من قلب الحدث مذكرات النقيب أحمد شوشان

Page 31

‫و هو ما حصل في ‪ 4‬جوان ‪ 1991‬حيث نفذت قوات الشرطة و الدرك مجزرة رهيبة على إثر غارة ليلية‬

‫استهدفت ساحات الاعتصام دون سابق إنذار و بأوامر من جهة مجهولة لم يفصح عنها إلى هذا التاريخ‪ .‬و‬ ‫في ن فس ال سياق من الت ضليل أ صدرت الق يادة العل يا تعلي مات مكتو بة وموق عة من طرف قا ئد أركان‬

‫الجيش اللواء قنايز ية وقائد القوات البر ية محمد لعماري قبل المجزرة يؤكدان فيها حياد الجيش ويشددان‬

‫على عدم إطلاق النار على المتظاهرين وقد نزلا شخصيا إلى ثكنات الوحدات الخاصة لشرح هذه التعليمات‬ ‫وأكدا على أن أمر إطلاق النار من طرف العسكر يجب أن يكون مكتوبا وممضيا عليه من طرفهما معا‪ .‬مما‬ ‫بعث ارتياحا عاما في أوساط الجيش وأعطى الانطباع بأن قيادة الأركان لن تسمح بتور يط الجيش في‬

‫السجال السياسي و اعتبرت الم جزرة المرتكبة في حق الشعب الأعزل عملية أمنية روتينية قامت بها مصالح‬

‫الشرطة لضبط الأمن‪.‬‬

‫و لا يفوتني في نهاية هذا المشهد أن أ سجل بأن جماعة الهجرة و التكفير بقيادة محي الدين ور يث‬

‫و بم شاركة ح سن ح طاب حاو لت التغر ير ببعض ضباط ال صف من القوات الخا صة ع لى م ستوى ق يادة‬ ‫القوات البر ية بعين النعجة لتور يطهم في عمل عسكري يبرر به النظام الغدر الذي تعرض له المعتصمون في‬

‫ال ساحات و يل صق ن قض الع هد بق يادة الجب هة و منا ضليها و ل كن الرق يب ا لأول مو لاي ع لي زار ني ع لى‬

‫الساعة الواحدة لي لا في بي تي و أخبرني بذلك ف شكرته على الاست شارة و حذرته من مغبة الو قوع في هذه‬

‫المؤامرة و قلت له من كان مستعجلا ع لى ا لذهاب إلى الج نة سنرسله إلي ها برصا صة في الرأس‪ .‬و ك نت‬ ‫أوجه بذلك رسالة للدوائر الأمنية التي كانت تتلاعب بأمن الجزائر من خلال الخونة في السلطة و الأغبياء‬

‫في صفوف الإسلاميين‪.‬‬

‫ل قد كا نت الطع نة الم سمومة ال تي وجه ها الفق يه و المرا ني و من معه ما إ لى ق يادة الجب هة في الظ هر‬

‫كاف ية لق لب المو قف رأ سا ع لى ع قب‪ ،‬ح يث ا ستعاد الاستئ صاليون في ال سلطة ز مام الم بادرة في توج يه‬

‫الأ حداث ودب الا ضطراب في صفوف أن صار الجب هة فأعل نت قيادت ها عن و قف الإ ضراب ب ناء ع لى‬ ‫الات فاق المتو صل إل يه مع الحكو مة ورئا سة الجمهور ية‪ .‬ف كان هذا الإع لان إ يذانا كاف يا بالن سبة ل نا ب عدم‬

‫الحاجة إلى التدخل في مسار الأحداث من طرف العسكر يين؛ و هو ما حصل بالفعل‪ .‬ولذلك بقيت قضية‬

‫تواصلنا مع السعيد مخلوفي في طي ال كتمان و لم يترتب عليها أي إخلال على صعيد التزاماتنا عمليا كضباط‬ ‫و لم تع لم بتفا صيلها م صالح الا ستخبارات و لا غير ها إ لا ب عد اعتقال نا في شهر مارس ‪ 1992‬في إ طار‬

‫التحقيق معنا‪ .‬ول كن مع ذلك فإن شعور القيادة بوجود معارضين لمشروعها الاستئصالي داخل المؤسسة‬

‫الع سكر ية كان هو ال سبب المبا شر في تعط يل آ لة ال موت ال تي كا نت عاز مة ع لى إدارت ها لح سم المواج هة مع‬

‫المعارضة الإسلامية السلمية إلى ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪31‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.