9th Issue: To Exist is to Resist

Page 1


‫العدد ‪ | 9‬تشرين األول | ‪9th Issue | October‬‬

‫بيانُ الهو ّية‪:‬‬

‫ْ‬ ‫فريق مجلّة الهويّة إلى تسليط الضوء على بعض الحقائق التاريخيّة الفلسطينيّة‪.‬‬ ‫يسعى‬ ‫كما يعمل على كتابة الواقع الفلسطينيّ ثقاف ّيا ً وفنياً‪ .‬آخذاً‬ ‫بعين ملؤها االعتبا ُر القضية الفلسطينية بين األرض وبين ال ّ‬ ‫شتات‪ .‬كما ويُوثق النضا ُل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الماضي والحاضر بأصوا ٍ‬ ‫وحق العودة‪.‬‬ ‫ت طالبيّة من أجل فلسطين‬

‫فريق الهو ّية‪:‬‬ ‫الفرا‬ ‫رئيس التحرير‪ :‬شهيد ّ‬ ‫مدقق اللّغة العربية‪ :‬جورج يونس‬ ‫الكتاب المساهمون‪ :‬نور صادق عمر البرغوثي أحمد ملحم أسماء الغول ريما جودة وداد عنبتاوي علي الموعد توفيق زيادة محمود درويش‬ ‫سميح القاسم‪.‬‬ ‫الفرا‬ ‫تصميم‪ :‬شهيد ّ‬ ‫إصدار النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة األمريكية في بيروت‪.‬‬ ‫برعاية يوليب‪.‬‬

‫تواصلوا معنا‪:‬‬ ‫تريد‪/‬ين المساهمة في المجلة بأي نوع من المساهمة؟ أو أيّة آراء؟ اتّصل‪/‬ي بنا على ‪pcc.alhawiyya@gmail.com‬‬


‫‪3‬‬

‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫ٌ‬ ‫صوت للمقاومة‬ ‫المقاطعة‪:‬‬

‫لقد نشأت حركات تنويريّة في هذا المجال ممّا يجدّد األمل ويب ّ‬ ‫شر‬ ‫ببقاء المقاومة والصّمود ورفض وجود الكيان الصّهيوني وعدم‬ ‫نور صادق‬ ‫االعتراف به ‪ .‬ومن أبرز الحركات المعاصرة اآلن والّتي انتشرت في‬ ‫مرّ ت ‪ 68‬سنة على قيام الدّولة الصّهيونيّة‪ 68 ...‬سنة أرخها الصّراع‬ ‫مختلف أنحاء العالم‪ :‬حركة المقاطعة العالميّة (‪. )BDS‬‬ ‫العربيّ اإلسرائيليّ وما حمل معه من حروب ومجازر وتهجير وظلم‬ ‫واستبداد‪ .‬صراع طويل مع ّقد ومحكوم بآيا ٍد سياسيّة كثيرة‪ ،‬وهو لن‬ ‫يتو ّقف ولن يرفع حجابه عن فلسطين إلاّ إذا توحّ دت عيون العرب نحو‬ ‫هدف واحد وهو المقاومة ورفض اإلستسالم‪ .‬لكن لألسف‪ ،‬حامل كلمة‬ ‫الحق في هذا العصر أصبح من األقلاّ ء‪ ،‬فعالمنا العربيّ أضحى ضعيفا ً‬ ‫ّ‬ ‫وخاضعا ً لدول الغرب‪ ،‬فسهل عليها تحقيق ما طمحت به‪.‬‬ ‫صحيح أنّ العالم كلّه شهد على بطوالت عدّة انتصر فيها أبناء ال ّ‬ ‫شعب‬ ‫الفلسطينيّ والعربيّ من ّ‬ ‫ض ّفة والقدس وجنوب لبنان وبيروت‬ ‫غزة وال ّ‬ ‫والعراق‪..‬لكنّ الجهل وسوء الفهم أله ّم وسائل المقاومة طغى ولألسف‬ ‫على بطوالت العرب وانتصاراتهم على العدوّ ‪ .‬فهذه االنتصارات‬ ‫جزئيّة ال قيمة لها ما دام علم إسرائيل يرفرف في وطننا العربيّ ‪.‬‬ ‫“ال تستخدم مدفعا ً لتقتل بعوضة” (كونفوشيوس)‪ ،‬وبالفعل حجم‬ ‫إسرائيل كحجم البعوضة إذا جمعنا ك ّل البالد العربيّة‪ ،‬لك ّنها منتصرة!!‬ ‫منتصرة ألنّ العرب أضعفوا أنفسهم بالجهل وأصبحوا ضحيّة لل ّتعصّب‬ ‫لقد ح ّققت ال‪ BDS‬نجاحا ً باهراً في تهميش إسم إسرائيل عالم ّيا ً وذلك‬ ‫ال ّدينيّ الّذي غرزته أنياب الغرب في قلب األمّة العربيّة‪ .‬من قال أنّ‬ ‫الفلسطينيّين لم يقاوموا بالسّالح؟ ال ّتاريخ كلّه يشهد أنّ أرض فلسطين بجعل كثير من دول العالم القيام بإدراج إسرائيل على “الئحة العارّ ”‬ ‫ّ‬ ‫شهداء‪...‬لكن دماءهم لم تجلب ال ّنصر بعد الّتي تتضمّن منتهكي حقوق األطفال خالل ال ّنزاعات المسلّحة‪ ،‬وذلك‬ ‫الطاهرة قد أشبعت بدماء ال ّ‬ ‫ولن تجلبه إذا استمرّ العرب على هذا الحال‪ ...‬لذلك يجب نشر الوعي أثر الحرب على قطاع ّ‬ ‫غزة العا ّم الماضي‪ .‬لذا باتت إسرائيل تدرك‬ ‫حجم خطر إنجازات حركة المقاطعة وسحب اإلستثمارات وفرض‬ ‫بأه ّميّة ال ّنهضة العلميّة والوحدة الجماعيّة واإلنفتاح الفكريّ ‪...‬‬ ‫العقوبات (‪ ،)BDS‬الرّ امية إلى إضعاف مكانة ال ّدولة الصّهيونيّة‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات الدّوليّة‪ ،‬وممارسة ضغط‬ ‫قد يتساءل البعض عمّا دخل هذا في مقاومة إسرائيل! الجواب ال يكمن حول العالم‪ ،‬ونزع شرعيّتها في‬

‫في المقاومة بل بكيفيّة الوصول إلى أبواب ال ّنصر‪ .‬فال يوجد أيّ كتاب‬ ‫تاريخ في العالم شهد على نجاح أو انتصار دولة أو إمبراطوريّة إلاّ وقد‬ ‫تو ّفرت فيها مقوّ مات تجعلها أمّة قويّة ومنتصرة‪ ،‬وهذه المقوّ مات تكمن‬ ‫بالوحدة الجماعيّة واألسس الحضاريّة من ثقافة وعلم وصناعة ورياضة‬ ‫وإنتاجيّة‪ ...‬وبما أنّ العرب قد فقدوا دورهم الحضاريّ ‪ ،‬فأصبح من‬ ‫السّهل استعمارهم بش ّتى األشكال‪ :‬عسكر ّيا ً واقتصاد ّيا ً وفكر ّياً‪ .‬لهذا‬ ‫السّبب يجب توجيه أبناء الوطن العربيّ إلى أشكال المقاومة المختلفة‬ ‫ومن أه ّم أشكالها المعاصرة اآلن هي المقاطعة الم ّتخذة أشكال عدّة‪:‬‬ ‫عسكر ّيا ً واقتصاد ّيا ً وعلم ّيا ً وتجار ّياً‪ .‬بغض ال ّنظر عن األهميّة الكبيرة‬ ‫لهذا ال ّنوع من المقاومة إلاّ أنّ كثيراً من ال ّناس يستخ ّفون بها! فالبعض‬ ‫يقول‪“ :‬ما هذا الهراء! كيف لوجبة ماكدونالدزأن تساهم في خدمة‬ ‫إسرائيل!” طبعا ً لها دور في ذلك! فهكذا تنجح إسرائيل بانعاش اقتصادها‬ ‫ا لّذي يعتمد على آالف ال ّ‬ ‫شركات الغذائيّة واإللكترونيّة والمنزليّة‬ ‫وغيرها الدّاعمة لها‪ ،‬كما أنّ بعض ال ّ‬ ‫شركات مثل شركة نستلي تتعاقد‬ ‫مباشرة مع الجيش اإلسرائيليّ لمشاركته جزءاً من أرباحها ال ّتجاريّة‪.‬‬ ‫لذلك يجب توعية ال ّناس أنّ مقاطعتهم وأخذ الموضوع على محمل الج ّد‬ ‫عمل‪ ،‬ال يق ّل أه ّميّة عن المقاومة العسكريّة‪ ،‬بل هو األه ّم في هذا الوقت‬ ‫من العصر‪ .‬كما ذكر سابقا ً بالمقال‪ ،‬القوّ ة اإلقتصاديّة والعلميّة من أه ّم‬ ‫أسباب ال ّنصر‪ ،‬لذا يجب العمل على إضعاف إقتصاد إسرائيل وتهميش‬ ‫كيانها السّياسيّ واإلجتماعيّ بفضح الجرائم الّتي مارستها ومازالت‬ ‫تمارسها على ال ّ‬ ‫شعب الفلسطينيّ ‪.‬‬

‫عليها إلنهاء اإلحتالل ومنح اإلستقالل لل ّ‬ ‫شعب الفلسطينيّ ‪ .‬ممّا أدّى‬ ‫إلى اضطرار (بنيامين نتنياهو) رئيس وزراء إسرائيل إلى رصد أكثر‬ ‫من ‪ 200‬مليون شيكل لمواجهة هذه الحركة‪ .‬وبحسب تصريح (عمر‬ ‫البرغوثي) أحد مؤسسي الحركة‪ ،‬فإنّ ما بات يخيف إسرائيل هو تر ّكز‬ ‫الحركة على القانون ال ّدوليّ لحقوق اإلنسان ورفضها رفضا ً قاطعا ً ك ّل‬ ‫أشكال العنصريّة‪ ،‬ممّا يجعل هجومها هجوما ً مشابها ً لما حصل مع‬ ‫نظام ال ّتمييز العنصريّ في جنوب أفريقيا‪ ،‬وبهذا كسبت تأييد ومناصرة‬ ‫الماليين من البشر في ك ّل أنحاء العالم‪ .‬و مع اقتراب السّنة العاشرة‬ ‫لتأسيس الحركة‪ ،‬ال يمكن غضّ ال ّنظر عن اإلنجازات العظيمة الّتي‬ ‫ح ّققتها‪ ،‬ففي بداية العا ّم الجاري‪ ،‬و ّقعت حوالي ألف مؤسّسة ثقافيّة‬ ‫في بريطانيا إلتزامها بدعم مقاطعة إسرائيل ثقاف ّياً‪ ،‬وتبعتها مبادرات‬ ‫شبيهة في مونتلاير في كندا وفي ايرلندا وجنوب إفريقيا‪ .‬كما ت ّم منع‬ ‫سفن إسرائيليّة تجاريّة من تفريغ حموالتها في موانئ كاليفورنيا من‬ ‫قبل اآلالف من مناصري الحقوق الفلسطينيّة وعشرات عمّال الموانئ‬ ‫في منطقة خليج سان فرانسيسكو‪ .‬كذلك‪ ،‬قرّ ر اإل ّتحاد األوروبيّ حظر‬ ‫األلبان واللّحوم اإلسرائيليّة المرتبطة بالمستعمرات‪ ،‬وطالبت الكثير من‬ ‫المؤسّسات واألحزاب األوروبيّة بتجميد ال ّتجارة الحرّ ة مع إسرائيل‪.‬‬ ‫وفي جامعات إسبانيا و ّقع ‪ 1200‬أكاديميّ (منهم علماء وأساتذة‬ ‫جامعيّين) على بيان يدعو إلى المقاطعة األكاديميّة ال ّ‬ ‫شاملة إلسرائيل‪.‬‬


