141

Page 1

‫‪www.facebook.com/ZaitonMagazine | zaiton.mag@gmail.com | www.zaitonmag.com‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة‬ ‫السنة الثالثة | ‪ 15‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫العدد‬

‫‪141‬‬

‫تني �إدلب املجفف‪..‬‬ ‫جتارة رائجة رغم احلرب‬ ‫تصوير‪ :‬وسيم درويش ‪ -‬زيتون‬

‫‪ 14‬قرية حمرومة من التدري�س‬ ‫كلي ًا يف ريف �إدلب‬

‫‪4‬‬

‫خبز �إدلب‪� ..‬أ�سعار مرتفعة رغم‬ ‫زحمة الأفران‬

‫‪12‬‬

‫�صيد الطيور‪ ..‬الهواية التي‬ ‫تكرهها احلرب‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫جمال�س حملية يف �إدلب تف ّعل‬ ‫نظامة اجلباية وحملي خان‬ ‫�شيخون بال خدمات‬ ‫أع��اد المجلس المحلي في‬ ‫ب��ل��دة أرم��ن��از ب��ري��ف إدل��ب‪،‬‬ ‫األس��ب��وع ال��ف��ائ��ت تفعيل‬ ‫مكاتب الجبابة في البلدة‪،‬‬ ‫وف��ق��ت نظم ومعايير قال‬ ‫المجلس إنه سيتّبعها أثناء‬ ‫تحصيل الجباية‪.‬‬ ‫وأوض���ح المجلس أن مبلغ‬ ‫الجباية يقدّر بـ ‪ 1000‬ليرة‬ ‫سورية على أن تُدفع شهرياً‪،‬‬ ‫م��ق��اب��ل خ��دم��ات النظافة‬ ‫ودعم المياه‪ ،‬وخدمات عامة‬ ‫للمدينة‪ ،‬وتشمل البيوت‬ ‫والمحال التجارية في البلدة‪.‬‬ ‫كما أوضح المجلس المحلي‬ ‫لمدينة كفرتخاريم قبل‬ ‫أيام أنه بصدد اعتماد نظام‬ ‫الجباية لتغطية تكاليف‬ ‫خ��دم��ات المياه والنظافة‪،‬‬ ‫مطالباً المعنيين بهذا الشأن‬ ‫بالمشاركة في صياغة عمل‬

‫آلية لتلك الجباية‪ ،‬من أجل‬ ‫دراستها واعتمادها‪ ،‬وذلك‬ ‫بحسب بيان نشره المجلس‬ ‫على فيسبوك‪.‬‬ ‫كما أق��ر المجلس المحلي‬ ‫لمدينة كفرنبل‪ ،‬قبل أيام‪،‬‬ ‫تطبيق مبدأ الجباية بفرض‬ ‫رسوم جديدة على النظافة‬ ‫والمياه والصرف الصحي‪.‬‬ ‫حيث تم اعتماد مبلغ‪/1000/‬‬ ‫ليرة سورية يتم جبايتها من‬ ‫كل منزل‪ ،‬وتوزعت بحسب‬ ‫المجلس المحلي‪ ،‬كما يلي‬ ‫‪ /200/‬ل��ي��رة س��وري��ة لقاء‬ ‫خ��دم��ات النظافة والصرف‬ ‫الصحي و‪ /800/‬ليرة سورة‬ ‫ل��ق��اء رس��م اش��ت��راك مياه‪،‬‬ ‫وأوض����ح ال��س��ي��د مصطفى‬ ‫علي الشيخ رئيس المجلس‬ ‫ال��م��ح��ل��ي أن ه���ذا ال��رس��م‬ ‫رمزي ال يمكنه تغطية ‪%30‬‬

‫من مصاريف النظافة وإن‬ ‫مبلغ جباية ال��م��ي��اه سوف‬ ‫يتم رفعه بما ي��ت��وازى مع‬ ‫مصاريف تشغيل المولدات‬ ‫والمضخات‪ .‬إال أنه تم طرح‬ ‫هذين المبلغين حالياً لخلق‬ ‫نوع من الوعي لدى األهالي‬ ‫بالنسبة لموضوع الجباية‬ ‫وأك���د على ض���رورة تعاون‬ ‫األهالي مع المجلس ليتمكن‬ ‫م��ن االس��ت��م��رار ف��ي تقديم‬ ‫الخدمات‪.‬‬ ‫مضيفا ب��ان جباية رس��وم‬ ‫النظافة قد بدأ بها المجلس‬ ‫بالمحالت التجارية منذ فترة‬ ‫طويلة وأن نسبة تجاوب‬ ‫اص��ح��اب المحال التجارية‬ ‫بلغت ‪ 90‬بالمئة‪.‬‬ ‫إل��ى ذل���ك‪ ،‬أع��ل��ن المجلس‬ ‫المحلي لمدينة خان شيخون‬ ‫بريف إدل��ب الجنوبي عجزه‬ ‫عن تأمين احتياجات النازحين‬ ‫إلى المدينة‪ ،‬وتأمين الخدمات‬ ‫لألهالي‪.‬‬ ‫وفي حديث لـ “زيتون” قال‬ ‫رئيس المجلس المحلي لخان‬ ‫شيخون “أسامة الصيادي”‪:‬‬ ‫إن مدینة خان شیخون في‬ ‫األشھر األخ��ی��رة تعرضت‬

‫بعد داريا‪ ..‬الهامة وقد�سيا �إىل �إدلب تهجري ًا‬

‫وصلت إلى محافظ��ة بإدلب‪،‬‬ ‫فجر الجمع��ة الفائت الجمعة‪،‬‬ ‫دفعة من أهالي بلدتي قدسيا‬ ‫والهامة بريف العاصمة‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف وفد من الهالل األحمر‬ ‫السوري‪ ،‬وذلك ضمن االتفاق‬ ‫المبرم بين قوات األسد ولجان‬ ‫المصالحة في المنطقتين‪.‬‬ ‫وق��ال مراس��ل «زيت��ون» إن‬ ‫ما ال يقل عن ‪ 1500‬ش��خصاً‬ ‫بين مدني وعس��كري وصلوا‬ ‫في الرابع��ة فجراً إل��ى قلعة‬ ‫المضيق‪ ،‬عبر ‪ 30‬حافلة نقل‬ ‫ثم تابعوا طريقهم إلى إدلب‪.‬‬ ‫وأضاف المراس��ل إن من بين‬ ‫الذي��ن وصل��وا حوال��ي ‪600‬‬ ‫مقات��ل يتبع��ون لفصائ��ل‬

‫‪2‬‬

‫المعارض��ة‪ ،‬وج��رى توزي��ع‬ ‫المهجّرين عل��ى مراكز إيواء‬ ‫اثنان منها في إدلب وآخر في‬ ‫بلدة قاح شمالي المحافظة‪.‬‬ ‫وكانت عدّة منظمات إنسانية‬ ‫قد جهّزت وحدتين سكنيتين‬ ‫إلي��واء ع��دد م��ن المقاتلين‬ ‫القادمي��ن م��ع عائالتهم من‬ ‫كال البلدتي��ن وأهمها منظمة‬ ‫بنفسج‪.‬‬ ‫وأوضح��ت المنظم��ة عب��ر‬ ‫صفحته��ا في فيس��بوك «إن‬ ‫منظم��ات إغاثي��ة وجه��ات‬ ‫رس��مية ف��ي مدين��ة إدل��ب‬ ‫انته��ت م��ن تجهي��ز وحدتين‬ ‫س��كنيتين تضم��ان س��بعين‬ ‫غرف��ة‪ ،‬الس��تيعاب ‪350‬‬

‫شخصاً‪ ،‬وبكلفة تجهيز بلغت‬ ‫‪ 20‬ألف دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫عل��ى أن تك��ون ّ‬ ‫كل الغ��رف‬ ‫مجهّ��زة بف��رش وبطاني��ات‬ ‫ومي��اه ومواد غذائية‪ ،‬على أن‬ ‫تتول��ى بنفس��ج تقديم منح‬ ‫مالية وس��ل ً‬ ‫ال غذائية شهرية‬ ‫لكل عائلة‪.‬‬ ‫وكان في اس��تقبال الواصلين‬ ‫م��ن قدس��يا والهامة‪ ،‬حش��د‬ ‫م��ن األهال��ي واإلعالميي��ن‪،‬‬ ‫والنش��طاء‪ ،‬وجرى على الفور‬ ‫نقله��م م��ن قلع��ة المضيق‪،‬‬ ‫باتج��اه إدل��ب‪ ،‬عب��ر حافالت‬ ‫عام��ة وخاص��ة‪ .‬وق��ال أح��د‬ ‫الواصلي��ن من بل��دو الهامة‪،‬‬ ‫وال��ذي فضّ��ل عدم الكش��ف‬ ‫عن اسمه‪ ،‬إن عدداً من أهالي‬ ‫البل��دة قاموا بح��رق منازلهم‬ ‫في الهام��ة قبل رحيلهم‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك أثاث المنزل وبعض‬ ‫المقتني��ات الخاص��ة‪ ،‬حتى ال‬ ‫يتم تعفيش��ها من قبل قوات‬ ‫األسد وميليش��يات تابعة له‪،‬‬ ‫كما حص��ل في ع��دّة بلدات‬ ‫كداريا والوعر‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫وال زال��ت تتعرض للقصف‬ ‫م��ن ق��ب��ل ط��ی��ران عصابة‬ ‫األس��د المجرمة وحلفاءها‪،‬‬ ‫وارتُكبت فیها ع��دة مجازر‬ ‫بحق المدنیین وال زال النظام‬ ‫یستهدف المدینة بين الحین‬ ‫واآلخ���ر‪ ،‬حیث تقع المدینة‬ ‫بمحاذاة جبهة الصراع الدائر‬ ‫ف��ي ری���ف ح��م��اه الشمالي‬ ‫والذي أسفر عن نزوح الكثیر‬ ‫من السكان من ری��ف حماه‬ ‫الشمالي إلى المدینة‪.‬‬ ‫وت��اب��ع‪ :‬أص��ب��ح��ت المدینة‬ ‫مكتظة بالسكان لیزید العدد‬ ‫عن ‪ / 78000 /‬نسمة بین‬ ‫سكان أصلیین ونازحین‪ ،‬وقد‬ ‫وص��ل ال��ن��اس ف��ي المدینة‬ ‫لمرحلة العَوز‪ ،‬وتجاوز الكثیر‬ ‫من السكان خط الفقر‪.‬‬ ‫وأض���اف أي��ض��ا‪ :‬على مدى‬ ‫الستة أشهر الماضية ظهر‬

‫شُحّ كبیر في تقديم الدعم‬ ‫من قِبل المنظمات اإلنسانیة‬ ‫والهیئات اإلغاثیة وإحجام عن‬ ‫دع��م المدینة رغ��م الحاجة‬ ‫الماسة له‪ ،‬مما أدى لتفاقم‬ ‫األوض��اع المعيشية وظهور‬ ‫ال��ح��اج��ة ال��م��اس��ة والملحة‬ ‫لتقديم ال��ح��وائ��ج اليومية‬ ‫والمقومات األساسیة لحیاة‬ ‫السكان من غذاء وطحین و‬ ‫نظافة وأدویة‪..‬‬ ‫وب��دوره قال مكتب اإلحصاء‬ ‫إن عدد السكان األصلیین في‬ ‫المدینة يبلغ حوالي ‪64000‬‬ ‫نسمة وع��دد النازحین في‬ ‫المدینة ح��وال��ي ‪14000‬‬ ‫نازح‪ .‬وبلغ عدد الشهداء في‬ ‫المدینة ‪ 790‬شهید وعدد‬ ‫المعتقلین ‪ 311‬معتقل وعدد‬ ‫األطفال الرضع ‪ 1400‬طفل‬ ‫مقیم ونازح‪.‬‬

‫نادي كفرنبل يت ّوج ببطولة‬ ‫املحبة للكرة الطائرة‬ ‫اختتم��ت في اإلس��بوع الفائت‪،‬‬ ‫فعالي��ات بطول��ة المحبة للكرة‬ ‫الطائ��رة الت��ي أقيم��ت ببل��دة‬ ‫معرشورين بمشاركة ‪ 12‬فريقا‬ ‫ج��رى تقس��يمهم عل��ى ث�لاث‬ ‫مجموعات‪.‬‬ ‫ووصل للمباراة النهائية فريقي‬ ‫“كفرنبل – معرتحرمة” وانتهت‬ ‫المباراة لصال��ح فريق كفرنبل‬ ‫بواق��ع ‪ 3‬أش��واط لش��وط واحد‬ ‫ليتوج بكأس البطولة‪.‬‬ ‫وق��ال مراس��ل زيت��ون ‪ :‬إن‬ ‫مب��اراة الخت��ام حضرها رئيس‬ ‫االتحاد الس��وري للكرة الطائرة‬

‫“ماهر عل��وان” وأعضاء مجلس‬ ‫ادارة االتح��اد الس��وري وع��دد‬ ‫من رؤوس��اء الفرق المش��اركة‪،‬‬ ‫إضاف��ة لحش��د جماهي��ري من‬ ‫مختل��ف مناط��ق ري��ف إدل��ب‬ ‫الذين اش��علوا الملعب بهتافهم‬ ‫وحماسهم‪.‬‬ ‫وجرى في خت��ام المباراة توزيع‬ ‫الجوائ��ز عل��ى الف��رق الفائ��زة‬ ‫وتتوي��ج فري��ق كفرنبل بكأس‬ ‫البطولة‪.‬‬ ‫ونال الالعب “عبدو النافع” الذي‬ ‫يلعب لفريق كفرس��جنة جائزة‬ ‫أفضل العب بالبطولة‪.‬‬


‫زيتون أخضر‬

‫افتتاح مركز لتدريب وت�أهيل عنا�صر ال�شرطة احلرة بريف �إدلب‬ ‫افتت��ح ف��ي ري��ف إدل��ب‪،‬‬ ‫األس��بوع الفائ��ت‪ ،‬مرك��ز‬ ‫لتدري��ب الش��رطة الح��رّة‪،‬‬ ‫نظراً لصعوب��ة التنقل وعناء‬ ‫الس��فر م��ن وإل��ى الح��دود‬ ‫الس��ورية التركي��ة للخضوع‬ ‫لدورة تدريب وتأهيل عناصر‬ ‫الش��رطة الحرة ضمن مراكز‬ ‫التدري��ب التي كانت مقتصرة‬ ‫عل��ى الح��دود الس��ورية‬ ‫التركي��ة‪ ،‬وه��و األول بري��ف‬ ‫إدلب الجنوبي المحرر‪.‬‬ ‫وأوض��ح مدير مرك��ز تدريب‬ ‫الش��رطة الح��رة المحدث في‬ ‫ريف ادل��ب الجنوبي‪ ،‬رمضان‬ ‫حميدو‪ ،‬أنهم يسعون لتخريج‬ ‫الدورة األول��ى والتي خضعت‬ ‫ل��دورة التدري��ب والتأهي��ل‬ ‫والتي أن اس��تمرت لعدة أيام‪،‬‬ ‫مضيف��اً‪ :‬تض��مّ كل دورة‬ ‫تدري��ب وتأهيل ثالثين (‪)30‬‬ ‫عنص��راً م��ن عناص��ر مخافر‬ ‫الش��رطة الحرة المنتشرة في‬ ‫المنطق��ة‪ ،‬وسنس��تقبل ف��ي‬ ‫كل أسبوع دورة جديدة بحيث‬ ‫تكون مدة كل دورة ستة أيام‬ ‫متواصلة‪.‬‬ ‫وحول المحاض��رات التي يتم‬ ‫إعطائه��ا ق��ال‪ :‬ش��ارك ف��ي‬

‫المحاض��رات الت��ي تعط��ى‬ ‫للدورة األولى عدة محاضرين‬ ‫منه��م أطب��اء ااقتص��رت‬ ‫محاضراتهم عل��ى معلومات‬ ‫إس��عافات أولي��ة لعناص��ر‬ ‫الش��رطة الحرة ليتمكنوا من‬ ‫التعامل مع االس��عافات‪ ،‬كما‬ ‫شارك في إعطاء المحاضرات‬ ‫لعناصر الشرطة الحرة ضباط‬ ‫من ضمن كادر مركز التدريب‬ ‫والتأهي��ل التاب��ع لقي��ادة‬ ‫الش��رطة الح��رة بمحافظ��ة‬ ‫إدل��ب والت��ي تمح��ورت تلك‬ ‫المحاضرات ح��ول المعلومات‬ ‫الش��رطية في أغلب عناوينها‬ ‫وتشعباتها‪.‬‬ ‫ب��دوره تحدث رئي��س مكتب‬ ‫التدري��ب والتأهيل في قيادة‬ ‫ش��رطة ادلب الح��رة المقدّم‬ ‫أحمد دروي��ش‪ :‬نقوم بإعطاء‬ ‫المتدربي��ن معلوم��ات كاملة‬ ‫ومتكاملة وسنقوم باستقبال‬ ‫دورات الحق��ة‪ ،‬وتمح��ورت‬ ‫المحاض��رات الت��ي قدمناه��ا‬ ‫ح��ول ع��دة مواضي��ع كإدارة‬ ‫مس��رح الجريم��ة وحق��وق‬ ‫اإلنسان واإلس��عافات األولية‬ ‫العملي��ة والنظري��ة وكيفي��ة‬ ‫كتاب��ة الضب��وط ومكافح��ة‬

‫المخدرات ودور الش��رطة في‬ ‫المجتم��ع وكيفي��ة التواصل‪،‬‬ ‫وس��تكون هناك م��واد أخرى‬ ‫سوف نقدّمها لهؤالء العناصر‬ ‫ضم��ن دورات أخ��رى بحي��ث‬ ‫تكتم��ل المعلوم��ات عن��د‬ ‫عناص��ر قي��ادة ش��رطة ادلب‬ ‫الحرة‪.‬‬ ‫وفي حدي��ث لـ (زيت��ون) قال‬ ‫الش��رطي أب��و أحم��د‪ ،‬وه��و‬ ‫أحد عناص��ر الش��رطة الحرة‬ ‫بمحافظ��ة ادل��ب ممن حضر‬ ‫الدورة لل��دورة‪ :‬حضرت هذه‬ ‫الدورة التي اس��تمرت لس��تة‬ ‫أيام‪ ،‬استفدنا كثيراً من الدورة‬ ‫ف��ي األمور الحياتي��ة واألمور‬ ‫التنظيمي��ة الت��ي تخ��صّ‬ ‫الس��لك كتنظي��م الضب��وط‬ ‫وكش��ف الجريم��ة ومكافح��ة‬ ‫وكش��ف المخدرات كما تلقينا‬ ‫محاض��رات ولق��اءات ف��ي‬ ‫اإلس��عافات األولي��ة‪ ،‬ونتمنى‬ ‫أن ت��دوم ه��ذه ال��دورات في‬ ‫الداخل المحرر فهي تفيد في‬ ‫الحياة المدنية والعملية ‪.‬‬ ‫وف��ي الوق��ت ال��ذي يتط��ور‬ ‫في��ه عم��ل الش��رطة الح��رة‬ ‫ف��ي محافظ��ة إدل��ب ال تزال‬ ‫مدينة كفرنب��ل‪ ،‬في الجنوب‬

‫الغرب��ي للمحافظة دون جهاز‬ ‫ش��رطة ّ‬ ‫ينظم عمل المدينة‪،‬‬ ‫وتتواص��ل ن��داءات األهال��ي‬ ‫مطالبي��ن بع��ودة المخف��ر‬ ‫لعمله الس��ابق بعدم��ا أألغة‬ ‫تنظيم جند األقصى المخفر‪،‬‬ ‫واس��تولى عل��ى محتويات��ه‬ ‫مطلع العام الفائت‪.‬‬ ‫وع��ن آلي��ة عملهم الس��ابق‪،‬‬ ‫يقول أب��و محمد‪ ،‬أحد عناصر‬ ‫المخف��ر الس��ابق‪ :‬عملنا كان‬ ‫تنظي��م المدينة م��ن الناحية‬ ‫األمني��ة وتنظي��م الس��ير‬ ‫واالزدح��ام وتلقي الش��كاوي‬ ‫من المواطنين والرقابة على‬

‫األس��عار والحرك��ة التجاري��ة‬ ‫بش��كل ع��ام مث��ل األف��ران‬ ‫ومراكز بي��ع اللحوم وغيرها‪،‬‬ ‫فه��ذه األم��ور ال تس��تطيع‬ ‫الفصائ��ل العس��كرية توليها‬ ‫وال تمل��ك الخب��رة ف��ي ذلك‬ ‫أساساً‪.‬‬ ‫وكانت ش��رطة إدل��ب الحرّة‬ ‫قد افتتحت في وقت س��ابق‪،‬‬ ‫مكتب��اً لألدل��ة الجنائي��ة‪،‬‬ ‫وال��ذي درّب��ت في��ه ع��دداً‬ ‫م��ن عناصره��ا‪ ،‬عل��ى نطاق‬ ‫ضيّق حول آلي��ة التعامل مع‬ ‫الجريمة‪ ،‬وطرائق كشفها‪.‬‬

‫�أزمة تعليم يف خميمات �أطمة‪ ..‬خم�س مدار�س بال دعم‬ ‫مع دخول عام دراسي جديد‬ ‫على الطالب الس��وريين في‬ ‫مخيم��ات اللج��وء وفي ظل‬ ‫قل��ة الدع��م الم��ادي ال��ذي‬ ‫لم يوف��ر جانباً م��ن جوانب‬ ‫الحي��اة إال أ ّثر علي��ه‪ ،‬مخلفاً‬ ‫وراءه أزم��ات عديدة ترتبط‬ ‫بأدق تفاصيل حياة السوري‬ ‫وكان التعلي��م من أبرز تلك‬ ‫الجوانب‪ ،‬ومع قساوة اللجوء‬ ‫والبع��د ع��ن األه��ل والدار‬ ‫تأت��ي أزم��ة التعليم لتضاف‬ ‫ألزمات شتى يعيشها الالجئ‬ ‫الس��وري ف��ي مخي��م أطمة‬ ‫بريف إدلب الشمالي‪.‬‬ ‫يق��ول مدير مكت��ب التعليم‬ ‫ف��ي القاط��ع الش��مالي‬ ‫للمخيم‪ ،‬أحمد اليوسف‪ ،‬في‬ ‫حديث لـ «زيتون»‪:‬‬ ‫نعان��ي م��ن قل��ة مادي��ة‬ ‫كبيرة ف��ي مج��ال التعليم‪،‬‬ ‫فالمدرس��ون ال يتقاض��ون‬ ‫مرت��ب ش��هري منذ أكثر‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬

‫م��ن س��نة‪ ،‬والط�لاب قد‬ ‫انتهوا من الشهر الدراسي‬ ‫األول وإل��ى اآلن ب��دون‬ ‫كت��ب مدرس��ية‪ ،‬ونح��ن‬ ‫ننس��ق في ه��ذا الش��أن‬ ‫م��ع مديري��ة التربية ومع‬ ‫إدارة المهجري��ن ووعدونا‬ ‫بكمية جدي��دة من الكتب‬ ‫لك��ن ل�لآن ل��م تص��ل‪،‬‬ ‫ولكن وصلتنا كمية قليلة‬ ‫ال تكف��ي الحاج��ة أب��داً‬ ‫باإلضافة لكتب من السنة‬ ‫الماضي��ة‪ .‬وأوض��ح أن‬ ‫القاطع الش��مالي للمخيم‬ ‫يضمّ ‪ 9‬م��دارس تدرّس‬ ‫كامل المراحل الدراسية‪.‬‬ ‫فيما ّ‬ ‫أكد أحمد العمر‪ ،‬وهو‬ ‫إداري في المخيم أن ما ال‬ ‫ّ‬ ‫يقل عن ‪ 5‬مدارس تعاني‬ ‫من انع��دام نهائي للدعم‬ ‫وقد يؤدي ذلك مس��تقب ً‬ ‫ال‬ ‫إلغالقه��ا ف��ي ح��ال ل��م‬ ‫يتوف��ر الدع��م المادي لها‬

‫بأقرب وق��ت‪ ،‬والمدرس��ون‬ ‫عل��ى رأس عمله��م ف��ي‬ ‫مدارسهم كمتطوعين ويبلغ‬ ‫عدده��م ‪ 75‬معلماً متطوعاً‬ ‫منذ أكثر من سنة ومنهم من‬ ‫تطوع��وا مؤخراً في س��بيل‬ ‫إكمال العملية التعليمية في‬ ‫المخي��م‪ ،‬في حي��ن أن أكثر‬ ‫من ‪ 1500‬طالب من مختلف‬

