IISS Manama Dialogue 2017 - Arabic

Page 1

‫المعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية‬ ‫قمة األمن اإلقليمي ‪13‬‬ ‫مملكة البحرين‪ 10-8 ،‬ديسمبر ‪2017‬‬

‫حوار المنامة‬


‫قمة األمن اإلقليمي ‪13‬‬ ‫مملكة البحرين‪ 10-8 ،‬ديسمبر ‪2017‬‬

‫حوار المنامة‬


13 ‫قمة األمن اإلقليمي‬ 2017 ‫ ديسمبر‬10-8 ،‫مملكة البحرين‬

‫حوار المنامة‬ Arundel House | 6 Temple Place | London | wc2r 3pg | UK www.iiss.org

© February 2018 The International Institute for Strategic Studies Director-General and Chief Executive Dr John Chipman Contributors Nick Childs, Virginia Comolli, Jessica Delaney, Mark Fitzpatrick,

Bastian Giegerich, James Hackett, Emile Hokayem, Alia Moubayed, John Raine, Dr Nicholas Redman, Jonathan Stevenson, Hebatalla Taha Arabic Editor Yusuf Mubarak Editorial Sara Hussain, Sam Stocker Editorial Research and Media Shirley Dent Production and Design Kelly Verity

All rights reserved. No part of this book may be reprinted or reproduced or utilised in any form or by any electronic, mechanical, or other means, now known or hereafter invented, including photocopying and recording, or in any information storage or retrieval system, without permission in writing from the institute.

The International Institute for Strategic Studies is an independent centre for research, information and debate on the problems of conflict, however caused, that have, or potentially have, an important military content. The Council and Staff of the Institute are international and its membership is drawn from over 90 countries. The Institute is independent and it alone decides what activities to conduct. It owes no allegiance to any government, any group of governments or any political or other organisation. The IISS stresses rigorous research with a forward-looking policy orientation and places particular emphasis on bringing new perspectives to the strategic debate.


‫المحتويات‬ ‫مقدّ مة ‬

‫‪5‬‬

‫الفصل ‪1‬‬ ‫جدول األعمال ‬

‫‪7‬‬

‫الفصل ‪2‬‬ ‫الملخص التنفيذي ‬

‫‪13‬‬

‫المحتويات‬

‫‪3‬‬


‫(من اليسار إلى اليمين)‪ :‬غافين ويليامسون‪ ،‬وزير الدولة لشؤون الدفاع‪ ،‬المملكة‬ ‫المتحدة؛ سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة‪ ،‬نائب رئيس الوزراء‪ ،‬مملكة البحرين؛‬ ‫صاحب السمو الملكي األمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات االسالمية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‬

‫‪4‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫مقدّ مة‬

‫يسر المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية أن يشارككم هذا الملخص لمجريات‬ ‫قمة حوار المنامة الثالثة عشرة لألمن اإلقليمي ‪ ،2017‬التي ُن ِّظ َمت بتاريخ‬ ‫‪ 10-8‬ديسمبر‪ .‬مثل كل عام‪ ،‬ش ّكل حوار المنامة منص ًّة لإلعالن عن سياسات‬ ‫رئيسية من قبل كبار المسؤولين‪ ،‬إلى جانب كونه منتدىً للنقاش المحتدم‪ .‬تشكل‬ ‫القمة أيضا ً فرصة للدبلوماسية الدفاعية الهادئة واالجتماعات الثنائية التي تقوّ ي‬ ‫االستقرار االقليمي وتشجع العالقات الجديدة‪.‬‬ ‫بلغ عدد المشاركين ‪ 500‬موفد من ‪ 41‬دولة – منهم وزراء كبار وقادة للقوات‬ ‫المسلحة وأجهزة االستخبارات ودبلوماسيون من الصف األول وقادة رأي‬ ‫ومحللون وصحفيون مخضرمون‪ .‬ش ّكل موفدو الحكومات ثلثي المشاركين‪ ،‬وهو‬ ‫ما يعكس االهتمام المستدام من قبل الحكومات المحلية واإلقليمية والدولية على‬ ‫ح ٍد سواء بالحضور والمساهمة في مناقشة السياسات المهمة‪ ،‬وهو ما يتيحه‬ ‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ‪.IISS‬‬ ‫ً‬ ‫مناسبة الستعراض وتقييم أبرز األحداث السياسية واألمنية‬ ‫كان حوار المنامة‬ ‫التي شهدها الشرق األوسط خالل ‪ .2017‬وفقا ً لذلك‪ ،‬تضمنت الموضوعات‬ ‫المتناولة بإسهاب في الجلسات العامة والخاصة هزيمة الخالفة المزعومة لتنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية (داعش)‪ ،‬والتساؤالت حول مصير الميليشيات في العراق‬ ‫وسوريا‪ ،‬واإلعفاءات وتسيير األعمال ما بعد الصراع في سوريا‪ ،‬والتوترات‬ ‫المتصاعدة بين قطر وشركائها السابقين من دول مجلس التعاون‪ ،‬والجدل في‬ ‫الواليات المتحدة بشأن االتفاق النووي مع إيران‪ ،‬وقرار إدارة ترامب باالعتراف‬ ‫ً‬ ‫عاصمة إلسرائيل‪ ،‬وآفاق االصالح االقتصادي في المنطقة‪ .‬بينما‬ ‫رسميا ً بالقدس‬ ‫مقدّمة‬

‫‪5‬‬


‫آن واحد‪ ،‬ساهم حوار المنامة‬ ‫تسببت االضطرابات في إثارة القلق واالهتمام في ٍ‬ ‫طرق جديدة للتفكير بالعالقات الدولية للشرق األوسط عن طريق‬ ‫في تشجيع‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫استضافة وزراء آسيويين‪ .‬قدم كبار محللي الـ ‪ IISS‬رؤىً تحليلية جديدة طيلة‬ ‫الحوار‪.‬‬ ‫يبقى المعهد ممتنا ً لمملكة البحرين و وزارة خارجيتها وسائر أجهزتها الحكومية‬ ‫الموقرة على دعمهم المستمر لحوار المنامة‪ ،‬كما يتقدم بالشكر إلى كافة المشاركين‬ ‫من الجهات الحكومية وغير الحكومية على إسهاماتهم الفاعلة‪.‬‬ ‫السير جون جينكنز‬ ‫المدير التنفيذي‬ ‫‪ IISS‬الشرق األوسط‬

‫‪6‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫قمة األمن اإلقليمي ‪13‬‬ ‫مملكة البحرين‪ 10-8 ،‬ديسمبر ‪2017‬‬

‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬

‫حوار المنامة‬

‫الفصل ‪2‬‬

‫جدول األعمال‬


‫معالي د‪ .‬أنور محمد قرقاش‪ ،‬وزير الدولة للشؤون‬ ‫الخارجية والتعاون الدولي‪ ،‬دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫‪8‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫جدول األعمال‬

‫الجمعة ‪ 8‬ديسمبر ‪2017‬‬ ‫طوال اليوم اجتماعات ثنائية بين الوزراء ومسؤولي الحكومات‬ ‫‪ 1700-1830‬ورشة العمل الخاصة بين ‪ IISS‬و ‪–C5‬قاعة الغزال ‪3‬‬ ‫ابتكارات األمن السيبراني والشرق األوسط‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬شون كانوك‪ ،‬مدير برنامج الصراعات المستقبلية واألمن السيبراني‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬ ‫‪ 2000-1900‬الجلسة اإلفتتاحية المُتلفزة – سكاي نيوز عربية‬ ‫ما بعد الرقة‪ :‬تثبيت استقرار الشرق األوسط ومكافحة االرهاب حول العالم‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬فضيلة سويسي‬ ‫مذيعة‪ ،‬سكاي نيوز عربية‬ ‫معالي د‪ .‬ابراهيم الجعفري‬ ‫وزير الخارجية‪ ،‬جمهورية العراق‬ ‫صاحب السمو الملكي األمير تركي الفيصل آل سعود‬ ‫رئيس مجلس أمناء مركز الملك فيصل للدراسات االسالمية‪،‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫السيدة‪ /‬يني وحيد‬ ‫مديرة معهد وحيد‪ ،‬إندونيسي‬ ‫‪ 2100-2000‬‬

‫حفل اإلستقبال – البهو الكبير‬ ‫العشاء االفتتاحي – قاعة النور‬

‫‪ 2300-2100‬‬ ‫في ضيافة‪:‬‬ ‫صاحب السمّو الملكي األمير سلمان بن حمد آل خليفة‬ ‫ولي العهد‪ ،‬نائب القائد األعلى لقوة دفاع البحرين‪ ،‬النائب األول لرئيس‬ ‫جدول األعمال‬

‫‪9‬‬


‫مجلس الوزراء‪ ،‬مملكة البحرين‬ ‫الكلمة االفتتاحية‪ :‬السير جون جينكنز‬ ‫المدير التنفيذي‪ ،‬المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية الشرق األوسط‬

‫السبت ‪ 9‬ديسمبر ‪2017‬‬

‫ ‬ ‫يترأس د‪ .‬جون تشيبمان‪ ،‬المدير العام و الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات‬ ‫اإلستراتيجية‪ ،‬جميع الجلسات العامة‪ ،‬إال إذا ورد خالف ذلك‪.‬‬ ‫افتتاح القمة – قاعة النور‬ ‫‪ 0930-0920‬‬ ‫المقدمة والكلمة الترحيبية‬ ‫د‪ .‬جون تشيبمان‬ ‫المدير العام و الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية‬ ‫الجلسة العامة األولى – قاعة النور‬ ‫‪ 1100-0930‬‬ ‫إنشاء هيكل أمني إقليمي مستقر‬ ‫معالي أيمن الصفدي‬ ‫وزير خارجية المملكة األردنية الهاشمية‬ ‫معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة‬ ‫وزير خارجية مملكة البحرين‬ ‫الجنرال متقاعد ديفيد بترايوس‬ ‫رئيس معهد ‪ KKR‬العالمي‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫‪ 1130-1000‬‬

‫استراحة ‬

‫الجلسة العامة الثانية – قاعة النور‬ ‫‪ 1300-1130‬‬ ‫الردود السياسية والعسكرية حيال التطرف في الشرق األوسط‬ ‫غافين ويليامسون‬ ‫وزير الدولة لشؤون الدفاع‪ ،‬المملكة المتحدة‬ ‫فالح الفياض‬ ‫مستشار األمن الوطني‪ ،‬جمهورية العراق‬ ‫معالي د‪ .‬أنور محمد قرقاش‬ ‫وزير الدولة للشؤون الخارجية‪،‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫غداء خاص لرؤساء الوفود – مطعم بوشيدو‬ ‫‪ 1500-1300‬‬ ‫غداء لكافة الموفدين – فيال غازيبو‪ ،‬ريتز كارلتون‬ ‫لقاء خاص لرؤساء الوفود‬ ‫‪ 1700-1500‬‬ ‫مع جاللة الملك حمد بن عيسى آل خليفة‬

‫‪10‬‬

‫‪ 1730-1700‬‬

‫استراحة‬

‫‪ 1900-1730‬‬

‫الجلسة العامة الثالثة – قاعة النور‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫تطور الشراكات الدولية في الشرق األوسط‬ ‫تارو كونو‬ ‫وزير خارجية اليابان‬ ‫مبشّ ر جاويد أكبر‬ ‫وزير الدولة للشؤون الخارجية‪ ،‬الهند‬ ‫معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي‬ ‫أمين عام وزارة الشؤون الخارجية‪ ،‬سلطنة عمان‬

‫ ‬

‫األحد ‪ 10‬ديسمبر ‪2017‬‬ ‫‪ 1100-0930‬‬

‫الجلسات الخاصة المتزامنة – قاعات الغزال‬

‫المجموعة األولى‪ :‬آفاق حل الصراع وإعادة االعمار في سوريا واليمن ‪-‬قاعة‬ ‫الغزال ‪1‬‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬السير جون جينكنز‪ ،‬المدير التنفيذي‪ IISS ،‬الشرق األوسط‪،‬‬ ‫معالي عبدالملك المخالفي‬ ‫وزير خارجية الجمهورية اليمنية‬ ‫رمزي عزالدين رمزي‬ ‫نائب المبعوث األممي الخاص لسوريا‬ ‫أوميت يالتشن‬ ‫وكيل وزارة الخارجية‪ ،‬تركيا‬ ‫المجموعة الثانية‪ :‬مستقبل العراق – قاعة الغزال ‪2‬‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬البروفيسور توبي دودج‪،‬‬ ‫زميل استشاري وباحث أول في للشرق األوسط‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية‬ ‫معالي د‪ .‬سليم الجبوري‬ ‫رئيس مجلس النواب‪ ،‬جمهورية العراق‬ ‫فالح مصطفى بكر‬ ‫رئيس دائرة العالقات الخارجية‪ ،‬حكومة إقليم كردستان‬ ‫مسعود أوزتشان‬ ‫مدير األكاديمية الدبلوماسية‪ ،‬تركيا‬ ‫العقيد جويل رايبرن‬ ‫مدير أول إليران والعراق وسوريا ولبنان‪،‬‬ ‫مجلس األمن القومي‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫المجموعة الثالثة‪ :‬الحملة الدولية ضد االرهاب‪ -‬قاعة الغزال ‪C‬‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬جون راين‬ ‫مستشار أول للتحوط الجيوسياسي‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬ ‫الجنرال جوزيف فوتيل‬ ‫قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة األمريكية‬ ‫الجنرال زبير محمود حيات‬ ‫جدول األعمال‬

‫‪11‬‬


‫رئيس هيئة األركان العامة للقوات المسلحة‪ ،‬باكستان‬ ‫المارشال جوي السير ستيوارت بيتش‬ ‫قائد أركان الدفاع‪ ،‬القوات المسلحة البريطانية‬ ‫اللواء محمد الكشكي‬ ‫مساعد وزير الدفاع‪ ،‬جمهورية مصر العربية‬ ‫المجموعة الرابعة‪ :‬الضرورة األمنية لالصالح االقتصادي –‬ ‫قاعة الغزال ‪3‬‬ ‫ ‬ ‫رئيس الجلسة‪ :‬د‪ .‬نيكوالس ريدمان‪ ،‬مدير تحرير األبحاث‪ ،‬المعهد الدولي للدراسات‬ ‫اإلستراتيجية‬ ‫خالد بن عمرو الرميحي‬ ‫الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية االقتصادية‪ ،‬مملكة البحرين‬ ‫د‪ .‬روال دشتي‬ ‫وزيرة التنمية والتخطيط‪ ،‬دولة الكويت‬ ‫د‪ .‬علياء مبيّض‬ ‫مديرة برنامج الجغرافيا االقتصادية واالستراتيجية‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬ ‫كارين يونغ‬ ‫باحث أول مقيم‪ ،‬معهد دول الخليج العربي‪ ،‬واشنطن‬ ‫‪ 1130-1100‬‬

‫استراحة‬

‫الجلسة العامة الختامية – قاعة النور‬ ‫‪ 1300-1130‬‬ ‫الصراعات اإلقليمية واإلرهاب‪ :‬خيارات السياسة‬ ‫البروفيسور توبي دودج‬ ‫زميل استشاري وباحث أول في للشرق األوسط‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات اإلستراتيجية‬ ‫جون راين‬ ‫مستشار أول للتحوط الجيوسياسي‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬ ‫إميل حكيّم‬ ‫زميل وباحث أول في أمن الشرق األوسط‪،‬‬ ‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬ ‫‪ ‎1430-1300‬‬ ‫فيال غازيبو‬

