مجلة العلوم الحقيقية العدد السادس

Page 52

‫العدد السادس‬

‫الحالــة رقــم ‪ ،14‬امــرأة‪،‬‬‫العمــر ‪ .23‬في جلســة اجتماعية‬ ‫كانــت تحــاول أن تســتولي‬ ‫وتتالعــب بأفضــل الحاضريــن‬ ‫المتاحيــن (جنســيا‪ ،‬المترجــم)‬ ‫ً‬ ‫مســتعملة‬ ‫فــي مجموعتنــا‬ ‫أســاليب مثيــرة للتقــزز كالضحــك‬ ‫المصطنــع بشــكل واضــح لتجذب‬ ‫اهتمامــه‪ ،‬كانــت تتصــرف‬ ‫كعاهــرة فكانــت مثــا تجلــس‬ ‫علــى مكاتبهــم وترفــع قميصهــا‬ ‫لتعــرض بــروز حلمتيهــا‪ .‬مــاذا‬ ‫بقــي؟! أعتقــد أن أكثــر مــا كان‬ ‫يســتفزني هــو إعجــاب الرجــال‬ ‫بهــا‪ ،‬أوالئــك الحمقــى‪ ...‬تخيلــتُ‬ ‫أننــي أضربهــا بقســوة بســبب‬ ‫خطــأ ترتكبــه ويكــون واضحــا‬ ‫لــكل الحاضريــن (هــذه هــي‬ ‫الطريقــة التــي ســتجعل الرجــال‬ ‫يؤيــدون ســبب هجومــي الهمجــي‬ ‫الــذي ســأنفذه بإتقــان حتــى‬ ‫أكســب امتنانهــم وانتباههــم)‪...‬‬ ‫[مــا الــذي فعلتِــه بالضبــط؟]‬

‫علم النفس التطوري‬

‫تلــك الطريقــة وال ينبغــي أبــدا‬ ‫ألحــد أن يتعــاون فــي شــي‬ ‫كهــذا‪ .‬أتمنــى أن يُضــرب كالهمــا‬ ‫باســتمرار فــي الســجن‪ .‬فلربمــا‬ ‫سيشــعران ببعــض األلــم‬ ‫الحقيقــي لمــرة واحــدة‪)5(».‬‬ ‫ولكــن الجميــع لــم يتفقــوا‪.‬‬ ‫أحدهــم قــال مثيــرا الدهشــة‪:‬‬ ‫«أعتقــد أن مــا فعلتــه دايــان‬ ‫لــم يكــن خطــأ‪ ،‬لقــد آلمهــا‬ ‫حبيــبُ عمرهــا فــأرادت أن‬ ‫تــردع تلــك العاهــرة‪ .‬أدريــان‬ ‫جونــز اســتحقت مــا حــدث‬ ‫لهــا‪ .‬وال أرى أن دايــان تســتحق‬ ‫الســجن فقــد فعلــت مــا فعلــت‬ ‫ألجــل الحــب‪ .‬أرى أن دايــان‬ ‫يجــب أن تنــال حريتهــا‪)6(».‬‬ ‫لقــد كشــف تمحيصنــا بحــرص‬ ‫آلالف حــاالت القتــل وخيــاالت‬ ‫القتــل عــن دور المنافســة‬ ‫الجنســية األساســي فــي جرائــم‬ ‫القتــل‪ .‬خــذوا هــذه األمثلــة مــن‬ ‫الخيــاالت النــي تعبــر عــن العنف‬ ‫تجــاه المنافســين الجنســيين‪.‬‬