‫المراحل الدراسية بدون كتب‪،‬‬ ‫مضيفاً أن التكاليف الدراس��ية‬ ‫م��ن قرطاس��ية وتجهي��زات‬ ‫للطالب ّ‬ ‫شكلت عبئاً كبيراً على‬ ‫األهالي وخاصة ف��ي الظروف‬ ‫الصعب��ة الت��ي يعيش��وها‪،‬‬ ‫مما دف��ع الكثير منه��م لترك‬ ‫مدارس��هم والعمل لمس��اعدة‬ ‫أهلهم وبحال لو توفرت مجاناً‬

‫لكان الكثير من الطالب اآلن‬ ‫على مقاعد الدراسة‪.‬‬ ‫ب��ركات األحم��د‪ ،‬م��درس‬ ‫متط��وع من الع��ام الماضي‬ ‫يق��ول‪ :‬سنس��تمر رغ��م‬ ‫الظ��روف الصعب��ة الت��ي‬ ‫نعيشها فهؤالء األطفال هم‬ ‫أوالدنا أو ً‬ ‫ال وأخ��راً وال يمكن‬ ‫تركهم من دون تعليم‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪3‬‬


‫مراسلون‬

‫‪ 14‬قرية حمرومة من التدري�س كل ّي ًا يف ريف �إدلب‬ ‫أكثر ‪ 14‬قرية معطل فيها التعليم كليا ‪ ،‬مبينا أنه يمكن سد‬ ‫هذا العجز بتغطية مالية وإن لم يكن فبجهود محلية وتطوعية‬ ‫من معلمين فصلهم النظام أو طالب الجامعات الذين لم‬ ‫يكملوا دراستهم‬

‫عز الدين زكور‬ ‫تواج��ه العملية التعليمية في‬ ‫ريف إدل��ب مش��اكل عديدة‪،‬‬ ‫بعد ش��هر على انطالق العام‬ ‫الدراس��ي الجدي��د‪ ،‬وأهمه��ا‬ ‫نق��ص الك��وادر التدريس��ية‬ ‫ونقص الكتب‪ ،‬إضافة للحالة‬ ‫االقتصادي��ة الصعب��ة الت��ي‬ ‫يعيش��ها معظ��م األهال��ي‪،‬‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن القلق اليومي الذي‬ ‫يستشعره الناس ككل‪ ،‬خوفاً‬ ‫من اس��تهداف مفاجئ إلحدى‬ ‫المدارس‪.‬‬ ‫وفي حديث لـ «زيتون» يقول‬ ‫مدير التجمع التربوي لمنطقة‬ ‫إدل��ب‪ ،‬محمد الحس��ين‪ :‬أهم‬ ‫وأخط��ر مش��كلة نعان��ي في‬ ‫المحافظ��ة ككل هي النقص‬ ‫الح��اد في الكتاب المدرس��ي‬ ‫على مستوى كبير‪ ،‬حيث عمد‬

‫النظام إلرس��ال كميات قليلة‬ ‫ج��داً للمدارس الت��ي ال زالت‬ ‫على م�لاك وزارة التربية في‬ ‫حكومت��ه‪ ،‬وحت��ى ال تغط��ي‬ ‫‪ 10%‬م��ن نس��بة الط�لاب‪،‬‬ ‫باإلضاف��ة أن ه��ذه الس��نة‬ ‫ل��م تُطب��ع أي نس��خ جديدة‬ ‫ولم يص��ل لنا م��ن الحكومة‬ ‫المؤقت��ة إال دفع��ات ضئيل��ة‬ ‫من الس��نة الماضية كانت قد‬ ‫قدمت لنا من هيئات تعليمية‬ ‫تكفل��ت بطباعتها وبإش��راف‬ ‫م��ن الحكومة المؤقتة لكن ال‬ ‫تس��د في الوقت تنفسه أكثر‬ ‫‪ 10%‬م��ن حاج��ة الم��دراس‬ ‫الس��تيعاب طالبه��ا‪ ،‬فلجأن��ا‬ ‫للكت��اب ''الم��دور'' وحت��ى‬ ‫للصف األول الذي يمنع ضمن‬ ‫المعايير التعليمية أن يدرس‬

‫أطفال في‬ ‫ريف ادلب‬

‫في كتاب مدور‪.‬‬ ‫وحول آلية التدريس والمنهاج‬ ‫ق��ال الحس��ين‪ :‬بالنس��بة‬ ‫للمناهج ه��ي ذاتها المناهج‬ ‫الس��ابقة م��ع ح��ذف بقاي��ا‬ ‫النظ��ام من النس��خ الجديدة‬ ‫التي طبعتها هيئات تعليمية‬ ‫ثوري��ة‪ ،‬ويتضمّ��ن الح��ذف‬ ‫بعض األم��ور الت��ي تتحدث‬ ‫ع��ن أمج��اد حاف��ظ األس��د‬ ‫وغيرها‪ ،‬والتي ما ّ‬ ‫مل النظام‬ ‫أن يحشونا بها مع كل منهاج‬

‫دراسي‪ ،‬حتى مراحل متأخرة‬ ‫من الدراسة‪.‬‬ ‫ووفق��اً إلحصائي��ة ش��به‬ ‫دقيق��ة‪ ،‬تحدث عنه��ا مجمّع‬ ‫إدل��ب‪ ،‬يوجد أكث��ر من ‪340‬‬ ‫مدرسة تابعة للمجمّع‪ ،‬فيها‬ ‫أكث��ر م��ن ‪ 6000‬وظيفة من‬ ‫مدرس��ين وإداريي��ن‪ ،‬يتاب��ع‬ ‫الحس��ين‪ :‬ولك��ن نعان��ي من‬ ‫عج��ز في أكثر م��ن ‪ % 50‬من‬ ‫تلك األع��داد‪ ،‬خصوص��اً وأن‬ ‫النظ��ام يغطي أق��ل من ‪40‬‬

‫‪ %‬من الم��دارس التي ال زالت‬ ‫تتب��ع ل��ه‪ ،‬والتربي��ة الح��رّة‬ ‫عيّنت ما يقارب ‪ 644‬وظيفة‬ ‫ضمن م��دارس منطقة إدلب‬ ‫وأما المنظمات فهي تش��رف‬ ‫عل��ى ما يقارب ‪ 17‬مدرس��ة‪،‬‬ ‫ليبقى العجز لما يقارب ‪2000‬‬ ‫وظيف��ة وه��ذا فق��ط ضمن‬ ‫مدارس التجم��ع في منطقة‬ ‫إدلب‪.‬‬

‫�شتاء ومو�سم مدار�س حمفوف بالغالء يف ريف �إدلب‬ ‫وئام محمد‬ ‫تعيش األس��رة السورية منذ‬ ‫بداية الثورة أوضاعاً إنسانية‬ ‫واقتصادي��ة متردي��ة‪ ،‬تزداد‬ ‫س��و ًء يوماً بعد ي��وم في ّ‬ ‫ظل‬ ‫االرتف��اع المتواصل ألس��عار‬ ‫الم��واد الغذائية واألساس��ية‬ ‫للمعيش��ة‪ ،‬وم��ع ب��دء الع��ام‬ ‫الدراس��ي واقت��راب فص��ل‬ ‫الشتاء‪ ،‬تزداد هموم األهالي‬ ‫وتتفاقم األزم��ة االقتصادية‬ ‫في منازلهم‪.‬‬ ‫أم أحم��د‪ ،‬س��يدة تعيش في‬ ‫مدينة إدلب ولديها ‪ 3‬أطفال‪،‬‬ ‫أكبرهم في الثانية عشر من‬ ‫عمره‪ ،‬تقول‪ :‬تحتاج أس��رتي‬ ‫يومياً نح��و ‪ 500‬لي��رة‪ ،‬ذلك‬ ‫قب��ل اقت��راب الش��تاء فكيف‬ ‫م��ع قدوم��ه وارتفاع أس��عار‬ ‫المحروق��ات إن وُج��دت‪،‬‬ ‫وارتف��اع س��عر الحط��ب‪.‬‬ ‫وتضي��ف‪ :‬ال يخف��ى على أحد‬ ‫في سوريا التكاليف المترتبة‬ ‫عل��ى العائلة مع انتهاء فصل‬ ‫الصي��ف وافتتاح الم��دارس‪،‬‬ ‫وحدها أثقلت كاهلنا وترتّبت‬ ‫على عائلتن��ا التزامات مالية‬ ‫ليست بالقليلة‪.‬‬ ‫ف��ي حين يق��ول أب��و عالء‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫م��ن ري��ف المحافظ��ة ولديه‬ ‫‪ 5‬أوالد‪ :‬ف��ي الري��ف ت��زداد‬ ‫المعان��اة ويصب��ح الحص��ول‬ ‫على المواد األساسية أصعب‪،‬‬ ‫والتكالي��ف أعلى مم��ا يجعل‬ ‫األس��عار أعل��ى منه��ا ف��ي‬ ‫المدينة‪ ،‬فثم��ن ربطة الخبز‬ ‫الت��ي تحتوي عل��ى ‪ 8‬أرغفة‪،‬‬ ‫وال تكفي لقوت عائلة صغيرة‬ ‫ليوم واح��د‪ 160 ،‬ليرة‪ ،‬وثمن‬ ‫الحقيب��ة المدرس��ية يت��راوح‬ ‫م��ا بي��ن ‪ 1000‬إل��ى ‪2500‬‬ ‫لي��رة‪ ،‬والدفات��ر واألق�لام‬ ‫والمس��تلزمات المدرس��ية‬ ‫تك ّلف على أقل تقدير ‪3500‬‬ ‫ليرة‪.‬‬ ‫ويضي��ف ممتعض��اً‪ :‬ونح��ن‬ ‫مقبل��ون على فصل الش��تاء‬ ‫حيث البرد الق��ارس‪ ،‬والمواد‬ ‫الالزم��ة لتدفئة ش��هر تعادل‬ ‫وحده��ا ميزانية ع��ام كامل‬ ‫إذا ما اس��تثنينا منه ميزانية‬ ‫الشتاء‪.‬‬ ‫أم��ا أب��و فه��د م��ن س��كان‬ ‫مخيم��ات أطم��ة‪ ،‬ولدي��ه‬ ‫‪ 6‬أبن��اء منه��م ‪ 3‬ف��ي س��ن‬ ‫الدراس��ة وطفل��ة رضيع��ة‬ ‫فيقول‪ :‬بينم��ا تلجأ العائالت‬ ‫ف��ي المخيم��ات إل��ى المواد‬

‫التمويني��ة التي تحصل على‬ ‫معظمها من السالل الغذائية‬ ‫المقدم��ة لها م��ن المنظمات‬ ‫والجمعي��ات اإلغاثية‪ ،‬وتق ّلل‬ ‫من الخضراوات وتكاد تنسى‬ ‫الفاكه��ة‪ ،‬تعوّض ب��ل تزيد‬ ‫الع��بء الم��اديّ عليه��ا أمور‬ ‫أخ��رى أعلى تكلف��ة وأصعب‬ ‫تحصي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬الطقس أشد برودة‪،‬‬ ‫مم��ا يجعل��ك تحت��اج إل��ى‬ ‫مزي��د من الوق��ود واألغطية‬ ‫والمالب��س‪ ،‬خصوص��اً م��ع‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫الوح��ل وم��ع خي��م تعليمية‬ ‫لألطفال (ال تقي برداً وال حراً)‬ ‫عوضاً عن ج��دران المدارس‪،‬‬ ‫واألم��ر نفس��ه ينطب��ق على‬ ‫المنازل‪.‬‬ ‫من جانبه قدّر أبو محمد‪ ،‬من‬ ‫سكان جسر الشغور‪ ،‬متوسط‬ ‫ميزانية ش��هر تشرين الثاني‬ ‫القادم لعائلة متوس��طة من‬ ‫حيث العدد والمعيش��ة‪ ،‬بنحو‬ ‫‪ 200‬أل��ف ليرة‪ ،‬ما بين تكلفة‬ ‫الم��ازوت أو الحط��ب أو الغاز‬ ‫حسب ما يتوفر في المنطقة‬

‫حينها‪ ،‬وما بين الغذاء والدواء‬ ‫الذي ت��زداد الحاجة إليه أيضاً‬ ‫ف��ي ه��ذا الفص��ل‪ ،‬وتحديداً‬ ‫أدوية الرش��ح والسعال وآالم‬ ‫البطن وما ش��ابه ذل��ك‪ ،‬إلى‬ ‫تكلف��ة المالب��س الش��توية‪،‬‬ ‫واألمور األخرى‪.‬‬ ‫ويعقّب‪ :‬من أين للعائلة التي‬ ‫ليس لها معي��ل بتحمل تلك‬ ‫النفقات‪ ،‬إذا كان��ت العائالت‬ ‫التي لديها أبناء ش��بان تصل‬ ‫أحياناً إلى مرحل��ة من العجز‬ ‫المادي‪.‬‬

‫صورة من اسواق ريف ادلب ‪ -‬كفرنبل‬


‫مراسلون‬

‫وحدة مياه �سراقب‪:‬‬ ‫ن�سعى كي ي�شرب اجلميع ونرف�ض املح�سوبيات‬ ‫غياث فريد‬ ‫يتصدر انقط��اع المياه قائمة‬ ‫المش��كالت التي يعاني منها‬ ‫س��كان مدينة س��راقب بريف‬ ‫إدل��ب‪ ،‬نتيج��ة انقط��اع مياه‬ ‫الش��رب الرئيس��ية القادم��ة‬ ‫م��ن المضخ��ات الت��ي كانت‬ ‫تديرها دوائ��ر النظام‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عن الدمار الذي لحق ببعضها‬ ‫اآلخ��ر نتيجة اس��تهدافها من‬ ‫الطي��ران الحرب��ي‪ ،‬مماجعل‬ ‫الس��كان يعتم��دون بش��كل‬ ‫ك ّل��ي على مياه اآلبار وش��راء‬ ‫الصهاريج التي باتت المصدر‬ ‫الوحي��د ألكث��ر م��ن ‪ 90%‬من‬ ‫س��كان المدينة وال��ذي يكلف‬ ‫الكثير ‪.‬‬ ‫وتحدث المس��ؤول عن وحدة‬ ‫مياه س��راقب يحي��ى الخضر‬ ‫لـ «زيت��ون» عن أزم��ة المياه‬ ‫والحلول المقترحة ‪:‬وحدة مياه‬ ‫سراقب لها آلية معينة بشكل‬

‫عام حيث تقوم بتأمين المياه‬ ‫لس��كان البلدة‪،‬لك��ن في ّ‬ ‫ظل‬ ‫الظروف الحالي��ة وحدة المياه‬ ‫تعاني من بعض اإلش��كاليات‬ ‫أو العج��ز المقص��ود (تأمي��ن‬ ‫القيم��ة التش��غيلية لث�لاث‬ ‫محط��ات ضخ)ومن��ذ فت��رة‬ ‫كان الغطاء المادي مس��ؤولية‬ ‫المجل��س المحل��ي حي��ث‬ ‫كان يق��وم بتغطي��ة القيم��ة‬ ‫التش��غيلية وهي ليست مبلغ‬ ‫قلي��ل‪ ،‬حي��ث بلغ��ت تكلف��ة‬ ‫األش��هر الراب��ع والخام��س‬ ‫والس��ادس ملي��ون ونص��ف‬ ‫مصروف ديزل وزيوت‪.‬‬ ‫وأض��اف الخض��ر‪ :‬ف��ي تاريخ‬ ‫‪ 2016/7/1‬ت��م من��ح‬ ‫االس��تقاللية لوح��دة مي��اه‬ ‫سراقب عن المجلس المحلي‬ ‫لتصبح الوح��دة إدارة مدنية‪،‬‬ ‫واليوج��د مورد مال��ي لوحدة‬

‫المي��اه إال عم��ل واح��د وه��و‬ ‫الجباي��ة والتبرع��ات م��ن‬ ‫الس��كان‪ ،‬والحاج��ة لض��خّ‬ ‫أربع مرات في الش��هر بس��عر‬ ‫الديزل المتغي��ر نحتاج عمليا‬ ‫إل��ى مليوني لي��رة للضخّفي‬ ‫كل م��رة م��ع قيم��ة الزيوت‪،‬‬ ‫ه��ذا يعن��ي أنن��ا نحت��اج‬ ‫إل��ى ‪ 8‬ملي��ون ألرب��ع م��رات‬ ‫ضخّ‪،‬وأطلقنا منذ فترة حملة‬ ‫تبرعات في الداخ��ل والخارج‬ ‫وفرضنا رس��م الجباية ‪1500‬‬ ‫ليرة س��ورية‪ ،‬على الس��كان‪،‬‬ ‫وتم تجهي��ز محطتي��ن كانتا‬ ‫خ��ارج الخدمة وبع��د الجباية‬ ‫وبعض التبرع��ات من األخوة‬ ‫المغتربي��ن حصلنا على مبلغ‬ ‫مليوني��ن وتس��عمئة وثالثة‬ ‫وثمانون ألف ليرة سورية‪.‬‬ ‫ون��وّه إل��ى أن المبلغ المجني‬ ‫أُعي��د إل��ى األهالي لس��ببين‬ ‫رئيس��يين‪ :‬أولمها ‪ -‬النرضى‬ ‫أن يش��رب أح��د على حس��اب‬ ‫اآلخر حيث هناك الكثير ممن‬

‫ل��م يدف��ع‪ ،‬والثان��ي ‪-‬لتعزيز‬ ‫الثقة بي��ن المواط��ن ووحدة‬ ‫المياه كونها وحدة مس��تقلة‪،‬‬ ‫ليس لها أي ارتباط البمجلس‬ ‫محلي وال مجلس ش��ورى وال‬ ‫أي جهة أخرى‪.‬‬ ‫وخت��م الخضر حديثه بالقول‪:‬‬ ‫الق��ادم يدع��و للتف��اؤل نحن‬ ‫لدين��ا حملة تبرع��ات بتاريخ‬ ‫‪ 2016/9/24‬وأنا متفائل جداً‬

‫في زي��ادة المبل��غ وأن هناك‬ ‫حديث عن عودة خط التفريغ‬ ‫بمس��اعي قيادة جيش الفتح‬ ‫إل��ى محافظ��ة إدل��ب وريفها‬ ‫خالل األسبوع القادم‪ ،‬ووحدة‬ ‫مياه س��راقب ليس��ت لنا إنما‬ ‫ه��ي ل��كل ش��خص موج��ود‬ ‫ف��ي س��راقب فجميعن��ا ف��ي‬ ‫تشاركية في هذه المؤسسة‪.‬‬

‫نادي �سراقب الريا�ضي‪..‬‬ ‫م�شاركات وبطوالت حملية رغم الق�صف‬ ‫تعتب��ر الرياض��ة أحد أهم‬ ‫النش��اطات الت��ي يتمك��ن‬ ‫م��ن خالله��ا ش��باب ريف‬ ‫إدلب إيجاد فسحة حقيقية‬ ‫يمارس��ون فيها هواياتهم‬ ‫دون أي��ة معوق��ات‪،‬‬ ‫باس��تثناء القصف‪ ،‬ونظراً‬ ‫لزيادة النش��اط الرياضي‪،‬‬ ‫جرى إعادة هيكلة األندية‬ ‫الرياضي��ة ف��ي المناط��ق‬ ‫المحررة‪.‬‬ ‫ن��ادي س��راقب الرياضي‪،‬‬ ‫وال��ذي كان يعتب��ر م��ن‬ ‫أه��م األندي��ة الرياضي��ة‬ ‫ف��ي محافظ��ة إدل��ب‪،‬‬ ‫وال��ذي ع��اد للحضور على‬ ‫الساحة الرياضية المحلية‪،‬‬ ‫وينش��ط ف��ي ك��رة القدم‬ ‫وكرة الطاولة والشطرنج‪.‬‬ ‫وق��ال اإلداري المش��رف‬ ‫على األلعاب الجماعية في‬ ‫نادي سراقب‪ ،‬قاسم العزو‬ ‫ف��ي حدي��ث ل��ـ «زيتون»‪:‬‬ ‫لدين��ا فريق الرج��ال لكرة‬

‫الق��دم وهو طور التأس��يس‬ ‫من أجل دوري الدرجة األولى‬ ‫الذي س��يقام ف��ي المناطق‬ ‫المح��ررة‪ ،‬بع��د تأهلن��ا من‬ ‫الدور التصنيفي الذي يشمل‬ ‫جمي��ع الف��رق المنتس��بة‬ ‫لإلتحاد الرياضي الحر‪.‬‬ ‫وأوضح العزو أن النادي حالياً‬ ‫يش��ارك ف��ي دورة الش��هيد‬ ‫أن��س طعمة لكرة القدم في‬ ‫معرة النعمان‪ ،‬ولدينا فئتين‬ ‫للرجال والناش��ئين في لعبة‬ ‫ك��رة الطاولة تحت إش��راف‬ ‫عبد الكريم درويش ومدرب‬ ‫اللعب��ة الالع��ب الس��ابق‬ ‫لنادي س��راقب عبد الس�لام‬ ‫س��ماق‪ .‬ونق��وم بتنش��يط‬ ‫اللعب��ة لنكون س��باقين في‬ ‫أي نش��اط عل��ى مس��توى‬ ‫المناطق المحررة‪.‬‬ ‫وفيما يخصّ لعبة الشطرنج‬ ‫قال العزو‪ :‬ت��م اإلعالن عن‬ ‫بطول��ة س��راقب المفتوحة‬ ‫وكنا دائماً نأج��ل البطوالت‬

‫بس��بب حملة الطيران على‬ ‫المدينة‪ ،‬وس��يتم تنشيطها‬ ‫في المستقبل القريب‪.‬‬ ‫وب��دوره ق��ال عض��و النادي‬ ‫لأللع��اب الجماعي��ة ومدرب‬ ‫فئة الش��باب‪ ،‬عم��اد خليل‪:‬‬ ‫المساهمة في كل المحافل‬ ‫الكروي��ة المحلي��ة أو‬ ‫النشاطات الشعبية ضروري‪،‬‬

‫ونح��ن ش��اركنا ف��ي دورة‬ ‫المج��د الحالي��ة الت��ي تقام‬ ‫في ملع��ب المجد بس��راقب‬ ‫ويش��ارك فيه��ا ‪ 18‬فري��ق‬ ‫م��ن س��راقب وريفه��ا ف��ي‬ ‫خطوة إلعادة بن��اء الرياضة‬ ‫ف��ي البلد وتخفي��ف الضغط‬ ‫النفس��ي عن الناس بس��بب‬ ‫القصف‪.‬‬

‫وتشارك أغلب أندية إدلب‬ ‫المحلي��ة ف��ي بط��والت‬ ‫ودوري��ات مصغّ��رة على‬ ‫مس��توى المناطق‪ ،‬والتي‬ ‫يق��وم عل��ى بعضه��ا‬ ‫رياضيون بشكل شخصي‪،‬‬ ‫وهئي��ة الرياض��ة العام��ة‬ ‫بإدلب‪.‬‬

‫منتخب رجال سراقب في دورة الشهيد أنس طعمة‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪5‬‬


‫مراسلون‬

‫تني �إدلب املجفف يغيرّ وجهته من م�صر �إىل �أملانيا‬ ‫يتميز تين إدلب المجفف بنكهته الخاصة التي أكسبته شهرة‬ ‫واسعة على المستويين المحلي والعربي‪ ،‬وتشتهر محافظة‬ ‫إدلب بزراعة التين والذي يعتبر من أهم المواسم الزراعية‬ ‫في المحافظة‪ ،‬وهو من الفاكهة المحببة لكثير من الشعوب‪،‬‬ ‫وانتشرت هذه الزراعة منذ القدم‪ ،‬إذ يعتبر موسم التين موسماً‬ ‫اقتصادياً يعود بمبالغ مالية جيدة على المزارعين والتجار‪.‬‬ ‫وتتعدد صناعاته بين المربيات والتين المج ّفف‪.‬‬

