صحيفة الشرق - العدد 446 - نسخة جدة

Page 16

‫‪16‬‬

‫ماذا يريد‬ ‫المواطن من‬ ‫أمير المنطقة؟!‬

‫قضية رهام‪ ..‬أين الحلول؟‬ ‫رأي‬

‫محمد عبداه الشويعر‬ ‫‪malshwier@alsharq.net.sa‬‬

‫الجمعة ‪ 12‬ربيع اآخر ‪1434‬هـ ‪ 22‬فبراير ‪2013‬م العدد (‪ )446‬السنة الثانية‬

‫قضية رهام (طفلة جازان) التي أثرت‬ ‫قضيتها اأسبوع اماي والتي حصلت نتيجة‬ ‫إهمال طبي مفجع تمثل بحقنها بدم ملوث‬ ‫بفروس (اإي��دز)‪ ،‬هذه القضية تناولتها‬ ‫وسائل اإعام بشكل كبر وخصوصا ً موقع‬ ‫التواصل ااجتماعي (توير)؛ حيث أثارت‬ ‫هذه القضية أكثر من عامة استفهام حول‬ ‫مستوى الخدمات والرعاية الطبية والصحية‬ ‫ي بادنا‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يتبادر إى أذهاننا هو‪:‬‬ ‫بماذا يُصنف هذا العمل؟ هل هو خطأ طبي‬ ‫أم هو جريمة ي حق طفلة بريئة فجعت بها‬ ‫أرتها؟‪.‬‬ ‫من وجهة نظري أنها جريمة بحق‬ ‫الطفلة واأرة وامجتمع؛ أن هذا ايدخل‬ ‫تحت مسمى اأخطاء الطبية‪ ،‬وإنما هو‬ ‫إهمال طبي قاتل أذهب زهرة حياتها وقى‬ ‫عى طفولتها‪ ،‬فقد دُمر مستقبلها بسبب‬ ‫غياب منظومة إج��راءات وضوابط فعلية‬ ‫مماثلة ما يعرفه العالم‪ ،‬هنا نقول‪ :‬إن التحول‬ ‫الذي عصف بحياة هذه الفتاة امسكينة‬ ‫ورق أحامها الريئة حيث إن هذا امرض‬ ‫يتطلب امراجعة امستمرة للمستشفيات ومن‬ ‫ثم سيحد من حريتها ي الحركة والتنقل‬ ‫لكون هذا امرض يدمر امناعة الطبيعية‬ ‫لإنسان وهذا يجعل حركتها أكثر تحفظا ً ‪،‬‬ ‫باإضافة إى اآثار النفسية السيئة عى هذه‬ ‫الطفلة الريئة التي وقعت ضحية هذا اإهمال‬ ‫الطبي‪ ،‬وابد ي هذه الفرة من العمل عى‬ ‫تكثيف العاج النفي للطفلة وإخراجها من‬ ‫أزمتها بشكل ريع‪.‬‬ ‫نعم إرادة الله فوق كل يء وقد حصل ما‬ ‫حصل من خطأ‪ ،‬ولكن ما دور وزارة الصحة‬ ‫ي مراقبة هذه امخترات بصفة مستمرة من‬ ‫حيث راء وتأمن اأجهزة الحديثة التي‬ ‫تكشف اأمراض الخطرة ي عينات الدم‬ ‫امراد نقلها للمرى‪ ،‬وكذلك متابعة اموظفن‬

