اعتمدت على قوة العدد و احتلال المواقع المناسبة .و طبعا الضغط سلميا لن تكون له فعالية إذا كان مكان الإحت جاج بع يدا عن مركز ال سلطة .لذلك فإن الانتفا ضة في تونس انت هت إ لى غايت ها لان ها تدرجت في تضييقها على النظام الحاكم شيئا فشيئا حتى خنقته في العاصمة قبل أن يستنزف زخمها .أما في مصر فبالرغم
من أن ميدان التحر ير يمثل رمزا رسميا للنظام فإن اقتصار الإحتجاج على الاعتصام فيه عرض الإنتفاضة
إلى خطر الفشل رغم زخمها ال كبير و ما تمتعت به من تغطية إعلامية مثالية .فكان الأولى في نظري أن ي كون التج مع سلميا في م يدان التحر ير في البدا ية ل مدة ثلا ثة أ يام تر فع ف يه المطا لب و تع طى ف يه الفر صة
للسلطة لتقدير الموقف و الإستجابة سلميا لمطالب المتظاهرين و يشهد على ذلك الرأي العام المحلي و الدولي. فإذا لم ي كف هذا القدر من ال ضغط يتم التحرك ال سلمي يوم جم عة الغ ضب إلى مو قع أ قرب من مرا كز
ال سلطة و محا صرتها و مطال بة الم ستخدمين في ها بالتوقف عن ممار سة ال سلطة با سم ال شعب و تجر يدهم من
الشرعية الشعبية علنا .فإذا لم تتم الإستجابة بعد أجل محدد فإن من حق الشعب أن يمنعهم من ممارسة السلطة باحتلال المؤسسات الرسمية بطر يقة سلمية و يطالب المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بشرعية السلطة
القائمة .و هنا ينبغي التنبيه إلى أن الانتفاضة مطالبة بالحفاظ على سلامة المنشئات و المحافظة على ما تحتوي عليه باعتبارها وثائق متعلقة بشؤون الدولة الجزائر ية التي هي ملك للشعب و ليست ملكا للنظام القائم .ك ما
أن الاحت جاج في ن ظري لا يم كن أن يب قى إ لى أ جل أ طول من ع شرة أ يام إذا أ صر الن ظام ع لى تجا هل
المطالب المشروعة للشعب و فرض نفسه عليه بالقوة .لأن ذلك سيترتب عليه تفو يت مصالح كثيرة على المواطنين متعلقة بشؤونهم اليومية و ربما أضرار قد تمس الاقتصاد الوطني أو مصالح الجزائر كدولة مما لا
تستهدفه الانتفاضة .و هنا ينبغي أن يكون واضحا أن سلمية الإنتفاضة من طرف واحد لا تعني عدم تعرض المتظاهرين للعنف من طرف السلطة و ل كن ما يترتب على ذلك من ضحايا سيزيد من إدانة النظام و تثبيت
إن سانية الإنتفا ضة و ز يادة التأي يد لها من طرف الرأي ال عام المح لي و ا لدولي .و قد كان ذ لك وا ضحا في
الحالة المصر ية بعد استعمال العنف ضدهم من طرف أجهزة حسني مبارك الرسمية و غير الرسمية .
3حرة :لأنها لا تخضع للقيود فلا يستطيع أن يتحكم فيها أحد أو يعرقل مسيرتها أو يغير اتجاهها
باستعمال الشعوذة السياسية أو الدينية أو الإن سانية .الشيء الوح يد الذي تتق يد به الإنتفا ضة هو مطلب ها. فإذا تحقق لها ما تر يد فإنها ستتوقف و لا يستطيع أحد أن يوظفها خارج مطلبها ،أما إذا لم يتحقق فإن
الم شاركين في ها كأفراد لا يعتر فون بأي م ساومة أو محاو لة للإلت فاف علي ها .ف كل فرد في ها ي جب أن يتح لى بالحر ية في تمسكه بالمطلب الذي خرج من أجله و لا تستفزه مواقف الآخرين .و هو ما كان وا ضحا في
الحالة التون سية و المصر ية على تفاوت بينهما .فلم تخضع الإنتفاضة إلى أي محاولة لعرقلتها أو احتوائها حتى من طرف بعض المشاركين فيها تحت مسميات مختلفة و بقيت في تونس مستعصية على الترو يض حتي
هرب بن علي ،فيما تراجع كل من حاول تقييدها في مصر. 288