‫محمد أبو الجود‬ ‫وف��ي الس��نوات االخي��رة‬ ‫توس��عت زراع��ة التين دون‬ ‫س��واها‪ ،‬ألن ش��جرة التي��ن‬ ‫س��ريعة اإلنتاج‪ ،‬وموس��مها‬ ‫هو األفضل نظراً النخفاض‬ ‫تكالي��ف زراعته��ا وس��هولة‬ ‫قطافها ومردودها الكبير‪.‬‬ ‫وغ��دت تج��ارة التي��ن م��ن‬ ‫المهن المنتشرة التي تؤمّن‬ ‫مورداً لمن يعمل بها‪ ،‬فباتت‬ ‫أس��واق ري��ف ادل��ب أش��به‬ ‫بمستودعات ومحال تجارية‬ ‫مخصصة لبيع وشراء التين‪.‬‬ ‫يق��ول أبو الخي��ر‪ ،‬وهو تاجر‬ ‫تين من ريف معرة النعمان‪:‬‬ ‫خالل موس��م القطاف يقوم‬ ‫المزارع��ون بط��رح ج��زء‬ ‫م��ن محصوله��م «األخض��ر‬ ‫الطازج» في األس��واق ليباع‬ ‫كفاكه��ة خض��راء‪ ،‬و يت��م‬ ‫تسويقه محلياً داخل أسواق‬ ‫المحافظ��ة ونق��ل الفائض‬ ‫منه إلى األس��واق الس��ورية‬ ‫األخ��رى‪ ،‬فيما يت��م تجفيف‬ ‫القس��م األكب��ر من��ه عل��ى‬ ‫أس��طح المنازل تحت أشعة‬ ‫الش��مس وم��ن ث��م تعبئته‬ ‫ف��ي أكي��اس خاص��ة أو يتم‬ ‫ضم��ه ف��ي» قالي��د» وهذه‬ ‫الطريق��ة تعتبر تقليد قديم‬ ‫لدى المزارعين تقوم النساء‬ ‫بضم ثمار التين بحبل رفيع‬

‫‪6‬‬

‫بطريقة منتظمة‪.‬‬ ‫وأض��اف‪ :‬أه��م م��ا يمي��ز‬ ‫س��وق التين عدم اس��تقرار‬ ‫س��عره‪ ،‬الرتباط��ه بس��عر‬ ‫صرف ال��دوالر ورغبة غالبية‬ ‫المزارعي��ن ببيع محصولهم‬ ‫بال��دوالر‪ ،‬باالضافة لتنافس‬ ‫التج��ار والمضارب��ة‪ ،‬ونقوم‬ ‫بالش��راء ع��ادة بالتج��وال‬ ‫بي��ن الق��رى والبل��دات على‬ ‫المزارعي��ن وأحيان��اً نق��وم‬ ‫بالش��راء بطريق��ة الم��زاد‪،‬‬ ‫وهناك ع��دة أنواع من التين‬ ‫ف��ي محافظة ادلب لكل نوع‬ ‫خاصيته وسعره‪.‬‬ ‫يقوم التاجر ياسر الزعيم من‬ ‫البارة‪ :‬أجود األنواع وأفضلها‬ ‫ه��و األبي��ض أو «الزه��رة»‬ ‫وسعر الكيلو منه ‪1200‬ليرة‪،‬‬ ‫واألبي��ض «المطب��ق» وهذا‬ ‫ع��ادة يُض��مّ ف��ي القاليد‬ ‫وس��عره ‪ 1150‬ليرة سورية‬ ‫للكيل��و الواح��د‪ ،‬والحيش��ي‬ ‫وهو نوع جيد وس��عر الكيلو‬ ‫منه يص��ل حت��ى ‪ 950‬ليرة‬ ‫س��ورية‪ ،‬ويوجد أنواع أخرى‬ ‫تس��تعمل كوصف��ات طبية‬ ‫لبع��ض األم��راض وت��ؤكل‬ ‫طازجة ومنها الكرس��عاوي‪،‬‬ ‫السوادي‪ ،‬الحماري‪.‬‬ ‫التجفيف والتّبييض‪:‬‬ ‫بع��د االنته��اء م��ن موس��م‬

‫القط��اف الشّ��اق واالنته��اء‬ ‫من مرحلة التجفيف بش��كل‬ ‫كامل يتم عرض الثمار على‬ ‫التجار أو ورش��ات التبييض‪،‬‬ ‫وتنتش��ر ف��ي المحافظ��ة‬ ‫العدي��د منه��ا والت��ي تقوم‬ ‫أيضاً بالتغلي��ف وخاصة في‬ ‫مدينة أريحا وجبل الزاوية‪.‬‬ ‫أب��و موس��ى‪ ،‬ال��ذي يدي��ر‬ ‫إح��دى ورش��ات التبيي��ض‬ ‫في ريف ادل��ب يقول‪ :‬هناك‬ ‫مراح��ل عدي��دة نتّبعها في‬ ‫العم��ل حت��ى يصب��ح التين‬ ‫المُع ّل��ب بش��كله النهائ��ي‬ ‫قب��ل التصدير‪ ،‬حي��ث نقوم‬ ‫بتخزي��ن وتعقي��م «التين»‬ ‫ف��ي مس��تودعات خاص��ة‬ ‫محمي��ة م��ن الرطوب��ة‬ ‫والحش��رات ويبق��ى التي��ن‬ ‫في هذه المس��تودعات حتى‬ ‫حلول فصل الشتاء لصعوبة‬ ‫معالجته في درجات الحرارة‬ ‫المرتفعة‪.‬‬ ‫ويضي��ف‪ :‬لتأت��ي مرحل��ة‬ ‫التبيي��ض الت��ي يس��تعمل‬ ‫فيها أح��واض الم��اء مضافاً‬ ‫إليها مواد مبيّضة تزيل كل‬ ‫الشوائب وتظهر ثمرة التين‬ ‫بمظه��ر جمي��ل ج��داً وبعد‬ ‫هذه المرحل��ة يعرض التين‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫وفقاً آلخر إحصائي��ة لمديرية الزراعة في إدل��ب التابعة لنظام‬ ‫األس��د قدر عدد أشجار التين في المحافظة بـحوالي (‪850000‬‬ ‫ش��جرة)‪ ،‬والمثمر منه��ا (‪ ،)837000‬وهي تتوزع على مس��احةٍ‬ ‫تبلغ (‪ 3733‬هكتار)‪ ،‬ويصل انتاجها حوالي ‪ 250000‬طن‪..‬‬ ‫في الهواء الطلق لتنش��يفه‪،‬‬ ‫ومن ثم نص��ل لمرحلة فرز‬ ‫التي��ن حس��ب الج��ودة ليتم‬ ‫تقس��يمه لعدة أنواع‪ ،‬حسب‬ ‫الج��ودة األول وهو األفضل‬ ‫واألج��ود البياضي «الزهرة»‬ ‫«المطب��ق»‬ ‫البياض��ي‬ ‫والن��وع الثان��ي أق��ل جودة‬ ‫«الوس��طي»‪ ،‬الن��وع الثالث‬ ‫منخف��ض الج��ودة ورديء‬ ‫ويس��مى «القرق��وش» أو‬ ‫«العلفي» ويس��تخدم كعلف‬ ‫للحيوان��ات‪ .‬وف��ي النهاي��ة‬ ‫مرحل��ة دق ثم��ار التين في‬ ‫قوال��ب متنوع��ة ومتع��ددة‬ ‫الحجم فهناك قوالب تتس��ع‬ ‫لنصف كيلو غرام من التين‪،‬‬ ‫وأخرى أصغر حجماً تتسع ل‬ ‫‪ 250‬غراماً‪ ،‬ومن ثم تغليفها‬ ‫لتصبح جاهزة للتصدير‪.‬‬ ‫التسويق ودور التجار‪.‬‬ ‫يعتب��ر تس��ويق التي��ن من‬ ‫المراح��ل الت��ي ال يخ��وض‬ ‫بها سوى بعض التجار اآلن‪،‬‬

‫ففي الس��ابق كانت أس��واق‬ ‫مص��ر تس��توعب معظ��م‬ ‫منت��وج إدلب‪ ،‬ولكن بس��بب‬ ‫ظ��روف مص��ر االقتصادي��ة‬ ‫والسياس��ية ب��دأ البحث عن‬ ‫أسواق جديدة للتصريف‪.‬‬ ‫يق��ول أبو محم��د‪ ،‬تاجر من‬ ‫مدين��ة أريح��ا‪ :‬إن صعوب��ة‬ ‫المواص�لات والتنقل خاصة‬ ‫باتج��اه مدينة الالذقية التي‬ ‫تعتبر بوابة سوريا التجارية‬ ‫عب��ر «مرفاه��ا التج��اري»‬ ‫جعلن��ا نتج��ه نح��و تركي��ا‬ ‫لس��هولة عب��ور البضائ��ع‪،‬‬ ‫وافتت��اح مكات��ب خاصة لنا‪،‬‬ ‫ولق��رب تركيا من األس��واق‬ ‫االوربي��ة‪ ،‬ومن تركي��ا تبدأ‬ ‫انطالقة التين باتجاه الدول‬ ‫االوربية عامة وألمانيا خاصة‬ ‫والتي تعتبر حالياً أكثر دولة‬ ‫مس��توردة للتي��ن باإلضافة‬ ‫لكل من الس��عودية وروسيا‬ ‫وفرنسا‪.‬‬


‫تحقيق‬

‫خبز �إدلب‪..‬‬ ‫�أ�سعار مرتفعة رغم زحمة الأفران واجلمعيات اخلريية‬ ‫لم يكن في منطقة معرة النعمان مع بداية الحراك الثوري س��وى فرينين لبيع الخبز‪،‬‬ ‫مجه��ز كل منهما بخطي إنتاج‪ ،‬وذلك في مدينة معرة النعمان و مدينة كفرنبل‪ ،‬ومع‬ ‫تزايد عدد السكان بس��بب أزمة النزوح وصعوبة إيصال المواد األولية لصناعة الخبز‪،‬‬ ‫بدأت تظهر لدى المستثمرين مشاريع ربحية‪ ،‬كانت األفران الخاصة أحدها‪.‬‬ ‫ليتجاوز عدد األفران الخاصة اليوم الـ ‪ 18‬فرن في مختلف مناطق ريف إدلب الجنوبي‪،‬‬ ‫منها س��بعة أفران ف��ي كفرنبل وحدها‪ 3 ،‬أف��ران تابعة لجمعيات خيري��ة و‪ 2‬يتبعان‬ ‫لمجالس محلية والباقي هي مشاريع خاصة ربحية‪.‬‬ ‫خاص زيتون‬

‫وتعمل ه��ذه األفران اليوم‬ ‫عل��ى خ��ط انت��اج واح��د‬ ‫وبوردي��ة واح��دة‪ ،‬بما فيها‬ ‫فرن الذرة الرئيسي الكبير‬ ‫في مدين��ة كفرنبل والذي‬ ‫تدي��ره من��ذ نح��و عامين‬ ‫جبهة فتح الش��ام (النصرة‬ ‫سابقاً)‪.‬‬ ‫يقول محم��ود محمد علي‪،‬‬ ‫العامل ف��ي إحدى األفران‪:‬‬ ‫تختل��ف مع��دالت انت��اج‬ ‫األفران بشكل يومي وذلك‬ ‫حس��ب توافر المواد األولية‬ ‫لكل ف��رن‪ ،‬ويترواح اإلنتاج‬ ‫اليوم��ي ل��كل واح��د منها‬ ‫م��ا بي��ن (‪)3000 – 2500‬‬ ‫ربط��ة خب��ز‪ ،‬إلاّ أن هن��اك‬ ‫بع��ض األفران ق��د تضطر‬ ‫نتيج��ة لضغ��ط الطل��ب‬ ‫لزي��ادة س��اعات العم��ل ما‬ ‫يجعل االنتاج اليومي يزيد‬ ‫إل��ى (‪ )5000‬ربطة تقريبإً‪،‬‬ ‫وتغطي ه��ذه األفران عدة‬ ‫مناط��ق ف��ي ري��ف ادل��ب‬ ‫الجنوب��ي وس��هل الغ��اب‬ ‫المح��رر باإلضاف��ة لبعض‬ ‫قرى جب��ل الزاوية القريبة‪،‬‬ ‫ويت��راوح وزن ربط��ة الخبز‬ ‫م��ا بي��ن ‪ 650‬غ��رام إل��ى‬ ‫‪ 1400‬غرام‪ ،‬وتباع بس��عر‬ ‫يبدأ من ‪ 100‬ليرة س��ورية‬ ‫إلى ‪ 200‬ليرة حسب الوزن‪.‬‬ ‫ورغ��م توفّر الخبز بش��كل‬ ‫كبي��ر م��ن الف��رن‪ ،‬إال أن‬ ‫أس��واق المحافظة تش��هد‬ ‫حركة نش��طة لباعة الخبز‬ ‫الجوّالي��ن‪ ،‬وه��ي مهن��ة‬ ‫مس��تفزّة نوعاً ما بحس��ب‬ ‫ما يراها األهال��ي‪ ،‬حيث ال‬ ‫رقيب عل��ى س��عر الباعة‪،‬‬ ‫وخصوصاً بعد الظهيرة‪.‬‬

‫أم خالد‪ ،‬من كفروما تقول‪:‬‬ ‫يش��ترون الخب��ز بكمي��ات‬ ‫كبي��رة م��ن األف��ران وفي‬ ‫بع��ض األحي��ان يت��م ذلك‬ ‫ع��ن طري��ق اتف��اق بي��ن‬ ‫مسؤول الفرن وأحد الباعة‬ ‫عل��ى الطرق��ات‪ ،‬وعندم��ا‬ ‫نذه��ب لش��راء الخب��ز من‬ ‫الف��رن نج��ده فارغ��اً م��ا‬ ‫يضطرن��ا لش��رائه بزيادة‬ ‫‪ 50%‬عن سعره من الفرن‪،‬‬ ‫واذا ذهبن��ا باكرا فعلينا أن‬ ‫نقف لوقت طويل على باب‬ ‫الفرن‪.‬‬ ‫فيما يقول حمي��د خطيب‪،‬‬ ‫مس��ؤول التس��ويق ف��ي‬ ‫أح��د األف��ران الخاص��ة‪:‬‬ ‫بالرغ��م من ارتفاع أس��عار‬ ‫المحروق��ات إال أن تأمي��ن‬ ‫الطحي��ن يعتبر من أصعب‬ ‫معوق��ات اإلنتاج ع��دا عن‬ ‫التالعب بأس��عاره من قبل‬ ‫بعض تج��اره‪ ،‬عمل الفرن‬ ‫جي��د ف��ي بع��ض األحيان‬ ‫إلاّ أن عدم اس��تقرار س��عر‬ ‫الم��ازوت الالزم للتش��غيل‬ ‫واختالف سعر الطحين في‬ ‫كل مرة يجع��ل العمل في‬ ‫أكثر األحي��ان غي��ر مجدياً‬ ‫من الناحي��ة المادية‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه األفران تشكل فرصة‬ ‫عمل لبعض العائالت وهذا‬ ‫بحد ذاته يعتبر إنجازاً‪.‬‬ ‫�سعر مرتفع يف �سراقب‪:‬‬ ‫وإلى الش��رق‪ ،‬في س��راقب‬ ‫بالتحديد‪ ،‬ال يختلف المشهد‬ ‫كثيراً عن باق��ي المناطق‪،‬‬ ‫والت��ي تتمث��ل بصعوب��ة‬ ‫توفير الطحين‪ ،‬حيث يوجد‬ ‫في المدينة ثالثة أفران ال‬ ‫تكف��ي لما يق��ارب ‪ 40‬ألف‬ ‫نسمة باإلضافة إلى الكثير‬

‫من النازحين‪ ،‬ومنها فرنان‬ ‫يتبع��ان للمجل��س المحلي‬ ‫يقوم��ان بتغطي��ة مدين��ة‬ ‫س��راقب بالخب��ز باإلضافة‬ ‫لف��رن الوص��ال للقط��اع‬ ‫الخ��اص‪ ،‬وبع��ض األفران‬ ‫في القرى المجاورة‪.‬‬ ‫يقول أحد مشرفي األفران‬ ‫ف��ي س��راقب‪ :‬كن��ا نعمل‬ ‫بوزن مدعوم وسعر مقبول‬ ‫وكان يصل إجمالي اإلنتاج‬ ‫اليومي للفرنين من ‪ 8‬آالف‬ ‫إل��ى ‪ 9‬آالف ربط��ة تقريبا‪،‬‬ ‫بحس��ب حاجة األهالي في‬ ‫كل قط��اع م��ن األحي��اء‪،‬‬ ‫لدين��ا حوال��ي ‪ 70‬معتم��د‬ ‫مقس��مين ف��ي المدين��ة‬ ‫وكان يت��م توزي��ع الخب��ز‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬وعندما توقف‬ ‫دع��م مؤسس��ة اإلحس��ان‬ ‫لإلغاث��ة والتنمية‪ ،‬أصبحنا‬ ‫نعم��ل عل��ى وزن الربطة‪،‬‬ ‫وأصبحت تباع بس��عر ‪175‬‬ ‫ليرة للمعتم��د الذي يبيعها‬ ‫بـ ‪ 180‬ليرة‪.‬‬ ‫وأوض��ح أن عم��ل األفران‬ ‫العامة أفضل م��ن األفران‬ ‫الخاص��ة الت��ي يبلغ س��عر‬ ‫الربط��ة لديه��ا ‪ 200‬لي��رة‬ ‫ووزنه��ا ‪ 700‬غ��رام‪ ،‬أم��ا‬ ‫أف��ران المجل��س المحل��ي‬ ‫بس��عر ‪ 180‬لي��رة ووزنه��ا‬ ‫كيل��و‪ ،‬ريثم��ا يت��م توزيع‬ ‫الطحي��ن م��ن الجه��ات‬ ‫المختصة والداعمة ستعود‬ ‫الربط��ة مدعوم��ة بس��عر‬ ‫قليل كما كانت‪.‬‬

‫مباشر إدارة وعم ً‬ ‫ال‪ ،‬وحسب‬ ‫م��ا أف��اد مصطف��ى العم‪،‬‬ ‫رئي��س المجل��س المحلي‬ ‫في مدينة مع��رة مصرين‬ ‫ل��ـ «زيت��ون»‪ :‬يتوف��ر في‬ ‫المدينة فرنين‪ ،‬األول ينتج‬ ‫‪ 25‬طن يومياً لمدينة معرة‬ ‫مصري��ن والت��ي يقدر عدد‬ ‫س��كانها الحال��ي مايقارب‬ ‫‪ 60‬أل��ف نس��مة ومايقارب‬ ‫‪ 15‬أل��ف نس��مة م��ن‬ ‫النازحين‪ ،‬باإلضافة للقرى‬ ‫المج��اورة وه��ي (كتي��ان‪،‬‬ ‫باتنته‪ ،‬زردنا‪ ،‬رام حمدان‪،‬‬ ‫بحوري‪ ،‬الصنم��ة‪ ،‬الهباط‪،‬‬ ‫كفرجال��س‪ ،‬كفريحم��ول‪،‬‬ ‫معارة األخ��وان)‪ ،‬حيث يتم‬ ‫توزيعه لتلك المناطق عبر‬ ‫معتمدين مندوبين من كل‬ ‫قرية‪ ،‬ويعم��ل بتمويل من‬ ‫منظم��ة إغاثي��ة‪ ،‬وبنصف‬ ‫الكمي��ة م��ن الطحي��ن‬ ‫والخمي��رة وس��عر الربط��ة‬ ‫الواحدة ''‪1200‬غ '' بـ ‪115‬‬ ‫ليرة سورية‪.‬‬ ‫موضح��ا أن س��عر الربطة‬ ‫يتعل��ق بكمي��ة الدع��م‬ ‫المقدم��ة م��ن المنظم��ة‬ ‫الداعمة‪ ،‬ويتابع‪ :‬أما الفرن‬ ‫الثاني فإنتاجه من ‪ 5‬إلى‪7‬‬ ‫ط��ن يومياً وس��بب تفاوت‬ ‫اإلنتاج يع��ود للدعم‪ ،‬حيث‬ ‫يتلقى دعماً متقطعاً‪ ،‬ففي‬ ‫حال عدم توفر الدعم فإن‬ ‫س��عر الربط��ة الت��ي تزن‬ ‫‪1100‬غ‪ ،‬تب��اع بـ ‪ 200‬ليرة‬ ‫س��ورية‪ ،‬أما في حال وجود‬ ‫الدعم يصل س��عر الربطة‬ ‫لـ ‪ 100‬ليرة س��ورية‪ ،‬يقدم‬ ‫مادة الخب��ر لمعرة مصرين‬

‫وبلدة زردنا‪.‬‬ ‫أما في بلدة كللي‪ ،‬فأوضح‬ ‫''رفي��ق المع��دل'' رئي��س‬ ‫المجلي المحلي أن البلدة ال‬ ‫يوجد فيها سوى فرن واحد‬ ‫وهو يخدّم ‪ 45‬ألف نس��مة‬ ‫م��ن األهال��ي والنازحي��ن‬ ‫باإلضاف��ة لقري��ة كفتي��ن‬ ‫حيث ينت��ج يومياً بحدود ‪5‬‬ ‫طن يومياً‬ ‫أم��ا التوزي��ع يت��م عي��ر‬ ‫معتمدي��ن موزعي��ن ف��ي‬ ‫أنح��اء البلدة إضاف��ة للبيع‬ ‫المباش��ر عبر ''كوة الفرن''‬ ‫بس��عر ‪ 115‬لي��رة س��ورية‬ ‫للربطة‪.‬‬ ‫وف��ي بل��دة حزان��و ف��رن‬ ‫واحد إدارته تتبع للمجلس‬ ‫المحل��ي ونفقاته وعائداته‬ ‫للمجلس‪ ،‬ت��م بناءه ضمن‬ ‫مش��اريع لجنة تمكين منذ‬ ‫فت��رة قصي��رة وبتنفي��ذ‬ ‫المجل��س المحل��ي ف��ي‬ ‫البلدة‪.‬‬ ‫وأوض��ح مش��رف خدم��ات‬ ‫المجل��س المحل��ي‪ ،‬زك��ور‬ ‫أب��و محمد أن الف��رن ينتج‬ ‫يومي��اً حوال��ي ‪ 3‬ط��ن من‬ ‫الطحي��ن‪ ،‬ويق��دم ألهالي‬ ‫البل��دة والنازحي��ن والذين‬ ‫يق��در عدده��م أكث��ر من‬ ‫‪ 16000‬نس��مة ‪10000 ،‬‬ ‫م��ن األهال��ي و‪6000‬‬ ‫نازحي��ن‪ ،‬والتوزي��ع يكون‬ ‫عب��ر معتمدين منتش��رين‬ ‫على جغرافية البلدة ويقدر‬ ‫عدده��م ‪ 6‬موزعي��ن‪ ،‬أم��ا‬ ‫س��عر الربطة ب ‪ 115‬ليرة‬ ‫سورية‪.‬‬

‫‪� 6‬أفران يف معرمت�صرين‪:‬‬ ‫أم��ا ف��ي منطق��ة مع��رة‬ ‫مصري��ن يوج��د ‪ 6‬أف��ران‬ ‫عامل��ة‪ ،‬تش��رف عليه��ا‬ ‫المجالس المحلية بش��كل‬ ‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪7‬‬


‫تحقيق‬

‫يف �شوارع دم�شق‪ ..‬كوكايني وكبتاغون و�أ�شياء �أخرى‬ ‫ال شيء يحول بين الراغب في تعاطي المخدرات وتعاطيها بالفعل‬ ‫هنا سوى أن يذهب إلى تحت جسر الثورة أو جسر الرئيس في‬ ‫البرامكة أو المزة جبل أو المزة فيالت أو ضاحية األسد أو عش‬ ‫الورور ليرى ما يرغب من األنواع المتعددة متوفراً‪ ،‬إنها دولة‬ ‫الغاب وليست دولة القانون‪.‬‬

‫أسامة العيسى‬ ‫في الوقت الذي تستمر فيه‬ ‫عجلة الفلتان األمني في‬ ‫دم��ش��ق تستمر المظاهر‬ ‫السلبية في ال��رواج لتصبح‬ ‫مألوفة للعيان‪ ،‬وليصبح‬ ‫الحديث عنها أم��راً عادياً‪،‬‬ ‫وع��ل��ى رأس��ه��ا ال��م��خ��درات‪،‬‬ ‫الرائج الجديد األكثر شيوعاً‬ ‫ف���ي م��ن��اط��ق ال��ع��اص��م��ة‬ ‫بحسب ما أفادت به مصادر‬ ‫متقاطعة لـ»زيتون»‪ ،‬حيث ال‬ ‫رقيب وال حسيب إال سلطات‬ ‫األس��د‪ ،‬التي بات العشرات‬ ‫م���ن أزالم���ه���ا م��ت��ورط��ي��ن‬ ‫بقضايا مماثلة أضفت على‬ ‫ه��ذا المظهر السلبي بل‬ ‫«الجرمي» طابع الشيوع‬ ‫األكبر‪.‬‬ ‫وت��ف��ي��د ال��م��ص��ادر نفسها‬ ‫بارتفاع ملفتٍ بعدد مروجي‬ ‫ٍ‬ ‫ال��م��خ��درات ضمن مناطق‬ ‫أن الرواج‬ ‫دمشق‪ ،‬مؤكد ًة ّ‬ ‫األكبر لها ب��ات يتركز في‬ ‫منطقتي شارع الثورة والمزة‬ ‫فض ً‬ ‫ال عن بعض المناطق‬ ‫األخ��رى ومنها عش ال��ورور‬ ‫وضاحية األس��د والصناعة‬ ‫والبرامكة ودفّ الشوك‪،‬‬ ‫حيث يتم إدخ���ال ال��م��واد‬ ‫المخدرة عبر طرق تهريب‬ ‫من األراضي اللبنانية‪.‬‬

