Souriatna issue 113

Page 9

‫وجهة نظر ‪. .‬‬ ‫سوريتنا | السنة الثالثة | العدد (‪ / 17 | )113‬تشرين الثاني ‪2013 /‬‬

‫س�لاح أحم��د جبري��ل لتتك��رس الح��دود بي��ن المخيم‬ ‫ومحيط��ه‪ .‬وه��و الذي هب يس��عف ويغي��ث ويعمل بال‬ ‫توقف حين قصفت كل المناطق التي تحيط به‪ .‬بالطبع‬ ‫ال تُعج��ب أنظم��ة المتاجرة بمثل ه��ذا التالحم فكان ال‬ ‫ب��د من زيادة الجرعة في القت��ل والخطف والتدمير‪ .‬ها‬ ‫نح��ن اليوم أم��ام مهزلة « تف��اوض» بين وف��ود تأتي‬ ‫وتذهب‪ .‬وتحت القصف ومزاجية تكرس ما قلناه سابقا‬ ‫عن جمهورية الشبيحة وتحت العتب على تجاهل بعض‬ ‫أهل الثورة لمعاناة ومأس��اة فلس��طينيي سوريا يجري‬ ‫نقاش الهدنة من عدمه‪ .‬وتحت ذات الظروف وقس��وتها‬ ‫يخرج علينا حس��ن نصر اهلل متاجراً باس��م فلس��طين‬ ‫وباس��م ذات الش��عب الذي يذبح من عصابة يدافع عنها‬ ‫نصر اهلل بقتل السوريين والسوريات‪.‬‬ ‫ليس فقط يقيني الش��خصي بأن الشعب السوري‬ ‫يدرك حقيقة واقع الفلس��طينيين الذين يعتبرهم ابناء‬ ‫بلده وليس��وا ضيوفاً وال مجتمعًا طارئ��ًا على عكس ما‬ ‫تكش��ف مؤخراً عن العقل الممانع الممارس ردحه بحق‬ ‫الفلس��طينيين وفلس��طين‪ ،‬وه��و العقل نفس��ه الذي‬ ‫كان يتلطى وراء ش��عارات فلسطين والعدو الصهيوني‬ ‫تراه اليوم ومن معارضة « ش��ريفة تحت س��قف بشار»‬ ‫أيض��ًا تذهب في حمالته��ا كتابة وقوال وممارس��ة إلى‬ ‫تظهي��ر حقيق��ي لجوه��ر تفكيرها ومكانة فلس��طين‬ ‫الحقيقية عندها تماما كما كانت عند مصطفى طالس‬ ‫والتحري��ض عل��ى ياس��ر عرف��ات وط��رده من س��وريا‬ ‫والتضييق على مكاتب الفصائ��ل «اإلعالمية» (راجعوا‬ ‫كيف كان بشار المرعوب بعد سقوط بغداد يتحدث عن‬ ‫وجود الفصائل الفلس��طينية على أنه وجود إعالمي ال‬ ‫مقاوم)‪ .‬ما يفاجئك كفلس��طيني أن بعض أهل الثورة‬ ‫يريد مثال ممن يتضورون جوعاً تحت الحصار والقصف‬ ‫وعدم محاولة فك الحصار عنهم بش��كل جدي‪ ،‬يمارس‬ ‫التش��بيح الجاه��ل بوقائ��ع يتحم��ل مس��ؤولية تغييبها‬ ‫هؤالء الذين م��ا انفكوا يتحدثون عن سياس��ة التجويع‬ ‫لتركيع الن��اس أنهم كانوا يقفزون عن تس��مية مخيم‬ ‫اليرموك كمثل على الطبيعة الحقيقة لجوهر العصابة‬ ‫الحاكمة‪ .‬إلى جانب ممارس��ات تش��به ممارسات داعش‬ ‫ف��ي الش��مال م��ع النش��طاء الس��لميين والمدنيين من‬ ‫المخيم الفلسطيني‪ .‬بل ومن المؤسف أن ميشيل كيلو‬ ‫مثال تذكر ذكر الفلسطينين مؤخراً في الشرق األوسط‬ ‫بعد أن أصبح األمر غاية في االستفحال‪.‬‬ ‫هناك أصوات تس��تحق التقدير وه��ي تدرك الثمن‬ ‫الباه��ظ ال��ذي يدفعه الفلس��طينيون في س��وريا‪ .‬لكن‬ ‫األم��ر ال يج��ب أن يتوق��ف عن��د الس��رد وال تجاهل هذه‬ ‫المأس��اة في بوتقة المأساة الش��املة‪ .‬أقول هذا الكالم‬ ‫لم��ن يلعب في مربع السياس��ة واإلع�لام والثقافة وهو‬ ‫يدرك كيف يتاجر معس��كر العصابة األسدية بالشعارات‬ ‫بفلسطين وشعبها والذي أدرك حسن نصر اهلل اهميته‬ ‫مؤخ��راً ف��راح يه��ذي بالفضيح��ة عن حماية فلس��طين‬ ‫بقتل ش��عب س��وريا‪ .‬وهناك أصوات فلسطينية تتحدث‬ ‫عن الهدنة ليس كاستسالم للسفاح بل تجنيب للمخيم‬

