ورقة وقلم

Page 5

‫ورقة وقلم‬

‫ورقة وقلم‬

‫الدولة‬

‫صوت الصمت‬

‫وبعدما طعنوا الرجل المريض وفصلوا عنه أبنائه بذلوا الغالي والرخيص من أجل زرع فكرة‬ ‫«القومية» بين أبنائه ومن جاء بعدهم من نسلهم ‪ ،‬فهذا هو السبيل الوحيد للقضاء على المنافس‬ ‫األقوى «العثمانيين»؛ وبدالً من فكرة الخالفة التي تحمل في طياتها الوحدة والقوة والمنافسة‬ ‫والطموح زرعت في عقول األبناء فكرة الدولة التي تقوم على القومية والقبلية وحب العرق‬ ‫ومن رأيي تحمل الكثير من العنصرية فقد توارث األبناء الفكرة و تناقلوها وترسخت في‬ ‫األذهان حتى اختفت فكرة «الوحدة» تحت ستار العجز وشبت فكرة «الفرقة» وترعرعت‬ ‫وقوي عودها وكلما قوي عودها ضعفت شوكة الخالفة حتى صرنا لما نحن فيه اآلن ‪.‬‬ ‫وهذا هو ما فعله الغرب في الدولة العثمانية التي ال أقول أنها كانت خالية من العيوب بل إن‬ ‫أراضيها امتلئت ظلما ً في عصور العديد من الخلفاء ولكنهم رغم ذلك حفظوا للعرب والمسلمين‬ ‫الكثير من مظاهر الحضارة والقوة‪.‬‬ ‫ولم تتوقف يد الغرب عند هذا الحد بل إنهم راعوا أثناء توزيع التركة أن يكون من المحال أن‬ ‫تقوم ألي من األبناء قائمة حضارية أو ثقافية أو فكرة نهضوية ‪ ،‬فتركزت رؤوس األموال في‬ ‫دول إما صغيرة جداً أو فقيرة من ناحية الموارد وبذلك أصبح لدينا دول غنية من ناحية المال ـ‬ ‫وفي نفس الوقت قليلة السكان ـ ودول غنية ثقافيا ً أو فكريا ً وبها نواة لنهضة علمية ودول أخرى‬ ‫تتضور جوعا ً وال تجد ما يسترها‪ ،‬فاستحالت النهضة واستفحلت القومية والعصبية ألبناء‬ ‫الوطن الواحد كل يفخر بميزته ولو أنهم اتحدوا لما آل حالهم لما هم عليه ‪.‬‬ ‫إن فكرة الدولة فكرة مستوردة معدلة خصيصا ً من أجل العرب لكي ال تقوم لهم قائمة ولكي‬ ‫يضمن الغرب أال تقوى شوكتهم ولن يفلح قطرعربي لم يدر في فلك الغرب طالما أنه تخلى عن‬ ‫الوحدة وتعصب لوطنه واتخذ من فكرة الدولة منهجا ً وسبيالً للنجاة ‪.‬‬ ‫إن رد فعل الدول العربية على ما يحدث في سوريا مذ عامين وما يحدث في فلسطين منذ أكثر‬ ‫من ستين عاما ً يشعرني بمدى عفن وعنصرية فكرة الدولة والقومية واإلنتماء للقطر األصغر‬ ‫دون الغيرة على أبناء الدين الواحد والحضارة الواحدة واللغة الواحدة والمشترك اإلنساني‬ ‫الواحد ‪.‬‬ ‫إن الناظر للمسلمين في عهود الخالفة المختلفة سيجد أنهم يقينا ً أفضل حاالً مما هم عليه اآلن‬ ‫‪ ،‬األمر الذي يدفع المرء للبحث في أسباب هذا اإلنحدار وربط هذه األسباب بمصالح الدول‬ ‫الغربية التي ما زالت في وجهة نظري إستعمارية ولكن بطرق مختلفة قليالً ‪.‬‬ ‫نحن في فترة بناء نظام سياسي جديد إما سيحدث الفارق لمصلحة الشعوب اإلسالمية والعربية‬ ‫أو سيكون وباالً عليهم كما حدث منذ مئة عام تقريباً‪.‬‬