‫بشكل دائم ومستمر وتطوير أدائهم لأحسن‬ ‫عى اأجهزة والطرائق الحديثة التي تتطور‬ ‫يوما ً بعد يوم‪.‬‬ ‫واأسئلة كثرة ولكن قبل ذلك أود أن‬ ‫أشر إى نقطة هامة ورئيسة وهي‪ :‬لو أن‬ ‫هذا الحدث وقع ي أوروبا أو أمريكا يا ترى‬ ‫ماذا سيحدث؟ وبماذا ستعوض الطفلة‬ ‫وأرتها؟ أترك اإجابة للقراء اأعزاء وهم عى‬ ‫علم باأنظمة والقوانن التي ي تلك البلدان‬ ‫امتقدمة‪.‬‬ ‫يفرض عى وزارة الصحة بعد هذه‬ ‫الحادثة أن تسن قوانن جديدة تحمي‬ ‫امرى وتُقلل من اأخطاء الطبية وتعيد‬ ‫النظر فيما لديها من قوانن وأنظمة‪ ،‬وأن‬ ‫تصنف اأخطاء تصنيفا ً دقيقا ً حتى ولو لزم‬ ‫اأمر أن يكون ذلك عر دراسة استطاعية‬ ‫تشارك فيها عينة كبرة من امجتمع‪ ،‬ومن‬ ‫ثم تصبح هذه القوانن واضحة وريحة‬ ‫للجميع وخصوصا ً للعاملن ي امستشفى‬ ‫ويصادقون عليها قبل توظيفهم ي تلك‬ ‫اأماكن التي قد تصدر منها أخطاء طبية‪،‬‬ ‫وهذا سوف يجعل الجميع حريصن عى‬ ‫عدم وقوع أي خطأ أو إهمال‪ ،‬كذلك سن‬ ‫مثل هذه القوانن واأنظمة تحمي الوزارة‬ ‫وهي تمثل الدولة ي أي مرافعات ضدها من‬ ‫خال القرارات التي تُتخذ ي هذا الشأن مثل‪:‬‬ ‫الفصل الكامل عن العمل‪ ،‬أو الغرامة وغرها‬ ‫من العقوبات الرادعة‪.‬‬ ‫والتداعيات التي حصلت ي اأسبوع‬ ‫اماي لقضية الطفلة رهام أغلبها كانت‬ ‫وجهات نظر عاطفية جداً‪ ،‬وهنا ا ألوم من‬ ‫كتب وشارك ولكن كان باأحرى البحث‬ ‫عن حلول ريعة ي أي قضية تحدث حتى‬ ‫انكون فقط جادين للذات دون تقديم أي‬ ‫حلول ومساعدة امسؤولن ي اتخاذ قرار قد‬ ‫يكون ي صالح امترر دائماً‪ ،‬وكان باأحرى‬ ‫ببعض من تناولوا هذه القضية وخصوصا ً ي‬

‫‪alolawi@alsharq.net.sa‬‬

‫تشهد بادنا الغالية هذه اأسابيع‬ ‫سلسلة من اأوامر املكية تتعلق بتعين‬ ‫عدد من أمراء امناطق وإعفاء بعضهم‬ ‫اآخ��ر‪ ،‬وبحسب نظام امناطق ي‬ ‫السعودية‪ ،‬فإن الحاكم اإداري (أمر‬ ‫امنطقة) يتمتع بمهام إرافية‪ ،‬بفعل‬ ‫امركزية امتبعة ي نظام إدارة الدولة‪،‬‬ ‫فمن أبرز هذه امهام اإرافية «امحافظة‬ ‫عى اأمن والنظام وااستقرار‪ ،»...‬كما‬ ‫جاء ي صدر مهام أمر امنطقة ي‬ ‫نظام امناطق‪ ،‬باإضافة إى بقية امهام‬ ‫اإرافية اأخرى‪ .‬لكن واقع امناطق‬ ‫لدينا يشهد أن الحاكم اإداري له سلطة‬ ‫أدبية تمكنه من رسم الصورة النهائية‬ ‫للمنطقة‪ .‬صحيح أن البنية التحتية‬ ‫والخدمات اأساسية منوط بهما أجهزة‬ ‫حكومية مرتبطة بالحكومة ي عاصمة‬ ‫الدولة‪ ،‬لكن ي الحقيقة أن امناخ العام‬ ‫ي امناطق أصبح مهيئا ً أن تكون هناك‬ ‫سلطة غر مكتوبة أمر امنطقة‪ .‬فإذا‬ ‫توجه الحديث إى الخدمات اأساسية‬ ‫والبنية التحتية تذرعت اإم��ارة‬ ‫بامركزية أو ضعف القطاع الخاص‪،‬‬ ‫وا سيما ركات اإنشاءات وامقاوات‪.‬‬ ‫لكن ي امقابل إذا كان هناك حديث عن‬ ‫فرص استثمارية أو اقتصادية فإن‬ ‫اإمارة عادة ما تكون أول الحارين‪،‬‬ ‫وجراء ذلك أنشأت عددا ً من إمارات‬ ‫امناطق هيئات متخصصة لتطوير‬ ‫امدن‪ ،‬وهذه الهيئات بالطبع ا تكرث‬ ‫للبنى أو الخدمات اأساسية بقدر ما‬ ‫تهتم بالخدمات التي لها عاقة كبرة‬ ‫بااستثمار‪ ،‬فأصبحت «هيئة التطوير»‬ ‫غرفة تجارية أو حديقة خلفية يتداول‬ ‫فيها امشاريع ااستثمارية وااقتصادية‬ ‫ي امنطقة‪.‬‬ ‫واليوم وبما أننا بحاجة إى تطوير‬