‫وما يعنيه ف��ي معركة الحرية والكرامة وس��حب ذريعة‬ ‫حصاره وتركيع ش��عبه ليكونان ورقة ف��ي يد طاغية ال‬ ‫يتورع عن المس��اومة على سرواله ألسباب تتجاوز حتى‬ ‫الكرس��ي‪ .‬هم ش��باب يقارنون بين ما جرى في مناطق‬ ‫أخ��رى ف��ي محيط العاصمة دمش��ق وبين م��ا يمكن أن‬ ‫تنتجه مس��ألة تحوي��ل المخيم إلى مالذ آم��ن‪ .‬كما كان‬ ‫قبل أن يلعب نظام العصابة لعبة التش��بيح التي يلعبها‬ ‫في كل مكان باس��م ما يس��مى اللجان الشعبية‪ .‬هؤالء‬ ‫يدركون بأن مصير الحرية والكرامة إلى انتصار كما هو‬ ‫مصير الفلسطيني السوري مرتبط بمصير سوريا كلها‪.‬‬ ‫من وجهة نظري المتواضعة يحتاج معسكر الثورة‬ ‫الس��ورية ألن يس��اعد الث��وار الفلس��طينيين في اتخاذ‬ ‫القرار المناس��ب كم��ا يحتاج الكثير من معس��كر الثوار‬ ‫الفلس��طينيين لإلقالع عن تقليد حس��ن نصر اهلل في‬ ‫لطم��ه الذي زاد من ورطته الي��وم‪ .‬العتب ورفع الصوت‬ ‫عالي��اً بوج��ه كل ممارس��ات خاطئ��ة لي��س فيه س��وى‬ ‫الصح��ة على عك��س م��ا يزرع��ه نظ��ام العصابة من‬ ‫تفكير قطيعي عند اتباع��ه ينتج عبودية العقل وليس‬ ‫حريته‪ .‬ومن الصعب جدا أن تمر على الفلسطينيين كل‬ ‫األخطاء والخطايا باس��م «المق��دس» كما يفعل هؤالء‬ ‫المرتعدون حين تصف حس��ن نصر اهلل أو بش��ار على‬ ‫حقيقتهم��ا كصبي��ان إليران وأدوات بي��د الولي الفقيه‪.‬‬ ‫هؤالء الفلس��طينيون اعتادوا على نق��د حتى قياداتهم‬ ‫وفصائلهم ول��و لم يكونوا جزءاً منه��ا ويصعب عليهم‬ ‫الصمت على تج��اوزات يرونها مقت��ل لممانعي الحرية‬ ‫والكرامة وهو ما ال تس��تطيع أبواق نصر اهلل استيعابه‬ ‫ول��و كان واحدهم يحمل لقب أس��تاذ‪ .‬كما انتفض ذات‬ ‫يوم غس��ان ج��واد عل��ى االعربي��ة في حض��رة منتهى‬ ‫الرمح��ي مه��دداً بالقتل عم��ار القربي النتقاده حس��ن‬ ‫نصر اهلل‪.‬‬ ‫ي��درك الفلس��طينيون الس��وريون حج��م أكاذيب‬ ‫حس��ن نص��ر اهلل كما ب��ات يدركه��ا الس��وريون الذين‬ ‫فتحوا ابوابهم ف��ي ‪ 2006‬وقبلها بعد ‪ 2003‬للعراقيين‬ ‫الذين يرسلون اليوم إلى ذات المناطق التي احتضنتهم‬ ‫ليذبحوا س��كانها باسم الحس��ين‪ .‬وهذا اإلدراك البد أن‬ ‫ينعك��س أكثر على عالق��ة هؤالء بمجتم��ع الثورة نحو‬ ‫مزي��د من التنس��يق والتفاهم كجزء أساس��ي وواضح‪،‬‬ ‫ليس في دعم الثورة السورية بل في االنخراط العملي‬ ‫فيه��ا‪ .‬هؤالء ال يجب أن يأخ��ذوا بجريرة مرتزقة جبريل‬ ‫الذي يحاصرهم‪ .‬فعلى األقل ظاهرة التش��بيح والقتل‬ ‫بمن اش��تغل مرتزقا عند بش��ار وأجهزته لم يكن يوما‬ ‫معبراً عن هؤالء كما لم يعبر شبيحة ومرتزقة بشار من‬ ‫هذه او تلك الجماعة عن تلك الجماعة الس��ورية‪ .‬وهذا‬ ‫ما يجب أن يس��ود خطابًا وممارسة أكان عند المعارضة‬ ‫الس��ورية أم عند من يحمل السالح وعند مجتمع الثورة‬ ‫ومكوناتها‪ ،‬وهي ترى ذرائع حسن نصر اهلل تذهب في‬ ‫االتجاه��ات المرغوب منه��ا دغدغة العواط��ف والتلحف‬ ‫بفلس��طين في ممارس��ة الق��ذارات الت��ي تتوهم قوى‬ ‫كثيرة بأنها من خاللها يمكن أن توقف عجلة التاريخ‪.‬‬

