عند الل ّه لما بقيت ت حت هذه الراية العمياء لحظة واحدة فادع الل ّه أن يحسن لي الخاتمة .و إني أنصحك أن لا ت ستجيب لدعوة هذه الجما عة إن طل بوك لأنهم سيغدرون بك ...فوج ئت بكلا مه ا لذي كان ي فيض
صدقا و رجاء و تساءلت مستغربا :لماذا انتظرت حتى انصرف عيسى لتقول لي هذا الكلام؟ فقال :عيسى
ابن بلدي و ل كنه جاهل فاحذر منه .و أنا أحضرته في بداية الجلسة لينقل إلى القيادة ما سمع و إني أريدك
أن ت صحبني إ لى خارج الزو يرات ح تى تط مئن ق لوب الجما عة ا لذين م عي لأن ال شيطان ي جري في عروق
بع ضهم م جرى ا لدم .ق لت :إذن أذ هب م سلحا .فوا فق .و انطلق نا إ لى ح يث يرابط 12من الم سلحين لم
أت عرف ع لى وا حد منهم و مع هم أر بع سيارات ميدان ية من نوع تو يو تا ستاي شن 5و 6محم لة بأ سلحة و ذخيرة متنوعة من بينها رشاشين ثقيلين مضادين للطيران عيار 17مم و قطعتين من مدفعية الهاون عيار
82مم و قاذفات مضادة للدبابات من نوع رب ج.7-
و قبل الافتراق قلت لمحمود :هل أنتم فعلا من يقوم بقتال الجيش الجزائري؟ أم أن هناك مقاتلون
آخرون يتسببون له في الخسائر التي نسمعها؟ فقال محمود :ماذا تعني يا سي أحمد؟ قلت :لو كنت أنقل تمرا
ل ما نقل ته ب هذه الطر ي قة .فك يف تكد سون عدة قتال ية لتجه يز كتي بة ثقي لة في أر بع سيارات و تتنق لون ب ها كقافلة تجار ية ؟ لو وقعتم في كمين ستدافعون عن الرشاشات الثقيلة و المدافع المحزومة بمسدسات رشاشة. فهل هذا معقول عندكم؟ صدق فيكم قول الشاعر :كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ و الماء فوق ظهورها
محمول .فقال :سأفكر في الأمر عندما نصل إلى منطقة تجمعنا داخل الجزائر .ثم ودعني و انصرف.
بلغني بعد ذلك أن محمود اقترح على قيادته عدم نقل هذه الكمية الضخمة من الأسلحة و الذخيرة
إ لى الق يادة في ال شمال دف عة وا حدة و اق ترح إر سالها ع لى دف عات تفاد يا للمفا جآت .و قد كل فه هذا ا لاقتراح ا ستدعاءه من طرف الإ مارة الجهو ية با لاغواط و ال تي كان ي سيطر علي ها جما عة من الأف غان
الجزائر يين ظنا منهم أنه يخطط للانفصال عنهم .فعينوا صديقهم مختار بلمختار خلفا لمحمود للتكفل بشحنة
السلاح و أصبح جلول ح مادو الذراع الأيمن لمختار بلمختار المدعو خالد بعد ذلك إلى أن انفصل عنه بعد افتضاح أمر جمال زيتوني و تف كك الجماعة سنة 1997لينتهي به الم طاف بالاستفادة من ميثاق ال سلم و
المصالحة سنة .2005و هو الى هذه اللحظة ( 1يناير )2012حي يرزق في المنيعة.
أما محمود أبو طالب فقد طاردته قوات الأمن و هو في طر يقه إلى لقاء القيادة في الأغواط حتى
حاصرته بين القرارة و بر يان مع مجموعة قليلة من مرافقيه و قتلتهم جميعا .و أما شحنة السلاح فقد حاول
الأمير الجديد مختار بلمختار نقلها إلى العاصمة و ل كن قوات الأمن اكتشفت أمرها بعد إلقاء القبض على أحد عناصر الجماعة و استنطاقه فطوقت المنطقة و قصفت السيارات بالطيران فتفرقت حراستها في الصحراء 206