‫موقع التواصل ااجتماعي «توير» ومن لديه‬ ‫أتباع بعرات اآاف أو مئات اآاف من‬ ‫امتابعن أن يقرحوا وضع حساب خاص‬ ‫للطفلة رهام للترع لها وأرتها ليتفاعل‬ ‫أفراد امجتمع مع هذه القضية بشكل كبر‬ ‫وملموس‪ ،‬وكذلك رجال اأعمال وأصحاب‬ ‫الركات والبنوك عليهم مامة كبرة ي عدم‬ ‫تفاعلهم مع قضية رهام؛ أن هذا يدخل ضمن‬ ‫الراكة امجتمعية أو التفاعل امجتمعي‬ ‫بن أفراد امجتمع والقطاع الخاص‪ ،‬ماذا لم‬ ‫يظهر أحد من هؤاء ويتكفل بعاج الطفلة‬ ‫خارج امملكة وبأرع وقت؟ أين اإنسانية‬ ‫ي مثل هذه امواضيع؟ هل انعدمت لدينا‬ ‫اإنسانية إى هذه الدرجة من عدم تفاعلنا‬ ‫مع هذه القضية‪ ،‬وأيضا ً الجمعيات الخاصة‬ ‫برعاية اأطفال وخصوصا ً جمعية رعاية‬ ‫اأطفال‪ ،‬ماذا لم تظهر وتتفاعل مع هذه‬ ‫القضية خصوصا ً أن الطفلة قد قدمت إى‬ ‫الرياض للعاج‪.‬‬ ‫أما وزارة الصحة التي تمثل الدولة ي‬ ‫هذه القضية فيفرض بها أنها بادرت منذ‬ ‫أول وهلة إى احتواء هذه القضية وبصفة‬ ‫عاجلة وإرسال الطفلة إى خارج امملكة‬ ‫محاولة منها لكسب الوقت ي تفادي حدوث‬ ‫أي مضاعفات ا سمح الله‪ ،‬وكذلك تهدئة‬ ‫الرأي العام الذي أصابه استياء كبر جراء‬ ‫هذه القضية‪.‬‬ ‫ختاما ً نقول وبصوت واضح ومسؤول‬ ‫ورغبة ي اإصاح وليس تهييجا ً للرأي العام‬ ‫أو التشويش عى أداء مؤسسات الدولة‪ :‬إننا‬ ‫ننتظر إج��راءات تصحيحية حقيقية عى‬ ‫مستوى منظومة الخدمات الصحية وتحديدا ً‬ ‫فيما يتعلق باأخطاء الطبية حتى اتتكرر‬ ‫مثل هذه الفاجعة أو غرها‪ ،‬وهنا ندعو الله‬ ‫بأن يشفي هذه الطفلة الريئة من هذا امرض‬ ‫الخطر‪ ،‬وأن يكون هذا الخطأ آخر اأخطاء‬ ‫الطبية التي نراها عى أرض الواقع‪.‬‬

