ‫صالح��ة للعمل ولك��ن الضخات‬ ‫تحت��اج إل��ى ع��دد كاف��ي م��ن‬ ‫الس��اعات لكي تصل إلى جميع‬ ‫األحي��اء والمن��ازل‪ ،‬ولكن األمر‬ ‫مرهون بالدعم فعدد س��اعات‬ ‫الض��خ قليل إال ف��ي حال عمل‬ ‫الخ��ط اإلنس��اني‪ ،‬أو اكتمل��ت‬ ‫دفع��ات المنظم��ة الداعم��ة‪،‬‬ ‫وتع��اون األهالي ف��ي الجباية‪،‬‬ ‫حينها تكون األمور أفضل‪.‬‬

‫وطال��ب مدي��ر م�ؤ�س�س��ة املي��اه يف‬ ‫�سراق��ب م��ن الأه��ايل التع��اون‬ ‫م��ع امل�ؤ�س�س��ة يف عملي��ة اجلباي��ة‬ ‫املطلوبة حتى يك��ون لديها خمزون‬ ‫ا�سرتاتيجي للأ�شهر القادمة وخا�صة‬ ‫يف ف�ص��ل ال�صيف بع��د انتهاء عقد‬ ‫املنظم��ة يف ‪ ،2017/4/30‬م�شريا‬ ‫�إىل �أن النج��اح يف عملي��ة اجلباي��ة‬ ‫�سيكون ل��ه دور �إيجابي يف التقارير‬ ‫املر�سل��ة اىل املنظم��ات املانح��ة‬ ‫وبالتايل �سي�ساهم يف متديد امل�شروع‬ ‫امل�شروط باجلباية‪.‬‬


‫مراسلون‬ ‫تش��غيلية ضخم��ة نتيج��ة‬ ‫لغي��اب التي��ار الكهربائ��ي‪،‬‬ ‫أن تجم��ع غ��وث ق��ام بضخ‬ ‫المي��اه لمدة ش��هرين بكلفة‬ ‫بلغ��ت ‪ 30000‬أل��ف دوالر‪،‬‬ ‫وه��ذا رق��م كبير ف��ي ظل‬ ‫ع��دم وج��ود آلي��ة للجباية‪،‬‬ ‫وبعد ذلك تعطل��ت المولدة‬ ‫الرئيس��ية»‪ ،‬مش��يراً إلى أن‬ ‫المجلس المحلي يعمل حالياً‬ ‫على تأمين مولدة بديلة‪.‬‬

‫بن�ش‪ ،‬حلول م�ؤقتة مل�شكلة املياه واملعاناة م�ستمرة‬ ‫ف��ي مدين��ة بن��ش أيض��اً‪،‬‬ ‫تبرز مش��كلة المياه كإحدى‬ ‫أكب��ر التحدي��ات التي تواجه‬ ‫المجلس المحل��ي واألهالي‬ ‫على حد سواء‪.‬‬

‫م��ن الخدم��ات ولع��ل أه��م‬ ‫الخدمات ه��ي تأمين المياه‪،‬‬ ‫الس��يما ف��ي ظ��ل عج��ز‬ ‫المجلس المحلي ومؤسس��ة‬ ‫المياه على ضخ المياه‪.‬‬

‫«أحم��د زي��ن الدي��ن» أح��د‬ ‫أهال��ي مدينة بن��ش قال لـ‬ ‫«زيت��ون»‪ :‬ينقصن��ا الكثي��ر‬

‫بينم��ا أوض��ح «عم��ر ح��اج‬ ‫ق��دور» أح��د النش��طاء في‬ ‫المدين��ة أن هن��اك غي��اب‬

‫كام��ل من��ذ أكثر من ش��هر‬ ‫ونصف للمي��اه‪ ،‬وأن األهالي‬ ‫يعانون بش��كل كبي��ر جراء‬ ‫انقطاع المياه‪.‬‬ ‫رئيس المجلس المحلي في‬ ‫مدين��ة بنش «فاض��ل حاج‬ ‫هاش��م» ق��ال ل��ـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«تحت��اج المي��اه إل��ى كلف��ة‬

‫أوض��ح «ح��اج هاش��م» أن‬ ‫المجلس يقوم حاليا بدراسة‬ ‫لوض��ع آلي��ة للجباي��ة‪ ،‬وفي‬ ‫حال ت��م التواف��ق عليها مع‬ ‫الفعاليات سيتم عقد سلسلة‬ ‫من اللق��اءات مع المواطنين‬ ‫لش��رح هذه الخطوة المهمة‬ ‫وأخ��ذ آرائه��م واقتراحاتهم‬ ‫للوصول للنتيجة األمثل‪.‬‬ ‫وف��ي خط��وة للتخفي��ف من‬ ‫وكح��ل‬ ‫معان��اة األهال��ي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مؤقت‪ ،‬قامت جمعية س��ابق‬ ‫بالخي��رات وه��ي إح��دى‬

‫الجمعي��ات التي تنش��ط في‬ ‫المج��ال الخدم��ي والتربوي‬ ‫واإلغاثي‪ ،‬بحفر بئر خيري‪.‬‬ ‫وحول ذلك قال مدير جمعية‬ ‫سابق بالخيرات «فراس علي‬ ‫باش��ا» لـ «زيت��ون»‪« :‬قامت‬ ‫جمعية سابق بالخيرات بحفر‬ ‫بئ��ر ماء خي��ري ف��ي مدينة‬ ‫بن��ش وتعاقدت مع عدد من‬ ‫الصهاري��ج‪ ،‬وذل��ك لتخفيف‬ ‫العبء ع��ن المواطنين ومنع‬ ‫استغالل أصحاب الصهاريج‬ ‫لهم»‪.‬‬ ‫يتفق الجمي��ع على أن عودة‬ ‫جباي��ة فواتي��ر المي��اه م��ن‬ ‫المواطن هي الح��ل الوحيد‬ ‫الس��تمرار ضخ المياه ووقف‬ ‫األزمة بما يس��اهم بش��كل‬ ‫فعل��ي عل��ى المس��اعدات‬ ‫الت��ي تأت��ي م��ن المنظمات‬ ‫الداعم��ة‪ ،‬م��ا يتطلب تعاون‬ ‫المواط��ن بالدرج��ة األول��ى‬ ‫ووجود سلطة مدنية وإدارية‬ ‫قادرة على تنظي��م الجباية‬ ‫بشكل عادل وفعال‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة �إكثار البذار يف �سراقب‪ ..‬جهود مبذولة‬ ‫لتح�سني الإنتاج‬ ‫التأس��يس ع��ام ‪ 2013‬كان‬ ‫هن��اك فرعين فق��ط وحاليا‬ ‫أصبحت تس��عة فروع تابعة‬ ‫للمؤسس��ة وه��ي درع��ا ‪،‬‬ ‫القنيطرة ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬تلبيسة‬ ‫في حمص ‪ ،‬جس��ر الش��غور‬ ‫‪ ،‬حل��ب الش��مالي والغربي ‪،‬‬ ‫حم��اه وفرع إدلب مركزه في‬ ‫سراقب‪.‬‬

‫أقام��ت المؤسس��ة العام��ة‬ ‫إلكث��ار البذار فرع س��راقب‬ ‫األح��د ‪ 15‬كان��ون الثان��ي‪،‬‬ ‫ندوة إرش��ادية بعنوان إدارة‬ ‫آف��ة ف��أر الحق��ل ومكافحة‬ ‫األعش��اب وخدم��ة محصول‬ ‫القم��ح ‪ ،‬وذلك ف��ي منتدى‬ ‫بوابة إدلب‪.‬‬ ‫وتم خالل الندوة شرح اآلفات‬ ‫الت��ي تصي��ب المحاصي��ل‬ ‫الزراعية وعمليات المكافحة‬ ‫بالمبيدات ومناقش��ة بعض‬ ‫إستفس��ارات المزارعي��ن‬ ‫حول كل مايتعلق بالزراعية‬ ‫وتحسينها‪.‬‬

‫كما تح��دث الدكت��ور» خالد‬ ‫الطويل» محاض��ر في كلية‬ ‫الزراع��ة بجامعة حلب الحرة‬ ‫ع��ن أهمي��ة القم��ح كغذاء‬ ‫نباتي يتم من خالله إستثمار‬ ‫الحب��وب لصناع��ة الخب��ز‬ ‫وكغذاء حيواني يتم صناعة‬ ‫التبن الذي يغذي الحيوانات‬ ‫من بقاي��ا إنتاجه ‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى ش��رح اآلفات واألمراض‬ ‫الت��ي تحد من كمي��ة إنتاجه‬ ‫وأهم المبيدات التي تحافظ‬ ‫على جودة اإلنتاج وتحسينه‬ ‫والمس��تخدمة ف��ي مكافحة‬ ‫األعش��اب الت��ي تنم��و ف��ي‬ ‫حقول القمح والشعير‪.‬‬

‫«عم��ار المحم��د «مدي��ر‬ ‫مؤسسة اإلكثار قال لزيتون‪:‬‬ ‫نح��ن كمؤسس��ة زراعي��ة‬ ‫نعم��ل بش��كل مس��تقل‬ ‫واله��دف م��ن ه��ذه الن��دوة‬ ‫هو إفادة اإلخ��وة المزارعين‬ ‫ودعمهم لتحسين إنتاجهم ‪،‬‬ ‫وإهتمامنا تركز على البطاطا‬ ‫وبع��د ذلك توس��عنا بالعمل‬ ‫وشمل القمح وكل مايتعلق‬ ‫بالمحاصي��ل الزراعي��ة م��ن‬ ‫أس��مدة ومبيدات وسيتم ت‬ ‫سيع عملنا إلى أكثر من ذلك‬ ‫خالل العام الحالي‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن��ه ف��ي بداي��ة‬

‫وع��ن الخط��ة المس��تقبلية‬ ‫ق��ال‪ :‬س��نقوم بمس��اعدة‬ ‫المزارعين وتقديم الخدمات‬ ‫لهم وإعادة زراعة األش��جار‬ ‫المقطوعة بسبب الفوضى‪.‬‬ ‫كم��ا» أك��د» أن المؤسس��ة‬ ‫ستقوم بإعادة أصناف القمح‬ ‫وإنت��اج المراح��ل العليا من‬ ‫الب��ذار والس��عي إلى إنش��اء‬ ‫محط��ة أبحاث صغي��رة في‬ ‫تركي��ا إلس��تعادة أصن��اف‬ ‫القم��ح المفق��ودة وإنش��اء‬ ‫مخبر صحة البذور باإلضافة‬ ‫إلى زيادة مس��احة األراضي‬ ‫الزراعية إلنتاج بذار القمح‪.‬‬ ‫«أحمد شعبان « نائب المدير‬ ‫والمش��رف عل��ى األراض��ي‬ ‫الزراعي��ة ق��ال لزيتون ‪ :‬من‬

‫خالل هذه الندوة قمنا بشرح‬ ‫كل مايتعل��ق باألراض��ي‬ ‫الزراعي��ة واألم��راض الت��ي‬ ‫تصي��ب المحاصي��ل م��ن‬ ‫أج��ل أف��ادة المزارعي��ن‬ ‫ف��ي معرفته��م لألم��راض‬ ‫بالمبي��دات‬ ‫ومعالجته��ا‬ ‫الخاصة لكل مرض‪.‬‬ ‫«وأض��اف» أن اله��دف م��ن‬ ‫ذلك هو توعي��ة المزارعين‬ ‫م��ن أج��ل إنت��اج أفض��ل‬ ‫وتجنب اآلف��ات التي تصيب‬ ‫المزروع��ات ومعرفة أصناف‬ ‫المبيدات الخاصة لعالجها‪.‬‬ ‫«وأش��ار « نح��ن نق��وم في‬ ‫موس��م الحص��اد بالخ��روج‬ ‫إل��ى األراض��ي الزراعية من‬ ‫أجل تحضي��ر التربة وإضافة‬ ‫األسمدة والبذار قبل الزراعة‬ ‫ومتابعة المحصول وعمليات‬ ‫الري المقبل��ة باإلضافة إلى‬ ‫أخ��ذ عين��ات م��ن محصول‬ ‫القم��ح واإلش��راف عليه��ا‬ ‫وإعطاء التعليم��ات للمزارع‬ ‫في خطوة هامة لتقديم كل‬ ‫الخدم��ات لألخوة المزارعين‬ ‫لتحس��ين اإلنتاج فيما يعود‬ ‫بالفائدة على الجميع‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪7‬‬


‫تحقيق‬

‫خمابز �إدلب وحكاية الرغيف‬

‫أح�لام كثيرة تراود الس��وريين من��ذ أكثر من‬ ‫س��تة أع��وام‪ ,‬تب��دأ باألم��ن واألم��ان والعودة‬ ‫لمنازلهم وتوقف بح��ر الدماء‪ ,‬وال تكاد تنتهي‬ ‫عند تأمين رغيف الخبز بس��عر مقبول يعينهم‬

‫والطحين وندرة المازوت وارتفاع ثمنه أو قصف‬ ‫وعائالتهم على البقاء أحياء‪.‬‬ ‫أزمة الخبز ليست بجديدة فمنذ انطالق النزاع‪ ,‬المخابز إلى االعتماد عل��ى الدعم المقدم من‬ ‫والمناطق المحررة تشهد شحاً في هذه المادة الجهات والمنظمات الخارجية‪.‬‬ ‫ألس��باب عديدة‪ ,‬تبدأ من صعوبة توفير القمح‬

‫ياسمين محمد‬

‫�أفران �سراقب‪ ..‬رغيف �صغري وجودة �أقل‬ ‫ف��ي س��راقب ال يختل��ف‬ ‫المش��هد كثي��راً ع��ن باقي‬ ‫مناط��ق المحافظ��ة‪ ،‬والتي‬ ‫تتمث��ل بصعوب��ة توفي��ر‬ ‫الطحين ف��ي أغلب األحيان‪،‬‬ ‫حي��ث يوج��د ف��ي المدين��ة‬ ‫ثالث��ة أف��ران ال تكف��ي لما‬ ‫يقارب ‪ 40‬ألف نسمة إضافة‬ ‫إل��ى الكثي��ر م��ن النازحين‪،‬‬ ‫منها فرنان يتبعان للمجلس‬ ‫المحل��ي يقوم��ان بتغطي��ة‬ ‫مدين��ة س��راقب بالخب��ز‬ ‫باإلضاف��ة لف��رن «الوصال»‬ ‫للقط��اع الخ��اص‪ ،‬وبع��ض‬ ‫األف��ران األخرى ف��ي القرى‬ ‫المجاورة‪.‬‬ ‫«محم��ود ج��رود» مدي��ر‬ ‫األف��ران في س��راقب قال لـ‬ ‫«زيتون»‪:‬‬ ‫«المجل��س المحل��ي يمتلك‬ ‫فرنين في مدينة س��راقب‪,‬‬ ‫الف��رن الش��رقي والف��رن‬

‫‪8‬‬

‫الجدي��د‪ ،‬وفرن ثالث للقطاع‬ ‫الخاص‪ ,‬ولدينا طاقة إنتاجية‬ ‫تبلغ ‪ 4‬طن لكل فرن بمعدل‬ ‫‪ 3800‬ربط��ة يومياً‪ ,‬ومعدل‬ ‫الدوام يتراوح مابين ‪ 10‬إلى‬ ‫‪ 12‬ساعة في اليوم‪.‬‬ ‫وأك��د الج��رود أن س��تين‬ ‫معتمداً في سراقب موزعين‬ ‫جغرافي��اً ف��ي المدين��ة‬ ‫وأطرافها مث��ل (تل الرمان‪,‬‬ ‫الش��يخ منص��ور‪ ,‬ومنطق��ة‬ ‫الدوي��ر) ويوج��د معتمدي��ن‬ ‫تابعي��ن للمجل��س المحل��ي‬ ‫يت��م توصي��ل الخب��ز إليهم‬ ‫حس��ب الكمي��ة المنصوص‬ ‫عليها في رخصهم‪.‬‬ ‫وأضاف مدي��ر األفران‪« :‬في‬ ‫الوقت الحال��ي هناك معاناة‬ ‫من قلة الدع��م‪ ،‬فقد قدمت‬ ‫منظم��ة اإلحس��ان نص��ف‬ ‫كمي��ة الطحين ونصف كمية‬

‫الخمي��رة لمدة ش��هر‪ ,‬ولكن‬ ‫توق��ف الدع��م حالي��اً من��ذ‬ ‫عشرة أيام»‪.‬‬

‫البل��دات والم��دن باإلضافة‬ ‫إلى اختالف الجودة بحس��ب‬ ‫الدعم المقدم لكل منطقة‪.‬‬