‫حلم الفقير ستر الجسد ‪ ،‬وملىء جوفه بالقليل ‪.‬‬ ‫لم يتمني قصر األمير أو ثوب حرير فاخر ‪.‬‬ ‫سرقته سذاجته وقالت له « ال حلم لفقير بائس «‬ ‫بكت جفونه ندما ً علي صمته الضعيف الساكن ‪.‬‬ ‫فحتي كسرة خبز بائت عليه و نائت عن متناول يديه مرددة « لست لك فأنا مدعمة‪ ,‬مثلي رفيع‬ ‫المقام مليء بعيوب ظاهرية ‪ ،‬ولكني رئيسة حرب عالمية ‪ ،‬فبدوني تموت الشعوب جوعا ً ‪ ،‬و أنظم‬ ‫البالد سياسيا ً ؛ فلوالي ما استطاعت األيادي الخفية السيطرة علي البالد المنتهية الصالحية «‬ ‫صدقتي يا حفنة قمح تحولت لسالح اقتصادي ذو مكانة عالمية ‪ ،‬وتتوالي علينا المصاعب ونحن‬ ‫نلعب دور السذج والال مبالين لحقوقنا الدستورية ‪.‬‬ ‫غرست بذور الهدم لجني ثمار البناء ! فكيف يصلحوا عفونة األساس؟؟‬ ‫و عند أول سهم مسموم أطلق لبدء القتال فتحوا حصونهم مستقبلينه باستبشار‪.‬‬ ‫خرقت األسعار جيوب الفقراء وحوم الجوع حول منازل الخوف ‪.‬‬ ‫وتساءل البشر أين قاع المحيط ؛ فكلما غرقوا في أغواره أبتلعتهم أمواج اإلنحدار والتخلف‬ ‫والسلبية ‪.‬‬ ‫وألن دائما ً الوعود تتهاوي من علي سطح الواقع ؛ وألن روح العمل الدائب المخلص شبح نتخاص‬ ‫منه بإراداتنا ونناجيه في وسائل اإلعالم المتنوعة ‪.‬‬ ‫خاب أمل رب األسرة البسيط ووصل عجزه حتي تمني الموت في سبيل تحقيق الحياة الكريمة !! ‪.‬‬ ‫فدفع أجر حلمه وأعطي لقاتله ماله أمالً في السفر‪.‬‬ ‫فهرب من قبر الفقر إلي قبر اإلنهيار البطيء ؛ فقد دفع ثمن ميتة ألمها يلقي األرواح ويصيبها في‬ ‫جرحها علي شواطيء الغربة ‪.‬‬ ‫ماذا تفعل يا جائع وأنت رمز المحن ؟؟ أصبحت بطل الشاشة والصحف ‪ ،‬ورغم ذلك تركوك‬ ‫لجوعك وتلمسوا أسباب صمتك ‪.‬‬ ‫أما آن لك يا رجل أن تعترض علي سوط الغالء ؟؟‬ ‫ألم يقرص الجوع معدتك لتكسر سور الالمباالة والضياع ؟ أم اكتفيت بالشكوي والندم مع التمتع‬ ‫بذكر أسعار الماضي ‪.‬‬ ‫فإن سكت عن حقك فستسحق بسيوف رجال أعمال الفناء‪ ،‬وستنال جزاء ضعفك المتناهي المثال‪.‬‬ ‫أسُلب منك صوتك حتي عجزت عن الكالم ؟؟ أم خيل إليك أنك أضعف من أن تغير مسار الحياة‬ ‫؟!‬ ‫فهيا قم وأعتدل وقل أنا مواطن في هذه البالد وسأنال حقي و سأرفض القصة المتناهية اإلبداع ‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬محمد حسين‬

‫بقلم ‪ :‬نجالء أشرف‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.