‫الثقة كهدف استراتيجي عربي‬

‫هيثم حسن لنجاوي‬

‫خالص جلبي‬

‫كن�ت ي حفل ا أنس�اه فق�د دعيت من‬ ‫الركة الس�عودية للنر واأبح�اث لتلقي‬ ‫جائ�زة أفض�ل مقال�ة كتب�ت ي الصحاف�ة‬ ‫العربية‪ .‬يومه�ا أعطونا أيضا مكافأة عرة‬ ‫آاف دوار‪ .‬كان بصحبت�ي (عب�ود) ي تل�ك‬ ‫الرحل�ة إى لبنان‪ .‬أردن�ا البقاء ي الفندق تلك‬ ‫الليلة فأبى! تعجبت وسألته عن السبب فبدأ‬ ‫بالب�كاء! زاد عجب�ي أكثر‪ ،‬م�ا الر؟ عرفت‬ ‫أن�ه خدم ي الجيش الس�وري أثن�اء احتاله‬ ‫لبن�ان فكان يخجل من هذه الذاكرة‪ .‬وافقته‬ ‫وذهبنا إى م�كان انطاق الس�يارات للعودة‬ ‫إى دمش�ق من ب�روت‪ .‬هن�اك س�ألونا عن‬ ‫الهوية الشخصية؟ تفقدتها فلم أجدها‪ .‬أين‬ ‫أصبحت؟ قلت ي نف�ي كل يء إا الهوية‬ ‫السورية؟ فأنا أعرف تعقيدات الحصول عى‬ ‫بدل منه�ا‪ .‬هل ضاعت هل رقت؟ نس�يت‬ ‫لم أتذكر‪ .‬عدنا نس�رجع ي الذاكرة خطوات‬ ‫الرحلة وأين يمكن أن تكون؟ لحس�ن الحظ‬ ‫كان عن�دي رق�م تلف�ون الفن�دق‪ .‬س�ألنا‬ ‫ااس�تقبال لعل أح�دا من خ�دم الغرف عثر‬ ‫عليها‪ .‬فوجئنا أنها ي ااس�تقبال فقد أخذت‬ ‫منا ول�م يعيدوه�ا إلينا‪ .‬ي الع�ادة يأخذون‬ ‫ص�ورة عنها‪ .‬هن�ا أخذوه�ا واحتفظوا بها‪.‬‬ ‫حمدنا الله‪ .‬هنا تذكرت اآية من آخر س�ورة‬ ‫البقرة‪ :‬ربنا اتؤاخذنا إن نس�ينا أو أخطأنا‪.‬‬ ‫نحن إذن مركب من الخطأ والنسيان‪ .‬ولكن‬ ‫ماذا ُركب دماغنا أعظم جهاز عى هذه اميزة‬ ‫القاتل�ة‪ .‬الكمبيوت�ر يحف�ظ ولك�ن الدماغ‬ ‫ينام وينى‪ .‬ربما يكون النس�يان رحمة بنا‬ ‫من جانب‪ ،‬فلو بقي اإنس�ان يذكر وبش�كل‬ ‫حاد امآي م�ا تابع الحياة‪ .‬ول�ذا كانت آلية‬ ‫النس�يان قوة ي متابعة نظ�م الحياة‪ .‬ومنه‬ ‫جاء ي الحديث أننا انحاسب عى الخطأ غر‬ ‫العمد والنسيان واإكراه‪.‬‬ ‫‪kjalabi@alsharq.net.sa‬‬

‫نظام اإدارة امحلية أكثر من أي وقت‬ ‫مى‪ ،‬فإنه من الروري أن يعدل نظام‬ ‫امناطق بما يكفل امشاركة الشعبية ي‬ ‫مراقبة الحكومة اإدارية امحلية‪ ،‬والتي‬ ‫تفعل دور مؤسسات امجتمع امدني‬ ‫امستقلة عن اإدارة امحلية للمنطقة‪،‬‬ ‫اأمر الذي يعزز من الشفافية والحرية‬ ‫اإعامية التي تحارب الفساد وتأخر‬ ‫التنمية ي امناطق‪ .‬فمن خال امعايشة‬ ‫أدرك الجميع أن ضعف البنية التحتية‬ ‫وضعف الخدمات اأساسية أسهمت‬ ‫فيهما عوامل عديدة‪ ،‬أهمها الغموض‬ ‫وغياب الشفافية وضعف سلطة‬ ‫اإعام‪ ،‬باإضافة إى غياب الرقابة‬ ‫الشعبية ومؤسسات امجتمع امدني‪.‬‬ ‫وامواطن اآن ليس بحاجة إى أن يأتي‬ ‫حاكم إداري سوبرمان يعمل ‪ 24‬ساعة‬ ‫ي اليوم ويفتح مكتبه أمام امراجعن‬ ‫يوميا ً ويلتقي اأهاي أسبوعيا ً ويرف‬ ‫بنفسه عى امشاريع امتعثرة وجوانب‬ ‫القصور ي الخدمات التي تقدمها‬ ‫الحكومة‪ ...‬ففي أكثر الدول تقدما ً ا‬ ‫يوجد حاكم إداري بوسعه أن يفعل‬ ‫ذلك طيلة فرة وايته! وهذا أكر خطأ‬ ‫متجذر ي الثقافة السياسية السعودية‪.‬‬ ‫فالجانب الرقابي ليس من صاحيات‬ ‫الحاكم اإداري‪ ،‬وهو بالطبع إنسان‬ ‫له حواس محدودة وقدرات محدودة؛‬ ‫فليس من مهامه أن يستقبل امواطنن‬ ‫يوميا ً ويسمع شكاواهم أو يتحول إى‬ ‫مفتش ميداني يتجول طيلة فرة عمله‬ ‫بن امشاريع‪ .‬هذه آليات تقليدية تندرج‬ ‫ضمن آليات وأساليب اإدارة القديمة‬ ‫وا مكان لها ي األفية الجديدة‪،‬‬ ‫فالرقابة دائما وأبدا ً مناطة بامواطن‬ ‫ومؤسساته‪ ،‬باإضافة إى امؤسسات‬ ‫اإعامية‪.‬‬

