خرجت من الجزائر تجن ّبا لإراقة دم الجزائر يين فلا ترغموني على فعل ذلك خارج الجزائر .وكان قادة رو يم حاضرا في هذا النقاش فقال :أنا مع سي أحمد فيما قال و إذا حصل أي شيء لهذه العائلة فلا تقتربوا من
ساحتي أبدا.
و قد عرفت بعد ذلك أن قادة رو يم لم يعد في حاجة إلى الدخول إلى الجزائر بعد أن أدرجت
الجماعة السطو في عملياتها و اكتفى بتسو يق بضاعتها و مقايضتها مقابل السلاح في موريتانيا و أصبح من
أعيان البلد خاصة بعد أن تزوج ببنت سيد الأزواد في مالي على إثر عملية بطولية قام بها لإنقاذ نساء و
أطفال الأزواد العرب من الموت المحقق على أيدي طوارق مالي الصليبيين .و قد دفعني الفضول للذهاب م عه في إ حدى المرات و كان من بين ال سلاح الم عروض ع لى الجما عة صاروخ م ضاد لل طائرات من نوع
(ستر يلا )2جلبه أحد الصحراو يين من معسكر البوليزار يو فلم أتمالك نفسي من الضحك (و شرّ البلي ّة ما
يضحك) .فقلت لقادة رو يم :الجزائر يون كلهم مساكين ،فالجيش يشتري هذا الصاروخ بعشرات الآلاف من الدولارات من خزانة الدولة و يعطيه لقيادة البوليزار يو مجانا و بعد انتهاء صلاحيته يشتر يه الإسلاميون
الجزائر يون من البوليزار يو بعشرات الآلاف من الدولارات التي غنموها من خزانة الدولة أيضا .و هكذا تدفع الجزائر ثمن الصاروخ مضاعفا دون استعماله و يتمتع الروس و الصحراو يون بذلك على حساب شعبنا.
أليس هذا من البلي ّات المضحكات .فحاول الصحراوي الاحتجاج فقاطعته :كم طائرة مغربية أسقطتم أنتم
ب هذه ال صواريخ طوال حربكم يا ر جل؟ ا حتفظ ب هذه ال خردة ع ندك و لا ت ستغفلوا ع باد الل ّ ه .إن ل هذا ال صاروخ ورشة كام لة ل ضبطه ق بل الإط لاق و بدونها لا ي ساوي هذا ال صاروخ شيئا ...و ن صحت قادة
رويم بعدم شراء الصاروخ فأخذ بنصيحتي و كان مصيبا في ذلك.
بعد استلامي ثمن السيارة من قادة رو يم صفيت الحساب مع الدليل عبد الرحمان و اتفقت مع
قادة رويم على تأمين نقلنا من الزو يرات إلى نواكشوط .و قبل سفرنا وصل أمير الجماعة الإسلامية المسلحة
على منطقة الجنوب محمود أبوطالب نفسه و زارني هو و نائبه جلول حمادو و جرى بيننا حوار بخصوص تسليم عبد الحكيم و محمد طرودي اقتنع بعده محمود بصواب رأيي في الموضوع و شكرني على نصيحتي لهم بعدم شراء الصاروخ التالف فقلت له أنا مستعد لمساعدة أي جزائري في ما يحقق المصلحة و لو أن إمارة
الجماعة المسلحة كانت مخلصة في العمل بما تقتضيه المصلحة ل كنت من أنصارها و هذا موقف ثابت من كل الجزائر يين لن يتغير إن شاء الل ّه .و ظهر لي أن كلامي أحرجه عندما قال :سأبلغ القيادة ما سمعته منك إن شاء الل ّ ه .و ل كن ني تبي نت الحقي قة ب عد أن ط لب من عي سى الان صراف لتح ضير جماع تة للانط لاق إ لى
الجزائر .و لما اختلى بي قال :إسمع يا سي أحمد ،أنا متأكد من إخلاصك في نصرة الحق و إني أخشى أن
تقع في ما وقعنا فيه .إننا لم نعد نعرف في هذه الجماعة عدونا من صديقنا و والل ّه لو أجد لي مخرجا أعذر فيه 205