‫‪4‬‬ ‫إذاً على ك ّل مناصر للقضيّة الفلسطينيّة وباألص ّح للقضيّة اإلنسانيّة قد‬ ‫سئمت نفسه إنتظار ك ّل هذه العقود إلرجاع ح ّقها وتحقيق العدالة‪ ...‬أن‬ ‫يتفاعل مع حركة المقاطعة بك ّل السّبل المتاحة له‪ ،‬فحركة المقاطعة‬ ‫اآلن من أحدث أشكال المقاومة ال ّ‬ ‫شعبيّة والمدنيّة الفلسطينيّة ض ّد نظام‬ ‫اإلحتالل واإلستعمار اإلستيطانيّ والعنصريّ ‪ .‬وهي األكثر نجاحا ً‬ ‫في العقد األخير على المستوى العالمي مع أسف نجاحها في دول‬ ‫الغرب أكثر من الدّول العربيّة! إ ّنها ليست حزبا ً سياسيّة وال حركة‬ ‫إيديولوجيّة‪ ،‬بل هي حركة حقوق إنسان عالميّة تعتمد على الجهود‬ ‫ّ‬ ‫الطوعيّة والمبدعة لألفراد والمؤسّسات المؤيّدة لهذه الحقوق‪.‬‬

‫دروس المقاومة‬ ‫عمر البرغوثي‬ ‫“الوقوف” مع شعبنا في غزة‪:‬‬ ‫أمام مشاهد ال ّتقتيل وال ّتدمير الهمجيّين اللّذين تمارسهما قوّ ات االحتالل‬ ‫اإلسرائيليّ ضد ‪ 1.7‬مليون فلسطينيّ وفلسطينيّة في قطاع ّ‬ ‫غز ة‬ ‫ّ‬ ‫والمعذب والمقاوم‪ ،‬يتردّد في أذهان ك ّل صاحب ضمير منا‬ ‫المحاصر‬ ‫السّؤال ال ّتالي‪“ :‬كيف أقف مع شعبي في ّ‬ ‫غزة خالل هذه األوضاع؟”‪.‬‬ ‫ال يوجد جواب واحد لهذا السّؤال‪ ،‬ولكن بال ّتأكيد هناك جواب مناسب‬ ‫له‪“ :‬الوقوف” مع ّ‬ ‫غزة ال يمكن أن يكون بـ”الجلوس” أمام ال ّتلفاز!‬ ‫فـ”مشاهدة” المقاومة و”ال ّ‬ ‫شعور مع” ضحايا العدوان ال يسموان بنا إلى‬ ‫مستوى المقاومة وال ح ّتى إلى دعم صمود شعبنا‪ .‬ال ب ّد من قول وفعل‬ ‫ّ‬ ‫والمؤثرة‪ ،‬لنخ ّفف الضّغط عن‬ ‫مقاوم‪ ،‬بش ّتى الوسائل الممكنة والمبدعة‬ ‫أهلنا من خالل زيادة الضّغط على ّ‬ ‫الطغاة‪.‬‬ ‫أم العبد و”دروس” المقاومة‪:‬‬

‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬ ‫جدّتي الرّ احلة‪ ،‬أ ّم العبد البرغوثي‪ ،‬علّمتني المقاومة قبل عقود دون‬ ‫دروس وال تنظير‪ .‬كانت حقا ً جدّة … عندما ك ّنا أطفاالً نزور رام هللا‬ ‫في العطلة الصّيفيّة‪ ،‬قادمين من أرجاء األرض‪ ،‬من شتاتنا اإلجباريّ ‪،‬‬ ‫الزعتر ّ‬ ‫ك ّنا نعيش معها فلسطين ألسابيع‪ .‬فمن ّ‬ ‫الطازج وال ّنعناع البلديّ‬ ‫ّ‬ ‫المعطر الّذي تقطفه من شجرتها المفضّلة‪ ،‬والمقدوس ومربّى‬ ‫وال ّت ّفاح‬ ‫المشمش المخزون بعناية‪ ،‬وأطباقها ال ّ‬ ‫شهيرة‪ ،‬ونظافة دارها‪ ،‬وصورة‬ ‫جمال عبد ال ّناصر الّتي تط ّل بشموخ على ك ّل من يدخل البيت‪ ،‬إلى‬ ‫أحاديث السّجون والمظاهرات وأسر ال ّ‬ ‫شهداء… وأسرار ال ّنضال غير‬ ‫المباح ال ّتفكير فيه خارج حدود واحتها العجيبة‪ .‬فبك ّل هذا وذاك جعلتنا‬ ‫نعي وندرك فلسطين‪ .‬علّمتنا أنّ وجودنا كمضطهدين يح ّتم علينا أن‬ ‫نقاوم كي ننتصر‪ .‬علّمتنا الكثير دون أن تتكلّم؛ بال ّنموذج‪ ،‬وبالحنكة‪،‬‬ ‫وبعقل وذاكرة‪ ،‬وبروح مفعمة بالوطن وبالعروبة وبصفد وطبريّا‬ ‫والفقراء والمعتقلين والمناضلين‪ .‬رغم ك ّل تضحياتها وعطائها ال ّنضاليّ‬ ‫الخصب في ش ّتى المجاالت من العمل السّرّ يّ إلى الخيريّ والمعنويّ ‪،‬‬ ‫لم تنظر يوما ً إلى نفسها كمناضلة‪ ،‬بل كفلسطينيّة فقط تقوم بواجبها في‬ ‫تع حقيقة أ ّنها هي والكثيرات والكثيرين كانوا هم‬ ‫“دعم” المقاومة‪ .‬لم ِ‬ ‫نفسهم مقاومين‪.‬‬ ‫تعلّمْ ت من جدّتي أنّ المقاومة‪ ،‬ببساطة‪ ،‬هي ليست ما تقوم به نخبة‬ ‫فدائيّة مستعدّة لل ّتضحية بأغلى ما تملك من أجل الحرية والعدالة فقط‪ ،‬بل‬ ‫هي أيضا ً ك ّل فعل نضاليّ ض ّد ّ‬ ‫الذ ّل واالضطهاد يسهم باستعادة حقوقنا‬ ‫وكرامتنا وأرضنا‪ .‬إذا حصرنا المقاومة في العمل الفدائيّ وحسب‪ ،‬وهو‬ ‫بال شك أعلى أشكال المقاومة‪ ،‬نعلن عمل ّيا ً تقاعس الغالبيّة م ّنا عن القيام‬ ‫ّ‬ ‫يحفزنا على أن‬ ‫بأيّ فعل مقاوم‪ .‬لذلك ال ب ّد أن نعرّ ف المقاومة بشكل‬ ‫نقاوم بفاعليّة ومثابرة ورؤية‪ ،‬ك ّل في موقعه‪/‬ا وبإمكانيّاته‪/‬ا‪ ،‬وال أن‬ ‫نختصرها بأفعال بطوليّة ألفراد نشاهدهم على ال ّ‬ ‫شاشات أو نمجّ دهم‬ ‫على صفحات ال ّتواصل اإلجتماعيّ وحسب‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬وبسبب رفضي القاطع ّ‬ ‫للظلم واإلستبداد (الخارجيّ‬

‫وال ّداخليّ )‪ ،‬قرّ رت أن أقاوم بقدر ما أستطيع‪ ،‬فشاركت مع زميالت‬ ‫وزمالء آخرين في تأسيس الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة األكاديميّة‬ ‫ّ‬ ‫والثقافيّة إلسرائيل وبعدها حركة مقاطعة إسرائيل وسحب اإلستثمارات‬ ‫منها وفرض العقوبات عليها‪ ،‬المعروفة عالم ّيا ً بإسم ‪ .BDS‬تساهم هذه‬ ‫الحركة‪ ،‬القائمة على مبادئ حقوق اإلنسان الكونيّة والقانون ال ّدوليّ‬ ‫ّ‬ ‫(الظالم لل ّ‬ ‫شعوب المقهورة والمنحاز للقوى المهيمنة)‪ ،‬في استراتيجيّة‬ ‫ال ّنضال الوطنيّ من أجل الحقوق األساسيّة لشعبنا‪ ،‬وأهمّها ّ‬ ‫حق العودة‬ ‫إلى الدّيار‪.‬‬


‫‪5‬‬

‫الض ّفة صفعة‬ ‫حمالت المقاطعة في‬ ‫ّ‬ ‫إلسرائيل وشريان حياة لإلقتصاد المح ّل ّي‬ ‫أحمد ملحم‬

‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫إجماليّ قيمة الواردات خالل ذلك ال ّ‬ ‫شهر‪.‬‬ ‫وقد أشار تقرير تلفزيونيّ للقناة «العاشرة االسرائيليّة»‪ّ ،‬‬ ‫بث الجمعة‬ ‫في ‪ 15‬من ال ّ‬ ‫شهر السّابق‪ ،‬إلى أنّ «مبيعات المنتجات اإلسرائيليّة في‬ ‫الض ّفة الغربيّة انخفضت إلى ‪ 50‬في المئة جرّ اء حمالت المقاطعة التي‬ ‫رافقت العدوان اإلسرائيليّ على قطاع ّ‬ ‫غزة»‪.‬‬