‫‪12‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬

‫حفل الغداء الوداعي لجميع الموفدين –‬


‫قمة األمن اإلقليمي ‪13‬‬ ‫مملكة البحرين‪ 10-8 ،‬ديسمبر ‪2017‬‬

‫المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية‬

‫حوار المنامة‬

‫الفصل ‪2‬‬

‫الملخص التنفيذي‬


‫د‪ .‬جون تشيبمان‪ ،‬المدير العام‬ ‫والرئيس التنفيذي‪IISS ،‬‬

‫‪14‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫الملخص التنفيذي‬

‫الكلمة االفتتاحية‬ ‫ألقى السير جون جينكنز‪ ،‬المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات‬ ‫االستراتيجية في الشرق األوسط‪ ،‬الكلمة االفتتاحية في حوار المنامة‬ ‫‪ ،2017‬حيث تطرّ ق فيها بأثر رجعي إلى العقود الثالثة الماضية من‬ ‫حيث األمن اإلقليمي في الشرق األوسط‪ ،‬معتبراً أن هذه المنطقة “قد عانت‬ ‫أكثر من سواها من الصراع الداخلي والتدخالت الخارجية”‪ .‬فبالرغم من‬ ‫التغيّرات الكثيرة في التحالفات السياسية على مدى الثالثين سنة الماضية‪،‬‬ ‫في المنطقة وسواها‪ ،‬وبالرغم من توليد التغيّرات الديموغرافية لضغوطات‬ ‫متزايدة على الحكومات والمجتمعات‪ ،‬عرّ ف جينكنز وجهين من أوجه‬ ‫االستمرارية‪ :‬التعافي المستدام والصعود اإليراني‪ ،‬وانتشار اإلسالم‬ ‫اآليديولوجي الراديكالي بأشكاله العنيفة غالباً‪ .‬اعتبر جينكنز أن عوامالً‬ ‫مدفوعة بالمتغيرات داخل المنطقة تستحق جزءًا من اللوم‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تغذى ك ٌل من إيران واإلسالميون الراديكاليون على السخط‬ ‫اإلقليمي الناتج عن النشأة المعيبة للشرق األوسط الحديث في‬ ‫عشرينيات القرن العشرين ‪ ..‬فقدان فلسطين؛ الفشل في أجزاء كثيرة‬ ‫من المنطقة في معالجة تحديات الدمج االجتماعي والحكومة الفاعلة‬ ‫والمستجيبة والموزعة‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪15‬‬


‫السير جون جينكنز‪،‬‬ ‫المدير التنفيذي‪IISS ،‬‬ ‫الشرق األوسط‬

‫بشكل ملحوظ – من خالل تركيبة‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ساهمت القوى الخارجية‬ ‫ٍ‬ ‫من التدخالت الخاطئة والتقاعس وقصور في التصورات – في ظهور‬ ‫الفراغات السياسية التي كان بمقدور فاعلين آخرين استغاللها لمصالحهم‪،‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫إسقاط عراق صدام في ‪ 2003‬بال خطة مجدية على المدى البعيد‬ ‫لتوفير األمن وإعادة إعمار الدولة بصورة أفضل في أعقاب‬ ‫إسقاطه؛ الفشل ذاته في ليبيا‪ ،‬ضاعفه التدخل من قبل أطراف‬ ‫منحازة للميليشيات المتأسلمة‪ ،‬وااللتباس ‪ ..‬حول نوع الحكومة التي‬ ‫نفضلها نحن في الغرب – بالرغم من تصويت غالبية الليبيين في‬ ‫‪ 2012‬لصالح حكومة تكنوقراطية غير مؤدلجة من شأنها توفير‬ ‫حياة أفضل لعموم الليبيين‪.‬‬ ‫الخطأ الذي ارتكبناه في أفغانستان‪ ،‬بتصديقنا أن طرد االتحاد‬ ‫السوفييتي سيحل جميع مشاكلنا؛ الفشل في االستجابة الكافية‬ ‫للتحركات األولى للثورة الشعبية في سوريا ثم قيامنا حينها بفرض‬ ‫خطوطنا الحمراء؛ والفشل المستدام ‪ ..‬في رؤية الجمهورية‬ ‫اإلسالمية في إيران كدولة إسالمية مؤدلجة بنفس القدر ‪ ..‬ودفعها‬ ‫للتراجع في العراق وسوريا ولبنان واليمن‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫يوفر حوار المنامة أحد المنتديات اإلقليمية القليلة التي تعمل على تحديد‬ ‫– وربما التوسع في تعريف – األرضيات المشتركة التي تجمع المشاركين‪،‬‬ ‫والتي بدورها تفيد كأساس للعمل الجماعي‪ .‬حدد جينكنز ستة مواضيع يمكن‬ ‫للعمل الجماعي أن يركز عليها بفائدة‪ ،‬وعلى أوروبا والواليات المتحدة‬ ‫لعب أدوار رئيسية فيها‪:‬‬ ‫ •العمل لتحقيق نهاية مرضية للحرب في اليمن‪ ،‬لوقف األضرار‬ ‫التي تقع من جرّ ائها على عامة الناس‪ ،‬و وقف استنزافها لموارد‬ ‫يمكن أن تستغل بشكل أفضل في أمور أخرى‪.‬‬ ‫ •دفع النفوذ اإليراني للتراجع في العراق وسوريا‪ ،‬والذي يحتاج‬ ‫إلى قيام حكومة إقليم كردستان بإعادة بناء عالقة متينة مع بغداد‪،‬‬ ‫كما يحتاج إلى هيكل للتمثيل السياسي غير الطائفي في العراق‪.‬‬ ‫ •تقييد قدرة إيران في ضرب االستقرار والتدخل في المنطقة وما‬ ‫ورائها‪ ،‬بما في ذلك ما تقوم به من خالل وكالء‪ .‬دعم برامج‬ ‫االصالح المستمر التي أطلقتها حكومات المنطقة‪ ،‬مثل البحرين‬ ‫ومصر والمملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫ •االستثمار في قدرة المنطقة على توفير التعليم للفئة الشابة من‬ ‫سكانها‪ ،‬ويشمل ذلك التعليم الجامعي وتعليم النساء‪.‬‬ ‫ •التوصل إلى تسوي ٍة عادلة للقضية الفلسطينية‪ ،‬والتي تتطلب اتخاذ‬ ‫تقدم في‬ ‫الجهات المعنية نهجا ً جديداً من شأنه فتح المجال إلحراز ٍ‬ ‫مواجهة تهديدا ٍ‬ ‫ت أساسية لألمن اإلقليمي‪.‬‬

‫ً‬ ‫رؤية‬ ‫ذكر جينكنز أنه من المسلّم به كون أجندة السياسة هذه تتطلب‬ ‫والتزاما ً من النوع الذي قد يصعب شحذه نظراً لألمور الملحّ ة على جداول‬ ‫أعمال القادة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تظل مسألة إحداث الفرق بأيدي القادة الغربيين‬ ‫العاملين مع قوىً تقدمية في المنطقة‪ .‬اختتم جينكنز كلمته بقوله‪“ :‬المفتاح‬ ‫في العزم والصمود والصبر االستراتيجي والرؤية‪ .‬خصومنا لديهم كل ذلك‬ ‫وعلينا مجاراتهم”‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪17‬‬


‫الحوار المتلفز لقناة سكاي نيوز عربية‪“ :‬ما بعد الرقة‪ :‬تثبيت‬ ‫استقرار الشرق األوسط ومكافحة االرهاب حول العالم”‬ ‫إثر سؤالهم حول النظر في أبرز التطورات في الحرب على اإلرهاب‪،‬‬ ‫تبنى المتحدثون في هذه الجلسة العامة المتلفزة مثاالً طبيا ً كناية عن تكرّ س‬ ‫الطبيعة الفايروسية للتهديد الذي يشكله اإلرهاب‪ ،‬والحاجة إلى فاعلين‬ ‫إقليميين ودوليين لتطوير االستجابة لمكافحة الوباء‪.‬‬ ‫حرص صاحب السمو الملكي األمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز‬ ‫آل سعود‪ ،‬رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات‬ ‫االسالمية‪ ،‬على تأكيد طبيعة االنتشار الخاصة بالتحديات التي يشكلها‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬وأهمية التعاون الدولي في التصدي لها‪:‬‬ ‫هنالك أماكن كثيرة تعرف هذا الوباء‪ ،‬الذي يستفيد من فشل بعض‬ ‫القادة في هذه الدول‪ ،‬مما أدى إلى أماكن الحرب هذه وجيوب‬ ‫اإلرهاب في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها‪ .‬لكننا نرى كذلك أن‬ ‫اإلرهاب يصل بالفعل إلى أماكن أخرى‪ ،‬سواءًا تحدثنا عن القارات‬ ‫المختلفة أو ما يسعى إليه هذا اإلرهاب من إحكام قبضته على أية‬ ‫فرصة تعرقل السالم العالمي الذي نحتاجه للعيش في هذا العالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬الحل هو من خالل التآزر والتعاون‪ ،‬ليس فقط من‬ ‫خالل تبادل المعلومات‪ ،‬وإنما من خالل أسس مواجهة اإلرهاب‬ ‫سواءًا األمن أو المستوى االجتماعي أو المستوى الفقهي‪.‬‬ ‫كانت هذه أيضا ً مشاعر الدكتور ابراهيم الجعفري‪ ،‬وزير خارجية‬ ‫العراق‪ ،‬الذي احتفى بفخر بانتصار العراق في الموصل على تنظيم الدولة‬ ‫بنجاح “ليس للعراق وحده بل‬ ‫اإلسالمية المعروف بداعش‪ ،‬والذي وصفه‬ ‫ٍ‬ ‫للمنطقة بأسرها‪ ،‬ألن داعش هو تهديد دولي وعالمي‪ ،‬وبالتالي كانت إجابة‬ ‫العراق عالمية”‪.‬‬ ‫عزا الجعفري نجاح القوات العراقية إلى قدرتها على تعبئة المجتمع‬ ‫العراقي والحكومة واألجهزة األمنية وحشد الدعم الدولي بمستوىً غير‬ ‫مسبوق‪:‬‬ ‫أدى ذلك‪ ،‬للمرة األولى في التاريخ‪ ،‬إلى دعم العالم أجمع لفكر ٍة‬ ‫واحدة‪ .‬لو قرأتم جميع الكتب فلن تجدوا في أي مكان في التاريخ‬ ‫‪18‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫اصطفاف جميع شعوب العالم في جانب واحد‪ .‬حدث هذا في‬ ‫العراق‪ .‬لقد شاهدناه في األمم المتحدة وجامعة الدول العربية‪،‬‬ ‫جميع الدول دعمت العراق‪ .‬لذلك يجب أن ال نكون فخورين فحسب‬ ‫ونسعد بنجاحنا‪ ،‬هذا فخ ٌر لكافة الدول التي شاركت‪.‬‬ ‫يشكل تورط أعدا ٍد كبيرة من المقاتلين األجانب والمخاطر التي‬ ‫يشكلونها عند عودتهم إلى دولهم األصلية تحديا ٍ‬ ‫ت أمنية كبيرة تتعلق بداعش‬ ‫والصراعات في العراق وسوريا‪ .‬سعت فضيلة سويسي من سكاي نيوز‬ ‫عربية الستكشاف هذه القضية مع السيدة يني وحيد‪ ،‬مدير مؤسسة وحيد‬ ‫في إندونيسيا‪ ،‬التي استذكرت التجربة الناجحة في بلدها التي تحوي أكبر‬ ‫تعداد للمسلمين في العالم‪:‬‬

‫الجلسة االفتتاحية المتلفزة‬ ‫لقناة سكاي نيوز عربية‬ ‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫السيدة يني وحيد‪ ،‬مديرة‬ ‫مؤسسة وحيد‪ ،‬جمهورية‬ ‫إندونيسيا؛ معالي د‪.‬‬ ‫ابراهيم الجعفري‪ ،‬وزير‬ ‫الخارجية‪ ،‬جمهورية‬ ‫العراق؛ صاحب السمو‬ ‫الملكي األمير تركي‬ ‫الفيصل بن عبدالعزيز‬ ‫آل سعود‪ ،‬رئيس مجلس‬ ‫إدارة مركز الملك فيصل‬ ‫للبحوث والدراسات‬ ‫االسالمية‪ ،‬المملكة العربية‬ ‫السعودية؛ فضيلة سويسي‪،‬‬ ‫مقدمة برامج‪ ،‬قناة سكاي‬ ‫نيوز عربية‬

‫أعتقد أنه لدينا في بلدنا نظاما ً جيداً نحاول من خالله التغلب على‬ ‫هذه التحديات‪ .‬في الواقع‪ ،‬تشكل المملكة العربية السعودية من‬ ‫خالل برنامج المناصحة وحملة السكينة التي تباشرها نموذجا ً جيداً‬ ‫نحاول تكراره في بلدنا‪ .‬ننظر إلى الراديكاليين من وجهة نظر‬ ‫هذه المقاربات السياسية‪ ،‬لذا تنظرون إلى المشكالت وتقسّمون‬ ‫المجتمع إلى ثالثة أقسام مختلفة‪ .‬القسم األول هو القسم السليم‪.‬‬ ‫القسم الثاني هو القسم الذي قد يكون فيه بعض الناس مصابين‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪19‬‬


‫صاحب السمو الملكي‬ ‫األمير تركي الفيصل بن‬ ‫عبدالعزيز آل سعود‪،‬‬ ‫رئيس مجلس إدارة مركز‬ ‫الملك فيصل للبحوث‬ ‫والدراسات االسالمية‪،‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬

‫بالفايروس أو بقليل منه‪ .‬القسم الثالث يضم أولئك المصابين بصورة‬ ‫مزمنة‪ .‬تختلف المقاربات التي لديكم حول هذه المجموعات‪ .‬ال‬ ‫يتوجب التركيز مثالً على أولئك األصحاء‪ ،‬حيث ال تستهدفونهم‬ ‫بالفعل‪ .‬أما للراديكاليين‪ ،‬فأحيانا ً ال توجد مقاربة غير النهج األمني‪.‬‬ ‫بالنسبة للقسم الثاني في الوسط‪ ،‬أنتم بحاجة للتأكد من تحصينهم‬ ‫ضد محاوالت االقناع األخرى‪ ،‬بحيث ال يقتنعون باالنضمام إلى‬ ‫قضية راديكالية‪.‬‬ ‫سياق مشابه‪ ،‬شبّه الجعفري داعش بـ”المايكروبات” التي تعيش في‬ ‫في‬ ‫ٍ‬ ‫“بيئة محددة”‪:‬‬ ‫أين شاهدنا داعش تظهر وتزدهر؟ في منطق ٍة سياسية متزعزعة لم‬ ‫تشهد فترا ٍ‬ ‫ت انتخابية‪ ،‬وحيث النساء الالتي يشكلن نصف المجتمع‬ ‫لم يحصلن على كافة حقوقهن‪ ،‬لذا هي أنظمة ال تعلم كيف تتعامل‬ ‫مع األزمة‪.‬‬ ‫أرض خصبة‬ ‫باإلضافة إلى القضايا الداخلية التي قد تحوّ ل المنطقة إلى‬ ‫ٍ‬ ‫النتشار الفكر المتطرف‪ ،‬تؤثر األحداث الدولية على المنطقة‪ ،‬وبإمكانها‬ ‫تغذية وتضخيم خطاب القادة الجهاديين‪ّ .‬‬ ‫شخص جميع المشاركين في هذه‬

