Prof. Ali A. Alraouf's essay in Cariobserver university

Page 1

‫ مشــاهد القاهرة بداية حوار حول معمار القاهرة‬Cairobserver is the start of a conversation ‫ ومبانيها و ايضًا حول نســيجها العمراني‬about Cairo s architecture and buildings .‫ واحلياة بها‬urban fabric and city life.



‫عم عبد النبـــــــــي‬ ‫رئيســـــ ًا للقســـــم‬

‫عم عبد النبي حاسماً وقاطعاً (املصدر‪ :‬م‪ .‬صالح عبد اهلل)‬

‫املصدر األسرع للنتائج‬ ‫النهائية السنويــــــة‬

‫والنقد املعماري والعمرانــي‬

‫يخطــأ‪ ،‬كانــت نتائــج قســم العمــارة تصــل لعــم عبــد‬

‫إال يعــود‪ .‬اكــر دالالت االلتــزام الصــارم بهــذا املبــدأ‬

‫النبــي قبــل إعالنهــا الرســمي‪ .‬ممــا يتيــح لــه ميــزة‬

‫هــو عــدم وجــود إي فعاليــة أو احتفاليــة للخريجــن‬

‫ســلطوية ومســاحة زمنيــة تجعــل الطــاب يتدفقــون‬

‫يف نهايــة العــام األكاديمــي‪ .‬ويف هــذا املنــاخ القاســي‬

‫عليــه أملــن يف بشــرى النجــاح‪ ،‬فيغدقــون عليــه‪ .‬كمــا‬

‫املحبــط‪ ،‬فكــرت دفعــة ‪ 88‬وأصــرت علــى أحقيــة‬

‫انــه بســبب إحساســه املعمــاري والعمرانــي الفــذ‪ ،‬كان‬

‫االحتفــال بتخرجهــا بــل وتوزيــع الشــهادات وتكريــم‬

‫يســتدعي أوائــل الدفعــات ليبشــرهم بنفســه‪ ،‬ويؤكــد‬

‫األوائــل‪ .‬وتكاتــف الجميــع وبالجهــود الذاتيــة حجــزوا‬

‫الواقــع أن عــم عبــد النبــي كان يمثــل‪ ،‬وكمــا يف كل‬

‫لهــم إصــراره الكامــل علــى تعيينهــم معيديــن‪ ،‬فيــزداد‬

‫قاعــة فندقيــة‪ ،‬واحضــروا األرواب الســوداء األنيقــة‪،‬‬

‫مــكان يف مصــر الحالــة الرماديــة املتســعة التــي تحمــل‬

‫مســتمعا إىل زفــرات الغضــب مــن اإلمرباطــور‬

‫اإلغــداق وتتدفــق الحــاوة كمــا كان يســميها‪ .‬وملزيــد‬

‫وقامــوا بدعــوة كل أعضــاء هيئــة التدريــس‪ :‬أســاتذة‬

‫كل التناقضــات؛ تحبــه وتتطلــع إىل غيابــه‪ ،‬مشــفق‬

‫الربوفيســور علــي بســيوني أو الكلمــات الثاقبــة‬

‫مــن النكهــة االحرتافيــة‪ ،‬فــان مــا ســبق لــم يمنــع‬

‫ومحاضريــن ومعيديــن (أكثــر مــن خمســن عضــو‬

‫عليــه ويصدمــك تدفــق األمــوال عليــه‪ ،‬تســتفيد مــن‬

‫املزلزلــة مــن الجنــرال الربوفيســور رضــا كامــل او‬

‫عــم عبــد النبــي مــن الوقــوف أمــام لوحــة النتائــج‬

‫هيئــة تدريــس)‪ .‬وكانــت الصدمــة يف غيابهــم جميعــا‪،‬‬

‫نفــوذه وتلعــن إخفاقــك يف االعتمــاد علــى نفســك‬

‫التعليقــات الناريــة مــن املســيطر الربوفيســور ســامي‬

‫الرســمية بعــد تعليقهــا‪ ،‬وهــو يــردد عبــارات التهنئــة‬

