اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ
ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ -ﺗﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﲢﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪول ا9ﻨﺘﻤﻴﺔ ﻟﻬـﺎ ،ﺳـﻮاء ﻓـﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﳋﺪﻣﺎت أو اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ﻣﻦ اﻟﺪول ا9ﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ أو اﻟﺪول ا9ﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻟﻪ ،ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ،أو ﻧﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء .وﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﺘﻌﺎوﻧﺔ أو ﻣﻨﻔﺮدة -وﻟﻴﺲ ﺑﺪون ﺻﺮاع داﺧـﻠـﻲ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻷوﻗﺎت -أن ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻴﺎزات اﺣﺘﻜﺎرﻳﺔ) (٥ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ وﻓﻲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا9ﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ،وﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎ9ﻴﺔ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت أن ﺗﺴﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺳـﻮاء ﻓـﻲ ﺑـﻼد اﻹﻧـﺘـﺎج أو اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﻣﺸﺘﺮك ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺣﻮل ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ واﻟﺘﺴﻌﻴﺮة، وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬا ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت أرﺑﺎﺣﺎ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ9ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم. وﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺪأت ﺳـﻴـﻄـﺮة )ش ن ع ك( ﻓـﻲ أواﺧـﺮ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت ﻋـﻠـﻰ ﺳـﻮق اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟـﻌـﺎ9ـﻲ ﺗـﻀـﻌـﻒ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ ﺟـﻬـﺔ أﺳـﻮاق اﻻﺳﺘﻬﻼك ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴـﺔ ،وأﺣـﺪ ﻫـﺬه اﻷﺳـﺒـﺎب ﻫـﻮ ﻇـﻬـﻮر اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ا9ﺘﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﻄﺎر اﻷوروﺑﻴﺔ ،واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺮوز اﻫﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻷﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ )اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺘﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﺴﻮق اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ( ﺑﺄﺳﻮاق اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت )اﻟﻘﻮﻣـﻴـﺔ( و )اﻷﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ( اﳉﺪﻳﺪة و ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻟﻔﻆ )ا9ﺘﻄﻔﻠ ( (٦)،وﻫﻲ إﻣﺎ ﺷﺮﻛﺎت ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ أو أﻫﻠﻴﺔ ،وﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷوﻟﻰ )اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ( ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. C.F.P. - Companie Francaise du Petrole. وﻛﺬﻟﻚ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ E.N.I - ENTE Nazionele Idrocarbune وﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )اﻷﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ( اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺜﻞ :ﻛﻮﻧﺘﻨـﺘـﺎل وارﻛـﻮ وأﻛـﺴـﻨـﺪﻳـﻞ .وﻛـﺎﻧـﺖ دواﻓـﻊ ﻣـﺰاﺣـﻤـﺔ ﻫـﺬه اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت )ا9ﺘﻄﻔﻠﺔ( ﻟـ )ش ن ع ك( ﻗﻮﻣﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳـﺔ ،ﺣـﻴـﺚ إن اﺣـﺘـﻜـﺎر اﻟـﺘـﺴـﻌـﻴـﺮة واﻟﺘﻮزﻳﻊ واﻟﺘﻜﺮﻳﺮ ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻗـﺒـﻞ ﺷـﺮﻛـﺎت ﻧـﻔـﻂ ﻋـﺎ9ـﻴـﺔ ﻛـﺒـﺮى أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺪ أوﺟﺪ رد ﻓﻌﻞ ﻗﻮﻳﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻛﻤـﺎ أن ازدﻳـﺎد اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻣـﻦ اﳊـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬه ا9ـﺎدة اﻷوﻟﻴﺔ ﺿﺮورة ﻗﺼﻮى دﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺼﻐﺮى ﻟﻠﻤﺰاﺣﻤﺔ ﻓـﻲ 18