‫داخل أحد متاجر مدينة رام هللا في وسط ال ّ ّ‬ ‫ضفة الغربيّة‪ ،‬صادفنا وقالت القناة‪« :‬إنّ بعض المصانع أغلق بعض خطوط إنتاجه‪ ،‬بسبب‬ ‫ّ‬ ‫الطفل محمد اًلعلي الذي لم يتجاوز عمره العشر سنوات يقول لوالدته‪:‬‬ ‫تراجع المبيعات»‪.‬‬ ‫«ال أريد إسرائيل ّياً»‪ ،‬في إشارة إلى قارورة عصير طلب من والدته‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬قال عزمي عبد الرّ حمن ‪،‬المدير العا ّم للسّياسات‬ ‫شراءها‪ ،‬وحين سألناه عن السّبب أجاب باختصار‪« :‬أل ّنهم يقتلون‬ ‫وال ّد راسات اإلقتصاد يّة وال ّناطق الرّ سميّ بإسم وزارة اإلقتصاد‪،‬‬ ‫األطفال في ّ‬ ‫غزة»‪.‬‬ ‫لـ»المونيتور»‪« :‬ال قياس ح ّتى اآلن آلثار حملة المقاطعة‪ ،‬لكن هناك‬ ‫قد ال يدرك هذا ّ‬ ‫الطفل أنّ هناك آالف الفلسطينيّين في ال ّ ّ‬ ‫شرات مهمّة كزيادة ّ‬ ‫ضفة الغربيّة مؤ ّ‬ ‫الطلب على منتجات المصانع الفلسطينيّة التي‬ ‫وقطاع ّ‬ ‫غزة شرعوا إلى مقاطعة المنتجات اإلسرائيليّة‪ ،‬استجابة إلى‬ ‫تقدّم منتجا ً بديالً عن المنتج اإلسرائيليّ »‪.‬‬ ‫حمالت شعبيّة وشبابيّة دعت إلى مقاطعتها‪ ،‬إذ امتألت جميع ال ّ‬ ‫شوارع‬ ‫وقال أمجد المحتسب مدير مبيعات شركة «الجنيدي»‪ ،‬وهي إحدى‬ ‫ض ّفة بملصقات تدعو إلى ذلك‪.‬‬ ‫في مدن ال ّ‬ ‫اكبر شركات األلبان الفلسطينيّة لـ»المونيتور»‪« :‬إنّ حملة المقاطعة‬ ‫ح ّتى اآلن‪ ،‬ال يوجد أيّ إحصاء رسميّ دقيق لتأثير حملة المقاطعة على‬ ‫انعكست إيجاب ّيا ً على الشركة ومبيعاتها‪ .‬وخالل األسبوعين الماضيين‪،‬‬ ‫االقتصادين اإلسرائيليّ والفلسطينيّ وذلك لعمرها ّ‬ ‫الزمنيّ المتواضع‬ ‫ارتفع حجم مبيعات الشركة بنسبة ‪ 15‬في المئة‪ .‬وإنّ حصّة مجموع‬ ‫ّ‬ ‫كما صرّ ح جهاز اإلحصاء المركزيّ ‪ .‬لكنّ وبحسب محللين وقيّمين‬ ‫شركات األلبان الفلسطينيّة كانت تتراوح بين ‪ 60-55‬في المئة سابقاً‪.‬‬ ‫على الحمالت‪ ،‬هذا األمر يتعدّى األثر اإلقتصاديّ ‪.‬‬ ‫أمّا اليوم فباتت تصل إلى أكثر من ‪ 80‬في المئة‪.‬‬ ‫مؤ ّ‬ ‫شرات أوّ ليّة‬ ‫وانعكست هذه الزيادة اإلنتاجيّة على عدد ساعات العمل‪ ،‬إذ أ ّكد‬ ‫لقد قالت رئيسة الجهاز المركزيّ لإلحصاء الفلسطينيّ عال عوض‬ ‫المحتسب أ ّنه «تمّت زيادة ساعات العمل في مصانع الشركة‪ ،‬وتوظيف‬ ‫لـ»المونيتور»‪« :‬إنّ آثار حمالت المقاطعة لم تنعكس بعد على‬ ‫‪ 40‬عامالً جديداً في المصنع»‪.‬‬ ‫البيانات اإلحصائيّة الرّ سميّة‪ .‬وإنّ أكثر من ‪ 70‬في المئة من االستيراد‬ ‫الفلسطينيّ يتم من إسرائيل أو عن طريقها‪ .‬كما أنّ السّوق الفلسطينيّة أثر المقاطعة‬ ‫ّ‬ ‫تعتبر أه ّم سوق إلسرائيل‪ ،‬إذ يتراوح حجم وارداتها من إسرائيل بين ومع مرور أسابيع قليلة على حملة المقاطعة‪ ،‬بدأت بعض نتائجها‬ ‫ّ‬ ‫بالظهور‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬قالت المديرة العا ّم لإلدارة العامّة للصّناعة‬ ‫‪ 4‬و‪ 4.5‬مليار دوالر‪ ،‬في حين ال تتراوح قيمة الصّادرات نصف‬ ‫في وزارة االقتصاد الوطنيّ ‪ ،‬المهندسة منال‪ « :‬من المتو ّقع أن ترتفع‬ ‫مليار دوالر»‪.‬‬ ‫شرات ا ّتساع وزيادة حصّة المنتج الوطنيّ الفلسطينيّ على األقل من ‪ 21‬في المئة إلى ‪25‬‬ ‫ورغم غياب أيّ أثر رقميّ للمقاطعة‪ ،‬تظهر مؤ ّ‬ ‫في المئة خالل الفترة القريبة‪ ،‬وسنشهد حركة استثماريّة جيّدة ستنعكس‬ ‫ض ّفة الغربيّة‪.‬‬ ‫زخم حمالت المقاطعة في محافظات ال ّ‬ ‫ً‬ ‫إيجاب ّيا على مكوّ نات العمليّة االقتصاديّة»‪.‬‬ ‫فحسب جهاز اإلحصاء المركزيّ ‪ ،‬لقد ارتفعت الصّادرات الفلسطينيّة‬ ‫شهر ولقد صرّ حت في بيان صحفي أنّ «حصّة قطاع الصّناعات الغذائيّة‬ ‫إلى إسرائيل خالل أيّار ‪ 2014‬بنسبة ‪ 7.1‬في المئة‪ ،‬مقارنة مع ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫السّابق‪ ،‬وهذا ما نسبته ‪ 86.5‬في المئة من إجماليّ قيمة الصّادرات‪ ،‬في سلة المستهلك سترتفع بما نسبته ‪ 60‬في المئة‪ ،‬وبدأت العديد من‬ ‫ً‬ ‫شهر نفسه بنسبة ‪ 7.3‬المصانع تعمل ليالً‬ ‫نتيجة لزيادة طاقتها اإلنتاجيّة»‪.‬‬ ‫في حين انخفضت الواردات من إسرائيل خالل ال ّ‬ ‫في المئة‪ ،‬مقارنة مع ال ّ‬ ‫شهر السّابق‪ ،‬أيّ ما نسبته ‪ 65.3‬في المئة من من جانبه‪ ،‬أوضح عبد الرّحمن أنّ «حملة مقاطعة المنتجات اإلسرائيليّة‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تتماشى مع سياسات الحكومة ووزارة االقتصاد‪ ،‬من خالل سياسات الفاكهة الّتي تأتي من إسرائيل أو تلك الّتي هي من إنتاج ّ‬ ‫غزة‪ ،‬فيجب أن‬ ‫ال ّتنمية التي وضعتها الوزارة حتى عام ‪ 2016‬والهادفة إلى زيادة تسأل مسبقاً‪“ :‬هذه المانجا من إنتاج أيّ مدينة؟”‪ ،‬فير ّد صاحب المح ّل‬ ‫حصص القطاعات اإلنتاجيّة الوطنيّة في السّوق المحليّة إلى ‪ 35‬في ال ّ‬ ‫شاب‪“ :‬هذه المانجا من ع ّكا”‪.‬‬ ‫المئة‪ ،‬وخفض نسبة البطالة من ‪ 26‬في المئة إلى نحو ‪ 18‬في المئة»‪ .‬وتسأله من جديد‪“ :‬وهذا البلح؟”‪ ،‬فيردّ‪“ :‬من إسرائيل‪ ،‬من أراضينا‬ ‫وتو ّقع عبد الرّ حمن أن «تشهد ك ّل القطاعات اإلنتاجيّة ارتفاعا ً في المحتلّة”‪ ،‬فتكرّ ر‪“ :‬وهذا الخوخ؟”‪ ،‬فيجيب‪“ :‬كلّه من إسرائيل‪ ،‬المانجا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والطماطم واللّيمون‪ ،‬لك ّنها‬ ‫سيغطي قطاع األثاث حاجات السّوق والبلح والموز والبقدونس والخوخ والكوسا‬ ‫حصصها ال ّتسويقيّة‪ ،‬حيث‬ ‫الفلسطينيّة‪ ،‬والّذي تبلغ نسبته حال ّيا ً ‪ 85‬في المئة‪ ،‬وسترتفع حصّة من أراضينا هناك”‪ .‬ويضيف‪“ :‬إنّ ّ‬ ‫الزبائن يحبّون هذا ال ّنوع من‬ ‫قطاع األدوية من ‪ 50‬في المئة إلى ‪ 70‬في المئة»‪ ،‬وقال‪« :‬مقابل ك ّل الفواكه‪ ،‬حتى لو كان لها بديل قادما ً من ّ‬ ‫غزة”‪.‬‬ ‫مليار دوالر إنتاج‪ ،‬ما بين ‪ 100-70‬الف فرصة عمل جديدة‪ .‬وإنّ ويبدو الفرق واضحا ً بين المانجا التي هي من إنتاج ّ‬ ‫غزة‪ ،‬إذ تبدو‬ ‫استمرار حملة مقاطعة المنتجات اإلسرائيليّة ستساهم بشكل كبير في ضخمة وخضراء اللّون‪ ،‬في حين تبدو المانجا الّتي هي من إنتاج‬ ‫ال ّتخفيف من نسب البطالة والفقر وفي تعزيز االستدامة الماليّة للحكومة إسرائيل ذهبيّة وصغيرة‪.‬‬ ‫الفلسطينيّة»‪.‬‬ ‫أمّا في المحلاّ ت ال ّتجاريّة فاألمر مختلف‪ .‬إذ إنّ البضائع اإلسرائيليّة‬ ‫من جانبه‪ ،‬قال األكاديميّ والمحلّل اإلقتصاديّ نصر عبد الكريم‪« :‬إنّ أسهل تمييزها من البضائع الفلسطينيّة‪ .‬لقد تراكمت خالل واحد‬ ‫المقاطعة مهمّة سياس ّيا ً ووطن ّيا ً وأخالق ّياً‪ ،‬ويجب أن تصبح نهجا ً حيات ّياً‪ .‬وخمسين يوما ً في الحرب على رفوف المحلاّ ت‪ ،‬لتصبح المقاطعة‬ ‫طبعا ً للمقاطعة آثار سلبيّة على إسرائيل ولكن هناك منتجات أساسيّة ال تلقائيّة شعبيّة‪ ،‬ال نخبويّة مقصودة‪.‬‬ ‫يستطيع الفلسطينيّ مقاطعتها كالمحروقات والكهرباء واإلسمنت والمياه‪ .‬وقال أنور أبو الكاس‪ ،‬وهو صاحب سوبر ماركت شهير في ّ‬ ‫غزة‪:‬‬ ‫وإنّ قيمة المنتجات األساسيّة تبلغ ‪ 3‬مليار دوالر من قيمة الواردات “خالل الحرب الحظنا أنّ المستهلكين قاطعوا المنتجات اإلسرائيليّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من إسرائيل‪ ،‬ليبقى نحو مليار دوالر يمثل ثمن منتجات اإلستهالك وجاء عدد من ال ّناشطين ووضعوا ملصقات المقاطعة‪ .‬وبالفعل‪ ،‬استبعدنا‬ ‫ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫شخصيّ ‪ ،‬بعضها ال بديل عنها‪ ،‬ممّا يعني أنّ قيمة ما يمكن مقاطعته العديد من المنتجات اإلسرائيليّة كال ّ‬ ‫والمنظفات‪ ،‬ووضعنا بدل‬ ‫شوكوال‬ ‫من بضائع إسرائيليّة يبلغ ‪ 600‬مليون دوالر‪ .‬إنّ هذه المقاطعة تضرّ منها المنتجات األوروبيّة وال ّتركيّة”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومخططاتها‬ ‫إسرائيل إقتصاد ّيا ً ولكن ليس لدرجة تجعلها تغيّر سياساتها‬ ‫أضاف لـ”المونيتور‪“ :‬تبقى هناك سلع أساسيّة ال يستغني عنها المواطن‬ ‫االحتالليّة‪ ،‬خصوصا ً أنّ حجم تجارتها يبلغ ‪ 160‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫في ّ‬ ‫غزة كاأللبان واألجبان”‪ .‬ولفت إلى أنّ بعد الحرب بدأ المواطنون‬ ‫أضاف‪« :‬إنّ تقديم منتجات فلسطينيّة بديلة بقيمة ‪ 600‬مليون دوالر يعودون ببطء إلى المنتجات اإلسرائيليّة‪.‬‬ ‫بحاجة إلى استثمار نحو مليار دوالر الستصالح األراضي الزراعيّة‬ ‫من جهته‪ ،‬قال مدير أحد المراكز ال ّتجاريّة الضّخمة في ّ‬ ‫غزة‪ ،‬والّذي‬ ‫وتطوير المصانع‪ ،‬ممّا سيخلق فرص عمل لنحو ‪ 30‬ألف فلسطينيّ ‪.‬‬ ‫فضّل اإلشارة إلى اسمه بأبو يزن (‪37‬عاماً)‪“ :‬باختصار‪ ،‬أنا ال أستطيع‬ ‫األمر الّذي سيساهم في تحرير جزئيّ للفلسطينيّين من ال ّتبعيّة إلسرائيل‪،‬‬ ‫أن أقاطع البضائع اإلسرائيليّة في مركزنا ال ّتجاريّ ‪ ،‬فعلى المستهلك‬ ‫إضافة إلى مساهمته في دعم المقاطعة ال ّدوليّة الّتي تقلق إسرائيل‬ ‫مقاطعتها‪ ،‬ال نحن”‪.‬‬ ‫بالفعل»‪.‬‬ ‫وكانت العديد من المجموعات ال ّ‬ ‫شبابيّة قد دعت خالل الحرب إلى‬ ‫ويرى خالد منصور‪ ،‬ناشط قيادي في حملة المقاطعة وعضو في حزب‬ ‫ّ‬ ‫ووز عت الملصقات على المحلاّ ت‬ ‫مقاطعة البضائع اإلسرائيليّة‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫شعب الفلسطينيّ ‪ »:‬يجب أن يتعهّد المواطنون بالمقاطعة‪ ،‬وتحويل‬ ‫ال ّتجاريّة وشركات اإلستيراد الكبيرة‪.‬‬ ‫المقاطعة إلى ثقافة في وجدان المواطنين من خالل تضمينها في مناهج‬ ‫المدارس والجامعات وفي خطب المساجد»‪ ،‬وطالب أيضا ً القيادة ولفتت المدوّ نة فرح بكر إلى أ ّنها شاركت مع مجموعة شبابيّة في‬ ‫السّياسيّة «با ّتخاذ قرار جوهريّ يوقف بموجبه ال ّتعامل مع إسرائيل إعالن حملة الـ‪ 16‬في المئة‪ ،‬وهي ال ّنسبة التي يحصل عليها الجيش‬ ‫اإلسرائيليّ من ثمن هذه البضائع‪ ،‬وقالت لـ”المونيتور”‪“ :‬لقد قلت في‬ ‫وفق ا ّتفاقيّة باريس اإلقتصاديّة»‪.‬‬ ‫اإلعالن أنّ اإلحتالل يعطينا الخبز س ّماً‪ ،‬والماء د ّماً”‪ ،‬في إشارة إلى‬ ‫وفي ال ّنهاية‪ ،‬إنّ هذه الحمالت بدأت تأخذ طابعا ً دول ّيا ً وتنشرالقلق‬ ‫تحوّ ل ثمن األكل وال ّ‬ ‫شرب لشراء األسلحة‪.‬‬ ‫في صفوف العدوّ ‪ .‬فأصبح من الصّعب تصدير المنتجات ّ‬ ‫الزراعيّة‬ ‫والصّناعيّة اإلسرائيليّة إلى العديد من دول أوروبا وغيرها من قارّ ات أضافت‪“ :‬حين كنت أذهب إلى المحا ّل خالل الحرب لشراء بعض‬ ‫األغراض‪ ،‬كنت للمرّ ة األولى أسمع مواطنين يقولون عبارات مثل‪:‬‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫هذه بضاعة إسرائيليّة؟ أريد بديالً محل ّياً‪ ،‬ال أريد لبنا ً إسرائيل ّياً”‪.‬‬ ‫من ناحيته‪ ،‬قال رئيس اللّجنة الرّ ئيسيّة لتنسيق البضائع رائد فتوح‬ ‫لـ”المونيتور”‪“ :‬يدخل يوم ّيا ً ما بين ثالثين إلى خمسين شاحنة محمّلة‬ ‫بالفواكه والخضار‪ .‬أمّا البضائع اإلسرائيليّة األخرى ّ‬ ‫فتمثل ما نسبته‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪ 60‬في المئة من واردات القطاع”‪.‬‬ ‫وأوضح أ ّنه خالل فترة الحرب كان يدخل إلى قطاع ّ‬ ‫غزة ما بين ‪100‬‬ ‫أسماء الغول‬ ‫إلى ‪ 200‬شاحنة يوم ّياً‪ ،‬تحمل السّلع اإلسرائيليّة األساسيّة فقط كالفواكه‬ ‫غزة‪ ،‬من الصّعب ال ّتمييز بين واأللبان‪ ،‬إضافة إلى المساعدات المق ّدمة إلى القطاع‪ ،‬الفتا ً إلى أنّ‬ ‫شهير في وسط مدينة ّ‬ ‫في مح ّل الفواكه ال ّ‬