‫ح�شي�ش وكبتاغون‪ ..‬متوفران‬ ‫يف ال�شوارع‪:‬‬

‫المعلومات الواردة تفيد بأن‬ ‫أنواع مختلفة من المورفين‬ ‫وال��ك��وك��اي��ي��ن والحشيش‬ ‫المخدر والكبتاغون تباع‬ ‫ب��ط��رق س��ري��ة ف��ي بعض‬ ‫م��ن��اط��ق دم��ش��ق‪ ،‬وط��رق‬ ‫شبه معلنة ف��ي مناطق‬ ‫أخرى‪ ،‬كما أن هناك نشاطاً‬ ‫لمروجي المخدرات في عدد‬ ‫من المحافظات الخاضعة‬ ‫لسيطرة النظام بأقسام‬ ‫منها كما ه��و ال��ح��ال في‬ ‫م��دي��ن��ة ح��م��ص وب��ع��ض‬ ‫م��ن��اط��ق ج��ن��وب دم��ش��ق‬ ‫وال�ل�اذق���ي���ة وط���رط���وس‬ ‫ومدينة حلب‪ ،‬حيث باتت‬ ‫ش��ب��ك��ات ال��ت��ه��ري��ب تعمل‬ ‫ضمن األراض���ي السورية‬ ‫بأريحية تامة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫ف���ي ال���م���ق���اب���ل‪ ،‬تشير‬ ‫المعلومات نفسها إل��ى أن‬ ‫الفئات العمرية التي تتعاطى‬ ‫المواد المخدرة تتراوح بين‬ ‫‪ 18‬و‪ 35‬سنة‪ ،‬والمصادر‬ ‫تؤكد أن تلك ال��ح��االت لم‬ ‫تكن تسجل بهذا العدد أو‬ ‫بهذه النسبة في المرحلة‬ ‫التي سبقت اندالع الثورة‪،‬‬ ‫حيث ك��ان��ت نسبة شيوع‬ ‫هذه المظاهر تنخفض إلى‬ ‫أكثر من الثلثين تقريباً‪ ،‬إلاّ‬ ‫أنها ب��دأت تسجل ارتفاعاً‬ ‫ملحوظاً في كل ع��ام بعد‬ ‫العام ‪.2011‬‬

‫حم��اك��م الأ���س��د تعج بق�ضايا‬ ‫املخدرات‪:‬‬

‫وفي تصريح لـ «زيتون» قال‬ ‫المحامي من دمشق سمير‬ ‫‪ .‬خ‪ :‬ال يمكن ال��ج��زم بأن‬ ‫المروجين يستغلون الظروف‬ ‫التي تمر بها سوريا لتمرير‬ ‫عمليات تهريب المخدرات‬ ‫إلى داخل البلد‪ ،‬وأنا أعني‬ ‫اآلن تحديداً دمشق‪ ،‬حيث‬ ‫أن ه��ذه المظاهر تشيع‬ ‫فيها لدرجة كبيرة‪ ،‬المحاكم‬ ‫منشغلة إلى حد كبير بمثل‬ ‫ه��ذه القضايا‪ ،‬والسلطات‬ ‫هنا تعلم بذلك لكنها عاجزة‬ ‫عن فعل أي شيء‪ .‬المخدرات‬ ‫باتت رائجة بشكل كبير في‬ ‫دمشق اآلن‪ ،‬والخطر األكبر‬ ‫هو على فئة اليافعين ناهيك‬ ‫عن األطفال بطبيعة الحال‪،‬‬ ‫فالمتجول في دمشق مث ً‬ ‫ال‬ ‫وأنا أقصد مناطق السيطرة‬ ‫الخاضعة لوجود قوات األسد‬ ‫سيالحظ بالفعل ان��زي��اح‬ ‫كبير في معايير األخ�لاق‬ ‫والعادات الناظمة للمجتمع‬ ‫عن مرحلة ما قبل اندالع‬ ‫األح���داث‪ ،‬بينما السلطات‬ ‫تقف موقف المتفرج على ما‬ ‫يجري‪ ،‬نظرا لتورط قيادات‬ ‫فيها في تعميم مثل هذه‬ ‫المظاهر‪.‬‬ ‫ويضيف‪ :‬كل ي��وم تقريباً‬ ‫يسجل ف��ق��ط ف��ي دائ���رة‬ ‫القصر العدلي في العاصمة‬ ‫أك��ث��ر م��ن ‪ 20‬ح��ال��ة إدع��اء‬ ‫أول���ي تتقدم بها النيابة‬

‫العامة لمحكمة الجنايات‬ ‫بفروعها المختلفة ضد‬ ‫متهمين بتعاطي وترويج‬ ‫وتجارة أن��واع مختلفة من‬ ‫ال��م��خ��درات‪ ،‬ل��ك��ن ال أح��د‬ ‫يستطيع أن يوقفهم عند‬ ‫حد معين‪ ،‬فالكل يدفع في‬ ‫المحاكم ويخرج ليتعاطى‬ ‫ويتاجر من جديد‪ ،‬ال سيما‬ ‫التجار فهم أشخاص كما‬ ‫ي��ق��ال (م��دع��وم��ي��ن)‪ ،‬وهم‬ ‫ال يقدمون على المتاجرة‬ ‫ب��ال��م��خ��درات إال ب��ع��د أن‬ ‫يتأكدوا بأنهم سيكونون‬ ‫خ��ارج قضبان السجن في‬ ‫أية حالة سيتم من خاللها‬ ‫اإلي��ق��اع بهم‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫مسألة أخرى لوحظت وهي‬ ‫تورط فئات من األشخاص‬ ‫ف��ي أم��ن السلطات (أم��ن‬ ‫النظام ال��س��وري) والدفاع‬ ‫ال��وط��ن��ي ف��ي م��ث��ل ه��ذه‬ ‫القضايا‪ ،‬وهؤالء ال يتلقون‬ ‫ال��ح��س��اب أو ال��ج��زاء فهم‬ ‫يخرجون من القضايا مثل ما‬ ‫يقال (كما تخرج الشعرة من‬ ‫قلب العجين)‪.‬‬

‫�شريعة ال��غ��اب تق�ض م�ضجع‬ ‫�أهايل العا�صمة‪:‬‬

‫قانونياً‪ ،‬ما يسمى قانون‬ ‫مكافحة المخدرات تتعامل‬ ‫م��ع المتعاطي ع��ل��ى أن��ه‬ ‫ضحية يخضع للعالج حتى‬ ‫يشفى م��ن ه���ذه ال��م��واد‬ ‫القاتلة‪ ،‬بينما تتعامل مع‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫المهرب والمروج على أنهما‬ ‫مجرمان يفرض بحقهما‬ ‫ع��ق��وب��ات ش��دي��دة حسبما‬ ‫نص عليه القانون‪ ،‬لكن في‬ ‫الواقع فأغلبهم يفرون من‬ ‫العقاب بفعل الدعم المتوفر‬ ‫لهم ودفع الرشاوى للقضاة‬ ‫وضباط الشرطة‪ ،‬كما يؤكد‬ ‫سليمان عبد الكريم‪ ،‬وهو‬ ‫ناشط حقوقي في دمشق‪.‬‬ ‫ويضيف عبد ال��ك��ري��م‪ :‬ال‬ ‫شيء يحول بين الراغب في‬ ‫تعاطي المخدرات وتعاطيها‬ ‫بالفعل هنا سوى أن يذهب‬ ‫إل��ى تحت جسر ال��ث��ورة أو‬ ‫جسر الرئيس في البرامكة‬ ‫أو المزة جبل أو المزة فيالت‬ ‫أو ضاحية األس��د أو عش‬ ‫ال��ورور ليرى ما يرغب من‬ ‫األن��واع المتعددة متوفراً‪،‬‬ ‫إنها دولة الغاب وليست دولة‬ ‫ال��ق��ان��ون‪ ،‬ال يوجد قانون‬ ‫ناظم لمعاقبة المجرمين‪،‬‬ ‫هو موجود على الورق بينما‬ ‫الواقع يقول العكس‪.‬‬ ‫سهام محمد‪ ،‬وهي نازحة‬ ‫تقطن ف��ي دم��ش��ق أيضاً‬ ‫تقول‪ :‬كل يوم يتم ضبط‬ ‫ع���دد م��ن ال��ع��ص��اب��ات في‬ ‫مناطق سيطرة النظام‬ ‫في البرامكة والمزة وهم‬ ‫يقومون بعمليات اتجار‬ ‫وتعاطي حشيش وأن��واع‬ ‫مختلفة م��ن ال��م��خ��درات‪،‬‬ ‫وتضيف‪ :‬أن��ا بتت أخشى‬ ‫بالفعل على أوالدي‪ .‬الوضع‬

‫جداً خطير في هذا المكان‪،‬‬ ‫ال يمكن أن تضبط أوالدك ال‬ ‫سيما المراهقين منهم‪ ،‬كما‬ ‫أنك تخشى انزياحهم عن‬ ‫أصول التربية بفعل انتشار‬ ‫ه���ذه ال��م��ظ��اه��ر وغيرها‬ ‫بشكل كبير هنا‪.‬‬ ‫وتتابع ب��ال��ق��ول‪ :‬ف��ي أحد‬ ‫المرات رأيت بأم عيني أحد‬ ‫عناصر األمن العسكري وهو‬ ‫يشتري مواد مخدرة من أحد‬ ‫األش��خ��اص الذين يعملون‬ ‫على بسطات متنقلة وسط‬ ‫الطريق في ش��ارع الثورة‬ ‫وي���دع���ون أن��ه��م يبيعون‬ ‫ال��دخ��ان فقط‪ ،‬لكنهم في‬ ‫ال��واق��ع يبيعونك الدخان‬ ‫والمخدرات معاً‪ .‬عنصر األمن‬ ‫العسكري ك��ان بصحبته‬ ‫ثالثة عناصر آخ��ري��ن في‬ ‫ال��س��ي��ارة‪ ،‬وأح���د أق��ارب��ي‬ ‫وه��و ف��ي ال��دف��اع الوطني‬ ‫أخبرني أيضاً أن عشرات‬ ‫العناصر منهم يتعاطون‬ ‫مخدرات وحشيش فض ً‬ ‫ال عن‬ ‫المشروبات الروحية الرائجة‬ ‫أس��اس �اً‪ ،‬ويقول أن ضباط‬ ‫معهم تابعين للنظام في‬ ‫بعض المرات يقومون هم‬ ‫بجلب المخدرات‪.‬‬ ‫كل ه��ذه األشياء وال يزال‬ ‫نظام األسد يروّج لدمشق‪،‬‬ ‫المدينة الوادعة التي تضجّ‬ ‫بالحياة‪ ،‬وأنه ال حرب هناك‬ ‫وال معارك تدور على رقعة‬ ‫سوريا الكبيرة‪.‬‬

‫بسطات لبيع الدخان في دمشق تروج للمخدرات ‪ -‬أنترنت‬


‫اقتصاد وأسواق‬

‫الأدوات امل�ستعملة �سوق يفر�ض نف�سه يف ريف �إدلب‪..‬‬ ‫فمن �أين ت�أتي؟‬ ‫«لم أتوقع يوماً من األيام أن أبيع أدوات منزلي بعد أن أمضيت‬ ‫عمري‪ ،‬وأنا أجمع بها إلاّ أن ظروف الحرب وقساوتها أجبرتني‬ ‫على الهجرة خارج البالد واضطررتُ إلى ترك منزلي وبيع أثاثه‬ ‫خوفاً من سرقتها أو تدميرها بسبب القصف‪ ،‬والكالم للحاج أبو‬ ‫قدور‪ ،‬الذي ترك بيته في ريف حماة ونزح إلى ريف إدلب‪.‬‬

‫محمد أبو الخير‬

‫(غس��االت‪ ،‬أف��ران‪ ،‬صوف��ا‪،‬‬ ‫س��جاد‪ )...‬ميرمي��ة عل��ى‬ ‫أرصفة الداكين‪ ،‬إنه مش��هد‬ ‫ب��ات م��ن الطبيع��ي رؤيته‪،‬‬ ‫ف��ي كل مكان بري��ف إدلب‪،‬‬ ‫إضاف��ة الدوات كهربائي��ة‬ ‫متنوع��ة‪ ،‬وك��ؤوس وأباريق‬ ‫وألع��اب أطف��ال‪ ،‬ما س��هّل‬ ‫بانتش��ار ع��دد كبي��ر م��ن‬ ‫المح�لات الخاص��ة ببي��ع‬ ‫األدوات المستعملة‪.‬‬ ‫وتعتبر هجرة آالف الس��كان‬ ‫م��ن بلداته��م وبيعه��م‬ ‫كل مايملك��ون م��ن «أث��اث‬ ‫منازلهم» لتأمين مستلزمات‬ ‫المعيش��ة ومصاريف النزوح‬ ‫م��ن أه��م أس��باب انتش��ار‬ ‫ظاه��رة تج��ارة األدوات‬ ‫المستعملة‪.‬‬ ‫يق��ول محم��ود أب��و محمد‪،‬‬ ‫وه��و صاح��ب مح��ل لبي��ع‬ ‫األدوات المس��تعملة ف��ي‬ ‫مع��رة النعمان‪ :‬مع اش��تداد‬ ‫المعارك في المدن المجاورة‬ ‫ونزوح األهالي من منازلهم‬ ‫هرباً م��ن القصف نش��طت‬ ‫تج��ارة المس��تعمل بش��كل‬ ‫كبي��ر‪ ،‬حي��ث أن معظ��م‬ ‫الس��كان ينزح��ون ويتركون‬ ‫خلفه��م ّ‬ ‫كل ممتلكاته��م‬ ‫ومن اس��تطاع منه��م حمل‬ ‫أثاث منزله ول��م يجد مكان‬ ‫لوضعه فيه��ا أو يخاف عليه‬ ‫من القصف والسرقة فيقوم‬ ‫ببيعه بأسعار منخفضة‬ ‫ونح��ن نبتع��د ف��ي ش��رائنا‬ ‫عن األش��خاص المشبوهين‬ ‫وأصحاب السوابق‪.‬‬ ‫وأوض��ح‪ :‬ينتش��ر ع��دد من‬ ‫التج��ار والسماس��رة ف��ي‬ ‫المناط��ق الس��اخنة‪ ،‬حي��ث‬ ‫يقوم��ون بش��راء أدوات من‬ ‫يريد بيع أثاثه من الس��كان‬ ‫الراغبي��ن بالهج��رة والنزوح‬

‫ويلج��أ غالبي��ة الس��كان‬ ‫إلى»السماس��رة» ف��ي بي��ع‬ ‫أثاثه��م للتخل��ص من عبء‬ ‫نقله��ا إلى المناط��ق اآلمنة‪.‬‬ ‫وغالب��اً يكون السمس��ار من‬ ‫نف��س المنطق��ة ويك��ون‬ ‫معروفاً بالنس��بة لنا ويقوم‬ ‫السماسرة بطرح بضاعتهم‬ ‫لنش��تري منهم ع��ن طريق‬ ‫المزاد‪.‬‬ ‫ف��ي بع��ض األحي��ان ينجح‬ ‫بعض الس��كان بنق��ل أثاث‬ ‫منازله��م معه��م‪ ،‬وبع��ض‬ ‫األش��خاص يع��رض أثاث��ه‬ ‫للبي��ع بنفس��ه‪ ،‬حس��ب م��ا‬ ‫قال خال��د المعل��م‪ ،‬صاحب‬ ‫مح��ل لبي��ع وش��راء األثاث‪،‬‬ ‫وال��ذي تابع‪ :‬بع��د أن نعاين‬ ‫األدوات ونتفق على الس��عر‬ ‫نق��وم بتنظيم عقد بحضور‬ ‫شهود اثنين‪ ،‬ونشتري غالباً‬ ‫بطريق��ة «الطبش��ة»ونحن‬ ‫غي��ر مجبري��ن أن نش��تري‬ ‫األدوات بأس��عار مرتفع��ة‬ ‫وبالتالي كساد بضاعتنا في‬ ‫ّ‬ ‫ظل ظروف الحرب المستمرة‬ ‫ومن أج��ل أن نحاف��ظ على‬ ‫الف��رق بي��ن قيم��ة الجديد‬ ‫والمستعمل‪ ،‬ونس��بة ِربحنا‬ ‫م��ن القطعة ال يتجاوز الـ ‪50‬‬ ‫بالمئة‪.‬‬ ‫يعتبر انخفاض أسعار المواد‬ ‫من أهم أسباب إقبال الناس‬ ‫على شراء المستعمل‪ ،‬حيث‬ ‫أن الب��راد الجدي��د يص��ل‬ ‫س��عره إل��ى م��ا يق��ارب ال��ـ‬ ‫‪ 350/200‬دوالر‪ ،‬ف��ي حي��ن‬ ‫أن المستعمل غالباً ما يكون‬ ‫س��عره ما بي��ن ‪ 45/20‬ألف‬ ‫ليرة س��ورية‪ ،‬وفقاً لتسعيرة‬ ‫إح��دى المح��ال ف��ي جب��ل‬ ‫الزاوية بالنسبة للمستعمل‪،‬‬ ‫وآخر للجديد‪.‬‬ ‫يق��ول أح��د الباع��ة‪ :‬طق��م‬ ‫«الكنبايات» الجديد أو ً‬ ‫ال نادر‬

‫محالت لألدوات المستعملة في ريف ادلب‬

‫الوجود في األسواق الجديدة‬ ‫وإن وج��د فس��عره مرتف��ع‬ ‫بشكل ملحوظ وأحياناً يصل‬ ‫إل��ى م��ا يق��ارب ‪500/350‬‬ ‫دوالر أمريك��ي‪ ،‬في حين أن‬ ‫س��عره ف��ي المس��تعمل ما‬ ‫بين‪ 90/40‬ألف ليرة سورية‪،‬‬ ‫بينم��ا األب��واب الجدي��دة‬ ‫األلمني��وم‬ ‫والش��بابيك‬ ‫مرتفع��ة بش��كل كبي��ر جداً‬ ‫في أسواق الجديد الرتباطها‬ ‫بال��دوالر أم��ا المس��تعمل‬ ‫باإلمكان ش��راء ‪ 3‬ش��بابيك‬ ‫مستعملة بسعر واحد جديد‪.‬‬ ‫أم لؤي‪ ،‬نازحة من ريف حماة‬ ‫تقول‪ :‬بع��د أن فقدنا كل ما‬ ‫نملك من منزل وأثاث نتيجة‬ ‫قص��ف الطي��ران لمنزلن��ا‬ ‫نزحنا إلى ريف ادلب بس��بب‬ ‫اش��تداد المع��ارك أتينا إلى‬ ‫هذه المنطقة وال نملك شي‬ ‫سوى بعض المال‬ ‫قمن��ا باس��تئجار من��زل هنا‬ ‫وكان علينا إكس��ائه بشكل‬ ‫بسيط‪ ،‬وبسبب غالء األدوات‬ ‫الجدي��دة الجاه��زة وارتفاع‬ ‫أس��عارها بش��كل جنون��ي‬ ‫لجأنا إلى األدوات المنتش��رة‬ ‫عل��ى أرصف��ة الطرق��ات‬ ‫النخفاض س��عرها بش��كل‬ ‫كبي��ر ع��ن الجدي��دة حي��ث‬ ‫أصب��ح ش��راء الجديد خاص‬ ‫بطبق��ة األغنياء أم��ا الفقراء‬ ‫ف�لا س��بيل له��م إلكس��اء‬ ‫منازلهم سوى المستعمل‪.‬‬

‫امل�ستعمل لي���س حكر ًا على ذوي‬ ‫الدخل املحدود‪:‬‬

‫يق��ول أبو خالد صاحب محل‬ ‫لبي��ع األدوات المس��تعملة‬ ‫ف��ي جب��ل الزاوي��ة‪ :‬إن هذه‬ ‫التج��ارة رائج��ة من��ذ ب��دء‬ ‫الثورة وغالباً ما تتميز القطع‬ ‫القديم��ة بالج��ودة والن��درة‬ ‫وذلك بسبب تردي الصناعة‬ ‫الوطني��ة حالي��اً لهج��رة‬ ‫الكثي��ر م��ن أرب��اب المه��ن‬ ‫الحرفية خ��ارج البالد‪ ،‬فمث ً‬ ‫ال‬ ‫مجموعات الخزائن القديمة‬ ‫غالباً ما تكون مصنوعة من‬ ‫الخشب الطبيعي وعلى أيدي‬ ‫حرفيي��ن‪ ،‬أما اآلن فمعظمها‬ ‫تصنع من الخشب الصناعي‬ ‫الرقيق‪.‬‬ ‫ويتاب��ع‪ :‬في البداي��ة الكثير‬ ‫كان يح��سّ باإلح��رج م��ن‬ ‫الدخول إلى محالتنا وش��راء‬ ‫المس��تعمل ولك��ن مع مرور‬ ‫الوقت واحتواء هذه المحالت‬ ‫عل��ى أدوات ن��ادرة وجي��دة‬ ‫بدأت كافة ش��رائح المجتمع‬ ‫بالتهاف��ت علين��ا بمن فيهم‬ ‫ميس��وري الح��ال‪ ،‬وبع��ض‬ ‫المؤسس��ات العام��ة م��ن‬ ‫مش��افي وجمعيات وبالتالي‬ ‫لم تعد حكراً على الفقراء‪.‬‬ ‫«محمد ش��اب م��ن كفرنبل‬ ‫يق��ول ل��ـ «زيت��ون»‪ :‬أق��وم‬ ‫بتجهي��ز منزلي ألنني مقدم‬ ‫عل��ى ال��زواج وأن��ا بحاج��ة‬ ‫ألثاث كامل وأسعار األدوات‬ ‫الجدي��دة مرتفعة بش��كل ال‬ ‫يط��اق وجودته��ا عادية وال‬ ‫أس��تطيع ش��رائها وأن��ا في‬ ‫مقتبل العمر ال أملك األموال‬ ‫الكافي��ة‪ ،‬وبع��د نصيح��ة‬

‫أصدقائي ل��ي بالذهاب إلى‬ ‫س��وق المس��تعمل وهن��اك‬ ‫وجدت ضآلت��ي حيث األنواع‬ ‫المختلف��ة والج��ودة العالية‬ ‫باإلضافة لألسعار المناسبة‬ ‫لوضعي المادي بشكل كبير‪،‬‬ ‫ووج��دت أنواعاً غير موجودة‬ ‫في األسواق الجديدة‪.‬‬

‫غري م�سروقة على ذمة البائع‪:‬‬

‫ول��م يع��د خافياً عل��ى أحد‪،‬‬ ‫القص��ص الت��ي يتناقله��ا‬ ‫الن��اس فيم��ا بينه��م‪ ،‬ع��ن‬ ‫مسروقات تُباع في األسواق‬ ‫على أنها أدوات مس��تعملة‪،‬‬ ‫والتي نش��طت بعدما اضطر‬ ‫اآلالف م��ن األهال��ي لت��رك‬ ‫منازلهم فجأة مما اضطرهم‬ ‫لل��زوح تاركي��ن خلفهم كل‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫تق��ول أم محم��د‪ ،‬وه��ي ال‬ ‫تشتري أي قطعة مستعملة‪:‬‬ ‫كيف لشخص أن يبيع نوافذ‬ ‫منزل��ه أو أبواب��ه أو قط��ع‬ ‫الكهرب��اء‪ ،‬إنه��ا أدوات تُباع‬ ‫بشكل غير شرعي ومعظمها‬ ‫مسروقة من المنازل الخالية‬ ‫وخاص��ة بع��د ن��زوح أعداد‬ ‫كبي��رة من الن��اس وتركهم‬ ‫لمنازلهم مهجورة مع انتشار‬ ‫وزي��ادة أع��داد اللص��وص‬ ‫وقط��اع الط��رق وأتوقع أنها‬ ‫مس��روقة لذل��ك أن��ا ض��دّ‬ ‫ش��رائها‪ ،‬وربم��ا البع��ض‬ ‫يش��تريها على ذم��ة البائع‪،‬‬ ‫ولكن بنف��س الوقت إنه أمر‬ ‫غير مستحبّ بالنسبة لي‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪9‬‬


