التعليم
ترييزا إيفانز ،حاصلة عىل درجة املاجستري يف الرتبية الدولية يف جامعة هارفرد للدراسات العليا يف الرتبية .تد ّرس حاليا تربية رياض األطفال يف مدينة العني .منذ بداياتها كمتطوعة يف هيئة السالم يف اليمن ،اتسعت مهنتها يف مجال الرتبية عىل مدى عرشين عاما.
استعادة الذكريات إنه هذا الوقت من السنة ،فالسنة الدراسية 2013-2012قد ولت ،والشمس تكوي رمال الصحراء ،وطائريت ستقلع يف أي لحظة إلجازة صيفية مؤقتة يف الواليات املتحدة األمريكية. إنه الوقت األمثل الستعادة القوى ،والبحث عن اإلجازة األنسب.
طوال الفصول الدراسية الثالثة املاضية ،مررنا بأجمل اللحظات وأصعبها ،ونجحت يف الوقوف والتفكري مليا لبعض الوقت من حني آلخر ،حفاظا عىل استقرار وترية العمل .ألجد بشكل واضح مقدارا كبريا من التطور عىل الصعيدين الشخيص واملهني عىل مدار العام. بالتزامن مع بعض األمور التي مل تتطور بعد ،وستكون نصب عيني يف العام القادم ،خاصة وأن شمس الصيف بدأت تخبو ،والرياح املنعشة عادت بصحبة خريف العواصف الرملية لتهب من جديد. وكمفتشة عاملية معروفة ب "كابر" العام ،أجد نفيس أراجع مامرسايت .التغيري ليس سيئا عىل اإلطالق ،وغالبا ما يكون لألفضل ،أشعر بأين يف هذه السنة سأهتم بالتدريس يف الغرف الصفية .إذ يحب زوجي القول أنه يف بعض األوقات ،بعد قراءة كتاب التعليامت، قد تحتاج إىل رميه بعيدا ،والقيام مبا ميليه عليك عقلك .واإلعالن التجاري الشهري لرشكة "نايك" يشري إىل هذا ،وأنا أتقبل الفكرة عىل نحو كبري .وبالرغم من خربيت الطويلة يف تقييم الطالب ورصد ما يحيط بهم ،إال أنني أفضل الرتكيز عىل إشغال األطفال بالعملية التعليمية ومساعدتهم عىل فهم ما يتعلمونه ،وملاذا يتعلمونه .واملعلمون الناجحون يستطيعون أن يكونوا معلمني رائعني -وليسوا ناجحني فقط – بالخربة التي متنح لهم ،والتطور املستمر والحرفية العالية .أما التدريس بالنسبة يل فهو "الجانب املرح" من العملية التعليمية. ويف نقاش يل هذه العام مع مدير القبول والتسجيل يف جامعة هارفارد ،قال" :إذا مل تعد املعلومة ت ُدرس يف الغرف الصفية ،فال قيمة لها ".وأنا أوافقه الرأي متاما. أوقات جديرة بالذكرى خالل السنة الدراسية املاضية تضمنت تبادل الرسائل بني أصدقاء باملراسلة مع مدرسة يف أمريكا .حيث استطاع األطفال رسم اللوحات ،وإرسال الصور، وكتابة أسامئهم وإجابة الكثري من األسئلة التي ساعدت أصدقاءهم عىل التواصل معهم ومعرفتهم ،وعندما استلم األطفال رسائل الرد غمر الحامس الغرفة الصفية ،ووضعناها يف ملف لحفظها؛ وليتمكن األطفال من قراءتها يف مركز القراءة .كام واستخدمت امللف لتعليمهم القراءة .واستطاع األطفال التعرف عىل األرقام بسهولة يف إجابات بعض األسئلة، مثل :كم عمرك؟ أو قراءة األلوان يف إجابة بعض األسئلة ،مثل :ما لونها املفضل؟ فهتفت فاطمة وأنا أشري إىل الكلمة ":الوردي!" ويف درس خدمة املجتمع ،كان عىل األطفال الذهاب إىل مركز الرشطة ومحطة اإلطفاء يف اليوم ذاته .أحد األطفال ،واسمه أحمد ،كان مبتهجا 22
The Source
للغاية عندما سمح له ضابط الرشطة باستخدام حاسوبه وارتداء قبعته .فقمت بطباعة صورته ،ووضعتها يف إطار كهدية تخرج له. وبينام أنا مسرتخية ومستمتعة بأبسط األموريف اإلجازة التي طال انتظارها ،وعيناي عىل املستقبل ،وشعور التغيري الجيل يداعبني .أجد بأن السنة الدراسية املقبلة سيتبعها مبارشة سلسلة من التعليم والتعلّم املتواصل .وكل الخربة التي اكتسبتها ساهمت بشكل كبري يف جعيل املعلمة التي أنا عليها اليوم .أما الغرفة الصفية فهي مخترب علمي واقعي من التطبيقات التعليمية ،أمتلك فيها الفرصة الستخدام مهارايت بالتأثري اإليجايب عىل إنجازات الطالب وإلهام فضولهم .وال أجد طريقة أفضل إلنهاء السنة الدراسية من تحديد املسار الذي أنوي سلوكه يف السنة القادمة .أشعلت األضواء الصغرية البيضاء يف سقف الطائرة مع بدء وقت الغسق .فلمحت عىل مييني امرأة غرقت يف النوم بلمح البرص .تنهدت برىض، بعد أن تأكدت أنني أنجزت أعاميل يف السنة املاضية .ويف نفس الوقت ،أنا عىل اطالع كامل باملهمة التي تنتظرين .ومع مهلة ستة أسابيع ،أخطط لرؤية عائلتي وأصدقايئ واالستمتاع برفقتهم ،وأع ّد نفيس للتحديات والفرص املطروحة أمامي للسنة املقبلة.