‫الحرب على ّ‬ ‫حولت المقاطعة إلى فعل‬ ‫غزة ّ‬ ‫شعبي‬ ‫ّ‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫‪7‬‬

‫المعابر ال ّتجاريّة فتحت طوال الحرب ما عدا يومين فقط‪.‬من جهته‪ .‬خافيير بارديم”‪.‬‬ ‫وقال أحد المواطنين الذي قابلته “المونيتور” خارجا ً من مح ّل تجاريّ ‪ :‬وتابع عيد‪ “ :‬إ ّنها لحظتنا الجنوب إفريقيّة‪ ،‬كما أسماها صديقي رئيس‬ ‫“ال عالقة لزوجتي بالسّياسة‪ ،‬ولكن فجأة خالل الحرب أصرّ ت على الحملة الوطنيّة للمقاطعة عمر البرغوثي”‪.‬‬ ‫أالّ نشتري أيّ بضائع إسرائيليّة‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وهي مصرّ ة على‬ ‫وشرح قائالّ‪“ :‬إنّ قلق إسرائيل الوجوديّ اآلن من العزلة ال ّدوليّة‪،‬‬ ‫موقفها إلى درجة أ ّنها لم تعد تصنع البيتزا التي نحبّ ألنّ نوع الجبن‬ ‫مشابه لذلك القلق الذي عانى منه نظام األبارتهيد العنصريّ في أواخر‬ ‫الرئيسيّ فيها إسرائيليّ ”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الثمانينيّات في جنوب إفريقيا بعد مقاطعته”‪.‬‬ ‫هذا وتنصّ إ ّتفاقيّة باريس أو البروتوكول اإلقتصاديّ الملحق بإ ّتفاقيّة‬ ‫ولكن في ظ ّل نقص بدائل للمنتجات اإلسرائيليّة‪ ،‬قد ال تستمرّ حملة‬ ‫“أوسلو” الذي ت ّم توقيعه في عام ‪ 1994‬على حريّة دخول المنتجات‬ ‫المقاطعة في ّ‬ ‫غزة‪ ،‬على الرّ غم من الدّعم المحلّيّ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الزراعيّة والصّناعيّة والغذائيّة اإلسرائيليّة مقابل وضع قيود أمام دخول‬ ‫المنتجات الفلسطينيّة إلى إسرائيل‪.‬‬ ‫وفي اإلطار ذاته‪ ،‬قال مصدر مسؤول من وزارة اإلقتصاد الوطنيّ‬ ‫رفض ذكر إسمه‪ :‬من الصّعب على أيّ حكومة فلسطينيّة ا ّتخاذ قرار‬ ‫بمنع استيراد البضائع اإلسرائيليّة‪ ،‬بسبب مصالح ال ّتجّ ار المحلّيّين‪،‬‬ ‫إضافة إلى أنّ قراراً كهذا يعني تجويع القطاع‪.‬‬ ‫أضاف لـ”المونيتور‪“ :‬أمّا المنتجات األخرى كاأللبان فال بديل لها‪،‬‬ ‫ض ّفة ال تس ّد حاجات القطاع”‪،‬‬ ‫خصوصا ً أنّ الكميّات الّتي تأتي من ال ّ‬ ‫مؤ ّكداً أنّ االحتالل قصف المصانع ودمّر األراضي ّ‬ ‫الزراعيّة‪ ،‬ث ّم‬ ‫أغرق السّوق ببضائعه وفاكهته‪.‬‬ ‫وشدّد على أنّ الح ّل يكمن في تشجيع اإلستيراد المباشر‪ ،‬أيّ بدالً من‬ ‫إستيراد السّلعة اإلسرائيليّة‪ ،‬يت ّم إستيراد المنتج األجنبيّ ‪ ،‬وقال‪“ :‬لكن‬ ‫ال ّتاجر سيعتبرها مغامرة‪ ،‬وسيتحمّل مسؤوليّة ال ّتكاليف العالية‪ ،‬وعرقلة‬ ‫اإلحتالل دخول هذه السّلع في شكل متعمّد”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنظمات األهليّة وأحد أعضاء الحملة الوطنيّة‬ ‫وقال رئيس شبكة‬ ‫للمقاطعة ‪ BDS‬أمجد ال ّ‬ ‫شوا في لقاء مع “المونيتور”‪“ :‬نظرتنا‬ ‫للمقاطعة شموليّة‪ ،‬فخالل فترة المساعدات المقدّمة إلى أهالي القطاع‬ ‫أثناء الحرب‪ ،‬أطلقنا نداء بأ ّنه ال يعقل بأيّ شكل من األشكال أن تكون‬ ‫أيّ من هذه المنتجات إسرائيليّة‪ ،‬وتمّت اإلستجابة له”‪.‬‬ ‫وشدّد على كون المقاطعة ليست سلوكا ً فقط‪ ،‬بل هي جزء من تفكير‬ ‫ومبادئ‪ ،‬منبّها ً إلى أهميّة كونها استراتيجيّة وليست مرحليّة‪ ،‬فاإلحتالل‬ ‫يسعى إلى أن تكون بضائعه جزءاً من ثقافة المجتمع في ّ‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬قصف اإلحتالل خالل الحرب حوالى ‪ 500‬مصنع ليجعل‬ ‫بضائعه في السّوق من دون منافس وطنيّ ‪ .‬وبالفعل‪ ،‬هناك منتجات‬ ‫إسرائيليّة ال يمكن اإلستغناء عنها ألنّ ال بديل لها على اإلطالق‪ ،‬كعملة‬ ‫ال ّ‬ ‫شيكل في ظ ّل غياب العملة الوطنيّة”‪.‬‬ ‫وعن الحلول‪ ،‬قال‪“ :‬هنا يأتي دور السّلطة الوطنيّة لتحسين جودة المنتج‬ ‫الوطنيّ ‪ ،‬ورفع الحصار عن قطاع ّ‬ ‫غزة في شكل كامل واإلنفتاح على‬ ‫ّ‬ ‫وغزة وعدم‬ ‫ض ّفة‬ ‫السّوق العربيّة وال ّدوليّة‪ ،‬وزيادة ال ّتواصل بين ال ّ‬ ‫ال ّتقليل من أهميّة المواطن كفرد من المقاطعة”‪.‬‬ ‫وفي إحدى ال ّندوات الّتي ّ‬ ‫نظمها المعهد الفلسطينيّ لإل ّتصال وال ّتنمية‪،‬‬ ‫في ‪ ،2014-9-15‬وحضرها “المونيتور”‪ ،‬قال حيدر عيد‪ ،‬وهو أحد‬ ‫مسؤولي الحملة الوطنيّة للمقاطعة‪“ :‬خالل الحرب تح ّققت العديد من‬ ‫إنجازات المقاطعة األكاديميّة ّ‬ ‫والثقافيّة التي بدأت منذ عام ‪.”2004‬‬ ‫أضاف‪“ :‬للمرّ ة األولى في تاريخ الصّراع‪ ،‬نشهد عدداً كبيراً من ألمع‬ ‫نجوم الموسيقى ونجوم هوليوود‪ ،‬يتعاطفون مع الفلسطينيّين‪ ،‬وي ّتهمون‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل بارتكاب إبادة في ح ّقهم ّ‬ ‫بغزة‪ .‬كما فعل‬ ‫الممثل اإلإسبانيّ‬