‫وكأنهــا مؤامــرة علــى حرمــان الطــاب مــن الفرحــة‪،‬‬

‫وجهــدك‪ ،‬يبهــرك خشــوعه يف الصــاة وتندهــش وهــو‬

‫شــافعي‪ ،‬وهــي توجــه للطلبــة الناظريــن بــكل الحــرة‬

‫وأدعيــة التوفيــق بينمــا عينــه تركــز بشــعاع ليــزري‬

‫ولكــن القــدر كان لــه ســيناريو أخــر‪ .‬فقــد حضــر مــن‬

‫يقــول لــك بعدهــا بدقائق‪»:‬بحــث زى ده مــا يقلــش‬

‫إىل افــرخ الكانســون البيضــاء‪ ،‬بــدأ عــم عبــد النبــي‬

‫علــى يــد الطالــب منتظــرا توغلهــا يف جيــب بنطلونــه‬

‫القســم فقــط عــم عبــد النبــي واألســتاذ ســمري صــاح‬

‫عــن ‪ 20‬جنيــه (أســعار أوائــل الثمانينيــات) يف أي‬

‫يكــون رصيــدا متكامــا مــن املداخــل التصميميــة‬

‫الخلفــي األيمــن‪.‬‬

‫ســكرتري القســم رحمهمــا اهلل‪ .‬وانبثقــت عبقريــة‬

‫جامعــة ثانيــة‪ ،‬ده بتــاع املعيــد فــان أول الدفعــة مــن‬

‫للمشــروعات الســنوية ومشــروعات التخــرج‪ .‬هــذا‬

‫الطــاب عــن فكــرة بديعــة‪ ،‬فقــد قــرروا اســتكمال‬

‫ســنتني»‪.‬‬

‫الرصيــد لــم يبخــل بــه علــى طلبــة القســم ســواء‬

‫الحفــل بــدون الضيــوف األكاديميــن‪ ،‬مــع دعــوة‬

‫مهما كان ومهما‬ ‫تبدى من سطوري‬ ‫السابقة‪ ،‬فاليقني‬ ‫وكل اليقني أن‬ ‫قسم العمارة‬ ‫بجامعة القاهرة‬ ‫كان جزء أساسي‬ ‫من مذاقه‬ ‫وشخصيته نابعا‬ ‫من وجود عم عبد‬ ‫النبي وندائه الفذ‬ ‫«شيء بارد»‪.‬‬

‫عــم عبــد النبــي‬ ‫ومســئولية التواصــل‬ ‫ا ملعـــــــــــــــــــــريف‬

‫كان يحتفــظ بــه للذكــرى)‪ .‬ومــن ثــم كان مــن‬

‫خلفية كاشفة‪ :‬اللقـــاء‬ ‫التقيــت بــه يف أســبوعي األول بقســم العمــارة يف كليــة‬

‫احتكــر عــم عبــد النبــي عمليــة «شــد الشاســيهات»‪،‬‬

‫الفــارق مذهــل الن الطالــب املتخــرج معناهــا انتمــاء‬

‫بتناســق يثــر الدهشــة واإلعجــاب وبتكــرار ســنوي ال‬

‫فكريــا أو ماديــا (شاســيه مشــروع مماثــل أو مشــابه‬

‫شد الشاسيهــــــات‬

‫مبــدأ الطالــب «بيخــرج» وال «يتخــرج»‪ .‬والواقــع أن‬ ‫ووالء وفخــر‪ ،‬أمــا الطالــب الــذي خــرج فغالبــا كل األمــل‬

‫الـــــــــدور امللهـــــم‬ ‫فـــــــــي املشروعات‬ ‫التصميميــــــــــــــة‬

‫علي عبد الرءوف‪ :‬أستاذ نظريات العمارة‬

‫اتبــع قســم العمــارة متأثــرا بثقافــة الكليــة والجامعــة‪،‬‬

‫الطبيعــي أن يقــرب منــك وأنــت تنتظــر دورك أمــام‬ ‫بــاب حجــرة احــد األباطــرة‪ ،‬ويلمــح االســكتش ويقــول‬ ‫لــك‪« :‬يخــرب عقلــك‪ ،‬مــش قلــت لــك بــاش دوايــر‬ ‫مــع علــي بســيوني”!‬