‫أسبوعية تصدر عن شباب سوري مستقل‬

‫أعم��دة الكهرباء لتغطي جبن وخس��ة قتل��ة معروفين‬ ‫اسماً وتوصيفًا‪.‬‬ ‫أب��داً ليس باس��م فلس��طين قتل س��فاح س��وريا‬ ‫ش��عبها ودمر مدنها وانبطح بتسليم سالحه وفتح بلده‬ ‫لمرتزق��ة وبش��كل منهج��ي ومنظ��م حتى من روس��يا‬ ‫ويتفاخر بوالئه للولي الفقيه وهو يهذي عن العلمانية‬ ‫والعروبة‪ .‬وليس باس��م فلس��طين تُرتك��ب جرائم أبو‬ ‫الفضل الذين مارس��وا ذات القتل ف��ي البلديات ببغداد‬ ‫حين أهدي سيف ذو الفقار إلى رامسفيلد من مرجعيات‬ ‫هؤالء قبل أن يرفع ملك س��عودي سيفه يراقص بوش‬ ‫بس��نوات‪ .‬وحي��ن وصف بأمي��ر المؤمنين مج��رم حرب‬ ‫أميرك��ي وراح بحر الظلمات يه��دي القرآن لمندوبه في‬ ‫بغداد‪ .‬هؤالء ال يمكن أن يكونوا مع فلسطين وال يمكن‬ ‫أن يبعون��ا ش��عارات عن أنهم عراقي��ون مقاومون‪ .‬أبداً‬ ‫ه��م ليس��وا أكثر من مرتزق��ة لعب بهم عق��ل خرافي‬ ‫باسم ثارات ال تنتهي طالما أن مرجعياتهم على شاكلة‬ ‫من يمسح اليوم من ش��وارع طهران شعارات الشيطان‬ ‫األكبر‪ .‬ليس باس��م فلس��طين وال حمايتها يجد نفس��ه‬ ‫حس��ن نصر اهلل يلعق كل بصاقه وهو يجد نفسه في‬ ‫خندق محمود عباس الحليف الجديد لبشار في استبدال‬ ‫تحالفات تناكف الواقع‪.‬‬ ‫الشعب الفلس��طيني تعرض في غزة قبل عامين‬ ‫لح��رب ش��املة وقبلها بس��نتين تعرض ألخ��رى‪ .‬قاوم‬ ‫وقص��ف مواقع العدو بقدر ما مل��ك‪ .‬لكن مقاومة نصر‬ ‫اهلل كان��ت تنص��ب ميكروفوناته��ا مث��ل أي بائ��ع كالم‬ ‫ف��ي هذا العال��م العربي وظلت جبه��ة الجنوب صامتة‪.‬‬ ‫بل راح يهرب حس��ن نصر اهلل نفس��ه من « الصواريخ‬ ‫المشبوهة»‪ ،‬فهل فلسطين تنصر في قتل السوريين؟‬ ‫وه��ل يكفي الكذب وانخراط كتاب فلس��طينيين ونخب‬ ‫جبان��ة فيه ع��ن أن « أفغ��ان» هم الذي��ن يُقتلون في‬ ‫مخيم اليرم��وك مث ًال؟ وهل تجويع الن��اس وحصارهم‬ ‫وتهجيره��م ث��م مس��اومتهم عل��ى حياته��م بع��د أن‬ ‫م��روا بتغريبة أقس��ى م��ن األولى هو انتصار للش��عب‬ ‫الفلس��طيني وقضيته؟ وقد يبدو بالنس��بة للبعض بأن‬ ‫مثل هذه األس��ئلة هي ترف أمام الحقيقة‪ .