‫المقاطعة كمقاومة‬ ‫رميا جودة‬

‫ش ّكلت مقاطعة الكيان الصّهيوني الّتي ترجمت عبر محاصرته إقتصاد ّياً‪،‬‬ ‫رفض ال ّتطبيع معه ومقاطعة ال ّ‬ ‫شركات والمؤسّسات الدّاعمة له‪ ،‬ركيزة‬ ‫مهمّة من ركائز الصّراع العربيّ ‪-‬الصّهيونيّ وسالحا ً فعّاالً بيد العرب‬ ‫والفلسطينيّين‪ .‬وقد اكتسبت هذه المقاطعة بُعداً جوهر ّيا ً وأصبحت تهدّد‬ ‫هذا الكيان الغاصب لفلسطين‪ ،‬فشنّ هذا األخير‪ ،‬وبمساعدة حليفته‬ ‫ً‬ ‫األميركيّة‪ ،‬حربا ً‬ ‫قاسية ليمحو فكرة مقاطعته من عقول مناصريها‪.‬‬ ‫وبالرّغم من ذلك‪ ،‬لقد بقيت فكرة المقاطعة والحمالت الرّسميّة والعربيّة‬ ‫ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫المخططات الصّهيونيّة إلى أن بدأ‬ ‫شعبيّة حي ًّة وصامد ًة في وجه ك ّل‬ ‫ً‬ ‫العرب بتوقيع إتفاقيّات «سالم» مع الصّهاينة ِبدأ بإ ّتفاقيّة كامب دايفيد‬ ‫سنة ‪ 1978‬إلى إ ّتفاقيّة وادي عربة سنة ‪ .1994‬لكنّ أخطرها كانت‬ ‫تلك الم َُوقعة في أوسلو سنة ‪ 1993‬أل ّنها وُ ّقعت بإسم الفلسطينيّين‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫‪8‬‬ ‫فساهمت في إضعاف فكرة المقاطعة ومهّدت ّ‬ ‫الطريق إلقامة عالقات ال يخفى على أحد أنَّ ال ُّدول العربية التي أتاها الربي ُع قد نسيت خريف‬ ‫بين الكيانين الفلسطينيّ والصّهيونيّ ؛ إذ من الرّ موز الفلسطينيّة فلسطين‪.‬‬ ‫الّتي ساهمت في إ ّتفاق أوسلو قد امتلكت مصالح وشركات فأقامت‬ ‫عالقات اقتصاديّة مع كيان العدوّ ومنها من زوّ ده بمواد البناء إلنشاء‬ ‫المستوطنات‪.‬‬ ‫إنّ اإلنسان الحرّ تأبى نفسه شراء من شركات تدعم الكيان الصّهيوني‬ ‫لِما يمارس هذا األخير من جرائم وإرهاب ّ‬ ‫بحق الفلسطينيّين والعرب‪.‬‬ ‫وأحدث هذه الجرائم حرق الرّ ضيع علي ال ّدوابشي ح ّياً‪ .‬إنّ العديد‬ ‫من شعوب دول العالم يمارسون المقاطعة بش ّتى أشكالها اإلقتصاديّة‬ ‫ّ‬ ‫والثقافيّة‪ ،‬فلم وافق الفلسطينيّون والعرب على‬ ‫واألكاديميّة والف ّنيّة‬ ‫إيقاف العمل بها؟ إنّ هذه الكلمات عبارة عن صرخة إلحياء حمالت‬ ‫المقاطعة في األوساط العربية والفلسطينيّة وبخاصّة في صفوف ال ّنخبة‬ ‫الواعية منها كطلاّ ب المدارس والجامعات‪ .‬واألمل بنجاح هذه الحمالت‬ ‫يرتبط بمجموعة عوامل‪ .‬أوّ لها‪ ،‬ضرورة إنسجام الحرّ يّة الفرديّة مع‬ ‫الظلم‪ ،‬إذ ّ‬ ‫فطرة اإلنسان وقيمه السّامية الّتي تأبى ّ‬ ‫تمثل حمالت المقاطعة‬ ‫تعويضا ً لمن ال يستطيع المشاركة في المقاومة المسلّحة لمواجهة‬ ‫العدوّ ‪ .‬فبذلك تتكامل المقاطعة مع المقاومة‪ .‬باإلضافة‪ ،‬يجب إعتبار‬ ‫منذ خمس سنين‪ ,‬بدأت ثورة ال َّشعب ضد النظام في سوريا‪ .‬ظهر‬ ‫هذه الحمالت ممارسة نضاليّة ال تكمن فيها أيّة أعباء أو مخاطر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مجموعة ممن يترك صفوف الجيش السوري‬ ‫“الجيش الحر” فكان‬ ‫ومن عوامل نجاحها أيضا ً إستمرارها والمثابرة عليها والسّعي إلى‬ ‫ليلتحق بصفوف َّ‬ ‫الثورة‪ .‬تتالت األحداث فبدأت بعض المجموعات والتي‬ ‫نشرها في المجتمع‪ .‬وهنا ال ب ّد أن تضع الجهات المختصّة بإحياء فكرة‬ ‫يطلق عليها البعض صفة “اإلرهاب” والبعض اآلخر صفة “الجهاد”‪.‬‬ ‫مقاطعة الكيان الغاصب الخطط والبرامج المدروسة بعناية على أساس‬ ‫بات طرفا الصِّراع يقتلون بعضهم البعض لمجرَّ د اختالف الرَّ أي‬ ‫معلومات دقيقة لتحديد ال ّ‬ ‫شركات الدّاعمة للكيان بعيداً عن العشوائيّة‪،‬‬ ‫السياسيِّ دونما الوقوف على الحقيقة المُرَّ ة التي تقول أ َّنهم جميعهم‬ ‫مع ضرورة البحث إليجاد البدائل المالئمة لهذه ال ّ‬ ‫شركات ومنتوجاتها‪.‬‬ ‫يحملون الهوية السورية‪ .‬تناست األطرافُ السياسية أنَّ لكل شخص‬ ‫الحق في التعبير عن آرائه والوقوف عليها‪ .‬خسرت سوريا اآلالف من‬ ‫شبابها ونسائها وأطفالها‪ .‬أما فلسطين فمقس ٌ‬ ‫َّمة إلى مجموعات ع َّدة –فتح‬ ‫وحماس وغيرهما‪ -‬والك ُّل يحم ُل ذات الهدف وذات الغاية‪ .‬الحصول‬ ‫على السلطة و ُس َّدة الحكم‪ .‬ال أعتق ُد أنَّ الدفاع عن فلسطين وبقائها‬ ‫يتص َّدر الئحة األهداف السياسيَّة ألي ِّ حز ٍ‬ ‫ب أو حركة مقاومة‪.‬‬

‫انقسام آراء أم ضياع قضية؟‬

‫يقو ُل البعض أنَّ “إسرائيل” ْقد غرست الثورات العربية لتنسي ال ُّشعوب‬ ‫العربيَّة القضية الفلسطينية‪ .‬وأنَّ العالم العربيَّ ْقد أصبح كقا َل ٍ‬ ‫ب من‬ ‫حلوى ي ِّ‬ ‫ُقطعُه الطامعون بسكين الثورة ليتقاسموه ثائرً ا‪ .‬هذه وجه ُة‬ ‫نظر ْقد تصيبُ في بعض الحاالت لك َّنها ال تعني أن الثورات مخطئة‬ ‫ٍ‬ ‫بمجملها‪ .‬فالمطالبة بالحرية والتغيير حق مشرو ٌع للشعوب‪ .‬كما أنَّ‬ ‫البعض ْقد أخطأ المعاني الحقيقيَّة للجهاد وللمقاومة‪ .‬الجهاد الحقيقي هو‬ ‫َ‬ ‫ما حققه الشهيد أحمد ياسين‪ ,‬والشهيدة دالل المغربي وال َّشهيد الحسيني‬ ‫وغيرهم الكثير‪ُ .‬ه ْم جاهدوا بهدف تحرير األرض فكانت الحر يَّة‬ ‫تتص َّد ُر قائمة األهداف المُعلنة كما المخفيَّة‪.‬‬

‫في الثامن عشر من تشرين الثاني الماضي اقتحمت مجموعة من‬ ‫المستوطنين ونحو ثمانين مج َّندة بالجيش “اإلسرائيلي” باحات المسجد‬ ‫وداد عنبتاوي‬ ‫األقصى‪ .‬كما وت َّم إخراج المصلين الفلسطينيين‪ .‬بات اقتحام األقصى‬ ‫فلسطينُ مقسَّمة بين فتح وحماس والجهاد المقدس وغيرهم‪ .‬لبنان مق َّس ٌم من قبل القوى “اإلسرائيليَّة” أمرً ا معتا ًدا حيث تقوم “إسرائيل” باقتحام‬ ‫ت آلخر‪ .‬كما تريد “إسرائيل” ْ‬ ‫بين حزب هللا وتيار المستقبل وغيرهما‪ .‬كما أنَّ سوريا باتت منقس ًم األقصى من وق ٍ‬ ‫هدم المسجد األقصى‪,‬‬ ‫ٌ‬ ‫نفسها على حساب تلك األرض المقدسة عند جميع الشرائع واألديان‪ .‬ت َّدعي إسرائيل في‬ ‫بين مؤيد للنظام ومعارض له‬ ‫وفئات أخرى ال تض ُع َ‬ ‫أيِّ أحد‪.‬‬ ‫حفريَّاتها تحت المسجد األقصى بحثها عن هيكل سيدنا سليمان‪ .‬فهل‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫‪9‬‬

‫فلسطينية‬

‫عجز العلم أن يح ِّدد مكان الهيكل دون اللجوء إلى تدمير البنية التحتيَّة‬ ‫للمسجد؟ إنَّ المسجد األقصى المبارك ليس مسؤولية أهل فلسطين‬ ‫وحدهم‪ .‬إ َّنه مسؤولية يجب على جميع القوى العالميَّة الوقوف ألجلها‪ .‬علي املوعد‬ ‫في فجر واحد وثالثين من آب الماضي ‪ ،‬استشهد الطفل علي سعد‬ ‫دوابشة‪ ،‬عام ونصف‪ ،‬عقب استهداف المستوطنين لمنزله واشعاله‬ ‫بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة االشتعال‪ ،‬وكتبوا شعارات عنصرية‬ ‫باللغة العبرية مثل ‘يحي االنتقام ‘‪ ,‬وبعد اسبوع تقريبًا استشهد والده‬ ‫سعد دوابشة نتيجة اصابته حروق في ذلك اليوم‪ ,‬باالضافة الى والدته‬ ‫رهام وشقيقه احمد (‪ 4‬سنوات) بحروق من الدرجة الثالثة وتم نقلهم‬ ‫للمستشفيات للعالج‪.‬كما يلحظ الجميع حالة الركود في الخطاب العربي‬ ‫كما العالمي إزاء جرائم العدوان الصهيوني‪ .‬فقبل علي كان محمد خضير‬ ‫(‪ 16‬عامًا)‪ ,‬ففي فجر تموز ‪ ,2014‬بحثت مجموعة من المستوطنين‬ ‫عن فلسطيني في أحياء القدس‪ ،‬ووصلوا إلى شعفاط‪ ،‬وخطفوا الطفل‬ ‫محمد بينما كان وحيدا‪ ،‬وتعرض للضرب في المركبة ثم سكبت عليه‬ ‫مادة مشتعلة وأحرق حيًا‪ .‬حركة “حماس” ردة وقت استشهاد خضير‬ ‫وانتقمت‪ ,‬حركة “فتح” استنكرت‪ ,‬ولكن جرائم الصهاينة لم تتوقف‪ .‬ان‬ ‫استشهاد افراد من عائلة دوابشة فضح االنقسام الفلسطيني والسكوت‬ ‫العربي‪ ,‬ال أحد انتقم أو أوقف “اسرائيلط عند حدها حتى أصبحت قصة‬ ‫علي دوابشة خبر عابر عند الحركات والدول‪.‬‬

‫أنا طفلة ووردة‬ ‫حملتها أريد أن أزرعها في أرضي‬ ‫وأراها تكبر في تربة قدسيّة‬ ‫وردتي مثلي ال تعرف سوى الحرّ يّة‬ ‫يقولون وطنك بعيد عنك يا صغيرة‬ ‫ووردتك ستذبل وتموت إذا زاد عنادك كثيرا‬ ‫حيث أنت هو أنت ومكانك الجديد ليس قدسك العتيقة‬ ‫ستدور بك الدّنيا وتتهين بين األرض والسّماء‬ ‫فأنت الجئة وقد كتب عليك كل ألوان ال ّ‬ ‫شقاء‬ ‫إغرسي أزهارك الحزينة تحت قدميك‬ ‫وودّعي أحالمك الكبيرة‬ ‫قد باعوك عندما باعوا القضيّة‬ ‫وتركوك وحدك‬ ‫تبحثين عن نفسك‬

‫دائمًا ما يسأل الفلسطيني كما العربي‪“ :‬هل بات إرجاع فلسطين حلمًا؟”‬ ‫بعض الفلسطينيين ْقد سئموا من الحالة الفلسطينية بين جوازات السّفر وأجزاء بالية من هوية‬ ‫ربما كذلك‪ .‬إنَّ‬ ‫َ‬ ‫ألف حاجز وألف حائط بينك وبين مبتغاك وبعدها موت‬ ‫فلماذا تريدين أن تكوني أنت الضحيّة؟‬ ‫اليوم ليست فلسطين لك فارحلي أنت وأفكارك ّ‬ ‫الطفوليّة‬ ‫إبحثي عن وطن آخر ربما في أرض أو بعد آخر‬ ‫وإنتزعي من نفسك المحبّة والكرامة‬ ‫وانسي أنك كنت فلسطينيّة‬ ‫أقول وكيف تطلبون م ّني أن أنسى ما كان لي قبل أن أكون‬ ‫ترابا ً صرت منه وصار م ّني وأحببت عبيره حتى الجنون‬ ‫يا أيّها ال ّنائمون الهاربون الخائنون ال ّتائهون؟‬ ‫إ ّنني أشفق عليكم فأنتم ال تعلمون‬ ‫أ ّنه قد خصّنا هللا في خلقه‬

‫كما تناساها بعضهم فما عادت تش ِّك ُل فار ًقا مه ًّما في مسار حياتهم‪.‬‬ ‫كما تسارع بعض العرب للرجوع عن صفة العروبة وللتمني لو كان فإمّا أن نكون فلسطينيّون أو ال نكون‬ ‫يحمل أيَّ هويَّة غربيَّة بدلاً عن هويَّته العربية‪ْ .‬قد ينقس ُم الغرب على‬ ‫الطاولة السياسيَّة ولكن ال يبتعدون عن أهدا ٍ‬ ‫ف أوَّ لية وال يساومون‬ ‫عليها كإعمار األرض وضرب األرض العربية بأعتى العدوان‪.‬‬ ‫فلسطين األم تسير على خطوط الضياع والعرب منقسمون وينتظرون‬ ‫ضياع دول عربية أخرى‪ .‬فماذا تريدون أيّها العرب لتوقظوا بركان‬ ‫الدفاع عن الوطن؟ لن يقف بطش االحتالل اال باتفاق الفلسطينيين‬ ‫سويًا ووحدة العرب ورجوع المقاومة الفلسطينية‪ .‬نعم! مقاومة الحجارة‬ ‫والبندقية والرجوع الى زمان لم يكن فيه ما يسمى فتح وحماس وال‬ ‫انقسامات دولية‪ .‬ويجب على الفلسطينيين الالجئين خارج فلسطين أن ال‬ ‫يقفوا عند االحتجاج والثورة االلكترونية‪ ,‬يجب عليهم مقاطعة المنتجات‬ ‫الداعمة لالحتالل الصهيوني‪ ,‬مقاطعة جدية أو فسيعدون مشاركين في‬ ‫قتل أطفال وشباب فلسطين‪.‬‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫‪10‬‬