‫الجئون‬

‫بطاقة اخلبز ذل من نوع �آخر‬ ‫وتقول أم محمد‪« :‬مركز توزيع الخبز يبعد عن منزلي مسافة‬ ‫‪ 3‬كم‪ ،‬والتوزيع يتم ما بين الساعة ‪ 7‬و ‪ 8‬صباحاً‪ ،‬وفي السابق‬ ‫كنت أنشغل في هذا الوقت بالذات بتجهيز أطفالي إلرسالهم‬ ‫إلى المدارس‪ ،‬أما اآلن فقد بتُّ مضطر ًة لتركهم والسير مطوّ ُال‬ ‫في رحلة الحصول على ‪ 8‬أرغفة من الخبز»‪.‬‬

‫خاص زيتون‬ ‫«أم محمد»‪ ،‬الجئة س��ورية في‬ ‫مدين��ة الريحاني��ة‪ ،‬وواحدة من‬ ‫آالف الس��وريين الذي��ن يعانون‬ ‫من إذالل المنظم��ات على دور‬ ‫الخبز‪.‬‬ ‫وتقول «أم محمد» عن معاناتها‬ ‫«أنا مضطرة للس��ير مس��افة ‪3‬‬ ‫ك��م صب��اح كل يوم‪ ،‬م��ن أجل‬ ‫الحصول على الخبز ألطفالي»‪.‬‬ ‫وتضي��ف «مرك��ز توزي��ع الخبز‬ ‫يبعد عن منزلي مس��افة ‪ 3‬كم‪،‬‬ ‫والتوزيع يتم ما بين الس��اعة ‪7‬‬ ‫و ‪ 8‬صباحاً‪ ،‬وفي الس��ابق كنت‬ ‫أنش��غل فيه��ذا الوق��ت بالذات‬ ‫بتجهي��ز أطفال��ي إلرس��الهم‬ ‫إل��ى الم��دارس‪ ،‬أم��ا اآلن فق��د‬ ‫ب��تُّ مضطر ًة لتركهم والس��ير‬ ‫مطوّ ُال في رحلة الحصول على‬ ‫‪ 8‬أرغفة من الخبز»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتتابع «حاول��ت أن أخفّف عني‬ ‫ع��بء المس��ير كل صب��اح إلى‬

‫المركز‪ ،‬وقمت وجيراني بإرسال‬ ‫ش��خص واحد من‬ ‫بطاقاتنا مع‬ ‫ٍ‬ ‫الح��ي ك��ي يجلب لن��ا حصصنا‬ ‫م��ن الخب��ز بد ًال م��ن أن نذهب‬ ‫جميعن��ا‪ ،‬ولك��ن المس��ؤولين‬ ‫ف��ي المرك��ز رفضوا تس��ليمه‬ ‫الحص��ص‪ ،‬وأص��رّوا عل��ى‬ ‫تسليمها باليد لمستحقيها»‪.‬‬ ‫وتص��ف «أم محم��د» الوض��ع‬ ‫عل��ى دور الخب��ز ب «الفوض��ى‬ ‫العارمة»‪ ،‬بسبب افتقار المركز‬ ‫المس��ؤول ع��ن التوزيع لعنصر‬ ‫«التنظي��م»‪ ،‬فالوق��ت مح��دود‬ ‫وقصير ج��داً‪ ،‬كما أن��ه ال يوجد‬ ‫آلية مريحة للتسليم‪.‬‬ ‫وتمنح بعض المنظمات لألسر‬ ‫الس��ورية الالجئ��ة ف��ي مدينة‬ ‫الريحانية‪ ،‬بطاقاتٍ إلثبات أنهم‬ ‫مسجلين في المنظمة على دور‬ ‫الخبز‪ ،‬وتخوّلهم الحصول على‬ ‫مادة الخبز يومي��اً‪ ،‬أثناء الدوام‬

‫أحد مراكز‬ ‫توزيع الخبز‬ ‫في الريحانية‬

‫الرس��مي لتل��ك المنظم��ات أو‬ ‫المراكز‪ ،‬وذلك ما بين الساعة ‪7‬‬ ‫و ‪ 8‬صباحاً حص��راً‪ ،‬وهو الوقت‬ ‫الذي يك��ون فيه معظ��م أفراد‬ ‫العائالت السورية في العمل أو‬ ‫المدرسة»‪.‬‬ ‫ويُكت��ب عل��ى البطاقات اس��م‬ ‫المستلم «أو المستفيد»‪ ،‬وعدد‬ ‫أف��راد أس��رته‪ ،‬وكمي��ة الحصة‬ ‫وعدد الربطات التي تس��تحقها‬ ‫هذه العائلة‪.‬‬ ‫وهن��اك توزي��ع غي��ر مناس��ب‬ ‫للمراك��ز في المدينة‪ ،‬وبس��بب‬ ‫المسافة الكبيرة ما بين المركز‬ ‫ً‬ ‫قريبة‬ ‫واآلخر‪ ،‬تك��ون المراك��ز‬ ‫ً‬ ‫إلى بعض األحي��اء‪ ،‬وبعيدة عن‬ ‫ع��ددٍ أكب��ر م��ن األحي��اء التي‬ ‫تح��وي مس��تفيدين م��ن هذه‬

‫الطفلة مرام تبكي جتربة جلوئها‬ ‫تحرير زيتون‬ ‫بدم��وع ال يس��تطيع أح��د‬ ‫التش��كيك به��ا‪ ،‬أنه��ت الطفلة‬ ‫الس��ورية “مرام عل��ي المحمد”‬ ‫من بل��دة كفرنبودة بريف حماه‬ ‫ق��راءة موضوعها ال��ذي تحكي‬ ‫في��ه ع��ن تجرب��ة لجوئه��ا مع‬ ‫أس��رتها في تركيا أمام رفاقها‬ ‫ف��ي الص��ف الراب��ع بمدين��ة‬ ‫الريحانية التركية‪.‬‬ ‫وكتبت م��رام كيف دخلت قوات‬ ‫األس��د إل��ى قريته��م م��ع بدء‬ ‫الثورة قبل سنوات‪ ،‬وكيف قاموا‬ ‫بإطالق النار واعتقال الشبان‪.‬‬ ‫كم��ا تحدث��ت ع��ن القذائ��ف‬ ‫والطي��ران وكي��ف ن��زح معظم‬ ‫األهال��ي م��ن البل��دة‪ ،‬ليق��رر‬ ‫والده��ا اللج��وء إل��ى إح��دى‬ ‫المخيم��ات نتيج��ة لتده��ور‬ ‫األوضاع المعيشية واألمنية‪.‬‬ ‫وتكم��ل م��رام أنه��م انتقل��وا‬ ‫ال��ى مخي��م “نزب” بع��د حادثة‬ ‫التفجير الت��ي وقعت في مدينة‬ ‫الريحاني��ة‪ ،‬وتق��ول الطفلة أنه‬

‫‪10‬‬

‫الطفلة مرام تبكي تجربتها‬

‫ونتيج��ة للحرّ الش��ديد أضطر‬ ‫أبوها لفعل المس��تحيل للعودة‬ ‫ال��ى الريحاني��ة من أج��ل إنقاذ‬ ‫ش��قيقتها الت��ي س��اءت حالتها‬ ‫الصحية كثيراً‪.‬‬ ‫تصف معلمة الصف بتأثر شديد‬ ‫ماح��دث بقولها‪“ :‬م��ا أن وصلت‬ ‫الطفلة إلى وفاة أختها الصغيرة‬ ‫حتى أجهش��ت بالبكاء والنحيب‬ ‫ورغم محاوالت��ي لتهدئتها إلى‬ ‫أنها اس��تمرت بالب��كاء لحوالي‬

‫س��اعة من الزمن وس��ط صمت‬ ‫وحزن األطفال في الصف”‪.‬‬ ‫لتختتم موضوعها بأمل العودة‬ ‫ً‬ ‫ممزوج��ة كلماتها‬ ‫إل��ى الش��ام‬ ‫بدموع األطفال الذين تكسّرت‬ ‫أحالمهم كما تهدم��ت بيوتهم‬ ‫وحياتهم‪.‬‬ ‫تقول مرام ف��ي حديث لزيتون‬ ‫إنها س��تدرس القض��اء لتحاكم‬ ‫ّ‬ ‫كل م��ن ظل��م أطفال س��وريا‪،‬‬ ‫وتعود للبكاء من جديد‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫البطاقات‪.‬‬ ‫وتعتب��ر أم محم��د وغيرها من‬ ‫الالجئين الس��وريين في مدينة‬ ‫«الريحانية» بتركيا‪ ،‬أن «كروت‬ ‫الخب��ز بات��ت طريق��ة جدي��دة‬ ‫إلذالل الس��وريين ف��ي مدين��ة‬ ‫الريحاني��ة‪ ،‬بد ًال م��ن أن تكون‬ ‫دعم لهم‪ ،‬وتخفيفٍ من‬ ‫مصدر ٍ‬ ‫مصروفه��م ونفقاتهم اليومية‪،‬‬ ‫ومساعدةٍ لهم»‪.‬‬ ‫وناشد الالجئون تلك المنظمات‬ ‫بإيج��اد آلي��ة أكث��ر تنظيم��اً‬ ‫ومالءم��ة للتوزيع‪ ،‬إم��ا بتوزيع‬ ‫المراك��ز أو تنظي��م األدوار‬ ‫واألوق��ات بش��كل مناس��ب‪ ،‬أو‬ ‫بمن��ح العائ�لات المس��تفيدة‬ ‫لديه��ا‪ ،‬قيم��ة الحص��ة نق��داً‬ ‫أسبوعياً أو ش��هرياً‪ ،‬أو التنسيق‬

‫مع المحال التجارية لقبول هذه‬ ‫البطاق��ات وصرفه��ا‪ ،‬كي تقوم‬ ‫العائ�لات المس��تفيدة بش��راء‬ ‫الخبز بنفس��ها ومن أقرب محل‬ ‫إلى منازلها‪.‬‬ ‫وتخت��م «أم محم��د» بالق��ول‬ ‫«ال يمك��ن تخيّ��ل الفوض��ى‬ ‫الموج��ودة أثن��اء التوزي��ع‪ ،‬وال‬ ‫الع��بء الذي يثق��ل كاهلنا كل‬ ‫صب��اح‪ ،‬والمس��ؤولون عن هذه‬ ‫المراك��ز يتصرفون على الرغم‬ ‫م��ن كل المناش��دات‪ ،‬وكأنه��م‬ ‫يمنحونن��ا غرامي��ن من الذهب‬ ‫على هذه الكروت وليس كيس��اً‬ ‫بالستيكياً يقطن بداخل ثمانية‬ ‫أرغفة من الخبز قد ال تسد رمق‬ ‫ً‬ ‫كاملة»‪.‬‬ ‫العائلة‬

‫غناء للطفولة يف "نيربو"‬ ‫ال�سويدية‬ ‫خاص _ زيتون‬ ‫أحي��ت ف��رق تطوعي��ة م��ن‬ ‫اليافعين واألطفال اليوم السبت‬ ‫حف� ً‬ ‫لا أقيم ف��ي مدين��ة نيبرو‬ ‫السويدية‪ ،‬لدعم أطفال العالم‪،‬‬ ‫شارك فيه متطوعون سوريون‪،‬‬ ‫ومن أبناء البلد المضيف‪.‬‬ ‫وتضمن الحفل ال��ذي أقيم في‬ ‫الس��احة العامة لمدين��ة نيبرو‬ ‫فعالي��ات غنائي��ة لألطف��ال‬ ‫أحياها فريق منه��م‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى فرقة الغن��اء للكبار التابعة‬ ‫لمرك��ز االندم��اج العام��ل في‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫وق��ال محم��د عل��ي‪ ،‬وه��و أحد‬ ‫المش��اركين ف��ي االحتفالي��ة‪،‬‬ ‫إن هدفها رس��م البس��مة على‬ ‫وج��وه األطف��ال م��ن جميع��ه‬ ‫الجنس��يات ومنهم الس��وريين‪،‬‬ ‫الذين خس��روا ج��زءا كبيراً من‬ ‫طفولتهم بسبب الحرب الدائرة‬ ‫ف��ي البالد وما نت��ج عن األزمة‬

‫م��ن نتائج س��لبية عديدة على‬ ‫صعيد الطفولة‪.‬‬ ‫وأثن��ت ره��ف محم��د‪ ،‬وه��ي‬ ‫مش��اركة س��ورية أيض��اً عل��ى‬ ‫اإلنج��از االحتفالي‪ ،‬واعتبرت أن‬ ‫األطفال يحتاجون لجهود كبيرة‬ ‫لمحاول��ة تعويضهم عما فقدوه‬ ‫خ�لال الك��وارث واألزم��ات‪ ،‬ال‬ ‫سيما السوريين منهم‪.‬‬ ‫وش��هد الحف��ل ال��ذي أقيم في‬ ‫طقس بارد‪ ،‬تشتهر به السويد‪،‬‬ ‫حضور عدد من وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى مش��اركة عشرات‬ ‫الالجئين الس��وريين المقيمين‬ ‫في مدينة نيبرو وخارجها‪.‬‬


‫حكايا‬

‫" ك ّنا عاي�شني "‬ ‫عمار الشاعر‬ ‫ليس غريباً أن ترى من يطبّل للنظام من داخل سوريا ويدّعي‬ ‫أن م��ا جرى خالل الس��نوات الس��ابقة ليس��ت ث��ورة‪ ،‬بل مجرد‬ ‫مؤام��رة كونية أو فضائي��ة على محور الممانع��ة‪ ،‬لكن الغريب‬ ‫ال أن ترى بعض الس��وريين في الخارج كتركيا مث ً‬ ‫فع ً‬ ‫ال يرددون‬ ‫عبارة «كنّا عايشين»‪ ،‬فهل ح ّقاً كنا عايشين؟‬ ‫ال تزعجوا �سيادته‬ ‫مع��اذ ‪ 40‬عام��اً يعي��ش ف��ي‬ ‫غ��ازي عنت��اب‪ ،‬ويعم��ل في‬ ‫أحد مطاع��م المدينة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫اي افت��راء م��ن ه��ؤالء الذين‬ ‫يدّع��ون أن الس��وري كان‬ ‫يعيش حياة طبيعية في كنف‬ ‫نظام األسد؟ففي عام ‪2003‬‬ ‫كنت أعمل ف��ي أحد مطاعم‬ ‫حمص‪ ،‬ولس��وء حظن��ا وحظ‬ ‫صاح��ب المطعم س��كن فوق‬ ‫مطعمن��ا ضاب��ط ت��م تعينه‬ ‫حديث��اً ف��ي ف��رع المخابرات‬ ‫الجوية‪ ،‬وهنا بدأت مأس��اتنا‪،‬‬ ‫ففي اليوم التالي لسكن هذا‬ ‫الضابط أرسل إلينا أنه يريدنا‬ ‫أن نغلق المطعم قبل الساعة‬ ‫الحادي��ة عش��ر لي� ً‬ ‫لا‪ ،‬إال أن‬ ‫صاحب المطعم أخذ يتوس��ل‬ ‫إلي��ه ألن ذروة العم��ل تكون‬ ‫م��ن الس��اعة الحادية عش��ر‬ ‫وحت��ى الثانية بع��د منتصف‬ ‫الليل‪.‬‬ ‫وبع��د معان��اة ش��اقة واف��ق‬ ‫الضابط على س��اعة إضافية‬ ‫أي حتى الس��اعة الثانية عشر‬ ‫لي ً‬ ‫ال ش��ريطة عدم إصدار أي‬ ‫صوت أثن��اء تنظيف المطعم‬

‫لي ً‬ ‫ال‪ ،‬وتم األمر‪.‬‬ ‫ويتاب��ع مع��اذ‪ :‬ف��ي الي��وم‬ ‫التال��ي وعند الس��اعة الثانية‬ ‫عش��ر تماماً أغلقنا الصندوق‬ ‫وتوقفن��ا ع��ن البي��ع‪ ،‬وطلبنا‬ ‫من عمال المطب��خ أن يبدؤوا‬ ‫بالتنظي��ف‪ ،‬وكان معظمه��م‬ ‫من األطفال وكانت أعمارهم‬ ‫تت��راوح بي��ن الثاني��ة عش��ر‬ ‫والسادس��ة عش��ر‪ ،‬وعندم��ا‬ ‫باش��روا بغس��ل الصح��ون‪،‬‬ ‫والصواني المعدنية‪ ،‬سقطت‬ ‫إح��دى ه��ذه الصوان��ي م��ن‬ ‫ي��د أحدهم‪ ،‬وأص��درت صوتاً‬ ‫لحظة ارتطامها باألرض‪.‬‬ ‫ل��م نك��ن نتوق��ع أن ه��ذه‬ ‫اللحظة س��تكون األس��وأ في‬ ‫حياتنا يقول معاذ ويضيف‪:‬ما‬ ‫هي إال دقائق مع��دودة حتى‬ ‫ج��اءت ع��دة س��يارات تابعة‬ ‫لف��رع المخاب��رات الجوي��ة‪،‬‬ ‫وترج��ل منه��ا عناص��ر ال‬ ‫يعرفون الرحمة‪ ،‬وعلى الفور‬ ‫قام��وا بتكس��ير المطع��م‪،‬‬ ‫واعتقلونا جميعاً وساقونا إلى‬ ‫فرع المخاب��رات الجوية‪ ،‬وتم‬ ‫تعذيبن��ا هناك بكاف��ة أنواع‬ ‫التعذي��ب م��ن ال��دوالب إلى‬

‫حكايا اللجوء‪..‬‬ ‫ياسمين محمد‬

‫عندما تصبح الخيارات محدودة‪،‬‬ ‫والتوجه��ات ضيق��ة‪ ،‬والحل��ول‬ ‫خاطئ��ة‪ ،‬ويت��م تف��ادي الض��رر‬ ‫بضرر أكبر‪ ،‬تج��د فاطمة ومثلها‬ ‫كثيرات‪.‬‬ ‫فاطمة‪ ،‬هي طفلة سورية ﻻجئة‬ ‫ف��ي اﻷردن‪ ،‬هرب��ت م��ع أخويها‬ ‫الش��ابين من بلدتها بريف حماة‪،‬‬

‫بع��د أن استش��هدت والدتها في‬ ‫قصف قوات اﻷس��د على البلدة‪،‬‬ ‫وأصب��ح أح��د إخوته��ا في س��ن‬ ‫الخدمة اﻹلزامية‪ ،‬واﻵخر مطلوب‬ ‫للخدم��ة اﻹحتياطي��ة‪ ،‬وت��زوج‬ ‫والدها‪.‬‬ ‫ف��ي اﻷردن‪ ،‬ق��رر اﻷخ الش��اب‬ ‫العازب الس��فر‪ ،‬حاله حال غالبية‬

‫بساط الريح والشبح والضرب‬ ‫باألسالك الكهربائية‪ ،‬وبدون‬ ‫توق��ف حت��ى ظهي��رة الي��وم‬ ‫التالي‪ ،‬حيث تركونا وشأننا‪.‬‬ ‫و اكتش��فتُ فيما بعد ‪ -‬يقول‬ ‫مع��اذ –أن صاح��ب المطع��م‬ ‫ذه��ب إل��ى ه��ذا الضاب��ط و‬ ‫اعت��ذر من��ه ألن أح��د عم��ال‬ ‫المطع��م أس��قط «صيني��ة»‬ ‫على األرض دون قصد وأزعج‬ ‫«س��يادتو» و أكث��ر م��ن ذلك‬ ‫دفع صاح��ب المطع��م مبلغاً‬ ‫كبيراً م��ن المال لكي ال يغلق‬ ‫له هذا الضابط مطعمه‬ ‫ويخت��م مع��اذ‪ :‬نع��م «كن��ا‬ ‫عايش��ين» وهذه هي العيشة‬ ‫التي كنا نعيش��ها في سوريا‪،‬‬ ‫ولقد ظللت بعد هذه الحادثة‬ ‫شهراً كام ً‬ ‫ال أتلقى العالج في‬ ‫المستشفيات‪ ،‬فتباً لهم ولهذه‬ ‫العيش��ة التي صرعوا رأس��نا‬ ‫به��ا‪ ،‬وأقول لكل س��وري هنا‬ ‫في تركي��ا ممن يدع��ون أنه‬ ‫كان يعيش في كنف األس��د‪:‬‬ ‫لم��اذا ال تع��ود إل��ى مناط��ق‬ ‫النظ��ام ف��ي س��وريا لتعيش‬ ‫أيها الذليل؟ وم��ا الذي تفعله‬ ‫هن��ا في تركيا ما دمت «كنت‬ ‫عايش»‪.‬‬

‫األسد األب جاثماً على صدور‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫يقول محمد‪ :‬جلبوا لنا سجيناً‬ ‫م��ن س��جن الالذقي��ة بعد أن‬ ‫ع��اث فس��اداً هن��اك‪ ،‬وكان‬ ‫مل��ف ه��ذا الس��جين مليئ��اً‬ ‫بالجرائم القذرة والوسخة من‬ ‫القت��ل والس��رقة واالغتصاب‬ ‫واللواط��ة وغيره��ا م��ن‬ ‫الجرائم‪ ،‬وكان لهذا الس��جين‬ ‫وضع��اً خاصاً‪ ،‬وه��و من قرية‬ ‫القرداحة‪.‬‬ ‫ويتاب��ع محم��د‪ :‬كان له��ذا‬ ‫السجين الملقب بعاشق األسد‬ ‫امتيازات كبيرة داخل السجن‪،‬‬ ‫وكان يضع صورة األسد األب‬ ‫ف��وق س��ريره‪ ،‬ويدّع��ي أنه‬ ‫ال يس��تطيع العي��ش دون أن‬ ‫يتبارك يومياً به��ذه الصورة‪،‬‬ ‫وبعد فت��رة جاء إلى الس��جن‬ ‫ضاب��ط جديد من أبناء مدينة‬ ‫حم��اه ودخ��ل ه��ذا الضابط‬ ‫ذات ي��وم إل��ى المهجع‪ ،‬فرأى‬ ‫ٍ‬ ‫الص��ورة ف��وق س��رير ه��ذا‬ ‫الس��جين‪ ،‬فطلب من عناصر‬ ‫الس��جن إخ��راج الص��ورة من‬ ‫المهج��ع ألن الم��كان ال يليق‬ ‫بها‪ ،‬فحصلت مش��ادة كالمية‬ ‫بين��ه وبي��ن ه��ذا الس��جين‪،‬‬ ‫ولكن الضابط قال له‪ :‬ال يليق‬

‫بهذه الص��ورة أن تكون أمام‬ ‫أمثالك من المجرمين‪.‬‬ ‫ويضي��ف محمد‪ :‬جُ��نّ جنون‬ ‫عاش��ق األس��د بع��د إخ��راج‬ ‫الصورة م��ن المهجع‪ ،‬وقامت‬ ‫الدنيا ولم تقعد‪ ،‬ووصل األمر‬ ‫إلى مس��تويات عليا في نظام‬ ‫األس��د‪ ،‬وكانت النتيجة إرجاع‬ ‫الص��ورة إلى المهجع بعد أيام‬ ‫قليلة‪.‬‬ ‫ويتاب��ع محمد‪ :‬ل��م نرَ بعدها‬ ‫الضاب��ط ال��ذي كان ق��د أمر‬ ‫بإخراج الص��ورة‪ ،‬وقال بعض‬ ‫السجناء إنه تمت معاقبة هذا‬ ‫الضاب��ط وت��م تس��ريحه من‬ ‫الخدمة‪ ،‬فيما قال بعضهم إنه‬ ‫ت��م تحويله إلى س��جن تدمر‬ ‫العسكري‪.‬‬ ‫ويخت��م محم��د‪ :‬هك��ذا كن��ا‬ ‫نعيش في سوريا األسد‪ ،‬التي‬ ‫كان فيها الحق باط ً‬ ‫ال والباطل‬ ‫حقاً‪.‬‬ ‫كثي��رة هي القص��ص التي ال‬ ‫ي��كاد العق��ل البش��ري يقوى‬ ‫على تصديقها‪ ،‬كانت تحصل‬ ‫بالفعل ف��ي بلد مختطفة من‬ ‫قبل عائلة األسد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بلدٌ أصبح��ت أث��را بعد عين‬ ‫بفضل نظام يدّعي المقاومة‬ ‫والممانعة بحسب مراقبين‪.‬‬