‬لكنها أسئلة‬ ‫األجوبة المعاش��ة على أجس��اد ونفس��يات شعب كامل‬ ‫س��فكت دماؤه باس��م عصاب��ة تمارس أخ��س الجرائم‬ ‫المحمي��ة بمصال��ح دولية وصهيوني��ة خالصة كحراس‬ ‫ح��دود‪ ،‬وهي تدع��ي الممانعة ب��أدوات مهزومة تهرول‬ ‫نح��و جح��ور الطائفية ظناً منها أنها س��تنتصر لس��فاح‬ ‫ملف��وظ يظن أيضاً واهمًا بأن بن��اء تحالفات جديدة مع‬ ‫معس��كر فلس��طيني كان حتى األمس القريب يس��مى‬ ‫«معس��كر أوس��لو» س��يعيد له ش��يئاً من رصيد الكذب‪.‬‬ ‫ليس في قتل ش��عب وقصف مخاب��زه وتدمير مقومات‬ ‫حياته وبيع س��يادة وطنه إلى من يشتري اقليمياً ودوليًا‬ ‫في��ه أي ن��وع م��ن المقاوم��ة والممانعة‪ ،‬ب��ل انحدار ال‬ ‫ي��راه ربما البعض آني��اً لكن تبعاته باتت تتش��كل منذ‬ ‫اليوم‪ .‬القصة ليس��ت كرسيًا فحسب بل ورطة انفضاح‬ ‫التاريخ وتكس��ر قشور لغطاء عورات شعارات وخطابات‬ ‫وإيديولوجيا تنهار س��احبة معها كل ما سبق من تخلف‪،‬‬ ‫وردة كانت تغلف باس��م فلس��طين التي لم يحرر منها‬ ‫شبر ال من بيروت وال عمان وال دمشق وال من رام اهلل‪.‬‬ ‫ليست مصادفة تاريخية وال سقطة من سقطات الزمن‬ ‫أن ينحاز الفلسطيني في سوريا بفطرة التمرد المجبول‬ ‫عليها إلى جانب الكربالئية الس��ورية منذ أيامها األولى‬ ‫خارجًا من معسكره نحو البوابة والميدان وسيدي مقداد‬ ‫والغوطتين الشرقية والغربية‪ .‬فصحيح أن مخيمه غال‬ ‫عليه لهويته‪ ،‬لكنه ما كان ليكون لو لم يركل س��ايكس‬ ‫بيكو عصابة بشار ولو جبنت نخبة السياسية كلها‪ .‬وما‬ ‫كان ليك��ون لو تفرج على جموع الس��وريين تهجر دون‬ ‫أن يعمل منذ البداية في إبراز فلس��طينيته وإنس��انيته‬ ‫مع أخيه وأخته الس��وري والسورية‪ .‬وألنه يدرك التاريخ‬ ‫وعجالت��ه فقد أدرك بأنه ال تتحرر فلس��طين وال يتحرر‬ ‫هو بوجود ش��عوب خانعة ألنظمة ديكتاتورية مستبدة‬ ‫تس��لب منه��ا إرادته��ا‪ .‬نعم كل��ف األمر ثمن��ًا باهظًا أن‬ ‫الفلسطيني أدرك بأنه ليس مجرد « جالية» تُجلى كما‬ ‫أي��ة جالية عن س��وريا وتذهب بجواز س��فر إلى منبتها‬ ‫األصل��ي متحينة فرصة العودة إلى س��وريا كس��وريين‬ ‫من أصول دولة ما‪ .‬هو الفلس��طيني العربي الذي عتب‬ ‫وقس��ى على عروبة ثقافته وهي تنس��لخ عن موروثها‬ ‫الذي تجس��د عنده‪ ،‬غي��ر مبال لقصف متكرر وانتش��ار‬

‫‪9‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.