‫على أي حال‬

‫في العلم والسلم‬

‫النسيان‬

‫فايد العليوي‬

‫‪liengawi@alsharq.nen.sa‬‬

‫تمر العاقات العربية ‪ -‬العربية اليوم‬ ‫بمنعطف خطر ي تاريخها السياي و‬ ‫قد يكون أسوأ من منعطفات فرة نكسة‬ ‫‪1967‬م‪ .‬وامتفحص اموضوعي للمشهد‬ ‫السياي العربي‪ ،‬ابد أن يدرك أن امشكلة‬ ‫التي تصادفها تلك العاقات هي أزمة ثقة‬ ‫ي امقام اأول وإن بدا امشهد السياي‬ ‫غر ذلك‪.‬‬ ‫وموضوع الثقة ي العاقات العربية‬ ‫– العربية ليس جديدا بل قديما ويعود‬ ‫إى فرة نشوء هذه الدول‪ .‬فمعظم الدول‬ ‫العربية اليوم‪ ،‬نشأت بعد الحرب العامية‬ ‫الثانية وي فرة سيطرت عليها أدبيات‬ ‫وممارسات العاقات الدولية قيم النظرية‬ ‫الواقعية ي نسختها التقليدية‪.‬‬ ‫فقيم النظرية الواقعية الكاسيكية‪،‬‬ ‫لم تشجع كثرا عى بناء الثقة ي العاقات‬ ‫الدولية ليس فقط ي العالم العربي‪ ،‬بل‬ ‫أيضا ي العالم أجمع‪ .‬فقيمة مثل مصلحة‬ ‫الدولة تعني تطبيقيا ً أكثر ماتعنيه «أنا‬ ‫ومن خلفي الطوفان»‪ .‬وقيم‪ :‬اأنانية‬ ‫والطمع والر‪ ،‬كان ابد أن ينتج عنها دول‬ ‫عسكرية تنفق جل ميزانياتها ي امقام‬ ‫اأول عى التسليح لترك خلفها امجاات‬ ‫ااقتصادية وااجتماعية واانسانية‪ .‬وقيم‬ ‫«البقاء لأقوي» كانت تعني تحويل‬ ‫امجتمع العلمي إى درجة معترة نحو‬ ‫ابتكار تكنولوجيا تعكس القوة بما فيه‬ ‫ابتكار أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬ ‫وبهذه القيم بدأت العاقات العربية‬ ‫ العربية‪ ،‬لتنعكس تلك القيم ي قيمة‬‫الشك والريبة تجاه بعضها البعض لتجده‬ ‫الواقع امسيطر ي تلك العاقات‪ .‬فحروب‬ ‫عام‪ 1948 :‬و‪1967‬م‪ ،‬مثال واضح عى‬ ‫مناخ العاقات‪ .‬ولكن‪ ،‬يمكن القول أن‬ ‫طيفا ً من الثقة حل ضيفا ً خفيفا ً عى تلك‬ ‫العاقات وبالتحديد ي حرب ‪1973‬م‪.‬‬

