Issue 54

Page 51

‫التعليم‬

‫ترييزا إيفانز‪ ،‬حاصلة عىل درجة املاجستري يف الرتبية الدولية يف‬ ‫جامعة هارفرد للدراسات العليا يف الرتبية‪ .‬تد ّرس حاليا تربية‬ ‫رياض األطفال يف مدينة العني‪ .‬منذ بداياتها كمتطوعة يف هيئة‬ ‫السالم يف اليمن‪ ،‬اتسعت مهنتها يف مجال الرتبية عىل مدى‬ ‫عرشين عاما‪.‬‬

‫استعادة‬ ‫الذكريات‬ ‫إنه هذا الوقت من السنة‪ ،‬فالسنة الدراسية ‪ 2013-2012‬قد ولت‪ ،‬والشمس تكوي رمال‬ ‫الصحراء‪ ،‬وطائريت ستقلع يف أي لحظة إلجازة صيفية مؤقتة يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫إنه الوقت األمثل الستعادة القوى‪ ،‬والبحث عن اإلجازة األنسب‪.‬‬

‫طوال الفصول الدراسية الثالثة املاضية‪ ،‬مررنا بأجمل اللحظات وأصعبها‪ ،‬ونجحت يف‬ ‫الوقوف والتفكري مليا لبعض الوقت من حني آلخر‪ ،‬حفاظا عىل استقرار وترية العمل‪ .‬ألجد‬ ‫بشكل واضح مقدارا كبريا من التطور عىل الصعيدين الشخيص واملهني عىل مدار العام‪.‬‬ ‫بالتزامن مع بعض األمور التي مل تتطور بعد‪ ،‬وستكون نصب عيني يف العام القادم‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن شمس الصيف بدأت تخبو‪ ،‬والرياح املنعشة عادت بصحبة خريف العواصف الرملية‬ ‫لتهب من جديد‪.‬‬ ‫وكمفتشة عاملية معروفة ب "كابر" العام‪ ،‬أجد نفيس أراجع مامرسايت‪ .‬التغيري ليس سيئا‬ ‫عىل اإلطالق‪ ،‬وغالبا ما يكون لألفضل‪ ،‬أشعر بأين يف هذه السنة سأهتم بالتدريس يف‬ ‫الغرف الصفية‪ .‬إذ يحب زوجي القول أنه يف بعض األوقات‪ ،‬بعد قراءة كتاب التعليامت‪،‬‬ ‫قد تحتاج إىل رميه بعيدا‪ ،‬والقيام مبا ميليه عليك عقلك‪ .‬واإلعالن التجاري الشهري لرشكة‬ ‫"نايك" يشري إىل هذا‪ ،‬وأنا أتقبل الفكرة عىل نحو كبري‪ .‬وبالرغم من خربيت الطويلة يف تقييم‬ ‫الطالب ورصد ما يحيط بهم‪ ،‬إال أنني أفضل الرتكيز عىل إشغال األطفال بالعملية التعليمية‬ ‫ومساعدتهم عىل فهم ما يتعلمونه‪ ،‬وملاذا يتعلمونه‪ .‬واملعلمون الناجحون يستطيعون أن‬ ‫يكونوا معلمني رائعني ‪ -‬وليسوا ناجحني فقط – بالخربة التي متنح لهم‪ ،‬والتطور املستمر‬ ‫والحرفية العالية‪ .‬أما التدريس بالنسبة يل فهو "الجانب املرح" من العملية التعليمية‪.‬‬ ‫ويف نقاش يل هذه العام مع مدير القبول والتسجيل يف جامعة هارفارد‪ ،‬قال‪" :‬إذا مل تعد‬ ‫املعلومة ت ُدرس يف الغرف الصفية‪ ،‬فال قيمة لها‪ ".‬وأنا أوافقه الرأي متاما‪.‬‬ ‫أوقات جديرة بالذكرى خالل السنة الدراسية املاضية تضمنت تبادل الرسائل بني أصدقاء‬ ‫باملراسلة مع مدرسة يف أمريكا‪ .‬حيث استطاع األطفال رسم اللوحات‪ ،‬وإرسال الصور‪،‬‬ ‫وكتابة أسامئهم وإجابة الكثري من األسئلة التي ساعدت أصدقاءهم عىل التواصل معهم‬ ‫ومعرفتهم‪ ،‬وعندما استلم األطفال رسائل الرد غمر الحامس الغرفة الصفية‪ ،‬ووضعناها‬ ‫يف ملف لحفظها؛ وليتمكن األطفال من قراءتها يف مركز القراءة‪ .‬كام واستخدمت امللف‬ ‫لتعليمهم القراءة‪ .‬واستطاع األطفال التعرف عىل األرقام بسهولة يف إجابات بعض األسئلة‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬كم عمرك؟ أو قراءة األلوان يف إجابة بعض األسئلة‪ ،‬مثل‪ :‬ما لونها املفضل؟ فهتفت‬ ‫فاطمة وأنا أشري إىل الكلمة ‪":‬الوردي!" ويف درس خدمة املجتمع‪ ،‬كان عىل األطفال الذهاب‬ ‫إىل مركز الرشطة ومحطة اإلطفاء يف اليوم ذاته‪ .‬أحد األطفال‪ ،‬واسمه أحمد‪ ،‬كان مبتهجا‬ ‫‪22‬‬

‫‪The Source‬‬

‫للغاية عندما سمح له ضابط الرشطة باستخدام حاسوبه وارتداء قبعته‪ .‬فقمت بطباعة‬ ‫صورته‪ ،‬ووضعتها يف إطار كهدية تخرج له‪.‬‬ ‫وبينام أنا مسرتخية ومستمتعة بأبسط األموريف اإلجازة التي طال انتظارها‪ ،‬وعيناي عىل‬ ‫املستقبل‪ ،‬وشعور التغيري الجيل يداعبني‪ .‬أجد بأن السنة الدراسية املقبلة سيتبعها مبارشة‬ ‫سلسلة من التعليم والتعلّم املتواصل‪ .‬وكل الخربة التي اكتسبتها ساهمت بشكل كبري‬ ‫يف جعيل املعلمة التي أنا عليها اليوم‪ .‬أما الغرفة الصفية فهي مخترب علمي واقعي من‬ ‫التطبيقات التعليمية‪ ،‬أمتلك فيها الفرصة الستخدام مهارايت بالتأثري اإليجايب عىل إنجازات‬ ‫الطالب وإلهام فضولهم‪ .‬وال أجد طريقة أفضل إلنهاء السنة الدراسية من تحديد املسار‬ ‫الذي أنوي سلوكه يف السنة القادمة‪ .‬أشعلت األضواء الصغرية البيضاء يف سقف الطائرة مع‬ ‫بدء وقت الغسق‪ .‬فلمحت عىل مييني امرأة غرقت يف النوم بلمح البرص‪ .‬تنهدت برىض‪،‬‬ ‫بعد أن تأكدت أنني أنجزت أعاميل يف السنة املاضية‪ .‬ويف نفس الوقت‪ ،‬أنا عىل اطالع كامل‬ ‫باملهمة التي تنتظرين‪ .‬ومع مهلة ستة أسابيع‪ ،‬أخطط لرؤية عائلتي وأصدقايئ واالستمتاع‬ ‫برفقتهم‪ ،‬وأع ّد نفيس للتحديات والفرص املطروحة أمامي للسنة املقبلة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.