ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﳌﺘﻨﻔﹼﺲ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻔﹼﺲ ﺎ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﻭﻏﲑﻩ ﻫﻲ ﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳍﺎ ،ﻭﻣﻊ ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ﻭﺑﻼﻏﺘﻬﺎ ﺑﺂﻟﺘﻪ ﻭﺃﳌﻪ ﺍﳋﺎﺻﲔ ﺑﻪ. ﻫﺬﺍ ﻛﹼﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﹼﺒﻊ ﻣﺘﻮﻓﹼﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﻗﹸﻮﻝ ﺇﻥ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ ﻫﻢ ﺸﺎﰊ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪ .ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟ ﺍﻟﹼﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﺍﳊﻴﺔ ،ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻮﺣﻴﺪ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻨﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ. ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻣﻬﻤﺎ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃ ﹾﻥ ﻳﻐﺮﺳﻬﺎ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ .ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺇ ﹼﻻ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺷﺎﺑﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃ ﹾﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﺳﻄﻮﺭﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ .ﻫﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﲤﺎﺭﻳﻦ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ،ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﳛﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ. ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻤ ﺪ ﺇ ﹼﻻ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﻱ ﺑﻔﻀﻞ ﺁﻟﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺟﺎﻫﻠﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻭﺗﻘﺰﱘ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻘﺎﻓﺰ ﰲ ﺍﻟ ﹼﺬﺍﻛﺮﺓ ﻛﻐﺰﺍﻝ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺷﺠﺮ ﹰﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ.
100