‫عــم عبــد النبــي واألســتاذ ســمري لتوزيــع شــهادات‬ ‫التخــرج‪ .‬ولــم يخذلهمــا االثنــان‪ ،‬فتألــق عــم عبــد‬ ‫النبــي‪ ،‬وهــو يقــوم بــدور رئيــس القســم ويشــد علــى‬ ‫يــد الطلبــة مشــجعا ومهنئــا‪ ،‬بينمــا ســاعدت مالمــح‬ ‫الوقــار علــى إحســاس الجميــع بــأن األســتاذ ســمري‬ ‫هــو عميــد الكليــة أو نائــب رئيــس الجامعــة‪ ،‬وانتهــت‬

‫الهندســة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ .‬كنــت أحــاول أن أجــد مكانــا‬

‫والتــي يقصــد بهــا تثبيــت أوراق الرســم البيضــاء‬

‫اخــذ عــم عبــد النبــي علــى عاتقــه مســئولية التواصــل‬

‫االحتفاليــة الغــر مســبوقة والتــي لــم ولــن تتكــرر يف‬

‫يف صالــة الرســم العمالقــة بمبنــى إعــدادي‪ ،‬عندمــا‬

‫املشــدودة علــى لوحــات خشــبية‪ ،‬مــع ترطيبهــا باملــاء‬

‫املعــريف يف القســم‪ ،‬فقــد كانــت حجرتــه مكانــا‬

‫تاريــخ قســم العمــارة بجامعــة القاهــرة‪.‬‬

‫انتبهــت إليــه‪ ،‬قصــرا نشــيطا متوهجــا المــع الــرأس‬

‫حتــى تصلــح للرســم وخاصــة التلويــن بعــد جفافهــا‪.‬‬

‫للحصــول وبأســعار معقولــة علــى مجــات معماريــة‬

‫كــروي الوجــه بنظــرات خارقــة نافــذة وأيضــا أبويــة‬

‫املســاهمة فــــــــــــي‬ ‫األطروحــات البحثيــة‬

‫حــول عــم عبــد النبــي موضــوع شــد الشاســيهات‬

‫حــرص عــم عبــد النبــي بحســه االجتماعــي الحــاذق‬

‫دافئــة‪ ،‬ينتقــل بخفــة بــن طــاوالت الرســم‪ ،‬وهــو يقــول‬

‫إىل فــن كامــل (صاحبــه أداء جســدي صــويف املالمــح‪،‬‬ ‫وخاصــة مــع اســتخدام الدباســة لتثبيــت أطــراف‬

‫بــاردة‪ ،‬ولكنهــا خضعــت للبلــل الخفيــف مــن حنفيــة‬

‫كان عــم عبــد النبــي يملــك‪ ،‬ومــع ســنوات الخــرة‬

‫حجرتــه الخاصــة!!! لــم أعــره االهتمــام الــكايف يومهــا‬

‫الطويلــة يف القســم‪ ،‬عينــا فاحصــة وعقــا ناقــدا‬

‫علــى إرضــاء الجميــع مــن الطالــب املكافــح ســاكن‬

‫منســق التواصــل مــع‬ ‫هيئــة التدريـــــــــس‬

‫بصــوت رخيــم «شــيء بــارد» بينمــا يحمــل يف يديــه‬ ‫زجاجــات امليــاه الغازيــة‪ ،‬والتــي اكتشــفت الحقــا وملــدة‬

‫اللوحــة)‪ .‬وانتقلــت ســمعة عــم عبــد النبــي يف الشــد‬

‫حجرة عم عبد النبي‪:‬‬ ‫امللتقى املعمـــــــــاري‬

‫أهمهــا مجلــة عالــم البنــاء ومجلــة القســم الســنوية‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل كتــب مــزورة ومصــورة وعديمــة حقــوق‬ ‫املؤلــف‪ ،‬ولكنهــا كانــت الوســيلة الوحيــدة أمــام الطــاب‬ ‫للحصــول علــى الكتــب‪ ،‬خاصــة أن األســتاذ محمــد‬

‫الحساسية العاطفيـة‪:‬‬ ‫عم عبد النبي الراعي‬ ‫الرسمــي للحـــــــب‬ ‫يف عمـــارة القاهـــــرة‬ ‫يبــدو أن حــب عــم عبــد النبــي للمطــرب فريــد‬

