و رغم كل ما كنت ألاحظه من تناقض بين نصوص نظام الخدمة في الجيش و الواقع المعاش
يوم يا ع لى أرض الوا قع ،خا صة ال صراع غير المعلن بين الت يار ا لوطني الإ صلاحي ا لذي يطمح إلى جزأرة
مؤس سات الدو لة بق يادة ر ئيس الجمهور ية ال شاذلي بن جد يد و الت حالف الانت هازي دا خل جب هة التحر ير
الوطني المتحالف مع حزب فرنسا الذي ير يد تكريس التبعية لروسيا و فرنسا للحفاظ على امتيازاته فإنني لم
أفكر في أية محاولة للتنظيم أو التخطيط للمساس بأمن الدولة الجزائر ية ومؤسساتها ولم يبادر إلى ذلك أحد من الضباط الذين عرفتهم في حدود علمي خلال فترة خدمتي في الجيش كلها.
ل كن تطورات الموقف المفاجئة وال تحولات المتسارعة في المسيرة السياسية الوطنية منذ أحداث أكتوبر 1988الأليمة التي ذهب ضحيتها مئات من الجزائر يين الأبر ياء الذين تم إطلاق الرصاص الحي عليهم من الدبابات لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة بأمر من قائد أركان الجيش اللواء نزار خالد ،وضعت
الع سكر يين المخل صين في الجزا ئر أ مام أ مر وا قع لا ي جوز الح ياد حيا له لل شرفاء .لأن ا لأمر يتع لق بالوجود
الفع لي للجزا ئر نف سه .فإ ما أن تتج سد في الوا قع سيادة ال شعب الجزا ئري وحري ته في إقا مة الدو لة الجزائر ية الديمقراط ية الم ستقلة ،ال تي و ثق هويت ها م لايين ال شهداء بدمائهم وعل موا حدودها بج ماجمهم من أ جل رد
الاعتبار لمقومات الهو ية الوطنية وتمكين الشعب الجزائري من الاعتزاز بأمجاده التار يخية بكل كرامة وحر ية
ع لى غرار ال شعوب ال حرة ذات ال سيادة .وإ ما أن ت عود الجزا ئر إ لى ان تداب فرن سي مع لن يف قد ال مواطن
الجزائري في ظله هويته و كرامته إلى غير رجعة .وهذا مع الأسف ما لم تستوعبه عقول الذين انخرطوا في مشروع التدمير الذاتي المراد بوطنهم وشعبهم من العسكر يين والذي بدأوا م شوارهم في تنفيذه تحت شعار
إنقاذ الجزائر المزعوم من أصولية الجبهة الاسلامية للانقاذ .وسوف لن يتوقف بهم المشوارعند حد التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب العالمي على حساب المصلحة الوطنية إذا لم يستوعبوا هذه الحقيقة الماثلة أمام كل
ذي عينين.
18