ورقة وقلم
ورقة وقلم
الدولة
صوت الصمت
وبعدما طعنوا الرجل المريض وفصلوا عنه أبنائه بذلوا الغالي والرخيص من أجل زرع فكرة «القومية» بين أبنائه ومن جاء بعدهم من نسلهم ،فهذا هو السبيل الوحيد للقضاء على المنافس األقوى «العثمانيين»؛ وبدالً من فكرة الخالفة التي تحمل في طياتها الوحدة والقوة والمنافسة والطموح زرعت في عقول األبناء فكرة الدولة التي تقوم على القومية والقبلية وحب العرق ومن رأيي تحمل الكثير من العنصرية فقد توارث األبناء الفكرة و تناقلوها وترسخت في األذهان حتى اختفت فكرة «الوحدة» تحت ستار العجز وشبت فكرة «الفرقة» وترعرعت وقوي عودها وكلما قوي عودها ضعفت شوكة الخالفة حتى صرنا لما نحن فيه اآلن . وهذا هو ما فعله الغرب في الدولة العثمانية التي ال أقول أنها كانت خالية من العيوب بل إن أراضيها امتلئت ظلما ً في عصور العديد من الخلفاء ولكنهم رغم ذلك حفظوا للعرب والمسلمين الكثير من مظاهر الحضارة والقوة. ولم تتوقف يد الغرب عند هذا الحد بل إنهم راعوا أثناء توزيع التركة أن يكون من المحال أن تقوم ألي من األبناء قائمة حضارية أو ثقافية أو فكرة نهضوية ،فتركزت رؤوس األموال في دول إما صغيرة جداً أو فقيرة من ناحية الموارد وبذلك أصبح لدينا دول غنية من ناحية المال ـ وفي نفس الوقت قليلة السكان ـ ودول غنية ثقافيا ً أو فكريا ً وبها نواة لنهضة علمية ودول أخرى تتضور جوعا ً وال تجد ما يسترها ،فاستحالت النهضة واستفحلت القومية والعصبية ألبناء الوطن الواحد كل يفخر بميزته ولو أنهم اتحدوا لما آل حالهم لما هم عليه . إن فكرة الدولة فكرة مستوردة معدلة خصيصا ً من أجل العرب لكي ال تقوم لهم قائمة ولكي يضمن الغرب أال تقوى شوكتهم ولن يفلح قطرعربي لم يدر في فلك الغرب طالما أنه تخلى عن الوحدة وتعصب لوطنه واتخذ من فكرة الدولة منهجا ً وسبيالً للنجاة . إن رد فعل الدول العربية على ما يحدث في سوريا مذ عامين وما يحدث في فلسطين منذ أكثر من ستين عاما ً يشعرني بمدى عفن وعنصرية فكرة الدولة والقومية واإلنتماء للقطر األصغر دون الغيرة على أبناء الدين الواحد والحضارة الواحدة واللغة الواحدة والمشترك اإلنساني الواحد . إن الناظر للمسلمين في عهود الخالفة المختلفة سيجد أنهم يقينا ً أفضل حاالً مما هم عليه اآلن ،األمر الذي يدفع المرء للبحث في أسباب هذا اإلنحدار وربط هذه األسباب بمصالح الدول الغربية التي ما زالت في وجهة نظري إستعمارية ولكن بطرق مختلفة قليالً . نحن في فترة بناء نظام سياسي جديد إما سيحدث الفارق لمصلحة الشعوب اإلسالمية والعربية أو سيكون وباالً عليهم كما حدث منذ مئة عام تقريباً.
حلم الفقير ستر الجسد ،وملىء جوفه بالقليل . لم يتمني قصر األمير أو ثوب حرير فاخر . سرقته سذاجته وقالت له « ال حلم لفقير بائس « بكت جفونه ندما ً علي صمته الضعيف الساكن . فحتي كسرة خبز بائت عليه و نائت عن متناول يديه مرددة « لست لك فأنا مدعمة ,مثلي رفيع المقام مليء بعيوب ظاهرية ،ولكني رئيسة حرب عالمية ،فبدوني تموت الشعوب جوعا ً ،و أنظم البالد سياسيا ً ؛ فلوالي ما استطاعت األيادي الخفية السيطرة علي البالد المنتهية الصالحية « صدقتي يا حفنة قمح تحولت لسالح اقتصادي ذو مكانة عالمية ،وتتوالي علينا المصاعب ونحن نلعب دور السذج والال مبالين لحقوقنا الدستورية . غرست بذور الهدم لجني ثمار البناء ! فكيف يصلحوا عفونة األساس؟؟ و عند أول سهم مسموم أطلق لبدء القتال فتحوا حصونهم مستقبلينه باستبشار. خرقت األسعار جيوب الفقراء وحوم الجوع حول منازل الخوف . وتساءل البشر أين قاع المحيط ؛ فكلما غرقوا في أغواره أبتلعتهم أمواج اإلنحدار والتخلف والسلبية . وألن دائما ً الوعود تتهاوي من علي سطح الواقع ؛ وألن روح العمل الدائب المخلص شبح نتخاص منه بإراداتنا ونناجيه في وسائل اإلعالم المتنوعة . خاب أمل رب األسرة البسيط ووصل عجزه حتي تمني الموت في سبيل تحقيق الحياة الكريمة !! . فدفع أجر حلمه وأعطي لقاتله ماله أمالً في السفر. فهرب من قبر الفقر إلي قبر اإلنهيار البطيء ؛ فقد دفع ثمن ميتة ألمها يلقي األرواح ويصيبها في جرحها علي شواطيء الغربة . ماذا تفعل يا جائع وأنت رمز المحن ؟؟ أصبحت بطل الشاشة والصحف ،ورغم ذلك تركوك لجوعك وتلمسوا أسباب صمتك . أما آن لك يا رجل أن تعترض علي سوط الغالء ؟؟ ألم يقرص الجوع معدتك لتكسر سور الالمباالة والضياع ؟ أم اكتفيت بالشكوي والندم مع التمتع بذكر أسعار الماضي . فإن سكت عن حقك فستسحق بسيوف رجال أعمال الفناء ،وستنال جزاء ضعفك المتناهي المثال. أسُلب منك صوتك حتي عجزت عن الكالم ؟؟ أم خيل إليك أنك أضعف من أن تغير مسار الحياة ؟! فهيا قم وأعتدل وقل أنا مواطن في هذه البالد وسأنال حقي و سأرفض القصة المتناهية اإلبداع .
بقلم :محمد حسين
بقلم :نجالء أشرف