‫الوداع حبيبـــــــــــي‬ ‫عم عبـــــــــــــــــده‬

‫كانــت حجــرة عــم عبــد النبــي الصغــرة تمثــل بوتقــة‬

‫«العمــاق صاحــب الــرداء األســود» املســئول عــن‬

‫فكريــة‪ ،‬ونعتقــد أنهــا كانــت األكثــر حريــة يف كل‬

‫املكتبــة كان متفرغــا‪ ،‬وهــو يرتــدي نظارتــه الســوداء‪،‬‬

‫فراغــات قســم العمــارة‪ .‬فقــد كان التحفــظ والرهبــة‬

‫للتحــرك املــدروس خلــف أو حــول أو يف حــاالت نــادرة‬

‫وأليــام قادمــة ظنــا منــي انــه مجــرد مشــرف (أو فــراش‬

‫محلــا للعمــل البحثــي‪ .‬ومكنتــه هــذه القــدرة‬

‫املدينــة الجامعيــة‪ ،‬إىل حفيــد الباشــا الــذي ال يعــرف‬

‫تطــورت العالقــة بــن عــم عبــد النبــي‪ ،‬وأجيــال‬

‫والحــذر يغلــف النقاشــات يف حجــرات املعيديــن‬

‫أمــام الربوفيســور رضــا كامــل‪ ،‬وخاصــة لحظــة دراميــة‬

‫بالتعبــر الــدارج)‪ .‬ولكنــي تدريجيــا اكتشــفت أن عمنــا‬

‫مــن إثــراء العمــل البحثــي يف القســم ‪Research‬‬

‫مــن مصــر إال جــاردن ســيتي ومطعــم ســويس ايــر‬

‫متعاقبــة مــن عمالقــة أســاتذة العمــارة وأعضــاء هيئــة‬

‫واالســتوديوهات‪ ،‬ويقينــا مكاتــب األســاتذة (مــع حفــظ‬

‫دخــول الربوفيســور كامــل إىل األســتوديو (كانــت هــذه‬

‫عبــد النبــي يمثــل العامــود الفقــري للعمليــة األكاديمية‬

‫‪ .Culture Enhancement‬فــكان فــور تســلمه‬

‫(اغلــق لتقديمــه لحومــا فاســدة)‪ .‬فهنــاك الشاســية‬

‫التدريــس واملعاونــن لهــم بالقســم‪ .‬هــذه العالقــة‬

‫األلقــاب ولكــن مكاتــب عمالقــة مثــل رضــا كامــل‬

‫اللحظــة مــن املناســبات النــادرة التــي أرى زمــاء مــن‬

‫واملعرفيــة والبحثيــة واإلنســانية بــل والعاطفيــة يف‬

‫األبحــاث واملشــروعات املتميــزة مــن هيئــة التدريــس‬

‫العــادي والشاســية املخصــوص بــل وهنــاك الشاســيه‬

‫الوطيــدة مكنتــه مــن فهــم االختيــارات الفلســفية‬

‫وســامي شــافعي وعلــي بســيوني كان االقــراب‬

‫دفعتــي شــديدي الليرباليــة يــرددون آيــات الذكــر‬

‫قســم عمــارة القاهــرة وهــو الــذي عمــل بــه منــذ مقــره‬

‫(خاصــة بعــد انتهــاء املعــرض الســنوي)‪ ،‬حيــث‬

‫املســتعمل اســتعمال الخــارج! أمــا العبقريــة الحقيقيــة‬

‫والتصميميــة والفكريــة واألكاديميــة والبحثيــة لــكل‬

‫منهــا يتســبب يف أســرى وجرحــى وأحيانــا قتلــى!)‪.‬‬

‫الحكيــم‪ ،‬وخاصــة املعوذتــن «وقــل لــن يصيبنــا إال مــا‬

‫األول الــذي هــدم يف الســبعينيات‪ .‬خــال رحلتــي يف‬

‫يطلــب منــه حفظهــا بعــد ثقــب صفحاتهــا حتــى ال‬

‫لعــم عبــد النبــي فتجلــت يف اســتمرار إقناعــه ألعضــاء‬

‫أســتاذ ‪ ،Conceptual Choices‬باإلضافــة طبعــا إىل‬