‫هذه القدس‬ ‫علي املوعد‬ ‫أنا عاشق لهذه القدس‬ ‫ما معنى الحبّ ؟‬ ‫و متى يدق القلب؟‬ ‫و هل يمكن لنفس أن تعشق غير القدس؟‬ ‫تعال يا صديقي نرسم على جدران القدس أحالمنا و أحالمها‬ ‫تعال نكتب عن تاريخها و جمالها‬ ‫وقدسيّة نور صباحها‬ ‫ونجمع في حبّها‬ ‫تراتيل األنبياء و القدّيسين والرّ هبان‬ ‫وجميع حروف ال ّتوراة واالنجيل والقران‬ ‫ونعزف لحن الحياة في ربيع شبابها و بناتها‬ ‫ونغ ّنيها في فرحها‬ ‫إسأل جيوش الكون عن أمجادها‬ ‫هل هناك عظيم لم يسع إليها؟‬ ‫هل هناك مفتاح مدينة أقدم وأعظم من مفتاحها؟‬ ‫من نسيم مساءها؟‬ ‫من أكفان شهدائها؟‬ ‫على تالل القدس تتجمّع كل أصناف ّ‬ ‫الزهور‬ ‫وتمتزج كل أنواع العطور‬

‫هنا باقون‬ ‫توفيق زيادة‬

‫ومن بين أسوارها تنبعث الحياة من القبور‬

‫كأ ّننا عشرون مستحيل‬ ‫في الّلد والرّ ملة والجليل‬

‫هل هناك أحزان أعمق من أحزانها؟‬

‫هنا على صدوركم باقون كالجدار‬

‫يمرّ الموت كلصّ متخفّ في ظالل جدرانها‬

‫وفي حلوقكم‬

‫يسرق الفرح من عيون أطفالها‬

‫صبّار‬ ‫كقطعة الزجاج كال ّ‬

‫و يزرع الخوف في قلوبها‬

‫وفي عيونكم‬

‫وما يلبث أن يموت الموت في مدينة األحرار‬ ‫يموت ّ‬ ‫الظلم و الحزن و الدّمار‬

‫زوبعة من نار‬

‫هل‪.....‬؟‬

‫و يموت الفقر و الجوع و الحصار‬ ‫قد قال لي كتاب ال ّتاريخ حين سألته عن سرّ ها‬ ‫تلك العتيقة يا بنيّ قد بناها أهلها‬

‫هنا على صدوركم باقون كالجدار‬ ‫نجوع؛ نتعرّ ى؛ نتحدّى‬ ‫ننشد األشعار‬ ‫ونمأل ال ّ‬ ‫شوارع الغضاب بالمظاهرات‬

‫من لحمهم و دمهم‬

‫ونمأل السّجون كبرياء‬ ‫ونصنع األطفال جيالً ثائراً وراء جيل‬

‫ومن دمعة أ ّم أنست نفسها طعم اإلنكسار‬

‫كأ ّننا عشرون مستحيل‬ ‫في اللّد والرّ ملة والجليل‬

‫من روحهم‬ ‫ال تعرف اإلحباط و ال تعرف اإلنهيار‬ ‫يمرّ ّ‬ ‫الزمان ولن تجد يا بُنيّ‬

‫إ ّننا هنا باقون‬

‫في صفحات تاريخ القدس سوى اإلنتصار‬

‫فلتشربوا البحرا‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫‪11‬‬ ‫ّ‬ ‫والزيتون‬ ‫نحرس ظ ّل ال ّتين‬

‫صبو ٌر في بال ٍد ك ُّل ما فيها‬

‫ونزرع األفكار كالخمير في العجين‬

‫ب‬ ‫يعيشُ بفور ِة الغض ِ‬

‫برودة الجليد في أعصابنا‬

‫جذوري‬

‫وفي قلوبنا جهنم حمرا‬

‫قب َل ميال ِد ّ‬ ‫ْ‬ ‫رست‬ ‫مان‬ ‫الز ِ‬ ‫ب‬ ‫وقب َل تف ّت ِح الحق ِ‬

‫إذا عطشنا نعصر الصّخرا‬ ‫ونأكل ال ّتراب إن جعنا ‪ ..‬وال نرحل‬ ‫وبالدّم ّ‬ ‫الزكيّ ال نبخل؛ ال نبخل؛ ال نبخل‬ ‫وحاضر ومستقبل‬ ‫ماض‬ ‫هنا لنا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كأ ّننا عشرون مستحيل‬ ‫في اللّد والرّ ملة والجليل‬ ‫يا جذرنا الحيّ تشبّث‬ ‫واضربي في القاع يا أصول‬

‫والزيتون‬ ‫ّرو‬ ‫ِ‬ ‫وقب َل الس ِ‬ ‫ب‬ ‫وقب َل‬ ‫ترعرع العش ِ‬ ‫ِ‬

‫ث‬ ‫أبي من أسر ِة المحرا ِ‬

‫ب‬ ‫ال من ساد ٍة نج ِ‬ ‫كان فلاّ حا ً‬ ‫وجدّي َ‬ ‫بال حس ٍ‬ ‫ب‬ ‫ب وال نس ِ‬ ‫شموخ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫يعلّمني‬ ‫مس قب َل قراء ِة الكت ِ‬ ‫ش ِ‬

‫أفضل أن يراجع المضطهد الحساب‬

‫ناطور‬ ‫وبيتي كو ُخ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫من األعوا ِد والقص ِ‬ ‫َ‬

‫لك ّل فعل ر ّد فعل‪ :‬إقرأوا‬

‫ترضيك منزلتي؟‬ ‫فهل‬ ‫َ‬

‫ما جاء في الكتاب‬

‫ب‬ ‫أنا اسم بال لق ِ‬

‫قبل أن ينفتل الدّوالب‬

‫سجّ ل‬

‫سجل‪ ،‬أنا عربي‬ ‫ّ‬ ‫محمود درويش‬ ‫سجّ ل‪ ،‬أنا عربي‬

‫أنا عربي‬ ‫ولونُ ال ّ‬ ‫شعر فحميٌّ‬ ‫ولونُ‬ ‫العين بنيٌّ‬ ‫ِ‬ ‫وميزاتي‪:‬‬

‫خمسون ألفْ‬ ‫ورق ُم بطاقتي‬ ‫َ‬

‫على رأسي عقا ٌل َ‬ ‫فوق كوفيّه‬ ‫ٌ‬ ‫ّخر‬ ‫وك ّفي‬ ‫صلبة كالص ِ‬

‫وتاسعهُم سيأتي بعدَ صيفْ‬

‫وعنواني‪:‬‬

‫فه ْل تغضبْ ؟‬

‫أنا من قري ٍة عزال َء منسيّهْ‬

‫وأطفالي ثمانية‬

‫يالمسها‬ ‫تخمشُ من‬ ‫َ‬

‫سجّ ْل‬

‫شوارعُها بال أسماء‬

‫أنا عربي‬

‫الحقل والمحجرْ‬ ‫وك ُّل رجالها في‬ ‫ِ‬

‫الكدح في محجرْ‬ ‫رفاق‬ ‫وأعم ُل مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ثمانية‬ ‫وأطفالي‬

‫سجِّ ل‬

‫الخبز‪،‬‬ ‫رغيف‬ ‫أس ُّل له ْم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫أنا عربي‬

‫واألثواب والدفترْ‬ ‫َ‬

‫فهل تغضبْ ؟‬

‫َ‬ ‫سلبت كرو َم أجدادي‬ ‫وأرضا ً ُ‬ ‫كنت أفلحُها‬

‫الصخر‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫بابكْ‬ ‫وال أتو َّس ُل الصّدقا ِ‬ ‫ت من ِ‬

‫أنا وجمي ُع أوالدي‬

‫وال أصغرْ‬

‫ولم تتركْ لنا ولك ِّل أحفادي‬

‫أما َم بالطِ أعتابكْ‬

‫ّخور‬ ‫سوى هذي الص ِ‬ ‫ُ‬ ‫ستأخذها‬ ‫فهل‬

‫سجّ ل‬

‫حكومتك ْم كما قيال؟‬

‫أنا عربي‬

‫إذن‬

‫ب‬ ‫أنا اسم بال لق ِ‬

‫برأس الصّفح ِة األولى‬ ‫سجّ ل‬ ‫ِ‬

‫فهل تغضب؟‬


‫تشرين األول ‪October 2015 |2015‬‬

‫‪12‬‬ ‫اس‬ ‫أنا ال أكرهُ ال ّن َ‬

‫يا عدوّ ال ّ‬ ‫شمس‬

‫وال أسطو على أح ٍد‬ ‫ُ‬ ‫جعت‬ ‫ولك ّني إذا ما‬

‫في الميناء زينات‪ ،‬وتلويح بشائر‬ ‫وزغاريد‪ ،‬وبهجة‬

‫آك ُل لح َم مغتصبي‬

‫وهتافات‪ ،‬وضجّ ة‬

‫حذار من جوعي‬ ‫حذار‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫واألناشيد الحماسيّة وهج في الحناجر‬

‫ومن غضبي‬

‫وعلى األفق شراع‬ ‫يتحدّى الرّ يح واللّ ّج ويجتاز المخاطر‬ ‫إ ّنها عودة يوليسيّز من بحر الضياع‬ ‫عودة ال ّ‬ ‫شمس‪ ،‬وإنساني المهاجر‬

‫عدو ال ّ‬ ‫شمس‬ ‫يا ّ‬ ‫سميح القاسم‬ ‫ربّما أفقد –ما شئت‪ -‬معاشي‬

‫ولعينيها‪ ،‬وعينيه‪ :‬يميناً‪ ،‬لن أساوم‬ ‫وإلى آخر نبض في عروقي‬ ‫سأقاوم‬

‫ربّما أعرض للبيع ثيابي وفراشي‬ ‫ربّما أعمل حجاراً‪ ،‬وعتاالً‪ ،‬وك ّناس شوارع‬

‫سأقاوم‬ ‫سأقاوم‬

‫ربّما أبحث‪ ،‬في روث المواشي‪ ،‬عن حبوب‬ ‫ربّما أخمد عريانا‪ ،‬وجائع‬ ‫يا عدوّ ال ّ‬ ‫شمس لكن لن أساوم‬ ‫وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم‬ ‫ربّما تسلبني آخر شبر من ترابي‬ ‫ربّما تطعم للسّجن شبابي‬ ‫ربّما تسطو على ميراث جدّي‬ ‫من أثاث وأوان وخواب‬ ‫ربّما تحرق أشعاري وكتبي‬ ‫ربّما تطعم لحمي للكالب‬ ‫ربّما تبقى على قريتنا كابوس رعب‬ ‫يا عدوّ ال ّ‬ ‫شمس لكن لن أساوم‬ ‫وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم‬ ‫ربّما تطفئ في ليلي شعلة‬ ‫ربّما أحرم من أمي قبلة‬ ‫ربّما يشتم شعبي‪ ،‬وأبي‪ ،‬طفل‪ ،‬وطفلة‬ ‫ربّما تغنم من ناطور أحالمي غفلة‬ ‫ربّما زيف تاريخي جبان‪ ،‬وخرافي مؤله‬ ‫ربّما تحرم أطفالي يوم العيد بدله‬ ‫ربّما تخدع أصحابي بوجه مستعار‬ ‫ربّما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار‬ ‫ربّما تصلب أيّامي على رؤيا مذلّة‬ ‫يا عدوّ ال ّ‬ ‫شمس لكن لن أساوم‬ ‫وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم‬

‫ ‬



October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬

A LOVER FROM PALESTINE Mahmoud Darwish

14 Evergreen? And I write in my diary; I love oranges and hate ports.

Like a thorn in the heart are your eyes

Then I write again:

Lacerating, yet adorable,

I stood at the port

I shield them from the storm

Winter was pouring

And pierce them deep through night and pain,

We only have the peel of oranges,

The wound illuminates thousands of stars

And behind me

My present makes their future

There is the desert.