‫‪20‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫الجلسة قرار الرئيس األمريكي دونالد ترامب باالعتراف بالقدس كعاصمة‬ ‫إلسرائيل ونقل السفارة األمريكية إليها من تل أبيب كمثال لتطوّ ٍر من هذا‬ ‫النوع‪ .‬حذر األمير تركي قائال‪:‬‬ ‫هذا سيو ّفر األوكسجين للنفوس التائهة‪ .‬سينشطون من جديد وسيكون‬ ‫التعامل معهم صعبا ً في الواقع‪ .‬آمل أن ينقذ الرئيس ترامب نفسه‬ ‫من البحر الذي رمى بنفسه فيه قبل أن يغرق‪ ،‬أتمنى أن ينجو‪ ،‬وأن‬ ‫يصدر بيانا ً يعترف فيه بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية‪.‬‬ ‫أرى بأن هذا هو التدبير الوحيد الذي سيمكننا من التغلب على‬ ‫الوضع الحالي فيما يخص االضطراب وعدم االستقرار‪ ،‬ليس في‬ ‫المنطقة فحسب وإنما حول العالم‪.‬‬ ‫ردّد الجعفري هذه المالحظات‪:‬‬ ‫هذا قرار سيّ ء وستكون له تبعات سلبية‪ .‬أرى بأن هذه خطوة تجاه‬ ‫الحرب‪ ،‬وخطوة كهذه‪ ،‬ما لم يكن هنالك تراج ٌع عنها‪ ،‬ستؤدي إلى‬ ‫تبعات ال يعلمها إال هللا‪.‬‬ ‫بالفعل‪ ،‬إندونيسيا هي إحدى الدول التي تتجلى فيها هذه التبعات‪،‬‬ ‫بحسب وحيد‪:‬‬ ‫القضية‪ ،‬قرار الرئيس ترامب‪ ،‬بالنسبة لنا هو قرار متهور بالفعل‪،‬‬ ‫ألنه سيسهم في ضرب استقرار دول كثيرة في المنطقة‪ ،‬ليس في‬ ‫الشرق األوسط فحسب وإنما في الدول التي بها مجتمعات إسالمية‬ ‫كثيرة‪ .‬في إندونيسيا على سبيل المثال‪ ،‬لدينا مظاهرات من اآلن‪.‬‬ ‫خرج الناس إلى الشوارع ليعبروا عن تضامنهم‪ .‬يشعر الناس بأن‬ ‫ثمة ظلم واقع‪ .‬سيكون هذا منصة تستخدمها الجماعات الراديكالية‬ ‫لتجنيد مزيد من الناس لالنضمام إلى قضيتهم‪.‬‬ ‫جدير بالذكر أن إندونيسيا ودول أخرى ذات مجتمعات إسالمية كبيرة ال‬ ‫تقلق بسبب االضطراب االجتماعي فحسب‪ .‬فالمظاهرات قد تكون مجرد طرف‬ ‫جبل الجليد حيث قد يلجأ الشباب الساخطون إلى العنف‪ ،‬كما واصلت وحيد‪:‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪21‬‬


‫معالي د‪ .‬ابراهيم‬ ‫الجعفري‪ ،‬وزير‬ ‫الخارجية‪ ،‬جمهورية‬ ‫العراق‬

‫هؤالء الشباب يريدون محاربة هذا الظلم‪ ،‬يريدون القتال ضده‪،‬‬ ‫لكنهم ال يريدون الذهاب إلى فلسطين‪ ،‬لذا سيطلب منهم تنفيذ‬ ‫بعض العمليات في دولهم‪ .‬هذا هو نوع التجليات من السخط الذي‬ ‫ستستخدمه الجماعات الجهادية لالستحواذ على الشباب‪.‬‬ ‫تحول النقاش بعدها ليتناول دور إيران ورعاية الدولة لإلرهاب‬ ‫عبر الشرق األوسط في أماكن مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن‪ .‬كان‬ ‫موضوع مدى تورط إيران في دعم الجماعات اإلرهابية عبر المنطقة أكثر‬ ‫القضايا مناقشة في الجلسة‪ .‬شكك الجعفري في رعاية طهران لإلرهاب‬ ‫في العراق‪:‬‬ ‫أستطيع القول بصراحة أنني لم أشاهد مواطنين إيرانيين يأتون‬ ‫حاملين أسلحة مثلما رأيت من ‪ 124‬دولة من دول العالم‪ .‬رغم كل‬ ‫ذلك‪ ،‬وإذا ما وضعنا في االعتبار بأن لدينا إيرانيون قادمون مثل‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فتصبح حينها كسائر الدول وبالتالي ال يمكننا إدانة الدولة‬ ‫بسبب هؤالء الشباب‪.‬‬ ‫غير أن األمير تركي كان له رأي آخر‪:‬‬

‫‪22‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫في اليمن‪ ،‬نرى أن إيران تدعم الحوثيين‪ .‬ما الذي حدث‪ ،‬الحوثيون‬ ‫دمروا اليمن ‪ ..‬هذه الدولة تشهد بصمة إيران في كل قراها‪ ،‬في‬ ‫كل شوارعها‪ .‬في سوريا‪ ،‬من الذي يحارب مع بشار األسد؟ هذا‬

‫السيدة يني وحيد‪ ،‬مديرة‬ ‫مؤسسة وحيد‪ ،‬جمهورية‬ ‫إندونيسيا‬

‫الطاغية الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص من شعبه‪ .‬من الذي‬ ‫يدعمه؟ الحرس الثوري اإليراني‪ ،‬إلى جانب بعض المتطوعين‬ ‫الذين جلبتهم إيران من أفغانستان وباكستان وأماكن أخرى‪.‬‬ ‫أيضا ً في سياق النقاش‪ ،‬ندد األمير تركي صراحة بالنظام السوري‬ ‫لممارسته القمع العنيف بحق المدنيين من سكان البلد‪ ،‬كما ندد بالمجتمع‬ ‫الدولي على سماحه للرئيس بشار األسد بالتصرف مع اإلفالت من‬ ‫العقاب‪:‬‬ ‫إن أعداد الذين تم قتلهم والدمار الذي قادوا إليه ليس حتى ‪ %1‬مما‬ ‫فعله بشار األسد‪ .‬ال نرى المجتمع الدولي يسعى إلى فرض عقوبا ٍ‬ ‫ت‬ ‫عليه‪ ،‬ألن هذا الشخص وأولئك الذين يدعمونه والذين ساعدوه في‬ ‫هذه القضية لن ينالوا العقوبة أو يخضعوا للعقوبات‪ .‬القتل والتهجير‬ ‫والتعذيب‪ ،‬كل هذه األفعال التي قام بها بشار األسد متشعبة وأهم‬ ‫بكثير مما قامت به العصابات والجماعات‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪23‬‬


‫وجه الحضور عدداً من األسئلة للجعفري حول المستقبل الغامض‬ ‫لوحدات الحشد الشعبي‪ ،‬وهي المنظمة الجدلية الحاضنة لمجموعات‬ ‫الميليشيا التي تحالفت لقتال داعش وحاربت إلى جانب القوات العراقية‬ ‫والبشمرغة في معركة الموصل‪ .‬شرح الجعفري ما يلي‪:‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬لم يكن بمقدور الجيش مواجهة هذه المشكلة‪ ،‬وهنا‬ ‫رأى الحشد الشعبي النور‪ .‬في الواقع‪ ،‬تثبت هذه الحقيقة بأن‬ ‫جميع العراقيين قادرين على العمل تحت إمرة القوات المسلحة ‪..‬‬ ‫الحشد الشعبي جزء من القوات المسلحة العراقية؛ تم االعتراف به‬ ‫دستورياً‪.‬‬ ‫المسألة ترتبط بالصورة األشمل لمستقبل العراق وإعادة إعماره‪ .‬من‬ ‫هذا المنطلق‪ ،‬طلب الجعفري من المجتمع الدولي أن يصمم “خطة مارشال‬ ‫معدلة للعراق”‪ ،‬من أجل احتمال أن يستلم البلد مقداراً مماثالً من المساعدات‬ ‫كالذي حصلت عليه ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫في ختام الجلسة‪ ،‬بالعودة إلى الركيزة األصلية للنقاش حول مكافحة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬شجعّت وحيد كافة المعنيين بالتوسّع في جهودهم إلى ما وراء‬ ‫إنتاج روايات مضادة‪ ،‬وتطوير “هوية مضادة” متماسكة من شأنها تقوية‬ ‫المجتمعات المحلية وزيادة صمودها تجاه التطرف وربط المجتمعات‬ ‫المحلية كأوطان‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬امتدحت وحيد االصالحات القائمة في‬ ‫المملكة العربية السعودية‪:‬‬ ‫لقد سررت للغاية عندما أعلن ولي العهد محمد بن سلمان أن‬ ‫السعودية كانت دولة معتدلة قبل ‪ ،1979‬وأنه يفكر في إعادتها‬ ‫إلى تقاليدها القديمة‪ .‬أعتقد أنه من المهم جداً للدول أن تصوغ القيم‬ ‫التي تحقق ترابط الناس‪ ،‬وهذه هي الهوية المضادة التي أقصدها‪.‬‬

‫الجلسة العامة األولى‪ :‬إنشاء هيكل أمني إقليمي مستقر‬ ‫افتتح أيمن الصفدي‪ ،‬وزير الخارجية وشؤون المغتربين في األردن‪،‬‬ ‫الجلسة العامة األولى متأمالً التحديات األمنية في المنطقة‪ ،‬ونقص التنمية‬ ‫في المؤسسات الالزمة للتصدي لها‪:‬‬ ‫‪24‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫كلما اعتقدنا بأنه لدينا ما يكفي من األزمات‪ ،‬نستيقظ لنالحظ أن‬ ‫مزيداً منها لألسف يتك ّ‬ ‫شف‪ .‬تبقى هذه المنطقة‪ ،‬فيما يخص قدرتها‬ ‫على العمل المشترك‪ ،‬إلى درجة كبيرة منطقة باإلسم‪ ،‬لكنها من‬

‫معالي الشيخ خالد بن أحمد‬ ‫بن محمد آل خليفة‪ ،‬وزير‬ ‫الخارجية‪ ،‬مملكة البحرين‬

‫حيث امتالك الهيكل الذي نحتاجه للتصدي المؤثر للتحديات‪ ،‬أعتقد‬ ‫أننا جميعا ً نتفق على أن عمالً كبيراً بحاجة لإلنجاز‪ ،‬وعندما أتحدث‬ ‫عن المنطقة أعني المنطقة بمفهومها األشمل‪ ،‬أعني الخليج وعموم‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬ ‫أوجز الصفدي التحديات األمنية الرئيسية التي يواجهها الشرق‬ ‫األوسط‪ :‬المسألة الفلسطينية‪ ،‬والتطرف واإلرهاب‪ ،‬وانعدام الفرص‬ ‫التعليمية لعشرة ماليين طفل‪ ،‬والتدخل اإليراني في دول المنطقة‪ .‬بصورة‬ ‫دول ذات‬ ‫أشمل‪ ،‬عبّر الصفدي عن وجود مشكلة تدخل خارجي في شؤون‬ ‫ٍ‬ ‫سيادة‪:‬‬ ‫ال يمكننا السماح آلخرين بالتدخل في شؤوننا الداخلية‪ .‬على الجميع‬ ‫أن يقف عند الحدود‪ .‬على الجميع أن يعلم أن مواصلة التدخل في‬ ‫الشؤون الداخلية للعالم العربي ال بد أن تستدعي ردة فعل ستدفعنا‬ ‫جميعا ً تجاه صراعا ٍ‬ ‫ت غير مرغوبة‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪25‬‬


‫معالي د‪ .‬أيمن الصفدي‪،‬‬ ‫وزير الخارجية وشؤون‬ ‫المغتربين‪ ،‬المملكة‬ ‫األردنية الهاشمية‬

‫كان تعليق الصفدي دفاعا ً عن مبدأ ويستفاليا حول احترام سيادة‬ ‫الدول وعدم التدخل في شؤونها هو األول ضمن عدة تعليقات مشابهة‬ ‫ُذكرت خالل الجلسة‪ .‬تضمنت التعليقات الختامية من كلمة الوزير اإلعالن‬ ‫األمريكي األخير باعتبار القدس عاصمة إسرائيل‪ ،‬مما حدا بجامعة الدول‬ ‫العربية إلى الدعوة الجتماع طارئ في القاهرة‪ .‬حذر الوزير من أن القرار‬ ‫يخاطر بإذكاء التطرف في المنطقة‪:‬‬ ‫ال توجد قضية أكثر فاعلية من القدس في قدرتها على حشد العالمين‬ ‫العربي واإلسالمي‪ ،‬وال أكثر تأثيراً من حيث استثارة الغضب‬ ‫والعواطف والراديكاليين من كل جانب‪ .‬سيقفز المتطرفون من‬ ‫كل جانب على هذه الفرصة الستغالل الغضب والشعور بالظلم‬ ‫المستمر في الوجدان كنتيجة لفشلنا في معالجة المخاوف المشروعة‬ ‫لدى الشعب الفلسطيني‪ ،‬وتأدية حقه في الحرية وإقامة الدولة‪.‬‬ ‫استهل معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة‪ ،‬وزير خارجية مملكة‬ ‫البحرين‪ ،‬كلمته بمراجعة التحديات األمنية الرئيسية في المنطقة‪ ،‬بدءًا‬ ‫بالصراع المطوّ ل في اليمن‪:‬‬

‫‪26‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫في اليمن‪ ،‬نحن نحارب للحيلولة دون وقوع بلد عربي عزيز‪،‬‬ ‫له تاريخ عريق ومتنوع‪ ،‬تحت سيطرة ميليشيا شريرة عرّ ضت‬ ‫إخواننا وأخواتنا في اليمن للعنف واالغتياالت العشوائية والدمار‬ ‫الفظيع‪ .‬إن كانت لدى أح ٍد ما شكوك حول نوايا الحوثيين في اليمن‪،‬‬ ‫فليس عليهم سوى متابعة األحداث التي تتك ّ‬ ‫شف في صنعاء ونحن‬

‫الجنرال (متقاعد)‬ ‫ديفيد بترايوس‪ ،‬رئيس‬ ‫معهد ‪ KKR‬العالمي‪،‬‬ ‫المدير األسبق لوكالة‬ ‫االستخبارات المركزية‪،‬‬ ‫الواليات المتحدة‬

‫نتحدث‪ .‬قام الحوثيون بإعدام الرجال بالمئات‪ ،‬وقطعوا اإلنترنت‬ ‫والتواصل االجتماعي لمنع اليمنيين من إبالغ العالم عن جرائمهم‪.‬‬ ‫لقد مُنح الحوثيون مقعداً على طاولة المفاوضات‪ ،‬وكانوا جزءًا من‬ ‫الحل السياسي المقترح في عام ‪ .2011‬في الواقع لقد كان لقائي‬ ‫األول والثاني بالحوثيين في الرياض‪ ،‬لكنهم رفضوا أخذ مكانهم‬ ‫بين ممثلي األطراف السياسية اليمنية‪ ،‬وقرروا بدالً من ذلك خرق‬ ‫ً‬ ‫محاولة منهم‬ ‫االتفاقيات وخيانة مواطنيهم واالستيالء على اليمن‪،‬‬ ‫فرع قمعي من الجمهورية اإلسالمية على أعتاب‬ ‫لتحويل البلد إلى‬ ‫ٍ‬ ‫أبوابنا‪ .‬ال نستطيع أن نسمح ولن نسمح لذلك أن يحدث‪.‬‬ ‫شدد الشيخ خالد على نقطته بذكر لبنان كمثال على ما قد يحدث إذا‬ ‫تركت ميليشيا دون السيطرة عليها‪ ،‬وذكر أن حزب هللا قد أصبح قوة‬ ‫ً‬ ‫متجاهلة قوانين وأعراف الجمهورية وتأتمر بأوامر‬ ‫سياسية فعالة في لبنان‪،‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪27‬‬