‫فحينما وجدت اإرادة السياسية‬ ‫وتم بناء الهدف امشرك بكل وضوح‬ ‫وشفافية‪ ،‬وجدنا أن الثقة أصبحت مرئية‬ ‫ي تلك العاقات وقد جسدها زعماء‬ ‫العرب ي تلك الفرة‪ .‬إن حرب أكتوبر‬ ‫وخاصة ي بداياتها‪ ،‬قد زرعت فينا اأمل‬ ‫نحو تحليل العاقات العربية البينية من‬ ‫منظور الثقة‪ .‬إا أن أملنا لم يصمد سوى‬ ‫أشهر معدودات وكأن ذلك اأمل كان‬ ‫كليلة عيد تلتها لياي يتيمة ولتأتي بعدها‬ ‫سنون طوال لرجع أزمة عدم الثقة من‬ ‫جديد عى واجهة تلك العاقات‪.‬‬ ‫وقد تجد عدم الثقة هذه امرة ي فرة‬ ‫السبيعنيات من القرن اماي بشكل كبر‬ ‫ي معاهدة السام بن مر و إرائيل‬ ‫(كامب دافيد)‪ .‬تلك امعاهدة التي جعلت‬ ‫الرئيس الراحل السادات يدفع بسببها‬ ‫فاتورة باهظة الثمن عزلت معها مر‬ ‫ولو مرحليا عن موقعها ي العالم العربي‬ ‫ولتحرم عضويتها ي جامعة الدول‬ ‫العربية ولينقل مقر الجامعة منها إى‬ ‫تونس‪.‬‬ ‫وي أوائل الثمانينيات من القرن‬ ‫اماي وي ظل الصورة القاتمة مناخ عدم‬ ‫الثقة‪ ،‬اتفقت ست دول عربية ي منطقة‬ ‫الخليج العربي عى إنشاء مجلس التعاون‬ ‫لدول الخليج العربي فظهر امجلس عام‬ ‫‪1981‬م‪ .‬فرجع لنا اأمل مرة آخرى عى‬ ‫الرغم من إدراكنا من أن السبب الرئيس‬ ‫من نشأته كان الجانب اأمني اإقليمي‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬أهداف امجلس قد زرعت ذلك‬ ‫اأمل أنها تسعى إا أن يصبح اتحادا ً‬ ‫يوما ما‪ .‬إن ذلك اليوم لم ِ‬ ‫يأت بعد‪ .‬وترجع‬ ‫عدم الثقة مرة أخرى إى واجهة العاقات‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وي منتصف التسعينيات وعام‬ ‫‪2000‬م بالتحديد‪ ،‬يرجع لنا أمل العاقات‬

‫العربية – العربية أن تكون قائمة عى‬ ‫الثقة‪ .‬حيث إن ترسيم الحدود بن عمان‬ ‫واليمن من جهة واأخرة مع السعودية‬ ‫من جهة آخرى‪ ،‬قد جعل بعض امحللين‬ ‫السياسين يراهن عى أن الثقة بن تلك‬ ‫الدول هي التي دفعت نحو ذلك الرسيم‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬بعض امحلين أرجعوا ذلك إى‬ ‫تأثر قيم النظام الدوي امتمثلة ي التعاون‬ ‫الذي يجسد قيم النظرية الليرالية‪.‬‬ ‫وتطرق الديموقراطية أبواب بعض‬ ‫الدول العربية بعنف ي شتاء عام ‪2011‬م‬ ‫البارد لتحولها إى دول عرفت أدبيا ً بالربيع‬ ‫العربي ولتزيد معها فجوة عدم الثقة ي‬ ‫العاقات العربية ‪ -‬العربية‪ .‬فامطلب‬ ‫السياي لهذه الدول قد تغر لتصبح‬ ‫أنظمتها ممارسة للتجربة الديمقراطية‪.‬‬ ‫وأنظمة عربية أخرى‪ ،‬مازالت ي امطلب‬ ‫السياي السابق للربيع العربي‪.‬‬ ‫وامتتبع لتطورات العاقات العربية‬ ‫– العربية للتحليل السابق‪ ،‬يجد أنها لم‬ ‫تخرج من تأثرها بقيم النظام الدوي سواء‬ ‫كانت واقعية أو ليرالية‪ .‬ولكن‪ ،‬ماذا عن‬ ‫النظام العربي – العربي؟ ألم يأن الوقت‬ ‫لكي تؤسس الدول العربية عاقاتها مع‬ ‫بعضها البعض عى أساس الثقة؟‬ ‫فإذا ما أرادت الدول العربية من‬ ‫إيجاد أرضية مشركة صلبة وقوية‬ ‫لحل قضاياها البينية ولتتبوأ امكانة‬ ‫العامية ككتلة إقليمية ذات تاثر ي صنع‬ ‫السياسات ااقتصادية وااجتماعية‬ ‫واأمنية‪ ،‬وجب عليها أوا بناء الثقة كهدف‬ ‫اسراتيجي لعاقاتها مع بعضها البعض‪.‬‬ ‫إن هدفا ً إسراتيجيا ً للعاقات العربية –‬ ‫العربية كبناء الثقة‪ ،‬هو من سيدفع نحو‬ ‫ظهور نظام عربي ‪ -‬عربي قوي وفعال‬ ‫يستطيع أن يواجه التحديات امحلية‬ ‫واإقليمية والعامية امتتالية‪.‬‬