‫لقــد تكلمــت عنهــا بالســوء‬ ‫لزمالئــي الرجــال فوافقونــي‬ ‫ولكنهــم لــم يكفــوا عــن‬ ‫االســتمتاع بمشــاركتها‪ .‬الرجــال!‬ ‫ـم ‪ ،124‬رجــل‪ ،‬العمر‬ ‫الحالــة رقـ‬‫‪[ .32‬مــن الــذي فكــرت بقتلــه؟]‬ ‫لقــد كان رجــا ضاجــع زوجتــي‪...‬‬ ‫كان عشــيقها الســابق‪ ...‬وكانــت‬ ‫زوجتــي قــد تحدثــت عــن مقــدار‬ ‫حرصهــا علــى عشــيقها الســابق‬ ‫وعــن رغبتهــا فــي الحفــاظ‬ ‫علــى صداقتهمــا‪ .‬انفصــا عــن‬ ‫بعضهمــا ألنــه غــاب عنهــا‬ ‫فــي مصحــة إعــادة تأهيــل‬ ‫المدمنيــن‪ .‬وعندمــا خــرج مــن‬ ‫المصحــة بقيــا كصديقيــن‬ ‫ولكنهمــا نــادرا مــا التقيــا‪ .‬ثــم‬ ‫ارتبطنــا فيمــا بعــد‪ .‬بعــد‬ ‫قرابــة العــام مــن ارتباطنــا‬ ‫حــدث أن مارســت معــه الجنــس‪.‬‬ ‫جــاء إلــى شــقتي لزيارتهــا‬ ‫ومارســا الجنــس علــى ســريري‪.‬‬ ‫بالطبــع كنــت غاضبــا ومتألمــا‬ ‫وأردت أن أفــرغ جــام غضبــي‬ ‫وألمــي عليــه حتــى لــو اقتضــى‬ ‫األمــر أن أضربــه حتــى المــوت‪.‬‬ ‫[مــا الــذي كان يمكــن أن يدفعــك‬ ‫إلــى درجــة أن تقــدم علــى‬ ‫قتلــه؟] ربمــا إذا رأيتــه وزوجتــي‬ ‫وهمــا يمارســان الجنــس‪.‬‬ ‫الحالــة رقــم ‪ ،P273‬رجــل‪،‬‬‫العمــر ‪[ .24‬مــن الــذي فكــرت‬ ‫بقتلــه؟] إنــه العشــيق الحالــي‬ ‫لعشــيقتي الســابقة الــذي يبلــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ 28‬عامــا‪ .‬لقــد‬ ‫كان يضاجــع عشــيقتي وأنــا‬ ‫لــم أزل معهــا‪[ .‬كيــف فكــرت‬ ‫فــي قتلــه؟] فكــرت أن أخنقــه‬ ‫وأضــرب وجهــه حتــى يغمــى‬ ‫عليــه ثــم أركل رأســه‪[ .‬فمــا‬ ‫الــذي منعــك مــن قتلــه؟] لــم‬ ‫أره لعــدة أشــهر‪[ .‬مــا الــذي كان‬ ‫يمكــن أن يدفعــك لقتلــه؟] إذا‬ ‫اتفــق لــي أن رأيتــه وأنــا ثمِــل‬ ‫وقــام باســتفزازي‪.‬‬ ‫الحالــة رقــم ‪ ،P2366‬رجــل‪،‬‬‫العمــر ‪[ .19‬مــن الــذي فكــرت‬

‫بقتلــه؟] إنــه رجــل آخــر‪ .‬لقــد‬ ‫ضاجــع عشــيقتي‪ .‬اكتشــفت أن‬ ‫عشــيقتي كانــت تنــام معــه‬ ‫عندمــا رأيــت ســيارته مركونــة‬ ‫عنــد مدخــل الســيارات‪ .‬فتحــت‬ ‫الســيارة وضربتــه بشــدة وكنــت‬ ‫ألكمــه بقبضتــيَّ حتــى تعبــت‪.‬‬ ‫كنــت ســأقتله لــو أننــي حصلــت‬ ‫علــى هــراوة‪ .‬كان قتلــه فعــا‬ ‫خاطئــا‪ ،‬لكننــي كنــت غاضبــا‬ ‫بطريقــة جنونيــة‪[ .‬كيــف فكــرت‬ ‫بقتلــه؟] فكــرت بــأن أضربــه‬ ‫باســتمرار بمضــرب بيســبول‪.‬‬ ‫[فمــا الــذي منعــك مــن قتلــه؟]‬ ‫لــم يكــن لــديَّ مضــرب‪[ .‬مــا الذي‬ ‫كان يمكــن أن يدفعــك لقتلــه؟]‬ ‫لقــد كنــت هنــاك علــى كل حــال‪.‬‬ ‫إن مفتاحنــا لفهــم لمــاذا تكمــن‬ ‫المنافســات الجنســية خلــف‬ ‫الكثيــر جــدا مــن أفــكار القتــل‬ ‫وجرائــم القتــل الفعليــة هــو أن‬ ‫المخاطــر األعلــى فــي التنافــس‬ ‫التطــوري تتضمــن نجاحنــا‬ ‫فــي الحصــول علــى قريــن أو ال‪،‬‬ ‫وليــس أي قريــن‪ ،‬بــل قريــن‬ ‫قيِّــم مــن الناحيــة التكاثريــة‪.‬‬ ‫فالكثيــرون ممــن يقتُلــون‬ ‫تتعلــق أســباب قتلهــم بهــذه‬ ‫الحقيقــة األساســية‪ .‬وكمــا ذكرت‬ ‫فــي الفصــل الســابق‪ ،‬إن إحــدى‬ ‫أكثــر الحقائــق المدهشــة عــن‬ ‫القتــل هــي أن الرجــال يرتكبــون‬ ‫جرائــم القتــل أكثــر بكثيــر مــن‬ ‫النســاء‪ %87 :‬مــن القتلــة هــم‬ ‫مــن الرجــال‪ .‬نســتطيع أخــذ‬ ‫هــذه المعلومــة اإلحصائيــة‬ ‫واســتنتاج أن الرجــال أكثــر‬ ‫عنفــا مــن النســاء‪ ،‬ولكــن هــذا‬ ‫ال يفســر ســبب كونهــم كذلــك‪.‬‬ ‫أخيــرا‪ ،‬إن المشــاعر التــي عبــرت‬ ‫عنهــا النســاء فــي الخيــاالت‬ ‫المقتبســة فــي األعلــى عدائيــة‬ ‫فــي كل أشــكالها تمامــا كتلــك‬ ‫المشــاعر التــي عبــر عنهــا‬ ‫الرجــال‪ .‬نســتطيع أن نخمِّــن‬ ‫نخمِّــن أن النســاء عمومــا لســن‬ ‫قويــات كمــا الرجــال‪ ،‬لــذا‪،‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.