‫أمــا حجــرة عــم عبــد النبــي ومــع موقــد املــاء الســاخن‬

‫كتــب اهلل لــن”!‬

‫قســم العمــارة‪ ،‬تعلمــت بصــور مباشــرة أو غري مباشــرة‪،‬‬

‫يعــاد اســتخدامها (ثقــة األســاتذة يف الطــاب كانــت‬

‫هيئــة التدريــس والطــاب بأهميــة شــد الشاســيهات‬

‫مشــروبه املفضــل! كمــا أنهــا أتاحــت لــه نوعــا مــن‬

‫الــذي ال يتوقــف عــن الغليــان وأبخرتــه تتصاعــد‬

‫األطــرش جعلــه حساســا وراعيــا رســميا لــكل قصــص‬

‫وباتفــاق مقــدس مــن الجميــع‪ ،‬أن عالقتــك بعــم عبــد‬

‫مثاليــة !!)‪ .‬كان عــم عبــد النبــي يعيــد تفســر هــذا‬

‫علــى الرغــم مــن تعليماتهــم املشــددة بمنع اســتخدام‬

‫الــدالل الخــاص جعلتــه املنســق األكثــر نجاحــا يف بــدء‬

‫بالنهائيــة‪ ،‬ومزيــج رائحــة القهــوة والشــاي والينســون‬

‫الحــب التــي تفجــرت يف طرقــات واســتوديوهات‬

‫النبــي‪ ،‬ورضــاه عنــك هــو مفتــاح إىل حيــاة أكثــر نجاحــا‬

‫الطــرح‪ .‬كانــت قدرتــه علــى تــذوق األعمــال البحثيــة‬

‫األلــوان نهائيــا يف إخــراج املشــروعات‪ ،‬وبالتالــي‬

‫عالقــة متميــزة بينــك وبــن أي عضــو هيئــة تدريــس‬

‫والحلبــة (أضــاف الجنزبيــل يف فــرة الحقــة عندمــا‬

‫وأحيانــا مكاتــب أعضــاء هيئــة التدريــس بالقســم‪.‬‬

‫وســعادة بــل وحبــا داخــل جنبــات القســم‪ .‬ويف أيامــي‬

‫واملشــروعات تجعلــه يحتفــظ ببعــض هــذه األبحــاث‬

‫ينتفــي الســبب الرئيســي لشــد الشاســيهات‪.‬‬

‫يف القســم‪ .‬وهــو األكثــر إحساســا بالتوقيــت الــذي‬

‫ســيطرت حركــة مــا بعــد الحداثــة علــى املشــهد‬

‫وهــذه الحساســية جعلتــه حريصــا علــى اســتمرارية‬

‫رحــم اهلل عــم عبــد النبــي‪ ،‬وغفــر لطلبــة وطالبــات‬

‫الطويلــة والتــي امتــدت إىل ســنوات يف قســم العمــارة‪،‬‬

‫واملشــروعات بــدون ثقــب‪ .‬ويف بدايــة العــام الجديــد‬

‫وبذلــك اســتمر يف عملــه‪ ،‬واســتمر الطــاب يف شــراء‬

‫يمكــن أن تقــرب فيــه مــن حجــرة الدكتــور‪ .‬ومــن‬

‫املعمــاري)‪ ،‬تخلــق جميعهــا جــوا حميميــا تســقط‬

‫بعــض العالقــات أو إيقافهــا وإســقاط رعايتــه لهــا‬

‫وأســاتذة العمــارة يف القاهــرة وكل مصــر‪.‬‬

‫أتوقــف أمــام مشــاهد فارقــة يف فهــم قيمــة عــم عبــد‬

‫يمكنــك أن تكــون محظوظــا وتعقــد صفقــة مربحــة‬

‫الشاســيهات واألوراق ملــدة عقــود‪ ،‬واســتمر األســاتذة‬

‫ثــم أصبــح رضــاء عــم عبــد النبــي عنــك هــو جــزءا‬

‫فيــه الفــوارق‪ ،‬ويتحــرر أعضــاء هيئــة التدريــس مــن‬

‫إذا وجــد تخــاذل عاطفــي أو خلــل اجتماعــي مــن‬

‫النبــي متعــددة املســتويات‪ ،‬ومركبــة الــدالالت‪.‬‬

‫لــك ولعــم عبــد النبــي وتحصــل علــى بحــث كامــل‬

