دليل التنظيم والتوصيف الوظيفي بجامعة الدمام وقد عرف بعض الباحثين األخالق في نظر اإلسالم بأنها عبارة عن " مجموعة املبادئ والقواعد املنظمة للسلوك اإلنساني ،التي يحددها الوحي ،لتنظيم حياة اإلنسان ،وتحديد عالقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه " ،وهو مجموعة من قواعد التخاطب لتحقيق األهداف ولغة التواصل املبني على تبادل املنفعة بين األطراف املتفقين أو املتفاهمين . وتتميز األخالق في االسالم بطابعين : .1أنه ذو طابع رباني بمعنى أنه مراد هللا سبحانه وتعالى . .2أنه ذو طابع إنساني أي أن لإلنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية ،وهو منهج السلوك وطريقة التعامل مع النفس وهللا واملجتمع ،وهو نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع ً الجانب العملي وهو جوهر اإلسالم ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه ،وحقيقة إن األخالق هي جوهر الرساالت السماوية على اإلطالق .فالرسول صلى هللا وسلم يقول " إنما بعثت ألتمم مكارم
األخالق " [ رواه اإلمام أحمد ابن حنبل في مسنده ] ،وهذا يعني أن بعثته هي إلتمام األخالق ، والعمل على تقويمها ،وإشاعة مكارمها ،وهذا يوضح لنا أن الهدف من كل الرساالت هدف أخالقي ، والدين نفسه هو حسن الخلق . واالخالق هي إحدى معطيات الثقافة العامة التي يؤمن بها أي مجتمع ،وفي اململكة العربية السعودية فان الدين االسالمي هو الذي ُيشكل البناء االجتماعي واالقتصادي والسياس ي الشامل ،والنظام االخالقي في االسالم يعتمد على تصوره للكون والوجود ،واالنسان هو جزء من هذا الوجود ،وعليه فإن الغاية البعيدة
من مجهودات االنسان ومساعيه في الدنيا هي ابتغاء مرضات هللا عز وجل الذي قال في اآلية " " 4من سورة القلم } وإنك لعلى خلق عظيم { . ً وتتجسد العدالة في اإلسالم من خالل مبدأ املساواة ،فالناس جميعا سواسية كأسنان املشط ،وأن ُ مقياس التفاضل مرهون بمقدار التزامهم بأوامر الخالق التي تمثل الخصائص الرفيعة ملكارم األخالق ،وهذا ما يؤكد لنا مجتمع املسلمين أنه ال اعتبار في تقويم اإلنسان للونه أو لغته أو جنسه أو بلده أو حالته االجتماعية أو االقتصادية أو السياسية إال بالتقوى ،وفي هذا قال سيد األخالق نبينا محمد عليه أفضل الصالة والسالم ( إن هللا ال ينظر إلى صوركم وال ألوانكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه اإلمام أحمد ابن حنبل .
383