‫‪ 12‬طن يومياً م��ن العجين‪،‬‬ ‫وال ينت��ج مخب��زا المجل��س‬ ‫المحلي س��وى حوالي ‪ 8‬طن‬ ‫فق��ط‪ ,‬وبالنس��بة للنازحين‬ ‫من ريف حلب فيقوم مجلس‬ ‫الش��ورى بالتعاون مع مكتب‬ ‫اإلغاث��ة بتأمين حوالي ‪500‬‬ ‫ربطة مجاناً وبشكل يومي‪.‬‬

‫يف الوق��ت ال��ذي كان في��ه �سعر‬ ‫الربط��ة الواح��دة ‪ 180‬ل�يرة‬ ‫�سوري��ة‪ ,‬قمنا بتوف�ير الطحني‬ ‫واخلم�يرة ب�أ�سع��ار مناف�س��ة يف‬ ‫الأ�س��واق املحلية‪ ،‬ومت تخفي�ض‬ ‫�سع��ر الربط��ة �إىل ‪ 160‬ل�يرة‬ ‫�سوري��ة‪ ,‬وبالرغ��م م��ن توقف‬ ‫الدع��م والتكلف��ة الباهظ��ة يف‬ ‫�سعر املازوت (‪ 500‬لرت للمولدة‬ ‫واحلراق��ات �أي م��ا يعادل ‪300‬‬ ‫�ألف لرية �سورية ب�شكل يومي)‪،‬‬ ‫ع��اد �سع��ر الربط��ة �إىل ‪150‬‬ ‫ل�يرة �سورية ب��وزن ‪ 900‬غرام‬ ‫وع�ش��ر �أرغف��ة يف الربط��ة مع‬ ‫وزن للعجين��ة يبلغ ‪ 105‬غرام‪،‬‬ ‫مم��ا جعل حجم الرغي��ف �أ�صغر‬ ‫واجل��ودة �أق��ل‪ ،‬بع��د �أن كان‬ ‫وزن الربط��ة ‪ 1450‬غ��رام و‬ ‫‪ 12‬رغيف وب�سع��ر ‪ 150‬لرية‬ ‫�سورية‪ ،‬لك��ن وزن العجينة كان‬ ‫�آنذاك ‪ 140‬غرام‪.‬‬

‫كل ف���رن يتب���ع إلدارة منفصل���ة عن األخ���رى وبدعم‬ ‫م���ن جهات مختلفة‪ ,‬فاألفران ف���ي تفتناز تختلف عن‬ ‫األفران في س���راقب أو في س���رمين ولهذا الس���بب‬ ‫تتفاوت األس���عار بين البل���دات والمدن باإلضافة إلى‬ ‫اختالف الجودة بحسب الدعم المقدم لكل منطقة‪.‬‬

‫وعن الفروقات في األس��عار‬ ‫والج��ودة أوض��ح «الجرود»‪:‬‬ ‫إن األف��ران ف��ي محافظ��ة‬ ‫إدلب بش��كل ع��ام ليس لها‬ ‫إدارة موحدة وكل فرن يتبع‬ ‫إلدارة منفصل��ة عن األخرى‬ ‫وبدعم من جه��ات مختلفة‪,‬‬ ‫فاألفران ف��ي تفتناز تختلف‬ ‫ع��ن األفران في س��راقب أو‬ ‫في س��رمين ولهذا الس��بب‬ ‫تتف��اوت األس��عار بي��ن‬

‫الزائد بس��بب غي��اب بعض‬ ‫العائ�لات أو تخل��ي البعض‬ ‫ع��ن مخصصاته��م‪ ,‬فيقوم‬ ‫بإعطائ��ي مث�لا ربطتين أو‬ ‫ثالث ربطات حسب الفائض‬ ‫المتبق��ي لدي��ه‪ ,‬وف��ي حال‬ ‫ل��م يك��ن هن��اك كمي��ات‬ ‫زائ��دة أق��وم بش��راء الخبز‬ ‫من األف��ران الخاص��ة ولكن‬ ‫بس��عر مرتفع قلي ً‬ ‫ال عن خبز‬ ‫المعتمد‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫أم��ا فيم��ا يتعل��ق باألفران‬ ‫الخاص��ة ق��ال‪ :‬تق��وم هذه‬ ‫األفران بالتس��وق والحصول‬ ‫عل��ى الطحين م��ن مصادر‬ ‫عدي��دة‪ ،‬م��ا يعن��ي ع��دم‬ ‫وج��ود س��عر موح��د ضم��ن‬ ‫المدين��ة‪ ،‬فس��عر الربط��ة‬ ‫في هذه األف��ران يصل إلى‬ ‫‪ 200‬لي��رة س��ورية‪ ,‬وهناك‬ ‫مواطنون يضطرون لشرائها‬ ‫به��ذا الس��عر‪ ،‬بس��بب عدم‬ ‫تس��جيلهم أو الن��زوح وعدم‬ ‫استقرارهم‪ ,‬ومن المفترض‬ ‫أن يكون هناك رقابة داخلية‬ ‫من قب��ل المجل��س المحلي‬ ‫لتوحي��د س��عر الخب��ز ضمن‬

‫سراقب‪.‬‬ ‫وع��ن اآللي��ة الت��ي اتبعه��ا‬ ‫المجلس المحلي في تحديد‬ ‫اإلنتاج أضاف «الجرود»‪:‬‬ ‫قام المجلس المحلي بإجراء‬ ‫مس��ح لس��كان المدين��ة‬ ‫وعلى أس��اس ه��ذا اإلحصاء‬ ‫ت��م تحديد اإلنت��اج لألفران‬ ‫بش��كل يومي‪ ,‬ولكن الواقع‬ ‫يقول أن س��راقب تحتاج إلى‬ ‫فرن آخ��ر‪ ،‬ألنن��ا بحاجة إلى‬

‫زي��دان»‬ ‫«مصطف��ى‬ ‫أح��د أهال��ي س��راقب ق��ال‬ ‫«لزيتون»‪:‬‬ ‫«لدي تسعة أوالد والمجلس‬ ‫المحل��ي خص��ص ل��كل‬ ‫بطاق��ة عائلي��ة ربط��ة خبز‬ ‫واح��دة وه��ي ال تكف��ي‬ ‫بالنس��بة لعائلت��ي‪ ,‬ولك��ن‬ ‫أحص��ل ف��ي أكث��ر األحيان‬ ‫عل��ى كمي��ة إضافي��ة م��ن‬ ‫المعتم��د من فائ��ض الخبز‬


‫تحقيق‬

‫�أهايل معرة حرمة‪ ..‬خبزنا غري �صالح للأكل‬ ‫ال تختل��ف مش��اكل بل��دات‬ ‫ري��ف إدل��ب الجنوب��ي‬ ‫ع��ن مثيالته��ا ف��ي باق��ي‬ ‫المحافظ��ة فانقط��اع م��ادة‬ ‫الطحي��ن المتك��رر‪ ،‬والقادم‬ ‫من تركي��ا‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عما كانت‬ ‫توفره منظمات اإلغاثة لسد‬ ‫الحاج��ة المتزايدة على مادة‬ ‫الخبز‪ ،‬وخاصة في ظل تزايد‬ ‫أعداد السكان في المحافظة‬ ‫بش��كل عام‪ ،‬ج��راء عمليات‬ ‫الهجي��ر الديمغراف��ي ال��ذي‬ ‫يقوم بها النظام بحق المدن‬ ‫والبلدات السورية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل��ى النقص الكبير في مادة‬ ‫القمح نتيجة سنوات الجفاف‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬التي كانت تؤمن‬ ‫جانباً من حاج��ات المواطن‪،‬‬ ‫كل ه��ذا إضاف��ة إل��ى قلق‬ ‫المواط��ن من زيادة أس��عار‬ ‫مادة الخبز بشكل دائم‪.‬‬ ‫«أبو خال��د» من أهالي معرة‬ ‫حرمة قال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫إضافة إلى سوء الخبز ولونه‬ ‫األس��مر وع��دم نضوج��ه‪،‬‬ ‫فصغر حج��م الرغيف ووزنه‬ ‫الخفيف‪ ،‬هو م��ا يميز خبزنا‬ ‫في البلدة‪ ،‬لدي عائلة مكونة‬ ‫م��ن ثماني��ة أف��راد تحت��اج‬ ‫يومياً إلى خمس ربطات من‬ ‫الخب��ز أي ما يع��ادل ‪/750/‬‬ ‫لي��رة س��ورية‪ ،‬ه��ذا الوضع‬ ‫أتاح المج��ال لتج��ار «الحر»‬ ‫كي ينش��طوا‪ ،‬فهم يؤمنون‬ ‫النقص بمادة الخبز للسوق‪،‬‬ ‫بالتعاون مع أصحاب األفران‬ ‫الخاصة التي كثر انتشارها‪،‬‬ ‫ويحدد التاجر ع��دد األرغفة‬ ‫في الربط��ة الواحدة ووزنها‬ ‫وس��عرها‪ ،‬وما من رقيب وال‬ ‫حسيب‪.‬‬ ‫و ق��ال رئي��س المجل��س‬ ‫«ممدوح الريا» ف��ي اجتماع‬ ‫للمجل��س المحل��ي في بلدة‬ ‫مع��رة حرم��ة ع��ن موضوع‬ ‫الخبز‪:‬‬ ‫«يس��عى المجل��س دائم��اً‬ ‫لتأمي��ن م��ادة الخب��ز ومادة‬ ‫الطحي��ن الت��ي ت��زوده به��ا‬

‫بعض المنظم��ات اإلغاثية‪،‬‬ ‫كم��ا يق��وم بالتعاق��د م��ع‬ ‫األفران الخاصة إلنتاج الخبز‬ ‫بأس��عار مخفض��ة‪ ،‬ومع هذا‬ ‫تبقى ربطة الخبز ذات الوزن‬ ‫«‪ »900‬غرام بسعر ما يعادل‬ ‫«‪ »150‬لي��رة س��ورية‪ ،‬لكن‬ ‫حي��ن تح��دث انقطاعات في‬ ‫بعض األحيان لمادة الطحين‬ ‫أو نق��ص في م��ادة المازوت‬ ‫التي تشغل األفران‪ ،‬ينشط‬ ‫التجار أو ما يس��مون « تجار‬ ‫الحر» بتأمين نقص السوق‪،‬‬ ‫ولك��ن ضم��ن ش��روطهم‬ ‫الخاصة التي تتعلق بالجودة‬ ‫والوزن والسعر‪.‬‬ ‫ويش��تكي المواط��ن «أحمد‬ ‫األحم��د» م��ن أهال��ي معرة‬ ‫حرم��ة م��ن س��وء الخب��ز‬ ‫ورداءته لـ «زيتون»‪:‬‬

‫«اخلبز الذي نح�صل عليه اليوم‬ ‫هو من �صنع الأم�س وغري �صالح‬ ‫ل�ل�أكل �إ�ضاف��ة �إىل انخفا���ض‬ ‫وزنه يبلغ �سعر الربطة ‪/250/‬‬ ‫لرية �سورية»‪.‬‬

‫أح��د األهال��ي المطلعي��ن‬ ‫على عمل األفران عزا س��وء‬ ‫الوض��ع إل��ى غي��اب الجهات‬ ‫الرقابية عل��ى عمل األفران‬ ‫وطريقة تشغيلها وهي أهم‬ ‫أسباب المشكلة برأيه‪ ،‬ويرى‬ ‫الحل بقي��ام األهالي بزيادة‬ ‫المس��احات المزروع��ة م��ن‬ ‫مادة القمح لتأمين حاجتهم‬ ‫م��ن ه��ذه الم��ادة وتصنيع‬ ‫خبزهم بش��كل منزلي وهو‬ ‫م��ا يخف��ف االعتم��اد عل��ى‬ ‫المنظم��ات‪ ،‬ويخفف الضغط‬ ‫على األفران‪.‬‬ ‫«حس��ام» من أهال��ي البلدة‬ ‫قال‪« :‬يج��ب أن تكون هناك‬ ‫جهات مختصة للرقابة على‬ ‫عمل األفران والمخابز‪ ،‬وذات‬ ‫صالحيات واس��عة‪ ،‬وس��لطة‬ ‫عملية لتوحيد الوزن والسعر‬ ‫والجودة‪ ،‬وتجنباً لعدم حدوث‬ ‫انقطاع ف��ي الخبز‪ ،‬أو العبث‬ ‫المستمر بهذه المادة»‪.‬‬

‫بن�ش‪� ..‬إدارة جيدة تنتج خبز ًا مميز ًا‬ ‫يعتب��ر الف��رن ف��ي مدين��ة‬ ‫بن��ش وال��ذي يش��رف عليه‬ ‫تجمع غوث من المؤسس��ات‬ ‫الناجح��ة ف��ي المدينة‪ ،‬فهو‬ ‫يش��تهر بج��ودة خب��زه على‬ ‫مستوى المنطقة كما يقول‬ ‫«محمد الحس��ن» من أهالي‬

‫تق��وم إدارة المخب��ز بتوزيع‬ ‫الخبز المجان��ي على األيتام‬ ‫والفقراء»‪.‬‬ ‫«محم��د حام��دي» من بنش‬ ‫ق��ال‪« :‬الخب��ز ف��ي المدينة‬ ‫جيد جداً لكن المش��كلة األن‬

‫«الخب���ز في المدينة جيد جداً لكن المش���كلة األن أنه تم‬ ‫منذ عدة أيام رفع سعر الربطة إلى ‪ /150/‬ليرة سورية‪،‬‬ ‫كما تم إنق���اص وزنها حيث أصبح وزن الربطة ‪900‬غرام‬ ‫بدل ‪1450‬غرام‪ ،‬أتمنى أن يعود سعرها كما كان سابقاً‪،‬‬ ‫ألن السعر الجديد يشكل عبء كبير علينا كمواطنين‪،‬‬ ‫بلدة آفس ل��ـ «زيتون»‪« :‬أنا‬ ‫آتي إلى بنش يوميا ألشتري‬ ‫الخبز ألن��ه األكثر جودة من‬ ‫أي خب��ز آخ��ر ف��ي المنطقة‬ ‫ول��م نع��د نستس��يغ أيا من‬ ‫خبز األفران األخرى‪.‬‬ ‫ويق��ارن «عمر ح��اج قدور»‬ ‫أح��د أهال��ي بن��ش ج��ودة‬ ‫الخبز في المدينة عن الخبز‬ ‫المنتج سابقاً بقوله‪« :‬يتميز‬ ‫مخبز بن��ش بإدارته الجيدة‬ ‫وقد ظهر حس��ن اإلدارة بعد‬ ‫اإلدارة السابقة التي تسببت‬ ‫في انقط��اع الطحي��ن عدة‬ ‫مرات‪ ،‬كما كانت جودة الخبز‬ ‫أق��ل بكثي��ر بس��بب نوعية‬ ‫الطحين فض� ً‬ ‫لا عن التخبط‬ ‫ف��ي الق��رار ل��دى اإلدارة‬ ‫الس��ابقة‪ ،‬لك��ن اآلن الوضع‬ ‫مختل��ف والخب��ز نوعيت��ه‬ ‫أصبحت ممتازة وال توجد أية‬ ‫مشاكل في جودة الخبز‪ ،‬كما‬

‫أن��ه ت��م منذ عدة أي��ام رفع‬ ‫س��عر الربط��ة إل��ى ‪/150/‬‬ ‫لي��رة س��ورية‪ ،‬كم��ا ت��م‬ ‫إنق��اص وزنها حي��ث أصبح‬ ‫وزن الربط��ة ‪900‬غرام بدل‬ ‫‪1450‬غرام‪ ،‬أتمنى أن يعود‬ ‫س��عرها كما كان سابقاً‪ ،‬ألن‬ ‫الس��عر الجديد يشكل عبء‬ ‫كبي��ر علين��ا كمواطني��ن‪،‬‬ ‫خاصة بالنسبة لي فقد كنت‬ ‫أس��تهلك ‪ 3‬ربطات يومياً أما‬ ‫اآلن فأن��ا بحاجة ل‪ 5‬ربطات‬ ‫يومياً»‪.‬‬

‫موقف اجلهات الداعمة‬

‫وحول انقط��اع الدعم ورفع‬ ‫س��عر الخبز واألس��باب التي‬ ‫أدت إل��ى نج��اح الف��رن في‬ ‫مدين��ة بنش‪ ،‬قال مس��ؤول‬ ‫الف��رن ف��ي تجم��ع غ��وث‬ ‫«أسعد فالحة»‪:‬‬ ‫«بالن�سب��ة لتوق��ف الدع��م فق��د‬

