وبعد سنوات اقتنع الشيخ بضرورة المساهمة في تهدئة الأوضاع في الجزائر وفي الوطن العر بي كله
فقام بمبادرته التي طلب فيها من المسلحين تسليم أنفسهم إذا أعطيت لهم ضمانات الأمان وخص بالنداء
الم سلحين في الجزا ئر وكان م من ا ستجاب لندا ئه ح سان ح طاب .ففه مت عند ئذ أن ا لذين كانوا يز ّوِد ُون الشيخ بالمعلومات عن الوضع في العشر ية الحمراء كانوا يتل ّقو ْنها من أنصار الصراع الدموي بين الجزائر يين
وهؤلاء في الحقيقة هم أنفسهم من زودو هم بالمعلومات التي ساعدت الشيخ على الاقتناع بضرورة التهدئة عندما انقلبت السلطة في الجزائر على أعقابها .فالسلطة التي دفعت حسن حطاب لحمل السلاح و أغلقت
أمامه أبواب السلم سنة 1992و جعلت منه الإرهابي المطلوب الأول سنة 1998هي نفسها التي أقنعته بوضع السلاح و تسليم نفسه و وفرت له كل الضمانات و الأسباب التي جعلت منه الداعي الأول للسلم و
المصالحة سنة .2011
ور غم أن عم لي مع الإخوة في مركز الدراسات كان م ساعدا لي ع لى الاستقرار والإ ستفادة من
أرشيفه السياسي الغني بالمعلومات مما دفعني إلى بذل أقصى الجهد من أجل ترقية أداء المكتبة بعد الجهد
ال كبير الذي بذله الأخ أحمد حلاق قبلي وتنظيم الأرشيف إلى درجة جعلت المكتبة شر يانا حقيقيا لتزويد
الجالية الإسلامية بل وغيرها من المهتمين بالبحث العلمي والأكاديمي في مجال الدراسات الإسلامية واللغة العربية في أورو با بما يحتاجونه من مراجع علمية متخصصة وثقافية متنوعة ...إلا أن النهاية المأساو ية التي
انتهى إليها المركز تركت في نفسي انطباعا سيئا جدا عن العمل مع الإسلاميين لما يتميز به من الارتجال ية وغياب الشعور الحقيقي بالمسؤولية لدى القائمين عليه.
فبعد أحداث سبتمبر كانت مظاهر التضييق على الإسلاميين وا ضحة وتنذر بمستقبل صعب وكان
س ب ُل ال كفيلة بمواجهة تداعيات ذلك الحدث المشؤوم .ول كن بدلا من العمل على لا بد من التفكير في ال ّ
تعز يز الحضور الإ يجابي للمرا كز الإسلامية وتوسيع دائرة عملها إلى نطاق أوسع فضّ ل القائمون على كثيرمن
المرا كز بيعها لت صبح متاجرا للأكلات الخفيفة وينتقلوا إلى العيش في دول أخرى و يتركوا الجالية المسلمة المسكينة في بر يطانيا دون مورد علمي نقي تتزود منه .كما أن بيع المركز الإسلامي للدراسات بالذات جاء في وقت كنا في أمس الحاجة له حيث أنشأ بعض الإخوة النادي الثقافي العر بي الذي كنا نطمح من خلاله
إلى تأسيس محضن نموذجي لأبناء وبنات المسلمين من جالية شمال إفر يقيا والشرق الأوسط يتعلمون فيه اللغة العربية ويتلقون فيه تربية إسلامية نقية تمكنهم من التعايش الإ يجابي في المجتمع الغر بي الذي قدر لهم
أن يعيشوا فيه .ولست بحاجة هنا للتذكير بأنه رغم الدعم المادي الذي تتلقاه المؤسسات الإسلامية في
بر يطانيا من دولها وشعوبها ومن الحكومة والمؤسسات الخير ية البر يطانية ومن طرف المحسنين المسلمين فإن شباب الجالية الإسلامية في بر يطانيا يعاني من ضياع فظيع يدفعه نحو المخدرات والشذوذ والانحراف الذي 233