ك ن من توكيل المحامي بختي محمد جزاه الل ّه خيرا على حسابه واحدة من الجزائر إلى بشار .ورغم أن أخي تم ّ
الخاص ،إلا أن الأستاذ بشير مشري كان هو المشرف على عملية الدفاع في قضيتي .وأنا أذكر هذا الموقف الم سؤول لل شيخ أح مد سحنون رح مه الل ّ ه ليس عرفا نا بالجم يل قد مه لي شخ صيا في ظرف صعب فقط وإنما لأنه البقية الباقية من نبض الحياة في وعي الحركة الإ سلامية المعاصرة .فالأمير المزعوم الحاج عراب تجندت من أجله اللجنة القانونية للجبهة الإ سلامية بقضها وقضيضها برئاسة الأستاذ زويتة ورصدت
ل عن مليون سنتيم لكل ز يارة وكفالة عائلية لزوجته تتجاوز المليون سنتيم شهر يا هذا ما كان له ميزانية لا ت َق ِ ّ ظاهرا للعيان .في حين اضطر أغلب العسكر يين الغلابى للاستدانة من أجل تسديد مستحقات المحامين .أما
الذين بقوا بدون م حام فقد تطوعت اللجنة القانونية للجبهة في الأخير للدفاع عنهم .ورفعا للالتباس أقول لقد
بق يتُ في ال سجن ث لاث سنوات وضربت في أرض الل ّه الواسعة عبر دول إفر يق يا ث لاث سنوات أ خرى
تقريبا وز ُ ْرتُ الممل كة العربية السعودية وانتهيت لاجئا في بر يطانيا سنة 1997و بقيت فيها 15عاما حتى سنة 2012دون أن أتلقى مساعدة مادية في وقت الأزمة و لا بعدها ،كبيرة كانت أو صغيرة من محسوب
ع لى الحركة الإسلامية أو من غير ها ف َر ْد ًا كان أو تنظي ما سياسيا أو جمع ية خير ية ولل ّه الحمد والم نة .68إن
العبرة من هذا ليست بحالتي كشخص ،لأنني خضت هذه التجر بة بكل مسؤولية ووعي والحمد لل ّه وإنما العبرة بآلاف الرجال المخلصين الذين طو ّحت بهم الأقدار في هذا الوضع الصعب بدون تجر بة فقط لأنهم س على طلابه فضربوا فيه خبط عشواء فكان جزاؤهم الإهمال إلى لحق ال ْت َب َ َ اختاروا بإخلاص الانتصار ّ ٍ أن امته نت كرامتهم وانته كت أعرا ضهم ح تى فت نوا ووق عوا في المح ظور .ف هل ي ستقيم ع لى هذا ا لأمر من ينتظر منه إقامة الخلافة الراشدة؟ إن قراءة الأحداث بشجاعة ومسؤولية هي التي تجلي لنا الحقائق وتورثنا
الاعتبار بالخطإ وتبعث فينا إرادة النهوض بقوة وثبات .و بدون ذلك سوف يبقى حال الإ سلاميين كحال التي نقضت غزلها من بعد قوة.
68
شاع بين الناس أن المناضلين ذوي التوجه الإسلامي يتلقون دعما خارجيا ماديا يساعدهم على الصمود و التشدد في
مواقفهم .و أنا أشهد بأن من التقيتهم من الرجال الجزائر يين الصادقين لا يتلقون دعما من أحد .بل إنهم لا يتلقون شيئا حتى من الإسلاميين الجزائر يين الذين يجمعون الأموال باسم القضية الإسلامية في الجزائر .الإسلاميون لا يختلفون عن غيرهم من أصحاب القضايا .فيهم من يجمع المال باسم القضية ليخدم نفسه و فيهم من يضحي بكل شيء من أجل قضيته. 122