‫توق��ف دع��م الطحني املق��دم من‬ ‫منظم��ة «�إح�س��ان» والت��ي كان��ت‬ ‫تقدم ن�صف كمي��ة الطحني املخبوز‬ ‫يومي�� ًا بالإ�ضاف��ة �إىل ن�ص��ف كمية‬ ‫اخلمرية‪ ،‬مت �إخبارن��ا ب�أن التوقف‬ ‫ج��اء ب�سب��ب �أم��ور لوج�ستي��ة‪� ،‬أما‬ ‫بخ�صو���ص ج��ودة اخلب��ز فنح��ن‬ ‫نراقب جودة اخلب��ز بانتظام‪ ،‬ومت‬ ‫تعني �شخ�ص خمت�ص مهمته مراقبة‬ ‫ج��ودة اخلب��ز و�ضبطه��ا للو�ص��ول‬ ‫لأف�ض��ل ج��ودة ممكن��ة واحلف��اظ‬ ‫عليه��ا‪ ،‬كم��ا �أنن��ا ن�ستم��ع لآراء‬ ‫املواطن�ين واقرتاحاته��م ب�ش��كل‬ ‫م�ستمر ون�أخذ ببع���ض مقرتحاتهم‬ ‫�إن كان فيم��ا يخ���ص ج��ودة اخلبز‬ ‫�أو بالن�سب��ة لآلية التوزيع من حيث‬ ‫الوقت ونقاط التوزيع‪ ,‬حالي ًا نبحث‬ ‫ع��ن م�ص��در دع��م للطح�ين �إذ �أن‬ ‫الربط��ة تكلفن��ا حالي�� ًا ‪ 179‬لرية‬ ‫�سوري��ة ونقوم ببيعها ب ‪ 150‬لرية‬ ‫�سورية»‪.‬‬ ‫هذا وأش��ار «محمود جرود»‬ ‫مسؤول األفران في المجلس‬ ‫المحل��ي بس��راقب إل��ى‬ ‫إمكانية ع��ودة الدعم‪ ،‬حيث‬ ‫هن��اك جه��ود إلنت��اج مادة‬ ‫الخبز بشكل جيد بالتواصل‬ ‫مع منظمة «اإلحسان» التي‬ ‫مازال عقدنا مس��تمرا معها‪،‬‬ ‫والت��ي أبلغتن��ا ب��أن أقصى‬ ‫حد لع��ودة الدع��م في ‪-10‬‬ ‫‪ 2017-2‬كونه��ا توقفت عن‬ ‫دعمه��ا منذ حوالي العش��رة‬ ‫أيام بس��بب أمور لوجس��تية‬ ‫متعلقة م��ع منظمة (كوول)‬ ‫في تأمي��ن الدقي��ق‪ ،‬لتعود‬ ‫مادة الخبز مدعومة وبجودة‬ ‫ممتازة‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪9‬‬


‫تحقيق‬

‫البنية القانونية للم�ؤ�س�سات اخلدمية ومدى احلاجة لها‬

‫ال يختلف اثنان عل��ى �أن امل�ؤ�س�سات وف�صل‬ ‫ال�سلطات هي �أ�سا�س بناء الدول‪ ،‬وبقدر ما‬ ‫تكون م�ؤ�س�سات الدولة قوية ومنظمة بقدر‬ ‫ما ينعك���س ذلك عل��ى الدول��ة واملجتمع‪،‬‬

‫ومتك��ن ه��ذه امل�ؤ�س�س��ات النا���س م��ن �أن ولكي تنج��ح �أي م�ؤ�س�س��ة يف عملها البد �أن‬ ‫ً‬ ‫ميار�سوا حقوقهم وواجباتهم مبا يتوافق مع يكون لها ً‬ ‫داخليا يحدد عملها وينظمه‬ ‫نظاما‬ ‫القانون‪ ،‬بعيد ًا عن االرجتالية والع�شوائية ويخ��دم الأه��داف الت��ي وج��دت لأجلها‪،‬‬ ‫والت�سلط ال�شخ�صي‪.‬‬ ‫كم��ا ينظ��م عالقتها م��ع الآخري��ن �أفراد ًا‬

‫أحمد نجيب‬ ‫ولتطبيق القوانين واألنظمة‬ ‫ف��ي المؤسس��ات الب��د من‬ ‫وجود هيئات رقابية تش��رف‬ ‫عل��ى تطبيقه��ا م��ن قب��ل‬ ‫الموظفي��ن‪ ،‬وتعتب��ر ه��ذه‬ ‫الهيئ��ات هي صل��ب تكوين‬ ‫المؤسسات وضمانة لها‪.‬‬ ‫وبعد خروج مناطق واس��عة‬ ‫ف��ي س��وريا ع��ن س��يطرة‬ ‫النظ��ام‪ ،‬كان البد من وجود‬ ‫مؤسسات تعمل على تنظيم‬ ‫المجتم��ع وتس��عى لتأمي��ن‬ ‫احتياجات��ه األساس��ية‪ ،‬ومع‬ ‫تطور الث��ورة واس��تمرارها‬ ‫تط��ورت ه��ذه المؤسس��ات‬ ‫وتوس��ع عملها‪ ،‬فتم إنش��اء‬ ‫المحاكم والمنظمات المدنية‬ ‫والمجال��س المحلي��ة‪ ،‬لك��ن‬ ‫الكثير من هذه المؤسس��ات‬ ‫لم ترقى إلى المؤسس��اتية‬ ‫المطلوبة‪.‬‬

‫النظ��ام الداخلي ح�بر على‬ ‫ورق‬ ‫لعل غي��اب الجه��ة الرقابية‬ ‫وح��ب االس��تئثار بالس��لطة‬ ‫باإلضافة إل��ى ضعف الخبرة‬ ‫في العمل المؤسس��اتي هو‬

‫‪10‬‬

‫الس��بب ف��ي عدم وج��ود أو‬ ‫تطبيق القواني��ن واألنظمة‬ ‫بالش��كل الصحيح‪ ،‬كما يرى‬ ‫الحقوقي «أحمد الخالد» في‬ ‫حديثه لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫أن «هن��اك ضع��ف كبير في‬ ‫تطبي��ق النظام الداخلي من‬ ‫قبل العاملين في المؤسسات‬ ‫والمحاكم الش��رعية‪ ،‬فعلى‬ ‫سبيل المثال أغلب المحاكم‬ ‫الشرعية ال يوجد فيها نظام‬ ‫تقاض��ي مكت��وب يرقى إلى‬ ‫مستوى مقبول‪ ،‬إذ ال بد هنا‬ ‫من وض��ع نظ��ام للتقاضي‬ ‫يك��ون مدوناً ومعل��ن‪ ،‬حتى‬ ‫يع��رف الخص��وم حقوقه��م‬ ‫وواجباته��م‪ ،‬وه��ذا النظ��ام‬ ‫يج��ب أن يوض��ع م��ن قب��ل‬ ‫قض��اة ومختصي��ن من ذوي‬ ‫الخبرة والكفاءة»‪.‬‬ ‫وأضاف «الخالد»‪:‬‬ ‫«هن��اك الكثي��ر م��ن‬ ‫المؤسس��ات تق��وم عل��ى‬ ‫أس��اس (الرجل الواحد) الذي‬ ‫يصطفي عدداً من الموالين‬ ‫له والمنفذي��ن ألوامره دون‬ ‫أي اعت��راض‪ ،‬ويدَّعون بأن‬

‫عملهم مؤسساتي يطبقون‬ ‫فيه النظ��ام الداخل��ي‪ ،‬هذا‬ ‫باإلضاف��ة إل��ى ع��دم وجود‬ ‫سلطة رقابية عليهم من أي‬ ‫جهة‪ ،‬فالعديد من الجمعيات‬ ‫والمؤسس��ات تعتب��ر أن ال‬ ‫سلطة عليها‪ ،‬وال تسمح ألحد‬ ‫بالتدخل في ش��ؤونها‪ ،‬وهي‬ ‫تعمل بجهود ش��خصية‪ ،‬وأن‬ ‫من أنش��ئ هذه المؤسس��ة‬ ‫أنش��أها بجهد شخصي فهي‬ ‫بالتالي ملكاً خالصاً له»‪.‬‬ ‫وعن وضع المحاكم الشرعية‬ ‫قال «الخالد»‪:‬‬ ‫«م�ؤخ��را مت و�ضع بع���ض القوانني‬ ‫والأنظم��ة الت��ي تنظ��م �إىل ح��د‬ ‫ما عم��ل املحاكم ال�شرعي��ة ونظام‬ ‫التقا�ضي‪ ،‬لك��ن االلتزام به ب�شكل‬ ‫جيد ميثل ٍّ‬ ‫حتد �آخر»‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪« :‬ب�ش��كل عام �إذا ما نظرنا‬ ‫�إىل عم��ل �أغل��ب امل�ؤ�س�س��ات يف‬ ‫املناط��ق املح��ررة جن��د �أن جميعها‬ ‫�أو معظمه��ا متتل��ك نظ��ام داخلي‪،‬‬ ‫لكن يبقى االلت��زام بتلك الأنظمة‬ ‫املعي��ار احلقيق��ي الأب��رز لعم��ل‬ ‫امل�ؤ�س�سة»‪.‬‬ ‫«أحم��د األحم��د» أح��د‬ ‫المؤسس��ين لـ «تجمع طلبة‬ ‫بنش» وهي مؤسسة ثورية‬ ‫قال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«بعد تأس��يس التجمع قمنا‬ ‫بوض��ع نظام داخل��ي يحدد‬ ‫أه��داف التجم��ع ويعرف��ه‬ ‫ويحدد آلية عمله‪ ،‬واس��تعنا‬ ‫بأح��د الحقوقيي��ن لكتابت��ه‬ ‫وحاولن��ا االلت��زام ب��ه ق��در‬ ‫المس��تطاع كونن��ا نحن من‬ ‫قمن��ا بوضع��ه‪ ،‬لك��ن تغير‬ ‫الش��خصيات الت��ي تعاقبت‬ ‫على التجمع وتغير الظروف‪،‬‬ ‫أدت إل��ى أن يصب��ح النظام‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫وم�ؤ�س�س��ات‪� ،‬إ�ضافة لتحدي��ده �آلية انتقال‬ ‫ال�سلطات وطرقها‪ ،‬وذلك لت�ستقل امل�ؤ�س�سة‬ ‫ع��ن الأف��راد القائم�ين عليه��ا وي�ضم��ن‬ ‫ا�ستمرارها ب�صفة اعتبارية م�ستقلة‪.‬‬

‫الداخلي من الماضي»‪.‬‬ ‫«صهيب عبيد» أحد العاملين‬ ‫في إحدى المنظمات المحلية‬ ‫قال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«أعمل مع منظمة محلية‪ ،‬لم‬ ‫أطلع على النظ��ام الداخلي‬ ‫فيه��ا‪ ،‬لكن من خ�لال العقد‬ ‫أعرف مسؤولياتي وواجباتي‪,‬‬ ‫كم��ا أني عملت مع عددٍ من‬ ‫المؤسسات األخرى‪ ،‬بالنسبة‬ ‫للنظ��ام الداخل��ي كان دائماً‬ ‫موجوداً‪ ،‬لكن غالباً ما يوضع‬ ‫بش��كل يناس��ب األشخاص‬ ‫المؤسس��ين‪ ،‬أعتق��د أن‬ ‫المجال��س المحلي��ة هي من‬ ‫أكث��ر المؤسس��ات التزام��اً‬ ‫بالنظ��ام الداخل��ي‪ ،‬فه��ي‬ ‫المس��ؤولة أم��ام األهال��ي‪،‬‬ ‫ويح��ق ألي مواطن أن يعرف‬ ‫كي��ف يت��م اختي��ار أعضائه‬ ‫ومتى‪ ،‬وبإمكانه أن يش��ارك‬ ‫ويراقب عمل تلك المجالس‪،‬‬ ‫األمر الذي ال ينطبق على أي‬ ‫مؤسسة أخرى»‪.‬‬

‫�أنظم��ة وقوان�ين تلب��ي‬ ‫االحتياجات‬ ‫وتق��ول بعض المؤسس��ات‬ ‫إن النظ��ام الداخل��ي وض��ع‬ ‫من أج��ل أن يحقق األهداف‬ ‫التي أنش��ئت من أجلها هذه‬ ‫المؤسس��ة والعاملين فيها‪،‬‬ ‫وم��ن الطبيع��ي أن تص��اغ‬ ‫تل��ك القوانين بم��ا يمكنها‬ ‫من تحقي��ق غاياتها‪ ،‬ووجود‬ ‫بعض التجاوزات التي تحدث‬ ‫أحيانا أو بعض التقصير هو‬ ‫نتيج��ة الظروف‪ ،‬لك��ن يتم‬ ‫الرجوع إلى النظام الداخلي‬ ‫مباش��رة في حال حدوث أي‬ ‫خلل أو مش��كلة‪ ،‬ويتم حلها‬ ‫عن طريق اللوائح واألنظمة‬ ‫الموجودة فيه‪.‬‬

‫رئيس المجلس المحلي في‬ ‫مدين��ة بنش «فاض��ل حاج‬ ‫هاش��م» يرى ب��أن المجلس‬ ‫يلتزم بالنظ��ام الداخلي إلى‬ ‫حد كبي��ر من حي��ث المهام‬ ‫والواجبات وآلية اتخاذ القرار‪،‬‬ ‫توجد أحياناً بعض التجاوزات‬ ‫على النظام الداخلي‪ ،‬لكنها‬ ‫تج��اوزات آني��ة ومح��دودة‬ ‫وفردي��ة‪ ,‬ال تس��تمر طوي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫فوج��ود النظ��ام الداخل��ي‬ ‫ش��يء أساس��ي في مجلس‬ ‫بنش‪ ،‬فنحن محاس��بون عن‬ ‫أي ق��رار يتم اتخ��اذه‪ ،‬لذلك‬ ‫البد من وج��ود آلية واضحة‬ ‫التخاذ القرار»‪.‬‬ ‫وكان لتنس��يقية مدين��ة‬ ‫بن��ش والتي تعد م��ن أقدم‬ ‫التنس��يقيات تجرب��ة م��ع‬ ‫النظ��ام الداخل��ي‪ ،‬مدي��ر‬ ‫التنس��يقية «محم��د ح��اج‬ ‫قدور» قال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«لم يكن لدينا نظاماً داخلياً‬ ‫في بداي��ة التأس��يس‪ ،‬لكن‬ ‫بعد تعرض التنسيقية لعدد‬ ‫من المشاكل والمطبات بين‬ ‫األعض��اء‪ ،‬والت��ي أثرت على‬ ‫عملنا‪ ،‬كان البد من التفكير‬ ‫بصياغ��ة نظام داخلي يحدد‬ ‫والحق��وق‬ ‫المس��ؤوليات‬ ‫والواجب��ات وآلي��ة اتخ��اذ‬ ‫القرار وانتخاب المدير‪ ،‬حيث‬ ‫قمنا بوض��ع نظ��ام داخليٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫بع��د االطالع عل��ى عدد من‬ ‫األنظم��ة الداخلي��ة لبع��ض‬ ‫المؤسسات المدنية‪ ،‬وصغنا‬ ‫نظاماً يحاكي هذه القوانين‬ ‫ويحق��ق أهداف التنس��يقية‬ ‫ورؤيتها»‪.‬‬ ‫وأضاف «حاج ق��دور»‪« :‬بعد‬ ‫وضع النظام الداخلي أجبرنا‬ ‫عل��ى االلتزام ب��ه كون عدد‬ ‫األعض��اء قلي��ل وكان م��ن‬ ‫الس��هل ضبط األمور وخلق‬


‫تحقيق‬ ‫انس��جام ف��ي العم��ل‪ ،‬إذ‬ ‫يضم النظام الداخلي لوائح‬ ‫للعقوب��ات ونظ��ام للرواتب‬ ‫وآلية انتخاب المدير والفترة‬ ‫الزمنية النتهاء منصبه»‪.‬‬

