من قلب الحدث مذكرات النقيب أحمد شوشان

Page 210

‫على بناء تنظيمهم في الداخل عسكر يا على أساس صحيح فوعدتهم ذلك‪ .‬ل كنني عندما حان موعد الوفاء بعد‬

‫تأجيلات و مماطلة جئت من غانا إلى بوركينا فاسو لأ ستلم المبلغ المتفق عليه فإذا بي أف َاج َأ بالسيد عبد‬ ‫ال كريم ا لذي كان أ حد المنف ِي ّ ِين الخم سة من فرن سا إلى بوركينافاسو يقول لي بأنه ع َي ّنَ الأمير بالت شاور مع‬

‫مجموعة من المهربين السابقين الذين كنت أر يد أنا الإ ستعانة بهم كأدلّ اء فقط و أنه ق ّدر تكاليف المهمة‬

‫التي كلفهم بها ب حوالي ‪ 5000‬دولار فقط و قد سلمها للأمير الذي ي جب عليّ أنا أن أكون مرؤوسا عنده‬ ‫و الذي لم يكن في الحقيقة سوى الأخ الطالب بن عمران‪ .‬كنا نتحرك على متن سيارة فطلبت من السائق‬

‫التو قف فور ًا ثم ق لت لع بد ال كريم هذا ج يد! و ما هو موقعي أ نا من ا لإعراب في كل هذا إذن؟ ل ماذا‬ ‫كلفتموني مخاطر السفر و مصار يفه ما دمتم قد قضيتم حاجتكم فيما بينكم؟ قال‪ :‬تكون أنت تحت قيادة‬

‫الطا لب بن ع مران لأ نه ا لأمير ا لذي عين ته الق يادة‪ .‬و ه نا لم أتما لك نف سي و ق لت له‪ :‬و هل تعت قد أن ني‬

‫م ستعد لل تورط مع كم في هذا الع بث؟ الق ضية متعل قة بأما نة ثقي لة ل ست مؤه لا لل بث في ها لا أ نت و لا‬ ‫الطا لب بن ع مران و لا الجما عة ال تي ت عوِ ّل علي ها ‪ .‬و أ نا اتف قت مع أم ير جما عة ال باقين ع لى الع هد و ليس‬ ‫معك‪ .‬قال‪ :‬أنا صاحب الأمر في صرف المال و بصراحة تشاورت مع الجماعة و اتفقنا على خطة العمل مع‬ ‫سي الطالب‪ ...‬و هنا فتحت باب السيارة و قلت‪ :‬على كل حال أنا طلبت منكم مساعدتي بقرض من‬

‫المال لتنفيذ مشروع اطلعت قيادتكم عليه و اتفقت معها على التعاون و لم آت لأضع نفسي تحت تصرفكم أو‬

‫أتحمل المسؤولية على مخططاتكم‪ ،‬و ما دمتم قد تراجعتم عن وعدكم و قضيتم حاجتكم و ضبطتم أموركم فمبروك‬ ‫عليكم‪ .‬أما أ نا فعليكم أن تنسوا أنني التقيت بكم أو تكلمت معكم في هذا الموضوع لأن ما تفعلونه لن يذهب‬

‫بكم بعيدا‪ .‬و انقطع الاتصال بيني و بينهم منذ ذلك الحين‪.‬‬

‫و لم ت مض أ سابيع ح تى ات صل بي أم ير ال باقين ع لى الع هد ليخبر ني بأن جماع ته في بوركي نا فا سو‬

‫دخلت مع الأمير الذي عينوه ‪-‬الطالب بن عمران‪ -‬في مشكل فتمرد عليهم و طلب مني التوسط بينهم و‬

‫بينه فقلت له‪ :‬جماعتكم في واقادوقو يتعاملون بخبث و قد حصدوا ثمرة انتهازيتهم‪ ،‬و أنا لن أتعامل مع هذا‬ ‫الصنف من الناس أبدا لا باسم الدين و لا باسم الدنيا‪ .‬فعرض علي أبو جميل الدخول إلى الجزائر و وعدني‬

‫بأن يضع التنظيم تحت تصرفي فقلت له ‪ :‬أما أنت فأنا أثق بك لأنك من جنود مخلوفي السعيد الأوفياء و‬

‫ل كنك كما ترى لا تضمن حتى المتحدثين باسمك‪ .‬و أنا رجل قد أقام الل ّه علي الحجة و بص ّر َني و لن ألدغ من‬

‫جحر مرتين بإذن الل ّه‪ .‬ف شكرني و تم نى أن أ عاود الات صال به للت عاون م عه من أ جل ضبط ا لأمور دا خل‬ ‫تنظيمه فأرسلت له نسخة من مسودة المشروع بالفاكس‪ -‬ليقتبس منها ما يراه مناسبا لظروفه في الداخل‪.‬‬ ‫و انقطع تواصلي معه منذ ذلك الحين‪.‬‬

‫‪210‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.