‫يمنعــون األلــوان‪ ،‬ويرتــدون ربطــات العنــق الزاهيــة‪،‬‬

‫أصيــا مــن رضــاء كل قســم العمــارة عنــك‪.‬‬

‫الربوتوكــوالت األكاديميــة‪ ،‬بينمــا يقــل حــذر وتحفــظ‬

‫الطرفــن (حقــق القســم أعلــى معــدل للزيجــات بــن‬

‫متكامــل مضمــون الدرجــة يعــاد اســتخدامه بعــد‬

‫ويختمــون الشاســيهات باألختــام الحمــراء والخضــراء‬

‫الطــاب‪ ،‬فتبــدأ التعليقــات واملناقشــات والحــوارات‪،‬‬

‫طلبــة وطالبــات القســم يف عهــد عــم عبــد النبــي‪،‬‬

‫تغيــر الغــاف‪ .‬املذهــل أن نفــس األســتاذ الدكتــور‬

‫والزرقــاء‬

‫والتــي كان معظمهــا أكثــر فعاليــة وتأثــرا ممــا كان‬

‫كمــا تبلــورت عــدة قصــص حــب بــن أعضــاء هيئــة‬

‫يحــدث يف قاعــات واســتوديوهات التعليــم الرســمي‪.‬‬

‫تدريــس وطالبــات القســم‪ ،‬بعضهــم أصبــح أوالدهــم‬

‫أربــع ســنوات دراســتي بالقســم‪ ،‬أنهــا لــم تكــن آبــدا‬

‫كان يصحــح نفــس البحــث ويعطيــه نفــس الدرجــة‬

‫‪24‬‬

‫إىل أقســام العمــارة والفنــون يف جامعــات أخــرى‪ .‬كمــا‬

‫وملــدة ســنوات (بدايــة مفهــوم االســتدامة والتدويــر‬

‫أســاتذة وأحفادهــم طلبــة يف القســم) وتســتمر‬

‫البحثــي!)‪.‬‬

‫األســطورة املعماريــة العائليــة‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫ا لنصب‬ ‫التذكاري‬ ‫لشهداء‬ ‫اجلامعة‬ ‫فــى عام ‪ 1945‬قام النحات «فتحى محمود» بنشــر اقتراح إلقامة‬

‫نصــب لتخليد «اخلديوى إمساعيــل» إلقامته فى مكان عام فى‬

‫القاهرة‪ .‬يظهر التمثال النحاســى املقتــرح اخلديوى واقفا بارتفاع‬

‫أربعــة أمتار ونصف وقدمه اليســرى ممتدة إلى األمام وهو يحمل‬

‫خريطة ملفوفة لقناة الســويس‪ .‬يجمــع التكوين العام الذى قدمه‬ ‫«محمــود» عناصر من التصميــم املعاصر ووحى الفن املصرى‬

‫القدمي‪ .‬ولكن ألســباب غير معروفة‪ ،‬رمبا كانت سياســية‪ ،‬لم يتم نصب‬ ‫التمثــال‪ .‬مت تعديل التصميم املبدئــي لقاعدة متثال إمساعيل فى‬

‫‪ 1955‬واســتخدم التصميم املعدل كنصب تذكارى لشــهداء‬ ‫جامعة القاهرة‪.‬‬

‫أنشــئ هذا النصب داخل احلــرم اجلامعي ويتكون من قاعدة‬

‫مكســية باجلرانيت فوقها التمثال التــذكاري املصبوب بالبرنز‬

‫وكانــت تكلفة النصب حنو ‪ ١٦،٥٠٠‬جنيــه‪ .‬فى ذلك النصب‪ ،‬أعيد‬ ‫تصميــم اللوحات البارزة على القاعــدة‪ ،‬والتى اقترحت بداية فى‬ ‫‪ 1945‬إلظهار إجنازات «اخلديوى إمساعيــل»‪ ،‬لكى تظهر بعد‬

‫تعديــل التصميم الطلبة املصريني املســاملني وهم يواجهون اجلنود‬

‫البريطانيني املدججني بالســاح‪ ،‬وعلــى اجلانب اآلخر من القاعدة‬ ‫هناك لوحة تظهر الشــباب املصرى الباحث عن املعرفة يســير خلف‬

‫امرأة حتمل شــعلة مضيئة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.