‫م�ؤ�س�س��ات متمي��زة لأنه��ا مل‬ ‫تتغري‬ ‫وألن إس��قاط النظ��ام‬ ‫يختلف ع��ن إس��قاط الدولة‬ ‫ومؤسس��اتها فالحفاظ على‬ ‫مؤسس��ات الدولة هو واجب‬ ‫وطني على الجميع أن يتحمل‬ ‫مسؤوليته‪ ،‬وبمحاولة إلنقاذ‬ ‫م��ا يمك��ن إنقاذه م��ن هذه‬ ‫المؤسس��ات التي تعتبر حقاً‬ ‫لكل سوري‪ ،‬تم الحفاظ على‬ ‫بعض هذه المؤسس��ات بعد‬ ‫رحيل النظ��ام عن محافظة‬ ‫إدل��ب‪ ،‬كما يق��ول المحامي‬ ‫«زهير عس��اف» ال��ذي يرى‬ ‫بأن المحافظة على الس��جل‬ ‫العق��اري كان أمراً جيداً‪ ،‬كما‬ ‫تمن��ى أن يت��م تفعيل كافة‬ ‫المؤسس��ات الخدمي��ة مثل‬ ‫الس��جل العق��اري والس��جل‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫ويضيف «عس��اف»‪« :‬اإلبقاء‬ ‫على الس��جل العق��اري كما‬ ‫ه��و دون تغيي��ر لوائح��ه‬ ‫الداخلي��ة‪ ،‬وفّ��ر الكثير على‬ ‫األهال��ي‪ ،‬ويعمل حتى اليوم‬ ‫بش��كل ممت��از نظ��راً ألن‬ ‫جمي��ع العاملي��ن في��ه ه��م‬ ‫م��ن الموظفي��ن الس��ابقين‬ ‫ولديهم خب��رة جيدة‪ ،‬كذلك‬ ‫هو الحال بالنس��بة للس��جل‬ ‫المدن��ي ال��ذي أبق��ى عل��ى‬ ‫نظام��ه وموظفي��ه‪ ،‬فأن��ت‬ ‫حينما تأت��ي بموظفين جدد‬ ‫ه��ذا يعن��ي أن��ك تب��دأ من‬ ‫الصفر»‪.‬‬ ‫«محم��د الس��يد» أح��د‬ ‫المواطني��ن المراجعي��ن‬ ‫في الس��جل المدن��ي قال لـ‬ ‫«زيتون»‪:‬‬ ‫«بالنس��بة لعم��ل الس��جل‬ ‫المدن��ي فهو جي��د لم يتغير‬ ‫بطريق��ة عمل��ه أي ش��يء‪،‬‬ ‫سوى أن األوراق أصبحت غير‬ ‫معت��رف عليها ف��ي مناطق‬ ‫النظ��ام‪ ،‬قم��ت بتس��جيل‬ ‫ولدي هنا ف��ي النفوس كما‬ ‫قم��ت بتس��جيل زواجي في‬ ‫وقت س��ابق‪ ،‬ولكن ال يمكن‬ ‫استخدام هذه األوراق سوى‬ ‫ف��ي المناطق المح��ررة‪ ،‬فال‬ ‫يمكنن��ي اس��تخدامها خارج‬ ‫سوريا»‪.‬‬ ‫«أب��و محمد» أح��د العاملين‬ ‫في الس��جل المدن��ي وضح‬

‫م��ا طرأ من تغيير على عمل‬ ‫السجل بقوله لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«ل��م نتوق��ف ع��ن العم��ل‬ ‫م��ع بدء الث��ورة كم��ا تابعنا‬ ‫في��ه بعد خ��روج النظام من‬ ‫إدل��ب‪ ،‬لك��ن النظ��ام أوقف‬ ‫اعتراف��ه بمؤسس��تنا بع��د‬ ‫خروج��ه‪ ،‬ف��كل األوراق التي‬ ‫نصدره��ا بحاجة لتوقيع من‬ ‫حم��اه والكثير م��ن الناس ال‬ ‫يس��تطيعون الذه��اب إل��ى‬ ‫حم��اه‪ ،‬نحن نق��وم بتحديث‬ ‫الس��جالت بناء عل��ى عقود‬ ‫ال��زواج والطالق وش��هادات‬ ‫ال��والدة والوف��اة ونحفظه��ا‬ ‫في س��جالتنا ونطبق نفس‬ ‫النظام الذي كنا نعمل عليه‬ ‫زمن النظام»‪.‬‬

‫ر�أي مرك��ز �آف��اق للدرا�س��ات‬ ‫واال�ست�شارات القانونية‬ ‫وف��ي ظ��ل ه��ذا الواق��ع‬ ‫الصع��ب‬ ‫القانون��ي‬ ‫للمؤسس��ات ف��ي المناط��ق‬ ‫المح��ررة ق��ال القاض��ي‬ ‫المنش��ق ومدير مركز آفاق‬ ‫للدراس��ات واالستش��ارات‬ ‫القانوني��ة «زياد الباش��ا» لـ‬ ‫«زيت��ون» مجيباً ع��ن رؤيته‬ ‫ح��ول الحال��ة التنظيمي��ة‬ ‫للمؤسس��ات‬ ‫بالنس��بة‬ ‫الخدمية م��ن حيث القوانين‬ ‫واألنظمة الداخلية المعمول‬ ‫بها في تلك المؤسسات‪:‬‬ ‫«أغل��ب المؤسس��ات ف��ي‬ ‫المناط��ق المح��ررة تمتل��ك‬ ‫نظاما داخليا‪ ,‬إال أن المشكلة‬ ‫الحقيقي��ة تكمن في تطبيق‬ ‫ه��ذه األنظمة الداخلية على‬ ‫أف��راد المؤسس��ة‪ ،‬فأغل��ب‬ ‫العاملين ال يتقيدون بالنظام‬ ‫الموض��وع م��ن قبله��م‬ ‫أنفسهم‪ ،‬أو أنهم ال يملكون‬ ‫الكف��اءات القانونية لتحديد‬ ‫واجباته��م والتزاماته��م‬ ‫وحقوقهم التي يتمتعون بها‬ ‫من خالل النظ��ام الداخلي‪،‬‬ ‫وتك��ون مرجعياته��م ف��ي‬ ‫تحدي��د ذلك قوة الش��خص‬ ‫ال��ذي يت��رأس الدائ��رة أو‬ ‫المؤسسة الخدمية‪.‬‬ ‫وح��ول دور المرك��ز ف��ي‬ ‫تقديم يد العون والمساعدة‬ ‫لتلك المؤسس��ات في إنشاء‬ ‫البنية القانونية التي تضمن‬ ‫سالمة العمل وشفافيته قال‬ ‫«الباشا»‪:‬‬ ‫«نحن ف��ي مركز آفاق نقدم‬ ‫الخدم��ات القانوني��ة ع��ن‬ ‫طري��ق مركزن��ا الرئيس��ي‬ ‫الموج��ود ف��ي إدل��ب‪ ،‬عب��ر‬ ‫تقديم النصائح واإلرشادات‬

‫القانوني��ة‪ ،‬حينم��ا تق��وم‬ ‫أي مؤسس��ة بإع��داد نظ��ام‬ ‫داخل��ي فبإمكانه��ا أن‬ ‫تس��تعين بنا أثن��اء صياغة‬ ‫نظامه��ا الداخل��ي‪ ,‬وبدورنا‬ ‫نقوم بدراس��ة أي مؤسس��ة‬ ‫وآلي��ة عمله��ا قب��ل وض��ع‬ ‫النظ��ام الداخلي له��ا‪ ،‬ومن‬ ‫ثم نق��دم لها النظ��ام الذي‬ ‫يناس��ب إط��ار عمله��ا وآلية‬ ‫تشكيل إدارتها‪ ،‬ومن المفيد‬ ‫أن يتضم��ن النظام الداخلي‬ ‫نظام رقابي لتطبيق أحكام‬ ‫النظ��ام الداخل��ي ومراع��اة‬ ‫تنفيذ أحكامه»‪.‬‬ ‫وع��ن آلي��ة اختي��ار النظ��ام‬ ‫المناسب للمؤسسة وتفعيل‬ ‫الرقابة أضاف «الباشا»‪:‬‬ ‫«ميك��ن اال�ستف��ادة م��ن �أي نظ��ام‬ ‫�سابق واال�ستعان��ة به لتنظيم واقع‬ ‫عم��ل �أي م�ؤ�س�س��ة‪ ،‬امله��م �أن يت��م‬ ‫تطوير النظ��ام ال�سابق مبا يتنا�سب‬ ‫م��ع امل�ؤ�س�س��ة القائمة عل��ى �أر�ض‬ ‫الواق��ع‪ ،‬ومب��ا يلب��ي احتياجاتها‪،‬‬ ‫وميكن تفعيل مبد�أ ال�شفافية �ضمن‬ ‫�أي نظام داخلي م��ن خالل �إعطاء‬ ‫دور للرقاب��ة ال�شعبي��ة عل��ى عمل‬ ‫امل�ؤ�س�سة»‪.‬‬

‫نتائ��ج غي��اب الأنظم��ة‬ ‫وع��دم تطبيقها عل��ى العمل‬ ‫امل�ؤ�س�ساتي‬ ‫وأش��ار «الباش��ا» إلى غياب‬ ‫األنظمة والقوانين المكتوبة‬ ‫عن عمل المؤسسات بقوله‪:‬‬ ‫«غي��اب النظ��ام أو اللوائ��ح‬ ‫التنظيمية في أي مؤسس��ة‬ ‫ه��و ف��ي الواق��ع مضيع��ة‬ ‫للجه��د والوق��ت‪ ،‬إذ أن عمل‬ ‫المؤسسات تحكمه األنظمة‬ ‫واللوائ��ح التنفيذي��ة وه��ذا‬ ‫الغياب ي��ؤدي إل��ى التخبط‬ ‫وتك��ون‬ ‫والعش��وائية‪،‬‬ ‫المرجعي��ة ش��خصاً أو فرداً‪،‬‬ ‫وبالتالي االنتقال من العمل‬ ‫المؤسس��اتي إلى الس��لطة‬ ‫الفردي��ة المطلقة‪ ،‬فيما يراه‬ ‫مدي��ر المؤسس��ة حكماً هو‬ ‫صحيح»‪.‬‬

‫ينش��دها الن��اس‪ ،‬وإن ه��ذا‬ ‫الغي��اب ي��ؤدي إل��ى تع��دد‬ ‫المرجعي��ات واختالفه��ا من‬ ‫شخص آلخر‪ ،‬ما يؤثر بشكل‬ ‫خطي على العدالة من حيث‬ ‫النتيجة‪.‬‬ ‫وحدد «الباش��ا» م��ن يمكنه‬ ‫وض��ع تل��ك القواني��ن م��ن‬ ‫األشخاص بقوله‪:‬‬ ‫«إن وض��ع القواني��ن‬ ‫واألنظم��ة الداخلي��ة بحاجة‬ ‫إل��ى أش��خاص يتمتع��ون‬ ‫بالكف��اءة واالختص��اص من‬ ‫حي��ث الدراس��ة والخب��رة‬ ‫العملي��ة ف��ي المج��االت‬ ‫القانوني��ة المتع��ددة‪ ،‬ومن‬ ‫خالل إطالعهم على أنظمة‬ ‫وقوانين أخرى‪ ،‬حيث تساعد‬ ‫ه��ذه العوام��ل األش��خاص‬ ‫عل��ى وضع نظام داخلي ألي‬ ‫مؤسس��ة‪ ،‬من خالل فهمهم‬ ‫ألهداف المؤسس��ة ورؤيتها‬ ‫وفهم الواقع فهماً دقيقاً»‪.‬‬ ‫وأضاف‪:‬‬ ‫«البع���ض يقوم��ون بنق��ل وحتوير‬ ‫نظ��ام داخل��ي م��ن م�ؤ�س�س��ة �إىل‬ ‫�أخ��رى‪ ،‬وه��ذا ال ي���ؤدي الغر�ض‬ ‫املطل��وب لع��دم تلبيت��ه حاج��ات‬ ‫امل�ؤ�س�سة امل�ستهدفة»‪.‬‬ ‫ونص��ح «الباش��ا» القائمين‬ ‫عل��ى المؤسس��ات وخاص��ة‬ ‫القضائي��ة ف��ي المحاك��م‬ ‫اإلس�لامية القائم��ة حالي��ا‬ ‫ف��ي المناط��ق المح��ررة‬

‫بإتباع نظ��ام قانوني محدد‬ ‫لها ويك��ون مرجع��ا للجميع‬ ‫س��واء الموجودي��ن حالياً أو‬ ‫لمن س��يأتون م��ن بعدهم‪،‬‬ ‫فالب��د ل��كل مؤسس��ة لكي‬ ‫تنهض بالمهام التي وجدت‬ ‫م��ن أجله��ا‪ ،‬والب��د لجمي��ع‬ ‫العاملي��ن من االلت��زام بهذا‬ ‫النظ��ام من أجل النجاح‪ ،‬فال‬ ‫يكفي أن تمتلك المؤسس��ة‬ ‫نظام��ا داخلي��ا وه��ذا األمر‬ ‫ينطبق أيض��اً على المحاكم‬ ‫فف��ي معظ��م األحي��ان ال‬ ‫تعتمد المحاك��م على نظام‬ ‫داخل��ي يل��زم القاضي قبل‬ ‫المتقاض��ي‪ ،‬كم��ا أن��ه م��ن‬ ‫المه��م ج��داً االعتم��اد على‬ ‫كاف��ة الخب��رات القانوني��ة‬ ‫المتوف��رة بي��ن أيدين��ا‬ ‫قب��ل فقدانه��ا‪ ،‬ألن فق��دان‬ ‫ه��ذه الخب��رات يعن��ي دمار‬ ‫المؤسس��ات والبل��د ال��ذي‬ ‫يبن��ى م��ن خ�لال مثقفي��ه‬ ‫ومؤسساته‪.‬‬ ‫وي��رى الكثي��رون أن س��بب‬ ‫تبرم األهالي من المؤسسات‬ ‫الخدمي��ة العامل��ة ه��و في‬ ‫عدم التزام تلك المؤسسات‬ ‫بقوانينه��ا وعدم نش��ر تلك‬ ‫القواني��ن للعام��ة‪ ،‬بش��كل‬ ‫يض��ع المواط��ن كش��ريك‬ ‫ومراقب لعملها‪ ،‬ما يش��عره‬ ‫باإلقص��اء ويزيد من الش��ك‬ ‫بعم��ل تل��ك المؤسس��ات‬ ‫ومصداقيتها‪.‬‬

‫أما عن مس��اوئ غي��اب تلك‬ ‫القواني��ن المكتوب��ة ع��ن‬ ‫عمل المحاكم على المجتمع‬ ‫فق��د أك��د «الباش��ا» إن‬ ‫غي��اب القواني��ن واإلجراءات‬ ‫المدونة والمكتوبة عن عمل‬ ‫المحاكم يؤثر سلباً وبشكل‬ ‫مباش��ر عل��ى حي��اة الناس‪،‬‬ ‫فم��ن المعل��وم أن نظ��ام‬ ‫اإلجراءات وجد لتنظيم سير‬ ‫عملي��ة التقاض��ي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ه��و جزء م��ن العدال��ة التي‬ ‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪11‬‬


‫الجئون‬

‫طريق املوت‬ ‫لعب��ت الظروف التي مت��ر بها �سوريا‬ ‫خالل الأع��وام ال�ست��ة املا�ضية على‬ ‫زي��ادة ال�ضغوط��ات عل��ى امل��ر�أة‬ ‫ال�سوري��ة‪ ،‬وحتمله��ا لأعب��اء تثق��ل‬

‫غادة باكير‬ ‫أم عادل ذات السنوات الست‬ ‫وعش��رون‪ ،‬والت��ي حمل��ت‬ ‫غصة ف��ي قلبها س��ترافقها‬ ‫طيل��ة عمره��ا حس��ب‬ ‫تعبيره��ا‪ ،‬حالها حال العديد‬ ‫م��ن الس��يدات الس��وريات‬ ‫اللواتي فقدن اس��تقرارهن‬ ‫ومنازله��ن‪ ،‬ولك��ن كارثة أم‬ ‫عادل أنها فقدت وطنها‪.‬‬ ‫ه��ي من ب��اب س��ريجة في‬ ‫دمش��ق‪ ،‬وأم لث�لاث طفالت‬ ‫لجي��ن ف��ي الص��ف الثال��ث‬ ‫االبتدائ��ي ولي��ن في رياض‬ ‫األطف��ال وبيان ذات العامين‬ ‫والت��ي ال ت��درك م��ا يحدث‬ ‫حولها‪.‬‬ ‫ت��م اس��تدعاء زوجه��ا وهو‬ ‫م��درس التربية اإلس�لامية‬ ‫ف��ي المدرس��ة الثانوي��ة‬ ‫للخدم��ة في صف��وف جيش‬ ‫النظام‪ ،‬ولم يجد أمامه سوى‬