‫الش��بان الس��وريين الممنوعين‬ ‫م��ن العم��ل‪ ،‬واﻻس��تقرار‪،‬‬ ‫والمتطلعين لمس��تقبل أفضل‪،‬‬ ‫ولحياة بسﻻم وأمان‪.‬‬ ‫رفضت فاطم��ة مرافق��ة أخيها‪،‬‬ ‫خوفاً م��ن مخاطر البحر‪ ،‬وما بعد‬ ‫البح��ر‪ ،‬ومما س��معته من بعض‬ ‫المتش��ددين المعارضي��ن ل��كل‬ ‫اﻷمور‪.‬‬ ‫وبع��د أش��هر تقدم رج��ل أردني‬ ‫منفصل ع��ن زوجت��ه لخطبتها‪،‬‬ ‫وترددت فاطم��ة وأخوها‪ ،‬ولكن‬ ‫اﻷم��م المتحدة منحت��ه وعائلته‬ ‫هجرة إلى أمريكا‪.‬‬ ‫وفي ظ��ل تعنت فاطمة ورفضها‬ ‫لفكرة الس��فر‪ ،‬وتمسكها بأقوال‬ ‫البع��ض‪ ،‬دون محاول��ة التأك��د‬ ‫م��ن صحته��ا‪ ،‬وع��دم قدرته��ا‬ ‫عل��ى الع��ودة إلى س��وريا‪،‬حيث‬ ‫والدها وزوجت��ه الجديدة‪ ،‬قررت‬ ‫فاطمة‪ ،‬ابنة السبعة عشر ربيعاً‪،‬‬ ‫الموافق��ة على الزواج من الرجل‬

‫اﻷردني الذي يكبرها ب ‪ 13‬عاماً‪.‬‬ ‫ولم تكن فاطم��ة تعلم كغيرها‬ ‫م��ن الس��وريين‪ ،‬ب��أن القان��ون‬ ‫اﻷردن��ي ﻻ يخول للرج��ل الزواج‬ ‫م��ن ام��رأة ثاني��ة‪ ،‬دون موافقة‬ ‫زوجته األولى‪.‬‬ ‫وهن��ا تكم��ن الطام��ة الكب��رى‪،‬‬ ‫فقد تس��بب هذا القانون بطﻻق‬ ‫الكثي��ر من النس��اء الس��وريات‪،‬‬ ‫وخصوص��اً أن الكثي��ر منه��ن‬ ‫تزوّجن وهن قاصرات‪.‬‬ ‫ويلج��أ الس��وريون ف��ي اﻷردن‬ ‫لتزوي��ج القاص��رات ﻷس��باب‬

‫عديدة يتذرع��ون بها‪ ،‬اجتماعية‬ ‫واقتصادي��ة‪ ،‬نتيج��ة الضغ��وط‬ ‫التي فرضته��ا الحي��اة الجديدة‪،‬‬ ‫أو الع��ادات والتقالي��د‪ ،‬أو طمع��اً‬ ‫باﻻس��تقرار لبناتهم كون الرجل‬ ‫اﻷردني ابن البلد‪.‬‬ ‫وبع��د أن تزوجت فاطمة وحملت‬ ‫بطفل��ة‪ ،‬ع��ادت ضرته��ا ﻻبتزاز‬ ‫زوجه��ا ب��أوﻻده وبات��ت فاطمة‬ ‫س��يدة مطلق��ة وتحم��ل ع��بء‬ ‫طفلته��ا‪ ،‬وبﻻ أه��ل أو وط��ن‪،‬‬ ‫سيما أن القانون اﻷردني أيضاً ﻻ‬ ‫يمنح الجنسية ﻻبنتها‪.‬‬

‫ويلجأ الس��وريون ف��ي اﻷردن‬ ‫لتزوي��ج القاص��رات ﻷس��باب‬ ‫عدي��دة يتذرع��ون به��ا‪،‬‬ ‫اجتماعي��ة واقتصادية‪ ،‬نتيجة‬ ‫الضغوط التي فرضتها الحياة‬ ‫الجديدة‪ ،‬أو العادات والتقاليد‪،‬‬ ‫أو طمع��اً باﻻس��تقرار لبناتهم‬ ‫كون الرجل اﻷردني ابن البلد‪.‬‬

‫وبع��د أن تزوج��ت فاطم��ة‬ ‫وحمل��ت بطفلة‪ ،‬عادت ضرتها‬ ‫ﻻبتزاز زوجها ب��أوﻻده وباتت‬ ‫فاطمة س��يدة مطلقة وتحمل‬ ‫ع��بء طفلته��ا‪ ،‬وبﻻ أه��ل‬ ‫أو وط��ن‪ ،‬س��يما أن القان��ون‬ ‫اﻷردني أيضاً ﻻ يمنح الجنسية‬ ‫ﻻبنتها‪.‬‬

‫ال�ضابط غري املدعوم‬ ‫فقط في س��وريا األسد يكون‬ ‫العنصر الع��ادي المدعوم هو‬ ‫اآلم��ر الناه��ي‪ ،‬وفي س��وريا‬ ‫األس��د أيضاً يكون الس��جين‬ ‫المدع��وم أعل��ى س��لطة من‬ ‫مدير السجن‪.‬‬ ‫محم��د ‪ 50‬عاماً كان س��جيناً‬ ‫في س��جن حم��ص المركزي‬ ‫في عام ‪ 1998‬أي عندما كان‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪11‬‬


‫حكايا‬

‫�صيد الطيور‪ ..‬الهواية التي تكرهها احلرب‬ ‫صيد الطيور‪ ،‬هي واحدة من الهوايات التي يمارسها الناس‬ ‫في محافظة ادل��ب وينتظرون موسمها على بفارغ الصبر‪،‬‬ ‫وهي عند بعض العائالت فن البد من تعليمه ألوالدهم منذ‬ ‫ّ‬ ‫يتخطى كل‬ ‫نعومة أظافرهم وبالنسبة للبعض اآلخر هي إدمان‬ ‫الخطوط الحمراء بممارسته‪ ،‬قال توقفهم عنها ال القوانين وال‬ ‫حتى الحروب‪.‬‬

‫وسيم درويش‬ ‫صي��د الطي��ور‪ ،‬ه��ي واحدة‬ ‫من الهوايات التي يمارس��ها‬ ‫الناس ف��ي محافظ��ة ادلب‬ ‫وينتظ��رون موس��مها عل��ى‬ ‫بف��ارغ الصب��ر‪ ،‬وه��ي عند‬ ‫بعض العائالت فن البد من‬ ‫تعليمه ألوالدهم منذ نعومة‬ ‫أظافرهم وبالنسبة للبعض‬ ‫ّ‬ ‫يتخطى كل‬ ‫اآلخر هي إدمان‬ ‫الخطوط الحمراء بممارسته‪،‬‬ ‫قال توقفهم عنها ال القوانين‬ ‫وال حتى الحروب‪.‬‬ ‫الصي��اد يك��ون بالع��ادة‬ ‫عارف��اً بكثي��ر م��ن األحوال‬ ‫الت��ي تخفى عل��ى اآلخرين‬ ‫فكثرت تنقله في البحث عن‬ ‫أراضي الصي��د تجعله عالماً‬ ‫بتضاريسها‪ ،‬ويلتقي بالناس‬ ‫من ش��تى المناط��ق‪ ،‬يعرف‬ ‫أحوالهم ولغاتهم وعاداتهم‬ ‫وتقاليدهم ومصادر رزقهم‬ ‫ويحفظ األس��ماء والمناطق‬ ‫وم��وارد المي��اه واألماك��ن‬ ‫المأهولة وغير المأهولة‪.‬‬ ‫يب��دأ موس��م الصي��د ف��ي‬ ‫األول م��ن ش��هر أيل��ول من‬ ‫ّ‬ ‫كل ع��ام وينته��ي منتصف‬ ‫شهر ش��باط‪ ،‬حيث يكون قد‬ ‫ب��دأ موس��م الت��زاوج لكافة‬ ‫أنواع الطرائد التي يحبّذها‬ ‫الصي��ادون‪ ،‬وه��و م��ا يحتم‬ ‫حسب أخالقهم التوقف عن‬ ‫مزاولة هوايتهم حفاظاً على‬ ‫األنواع من االنقراض‪ ،‬وتلك‬ ‫الفت��رة الممت��دة في فصلي‬ ‫الخري��ف والش��تاء يس��تغلها‬ ‫مدمني الصي��د بمغامرات ال‬ ‫يمكنهم العيش دونها‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫الحج��ل والف��ري وال��وروار‬ ‫والدرغ��ل‪ ،‬ه��ي م��ن أب��رز‬ ‫وأثم��ن أن��واع الطي��ور‬ ‫الت��ي ينتظره��ا ويالحقه��ا‬ ‫الصي��ادون ف��ي إدل��ب‪،‬‬ ‫وتختل��ف أماك��ن صيده��ا‬ ‫باخت�لاف أنواعه��ا‪ ،‬فف��ي‬ ‫حي��ن يتركز تموض��ع طيور‬ ‫الحجل في المناطق الجبلية‪،‬‬ ‫وأهمه��ا جب��ل الزاوية‪ ،‬تجد‬ ‫أن س��بخة أب��و الضهور من‬ ‫أغنى المناطق على اإلطالق‬ ‫بالطي��ور البرية المهاجر في‬ ‫فص��ل الش��تاء من الش��مال‬ ‫ّ‬ ‫كالب��ط البرّي‬ ‫إل��ى الجنوب‬ ‫و الوزّ الب��ري‪ ،‬وهناك أيضا‬ ‫مناطق أخرى كسد قسطون‬ ‫ومناطق في جس��ر الش��غور‬ ‫تعتب��ر م��ن األماك��ن ذات‬ ‫الطرائ��د‪ ،‬عدا ع��ن األرانب‬ ‫البري��ة وعصافير التين ذات‬ ‫الش��عبية األكب��ر م��ن حيث‬ ‫مذاقها اللذيذ وكثرة عددها‬ ‫وتوافرها على مدار العام‪.‬‬ ‫ل��م يك��ن الصيد مس��موحاً‬ ‫وال بأي ش��كل من األش��كال‬ ‫م��ا قبل الث��ورة‪ ،‬حيث كانت‬ ‫القواني��ن حازم��ة بح��ق‬ ‫الصيادي��ن وتج��ار بن��ادق‬ ‫الصي��د‪ ،‬ولكن ه��ذا لم يكن‬ ‫يمنع عشّ��اق ه��ذه الهواية‬ ‫م��ن المخاط��رة والمغامرة‪،‬‬ ‫يقول «عبد الباري الخطيب»‬ ‫وه��و ال��ذي يم��ارس ه��ذه‬ ‫الهواي��ة منذ ‪ 25‬عام��اً‪ :‬كنا‬ ‫نذهب برحالت صيد س��ريّة‬ ‫للغاي��ة وباعتب��ار الصيادين‬ ‫عل��ى معرف��ة ببعضهم في‬

‫أغل��ب المناط��ق‪ ،‬فق��د كان‬ ‫التنس��يق بيننا ف��ي تنظيم‬ ‫الرح�لات على درج��ة عالية‬ ‫م��ن التكتي��ك والمه��ارة‪،‬‬ ‫وأغل��ب المناط��ق الت��ي كنا‬ ‫نقصدها هي البادية وتدمر‬ ‫حي��ث تعتب��ر فيه��ا منطقة‬ ‫أبو رجمين وجب��ال البلعاس‬ ‫مكاناً للتناف��س فيما بيننا‪،‬‬ ‫ويضي��ف ضاح��كاً‪ :‬حق��ول‬ ‫ش��اعر النفطية كانت فقط‬ ‫عب��ارة ع��ن آبار محف��ورة ال‬ ‫تستثمر وقد كنا نبني خياماً‬ ‫بجانبها لقضاء فترة تتجاوز‬ ‫عش��رة أي��ام ف��ي رح�لات‬ ‫صيدنا التي اشتقنا لها‪.‬‬ ‫وعن واقع الصي��د بعد قيام‬ ‫ّ‬ ‫ظ��ل احت��دام‬ ‫الث��ورة وف��ي‬ ‫الوض��ع األمن��ي ي��وق عب��د‬ ‫الباري‪ :‬بعد الثورة انحصرت‬ ‫رحالت الصيد ف��ي مناطقنا‬ ‫حي��ث ل��م يع��د باإلم��كان‬ ‫التنق��ل كم��ا ف��ي األم��س‬ ‫القريب‪ ،‬وم��ا زاد في الطين‬ ‫ب ّل��ة أن مناطقن��ا أصبح��ت‬ ‫م�لاذاً للنازحين ومن بينهم‬ ‫عش��رات الصيادي��ن‪ ،‬ذل��ك‬ ‫األمر أدى لضيق المس��احات‬ ‫وكث��ر ع��دد الصيادي��ن‬ ‫فيه��ا‪ ،‬وال��ذي انعكس على‬ ‫س��لباً عل��ى وض��ع الطي��ور‬ ‫والحيوان��ات البرية المقيمة‪،‬‬ ‫حي��ث ب��ات أغلبه��ا مه��دداً‬ ‫باإلنق��راض كطي��ر الحجل‬ ‫والحس��ون‪ ،‬وأهمه��ا طي��ر‬ ‫الحسّ��ون الذي ق ّلت أعداده‬ ‫بنس��بة تزي��د ع��ن ‪،% 95‬‬ ‫ويع��ود الس��بب ف��ي ذل��ك‬ ‫لتع��دي بع��ض الصيادي��ن‬ ‫بالش��بك‬ ‫واصطياده��م‬ ‫الستعماله في تهجين طيور‬ ‫الكن��اري‪ ،‬أو بيع��ه للتجّ��ار‬ ‫للخ��ارج واس��تالم ثمن��ه‬ ‫بالدوالر‪.‬‬ ‫أدوات الصيد‪:‬‬ ‫ب��ارودة الصي��د الهوائي��ة‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫أو ب��ارودة الضغ��ط (جف��ت‬ ‫الصي��د) م��ن أبرز األس��لحة‬ ‫التي يس��تعملها الصيادون‪،‬‬ ‫وتتع��دد ذخيرته��ا حس��ب‬ ‫الحاج��ة‪ ،‬ويحم��ل كل صياد‬ ‫معه عادة إما ب��ارودة واحدة‬ ‫أو بارودتي��ن مختلفتين في‬ ‫الن��وع‪ ،‬كم��ا يرتدي س��ترة‬ ‫خاص��ة لتخزين طلقات هذه‬ ‫البواري��د والتي يطلق عليها‬ ‫اسم الفشك أو الخرطوش‪.‬‬ ‫ولطلع��ات الصي��د طرائ��ق‬ ‫حسبما يقول إسراء محروق‪:‬‬ ‫الخيم��ة وع��دة الكي��ف كما‬ ‫وه��ي عب��ارة ع��ن ابري��ق‬ ‫الش��اي وس��كر وف��ي أغلب‬ ‫األحيان مخصصات الش��واء‬ ‫من سياخ وش��بكة باإلضافة‬ ‫ألواني المي��اه وأيضا أجهزة‬ ‫جم��ع العصافير ‪ MP3‬وكل‬ ‫م��ا تتطلب��ه الرحل��ة م��ن‬ ‫وس��ائل للترفي��ه كالكاميرا‬ ‫والعصائ��ر‪ ،‬فرحل��ة الصي��د‬ ‫بحد ذاتها هي رحلة للتسلية‬ ‫وإعادة النشاط‪.‬‬ ‫كان��ت كالب الصيد رفيقاً ال‬ ‫يمكن الذه��اب دونه‪ ،‬ولكن‬ ‫ه��ذا الفلكل��ور انته��ى أثناء‬ ‫الثورة بس��بب ق ّلة االهتمام‬ ‫بها نتيجة لألوضاع الراهنة‪،‬‬ ‫وهنا يقول إس��راء‪ :‬في كثير‬ ‫من األحيان النجد مكاناً آمناً‬ ‫ألنفس��نا لنعيش فيه فكيف‬ ‫لتلك الكالب المسكينة التي‬ ‫أعتق��د أن أغلبه��ا ق��د غادر‬ ‫المنطق��ة هارب��اً من قصف‬ ‫الطائ��رات الوحش��ي الذي ال‬ ‫يميز بين حيوان أو إنسان‪.‬‬ ‫م��ع س��اعات الفج��ر يب��دأ‬ ‫الصيد‪:‬‬ ‫أبو أيمن‪ ،‬يتحدث عن الوقت‬ ‫الذي يبدأ فيه الصياد رحلته‪،‬‬ ‫والت��ي غالب��اً م��ا تب��دأ بعد‬ ‫منتص��ف اللي��ل بس��اعتين‪:‬‬ ‫تبدأ عادة رحل��ة الصيد عند‬ ‫الثالث��ة فجراً إل��ى المنطقة‬

‫الت��ي تك��ون ق��د حُ��دّدت‬ ‫مس��بقاً‪ ،‬ويجهّ��ز كل من��ا‬ ‫بارودة صيده وس��ترته التي‬ ‫تحتوي على مخازن للفش��ك‬ ‫باالضاف��ة لعل��ب الس��جائر‬ ‫وعدة الشاي والقهوة وبعض‬ ‫الصندويش��ات للفطور‪ ،‬ومع‬ ‫وصولنا للمنطق��ة يأخذ كل‬ ‫ف��رد م��ن المجموع��ة مكاناً‬ ‫ممي��زاً قب��ل أن يس��بقنا‬ ‫إلي��ه الصي��ادون‪ ،‬وهن��اك‬ ‫نش��غّل تغريدات العصافير‬ ‫عب��ر جوّاالتن��ا أو رادي��و‬ ‫لج��ذب الطي��ر إل��ى موقعنا‬ ‫ويمكنن��ا أيض��اً أن نصفّ��ر‬ ‫ونق ّل��د الص��وت‪ ،‬وتبدأ رحلة‬ ‫المط��اردة الت��ي تتطل��ب‬ ‫منّ��ا تركي��زاً كام� ً‬ ‫لا لرصد‬ ‫م��كان الطير والق��درة على‬ ‫التصوي��ب‪ ،‬فأه��م أم��ر في‬ ‫الصيد ه��و الخب��رة الكبيرة‬ ‫والق��درة عل��ى التخفي قدر‬ ‫اإلم��كان ع��ن الطي��ر كي ال‬ ‫يهرب‪.‬‬ ‫يخت��ار الصي��ادون موقعاً له‬ ‫ع��دّة ش��روط كالمس��احة‬ ‫الواسعة جداً كي يستطيعوا‬ ‫أن يتحرّكوا بسهولة وحرية‬ ‫واأله��م أال يتع��دّوا عل��ى‬ ‫نطاق صياد آخر‪.‬‬ ‫يتابع ف��ي هذا الس��ياق أبو‬ ‫أيمن‪ :‬هناك اتفاقية اس��مها‬ ‫«الجنتلم��ان» الت��ي تس��ود‬ ‫بين الصيادين وتنصّ على‬ ‫ابتع��اد كل صي��اد عن اآلخر‬ ‫لمس��افة تتراوح بي��ن الـ ‪40‬‬ ‫إل��ى ‪ 50‬مت��راً عل��ى األقل‪،‬‬ ‫لتجن��ب حدوث أية مش��اكل‬ ‫بينهم‪ ،‬أما سالح الصيد فهو‬ ‫س�لاح ش��خصي ال يمكن أن‬ ‫يعيره الصياد لصياد آخر‪.‬‬


‫ثقافة‬

‫حكايات مهملة يف كتاب‬ ‫في عودة إلى التاريخ ألخذ الدروس والعبر من حوادث متفرّقة‬ ‫ظاهراً ضمّتها دمشق في عصرها الحديث‪ ،‬وتناساها – ربّما‬ ‫– عن عمد الكتّاب والحكومات‪ ،‬ينتقي «سامي مروان مبيّض»‬ ‫الم��ؤرّخ والكاتب‪ ،‬قصصاً (تبدو) متفرّقة من تاريخ س��ورية‬ ‫المهم��ل‪ ،‬ويضعها في كتابه «تاريخ دمش��ق المنس��يّ‪ ،‬أربع‬ ‫حكايات ‪ »1936 1916-‬الذي صدر حديثاً عن «دار الريس»‪.‬‬

‫بشار فستق‬ ‫أن‬ ‫ال يخف��ي «مبيّ��ض» ّ‬ ‫م��ا يضمّ��ه الكت��اب م��ن‬ ‫دراسات هي منشورة سابقاً‬ ‫باإلنكليزيّ��ة‪ ،‬كم��ا ال يخفي‬ ‫س��عيه إل��ى تقدي��م ه��ذه‬ ‫الم��ادّة بهدف ق��راءة الواقع‬ ‫الس��وريّ الي��وم وفهم��ه‪،‬‬ ‫كما المس��تقبل‪ ،‬عن طريق‬ ‫التحليل العلميّ‪.‬‬ ‫قسّ��م الكت��اب إل��ى أربع��ة‬ ‫ّ‬ ‫ل��كل حكاية فصل‪،‬‬ ‫فصول‪،‬‬ ‫وس��مّى الكات��ب ًاّ‬ ‫كل منه��ا‬ ‫«منس��يّة»‪ .‬فف��ي الحكاي��ة‬ ‫المنس��يّة األول��ى‪ ،‬يفصّل‬ ‫الكات��ب أحداث أس��بوع من‬ ‫تاري��خ دمش��ق‪ ،‬وتحدي��داً‬ ‫ف��ي خريف ‪1918‬م��ع نهاية‬ ‫الح��رب العالميّ��ة األول��ى‬ ‫واإلمبراطوريّ��ة العثمانيّة‪،‬‬ ‫ي��وم خرج��وا م��ن مدين��ة‬ ‫دمش��ق‪ ،‬ودخل��ت الجي��وش‬ ‫العربيّ��ة واإلنكليزيّة إليها‪.‬‬ ‫فق��د اضط��رّ العثمانيّ��ون‬ ‫إلى االنس��حاب من دمش��ق‬ ‫تح��ت وط��أة ني��ران مدافع‬ ‫جيوش الحلفاء‪ .‬وكان ّ‬ ‫سكان‬ ‫المدينة ال يزالون تحت وطأة‬ ‫ما خ ّلفته الح��رب‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إل��ى المجاعة الكب��رى التي‬ ‫أكل��ت بي��روت‪ ،‬فدفع��ت‬ ‫بأهلها إلى دمشق كالجئين؛‬ ‫ّ‬ ‫س��كان دمشق‬ ‫ليصبح عدد‬ ‫الضعفين‪ .‬وهنا يعلن األمير‬ ‫س��عيد الجزائ��ريّ (حفي��د‬ ‫األمير عبد الق��ادر) في وجه‬ ‫جمال باش��ا الصغي��ر (حاكم‬ ‫دمشق)‪« :‬إنّني كجدي عبد‬ ‫الق��ادر العظي��م أرغ��ب في‬ ‫المحافظ��ة عل��ى األرواح‪،‬‬ ‫ومن��ع االعتداء على النس��اء‬ ‫واألطف��ال‪ ،‬والوق��وف دون‬ ‫النهب والسلب‪ ،‬وما قد يحدث‬ ‫بين الطوائ��ف المختلفة من‬ ‫أن��اس ال أخالق له��م»‪ ،‬وقد‬ ‫واف��ق األمي��ر س��عيد عل��ى‬ ‫طلب حماية الحاكم بش��رط‬ ‫انس��حاب جمي��ع الق��وّات‬ ‫العثمانيّ��ة واأللمانيّ��ة من‬ ‫المدين��ة‪ .‬و أن��زل العل��م‬ ‫التركيّ عن سارية السراي‬ ‫الكبير ليرف��ع بد ً‬ ‫ال عنه علم‬ ‫ّ‬ ‫الثورة العربيّة‪ ،‬وشكل أوّل‬

