من قلب الحدث مذكرات النقيب أحمد شوشان

Page 158

‫على جميع الإسلاميين‪ .‬و ل كن الأمر اختلط عليه منذ أحداث قمار و شعر بأن تحركاته مرصودة‬

‫عن قرب و أن جماعته اخترقت خاصة بعد أن قتل أعز اصحابه أحمد القبايلي في اشتباك مع أجهزة‬ ‫الأمن ببلدبة المنيعة في الجنوب الجزائري فاجتهد في الاحتياط لنفسه و ترك الإمارة عمليا بعد أن‬

‫ناز عه في ها من صوري المل ياني و ل ك نه و جد نف سه وج ها لو جه مع قوات ا لأمن ال تي حا صرته مع‬ ‫مجموعة من أقرب مساعديه منهم قريبه البشير فأصر على الاشتباك معهم طمعا في الشهادة و ل كنه‬

‫أصيب إصابات بليغة هو و زوجته و أدخلا السجن بعد أن تعرضا لعملية تعذيب مروعة و حكم‬

‫عليه بالإعدام و على زوجته بالسجن‪.‬‬

‫‪ )2‬لم يكن يبدو لي منه تأسف على أي شيء كأنه كان مقتنعا بأنه أدى ما عليه‪ .‬و ل كنه‬

‫مرا عندما أخبرته بأن مبادرته إلى تشكيل إمارة الجماعة الإ سلامية المسلحة و التآمر مع‬ ‫بكى بكاء ّ‬

‫جماعة الملياني و أنصاره لضرب السعيد مخلوفي تسبب في إفشال المساعي التي كان ي بذلها رجال لا‬ ‫يقل ّون عنه حمية للإ سلام و ل كنهم أعرف منه بواقع الأزمة و تعقيداتها و أقدر منه و من رفاقه‬ ‫على النجاح في إ ي جاد الحل لها‪ .‬و قد أدرك في النهاية أن جماعته كانت ضحية مؤامرة لدوائر أمنية و‬ ‫قال لي بالحرف الواحد‪ :‬يا ابن أختي‪ ،‬أنا مقتنع بأن ذمتي لن تبرأ حتى يسيل دمي في إصلاح هذا‬

‫الأمر‪ .‬و و الل ّه لو علمت أن الحركة الإ سلامية المسلحة كانت على هذا المستوى من الوعي ل كنت‬ ‫أول أنصارها و ل كنني خدعت بالإسلام و حسبي الل ّه و نعم الوكيل‪.‬‬

‫‪ )3‬ر غم ت حول نظر ته ت جاه الحركة الإ سلامية الم سلحة و اعترا فه بالخ طأ ا لذي ارتك به‬

‫بخضوعه لرفاقه في أفغانستان بقبوله إمارة الجماعة‪ ،‬إلا أن موقفه من السلطة ازداد حدة بعد اقتناعه‬ ‫من الاستغلال البشع لطموحات الجزائر يين الأفغان من طرف النظام‪ .‬و لعل ما تعرض له هو‬

‫و زوجته من تنكيل على يد أجهزة الأمن كان له أثر سيء على موقفه‪ .‬و لذلك تورط في عملية‬ ‫فرار يائ سة دا خل سجن البرواق ية و ق تل في م جزرة سركاجي مع ع شرات الم ساجين فيما ز عم أ نه‬

‫محاولة فرار أيضا‪.‬‬

‫‪ )4‬رغم أنه أول أمير للجزائر يين الأفغان و أحد أبطالهم إلا أنه كان ضحية لابتزاز العناصر‬

‫المتطر فة في الجما عة الإ سلامية الم سلحة أم ثال فتح ال نور و م سعودي الم بروك و غ يرهم من ا لذين‬ ‫يمتحنون ولاء ال ناس للإسلام بحظهم من الدمو ية و التهور‪ .‬و قد استغل المذكوران سطوتهما على‬ ‫المساجين في بداية الأمر و حاولا إثارة الشبهات حولي بالتعاون مع الخائن عمروش الذي يعرفان‬

‫قضيته جيدا و ل كن غلبت عليهما شقوتهما و لا حول و لا قوة إلا بالل ّه‪.‬‬ ‫‪158‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.