الاتجاهات نحو الخادمات و أثره على أساليب التنشئة الاسرية والتوافق النفسي للأبناء بدولة قطر

Page 124

‫االتجـاهات نحــو الخــادمات «المـربــــيات»‬ ‫وأثره على أساليب التنشئة األسرية والتوافق النفسـي لألبنــاء بدولة قطــر‬ ‫"دراسة تحليلية تشخيصية"‬

‫وذلك من خالل جلو�سهم معها �أثناء م�شاهدة التلفاز واهتمامات اخلادمة (املربية) بهم يف حلظات حميمة‬ ‫بالن�سبة لهم‪ ،‬كما �أنهم �أكرث �إدراك ًا لهذه العالقات والأدوار خا�صة عندما تقوم اخلادمة (املربية) باالهتمام‬ ‫ب�ش�ؤونهم اخلا�صة‪ ،‬في�شعرون بقربها منهم بحيث ت�صبح جزء ًا من منظومتهم النف�سية واالجتماعية‪� ،‬أما اهتمام‬ ‫اخلادمة فيكون من خالل تقدمي كل ما يحبونه من وجبات طعام و�أ�شياء خا�صة بهم وحكاية الق�ص�ص اجلميلة‬ ‫وم�ساعدتهم يف �أمور خا�صة ال تعرف عنها والدتهم‪.‬‬ ‫كما ت�شري هذه النتيجة �إىل �أن الأبناء يف املرحلة االبتدائية �أكرث ت�أثر ًا واهتمام ًا باخلادمة (املربية ) مقارنة‬ ‫بالأبناء يف املرحلتني الإعدادية واملرحلة الثانوية‪ ،‬مما يدلل على �أهمية هذه املرحلة النمائية يف حياة الأبناء‬ ‫والتي يتطور فيها احل�س االجتماعي والنف�سي وكذلك تتطور �شخ�صيته بكل اخلربات املكت�سبة من خالل الأ�سرة‬ ‫والأ�صدقاء وكل ما يحيط بالطفل‪.‬‬ ‫وي�شري اجلدول ال�سابق �إىل �أن الأبناء يف املرحلة الثانوية هم �أكرث �إدراك ًا للأمور الأخرى غري احل�سنة‬ ‫املتعلمة من اخلادمة (املربية) وخا�صة ت�أثر �أخوتهم ال�صغار �سن ًا بعادات وتقاليد اخلادمة (املربية) وتعلم‬ ‫�أخوتهم ال�صغار �أ�شياء غري مفيدة ومزعجة من اخلادمة (املربية) والعادات ال�سلوكية الغريبة وامل�شوهة والتي ال‬ ‫تت�صل بعادات و�أخالقيات املجتمع‪� ،‬أ�ضف �إىل تعلم اللغة العربية ب�صورة م�شوهة وهجينة‪ .‬وهذه النتيجة منطقية‬ ‫ومقبولة خا�صة �أن الأبناء يف املرحلة الثانوية قد مروا بخربات جيدة يف حياتهم من خالل العالقات االجتماعية‬ ‫املختلفة و�أنهم قد �أ�صبحوا �أكرث اندماج ًا يف جمتمعهم فيكونون قادرين على �إدراك الأمور اجليدة التي تتنا�سب‬ ‫وتت�سق مع املجتمع الذي يعي�شون فيه وتعلم العادات والأ�ساليب غري ال�سوية التي ال تت�صل مبجتمعهم‪ ،‬لذلك‬ ‫هم �أكرث �إدراك ًا على فهم الأمور الهجينة والغريبة من عادات و�سلوكيات تقوم بها اخلادمة (املربية) وتك�سبها‬ ‫للأبناء‪.‬‬ ‫وتتفق نتائج الدرا�سة مع نتائج درا�سة �سليمان العمري (‪ )2004‬ووفاء ال�سليطي و�آخرون (‪ )1999‬وعلي‬ ‫حممد الديب (‪ )1996‬ودرا�سة عنربة الأن�صاري (‪ )1990‬ودرا�سة ع�صام عبد اجلواد (‪ ،)1987‬يف اثر اخلادمة‬ ‫على الرتبية النف�سية والعقلية والفكرية يف الأبناء ويف درا�سة حمدي يا�سني (‪ )1990‬وح�سني الرفاعي (‪)1987‬‬ ‫يف �أن امل�شكالت التي يت�سبب بها وجود اخلادمة (املربية) ي�ؤثر ب�صورة حا�سمة على �شخ�صية الأبناء حيث كان‬ ‫هناك فروق دالة بني �أبناء الأ�سر الالتي ا�ستقدمت خادمات (مربيات) والأ�سر الذين مل ي�ستقدموا خادمات‬ ‫(مربيات)‪.‬‬ ‫ولقد اتفقت مع درا�سة (‪ )Verona & Sachs- Ericsson, 2006‬يف �أن اخلربات التي يكت�سبها‬ ‫الأبناء يف الطفولة ويف مراحل النمو الرئي�س ت�ؤثر ب�صورة حا�سمة يف حياة الأبناء‪ ،‬حيث �أظهرت درا�ستهم �أن‬ ‫الأبناء الذين تعر�ضوا خلربات �سيئة يف الطفولة‪ ،‬ا�ستمرت معهم يف جميع مراحل احلياة املختلفة وذلك يف �صور‬ ‫�سلوك عدوان وم�شاك�سة وم�شكالت مع الآخرين وظهور ال�سلوك امل�ضاد للمجتمع‪.‬‬ ‫ب) نتائج مقاييس االتجاهات نحو الخدم كما يدركه الوالدان‪:‬‬ ‫ ‬

‫مستوى الجنس ذكور – إناث‪:‬‬

‫توجد فروق ذات داللة �إح�صائية بني متو�سطات درجات الأفراد وجمموعات الدار�سة على مقايي�س الدرا�سة‬ ‫االجتاهات نحو اخلادمة (املربية) يف املنزل (كما يدركه الوالدان) ل�صالح الذكور‪.‬‬ ‫‪123‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.