‫كاهلها‪ ،‬لتجد نف�سها �إما زوجة معتقل‬ ‫�أو �أرمل��ة �شهي��د �أو زوج��ة مفقود‪،‬‬ ‫ً‬ ‫نازحة ومت�شردة‪.‬‬ ‫ف�ض ًال عن كونها‬ ‫ق��رار اله��روب من دمش��ق‪،‬‬ ‫وتولت أم ع��ادل بيع المنزل‬ ‫م��ن أج��ل تأمي��ن مصاريف‬ ‫الس��فر وفترة اإلقامة األولى‬ ‫في تركيا‪ ،‬ريثما يجد زوجها‬ ‫عم ً‬ ‫ال هناك‪.‬‬ ‫اصطحبت أم عادل حقيبتين‬ ‫م��ن المالب��س م��ع بناته��ا‬ ‫الث�لاث‪ ،‬وهو كل م��ا تبقى‬ ‫لديه��ا من ذكري��ات الوطن‪،‬‬ ‫لتبدأ رحلة ش��اقة في طريق‬ ‫السفر ما بين دمشق وإدلب‪.‬‬ ‫لم يكن الطريق كما تخيلته‪،‬‬ ‫فبع��د معاناة طويل��ة بدأت‬ ‫ف��ي ‪ ،2016/11/20‬للخروج‬ ‫من دمشق والصعوبات التي‬ ‫واجهته��ا عل��ى حواجز قوات‬ ‫األس��د‪ ،‬حيث تم��ت إعادتها‬ ‫إلى دمش��ق أكثر م��ن مرة‪،‬‬ ‫قررت اللج��وء لطرق الموت‪،‬‬ ‫لتسقط في دوامة المهربين‬ ‫ووعودهم وجشعهم لتتمكن‬ ‫م��ن الوصول إل��ى محافظة‬

‫إدل��ب ف��ي ‪،2017/1/22‬‬ ‫حيث اجت��ازت بذلك المحطة‬ ‫ما قب��ل األخيرة للدخول إلى‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫ل��م تك��ن «أم ع��ادل»‬ ‫تتخيّ��ل أنها س��تواجه هذه‬ ‫الصعوبات‪ ،‬فقد كانت تظن‬ ‫أنه��ا بمج��رد وصوله��ا إلى‬ ‫المناط��ق المحررة س��ترتاح‬ ‫من العذاب والشقاء‪.‬‬ ‫ولكن هن��ا كان��ت المفاجأة‪،‬‬ ‫حيث وجدت أم عادل نفسها‬ ‫وبناتها الثالث أم��ام العديد‬ ‫م��ن الحواجز الجديدة‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه الم��رة اختلف القائمون‬ ‫عليه��ا‪ ،‬اختلف��ت أش��كالهم‬ ‫وطريقة تعاملهم واألش��ياء‬ ‫الت��ي يدققون عليه��ا‪ ..‬كل‬ ‫ش��يء اختل��ف عليه��ا ف��ي‬ ‫محطتها الجديدة‪.‬‬ ‫كان��ت أم ع��ادل تظ��ن أن‬ ‫هذه المناط��ق تنعم باألمن‬ ‫أكث��ر م��ن مناط��ق النظام‬ ‫الت��ي يتحك��م بها ش��بيحته‬ ‫ويداه��م عناص��ره بيوتها‪،‬‬ ‫ولكن الجش��ع ال��ذي وجدته‬ ‫يسيطر على النفوس هناك‬ ‫فاجأه��ا‪ ،‬وأفقدها األمل في‬ ‫أمور كثيرة‪ ،‬وغيّر حساباتها‬ ‫تمام��اً‪ ،‬فقد كان��ت أم عادل‬ ‫تظ��ن أن ثم��ن منزلها الذي‬ ‫باعته س��يؤمن لها ولعائلتها‬ ‫حي��اة ال ب��أس به��ا عن��د‬

‫وصولها إل��ى تركي��ا‪ ،‬ريثما‬ ‫يجد أب��و عادل عم� ً‬ ‫لا يؤمن‬ ‫له��م حياة كريم��ة‪ ،‬ولكن ما‬ ‫ح��دث أن المبل��غ ذه��ب مع‬ ‫الريح ما بي��ن المهربين إلى‬ ‫إدلب‪ ،‬والمهربي��ن من إدلب‬ ‫إلى تركيا‪ ،‬ودون جدوى‪.‬‬ ‫فقد وجدت أم عادل نفس��ها‬ ‫وعائلته��ا رهينة منزل على‬ ‫الحدود الس��ورية‪ -‬التركية‪،‬‬ ‫يع��ود ألح��د المهربين‪ ،‬ومع‬ ‫أناس غرباء ال تربطها معهم‬ ‫أية صلة‪ ،‬سوى أنها تتقاسم‬ ‫وإياهم ذل التش��رد‪ ،‬وخوف‬ ‫البق��اء ف��ي ذل��ك المن��زل‪،‬‬ ‫وطع��م الج��وع والب��رد‪،‬‬ ‫ومشقة محاوالت شبه يومية‬ ‫للدخول إلى تركيا‪.‬‬

‫وتبق��ى أم ع��ادل وعائلتها‪،‬‬ ‫حاله��ا حال آالف الس��وريين‬ ‫الفاري��ن م��ن بط��ش نظام‬ ‫األس��د‪ ،‬واس��تغالل تج��ار‬ ‫الحروب‪.‬‬ ‫تنظ��ر إل��ى تل��ك المس��افة‬ ‫القصيرة الت��ي تفصلها عن‬ ‫حلمه��ا بمغ��ادرة األراض��ي‬ ‫الس��ورية والدخ��ول إل��ى‬ ‫تركي��ا‪ ،‬وتعي��ش م��ع القلق‬ ‫الجاثم عل��ى صدرها من أن‬ ‫يتبدد ذلك الحلم البس��يط‪-‬‬ ‫المعقّ��د‪ ،‬بع��د أن خس��رت‬ ‫كل م��ا تملك م��ن ممتلكات‬ ‫مادي��ة ووط��ن‪ ،‬غي��ر قادرة‬ ‫على الرج��وع‪ ،‬وغير مدركة‬ ‫لما ينتظرها في االستمرار‪،‬‬ ‫وجاهلة بنهاية المطاف على‬ ‫طريق الموت ورحلة الشقاء‪.‬‬

‫دمج الأطباء ال�سوريني �ضمن املراكز ال�صحية يف تركيا‪..‬‬ ‫خطوة �إيجابية �أم �إفراغ للقطاع الطبي يف الداخل‬ ‫وضحة عثمان‬ ‫أُعلن ي��وم االثنين الماضي‪،‬‬ ‫عن مش��روع افتت��اح مراكز‬ ‫صحي��ة خاصة بالس��وريين‬ ‫ودم��ج األطب��اء الس��وريين‬ ‫في قط��اع الصح��ة التركي‬ ‫بروات��ب مرتفع��ة‪ ،‬وذل��ك‬ ‫في خط��وة أولى نح��و دمج‬ ‫األطباء السوريين في تركيا‬ ‫في مجال العمل‪.‬‬ ‫وفي إطار ذلك‪ ،‬بدأ عدد من‬ ‫األطباء السوريين بالخضوع‬ ‫ل��دورات تدريب على النظام‬ ‫الصح��ي التركي في كل من‬ ‫م��دن «هات��اي‪ ،‬ومرس��ين‪،‬‬ ‫وأورفة»‪.‬‬ ‫وج��اءت ه��ذه ال��دورات بعد‬ ‫اتف��اق بين وزارة الصحة في‬ ‫الحكومة الس��ورية المؤقتة‬ ‫ووزارة الصح��ة التركية على‬ ‫توظيف األطباء والممرضين‬ ‫السوريين في مراكز صحية‬

‫‪12‬‬

‫خاص��ة بالس��وريين ف��ي‬ ‫تركي��ا‪ ،‬حي��ث م��ن المقترح‬ ‫أن يت��م دم��ج ‪ 1160‬طبيباً‬ ‫وممرضاً‪.‬‬ ‫وتأتي أهمية افتتاح المراكز‬ ‫الصحية الخاصة بالسوريين‬ ‫ف��ي تركي��ا من ّ‬ ‫تمك��ن تلك‬ ‫المراكز من متابعة الشؤون‬ ‫الصحي��ة للس��وريين ف��ي‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫الدكت��ور «غي��اث الحس��ن»‬ ‫طبي��ب ف��ي مش��فى عي��ن‬ ‫البيض��ا الميدان��ي‪ ،‬قال في‬ ‫حديث خ��اص ل��ـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«إن افتت��اح تل��ك المراك��ز‬ ‫وتوظيف كادر طبي وصحي‬ ‫س��وري فيه��ا‪ ،‬م��ن ش��أنه‬ ‫يوف��ر ف��رص عم��ل للكثير‬ ‫م��ن األطب��اء والممرضي��ن‬ ‫السوريين‪ ،‬وسيساعد الكثير‬ ‫منهم على العودة لممارسة‬ ‫مهنت��ه‪ ،‬بع��د أن اضط��روا‬ ‫إلى هجرها لس��نوات عديدة‬ ‫مض��ت‪ ،‬وعم��ل أغلبهم في‬

‫مهن بعيدة عن اختصاصهم‪،‬‬ ‫إضاف��ة للح��د م��ن هج��رة‬ ‫األطباء والممرضين الشباب‬ ‫إلى خارج تركيا»‪.‬‬ ‫وأض��اف‪« :‬كم��ا أن افتت��اح‬ ‫تلك المراكز س��وف يس��هل‬ ‫التواص��ل بي��ن المري��ض‬ ‫الس��وري والطبي��ب المعالج‬ ‫دون وج��ود عائ��ق اللغ��ة‪،‬‬ ‫إضاف��ة إلى اخت�لاف طريقة‬ ‫المعاين��ة والتش��خيص بين‬ ‫الطبي��ب الس��وري والطبيب‬ ‫الترك��ي‪ ،‬مما يوف��ر جواً من‬ ‫الراح��ة واالطمئن��ان ل��دى‬ ‫المريض السوري»‪.‬‬ ‫وتاب��ع «الحس��ن»‪« :‬وتأت��ي‬ ‫األهمي��ة الكبرى للمش��روع‬ ‫أيضا م��ن كون هذه المراكز‬ ‫الصحية س��وف تس��هم في‬ ‫تخفي��ف الع��بء واالزدح��ام‬ ‫ال��ذي تعاني��ه غالبي��ة‬ ‫المش��افي والمراكز الصحية‬ ‫التركي��ة ف��ي المناطق التي‬ ‫يتواج��د فيه��ا الس��وريون‪،‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫األمر الذي أث��ار تذمر الكثير‬ ‫من المواطني��ن األتراك من‬ ‫مزاحم��ة الس��وريين له��م‬ ‫ف��ي المش��افي والمراك��ز‬ ‫الصحي��ة التركي��ة»‪ .‬وع��ن‬ ‫س��لبيات هذه الخطوة‪ ،‬قال‬ ‫«الحسن»‪« :‬إن هناك تخوف‬ ‫من إف��راغ الداخل الس��وري‬ ‫م��ن األطباء‪ ،‬حي��ث أن أغلب‬ ‫األطباء العاملين في سورية‬ ‫قاموا بالتس��جيل للعمل في‬ ‫تلك المراك��ز‪ ،‬وبذلك يزداد‬ ‫وض��ع واقع المراك��ز الطبية‬ ‫والصحية في سورية سو ًء»‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك‬

‫‪ 3‬ماليي��ن الج��ئ س��وري‬ ‫يتواج��دون عل��ى األراض��ي‬ ‫التركي��ة‪ ،‬يخض��ع غالبيتهم‬ ‫لنظ��ام الحماي��ة المؤقت��ة‪،‬‬ ‫ويس��تفيدون م��ن الخدمات‬ ‫الصحي��ة الت��ي تقدمه��ا‬ ‫الحكوم��ة التركي��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫يح��ق لالجئي��ن الس��وريين‬ ‫المش��مولين بنظام الحماية‬ ‫المؤقت��ة االس��تفادة م��ن‬ ‫الرعاية الطبية المجانية في‬ ‫المشافي الحكومية التركية‪،‬‬ ‫والحص��ول على الدواء مجاناً‬ ‫م��ن الصيدلي��ات المتعاقدة‬ ‫معها‪.‬‬


‫اقتصاد‬

‫ال�صيدليات الع�شوائية‪..‬‬

‫�سبب ًا �آخر للمعاناة يف املناطق املحررة و�إجراءات لإغالقها‬ ‫انتشرت الصيدليات العشوائية غير المرخصة‬ ‫ف��ي المناط��ق المحررة‪ ،‬من��ذ بداي��ة الثورة‬ ‫الس��ورية وحتى يومنا هذا‪ ،‬لت��زداد تدريجياً‬ ‫مع الزمن‪ ،‬ما أثر س��لباً عل��ى الواقع الصحي‬ ‫ف��ي هذه المناط��ق‪ ،‬حيث ي��زاول الكثير من‬ ‫األش��خاص ممن ال تتج��اوز خبرته��م الـ ‪40‬‬

‫بالمئ��ة في مج��ال الصيدلة‪ ،‬ف��ي ظل غياب‬ ‫كامل للرقاب��ة على هذا القط��اع المهم جداً‬ ‫ف��ي ه��ذا الوق��ت الحرج‪ ،‬الس��يما ف��ي ظل‬ ‫القصف األسدي الوحشي واألمراض واألوبئة‬ ‫التي انتشرت وهروب الكثير من العاملين في‬ ‫المجال الطبي إلى خارج سوريا‪.‬‬

‫جت��اوب ع��دد الب�أ�س به م��ن �أ�صح��اب ال�صيدلي��ات املخالفة يف‬ ‫مدينتي �إدل��ب و�أريحا‪ ،‬والق�سم املتبق��ي مت �إغالق �صيدلياتهم‬ ‫ب�ش��كل نهائي‪ ،‬كم��ا مت توجيه �إن��ذارات بالإغ�لاق لل�صيدليات‬ ‫املخالفة �أي�ضا يف كل من بن���ش و�سراقب ومعرة م�صرين‪ ،‬وذلك‬ ‫ا�ستكما ًال للخط��ة التي قمنا بها من �أجل �إغالق هذه ال�صيدليات‬ ‫ومكافحة ظاهرة ال�صيدليات الع�شوائية الغري مرخ�صة‬

‫الصيدلي��ات العش��وائية‪،‬‬ ‫قام��ت مديري��ة الصح��ة‬ ‫الح��رة ف��ي محافظ��ة إدلب‬ ‫باتخ��اذ إج��راءات متع��ددة‬ ‫ف��ي س��بيل إيق��اف تل��ك‬ ‫الصيدلي��ات المخالف��ة‪ ،‬عن‬ ‫طري��ق إج��راء ج��والت على‬ ‫الصيدليات في عدة مناطق‬ ‫من محافظة إدلب‪ ،‬وأرسلت‬ ‫إنذارات ألصحاب الصيدليات‬ ‫العشوائية إلغالقها‪.‬‬

‫مبيّن��اً أنه��م عل��ى إط�لاع‬ ‫كامل باألمر‪.‬‬

‫كرم إبراهيم‬ ‫الصيدالن��ي «نور الحس��ن»‬ ‫قال لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«�شاهدت كثري ًا من الأ�شخا�ص ممن‬ ‫ال تتوف��ر لديه��م اخل�برة الكافية‬ ‫للقيام مبثل ه��ذه الأعمال‪ ،‬ومنهم‬ ‫م��ن يق��وم بتزوي��ر �شه��ادة ت��دل‬ ‫عل��ى مزاولته املهن��ة يف وقت �سابق‬ ‫ومنه��م من يفت��ح �صيدلي��ة بدون‬ ‫تل��ك الأوراق دون اخلوف من �أحد‬ ‫و�أ�سا�س ًا الرقابة معدومة يف املناطق‬ ‫املحررة»‪.‬‬ ‫وأث��رت مث��ل ه��ذه األعمال‬ ‫س��لباً على س��كان المناطق‬ ‫المح��ررة‪ ،‬وش��كلت خط��راً‬ ‫جدي��اً عليه��م‪ ،‬حيث س��جل‬ ‫ح��االت كثي��رة ناجم��ة ع��ن‬ ‫إعطاء أدوية بش��كل خاطئ‬ ‫م��ن قب��ل أش��خاص زاولوا‬ ‫الصيدل��ة دون دراس��ة أو‬ ‫شهادة حقيقة‪ ،‬ومنها حاالت‬ ‫وفاة‪.‬‬ ‫«خالد ن��ور الدين» من �أهايل ريف‬ ‫�إدل��ب ق��ال ل��ـ «زيت��ون»‪�« :‬أعطى‬ ‫�صاح��ب �صيدلي��ة يف قريتي حبوب‬ ‫«الربوف�ين» لزوجت��ي احلامل‪ ،‬ما‬ ‫نت��ج عنه خماط��ر كب�يرة �أ�صابتها‬ ‫ومت نقلها �إىل امل�شفى فور ًا وا�ضطر‬ ‫الأطباء �إىل عملية �إجها�ض اجلنني‬ ‫للحف��اظ عل��ى حي��اة الأم‪ ،‬و�أن��ا‬ ‫ب��دوري �أوج��ه ن��داء للم�س�ؤولني‬ ‫واملعنيني ومن يهم��ه الأمر لإيقاف‬ ‫هذه الظاهرة اخلطرية جد ًا»‪.‬‬ ‫وما س��اعد على انتشار هذه‬ ‫الظاه��رة الخطي��رة‪ ،‬ه��و‬ ‫الحاج��ة المتزاي��دة لل��دواء‬ ‫وغي��اب الرقاب��ة وع��دم‬ ‫ق��درة الجه��ات المس��ؤولة‬ ‫ع��ن القط��اع الصح��ي ف��ي‬ ‫المعارض��ة مث��ل مديري��ات‬ ‫الصح��ة وغيره��ا على وقف‬ ‫انتش��ار ه��ذه الظاه��رة أو‬ ‫إيقاف الصيدليات المخالفة‪،‬‬ ‫وذلك لعدم امتالكها القدرة‬ ‫على ف��رض ق��رارات جدية‬