‫حكومة‪ ،‬ثمّ تنازل للشريف‬ ‫ناصر عن الكرسيّ؛ وبذلك‬ ‫حاف��ظ الدمش��قيّون عل��ى‬ ‫مدينتهم‪.‬‬ ‫الحكاي��ة المنس��يّة الثانية‪،‬‬ ‫م��ن أيّ��ام االنت��داب‬ ‫الفرنس��يّ‪ ،‬بعدم��ا قسّ��م‬ ‫س��ورية إلى خم��س دويالت‬ ‫صغي��رة (دمش��ق‪ ،‬حل��ب‪،‬‬ ‫س��نجق ل��واء اس��كندرون‪،‬‬ ‫جب��ل العلويي��ن‪ ،‬وجب��ل‬ ‫ال��دروز)‪ ،‬وكان قد فصل من‬ ‫أراضي دمش��ق عدّة أقضية‬ ‫(حاصبيّ��ا‪ ،‬راش��يا‪ ،‬بعلب��ك‪،‬‬ ‫س��هل البق��اع) وضمّها إلى‬ ‫(دولة) لبنان الناشئة‪ .‬وبهذا‬ ‫سُ��جّل أوّل تقسيم عرفته‬ ‫األرض الس��وريّة وقامت به‬ ‫فرنسا‪ ،‬وفرضت أوّل اتّحاد‬ ‫فيدرال��يّ بي��ن الدوي�لات‬ ‫الثالث (دمش��ق‪ ،‬حلب‪ ،‬جبل‬ ‫العلويّي��ن) ف��ي حزي��ران‬ ‫‪ ،1922‬كم��ا أدخل��ت كلم��ة‬ ‫«عل��ويّ» إل��ى القام��وس‬ ‫الس��وريّ‪ ،‬عل��ى أس��اس‬ ‫أنّه��ا للتفري��ق بينهم وبين‬ ‫المس��لمين الس��نّة‪ ،‬الذي��ن‬ ‫سمّوا في أوراقها الرسميّة‬ ‫بالمحمّديّين‪.‬‬ ‫ي��رى «مبيّ��ض» ف��ي هذه‬ ‫أن السوريّين سعوا‬ ‫الحكاية ّ‬ ‫إلنه��اء االتّح��اد الفدراليّ‪،‬‬ ‫ألنّه ل��م يأخذ ف��ي االعتبار‬ ‫تاري��خ الب�لاد وال ع��ادات‬ ‫أهلها‪ ،‬وكذلك استثنى جبل‬ ‫لبنان وجبل الدروز وس��نجق‬ ‫اللواء م��ن االتّحاد‪ ،‬مع أنّها‬ ‫جزء م��ن األرض الس��ورية‪،‬‬ ‫إضافة إلى تعامل فرنسا مع‬ ‫األق ّليّات ف��ي االتّحاد على‬ ‫أنّه��م جيوب‬ ‫طائفيّة‪،‬‬ ‫مسقطة‬ ‫المواطنيّة‬ ‫عنه��م‪ ،‬فكان‬ ‫بالمجمل‬ ‫مشروعاً‬ ‫استعماريّاً؛‬ ‫دف��ع‬ ‫م��ا‬ ‫السوريّين‬ ‫إلى إنهاء هذه‬ ‫الفيدراليّة‪،‬‬

‫وإعالن ّ‬ ‫حل اتّحادها مع بدء‬ ‫عام ‪.1924‬‬ ‫منس��يّة ثالث��ة‪ ،‬يحكي فيها‬ ‫«مبيّ��ض» ضم��ن «تاري��خ‬ ‫دمشق المنسيّ» عن واحدة‬ ‫أع��رق الجامع��ات العربيّة‪،‬‬ ‫وهي الجامعة السوريّة‪.‬‬ ‫إذ كان��ت نواته��ا األول��ى‬ ‫في ع��ام ‪ ،1903‬بتأس��يس‬ ‫«معه��د الط��بّ العثماني»‬ ‫ق��رب مج��رى نه��ر ب��ردى‪،‬‬ ‫أن بناءها‬ ‫ويذكر المبيّ��ض ّ‬ ‫كان ثال��ث بن��اء تصل��ه‬ ‫الكهرباء (في ع��ام ‪،)1907‬‬ ‫بعد إن��ارة الجام��ع األمويّ‪،‬‬ ‫ومبنى الس��راي الكبير‪ .‬بعد‬ ‫س��نين نقل معه��د الحقوق‬ ‫إلى دمش��ق من بيروت التي‬ ‫ضربته��ا المجاعة مع اندالع‬ ‫الحرب العالميّة األولى‪.‬‬ ‫ويرى المؤ ّلف أنّه ومن خالل‬ ‫حكاية «الجامعة الس��وريّة»‬ ‫يمكننا قراءة تاريخ س��ورية‬ ‫الحديثة‪ ،‬وكيف تحوّلت من‬ ‫من��ارة علميّة عرف��ت الكثر‬ ‫من العظماء‪ ،‬وخرّجت‪ ،‬على‬ ‫مدى عشرات السنين‪ ،‬اآلالف‬ ‫من األكاديميّين المتميّزين‬ ‫بمختل��ف االختصاصات‪ ،‬إلى‬ ‫أن انحدرت وآلت إلى ما هي‬ ‫عليه مع بداية السبعينيّات‪.‬‬ ‫أخي��راً‪ ،‬الحكاي��ة المنس��يّة‬ ‫الرابع��ة‪ ،‬الت��ي خ��صّ‬ ‫فيه��ا الكات��ب أوّل رئي��س‬ ‫س��وريّ منتخ��ب‪ ،‬وال��ذي‬ ‫يُعدّ مؤسّ��س الجمهوريّة‬ ‫الس��وريّة‪ ،‬وه��و الرئي��س‬ ‫محمّد علي العابد‪ ،‬أحد أبناء‬ ‫العائ�لات الدمش��قيّة‪ .‬فقد‬ ‫نجح العابد ف��ي االنتخابات‪،‬‬ ‫وألقى خطاب القسم في ‪11‬‬ ‫حزيران ‪ ،1932‬كأوّل رئيس‬ ‫للجمهوريّ��ة الس��وريّة‪،‬‬ ‫واس��تطاع إرس��اء اللبن��ات‬ ‫األساسيّة للجمهوريّة‪ ،‬قبل‬ ‫أن يق��رّر االس��تقالة نهاي��ة‬ ‫ع��ام ‪ ،1936‬قب��ل نهاي��ة‬ ‫واليته‪ ،‬داعياً إل��ى انتخابات‬ ‫رئاس��يّة ّ‬ ‫مبك��رة‪ ،‬ليغ��ادر‬ ‫ً‬ ‫الرئاسة بإرادته‪ ،‬خالفا ّ‬ ‫لكل‬ ‫الرؤس��اء الذين تعاقبوا على‬ ‫حكم سورية‪.‬‬

‫تلميذ‬ ‫�أفظع من‬ ‫�أ�ساتذته‬ ‫المحرّر الثقافيّ‬ ‫أثارت جائ��زة نوبل ف��ي األدب‬ ‫الت��ي صدرت نتيجتها قبل أيّام‬ ‫ردود أفعال عديدة متباينة‪ ،‬فقد‬ ‫نالها األميرك��يّ «بوب ديالن»‬ ‫كمغ��ن‪ ،‬بينم��ا جرت‬ ‫المش��هور‬ ‫ٍ‬ ‫أن تُمنح ه��ذه الجائزة‬ ‫الع��ادة ّ‬ ‫سنويّاً ومنذ سنة ‪ 1901‬لكاتب‬ ‫قدّم «خدمة كبيرة لإلنس��انيّة‬ ‫من خ�لال عمل أدب��يّ وأظهر‬ ‫مثاليّة قويّة» بحس��ب وصيّة‬ ‫مؤسّسها «ألفرد نوبل»‪.‬‬ ‫واختصّ الس��وريّون بالمزيد‬ ‫م��ن التعليقات عل��ى منح هذه‬ ‫الجائ��زة ألس��باب إضافيّ��ة‬ ‫تتع ّلق بهم؛ فمتس��وّل الجائزة‬ ‫الس��وريّ «عل��ي أحمد س��عيد‬ ‫إس��بر» ال��ذي لقّ��ب نفس��ه ب��ـ‬ ‫«أدوني��س» لم يت��رك باباً دون‬ ‫أن يطرق��ه ليقت��رب م��ن هذه‬ ‫الجائ��زة‪ ،‬وصار س��خرية للكثير‬ ‫ج��رّاء ذل��ك‪ ،‬حتّ��ى أنّ��ه كان‬ ‫يح��اول التع��رّف عل��ى جيران‬ ‫شخصيّات يُعتقد بأنّها أعضاء‬ ‫في اللجنة التي ترشّح األسماء‪،‬‬ ‫وم��ا زاد ف��ي نفور الس��وريّين‬ ‫من��ه ظه��ور وجه��ه الطائف��يّ‬ ‫الكريه الذي يتنافى أساس��اً مع‬ ‫اإلب��داع أو العمل الثقافيّ على‬ ‫ّ‬ ‫األقل‪ ،‬كما قام بعض رسّ��امي‬ ‫الكاريكاتي��ر بتصوي��ره مغنّياً‪،‬‬ ‫وتحوير اس��مه بما يش��به اسم‬ ‫من نال الجائزة لهذه السنة‪.‬‬ ‫أن الكاتب‬ ‫بينما تمنّى آخرون لو ّ‬ ‫الس��وريّ «س��ليم ب��ركات»‬ ‫نالها‪ ،‬ورؤوا أنّه يس��تحقّ هذه‬ ‫الجائ��زة‪ ،‬وهو الكات��ب الذي ال‬ ‫تأتي عل��ى ذكره أجهزة اإلعالم‬ ‫أو التعليم األسديّة‪ ،‬سيراً على‬ ‫نهجها المعهود في التعامل مع‬ ‫المواطني��ن المبدعين الذين ال‬ ‫يمتدح��ون عبقريّ��ة القائد‪ ،‬أو‬ ‫مس��يرات اإلص�لاح والتطوير‪،‬‬ ‫وما ش��اكل ذل��ك‪ ،‬وه��م خارج‬ ‫س��يطرتها‪ ،‬ف�لا تأت��ي عل��ى‬ ‫ذكرهم البتّة‪.‬‬ ‫لكنّ نقيب الفنّانين األسديّين‬ ‫خ��رج عن ه��ذا النه��ج‪ ،‬فأعلن‬ ‫تفعي��ل م��ا أس��ماه «مجل��س‬ ‫تأديب» وس��رعان ما أصدر هذا‬ ‫المجل��س بالغ��اً بح��قّ ثمانية‬ ‫فنّانين هم‪« :‬جمال س��ليمان‪،‬‬ ‫عب��د الحكي��م قطيف��ان‪ ،‬م��ي‬

‫س��كاف‪ ،‬مكس��يم خلي��ل‪ ،‬لويز‬ ‫عبد الكريم‪ ،‬سميح شقير‪ ،‬عبد‬ ‫الق��ادر المنال‪ ،‬م��ازن الناطور»‪،‬‬ ‫من أجل المث��ول أمام المجلس‬ ‫المذك��ور بناء على قرار مجلس‬ ‫نقابة (زهير رمضان) في س��نة‬ ‫‪ ،2014‬لتأديبه��م‪ ،‬وال يختل��ف‬ ‫الكثي��رون ح��ول س��عة معرفة‬ ‫ه��ؤالء الفنّاني��ن الثقافيّ��ة‪،‬‬ ‫ونب��ل مواقفه��م وتوجّهاته��م‬ ‫السياس��يّة والوطنيّة‪ .‬وهذا ال‬ ‫أن العديد م��ن الفنّانين‬ ‫يعن��ي ّ‬ ‫يمتلك��ون مث��ل معرفته��م‬ ‫ومواقفه��م‪ ،‬لك��ن ربّم��ا لع��ب‬ ‫الحقد الش��خصيّ الذي يتفوّق‬ ‫فيه كائن مخابراتيّ مثل نقيب‬ ‫الفنّاني��ن‪ ،‬دوراً إضافيّ��اً ف��ي‬ ‫انتقاء هذه األسماء‪.‬‬ ‫على النقيض‪ ،‬يض��يّء الفنّان‬ ‫«جه��اد عب��دو»‪ ،‬كم��ا وصفت��ه‬ ‫الصحيف��ة البريطانيّ��ة (‪The‬‬ ‫‪ ) Guardian‬الوس��يم صاح��ب‬ ‫الوجه المريح والشعر الرماديّ‬ ‫واالبتسامة الجميلة‪ ،‬الذي ّ‬ ‫يذكر‬ ‫بشخص خرج من السجن لكنّه‬ ‫ال يصدّق أنّه حرٌ بعد‪.‬‬ ‫إن «عب��دو»‬ ‫وقال��ت الصحيف��ة ّ‬ ‫يتمتّ��ع الي��وم بالحرّيّ��ة التي‬ ‫كان ينش��دها ف��ي ب�لاده التي‬ ‫غادره��ا بعد تاري��خ طويل من‬ ‫األعمال الفنّيّ��ة الناجحة‪ ،‬فقد‬ ‫اضطرّ لمغادرة سورية‪ ،‬بعد أن‬ ‫علمت مخابرات بالده أنّه حمّل‬ ‫النظام السوريّ مسؤوليّة قتل‬ ‫األبرياء فيها‪.‬‬ ‫فه��ذه فرص��ة ليدع��و مجلس‬ ‫تأديب نقابة الفنّان األسديّين‬ ‫الفنّ��ان «عب��دو» إل��ى المثول‬ ‫أمام��ه‪ ،‬وتش��جيعاً لألجه��زة‬ ‫األمنيّ��ة األخرى‪ ،‬مثل إتّحادات‬ ‫الكتّ��اب والتش��كيليّين‪ ،‬وم��ا‬ ‫ش��ابهها من أطبّاء ومهندسين‬ ‫وعمّ��ال وط�ّل�اّ ب‪ ،‬ليمث��ل مَن‬ ‫تبقّ��ى مِن الش��عب الس��وريّ‬ ‫الذي يطالب بالحرّيّة والكرامة‬ ‫أم��ام مجل��س تأدي��ب‪ ،‬ولينال‬ ‫ش��رف الم��وت تح��ت التعذيب‬ ‫على يد األجهزة التي يساعدها‬ ‫خبراء أجان��ب‪ ،‬رغ��م مقدراتها‬ ‫العالية عالميّاً في القتل‪ ،‬ولكنّ‬ ‫النقص العدديّ فيها يستدعي‬ ‫ذلك‪ ،‬كما أنّها تس��عى للدخول‬ ‫في موسوعة «عينيتس» برقم‬ ‫قياس��يّ ف��ي ع��دد الضحاي��ا‪،‬‬ ‫كذل��ك تس��عى لينال رئيس��ها‬ ‫اقت��داء بأصدقائ��ه ومع ّلمي��ه‬ ‫الذي��ن بزّه��م كاإلرهابيّي��ن‬ ‫مناحيم بيجن وشمعون بيريز‪،‬‬ ‫جائزة نوبل في السالم‪ ،‬بتأديب‬ ‫الشعب السوريّ حتّى الموت‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪13‬‬


‫رأي‬

‫ما قلنالكم!‬ ‫أسعد شالش‬ ‫البعض ممن ينأى بنفسه‬ ‫عن اتخاذ أيّ موقف واضح‬ ‫وصريح تجاه ما تطرحه الحياة‬ ‫من قضايا ومشكالت سواء‬ ‫كانت صغيرة أو كبيرة‪ ،‬وليس‬ ‫الهدف في هذا النص البحث‬ ‫عن الباعث النفسي من تردّد‬ ‫ّ‬ ‫وتشكك هذه الشخصيّات‬ ‫السكونيّة التي تتحفنا اليوم‬ ‫بمقولتها السمجة والمعتادة‬ ‫(ما قلنا لكلون) أن تسليح‬ ‫الثورة كان خطأ استراتجياً‬ ‫وكأنه كان هنالك خيار آخر‬ ‫أمام وحشية العصابة الحاكمة‬ ‫وإجرامها في نظر أصحاب هذه‬ ‫المقولة‪ ،‬غير آخذين بعين‬ ‫االعتبار أن الثورة السورية‬ ‫مثلها مثل أية ثورة شعبية‪،‬‬ ‫والتي لم تأتِ استجابة لدعوة‬ ‫حزب أو جهة سياسية لتكن‬ ‫بالتالي تلك الجهة هي صاحبة‬ ‫القرار بالتسليح من عدمه بما‬ ‫لها من سلطة على أتباعها‬ ‫الثائرين‪.‬‬ ‫أما في حالة الثورة السورية‬ ‫والحيثيّات التي ابتدأت بها‬ ‫كان التسليح ممرّاً إجبارياً‪،‬‬ ‫ولو بقيت الثورة محافظة‬ ‫على سلميتها فلن تتوانى‬ ‫العصابة الحاكمة عن قتل‬ ‫المتظاهرين السلمين‬ ‫بالرصاص ومالحقتهم في‬

‫األزقة والحارات وحتى في‬ ‫البراري ولعمدت على هدم‬ ‫منازلهم وحرقها‪ ،‬وكلنا‬ ‫يذكر ما الذي كان يفعله‬ ‫جيش السلطة عندما يجتاح‬ ‫بلدة أو مدينة لم تحتجّ إلاّ‬ ‫بالمظاهرات السلمية ولم‬ ‫يحمل أحد من سكانها أيّ‬ ‫سالح بعد‪ ،‬وأبسط المتتبعين‬ ‫لمسيرة العصابة الحاكمة‬ ‫يدرك أن هذه العصابة شأنها‬ ‫كشأن أعتى الدكتاتوريات ال‬ ‫يمكن أن تقدم أية تنازالت‬ ‫لشعوبها إال مرغمة وكان هذا‬ ‫جليّاً منذ األيام األولى الندالع‬ ‫الثورة‪ ،‬حيث كان الردّ على‬ ‫المظاهرات المبكرة للثورة‬ ‫عنيفاً وإجرامياً‪ ،‬ولسان حال‬ ‫النظام سأقتل من يحتجّ‬ ‫سلميّاً بالرصاص أو بأيّ‬ ‫سالح فرديّ آخر وسأردّ‬ ‫على السالح الفرديّ بالمدفع‬ ‫والطائرة فالقتل‪ ،‬ثم القتل‪،‬‬ ‫ثم القتل‪.‬‬ ‫وقد قالها صراحة منذ األيام‬ ‫األولى (األسد أو نحرق البلد)‬ ‫ولم يكن الشعب السوري‬ ‫والنخب السياسية بيسارها‬ ‫ويمينها المحلية والدولية‬ ‫تتوقع أن ترتكب العصابة‬ ‫الحاكمة كل هذا اإلجرام‬ ‫والوحشية في القتل والتدمير‬

‫زمن العرب‬ ‫عبد العزيز الموسى‬ ‫المفروض أن زمن العرب‬ ‫بما كان عليه انتهى!‬ ‫وانتهى زمن الدجل‬ ‫والتضليل والشطح‬ ‫والمبالغات المسيئة للذوق‬ ‫كما هي في وسائل اإلعالم‬ ‫ومنه شكلت منجزات عربية‬ ‫شطاحة متخيلة ما زالت‬ ‫تساهم بخفض منسوب‬ ‫الذكاء العالمي!‬ ‫العصر الذي تقول فيه على‬ ‫هواك وعلى هوى أغراضك‬ ‫وعلى مزاجك راح! عصر ال‬ ‫يحاسبك فيه أحد وال يقول‬ ‫لك فيه أحد أنت كذاب‬ ‫انتهى يا محترم‪ .‬نعرف‬ ‫أن الذهنية العربية تربّت‬ ‫على أن تشطح‪ ،‬تسرح‬ ‫وتتهم وتسب وتركض في‬

‫‪14‬‬

‫كل الساحات عدا ساحة‬ ‫السلطان!‪.‬‬ ‫يقول محمد المنسي‬ ‫قنديل في مقالة عن اليمن‬ ‫السعيد أن الزمن العربي‬ ‫السعيد مربوط بالهالل‬ ‫العربي وبالماء العربي‬ ‫والقمر العربي رفيق السمر‬ ‫بشعاعه الفضي وبعده‬ ‫الموحي بالضباب وبالماء‬ ‫وبسدّ مأرب المعجز‪،‬‬ ‫مربوط بزمن ما قبل السد‬ ‫وبعد السد‪ .‬وعلى سيرة‬ ‫السد ذكر أن الخضرة التي‬ ‫حفت بالسد تواصلت لمسير‬ ‫ثالثة أشهر‪ .‬هنا أتوقف‬ ‫ليس بسبب عصور شتات‬ ‫العرب التي أعقبت انهدام‬ ‫مأرب‪ ،‬بل أتوقف عند‬

‫والتهجير واستخدام كافة‬ ‫أنواع األسلحة حتى المحظورة‬ ‫دولياً مثل الكيميائي‬ ‫والفوسفوري والعالم قاطبة‬ ‫يكتفي باإلدانة والشجب‬ ‫والفرجة‪ ،‬كما لم يكن في‬ ‫حسابات من فجر هذه الثورة‬ ‫أنها ستدول وستصبح مجا ًال‬ ‫لتصفية حسابات إقليمية‬ ‫ودولية فأيّة عبقرية يا جماعة‬ ‫(ما قلنالكم)؟ وما الخيار‬ ‫البديل الذي كان متاحاً أمام‬ ‫من يقتحم جيش السلطة‬ ‫وشيبهتها مدنهم في الليل‬ ‫والنهار‪ ،‬يقتلون ويختطفون‬ ‫من أرادوا‪.‬‬ ‫وبعيداً عن األحالم الثورية‬ ‫التي ال يشكّ في صحة نوايا‬ ‫من قال حينها بعدم تسليح‬ ‫الثورة‪ ،‬أمّا الجهابذة الذين‬ ‫يعزفون اليوم على نغمة (ما‬ ‫قلنالكم) هم فع ً‬ ‫ال لم يقولوا‬ ‫لنا حينها ولكن هي فهلوية‬

‫الشخصيات الخاملة والتي‬ ‫تمتنع عن التصريح بأيّ‬ ‫موقف في بداية كل حدث‪ ،‬ثم‬ ‫تلبس ثوب المتبصّر والعارف‬ ‫بعد أن تتج ّلى النتائج‪ ،‬هذا‬ ‫إذا افترضنا حسن النيّة من‬ ‫الناحية السياسية وبقينا‬ ‫ضمن دائرة ما هو نفسانيّ‬ ‫وأن أصحاب هذه الشخصيات‬ ‫ذو صفات نفسانية سكونية‬ ‫فهم بطبعهم وطبيعتهم‬ ‫يتأففون من أيّ تغير ويدعون‬ ‫دائماً بثبات الحال‪ ،‬لكن في‬ ‫الواقع إن القسم األعظم من‬ ‫جماعة (ما قلنالكم) لم يقولوا‬ ‫مقولتهم هذه في بداية الثورة‬ ‫وإن كانوا فع ً‬ ‫ال قد قالوها وهم‬ ‫يرددونها اليوم بعد أن وصلت‬ ‫األمور إلى ما وصلت إليه‬ ‫وكأنهم جهابذة زمانهم وأبعد‬ ‫نظراً من كل مَن حولهم‬ ‫وأنهم كانوا يعرفون كيف‬ ‫ستؤول مجريات األمور فأحياناً‬

‫كثيرة كان البعض يختبئ‬ ‫وراء باب الخوف على الثورة‬ ‫في مقولة (ما قلنالكم) وهواه‬ ‫يسكن في بيت النظام‪ ،‬فكما‬ ‫أن هنالك مدح بصيغة الذم‬ ‫كذلك هنالك مواالة بصيغة‬ ‫المعارضة‪.‬‬ ‫وانطالقا من فهلوية بعض‬ ‫جماعة (ما قلنا لكم بال‬ ‫التسليح) تكون جماعة (ما‬ ‫قلنالكم بال هل الثورة) أكثر‬ ‫فهلوية وأبعد نظراً‪ ،‬وهكذا‬ ‫بعقلية ّ‬ ‫مسطحة يجيّر من‬ ‫فضّل االستبداد على الحرية‬ ‫ما آلت إليه األمور ليظهر أنه‬ ‫عارف بعيد نظر ومتبصّر‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬ليست الغاية‬ ‫هي مصادرة رأي مَن قال‬ ‫بالتسليح من عدمه أيام‬ ‫الثورة األولى‪ ،‬بل المقصود‬ ‫فهلوية هذه األيام أصحاب‬ ‫مقولة (ما قلنالكم)‪.‬‬

