عسكر ية وأكبر قدر من الثقة لدى القيادات العسكر ية والجنود الذين أعمل معهم فكنت في مقدمة قوائم
ت بها الوحدات الناجحين في جميع الدورات التي أجريتها ،وعلى رأس المتطوعين في المهام الصعبة التي ك ُل ّ ِف َ ْ
التي عملت بها .ورغم أن الجميع (قيادة و زملاء) كانوا يعرفون موقفي الصريح من دعاة التغريب والتشر يق
إلا أن القبول الذي حباني الل ّه به في أوساط التيار الوطني قادة ومرؤوسين كان عامل حماية قوي لي من العناصر المعادية للمفهوم الأصيل لاستقلال الجزائر .
بعد أن تخرجت مبكرا في جانفي 1981مع حوالي 130من ضباطِ د ُف ْع َت ِنا قبل زملائنا بستة أشهر
بمرسوم رئاسي صدر في 19ديسمبر ،1980كان الطلبة الضباط الذين تركناهم في الكلية العسكر ية أشد حرصا منا على مواصلة الحملة التوعو ية .فانتعشت ال صحوة الوطنية (نقصد بالوطنية مكونات الهو ية الجزائر ية كما أقرها الشعب الجزائري الأبي في خضم حر به الضروس ضد الاستعمار الفرنسي فلم يكن له دين يرضى
أن ي موت عل يه ك شعب غ ير الإ سلام و لم ت كن له ل غة ت صله بتاري خه ك شعب غ ير الل غة العرب ية و لم يو ثق بالدماء و الدموع حدود وطن غير الذي عل ّم َه الشهداء ب جاجمهم خلال ثورة التحر ير) .هذا ما كنا نؤمن به كضباط في الجيش رغم اختلاف أعراقنا التي لم يكن لها أي اعتبار في ميزان الوطنية كما كنا نفهمها .وقد
كنا نستقبل الضباط الأحداث في الوحدات القتالية بعد ت خرجهم لحمايتهم من الانحراف خاصة وأن كثيرا من الضباط القدامى تعرضوا لتكوين إ يديولوجي وتر بوي غير متوازن حولهم إلى مستخدمين غير مسؤولين
ومي ّالين للهو والابتزاز.
و قد ك نت بدافع من ال حرص أ حث زم لائي ال ضباط من مخت لف الأ سلحة ع لى الاجت هاد في
اكت ساب الخ برات وإع طاء أح سن الأ سوة لل ضباط الأ حداث وب عث ال يأس في ق لوب الانت هاز يين والوصوليين .و قد ثبت الل ّه كثيرا منا على هذا النهج المستقيم حسب قدراتهم النفسية و المعنو ية و الظروف
المحيطة بهم ،فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر .بينما زلت أقدام البعض الآخر على الطر يق تحت تأثير
ال ضغط من طرف الشواذ من رؤسائهم رغم أنهم كانوا أظهرنا تش ّددا عندما كنا طلبة؛ و أذكر على سبيل المثال ،الأخ (عبد القادر م ) الذي كان الجميع يستحون منه لأدبه و تدينه و انضباطه سنة ،1978و ل كن قائده في مكتب الاستطلاع التابع للناحية العسكر ية الرابعة النقيب ك مال ع بد الرحمان 11الذي كان
عمي لا ع سكر يا للم خابرات ا ستدرجه إ لى ا لانحراف مقا بل ابتعا ثه في تربص إ لى الات حاد ال سوفياتي سنة 11هذا النقيب كان ضابط صف في بداية السبعينات و التحق بسلاح الهندسة و تلقى تكوينا في الاتحاذ السوفياتي و كان
زير خمر و نساء .و تمت ترقيته استثنائيا الى رتبة رائد فمقدم بعد احداث 1988عندما تعرض لحادث حرق مميت .أصبح مديرا لأمن الجيش سنة 1991ثم قائدا للناحية العسكر ية سنة 2002و أحيل على التقاعد بعد تورطه في قضايا تتعلق بتهريب و ترويج المخدرات تسببت في ملاحقته قضائيا من طرف العدالة الإسبانية. 14