هكذا كان هذا األمني على ما اعتق َد ،وأنا أحرتم من يعتقد ،وأحرتم من يكون
أميناً العتقاده ،ألين أحب الصادقني الذين أمساهم الكتاب :الصدِّيقني ،فالصادق خمفي ،واحلق ،يف الكلمة اليونانية ،يعين ما هو غري خفي. وحده يكشف ما هو ي كل حني .أما يف اخلفاء والظلمة فيحاك وهذا اإلنسان عرف أن احلقيقة تنجلي يف ي ما هو ظالم وظلم ،ألن احلقيقة ال ختاف .الظاملون ال يفعلون يف الضوء ما يشاؤون. العلَن معتربين َّ بأن احلقيقة اليت يؤمنون هبا هي حقيقة واملؤمنون يفعلون األمور يف َ
آمنوا آمنوا بصدقيتهَ ، للمأل ال لفئة من الفئات .وهلذا يا أحبية ،هذا األمني الذي َ آمنوا بتكامل نفسه ،كان يُرقى إليه من حني إىل آخر تَـ َرتاً مبسؤوليات كبرية. مبناقبيتهَ ، واألمور الكبرية ال تعطى إال للصادقني .فاملنافقون ال يبنون ،املنافقون يبنون أنفسهم، وأما اآلدمي يُهلك نفسه لتحيا أنت .وهلذا يا أحبة ،عرفوا َّ بأن هذا اخلَِفر يظهر يف
العمل الصاحلَ ،فأوكل له أن يعمل. تقرأ هذه السرية ،فتحرتم إنساناً يناضل من أجل اعتقاد الْتَـ َزَمهُ .وأنا أحب الصادقني وأكره املنافقني الذين يبيعون النفوس من أجل ختمة بطوهنم وجيوهبم .يا أحبَّة ،أعرتف بأين ال أعرف سريته مع اهلل ولكن أؤمن بأ ين اهلل يقول :ملكوت اهلل يف داخلكم ،أعرف بأن عقيدة احلزب امتلكت نفسه ،واهلل يعلم إن كان ميلكه يف نفسه ،ولكين على يقني بأن ملتزم احلق والصدق ال يعرف هذين إن مل يكن هلل يف مقر ،فقط ِّ املتأهلون يعرفون احلقيقة ،واإلنسان ،إن مل يكن أميناً يف القليل ال قلبه ي يستطيع أن يكون أميناً يف الكثري .هذا الذي يتكلم عن وطنية وال حيرتم بيته ،هذا كاذب .إذا أنت لست أميناً يف البيت ال تستطيع أن تكون أميناً للبلد ،ومن كان سارقاً لدرهم يسرق املليون ،ألن السرقة ليست متعلِّقة بالقيمة ،وإمنا متعلِّقة بالقلب. ولياس الذي -وشكراً هلل -ينطلق من بيتنا إليه ،أنا أفرح بأنه مل خين ما اعتق َد به وفيه.
287