‫لمعالجة األمر‪.‬‬ ‫الصيدالني��ة «أم��ل س��الم»‬ ‫قالت لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫«بات من الس��هل ج��داً ألي‬ ‫شخص افتتاح صيدلية بدون‬ ‫ترخي��ص أو أوراق ثبوتي��ة‪،‬‬ ‫فه��ي أصبحت بمتن��اول يد‬ ‫كل شخص يملك رأس المال‬ ‫وكمية من األدوي��ة حتى لو‬ ‫كان��ت مح��دودة‪ ،‬ويكفي أن‬ ‫يكون الشخص لديه معرفة‬ ‫بسيطة بأنواع األدوية‪ ،‬دون‬ ‫اإللمام بالتأثي��رات الجانبية‬ ‫لكل نوع من األدوية»‪.‬‬ ‫وأضاف��ت «الصيدالني��ة»‬ ‫‪« :‬أغل��ب األش��خاص قب��ل‬ ‫افتت��اح صيدلي��ات خاص��ة‬ ‫به��م يزاول��ون المهن��ة في‬ ‫إح��دى الصيدلي��ات لم��دة ال‬ ‫تتجاوز الشهرين في معظم‬ ‫األحي��ان‪ ،‬ف��ي الوق��ت الذي‬ ‫ي��درس في��ه الصيدالن��ي‬ ‫األم��ور المتعلق��ة باألدوي��ة‬ ‫لم��دة خم��س س��نوات ف��ي‬ ‫كلية الصيدلة‪ ،‬والطبيب في‬ ‫كلية الطب البشري ليكونوا‬ ‫قادري��ن على وص��ف الدواء‬ ‫المناسب لكل حالة مرضية‪،‬‬ ‫في حين يأتي اليوم أصحاب‬ ‫الصيدلي��ات العش��وائية‬ ‫ليصف��وا أي دواء لديه��م‬ ‫القليل من المعلومات عنه»‪.‬‬

‫«زيت��ون» التق��ت مس��ؤول‬ ‫قس��م الرقاب��ة الصيدالنية‬ ‫ف��ي مدي��رة الصح��ة الحرة‬ ‫في محافظة إدل��ب الدكتور‬ ‫«مصطفى الس��يد الدغيم»‪،‬‬ ‫والذي قال‪:‬‬ ‫«قام��ت املديري��ة ب�إج��راء جوالت‬ ‫ميداني��ة يف مدينة �إدل��ب وريفها‪،‬‬ ‫ومت �إج��راء م�س��ح �شام��ل لأغل��ب‬ ‫ال�صيدلي��ات املخالف��ة الغ�ير‬ ‫مرخ�صة والتي ال يديرها �صيادلة‪،‬‬ ‫ومن ث��م تبعه��ا �إجراء ث��اين وهو‬ ‫توجي��ه �إن��ذارات بالإغ�لاق لهذه‬ ‫ال�صيدليات املخالف��ة يف حال عدم‬ ‫مراجع��ة مديري��ة �صح��ة �إدل��ب‬ ‫وت�سوية �أو�ضاعهم‪ ،‬وذلك بالتعاون‬ ‫م��ع الهيئ��ات التنفيذي��ة يف �إدلب‬ ‫وريفها»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫و�أ�ض��اف «الدغيم»‪« :‬فع�لا جتاوب‬

‫ع��دد الب�أ���س ب��ه م��ن �أ�صح��اب‬ ‫ال�صيدلي��ات املخالف��ة يف مدينت��ي‬ ‫�إدلب و�أريح��ا‪ ،‬والق�سم املتبقي مت‬ ‫�إغ�لاق �صيدلياتهم ب�ش��كل نهائي‪،‬‬ ‫كما مت توجيه �إن��ذارات بالإغالق‬ ‫لل�صيدلي��ات املخالف��ة �أي�ض��ا يف‬ ‫كل م��ن بن���ش و�سراق��ب ومع��رة‬ ‫م�صري��ن‪ ،‬وذلك ا�ستكم��ا ًال للخطة‬ ‫الت��ي قمن��ا به��ا م��ن �أج��ل �إغالق‬ ‫هذه ال�صيدلي��ات ومكافحة ظاهرة‬ ‫ال�صيدلي��ات الع�شوائي��ة الغ�ير‬ ‫مرخ�صة‪ ،‬وبالقري��ب العاجل �أي�ض ًا‬ ‫�سوف يتم �إر�سال �إنذارات بالإغالق‬ ‫بنف�س الطريق��ة لل�صيدليات الغري‬ ‫مرخ�صة يف بقية مناطق املحافظة»‪.‬‬ ‫وأشار «الدغيم» في حديثه لـ‬ ‫«زيتون»‪ ،‬إلى أن هناك عدة‬ ‫ط��رق لمعرف��ة الصيدليات‬ ‫الغي��ر مرخص��ة‪ ،‬وأصح��اب‬ ‫الصيدلي��ات الغي��ر حاصلين‬ ‫على شهادة الصيدلة‪ ،‬أهمها‬ ‫وجود س��جالت لدى مديرية‬ ‫الصحة الحرة ف��ي محافظة‬ ‫إدلب‪ ،‬بأسماء الصيادلة حتى‬ ‫ع��ام ‪ ،2015‬موج��ودة ف��ي‬ ‫نقابة صيادلة إدلب السابقة‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة إلى ط��رق أخرى‬ ‫بسيطة بالنس��بة للمديرية‬ ‫ولقسم الرقابة الصيدالنية‪،‬‬

‫ه��ذا وال توج��د إحصائي��ة‬ ‫ش��املة لكاف��ة المناط��ق‬ ‫المح��ررة‪ ،‬ولك��ن ع��دد‬ ‫الصيدلي��ات المخالف��ة كبير‬ ‫نسبياً‪ ،‬ففي مدينة كفرنبل‬ ‫بريف إدلب الجنوبي‪ ،‬وحدها‬ ‫يوج��د م��ا يق��ارب األربعين‬ ‫صيدلية غي��ر مرخصة‪ ،‬في‬ ‫المدين��ة التي ال يتجاوز عدد‬ ‫سكانها ‪ 35‬ألف نسمة‪ ،‬وذلك‬ ‫وفقاً آلخر إحصائية أصدرها‬ ‫المكتب الطبي في المدينة‪.‬‬ ‫رمبا جاءت قرارات مديرية ال�صحة‬ ‫احل��رة يف حمافظ��ة �إدل��ب‪ ،‬حول‬ ‫ال�صيدلي��ات الع�شوائي��ة مت�أخ��رة‬ ‫نوع ًا ما‪ ،‬ولكنها بعثت �أم ًال يف نفو�س‬ ‫�أه��ايل حمافظ��ة �إدل��ب‪ ،‬يف �إنهاء‬ ‫م�أ�س��اة الأخط��اء الطبي��ة الناجتة‬ ‫عن �إعطاء �أدوية غري منا�سبة لكل‬ ‫حالة مر�ضي��ة‪ ،‬وذلك ع��ن طريق‬ ‫ال�صيدليات الغ�ير مرخ�صة‪ ،‬ولكن‬ ‫وعلى الرغم من الب��دء يف تطبيق‬ ‫ق��رار �إغالقه��ا‪� ،‬إال �أن هذا القرار‬ ‫�سيبقى حم��دود ًا �إن مل توجد �آلية‬ ‫للرقابة الدائمة على ال�صيدليات‪.‬‬

‫وم��ن أهم األس��باب األخرى‬ ‫الت��ي دفع��ت ه��ؤالء الناس‬ ‫عل��ى مزاول��ة مهن��ة غي��ر‬ ‫مهنته��م األساس��ية‪ ،‬ه��و‬ ‫مغ��ادرة كثي��ر م��ن أصحاب‬ ‫الصيدلي��ات المرخصة ممن‬ ‫يحمل��ون ش��هادة الصيدلة‪،‬‬ ‫إل��ى خ��ارج الب�لاد بس��بب‬ ‫الظ��روف القاس��ية الت��ي‬ ‫تعيش��ها المناط��ق المحررة‬ ‫من قصف يومي وعشوائي‪،‬‬ ‫وهذا األمر س��اهم بش��كل‬ ‫كبي��ر بانتش��ار الصيدلي��ات‬ ‫العشوائية الغير مرخصة‪.‬‬ ‫وف��ي اآلونة األخي��رة‪ ،‬وبعد‬ ‫ورود ع��دة ش��كاوى ح��ول‬ ‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪13‬‬


‫مجتمع‬

‫التعليم يف �إدلب‪ ،‬ق�صف للطريان وحرب بني تربيتني‬

‫يعاني قطاع التعليم في محافظة إدلب من صعوبات كثيرة ليس أولها نقص الكتب‬ ‫والقرطاسية وال القصف الممنهج للمدارس بشكل خاص السيما في أوقات الدوام‬ ‫ً‬ ‫تعليميا وتدهور الوضع النفسي‬ ‫الرسمي للطالب‪ ،‬ما أدى لتدني مستوى الطالب‬ ‫للطالب والمعلمين‪ ،‬وليس آخرها حرب البيانات والقرارات المتداولة ما بين تربية‬ ‫النظام المتمركزة في مدينة حماة‪ ،‬والتربية الحرة في محافظة إدلب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عددا‬ ‫«زيتون» رصدت بعض مشاكل القطاع التعليمي في محافظة إدلب‪ ،‬والتقت‬ ‫من الطالب والمعلمين والمسؤولين في مديرية التربية والتعليم الحرة بإدلب‪ ،‬كما‬ ‫رصدت بعض القرارات الصادرة عنها وعن مديرية التربية التابعة لنظام األسد‪.‬‬

‫وعد البلخي‬

‫نق�ص الكتب‬ ‫والقرطا�سية واللوازم‬ ‫املدر�سية‬ ‫"راغب شحود" مدير مدرسة‬ ‫ف��ي ري��ف إدل��ب‪ ،‬ق��ال ل��ـ‬ ‫"زيتون"‪:‬‬ ‫"تعان��ي م��دارس محافظ��ة‬ ‫إدلب عموماً من نقص الكتب‬ ‫المدرس��ية‪ ،‬وف��ي محاول��ةٍ‬ ‫لتعويض النق��ص الحاصل‪،‬‬ ‫تعه��دت بع��ض الجمعي��ات‬ ‫الخيري��ة ف��ي بداي��ة العام‬ ‫الدراس��ي بطبع الكتب‪ ،‬لكن‬ ‫الطي��ران الحربي اس��تهدف‬ ‫المجم��ع الذي يح��وي الكتب‬ ‫في مدينة خان شيخون‪ ،‬مما‬ ‫أدى إلى إتالف كميات كبيرة‬ ‫منه��ا‪ ،‬وبقي ع��دد كبير من‬ ‫الط�لاب دون كت��ب بانتظار‬ ‫طباعة كتب جديدة لهم"‪.‬‬ ‫وأض��اف "ش��حود"‪" :‬أغل��ب‬ ‫مدارس االئتالف والمنظمات‬ ‫الخيري��ة تقدم القرطاس��ية‬

‫وحقائب المدرس��ة بش��كل‬ ‫مجان��ي للط�لاب‪ ،‬نظ��راً‬ ‫للحاجة الماس��ة له��ا ونتيجة‬ ‫لحال��ة الفق��ر الت��ي يعانيها‬ ‫األهال��ي‪ ،‬حيث أن أغلبهم ال‬ ‫يملك أن يقدم البنه تكاليف‬ ‫المدرس��ة ف��ي ظ��ل الغالء‬ ‫الفاحش"‪.‬‬ ‫"مصطف��ى البوش��ي" معلم‬ ‫م��ن ري��ف إدل��ب‪ ،‬ق��ال ل��ـ‬ ‫"زيت��ون"‪" :‬القص��ف الج��وي‬ ‫هو أحد أبرز المش��اكل لكن‬ ‫هن��اك بع��ض التقصير من‬ ‫بع��ض المدرس��ين‪ ،‬فمث�لا‬ ‫طالبات الثانوية لم يتقدمن‬ ‫إلى االمتحان النصفي بحجة‬ ‫عدم وجود قاعات كافية"‪.‬‬ ‫وم��ن �أج��ل ا�ستم��رار العملي��ة‬ ‫التعليمية يف ظ��ل النق�ص احلا�صل‬ ‫يف املقاع��د املدر�سي��ة‪ ،‬ق��ام معلمو‬ ‫مدر�س��ة قرية "�أم الن�ير" الواقعة‬ ‫يف ري��ف �إدل��ب اجلنوب��ي بتحويل‬ ‫�صناديق الذخرية وال�صواريخ �إىل‬ ‫مقاع��د مدر�سية للتالمي��ذ‪ ،‬وذلك‬ ‫بع��د حتطم مقاع��د املدر�سة ب�سبب‬

‫ق�صف الطريان للمدر�سة‪.‬‬ ‫وق��ال أح��د المعلمي��ن‬ ‫المشاركين في هذه العملية‬ ‫لـ "زيتون"‪:‬‬ ‫"ال يتوفر في المدرسة سوى‬ ‫حوال��ي ‪ 15‬مقع��داً صالح��اً‬ ‫للجلوس‪ ،‬ورغم مطالبة إدارة‬ ‫المدرس��ة م��ن كل الجه��ات‬ ‫التربوي��ة بتوفي��ر أبس��ط‬ ‫احتياجات العملية التعليمية‬ ‫الستمرارها وأهمها المقاعد‬ ‫والمحروقات‪ ،‬السيما مقاعد‬ ‫جدي��دة لمدرس��تنا الت��ي‬ ‫تعرض��ت للقص��ف مرتي��ن‬ ‫متواليتي��ن‪ ،‬إال أن مطالباتها‬ ‫لم تلق ص��دىً ولم تجد أي‬ ‫استجابة"‪.‬‬ ‫وأضاف المعلم أحمد‪" :‬قام بع�ض‬ ‫املعلمني باق�تراح الفكرة على �إدارة‬ ‫املدر�س��ة وتعاقدن��ا مع جن��ار متربع‬ ‫بع��د ح�صولن��ا على ه��ذه ال�صناديق‬ ‫الت��ي كانت حت��وي �صواري��خ الغراد‬ ‫وحولناه��ا �إىل مقاع��د‪ ،‬ا�ضطررن��ا‬ ‫له��ذه العملي��ة يف ظل نق���ص الدعم‬ ‫لنا‪ ،‬حيث ال تدع��م مديرية للرتبية‬

