و هو ما حصل في 4جوان 1991حيث نفذت قوات الشرطة و الدرك مجزرة رهيبة على إثر غارة ليلية
استهدفت ساحات الاعتصام دون سابق إنذار و بأوامر من جهة مجهولة لم يفصح عنها إلى هذا التاريخ .و في ن فس ال سياق من الت ضليل أ صدرت الق يادة العل يا تعلي مات مكتو بة وموق عة من طرف قا ئد أركان
الجيش اللواء قنايز ية وقائد القوات البر ية محمد لعماري قبل المجزرة يؤكدان فيها حياد الجيش ويشددان
على عدم إطلاق النار على المتظاهرين وقد نزلا شخصيا إلى ثكنات الوحدات الخاصة لشرح هذه التعليمات وأكدا على أن أمر إطلاق النار من طرف العسكر يجب أن يكون مكتوبا وممضيا عليه من طرفهما معا .مما بعث ارتياحا عاما في أوساط الجيش وأعطى الانطباع بأن قيادة الأركان لن تسمح بتور يط الجيش في
السجال السياسي و اعتبرت الم جزرة المرتكبة في حق الشعب الأعزل عملية أمنية روتينية قامت بها مصالح
الشرطة لضبط الأمن.
و لا يفوتني في نهاية هذا المشهد أن أ سجل بأن جماعة الهجرة و التكفير بقيادة محي الدين ور يث
و بم شاركة ح سن ح طاب حاو لت التغر ير ببعض ضباط ال صف من القوات الخا صة ع لى م ستوى ق يادة القوات البر ية بعين النعجة لتور يطهم في عمل عسكري يبرر به النظام الغدر الذي تعرض له المعتصمون في
ال ساحات و يل صق ن قض الع هد بق يادة الجب هة و منا ضليها و ل كن الرق يب ا لأول مو لاي ع لي زار ني ع لى
الساعة الواحدة لي لا في بي تي و أخبرني بذلك ف شكرته على الاست شارة و حذرته من مغبة الو قوع في هذه
المؤامرة و قلت له من كان مستعجلا ع لى ا لذهاب إلى الج نة سنرسله إلي ها برصا صة في الرأس .و ك نت أوجه بذلك رسالة للدوائر الأمنية التي كانت تتلاعب بأمن الجزائر من خلال الخونة في السلطة و الأغبياء
في صفوف الإسلاميين.
ل قد كا نت الطع نة الم سمومة ال تي وجه ها الفق يه و المرا ني و من معه ما إ لى ق يادة الجب هة في الظ هر
كاف ية لق لب المو قف رأ سا ع لى ع قب ،ح يث ا ستعاد الاستئ صاليون في ال سلطة ز مام الم بادرة في توج يه
الأ حداث ودب الا ضطراب في صفوف أن صار الجب هة فأعل نت قيادت ها عن و قف الإ ضراب ب ناء ع لى الات فاق المتو صل إل يه مع الحكو مة ورئا سة الجمهور ية .ف كان هذا الإع لان إ يذانا كاف يا بالن سبة ل نا ب عدم
الحاجة إلى التدخل في مسار الأحداث من طرف العسكر يين؛ و هو ما حصل بالفعل .ولذلك بقيت قضية
تواصلنا مع السعيد مخلوفي في طي ال كتمان و لم يترتب عليها أي إخلال على صعيد التزاماتنا عمليا كضباط و لم تع لم بتفا صيلها م صالح الا ستخبارات و لا غير ها إ لا ب عد اعتقال نا في شهر مارس 1992في إ طار
التحقيق معنا .ول كن مع ذلك فإن شعور القيادة بوجود معارضين لمشروعها الاستئصالي داخل المؤسسة
الع سكر ية كان هو ال سبب المبا شر في تعط يل آ لة ال موت ال تي كا نت عاز مة ع لى إدارت ها لح سم المواج هة مع
المعارضة الإسلامية السلمية إلى ذلك الوقت.
31