Dearer than my being And I forget as our eyes meet

I saw you at the thorny mountains

That once we were twins behind the gate.

A sheepless shepherd being chased And among the ruins

Your words were my song

And you had been my garden

I tried to sing again

And I was a stranger

But winter settled on the rosy lip.

Knocking at the door, my heart

Your words, like a swallow, flew away,

Knocking my heart….

My door and the wintry threshold

The door, the window, the cement and the stones

Flew away behind you, longing for you

Stood up.

And our mirrors broke Sorrow grew

I swear

So we gathered the splinters of sound

From eye lashes I shall weave

But only learnt to lament the homeland

A kerchief for you

We shall plant it together

And weave on it a poem for your eyes.

On the strings of a guitar And on the roof of our catastrophe,

I shall write on it a sentence that is

we shall play it

Dearer than martyrs and kisses;

For distorted moons and stones

“She was a Palestinian and she is still so!”

But I forgot, O you whose voice I do not know

I flung the doors open to the storm.

Whether it was your departure Or my silence

Virgin mate, faithful wheat,

That rusted the guitar.

Palestinian are your eyes and tattoo,

I saw you last at the harbor

Palestinian is your name

A lonely voyager without relatives

Palestinian are your dreams and concerns

Without a bag

Palestinian is your scarf, your feet, your form,

I ran to you like an orphan,

Palestinian are your words and your silence

Asking the wisdom of the ancestors:

Palestinian is your voice

How could an orchard be banished

Palestinian in life and in death,

To a prison, to an exile or a harbor

I hold you in my old books

And yet remain, despite the journey

A fire for my songs…

And the smell of salts or yearnings,


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬ “Our mother tells us not to drink that.” This could be a logical reason. I add “Oh yes, your mother is right, it could harm your health.” Aya replies “And it is used to harm poor people too.” I am astonished. “How could it harm other people who are not drinking it?” Raghad replies, “Our mother told us that by buying this drink we are giving Israel money to harm other people who are poor and weak. And we don’t like to harm them.” After hearing this, I am ashamed of myself; how would five year old kids realize that and start boycotting companies supporting Israel while I, the responsible adult, is giving Israel more money every day to kill innocent children! I’ve known that Pepsi supports Israeli crimes by supporting its economy. I’ve read many articles about this, but what did I do to prevent Pepsi from supporting these crimes? Nothing, I’ve never did anything to help the innocent people who are dying every day from Israeli weaponry. However, today these kids taught me an important lesson. I can stop Israel crimes by boycotting companies that are supporting it. I promise myself that I will never buy any product that could support Israel if an alternative is present. Starting from today, I will not be a partner in these crimes. I am a human and was born to serve humanity. Just by boycotting, I’ll be saving millions of innocent children. I started boycotting to help humanity; when will you?

15

A letter Sameeh Al Qassem I may lose my daily bread, if you wish I may hawk my clothes and bed I may become a stone cutter, or a porter Or a street sweeper I may search in animal dung for food I may collapse, naked and starved Enemy of light I will not compromise And to the end I shall fight. You may rob me of the last span of my land You may ditch my youth in prison holes Steel what my grandfather left me behind: Some furniture or clothes and jars, You may burn my poems and books You may feed your dog on my flesh You may impose a nightmare of your terror On my village Enemy of light I shall not compromise And to the end I shall fight. Enemy of light The signs of joy and the tidings Shouts of happiness and anthems Are there at the port And at the horizon A sail is defying the wind and the deep seas Overcoming all the challenges It is the return of Ulysses From the lost seas It is the return of the sun And the return of the ousted And for their sake I swear I shall not compromise And to the end I shall fight!


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬ question about the very foundation of the economic relations between Palestine and its occupier continues to haunt the Palestinians. The economic occupation of Palestine is no less harmful to Palestinian national aspirations than the political one. Palestinian companies that are taking the place of Israeli companies depend on Israel for some of their raw products. One Palestinian shop owner in Ramallah told Al-Monitor that there are very few milk producing farms in the occupied territories, which means that Palestinian dairy companies are producing products with milk from the same Tnuva company that Palestinians are boycotting. Perhaps the economic occupation is most visibly felt by every Palestinian with a smartphone. Palestinian cellphone companies are still not allowed to provide 3G services to their customers, while Israeli cellphone companies with coverage in the West Bank and Gaza Strip do provide this service. While the efforts by Palestinians to boycott Israeli products makes clear their abhorrence of the continuing occupation, going into its 48th year in June, it will most probably not produce the desired results. But this nonviolent act of resistance, coupled with other political and international efforts, could help produce a change in the way the world views Palestine and the illegal Israeli military occupation of it.

16 two years, and I really know how to treat kids, guide them, and make them enjoy their time. These kids are between 4 and 6 years old. I think kids of this age have nothing to do in life except play, eat, and have fun. What other things could possibly come to their minds? As usual we wake up at 5:30 am to start our energetic day. Cleaning the tents, re-folding our sleeping-bags, doing morning exercises, and then going to eat breakfast; all of these are just normal activities for a scout. However, the really hard, competitive, and joyful activities start after storing some food in our stomachs. A competition is taking place today, so the kids were divided into two teams. The competition consists of many games; the team who wins more games and gains more points will win the contest. The winner’s team will receive a special award: deciding what their lunch will be. It really is a valuable prize, especially given that we’ve been eating potatoes for lunch for the last two days. The kids are enjoying their time and working hard to win. Each team is encouraging its members in a different way. Each person is using his maximum effort to help his team win the competition. Yes! Finally we win! I think winning the game is even more important than the prize itself. But who would say no to pizza for lunch or maybe chicken? The final decision is taken: we will have hamburgers for lunch. Just the sound of it is enough to make our mouths water.

At the same time, the boycott can help invigorate Now, it’s time to relax after this harsh activity and to Palestinian efforts to strengthen their own economy take a small nap. One hour later, the award arrives. and gradually work toward a divorce from Israel. Here is the hamburger. As usual, I help the kids during each meal. This time, I’m preparing their sandwiches for them. I ask the kids, “Who wants Pepsi?” All of Five Year Old Kids Teaching them shout “Me!” except the twins. Raghad and Aya are identical twins, you can barely differentiate them. Humanity I only differentiate them by their clothes; thank God they don’t wear the same clothes like twins in TV Rana Zareef programs. I approach them, and ask them again “Do Everything is familiar to me; it’s just a normal 5-day you want Pepsi?” It was their first camp, so I think camp in nature. I am adapted to spending my time they are a little shy to ask for Pepsi, and I know how here, especially because I’ve been in the scouts for five everyone adores this drink. They both reply at the years. I enjoy my time with my friends, doing some same time “No, thank you. We don’t drink Pepsi.” I activities, cooking food, swimming, and providing glance at them, surprised by the fact that they both care and entertainment to the small kids. I’ve been in don’t drink Pepsi. I ask them “Neither of you like it?” this position, responsible for taking care of kids for They answer in one voice, without missing a beat,


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬

17

A Change – West Bank

Although much of the news coverage has focused on Ramallah and the nearby town of al-Bireh, the boycott Daoud Kuttab – Palestinian Journalist has been publicly supported throughout the West Bank. The local press is actively raising awareness A boycott declared by Palestinian organizations of six and supports the boycott that includes schools and Israeli companies and fruits imported from Israel that communities that interact with merchants, who are have a Palestinian alternative appears to be holding vulnerable to financial losses because of the boycott. despite some challenges. The decision issued on February 9th by a coalition of the main PLO factions The boycott has rejuvenated Palestinian companies called for the boycott of six major Israeli companies: that produce the same products as those boycotted, as Tnuva, Strauss, Osem, Elite, Prigat, and Jafora. Pales- well as external trade from Jordan and Turkey to the tinian stores were given two weeks to empty their Palestinian markets. However, Salah Hanieh, the head shelves of the boycotted Israeli products. An attempt of the Consumer Protection Authority, warned Palesby the Israeli dairy company Tnuva to deliver new tinian companies not to use the boycott to raise costs. supplies to Ramallah on March 2nd was met with activists destroying the contents in Manara Square in the center of Ramallah.

Besides the boycott of Israeli grocery products, Palestinian vegetable and fruit sellers are also called on not to stock Israeli products that have a local alternative. Palestinian annual imports from Israel amount to $4.2 While Palestinians produce vegetables that cover local billion. The decision to boycott the Israeli compa- needs, the absence of Palestinian fruits is a problem. nies followed continued Israeli decisions to with- With the exception of watermelons and grapes, most hold Palestinian tax monies totaling more than $100 consumed fruits are imported from Israel. million monthly. It wasn’t clear whether the call for a The Palestinian boycott of these six companies will do boycott would be eased after the Israeli government little to make a dent in the huge imbalance in the trade agreed to release the tax monies, although the actual exchange between Israel and Palestine. These comparelease has yet to take place following the Israeli deci- nies’ products represent less than 3% of the overall sion to use some of that money to offset bills due to $4.2 billion imported annually from Israel. But the the Israeli electricity company. boycott by Palestinians of their occupier’s products A visit by Al-Monitor to various supermarkets in will have significant influence on the international Ramallah this month showed none of the targeted prod- boycott, divestment and sanctions (BDS) movement. ucts on display. Some shop owners told Al-Monitor The BDS movement is already recording impressive that they are smuggling popular products for their victories around the world. loyal customers, but that doesn’t seem to happen in large numbers.

While locally much attention is given to products sold in supermarkets and produce markets, the bigger


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬ human rights organizations, the world community has failed to hold Israel accountable and enforce compliance with basic principles of law. Israel’s crimes have continued with impunity.

In view of this continued failure, Palestinian civil society called for a global citizens’ response. On July 9, 2005, a year after the International Court of Justice’s historic advisory opinion on the illegality of Israel’s Wall in the Occupied Palestinian Territories (OPT), a clear majority of Palestinian civil society called upon their counterparts and people of conscience all over the world to launch broad boycotts, implement divestment initiatives, and to demand sanctions against Israel, until Palestinian rights are recognized in full compliance with international law.

18 enter the countries. A report by the United Nations Conference on Trade and Development (UNCTAD) shows that foregoing direct investment in Israel dropped 46% in 2014 compared to 2013. “We believe that what led to the drop in investment in Israel are Operation Protective Edge and the boycotts Israel facing.” Students across US and Canada are also voting for divestment. Even in the gulf, the movement is starting to show. The Kuwaiti government currently boycotts 50 companies linked to the occupations. The blacklisted companies will lose billions of dollars in contracts due to lobbying by BDS Kuwait and Palestinian organizations. Cultural boycott is also as important, “Just as we said during apartheid that it was inappropriate for international artists to perform in South Africa in a society founded on discriminatory laws and racial exclusivity, so it would be wrong for Cape Town Opera to perform in Israel.” - Desmond Tutu. Cartoon artist Martin Rowson expressed the shock shared by millions in a cartoon in the Guardian. Rowson depicted intimidating, heavily-armed Israeli commandos commandeering Noah’s ark, incarcerating all the frightened animals, with one of the soldiers cruelly crushing a dead peace dove - olive branch and all -justifying it to a devastated Noah by saying, “[The dove] was clearly intent on pecking innocent civilians.”

Hence, BDS movement was launched. However, Israel played its cards right by basically acting as the oppressed and by bringing up the Holocaust card. Right now, Israel is considered the world’s fourth largest nuclear military power; it has had Gaza under siege since 2007, while undergoing three major wars and a series of crimes against humanity, crimes of aggression and oppression. However, the choice that we made, each and every one of us, the choice of being neutral helped and even maybe was the main reason Israel was able to launch its thousands of missiles against Gaza and kill innocent women, children, and elders and destroy thousands of homes and families. All of this happened There are many more successes of the BDS movement, but as long as governments and countries that because we chose to be neutral. support Israel financially and military still exist, we The movement did receive a lot of support in the Euro- are all responsible for the choices we make. Rebel, pean countries, and even in the states where whole resist, fight, boycott! shipments of Israeli products were denied access to


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬ the isolation of “Israel” until it complies with international law - even though local campaigns have their demands on a much higher level. Isolation cannot be achieved when famous and rising artists perform in “Israel” and “lend their good names to whitewash Israeli crimes and human rights violations” according to the Lebanese campaign. Artists from around the world have joined the call to boycott “Israel”, many relating the case of Israeli apartheid to that of South Africa. Archbishop Desmond Tutu, for example, had objected to the performance of the Cape Town Opera in Israel, and explained that “Just as we said during apartheid that it was inappropriate for international artists to perform in South Africa in a society founded on discriminatory laws and racial exclusivity, so it would be wrong for Cape Town Opera to perform in Israel.” In addition to that, just last year around 700 artists in the UK declared their joining of the BDS movement, including singers, performers, filmmakers, and actors. Many prominent figures are also known for their support of the movement, among them Roger Waters, Massive Attack, Tindersticks, Leftfield, Faithless, Gorillaz Sound System, Elvis Costello, Carlos Santana, Bono/U2, Devandra Banhart, and Snoop Dogg. So is art really above politics? International BDS clarify on their own website that artists are humans expected to side against oppression, and “when they choose to side with hegemonic oppressors for money, fame or other material gains at the expense of basic commitment to human rights, they end up selling their souls and declaring their utter ethical corruption”.