‫والتعليم �إال عدد ًا ً‬ ‫قليال من املوظفني‬ ‫يف مدار�س القرية"‪.‬‬

‫الق�ص��ف اجل��وي �سيف‬ ‫م�سلط على التعليم‬

‫المعلم "مصطفى البوش��ي"‬ ‫قال‪" :‬ت��م مطالب��ة الطالب‬ ‫ف��ي المرحل��ة االبتدائي��ة‬ ‫ف��ي االمتح��ان ب��دروس لم‬ ‫يأخذوه��ا‪ ،‬بالمقابل اقتصر‬ ‫امتح��ان اللغ��ة االنكليزي��ة‬ ‫على صفح��ة واح��دة طوال‬ ‫الفصل الدراسي"‪.‬‬ ‫واستطرد "البوش��ي" قائال‪ً:‬‬ ‫"أعتق��د أن��ه م��ن الواج��ب‬ ‫متابع��ة عم��ل الم��دارس‬ ‫بش��كل أفض��ل حت��ى ول��و‬ ‫اقتض��ى األم��ر مزي��داً م��ن‬ ‫المعلمين"‪.‬‬ ‫"ب�شار البا�شا" معلم من ريف �إدلب‬ ‫قال ل��ـ "زيت��ون"‪" :‬التعليم يف ظل‬ ‫اخلوف �أم��ر �صعب جد ًا‪ ،‬فاملدر�سات‬ ‫والط�لاب يف حالة خ��وف دائم من‬ ‫الطريان ال��ذي ال يغادر الأجواء‪،‬‬ ‫ويج��ب العمل عل��ى �إيج��اد حلول‬ ‫بديلة"‪.‬‬ ‫"أب��و س��عيد" أح��د أولي��اء‬ ‫الط�لاب ق��ال ل��ـ "زيت��ون"‪:‬‬ ‫"وض��ع التعليم س��يء جداً‪،‬‬ ‫فف��ي الفص��ل الدراس��ي‬ ‫الماض��ي لم ي��داوم الطالب‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 10‬أي��ام‪ ،‬وحتى‬ ‫األي��ام الت��ي داوم الط�لاب‬ ‫فيه��ا كان��وا يذهب��ون إل��ى‬ ‫المدرس��ة تحت وطأة الخوف‬ ‫والرعب م��ن الطيران خاصة‬ ‫عندم��ا يت��م تش��غيل جهاز‬ ‫اإلنذار الذي يسبب حالة من‬ ‫التوتر الش��ديد لدى الطالب‬ ‫تجعله��م عاجزين تماماً عن‬

‫‪14‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫التركيز"‪.‬‬ ‫وق��ال "راغ��ب ش��حود"‪" :‬إن‬ ‫قص��ف الطائرات يعد س��بباً‬ ‫رئيس��ياً في ضعف مس��توى‬ ‫التالميذ‪ ،‬فالقصف يحبطهم‬ ‫ويُحب��ط المُع ّلمين ويحدث‬ ‫الخوف والهلع ل��دى الطالب‬ ‫والمعلمي��ن بمج��رد س��ماع‬ ‫صوت الطائرة"‪.‬‬ ‫"أب��و محم��د" وال��د لطال��ب‬ ‫في الص��ف الثالث االبتدائي‬ ‫قال لـ "زيت��ون"‪" :‬نعاني من‬ ‫مش��كلة عدم رغبة األطفال‬ ‫بالذه��اب إل��ى المدرس��ة‪،‬‬ ‫وذلك بسبب الخوف الشديد‬ ‫من الطائرات‪ ،‬فعند س��ماع‬ ‫ابني لصوت الطائرة يركض‬ ‫مس��رعاً متجهاً إلى المغارة‪،‬‬ ‫وقد سبب هذا الوضع الحرج‬ ‫حالة نفس��ية ل��دى األطفال‬ ‫تصعب عل��ى أكب��ر األطباء‬ ‫النفسيين"‪.‬‬ ‫الطالب��ة "النا" قال��ت‪" :‬مل �أعد‬ ‫�أري��د الذه��اب �إىل املدر�س��ة ً‬ ‫بتاتا‪،‬‬ ‫من��ذ �أن ق�صفت الطائ��رات مدار�س‬ ‫بلدة حا���س �أمام��ي‪ ،‬ور�أيت الطالب‬ ‫يهربون ً‬ ‫خوفا من ال�صواريخ‪ ،‬و�سقط‬ ‫ق�س��م منهم وه��م يحمل��ون حقائبهم‬ ‫أح�س �أن املدر�سة‬ ‫املدر�سية‪� ،‬أ�صبحت � ّ‬ ‫ت�شبه املق�برة التي يتم دفن الطالب‬ ‫فيها وهم �أحياء"‪.‬‬ ‫م��ن جانبه "محم��د مزنوق"‬ ‫رئي��س المكتب التربوي في‬ ‫مديري��ة التربي��ة والتعلي��م‬ ‫الحرة بإدلب‪ ،‬قال لـ "زيتون"‪:‬‬ ‫"الط�يران هو �أب��رز معوقات �سري‬ ‫العملي��ة التعليمي��ة‪ ,‬فعل��ى الرغم‬ ‫من �شح الإمكانيات مت جتاوز معظم‬ ‫امل�ش��كالت‪� ،‬إال �أن الطريان يت�سبب‬


‫مجتمع‬ ‫ب�شلل العملي��ة التعليمي��ة‪ ،‬فما �إن‬ ‫ته��د�أ الأو�ض��اع ويب��د�أ الط�لاب‬ ‫بال��دوام ي�أتي الط�يران ويق�صف‬ ‫املدين��ة مم��ا يت�سبب بحال��ة رعب‬ ‫ل��دى الأه��ايل والط�لاب‪ ،‬كما �أن‬ ‫الط�يران ا�سته��دف املدار�س �أكرث‬ ‫من مرة"‪.‬‬ ‫وأض��اف‪" :‬حالي��اً نعمل على‬ ‫إيجاد حلول بالنسبة المتحان‬ ‫الش��هادة الثانوي��ة‪ ،‬فقد تم‬ ‫تأجيله أس��بوع واحد بسبب‬ ‫االزدحام في المدرس��ة‪ ،‬أما‬ ‫باق��ي الش��كاوى المقدم��ة‬ ‫س��يتم متابعته��ا والتحق��ق‬ ‫منه��ا والتعامل معه��ا وفق‬ ‫النظام"‪.‬‬ ‫الم��دارس الح��رة مس��تقبل‬ ‫ضائع للطالب‪.‬‬ ‫أص��درت مديري��ة التربي��ة‬ ‫والتعليم الحرة في محافظة‬ ‫إدل��ب بيان��اً‪ ،‬خوّل��ت في��ه‬ ‫المجمّع��ات التربوية إغالق‬ ‫الم��دارس التعليمي��ة ف��ي‬ ‫مناط��ق المحافظ��ة‪ ،‬عل��ى‬ ‫خلفيّ��ة القص��ف الج��وي‬ ‫لتجمّ��ع م��دارس ف��ي بلدة‬ ‫ح��اس ال��ذي خ ّل��ف نح��و‬ ‫خمسين ش��هيداً‪ ،‬معظمهم‬ ‫من األطف��ال والعاملين في‬ ‫المجال التعليمي‪.‬‬ ‫وفي ظ��ل ه��ذه الظ��روف‪،‬‬ ‫أعلنت بعض المدارس التي‬ ‫تتب��ع للمنظمات اإلنس��انية‬ ‫عن اس��تعدادها الس��تقبال‬ ‫ط�لاب الم��دارس الحكومية‬ ‫الذي��ن س��ينقطعون ع��ن‬ ‫التدري��س من خالل إنش��اء‬ ‫صف��وف مدرس��ية حديث��ة‬ ‫له��م تمكنه��م م��ن إكمال‬ ‫دراس��تهم الع��ام المقب��ل‪،‬‬ ‫خصوصا في ظل المستقبل‬ ‫المجه��ول ال��ذي ينتظرهم‬ ‫دون معلمي��ن‪ ،‬وبررت عدم‬ ‫اس��تقبالها هذا العام لضيق‬ ‫الم��كان وعدم توفر المقاعد‬ ‫المدرسية‪.‬‬ ‫"ف��راس عل��ي باش��ا" مدير‬ ‫جمعي��ة س��ابق بالخي��رات‬ ‫الت��ي تنش��ط حالي��اً ف��ي‬ ‫المجال التربوي قال‪" :‬تقوم‬ ‫الجمعية حالياً بإنش��اء مركز‬ ‫أنشطة ش��بابية‪ ،‬كما تقوم‬ ‫بإنش��اء مدرس��ة نموذجية‪،‬‬ ‫وس��بق وأن قام��ت الجمعية‬ ‫بتكري��م ع��دد م��ن ط�لاب‬ ‫المعاهد والمدارس‪.‬‬ ‫ونتيج��ة للقص��ف الج��وي‬ ‫للمدارس والعطلة الطويلة‪،‬‬ ‫أعلن بعض الطالب عزمهم‬ ‫الذهاب إل��ى مناطق النظام‬ ‫من أجل التقدم المتحاناتهم‬ ‫رغ��م كل المخاط��ر‪ ،‬خوف��ا‬

‫من ضي��اع مس��تقبلهم في‬ ‫بقائه��م دون دراس��ة وعدم‬ ‫حصوله��م عل��ى الش��هادة‪،‬‬ ‫وهو ما دف��ع بعض األهالي‬ ‫إل��ى مرافق��ة أبنائه��م إلى‬ ‫مناطق سيطرة النظام خوفا‬ ‫من اعتقالهم‪.‬‬ ‫"عبد اهلل المحمد" طالب في‬ ‫الصف الثالث الثانوي‪ ،‬قال لـ‬ ‫"زيتون"‪" :‬سأذهب أنا وأختي‬ ‫إل��ى مناط��ق النظ��ام لعلها‬ ‫تساعدني في العبور سريعاً‬ ‫عب��ر حواج��ز نظاماألس��د‬ ‫الموج��ودة ف��ي طريقن��ا"‪،‬‬ ‫مش��يراً إل��ى أن الحواج��ز‬ ‫النظامية ال تعترض الطالب‬ ‫الذين يصطحب��ون أهاليهم‬ ‫معهم‪.‬‬ ‫"مس��تقبلي‬ ‫وأض��اف‪:‬‬ ‫ومس��تقبل آالف الط�لاب‬ ‫يضي��ع أم��ام أعينن��ا‪،‬‬ ‫"فدراستنا كل هذه السنوات‬ ‫س��تضيع هدراً إن لم نتقدم‬ ‫المتحانات ه��ذا العام‪ ،‬وهذا‬ ‫األم��ر يس��تحق المغام��رة‪،‬‬ ‫فالدراسة بالنس��بة لي هي‬ ‫أهم شيء في الحياة "‪.‬‬ ‫في حي��ن وجد "باس��ل عبد‬ ‫الحمي��د" وال��د أح��د الطالب‬ ‫في ريف إدلب‪ ،‬نفس��ه تائهاً‬ ‫ف��ي أن يرس��ل ابن��ه إل��ى‬ ‫مدارس النظ��ام أم مدارس‬ ‫التربي��ة الح��رة‪ ،‬وعب��ر عن‬ ‫استيائه من إغالق المدارس‬ ‫وع��دم توحده��ا خصوص��اً‬ ‫بع��د القصف الدم��وي الذي‬ ‫تعرضت له المدارس الحرة‪.‬‬ ‫وقال "عبد الحميد"‪:‬‬ ‫"مدار���س الرتبية احل��رة تقدم‬ ‫الرعاية الأف�ضل والكتب والأقالم‬ ‫املجاني��ة واملدار�س التي تبنى حتت‬ ‫الأر���ض‪ ،‬ولك��ن م�ست��وى الطالب‬ ‫نتيج��ة للعطل��ة الطويل��ة ج��راء‬ ‫متدن جد ًا‪ ،‬باملقابل‬ ‫الق�صف �أ�صبح ٍ‬ ‫مدار�س النظ��ام ال زالت ت�ستقطب‬ ‫املدر�س�ين ذوو اخل�برة ال�سابقة يف‬ ‫تعلي��م الط�لاب‪ ،‬ولك��ن االثنتني‬ ‫عر�ضة للق�صف"‪.‬‬ ‫"محمد العلي" أحد المدرسين‬ ‫ف��ي مدرس��ة "عابدي��ن" قال‬ ‫لـ "زيت��ون"‪" :‬س��ارت العملية‬

‫االمتحاني��ة بش��كل جيد نوعاً‬ ‫م��ا‪ ،‬ولكن من أهم المش��اكل‬ ‫الت��ي نعان��ي منها ه��ي قلة‬ ‫المخ��زون التعليم��ي المقدم‬ ‫للطالب من المواد التعليمية‪،‬‬ ‫حي��ث ال يتج��اوز نس��بة ‪60‬‬ ‫بالمئة من المنهاج المخصص‬ ‫للط�لاب‪ ،‬وذلك يعود لس��بب‬ ‫انقطاع الطالب عن الدراس��ة‬ ‫تبع��اً للظ��روف الراهن��ة‬ ‫والقص��ف المس��تمر عل��ى‬ ‫مناطق ريف إدلب‪ ،‬واستهداف‬ ‫المدارس بش��كل مباشر‪ ،‬وقد‬ ‫قام��ت مدي��رة التربي��ة الحرة‬ ‫بإيق��اف العملي��ة التدريس��ية‬ ‫ف��ي الم��دارس التابع��ة له��ا‬ ‫حرص��ا على س�لامة الطالب‪،‬‬ ‫كما أصدرت قراراً أخر يقضي‬ ‫بإلغ��اء العطل��ة االنتصافي��ة‬ ‫وإل��زام المدرس��ين بال��دوام‬ ‫وذل��ك لتعوي��ض الطالب عن‬ ‫ج��زء بس��يط مم��ا فاتهم من‬ ‫دروس"‪.‬‬

‫الرتبية احل��رة وتربية‬ ‫النظ��ام‪ ..‬حرب بيانات‬ ‫وقرارات‬ ‫أص��درت مديري��ة التربي��ة‬ ‫والتعليم الحرة في محافظة‬ ‫إدلب في ‪ ،2017/1/12‬قراراً‬ ‫يلزم مدراء المدارس التابعة‬ ‫للنظام بإرس��ال نس��خة من‬ ‫أي كتاب يصدر من المدارس‬ ‫لتربي��ة النظ��ام لمديري��ة‬ ‫التربية الحرة في إدلب‪.‬‬ ‫كم��ا أل��زم الق��رار بإب�لاغ‬ ‫المديري��ة ب��كل االجتماعات‬ ‫الت��ي يعقده��ا موجه��و‬ ‫الم��دارس مس��بقاً بالزم��ان‬ ‫والمكان ضمن محافظة ادلب‬ ‫ومنع كل تضمين أي ش��يء‬ ‫خ��ارج العملية التعليمية في‬ ‫الكتب واالجتماعات‪.‬‬ ‫وطلب��ت املديري��ة بت�سلي��م كاف��ة‬ ‫الأختام املوجودة يف املدار�س التابعة‬ ‫للنظ��ام اىل املجمع��ات الرتبوي��ة‬ ‫التابع��ة ملديري��ة الرتبي��ة احل��رة‬ ‫يف �إدل��ب‪ ،‬ومن��ع املوجه�ين التابعني‬ ‫ملديري��ة الرتبي��ة التابع��ة للنظ��ام‬ ‫التج��ول يف املدار���س �إال ب�أوامر من‬ ‫الرتبية احلرة‪.‬‬

‫وهددت املديرية بالعقوبة للمدار�س‬ ‫التي ت�س��وق للت�سجيل يف االمتحانات‬ ‫�أو تقوم بالت�سجيل لها‪.‬‬ ‫ويأتي هذا البيان في ظل عجز‬ ‫التربية الح��رة عن احتواء كل‬ ‫المدرس��ين التابعي��ن للنظام‬ ‫وعجزها عن تقديم الخدمات‬ ‫لكل مدارس المحافظة أيضاً‪.‬‬ ‫وق��ال مدي��ر دائ��رة اإلع�لام‬ ‫بالتربي��ة والتعلي��م ف��ي‬ ‫محافظة إدلب "مصطفى حاج‬ ‫علي" لـ "زيتون"‪:‬‬ ‫"�إن مديرة الرتبية احلرة �ست�سحب‬ ‫كافة الأخت��ام املتواجدة لدى مدراء‬ ‫املدار���س التابعة للنظ��ام‪ ،‬و�ستبق يف‬ ‫�أيدي �أمينة‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬ ‫وأش��ار "ح��اج عل��ي" إلى أن‬ ‫التربي��ة الح��رة ل��ن تمن��ع‬ ‫الموظفي��ن م��ن قب��ض‬ ‫رواتبه��م والحص��ول عل��ى‬ ‫أوراقهم من مناطق النظام‪،‬‬ ‫وإنما ستستعيض عن الختم‬ ‫المدرس��ي بخت��م صادر عن‬ ‫مجم��ع النظام‪ ،‬كما س��تمنع‬ ‫التربية الحرة مدراء المدارس‬ ‫من رفع أي لوائح مدرس��ية‬ ‫إلى مدينة حماة تحت طائلة‬ ‫المسائلة القانونية‪ ،‬وسيتم‬ ‫اس��تدعاء كل مدير مدرسة‬ ‫ال يس��تجيب إلى الق��رار إلى‬ ‫أقرب نقط��ة أمنية متواجدة‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫وأكم��ل "حاج عل��ي" وصل‬ ‫إلى هيئة القض��اء في إدلب‬ ‫المدين��ة عدة ش��كاوي حول‬ ‫م��ا يرفع��ه معلم��و النظام‬ ‫وموجهوه‪ ،‬ومن بينها لوائح‬ ‫اس��مية عش��وائية للط�لاب‬ ‫والمدرس��ين‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تحدي��د المق��رات األمني��ة‬ ‫عل��ى أنها تتب��ع لجبهة فتح‬ ‫الش��ام وغيرها‪ ،‬لذلك قامت‬ ‫إدارة إدلب باعتقال مشرفي‬ ‫النظ��ام والتحقي��ق معه��م‪،‬‬ ‫وتبي��ن أن م��ن يرف��ع تلك‬ ‫اللوائح هم مدراء المدارس‬ ‫ألنهم م��ن يملكون األختام‪،‬‬ ‫لذل��ك س��تقوم المديري��ة‬ ‫بس��حب تل��ك األخت��ام‪،‬‬ ‫واقتصاره��ا على مش��رفي‬ ‫النظام فقط‪.‬‬ ‫باملقاب��ل �أ�ص��درت مديري��ة الرتبية‬ ‫التابعة للنظ��ام‪ ،‬يف ‪،2017/1/19‬‬ ‫ق��رار ًا يق�ض��ي ب�إغ�لاق �أي مدر�س��ة‬ ‫يتدخ��ل الط��رف الث��اين بعمله��ا‪،‬‬ ‫وخا�ص��ة تعي�ين م��دراء �أو �إداريني‬ ‫ً‬ ‫ب��دال م��ن كادر املدر�س��ة الرتبوي‪،‬‬ ‫و�أي مدر�س��ة يتم �سحب �أختامها �سوف‬ ‫تغلق‪.‬‬

