لقاءاتي مع معنيين بالعمل المسلح في سجن البرواقية ال سجن أع ظم الم حن ال تي يم كن أن يت عرض ل ها الإن سان ال شر يف لأن ها مج مع الأ ضرار و بوت قة
الآ لام .فال سجن ي صيب ال كريم بالبأ ساء بحرما نه من أه له و ما له و جا هه و وط نه و ي صيبه بال ضراء ب ما يتعرض له من التعذيب والأمراض المزمنة وسوء التغذية و يصيبه بالزلزلة في عقيدته و فكره و مشاعره
تحت وطأة القهر وشماتة الأعداء وع جز الأصدقاء ...و المحظوظ من وفقه الل ّه إلى اغتنام الفرصة للتعلم من هذه التجر بة القاسية والاستفادة من ح ُل ْو ِها وم ُ ّر ِه َا .وكان مما خف ّف عليّ وطأة السجن لقائي بكثير من
العناصر التي ساهمت في تفجير العمل المسلح ،فاستطعت الحصول على تفاصيل كثيرة زادتني اطلاعا على ما كان يجري في كواليس الجماعات المسلحة مما ساعدني على تشخيص دقيق للأزمة الدمو ية التي أهل كت
ال حرث و الن سل في الجزا ئر وعل ّمت ني أن الق ضايا العا مة لا يم كن ف هم تفا صيلها بع قل وا حد و لا ال شعور بحقيقتها بقلب واحد .و كان من بركات هذه التجر بة عليّ ،موقفي الثابت من النزاع المسلح الذي تجنبت
التورط فيه عن اقتناع تام بمآلاته رغم قر بي الدائم من بوتقته و لظاه .و المقام لا يتسع ولا يسمح بذكر
جميع من التقيت بهم لأنهم مئات .و ل كنني سأكتفي بمن في شهادتي عليه عبرة لغيره.
أحمد الود 9طالب متخصص في الطب على باب التخرج ترك الجامعة و لب ّى نداء الجهاد إلى جانب
المسلمين المستضعفين في أفغانستان ضد الشيوعيين .و شهد له من عرفوه بالشجاعة و الصدق .و كان أول من بو يع سنة 1991كأمير للجماعة الإ سلامية المسلحة المكلفة من طرف الحالمين بالخلافة الراشدة ممن
عرفوا بعد ذلك بالأفغان العرب ثم القاعدة في القرن الواحد و العشرين.
التقيته في سجن البرواقية وكان بيني و بينه نقاش جاد وكلام طو يل ذو شجون عن مسائل متعددة
استفدت منها ما يلي:
)1أن هذا ال شاب ق طع م شوار درا سته والت حق بالج هاد الأف غاني مقتن عا ب حق ال شعب
الأفغاني المسلم في الدفاع عن حريته و استقلاله و عاد من أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي ليلتحق بأنصار المشروع السياسي في الجزائر دون تعصب لحزب بعينه .و ل كنه بعد اعتقال أن صار
الجبهة في شهر جوان 1991بو يع بالإمارة على الجزائر يين الأفغان بتوصية من رؤوسهم المتواجدين
إلى ذلك الحين في مضافة أسامة بن لدن بأفغانستان ،و الذين أقنعوه فيما بعد بأن صناعة الجهاد حكر عليه هو و رفاقه و لا ينبغي ترك رايته للمغرورين بالسياسة أمثال عبد القادر شبوطي و السعيد
مخلوفي .و لذلك انخرط مع زملائه في عملية تعبئة داخل صفوف الجبهة الإسلامية لسحب البساط من تحت أرجلهما ثم انتقل للتخطيط لعمليات عشوائية يأخذ بها المبادرة و يفرض الأمر الواقع 157