19 we refuse to drag it in the dirt of apartheid. I know for myself and many of my colleagues who adopt boycott through their lives that we do enjoy many artists who have performed in “Israel” and refuse boycott calls, but we realize there is a fine line between enjoying the forms of art that they create and applauding their refusal to take a stand against injustice, and for that we hold them responsible.

War on Want Shaheed El Farra “If you’re neutral in situations of injustice, then you have chosen the side of the oppressor.” - Desmond Tutu. The way to resist and fight a conqueror is not just through blood shed and military strength, but also through boycotting. Unfortunately, most don’t realize the effect of boycotting; they prefer to stay neutral, not knowing that what they’ve decided is a choice and that they have unknowingly chosen the side of the oppressor. If boycotting was applied well and early enough, it could have averted wars and massacres to the oppressed. From this principle, the BDS movement was launched. It first began against the Nazis in World War II (led by the Jews) and it received world wide support. The BDS campaign back then changed the course of the war.

For decades, Israel has denied Palestinians their fundamental rights of freedom, equality, and selfdetermination through ethnic cleansing, colonization, At the end of the day, supporting cultural boycott does racial discrimination, and military occupation. Despite not mean we do not appreciate art or enjoy celebrating abundant condemnation of Israeli policies by the UN, music. In fact, we hold every form of art so high that other international bodies, and preeminent


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬

economy-centered and focused on multinational products and trademarks involved in “Israel,” people seem to forget the importance of other kinds of boycotts, including cultural boycott in particular. Very recently, Lebanon witnessed a series of outcries against specific artists who refused calls to join the campaign and ignored the humanitarian message sent by activists to sway these artists from performing for apartheid. Following the same technique of international BDS, local activists from the Campaign to Boycott Supporters of “Israel” had doubled their efforts, asking several artists who were supposed to perform in both Lebanon and “Israel” to change their plans. Among these artists were Chris Brown and Gloria Gaynor. The open letters that are usually sent to artists aim to appeal to their conscience before anything else, for artists carry the burden of promoting a message of human rights and struggle for equality and justice throughout their careers. When artists refuse the call to boycott, the next letter would be a letter of rejection and outward refusal of these artists in Lebanon, usually followed by the cancellation of their concerts in Lebanon like normalizing Franco-Moroccan singer Hindi Zahra did recently “for personal reasons.” Another success achieved by local boycott campaign was the cancellation of Shireen Oglo’s concert in Masrah Al Madinah in Beirut after its founder Nidal Ashkar received a letter explaining the musician’s involvement in works of normalization with “Israel.”

20

Lebanese singer and performer Hiba Tawaji, most recently known for her participation in the French version of The Voice and her rise to fame through her collaboration with Rahbani family. Tawaji’s experience in The Voice generated more noise because of her selfies rather than her actual performance in Lebanese society. In an attempt to reach fame, Tawaji made the mistake of befriending an Israeli contestant throughout the show, and their friendship included more than four selfies posted proudly on the internet. They even had the courtesy to hold victory signs in some of them. Unfortunately, Tawaji might have forgotten that the Southern part of Lebanon is still occupied by “Israel,” that more than 1,500 Palestinians were murdered in cold blood by Israeli F16s just last summer, and that she’s breaking the Lebanese law through that friendship. Her Lebanese fans; however, have not. Several Lebanese activists, including fans of hers, have protested outside her concert in Byblos festival on the 7th of August asking her to release an apology. Surprisingly, the house of Rahabnis who consider Hiba to be the next Fairuz have not released any statement, whereas we all know Fairuz’s name should not be associated to such acts.

Many do not see the point of all of this. Why do cultural boycott when music should unite all humans? Isn’t art supposed to be above politics? This attitude is usually promoted by factions that support the idea of peace between “Israel” and surrounding nations, thus giving legitimacy to the state of “Israel” as the initiator of peace and BDS activists as the ‘takfiris’ The case differs with Lebanese artists who make in the struggle. Music, first of all, cannot be separated statements in support of the Zionist state or promote from politics as long as it covers up for the crimes of normalization with “Israel.” That could be said of the Zionist entity. One of the many aims of boycott is


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬

21

villages, a ‘trap’? – the debilitating siege of Gaza – instantly come to mind.

chemicals used in sugar and oil refineries, peat moss, Kayser and Max Mayer gloves, toys, embroidery machinery, onyx cameos, semi-precious stones, From 1933 to 1941, led by the highly respected canaries, fancy metal foil, perfume, beauty supplies, Samuel Untermeyer, the JWV energetically organized photographic equipment, German securities and posts in New York, Chicago, Detroit, Boston, and bonds, Sterling and Bayer drugs, Vicks Vaporub, Philadelphia that were instructed to locate American Ipana toothpaste, beverages, books, Christmas decobusinesses that imported or sold German and Austrian rations, bicycle parts, leather, hardware, cutlery, glassmerchandise which were added to blacklists that were ware and chinaware, musical supplies, and machinery. publicly circulated to the press, unions, church and In practical terms, the JWV and its Non-Sectarian interested organizations. Anti-Nazi League led the American non-violent fight Well organized strategies, like those used by the against Nazism with the support of the majority of Palestinian BDS, included letters and visits to busiAmerican Jews. Moshe Gottlieb concludes in ‘The nesses and politicians, conferences, exhibitions, quesAnti-Nazi Boycott Movement in the United States: tionnaires, fundraisers, lectures, dissemination of An Ideological and Sociological Appreciation,’ with, bulletins, posters and pamphlets, blocking of student exchanges between Germany and the US, pick- “one is tempted to speculate that a global air-tight eting German cultural events, the prevention of ‘the boycott, if applied early enough, would have averted floating of all loans to Germany,’ discouraging holi- World War II, or even have toppled the Hitler regime. days in Germany, and the use of German vessels for But while this shall always remain an imponderable shipping and travel. There was also a quasi-academic of history, it must be said that the boycott forms the boycott in which “more than 100 prominent scien- prologue of the resistance movement against a tyranny tists of Harvard, MIT, and neighbouring colleges that was to produce the greatest catastrophe that the and industrial institutions announced yesterday they world and the Jews had ever experienced.” would boycott German-made scientific apparatus and For the Palestinians who are still ensnared in the trap of over 66 years of ongoing Nakba (catastrophe), the supplies.” On June 27, 1937, all groups came under the Non- global BDS movement is for them, the non-violent “prologue of the resistance movement against a Sectarian Anti-Nazi League [NSANL], established tyranny” of daily cruelty and degenerate inhumanity as the ‘national clearing house for the boycott of all that, inconceivably and monstrously, is executed by Nazi-made goods and services and all other anti-Nazi some descendants of the victims of the Shoah, by work.” the Zionist exploiters of the holocaust, and with the As with BDS today, Moshe Gottleib outlines the oppo- complicity of the same nations that fought Nazism. sition by the powerful American Jewish Committee, B’nai B’rith, and the American Jewish Congress (which eventually joined up) as well as howling Why Cultural Boycott of “Israel” complaints of “it is unfair and an injustice.” Popular targets were chain and 5 &10c. stores such as Woolworths, Macys, and Sears Roebuck. By 1937, Macys stopped importing German goods and closed its Berlin office. Boycott shirkers were duly punished, such as the Well Known Glove Co. that was fined $300 for removing “Made in Germany’ from its gloves.

Sarah Kaddoura

Ten years after the establishment of the international Palestinian-led BDS (Boycott, Divestment, Sanction) movement and thirteen years after the launching of the Lebanese-led Campaign to Boycott Supporters of “Israel” in Lebanon, activists and believers in the The German and Austrian products on the blacklists movement celebrate its achievements with promises grew to include coal, yeast, candy, candy wrappers, to accomplish even more in the future. Whilst the most mineral oil refined in Germany, Staedtler pencils, prominent topics in the issue of boycott are usually


October 2015 |2015 ‫تشرين األول‬

Defending the Defensible Dr. Vacy Vlazna Coordinator of Justice for Palestine Matters

22 Jewish state of Israel.” – (Jewish Press) However, the Zionist insinuation that the Jews are eternal victims is false and dishonorable. The Jewish people in America rose heroically against the barbarism of Nazism with literally Nazi-inspired BDS tactics. BDS tactics? Shock! Horror! Really? Oh yes. The proof is tucked away in the American Jewish Archives..let’s shake off the dust and take a look in Box 1. Mmmm, what have we here? A veritable trove of folders of the detailed 1933-1943 documents of Bertha Vera Corets, an American-Jewish business-woman and tireless advocate and activist of the boycott of the importation and sale of German and Austrian goods prior to WWII. The feisty Bertha eventually became National Boycott Chairman of the men’s and ladies’ auxiliaries of the Jewish War Veterans of the US (JWV).

The Boycott is a Moral Substitute for War’ – Bertha V Corets Oh dear, poor Israel. Poor Israel – the world’s 4th largest nuclear military power. Poor Israel – the serial war crimes, crimes against humanity, crimes of aggression violator. Poor barbaric Israel is being picked on by the non-violent Boycott Divestment and Sanctions (BDS) movement which champions, out of simple human decency, Palestinian inalienable rights under international law.

Seemingly unaware of their plunge into Nazi skullduggery, the JWV proudly stated in 1938, “The Boycott is the American individual’s form of protest,” and in 1939, “The world is starting to realize that the boycott is the only remaining weapon we can use against the Nazi beasts.” In a September 10, 1937 letter, Bertha sets out the motivation for the JWV anti-Nazi boycott campaign:

“The Boycott of Nazi-made goods and services is vitally imperative because Hitler has declared a war of extermination against the Jews. Starting in Germany it has branded the Jews as a corrupt inferior people, it has boycotted and confiscated their business and closed all avenues of economic livelihood. Jews have been ousted from the free practice of all professions in As BDS gradually gains moral momentum, the Zion- Germany. The schools of education are denied’ them; ists, in desperate retaliation, shamefully exploit the -they are expelled from citizenship, participation in spectre of the holocaust and tediously daub (over and sports” and even denied the right to reside in some over and over ad nauseum) the pro-Palestine BDS towns…The Jews in Germany are in a trap and slowly being driven to suicide or slow starvation.” efforts with the slanderous smear of a Nazi menace: “On April 1, 1933, 81 years ago, the Nazis carried out their first nationwide, coordinated action against the Jews: a boycott of Jewish businesses – today these activities are commonly known as BDS: Boycott, Divestment, and Sanctions…And even today, that Nazi-inspired BDS tactic continues, directed at the

Sound familiar? Israel’s ethnic cleansing of Palestine, its racist and apartheid policies and practices (e.g. segregated schools), its ousting of Palestinian families from their lands and homes, its systematic economic impoverishment of Palestinians, denial of the Palestinian right of return to their confiscated towns and


9th Issue | October | ‫ | تشرين األول‬9 ‫العدد‬

Mission Statement: Al-Hawiyya offers current perspectives on the history, culture and conscience of Palestine and the Diaspora, documenting through student voice the past and present struggle for Palestine and our imagined trajectories of return.

The Team: EDITOR IN CHIEF: Shaheed El Farra EDITOR(S): Reem Ghaddar CONTRIBUTING AUTHORS: Dr. Vacy Vlazna Sarah Kaddoura Shaheed El Farra Daoud Kuttab Rana Zareef Sameeh Al Qasem Mahmoud Darwish Layout: Shaheed El Farra. A publication by Palestinian Cultural Club at the American University of Beirut. Supported by Unite Lebanese Youth Project

Contact us: If interested in joining the Al-Hawiyya team, or for any comments, email us at pcc.alhawiyya@gmail.com



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.