لسان (عبد الإله و أ نس و كلاهما من تلمسان) بتأجيل العملية في إطار التحالف الجديد بين أفغان بن لادن في الجزائر ونظرائهم من بقايا الهجرة والتكفير .فاختلط الأمر على دهان وظن أن زملاءه تراجعوا
عن مشروعهم الجهادي أمام مراوغات السياسيين وأصر على تنفيذ العملية في موعدها الم حدد لوضع الجميع
أمام الأمر الواقع.
و في يوم 28نوفمبر 1991تقدم اثنان من أتباع دهان إلى الحارس المعزول الوحيد لمركز حراسة
ال حدود ببلد ية "ق مار" وا ستدرجوه في الك لام ق بل أن يتمك نا من و ضع الق يد في يد يه ورجل يه و تك ميم ف مه و يتركاه في مكانه .تقدمت بعد ذلك بقية المجموعة إلى مركز الحراسة وباغتوا بقية الجنود واستطاعوا حبسهم بدون مقاو مة ما عدا رئيس المركز فإنه استخف بهي ئة الم هاجمين وحاول تخو يفهم م ستعملا حر بة بندق ية بدون ذخ يرة و خاض معركة بي ضاء غ ير متكاف ئة سقط ع لى إثر ها ب عد أن أثخن ته ال جراح ثم ل فظ أنفا سه
الأخيرة لاحقا قبل أن تدركه الإسعافات.
ب عد تحي يد الرق يب ر ئيس الحرا سة اقتح مت المجمو عة م خزن الأ سلحة و ا لذخيرة و ا ستولوا ع لى
الشاحنة اليتيمة في المركز واستقلوها بعد أن تقاسموا قطع الأسلحة الخفيفة التي استولوا عليها واتجهوا شمالا لإخفاء الأسلحة في المنطقة الجبلية المحاذية لبئر العاثر .ول كن الشاحنة توقفت بهم على مرمى حجر من المركز
فا ضطروا إ لى ترك ها ه ناك وتفر قوا في منطقة ا لوادي لإخ فاء الأسلحة في الأغوار القري بة وانت ظار مرور
العاصفة .هذا ما تواطأت عليه شهادات أربعة ممن شاركوا في العملية في مجلسين مختلفين ع ندما التقيتهم في سجن البرواقية و شهادة ضباط و ضباط صف في الوحدات الخاصة شاركوا في العملية نفسها.
لم يسبق لأحد من المجموعة ا ستعمال السلاح باستثناء دهان ومسعودي ولذلك فإنهم لم يقدّروا
خطورة ما أقدموا عليه ،إلى درجة أن أغلبهم عادوا إلى منازلهم كأن شيئا لم يحدث.
أما النظام فقد فاجأته هذه العملية فوضع الجيش في حالة استنفار قصوى .فبعد أن علم اللواء نزار
خالد بالعملية نزل بنفسه إلى الميدان وأصدر تعليماته بإنشاء خلية أركان برئاسة قائد الناحية العسكر ية الرابعة اللواء عبد الحميد جوادي تشرف على عملية تمشيط المنطقة ومطاردة الجناة كما عين المدير العام لأمن الجيش
العم يد ك مال ع بد الرح مان ع لى رأس خل ية التحق يق في الق ضية .وح شد ل هذه العمل ية ث لاث أ فواج من
القوات الخاصة و فوجين من قوات الدرك وفوجين من سلاح المدرعات ز يادة على الاحتياطي الهائل من وحدات التدخل التابعة لمديريتي الشرطة والم خابرات كما تم تجنيد كل خر يت ومن له خبرة في اقتفاء الأثر
في المنطقة.
48