من قلب الحدث مذكرات النقيب أحمد شوشان

Page 14

‫عسكر ية وأكبر قدر من الثقة لدى القيادات العسكر ية والجنود الذين أعمل معهم فكنت في مقدمة قوائم‬

‫ت بها الوحدات‬ ‫الناجحين في جميع الدورات التي أجريتها‪ ،‬وعلى رأس المتطوعين في المهام الصعبة التي ك ُل ّ ِف َ ْ‬

‫التي عملت بها‪ .‬ورغم أن الجميع (قيادة و زملاء) كانوا يعرفون موقفي الصريح من دعاة التغريب والتشر يق‬

‫إلا أن القبول الذي حباني الل ّه به في أوساط التيار الوطني قادة ومرؤوسين كان عامل حماية قوي لي من‬ ‫العناصر المعادية للمفهوم الأصيل لاستقلال الجزائر ‪.‬‬

‫بعد أن تخرجت مبكرا في جانفي ‪ 1981‬مع حوالي ‪ 130‬من ضباطِ د ُف ْع َت ِنا قبل زملائنا بستة أشهر‬

‫بمرسوم رئاسي صدر في ‪ 19‬ديسمبر‪ ،1980‬كان الطلبة الضباط الذين تركناهم في الكلية العسكر ية أشد‬ ‫حرصا منا على مواصلة الحملة التوعو ية‪ .‬فانتعشت ال صحوة الوطنية (نقصد بالوطنية مكونات الهو ية الجزائر ية‬ ‫كما أقرها الشعب الجزائري الأبي في خضم حر به الضروس ضد الاستعمار الفرنسي فلم يكن له دين يرضى‬

‫أن ي موت عل يه ك شعب غ ير الإ سلام و لم ت كن له ل غة ت صله بتاري خه ك شعب غ ير الل غة العرب ية و لم يو ثق‬ ‫بالدماء و الدموع حدود وطن غير الذي عل ّم َه الشهداء ب جاجمهم خلال ثورة التحر ير)‪ .‬هذا ما كنا نؤمن به‬ ‫كضباط في الجيش رغم اختلاف أعراقنا التي لم يكن لها أي اعتبار في ميزان الوطنية كما كنا نفهمها‪ .‬وقد‬

‫كنا نستقبل الضباط الأحداث في الوحدات القتالية بعد ت خرجهم لحمايتهم من الانحراف خاصة وأن كثيرا‬ ‫من الضباط القدامى تعرضوا لتكوين إ يديولوجي وتر بوي غير متوازن حولهم إلى مستخدمين غير مسؤولين‬

‫ومي ّالين للهو والابتزاز‪.‬‬

‫و قد ك نت بدافع من ال حرص أ حث زم لائي ال ضباط من مخت لف الأ سلحة ع لى الاجت هاد في‬

‫اكت ساب الخ برات وإع طاء أح سن الأ سوة لل ضباط الأ حداث وب عث ال يأس في ق لوب الانت هاز يين‬ ‫والوصوليين‪ .‬و قد ثبت الل ّه كثيرا منا على هذا النهج المستقيم حسب قدراتهم النفسية و المعنو ية و الظروف‬

‫المحيطة بهم‪ ،‬فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر‪ .‬بينما زلت أقدام البعض الآخر على الطر يق تحت تأثير‬

‫ال ضغط من طرف الشواذ من رؤسائهم رغم أنهم كانوا أظهرنا تش ّددا عندما كنا طلبة؛ و أذكر على سبيل‬ ‫المثال‪ ،‬الأخ (عبد القادر م ) الذي كان الجميع يستحون منه لأدبه و تدينه و انضباطه سنة ‪ ،1978‬و‬ ‫ل كن قائده في مكتب الاستطلاع التابع للناحية العسكر ية الرابعة النقيب ك مال ع بد الرحمان‪ 11‬الذي كان‬

‫عمي لا ع سكر يا للم خابرات ا ستدرجه إ لى ا لانحراف مقا بل ابتعا ثه في تربص إ لى الات حاد ال سوفياتي سنة‬ ‫‪ 11‬هذا النقيب كان ضابط صف في بداية السبعينات و التحق بسلاح الهندسة و تلقى تكوينا في الاتحاذ السوفياتي و كان‬

‫زير خمر و نساء‪ .‬و تمت ترقيته استثنائيا الى رتبة رائد فمقدم بعد احداث ‪ 1988‬عندما تعرض لحادث حرق مميت‪ .‬أصبح‬ ‫مديرا لأمن الجيش سنة ‪ 1991‬ثم قائدا للناحية العسكر ية سنة ‪ 2002‬و أحيل على التقاعد بعد تورطه في قضايا تتعلق‬ ‫بتهريب و ترويج المخدرات تسببت في ملاحقته قضائيا من طرف العدالة الإسبانية‪.‬‬ ‫‪14‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.