‫د‪ .‬جون تشيبمان‪ ،‬المدير‬ ‫العام والرئيس التنفيذي‪،‬‬ ‫‪IISS‬‬

‫المرشد األعلى في إيران‪ .‬عالو ًة على ذلك‪ ،‬ما زال الحزب مؤثراً في‬ ‫زعزعة االستقرار عبر المنطقة‪:‬‬ ‫استخدم حزب هللا مقره في جنوب لبنان للتوسع في عملياته‬ ‫في المناطق األخرى‪ .‬فكان عامالً أساسيا ً في إطالة أمد األزمة‬ ‫السورية‪ ،‬كما عاث فساداً في العراق‪ ،‬ويستمر في تدريب عمالئه‬ ‫للقيام بهجمات إرهابية هنا في البحرين وفي الكويت‪ ،‬إلى جانب‬ ‫تهريب األسلحة والمتفجرات وتخزينها في أحيائهم‪ .‬ال يمكننا‬ ‫الوقوف مكتوفي األيدي بينما تقوم منظمة إرهابية مسلحة وخطرة‬ ‫بعمل ما تشاء في بل ٍد تلو بلد‪.‬‬ ‫ملتفتا ً إلى مقاطعة قطر من قبل البحرين ومصر والسعودية واإلمارات‪،‬‬ ‫قال الشيخ خالد بأنه تم اتخاذها رداً على “عقود من السياسات القطرية التي‬ ‫هددت أمننا الوطني وعرضته للخطر”‪ ،‬منكراً أن تكون المقاطعة رداً على‬ ‫عالقات قطر بإيران‪:‬‬ ‫يزعم البعض بأن هذه المقاطعة هي بخصوص تبني قطر لسياسة‬ ‫خارجية مستقلة عن دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬ليس األمر‬ ‫كذلك‪ .‬الهدف من هذا العمل هو وقف قطر عن التخطيط لتقويض‬

‫‪28‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫وإضعاف حكوماتنا ودعم الجماعات اإلرهابية التي تزعزع‬ ‫االستقرار في دول كمصر واليمن وليبيا‪ ،‬و وقف تدخلهم في دول‬ ‫أخرى سعيا ً للتأثير في سياساتها الداخلية لتحقيق مكاسب‪ .‬يجب أن‬ ‫تكون الجماعات الممولة من قطر في ليبيا من دواعي القلق لدى‬ ‫أوروبا‪ ،‬مع تمكن الجماعات اإلرهابية التي أسست قواعد لها في‬ ‫ليبيا من استخدامها للدخول بسهولة إلى القارة األوروبية‪.‬‬ ‫بدأ الجنرال متقاعد ديفيد بترايوس‪ ،‬رئيس معهد ‪ KKR‬العالمي‬ ‫والمدير األسبق لوكالة االستخبارات المركزية األمريكية‪ ،‬باستعراض‬ ‫تآكل الظروف األمنية في العراق منذ ديسمبر ‪ ،2008‬عندما كان قائداً‬ ‫للقيادة المركزية للقوات المسلحة األمريكية‪ .‬في ذلك الوقت‪ ،‬كان التحالف‬ ‫بقيادة الواليات المتحدة وشركائها العراقيون قد هزموا القاعدة والجماعات‬ ‫السنية المتمردة ذات الصلة بها‪ ،‬وعناصر الميليشيات الشيعية المدعومة من‬ ‫إيران‪ ،‬والتي عانت منها البصرة والكاظمية ومدينة الصدر ومواقع أخرى‪.‬‬ ‫كانت الواليات المتحدة قد بدأت بتحويل تركيزها إلى أفغانستان والصومال‬ ‫وبرنامج إيران النووي‪ .‬بالمقارنة‪ ،‬يُعد الوضع المعاصر شديد الصعوبة‪،‬‬ ‫مع ما تواجهه المنطقة من‪:‬‬ ‫التحديات المتواصلة بواسطة الخاليا اإلرهابية وبقايا المتمردين من‬ ‫داعش في العراق‪ ،‬وعودة الميليشيات المدعومة من إيران هناك‪،‬‬ ‫والخالف السياسي الخطير بين بغداد وحكومة إربيل وداخل حكومة‬ ‫إقليم كردستان‪ .‬مثلما أسلفت‪ ،‬في الواقع‪ ،‬قد تكون المعركة تلو‬ ‫المعركة في العراق‪ ،‬والتنافس على القوة السياسية والموارد بعد‬ ‫هزيمة داعش‪ ،‬تحديا ً أكثر صعوبة من هزيمة داعش فور التزام‬ ‫الواليات المتحدة ودول التحالف بدعم إخوتهم العراقيين‪ .‬هنا يجب‬ ‫أن نعمل على دعم الحوكمة الشاملة للجميع بدالً من الحوكمة‬ ‫الحصرية الفئوية المستبعدة لآلخرين‪ ،‬والتي همّشت مناطق السنة‬ ‫بعد انسحاب الواليات المتحدة في أواخر ‪.2011‬‬ ‫رأى بترايوس تحديات مشابهة في سوريا‪ ،‬وهي “مفاعل تشرنوبيل‬ ‫جيوسياسي” في ظله يواصل المتطرفون عملهم‪ ،‬وحيث تكون هنالك‬ ‫ككيان واحد‪ .‬أشار كذلك إلى تورط‬ ‫شكوك أيضا ً حول إعادة تشكيل الدولة‬ ‫ٍ‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪29‬‬


‫المتطرفين في مصر ولبنان وتركيا واليمن‪ .‬في الوقت نفسه ازدادت قوة‬ ‫النفوذ اإليراني في عدة دول‪ ،‬بحسب ما يراه بترايوس‪:‬‬ ‫ال زال سالح الجو اإلماراتي قادراً على هزيمة سالح الجو‬ ‫اإليراني‪ ،‬لو حدث شيء‪ ،‬والحقيقة أنه أفضل اليوم مما كان سابقاً‪،‬‬ ‫بعد عمليات هجومية متواصلة‪ ،‬في أفغانستان أوالً‪ ،‬حيث تشرفت‬ ‫بوجود إماراتيين تحت إمرتي‪ ،‬ومؤخراً بالطبع في اليمن‪.‬‬ ‫واصل مدير الـ ‪ CIA‬األسبق تعريف الدروس المستفادة للواليات‬ ‫المتحدة من خبرتها في المنطقة منذ عام ‪ .2001‬أوالً‪ ،‬سيستغل المتطرفون‬ ‫على الدوام المساحات غير الخاضعة للحكم‪ .‬ثانياً‪ ،‬ال يمكن احتواء عدم‬ ‫االستقرار في تلك المناطق‪ ،‬والذي على العكس ينتشر إلى الحد الذي‬ ‫وصل معه إلى أوروبا‪ .‬ثالثاً‪ ،‬ضرورة القيادة األمريكية‪ ،‬وأهمية تصرف‬ ‫الواليات المتحدة لتمكين أكبر عدد ممكن من الشركاء‪ .‬رابعاً‪ ،‬أننا “ال‬ ‫نستطيع مكافحة التنظيمات اإلرهابية مثل داعش والقاعدة فقط بعمليات‬ ‫القوات المكافحة لإلرهاب”‪ ،‬ألننا بحاجة إلى الحمالت المدنية – العسكرية‬ ‫الشاملة‪ .‬أخيراً‪ ،‬سيكون هذا نضاالً عابراً لألجيال ال بد وأن يكون معه‬ ‫دم ومال‪ .‬ملمّحا ً إلى‬ ‫اإللتزام األمريكي مؤثر ومستدام نظير ما تنفقه من ٍ‬

‫مشكالت التعاون التي جلبتها أزمة قطر‪ ،‬استذكر بترايوس مفهوما ً تبناه‬ ‫للمرة األولى في عام ‪ :2008‬الثنائية المتعددة‪ ،‬والتي وصفها بأنها‪:‬‬ ‫مفهوم تعمل من خالله الواليات المتحدة‪ ،‬وربما شركاء مختارون‬ ‫من التحالف‪ ،‬بصورة ثنائية مع دول في المنطقة ربما ال ترغب في‬ ‫العمل بصورة تعددية‪ ،‬لنسج اإلمكانيات الدفاعية والرادعة المهمة‬ ‫للتصدي للميليشيات المتطرفة والصواريخ والقرصنة والتهديدات‬ ‫األخرى في المنطقة‪.‬‬ ‫اتفق بترايوس على أهمية العمل الب ّناء مع روسيا‪ ،‬مشيراً إلى اتفاقيات‬ ‫مهمة حول ما يسمى بنزع فتيل الصراع وخطوط وقف إطالق النار‪،‬‬ ‫مضيفا ً بأن االتفاق النووي اإليراني قد حقق إنجازات ملحوظة‪ ،‬لكنه تضمّن‬ ‫نواقصا ً ملحوظة‪ ،‬إال أنه استطرد مبرزاً أهمية الردود على تطوير إيران‬ ‫للصواريخ‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫ال بد من وجود تدابير دفاعية تتم تقويتها‪ .‬تشمل هذه التدابير بالمناسبة‬ ‫عنصراً بالغ المتانة من الثنائية المتعددة التي ذكرتها‪ ،‬حيث ال بد أن‬ ‫تكون الواليات المتحدة مفتاحا ً لربط الدفاع الصاروخي الباليستي‬ ‫وأنظمة اإلنذار المبكر لدى الدول التي في بعض األحيان لن تفعل‬ ‫ذلك على الصعيد الثنائي‪ ،‬لذلك يجب أن نكون خبراء التكامل لهذا‬ ‫ً‬ ‫نتيجة لخالف‬ ‫األمر‪ ،‬وهو ما صار أكثر صعوبة بطبيعة الحال‬ ‫السعوديين واإلماراتيين والبحرينيين من جانب مع القطريين في‬ ‫الجانب اآلخر‪.‬‬ ‫اتفق بترايوس على أهمية العمل الب ّناء مع روسيا‪ ،‬مشيراً إلى اتفاقيات‬ ‫مهمة حول ما يسمى بنزع فتيل الصراع وخطوط وقف إطالق النار‪،‬‬ ‫مضيفا ً بأن االتفاق النووي اإليراني قد حقق إنجازات ملحوظة‪ ،‬لكن كانت‬ ‫لديه نواقص ملحوظة‪ ،‬إال أنه استطرد مبرزاً أهمية الردود على تطوير‬ ‫إيران للصواريخ‪:‬‬ ‫ال بد من وجود تدابير دفاعية تتم تقويتها‪ .‬تشمل هذه التدابير بالمناسبة‬ ‫عنصراً بالغ المتانة من الثنائية المتعددة التي ذكرتها‪ ،‬حيث ال بد أن‬ ‫تكون الواليات المتحدة مفتاحا ً لربط الدفاع الصاروخي الباليستي‬ ‫وأنظمة اإلنذار المبكر لدى الدول التي في بعض األحيان لن تفعل‬ ‫ذلك على الصعيد الثنائي‪ ،‬لذلك يجب أن نكون خبراء التكامل لهذا‬ ‫ً‬ ‫نتيجة لخالف‬ ‫األمر‪ ،‬وهو ما صار أكثر صعوبة بطبيعة الحال‬ ‫السعوديين واإلماراتيين والبحرينيين في جانب مع القطريين في‬ ‫الجانب اآلخر‪.‬‬

‫الجلسة العامة الثانية‪ :‬الردود السياسية والعسكرية حيال التطرف‬ ‫في الشرق األوسط‬ ‫بدأت هذه الجلسة بما أبرزه غافين ويليامسون‪ ،‬وزير الدولة لشؤون الدفاع‬ ‫في المملكة المتحدة‪ ،‬من الدروس الثالثة المستفادة من الماضي القريب‪.‬‬ ‫أوالً‪ ،‬هنالك حاجة لقتال التطرف على كافة الجبهات‪ ،‬االفتراضية مع‬ ‫الواقعية‪ ،‬مخاطبين القلوب والعقول إلى جانب العتاد‪ .‬ثانياً‪ ،‬من المهم أن‬ ‫ننتصر في معركة األفكار‪:‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪31‬‬


‫غافين ويليامسون‪ ،‬وزير‬ ‫الدولة لشؤون الدفاع‪،‬‬ ‫المملكة المتحدة‬

‫نريد أن نروّ ج بفخر لطريقة حياتنا كبديل أفضل للساخطين‪ ،‬ونريهم‬ ‫بأننا نمثل قيم االعتدال واإليمان بحياة البشر والتسامح مع الرؤى‬ ‫المختلفة والعدالة للجميع؛ أن نريهم دعمنا للتجارة الحرة وقوتها في‬ ‫صناعة الفرص لكل مواطن؛ أن نريهم أن ال شيء يثبّط رغبتنا في‬ ‫تكريس الديمقراطية وتشجيع انتشارها‪.‬‬ ‫الدرس الثالث الذي ذكره ويليامسون هو أن هزيمة اإلرهاب العالمي‬ ‫تتطلب شراكات عالمية أقوى‪ ،‬مفصالً دعم المملكة المتحدة لجهود العراق‬ ‫والسعودية‪ ،‬مشيراً إلى أن الرئيس السوري بشار األسد قد ش ّكل مساحة‬ ‫يمكن لإلرهاب أن يزدهر فيها‪ .‬كما أبرز أهمية أمن الخليج والمساعي‬ ‫الحثيثة للمملكة المتحدة لتعزيزه‪ ،‬بما فيها إعادة تأسيس القاعدة البحرية‬ ‫إتش إم إس جُفير في البحرين‪ ،‬وأركان الدفاع المقيمين على الدوام في دبي‬ ‫والتزام المملكة المتحدة بتواجد دائم في عمان‪ .‬أخيراً‪ ،‬أعرب عن رؤيته‬ ‫بأن الصراع ضد التطرف هو صراع عابر لألجيال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بداية‪ ،‬ذكر فالح الف ّياض‪ ،‬مستشار األمن الوطني في العراق‪ ،‬أن‬ ‫الثقة والتفاؤل خالل حوار المنامة عرضة للخطر بسبب إعالن الرئيس‬ ‫األمريكي دونالد ترامب خطة الواليات المتحدة لنقل سفارتها في إسرائيل‬ ‫من تل أبيب إلى القدس‪ ،‬مشيراً إلى أن منطق مكافحة اإلرهاب المقدم لهذه‬ ‫الخطوة مغلوط ألن من شأنه تشجيع االرهاب‪ .‬مواصالً حديثه‪ ،‬ذكر أن‬

‫‪32‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫الحكومات الشرق أوسطية‪ ،‬بما فيها العراق‪ ،‬بحاجة لمعالجة صراعاتها‬ ‫الداخلية المستمرة في دولها لمكافحة اإلرهاب‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫ً‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬يصبح عنصراً مهما ً‬ ‫لن يؤدي إهمالها إلى ركنها جانباً‪.‬‬ ‫للغاية بالنسبة لنا أن ننظر إلى مشكالتنا الداخلية وفشلنا الداخلي‬ ‫والفجوات الداخلية على المستويات السياسية والتعليمية والدينية‬ ‫لنتمكن من إعداد بيئة تقوّ ض اإلرهاب بدالً من دعمه ورعايته‪.‬‬ ‫وضع مستشار األمن الوطني األمن واالستقرار في إطار بصفتهما‬ ‫العنصرين األساسيين الستراتيجية مكافحة اإلرهاب‪ ،‬مشدداً بأن العراق‬ ‫قد أطلق سياسة تقارب مع كل الدول العربية‪ .‬سعى الفيّاض للتأكيد للدول‬ ‫األخرى بأن وحدات الحشد الشعبي الشيعية – التي تلقى الرعاية من العراق‬ ‫والدعم من إيران في تعبئتها ضد داعش – تخضع لسيطرة عسكرية شديدة‬ ‫في الدولة العراقية‪ ،‬مسلطا ً الضوء اإليجابي على تشكيل الحشد الشعبي‬ ‫كمثال للوحدة الوطنية ضمن مجموعات متباينة أحرزت النصر على داعش‬ ‫في الموصل وقدمت عرضاً‪:‬‬ ‫للسبب الذي جعل مبدأ التعاون والمشاركة أساسيا ً وشديد األهمية‬ ‫في محاربة ومكافحة اإلرهاب‪ .‬ال أرى أية مشكلة في الحديث‬ ‫عن انتصار العراق الذي تحقق بفضل مساعدة الجيش والشرطة‬ ‫والحشد الشعبي والبشمرغة‪ .‬كل هذه العناصر كانت جزءًا من هذا‬ ‫االنتصار العراقي‪.‬‬ ‫استعرض الدكتور أنور محمد قرقاش‪ ،‬وزير الدولة للشؤون الخارجية‬ ‫والتعاون الدولي اإلماراتي‪ ،‬ثالثة مواضيع بارزة ذات صلة بالمنطقة‪ :‬العودة‬ ‫لالستقرار النسبي (مشيراً إلى العراق وسوريا وبدرجة أقل إلى اليمن)؛‬ ‫سلوك إيران التخريبي في المنطقة من خالل الوكالء والخطاب الطائفي‬ ‫(مشيراً إلى البحرين والكويت ولبنان إلى جانب اليمن)؛ والرابط بين السرد‬ ‫المتطرف واإلرهاب‪ .‬فيما يخص األخير‪ ،‬قال قرقاش بأنه بينما قد يكون‬ ‫رابط التعبئة خفيا ً ومرناً‪ ،‬كحال اإلخوان المسلمين‪ ،‬أثبتت أحداث السنوات‬ ‫الخمس الماضية بأن استهداف اإلمارات لإلخوان المسلمين مشروع‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪33‬‬