‫عبدالرحمن الشهيب‬

‫يزينون الحدائق‬ ‫ويتركون الشوارع‬ ‫قام�ت بلدي�ة الخ�ر بتزين ال�دوارات‬ ‫الضخم�ة املحق�ة بطريق خ�ادم الحرمن‬ ‫ُ‬ ‫بالخ�ر بامس�طحات الخ�راء والنخي�ل‬ ‫وتنس�يق ش�بكات ال�ري‪ ،‬كل ه�ذا جه�د‬ ‫تش�كر عليه البلدي�ة ولكنها نس�يت اأهم‬ ‫وهو الطريق امتهال�ك الذي تدور عليه هذه‬ ‫الحدائ�ق‪ ،‬الجهة اليمنى م�ن كا الطريقن‬ ‫الق�ادم م�ن الخ�ر والذاه�ب إى الخ�ر‬ ‫بحاج�ة إى صيان�ة عاجل�ة باإضاف�ة إى‬ ‫اإنارة القديمة وحواجز الجس�ور اماصقة‬ ‫امتهالكة هي اأُخرى‪.‬‬ ‫انري�د أن ندخ�ل ي جدل ه�ل الطريق‬ ‫يتب�ع البلدي�ة أم وزارة النق�ل‪ ،‬البلدي�ة‬ ‫أوا ً وأخ�را ً مس�ؤولة ع�ن مدين�ة واح�دة‬ ‫ووزارة النق�ل مس�ؤولة ع�ن دول�ة بحجم‬ ‫ق�ارة بطبيع�ة الحال ه�ذا ا يعف�ي وزارة‬ ‫النقل من مس�ؤوليتها تج�اه مهامها ولكن‬ ‫مس�ؤولية البلدية بالدرجة اأوى إى التنبيه‬ ‫إى طريق يحصد أرواح الناس وبات مصيدة‬ ‫للحوادث نتيجة لتعرج الطريق الذي سببته‬ ‫الش�احنات واآلي�ات الثقيلة الت�ي تجوب‬ ‫امنطقة ليل نهار‪ ،‬عند تغير س�ائق امركبة‬ ‫لخط السر امتعرج منه أو إليه يزيد ذلك من‬ ‫نسبة حدوث الحادث‪ ،‬وتقل سيطرة السائق‬ ‫ع�ى امركبة‪ ،‬ذلك يدفع م�رور وبلدية الخر‬ ‫إى رعة التنس�يق مع وزارة النقل إصاح‬ ‫ه�ذه الطري�ق الحي�وي الهام ال�ذي يحمل‬ ‫اس�ما عزيزا عى قلوبنا جميعا ً وتعره آاف‬ ‫امركب�ات ليل نهار وقل أن تمر فيه بدون أن‬ ‫تش�اهد الحوادث امرورية‪ .‬يء من الحس‬ ‫الوطني وااهتمام روري إعادة شوارعنا‬ ‫الت�ي أكل عليه�ا الدهر ورب إى ش�وارع‬ ‫تتوفر فيها أبسط روط السامة‪.‬‬ ‫‪alshehib@alsharq.net.sa‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.