نص مسرحي: أحلام مدينة

Page 27

‫‪27‬‬

‫الصديق‪:‬حماسكم شل لساني ‪(..‬يبدأ في التلعثم)‬ ‫‪:‬أنا ال ذنب لي في ما حصل ‪.‬‬ ‫السياسي‪ :‬ماذا حصل ؟تأجلت الزيارة ؟‬ ‫الصديق‪ :‬ال أعرف ‪.‬المدينة ال تعرف أية حركة تؤكد أنها تستعد لزيارة الرجل‬ ‫المهم ‪.‬وهناك من يقول أن الزيارة ألغيت ‪،‬والبعض يؤكد أنها كانت‬ ‫مجرد إشاعة ‪.‬‬ ‫(بعد سماعهم للكلمة األخيرة يصابون بصدمة ‪،‬ثم ينهارون ‪.‬يتطلع كل واحد منهم‬ ‫في ملفه الذي يحمله ‪،‬يتبادلون نظرات الخيبة ويدخلون فيس نوبة ضحك هستيري‬ ‫ثم يشرعون في تمزيق تلك األوراق التي يحملونها ‪).‬‬ ‫السياسي‪ :‬لقد كنت بارعا في تنظيم مراسم تدميرنا من جديد ‪.‬‬ ‫المسرحي‪ :‬أقنعتنا بإطالق أحالمنا ‪،‬بعد أن رسمت لنا أفقا وهميا ‪،‬فلم يكن أمامنا‬ ‫إال أن نصدق أن ال حياة في المدينة بدون أحالمنا ‪.‬‬ ‫الشاعرة‪:‬أي معبد هذا أصبحت كاهنه ‪،‬فحولت فرحتنا إلى طقس نقدم فيه أحالمنا‬ ‫حطبا لتشعل نار معبدك ‪،‬ولتسلمنا في نهاية احتفالك رماد أحالمنا بركة‬ ‫نتيمن بها في هذا العدم ‪.‬‬ ‫السياسي‪ :‬ألم نقل لك أن هذه المدينة تحول أحالمنا إلى كابوس يخنق أرواحنا ولم‬ ‫تصدق؟‬ ‫الصديق ‪:‬أنا ال أملك إال أن أتألم لحالكم ‪،‬ولم يكن في نيتي إصابة ذاتكم بجرح‬ ‫جديد‪.‬وأتسلى بهذا النزيف الذي تسبح فيه أرواحكم ‪.‬‬ ‫المسرحي‪ :‬وهل يكفي أن تكون نيتك حسنة حتى ال تصيبنا باألذى ؟‬ ‫الشاعرة‪ :‬وهل ألمك قادر على أن يرشدنا إلى طريق ينقدنا من هذا التيه؟‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.