‫معالي د‪ .‬أنور محمد‬ ‫قرقاش‪ ،‬وزير الدولة‬ ‫للشؤون الخارجية والتعاون‬ ‫الدولي‪ ،‬دولة اإلمارات‬ ‫العربية المتحدة‬

‫بناءًا على ذلك‪ ،‬حسب رأيه‪ ،‬كانت وقفة اإلمارات والسعودية بقوة‬ ‫ضد قطر – “أحد الفيلة الصغيرة في الغرفة” – مبررة‪ ،‬واصفا ً قطر بأنها‪:‬‬ ‫دولة صغيرة لكنها غنية جداً تستخدم بعض ثروتها الطائلة كمنصة‬ ‫لدعم الخطاب الجهادي والجماعات الجهادية‪ .‬هذا أمر انتهازي‬ ‫بالفعل شاهدناه منذ بداية الربيع العربي حين وضعوا كل رهاناتهم‬ ‫على األجندة الجهادية‪ .‬كنتيجة‪ ،‬أعتقد أن تناول المطالب الثالثة‬ ‫عشر كإطار عمل للنقاش والحل الب ّناء ضروري بالفعل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫“هدية‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ذكر الوزير بأن القرار األمريكي بشأن القدس كان‬ ‫للراديكالية”‪ ،‬معربا ً عن استيائه من عدم إرسال واشنطن لألشخاص‬ ‫المناسبين من بين كبار المسؤولين الستغالل الفرصة التي يقدمها حوار‬ ‫المنامة لشرح القرار‪ ،‬معتبراً ذلك نذير شؤم‪:‬‬ ‫لست قلقا ً بالضرورة عن اليوم أو الغد أو بعد غد‪ ،‬لكنني ٌ‬ ‫قلق‬ ‫بأن بعد عدة سنوات على هذا الطريق‪ ،‬سيرى بعض الناس قرار‬ ‫القدس نقطة تحوّ ل‪ .‬نفكر أحيانا ً بنفس الطريقة حيال الغزو الروسي‬ ‫ألفغانستان أو أحداث أخرى ثبت أنها منعطفات فاصلة‪ ،‬ال آمل ذلك‬ ‫لكنه يقلقني‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫اختتم قرقاش كالمه بمالحظة مفادها أن تقوية الدولة الوطنية والمشاركة‬ ‫العملية في إنهاء الصراعات – كما تفعل اإلمارات في أفغانستان والصومال‬ ‫واليمن – ضرورية لمكافحة التطرف في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫قام المتحدثون بالرد على أسئلة تناولت مجاالً واسعا ً من القضايا‬

‫فالح الفياض‪ ،‬مستشار‬ ‫األمن الوطني‪ ،‬جمهورية‬ ‫العراق‬

‫المتعلقة باألمن اإلقليمي‪ .‬شملت المواضيع قابلية مكافحة اإلرهاب عسكريا ً‬ ‫لتأجيج الراديكالية؛ وإعادة االعمار بعد الصراع كوسيلة لصنع االستقرار؛‬ ‫واحتمال استغالل إيران للقرار األمريكي بشأن القدس؛ والعدائية الواردة‬ ‫من قبل الحشد الشعبي تجاه األشخاص المهجّ رين داخليا ً والذين من الممكن‬ ‫أن يعودوا لديارهم؛ ومخاطر عزل قطر؛ والعالقات اإليرانية العراقية؛‬ ‫وأهمية التعليم في الثني عن التطرف؛ وحل الصراع في اليمن‪ ،‬وتقليل‬ ‫الطائفية؛ واالنحسار الدبلوماسي الظاهر على المملكة المتحدة وتراجع‬ ‫“عالقتها الخاصة” مع الواليات المتحدة في أعقاب تصويت ‪2016‬‬ ‫بالخروج من االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫بالنسبة لليمن‪ ،‬صرح قرقاش بأن‪:‬‬ ‫على الحل السياسي أن يضمن عدة أمور‪ ،‬أحدها العملية السياسية‬ ‫التي ستنقل الصراع من كونه عسكريا ً إلى عملية مساومة سياسية‬ ‫تكون فيها أحزاب يمنية متنوعة بما فيها الحوثيين جزءًا من العملية‬ ‫لكن ليس عند ماسورة البندقية‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪35‬‬


‫أضاف قرقاش بأن الصراع في اليمن قد سلط الضوء على الحاجة‬ ‫للتعامل مع انتشار الصواريخ الباليستية في المنطقة‪ .‬بخصوص الراديكالية‪،‬‬ ‫علق قرقاش قائالً بأن قلة قليلة من مسلمي الهند قد انضمت لداعش‪ ،‬لذلك‬ ‫كانت الهند جديرة بالدراسة من منظور مكافحة التطرف‪.‬‬ ‫وصف الفيّاض الحشد الشعبي بـ”األبطال الوطنيين”‪ ،‬رافضا ً أية‬ ‫مقارنة بينهم وبين الحرس الثوري اإليراني‪ ،‬مؤكداً بأن رفض األشخاص‬ ‫المهجّ رين العودة إلى منازلهم هو أساسا ً بسبب دمار البنية التحتية‪.‬‬ ‫بالرغم من قرار ترامب بشأن القدس‪ ،‬كرر ويليامسون دعم المملكة‬ ‫المتحدة لحل الدولتين للصراع اإلسرائيلي – الفلسطيني‪:‬‬ ‫لطالما أيدت بريطانيا تماما ً حل الدولتين‪ ،‬بعملها مع شركاء‬ ‫إسرائيليين وفلسطينيين لبلوغ ذلك‪ ،‬وهو ما سنواصل العمل عليه‪.‬‬ ‫نحن متحمسون للغاية ونعتقد بأن هذا هو المطلوب‪.‬‬

‫تطور الشراكات الدولية في الشرق األوسط‬ ‫الجلسة العامة الثالثة‪ّ :‬‬ ‫اتفق المشاركون في هذه الجلسة على ثالث وجهات نظر متكاملة حول‬ ‫مستقبل العالقة بين آسيا والشرق األوسط‪ .‬تساءل وزير الدولة الهندي‬ ‫للشؤون الخارجية مب ّ‬ ‫شر جاويد أكبر حول الميل إلى تصنيف الهند على أنها‬ ‫بعيدة ومنزوعة من الشرق األوسط‪ .‬أشار أكبر إلى أننا بحاجة إلى ثالث‬ ‫ساعات للطيران من ديلهي إلى دبي‪ ،‬وهي نفس المدة للسفر من دبي إلى‬ ‫القاهرة‪ ،‬إال أنه من الخليج‪“ ،‬يُنظر إلى القاهرة بصفتها جارة بينما يُنظر إلى‬ ‫ديلهي بحكم المسافة”‪ .‬على هذا األساس‪ ،‬اقترح أكبر نهجا ً جديداً لتعريف‬ ‫الجوار اإلقليمي‪:‬‬ ‫ال يجب وصف الجار بناءًا على المسافة‪ .‬فالجار يجب أيضا ً أن‬ ‫قيم مشابهة‪ ،‬ألنه من غير االشتراك في‬ ‫يشترك في نفس القيم أو ٍ‬ ‫القيم ال يتحسن الجوار‪.‬‬ ‫واصل أكبر قائالً بأن الدول التي تشترك في حدود بحرية ليست أقل‬ ‫ارتباطا ً من تلك التي تصلها اليابسة ببعض‪ ،‬مضيفا ً بأن “خارطة الهند‬ ‫البحرية” مهمة بصورة متزايدة بالنسبة لسياستها الخارجية‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫لم يعد الجوار قابالً للتحديد فقط من خالل خارطة برية‪ .‬فالهند‪،‬‬ ‫مثل دول أخرى كثيرة‪ ،‬لديها أيضا ً خارطة بحرية‪ ،‬وهذه الخارطة‬ ‫كواقع يساعدنا في تعريف أي‬ ‫البحرية اكتسبت اآلن أهمية متزايدة‬ ‫ٍ‬ ‫الدول التي نعمل معها من تلك التي ال نعمل معها‪.‬‬

‫مبشر جاويد أكبر‪ ،‬وزير‬ ‫الدولة للشؤون الخارجية‪،‬‬ ‫جمهورية الهند‬

‫مع وضوح اإلمكانية االقتصادية للشراكة بين آسيا والشرق األوسط‪،‬‬ ‫ذكر أكبر أن هنالك تهديدات م ُْث َبتة لالستقرار واالزدهار المشترك‪ .‬عرّ ف‬

‫أكبر اإلرهاب كأكثر هذه المخاطر إلحاحاً‪ ،‬محذراً من االستهانة بأهدافه‬ ‫السياسية‪ ،‬مع سعي اإلرهابيين لتقويض الدولة الوطنية وتدمير التعددية‪.‬‬ ‫أكد أكبر بأنه ال يجب أن تقتصر الشراكات فقط على الصالت‬ ‫ً‬ ‫خاصة لمعالجة التحديات‬ ‫الحكومية‪ ،‬وأن البعد اإلنساني أيضا ً مهم للغاية‪،‬‬ ‫اإلنسانية‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬تطرّ ق أكبر لمثال اليمن‪:‬‬ ‫اليمن أكثر من مجرد تمرين في تشكيل الحكومات‪ .‬فهنالك أكثر‬ ‫من ‪ 20‬مليون إنسان هناك بحاجة ماسّة للطعام والمأوى والدواء‪،‬‬ ‫منهم ‪ 11‬مليون طفل‪ .‬قد يواجه ما بين ‪ 400‬ألف إلى نصف مليون‬ ‫شخص سوء تغذي ٍة شديد‪ ،‬كم من االنتباه نكرس لهذا بالفعل؟‬

‫الملخص التنفيذي‬

‫‪37‬‬


‫معالي السيد بدر بن حمد‬ ‫بن حمود البوسعيدي‪،‬‬ ‫األمين العام‪ ،‬وزارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬سلطنة عمان‬

‫أوضح أكبر بأن الهند قد سعت للعمل مع كل الدول اإلقليمية‪ ،‬مؤكداً‬ ‫أنها‪:‬‬ ‫أثناء عملها مع دول الخليج‪ ،‬يجب أن يظل نهج الهند وسيبقى غير‬ ‫متع ٍد وال يصدر األحكام وغير إلزامي في االتجاه‪ .‬ال نصطف مع‬ ‫أي جانب في النزاعات داخل اإلقليم‪ ،‬وبالرغم من التحول اإلقليمي‬ ‫الراهن‪ ،‬إال أننا قمنا بهيكلة عالقاتنا بصورة أقرب وأكثر تقدمية‬ ‫مع جميع الدول في المنطقة تجاه حماية المصالح المشتركة في‬ ‫الجوانب السياسية والتجارية واالستثمارية واألمنية وتلك المتعلقة‬ ‫بالطاقة والمغتربين‪.‬‬ ‫قام أكبر بعدها بتسليط الضوء على التزام الهند بتطوير الشراكات األمنية‬ ‫مع الدول اإلقليمية‪ ،‬حيث عدّد أمثلة متنوعة كاتفاقية حول التعاون األمني مع‬ ‫اإلمارات وُ ّقعت في ‪ ،2011‬ومذكرة التفاهم حول التعاون الدفاعي المتفق‬ ‫عليه بين الهند والسعودية في ‪ ،2014‬وزيارة إلى الهند قام بها ولي عهد‬ ‫أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان في يناير ‪ 2017‬والتي أكدّت‬ ‫خاللها ك ٌل من الهند واإلمارات التزامهما بتقوية الروابط القائمة‪.‬‬ ‫اختتم أكبر كلمته بتحدي مفهوم إطار العمل لجغرافية آسيا‪ ،‬متسائالً‬ ‫“ما الذي يتوسطه الشرق األوسط؟”‪ ،‬واقترح أكبر أن هذا البناء الجغرافي‬

‫‪38‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫– المستمد غالبا ً من فكرة قدماء اإلغريق عن آسيا وتم تحديثها في مرحلة‬ ‫مبكرة من الفترة الحديثة – بحاجة إلى إعادة تفكير بما يناسب العالم‬ ‫المعاصر‪ ،‬ألن األمر ال يمكن معه أن نحبس أنفسنا في “عصر الكشوفات‬ ‫الجغرافية”‪.‬‬ ‫عدّد أمين عام وزارة الخارجية العمانية السيد بدر بن حمد بن حمود‬ ‫البوسعيدي الروابط المتنامية عبر اتفاقيات التجارة الرسمية – مثل اتفاقية‬ ‫أشغابات – بصفتها أحدث الروابط ضمن تقليد تجاري قديم بين آسيا‬ ‫والشرق األوسط يعود للحقبتين اإلمبراطورية واالستعمارية‪“ ،‬لكن هذه‬ ‫المرة المبادرة تأتي من داخل آسيا”‪ .‬صوّ ر البوسعيدي التفاؤل المنبعث في‬ ‫سلطنة عمان من خالل الفرص االقتصادية للتجارة مع آسيا‪ ،‬وباألخص‬ ‫عبر مبادرة الحزام والطريق‪ ،‬لكن تلك الشراكة كانت مكملة للعالقات‬ ‫ً‬ ‫بديلة عنها‪ ،‬مثلما أ ّكد البوسعيدي‪:‬‬ ‫القائمة وليست‬ ‫إن عملنا مع الصين ال يعكس ارتخاء روابطنا مع اآلخرين‪ ،‬ذلك‬ ‫أننا طالما أتخذنا وجهة نظر احتوائية للعالقات الدولية‪ ،‬كما أننا‬ ‫طالبنا على الدوام بهيكل أمني احتوائي للخليج‪ .‬بنفس القدر‪ ،‬إذا‬ ‫قامت سفن القوات البحرية التابعة لألصدقاء والحلفاء من الواليات‬ ‫المتحدة والمملكة المتحدة والهند والصين وحتى اليابان باالشتراك‬ ‫في المرافق البحرية في موانئنا‪ ،‬فإننا نرى ذلك جيداً لألمن‪.‬‬ ‫العالقات تؤدي إلى تطور األمن على أساس هادف من التعاون‬ ‫العملي‪.‬‬ ‫قال البوسعيدي إن تطوير الموانئ في المنطقة ذو أهمية خاصة لعمان‪،‬‬ ‫مرحبا ً بإنشاء ميناء تشاباهار في إيران وميناء غوادار في باكستان‪ ،‬مقارنا ً‬ ‫إياهما بميناء الدقم في عمان‪ ،‬مؤكداً أن عمان ال تنظر إلى المرفقين في‬ ‫إيران وباكستان بصفتهما منافسين إقليميين‪ ،‬بل قال أن “المنطقة بأسرها‬ ‫تنتظر االستفادة من نجاح كال المينائين وكافة موانئ المنطقة”‪.‬‬ ‫يرى البوسعيدي أن العالقات بين آسيا والشرق األوسط في تقاطع‬ ‫تاريخي غني بالفرص للطرفين‪:‬‬ ‫هذه هي اللحظة ذات األهمية التاريخية‪ .‬فعلى مدى ‪ 50‬إلى ‪60‬‬ ‫عاماً‪ ،‬كانت صادرات النفط في صميم تفكيرنا االقتصادي وتحدد‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪39‬‬