‫املعلمني‪..‬‬ ‫�ضحية الرتبيتني‬

‫"حمم��د العم��ر" معل��م يف املدار�س‬ ‫التابع��ة لنظ��ام الأ�س��د‪ ،‬انقطع عن‬ ‫الذه��اب لتقا�ضي راتبه م��ن مدينة‬ ‫حم��اة ب�سب��ب اعتقال ‪ 2‬م��ن زمالئه‬ ‫عل��ى حواجز ق��وات النظ��ام‪ ،‬وقال‬ ‫ل��ـ "زيت��ون"‪" :‬يف كل م��رة نذه��ب‬ ‫فيها �إىل مدينة حم��اة نتقا�ضى ً‬ ‫راتبا‬ ‫ال يتجاوز ‪� 30‬أل��ف �أي ما يعادل ‪60‬‬ ‫دوالر ًا ندف��ع ن�صفه��ا حلواجز قوات‬ ‫النظام"‪.‬‬ ‫و�أ�ش��ار "العم��ر" �إىل �أن املبلغ الذي‬ ‫يح�صل عليه املعلم من مديرية تربية‬ ‫النظ��ام زهي��د‪ ،‬وال ي�ستح��ق العناء‬ ‫واملخاطرة من �أجل��ه‪ ،‬مبي ًّنا �أن �أغلب‬ ‫املعلمني يد ّر�سون الطالب يف املدار�س‬ ‫النظامية ب�شكل جماين‪.‬‬ ‫وانتقد العمر الدور التي تقوم‬ ‫ب��ه المنظم��ات ف��ي انتق��اء‬ ‫المعلمي��ن‪ ،‬حيث لم تس��تطع‬ ‫اس��تيعاب المدرس��ين ذوي‬ ‫الخبرة‪ ،‬واس��تقدمت مدرسين‬ ‫ذوي ش��هادات أق��ل كف��اءة ال‬ ‫يمكنه��م تطوي��ر مس��توى‬ ‫الطالب‪.‬‬ ‫وم��ن جه��ة أخ��رى واصل��ت‬ ‫مديري��ة التربي��ة التابع��ة‬ ‫للنظام إرس��ال كشوف فصل‬ ‫للمعلمي��ن ف��ي المناط��ق‬ ‫المحررة في سموه التعاون مع‬ ‫اإلرهابيي��ن على حد وصفهم‬ ‫حي��ث أنه ب��ات يقب��ع المئات‬ ‫م��ن المعلمين ف��ي بيوتهم‪،‬‬ ‫وبعضهم ما زال يعمل بشكل‬ ‫مج��ان ف��ي مدرس��ته رغ��م‬ ‫فصله‪.‬‬ ‫"عب��د اهلل أب��و خزيم��ة" أح��د‬ ‫المدرس��ين الذين تم فصلهم‬ ‫من قبل مديري��ة النظام قال‬ ‫لـ "زيتون"‪:‬‬ ‫"�أغل��ب املعلم�ين الذي��ن م��ا زالوا‬ ‫يدر�سون يف مدار���س النظام يعملون‬ ‫براب��ط �أخالق��ي‪ ،‬وبع�ضه��م يت�سرب‬ ‫من الدوام ب�سب��ب عدم وجود مرتب‬ ‫�شه��ري ي�ضم��ن لهم لقم��ة عي�شهم"‪.‬‬ ‫م�ش�ير ًا �إىل �أن من ح��ق �أي معلم ب�أن‬ ‫ي�ترك مدر�ست��ه ويذهب م��ن �أجل‬ ‫البحث عن عمل ي�ساعده على العي�ش‬ ‫يف ظ��ل الظ��روف ال�صعب��ة وغ�لاء‬ ‫العي�ش‪.‬‬ ‫ويف النهاية يظ��ل اخلا�سر الوحيد يف‬ ‫كافة الظ��روف هم ط�لاب وطالبات‬ ‫�إدل��ب‪� ،‬إ�ضاف��ة للمعلم�ين الذي��ن‬ ‫يقدم��ون ت�ضحي��ات كب�يرة يف �سبيل‬ ‫تعلي��م الطالب م��ن �أبن��اء املحافظة‬ ‫والنازحني �إليه��ا‪ ،‬لبناء جيل �سالحه‬ ‫العل��م‪ ،‬يف ظ��ل النق���ص احلا�صل يف‬ ‫امل�ستلزم��ات والق�صف اجلوي املمنهج‬ ‫للمدار���س واحل��رب املفتوح��ة ب�ين‬ ‫مديريت��ي التعلي��م احل��رة والتابعة‬ ‫للنظام‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫‪15‬‬


‫عر�ض"ال يه ّم" دون موافقة �أمن ّية‬ ‫بشار فستق‬ ‫ّ‬ ‫ب��كل ما يملك نظ��ام القتل‬ ‫من أجه��زة أمنيّ��ة‪ ،‬وأدوات‬ ‫قمعيّ��ة‪ ،‬وملحقاته��ا م��ن‬ ‫إع�لام وأدب مأج��ور وف��نّ‬ ‫مرت��زق‪ ،‬يمن��ع قصي��دة أو‬ ‫مس��رحيّة أو كتاب��اً م��ن‬ ‫الصدور‪ ،‬أو من الوصول إلى‬ ‫المتلقّي‪ ،‬ناهيك عمّن يدلي‬ ‫برأيه‪ ،‬فيُسجن ألنّه (يوهن‬ ‫عزيمة األمّة)!‬ ‫ال ب��دّ أن يأخذ أيّ مخطوط‬ ‫لكت��اب‪ ،‬أو ن��صّ درام��يّ‪،‬‬ ‫أو كلم��ات أغنية‪ ،‬أو أمس��ية‬ ‫موس��يقيّة (أو حتّ��ى حفلة‬ ‫ع��رس) م��ا يس��مّى ب��ـ‬ ‫«الموافق��ة األمنيّ��ة» م��ن‬ ‫أجه��زة األم��ن‪ ،‬ث��مّ تُرمى‬ ‫األوراق ف��ي أدراج األجه��زة‬ ‫المن��اط به��ا النش��ر‪ ،‬أو‬ ‫العرض‪ ،‬كالوزارات أو اتّحاد‬ ‫الكتّ��اب‪ ،‬والش��روط الت��ي‬ ‫يجب أن تتوفّ��ر فيما يُقدّم‬ ‫معروفة‪ ،‬م��ن ناحية خلوّها‬ ‫م��ن أيّ نقد جدّي‪ ،‬وضرورة‬ ‫احتوائه��ا عل��ى مدي��ح‪ ،‬ولو‬ ‫ّ‬ ‫مبط��ن لعبقريّ��ة القائ��د‬ ‫الملهم‪.‬‬ ‫كم��ا يؤّخذ تقيي��م الكاتب‬

‫‪16‬‬

‫أمنيّ��اً في األولويّ��ة‪ ،‬لمنح‬ ‫الموافق��ة‪ ،‬وتعتب��ر الرش��ى‬ ‫الت��ي تم��رّر النص��وص‪،‬‬ ‫حتميّ��ة في معظم الحاالت‪،‬‬ ‫أوّ ً‬ ‫ال العتباره��ا قانوناً يعمّ‬ ‫ويحك��م المجتم��ع‪ ،‬وثاني��اً‪،‬‬ ‫لتأكي��د خض��وع الكات��ب‬ ‫لألجه��زة خاصّة ف��ي بداية‬ ‫ظه��وره‪ .‬غالب��اً م��ا يت��رك‬ ‫كتّاب المسلسالت الدراميّة‬ ‫المس��تحقّ المال��يّ ع��ن‬ ‫النصّ للجه��ات األمنيّة‪ ،‬أو‬ ‫اللج��ان الت��ي تسمس��ر في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬وتس��مّى لجنة‬ ‫(القراءة)‪.‬‬ ‫ترك��ت ه��ذه العالق��ات أثراً‬ ‫كبي��راً حتّ��ى بي��ن الكتّاب‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وما زالت‪ ،‬فمعظم‬ ‫الكتّاب ال تربطهم ببعضهم‬ ‫عالقات كما في المجتمعات‬ ‫المتحضّرة‪ ،‬ويس��ود الخوف‬ ‫واالرتي��اب األج��واء بينه��م‪،‬‬ ‫فل��م تس��تطع غالبيّ��ة‬ ‫التجمّعات التي ّ‬ ‫شُكلت بعد‬ ‫قي��ام الثورة أن تق��وم بدور‬ ‫فعّ��ال أو حتّى أن تبقى في‬ ‫حيّز الوجود‪ ،‬على األقّل‪.‬‬ ‫هذا ما يجيب – ولو جزئيّاً –‬ ‫عن الس��ؤال ال��ذي يدور في‬

‫الخل��د‪ ،‬ه��ل تخي��ف كلمات‬ ‫على ال��ورق‪ ،‬أو حتّى عرض‬ ‫مس��رحيّ‪ ،‬أجه��زة بكام��ل‬ ‫أسلحتها؟‬

‫وتطرّفيّة بكامل شراستها‪،‬‬ ‫ويس��تجلبها‬ ‫يس��تأجرها‬ ‫لمعركت��ه‪ ،‬وال يأب��ه لحج��م‬ ‫الدم��ار الالح��ق لذلك‪ ،‬فهي‬ ‫معرك��ة مصيريّ��ة‪ ،‬فإمّا أن‬ ‫ألن‬ ‫يك��ون ه��و أو ال أح��د‪ّ ،‬‬ ‫بديله ه��و الهويّة الوطنيّة‬ ‫الت��ي يصنعه��ا أدب وف��نّ‬ ‫وفكر‪ ،‬يزيالن الظالم وعبادة‬ ‫القائد الخالد‪ ،‬والمديح اآلليّ‬ ‫ّ‬ ‫ل��كل م��ا يتف��وّه ب��ه ابنه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫باعتباره وريثا عبقريّا‪ ،‬مهما‬ ‫ب��اع الوطن أو خان��ه أو قتل‬ ‫منه‪.‬‬

‫لهذا يبدو الش��اعر الحقيقيّ‬ ‫خط��راً عل��ى هك��ذا أجه��زة‬ ‫وأنظمته��ا‪ ،‬فالقصي��دة أو‬ ‫المقطوع��ة الموس��يقيّة‪،‬‬ ‫ليست قنبلة‪ ،‬لكنّها توصيل‬ ‫وجدان��يّ لح��رارة العالقات‬ ‫اإلنسانيّة‪ ،‬وجوهرة تماسك‬ ‫المجتم��ع ح��ول أحاس��يس‬ ‫أناسه‪ .‬بكلمة واحدة‪ ،‬الشعر‬ ‫الحقيق��يّ هويّ��ة؛ وهذا ما‬ ‫يسعى االستبداد إلى محوه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تش��كل نس��يج‬ ‫إذا يقم��ع‬ ‫الهويّة‪ ،‬ويحاول شدّ التاريخ‬ ‫إل��ى الخل��ف‪ ،‬ويجنّ��د لذلك‬ ‫القوى المختلفة من طائفيّة‬

‫االس��تبداد بأش��كاله‪ ،‬يخاف‬ ‫م��ن اإلب��داع‪ ،‬وبمس��اعدة‬ ‫أعوان��ه‪ ،‬يعتق��ل المبدعين‬ ‫ويقتله��م تح��ت التعذي��ب‪.‬‬ ‫له��ذه الدرجة يخ��اف منهم‪،‬‬ ‫وإلاّ م��ا معن��ى أن يُعتق��ل‬ ‫مم ّثل��ون (زك��ي كوريلل��و‪،‬‬ ‫وابنه‪ ،‬أو سمر كوكش‪ ،‬مث ً‬ ‫ال)‬ ‫لسنوات؟ ّ‬ ‫ويعذب شاعر حتّى‬ ‫الموت (بشير العاني‪ ،‬مث ً‬ ‫ال)؟‬

‫نع��م‪ ،‬فتدمي��ر عالق��ات‬ ‫المجتمع الفكريّ��ة الواعية‪،‬‬ ‫ش��رط الزم الس��تمرار‬ ‫االس��تبداد‪ ،‬ورب��ط اإلب��داع‬ ‫بتمجي��د عبقريّ��ة القائ��د‬ ‫المُله��م‪ ،‬ضم��ان للخن��وع‪،‬‬ ‫وانعدام لهويّة الوطن‪ ،‬حين‬ ‫تمسخ‪ ،‬وتلحق باسم القائد‬ ‫الرمز‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف ش��هرية مس��تقلة | الس��نة الرابعة | العدد ‪ 1 | 148‬ش��باط ‪2017‬‬

‫مع ّ‬ ‫كل هذا‪ ،‬يستمرّ اإلبداع‪،‬‬ ‫فمن صفاته أنّه يجد طريقه‬ ‫ف��ي أحل��ك الظ��روف إل��ى‬ ‫الحياة‪ ،‬بل ه��و الحياة‪ ،‬وهو‬

‫الهويّة‪ ،‬الطفلة شذى فازت‬ ‫بمسابقة التأليف الموسيقيّ‬ ‫الس��نويّة ف��ي هولن��دا‬ ‫لألطف��ال والش��باب‪ ،‬وكان‬ ‫عن��وان موضوع ه��ذا العام‬ ‫«المعاناة»‪ ،‬والمقطوعة التي‬ ‫أ ّلفتها ش��ذى المنال وقدّمت‬ ‫عرضه��ا ف��ي دار األوبرا في‬ ‫العاصم��ة أمس��تردام‪ ،‬هي‬ ‫المحاول��ة األول��ى له��ا ف��ي‬ ‫التأليف الموس��يقيّ وحملت‬ ‫عنوان «ال يهم»‪.‬‬ ‫ش��ذى اضط��رّت لمغ��ادرة‬ ‫سورية مع عائلتها (هي ابنة‬ ‫الفنّ��ان عبد الق��ادر المنال‪،‬‬ ‫وش��قيقتها ج��وى عازف��ة‬ ‫عل��ى الع��ود) ع��ام ‪،2012‬‬ ‫وتش��رّدت إل��ى أن وصل��ت‬ ‫أواخ��ر الع��ام ‪ 2015‬إلى أحد‬ ‫مخيّمات اللجوء في هولندا‪.‬‬ ‫وه��ي اآلن مهتمّ��ة بإيج��اد‬ ‫خل��ط واع بي��ن الموس��يقى‬ ‫العربيّة والتركيّة والغربيّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المحتل‪،‬‬ ‫تتابع أخب��ار وطنها‬ ‫وتتع ّلم على آلة الكمان كآلة‬ ‫رديفة‪ .‬كم هي مرعبة هذه‬ ‫المواهب الس��وريّة ألجهزة‬ ‫النظام‪ ،‬فقط ألنّها تبدع‪.‬‬

‫زيتون عضو الشبكة السورية لإلعالم المطبوع‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.