من قلب الحدث مذكرات النقيب أحمد شوشان

Page 206

‫عند الل ّه لما بقيت ت حت هذه الراية العمياء لحظة واحدة فادع الل ّه أن يحسن لي الخاتمة‪ .‬و إني أنصحك أن‬ ‫لا ت ستجيب لدعوة هذه الجما عة إن طل بوك لأنهم سيغدرون بك‪ ...‬فوج ئت بكلا مه ا لذي كان ي فيض‬

‫صدقا و رجاء و تساءلت مستغربا‪ :‬لماذا انتظرت حتى انصرف عيسى لتقول لي هذا الكلام؟ فقال‪ :‬عيسى‬

‫ابن بلدي و ل كنه جاهل فاحذر منه‪ .‬و أنا أحضرته في بداية الجلسة لينقل إلى القيادة ما سمع و إني أريدك‬

‫أن ت صحبني إ لى خارج الزو يرات ح تى تط مئن ق لوب الجما عة ا لذين م عي لأن ال شيطان ي جري في عروق‬

‫بع ضهم م جرى ا لدم‪ .‬ق لت‪ :‬إذن أذ هب م سلحا‪ .‬فوا فق‪ .‬و انطلق نا إ لى ح يث يرابط ‪ 12‬من الم سلحين لم‬

‫أت عرف ع لى وا حد منهم و مع هم أر بع سيارات ميدان ية من نوع تو يو تا ستاي شن ‪ 5‬و ‪ 6‬محم لة بأ سلحة و‬ ‫ذخيرة متنوعة من بينها رشاشين ثقيلين مضادين للطيران عيار ‪ 17‬مم و قطعتين من مدفعية الهاون عيار‬

‫‪ 82‬مم و قاذفات مضادة للدبابات من نوع رب ج‪.7-‬‬

‫و قبل الافتراق قلت لمحمود‪ :‬هل أنتم فعلا من يقوم بقتال الجيش الجزائري؟ أم أن هناك مقاتلون‬

‫آخرون يتسببون له في الخسائر التي نسمعها؟ فقال محمود‪ :‬ماذا تعني يا سي أحمد؟ قلت‪ :‬لو كنت أنقل تمرا‬

‫ل ما نقل ته ب هذه الطر ي قة‪ .‬فك يف تكد سون عدة قتال ية لتجه يز كتي بة ثقي لة في أر بع سيارات و تتنق لون ب ها‬ ‫كقافلة تجار ية ؟ لو وقعتم في كمين ستدافعون عن الرشاشات الثقيلة و المدافع المحزومة بمسدسات رشاشة‪.‬‬ ‫فهل هذا معقول عندكم؟ صدق فيكم قول الشاعر‪ :‬كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ و الماء فوق ظهورها‬

‫محمول‪ .‬فقال‪ :‬سأفكر في الأمر عندما نصل إلى منطقة تجمعنا داخل الجزائر‪ .‬ثم ودعني و انصرف‪.‬‬

‫بلغني بعد ذلك أن محمود اقترح على قيادته عدم نقل هذه الكمية الضخمة من الأسلحة و الذخيرة‬

‫إ لى الق يادة في ال شمال دف عة وا حدة و اق ترح إر سالها ع لى دف عات تفاد يا للمفا جآت‪ .‬و قد كل فه هذا‬ ‫ا لاقتراح ا ستدعاءه من طرف الإ مارة الجهو ية با لاغواط و ال تي كان ي سيطر علي ها جما عة من الأف غان‬

‫الجزائر يين ظنا منهم أنه يخطط للانفصال عنهم‪ .‬فعينوا صديقهم مختار بلمختار خلفا لمحمود للتكفل بشحنة‬

‫السلاح و أصبح جلول ح مادو الذراع الأيمن لمختار بلمختار المدعو خالد بعد ذلك إلى أن انفصل عنه بعد‬ ‫افتضاح أمر جمال زيتوني و تف كك الجماعة سنة ‪ 1997‬لينتهي به الم طاف بالاستفادة من ميثاق ال سلم و‬

‫المصالحة سنة ‪ .2005‬و هو الى هذه اللحظة (‪ 1‬يناير ‪ )2012‬حي يرزق في المنيعة‪.‬‬

‫أما محمود أبو طالب فقد طاردته قوات الأمن و هو في طر يقه إلى لقاء القيادة في الأغواط حتى‬

‫حاصرته بين القرارة و بر يان مع مجموعة قليلة من مرافقيه و قتلتهم جميعا‪ .‬و أما شحنة السلاح فقد حاول‬

‫الأمير الجديد مختار بلمختار نقلها إلى العاصمة و ل كن قوات الأمن اكتشفت أمرها بعد إلقاء القبض على‬ ‫أحد عناصر الجماعة و استنطاقه فطوقت المنطقة و قصفت السيارات بالطيران فتفرقت حراستها في الصحراء‬ ‫‪206‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.