‫تارو كونو‪ ،‬وزير‬ ‫الخارجية‪ ،‬اليابان‬

‫األجندة ألولوياتنا في البنية التحتية ونهجنا تجاه تساؤالت األمن‬ ‫اإلقليمي والعالمي‪ .‬على مدى األعوام الخمسين القادمة‪ ،‬سنرى هذه‬ ‫أمر جديد‪ .‬ستربط أكبر شبكة نقل‬ ‫األجندة واألولويات تنتقل نحو ٍ‬ ‫بحري وبري جرى تشييدها في التاريخ أوروبا بآسيا أكثر مما‬ ‫مضى‪ ،‬ونرجو أن نكون جزءًا منها‪.‬‬ ‫بالنظر إلى المنطقة من منظور اليابان‪ ،‬قام وزير خارجيتها تارو كونو‬ ‫بتذكيرنا بالمبادئ األربعة التي بنيت عليها السياسة الخارجية لليابان تجاه‬ ‫الشرق األوسط‪ :‬المساهمة في جهود مكافحة التطرف وإعادة اإلعمار ما‬ ‫بعد الصراعات‪ ،‬والمساعدة في التنمية االقتصادية االجتماعية‪ ،‬والعمل‬ ‫الصبور مع القوى اإلقليمية‪ ،‬وااللتزام بحل الصراعات‪ .‬أبرز كونو أهمية‬ ‫الشرق األوسط لليابان وعموم منطقة آسيا – المحيط الهادئ‪:‬‬ ‫يربط الشرق األوسط آسيا وأفريقيا جيو‪-‬سياسياً‪ ،‬وقد أصبح مركزاً‬ ‫لموارد الطاقة والصفقات المالية وتوزيع السلع‪ ،‬مع وجود عدة‬ ‫نقاط اختناق ذات أهمية حرجة‪ .‬لهذه األسباب نرى أهمية الشرق‬ ‫األوسط الستراتيجيتنا الحرة والمنفتحة على منطقة المحيطين‬ ‫الهندي والهادي‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫كما ذكر كونو أنه مع بلوغ الحملة العسكرية على داعش نهايتها‪ ،‬يتبقى‬ ‫عمل كثير إلعادة إعمار العراق وسوريا بعد الصراع‪ ،‬وبناء المجتمعات‬ ‫التي بمقدورها التسامح واحترام التعددية في المنطقة‪ .‬اقترح كونو أن تنظم‬ ‫اليابان تبادالت تعليمية مع دول المنطقة مثلما فعلت في الماضي مع بعض‬ ‫الدول اآلسيوية‪ ،‬كما ستقدم اليابان الدعم للحكومة العراقية لترتيب برنامج‬ ‫لتسليم األسلحة‪ .‬أوضح كونو أيضا ً أهمية إسهامات اليابان في المبادرات‬ ‫اإلنسانية في المنطقة‪ ،‬وكيف أنها‪:‬‬ ‫في سوريا والدول المجاورة قررت مؤخراً توفير مزيد من‬ ‫المساعدات اإلنسانية بمقدار حوالي ‪ 21‬مليون دوالر أمريكي ‪ ..‬هذا‬ ‫العام فقط سيبلغ إجمالي مساعدات اليابان ما يزيد على ‪ 100‬مليون‬ ‫دوالر أمريكي لجميع المحتاجين في سوريا داخل حدودها‪ ،‬وحوالي‬ ‫‪ 320‬مليون دوالر أمريكي في العراق وسوريا والدول المجاورة‪.‬‬ ‫شدد كونو على االلتزام المتواصل من قبل اليابان تجاه عملية السالم‬ ‫اإلسرائيلية – الفلسطينية‪ ،‬وفي هذا الشأن ذكر كونو مبادرة اليابان المسماة‬ ‫ممر السالم واالزدهار‪ ،‬التي تنطوي على التعاون مع وبين إسرائيل‬ ‫واألردن وفلسطين لبناء الثقة المتبادلة‪ .‬فقد مضى على تشغيل باكورة‬ ‫مشاريع المبادرة – مجمع أريحا الزراعي الصناعي – عشرة أعوام‪ ،‬معربا ً‬ ‫عن أمله في أن تصل منتجات المجمع عبر األردن إلى دول مجلس التعاون‬ ‫ومن ورائها السوق العالمية‪.‬‬ ‫وضع كونو الشرق األوسط ضمن سياق استراتيجي أشمل‪ ،‬مبرزاً‬ ‫تحدي تحسين االتصاالت والمحافظة على نظام مبني على قوانين‪:‬‬ ‫تحاول اليابان المحافظة على نظام مالحي حر ومفتوح‪ ،‬مع‬ ‫تواصل أفضل من ناحية الساحل الشرقي ألفريقيا‪ ،‬مثل جيبوتي‪ ،‬أو‬ ‫مومباسا في كينيا‪ ،‬وصوالً لغاية الساحل الغربي للواليات المتحدة‪.‬‬ ‫يقع الشرق األوسط في مركز استراتيجيتنا للمحيطين الهندي‬ ‫والهادئ‪.‬‬ ‫اليابان في موقع جيد لتسهم بشكل مثمر في الشرق األوسط‪ ،‬حسب ما‬ ‫اقترح كونو‪:‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪41‬‬


‫تنفرد اليابان بحياديتها الدينية والعرقية‪ ،‬ولم نترك أي أثر سلبي‬ ‫تاريخيا ً في الشرق األوسط‪ .‬ظلت اليابان بلداً مسالما ً لسبعين عاما ً‬ ‫منذ الحرب العالمية الثانية واستمرت في ممارسة الدبلوماسية‬ ‫السلمية بما يسمى بالقوة الناعمة دون ممارسة التهديد أو استخدام‬ ‫القوة‪.‬‬ ‫اختتم كونو كلمته باستعراض ما يمكن لدول في الشرق األوسط أن‬ ‫تقدمه ألمن منطقة آسيا – المحيط الهادئ‪ ،‬مشيراً إلى دور حواالت العمال‬ ‫الكوريين الشماليين العاملين في الخليج في تمويل برامج بلدهم الصاروخية‬ ‫والنووية‪ ،‬مقترحا ً على الحكومات في المنطقة لعب دور في التصدي لهذا‬ ‫“التهديد الوشيك غير المسبوق في خطورته”‪.‬‬

‫الجلسة العامة الختامية‪ :‬الصراعات اإلقليمية واإلرهاب‪ :‬خيارات‬ ‫السياسة‬ ‫اشتملت هذه الجلسة العامة الختامية على عروض مقدمة من قبل ثالثة من‬ ‫كبار موظفي الـ ‪ ،IISS‬بدءًا بـ البروفيسور توبي دودج‪ ،‬زميل استشاري‬ ‫وباحث أول في الشرق األوسط‪ ،‬الذي أعرب عن تفاؤله حول مستقبل‬ ‫العراق بعد تحريره من داعش‪ ،‬مع تشاؤمه في الوقت ذاته بسبب ما رآه‬ ‫من تبديد سياسي للنجاحات العسكرية في ميادين المعارك في ‪ 2003‬و‬ ‫‪:2007‬‬ ‫في كل مناسبة أثبتت االنتصارات العسكرية المبهرة عدم إمكانية‬ ‫استدامتها سياسياً‪ ،‬ألن االندفاع نحو غزو العراق في ‪ 2003‬لم يقم‬ ‫على استراتيجية سياسية قابلة للتنفيذ‪.‬‬ ‫ناقش دودج التبعات والتوصيات السياسية المأخوذة من ثالثة أحداث‬ ‫تاريخية طغت على الساحة العراقية هذه السنة‪ .‬األول كان تحرير الموصل‬ ‫في يوليو ‪ ،2017‬وهي المدينة التي تعاقبت عليها أشكال من السلطة لسبع‬ ‫مرات منذ ‪ .2003‬منذ ذلك الحين لم تتمكن الدولة العراقية من إيصال‬ ‫الخدمات بصورة ذات قيمة‪ .‬هنالك توقعات عالية لمؤتمر المانحين في‬ ‫الكويت العام المقبل‪ ،‬لكن االلتزام بدفع األموال من قبل دول مجلس التعاون‬ ‫وسائر المجتمع الدولي يعتمد على التزامات هادفة باإلصالح االقتصادي‬ ‫‪42‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫من قبل الحكومة العراقية‪ .‬يرتبط بذلك أيضا ً إرث الحشد الشعبي المستنزف‬ ‫لموارد الحكومة التي تتوفر لهذه المجموعات‪ .‬قال دودج‪:‬‬ ‫أنتم بحاجة إلى دمج قسم من الحشد الشعبي مع القوات المسلحة‬ ‫العراقية ووضعه تحت إمرة وسيطرة الحكومة‪ ،‬لكن القسم األكبر‬

‫البروفيسور توبي دودج‪،‬‬ ‫زميل استشاري وباحث‬ ‫أول في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫‪IISS‬؛ مدير مركز‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬كلية‬ ‫لندن لالقتصاد والعلوم‬ ‫السياسية‪ ،‬المملكة المتحدة‬

‫والغالبية يجب أن يتم حلهم وإعادتهم إلى منازلهم وإدماجهم ضمن‬ ‫االقتصاد المنتج‪.‬‬ ‫كان ثاني األحداث الكبرى هو استفتاء حكومة إقليم كردستان في‬ ‫سبتمبر ‪ 2017‬والتحرك الالحق للقوات العراقية إلى كركوك والمناطق‬ ‫المتنازع عليها في الشهر التالي‪ .‬أعرب دودج عن قلقه من أن الزعماء‬ ‫المعنيين في حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية لم يجروا مفاوضات‬ ‫ذات قيمة‪ ،‬مضيفا ً بأن‪:‬‬ ‫الجلوس وراء ذلك هو السؤال الكبير الذي لم تتم اإلجابة عليه‪ :‬كيف‬ ‫تعمل الفيديرالية في العراق وعلى أي أساس؟‬ ‫عرض دودج اقتراحا ً موجها ً إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي‬ ‫من أجل إلغاء السيطرة المركزية على مدى الخطوط الجغرافية والمناطقية‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪43‬‬


‫جون راين‪ ،‬مستشار أول‬ ‫في التحوّ ط الجيو‪-‬سياسي‪،‬‬ ‫‪IISS‬‬

‫بدالً من األسس الطائفية أو الدينية أو القومية‪ ،‬وبالتالي نقل السلطة إلى‬ ‫حكومات المناطق‪.‬‬ ‫الحدث الثالث هو االنتخابات الوطنية المقبلة في مايو ‪ .2018‬ذكر‬ ‫دودج أنه الحظ “إحساسا ً ضمن أصدقاء” بأن العراق ربما يسير نحو تجاوز‬ ‫السياسات الطائفية ونظام المحاصصة الذي يقسم الوزارات ضمن األحزاب‬ ‫السياسية الفائزة ويم ّكنها من استغالل موارد الوزارات للفساد السياسي‪.‬‬ ‫ناقش جون راين‪ ،‬مستشار أول للتحوط الجيو‪-‬سياسي‪ ،‬مكافحة‬ ‫اإلرهاب في الشرق األوسط‪ ،‬حيث وضع اإلرهاب المنطقة في قلب أجندة‬ ‫األمن الدولي لعدة عقود‪ .‬مطلقا ً على مكافحة اإلرهاب وصف “حدث عن‬ ‫بعد”‪ ،‬قال راين‪:‬‬ ‫من المرجح جداً أن يكون بمقدورنا تنفيذ ما يسمى بالمصطلحات‬ ‫العسكرية مناورة حاسمة ضد اإلرهاب ‪ ..‬علينا أن نتهيأ لنصبح‬ ‫قادرين مع مرور الوقت على مجابهة اإلرهاب وفاعلين في التو‬ ‫واللحظة‪.‬‬ ‫كذلك اعتبر راين أن اإلرهاب قد دخل مرحلة جديدة تتسم أوالً بـ‬ ‫“مستوىً‬ ‫عال جداً من التكيّف من قبل خصومنا”‪ ،‬وثانياً‪:‬‬ ‫ٍ‬

‫‪44‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫علينا أن نفترض أن اإلرهابيين لن يلجأوا الستخدام نفس القدرات‬ ‫واألدوات المعاصرة كما نفعل‪ ،‬بل أفضل‪ ،‬وهذا ينطبق باألخص‬ ‫على المجال اإللكتروني والجيل القادم من القدرات السيبرانية‬ ‫والمتعلقة بالبيانات‪.‬‬ ‫التصور الثالث للطبيعة المتغيرة للتهديد اإلرهابي هو طابعه العابر‬ ‫للحدود الوطنية‪ .‬فنحن لم نعد نتعامل مع منظمات عابرة للحدود فحسب‪،‬‬ ‫وإنما‪:‬‬ ‫مع األفكار العابرة للحدود والوسائل التي تحل فيها المحاكاة واإللهام‬ ‫محل هياكل القيادة والسيطرة‪ ،‬يكون الخصم قد حصل على انعدام‬ ‫التنظيم وغياب الهيكل القابل للتعريف‪.‬‬ ‫في النطاق السيبراني‪ ،‬ذكر راين وجود تفاوت بين شهية التواصل‬ ‫الرقمي والقدرة الدفاعية ضد الهجمات السيبرانية‪:‬‬ ‫هذا هو النطاق الذي سننتصر أو ننهزم فيه في المرحلة القادمة‬ ‫ضد االرهابيين‪ .‬هنالك دافع كبير إلضافة الجانب السيبراني فور‬ ‫حديثنا عن األبعاد المألوفة أكثر لإلرهاب‪ ،‬خاصة الرد العسكري‪.‬‬ ‫أقترح أن نعكس األولويات اآلن‪ ،‬ونضع المجال السيبراني في‬ ‫األعلى متبوعا ً بالتحديات المجتمعية التي يجب التغلب عليها‬ ‫للحيلولة دون ظهور أو تكرار ظهور اإلرهاب؛ عند المرحلة‬ ‫الثالثة فقط نضع في االعتبار مكافحة االرهاب كنشاط عسكري‪.‬‬ ‫تناول إميل ُحك ّيم‪ ،‬زميل وباحث أول في أمن الشرق األوسط‪ ،‬التحول‬ ‫المستمر لبالد الشام من حدود العراق إلى لبنان‪ ،‬مركزاً على سوريا‪ .‬قال‬ ‫حكيّم إن اإلحساس في بعض جلسات حوار المنامة بأن الصراع في سوريا‬ ‫قد بلغ الرمق األخير ما زال من قبيل التفكير الرغبي‪ ،‬محتجا ً بأن‪:‬‬ ‫تظل القابلية لمزي ٍد من العنف‪ ،‬وللصراعات الخفيفة والمحتدمة‪،‬‬ ‫عالية بالفعل في المنطقة‪ .‬فبال شك أنه في أعقاب حرب العراق‬ ‫‪ 2003‬وثورة السنة في ‪ 2011‬حدثت حروب أهلية محتدمة قلبت‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪45‬‬


