أداء الشركات
لصوص الثقة يستمد البعض اإلثارة من السلبية واألزمات والكوارث ،فهؤالء يقتاتون من خوفك كما تقول حنان ناجي المدربة والمتحدثة ومؤسسة .Transform Coaching UAE
في أول يوم لي في المدرسة تعلمت أحد أكبر الدروس الحياتية .فبينما كنت أكون الصداقات مع غيري من األطفال ادعت بعضهن أن ناهد ،تلك الفتاة الصغيرة التي تجلس إلى جانبي ،كانت سارقة .لم أكن أفهم معنى سارقة حينئذ فقمن بتفسيرها قائالت :ناهد تسرق أقالم الرصاص فلتحذري – سوف تسرق قلمك. وبعد استراحة منتصف اليوم عدت إلى صفي ولم أجد قلمي، وكما توقعتم فقد فكرت بشريكتي في المقعد على الفور وجريت مسرعة إلى المعلمة وقلت لها أن ناهد قد سرقت قلمي. فطلبت من المعلمة أن أحضر حقيبتي وشرعت في تفريغ محتوياتها والبحث في أغراضي .فما الذي وجدته في قاع حقيبتي؟ إنه القلم المفقود.
54
دعنا نفكر سوية في األمر ،يستمد البعض اإلثارة من السلبية واألزمات والكوارث .وال بد أنكم تعرفون هذا النوع من الناس ،أليس كذلك؟ فهم يتحدثون دائما عن األخطاء أو مدى فظاعة األمور وانه نهاية العالم قد اقتربت. هذا النوع من الناس يعيش على الخوف ،فإذا أردت القليل من اإلثارة إلزالة الرتابة من حياتك أو فقدت الثقة بنفسك ألي سبب كان فسوف تمنحهم ما يريدون – سيصيبك الهلع من كل ما يقولونه لك. قام أحد أصدقائي ،بناء على ما “يقال” ،بتصفية جميع ممتلكاته لتبقى أمواله معه إذ كان يخشى من تركها في المصرف ،ولم يفكر طبعا فيما قد يحث لماله إذا تعرض بيته للسرقة! صحيح أن الكثيرين ،منذ تدهور المشهد االقتصادي، قد خسروا وظائفهم واضطروا إلى االنتقال أو العمل في مهن مختلفة ،فتلك حقيقة وواقع علينا التعامل معه ،إال أن الكثيرين حولوا نظرية “يقال” إلى نبوءة ذاتية التحقق بمعاملة مؤسساتهم أو التفاعل مع زبائنهم بشيء من الشك .فقد توقعوا الفشل فتحقق! المشهد االقتصادي واقع ولكن عليك التعامل معه دون هلع ،واحرص على تقصي الحقائق والتحقق مما إذا كان لدى مصادر المعلومات أجندات خفية ،فإذا كانوا كذلك فال تفزع وإنما كف عن اإلصغاء لهم وغادر ببساطة! استعمل عقل وابحث في القضايا وانظر إذا كانت المعلومات التي سمعتها صحيحة ،فإذا كانت صحيحة ومدعومة بأدلة كافية فلتجلس وتوازن بين خياراتك بعقالنية وقم بقياس المخاطر التي يمكنك تحملها ،انظر للنصف الممتلئ من الكأس، ثم اعمل.
لن أنسى ما حييت األلم والحرج الذي أحسست به حين وبختني المعلمة قائلة“ :إياك أن تفترضي أو تتهمي قبل التأكد من الحقائق”.
أما إذا تبين أن ما “يقال” غير صحيح فقد جنبت نفسك الهلع وتحمل عواقب الفشل الذي لم يكن سيصيبك أص ً ال.
واليوم ،حين أتحدث أو ألقي محاضرة ،فإنني غالبا ما أسأل المستمعين :هل تعتقدون أنكم تتخذون قراراتكم بأنفسكم حقا؟ وعادة ما يدافع الناس عن أنفسهم قائلين: “طبعا!” ثم أسألهم كم مرة افترضوا أمرا ما وتوصلوا إلى استنتاج ما أو حتى قرروا استنادا إلى ما “قيل” لهم؟ وهنا يعم الصمت المكان.
التعميم واالفتراضات واإلصغاء للقيل والقال والمشاركة في النقاشات السلبية المليئة بالشكوى: هذه األمور ال تؤثر على حياتك وراحة بالك وحسب ،بل وتسلبك قدرتك الشخصية ،فحين تتخذ القرارات بناء على ما “يقولون” لك فأنت في الواقع تسمح “لهم” أن يقرروا بالنيابة عنك.
القطاع الخاص نوفمبر 2011
فلتصنع معروفا لنفسك وحين تسمع كلمة “يقولون” مرة أخرى فلتتوقف ولتسأل الذي تطوع بإطالعك على تلك المعلومة :من “هم”. لن تحصل على إجابة واضحة في معظم األحيان .لماذا؟ ألن “هم” ال وجود لهم ،فلتقم بعملك ولتستخدم عقلك وتقرر بنفسك .تلك هي خير السبل لتجاوز أي موقف ،حتى الكساد أو الركود.
حول الكاتب حنان ناجي مرشدة مدراء وأعمال ومدربة وميسرة ومتحدثة دولية .وتحمل ثالثة درجات علمية عليا في حقول تتعلق بالعالقات اإلنسانية وقد تقلت مناصب عليا في حكومة دبي ومنظمات النفط والغاز متعددة الجنسيات والشركات العامة والخاصة في دولة اإلمارات العربية المتحدة. وتتمتع حنان بخبرة تربو عن ( )51عاما في مجال الموارد البشرية واألعمال في الموارد البشرية للشركات ،وهي مؤسسة التحول مؤسسة اليوم َّ ِّ لإلرشاد والتدريب (Transform .)Coaching and Trainingوقد كرمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة اإلمارات ورئيس مجلس وزرائها وحاكم دبي ،كإحدى أبرز الشخصيات التي ساهمت في تحقيق التميز واإلنجاز في مجال التنمية البشرية في الدولة .ولمزيد من المعلومات ،يرجى زيارة الموقع اإللكتروني.www.hanannaji.com :