‫مسير األشهر الثالثة التي‬ ‫يخضرها السد ويرويها‪،‬‬ ‫مساحة شاسعة‪ ،‬مملكة‬ ‫الخضرة هنا أوسع من‬ ‫مملكة البعل اإلله كلها‪.‬‬ ‫الطبري لم يخطر له ولو‬ ‫من باب الخاطر أن يسأل‬ ‫حاله ونحن ال نطالبه‬ ‫بتاريخ مقارن وال نقد‬ ‫تاريخي‪ ،‬مجرد سؤال أو‬ ‫محاكمة عامية ساذجة‪.‬‬ ‫فعلى زعمه أن سد مأرب‬ ‫كان يسقي شمال بغداد‬ ‫وأقدام طوروس شمال‬ ‫سوريا‪ ،‬أي هراء! سد‬ ‫سماوي؟‬ ‫على ما أحسب وأخمن‬ ‫وأزعم‪ ،‬لم يكن سد مأرب‬ ‫أكثر من كومة أحجار ردموا‬ ‫بها سرير وادي ضيّق‬ ‫لحجز السيل أطول فترة‬ ‫ممكنة بقصد االستفادة‬ ‫من مائه في غير مواسم‬ ‫المطر لزراعة أرض الوادي‬ ‫وسقاية األشجار والقات‬

‫على ضفتيه! ربما تحسن‬ ‫وضع األحجار فزيدت كميتها‬ ‫بعد تلمسهم المردود‬ ‫الناجع للماء في غير وقته!‬ ‫وعلى ما أحسب ال تتعدى‬ ‫هذه الظاهرة العربية‬ ‫العجيبة مهما شطح الخيال‬ ‫وصال حدود قرية زراعية‬ ‫صغيرة أو حدود وادي‬ ‫القرية وليس أكثر من هذا!‬ ‫لكن كيف صار هذا السد‬ ‫أسطورة بال تخوم وال حدود‬ ‫مترافقاً بمبالغات محفوفة‬ ‫بحكايات وأساطير وتواريخ‬

‫مبتكرة تؤرخ للمعمورة‬ ‫كلها اعتباراً منه فهو ما‬ ‫نعنيه تماماً بالزمن العربي‬ ‫المتمترس وراء صلف‬ ‫المبالغات والواقف بعناد في‬ ‫وجه الفكر حتى اآلن‪ .‬عنزة‬ ‫ولو طارت! وعندما تكون‬ ‫بحضرة آلة قاهرة غبية‬ ‫تدوس عليك وال يسألها‬ ‫أحد وال تسأل بدورها أحداً‬ ‫فأنت تعيش الزمن العربي‬ ‫ومنه فهويتك العربية‬ ‫مرشحة لالنقراض ‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬


‫منوعات‬

‫الثدي‪ ..‬القاتل ال�صامت‬ ‫قلنالكم!‬ ‫�سرطان‬ ‫ما‬ ‫وضحة عثمان‬ ‫يع��د س��رطان الث��دي أحد‬ ‫أكث��ر أن��واع الس��رطانات‬ ‫الت��ي تصيب النس��اء غالباً‪،‬‬ ‫وهي إحدى المشكالت التي‬ ‫تس��ببت بموت أعداد كبيرة‬ ‫من النساء حول العالم على‬ ‫اختالف أعمارهن‪.‬‬ ‫وينت��ج س��رطان الثدي عن‬ ‫نمو غي��ر طبيعي في خاليا‬ ‫الثدي‪ ،‬ويتمتع بقدرة عالية‬ ‫عل��ى االنتش��ار ف��ي جميع‬ ‫وبش��كل‬ ‫أنح��اء الجس��م‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫خاص الرئ��ة والكبد ونقيّ‬ ‫العظ��ام‪ ،‬ويع��د الكش��ف‬ ‫المبك��ر ع��ن الم��رض أهم‬ ‫عامل في الشفاء منه‪.‬‬ ‫�أعرا�ض املر�ض‪:‬‬ ‫ويق��ول الطبيب عب��د اإلله‬ ‫بع��د العزي��ز إن األع��راض‬ ‫تختل��ف م��ن جس��م آلخر‪،‬‬ ‫ولك��ن في معظ��م الحاالت‬ ‫يُالحظ نم��و وتضخّم في‬ ‫األنس��جة المكوّنة لل ّثدي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وظه��ور كتلة صلب��ة بارزة‬ ‫تحت الجلد‪ ،‬في أحد األثداء‬ ‫أو كليهم��ا‪ ،‬أو تح��ت أح��د‬ ‫اإلبطين أو كليهما‪.‬‬ ‫وتاب��ع‪ :‬تظهر تقرحات على‬ ‫الثدي مع اإلحس��اس بثقل‬ ‫متراف��ق م��ع ارتف��اع ف��ي‬ ‫درجة حرارت��ه‪ ،‬وتغيّر لون‬ ‫الثدي إلى األحم��ر أو البني‬ ‫ً‬ ‫إضاف��ة لخ��روج‬ ‫الداك��ن‪،‬‬ ‫إفرازات صفراء من الحلمة‪.‬‬ ‫العوام��ل المس��اعدة عل��ى‬ ‫ظهور المرض‪:‬‬

‫وعن العوال المساعدة على‬ ‫ظهوره يقول عب��د العزيز‪:‬‬ ‫يع��دّ جن��س المريض أحد‬ ‫العوامل المؤثرة في ظهور‬ ‫المرض‪ ،‬حيث يصيب النساء‬ ‫أكثر من الرجال‪ ،‬كما يلعب‬ ‫العم��ر دوراً ف��ي ظه��وره‪،‬‬ ‫فه��و يظه��ر بنس��بة أكب��ر‬ ‫ف��ي األعم��ار الت��ي تتجاوز‬ ‫الخمس��ين عاماً‪ ،‬كما يلعب‬ ‫العام��ل الوراث��ي والتاريخ‬ ‫الطب��ي للمري��ض دوراً في‬ ‫ظهوره‪ ،‬حيث تساعد إصابة‬ ‫س��ابقة للمري��ض أو أح��د‬ ‫أفراد عائلته بأورام خبيثة‪،‬‬ ‫أو تعرضه إلشعاعات ضارة‪،‬‬ ‫فض� ً‬ ‫لا ع��ن البل��وغ المبكر‬ ‫وال��زواج المبك��ر واإلنجاب‬ ‫المتأخر في اإلصابة به‪.‬‬ ‫ويضي��ف‪ :‬ويعتب��ر ال��وزن‬ ‫الزائ��د للش��خص‪ ،‬واتباعه‬ ‫ع��ادات س��يئة كالتدخي��ن‬ ‫أوش��رب الكحول أو تعاطي‬ ‫المخ��درات‪ ،‬أو اس��تخدام‬ ‫الهرمون��ات البديلة لفترات‬ ‫طويل��ة‪ ،‬إح��دى العوام��ل‬ ‫المس��اهمة ف��ي ظه��ور‬ ‫المرض‪.‬‬ ‫وبيّن��ت الدراس��ات‪ ،‬أن‬ ‫العام��ل النفس��ي س��بب‬ ‫رئيس��ي ومباش��ر ل�لأورام‬ ‫الس��رطانية وم��ن بينه��ا‬ ‫س��رطان الث��دي‪ ،‬وأن ل��ه‬ ‫تأثي��ره الكبي��ر عل��ى حالة‬ ‫المريض قبل وبعد اإلصابة‬ ‫بالم��رض‪ ،‬وأن الكثي��ر من‬

‫شعار سرطان الثدي‬ ‫الحاالت كان��ت قد تعرضت‬ ‫لصدمات نفسية‪.‬‬ ‫طرق الوقاية من املر�ض‪:‬‬ ‫أما عن طرق الوقاية يقول‪:‬‬ ‫بالنس��بة للنس��اء‪ ،‬يع��دّ‬ ‫اإلرض��اع الطبيع��ي‪ ،‬م��ن‬ ‫أه��م العوام��ل المس��اعدة‬ ‫ف��ي الوقاية م��ن المرض‪،‬‬ ‫كم��ا يتوج��ب عل��ى األنثى‬ ‫إجراء فحص ذاتي ش��هرياً‪،‬‬ ‫وفحوصات دورية بإش��راف‬ ‫الطبي��ب تختل��ف تبع��اً‬ ‫لعمرها‪ ،‬ويجب االبتعاد عن‬

‫العادات الس��يئة‪ ،‬والتقليل‬ ‫م��ن اس��تخدام الهرمونات‬ ‫البديلة‪ ،‬وممارسة الرياضة‬ ‫يومي��اً‪ ،‬والمحافظ��ة عل��ى‬ ‫وزن صح��ي مناس��ب‪،‬‬ ‫ويع��دّ س��رطان الثدي‪ ،‬من‬ ‫أكثر األم��راض الت��ي تثير‬ ‫االهتم��ام‪ ،‬وتمث��ل ج��د ً‬ ‫ال‬ ‫كبيراً لمعرفة أسبابها‪.‬‬ ‫كم��ا يختلف نوع��ه ودرجة‬ ‫اإلصابة به من حالة ألخرى‪،‬‬ ‫وقد يك��ون ورماً حمي��داً أو‬ ‫خبيث��اً‪ ،‬ويت��م تش��خيصه‬

‫عبر عدة وس��ائل «الفحص‬ ‫السّ��ريري لل ّثدي‪ ،‬التصوير‬ ‫الش��عاعي أو الرني��ن‬ ‫المغناطيس��ي أو التصوي��ر‬ ‫المقطع��ي‪ ،‬أو الفح��ص‬ ‫باألم��واج ف��وق الصوتي��ة‪،‬‬ ‫أو مس��ح العظام‪ ،‬أو بإجراء‬ ‫خزعات للغ��دد اللمفاوية»‪،‬‬ ‫في حين يت��م عالجه بعدة‬ ‫ط��رق «جراحياً‪ ،‬إش��عاعياً‪،‬‬ ‫كيميائي��اً‪ ،‬هرمونياً»‪ ،‬وفقاً‬ ‫لنوع ودرجة اإلصابة‪.‬‬

‫الريا�ضة ال�سورية تنعي‬ ‫عائلة "عنجريني"‬ ‫الريا�ضية‬ ‫نعت «الهيئة العامة للرياضة‬ ‫والش��باب» في س��وريا‪ ،‬يوم‬ ‫الخمي��س الفائ��ت م��درب‬ ‫التايكواندو‪ ،‬محمد عنجريني‪،‬‬ ‫وابنتي��ه لجي��ن ‪7‬س��نوات‪ ،‬و‬ ‫ملك ‪9‬س��نوات‪ ،‬وهما العبتي‬ ‫تايكواندو أيضًا‪.‬‬ ‫وأوضحت الهيئة أن عنجريني‬ ‫وابنتي��ه وزوجت��ه وجنينه��ا‪،‬‬ ‫قضوا ج��راء الغ��ارات الجوية‬

‫التي ش��نّها الطيران الحربي‬ ‫الروسي بالقنابل االرتجاجية‬ ‫الت��ي س��قطت عل��ى منزل��ه‬ ‫الكائ��ن ف��ي ح��ي الكالس��ة‬ ‫بمدينة حلب‪ ،‬مش��ير ًة إلى أن‬ ‫عائل��ة عنجريني استش��هدت‬ ‫بكامله��ا‪ ،‬ع��دا ابن��ه الوحي��د‬ ‫ال��ذي كان ف��ي من��زل ج��ده‬ ‫عندما استشهدت عائلته‪.‬‬ ‫وينتس��ب محم��د عنجرين��ي‬

‫لعائل��ة رياضي��ة مرموق��ة‪،‬‬ ‫وهو العب ومدرب في رياضة‬ ‫التايكوان��دو‪ ،‬وعمل مش��رفاً‬ ‫في مراك��ز تدري��ب األطفال‬ ‫التابع��ة لمش��روع «الطف��ل‬ ‫الرياضي الس��وري» في حلب‬ ‫حت��ى وق��تٍ قري��ب بع��د أن‬

‫تم إيقاف النش��اط الرياضي‬ ‫مؤقت��ًا ف��ي المدين��ة‪ ،‬ج��راء‬ ‫الحملة الهمجية التي يش��نّها‬ ‫نظام األسد بدعم من روسيا‪.‬‬ ‫أن الرياض��ة‬ ‫يش��ار إل��ى ّ‬ ‫الس��ورية ق��د خس��رت عل��ى‬ ‫مدى أعوام الثورة‪ ،‬العديد من‬

‫أبطاله��ا في مختل��ف األلعاب‬ ‫الرياضي��ة‪ ،‬وكان الش��هيد‬ ‫محم��ود الجواب��رة ابن مدينة‬ ‫درعا والعب ك��رة القدم‪ ،‬أول‬ ‫ش��هيد في الثورة الس��ورية‪،‬‬ ‫ت�لاه العديد م��ن الرياضيين‬ ‫السوريين‪.‬‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 142‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫‪15‬‬


‫رواية «الجوخي» للكاتب عبد العزيز الموسى‪ ،‬تمت طباعتها‬ ‫بدار الشموس للدراسات والنشر والتوزيع عام ‪.2002‬‬ ‫وتعيد زيتون نشرها على حلقات ليتمكن القراء من اإلطالع‬ ‫عليها ال سيما أنها غير متوفرة الكترونياً‪)1( ..‬‬ ‫آخر التشارين‪ ،‬لوحّت بشدة‬ ‫ب ّلوطات التل فحّت‪ّ ،‬‬ ‫تمطت‬ ‫من وراء الجبل غيمة التهمت‬ ‫زرق��ة الس��ماء أعت��م لونها‪،‬‬ ‫اكمدّت‪ ،‬شخط البرق تكسر‪,‬‬ ‫تقدّم س��اطور البرق جلجلة‬ ‫الس��ماء المتحركة على لبّاد‬ ‫مدّرع بالعتم ت ّث��ور بالهواء‬ ‫وال��دوّي قطرة باردة ثقيلة‪،‬‬ ‫قطرات‪ ،‬خيوطاً تواصلت من‬ ‫المطردون انقطاع تش��خبها‬ ‫األرض العطش��ى من ضرع‬ ‫الغيمة الدكناء‪.‬‬ ‫أعول��تْ نس��وة المغ��ارة‬ ‫بهلع عب��ر األزقة‬ ‫واندفع��ن ٍ‬ ‫الئب��اتٍ ع��ن الصغ��ار‬ ‫المتخ ّلفي��ن تح��ت عجاج��ة‬ ‫المطر المدويّة‪.‬‬ ‫ال يمك��ن لق��وة المفاجأة أن‬ ‫تس��مح بترتي��ب م��ا يمكن‬ ‫إنجازه لن تج��د من يتفرج ‪,‬‬ ‫س��خال انفلتت للتو‪ ,‬غنمات‬ ‫الطئ��ات مستس��لمات وراء‬ ‫الس��ياج‪ ,‬مق��ددات عل��ى‬ ‫األسطح الترابية المتفوّشة‪,‬‬ ‫أث�لام زاربة‪ ,‬اخت�لاط البعر‬ ‫ٍ‬ ‫بالتب��ن بالوحل ف��ي مجاري‬ ‫اآلب��ار‪ ,‬الس��رعة م��ا أمك��ن‬ ‫بنقل الجل الناشف وتغطية‬ ‫م��ا بقي م��ن المؤون��ة قبل‬ ‫تعرّضها للبلل‪.‬‬ ‫أهل المغارة بكس��ل واضح‬ ‫يتحرك��ون إذا خفّ��ت ح��دة‬ ‫التهط��ال‪ ,‬يحدّقون في آبار‬ ‫الم��اء بغبط��ة غي��ر آبهي��ن‬ ‫لتبقّع ثيابه��م بالوحل الذي‬ ‫سيش��كل لون حياتهم حتى‬

‫‪16‬‬

‫ما بعد الحصاد‪.‬‬ ‫الزيت��ون ل��م يقط��ف‪ ,‬وال‬ ‫دبّس العنب‪ ,‬وما تزال تالل‬ ‫التبن مركوم��ة على البيدر‪,‬‬ ‫وال بُذرتْ أرض المغارة‪.‬‬ ‫لكن��ه م��زاج س��ماء المغارة‬ ‫ّ‬ ‫المبكر‪ ,‬عشيبات غضّة هي‬ ‫كل م��ا في األمر ستتس��لى‬ ‫بها أس��نان الجداي��ا إذا كان‬ ‫المناخ مواتياً‪.‬‬ ‫كالعادة يحصل هذا بين كل‬ ‫تشرينين‪.‬‬ ‫فالحّ��و المغ��ارة ع��ادوا من‬ ‫األرض يزرب��ون الم��اء م��ن‬ ‫أعنابه��م‪ ,‬يس��وقون أبق��اراً‬ ‫ممعوط��ة الوبر بع��د صيف‬ ‫دافئ‪ ,‬بوضوح يمكن س��ماع‬ ‫حواف��ر البغ��ال وه��ي تقرع‬ ‫بهم��ة واني��ة درب المغ��ارة‬ ‫الصخ��ري الصاعد نحو قصر‬ ‫التل م��ن جهة الغ��رب قبل‬ ‫مغيب شمس المغارة بقليل‪.‬‬ ‫وقفت أمّون الحمدو مصالبة‬ ‫ذراعيها على ريف تلة القصر‬ ‫الصخري��ة المش��رفة عل��ى‬ ‫الودي��ان الغربية المخضوبة‬ ‫بالبخر وعلى أسطح المغارة‬ ‫الخامعة المتفّوشة بالمطر‪.‬‬ ‫أمّ��ون تعاين النتائ��ج التي‬ ‫س��تنقلها للب��ك‪ ,‬أم��ون في‬ ‫المغارة جزء هام من وجوده‪.‬‬ ‫أمّ��ون عل��ى وجه الس��رعة‬ ‫أوفدت ابن أختها شعبو ألبي‬ ‫شريف مختار المغارة ليتدبر‬ ‫أمر عرب��ة البذار العائدة من‬ ‫األرض وقد غاصتْ عجالتها‬ ‫النحيل��ة في الوح��ل قبل أن‬

‫ت��درك المس��لك الصخ��ري‬ ‫الصاعد للعنابر بقليل‪.‬‬ ‫بارتي��اع صام��تٍ تالح��ق‬ ‫ٍ‬ ‫أمّون حوذي العربة الذي لم‬ ‫يتوق��ف عن س��وط قطايات‬ ‫البغال مرة ومقدمة رؤوسها‬ ‫م��رة أخرى مش��فعاً س��وطه‬ ‫بأص��وات عالي��ة مه��ددة‬ ‫للبغ��ال وأصل البغ��ال لكن‬ ‫دون جدوى‪.‬‬ ‫قارب��ت ش��مس المغ��ارة‬ ‫المترجرج��ة‬ ‫الحم��راء‬ ‫المتشققة بعش��يبات األفق‬ ‫عل��ى المغي��ب‪ ,‬الغي��وم‬ ‫المنفلت��ة الس��ارحة جه��ة‬ ‫الغ��رب تش��وظت جنباته��ا‬ ‫بحمرة متقدة ارتسمت ولكن‬ ‫بحم��رة أق��ل عل��ى ج��دران‬ ‫المغ��ارة الطيني��ة المواجهة‬ ‫صوبها‪.‬‬ ‫جلي��اً جعي��ر المخت��ار أب��ي‬ ‫ش��ريف يس��تحث الرج��ال‬ ‫المتراكضي��ن المتناخي��ن‬ ‫ف��ي المنح��در وق��د بلله��م‬ ‫الع��رق وغمره��م التع��ب‬ ‫وه��م يلهث��ون ‪ ,‬فالوح��ل‬ ‫وق��د ابترد الج��و عض على‬ ‫عج�لات العرب��ة الغائص��ة‬ ‫في��ه ‪ ,‬بنفس��ه وع��ن كث��ب‬ ‫عاي��ن المختار حجم الموقف‬ ‫المؤك��د بهمهم��ات من معه‬ ‫من الرجال‪.‬‬ ‫ج��يء ببغال أخ��رى وكدّنت‬ ‫عل��ى العربة‪ ,‬أع��ادوا كرّات‬ ‫الصي��اح وض��رب البغ��ال‬ ‫والح��داء والتناخ��ي وتهيئ��ة‬ ‫الحج��ارة لتوض��ع وراء‬

‫محلية اجتماعية ثقافية نصف شهرية مستقلة | السنة الثالثة | العدد ‪ 15 | 141‬تشرين األول ‪2016‬‬

‫العج�لات لو تحرك��ت‪ ,‬أيضاً‬ ‫دون جدوى‪.‬‬ ‫آخ��ر األم��ر أحض��رت حمير‬ ‫وبغ��ال حمّلوه��ا أكي��اس‬ ‫البذار العائدة كيس��اً كيس��اً‬ ‫وت��م نقله��ا لعناب��ر القصر‬ ‫الخلفي��ة كي تتخّفف العربة‬ ‫من ثقلها‪.‬‬ ‫من جديد ترجّعت الصيحات‬ ‫بعد تكاث��ر أضواء الفوانيس‬ ‫المرتجفة على البغال وهمم‬ ‫الرجال وه��م يدفعون بكل‬ ‫قواه��م حتى أمك��ن اقتالع‬ ‫العجالت م��ن لزوجة الغضار‬ ‫الماسك عليها‪.‬‬ ‫أمك��ن رؤي��ة البهائ��م‬ ‫والفواني��س‬ ‫واألص��وات‬ ‫تتس�� ّلق المنحدر‪ ,‬أبو شريف‬ ‫وهو محا ًذ للبغال يس��وطها‬ ‫عل��ى آذانه��ا وظهورها دون‬ ‫رحمة ويع��اود كل مرة عقد‬ ‫ذي��ل قنب��ازه كلم��ا تداعى‬ ‫أحد البغال ث��م يتم إنهاضه‬ ‫بس��رعة عل��ى قوائم��ه‬ ‫بس��واعد الرجال وأصواتهم‬ ‫الالهثة المرتجفة‪.‬‬ ‫أبو ش��ريف يقرّع المتوانين‬ ‫من البغال والرج��ال بألفاظ‬ ‫نابية س��اخطة مغالباً هبّات‬ ‫لهاث��ه بص��ورة تبع��ث على‬ ‫اإلش��فاق العن��اً أم��ه الت��ي‬ ‫ولدته على هذه القذارة التي‬ ‫هي المغ��ارة وكتب عليه أن‬ ‫يعي��ش م��ع ه��ؤالء الهم��ج‬ ‫طيلة حياته‪.‬‬ ‫م��ع أذان العش��اء وصل��ت‬ ‫العربة‪ ,‬حمّلت عدّتها لعنابر‬

‫القصر على أكتاف الفالحين‬ ‫الحف��اة‪ّ ,‬‬ ‫فكت ألجم��ه البغال‬ ‫وأحزمته��ا ث��م ج��رت إل��ى‬ ‫الزريبة‪.‬‬ ‫آخ��ر الواصلي��ن أبو ش��ريف‬ ‫تداع��ى ف��ور دخول��ه عل��ى‬ ‫أكي��اس البذار وه��و يلهث‪,‬‬ ‫البقي��ة من الرجال يوصدون‬ ‫بن��زق ب��ادٍ األب��واب دون‬ ‫تلط��ف أو حذر مس��تثمرين‬ ‫إرهاق المخت��ار وال مباالته‪,‬‬ ‫أرجله��م محمل��ة بالطي��ن‬ ‫البارد الناش��ف كلم��ا عبروا‬ ‫غير عابئين بدمدمات أمون‬ ‫المس��موعة‪ ,‬ف��ي النهاي��ة‬ ‫لعن��ت وس��بت وه��ي تومئ‬ ‫بس��حنة ش��اتمة ألك��داس‬ ‫الطين التي خلفتها أقدامهم‬ ‫عل��ى المم��ر الواص��ل بين‬ ‫القص��ر والزرائ��ب‪ ,‬أخي��راً‬ ‫قالته��ا بص��وت ح��اد كما لو‬ ‫أنها س��تبكي م��ن الغيظ يا‬ ‫بقر‪..‬‬ ‫كان أب��و ش��ريف ي��داري‬ ‫ارتجافاً كلما عبرت به أمون‬ ‫متعجّلة في محاولة لكشط‬ ‫حم��والت الوح��ل الملتصقة‬ ‫دون أن توق��ف استرس��ال‬ ‫لس��انها في الس��باب‪ ,‬فجأ ًة‬ ‫قبّ أبو ش��ريف ف��ي وجهها‬ ‫صائحاً‪:‬‬ ‫اختفي من أمامي أيتها الحية‬ ‫اللئيمة هل نش��كل أقدامنا‬ ‫بخصورنا ؟ ال تتدخلي بما ال‬ ‫يعنيك يا امرأة هل سمعت؟‬ ‫قس��ماً باهلل‪ ..‬وشرع سوطه‬ ‫في الهواء وإال‪..‬‬

‫زيتون عضو الشبكة السورية لإلعالم المطبوع‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.