‫التوازن اإلقليمي واالستراتيجي‪ ،‬والتغير ليس فقط على المستوى‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬وإنما هو تغيير هيكلي جداً‪.‬‬ ‫قال حكيّم بأن اآلثار المعيقة للتغيرات الديموغرافية من الهندسة‬ ‫الطائفية الضخمة وأزمة الالجئين الكبرى هي فقط البداية‪ .‬تشهد المنطقة‬ ‫كذلك إعادة الطلب على العالقات اإلقليمية‪ ،‬مع جلوس إيران وروسيا‬ ‫وتركيا على طاولة إلدارة مصالحهم‪ ،‬وغياب كبير للدول العربية‪ .‬يُظهر‬ ‫العبون دوليون آخرون مستوىً من اإلنهاك واالستخفاف والسخرية حيال‬ ‫المنطقة‪ .‬على األرض يتجلى بوضوح التوازن العسكري في سوريا باليد‬ ‫الطولى سياسيا ً وعسكريا ً لنظام األسد وحلفائه‪:‬‬ ‫إنه ليس نصراً كامالً لكنه جيد بما فيه الكفاية‪ ،‬وذلك كا ٍ‬ ‫ف لألطراف‬ ‫الفاعلة التي ال تعريف لديها للنصر وليس لديها الطموح ذاته‬ ‫لالستقرار السياسي وإعادة إعمار سوريا‪ .‬ال أعتقد أن الحكومة‬ ‫ً‬ ‫تنازل سياسيٍّ جاد‪.‬‬ ‫حاجة لتوفير أي‬ ‫السورية ترى‬ ‫ٍ‬ ‫تم تجميد أو تأجيل القضايا السياسية‪ ،‬وذكر أن الحملة ضد داعش‬ ‫شكلت بالضرورة غطاءًا لالعبين محليين وإقليميين ليتقدموا ويطالبوا‬ ‫بمصالحهم المتضاربة‪ ،‬وعلى صل ٍة بذلك هو الشك الكبير حول الدور‬ ‫األمريكي في سوريا‪:‬‬ ‫بعد أكثر من عام على انطالق الحملة األمريكية على طول وادي‬ ‫نهر الفرات‪ ،‬ال يتضح ما إذا كانت الواليات المتحدة تنوي البقاء‬ ‫أو المغادرة‪ .‬هنالك إشارات متضاربة إلى ح ٍد كبير‪ ،‬وإن قررت‬ ‫الواليات المتحدة البقاء فما الذي سيكون الغرض من موقفها‬ ‫الدفاعي؟ هل هو مواجهة إيران؟ إن كان ذلك صحيحا ً فما هي‬ ‫االستراتيجية األشمل؟‬ ‫وصف حكيّم ظهور الميليشيات الشيعية العابرة للحدود بالمحرك‬ ‫األساسي للصراع الراهن في المنطقة‪ .‬يعد موقف إيران من النقاط ذات‬ ‫العالقة‪ ،‬وهي في نظره رابح استراتيجي واضح في هذه الفترة‪:‬‬ ‫‪46‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫لقد نشرت إيران الشبكات والخبراء والخبرات وتب ّنت الصبر‬ ‫االستراتيجي في سوريا ولبنان‪ ،‬حيث تعمل بتكلفة منخفضة نسبيا ً‬ ‫وكثير من اإلنكار‪ ،‬والفضل الستراتيجيات غير متماثلة بالغة‬ ‫ٍ‬ ‫التعقيد‪ .‬إيران متقدمة في اللعبة‪ ،‬وسيكون من الصعب جداً مجاراتها‬

‫إميل حُكيّم‪ ،‬زميل وباحث‬ ‫أول في أمن الشرق‬ ‫األوسط‪IISS ،‬‬

‫عند الحد الذي بلغته‪ ،‬وهو ما يدفعني إلى القول بأن دول الخليج‬ ‫يجب أال تجرب العمل بحروب الوكالة وإنما التركيز على توطيد‬ ‫أركان الدولة نظراً لكون ذلك المجال هو الذي ال تملك فيه إيران‬ ‫األفضلية‪.‬‬ ‫أخيراً‪ ،‬تحدث حكيّم عن تحول الديناميكية اإلسرائيلية – اإليرانية في‬ ‫لبنان وسوريا‪ ،‬مع انتشار أعداد كبيرة من مقاتلي الميليشيات في سوريا مع‬ ‫خط أمامي طويل للغاية‪:‬‬ ‫لقد تحققت الظروف الهيكلية لحر ٍ‬ ‫ب كبرى في الشام‪ ،‬وال أقول‬ ‫هذا للغد‪ ،‬إنهما جانبان مرة أخرى‪ ،‬لكن الجانبين مستعدان لها‬ ‫ويتوقعانها‪ .‬إذا ومتى وقعت هذه الحرب‪ ،‬فستكون سيناريو حرب‬ ‫‪ ،2006‬وإيران عسكريا ً أشد قوة اليوم‪ .‬غيرت إسرائيل فرضياتها‬ ‫األساسية حول لبنان‪ ،‬وهنالك شك حقيقي حول من يدير الصراع‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪47‬‬


‫في فترة النقاش‪ ،‬ركزت أسئلة كثيرة على دور إيران‪ ،‬ورداً عليها‪،‬‬ ‫سماها راين خصما ً سيبرانيا ً من “المستوى الممتاز”‪ ،‬و “عميالً متمرسا ً‬ ‫في االنتشار”‪ ،‬و “مزوداً لعناصر صقلتها المعارك”‪ .‬قال حكيّم أنه ال‬ ‫يتوقع حربا ً مباشرة بين إسرائيل وإيران وإنما بين إسرائيل وحلفاء إيران‪،‬‬ ‫مبينا ً أنه ال يوجد اتفاق نووي أفضل إلبرامه‪ ،‬وإنما هنالك حاجة للخروج‬ ‫باستراتيجيات أخرى تجمع الحوار مع إيران إلى جانب االحتواء‪ .‬تستمر‬ ‫شراكة إيران مع روسيا ألن المردود االستراتيجي كبير بما يكفي‪ .‬تحسنت‬ ‫صورة إيران ألنها “العب متماسك واستراتيجي” قادر على تعريف‬ ‫رؤي ٍة ما للمنطقة‪ ،‬لكنها تواجه مسؤوليات المنتصر مع هامش خطأ‬ ‫أصغر‪ ،‬مرتبط باألخص بمواجهتها إلسرائيل‪ .‬وافق دودج أحد السائلين‬ ‫بأن غطرسة طهران تجعلها عرضة للهجوم‪ .‬تضمنت األسئلة والتعليقات‬ ‫األخرى مناشدة بااللتزام بالتنوع في الجندر ضمن المتحدثين في الجلسات‬ ‫العامة وطلب إلشراك وفد من الشباب‪ .‬أجاب عن ذلك جون تشيبمان‪،‬‬ ‫المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد‪ ،‬في تلخيصه لمجريات القمة‪ ،‬حيث‬ ‫عدد باإلسم وزيرات الدفاع والخارجية السبع الالتي تمت دعوتهن للتحدث‪،‬‬ ‫وأنه لو سنحت الفرصة لنصفهن بالحضور لكان هنالك تنوع في الجندر‬ ‫ضمن لجان المتحدثين في الجلسات‪ ،‬بينما ما يستطيع المعهد القيام به هو‬ ‫ضمان تنوع الجندر داخل النقاش‪ ،‬والذي خمّن تشيبمان أنه ينقسم للنصف‬ ‫تقريباً‪ ،‬مضيفا ً أنه في ‪ ،2018‬سيستثمر المعهد مرة أخرى في ضمان‬ ‫وجود مكوّ ن قوي من االستراتيجيين الشباب في حوار المنامة‪.‬‬

‫الجلسة الخاصة ‪ :1‬آفاق حل الصراع وإعادة االعمار في سوريا‬ ‫واليمن‬

‫قيّمت هذه الجلسة الخاصة المواضيع التي اتصفت كثيراً بأنها محورية‬ ‫لنقاشات أشمل في الحوار‪ ،‬تضمنت العالقات داخل المنطقة ودور الدول‬ ‫الخارجية واألمم المتحدة ومبادرات السالم اإلقليمي في كال البلدين وحل‬ ‫الصراع والتحديات اإلنسانية والخاصة بإعادة اإلعمار‪.‬‬ ‫ناقش المتحدثون نطاق عمليات السالم التي تم تبنيها‪ ،‬ومدى مبادرات‬ ‫السالم التي سعت لوضع نهاية للصراع في اليمن‪ ،‬بما فيها مبادرة دول‬ ‫مجلس التعاون‪ ،‬ومؤتمر الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس األمن‬ ‫‪ .2216‬مع ذلك‪ ،‬ركزت كثير من التعليقات واألسئلة على سوريا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مقارنة بالعام الماضي‪ ،‬بحسب أحد المتحدثين‪ ،‬إنحسر العنف في سوريا‬ ‫‪48‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫بشكل ملحوظ‪ ،‬وهو تطور يدين بالكثير إلى مسار محادثات آستانة للسالم‬ ‫وإقامة مناطق لتخفيف وتيرة الصراع‪ .‬تقلصت المناطق الخاضعة لسيطرة‬ ‫اإلرهابيين بصورة ملحوظة‪ .‬رغم المخاوف من أن يحل مسار آستانة محل‬ ‫مسار جنيف التابع لألمم المتحدة‪ ،‬فقد صنع ظروفا ً أفضل‪.‬‬ ‫كذلك ناقش المشاركون كيف يمكن للمبادرة الروسية لمحادثات السالم‬ ‫في سوتشي أن تتفق مع مسار جنيف للمحادثات‪ .‬قال أحد المتحدثين بأنه‬ ‫يجب النظر إلى أن مسارات آستانة وجنيف وسوتشي مكملة لبعضها‬ ‫البعض‪ ،‬إال أن بعض االنتقادات وُ جهت إلى النظام السوري بسبب التطور‬ ‫البطيء في جنيف‪ ،‬وأنه كان ينبغي الضغط على دمشق للتفاوض مع‬

‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫معالي السيد عبدالملك‬ ‫المخالفي‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫الوزراء وزير الخارجية‪،‬‬ ‫الجمهورية اليمنية؛ رمزي‬ ‫عزالدين رمزي‪ ،‬نائب‬ ‫المبعوث األممي الخاص‬ ‫إلى سوريا‪ ،‬األمم المتحدة؛‬ ‫أوميت يالتشين‪ ،‬الوكيل‬ ‫المساعد لشؤون الشرق‬ ‫األوسط ومنطقة آسيا‪-‬‬ ‫المحيط الهادئ‪ ،‬وزارة‬ ‫الخارجية‪ ،‬الجمهورية‬ ‫التركية‬

‫ألعوام مضت‪ ،‬تبيان‬ ‫المعارضة‪ .‬من المهم‪ ،‬وبخالف النقاشات في الحوار‬ ‫ٍ‬ ‫أنه برز هنالك توافق دولي وإقليمي حول سوريا‪ ،‬رغم ما قيل من أن‬ ‫األسئلة ظلت تراوح ما إذا كانت الحكومة مستعدة للتفاوض حول قرار‬ ‫مجلس األمن ‪.2254‬‬ ‫وافق المشاركون على ضرورة مشاركة دول الجوار لسوريا واليمن‬ ‫في محادثات السالم‪ ،‬وعلى المجتمع الدولي أن يستعد للتعامل مع القضايا‬ ‫الطائفية الناتجة عن الصراعات‪ .‬على هذه المسارات أيضا ً أن تواجه‬ ‫األسئلة التي يفرضها تواجد أطراف فاعلة أجنبية في كل من سوريا واليمن‪،‬‬ ‫إلتاحة الفرصة أمام الحلول المستدامة‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪49‬‬


‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫معالي د‪ .‬سليم الجبوري‪،‬‬ ‫رئيس مجلس النواب‪،‬‬ ‫جمهورية العراق؛ معالي‬ ‫الوزير فالح مصطفى‬ ‫بكر‪ ،‬رئيس دائرة العالقات‬ ‫الخارجية‪ ،‬حكومة إقليم‬ ‫كوردستان‬

‫شكلت األزمات اإلنسانية في كال البلدين سياقا ً آخر للتوافق خالل‬ ‫الجلسة‪ .‬ففي سوريا‪ ،‬حاولت األمم المتحدة أن تفصل القضايا اإلنسانية‬ ‫عن عملية السالم‪ .‬في كال البلدين‪ ،‬هنالك تعقيدات ملحوظة بخصوص‬ ‫إيصال المساعدات اإلنسانية وتحديات أمام خطط إعادة اإلعمار‪ ،‬ليس أقلها‬ ‫المستوى المروّ ع من الدمار و وجود أسلحة متفجرة‪.‬‬

‫الجلسة الخاصة ‪ :2‬مستقبل العراق‬ ‫أقيمت هذه الجلسة بعد يوم واحد من اعالن رئيس الوزراء العراقي حيدر‬ ‫العبادي النصر الحاسم على داعش‪ ،‬وبينما هنأ المشاركون العراق على‬ ‫هذا اإلنجاز‪ ،‬حذروا من أنه مع تخفيف الضغط العسكري على التنظيم‪،‬‬ ‫سيتحتم على االستخبارات أن تلعب دوراً حيوياً‪ .‬حث المشاركون قوات‬ ‫األمن العراقية على المحافظة على تواجدها في المساحات غير الخاضعة‬ ‫للحكم لمنع أي جماعة مسلحة من معاودة الظهور‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬حدث توافق على أن النصر العسكري يجب أن‬ ‫يواكبه إصالح سياسي لمعالجة القضايا الهيكلية الكامنة وراءه والتي أدت‬ ‫إلى ظهور داعش من البداية‪ .‬يشمل ذلك تأسيس وتوطيد أركان المؤسسات‬ ‫الوطنية التي تضمن مشاركة المجموعات المهمشة في المستقبل السياسي‬ ‫للبلد‪ .‬تم إبراز ثالث سياسات أساسية خالل الجلسة‪ ،‬شملت تأسيس مؤسسات‬ ‫‪50‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫دستورية على أرضيات غير طائفية‪ ،‬ونزع الصفة العسكرية والسالح عن‬ ‫المجتمع العراقي‪ ،‬والمصالحة الوطنية‪.‬‬ ‫يشمل سؤال المصالحة الوطنية السكان األكراد‪ ،‬الذين أدى استفتاؤهم‬ ‫لالستقالل في سبتمبر إلى تدهور ملحوظ في عالقة بغداد بحكومة إقليم‬ ‫كردستان‪ .‬شدد المشاركون على أهمية الحوار بين الطرفين‪ ،‬مع اقتراح‬ ‫البعض إمكانية استدعاء الوساطة الدولية ممثلة في الواليات المتحدة‬

‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫د‪ .‬مسعود أوزتشان‪ ،‬مدير‬ ‫األكاديمية الدبلوماسية‪،‬‬ ‫وزارة الخارجية‪،‬‬ ‫الجمهورية التركية؛ العقيد‬ ‫جويل رايبرن‪ ،‬مدير أول‬ ‫إليران والعراق وسوريا‬ ‫ولبنان‪ ،‬مجلس األمن‬ ‫القومي‪ ،‬الواليات المتحدة‬

‫وتطبيق آليات األمن المشترك في المناطق المتنازع عليها وتم نشر القوات‬ ‫العراقية فيها في منتصف أكتوبر‪ .‬بحسب أحد المشاركين‪ ،‬يجدر أن يكون‬ ‫التعايش بين العرب واألكراد تطوعيا ً ومبنيا ً على االحترام المتبادل للهوية‪.‬‬ ‫مقترح سياسي آخر طرحه المشاركون تضمن إنهاء الدور البارز‬ ‫للحشد الشعبي في العراق بصورة نهائية‪ ،‬وضمان محاكمة من ارتكب‬ ‫جرائم حرب من بين أعضائه‪ .‬ذكر مشاركون بأن المشكالت المتعلقة‬ ‫بالميليشيات المنضوية تحت الحشد مردها إلى الوالءات دون الوطنية‬ ‫واستخدامهم لموارد الدولة العراقية للدفع بأهدافهم السياسية الخاصة‪.‬‬ ‫قبل انتخابات ‪ ،2018‬والتي قد تكون مصيرية لمستقبل العراق‪،‬‬ ‫أكدت كافة األطراف الفاعلة أهمية التنمية االقتصادية لالستقرار‪ ،‬وتم‬ ‫تشجيع العراق على تقديم أولوية تحقيق االحتياجات األساسية للشعب‪ ،‬إلى‬ ‫جانب االستثمار في إعادة بناء تلك المناطق التي دمرها الصراع ليتمكن‬ ‫المهجرين من العودة إلى ديارهم‪.‬‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪51‬‬


‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫الجنرال جوزيف فوتيل‪،‬‬ ‫قائد القيادة المركزية‬ ‫للقوات المسلحة‪ ،‬الواليات‬ ‫المتحدة؛ المارشال جوي‬ ‫السير ستيوارت بيتش‪،‬‬ ‫قائد أركان الدفاع‪ ،‬المملكة‬ ‫المتحدة‬

‫الجلسة الخاصة ‪ :3‬الحملة الدولية ضد االرهاب‬ ‫في بداية الجلسة‪ ،‬طرحت نقطة حول تأثير االرهاب في كل قضية أمنية‬ ‫تؤثر في المنطقة‪ ،‬وهي مسألة الزمت جدول أعمال حوار المنامة بشكل‬ ‫سنوي‪ ،‬إال أنه مع مرور الوقت‪ ،‬يتطور شكلها ومداها بصورة ملحوظة‪.‬‬ ‫ذكر المشاركون بأن الحملة لمحاربة داعش هي حملة دولية بصورة‬ ‫شاملة‪ ،‬يشنها تحالف من ‪ 60‬دولة‪ ،‬ويعمل ضد داعش بالتعاون مع‬ ‫شركاء داخل التحالف ومن خالل إطار عمل دبلوماسي وإنساني‪ .‬أشار‬ ‫المشاركون أيضا ً إلى أهمية الشراكات المحلية واستثمار المعرفة المحلية‪.‬‬ ‫بينما تبدو خالفة داعش المجسدة على األرض أقرب للهزيمة‪ ،‬تبقى‬ ‫الخالفة االفتراضية خطرة دون أن يتضاءل طموحها‪ ،‬وربما كان من‬ ‫الصعب التصدي ألذيال التنظيم الباقية‪ .‬ستحتاج الحكومات إلى وسائل‬ ‫غير تقليدية‪ ،‬بما فيها تتبعها لمصادر التمويل وأسباب تطوّ ر األسلحة‬ ‫المستخدمة‪ ،‬مثل تزايد استخدام وانتشار الصواريخ‪ ،‬والذي يشكل تحديا ً‬ ‫آخر‪ .‬إن التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة عالمي ويتزايد طابعه‬ ‫الحضري‪ .‬إن حقيقة لجوء اإلرهابيين للتخفي أو االختباء تحت األرض‬ ‫حرفيا ً للهروب من المراقبة الغربية تؤكد الحاجة للتأقلم السريع مع‬ ‫تحركاتهم‪.‬‬ ‫ناقش المشاركون أيضا ً كيف تحشد التظلمات والحركات المحلية‬ ‫الزخم وتندمج في نضال كبير – وهي ظاهرة تذكيها أدبيات الخطاب‬

‫‪52‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫الغربي أحيانا ً بدون قصد – واقترحوا سبالً للتصدي لها‪ ،‬مثل‬ ‫االستخبارات وتقوية الشراكات المدنية العسكرية ومراجعة وتقوية هياكل‬ ‫الحوكمة واالقتصاد‪ .‬كما ناقش المتحدثون على وجه الخصوص تهديدات‬ ‫االرهاب في منطقة سيناء المصرية‪ ،‬والحاجة للتعامل بحساسية مع‬ ‫العادات المحلية عند التصدي لها‪.‬‬ ‫أثار النقاش سؤاالً حول مدى تأثير النهج الشامل المزعوم للحملة‪ ،‬وما‬

‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫الجنرال زبير محمود‬ ‫حيات‪ ،‬رئيس هيئة‬ ‫األركان العامة للقوات‬ ‫المسلحة‪ ،‬جمهورية‬ ‫باكستان؛ اللواء محمد‬ ‫الكشكي‪ ،‬مساعد وزير‬ ‫الدفاع‪ ،‬جمهورية مصر‬ ‫العربية‬

‫لو استمرت في التركيز المبالغ على الجانب العسكري من االستراتيجية‪.‬‬ ‫كانت هنالك مطالبة للقيادة السياسية بالتصرف السريع تجاه قضية التطرف‬ ‫على اإلنترنت‪ ،‬ربما من خالل التشريعات‪ ،‬كما برز سؤال حول ما إذا‬ ‫كانت الجيوش والتحالفات على ح ٍد سواء تتأقلم بسرعة كافية للتعامل مع‬ ‫الخطر السيبراني‪.‬‬

‫الجلسة الخاصة ‪ :4‬الضرورة األمنية لالصالح االقتصادي‬ ‫تناولت هذه الجلسة الخاصة ميزان المخاطر في انعدام األمن االقتصادي في‬ ‫المنطقة‪ ،‬واالصالحات األكثر إلحاحا ً لتجنب انعدام األمن والوتيرة المناسبة‬ ‫لالصالح ودور الشركاء الخارجيين‪.‬‬ ‫بدأ النقاش بالتركيز على تراجع أسعار النفط والمتغيرات السكانية‬ ‫ً‬ ‫خاصة الزيادة السكانية في المنطقة – والتي جعلت من النماذج المالية‬ ‫–‬ ‫واالقتصادية الحالية غير قابلة لالستدامة‪ .‬استخدمت دول الخليج ألعوام‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪53‬‬


‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫خالد بن عمرو الرميحي‪،‬‬ ‫الرئيس التنفيذي‪ ،‬مجلس‬ ‫التنمية االقتصادية‪ ،‬مملكة‬ ‫البحرين؛ سعادة د‪ .‬روال‬ ‫دشتي‪ ،‬رئيسة مجلس‬ ‫اإلدارة‪ ،‬المجلس األعلى‬ ‫للتخطيط‪ ،‬فارو الدولية‪،‬‬ ‫وزيرة الدولة للتنمية‬ ‫والتخطيط سابقاً‪ ،‬دولة‬ ‫الكويت‬

‫مدخول النفط والغاز لتكوين طبقة وسطى من موظفي القطاع العام تتقاضى‬ ‫رواتباً‪ ،‬وهو ما لم يعد قابالً لالستدامة‪ ،‬وليس بمقدور الدول أن تستمر في‬ ‫تكديس العمالة والموارد‪ .‬فعبر دول الخليج‪ ،‬يشكل القطاع الخاص ‪%35‬‬ ‫من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وبينما تشكل الثروات الخاصة في المنطقة ما‬ ‫مجموعه ‪ 2‬ترليون دوالر أمريكي‪ ،‬تنحصر ضمن فئة صغيرة من المجتمع‬ ‫ويتم استثمارها في الخارج‪.‬‬ ‫تختلف وتيرة االصالح االقتصادي بين الدول نظراً الختالف الضغوط‬ ‫المالية السنوية عبر المنطقة‪ .‬فالبعض سيحتاج إلدخال االصالحات أسرع‬ ‫من غيره‪ .‬كذلك ستكون مرونة االستياء االجتماعي التي تختلف درجاتها‬ ‫عبر المنطقة عامالً أساسيا ً محدداً‪ .‬مع ذلك وفي كل األحوال ال يمكن تفادي‬ ‫الفتور االصالحي‪ ،‬وهي حقيقة يجب أن تفيد التخطيط‪ .‬ستكون شبكات‬ ‫األمن االجتماعي‪ ،‬في صورة تحويالت نقدية‪ ،‬أمراً ال غنى عنه وال بد‬ ‫أن ُتوجه جيداً‪ .‬من الصعب إيجاد نموذج اقتصادي مستدام نظراً لتحول‬ ‫االقتصاديات العالمية واإلقليمية إلى مرحلة ما بعد الصناعة‪ .‬هذا األمر‬ ‫يزيد من تعقيد تحدي إعادة هيكلة االقتصاديات على أسس من االنتاجية‬ ‫المتزايدة وازدهار القطاع الخاص وتقليل االعتماد على قطاعي النفط‬ ‫والغاز‪ .‬سيكون تطوير البنية التحتية على األرجح جزءًا من الحل‪ ،‬وهو‬ ‫من الدروس اإليجابية المستفادة من صعود الصين على مدى العشرين‬ ‫عاما ً األخيرة ونجاحها في انتشال الماليين من مواطنيها من الفقر‪ .‬ترفع‬

‫‪54‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫البنية التحتية الملموسة عالية الجودة قيداً مهما ً عن تطوير األعمال‪ .‬يعد‬ ‫القطاع المالي أحد المجاالت القابلة للنمو نظراً للثروة المتراكمة في الخليج‬ ‫ويتماشى مع االتجاهات العالمية التي تفضل التحول إلى مراكز القطاعات‬ ‫المالية في األسواق الناشئة‪.‬‬ ‫يُكوّ ن االصالح على الدوام فائزين وخاسرين‪ .‬تحرير قطاع االتصاالت‬ ‫على سبيل المثال خفض األسعار وخلق وظائفا ً ورفع جودة الخدمات‬

‫(من اليسار إلى اليمين)‪:‬‬ ‫د‪ .‬كارين يونغ‪ ،‬باحث‬ ‫أول مقيم‪ ،‬معهد دول‬ ‫الخليج العربي‪ ،‬واشنطن‪،‬‬ ‫الواليات المتحدة؛ علياء‬ ‫مُبيّض‪ ،‬مديرة برنامج‬ ‫الجغرافيا االقتصادية‬ ‫واالستراتيجية‪IISS ،‬‬

‫للزبائن‪ ،‬إال أن تحرير األسواق حرم الدولة من االحتكار المربح‪ ،‬والوساطة‬ ‫في هذه التضحيات لن تكون سهلة‪.‬‬ ‫إن تخطيط االنتقال أسهل بكثير من تطبيقه‪ .‬فإيصال الخطط لالصالح‬ ‫وطمأنة المستثمرين المحليين واألجانب وكسب ثقتهم ستكون مهمة للنجاح‪.‬‬ ‫بدونها هنالك خطر من اعتبار الخصخصة والتغييرات األخرى من قبل‬ ‫العامة المتشككين على أنها خطة لنقل ثروة الدولة إلى أيا ٍد قليلة ومختارة‪.‬‬ ‫على المستوى الكلي ومستوى الشركة‪ ،‬سيكون من المهم للقادة أن يضمنوا‬ ‫حماية المصلحة العامة وأن يعلن ذلك بوضوح‪ .‬ستكون المسؤولية‬ ‫المؤسسية االجتماعية والحوكمة المؤثرة بالغة األهمية للنجاح والمشروعية‬ ‫العامة للجهد االصالحي‪.‬‬ ‫يعد تضخم فئة الشباب تحديا ً خاصا ً يواجه واضعي السياسات‪ ،‬مع‬ ‫ضرورة إيجاد عمل لخريجي المؤسسات التعليمية على مدى السنوات‬ ‫الخمس أو العشر القادمة‪ .‬حاليا ً تبالغ المنطقة في اعتمادها على العمال‬ ‫الملخص التنفيذي‬

‫‪55‬‬


‫األجانب وهذا يجب أن يتغير‪ ،‬وعلى سياسات األجور أن تتأقلم لتشجيع‬ ‫ومكافأة العمل المنتج‪ .‬إن شباب المنطقة كنز إن لم يستغل بفاعلية فقد يصبح‬ ‫ً‬ ‫تبعة على األمن اإلقليمي‪.‬‬ ‫يش ّكل ضعف النمو وارتفاع معدل البطالة بين الشباب‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تعقيدات وجود صراعات مسلحة‪ ،‬أسبابا ً أساسية النعدام األمن االقتصادي‬ ‫في المنطقة‪ .‬عالو ًة على ذلك‪ ،‬تبعث االتجاهات المستقبلية على القلق‪ ،‬مثل‬ ‫األثر الوخيم للنمو السكاني المرتفع على األمن الغذائي في الدول ذات‬ ‫المدخول المتدني‪ ،‬و ُ‬ ‫ش ّح المياه الذي سيكون حاداً على وجه الخصوص في‬ ‫الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫حوار المنامة ‪2017‬‬


‫قمة األمن اإلقليمي ‪13‬‬ ‫مملكة البحرين‪ 10-8 ،‬ديسمبر ‪2017‬‬

‫حوار المنامة‬ ‫انعقدت قمة األمن اإلقليمي الثالثة عشرة‪ :‬حوار المنامة ‪ IISS‬في مملكة البحرين في ديسمبر ‪.2017‬‬ ‫بعد ‪ 12‬عاما ً من القمة االفتتاحية‪ ،‬جمع الحوار مؤسسات األمن الوطني من الدول األعضاء في مجلس‬ ‫التعاون لدول الخليج العربية ودول إقليمية أخرى من ضمنها مصر والعراق واألردن ولبنان والمغرب‬ ‫والسودان وتونس وتركيا واليمن‪ .‬كما شاركت قوى خارجية مهمة‪ ،‬تمثلت في‪ :‬الواليات المتحدة والمملكة‬ ‫المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإستونيا وإيطاليا والنرويج والسويد وروسيا والهند والصين واليابان‬ ‫وسنغافورة وأستراليا‪ ،‬إلى جانب أفغانستان والنمسا وآذربيجان وبلجيكا وبروناي وكولومبيا وإندونيسيا‬ ‫وكازاخستان وماليزيا وهولندا ونيوزيلندا وباكستان وبولندا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا‬ ‫وسويسرا‪ .‬ينظم المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ‪ IISS‬حوار المنامة بدعم من مملكة البحرين‪.‬‬ ‫ينظم المعهد كذلك قمة األمن اآلسيوي‪ :‬حوار شانغريال في سنغافورة‪ ،‬حيث يجتمع سنويا وزراء الدفاع‬ ‫وقادة األركان ومستشارو األمن الوطني ومسؤولون كبار آخرون من الدول األعضاء في منتدى آسيان‬ ‫اإلقليمي‪ .‬المعهد الدولي للدراسات االستراتيجية ‪ IISS‬مسجل كهيئة خيرية لألبحاث‪ ،‬وله مكاتب في لندن‬ ‫و واشنطن والبحرين وسنغافورة‪ .‬يعد المعهد المصدر المستقل األبرز للمعلومات الدقيقة والموضوعية‬ ‫حول القضايا االستراتيجية الدولية‪ .‬تشمل إصدارات المعهد تقرير التوازن العسكري‪ ،‬وهو عمل مرجعي‬ ‫سنوي يتناول القدرات الدفاعية لكل دولة؛ وتقرير المسح االستراتيجي‪ ،‬وهو مراجعة سنوية للشؤون‬ ‫العالمية‪ ،‬ودورية سرفايفل‪ :‬السياسات العالمية واالستراتيجية‪ ،‬وتصدر كل شهرين متناولة الشؤون‬ ‫الدولية؛ و التعليقات االستراتيجية‪ ،‬وهي سلسلة تحليالت شهرية لقضايا الساعة في الشؤون الدولية؛‬ ‫وسلسلة كتب أديلفي التي تتناول القضايا االستراتيجية المرتبطة بالسياسات‪.‬‬

‫‪The International Institute‬‬ ‫‪for Strategic Studies‬‬ ‫‪| UK‬‬

‫‪wc2r 2pg‬‬

‫| ‪Arundel House | 6 Temple Place | London‬‬

‫‪t. +44 (0) 20 7379 7676 f. +44 (0) 20 7836 3108 e. iiss@iiss.org w. www.iiss.org‬‬

‫‪The International Institute for Strategic Studies – Asia‬‬ ‫‪9 Raffles Place | #51-01 Republic Plaza | Singapore 048619‬‬ ‫‪t. +65 6499 0055 f. +65 6499 0059 e. iiss-asia@iiss.org‬‬

‫‪The International Institute for Strategic Studies – Middle East‬‬ ‫‪14th floor, GBCORP Tower | Bahrain Financial Harbour | Manama | Kingdom of Bahrain‬‬

‫‪t. +973 1718 1155 f. +973 1710 0155 e. iiss-middleeast@iiss.org‬‬

‫‪The International Institute for Strategic Studies – Americas‬‬ ‫‪2121 K Street, NW | Suite 801 | Washington, DC 20037 | USA‬‬ ‫‪t. +1 202 659 1490 f. +1 202 659 1499 e. iiss-americas@iiss.org‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.